الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي10%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184493 / تحميل: 6202
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

١٦٠٨/ ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) (١) قَالَ : « مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ يَرَاهُ وَيَسْمَعُ مَا يَقُولُ(٢) وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُهُ(٣) مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَيَحْجُزُهُ ذلِكَ عَنِ الْقَبِيحِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، فَذلِكَ الَّذِي ، خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى(٤) ».(٥)

١٦٠٩/ ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ(٦) بْنِ أَبِي سَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً ، وَلَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتّى يَكُونَ عَامِلاً(٧) لِمَا(٨) يَخَافُ وَيَرْجُو ».(٩)

١٦١٠/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : ذَنْبٍ قَدْ مَضى لَايَدْرِي‌

__________________

(١). الرحمن (٥٥) : ٤٦.

(٢). في « بف » والبحار : + « ويفعله ».

(٣). في الكافي ، ح ١٦٥١ : « ويسمع ما يقوله ويفعله ».

(٤). إشارة إلى الآية ٤٠ من سورة النازعات (٧٩).

(٥).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب اجتناب المحارم ، ح ١٦٥١الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ١٩٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٠٣٢١ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٤ ، ح ٨.

(٦). في « ب » : « الحنين ». وفي « د ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوسائل : « الحسين » ، وكلاهما سهو. والحسن هذا ، هو الحسن بن أبي سارة النيلي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٨٨٣ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣٠ ، الرقم ١٣٢٣ ؛ وص ١٨١ ، الرقم ٢١٧٩.

(٧). في « ب » وحاشية « ف » : « عالماً ».

(٨). في « بر » : « بما ».

(٩).الأمالي للمفيد ، ص ١٩٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٧ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن الحسن بن أبي سارة.تحف العقول ، ص ٣٦٩ ؛وفيه ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الكاظمعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ١٩٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٠٣١٥ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ٩.

١٨١

مَا صَنَعَ اللهُ فِيهِ ، وَعُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لَايَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فِيهِ مِنَ الْمَهَالِكِ ، فَهُوَ لَايُصْبِحُ(١) إِلَّا خَائِفاً(٢) ، وَلَا يُصْلِحُهُ إِلَّا الْخَوْفُ(٣) ».(٤)

١٦١١/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ(٦) فِي قَلْبِهِ نُورَانِ : نُورُ خِيفَةٍ ، وَنُورُ رَجَاءٍ ، لَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ، وَلَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا».(٧)

٣٤ - بَابُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ‌

١٦١٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَايَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ(٨) عَلى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي ؛ فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا(٩) وَأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ(١٠) أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ ، غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا‌

__________________

(١). في « ج ، بر » : « لا يصلح ». وفي الوسائل : « فلا يصبح » بدل « فهو لا يصبح ».

(٢). في تحف العقول : + « ولا يمسي إلّاخائفاً ».

(٣). في « ف » : « الحزن ».

(٤).تحف العقول ، ص ٣٧٧ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٣ ، ح ١٩٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٠٣٢٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٠.

(٥). في « ز » : « أصحابنا ».

(٦). في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، بس ، بف » : - « و ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٩٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٠٣١٤.

(٨). في « ب ، ج ، د ، ض ، ف ، بس » وشرح المازندراني والوسائل : + « لي ».

(٩). في حاشية « ض » : « أجهدوا ».

(١٠). في « ص » : + « في ». وفي « ف » والكافي ، ح ١٥٨١ : + « وأفنوا ».

١٨٢

يَطْلُبُونَ(١) عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَالنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي(٢) وَرَفِيعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلى فِي جِوَارِي ، وَلكِنْ بِرَحْمَتِي(٣) فَلْيَثِقُوا ، وَفَضْلِي(٤) فَلْيَرْجُوا(٥) ، وَإِلى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا ؛ فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذلِكَ تُدْرِكُهُمْ(٦) ، وَمَنِّي(٧) يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ، وَمَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ(٨) عَفْوِي ؛ فَإِنِّي أَنَا اللهُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، وَبِذلِكَ تَسَمَّيْتُ(٩) ».(١٠)

١٦١٣/ ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ(١١) ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّعليه‌السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ وَهُوَ(١٢) عَلى مِنْبَرِهِ : وَ(١٣) الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ(١٤) بِاللهِ ، وَرَجَائِهِ لَهُ ، وَحُسْنِ خُلُقِهِ ، وَالْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ وَالَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، لَايُعَذِّبُ اللهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللهِ ، وَتَقْصِيرِهِ(١٥)

__________________

(١). في فقه الرضا ، ص ٣٦١ : « فيما يظنّونه ».

(٢). في « د » : « جناني ».

(٣). في الكافي ، ح ١٥٨١ : « فبرحمتي ».

(٤). في « ج ، ز ، ض » والكافي ، ح ١٥٨١ : « وبفضلي ». وفي فقه الرضا ، ص ٣٦١ : « ومن فضلي ».

(٥). في الكافي ، ح ١٥٨١ : « فليفرحوا ».

(٦). في الكافي ، ح ١٥٨١ : « تداركهم ».

(٧). في « ص » : « وهي مني ».

(٨). في الأمالي : « وبمنّي اُبلغهم رضواني واُلبسهم » بدل « ومنّي يبلغهم رضواني ومغفرتي تبلسهم ».

(٩). في حاشية « ز » : « سمّيت ».

(١٠).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح ١٥٨١ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، مع زيادة في أوّله. وفيالأمالي للطوسي ، ص ٢١١ ، المجلس ٨ ، ح ١٨ ، بسنده عن الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب.التمحيص ، ص ٥٧ ، ح ١١٥ ، عن أبي عبيدة الحذّاء. وفيالأمالي للطوسي ، ص ١٦٧ ، المجلس ٦ ، ح ٣٠ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦١ ، ذيل الحديث الطويل ، مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ٣٨٧ ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٥ ، ح ١٩٦٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٣١ ، إلى قوله : « وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا ».

(١١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد.

(١٢). في الوسائل : - « وهو ».

(١٣). في « ز » : « والله ».

(١٤). في«ز،ص،ف»:«الظنّ».

(١٥). في«ب،ج،ز،ض»والوسائل والبحار:«تقصير».

١٨٣

مِنْ رَجَائِهِ(١) ، وَسُوءِ خُلُقِهِ ، وَاغْتِيَابِهِ(٢) لِلْمُؤْمِنِينَ ؛ وَ(٣) الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، لَايَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللهِ إِلَّا كَانَ اللهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ ؛ لِأَنَّ اللهَ كَرِيمٌ ، بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ(٤) ، يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ، ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ ؛ فَأَحْسِنُوا بِاللهِ الظَّنَّ ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ ».(٥)

١٦١٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « أَحْسِنِ(٦) الظَّنَّ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ(٧) ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ(٨) بِي(٩) ، إِنْ خَيْراً فَخَيْراً(١٠) ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً(١١) ».(١٢)

١٦١٥/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ أَنْ لَاتَرْجُوَ إِلَّا اللهَ ، وَلَا تَخَافَ إِلَّا

__________________

(١). في الوسائل : + « له ».

(٢). في الوسائل : « واغتياب ».

(٣). في « ز » : « والله ».

(٤). في الوسائل : « الخير ».

(٥).الاختصاص ، ص ٢٢٧ ، مرسلاً عن الباقرعليه‌السلام ، إلى قوله : « وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين » ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٠ ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٩٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٠٣٥٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٤.

(٦). في شرح المازندراني : « أحسنوا ».

(٧). في البحار : + « حسن ».

(٨). في « ص ، ض ، ه » والوسائل والعيون : - « المؤمن ».

(٩). في « ص ، ض ، ه » وحاشية « ض » والعيون : - « بي ».

(١٠). في « ز » : « فخير ».

(١١). في « ز » : « فشرّ ».

(١٢).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠ ، ضمن الحديث الطويل ٤٤ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٧٧ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيه : « إنّ الله عزّ وجلّ عند ظنّ عبده ، إن خيراً فخيراً ، وإن شرّاً فشرّاً » مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٩٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٠٣٤٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥.

١٨٤

ذَنْبَكَ(١) ».(٢)

٣٥ - بَابُ الِاعْتِرَافِ بِالتَّقْصِيرِ‌

١٦١٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِبَعْضِ وُلْدِهِ : « يَا بُنَيَّ(٣) ، عَلَيْكَ بِالْجِدِّ ، لَا تُخْرِجَنَّ(٤) نَفْسَكَ مِنْ(٥) حَدِّ التَّقْصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَطَاعَتِهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ لَايُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ ».(٦)

١٦١٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ(٧) أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ الْعِرَاقِيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٨) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا جَابِرُ ، لَا أَخْرَجَكَ اللهُ مِنَ النَّقْصِ وَلَا(٩) التَّقْصِيرِ ».(١٠)

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٤٥ : « فيه إشارة إلى أنّ حسن الظنّ بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتّكالاً على رحمة الله ، بل معناه أنّه مع العمل لايتّكل على عمله ، وإنّما يرجو قبوله من فضله وكرمه ، ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله ، لا من ربّه ؛ فحسن الظنّ لا ينافي الخوف ، بل لابدّ من الخوف وضمّه مع الرجاء وحسن الظنّ ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٩٧١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٠٣٥١ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٧ ، ح ١٦.

(٣). في الأمالي : « أنّه قال : بدل « قال : قال لبعض ولده : يا بنيّ ».

(٤). في الأمالي : « ولاتخرجنّ ».

(٥). في « ف » والبحار : « عن ».

(٦).الأمالي للطوسي ، ص ٢١١ ، المجلس ٨ ، ح ١٧ ، بسنده عن الكليني.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ح ٥٨٨٥ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٧٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٥ ، ح ٢٢٧ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٦.

(٧). في « ف » : + « محمّد ».

(٨). في « بس » والوسائل : - « لي ».

(٩). في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » والوسائل : - « لا ». وفيالمرآة : « أي وفّقك الله لأن تعدّ عبادتك ناقصة ونفسك مقصّرة أبداً ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٩٧٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٣٠ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٧.

١٨٥

١٦١٨/ ٣. عَنْهُ(١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ(٢) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ رَجُلاً فِي(٣) بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللهَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ قَرَّبَ قُرْبَاناً ، فَلَمْ يُقْبَلْ(٤) مِنْهُ ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ : مَا أُتِيتُ(٥) إِلَّا مِنْكِ ، وَمَا الذَّنْبُ إِلَّا لَكِ ». قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَيْهِ : ذَمُّكَ لِنَفْسِكَ(٦) أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَتِكَ(٧) أَرْبَعِينَ سَنَةً ».(٨)

١٦١٩/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٩) : « أَكْثِرْ مِنْ(١٠) أَنْ تَقُولَ : اللّهُمَّ لَاتَجْعَلْنِي مِنَ الْمُعَارِينَ(١١) ، وَلَا تُخْرِجْنِي مِنَ(١٢) التَّقْصِيرِ ».

