الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي10%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184471 / تحميل: 6199
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

يَدِبُّونَ(١) ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلَامٍ ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي.

ثُمَّ أَمَرَ نَاراً ، فَأُسْعِرَتْ(٢) ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا ، فَهَابُوهَا ، وَقَالَ(٣) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : ادْخُلُوهَا ، فَدَخَلُوهَا(٤) ، فَقَالَ(٥) : كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً ، فَكَانَتْ بَرْداً وَسَلَاماً.

فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ : يَا رَبِّ ، أَقِلْنَا(٦) ، فَقَالَ(٧) : قَدْ أَقَلْتُكُمْ ، فَادْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ، فَهَابُوهَا ، فَثَمَّ(٨) ثَبَتَتِ(٩) الطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ ، فَلَا يَسْتَطِيعُ(١٠) هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ، وَلَا هؤُلَاءِ(١١) مِنْ هؤُلَاءِ ».(١٢)

١٤٥٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ(١٣) ، عَنْ زُرَارَةَ :

أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ(١٤) جَلَّ وَعَزَّ :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (١٥) إِلى آخِرِ الْآيَةِ.

فَقَالَ - وَأَبُوهُ يَسْمَعُعليهما‌السلام - : « حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَبَضَ(١٦) قَبْضَةً مِنْ‌

__________________

(١). دبّ الصغير يدبّ دَبيباً ، ودبّ الجيش دَبيباً أيضاً : ساروا سَيراً ليّناً.المصباح المنير ، ص ١٨٨ ( دبّ ).

(٢). في المحاسن : « فاستعرت ».

(٣). هكذا في « ب ، ز ، ص ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والمحاسن. وفي المطبوع : « فقال ».

(٤). في « ب » : « ودخلوها ».

(٥). في « ص » : « وقال ».

(٦). أقال الله عثرته : رفعه من سقوطه. ومنه الإقالة في البيع ؛ لأنّها رفع العقد.المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيل ).

(٧). في البحار : « قال ».

(٨). في « بر » : « ثَمَّ ».

(٩). في « ض ، بف » : « تثبت ».

(١٠). في مرآة العقول والبحار : « ولا يستطيع ».

(١١). في « ض » والمحاسن : + « أن يكونوا ».

(١٢).المحاسن ، ص ٢٨٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤١٢ ، عن عليّ بن الحكم.علل الشرائع ، ص ٨٣ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من قوله : « إنّ الله عزّوجلّ » إلى قوله : « يلد المؤمن الكافر والكافر المؤمن » مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٥٨ ، صدر ح ١٨ ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من قوله : « إنّ الله عزّوجلّ » مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤ ، ح ١٦٥٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٣ ، ح ١٤.

(١٣) في البحار : « محمّد بن اُذينة ».

(١٤) في«ب،ج،ص،ف،ه،بر،بف» والبحار: «قوله».

(١٥) الأعراف (٧). : ١٧٢.

(١٦) في البحار : « قد قبض ».

٢١

تُرَابِ التُّرْبَةِ الَّتِي خَلَقَ(١) مِنْهَا آدَمَعليه‌السلام ، فَصَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ الْعَذْبَ الْفُرَاتَ ، ثُمَّ تَرَكَهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، ثُمَّ(٢) صَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ(٣) الْمَالِحَ(٤) الْأُجَاجَ ، فَتَرَكَهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، فَلَمَّا اخْتَمَرَتِ الطِّينَةُ أَخَذَهَا ، فَعَرَكَهَا عَرْكاً شَدِيداً ، فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ مِنْ(٥) يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ، وَأَمَرَهُمْ جَمِيعاً أَنْ يَقَعُوا فِي النَّارِ ، فَدَخَلَ(٦) أَصْحَابُ الْيَمِينِ ، فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً ، وَأَبى أَصْحَابُ(٧) الشِّمَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ».(٨)

١٤٥٨/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ(٩) - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَعليه‌السلام ، أَرْسَلَ الْمَاءَ عَلَى الطِّينِ ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً فَعَرَكَهَا ، ثُمَّ فَرَّقَهَا فِرْقَتَيْنِ بِيَدِهِ ، ثُمَّ ذَرَأَهُمْ فَإِذَا هُمْ يَدِبُّونَ ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَأَمَرَ أَهْلَ الشِّمَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا إِلَيْهَا ، فَهَابُوهَا وَلَمْ يَدْخُلُوهَا(١٠) ، ثُمَّ أَمَرَ أَهْلَ الْيَمِينِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ، فَدَخَلُوهَا ، فَأَمَرَ اللهُ - جَلَّ وَعَزَّ - النَّارَ فَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً ، فَلَمَّا رَأى ذلِكَ أَهْلُ الشِّمَالِ(١١) ، قَالُوا : رَبَّنَا ، أَقِلْنَا ،

__________________

(١). في حاشية « ز ، بف » والبحار : + « الله ».

(٢). في « بس » : « فلمّا ».

(٣). في « ز » : « ماء ».

(٤). في « ف » : « المِلْح ».

(٥). في « د » : « عن ».

(٦). في « ه » : « فدخلوا » على لغة أكلوني البراغيث ، أو يكون « أصحاب » بدلاً عن ضمير الجمع.

(٧). في « ب » : « أهل ».

(٨).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٧١ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٠٩ ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨ ، ح ١٦٥٤ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١١١ ، ح ٢٢.

(٩). في « ج ، د ، ز ، ض ، ه » : « جلّ وعزّ ». وفي « بر ، بف » : « جلّ وعلا ».

(١٠). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فلم يدخلوها ».

(١١). في « بس » : « أهل الشمال ذلك ».

٢٢

فَأَقَالَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ : ادْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ، فَقَامُوا عَلَيْهَا وَلَمْ يَدْخُلُوهَا(١) ، فَأَعَادَهُمْ طِيناً(٢) ، وَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَعليه‌السلام ».

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) : « فَلَنْ يَسْتَطِيعَ هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ، وَلَا هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ».

قَالَ(٤) : « فَيَرَوْنَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ تِلْكَ النَّارَ ، فَلِذلِكَ قَوْلُهُ(٥) جَلَّ وَعَزَّ :( قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) (٦) ».(٧)

٣ - بَابٌ آخَرُ مِنْهُ‌

١٤٥٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - حَيْثُ خَلَقَ الْخَلْقَ ، خَلَقَ مَاءً عَذْباً وَ(٨) مَاءً مَالِحاً أُجَاجاً ، فَامْتَزَجَ الْمَاءَانِ ، فَأَخَذَ(٩) طِيناً مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ ، فَعَرَكَهُ عَرْكاً شَدِيداً ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ - وَهُمْ كَالذَّرِّ يَدِبُّونَ - : إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلَامٍ ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي ، ثُمَّ قَالَ :( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا (١٠) يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ

__________________

(١). في « ب » : « فلم يدخلوها ».

(٢). فيالوافي : « عبّر عن إظهاره إيّاهم في عالم الخلق مفصّلة متفرّقة مبسوطة متدرّجة بالاعادة ؛ لأن هذا الوجود مباين لذلك ، متعقّب له ».

(٣). في « ض » : - « ولم يدخلوها - إلى - وقال أبو عبداللهعليه‌السلام ».

(٤). في « بف » : « وقال ».

(٥). في « ف » : « قال ».

(٦). الزخرف (٤٣) : ٨١.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٥٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٧ ، ح ١٥.

(٨). في « د » : + « خلق ».

(٩). في « ف » : « وأخذ ».

(١٠). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٢ : « في أكثر النسخ : أن تقولوا ، بصيغة الخطاب ، كما في القراءات المشهورة، =

٢٣

هذا غافِلِينَ ) (١)

ثُمَّ أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى النَّبِيِّينَ ، فَقَالَ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، وَأَنَّ هذَا مُحَمَّدٌ رَسُولِي ، وَأَنَّ هذَا عَلِيٌّ(٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا : بَلى ، فَثَبَتَتْ(٣) لَهُمُ النُّبُوَّةُ ؛ وَأَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلى أُولِي الْعَزْمِ أَنَّنِي رَبُّكُمْ ، وَمُحَمَّدٌ رَسُولِي ، وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ وُلَاةُ أَمْرِي وَخُزَّانُ عِلْمِيعليهم‌السلام ، وَأَنَّ الْمَهْدِيَّ أَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِي ، وَأُظْهِرُ بِهِ(٤) دَوْلَتِي ، وَأَنْتَقِمُ بِهِ مِنْ أَعْدَائِي ، وَأُعْبَدُ بِهِ طَوْعاً وَكَرْهاً ، قَالُوا : أَقْرَرْنَا يَا رَبِّ ، وَشَهِدْنَا(٥) ، وَلَمْ يَجْحَدْ آدَمُ وَلَمْ يُقِرَّ ، فَثَبَتَتِ(٦) الْعَزِيمَةُ لِهؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ فِي الْمَهْدِيِّ ، وَلَمْ يَكُنْ لآِدَمَ عَزْمٌ عَلَى الْإِقْرَارِ بِهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) » ،(٧) قَالَ : « إِنَّمَا هُوَ : فَتَرَكَ(٨) .

ثُمَّ أَمَرَ نَاراً ، فَأُجِّجَتْ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا ، فَهَابُوهَا ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : ادْخُلُوهَا ، فَدَخَلُوهَا ، فَكَانَتْ عَلَيْهِمْ(٩) بَرْداً وَسَلَاماً ، فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ :

__________________

= فيكون ذكر تتمّة الآية استطراداً. والأصوب هنا : أن يقولوا ، بصيغة الغيبة موافقاً لقراءة أبي عمرو في الآية ».

(١). الأعراف (٧). : ١٧٢.

(٢). في « ص ، ض ، ه ، بف » : - « عليّ ».

