الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184447 / تحميل: 6199
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

باب فضل السخاء والجود

١٧٠٧ - قال الصادق عليه السلام: " خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم، وإن البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفي ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران(١) ، ودخول الجنان، ثم قال لجميل: يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك(٢) ، قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله عزوجل في ذلك صاحب القليل، فقال في كتابه " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".

١٧٠٨ - وقال عليه السلام: " شاب سخي مرهق في الذنوب(٣) أحب إلى الله عزو جل من شيخ عابد بخيل ".

١٧٠٩ - وروي " أن الله عزوجل أوحى إلى موسى أن لا تقتل السامري فإنه سخي ".(٤)

___________________________________

(١) " مرغمة " بفتح الميم مصدر، وبكسرها اسم آلة من الرغام بفتح الراء بمعنى التراب.

والتزحزح: التباعد (الوافى) والخبر رواه الكلينى باسناده عن سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول الخبر ".

(٢) " غرر " بالغين المعجمة والمهملتين النجباء جمع الاغر.

وفى بعض النسخ هنا وما يأتى بالعين المهملة والزاء‌ين المعجمتين جمع العزيز.

(٣) المرهق: المفرط في الشر ومرتكب المحارم.

وفى القاموس الرهق محركة: السفه وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم.

(٤) رواه الكلينى ج ٤ ص ٤١ عن على بن ابراهيم رفعه قال: " أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام الخ ".

٦١

١٧١٠ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " من أدى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس ".(١)

١٧١١ - وقال الصادق عليه السلام: " من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة؟ أنفق ولا تخف فقرأ، وأنصف الناس من نفسك(٢) ، وافش السلام في العالم(٣) واترك المراء وإن كنت محقا "(٤) .

١٧١٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة ".

 (٥) وقال الله عزوجل: " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين "(٦) .

١٧١٣ - وقال الصادق عليه السلام: " في قول الله عزوجل: " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم "(٧) قال: هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله عزوجل بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله عزوجل أو بمعصية الله، فإن عمل فيه بطاعة الله(٨) رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له، وإن كان عمل فيه بمعصية الله عزوجل(٩) قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله عزوجل ".

١٧١٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس البخيل من أدى الزكاة المفروضة من

___________________________________

(١) أى بالنسبة إلى من لم يؤد وان أعطى المال الكثير في غير موقعه لما مر وسيجئ.

(٢) أى كن حكما على نفسك فيما كان بينك وبين الناس وارض لهم ما ترضى لنفسك، واكره لهم ما تكره لها.

(٣) أى سلم على من لقيت من اخوانك جهارا.

(٤) المراء: الجدال، أى اترك الجدال في الكلام وان كان الحق لك.

والخبر مروى في الكافى بسند فيه ضعف ج ٤ ص ٤٤ عن معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام.

(٥) الخلف بفتح المعجمة واللام: العوض.

وقوله " سخت " أى جادت وفى بعض نسخ الكافى " سمحت ".

(٦) من كلام المؤلف رحمه الله كما يظهر من الكافى.

(٧) الحسرات جمع الحسرة وهى أشد الندامة.

(٨) في الكافى " أو في معصية الله فان عمل به في طاعة الله الخ ".

(٩) في بعض النسخ والكافى " وان كان عمل به في معصية الله ".

٦٢

ماله وأعطى البائنة في قومه(١) إنما البخيل حق البخيل من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله ولم يعط البائنة في قومه، وهو يبذر فيما سوى ذلك ".

١٧١٥ - وروي عن الفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال: " قال لي أبو عبدالله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال: الشح أشد من البخل إن البخيل يبخل بما في يده، والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عزوجل ".

١٧١٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك ".(٢)

١٧١٧ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " إذا لم يكن لله عزوجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل ".(٣)

١٧١٨ - " وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم(٤) فقال له: كذبت إن الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الضلامة على أهلها، والشحيح إذا شح منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف(٥) والنفقة في سبيل الله

___________________________________

(١) البائنة العطية، سميت بها لانها ابينت من المال (الوافى) وفى القاموس البائنة فاعلة من البين بمعنى البينونة جعلت اسما للعطية لانها ابينت من المال.

(٢) الدبيب: المشى اللين أى حركة خفيفة لا تحس، والشرك محركة: حبائل الصيد.

وقرأه الفاضل التفرشى بكسر الشين المعجمة وكسر الراء وتكلف في توجيهه بما لا يحتاج اليه.

(٣) أى إذا كان غير منظور اليه ولم يكن أهلا للهدايات والتوفيقات منع عنه اللطف فاستولى عليه الشيطان وزين له البخل.

(٤) أى عذره أشد وأكثر من عذر الظالم.

(٥) اقراء الضيف: ضيافته وخدمته والاحسان اليه.

هذه الاخبار كلها مروية في الكافي مسندة ج ٤ ص ٤٤ و ٤٥.

٦٣

عزوجل وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح ".

١٧١٩ - وقال الصادق عليه السلام: " المنجيات إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام ".

 [فضل القصد]

١٧٢٠ - وقال أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: " ما عال امرء في اقتصاد "(١)

١٧٢١ - وقال الصادق عليه السلام: " ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر ".(٢)

وقال الله عزوجل: " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو " والعفو الوسط(٣) .

وقال الله عزوجل: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " والقوام الوسط.

باب فضل سقى الماء

١٧٢٢ - قال أمير المؤمنين عليه السلام: " أول ما يبدأ به في الآخرة صدقة الماء يعني في الاجر ".

١٧٢٣ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى يحب إبراد الكبد الحرى(٤) ، ومن سقى كبدا حرى من بهيمة أو غيرها أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ".

١٧٢٤ - وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان

___________________________________

(١) العيلة والعالة: الفاقة، أى ما افتقر أحد إذا اقتصد في أمر معاشه.

والخبر رواه الكلينى ج ٤ ص ٥٣ مسندا وكذا الذى قبله.

(٢) مروى في الكافى مسندا عن مدرك بن أبى الهزهاز عنه (ع).

(٣) كما في مرسلة ابن أبى عمير عن أبى عبدالله عليه السلام " في قول الله تعالى " و يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " قال: العفو الوسط " (الكافى ج ٤ ص ٥٢)

(٤) في القاموس: الحران العطشان، والانثى حرى مثل عطشى.

٦٤

كمن أحيا نفسا، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا ".(١)

باب ثواب اصطناع المعروف إلى العلوية

١٧٢٥ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة".

١٧٢٦ - وقال عليه السلام: " إني شافع يوم القيامة لاربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا ".(٢)

١٧٢٧ - وقال الصادق عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمدا يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي صلى الله عليه وآله فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون: بابائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند الله عزوجل: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت، قال: فيسكنهم في الوسيلة(٣) حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ".

___________________________________

(١) هذه الاخبار الثلاثة في الباب مروية في الكافى ج ٣ ص ٥٧ مسندة.

(٢) التشريد: الطرد والتفريق، والخبر مروى في الكافى وفيه " ورجل يسعى في حوائج ذريتى الخ ".

(٣) الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك والدرجة والقربة (القاموس) وفى معانى الاخبار ص ١١٦ في حديث طويل عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " الوسيلة هى درجتى في الجنة وهى ألف مرقاة الخ "

٦٥

باب فضل الصدقة

١٧٢٨ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله".

١٧٢٩ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء ".

١٧٣٠ - وقال الصادق عليه السلام: " داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة، فإنها تفك من بين لحيي سبعمائة شيطان(١) .

وليس شئ أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد"(٢) .

١٧٣١ - وقال عليه السلام: " الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحيي سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل ".

١٧٣٢ - وقال عليه السلام: " يستحب للمريض أن يعطي السائل بيده، ويأمر السائل أن يدعو له ".

___________________________________

(١) قال بعض الشراح: كأن الصدقة دخلت في أفواهم باعتبار منعهم عنها بالوجوه الباطلة فبعضهم يقول لا تتصدق فانك تصير فقيرا، وبعضهم يقول: لا تتصدق فانك أحوج منه، أو أن السائل غير مستحق، أو تصدق على آخر أحوج منه انتهى.

أقول يمكن أن يقرأ " تفك " بصيغة المعلوم فالمعنى أن الصدقة تفك الرزق من بين لحيى سبعمائة شيطان كلهم يمنعون وصوله اليك، أو بصيغة المجهول أى الصدقة تخرج من بين لحيى سبعمائة شيطان فيكون كناية عن كونها شاقة على النفس وحينئذ يكون تعليلا للجملة السابقة.

وأصل الفك الفصل بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض كما في النهاية.

(٢) كناية عن قبوله تعالى، ولعله اشارة إلى قوله تعالى: " أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ".

٦٦

١٧٣٣ - وقال عليه السلام: " باكروا بالصدقة(١) فإن البلايا لا تتخطاها(٢) ومن تصدق بصدقة أول النهار دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في ذلك اليوم، فإن تصدق أول الليل دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في تلك الليلة ".

١٧٣٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة(٣) والحرق والغرق والهدم والجنون، وعد عليه السلام سبعين بابا من الشر "(٤) .

١٧٣٥ - وقال صلى الله عليه وأله: " صدقة السر تطفئ غضب الرب جل جلاله "(٥) .