قَالَ(١٣) : قُلْتُ : أَمَّا الْمُعَارُونَ ، فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ يُعَارُ الدِّينَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ ،

__________________

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فإنّ ابن فضّال الراوي عن الحسن بن الجهم ، هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، روى عنه أحمد بن أبي عبد الله ، بعنوان أحمد بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١٠٩ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٥٠ - ٥١.

(٢). في « ب ، ج ، ص ، بف » : « جهم ».

(٣). في « ب » : « من ».

(٤). في « ه » : « فلم يتقبّل ».

(٥). في « ز ، ف » والوافي والبحار ، ج ١٤ : « اُوتيت ». وفيالوافي : « ما اُتيت إلّامنك ، على البناء للمفعول ، أي ما دخل عليّ البلاء إلّامن جهتك ». وفي حاشية « بر » : « اُثيب ».

(٦). في البحار : « نفسك ».

(٧). في « ص ، ف ، ه ، بر ، بف » : « عبادة ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٩٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٠٣٥٧ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٠٠ ، ح ٢٣ ؛ وج ٧١ ، ص٢٣٤،ح ١٥. (٩). في الوسائل : - « قال ».

(١٠). في « ز ، ص ، ف » : - « من ».

(١١). فيالوافي : « المعارة على البناء للمفعول - من الإعارة ، يعني بهم الذين يكون الإيمان عارية عندهم غير مستقرّ في قلوبهم ولا ثابت في صدورهم ، كما فسّره الراوي ».

(١٢). في«بر»وحاشية«بس»:+«حدّ».

(١٣) في«ج،ف»والبحار:-«قال».

١٨٦

فَمَا مَعْنى « لَا تُخْرِجْنِي مِنَ(١) التَّقْصِيرِ »؟

فَقَالَ : « كُلُّ عَمَلٍ(٢) تُرِيدُ بِهِ(٣) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ مُقَصِّرُونَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».(٤)

٣٦ - بَابُ الطَّاعَةِ وَالتَّقْوى‌

١٦٢٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ(٥) أَخِي عُرَامٍ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَذْهَبْ(٧) بِكُمُ الْمَذَاهِبُ ، فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنْ أَطَاعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ».(٨)

١٦٢١/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ‌

__________________

(١). في حاشية « بر » : + « حدّ ».

(٢). في الكافي ، ح ٣٤٤٤ : + « تعمله ».

(٣). في الكافي ، ح ٣٤٤٤ : + « وجه ».

(٤).الكافي ، كتاب الدّعاء ، باب دعوات موجزات ، ح ٣٤٤٤ ، بسنده عن الفضل بن يونس ، إلى قوله : « مقصّرون »الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٧٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٢٨ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٤. (٥). في « ف » : + « بن ».

(٦). في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس » والبحار : « غرام ».

(٧). في « ه » ومرآة العقول والبحار : « لا يذهب ». وقال في المرآة : « لا يذهب بكم المذاهب ، على بناء المعلوم ، والباء للتعدية - وإسناد الإذهاب إلى المذاهب على المجاز ، فإنّ فاعله النفس أو الشيطان - أي لايذهبكم المذاهب الباطلة إلى الضلال والوبال. أو على بناء المجهول ، أي لا يذهب بكم الشيطان في المذاهب الباطلة من الأمانيّ الكاذبة والعقائد الفاسدة بأن تجترّوا على المعاصي اتّكالاً على دعوى التشيّع والمحبّة والولاية من غير حقيقة ، فإنّه ليس شيعتهم إلّامن شايعهم في الأقوال والأفعال ، لا من ادّعى التشيّع بمحض المقال ».

(٨).الأمالي للطوسي ، ص ٢٧٣ ، المجلس ١٠ ، ح ٥٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « إنّما شيعتنا من أطاع الله عزّ وجلّ »الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠١ ، ح ١٩٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٠٣٦٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٥ ، ح ٢.

١٨٧

حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « خَطَبَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، وَاللهِ(١) مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ(٢) النَّارِ إِلَّا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَمَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، أَلَا وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ(٣) فِي رُوعِي(٤) أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ(٥) نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ(٦) رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا اللهَ ، وَأَجْمِلُوا(٧) فِي الطَّلَبِ ، وَلَا يَحْمِلْ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ شَيْ‌ءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ(٨) بِغَيْرِ(٩) حِلِّهِ(١٠) ؛ فَإِنَّهُ لَايُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ ».(١١)

١٦٢٢/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ؛

__________________

(١). في الوسائل : - « والله ».

(٢). في البحار : « عن ».

(٣). أي أوحى وألقى ؛ من النَفث بالفم ، وهو شبيه بالنفخ ، وهو أقلّ من التَفْل ؛ لأنّ التَفْل لا يكون إلّا ومعه شي‌ء من‌الريق.النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٨ ( نفث ).

(٤). « في روعي » ، أي في نفسي وخَلَدي. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ( روع ).

(٥). في « ص » : « لن يموت ».

(٦). في « ض » : « يستكمل ».

(٧). أجمل في الطلب : إذا لم يحرص.أساس البلاغة ، ص ٦٤ ( جمل ).

(٨). في « ف » : « أن يطلب ». وفي الوسائل : « أن تطلبوه ».

(٩). في الوسائل : « من غير ».

(١٠). في « ف » : « جدّه ».

(١١).المحاسن ، ص ٢٧٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٩٩ ، بسنده عن عاصم بن حميد ، إلى قوله : « إلّا وقد نهيتكم عنه » مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب ، ح ٨٤٠٠ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢١ ، ح ٨٨٠ ، بسندهما عن أبي حمزة الثمالي ، من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث » إلى قوله : « أن يطلبه بغير حلّه » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره ؛التمحيص ، ص ٥٢ ، ح ١٠٠ ، عن أبي حمزة الثمالي ، مع اختلاف يسير وزيادة. وفيالكافي ، كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب ، ح ٨٤١٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، نفس الباب ، ح ٨٤٠٢ ، بسند آخر عن أحدهماعليهما‌السلام ؛بصائر الدرجات ، ص ٤٥٣ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث ». وفيالأمالي للصدوق ، ص ٢٩٣ ، المجلس ٤٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.المقنعة ، ص ٥٨٦ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث » إلى قوله : « وأجملوا في الطلب » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ، ح ١٦٨٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥ ، ح ٢١٩٣٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٦ ، ح ٣.

١٨٨

وَ(١) أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ،عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي(٢) : « يَا جَابِرُ ، أَيَكْتَفِي(٣) مَنْ يَنْتَحِلُ(٤) التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللهَ وَأَطَاعَهُ ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالْأَمَانَةِ(٥) ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ ، وَالصَّوْمِ(٦) ، وَالصَّلَاةِ ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ(٧) ، وَالتَّعَاهُدِ(٨) لِلْجِيرَانِ(٩) مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ(١٠) النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ ».

قَالَ جَابِرٌ : فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهذِهِ الصِّفَةِ.

فَقَالَ : « يَا جَابِرُ ، لَاتَذْهَبَنَّ(١١) بِكَ(١٢) الْمَذَاهِبُ ، حَسْبُ(١٣) الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ(١٤) :

__________________

(١). في السند تحويل بعطف « أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه » على « محمّد بن سالم » - عطف طبقتين على طبقةواحدة - فإنّ أحمد بن النضر ، هو الخزّاز ، له كتاب رواه عنه محمّد بن خالد البرقي ومحمّد بن سالم ، كما وردت روايتهما عنه في عددٍ من الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٨٠ ، الرقم ١٠١ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧١٠ - ٧١٢. (٢). في « ه » : + « أبو جعفرعليه‌السلام ».

(٣). في « ف » والوافي : « أيكفي ».

(٤). في « بر ، بف » والوافي : « انتحل ». وفي صفات الشيعة : « اتّخذ ». وانتحال الشي‌ء : ادّعاؤه.لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٠ ( نحل ). (٥). فيالأمالي للصدوق : - « والأمانة ».

(٦). في « ف » : - « والصوم ».

(٧). فيالأمالي للصدوق : - « والبرّ بالوالدين ».

(٨). في « ج ، د ، ز ، ف ، بر » ومرآة العقول والبحار والأمالي للصدوق وصفات الشيعة : « والتعهّد ».

(٩). في حاشية«ج،ض»:«بالجيران».

(١٠). في « ص » : « من ».

(١١). في«ه»والأمالي للصدوق :«لا يذهبنّ».

(١٢). في « ه » : « بكم ».

(١٣) فيالأمالي للصدوق : « أحسب ».

(١٤) « حسب الرجل أن يقول » : التركيب مثل : حسبك درهم ، أي كافيك. وهو خبر لفظاً واستفهام معنى ، أو حرف الاستفهام مقدّر ، أي لا يكفيه ذلك ولا ينجيه من العقوبة بدون أن يكون فعّالاً. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٢٨ ؛مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٥١.

١٨٩

أُحِبُّ عَلِيّاً وَأَتَوَلاَّهُ ، ثُمَّ لَايَكُونَ مَعَ ذلِكَ فَعَّالاً(١) ؟! فَلَوْ قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ ، فَرَسُولُ(٢) اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّعليه‌السلام ، ثُمَّ لَايَتَّبِعُ سِيرَتَهُ ، وَلَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ ، مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ؛ فَاتَّقُوا اللهَ(٣) ، وَاعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللهِ ، لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ(٤) ، أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ(٥) أَتْقَاهُمْ(٦) ، وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.

يَا جَابِرُ ، وَاللهِ(٧) مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَّا بِالطَّاعَةِ(٨) ، وَ(٩) مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ ، وَلَا(١٠) عَلَى اللهِ لِأَحَدٍ مِنْ(١١) حُجَّةٍ(١٢) ؛ مَنْ كَانَ لِلّهِ مُطِيعاً ، فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ ؛ وَمَنْ كَانَ لِلّهِ عَاصِياً ، فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ؛ وَ(١٣) مَا تُنَالُ(١٤) وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ‌

__________________

(١). فيالأمالي للصدوق وصفات الشيعة : - « ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً ».

(٢). فيالأمالي للصدوق وصفات الشيعةوالأمالي للطوسي : « ورسول ».

(٣). في البحار : - « الله ».

(٤). في « ف » : « من قرابة ». وفيمرآة العقول : « أي ليس بين الله وبين الشيعة قرابة حتّى يسامحكم ولا يسامح مخالفيكم مع كونكم مشتركين معهم في مخالفته تعالى ، أو ليس بينه وبين عليّعليه‌السلام قرابة ، حتّى يسامح شيعة عليّعليه‌السلام ولا يسامح شيعة الرسول. والحاصل أنّ جهة القرب بين العبد وبين الله إنّما هي بالطاعة والتقوى ، ولذا صار أئمّتكم أحبّ الخلق إلى الله ؛ فلو لم تكن هذه الجهة فيكم لم ينفعكم شي‌ء ».

(٥). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض » والوسائل : - « وأكرمهم عليه ». وفي حاشية « ف » : « أكرمهم عنده ».

(٦). فيالأمالي للصدوق وصفات الشيعةوالأمالي للطوسي : + « له ».

(٧). وفي البحار : « فوالله ».

(٨). في الأمالي للطوسي : « بالعمل ».