(٣). في « ب ، ض ، ف » والوافي : « فثبت ».

(٤). في « ض » : - « اُظهر به ».

(٥). في « ض » : « وشهدوا ».

(٦). في « ض » : « فتثبت ».

(٧). طه (٢٠) : ١١٥.

(٨). فيالوافي : « يعني : معنى (فَنَسِىَ ) هاهنا ليس إلّا « فترك ». ولعلّ السرّ في عدم عزم آدم على الإقرار بالمهديّ استبعاده أن يكون لهذا النوع الإنساني اتّفاق على أمر واحد ».

وفيمرآة العقول : « الظاهر أنّ المراد بعدم العزم عدم الاهتمام به وتذكّره ، أو عدم التصديق اللساني ؛ حيث لم يكن ذلك واجباً ، لا عدم التصديق به مطلقاً ، فإنّه لايناسب منصب النبوّة ، بل ما هو أدون منه ».

وفيشرح المازندراني : « لم يجحد آدم ولم يقرّ ، أي لم يجحد آدم عهد المهديّعليه‌السلام قلباً ، ولم يقرّ به لساناً ، بل أقرّ به قلباً. ولم يقرّ به لساناً لتولّهه وتأسّفه بضلالة أكثر أولاده وعلى هذا كأنّه لم يكن له عزم تامّ على الإقرار به ؛ إذ لو كان له ذلك العزم كما كان لاُولي العزم من الرسل ، لأقرّ به كما أقرّوا. أمّا قوله :( فَنَسِيَ ) معناه فترك الإقرار به لساناً ، أو فترك العزم على الإقرار به. وليس المراد به معناه الحقيقي ؛ فتأمّل ».

(٩). في « ف » : - « عليهم ».

٢٤

يَا رَبِّ(١) أَقِلْنَا ، فَقَالَ : قَدْ أَقَلْتُكُمُ ، اذْهَبُوا ، فَادْخُلُوهَا(٢) ، فَهَابُوهَا ، فَثَمَّ(٣) ثَبَتَتِ(٤) الطَّاعَةُ وَالْوَلَايَةُ وَالْمَعْصِيَةُ ».(٥)

١٤٦٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَ(٦) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَعليه‌السلام مِنْ ظَهْرِهِ(٧) لِيَأْخُذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَهُ ، وَبِالنُّبُوَّةِ لِكُلِّ نَبِيٍّ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهُ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِنُبُوَّتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً(٨) ، ثُمَّ قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لآِدَمَ : انْظُرْ مَا ذَا تَرى؟ ».

قَالَ : « فَنَظَرَ آدَمُعليه‌السلام إِلى ذُرِّيَّتِهِ - وَهُمْ ذَرٌّ - قَدْ مَلَؤُوا السَّمَاءَ ، قَالَ آدَمُعليه‌السلام : يَا رَبِّ ، مَا أَكْثَرَ ذُرِّيَّتِي! وَلِأَمْرٍ مَا خَلَقْتَهُمْ؟ فَمَا تُرِيدُ مِنْهُمْ بِأَخْذِكَ الْمِيثَاقَ عَلَيْهِمْ؟

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) (٩) وَيُؤْمِنُونَ(١٠) بِرُسُلِي ، وَيَتَّبِعُونَهُمْ.

قَالَ آدَمُعليه‌السلام : يَا رَبِّ ، فَمَا لِي أَرى بَعْضَ الذَّرِّ أَعْظَمَ مِنْ بَعْضٍ ، وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ كَثِيرٌ ،

__________________

(١). في « ص » : « ربّنا » بدل « يا ربّ ».

(٢). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والبحار والبصائر. وفي المطبوع : « فادخلوا ».

(٣). في « ض » : « ثَمَّ ».

(٤). في « ض ، بس » : « ثبت ».

(٥).بصائر الدرجات ، ص ٧٠ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١ ، ح ١٦٥٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١١٣ ، ح ٢٣.

(٦). في « ب » : + « عن ». هذا ، والعاطف يعطف « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه » على « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن‌محمّد » ، وأحمد بن محمّد وإبراهيم بن هاشم والد عليّ يرويان عن الحسن بن محبوب ، فيكون في السند تحويل.

(٧). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « من صلبه ».

(٨). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ». وفي قليل من النسخ والمطبوع : «صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٩). النور (٢٤) : ٥٥.

(١٠). في « ف » : + « بي و ».

٢٥

وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ قَلِيلٌ ، وَبَعْضَهُمْ لَيْسَ لَهُ نُورٌ(١) ؟

فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَذلِكَ(٢) خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي كُلِّ حَالَاتِهِمْ.

قَالَ آدَمُعليه‌السلام : يَا رَبِّ ، فَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ ؛ فَأَتَكَلَّمَ؟

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : تَكَلَّمْ ؛ فَإِنَّ رُوحَكَ مِنْ رُوحِي ، وَطَبِيعَتَكَ(٣) خِلَافُ(٤) كَيْنُونَتِي(٥) .

قَالَ آدَمُ : يَا رَبِّ(٦) ، فَلَوْ كُنْتَ خَلَقْتَهُمْ عَلى مِثَالٍ وَاحِدٍ ، وَقَدْرٍ وَاحِدٍ ، وَطَبِيعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَجِبِلَّةٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَلْوَانٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَعْمَارٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَرْزَاقٍ سَوَاءٍ ، لَمْ يَبْغِ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وَلَمْ يَكُنْ(٧) بَيْنَهُمْ تَحَاسُدٌ وَلَا تَبَاغُضٌ ، وَلَا اخْتِلَافٌ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ.

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا آدَمُ ، بِرُوحِي(٨) نَطَقْتَ ، وَبِضَعْفِ طَبِيعَتِكَ(٩) تَكَلَّفْتَ(١٠) مَا لَاعِلْمَ لَكَ بِهِ ، وَأَنَا الْخَالِقُ الْعَالِمُ(١١) ، بِعِلْمِي خَالَفْتُ بَيْنَ خَلْقِهِمْ(١٢) ، وَبِمَشِيئَتِي يَمْضِي(١٣) فِيهِمْ أَمْرِي ، وَإِلى تَدْبِيرِي وَتَقْدِيرِي(١٤) صَائِرُونَ ، لَا(١٥) تَبْدِيلَ لِخَلْقِي ، إِنَّمَا(١٦) خَلَقْتُ الْجِنَّ‌

__________________

(١). في « ب » وحاشية « بف » والبحار : + « أصلاً ».

(٢). في « ه » : « لذلك ». وفي حاشية « ج » : « ولذلك ». وفي مرآة العقول والبحار : « وكذلك ».

(٣). هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : + « [ من ] ». و « الطبع » : الجبلّة التي خلق الإنسان عليها. و « الطبيعة » : مزاج الإنسان المركّب من الأخلاط.المصباح المنير ، ص ٣٦٩ ( طبع ).

(٤). في « ف » : « بخلاف ».

(٥). في « ج ، د ، ه » وحاشية « بر » والوافي : « كينونيّتي ».

(٦). في « ب » والبحار : - « يا ربّ ».

(٧). في البحار : « ولم يك ».

(٨). في الاختصاص : « بوحيي ».

(٩). في « ز » وحاشية « بر » : « قوّتك ».

(١٠). في « ف » والبحار : « تكلّمت ».

(١١). في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار والعلل والاختصاص : « العليم ».

(١٢). في حاشية « ز » : « بعلمي خلقتهم » بدل « بعلمي خالفت بين خلقهم ».

(١٣) في « ف » : « نمضي ».

(١٤) في « ز » : + « وأمري ».

(١٥) في « ف » والبحار : « ولا ».

(١٦) في « ص » والوافي والعلل والاختصاص :«وإنّما».

٢٦

والْإِنْسَ لِيَعْبُدُونِ(١) ، وَخَلَقْتُ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَطَاعَنِي وَعَبَدَنِي(٢) مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ رُسُلِي وَلَا أُبَالِي ، وَخَلَقْتُ النَّارَ لِمَنْ كَفَرَ بِي وَعَصَانِي وَلَمْ يَتَّبِعْ رُسُلِي وَلَا أُبَالِي ، وَخَلَقْتُكَ وَخَلَقْتُ ذُرِّيَّتَكَ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ(٣) بِي إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ ، وَإِنَّمَا خَلَقْتُكَ وَخَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَكَ وَأَبْلُوَهُمْ أَيُّكُمْ(٤) أَحْسَنُ عَمَلاً فِي دَارِ الدُّنْيَا فِي حَيَاتِكُمْ وَقَبْلَ مَمَاتِكُمْ ، فَلِذلِكَ(٥) خَلَقْتُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، وَالْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ ، وَالطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَكَذلِكَ(٦) أَرَدْتُ فِي تَقْدِيرِي وَتَدْبِيرِي.