١٧٣٦ - وروى عمار عن الصادق عليه السلام قال: " قال لي يا عمار الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله العبادة في السر أفضل من العبادة في العلانية ".(٦)

١٧٣٧ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردوه ".(٧)

١٧٣٨ - وقال صلى الله عليه وآله: " الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر(٨) وصلة الاخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين ".

___________________________________

(١) أى ابتدؤوا النهار بالصدقة أو تصدقوا في أوله وفى الكافى " بكروا " بتشديد الكاف.

(٢) أى ان البلايا لا تتجاوز الصدقة بل هى تسدها وتمنعها وحالت بين صاحبها وبين البلايا.

(٣) الدبيلة كجهينة مصغرة: الطاعون والخراج ودمل يظهر في البطن فيقتل.

(٤) في الكافى ج ٤ ص ٥ " سبعين بابا من السوء " وهو أصوب.

(٥) غضبة تعالى كناية عن العذاب والا فهو سبحانه منزه عن أن يكون محلا للحوادث.

(٦) في المحكى عن دروس الشهيد رحمه الله الصدقة سرا أفضل الا أن يتهم بترك المواساة، أو يقصد اقتداء غيره به، اما الواجبة فاظهارها أفضل مطلقا.

(٧) " طرقكم " أى نزل عليكم، وطرق فلان طروقا إذا جاء بليل.

(٨) وجه تفضيل القرض هو أن الصدقة تقع أحيانا في يد غير المحتاج والقرض غالبا لا يقع الا في يد المحتاج.

وقيل: انما جعل الله جزاء الحسنة عشر أمثالها والقرض حسنة فاذا أخذ المقرض ما أعطاه قرضا فكأنه أخذ من العشر واحدة وبقيت له عند الله تسعة ووعد الله سبحانه أن يضاعفها له في قوله " فيضاعفه له " فتصير ثمانية عشر.

٦٧

١٧٣٩ - وسئل عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح "(١) .

١٧٤٠ - وقال عليه السلام: " لا صدقة وذو رحم محتاج "(٢) .

١٧٤١ - قال عليه السلام " ملعون ملعون من ألقى كله على الناس(٣) ملعون ملعون من ضيع من يعول "(٤) .

١٧٤٢ - وقال أبو الحسن الرضا عليه السلام: " ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته".(٥)

١٧٤٣ - وسئل الصادق عليه السلام " عن السائل يسأل ولا يدري ما هو؟ فقال: أعط من وقعت في قلبك الرحمة له، وقال: اعطه دون الدرهم، قلت: أكثر ما يعطى؟ قال أربعة دوانيق "(٦) .

١٧٤٤ - وروى الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كان فيما ناجى الله عزو جل به موسى عليه السلام أن قال: يا موسى أكرم السائل ببذل يسير، أو برد جميل إنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن يبلونك فيما خولتك و يسألونك مما نولتك(٧) فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران ".

___________________________________

(١) في النهاية " الكاشح ": العدو الذى يضمر لك عداوته ويطوى عليها كشحه أى باطنه وذلك لان الاخلاص فيها أتم بخلاف ذى المحبة.

(٢) حمل على الصدقة الكاملة أى لا صدقة كاملة.

(٣) الكل بالفتح: الثقل والعيال والمراد قوته وقوت عياله.

(٤) أى تركهم مهملين بلا قوت ولا نفقة.

(٥) مروى في الكافى باسناده عن معمر بن خلاد عنه عليه السلام وفيه " كيلا يتمنوا موته وتلا هذه الاية " ويطعمون الطعام على حبه الآية " وقال: الاسير عيال الرجل ينبغى للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد اسراء‌ه في السعة عليهم ; ثم قال: ان فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء‌ه وجعلها عند فلان فذهب الله بها، وقال معمر: وكان فلان حاضرا".

(٦) الدوانيق جمع دانق كصاحب: سدس الدرهم.

(٧) خوله الله عزوجل أى أعطاه متفضلا.

والنوال: العطاء، ونولته أى أعطيته نوالا.

٦٨

١٧٤٥ - وقال عليه السلام: " اعط السائل ولو على ظهر فرس "(١) .

١٧٤٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تقطعوا على السائل مسألته(٢) فلو لا أن المساكين يكذبون ما أفلح من [ي‍] ردهم ".

١٧٤٧ - وروي عن الوليد بن صبيح قال: " كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فجاء‌ه سائل فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاه، ثم جاء‌ه آخر فقال: وسع الله، عليك ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألف درهم ثم شاء أن لا يبقي منها شيئا إلا وضعه في حق لفعل فيبقى لا مال له، فيكون من الثلاثة الذين يرد دعاؤهم قال: قلت: من هم؟ قال: أحدهم رجل كان له مال فأنفقه في [غير](٣) وجهه، ثم قال: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل: ألم أرزقك؟ ورجل جلس في بيته ولا يسعى في طلب الرزق ويقول: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل ألم أجعل لك سبيلا إلى طلب الرزق، ورجل له أمرأة تؤذيه فيقول: يا رب خلصني منها فيقول الله عزوجل: ألم أجعل أمرها بيدك ".

١٧٤٨ - وقال الصادق عليه السلام في السؤال(٤) : " أطعموا ثلاثة وإن شئتم أن تزدادوا فازدادوا وإلا فقد أديتم حق يومكم ".

١٧٤٩ - وقال عليه السلام: " إذا اعطيتموهم فلقنوهم الدعاء فإنه يستجاب لهم فيكم ولا يستجاب لهم في أنفسهم ".

١٧٥٠ - وقال الصادق عليه السلام: " في الرجل يعطي غيره الدراهم يقسمها، قال: يجري له من الاجر مثل ما يجري للمعطي ولا ينقص من أجره شئ، ولو أن المعروف جرى على سبعين يدا لاوجروا كلهم من غير أن ينقص من أجر صاحبه شئ "(٥) .

___________________________________

(١) أى ولو كان السائل على ظهر فرس أى غنيا غير فقير، أو كنت على ظهر فرس غير متمكن حين السؤال من اعطاء شئ غير الفرس الذى أنت على ظهره. (م ح ق)

(٢) المراد بالقطع على السائل رده.

(٣) لفظة " غير " ليست في كثير من النسخ.

(٤) السؤال كتجار: جمع سائل وهو الفقير.

(٥) رواه الكلينى باختلاف في خبرين مسندين عن أبى نهشل وابن أبى عمير عن جميل.

٦٩

١٧٥١ - وسئل الصادق عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل(١) أما سمعت قول الله عزوجل: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " هل ترى ههنا فضلا "(٢) .

١٧٥٢ - وقال علي بن الحسين عليهما السلام: " ضمنت(٣) على ربي عزوجل أن لا يسأل أحد من غير حاجة إلا اضطرته المسألة يوما إلى أن يسأل من حاجة ".

١٧٥٣ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر ".

١٧٥٤ - وقال الصادق عليه السلام: " ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله عزوجل إليها ويكتب له بها النار ".(٤)

١٧٥٥ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض عزوجل لخلقه المسألة(٥) وأحب لنفسه أن يسأل، وليس شئ أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله عزوجل من فضله ولو شسع نعل ".(٦)

١٧٥٦ - وقال الصادق عليه السلام: " إياكم وسؤال الناس فإنه ذل الدنيا وفقر تتعجلونه، وحساب طويل يوم القيامة ".

___________________________________

(١) في النهاية " أفضل الصدقة جهد المقل " أى قدر ما يحتمله حال قليل المال.

(٢) أى هل ترى في الاية تقييدا بالفضل عما يحتاجون اليه.

(٣) ذلك على سبيل التهكم وفيه مبالغة في أن السائل بلا حاجة يصير مآله إلى الفقر.

(٤) قوله " ما من عبد " النفى راجع إلى القيد الاخير وهو الموت، أى لا يموت عبد يسائل من غير حاجة حتى يحوجه الله تعالى (مراد) أقول: رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ١٩ وفيه " يثبت الله له بها النار ".

(٥) يعنى أبغض لهم أن يسألوا وذلك لان مسؤوليتهم تمنع مسؤوليته سبحانه، وهو أحب لنفسه فأبغضها لهم.(الوافى)

(٦) الشسع بكسر المعجمة وسكون المهملة وبكسرهما: قبال النعل وهو زمان بين الاصبع الوسطى والتى تليها.

٧٠

١٧٥٧ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا ".

١٧٥٨ - و " جاء‌ت فخذ من الانصار(١) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا: يا رسول الله لنا إليك حاجة، قال: هاتوا حاجتكم، قالوا: إنها حاجة عظيمة قال: هاتوا ما هي؟ قالوا: تضمن لنا على ربك الجنة، فنكس صلى الله عليه وآله رأسه ونكت في الارض(٢) ثم رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لانسان ناولنيه فرارا من المسألة فينزل فيأخذه، ويكون على المائدة ويكون بعض الجلساء أقرب منه إلى الماء فلا يقول: ناولني حتى يقوم فيشرب ".

١٧٥٩ - وقال عليه السلام: " استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك "(٣) .

١٧٦٠ - وقال الصادق عليه السلام: " المن يهدم الصنيعة ".

١٧٦١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال و كرهتهن للاوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي العبث في الصلاة والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور ".

١٧٦٢ - وروي عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام " أن أميرالمؤمنين عليه السلام بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة(٤) وكان الرجل

___________________________________

(١) رواه الكلينى باسناده عن هشام بن سالم عن أبى بصير ن الصادق عليه السلام (ج ٤ ص ٢١ والفخذ: القبيلة.