(٩). في « ص ، ه » والوافي : - « و ».

(١٠). في الأمالي للطوسي:«وما لنا»بدل«ولا».

(١١). في صفات الشيعة : « منكم ».

(١٢). فيالمرآة : « وما معناه براءة من النار ، أي ليس معنا صكّ وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجّار. « ولا على الله لأحد من حجّة » أي ليس لأحد على الله حجّة إذا لم يغفر له بأن يقول : كنت من شيعة عليّ ، فلم لم تغفر لي ؛ لأنّ الله لم يحتم بغفران من ادّعى التشيّع بلا عمل. أو المعنى : ليس لنا على الله حجّة في إنقاذ من ادّعى التشيّع من العذاب. ويؤيّده أنّ فيالمجالس : وما لنا على الله حجّة. و « من كان لله‌مطيعاً » كأنّه جواب عمّا يتوهّم في هذا المقام أنّهمعليهم‌السلام حكموا بأنّ شيعتهم وأولياءهم لايدخلون النار ، فأجابعليه‌السلام بأنّ العاصي لله‌ليس بوليّ لنا ، ولا تدرك ولايتنا إلّابالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي ».

(١٣) في « بف » : - « و ».

(١٤) في البحار والأمالي للصدوق وصفات الشيعة : « ولا تنال ». وفي الأمالي للطوسي : « والله لا تنال ».

١٩٠

وَالْوَرَعِ(١) ».(٢)

١٦٢٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يَقُومُ(٣) عُنُقٌ(٤) مِنَ النَّاسِ ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَضْرِبُونَهُ(٥) ، فَيُقَالُ لَهُمْ(٦) : مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ(٧) : عَلى مَا صَبَرْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصْبِرُ عَلى طَاعَةِ اللهِ ، وَنَصْبِرُ عَنْ(٨) مَعَاصِي اللهِ ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقُوا ، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٩) ».(١٠)

١٦٢٤/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ فُضَيْلِ(١١) بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

__________________

(١). في الأمالي للطوسي : - « والورع ».

(٢).الأمالي للصدوق ، ح ٧٢٤ ، المجلس ٩١ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ؛الأمالي للطوسي ، ص ٧٣٥ ، المجلس ٤٦ ، ح ١ ، بسنده عن عمرو بن شمر ؛صفات الشيعة ، ص ١١ ، ح ٢٢ ، بسنده عن جابر ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٨٣ ، ح ١٧٨٣ ؛ وص ٣٠١ ، ح ١٩٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٠٣٦٢ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٧ ، ح ٤. (٣). في«ف»والبحار،ج٧٠:«تقوم».

(٤). « العنق » : الجماعة الكثيرة من الناس ، والرؤساء والكبراء. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٣ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٠ ( عنق ).

(٥). في « ه » : « فيدقّونه ». وفي الوسائل : - « فيضربونه ».

(٦). في الوسائل : - « لهم ».

(٧). في « ف » : - « لهم ».

(٨). في«ز،ض»وشرح المازندراني:«على».

(٩). الزمر (٣٩) : ١٠.

(١٠).الزهد ، ص ١٧٠ ، ح ٢٥٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨ ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٠٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٠٣٦٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠١ ، ح ٥ ؛ وج ٦٩ ، ص ٣٦٢.

(١١). في « ص ، ف » وحاشية « بر ، بس » : « فضل ». وهذا أيضاً صحيح ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٥٨٥.

١٩١

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : لَايَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى(١) ، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ(٢) ؟! ».(٣)

١٦٢٥/ ٦. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَمْرِو(٤) بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مَعْشَرَ(٥) الشِّيعَةِ - شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ - كُونُوا النُّمْرُقَةَ(٦) الْوُسْطى ، يَرْجِعُ إِلَيْكُمُ الْغَالِي ، وَيَلْحَقُ بِكُمُ التَّالِي ».

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ : سَعْدٌ - : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا الْغَالِي؟ قَالَ : « قَوْمٌ يَقُولُونَ فِينَا مَا لَانَقُولُهُ فِي أَنْفُسِنَا ، فَلَيْسَ أُولئِكَ مِنَّا ، وَلَسْنَا مِنْهُمْ ».

__________________

(١). في نهج البلاغة والأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ : « التقوى ».

(٢). إشارة إلى الآية ٢٧ من سورة المائدة (٥). :( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) .

(٣).الأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان.وفيه ، ص ٢٩ ، المجلس ٤ ، ح ٢ ؛ وص ٢٨٤ ، المجلس ٣٤ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٠ ، المجلس ٢ ، ح ٥٩ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.نهج البلاغة ، ص ٤٨٤ ، الحكمة ٩٥الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٩٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢٠٣٨٣ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٣ ، ذيل ح ٣٣.

(٤). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بف ، جر » : « عمر ». لكنّ الظاهر صحّة « عمرو » ؛ فقد روى الكلينيقدس‌سره فيالكافي ، ح ١٢٩٤١ ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . وروى أيضاً فيالكافي ، ح ٥٣٣٢ ، بسنده عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أبان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

ثمّ إنّ عمرو بن خالد هذا ، هو عمرو بن خالد الواسطي الذي عُدَّ من رواة أبي جعفرعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ١٤٢ ، الرقم ١٥٣٤ ؛تهذيب الكمال ، ج ٢١ ، ص ٦٠٣ ، الرقم ٤٣٥٧.

(٥). في حاشية « ج ، د ، بر » : « معاشر ».

(٦). « النمرقة » بضمّ النون والراء وبكسرهما وبفتح النون وبغير هاء : الوسادة الصغيرة ، فاستعارعليه‌السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى باعتبار أنّ التالي ، أي المفرّط المقصّر في الدين يلحق بهم ، والغالي ، أي المفرّط المتجاوز يرجع إليهم ، كما يستند إلى النمرقَة المتوسّطة من على جانبيها. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦١ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٨ ؛مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٤٢ ( نمرق ).

١٩٢

قَالَ : فَمَا التَّالِي؟ قَالَ : « الْمُرْتَادُ ، يُرِيدُ الْخَيْرَ يُبَلِّغُهُ الْخَيْرَ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ(١) ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا مَعَنَا مِنَ اللهِ بَرَاءَةٌ(٢) ، وَلَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ قَرَابَةٌ ، وَلَا لَنَا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ ، وَلَا نَتَقَرَّبُ(٣) إِلَى اللهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُطِيعاً لِلّهِ ، تَنْفَعُهُ(٤) وَلَايَتُنَا ؛ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِلّهِ ، لَمْ تَنْفَعْهُ(٥) وَلَايَتُنَا ، وَيْحَكُمْ لَاتَغْتَرُّوا ، وَيْحَكُمْ لَاتَغْتَرُّوا(٦) ».(٧)

__________________

(١). فيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣١ : « قال : المرتاد يريد الخير ، فسّر التالي بأنّه المرتاد ، أي الطالب ؛ من ارتاد الرجل الشي‌ء : إذا طلبه ، والمطلوب أعمّ من الخير والشرّ ، فقوله : يريد الخير تخصيصٌ ، وبيانٌ للمعنى المراد هنا. يبلغه الخير يؤجر عليه ، من الإبلاغ والتبليغ ، وهو الإيصال ، وفاعله معلوم بقرينة المقام ، أي من يوصله إلى الخير المطلوب له يوجر عليه ؛ لهدايته وإرشاده ».

وقال فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٥٥ : « المرتاد يريد الخير يبلّغه الخير ، كأنّه من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر ، أي يريد الأعمال الصالحة التي تبلغه أن يعملها ، ولكن لايعمل بها ، ويؤجر عليه بمحض هذه النيّة ؛ أو المعنى أنّه المرتاد الطالب لدين الحقّ وكماله. وقوله : يبلغه الخير ، جملة اُخرى لبيان أنّ طالب الخير سيجده ويوفّقه الله لذلك ، كما قال تعالى :( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [ العنكبوت (٢٩) : ٦٩ ] ، وقوله : يؤجر عليه : لبيان أنّه بمحض الطلب مأجور. وقيل : المرتاد : الطالب للاهتداء الذي لايعرف الإمام ومراسم الدين ، بعد يريد التعلّم ونيل الحقّ ، يبلغه الخير ، بدل من الخير ؛ يعني يريد أن يبلّغه الخير ليوجر عليه » ، ثمّ نقل ما نقلناه عن العلّامة المازندراني وقال : « وأقول : على هذا يمكن أن يكون فاعله - أي فاعل يبلغه - الضمير الراجع إلى النمرقة ؛ لما فهم سابقاً أنّه يلحق التالي بنفسه. وقيل : جملة « يريد الخير » صفة المرتاد ؛ إذ اللام للعهد الذهني ، وهوفي حكم النكرة ، وجملة « يبلغه » إمّا على المجرّد من باب نصر ، أو على بناء الإفعال أو التفعيل استيناف بيانيّ ، وعلى الأوّل الخير مرفوع بالفاعليّة إشارة إلى أنّ الدين الحقّ لوضوح براهينه كأنّه يطلبه ويصل إليه ، وعلى الثاني والثالث الضمير راجع إلى مصدر يريد ، والخير منصوب ، ويؤجر عليه ، استيناف للاستيناف الأوّل ؛ لدفع توهّم أن لايؤجر ؛ لشدّة وضوح الأمر ، فكأنّه اضطرّ إليه. وأكثر الوجوه لاتخلو من تكلّف ، وكأنّ فيه تصحيفاً وتحريفاً ».

(٢). في « ص ، ض ، ف » : + « من النار ».

(٣). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ه ، ف ، بر » والبحار : « ولايتقرّب ». وفيمرآة العقول : « ولا نتقرّب ، بصيغة المتكلّم‌ أو الغائب المجهول ». (٤). في«ج،ه»:«ينفعه».

(٥). في « ه » : « لم ينفعه ».

(٦). في « ف » : « لا تفتروا ». واحتمل المازندراني في شرحه كون الفعلين بالفاء ، من الفتور في العمل.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٢ ، ح ١٩٧٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠١ ، ح ٦.

١٩٣

١٦٢٦/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَذَكَرْنَا الْأَعْمَالَ ، فَقُلْتُ أَنَا : مَا أَضْعَفَ(١) عَمَلِي!

فَقَالَ : « مَهْ ، اسْتَغْفِرِ اللهَ » ثُمَّ قَالَ لِي : « إِنَّ قَلِيلَ الْعَمَلِ مَعَ التَّقْوى خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ(٢) بِلَا تَقْوى ».

قُلْتُ(٣) : كَيْفَ يَكُونُ كَثِيرٌ(٤) بِلَا تَقْوى؟!