وَبِعِلْمِيَ النَّافِذِ فِيهِمْ خَالَفْتُ بَيْنَ صُوَرِهِمْ وَأَجْسَامِهِمْ وَأَلْوَانِهِمْ وَأَعْمَارِهِمْ وَأَرْزَاقِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَمَعْصِيَتِهِمْ(٧) ، فَجَعَلْتُ مِنْهُمُ الشَّقِيَّ وَالسَّعِيدَ ، وَالْبَصِيرَ وَالْأَعْمى ، وَالْقَصِيرَ وَالطَّوِيلَ ، وَالْجَمِيلَ وَالدَّمِيمَ(٨) ، وَالْعَالِمَ وَالْجَاهِلَ ، وَالْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ ، وَالْمُطِيعَ وَالْعَاصِيَ ، وَالصَّحِيحَ وَالسَّقِيمَ ، وَمَنْ بِهِ الزَّمَانَةُ(٩) وَمَنْ لَاعَاهَةَ بِهِ ، فَيَنْظُرُ الصَّحِيحُ إِلَى الَّذِي(١٠) بِهِ الْعَاهَةُ ، فَيَحْمَدُنِي عَلى عَافِيَتِهِ(١١) ، وَيَنْظُرُ الَّذِي بِهِ الْعَاهَةُ إِلَى الصَّحِيحِ ، فَيَدْعُونِي وَيَسْأَلُنِي أَنْ أُعَافِيَهُ ، وَيَصْبِرُ عَلى بَلَائِي ، فَأُثِيبُهُ(١٢) جَزِيلَ عَطَائِي ، وَيَنْظُرُ الْغَنِيُّ إِلَى الْفَقِيرِ ، فَيَحْمَدُنِي وَيَشْكُرُنِي ، وَيَنْظُرُ الْفَقِيرُ إِلَى الْغَنِيِّ ، فَيَدْعُونِي وَيَسْأَلُنِي ، وَيَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الْكَافِرِ ، فَيَحْمَدُنِي عَلى مَا هَدَيْتُهُ(١٣) ،

__________________

(١). في « ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والعلل والاختصاص : « ليعبدوني ».

(٢). في « ب ، د ، ف ، ه، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي والعلل والاختصاص : « عبدني وأطاعني ». وفي « ج ، ز ، ص ، بس » والبحار : « عبدني فأطاعني ».

(٣). « الفاقة » : الحاجة ، ولا فعل لها.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٢٥ ( فوق ).

(٤). في « ز، بس» وحاشية « ب ، ف » : « أيّهم ».

(٥). في « ب ، د ، ف ، ه ، بر » : « ولذلك ».

(٦). في حاشية « ج » : « ولذلك ».

(٧). في حاشية « ف » : « وطاعاتهم ومعاصيهم ».

(٨). في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » والمرآة والعلل - ناقلاً عن أكثر النسخ - : « الذميم ». وفي شرح المازندراني : « الدهم ». و « الدمامة » : القِصَر والقبح ، ورجل دميم.النهاية ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ( دمم ).

(٩). « الزمانة » : العاهة. زَمِن زَمَناً وزُمَنةً وزَمانةً فهو زَمِن وزَمينٌ.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٨٢ ( زمن ).

(١٠). في « ج ، ه » : « من ».

(١١). في « ز » : « عافية ».

(١٢). في الاختصاص : « فأتيته ».

(١٣) في هامش المطبوع عن بعض النسخ:«ما هديتهم».

٢٧

فَلِذلِكَ(١) خَلَقْتُهُمْ(٢) لِأَبْلُوَهُمْ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَفِيمَا أُعَافِيهِمْ وَفِيمَا أَبْتَلِيهِمْ وَفِيمَا أُعْطِيهِمْ وَفِيمَا أَمْنَعُهُمْ.

وَأَنَا اللهُ الْمَلِكُ الْقَادِرُ ، وَلِي أَنْ أَمْضِيَ(٣) جَمِيعَ مَا قَدَّرْتُ عَلى مَا دَبَّرْتُ ، وَلِي أَنْ أُغَيِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا شِئْتُ إِلى مَا شِئْتُ ، وَأُقَدِّمَ مِنْ ذلِكَ مَا أَخَّرْتُ ، وَأُؤَخِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا قَدَّمْتُ(٤) ، وَأَنَا اللهُ الْفَعَّالُ لِمَا أُرِيدُ(٥) ، لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ ، وَأَنَا أَسْأَلُ خَلْقِي عَمَّا هُمْ فَاعِلُونَ ».(٦)

١٤٦١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ وَعُقْبَةَ(٧) جَمِيعاً :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَخَلَقَ مَنْ(٨) أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ ، وَكَانَ(٩) مَا أَحَبَّ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ مَنْ(١٠) أَبْغَضَ مِمَّا أَبْغَضَ ، وَكَانَ(١١) مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ(١٢) النَّارِ ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ ».

فَقُلْتُ : وَأَيُّ(١٣) شَيْ‌ءٍ الظِّلَالُ؟

__________________

(١). في « ف » : « فكذلك ».

(٢). في « ه » وحاشية « بف » : « كلّفتهم ».

(٣). في « ه » : « أقضي ».

(٤).في«ب،د،ز،بر،بس، بف »:« ماقدّمت من ذلك ».

(٥). في « ص ، ف » : « يريد ».

(٦).علل الشرائع ، ص ١٠ ، ح ٤ ، بطريقين مختلفين عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب.الاختصاص ، ص ٣٣٢ ، مرسلاً عن هشام بن سالم ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٢ ، ح ١٦٥٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١١٦ ، ح ٢٤.

(٧). تقدّم الخبر فيالكافي ، ح ١١٨١ بنفس الإسناد عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمّد الجعفي - وفي المطبوع : « الجعفري » ، لكن صحّحناه هناك - عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وعن عقبة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

(٨). في الكافي ، ح ١١٨١ : « ما ».

(٩). في « ب ، ج ، ه » والبحار : « فكان ».

(١٠). في البحار والكافي ، ح ١١٨١ : « ما ».

(١١). في « ب » : « فكان ».

(١٢). في « ج ، د ، ه ، بف » وحاشية « بر » : + « من ».

(١٣) في « ه » : « فأيّ ».

٢٨

فَقَالَ(١) : « أَلَمْ تَرَ إِلى ظِلِّكَ(٢) فِي الشَّمْسِ شَيْئاً(٣) وَلَيْسَ بِشَيْ‌ءٍ ».

« ثُمَّ بَعَثَ(٤) مِنْهُمُ(٥) النَّبِيِّينَ ، فَدَعَوْهُمْ(٦) إِلَى الْإِقْرَارِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّوَجَلَّ :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (٧) ثُمَّ دَعَوْهُمْ(٨) إِلَى الْإِقْرَارِ بِالنَّبِيِّينَ فَأَقَرَّ بَعْضُهُمْ ، وَأَنْكَرَ بَعْضٌ(٩) ، ثُمَّ دَعَوْهُمْ(١٠) إِلى وَلَايَتِنَا ، فَأَقَرَّ بِهَا وَاللهِ مَنْ أَحَبَّ ، وَأَنْكَرَهَا مَنْ أَبْغَضَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَما (١١) كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ) (١٢) ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « كَانَ التَّكْذِيبُ ثَمَّ ».(١٣)

٤ - بَابُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ

وَأَقَرَّ (١٤) لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ‌

١٤٦٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « قال ».

(٢). في البصائر : « إذا ظلّل » بدل « إلى ظلّك ».

(٣). في « ه » والكافي ، ح ١١٨١ : « شي‌ء ». وقال فيمرآة العقول : « وقوله : شيئاً ، بتقدير تحسبه ، أو الرؤية بمعنى العلم ، لكن ينافيه تعديتها ب- « إلى ». والأظهر : شي‌ء ، كما كان فيما مضى ».

(٤). في الكافي ، ح ١١٨١ : + « الله ».

(٥). في البحار والكافي ، ح ١١٨١ والبصائر وتفسير العيّاشي : « فيهم ».

(٦). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر وتفسير العيّاشي : « يدعونهم ».

(٧). الزخرف (٤٣) : ٨٧.

(٨). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « دعاهم ».

(٩). في « ج » والبحار والكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « بعضهم ».

(١٠). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « دعاهم ».

(١١). هكذا في القرآن. وفي أكثر النسخ والوافي : « وما ». وفي المطبوع : « ما ».

(١٢). يونس (١٠). : ٧٤.

(١٣)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية ، ح ١١٨١.بصائر الدرجات ، ص ٨٠ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين.علل الشرائع ، ص ١١٨ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٧ ، عن عبد الله بن محمّد الجعفي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥ ، ح ١٦٥٢ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٨ ، ح ١٦.

(١٤) ١٤. في « ص ، ف » : « أقرّ وأجاب ».

٢٩

صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) : « أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : بِأَيِّ شَيْ‌ءٍ سَبَقْتَ الْأَنْبِيَاءَ(٢) وَأَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَخَاتَمَهُمْ؟

فَقَالَ(٣) : إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي ، وَأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حَيْثُ(٤) أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ(٥) النَّبِيِّينَ ،( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) (٦) فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ(٧) قَالَ : بَلى ، فَسَبَقْتُهُمْ بِالْإِقْرَارِ(٨) بِاللهِ(٩) عَزَّ وَجَلَّ ».(١٠)

١٤٦٣/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي لَأَرى بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَعْتَرِيهِ النَّزَقُ(١٢) وَالْحِدَّةُ(١٣) وَالطَّيْشُ(١٤) ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ غَمّاً شَدِيداً ، وَأَرى مَنْ خَالَفَنَا ، فَأَرَاهُ حَسَنَ‌

__________________

(١). في « ف » وتفسير العيّاشي والعلل : + « قال ».

(٢). في العلل : + « وفضّلت عليهم ».

(٣). في البحار والكافي ، ح ١١٩٧ والبصائر والعلل : « قال ».

(٤). في « ه ، بف » وحاشية « ب » والوافي والكافي ، ح ١١٩٧ : « حين ».

(٥). في « ج ، ه » : « الميثاق على ».

(٦). الأعراف (٧). : ١٧٢. وفي « ه » والكافي ، ح ١١٩٧ والبصائر وتفسير العيّاشي والعلل : + (قَالُوا بَلَى ).

(٧). في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بف » : « مَن ».

(٨). في تفسير العيّاشي والعلل : « إلى الإقرار ».

(٩). في « ز » : « لله ».

(١٠).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ووفاته ، ح ١١٩٧ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد.بصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٢ ، عن الحسن بن محبوب.علل الشرائع ، ص ١٢٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٠٧ ، عن صالح بن سهلالوافي ، ج ٤ ، ص ١٢٦ ، ح ١٧٢٠ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٦.