(٢) نكت في الارض بقضيبه أى ضرب بها فأثر فيها.

(٣) الشوص بالفتح ثم السكون: الغسل والتنظيف أى استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك إى بغسله وتنظيفه. ولا يقل أحد لاحد: اغسل سواكى أو نظفه.

(٤) البغيبغة بباء‌ين موحدتين وغينين معجمتين وفى الوسط ياء مثناة وفى الاخر هاء: ضيعة أو عين بالمدينة كثيرة النخل لال الرسول صلى الله عليه وآله، قال المسهودى في وفاء الوفاء: البغيبغة تصغير البغبغ وهى البئر القريبة الرشا، والبغبغات عيون عملها على بن أبى طالب عليه السلام بينبغ أول ما صارت اليه وتصدق بها وبلغ جذاذها في زمنه ألف وسق ومنها خيف الاراك وخيف ليلى وخيف الطاس.

٧١

ممن يرجو نوافله ويرضى نائله ورفده(١) وكان لا يسأل عليا عليه السلام ولا غيره شيئا، فقال رجل لامير المؤمنين عليه السلام: والله ما سألك فلان شيئا ولقد كان يجزيه من الخمسة الاوساق وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لاكثر الله في المؤمنين ضربك، أعطي أنا وتبخل أنت به(٢) إذا أنا أعط الذي يرجوني إلا من بعد مسألتي ثم أعطيته بعد المسألة فلم أعطه إلا ثمن ما أخذت منه، وذلك لاني عرضته لان يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عزوجل عند تعبده له وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله عزوجل في دعائه له(٣) حيث يتمنى له الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله وذلك أن العبد قد يقول في دعائه: " الله اغفر للمؤمنين والمؤمنات " فإذا دعا له بالمغفرة فقد طلب له الجنة، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل "(٤) .

باب ثواب صلة الامام عليه السلام

١٧٦٣ - سئل الصادق عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " قال: نزلت في صلة الامام عليه السلام "(٥) .

___________________________________

(١) النوافل: العطايا، والنائل: العطاء، والرفد بالكسر: الصلة والعطاء.

(٢) " ضربك " أى مثلك، وفى الكافى " أعطى أنا وتبخل أنت، لله أنت ".

(٣) " فلم يصدق الله " من الصدق المتعدى إلى مفعولين.

قال الله تعالى: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " أى أخبره بالحق. (سلطان)

(٤) أى لم يأت بالانصاف والعدل من قال بلسانه انى أطلب له الجنة واحب ذلك ولم يفعل باليد ما يدل على أن ما قال بلسانه كان موافقا لما في قلبه.(مراد)

(٥) رواه الكلينى ج ١ ص ٥٣٨ باسناد عن اسحاق بن عمار عن أبى ابراهيم عليه السلام.

٧٢

١٧٦٤ - وقال عليه السلام: " درهم يوصل به الامام أفضل من ألف ألف درهم ينفق في غيره في سبيل الله عزوجل".(١)

١٧٦٥ - وقال الصادق عليه السلام: " من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي شعيتنا(٢) يكتب له ثواب صلتنا، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ".

كتاب الصوم

باب علة فرض الصيام

٦ ١٧٦ سأل هشام بن الحكم أبا عبدالله عليه السلام " عن علة الصيام فقال: " إنما فرض الله عزوجل الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عزوجل أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والالم ليرق على الضعيف فيرحم الجائع ".

١٧٦٧ - وكتب أبوالحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: " علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابرا، ويكون ذلك دليلا له على شدائد الآخرة، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظا له في العاجل، دليلا على الآجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة ".

١٧٦٨ - وكتب حمزة بن محمد إلى أبي محمد عليه السلام " لم فرض الله الصوم؟ فورد في الجواب ليجد الغني مس الجوع فيمن على الفقير ".(٣)

١٧٦٩ - وروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال: " جاء نفر من

___________________________________

(١) في الكافى ج ١ ص ٥٣٨ وفيه " أفضل من ألفى ألف درهم فيما سواه من وجوه البر ".

(٢) في بعض النسخ وثواب الاعمال ص ١٢٤ " صالحى موالينا ".

(٣) أى يعطى، من عليه أى أنعم واصطنع عنده صنيعة.

٧٣

اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أنه قال له: " لاي شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلاثين يوما، وفرض الله على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم وكذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض الله ذلك على امتي، ثم تلا هذه الآية: " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " قال اليهودي: صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال، أولها يذوب الحرام في جسده، والثانية يقرب من رحمة الله عزوجل والثالثة يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه عليه السلام، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براء‌ة من النار، والسابعة يطعمه الله عزوجل من طيبات الجنة، قال: صدقت يا محمد ".

باب فضل الصيام

١٧٧٠ - قال أبوجعفر عليه السلام: " بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية"(١)

١٧٧١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصوم جنة من النار "(٢) .

١٧٧٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما

___________________________________

(١) المراد بالولاية معرفة الامام الحق المنصوب من عند الله المنصوص عليه، والتصديق بكونه ولى أمر الامة، مفترض الطاعة كطاعة الرسول صلى الله عليه وآله.

والولاية بالكسر بمعنى تولى الامر ومالكية التصرف فيه.

(٢) رواه الكلينى عن على عن ابيه عن حماد عن حريز عن زرارة.

٧٤

لم يغتب مسلما ".(١)

١٧٧٣ - وقال صلى الله عليه وآله: " قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به(٢) ، وللصائم فرحتان حين يفطر وحين يلقى ربه عزوجل(٣) ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم(٤) عند الله أطيب من ريح المسك ".

١٧٧٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: " ألا اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله عزوجل والمؤازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه(٥) ولكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام".

١٧٧٥ - وقال الصادق عليه السلام لعلي بن عبدالعزيز: " ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قال: بلى، قال: أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله عزوجل، ألا أخبرك بابواب الخير؟ الصوم جنة من النار "(٦) .

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٤ ص ٦٤ باسناده عن عبدالله بن طلحة عن الصادق عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله، ويدل على جواز النوم للصائم.

(٢) انما خص الصوم بالله من بين سائر العبادات وبأنه جازيه مع اشتراك الكل في ذلك لكونه خالصا له وجزاؤه من عنده خاصة من غير مشاركة أحد فيه لكونه مستورا عن أعين الناس مصونا عن ثنائهم عليه. (الوافى).

(٣) فرحه عند الافطار لاشعاره بان المولى وفقه لغلبة هواه ولعدم تزلزله في اتيان ما كلف به ومجيئه مظفرا من تلك الجهاد، وله فرح آخر وهو عند لقاء جزاء عمله بما فرض الله له.

(٤) الخلوف بضم الخاء المعجمة قبل اللام، والفاء بعد الواو: رائحة الفم، أو الرائحة الكريهة.

(٥) المؤازرة: المعاونة، وقطع الدابر كناية عن الاستيصال، والوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه. (الوافى)

(٦) أى وقاية وحسن من الوقوع في كل معصية توجب دخول النار. وقال في الوافى: لانه يدفع حر الشهوة والغضب اللتين بهما يصلى نار جهنم في باطن الانسان في الدنيا وتبرز له في الاخرة، كما أن الجنة تدفع عن صاحبها حر الحديد.

٧٥

١٧٧٦ - وقال عليه السلام " في قول الله عزوجل: " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال: يعني بالصبر الصوم ".

١٧٧٧ - وقال عليه السلام: " إذا نزلت بالرجل النازلة أو الشدة(١) فليصم فإن الله عزوجل يقول: " واستعينوا بالصبر والصلاة "(٢) .

١٧٧٨ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى وكل ملائكة بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربه تعالى ذكره أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لاحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه ".

١٧٧٩ - وقال الصادق عليه السلام: " أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا رب اجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم، فأوحى الله عزوجل إليه يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ".

١٧٨٠ - وقال الصادق عليه السلام: " للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه عزوجل ".

١٧٨١ - وقال عليه السلام: " من صام لله عزوجل يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر، قال الله عزوجل: ما أطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له ".

١٧٨٢ - وقال أبوالحسن الاول عليه السلام: " قيلوا(٣) فإن الله عزوجل يطعم الصائم ويسقيه في منامه ".

١٧٨٣ - وقال الصادق عليه السلام: " نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب ".

___________________________________

(١) في الكافى ج ٤ ص ٦٤ " بالرجل النازلة والشديدة الخ ".

(٢) في الكافى " يقول " استعينوا بالصبر " يعنى الصيام ".

(٣) من القيلولة وهى نوم الضحى، أمر من قال يقيل قيلولة بمعنى النوم قبل الظهر.

٧٦

باب وجوه الصوم

١٧٨٤ - روي عن الزهري أنه قال: قال لي علي بن الحسين عليهما السلام يوما: " يا زهري من أين جئت؟ فقلت: من المسجد، قال: ففيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا أمر الصوم فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شئ واجب إلا صوم شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجها، فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة أوجه منها صيامهن حرام، وأربعة عشر وجها منها صاحبها فيها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم الاذن على ثلاثة أوجه، وصوم التأديب، وصوم الاباحة، وصوم السفر والمرض، قلت: جعلت فداك فسرهن لي.