قَالَ : « نَعَمْ ، مِثْلُ الرَّجُلِ يُطْعِمُ طَعَامَهُ ، وَيَرْفُقُ جِيرَانَهُ ، وَيُوَطِّئُ(٥) رَحْلَهُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ دَخَلَ فِيهِ ، فَهذَا الْعَمَلُ بِلَا تَقْوى ، وَيَكُونُ الْآخَرُ لَيْسَ عِنْدَهُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ ».(٦)

١٦٢٧/ ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ ، عَنْ مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا نَقَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَبْداً مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلى عِزِّ التَّقْوى إِلَّا أَغْنَاهُ(٧) مِنْ غَيْرِ مَالٍ ، وَأَعَزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَةٍ ، وَآنَسَهُ مِنْ غَيْرِ بَشَرٍ(٨) ».(٩)

__________________

(١). فيمرآة العقول : « ما أضعف ، على صيغة تعجّب كما هو الظاهر. أو « ما » نافية ، و « أضعف » بصيغة المتكلّم ، أي ما أعدّ عملي ضعيفاً ». (٢). في«ج،ض،ه،بر»والوسائل والبحار:-«العمل».

(٣). في « ه » : « وقلت ».

(٤). في«بر»:«كثيراً»، أي كيف يكون العمل كثيراً.

(٥). يجوز فيه الإفعال والتفعيل ، والنسخ أيضاً مختلفة. و « التوطئة » : التمهيد والتذليل. ورجل مُوطّأ الأكناف : سهل دَمِث كريم مضياف ، أو يتمكّن في ناحيته صاحبُه. و « الرحل » : مسكنك وما تستصحبه من الأساس. وهو هنا كناية عن كثرة الضيافة وقضاء حوائج المؤمنين بكثرة الواردين على منزله ، أو كناية عن التواضع والتذلّل ، يقال : فرش وطئ لا يؤذي جنب النائم ؛ يعني رحله ممهّد يتمكّن منه من يصاحبه ولا يتأذّى. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٢٤ ( وطأ ) ؛ وج ٣ ، ص ٣٨٣ ( رحل ).

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٧ ، ح ١٩٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٠٣٨٤ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠٤ ، ح ٧.

(٧). في « ص ، ف ، ه » : + « الله ».

(٨). في حاشية « ف » : « إنسان ».

(٩).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٠ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٧٢١ ، المجلس ٤٣ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع=

١٩٤

٣٧ - بَابُ الْوَرَعِ‌

١٦٢٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ(١) ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، عَنْ عَمْرِو(٢) بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي لَا أَلْقَاكَ إِلَّا فِي السِّنِينَ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْ‌ءٍ آخُذُ بِهِ(٣) .

فَقَالَ : « أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ(٤) وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ(٥) ، وَاعْلَمْ(٦) أَنَّهُ لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ(٧) ».(٨)

١٦٢٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَدِيدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :

__________________

= اختلاف يسير وزيادة في آخره.وفيه ، ص ١٤٠ ، المجلس ٥ ، ح ٤١ ؛ وص ٢٠١ ، المجلس ٧ ، ح ٤٦ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٩٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٠٣٨٥ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٨٢ ، ح ١.

(١). في « ز » : « أبي المـُعرَّا ». وفي « ه » : « أبي المعرا ». وكلاهما سهو. وأبو المغراء هو حميد بن المـُثَنّى ، روى ابن‌أبي عمير عنه كتابه. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٥٤ ، الرقم ٢٣٦.

(٢). في « ص ، بس » : « عمر ». وهو سهو. راجع :رجال البرقي ، ص ٣٥ ؛رجال الطوسي ، ص ١٤٠ ، الرقم ١٤٨٨ ؛ وص ٢٤٩ ، الرقم ٣٤٧٨.

(٣). في « ج » : - « به ». وفي « بس » : « اُحدّثه » بدل « آخذ به ».

(٤). في الكافي ، ج ١٥٠٠٤ : + « وصدق الحديث ».

(٥). فيالوافي : « الورع : كفّ النفس عن المعاصي ومنعها عمّا لاينبغي ، والاجتهاد : تحمّل المشقّة في العبادة ».

(٦). في « ب » : - « اعلم ».

(٧). في « ب » : « لا ينفع ورع لا اجتهاد فيه ». وفي الكافي ، ح ١٥٠٠٤ : « معه » بدل « فيه ».

(٨).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٠٠٤ ؛ والزهد ، ص ٧٢ ، ح ٢٤ ، [ فيه إلى قوله : « الورع والإجتهاد » ] بسندهما عن أبي المغراء ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٠٣٩٢ ، من قوله : « اُوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٦ ، ح ١.

١٩٥

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَصُونُوا دِينَكُمْ بِالْوَرَعِ ».(١)

١٦٣٠/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ :

وَعَظَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَمَرَ وَزَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ : « عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ لَايُنَالُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِالْوَرَعِ ».(٢)

١٦٣١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ».(٣)

١٦٣٢/ ٥. عَنْهُ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الصَّيْقَلِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(٥) عليه‌السلام : « إِنَّ أَشَدَّ(٦) الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ ».(٧)

١٦٣٣/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١).ثواب الأعمال ، ص ٢٩٤ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، من قوله : « صونوا » ؛الأمالي للمفيد ، ص ٩٩ ، المجلس ١٢ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ؛الكافي ، كتاب المعيشة ، باب عمل السلطان وجوائزهم ، ح ٨٥٠٨ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٠ ، ح ٩١٤ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن حريز ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٧ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢.

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٤ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٣.

(٣).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٥.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد عن أبيه عن فضالة بن‌أيّوب في كثيرٍ من الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :المحاسن ، ص ١٣٣ ، ح ١٠ ؛ وص ١٣٥ ، ح ١٤ ؛ وص ١٨٤ ، ح ١٨٩ ؛ وص ٢٠٢ ، ح ٤١ ؛ وص ٣٢١ ، ح ٦٢ ؛ وص ٣٣٦ ، ح ١١١ ؛الكافي ، ح ٩٤ و ٣٨٥ و ٣٩٤.

(٥). في « ف » : « أبو عبد الله ».

(٦). في حاشية « بس » : « أسدّ ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٦ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٥.

١٩٦

إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا نَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيكَ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَمَا الَّذِي تَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيَّ؟ » فَقَالَ : لَايَزَالُ يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ الْكَلَامُ ، فَيَقُولُ : جَعْفَرِيٌّ خَبِيثٌ ، فَقَالَ : « يُعَيِّرُكُمُ النَّاسُ بِي؟ » فَقَالَ لَهُ أَبُو الصَّبَّاحِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَقَالَ(١) : « فَمَا(٢) أَقَلَّ وَاللهِ مَنْ يَتَّبِعُ جَعْفَراً مِنْكُمْ! إِنَّمَا أَصْحَابِي مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ ، وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ ، وَرَجَا ثَوَابَهُ(٣) ؛ هؤُلَاءِ(٤) أَصْحَابِي ».(٥)

١٦٣٤/ ٧. حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ(٦) ، عَنْ أَبِي سَارَةَ(٧) الْغَزَّالِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ابْنَ آدَمَ(٨) ، اجْتَنِبْ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ ؛

__________________

(١). في « ج ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر » والوافي والبحار : - « فقال ».

(٢). هكذا في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ما ».

(٣). فيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣٩ : « في ذكر الرجاء بعد العمل والورع تنبيهٌ على أنّهما سبب لرجاء الثواب ، لا الثواب ؛ وعلى أنّه لاينبغي لأحد أن يتّكل على عمله ، غاية ما في الباب له أن يجعله وسيلة للرجاء. وقد مرّ أنّ الرجاء بدونها غرور وحمق. وفيه دلالة على أنّهعليه‌السلام كره ما قاله أبوالصبّاح ؛ لما فيه من الخشونة وسوء الأدب ».

(٤). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي « ب » والمطبوع : « فهؤلاء ».

(٥).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، ح ٢٢٨٨ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور بزرج ، عن مفضّل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله.وفيه ، نفس الباب ، ح ٢٣٠٢ ؛ والخصال ، ص ٢٩٥ ، باب الخمسة ، ح ٦٣ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٧ ، ح ١٢ ؛ وص ١١ ، ح ٢١ ، بسند آخر ، وفي كلّ المصادر من قوله : « إنّما أصحابي من اشتدّ » مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٨ ، من قوله : « إنّما أصحابي من اشتدّ » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ٦.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن حنان ، محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.

(٧). في « ز » : « انى يشارة ». وفي « ص » وفي حاشية « بف » : « أبي سامرة ».

(٨). في « ف » : « يا ابن آدم ».

١٩٧

تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ ».(١)

١٦٣٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(٢) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْوَرِعِ مِنَ النَّاسِ(٣) ، فَقَالَ : « الَّذِي يَتَوَرَّعُ عَنْ(٤) مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(٥)

١٦٣٦/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ(٦) بِتَقْوَى اللهِ ، وَالْوَرَعِ ، وَالِاجْتِهَادِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ؛ وَكُونُوا دُعَاةً إِلى أَنْفُسِكُمْ‌

__________________

(١).الأمالي للصدوق ، ص ٢٠١ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٣ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٣٥٠ ، المجلس ٤٢ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٢٠ ، المجلس ٤ ، ح ٤١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها : « كفّ عن محارم الله تكن أورع الناس » مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٢٩٦ ؛وفيه ، ص ٢٨١ ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٣٩٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ٧.

(٢). في الكافي ، ح ٨٥١٦ : + « القاساني ».

(٣). في تفسير القمّي : - « من الناس ».

(٤). في « ب » وتفسير العيّاشي والمعاني : « من ».

(٥).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب عمل السلطان وجوائزهم ، ح ٨٥١٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن سليمان المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛معاني الأخبار ، ص ٢٥٢ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الإصبهانيّ ، عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٥ ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢٠٤٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٩ ، ح ٨.

(٦). هكذا في « ب ، د ، ض ، ه ، بر ، ف » وحاشية « ج » والمحاسن ، ويقتضيه السياق. وفي « ج ، ز ، ص ، ف ، بس » والمطبوع والوسائل ، ح ٢٠١ و ٢٠٤٠٠ والبحار : « عليك ».

١٩٨

بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ ، وَكُونُوا زَيْناً ، وَلَا تَكُونُوا شَيْناً(١) ؛ وَعَلَيْكُمْ(٢) بِطُولِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ(٣) الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَقَالَ : يَا وَيْلَهُ(٤) ، أَطَاعَ(٥) وَعَصَيْتُ ، وَسَجَدَ(٦) وَأَبَيْتُ ».(٧)

١٦٣٧/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي زَيْدٍ(٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَدَخَلَ(٩) عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ ، فَرَحَّبَ بِهِ ، وَقَرَّبَ مِنْ(١٠) مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا عِيسَى بْنَ عَبْدِ اللهِ ، لَيْسَ مِنَّا وَلَا كَرَامَةَ مَنْ كَانَ فِي مِصْرٍ - فِيهِ مِائَةُ أَلْفٍ(١١) أَوْ يَزِيدُونَ - وَكَانَ فِي ذلِكَ الْمِصْرِ أَحَدٌ أَوْرَعَ‌

__________________

(١). « الشَّين » : خلاف الزين. والشَّين : العيب.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٤٧ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).

(٢). في المحاسن : - « وكونوا زيناً - إلى - عليكم ».

(٣). هكذا في « ب ، د ، ز ، ض ، ه ، بف » والوسائل ، ح ٢٠٤٠٠ والبحار والمحاسن. وفي « ج ، ص ، ف ، بس » والمطبوع : « طال ». (٤). في المحاسن : « يا ويلتاه ».