(١١). السند معلّق على سابقه ، ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(١٢). « النزق » : خفّة في كلّ أمرٍ ، وعجلة في جهل وحُمق.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٨٠ ( نزق ).

(١٣) « الحَدُّ » و « الحِدَّة » : ما يعتري الإنسان من الغضب والنَّزَق.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٠٥ (حدد).

(١٤) « الطَّيْش » : النَّزَقُ والخفَّة ، والرجل طيّاش. والنزق والحدّة والطيش متقاربة المعاني من جهة الفساد في=

٣٠

السَّمْتِ(١) ؟

قَالَ : « لَا تَقُلْ حَسَنَ السَّمْتِ ؛ فَإِنَّ(٢) السَّمْتَ سَمْتُ الطَّرِيقِ ، وَلكِنْ قُلْ : حَسَنَ السِّيمَاءِ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) (٣) ».

قَالَ : قُلْتُ : فَأَرَاهُ حَسَنَ السِّيمَاءِ ، وَ(٤) لَهُ وَقَارٌ ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ؟

قَالَ(٥) : « لَا تَغْتَمَّ لِمَا رَأَيْتَ(٦) مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ ، وَلِمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكَ ؛ إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَعليه‌السلام ، خَلَقَ تِلْكَ(٧) الطِّينَتَيْنِ(٨) ، ثُمَّ فَرَّقَهُمَا فِرْقَتَيْنِ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَسْعى ، وَقَالَ لِأَهْلِ(٩) الشِّمَالِ : كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَدْرُجُ ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَقَالَ : ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي(١٠) ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ(١١) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ اتَّبَعَهُ(١٢) أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَأَوْصِيَاؤُهُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ.

ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي ، فَقَالُوا : رَبَّنَا ، خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟ فَعَصَوْا ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : اخْرُجُوا بِإِذْنِي مِنَ النَّارِ ، فَخَرَجُوا(١٣) لَمْ‌

__________________

= القوّة الشهويّة والغضبيّة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٠ ؛الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩١ ( خيل ).

(١). « السَّمت » : عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوَقار ، وحُسن السيرة والطريقة ، واستقامة المنظر والهَيئة.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ( سمت ).

(٢). في شرح المازندراني : + « حسن ».

(٣). الفتح (٤٨) : ٢٩. وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : -( مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) .

(٤). في « ب ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « و ».

(٥). في « ج ، ه » : « فقال ».

(٦). في « ه » : « لما ترى ».

(٧). في « ز ، ص ، بس » : « ذلك ». وفي « ف » : « تينك ».

(٨). في « ج ، ه » : « الطينين ».

(٩). في حاشية « ز » والبحار : « لأصحاب ».

(١٠). في « ص ، ف » والوافي : + « فدخلوها ».

(١١). في « ج ، ص » : « محمّداً ».

(١٢). في « ب ، ص » : « أتبعه ».

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع وبعض النسخ : - « فخرجوا ».

٣١

تَكْلِمِ(١) النَّارُ مِنْهُمْ(٢) كَلْماً ، وَلَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِمْ أَثَراً ، فَلَمَّا رَآهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَالِ قَالُوا : رَبَّنَا ، نَرى أَصْحَابَنَا قَدْ سَلِمُوا ، فَأَقِلْنَا(٣) وَمُرْنَا بِالدُّخُولِ ، قَالَ(٤) : قَدْ أَقَلْتُكُمْ ، فَادْخُلُوهَا ، فَلَمَّا دَنَوْا(٥) وَأَصَابَهُمُ الْوَهَجُ(٦) رَجَعُوا ، فَقَالُوا : يَا رَبَّنَا ، لَاصَبْرَ لَنَا عَلَى الِاحْتِرَاقِ ، فَعَصَوْا ، فَأَمَرَهُمْ(٧) بِالدُّخُولِ ثَلَاثاً ، كُلَّ ذلِكَ يَعْصُونَ وَيَرْجِعُونَ ، وَأَمَرَ أُولئِكَ(٨) ثَلَاثاً ، كُلَّ ذلِكَ يُطِيعُونَ وَيَخْرُجُونَ ، فَقَالَ لَهُمْ : كُونُوا طِيناً بِإِذْنِي ، فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَعليه‌السلام ».

قَالَ : « فَمَنْ كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ لَايَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ لَايَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ وَخُلُقِهِمْ ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ(٩) مِنْ لَطْخِ(١٠) أَصْحَابِ الشِّمَالِ ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ(١١) مَنْ خَالَفَكُمْ وَوَقَارِهِمْ ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ(١٢) أَصْحَابِ الْيَمِينِ».(١٣)

١٤٦٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(١٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « د » : « فلم تكلم ». وأصل الكلم : الجرح.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٩ ( كلم ).

(٢). في « ز » والبحار : « منهم النار ».

(٣). أقال الله عثرته : رفعه من سقوطه ، ومنه الإقالة في البيع ؛ لأنّها رفع العقد.المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيل ).

(٤). في « ه » : « فقال ».

(٥). في « ج ، ه » : « فلمّا أن دَنَوا ».

(٦). « الوَهَجُ » : حرّ النار.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤٨ ( وهج ).

(٧). في الوافي : « وأمرهم ».

(٨). في « ه » : « هؤلاء ». وفي « بر » : « ذلك ».

(٩). في البحار : « أصاب ».

(١٠). « اللطخ » : التلويث ، والمراد المخالطة. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٨٤ ( لطخ ) ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٣٥. (١١). في « العلل » : « شيم ».

(١٢). في « ه » : « خلط ».

(١٣)علل الشرائع ، ص ٨٣ ، ح ٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبد الله بن سنان ، من قوله : « وما رأيت من نزق أصحابك »الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧ ، ح ١٦٥٣ ؛البحار ج ٦٧ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٥.

(١٤) هكذا في « ه » وحاشية « بر ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». وما أثبتناه هو الصواب ؛ =

٣٢

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : بِأَيِّ شَيْ‌ءٍ سَبَقْتَ وُلْدَ آدَمَ؟

قَالَ : إِنِّي(١) أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ(٢) بِرَبِّي(٣) ؛ إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (٤) فَكُنْتُ(٥) أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ ».(٦)

٥ - بَابُ كَيْفَ أَجَابُوا وَهُمْ ذَرٌّ (٧)

١٤٦٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : كَيْفَ أَجَابُوا(٨) وَهُمْ ذَرٌّ؟!

قَالَ : « جَعَلَ فِيهِمْ مَا إِذَا سَأَلَهُمْ أَجَابُوهُ(٩) ، يَعْنِي فِي الْمِيثَاقِ ».(١٠)

__________________

= فقد روى محمّد بن الحسن الصفّار الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٨٦ ، ح ١٢ ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان بن مسلم. وورد الخبر فيمختصر البصائر ، ص ٣٩٤ ، ح ٤٤٧ نقلاً منالكافي ، وفيه أيضاً : « محمّد بن الحسن ».

يؤيّد ذلك مضافاً إلى عدم ثبوت رواية محمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب - عن عليّ بن إسماعيل في موضع ، كثرة رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين الموجبة لسهو القلم من قبل النسّاخ. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٧ - ٨.

(١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « إنّني ». وفي البصائر : « أنا ».

(٢). في الوافي : « آمن - أقرّ خ ل - ».

(٣). في البصائر : « ببلى ».

(٤). الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٥). في « ف » : + « أنا ».

(٦).بصائر الدرجات ، ص ، ح ١٢ ، عن عليّ بن إسماعيلالوافي ،ج ٤ ، ص ١٢٧ ، ح ١٧٢١ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٧. (٧).في «ه»:«باب في إجابة الخلق وهم ذرّ لله ‌جلّ وعزّ».

(٨). في حاشية « د ، بر » والعيّاشي : « أجابوه ».

(٩). في البحار : « أجابوا ».

(١٠).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ١٠٤ ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٥٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٠٠ ، ح ١٧.

٣٣

٦ - بَابُ فِطْرَةِ الْخَلْقِ عَلَى التَّوْحِيدِ‌

١٤٦٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ(١) :( فِطْرَتَ (٢) اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) (٣) ؟ قَالَ : « التَّوْحِيدُ ».(٤)

١٤٦٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) : مَا تِلْكَ الْفِطْرَةُ؟

قَالَ : « هِيَ الْإِسْلَامُ ، فَطَرَهُمُ اللهُ حِينَ(٥) أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى التَّوْحِيدِ ، قَالَ(٦) :( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) (٧) وَفِيهِ(٨) الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ(٩) ».(١٠)

١٤٦٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

(١). في « ج ، د » والوافي والأمالي : + « له ».

(٢). « الفَطْر » : الابتداء والاختراع ، و « الفِطرة » : الحالة منه ؛ كالجِلْسة. والمعنى : أنّه يُخلق على نوع من الجِبِلّة والطبع المتهيِّئ لقبول التوحيد. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥٧ ( فطر ).

(٣). الروم (٣٠) : ٣٠. وفي حاشية « ز » : + « ما تلك الفطرة ».

(٤).التوحيد ، ص ٣٢٨ ، ح ٢ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم. وفيبصائر الدرجات ، ص ٧٨ ، ح ٧ ؛ وتفسير فرات ، ص ٣٢٢ ، ح ٤٣٦ ؛ والتوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٧ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره.التوحيد ، ص ٣٢٨ ، ح ١ ، بسند آخر.تفسير القميّ ، ج ٢ ، ص ١٥٤ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن أبي جعفرعليهم‌السلام ، مع اختلاف وزيادة.الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٠ ، المجلس ٣٥ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦١. (٥). في « ف » : « حتّى ».

(٦). في « ج ، ف ، ه » والتوحيد : « فقال ».