قال: فأما الواجب فصيام شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان عمدا متعمدا، وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار قال الله عزوجل: " والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا(١) ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير * فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا "، وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عزوجل: " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله(٢) إلى قوله تعالى فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين "، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الاطعام(٣) قال الله عزوجل: " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم " فكل ذلك متتابع وليس بمتفرق، وصيام أذى حلق

___________________________________

(١) " ثم يعودون " أى يريدون الوطى ونقض قولهم، فعليهم الكفارة " من قبل أن يتماسا " أى يجامعا.

(٢) أى مدفوعة إلى أهل القتيل.

(٣) أى لم يجده مع اختيه من العتق والكسوة، وترك للظهور. (م ت)

٧٧

الرأس واجب قال عزوجل: " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك "(١) فصاحبها فيها بالخيار فإن صام صام ثلاثا، وصوم دم المتعة(٢) واجب لمن لم يجد الهدي قال الله تعالى: " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة، وصوم جزاء الصيد واجب قال الله عزوجل: " ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما " ثم قال: أو تدرى كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قال: قلت: لا أدرى قال: يقوم الصيد قيمة ثم تفض تلك القيمة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما، وصوم النذر واجب(٣) ، وصوم الاعتكاف واجب(٤) .

وأما الصوم الحرام: فصوم يوم الفطر، ويوم الاضحى، وثلاثة أيام التشريق(٥) ، وصوم يوم الشك امرنا به ونهينا عنه، امرنا أن نصومه مع شعبان ونهينا عنه أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس(٦) ، فقلت له جعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع؟ قال: ينوي ليلة الشك أنه صائم من

___________________________________

(١) جمع نسيكة وهى الذبيحة.

(٢) أى الهدى الواجب في حج التمتع بعد العجز عنه.

(٣) الظاهر أن المراد أعم منه ومن العهد واليمين وسيجئ اطلاقه في الاخبار عليهما ولو تجوزا. (م ت)

(٤) المراد به الوجوب الشرطى بمعنى عدم تحقق الاعتكاف بدون الصوم ولا يجب أن يكون الصوم للاعتكاف فلو كان عليه قضاء رمضان وصامه في اعتكافه صح والمراد وجوب اليوم الثالث والسادس والتاسع وهكذا كل ثالث بعد اعتكافه يومين. (م ت)

(٥) أى لمن كان بمنى، ولا خلاف في حرمة صوم أيام التشريق لمن كان بمنى ناسكا والمشهور التحريم لمن كان فيها وان لم يكن ناسكا.

(٦) الظاهر أن المراد بصيامه أن ينويه من رمضان من بين سائر الناس من غير أن يصح عند الناس أنه منه. (المرآة)

٧٨

شعبان فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه، وإن كان من شعبان لم يضره، فقلت له: وكيف يجزي صوم تطوع عن صوم فريضة؟ فقال: لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا وهو لا يدري ولا يعلم أنه من شهر رمضان ثم علم بعد ذلك أجزأ عنه، لان الفرض إنما وقع على اليوم بعينه(١) ، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام(٢) ، وصوم نذر المعصية حرام(٣) ، وصوم الدهر حرام(٤) .

___________________________________

(١) أى أن الفرض أنما وقع على اليوم بعينه سواء نواه بقصد الواجب أو المندوب أو لم يقصدهما كما أنه لو صام يوما من شهر رمضان ندبا لاجزأ عنه إذا كان جاهلا ولو كان نية التعيين شرطا لما أجزأ عنه، أو لان الفرض على اليوم بعينه ونية التعيين واجب مع العلم واما مع الجهل فلا لانه لا ريب أنه لو غفل عن نية التعيين في يوم بعينه ونواه ندبا أجزأ عن رمضان فكذا يوم الشك لانه لا يعلم أنه من رمضان فاذا نواه من شعبان فانكشف أنه كان من رمضان أجزأ عنه والمعتمد قوله عليه السلام لا استدلاله وهذه الاستدلالات كانت لاشكالات العامة. (م ت)

(٢) ذهب الشيخ رحمه الله في النهاية وأكثر الاصحاب إلى أن صوم الوصال هو أن ينوى صوم يوم وليلة إلى السحر، وذهب هو في الاقتصاد وابن ادريس إلى أن معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما، وانما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزء‌ا من الصوم أما لو أخره الصائم بغير نية فانه لا يحرم فيها، قطع به الاصحاب والاحتياط يقتضى اجتناب ذلك، واما صوم الصمت فهو أن ينوى الصوم ساكتا وقد أجمع الاصحاب على تحريمه. (المرآة)

(٣) هو أن يصوم بنذره على ترك الطاعة أو فعل المعصية شكرا أو عكسهما جزاء. (م ت)

(٤) حرمة صوم الدهر اما لاشتماله على الايام المحرمة ان كان المراد كل السنة، وان كان المراد ما سوى الايام المحرمة فلعله انما يحرم إذا صام على الاعتقاد أنه سنة مؤكدة فانه يقتضى الافتراء على الله تعالى: ويمكن حمله على الكراهة أو التقية لاشتهار الخبر بهذا المضنون بين العامة قال المطرزى في المغرب: وفى الحديث انه عليه السلام " سئل عن صوم الدهر فقال: لا صام ولا أفطر " قيل انما دعا عليه لئلا يعتقد فريضته ولئلا يعجز فيترك الاخلاص أو لئلا يرد صيام السنة كلها فلا يفطر في الايام المنهى عنها انتهى، وقال الجزرى في النهاية في الحديث انه " سئل عمن يصوم الدهر فقال لا صام ولا أفطر " أى لم يصم ولم يفطر كقوله تعالى: " فلا صدق ولا صلى " وهو احباط لاجره على صومه حيث خالف السنة، وقيل: دعاء عليه كراهة لصنيعه. (المرآة)

٧٩

وأما الصوم الذي يكون صاحبه فيه بالخيار(١) فصوم يوم الجمعة، والخميس، والاثنين وصوم البيض(٢) ، وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان(٣) ، وصوم يوم عرفة، ويوم عاشورا كل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر.

وأما صوم الاذن فإن المرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها(٤) ، والعبد لا يصوم تطوعا إلا بإذن سيده، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا باذنهم ".

وأما صوم التأديب فإنه يؤمر الصبي إذا راهق(٥) بالصوم تأديبا وليس بفرض، وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم قوي بعد ذلك امر بالامساك بقية يومه تأديبا وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله

___________________________________

(١) معنى كون صاحب الصوم بالخيار أن ليس شئ من الصوم تركه ممنوعا لكنه لابد من كون الفعل راجحا على الترك (مراد) وقال المولى المجلسى رحمه الله: أى يجوز له الافطار بعد الشروع فيه أو لا يجب صومه.

(٢) هو اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لبياض الليالى فيها مع الايام، أو لابيضاض جسد آدم عليه السلام لصيامها.(م ت)

(٣) استحباب صيامها مشهور بين العامة وروى من طرقهم أن من صامها بعد شهر رمضان فكانما صام الدهر لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ولو صامها بعد يومين أو ثلاثة بعد العيد فهو أفضل لما سيجئ.(م ت)

(٤) المشهور بين الاصحاب بل المتفق عليه بينهم أنه لا يجوز صوم المرأة ندبا مع نهى زوجها عنه والمشهور أيضا عدم الجواز مع عدم الاذن.(المرآة)

(٥) راهق الغلام مراهقة: قارب الاحتلام ولم يحتلم بعد (المصباح المنير) وفى المحكى عن الفاضل الاسترابادى أنه قال: اشتهر بين المتأخرين خلاف من غير فيصل وهو أن عبادات الصبى المميز تمرينية يعنى صورتها صورة الصلاة والصوم مثلا وليست بعبادة، أو عبادة فلو نوى النيابة عن الميت لبرئت ذمة الميت، وجعله عليه السلام صوم الصبى قسيما للصوم الذى صاحبه بالخيار فيه صريح في أن صوم الصبى ليس بعبادة ويؤيد ذلك أن نظائره مطلوبة وليست بصوم بل صورتها صورة الصوم.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

١٧١٢/ ٢٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ(١) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : يَرْحَمُكَ اللهُ ، مَا الصَّبْرُ الْجَمِيلُ؟

قَالَ : « ذلِكَ(٢) صَبْرٌ لَيْسَ فِيهِ شَكْوَى إِلَى النَّاسِ ».(٣)

١٧١٣/ ٢٤. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَيَابَةَ ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَوْ(٤) أَبِي جَعْفَرٍعليهما‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَايُعِدَّ الصَّبْرَ لِنَوَائِبِ(٥) الدَّهْرِ يَعْجِزْ(٦) ».(٧)

١٧١٤/ ٢٥. أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيُّ(٨) ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

__________________

(١). في « ص » : « النصر ». وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٩٨ ، الرقم ٢٤٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٨٠ ، الرقم ١٠١. (٢). في « بر » والوافي وتفسير العيّاشي : « ذاك ».

(٣).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ، ح ٥٧ ، عن جابر ، مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٣٦٩ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤١ ، ح ٢٠٧٩ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٠٧ ، ح ٢٤٨٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٨٣ ، ح ٢٢.

(٤). في « ف » : + « عن ». وفي « بف » : « و ».

(٥). في الأمالي : « لفواجع ».

(٦). في « بف ، بر » وحاشية « بس » : « لعجز ».