(٥). في حاشية « ج ، ه ، بر ، بف » والمحاسن : « أطاعوا ».

(٦). في حاشية « ج ، ه ، بر ، بف » والمحاسن : « وسجدوا ».

(٧).المحاسن ، ص ١٨ ، كتاب القرائن ، ح ٥٠ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن أبي أسامة ، مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الصلاة ، باب فضل الصلاة ، ح ٤٧٨٧ ، مع زيادة في أوّله ؛ثواب الأعمال ، ص ٥٦ ، ح ١ ، وفيهما بسند آخر ، من قوله : « فإنّ أحدكم إذا أطال الركوع » مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢١٠ ، ح ٦٣٨ ، مرسلاً ، من قوله : « فإنّ أحدكم إذا أطاع الركوع » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٦ ؛تحف العقول ، ص ٤٨٧ ، عن العسكريعليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « وحسن الجوار » مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٩٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٤٠٠ ؛وفيه ، ج ١ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٠ ، من قوله : « كونوا دعاةً » إلى قوله : « ولا تكونوا شيناً » ؛وفيه ، ص ٨٦ ، ح ٢٠١ ، وتمام الرواية : « عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٩ ، ح ٩.

(٨). في « ز ، ص ، ف » : « عليّ بن أبي يزيد » ، لكن استظهر في حاشية « ف » صحّة « عليّ بن أبي زيد ». وفي « ه » : « عليّ بن الوليد ». (٩). في الوسائل : + « عليه ».

(١٠). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » : - « من ».

(١١). في الوسائل : - « ألف ».

١٩٩

مِنْهُ(١) ».(٢)

١٦٣٨/ ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ(٣) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ(٤) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَوْصِنِي ، قَالَ(٥) : « أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ».(٦)

١٦٣٩/ ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَعِينُونَا بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ(٧) مَنْ لَقِيَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْكُمْ بِالْوَرَعِ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ فَرَجاً(٨) ؛ إِنَّ(٩) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( مَنْ (١٠) يُطِعِ اللهَ وَ ( رسوله )(١١)

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ المراد أن يكون في المخالفين أورع منه ، وذلك لأنّ أصحابنا بعضهم أورع من بعض ، فيلزم أن لا يكون منهم إلّا الفرد الأعلى خاصّة ».

(٢).الوافي ، ج ٣ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢٠٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٤٠١ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٠ ، ح ٩.

(٣). في « ز » : « كهمش ، كهميس ». وفي « بر ، بس ، بف » والبحار : « كهمش ». هذا ، والظاهر من التتبّع في الأسناد والكتب صحّة « كهمس » ، وأبو كهمس هو الهيثم. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧٠ ؛رجال البرقي ، ص ٤٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٥٤١ ، الرقم ٨٨٨.

(٤). في « ز » : « عمر بن سعيد الهلالي ». وابن سعيد هذا ، هو عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي. راجع :رجال البرقي ، ص ٣٥ ؛رجال الطوسي ، ص ١٤٠ ، الرقم ١٤٨٨ ؛ وص ٢٤٩ ، الرقم ٣٤٧٨.

(٥). في « ه » : « فقال ».

(٦).الأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٥ ، بسنده عن الحسن ، عن عليّ بن عقبة ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٨١ ، المجلس ٣٨ ، ح ١ ، بسنده عن حسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، وفيهما مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٢٠٣٩٢ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٠. (٧). في « ف » : « فإنّ ».

(٨). كون الكلمة بالحاء محتمل ، وهو خبر كان ، واسمه ضمير يعود إلى اللقاء أو الورع. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣٨ ؛مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٦٣. (٩). هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « وإنّ ».

(١٠). في « ص ، بر » : « ومن ».

(١١). كذا. وفي القرآن :( وَالرَّسُولُ ) . قال فيمرآة العقول : « كأنّه نقل بالمعنى مع الإشارة إلى ما في سورة=

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

أدّاه زاده و من قصّر عنه خاطر بزوال النعمة ، فليركم اللَّه .(١) » .

و حينئذ فليكونوا وجلين من تقصيرهم في شكر النعمة كما ينبغي فيستحقوا سلبها و اخذهم بعقوبة كفرانها .

« انه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أمن مخوفا » جعل ( التحف ) هذا الكلام . خبرا مستقلا ، و هو الوجه لأن التوسعة أعمّ من النعمة ، و إذا كانت استدراجا فهي نقمة ، قال تعالى( فَلمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِه فَتَحنا عَليهم أَبوابَ كُلِّ شي‏ءٍ حَتّى إذا فَرحوا بما اُوتُوا أخذناهُم بَغتةً فإذا هم مُبلِسون ) (٢) ( و الَّذينَ كَذّبُوا بآياتنا سَنَستَدرجُهم مِن حيثُ لا يَعلَمون ) .

( و اُملي لَهُم إِنّ كَيدي متين ) (٣) ( فَذَرني و من يُكَذّب بهذا الحَديث سنَستَدرجُهم من حَيثُ لا يَعلَمُون و اُملي لَهُم إِنَ كَيدي مَتينٌ ) (٤) .

« و من ضيّق عليه فلم ير ذلك اختبارا فقد ضيّع مأمولا » بدل ( التحف ) قوله « فلم ير ذلك اختبارا » بقوله « فلم يظن ان ذلك حسن نظر من اللَّه » و هو المناسب لقوله « فقد ضيّع مأمولا » ، فإنّما المأمول حسن نظره تعالى لعبده لا اختباره له ، و لعلّ اختباره سبب ضلاله .

و أما كون التضييق حسن نظر منه تعالى لعبده ففي ما ناجى موسى كما روى ( الكافي ) يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحبا بشعار الصالحين ، و إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجّلت عقوبته(٥) .

و عن الصادقعليه‌السلام : إن اللَّه تعالى ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في

____________________

( ١ ) تحف العقول : ١٤٢ .

( ٢ ) الأنعام : ٤٤ .

( ٣ ) الأعراف : ١٨٢ ١٨٣ .

( ٤ ) القلم : ٤٤ ٤٥ .

( ٥ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٣ ح ١٢ .

٥٨١

الدّنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه ، فيقول : و عزتي و جلالي ما أحوجتك في الدّنيا من هو ان كان بك عليّ فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوّضتك من الدنيا ، فيرفع فيقول ما ضرّني ما منعتني مع ما عوّضتني(١) .

و في خبر آخر : فمن زود أحدكم في دار الدّنيا معروفا فخذوا بيده و ادخلوه الجنة ، و لكلّ عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدّنيا منذ كانت إلى أن انقضت سبعون ضعفا(٢) .

و عنهعليه‌السلام : إنّ فقراء المؤمنين(٣) يتقلّبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا ، و مثل ذلك كسفينتين مرّ بهما على عاشر فنظر في إحداهما فلم ير شيئا فقال : أسربوها ، و نظر في الاخرى فإذا هي موقرة فقال : إحبسوها(٤) .

و عنهعليه‌السلام : لو لا إلحاح هذه الشيعة على اللَّه في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى ما هو أضيق(٥) .

٨٢ الحكمة ( ٣٦٥ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَ اَلاِعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ أقول : كرّر المصنف الفقرة الأخيرة مستقلة في ( ٤١٢ ) سهوا بلفظ

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٤ ح ١٨ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦١ ( ٩ ) ، بحار الأنوار ٧ : ٢٠٠ .

( ٣ ) في بعض النسخ « المسلمين » .

( ٤ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٠ ح ١ .

( ٥ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٤ ح ١٦ .

٥٨٢

« كفاك أدبا لنفسك اجتنابك ما تكرهه لغيرك » .

« الفكر مرآة صافية » في ( الكافي ) سئل الصادقعليه‌السلام عمّا يروى أنّ تفكّر ساعة خير من قيام ليلة كيف يتفكّر ؟ قال : يمرّ بالخربة أو الدار فيقول : أين ساكنوك ؟ أين بانوك ؟ مالك لا تتكلّمين(١) ؟

« و الاعتبار منذر ناصح »( أَلم تَر أَن اللَّه يُزجي سَحاباً ثم يُؤلّفُ بَينهُ ثُم يَجعَلُه رُكاماً فتَرى الودقَ يَخرُجُ مِن خلاله و يُنَزِّلُ من السّماء من جبال فيها من بردٍ فيُصيب به مَن يشاءُ و يصرفهُ عمّنَ يشاء يَكادُ سَنابرقهِ يذهبُ بالأَبصارِ يُقلِّبُ اللَّه الليلَ و النهارَ إِن في ذلكَ لعبرةً لاُولي الأبصار ) (٢) .

« و كفى أدبا لنفسك تجنّبك ما كرهته من غيرك »( و ما اُريد أن اُخالفكم إلى ما أَنهاكُم عَنهُ ) (٣) .

و مرّ قولهعليه‌السلام « و من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » و قولهعليه‌السلام « أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله » .

و قيل كتب بعض الكتّاب إلى بعض الملوك :

تضرب الناس بالمهندة البيض

على غدرهم و تنسى الوفاء(٤)

٨٣ الحكمة ( ٣٧١ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ شَرَفَ أَعْلَى مِنَ اَلْإِسْلاَمِ وَ لاَ عِزَّ أَعَزُّ مِنَ اَلتَّقْوَى وَ لاَ مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ اَلْوَرَعِ وَ لاَ شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ اَلتَّوْبَةِ وَ لاَ كَنْزَ أَغْنَى مِنَ اَلْقَنَاعَةِ وَ لاَ

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٤ أخرجه عن علي بن إبراهيم عن السكوني .

( ٢ ) النور : ٤٦ ٤٤ .

( ٣ ) هود : ٨٨ .

( ٤ )

٥٨٣

مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ اَلرِّضَى بِالْقُوتِ وَ مَنِ اِقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ اَلْكَفَافِ فَقَدِ اِنْتَظَمَ اَلرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ اَلدَّعَةِ وَ اَلرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ اَلنَّصَبِ وَ مَطِيَّةُ اَلتَّعَبِ وَ اَلْحِرْصُ وَ اَلْكِبْرُ وَ اَلْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى اَلتَّقَحُّمِ فِي اَلذُّنُوبِ وَ اَلشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ اَلْعُيُوبِ أقول : هذا العنوان جزء خطبة الوسيلة رواها ( روضة الكافي ) « لا شرف أعلى من الإسلام » روى ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى :( صبغَةَ اللَّه وَ مَن أحسنُ من اللَّه صبغَة ) (١) : إنّ الصبغة هي الإسلام(٢) .

و في الخبر : الإسلام يعلو و لا يعلى عليه(٣) .

و عنهعليه‌السلام في مجوسية أسلمت قبل أن يدخل بها زوجها و أبي أن يسلم :

لها عليه نصف الصداق و لم يزدها الإسلام إلاّ عزّا(٤) ، و قال تعالى( اليوم أكملتُ لكُم دينَكُم و أَتمَمتُ عليكم نعمتي و رَضيتُ لكُم الإسلام ديناً ) (٥) ( وَ مَن يَبتَغ غَير الإسلام ديناً فَلن يُقبل منه ) (٦) .