(٧). الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٨). في « بر » : « ومنهم ». وفي « بف » وحاشية « بس » : « وفيهم ».

(٩). في البحار : - « قال : « أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ » ، وفيه المؤمن والكافر ».

(١٠).التوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٣ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦٤ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣٤ ، ح ٦.

٣٤

رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) .

قَالَ : « فَطَرَهُمْ(١) جَمِيعاً عَلَى التَّوْحِيدِ ».(٢)

١٤٦٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( حُنَفاءَ لِلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ) (٣) .

قَالَ : « الْحَنِيفِيَّةُ مِنَ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ(٤) النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ». قَالَ : « فَطَرَهُمْ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِهِ(٥) ».

قَالَ(٦) زُرَارَةُ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ(٧) عَزَّ وَجَلَّ :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (٨) الْآيَةَ.

قَالَ : « أَخْرَجَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ ، فَعَرَّفَهُمْ وَأَرَاهُمْ نَفْسَهُ(٩) ، وَلَوْ لَا(١٠) ذلِكَ لَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ رَبَّهُ ».

وَقَالَ : « قَالَ(١١) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، يَعْنِي الْمَعْرِفَةَ(١٢) بِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَالِقُهُ(١٣) ، كَذلِكَ قَوْلُهُ :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ

__________________

(١). في « ف » : + « عليها ».

(٢).التوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ؛ وفيالمحاسن ، ص ٢٤١ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٢٢ ؛ والتوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٤ ، بسندهما عن زرارة ؛وفيه ، ص ٣٣٠ ، ح ٨ ، بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦٣.

(٣). الحجّ (٢٢) : ٣١.

(٤). في « ج » والبحار : - « الله ».

(٥). في « ه » : « له ».

(٦). في البحار : « فقال ».

(٧). في « ف » : « قوله ».

(٨). الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٩). في التوحيد : « صنعه ».

(١٠). في « ج ، ه » : « فلولا ».

(١١). في « ه » : « قال وقال ».

(١٢). في « ب ، ج ، د ، ف ، ه ، بر » والوافي والتوحيد : « على المعرفة ».

(١٣) في « ص » : « خلقه ».

٣٥

لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (١) ».(٢)

١٤٧٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ أَبِي جَمِيلَةَ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ(٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) (٥) قَالَ: « فَطَرَهُمْ عَلَى التَّوْحِيدِ ».(٦)

٧ - بَابُ كَوْنِ الْمُؤْمِنِ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ‌

١٤٧١/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُيَسِّرٍ(٧) ، قَالَ :

__________________

(١). لقمان (٣١) : ٢٥ ؛ الزمر (٣٩) : ٣٨.

(٢).معاني الأخبار ، ص ٣٤٩ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، إلى قوله : « الحنيفيّة من الفطرة ».التوحيد ، ص ٣٣٠ ، ح ٩ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ؛المحاسن ، ص ٢٤١ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٢٣ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « قال : فطرهم على المعرفة به ». وفيبصائر الدرجات ، ص ٧١ ، ح ٦ ؛ وص ٧٢ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام .تفسير فرات ، ص ١٤٨ ، ح ١٨٦ ، عن محمّد بن القاسم معنعناً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ ) ، وفي كلّها معاختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٥٨ ، ح ١٦٦٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣٥ ، ح ٧ ، إلى قوله : « لم يعرف أحد ربّه ».

(٣). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر » والوافي. وفي « ج » والمطبوع : « ابن أبي جميلة ». وهوسهو ؛ فقد روى الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح كتاب محمّد بن عليّ الحلبي ، وورد في بعض الأسناد توسّط أبي جميلة بين ابن فضّال ومحمّد [ بن عليّ ]الحلبي . راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٨٥ ، الرقم ٥٨٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٧٩ ؛ وج ٢١ ، ص ٣٦٧.

(٤). في الوافي : « محمّد بن عليّ الحلبي ».

(٥). الروم (٣٠) : ٣٠.

(٦).التوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٥ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦٢.

(٧). هكذا في « ز ». وفي « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بف ، جر » والمطبوع : « ميسرة ». وفي « ف » : « الميسرة». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد ذكر الشيخ في رجاله ، ص ٣٠٩ ، الرقم ٤٥٧١ : مُيَسِّر بن عبدالله النخعي. وقال « روى عنهما ( الصادق والباقرعليهما‌السلام ) ابناه محمّد وعليّ ». وذكر أيضاً في أصحاب الصادقعليه‌السلام عليّ بن ميسّر بن عبدالله النخعي ، مولاهم =

٣٦

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ نُطْفَةَ الْمُؤْمِنِ لَتَكُونُ(١) فِي صُلْبِ الْمُشْرِكِ ، فَلَا يُصِيبُهُ مِنَ الشَّرِّ(٢) شَيْ‌ءٌ ، حَتّى إِذَا صَارَ(٣) فِي رَحِمِ الْمُشْرِكَةِ ، لَمْ يُصِبْهَا(٤) مِنَ الشَّرِّ شَيْ‌ءٌ حَتّى تَضَعَهُ ، فَإِذَا وَضَعَتْهُ ، لَمْ يُصِبْهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْ‌ءٌ حَتّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ الْقَلَمُ ».(٥)

١٤٧٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي(٦) قَدْ(٧) أَشْفَقْتُ مِنْ دَعْوَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَلى يَقْطِينٍ(٨) وَمَا وَلَدَ.

__________________

=كوفي ، كما ذكر محمّد بن ميسّر بن عبدالله وقال : « مولى وأخوه عليّ ».رجال الطوسي ، ص ٢٤٥ ، الرقم ٣٤٠٠ ؛ وص ٢٩٤ ، الرقم ٤٢٩٩.

هذا ، وقد قال ابن ناصر الدين فيتوضيح المشتبه ، ج ٨ ، ص ٣٠ بعد ضبط مُيَسِّر : « عليّ بن مُيَسِّر الكوفي ، وأخوه محمّد بن مُيَسِّر ، عن جعفر الصادق » ، كما قال العسقلاني فيتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، ج ٤ ، ص ١٢٤٨ ،ذيل لفظة مُيسِّر : « عليّ بن مُيسِّر الكوفي وأخوه محمّد بن مُيسِّر ».

ويؤيّد ذلك كلّه أنّ البرقي روى فيالمحاسن ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣ - وعنه البحار ، ج ٦٤ ، ص ٧٨ ، ح ٥ - مضمون الخبر ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن ميسّر ، عمّن ذكره ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .

ثمّ إنّه وقع الكلام في اتّحاد مُيَسِّر بن عبدالله ومُيَسِّر بن عبدالعزيز ، والظاهر اتّحادهما وأنّ ميسِّر بن عبدالله محرّف ، كما ثبت في محلّه.

(١). في « ب » : « لتكوّن ».

(٢). في حاشية « بع ، جح ، جه » : « من الشرك ».

(٣). في « ب ، ز » : « صارت ».

(٤). في « ج ، د » والوافي : « لم يصبه ».

(٥).المحاسن ، ص ١٣٨ ،كتاب الصفوة ، ح ٢٣ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاءالوافي ، ج ٤ ، ص ٧٠ ، ح ١٦٧٤.

(٦). في « ب ، ج ، ز ، بس ، بف » وحاشية « د » والوافي : « إنّني ».

(٧). في « بس » : - « قد ».

(٨). قال الشيخ فيالفهرست ، ص ٩٠ ، الرقم ٣٧٨ : « عليّ بن يقطينرضي‌الله‌عنه ثقة ، جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، عظيم المكان في الطائفة ، وكان يقطين من وجوه الدعاة فطلبه مروان فهرب ، وابنه عليّ بن يقطين هذا ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة وهربت به اُمّه وبأخيه عبيد بن يقطين إلى المدينة ، فلمّا ظهرت الدولة الهاشميّة ظهر يقطين وعادت أُمّ عليّ بعليّ وعبيد ، فلم يزل في خدمة السفّاح والمنصور ، مع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة ، وكذلك ولده ، وكان يحمل الأموال إلى جعفر الصادقعليه‌السلام ، ونُمّ خبره إلى المنصور والمهديّ فصرفها عنه كيدهما ».

٣٧

فَقَالَ : « يَا أَبَا الْحَسَنِ ، لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ(١) ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ بِمَنْزِلَةِ الْحَصَاةِ فِي اللَّبِنَةِ ، يَجِي‌ءُ الْمَطَرُ ، فَيَغْسِلُ اللَّبِنَةَ ، وَلَا(٢) يَضُرُّ الْحَصَاةَ شَيْئاً »(٣) .(٤)

٨ - بَابُ إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمُؤْمِنَ (٥)

١٤٧٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْحُلْوَانِيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الصَّيْقَلِ(٦) الرَّازِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً(٧) تُسَمَّى الْمُزْنَ(٨) ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ‌

__________________

= ونقله العلّامة المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٦٥ ، ثمّ قال : « وأقول : هذا الخبر وما تقدّم في باب كراهية التوقيت يدلّان على أنّ يقطين لم يكن مشكوراً وكان منحرفاً عن هذه الناحية ، وهذا الخبر يدلّ على أنّ الصادقعليه‌السلام كان دعا على يقطين وولده ولعنهم ، وكان عليّ مشفقاً خائفاً من أن يصيبه أثر تلك الدعوة واللعنة ، فأجابعليه‌السلام بأنّ اللعنة وسائر الشرار لاتصيب المؤمن الذي في صلب الكافر ، وشبّه ذلك بالحصاة في اللبنة ؛ فإنّه لايضرّ الحصاة ما تقع على اللبنة من المطر وغيره ، فعلى هذا شبّهعليه‌السلام اللعنة بالمطر ؛ لأنّ المطر يفتّت اللبنة ويفرّقها ويبطلها ، فكذا اللعنة تبطل من تصيبه وتفتّته وتفرّقه.