(٧).الأمالي للمفيد ، ص ١٨٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ١١ ، بسنده عن أبان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن النعمان ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٦٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول لله‌صلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٤ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٠٧٣ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ٣٥٧٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٨٣ ، ح ٢٣.

(٨). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف ». وفي « ج ، ف » والمطبوع : « أبو عليّ الأشعري ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ أبا عبد الله الأشعري ، هو الحسين بن محمّد من مشايخ الكليني ، وقد أكثر الرواية عن معلّى بن محمّد ، ويأتي في الكافي ، ح ٣٧٢٦ ، رواية أبي عبد الله الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ - ٣٥٠ ؛رجال النجاشي ، ص ٦٦ ، الرقم ١٥٦.

٢٤١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّا صُبَّرٌ(١) وَشِيعَتُنَا أَصْبَرُ مِنَّا ». قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ صَارَ شِيعَتُكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ؟ قَالَ : « لِأَنَّا نَصْبِرُ عَلى مَا نَعْلَمُ ، وَشِيعَتُنَا يَصْبِرُونَ عَلى مَا لَا يَعْلَمُونَ ».(٢)

٤٨ - بَابُ الشُّكْرِ‌

١٧١٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ ، وَالْمُعَافَى الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَى الصَّابِرِ ، وَالْمُعْطَى(٣) الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ الْقَانِعِ ».(٤)

١٧١٦/ ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :

« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا فَتَحَ اللهُ عَلى عَبْدٍ بَابَ شُكْرٍ ، فَخَزَنَ(٥) عَنْهُ(٦) بَابَ الزِّيَادَةِ».(٧)

__________________

(١). يجوز في الكلمة ضمّ الباء مخفّفةً.

(٢).تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٦٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، ح ١٢٨١الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٠ ، ح ٢٠٧٦ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٨٠ ، ح ١٦.

(٣). في « ف » : « والمعاطى ».

(٤).قرب الإسناد ، ص ٧٤ ، ح ٢٣٧ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه يرفعه ، قال : « الطاعم » ؛ثواب الأعمال ، ص ٢١٦ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٣٦٤ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما من دون الإسناد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « كأجر المبتلى الصابر ». وراجع :المحاسن ، ص ٤٣٥ ، كتاب المأكل ، ح ٢٧١الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢٠٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٠ ، ح ٢١٦٢٧ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢ ، ح ١.

(٥). في « ف » : « فخرج ». وخَزَن المال : غيّبه.مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٥٠٩ ( خزن ).

(٦). في حاشية « بر ، بف » : « عليه ».

(٧).الجعفريّات ، ص ٢٢٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢٠٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١١ ، ح ٢١٦٢٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣ ، ح ٢.

٢٤٢

١٧١٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : اشْكُرْ(١) مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ ، وَأَنْعِمْ عَلى(٢) مَنْ شَكَرَكَ ؛ فَإِنَّهُ لَازَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ(٣) إِذَا شُكِرَتْ ، وَلَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَتْ ؛ الشُّكْرُ(٤) زِيَادَةٌ فِي النِّعَمِ ، وَأَمَانٌ مِنَ الْغِيَرِ(٥) ».(٦)

١٧١٨/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَوْ(٧) أَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « الْمُعَافَى الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مَا لِلْمُبْتَلَى الصَّابِرِ ، وَالْمُعْطَى(٨) الشَّاكِرُ ، لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَالْمَحْرُومِ الْقَانِعِ ».(٩)

١٧١٩/ ٥. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ فَضْلٍ‌

__________________

(١). في « ف » : + « على ».

(٢). في « ف » : - « على ».

(٣). في حاشية « ج ، د » : « من نعمائي ».

(٤). في البحار : « والشكر ».

(٥). « الغِيَرُ » : تغيّر الحال وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد. و « الغِيَر » : الاسم من قولك : غيّرت الشي‌ء فتغيّر.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠١ ( غير ). وقال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ١٤٧ : « وفي بعض النسخ بالباء الموحّدة ، وهو محرّكةً داهية لا يهتدى لمثلها. والظاهر أنّه تصحيف ».

(٦).كفاية الأثر ، ص ٢٤٠ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٠١ ، المجلس ١٨ ، ح ٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، في وصيّته لبعض ولده ، مع اختلاف يسير وزيادة.تحف العقول ، ص ٣٥٩ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ ، ح ٢٠٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٦١٨ ؛ وج ١٦ ، ص ٣١١ ، ح ٢١٦٢٩ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٦٠ ، ح ٧٢ ؛ وج ٧١ ، ص ٢٧ ، ح ٤.

(٧). في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » والوافي : - « أبي جعفر أو ».

(٨). في « ص ، ف » : « والمعاطى ».

(٩).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢٠٨٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٨ ، ح ٥.

(١٠).الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد تكرّرت رواية أحمد بن أبي عبدالله‌ بهذا العنوان وبعنوان أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٦ ؛ وص ٦٣٢.

٢٤٣

الْبَقْبَاقِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (١) قَالَ : « الَّذِي أَنْعَمَ(٢) عَلَيْكَ بِمَا فَضَّلَكَ وَأَعْطَاكَ وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ ». ثُمَّ قَالَ : « فَحَدَّثَ بِدِينِهِ وَمَا أَعْطَاهُ اللهُ وَمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ ».(٣)

١٧٢٠/ ٦. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ وُهَيْبِ(٤) بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٥) عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عِنْدَ عَائِشَةَ لَيْلَتَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ تُتْعِبُ نَفْسَكَ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ(٦) لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، أَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟ ».

قَالَ : « وَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُومُ عَلى أَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى(٧) :( طّه * ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) (٨) ».(٩)

١٧٢١/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ‌

__________________

(١). الضحى (٩٣) : ١١.

(٢). في « ز ، ص ، ف » : + « الله ».

(٣).المحاسن ، ص ٢١٨ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ١١٥ ، بسند آخر عن الحسين بن عليّعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٤٦ ، عن الحسين بن عليّعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ ، ح ٢٠٨٩ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٨ ، ح ٦.

(٤). في « ب » : « وهب ». وهو سهو ؛ فقد روى الحسن بن سماعة - وهو الحسن بن محمّد بن سماعة - عن وهيب ‌بن حفص كتابه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٣١ ، الرقم ١١٥٩.

(٥). في « ف » : « أبي عبد الله ».

(٦). في « ج ، د ، ز ، ف » : - « الله ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، بر » : - « سبحانه وتعالى ». وفي الوافي : « سبحانه عليه ».

(٨). طه (٢٠) : ١ - ٢.

(٩).الأمالي للطوسي ، ص ٤٠٣ ، المجلس ١٤ ، ح ٩٠٣ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢٠٩٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٩٠ ، ح ٧١٣٩ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٨٥ ، ح ٣ ، وفيهما من قوله : « وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوم على أطراف » ؛ وص ٢٦٣ ، ح ٥٩ ؛ وج ٧١ ، ص ٢٤ ، ح ٣.

٢٤٤

جَهْمٍ ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « ثَلَاثٌ لَايَضُرُّ مَعَهُنَّ شَيْ‌ءٌ : الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْبِ ، وَالِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ ».(١)

١٧٢٢/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (٢) ».(٣)

١٧٢٣/ ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا(٤) سَمِعَاهُ :

عَنْ(٥) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلى عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ ، فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ ، وَحَمِدَ اللهَ ظَاهِراً(٦) بِلِسَانِهِ فَتَمَّ كَلَامُهُ ، حَتّى يُؤْمَرَ لَهُ‌.........................................

__________________

(١).الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٤ ، المجلس ٧ ، ح ٣٤٩ ، بسنده عن أحمد بن عبد الله ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسن بن فضّالالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢٠٩١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٩ ، ح ٢٦.

(٢). إبراهيم (١٤) : ٧.

(٣).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التفويض إلى الله والتوكّل عليه ، ح ١٥٩٦ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن يحيى بن المبارك. وفيالمحاسن ، ص ٣ ، كتاب القرائن ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ١٠١ ، باب الثلاثة ، ح ٥٦ ، بسندهما عن معاوية بن وهب ، وفي كلّها مع زيادة. وفيالخصال ، ص ٢٠٢ ، باب الأربعة ، ح ١٦ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٢٣ ، ح ١ ، بسند آخر هكذا : « من اُعطي الشكر لم يحرم الزيادة » مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالأمالي للطوسي ، ص ٤٥٢ ، المجلس ١٦ ، ح ١٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٦٩٣ ، المجلس ٣٩ ، ح ١٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.نهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، الحكمة ١٣٥ ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٤١ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخره ، وفيهما هكذا : « من اُعطي الشكر لم يحرم الزيادة » ؛خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ ، ح ٢٠٨٧ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٤٠ ، ح ٢٧.

(٤). في « د ، بس » : - « من أصحابنا ».

(٥). في «د ،ص ،بس » وحاشية «ض » : «من ».

(٦). في حاشية « بف » : + « عليها ».

٢٤٥

بِالْمَزِيدِ ».(١)

١٧٢٤/ ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ(٢) ، عَنْ مُيَسِّرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « شُكْرُ النِّعْمَةِ(٣) اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ(٤) ، وَتَمَامُ الشُّكْرِ قَوْلُ الرَّجُلِ : الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ».(٥)

١٧٢٥/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ(٦) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ - وَإِنْ عَظُمَتْ - أَنْ تَحْمَدَ(٧) اللهَ - عَزَّ‌

__________________

(١).الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩١٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٢٣ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الأمالي للطوسي ، المجلس ٢٤ ، ح ٢ ، بسنده آخر عن أبي عبدالله ، عن عليّعليهما‌السلام ، مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣ ، عن أبي عمر المدائني ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٦٧ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٣٥٧ ضمن الحديث الطويل ، عن عليّعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ ، ح ٢٠٨٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٤٠ ، ح ٢٨.