« و لا عز أعز من التقوى »( يا أيُّها الناس إِنّا خلقناكم من ذكرٍ و اُنثى و جَعلناكُم شُعُوباً و قبائِلَ لتعارَفوا إِن أكرمكُم عندَ اللَّه أتقاكم ) (٧) .

« و لا معقل أحسن من الورع »( و مَن يتّق اللَّه يَجعَل لُهُ مَخرَجاً و يَرزُقه من حيثُ لا يَحتَسِبُ ) (٨) .

____________________

( ١ ) البقرة : ١٣٨ .

( ٢ ) روضة الكافي للكليني : ١٨ .

( ٣ ) ٣٩ : ٤٧ رواية ١ .

( ٤ ) الكافي للكليني ٥ : ٤٣٦ رواية ٦ .

( ٥ ) المائدة : ٣ .

( ٦ ) آل عمران : ٨٥ .

( ٧ ) الحجرات : ١٣ .

( ٨ ) الطلاق : ٢ ٣ .

٥٨٤

« و لا شفيع أنجح من التوبة »( و هو الذي يَقبلُ التوبةَ عن عبادهِ و يعفو عن السيئات ) (١) ( إِن اللَّه يحبُّ التّوابينَ و يُحبُّ المُتَطهرين ) (٢) و قال هود لقومه :

( و يا قوم استغفروا ربَّكُم ثُمَ توبُوا إِليه يُرسِل السَّماءَ عليكم مدراراً و يزدكُم قُوّةً إلى قوتكم ) (٣) ( و أَن استَغفروا ربَّكُم ثم توبوا إليه يُمتِّعكم متاعاً حسناً إِلى أجلٍ مُسمّى و يؤتِ كُلّ ذي فضلٍ فَضلُه ) (٤) .

« و لا كنز أغنى من القناعة » في ( الكافي ) عنهعليه‌السلام من رضي من الدّنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه ، و من لم يرض من الدّنيا بما يجزيه لم يكن فيها شي‏ء يكفيه(٥) .

« و لا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت » في ( الروضة ) بعد هذه الفقرات « و لا لباس أجمل من العافية ، و لا غائبا أقرب من الموت ، أيّها الناس إنّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها ، و الليل و النهار مسرعان في هدم الأعمار ، و لكلّ ذي رمق قوت و أنت قوت الموت ، و ان من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد ، و لن ينجو من الموت غني بماله و لا فقير لإقلاله »(٦) .

« و من اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة و تبوّأ خفض الدعة » أي :

السكون و الاستراحة ، من « ودع » بالضم .

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهم ارزق محمّدا و آل محمّد الكفاف ، و ارزق من أحبّ

____________________

( ١ ) الشورى : ٢٥ .

( ٢ ) البقرة : ٢٢٢ .

( ٣ ) هود : ٥٢ .

( ٤ ) هود : ٣ .

( ٥ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٠ ح ١١ .

( ٦ ) روضة الكافي للكليني : ١٩ .

٥٨٥

محمدا و آل محمّد العفاف و الكفاف ، و ارزق من أبغضهم المال و الولد(١) .

و عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال تعالى : إنّ من أغبط أوليائي رجلا خفيف الحال ذا حفظ من الصلاة أحسن عبادة ربّه بالغيب ، و كان غامضا في الناس جعل رزقه كفافا فصبر عليه عجلت منيته فقلّ تراثه و قلّت بواكيه(٢) .

« و الرغبة » أي : الحرص .

« مفتاح النصب » جعلعليه‌السلام النصب كقفل مفتاحه الرغبة .

« و مطية التعب » المطية ، المركب ، جعلعليه‌السلام التعب كمقصد لا تصل إليه إلاّ بمطيّة الرغبة .

« و الحرص و الكبر و الحسد دواع إلى التقحم » أي : رمي النفس .

« في الذنوب » الحرص كان داعي آدمعليه‌السلام إلى الشجرة المنهية و الكبر كان داعي إبليس إلى ترك السجود لآدم ، و الحسد كان داعي قابيل إلى قتل أخيه هابيل ، و الكبر أول ذنب أهل السماء ، و الحسد أول ذنب أهل الأرض .

« و الشر جامع مساوي » هكذا في ( الطبعة المصرية )(٣) و الصواب :

( لمساوي ) كما في ابن أبي الحديد(٤) و ابن ميثم(٥) و النسخة الخطية(٦) .

« العيوب » الحرص و الكبر و الحسد و غيرها من البخل و الجبن و العجب و غيرها ، لكن كون الشر أعم أمر واضح ، و الظاهر وقوع تصحيف ، و كون

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٠ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٠ .

( ٣ )

( ٤ )

( ٥ )

( ٦ ) النسخة المصرية ٧٤٤ رقم ( ٣٧٠ ) مطابقة لنسخة شرح ابن ميثم المنقحة ٥ : ٤٢٥ رقم ٣٥٢ ، و في شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٠١ قمم ( ٣٧٧ ) « لمساوي » .

٥٨٦

الشر محرّف البخل ، ففي ( ٣٧٨ ) و قالعليه‌السلام : « البخل جامع لمساوى‏ء العيوب ، و هو زمام يقاد به إلى كلّ سوء » و عليه ففي الثاني تكرار بعض الأول .

٨٤ الحكمة ( ٣٧٦ ) إِنَّ اَلْحَقَّ

ثَقِيلٌ مَرِي‏ءٌ وَ إِنَّ اَلْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِي‏ءٌ أقول : قالعليه‌السلام : هذا الكلام لعثمان مع زيادة « و أنت رجل إن صدقت سخطت و ان كذبت رضيت » كما رواه ابن أبي الحديد في موضع آخر و نقل مثله عن لقمان و ورد : الحقّ أوسع الأشياء في التواصف و أضيقها في التناصف(١) .

و في ( الكافي ) قيل للصادقعليه‌السلام : يزعمون أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رخّص في أن نقول : « جئناكم جئناكم جيئونا جيئونا نجئكم نجئكم » فقال : كذبوا إنّ اللَّه تعالى يقول :( و ما خلقنا السماءَ و الأرضَ و ما بينَهُما لاَعِبينَ لو أردنا أن نتَّخِذَ لَهواً لاتخذناهُ من لدُنّا إِن كُنّا فاعلين بل نَقذِفُ بالحقِّ عَلى الباطل فَيَدمَغُهُ فإذا هُو زاهِق و لَكُم الوَيل مِمّا تَصِفُون ) (٢) .

و سئل الباقرعليه‌السلام عن الغناء(٣) فقالعليه‌السلام : إذا ميّز اللَّه بين الحق و الباطل فأين يكون الغناء ؟ قال : مع الباطل فقال : قد حكمت و كذلك سئل عن النرد و الشطرنج فأجاب بكونهما مع الباطل إذا ميّز بينه و بين الحق(٤) .

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٨٨ .

( ٢ ) الأنبياء : ١٦ ١٨ .

( ٣ )

( ٤ ) الكافي للكليني ٦ : ٤٣٦ ح ٩ .

٥٨٧

٨٥ الحكمة ( ٣٨١ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَ جَلَبَتْ نِقْمَةً و « صرت وثاقه » في ( الطبعة المصرية )(١) تصحيف ، أي : هو في شدك ابتداء و تصير في شدّه انتهاء .

« فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك ، فربّ كلمة سلبت نعمة و جلبت نقمة » فقرة « و جلبت نقمة » ليست في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) و إنّما هي في ( الطبعة المصرية )(٢) .

و في السير : نزل النعمان بن المنذر برابية ، فقال له رجل من أصحابه :

أبيت اللعن لو ذبح رجل على رأس هذه الرابية إلى أين كان يبلغ دمه فقال النعمان : المذبوح و اللَّه أنت و لأنظرن أين يبلغ دمك فذبحه(٣) .

و في ( العيون ) : قال ابن إسحاق : النّسناس خلق باليمن لأحدهم عين و يد و رجل يقفز بها و أهل اليمن يصطادونهم ، فخرج قوم في صيدهم فرأوا ثلاثة منهم ، فأدركوا واحدا منهم فعقروه و ذبحوه و توارى اثنان في الشّجر ، فقال الذي ذبح الأول انّه لسمين ، فقال الثاني انّه أكل ضروا فأخذوه و ذبحوه ، فقال الذي ذبحه ما انفع الصمت فقال الثالث فها أنا الصمت فأخذوه و ذبحوه(٤) .

____________________

( ١ ) صححت في الطبعة الثانية المنقحة : ٧٤٨ رقم ( ٣٨١ ) .

( ٢ ) النسخة المصرية : ٧٤٨ و شرح ابن ميثم ٥ : ٤٣٣ متطابقان و الحذف في شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٢٢ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٧ : ٩٢ .

( ٤ ) العيون ٢ : ١٧٦ و ذكره الدميري .

٥٨٨

و في ( الأغاني ) : صلب الحجّاج رجلا من الشّراة بالبصرة و راح عشيّا لينظر إليه ، فإذا برجل بازائه مقبل بوجهه عليه ، فدنا منه فسمعه يقول للمصلوب « طال ما ركبت فأعقب »(١) فقال الحجّاج : من هذا ؟ فقالوا : شظاظ اللص قال : لا جرم و اللَّه ليعقبنّك ، ثم وقف و أمر بالمصلوب فأنزل و صلب شظاظا مكانه(٢) .

٨٦ الحكمة ( ٣٨٤ ) و قالعليه‌السلام :

اَلرُّكُونُ إِلَى اَلدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ جَهْلٌ وَ اَلتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ اَلْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ وَ اَلطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ اَلاِخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ في ( الجهشياري ) قيل لعتابة أمّ جعفر بن يحيى بعد نكبتهم و هي بالكوفة في يوم أضحى ما أعجب ما رأيت ؟ فقالت : لقد رأيتني في مثل هذا اليوم و على رأسي مائة و صيفة لبوس كلّ واحدة منهنّ و حليها خلاف لبوس الاخرى و حليها ، و أنا يومي هذا اشتهي لحما فما أقدر عليه(٣) .

و في ( المروج ) : لمّا دخل عمرو بن ليث إلى بغداد من المصلّى العتيق رافعا يديه يدعو و هو على جمل فالح و هو ذو السنامين و كان أنفذه إلى المعتضد في هدايا تقدّمت له قبل أسره قال ابن فهم :

ألم تر هذا الدهر كيف صروفه

يكون عسيرا مرّة و يسيرا

____________________

( ١ ) معناه : اترك عقبك و من يخلفك .

( ٢ ) الأغاني ٢٢ : ٣٠٠ نقله عن أبي ميثم .

( ٣ ) الجهشياري ، الوزراء و الكتّاب : ٢٤١ .