ويحتمل أن يكون شبّهعليه‌السلام الرحمة والألطاف التي تشمل من الله تعالى المؤمن بالمطر ، ويكون الغرض أنّ ألطافه سبحانه ورحماته التي تحفظ طينة المؤمن تغسله وتطهّره من لوث الكفر وما يلزمه وما يتبعه من اللعنات والعقوبات ، كما يغسل المطر لوث الطين من الحصاة ، ولعلّه أظهر.

وحاصل الكلام على الوجهين أنّ دعاءهعليه‌السلام كان مشروطاً بعدم إيمانهم ولم يكن مطلقاً ، وكان غرضهعليه‌السلام اللعن على من يشبهه من أولاده ». (١). « في « ه » : « ذهبت ».

(٢). في البحار : « فلا ».

(٣). فيمرآة العقول : « قوله : شيئاً ، أي من الضرر. وفي بعض النسخ : شي‌ءٌ ، أي من الآفات واللعنات والشرور».

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٠ ، ح ١٦٧٥ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٥٨ ، ح ٣٠.

(٥). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « باب كيفيّة خلق المؤمن ».

(٦). في الوافي : « الصيقلي ».

(٧). في البحار ، ج ٦٠ : « لثمرة ».

(٨). فيالوافي : « قد مضى ما يصلح لأن يكون شرحاً وبياناً ما لهذا الحديث ، والجنّة تشمل جنان الجبروت والملكوت. والمزن : السحاب ، وهو أيضاً يعمّ سحاب ماء الرحمة والجود والكرم ، وسحاب ماء المطر والخصب والديم. وكما أنّ لكلّ قطرة من ماء المطر صورة وسحاباً انفصلت منه في عالم الملك ، كذلك له =

٣٨

__________________

= صورة وسحاب انفصلت منه في عالمي الملكوت والجبروت. وكما أنّ البقلة والثمرة تتربّى بصورتها الملكيّة ، كذلك تتربّى بصورتها الملكوتيّة والجبروتيّة المخلوقتين من ذكر الله تعالى اللتين من شجرة المزن الجناني. وكما أنّهما تتربّيان بها قبل الأكل ، كذلك تتربّيان بها بعد الأكل في بدن الآكل ؛ فإنّها ما لم تستحلّ إلى صورة العضو فهي بعد في التربية.

فالإنسان إذا أكل بقلة أو ثمرة وذكر الله عزّوجلّ عندها ، وشكر الله تعالى عليها وصرف قوّتها في طاعة الله سبحانه والأفكار الإيمانيّة والخيالات الروحانيّة ، فقد تربّت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء المزن الجناني ، فإذا فضلت من مادّتها فضلة منويّة فهي من شجرة المزن التي أصلها في الجنّة ، وإذا أكلها على غفلة من الله سبحانه ، ولم يشكر الله عليها ، وصرف قوّتها في معصية الله تعالى والأفكار المموّهة الدنيويّة والخيالات الشهوانيّة ، فقد تربّت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء آخر غير صالح لخلق المؤمن إلّا أن يكون قد تحقّق تربيتها بماء المزن الجنانيّ قبل الأكل. وأمّا مأكولة الكافر التي يخلق منها المؤمن فإنّما يتحقّق تربيتها بذلك الماء قبل أكله لها غالباً ، ولذكر الله عند زرعها أو غرسها مدخل في تلك التربية ، وكذلك لحلّ ثمنها وتقوّي زارعها أو غارسها ، إلى غير ذلك من الأسباب ».

والمحقّق الشعراني بيّن في هامششرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٤١ أنّ في عبارةالوافي تحقيقات شريفة تليق بأن يتعمّق فيها ، ثمّ قال كلاماً هو كالشرح لها وهو قوله : « والذي يستفاد من هذا الحديث وأمثاله أنّ الجنّة كما هي معاد وعلّة غائيّة لأعمال الصالحين ، كذلك لها مبدئيّة ودخل في علّيّتها الفاعليّة بنحو من الأنحاء ؛ إذ لماء هذا المزن تأثير في تربية الصالحين ، وهذا لايوجب الجبر ، كما مرّ ، وبهذا يعرف معنى وجود الأرواح قبل الأجساد ؛ لأنّ الروح قد يطلق على النفوس المنطبعة الحادثة بعد حصول المزاج الخاصّ واستعداد البدن بأن تصير النطفة علقة والعلقة مضغة إلى أن تصير قابلة لأن ينشئها الله خلقاً آخر ، فيحدث هذه النفس بعد حصول الاستعداد ولم تكن قبل ذلك ، ثمّ تتقلّب النفس في مراتبها حتّى إذا تجرّدت بالفعل وصارت عقلاً ، وهو العقل الحادث بعد النفس وبعد تركيب المزاج ، وليس هو بقيد الحدوث قبل البدن ، والموجود قبله هو علّته المفيضة ، ولمـّا لم تكن العلّة شيئاً مبايناً في عرض المعلول نظير المعدّات ، كالأب بالنسبة إلى الابن ، بل هي أصل المعلول ومقوّمه والقائم عليه ، فإذا كانت العلّة موجودة ، كان المعلول موجوداً حقيقة وعرفاً.

ألا ترى أنّه يسمّى صاحب ملكة العلم القادر على تفصيل المسائل عالماً بها ؛ لاندارجها في الملكة ، ولقدرة العالم على استخراجها كلّما أراد ، كذلك المزن الذي يتقاطر منه الملكات على نفوس الصالحين وتربّيها ، يندرج فيه جميع تلك النفوس بتفاصيلها اندراجاً إجماليّاً ، وإنّما تفصّل منه بوجودها الدنيوي ليحصل لها بالفعل ما كان كامناً بالقوّة ، ولو كانت النفوس على كما لها منفصلة عن علّتها موجودة بالفعل لم يكن حاجة إلى إرسالها إلى الدنيا وإنّما الدنيا مزرعة الآخرة.

وبالجملة كلّ ما في هذا العالم عكس من موجود مثالي أو عقليّ قبله ينطبع على الموادّ مطابقاً لمثاله أو ظلّه =

٣٩

يَخْلُقَ مُؤْمِناً(١) ، أَقْطَرَ مِنْهَا قَطْرَةً ، فَلَا تُصِيبُ بَقْلَةً وَلَا ثَمَرَةً أَكَلَ مِنْهَا مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ إِلَّا أَخْرَجَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ صُلْبِهِ مُؤْمِناً ».(٢)

٩ - بَابٌ فِي (٣) أَنَّ الصِّبْغَةَ هِيَ الْإِسْلَامُ‌

١٤٧٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) (٤) قَالَ : « الْإِسْلَامُ ».

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) (٥) قَالَ : « هِيَ الْإِيمَانُ بِاللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ».(٦)

١٤٧٥/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ‌

__________________

= وشبحه ، وما شئت فسمّه ، وأحسن التعبيرات عنه ما في القرآن ، حيث قال :( فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ) [ التحريم (٦٦) : ١٢ ] و( أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) [ المؤمنون (٢٣) : ١٤ ] ولايكون النفخ إلّامن نفس موجود قبله وإن كان حصوله في الجسم واتّصاف الجسم بالحياة بسببه حادثاً ».

(١). في « ب ، ج ، ه » : « المؤمن ».

(٢).المحاسن ، ص ١٣٨ ،كتاب الصفوة ، ح ٢٢ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٦٩ ، ح ١٦٧٣ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٥٨ ، ح ٤٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ٨٤ ، ح ٨.

(٣). في « د ، ز ، ص ، ف ، بر » ومرآة العقول : - « في ».

(٤). البقرة (٢) : ١٣٨.

(٥). البقرة (٢) : ٢٥٦ ؛ لقمان (٣١) : ٢٢.

(٦).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٥٩ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، من قوله : « في قوله عزّوجلّ :( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ ) ».تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « قال : الإسلام » ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣١ ، ح ١.

٤٠

الصدق مَنجاة

ما أكثر الأفراد الذين التزموا الصدق، في المواقع الحرجة، والمآزق الشديدة؛ وكان ذلك سبب خلاصهم.

لا يجهل أحد، مدى الجرائم التي قام بها الحَجَّاج بن يوسف الثقفي، والدماء التي أراقها بغير حَقٍّ.

وفي يوم مِن الأيَّام، جيء بجماعة مِن أصحاب عبد الرحمان مأسورين، وكان قد صمَّم على قتلهم جميعاً، فقام أحدهم واستأذن الأمير في الكلام، ثمَّ قال:

إنَّ لي عليك حَقَّاً! فأنقذني وفاءً لذلك الحَقَّ.

قال الحَجَّاج: وما هو؟

قال: كان عبد الرحمان يسبُّك في بعض الأيَّام، فقمت ودافعت عنك.

قال الحَجَّاج: ألك شهود؟

فقام أحد الأُسارى وأيَّد دعوى الرجل، فأطلقه الحَجَّاج، ثمَّ التفت إلى الشاهد، وقال له: ولماذا لم تُدافع عنِّي في ذلك المجلس؟

أجاب الشاهد - في أتمِّ صراحة ـ: لأنِّي كنت أكرهك.

فقال الحَجَّاج: أطلقوا سراحه لصدقه (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٤١

احِفظ الله يَحفظك

خطب الحَجَّاج مَرَّة فأطال، فقام رجل فقال: الصلاة، فإنَّ الوقت لا ينتظرك، والرَّبَّ لا يعذرك، فأمر بحبسه، فأتاه قومه، وزعموا أنَّه مجنون، وسألوه أنْ يُخلِّي سبيله، فقال: إنْ أقرَّ بالجنون خلَّيت سبيله.

فقيل له، فقال: مَعاذ الله، لا أزعم أنَّ الله ابتلاني، وقد عافاني.