(٢). في « ب » : « هاشم ».

(٣). في « ب ، بر ، بف » : « النعم ».

(٤). في « ب » : « المعاصي ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٢٠٩٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٤٠ ، ح ٢٩.

(٦). هكذا في « ب ، ض ، بر ، بف ، جر » وحاشية « بس » والبحار. وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بس » والمطبوع : « عيينة ».

وما أثبتناه هو الصواب ؛ فإنّا لم نجد لعليّ بن عيينة ذكراً في الكتب والأسناد في غير هذا المورد ، أمّا عليّ بن عقبة ، فقد ورد في كثير من الأسناد ، ويأتي رواية ابن أبي عمير عنه فيالكافي ، ح ٥٠٢٣ و ١٤٠٩٩ ، وهو المذكور في كتب الرجال ، روى كتابه الحسن بن عليّ بن فضّال المتوفّى سنة إحدى وعشرين أو أربع وعشرين ومائتين ، فيكون ابن فضّال في طبقة محمّد بن أبي عمير المتوفّى سنة سبع عشرة ومائتين. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٥ ؛رجال النجاشي ، ص ٣٤ ، الرقم ٧٢ ؛ وص ٧٥ ، الرقم ١٨٠ ؛ وص ٢٩٩ ، الرقم ٨١٤ ؛ وص ٣٢٦ ، الرقم ٨٨٧ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٩٥ ، الرقم ٨٣٢٠.

(٧). في « ب ، ف » : « أن يحمد ».

٢٤٦

وَجَلَّ - عَلَيْهَا(١) ».(٢)

١٧٢٦/ ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : هَلْ لِلشُّكْرِ حَدٌّ إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ كَانَ شَاكِراً؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : مَا(٣) هُوَ؟ قَالَ : « يَحْمَدُ اللهَ عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ(٤) عَلَيْهِ فِي أَهْلٍ وَمَالٍ ، وَإِنْ كَانَ فِيمَا أَنْعَمَ(٥) عَلَيْهِ فِي مَالِهِ حَقٌّ أَدَّاهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ(٦) جَلَّ وَعَزَّ :( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) (٧) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى(٨) :( رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) (٩) وَقَوْلُهُ :( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) (١٠) ».(١١)

١٧٢٧/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ : « مَنْ حَمِدَ اللهَ عَلَى النِّعْمَةِ فَقَدْ‌

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس » والخصال : - « عليها ».

(٢).الخصال ، ص ٢١ ، باب الواحد ، ح ٧٣ ، بسنده عن عمر بن يزيدالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٢٠٩٣ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٤٠ ، ح ٣٠.

(٣). في « ج ، ف » : « وما ».

(٤). في « ف » : + « أنعم ».

(٥). في « ف » وحاشية « بف » : + « الله ».

(٦). في البحار : « قول الله ».

(٧). الزخرف (٤٣) : ١٣.

(٨). في « ض » ومرآة العقول والبحار : + «( رَبِّ إِنِّي لَمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) ومنه قوله ».

(٩). المؤمنون (٢٣) : ٢٩.

(١٠). الإسراء (١٧) : ٨٠. وفي الوافي : « يعني ومن الحقّ الذي يجب أداؤه فيما أنعم الله عليه أن يقول عند ركوب الفلك أو الدابّة اللتين أنعم الله بهما عليه ما قاله سبحانه تعليماً لعباده وإرشاداً لهم حيث قال عزّوجلّ :( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) [ الزخرف (٤٣) : ١٢ - ١٣ ]. وأن يقول عند نزوله من إحداهما :( رَبِّ أَنْزِلْنِي ) الآية. وأن يقول عند دخوله الدار أو البيت :( رَبِّ أَدْخِلْنِي ) الآية ».

(١١).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٧ ، ح ١٢٠ ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٢٠٩٦ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٩ ، ح ٧.

٢٤٧

شَكَرَهُ ، وَكَانَ الْحَمْدُ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ ».(١)

١٧٢٨/ ١٤. مُحَمَّدٌ(٢) ، عَنْ أَحْمَدَ(٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلى عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ - صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ - فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلّهِ" إِلَّا أَدّى شُكْرَهَا ».(٤)

١٧٢٩/ ١٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ ، فَعَرَفَهَا(٥) بِقَلْبِهِ(٦) ، فَقَدْ أَدّى شُكْرَهَا ».(٧)

١٧٣٠/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَشْرَبُ(٨) الشَّرْبَةَ مِنَ الْمَاءِ ، فَيُوجِبُ اللهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّهُ لَيَأْخُذُ الْإِنَاءَ ، فَيَضَعُهُ عَلى فِيهِ فَيُسَمِّي(٩) ، ثُمَّ يَشْرَبُ ، فَيُنَحِّيهِ وَهُوَ‌

__________________

(١).ثواب الأعمال ، ص ٢١٦ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢٠٩٧ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣١ ، ح ٨.

(٢). هكذا في النسخ. وفي المطبوع وحاشية « بف » : + « بن يحيى ».

(٣). في حاشية « بف » : + « بن محمّد ». وفي البحار : « محمّد بن أحمد » بدل « محمّد عن أحمد ». وهو سهو واضح.

(٤).الخصال ، ص ٢٩٩ ، باب الخمسة ، ح ٧٢ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وفيه : « ومن قال : الحمد لله ، فقد أدّى شكر كلّ نعمة لله‌عزّ وجلّ عليه » مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢٠٩٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٢ ، ح ٩. (٥). في « ز » : « وعرفها ».

(٦). في تحف العقول : + « وعلم أنّ المنعم عليه الله ».

(٧).تحف العقول ، ص ٣٦٩ ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢٠٩٩ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٢ ، ح ١٠.

(٨). في « ف » : « يشرب ».

(٩). في الوسائل : « ويسمّى ». والتسمية أن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم.

٢٤٨

يَشْتَهِيهِ ، فَيَحْمَدُ اللهَ(١) ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ(٢) ، ثُمَّ يُنَحِّيهِ ، فَيَحْمَدُ اللهَ ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ ، ثُمَّ يُنَحِّيهِ ، فَيَحْمَدُ اللهَ ، فَيُوجِبُ(٣) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا لَهُ(٤) الْجَنَّةَ ».(٥)

١٧٣١/ ١٧. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(٦) ، عَنِ الْحَسَنِ(٧) بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي سَأَلْتُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَرْزُقَنِي مَالاً ، فَرَزَقَنِي(٨) ، وَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً(٩) ، فَرَزَقَنِي وَلَداً(١٠) ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَرْزُقَنِي دَاراً ، فَرَزَقَنِي(١١) ، وَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ(١٢) اسْتِدْرَاجاً(١٣) ؟

فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، مَعَ الْحَمْدِ(١٤) فَلَا ».(١٥)

١٧٣٢/ ١٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَقَدْ ضَاعَتْ دَابَّتُهُ ، فَقَالَ : « لَئِنْ رَدَّهَا اللهُ‌

__________________

(١). في البحار : - « الله ».

(٢). في الوسائل : « يشرب ».

(٣). في « ز » : « فيوهب ».

(٤). في « ب ، د ، ف ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « له بها ».

(٥).المحاسن ، ص ٥٧٨ ، كتاب الماء ، ذيل ح ٤٤ ، بسنده عن منصور بن يونس. وفيالكافي ، كتاب الأشربة ، باب القول على شرب الماء ، ح ١٢١٨٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٨٥ ، ح ١٧ ، بسند آخر ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٧١ ، ح ٢٠٠٣٣ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٥١ ، ح ٣١٨٣٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٢ ، ح ١١.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٧). في « ز ، ص » : « الحسين ». وقد توسّط الحسن بن عطيّة بين ابن أبي عمير وعُمَر بن يزيد في عدد من الأسناد. راجع:معجم رجال الحديث ،ج ٤،ص ٥٢٤. (٨). في « ب » : + « مالاً ».

(٩). في « ز ، ف » : - « ولداً ».

(١٠). في الوافي والبحار : - « ولداً ».

(١١). في « بر ، بف » : + « داراً ».

(١٢). في الوافي : - « ذلك ».

(١٣) استدرجه : خَدَعه وأدناه ، كدَرَّجَه. واستدراج الله تعالى العبد : أنّه كلّما جدّد خطيئةً جدّد له نعمة وأنساه الاستغفار ، أو أن يأخذه قليلاً قليلاً ولايباغته. والبغتة : الفجأة. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨٨ ( درج).

(١٤) في « ض » : + « لله ».

(١٥)الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٤ ، ح ٣٥٥٩ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٢ ، ح ١٢.