٥٨٩

و حسبك بالصفّار نبلا و عزّة

يروح و يغدو في الجيوش أميرا

حباهم جمالا و هو لم يدر أنّه

على جمل منها يقاد أسيرا

و قال ابن بسام :

أيّها المغتر بالدنيا

أما أبصرت عمرا

مقبلا قد أركب الفالح

بعد الملك قهرا

و عليه برنس السّخطة

إذلالا و قهرا

رافعا كفّيه يدعو اللّه

إسرارا و جهرا

أن ينجّيه من القت

ل و ان يعمل صفرا(١)

و في ( المعجم ) : كان أبو الفتح بن العميد قد دبّر على الصاحب بن عبّاد حتّى أزاله عن كتابة مؤيّد الدولة و أبعده عن حضرته بالريّ إلى اصفهان ، و انفرد هو بتدبير الأمور له كما كان يدبّرها لأبيه ركن الدولة ، و استدعى يوما ندماءه و عبأ لهم مجلسا عظيما و أظهر من الزينة و آلات الذهب و الفضة و الصيني و ما شاكله ما يفوت الحصر ، و شرب و استفزّه الطرب و كان قد شرب يومه و ليلته و عمل شعرا غني به :

دعوت المنى و دعوت العلا

فلمّا أجابا دعوت القدح

و شرب عليه إلى أن سكر و قال لغلمانه : غطوا المجلس و لا تسقطوا منه شيئا لأصطبح في غد عليه ، و قال لندمائه : باكروني ، و قام إلى بيت منامه و انصرف عنه الندماء ، فدعاه مؤيّد الدولة في السحر فلم يشك أنّه لمهم فقبض عليه و أنفذ إلى داره من استولى على جميع ما فيها و أعاد ابن عبّاد إلى وزارته و تطاول بابن العميد النكبة حتى مات فيها(٢) .

____________________

( ١ )

( ٢ ) الحموي ، معجم الأدباء ٦ : ٢٥١ .

٥٩٠

و لبعضهم في الفضل بن مروان وزير المعتصم و كان قبله الفضل بن يحيى البرمكي و الفضل بن الربيع الحاجب وزيري الرشيد و الفضل بن سهل وزير المأمون :

تجبرت(١) يا فضل بن مروان فاعتبر

فقبلك كان الفضل و الفضل و الفضل

ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم

أبادهم الموت المشتت و القتل

فإنّك قد أصبحت في النّاس ظالما

ستودي كما أودى الثلاثة من قبل(٢)

« و التقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن » فقد قال تعالى :

( مَثَلُ الذين يُنفقونَ أَموالَهم في سَبيل اللَّه كَمَثَلِ حَبةٍ أنبتت سَبعَ سنابِلَ في كلّ سُنبلةٍ مائة حبّةٍ و اللَّه يُضاعف لِمن يشاء ) (٣) و قال تعالى :( تتجافى جُنوبهم عن المضاجِع يدعون رَبّهم خوفاً و طمعاً و ممّا رزقناهم يُنفقون فلا تَعلَمُ نَفسٌ ما اُخفي لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بما كانوا يَعمَلون ) (٤) فإذا كان واثقا بذلك و قصر كان مغبونا ألبتّة .

« و الطمأنينة إلى كلّ أحد قبل الاختبار له عجز » فليس كلّ أحد صادقا .

٨٧ الحكمة ( ٣٨٦ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ قيل : هو نظير قولهم : « من طلب شيئا وجدّ وجد »(٥) و قولهم « من قرع

____________________

( ١ ) عند ابن خلفكان بلفظ « تفرعنت » .

( ٢ ) ابن خلكان ٤ : ٤٥ .

( ٣ ) البقرة : ٢٦١ .

( ٤ ) السجدة : ١٦ ١٧ .

( ٥ ) المثل بلفظ من طلب شيئا وجده ٢ : ٣٥٧ ، مجمع الأمثال للميداني .

٥٩١

قرع بابا و لجّ ولج » و قال تعالى( و الَّذين جاهدوا فينا لنَهديَّنهم سُبُلنا ) .(١) .

و في ( الأمثال ) : إن عامر بن الطرف لمّا كبر قال له قومه : إجعل لنا قائدا بعدك ، فقال : من طلب شيئا وجده و ان لم يجده يوشك أن يوقع قريبا منه(٢) .

٨٨ الحكمة ( ٣٩٢ ) و قالعليه‌السلام :

تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ اَلْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ أقول : الفقرة الثانية تكرار من المصنف لعنوانه ( ١٤٨ ) « المرء مخبوء تحت لسانه » .

و كيف كان فمرّ في الديباجة قول الشعبي إنّهعليه‌السلام تكلّم بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة و أيتمن جواهر الحكمة و قطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن ، ثلاث منهن في المناجاة و ثلاث منهن في الحكمة إلى أن قال و أمّا اللاتي في الحكمة فقال : قيمة كلّ امرى‏ء ما يحسنه ، و ما هلك امرؤ عرف قدره ، و المرء مخبوّ تحت لسانه(٣) .

هذا ، و قد غيّروا كلامهعليه‌السلام « المرء مخبوّ تحت لسانه » فقالوا « المرء مخبو تحت طي لسانه لا طيلسانه » .

« تكلموا تعرفوا » قال تعالى :( فلمّا كَلَّمهُ قال إنَّكَ اليوم لدينا

___________________

( ١ ) العنكبوت : ٦٩ .

( ٢ ) الأمثال ، ذكره الميداني في ٢ : ١٨٣ .

( ٣ ) الصدوق ، الخصال : ٤٢٠ ح ١٤ ، و ذكره المؤلف في صفحة ٥٧ من الجزء الأول .

٥٩٢

مَكينٌ أَمين ) (١) .

و في ( تاريخ بغداد ) : دخل عبد العزيز بن يحيى المكي و كانت خلقته شنعة على المأمون و عنده المعتصم ، فضحك منه فأقبل على المأمون و قال :

لم ضحك هذا ؟ لم يصطف اللَّه يوسف لجماله و إنّما اصطفاه لدينه و بيانه ، و لم يقل الملك لمّا رأى جماله إنّك اليوم لدينا مكين أمين بل لمّا كلّمه ، بياني أحسن من وجه هذا فأعجب المأمون قوله(٢) .

و في ( العيون ) عن ربيعة الرأي : الساكت بين النائم و الأخرس و ذكروا أفضلية الكلام و الصمت فقال أبو مسهّر : كلاّ إنّ النجم ليس كالقمر ، إنّك تصف الصمت بالكلام و لا تصف الكلام بالصمت و قال يونس : ليس لعييّ مروّة ، و لا لمنقوص البيان بهاء و لو بلغ يافوخه أعنان السماء(٣) .

و في ( تاريخ بغداد ) : قال ابن عمّار : كنت إذا نظرت إلى يحيى بن سعيد القطان ظننت انّه رجل لا يحسن شيئا فإذا تكلّم أنصت له الفقهاء(٤) .

و في ( الطبري ) في قدوم الحجّاج الكوفة و صعوده المنبر فطال سكوته فتناول محمد بن عمير حصى أراد أن يحصبه بها و قال : قاتله اللَّه ما أعياه و اللَّه إنّي لأحسب خبره كروائه ، فلمّا تكلّم الحجّاج جعل الحصى ينتثر من يده و لا يعقل به(٥) .

و في ( البلاذري ) : سعى عبد اللَّه بن الأهتم خليفة قتيبة على مرو بقتيبة إلى الحجّاج ، فأرسل الحجّاج كتابه إلى قتيبة فأحس بالشرّ ، فهرب إلى الشام

____________________

( ١ ) يوسف : ٥٤ .

( ٢ ) تاريخ بغداد ، ١٠ : ٤٥٠ في ترجمة عبد الزيز بن يحيى .

( ٣ ) ابن قتيبة ، عيون الأخبار ٢ : ١٧٥ .

( ٤ ) تاريخ بغداد ١٤ : ١٤٠ في ترجمة يحيى بن سعيد ( رقم ٧٤٦١ ) .

( ٥ )

٥٩٣

و وضع قطنة على احدى عينيه ثم عصبها و اكتنى بأبي قطنة ، و كان يبيع الزيت حتى إذا هلك الوليد و قام سليمان ألقى عنه ذاك الدنس و قام بخطبة تهنئة لسليمان و وقوعا في الحجّاج و قتيبة و كانا خلعا سليمان فتفرّق الناس و هم يقولون أبو قطنة الزيّات أبلغ الناس(١) .

هذا ، و عنهعليه‌السلام : اللسان معيار أطاشه الجهل و أرجحه العقل(٢) .

و روي أنّهعليه‌السلام سئل أيّ شي‏ء أحسن ؟ فقال : الكلام فقال : أيّ شي‏ء أقبح ؟ فقال : الكلام ثم قال : بالكلام ابيضّت الوجوه و بالكلام اسودّت الوجوه(٣) .

« المرء مخبوء تحت لسانه » و قال شاعر :

و النّار في أحجارها مخبوءة

ليست ترى إن لم يثرها الازند

و في ( العيون ) ذكر أعرابي رجلا فقال : رأيت عورات الناس بين أرجلهم و عورة فلان بين فكّيه(٤) .

و عاب آخر رجلا فقال : ذاك من يتامى المجلس ، أبلغ ما يكون في نفسه و أعيى ما يكون عند جلسائه(٥) .

و في ( تاريخ بغداد ) : كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصمت ، فقال له : ألا تتكلّم ؟ فقال : بلى متى يفطر الصائم قال : إذا غابت الشمس قال :

فإن لم تغب إلى نصف الليل ، فضحك أبو يوسف و قال : أصبت في صمتك و أخطأت أنا في استدعاء نطقك ، ثم تمثّل :

____________________

( ١ ) البلاذري ، فتوح البلدان : ٥٩٧ ٧٩٨ .

( ٢ ) تحف العقول : ١٤٧ .

( ٣ ) تحف العقول : ١٥٤ ، و بحار الأنوار ٧٨ : ٥٥ .

( ٤ )

( ٥ )

٥٩٤

عجبت لأزراء العييّ بنفسه

و صمت الذي قد كان للقول أعلما

و في الصمت ستر للعييّ و إنّما

صحيفة لب المرء أن يتكلما(١)

و في ( كامل المبرد ) : إنّ الحجّاج بعث برأس ابن الأشعث بعد ظفره به مع عرّار بن عمرو بن شاس الأسدي و كان أسود دميما إلى عبد الملك فلمّا ورد به عليه جعل عبد الملك لا يسأل عن شي‏ء من أمر الوقيعة إلاّ أنبأه به عرّار في أصح لفظ و أشبع قول و أجزأ اختصار و كان عبد الملك اقتحمه عينه حيث رآه فقال متمثلا :

أرادت عرارا بالهوان و من يرد

لعمري عرارا بالهوان فقد ظلم

و إنّ عرارا إن يكن غير واضح

فإنّي احبّ الجون ذا المنكب العمم

فقال له عرّار : أتعرفني أيها الخليفة ؟ قال : لا قال : فأنا و اللَّه عرّار فزاد في سروره و زاد في جائزته(٢) .