فبلغ ذلك الحَجَّاج فعفا عنه لصدقه (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٤٢

المَنطق السليم

بلغ المنصور الدوانيقي، أنَّ مَبْلغاً ضَخماً مِن أموال بني أُميَّة مُودعة عند رجل، فأمر الربيع بإحضاره.

يقول الربيع: فأحضرت الرجل، وأخذته إلى مجلس المنصور.

فقال له المنصور: بلغني أنَّ أموال بَني أُميَّة مودَعة عندك، ويجب أنْ تُسلِّمني إيَّاها بأجمعها.

فقال الرجل: هل الخليفة وارث الأُمويِّين؟!

فأجاب: كلاَّ.

فقال: هل الخليفة وصيُّ الأُمويِّين؟!

فقال المنصور: كلاَّ.

فقال الرجل: فكيف تُطالبني بأموال بَني أُميَّة؟!

فأطرق المنصور بُرهةً، ثمَّ قال: إنَّ الأُمويِّين ظلموا المسلمين، وانتهكوا حُقوقهم، وغصبوا أموال المسلمين وأودعوها في بيت المال.

فقال الرجل: إنَّ الأُمويِّين امتلكوا أموالاً كثيرة، كانت خاصَّة بهم، وعلى الخليفة أنْ يُقيم شاهداً عدلاً، على أنَّ الأموال التي في يدي لبَني أُميَّة، هي مِن الأموال التي غصبوها وابتزُّوها مِن غير حَقٍّ.

فكَّر المنصور ساعة، ثمَّ قال للربيع: إنَّ الرجل يصدق.

فابتسم بوجهه، وقال له: ألك حاجة؟!

قال الرجل: لي حاجتان:

٤٣

الأُولى: أنْ تأمر بإيصال هذه الرسالة إلى أهلي بأسرع وقت؛ حتَّى يهدأ اضطرابهم، ويذهب رَوعهم.

والثانية: أنْ تأمر بإحضار مَن أبلغك بهذا الخبر؛ فو الله، لا توجد عندي لبَني أُميَّة وديعة أصلاً، وعندما أُحضرت بين يدي الخليفة، وعلمت بالأمر، تصوَّرت أنِّي لو تكلَّمت بهذه الصورة كان خلاصي أسهل.

فأمر المنصور الربيع بإحضار المُخبِر.

وعندما حضر نظر إليه الرجل نظرة، ثمَّ قال: إنَّه عبدي سَرَق مِنِّي ثلاثة آلاف دينار وهرب.

فأغلظ المنصور في الحديث مع الغلام، وأيَّد الغلام كلام سيِّده في أتمِّ الخَجَل، وقال: إنِّي اختلقت هذه التُّهمة لأنجو مِن القَبض عليَّ.

هنا رَقَّ قلب المنصور لحال العبد، وطلب مِن سيِّده أنْ يعفو عنه، فقال الرجل: عفوت عنه، وسأُعطيه ثلاثة آلاف أُخرى، فتعجَّب المنصور مِن كرامة الرجل وعظمته.

وكلَّما ذُكِر اسمه كان يقول: لم أرَ مثل هذا الرجل (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٤٤

النبي أولى بالمسلمين مِن أنفسهم

وزَّع رسول الله غنائم حُنين - تبعاً لمصالح مُعيَّنة - على المُهاجرين فقط، ولم يُعط الأنصار سَهماً واحداً...

ولمَّا كان الأنصار قد بذلوا جهوداً عظيمة، في رُفعة لواء الإسلام، وخدمات جليلة في نُصرة هذا الدين؛ فقد غَضب بعضهم مِن هذا التصرُّف، وحملوه على التحقير والإهانة، فبلغ الخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمر بأنْ يُجمع الأنصار في مكان ما، وأن لا يشترك معهم غيرهم في ذلك المجلس، ثمَّ حضر هو وعلي (عليهما السلام)، وجلسا في وسط الأنصار، ثمَّ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم: (أُريد أنْ أسألكم عن بعض الأمور فأجيبوني عليها).

قال الأنصار: سَلْ، يا رسول الله.

قال لهم: (ألم تكونوا في ضَلال مُبين، وهداكم الله بيَّ؟).

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: (ألم تكونوا على شَفا حُفرة مِن الهلاك والنار، والله أنقذكم بيَّ؟).

قالوا: بلى.

قال: (ألم يكن بعضكم عدوَّ بعض، فألَّف الله بين قلوبكم على يديَّ؟).

قالوا: بلى.

فسكت لحظة، ثمَّ قال لهم: (لماذا لا تُجيبونني بأعمالكم؟).

قالوا: ما نقول؟!

قال: (أما لو شِئتم لقُلتم: وأنت قد جئتنا طريداً فآويناك، وجئتنا خائفاً فآمنَّاك، وجئتنا مُكَذَّباً فصدَّقناك...).

هذه الكلمات الصادرة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أفهمت الأنصار

٤٥

أنه لا يُنكَر فضلهم، ولا يُنسى جهودهم، ولم يكن ما صدر منه تِجاههم صادراً عن احتقار أو إهانة...

ولذلك فقد أثَّر فيهم هذا الكلام تأثيراً بالغاً، وارتفعت أصواتهم بالبُكاء، ثمَّ قالوا له: هذه أموالنا بين يديك، فإنَّ شِئت فاقسمها على قومك، وبهذا أظهروا ندمهم على غضبهم واستغفروه.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (اللَّهمَّ اغفر للأنصار، ولأبنا الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار) (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٤٦

الكريم يَسأل عن الكريم

في إحدى الغزوات، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يُصلِّي في مُعسكره، فمَرَّ بالمُعسكر عِدَّة رجال مِن المسلمين، وتوقَّفوا ساعة، وسألوا بعض الصحابة عن حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعوا له، ثمَّ اعتذروا مِن عدم تمكُّنهم مِن انتظار النبي حتَّى يفرغ مِن الصلاة فيُسلِّموا عليه؛ لأنَّهم كانوا على عَجلٍ، ومضوا إلى سبيلهم. فانفتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مُغضباً، ثم قال لهم: (يقف عليكم الركب ويسألونكم عنِّي، ويُبلِّغوني السلام، ولا تعرضون عليهم الطعام!).

ثمَّ أخذ يتحدَّث عن جعفر الطيار، وعظمة نفسه، وكمال أدبه، واحترامه للآخرين... (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٤٧

مَن كانت أفعاله كريمة اتَّبعه الناس

ليست فضيلة احترام الناس، وتكريمهم في الشريعة الإسلاميَّة الغرَّاء، خاصَّة بالمسلمين فيما بينهم فقط، فإنَّ غير المسلمين أيضاً، كانوا ينالون هذا الاحترام والتكريم مِن المسلمين، فقد تصاحب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) مع رجل ذِمِّيٍّ خارج الكوفة، في أيَّام حكومته، وكان الذِمِّيُّ لا يعرف الإمام، فقال له: أين تُريد يا عبد الله؟

قال الإمام علي (عليه السلام): (أُريد الكوفة).

ولمَّا وصلا إلى مُفترق الطُّرق المؤدِّية إلى الكوفة، توجَّه الذِّمِّيِّ إلى الطريق الذي يُريده، وانفصل عن الإمام (عليه السلام)... ولكنَّه لم يَخطُ أكثر مِن بِضع خُطوات، حتَّى شاهد أمراً عَدَّه غريباً؛ فقد رأى أنَّ صاحبه الذي كان قاصداً الكوفة، ترك طريقه وشايعه قليلاً. فسأله ألست تقصد الكوفة؟

قال الإمام: (بلى؟).

قال الذِّمِّيُّ: (ذلك هو الطريق المؤدِّي إلى الكوفة).

قال الإمام: (أعلم ذلك).

سأل الذِّمِّيُّ باستغراب: ولماذا تركت طريقك؟

قال الإمام (عليه السلام): (هذا مِن تمام حُسن الصُّحبة، أنْ يُشيِّع الرجل صاحبه هُنيَّهة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبيِّنا).

قال الذِّمِّيُّ: هكذا أمر نبيُّكم؟!

قال الإمام: (أجلْ).

٤٨

قال الذِّمِّيُّ: لا جَرَمَ، أنَّما تبعه مَن تبعه لأفعاله الكريمة.

ثمَّ ترك طريقه الذي كان يقصده، وتوجَّه مع الإمام (عليه السلام) إلى الكوفة، وهما يتحدَّثان عن الإسلام وتعاليمه العظيمة، فأسلم الرجل (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٤٩

انزل عن مِنبر أبي!

زيد بن علي، عن أبيه: (إنَّ الحسين بن علي (عليهما السلام) أتى عمر بن الخطاب، وهو على المنبر يوم الجمعة، فقال: انزل عن مِنبر أبي، فبكى عمر، ثم قال: صدقت - يا بُني - مِنبر أبيك لا منبر أبي. وقام عليٌّ (عليه السلام).

وقال: ما هو - والله - عن رأيي.

قال: صدقت! والله، ما اتَّهمتك يا أبا الحسن).

هذا دليل على أنَّ عمر أيضاً، كان يعرف أنَّ الحسين ذو شخصيَّة مُمتازة، وله إرادة مُستقلَّة، وليس كلامه صادراً عن تلقين مِن أبيه، بل هو نِتاج فِكره (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٠

يَفرُّ مَن أخطأ!

قصد المأمون بغداد بعد وفاة الإمام الرضا (عليه السلام)، وخرج يوماً للصيد، فمَرَّ في أثناء الطريق برَهط مِن الأطفال يلعبون، ومحمد بن علي الجواد (عليه السلام) معهم، وكان عمره يومئذٍ إحدى عشرة سنة فما حوله... فلمَّا رآه الأطفال فرُّوا، بينما وقف الجواد (عليه السلام) في مكانه ولم يَفرَّ. مِمَّا أثار تَعجُّب المأمون؛ فسأله:

لماذا لم تلحق بالأطفال حين فرُّوا؟

ـ يا أمير المؤمنين، لم يكن بالطريق ضِيقٌ لأوسِّعه عليك بذهابي، ولم يكن لي جريمة فأخشاها، وظنِّي بك حَسنٌ أنَّك لا تضرب مَن لا ذنب له فوقفت.