٢٤٩

عَلَيَّ ، لَأَشْكُرَنَّ اللهَ حَقَّ شُكْرِهِ ». قَالَ : فَمَا لَبِثَ أَنْ أُتِيَ بِهَا ، فَقَالَ : « الْحَمْدُ لِلّهِ ». فَقَالَ قَائِلٌ لَهُ(١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَلَيْسَ(٢) قُلْتَ : لَأَشْكُرَنَّ اللهَ حَقَّ شُكْرِهِ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَلَمْ تَسْمَعْنِي قُلْتُ : الْحَمْدُ لِلّهِ؟ ».(٣)

١٧٣٣/ ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الْمُثَنَّى(٤) الْحَنَّاطِ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَسُرُّهُ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ عَلى هذِهِ النِّعْمَةِ ، وَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَغْتَمُّ بِهِ(٦) ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ».(٧)

١٧٣٤/ ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ(٨) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « تَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى الْمُبْتَلى مِنْ غَيْرِ أَنْ تُسْمِعَهُ(٩) : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ ، وَلَوْ شَاءَ(١٠) فَعَلَ(١١) » قَالَ : « مَنْ قَالَ‌

__________________

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « له قائل ».

(٢). في حاشية « ف » : « ألست ». وهو الظاهر. وفي البحار : - « أليس ».

(٣).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٢٠٩٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٣ ، ح ١٣.

(٤). في « ز ، ص ، ض ، ف » : « مثنّى ».

(٥). في « ف ، بر » : « الخيّاط » ، وتقدّم فيالكافي ، ح ١٤٩٦ ، أنّه سهو.

(٦). في حاشية « ض » : « يغتمّ له ». وفي مرآة العقول : « يغتمّ به ، على بناء المعلوم. وقد يقرأ على المجهول ».

(٧).الأمالي للطوسي ، ص ٤٩ ، المجلس ٢ ، ح ٣٣ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٢٠٩٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٤٧ ، ح ٣٥٣٥ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٣ ، ح ١٤.

(٨). هكذا في « د ، ز ، ص ، جر ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » والمطبوع : « الخزّاز ». وفي « بر » : « الخرّار ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم فيالكافي ، ح ٧٥.

(٩). في « بر » : « تسمّعه » بالتشديد.

(١٠). في حاشية « ص » : + « الله ».

(١١). في « ب ، ز ، بف » : « لفعل ».

٢٥٠

ذلِكَ ، لَمْ يُصِبْهُ ذلِكَ الْبَلَاءُ أَبَداً ».(١)

١٧٣٥/ ٢١. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ حَفْصٍ الْكُنَاسِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ يَرى(٢) مُبْتَلًى ، فَيَقُولُ : " الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي عَدَلَ عَنِّي مَا ابْتَلَاكَ بِهِ ، وَفَضَّلَنِي عَلَيْكَ بِالْعَافِيَةِ ، اللهُمَّ عَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَهُ(٣) بِهِ" إِلَّا لَمْ يُبْتَلَ بِذلِكَ الْبَلَاءِ(٤) ».(٥)

١٧٣٦/ ٢٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ وَ(٦) قَدِ ابْتُلِيَ وَ(٧) أَنْعَمَ اللهُ(٨) عَلَيْكَ ، فَقُلِ : اللهُمَّ إِنِّي لَا أَسْخَرُ وَلَا أَفْخَرُ(٩) ، وَلكِنْ(١٠) أَحْمَدُكَ عَلى عَظِيمِ نَعْمَائِكَ عَلَيَّ ».(١١)

١٧٣٧/ ٢٣. عَنْهُ(١٢) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ :

__________________

(١).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للعلل والأمراض ، ح ٣٤٠٦ ، بسند آخر ، وفيه : « وفضّلني عليك وعلى كثير ممّن خلق » بدل « ولو شاء فعل » ؛الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٧ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٩٩ ، ضمن الحديث الطويل ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. وراجع :الجعفريّات ، ص ٢٢٠.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٢ ، ح ٢١٠٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٤ ، ح ١٥.

(٢). في البحار : « رأى ».

(٣). في « ز » : « ابتليت ».

(٤). في حاشية « بر » والوافي والبحار : + « أبداً ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٢ ، ح ٢١٠٥ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٤ ، ح ١٦.

(٦). في « ب ، ج ، ف ، بر ، بس » والوافي والبحار : - « و ».

(٧). في « بر » وحاشية « بس » : « وقد ».

(٨). في « ز ، ص ، ف » : - « الله ».

(٩). فيالوافي : « يعني لا أسخر من هذا المبتلى بابتلائه بذلك ، ولا أفخر عليه ببراءتي منه ».

(١٠). في « بر ، بف » والوافي : « ولكنّي ».

(١١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٢ ، ح ٢١٠٦ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٤ ، ح ١٧.

(١٢). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه =

٢٥١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِذَا رَأَيْتُمْ أَهْلَ الْبَلَاءِ ، فَاحْمَدُوا اللهَ ، وَلَا تُسْمِعُوهُمْ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يَحْزُنُهُمْ ».(١)

١٧٣٨/ ٢٤. عَنْهُ(٢) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٣) : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ عَلى نَاقَةٍ لَهُ إِذَا(٤) نَزَلَ فَسَجَدَ خَمْسَ سَجَدَاتٍ ، فَلَمَّا أَنْ(٥) رَكِبَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ شَيْئاً لَمْ تَصْنَعْهُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، اسْتَقْبَلَنِي جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَبَشَّرَنِي بِبِشَارَاتٍ(٦) مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَسَجَدْتُ لِلّهِ شُكْراً(٧) ، لِكُلِّ بُشْرى سَجْدَةً ».(٨)

١٧٣٩/ ٢٥. عَنْهُ(٩) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا ذَكَرَ أَحَدُكُمْ نِعْمَةَ(١٠) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلْيَضَعْ خَدَّهُ عَلَى التُّرَابِ شُكْراً لِلّهِ ، فَإِنْ كَانَ رَاكِباً ، فَلْيَنْزِلْ فَلْيَضَعْ(١١) خَدَّهُ عَلَى التُّرَابِ(١٢) ، وَإِنْ(١٣) لَمْ‌

__________________

= كتاب هارون بن الجهم ، وتكرّرت روايته عنه بتوسّط أبيه في الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٦ ، الرقم ٧٨٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٩٨ - ٣٩٩.

(١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢١٠٧ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٤ ، ح ١٨.

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٣). في « ج ، ز ، ص ، ف ، بر ، بف » والوسائل والبحار : - « قال ».

(٤). في « ب ، د ، ص ، ف ، بر » والوافي والوسائل والبحار : « إذ ».

(٥). في « د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « أن ».

(٦). في « ز » : « ببشارة ».

(٧). في الوسائل : « شكراً لله ».

(٨).الأمالي للمفيد ، ص ٢١ ، المجلس ٣ ، ح ٢ ، بسنده عن عثمان بن عيسى ، عن أبي عبد الرحمن ، عن جعفر بن محمدعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة.الأمالي للصدوق ، ص ٥٠٩ ، المجلس ٧٦ ، ح ٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢١٠٨ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٨ ، ح ٨٥٩٠ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٤ ، ح ٦٠ ؛ وج ٧١ ، ص ٣٥ ، ح ١٩.

(٩). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(١٠). في « ف » : « نعم ».

(١١). في « بر » : « وليضع ».

(١٢). في الوافي : + « شكراً لله ».

(١٣) في « ب » : « فإن ». وفي « ف » : + « كان ».

٢٥٢

يَكُنْ يَقْدِرُ عَلَى النُّزُولِ لِلشُّهْرَةِ ، فَلْيَضَعْ خَدَّهُ عَلى قَرَبُوسِهِ(١) ، فَإِنْ(٢) لَمْ(٣) يَقْدِرْ ، فَلْيَضَعْ خَدَّهُ عَلى كَفِّهِ(٤) ، ثُمَّ لْيَحْمَدِ اللهَ عَلى مَا أَنْعَمَ اللهُ(٥) عَلَيْهِ ».(٦)

١٧٤٠/ ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ ، قَالَ :

كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام فِي بَعْضِ أَطْرَافِ(٧) الْمَدِينَةِ إِذْ ثَنى رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ(٨) ، فَخَرَّ سَاجِداً ، فَأَطَالَ وَأَطَالَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، وَرَكِبَ دَابَّتَهُ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ(٩) ؟ فَقَالَ : « إِنَّنِي(١٠) ذَكَرْتُ نِعْمَةً أَنْعَمَ اللهُ بِهَا(١١) عَلَيَّ(١٢) ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ رَبِّي ».(١٣)

١٧٤١/ ٢٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ - صَاحِبِ السَّابِرِيِّ فِيمَا أَعْلَمُ أَوْ غَيْرِهِ - :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(١٤) : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ – إِلى............. ‌

__________________

(١). « القربوس » - كحلزون ، ولا يسكَّن إلّافي الشعر - : حِنْوُ السرج. وهما قربوسان. وجمعه : قرابيس.القاموس‌المحيط ، ج ١ ، ص ٧٧٤ ( قربس ).

(٢). هكذا في « ب ، ج ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « وإن ». (٣). في البحار : « لم يكن ».

(٤). في « بس » وحاشية « د ، ص ، بف » : « كفّه على خدّه ».

(٥). في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بف » والوافي : - « الله ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢١٠٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٩ ، ح ٨٥٩٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٥ ، ح ٢٠.

(٧). في « بف » وحاشية « ج ، ض » : « طرق ».

(٨). « ثنى رجله عن دابّته » : ضمّ ساقه إلى فَخِذه فنزل عن دابّته.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥١ ( ثنى ).

(٩). في حاشية « بف » : « السجدة ».

(١٠). في « ب » والوسائل : « إنّي ».

(١١). في « ف » : - « بها ».