و في ( الخلفاء ) : لمّا بنى الحجّاج خضراء واسط قال لجلسائه : كيف ترون هذه القبة ؟ قالوا : ما رأينا مثلها قال : و لها عيب ما هو ؟ قالوا : ما نرى قال :

سأبعث إلى من يخبرني ، فبعث إلى الغضبان الشيباني و كان في سجنه لأنّه كان قال لابن الأشعث تغدّ بالحجّاج قبل أن يتعشاك فأقبل به و هو يرسف في القيود فقال له : كيف قبتي هذه ؟ قال : نعمت حسنة مستوية قال : أخبرني بعيبها قال : بنيتها في غير بلدك لا يسكنها ولدك قال : صدق ردوه إلى السجن .

فقال : قد أكلني الحديد و أوهن ساقي القيود فما اطيق المشي قال : احملوه ، فلمّا حمل على الأيدي قال :( سُبحان الذي سَخّرَ لنا هذا و ما كُنا لهُ مُقرنين ) (٣) قال :

____________________

( ١ )

( ٢ ) كامل المبرد ١ : ١٦٠ .

( ٣ ) الزخرف : ١٣ .

٥٩٥

أنزلوه فقال :( ربّ أَنزلني مُنزلاً مُباركاً و أنتَ خَيرُ المُنزِلينَ ) (١) قال : جرّوه .

فقال و هو يجر( بسم اللَّه مجراها و مُرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيم ) (٢) قال :

اضربوا به الأرض فقال :( منها خلقناكم و فيها نُعيدُكم و منها نُخرجكم تارة اُخرى ) (٣) فضحك الحجّاج حتى استلقى على قفاه ثم قال : و يحكم قد غلبني هذا الخبيث ، أطلقوه إلى صفحي عنه فقال الغضبان :( فاصفح عنهُم و قُل سلام ) (٤) فنجا من شرّه بلسانه(٥) و كان قال له لأقطعن يديك و رجليك و لأضربن بلسانك عينيك(٦) .

و في ( البيان ) : خرج صعصعة(٧) إلى مكة ، فلقيه رجل فقال : يا عبد اللَّه كيف تركت الأرض قال : عريضة أريضة(٨) قال : إنّما عنيت السماء قال : فوق البشر و مد البصر قال : سبحان اللَّه إنّما أردت السحاب قال : تحت الخضراء و فوق الغبراء قال : إنّما أعني المطر قال : قد عفّي الأثر و ملأ القتر(٩) و بلّ الوبر و مطرنا أحيا المطر قال : إنسيّ أنت أم جني ؟ قال : بل إنسي من امّة رجل مهديّ(١٠) .

و في ( شعراء ابن قتيبة ) : كان الحارث بن حلزة اليشكري ارتجل بين

____________________

( ١ ) المؤمنون : ٢٩ .

( ٢ ) هود : ٤١ .

( ٣ ) طه : ٥٥ .

( ٤ ) الزخرف : ٨٩ .

( ٥ )

( ٦ ) ابن قتيبة ، الامامة و السياسة : ٣٦ و هو المعروف بتاريخ الخلفاء .

( ٧ )

( ٨ )

( ٩ )

( ١٠ )

٥٩٦

يدي عمرو بن هند في شي‏ء كان بين بكر و تغلب بعد الصلح قصيدته « آذنتنا ببنيها اسماء » و كان ينشده من وراء سبع ستور ، فأمر برفع الستور عنه استحسانا لها(١) .

و نظر النعمان بن المنذر إلى ضمرة بن ضمرة ، فلمّا رأى دمامته قال :

تسمع بالمعيدي لا أن تراه فقال ضمرة : إنّ الرجال لا تكال بالقفزان ، و إنّما المرء بأصغريه لسانه و قلبه(٢) .

و في ( المعجم ) قال خلف الأحمر : كنت أسمع ببشار بسرعة جوابه و جودة شعره ، فأنشدوني شيئا من شعره لم أحمده فقلت : لآتينّه و لاطأطأنّ منه ، فأتيته و هو جالس على باب بيته ، فرأيته أعمى قبيح المنظر عظيم الجثّة ، فقلت : لعن اللَّه من يبالي بهذا ، إذ جاء رجل فقال : إنّ فلانا سبّك عند الأمير و جاء قوم فسلّموا عليه فلم يردد عليهم فجعلوا ينظرون إليه و قد ورمت أوداجه فلم يلبث أن أنشدنا بأعلى صوته :

نبّئت نائك امّه يغتابني

عند الأمير و هل عليّ أمير

فارتعدت فرائصي و عظم في عيني فقلت : الحمد للَّه الذي أبعدني من شرّك(٣) .

و همّ الفرزدق بهجاء عبد القيس فأرسل إليه زياد الأعجم :

فما ترك الهاجون لي إن هجوته مصحّا أراه في أديم الفرزدق .

فقال الفرزدق : مالي إلى هجاء هؤلاء سبيل ما عاش هذا العبد(٤) .

و في ( العيون ) : قال عبد الملك بن عمير : قدم علينا الأحنف الكوفة مع

____________________

( ١ ) ابن قتيبة ، الشعر و الشعراء : ٥٣ .

( ٢ ) الأمثال ، الميداني ١ : ٨٦ .

( ٣ )

( ٤ )

٥٩٧

مصعب بن الزبير ، فما رأيت خصلة تذم إلاّ و رأيتها فيه ، كان أصغر(١) الرأس متراكب الأسنان في خدّه ميل(٢) مائل الذّقن ناتى‏ء الوجه ، غائر العين خفيف العارض أحنف الرّجل ، و لكنّه إذا تكلّم جلّى عن نفسه(٣) و قال الشاعر :

و ما حسن الرجال لهم بحسن

إذا لم يسعد الحسن البيان

كفى بالمرء عيبا أن تراه

له وجه و ليس له بيان

و في ( الطبقات ) في وفد عبد القيس قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّكم عبد اللَّه الأشجّ ؟ فقال أحدهم : أنا و كان رجلا دميما فنظر إليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : لا يستسقى في مسوك الرجال ، و إنّما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه و قلبه(٤) و في ( العقد ) :

و ما المرء إلاّ الأصغران لسانه

و معقوله و الجسم خلق مصوّر

فإن تر منه ما يروق فربّما

أمرّ مذاق العود و العود أخضر(٥)

و قال زهير :

و كائن ترى من معجب لك صامت

زيادته أو نقصه في التّكلم

لسان الفتى نصف و نصف فؤاده

فلم يبق الا صورة اللحم و الدم(٦)

هذا ، و في أخبار حكماء القفطي : كان في مصر يهوديّ يرتزق بصناعة مداواة الجراح في غاية الخمول ، فاتفق أن عرض لرجل الحاكم عقر زمن عجز أطباؤه الخواص عنه ، فأحضر له الرجل فطرح عليه دواء يابسا فنشفه و شفاه

____________________

( ١ ) نسخة التحقيق صعل : صغير .

( ٢ )

( ٣ ) العيون ، ابن قتيبة ٤ : ٣٥ .

( ٤ ) الطبقات ١ : ٣١٤ .

( ٥ )

( ٦ ) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ٤ : ١٧٩ .

٥٩٨

في ثلاثة أيام ، فأطلق له ألف دينار و خلع عليه و لقبه بالحقير النافع و جعله من أطبائه الخواصّ(١) .

٨٩ الحكمة ( ٣٩٤ ) و قالعليه‌السلام :

رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ في ( الأغاني ) : وفد أبو براء ملاعب الأسنة و إخوته طفيل و معاوية و عبيدة بنو مالك بن جعفر بن كلاب و معهم لبيد بن ربيعة بن مالك و هو غلام على النعمان بن المنذر ، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي و كان ينادم النعمان فاذا خلا به يطعن في الجعفريين ، فرأوا من الملك جفاء و قد كان يكرمهم قبل ذلك فخرجوا من عنده غضابا و لبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم فألفاهم الليلة يتذاكرون أمر الربيع فسألهم فكتموه ، فقال : و اللَّه لا أحفظ لكم متاعا أو تخبروني و كانت أم لبيد امرأة من عبس فقالوا : خالك قد غلبنا على الملك فقال لهم : هل تقدرون على أن تجمعوا بيني و بينه فأزجره عنكم بقول ممضّ ثم لا يلتفت النعمان إليه أبدا إلى أن قال : ثم غدوا به معهم على النعمان فوجدوه يتغدّى و معه الربيع و هما يأكلان ليس معه غيره ، فلمّا فرغ أذن لهم فذكروا له حاجتهم ، فاعترض الربيع في كلامهم ، فقام لبيد و قال :

يا ربّ هيجا هي خير من دعه

أكلّ يوم هامتي مقرّعة

يخبرك عن هذا خبير فاسمعه

مهلا أبيت اللّعن لا تأكل معه

إنّ استه من برص ملمّعه

و إنّه يدخل فيها إصبعه

____________________

( ١ ) أخبار الحكماء ، القطفي : ١٢٢ .

٥٩٩

يدخلها حتى يواري أشجعه

كأنّما يطلب شيئا ضيّعه(١)

فلمّا فرغ التفت النعمان إلى الربيع شزرا يرمقه قال : لا و اللَّه لقد كذب عليّ ، و انصرف إلى منزله و كتب إلى النعمان : إنّي قد تخوّفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد ، و لست برائم حتى تبعث من يجرّدني فيعلم من حضرك أنّي لست كما قال ، فأرسل النعمان إليه : إنّك لست بانتفائك ممّا قال لبيد شيئا و لا قادرا على ما زلّت به الألسن و كتب إليه :

شرّد برحلك عنّي حيث شئت و لا

تكثر عليّ و دع عنك الأباطيلا

فقد ذكرت به و الركب حامله

وردا يعلّل أهل الشام و النّيلا

فما انتفاؤك منه بعد ما جزعت

هوج المطيّ به إبراق شمليلا(٢)

قد قيل ذلك إن حقا و إن كذبا

فما اعتذارك من شي‏ء إذا قيلا(٣)

و في ( العيون ) : اسر معاوية يوم صفّين رجلا من أصحاب عليعليه‌السلام ، فلمّا اقيم بين يديه قال : الحمد للَّه الذي أمكن منك قال : لا تقل ذلك ، فإنّها مصيبة .

قال : و أيّة نعمة أعظم من أن يكون اللَّه أظفرني برجل قتل في ساعة واحدة جماعة من أصحابي اضربا عنقه فقال : اللّهم اشهد ان معاوية لم يقتلني فيك و لا لأنّك ترضى قتلي و لكن قتلني في الغلبة على حطام الدّنيا ، فإن فعل فافعل به ما هو أهله و إن لم يفعل فافعل به ما أنت أهله فقال له معاوية : قاتلك اللَّه لقد سببت فأوجعت في السبّ و دعوت فأبلغت في الدّعاء ، خلّيا سبيله(٤) .

و كان قول الفرزدق و علم قومه أكل الخبيص و قول أبي العتاهية « وضع سيفك خلخالا » في هجو الفزاري و ابن معن أنفذ من صول .

____________________

( ١ )

( ٢ ) شمليل : بلد .

( ٣ ) الاصفهاني ، الأغاني ١٧ : ١٨٧ ، و قد مرّ ذكر هذه الحكاية في الصفحات السابقة .

( ٤ ) العيون ١ : ٩٩ .

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790