تعجَّب المأمون مِن هذه الكلمات الحكيمة، والمنطق الموزون، والنبرات المُتَّزنة للطفل فسأله: ما اسمك؟

ـ محمد.

ـ محمد ابن مَن؟

ابن عليٍّ الرضا...

عند ذاك ترحَّم المأمون على الرضا (عليه السلام)، ثمَّ ذهب لشأنه (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥١

رِفقاً بالحسين!

روي عن أُمِّ الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب، مُرضعة الحسين (عليه السلام) أنَّها قالت: أخذ مِنِّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حسيناً أيَّام رضاعه، فحمله فأراق شيئاً على ثوبه، فأخذتُه بعنف حتَّى بكى. فقال (صلى الله عليه وآله): (مَهلاً يا أُمَّ الفضل، إنَّ هذا مِمَّا يُطهِّره الماء، فأيُّ شيء يُزيل هذا الغبار عن قلب الحسين؟!) (1).

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٢

كرهت أنْ أُعجِّله!

دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى صلاة، والحسن مُتعلِّق، فوضعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جانبه وصلَّى، فلمَّا سجد أطال السجود، فرفعت رأسي مِن بين القوم، فإذا الحسن على كتف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلمَّا سلَّم قال له القوم: يا رسول الله، لقد سَجدت في صلاتك هذه سَجدةً ما كنت تسجدها! كأنَّما يوحى إليك؟!

فقال: (لم يوحَ إليَّ، ولكنَّ ابني كان على كتفي، فكرهت أنْ أُعجِّله حتَّى نزل).

هذا العمل مِن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تجاه ولده الصغير، أمام ملأٍ مِن الناس، نموذج بارز مِن سلوكه في تكريم الطفل.

إنَّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عمل أقصى ما يُمكن مِن احترام الطفل، في إطالته سجدته، وأرشد الناس ضمناً إلى كيفيَّة بناء الشخصيَّة عند الطفل (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٣

تكريم الطفل

عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنَّه قال: (صلَّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس الظهر، فخفَّف في الرَّكعتين الأخيرتين.

فلمَّا انصرف قال له الناس: هل حدث في الصلاة شيء؟!

قال: وما ذاك؟

قالوا: خفَّفت في الرَّكعتين الأخيرتين.

فقال لهم: أما سمعتم صُراخ الصبي؟!).

هكذا نجد النبي العظيم، يُطيل في سجدته تكريماً للطفل تارة، ويُخفِّف في صلاته تكريماً للطفل أيضاً تارة أُخرى، وهو في كلتا الحالتين، يُريد التأكيد في احترام شخصيَّة الصبي، وتعليم المسلمين طريق ذلك (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٤

هلاَّ ساويتَ بينهما؟!

نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى رجل له ابنان، فقبَّل أحدهما وترك الآخر.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (فهلاَّ ساويت بينهما!).

وفي حديث آخر: (اعدلوا بين أولادكم، كما تُحبُّون أنْ يعدلوا بينكم).

إنَّ الأمل الوحيد للطفل، ومبعث فرحه ونشاطه، هو عطف الوالدين وحنانهما، ولا يوجد عامل يُهدِّئ خاطر الطفل، ويبعث فيه الاطمئنان والسكينة، مِثل عَطف الوالدين، كما لا يوجد عامل يبعث فيه القَلق والاضطراب، مِثل فُقدان جزء مِن حَنان الوالدين أو جميعه.

إنَّ حسد الولد تِجاه أخيه الصغير، الذي وِلد حديثاً لا غرابة فيه؛ لأنَّه يشعر بأنَّ قِسماً مِن العناية، التي كانت مُخصَّصة له، قد سُلِبت منه، والآن لا يُستأثر باهتمام الوالدين. بلْ إنَّ الحُبَّ والحنان يجب أنْ يتوزَّع عليه وعلى أخيه الأصغر (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٥

التصابي مع الصبي

عن يعلى العامري: أنَّه خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى طعام دُعي إليه، فإذا هو بحسين (عليه السلام) يلعب مع الصبيان، فاستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) أمام القوم، ثمَّ بسط يديه، فطفر الصبي ههنا مَرَّة وههنا مَرَّة أُخرى، وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يُضاحكه حتَّى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذِقنه، والأُخرى تحت قَفاه، ووضع فاه على فيه وقبَّله.

إنَّ نبيَّ الإسلام العظيم، يُعامل سِبطه بهذه المُعاملة أمام الناس؛ لكي يُرشد الناس إلى ضرورة إدخال السرور على قلوب الأطفال، وأهميَّة اللعب معهم، فضلاً عن قيامه بواجب تربوي عظيم (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٦

أو ما ترضى أنْ تحمل بدناً حمله الرسول؟!

عن أبي رافع، قال: كنت أُلاعب الحسن بن عليٍّ (عليهما السلام) وهو صبيٌّ بالمَداحي، فإذا أصابت مِدحاتي مِدحاته؛ قلت احملني فيقول: (ويحَك! أتركب ظهراً حمله رسول الله؟!)، فأتركه.

فإذا أصابت مُدحاته مُدحاتي قلت: لا أحملك كما لا تحملني!

فيقول: (أوَ ما ترضى أنْ تحمل بدناً حمله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!)، فأحمله.

مِن هذا الحديث يظهر جليَّاً إباء الحسن (عليه السلام)، وعِزَّة نفسه، وعُظم شخصيَّته.

إنَّ الطفل الذي يُربيه الإسلام في حِجره، ويُحيي شخصيَّته النفسيَّة، يعتقد بسموِّ مقامه، ولا يرضى التكلُّم بذلَّة وحقارة (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٧

وا حيائي مِنك يا أمير المؤمنين!

رأى الإمام علي (عليه السلام) امرأة في بعض الطُّرقات، تحمل قِربة مِن الماء، فتقدَّم لمُساعدتها، وأخذ القِربة وأوصلها إلى حيث تُريد، وفي الطريق سألها عن حالها، فقالت: إنَّ عليَّاً أرسل زوجي إلى إحدى النواحي فقُتِل، وقد خلَّف لي عِدَّة أطفال، لا أقدر على إعالتهم؛ فاضطررت للخدمة في بعض البيوت. فرجع عليٌّ (عليه السلام) وأمضى تلك الليلة في مُنتهى الانكسار والاضطراب، وعند الصباح حمل جِراباً مَملوءاً بالطعام، واتَّجه إلى دار تلك المرأة. وفي الطريق كان بعض الأشخاص يطلبون منه أنْ يَحمل عنه الجراب فيقول لهم: (مَن يحمل عني أوزاري يوم القيامة؟).

وصل إلى الدار، وطرق الباب، فقالت المرأة: مَن الطارق؟

قال: (الرجل الذي أعانك في الأمس على حمل القِربة. لقد جئتك ببعض الطعام لأطفالك).

فتحت الباب وقالت: رضي الله عنك، وحكم بيني وبين علي بن أبي طالب!

فقال لها: (أتخبزين أم تُسكِّتين الأطفال فأخبز؟).

قالت: أنا أقدر على الخبز، فقُم أنت بتسكيت الأطفال.

أخذتْ المرأة تعجن الدقيق، وأخذ عليٌّ (عليه السلام) يخلط اللَّحم بالتمر، ويُطعم الأطفال منه، وكلَّما ألقم طفلاً لقمة قال له برفق ولين: (يا بُني، اجعل علي بن أبي طالب في حِلٍّ).

ولمَّا اختمر العجين، أوقد عليٌّ (عليه السلام) التنور، وفي الأثناء دخلت امرأة تعرفه، وما أنْ رأته حتَّى صاحت بصاحبة الدار ويحَك! هذا أمير المؤمنين!

فبادرته المرأة، وهي تقول: وا حيائي منك يا أمير المؤمنين!

فقال: بلْ وا حيائي منكِ - يا أمة الله - فيما قصَّرت مِن أمرك (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٨

لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله لرحمتم الصِّبيان

ورد في الحديث: أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان يُصلِّي يوماً في فِئة، والحسين صغير بالقُرب منه، فكان النبي إذا سجد جاء الحسين (عليه السلام) فركب ظهره، ثمَّ حرَّك رجليه فقال: (حَلٍ، حَلٍ!).

فإذا أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنْ يرفع رأسه، أخذه فوضعه إلى جانبه، فإذا سجد عاد إلى ظهره، وقال: (حَلٍ، حَلٍ!)، فلم يزل يفعل ذلك حتَّى فرغ النبي مِن صلاته.

فقال يهودي: يا محمد، إنَّكم لتفعلون بالصبيان شيئاً ما نفعله نحن.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أما لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله لرحمتم الصبيان).

قال: فإنِّي أؤمن بالله وبرسوله؛ فأسلم لمَّا رأى كرمه مع عظيم قدره (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٥٩

أين الدُّرُّ والذهب مِن سورة الفاتحة؟

كان عبد الرحمان السلمي، يُعلِّم وَلداً للإمام الحسين (عليه السلام) سورة الحمد، فعندما قرأ الطفل السورة كاملة أمام والده مَلأ الإمام فمَ مُعلِّمه دُّرَّاً، بعد أنْ أعطاه نقوداً وهدايا أُخَر. فقيل له في ذلك!

فقال (عليه السلام): (وأين يقع هذا مِن عطائه)، يعني: تعليمه (1) .

____________________

(1) الطفل، ج2.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790