(١٢). في « ض ، بف » : - « عليّ ».

(١٣)الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢١١٠ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٩ ، ح ٨٥٩٣ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١٦ ، ح ٢٩ ؛ وج ٧١ ، ص ٣٥ ، ح ٢١.

(١٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : + « فيما ».

٢٥٣

مُوسى(١) عليه‌السلام : يَا مُوسَى اشْكُرْنِي حَقَّ شُكْرِي ، فَقَالَ : يَا رَبِّ(٢) ، وَكَيْفَ(٣) أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ ، وَلَيْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَأَنْتَ أَنْعَمْتَ(٤) بِهِ(٥) عَلَيَّ؟ قَالَ : يَا مُوسَى ، الْآنَ(٦) شَكَرْتَنِي حِينَ(٧) عَلِمْتَ أَنَّ ذلِكَ مِنِّي ».(٨)

١٧٤٢/ ٢٨. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(٩) ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ ، فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ : " اللهُمَّ مَا أَصْبَحَتْ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ عَافِيَةٍ فِي(١٠) دِينٍ أَوْ دُنْيَا ، فَمِنْكَ(١١) وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الْحَمْدُ ، وَلَكَ الشُّكْرُ بِهَا عَلَيَّ يَا رَبِّ حَتّى تَرْضى ، وَبَعْدَ الرِّضَا" فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذلِكَ ، كُنْتَ قَدْ(١٢) أَدَّيْتَ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ(١٣) عَلَيْكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ ، وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ».(١٤)

١٧٤٣/ ٢٩. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١٥) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ نُوحٌعليه‌السلام يَقُولُ ذلِكَ(١٦) إِذَا أَصْبَحَ ، فَسُمِّيَ بِذلِكَ عَبْداً شَكُوراً ».

__________________

(١). في « ض » : + « بن عمران ».

(٢). في « ف » : - « يا ربّ ».

(٣). في البحار : « فكيف ».

(٤). في«ز»:«أنعمتني». وفي حاشية«ف»: « أنعمته ».

(٥). في « ف » : - « به ».

(٦). في « ز » : « الآن يا موسى ».

(٧). في حاشية « ف » : « حيث ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢١٠٠ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٦ ، ح ٢٢.

(٩). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(١٠). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « من ».

(١١). فيمرآة العقول : « وربّما يقرأ منّك بفتح الميم وتشديد النون ، وهو تصحيف ».

(١٢). في « ف » : « عبداً لله » بدل « قد ».

(١٣) في البحار ، ج ٧١ : - « به ».

(١٤)الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥١ ، ح ٢١٠٢ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٢٩ ، ح ٩١٩٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٦ ، ح ٢٣ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٢٥ ، ح ٧٣.

(١٥) السند معلّق ، كسابقه.

(١٦) يعني الدعاء المذكور في الحديث السابق.

٢٥٤

وَقَالَ(١) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ صَدَقَ(٢) اللهَ نَجَا ».(٣)

١٧٤٤/ ٣٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ ، وَيُحِبُّ كُلَّ عَبْدٍ شَكُورٍ ، يَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لِعَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَشَكَرْتَ فُلَاناً؟ فَيَقُولُ : بَلْ شَكَرْتُكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : لَمْ تَشْكُرْنِي إِذْ(٤) لَمْ تَشْكُرْهُ » ثُمَّ(٥) قَالَ : « أَشْكَرُكُمْ لِلّهِ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ ».(٦)

٤٩ - بَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ‌

١٧٤٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ(٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

__________________

(١). في « ض ، بر » والوافي : « قال و ».

(٢). في « ب ، ز ، ف ، بر » وشرح المازندراني والوافي : « صدّق » بالتشديد. وفيالوافي : « لعلّهعليه‌السلام أشار بآخر الحديث إلى أنّ هذه الكلمات تصديق لله‌سبحانه فيما وصف الله به نفسه وشهد به من التوحيد ».

(٣).الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ، ح ٩٨١ ، معلّقاً عن حفص البختري ، مع اختلاف يسير.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ١٧ ، عن حفص البختري ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ح ١٩ ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير ، وفي كلّها إلى قوله : « فسمّي بذلك عبداً شكوراً ».وفيه ، ح ١٦ ، عن حفص بن البختري ؛وفيه ، ح ١٨ ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام وفيهما إلى قوله : « إذا أصبح » مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٢ ، ح ٢١٠٣ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٢٩ ، ح ٩١٩٣ - ٩١٩٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٧ ، ح ٢٤.

(٤). في « ف » والوافي : « إذا ».

(٥). في « بر ، بف » : - « ثمّ ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥٤ ، ح ٢١١١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣١٠ ، ح ٢١٦٢٦ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٨ ، ح ٢٥.

(٧). هكذا في « ج ، ز ، ص ، ف » وحاشية « د ، ض ، بر ، بف ». وفي « ب ، د ، ض ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع والوسائل والبحار : « جميل بن صالح ».=

٢٥٥

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً ».(١)

١٧٤٦/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ(٢) :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا(٣) يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امْرِئٍ‌

__________________

= والظاهر صحّة ما أثبتناه ؛ فإنّا لم نجد رواية جميل بن صالح عن محمّد بن مسلم إلّافيالكافي ، ح ٦٢ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٥٣ ، المجلس ٥١ ، ح ١ ، وفي ما نحن فيه.

والخبر الأوّل أورده ابن إدريس في مستطرفات السرائر ، ص ٨٤ ، ح ٣١ ، نقلاً من كتاب المشيخة تصنيف الحسن بن محبوب ، عن جميل بن درّاج ، عن محمّد بن مسلم والمذكور في بعض نسخ الكافي أيضاً هو « جميل بن درّاج ». وما نحن فيه قد ورد في بعض النسخ « جميل بن درّاج » ، كما أشرنا إليه ، فلم يبق في البين إلّاما رواه الصدوق في الأمالي ، وبه لا يثبت رواية جميل بن صالح ، عن محمّد بن مسلم - مع أنّ كلاًّ منهما كثير الرواية جدّاً - ؛ فإنّ الخبر رواه الصدوق بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مسلم. واحتمال كون الأصل في العنوان هو جميل وتفسيره بجميل بن صالح - لما ورد في كثير من الأسناد من الرواية [ الحسن ] بن محبوب ، عن جميل بن صالح - قويّ جدّاً. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ١٥٩ ؛ وج ٥ ، ص ٣٤٣ - ٣٤٤ ؛ وج ١٧ ، ص ٢٣٣ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٥١ - ٢٥٣.

هذا ، وقد أكثر جميل بن درّاج من الرواية عن محمّد بن مسلم في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٥٢ - ٤٥٣.

(١).الأمالي للطوسي ، ص ١٣٩ ، المجلس ٥ ، ح ٤٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ٣٩٢ ، المجلس ١٤ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره ؛الزهد ، ص ٩١ ، ح ٦٧ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛كفاية الأثر ، ص ٢٥٠ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، وفيهما مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام . و ورد مع اختلاف في هذه المصادر :الأمالي للصدوق ، ص ٢٠ ، المجلس ٦ ، ضمن الحديث الطويل ٤ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٨ ، ح ١٠٩ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛صحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٦٧ ، ح ١٢٥ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٩ ، ح ٢٢٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٨ ، ح ١٥٩٠٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٧٢ ، ح ١.

(٢). في الوسائل : - « من أهل المدينة ».

(٣). في البحار ، ج ٧ ، ص ٣٠٣ : + « من عمل ».

٢٥٦

يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ ».(١)

١٧٤٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَمَلَ إِيمَانُهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ قَرْنِهِ(٢) إِلى قَدَمِهِ(٣) ذُنُوباً(٤) لَمْ يَنْقُصْهُ ذلِكَ » قَالَ : « وَهُوَ : الصِّدْقُ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ، وَالْحَيَاءُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ».(٥)

__________________

(١).قرب الإسناد ، ص ٤٦ ، ح ١٤٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية : « أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٩ ، ح ٢٢٣١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٥١ ، ح ١٥٩١٦ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٢٤٩ ، ح ٧ ؛ وص ٣٠٣ ، ح ٦٣ ؛ وج ٧١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢.

(٢). « القَرْن » : الجانب الأعلى من الرأس. وجمعه : قرون.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٠٦ ( قرن ).

(٣). في « ف » : « قدميه ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ١٦٨ : « يمكن حملها على الصغائر ، فإنّ صاحب هذه الخصال لايجترئ على الإصرار على الكبائر ، أو أنّه يوفّق للتوبة وهذه الخصال تدعوه إليها ؛ مع أنّ الصدق يخرج كثيراً من الذنوب كالكذب وما يشاكله ، وكذا أداء الأمانة يخرج كثيراً من الذنوب كالخيانة في أموال الناس ومنع الزكوات والأخماس وسائر حقوق الله ، وكذا الحياء من الخلق يمنعه من التظاهر بأكثر المعاصي ، والحياء من الله يمنعه من تعمّد المعاصي والاصرار عليها ويدعوه إلى التوبة سريعاً ، وكذا حسن الخلق يمنعه عن المعاصي المتعلّقة بإيذاء الخلق كعقوق الوالدين وقطع الأرحام والإضرار بالمسلمين ؛ فلا يبقى من الذنوب إلّاقليل لايضرّ في إيمانه ، مع أنّه موفّق للتوبة ؛ والله الموفّق ».

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٩٩٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولّاد ، عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٤ ، المجلس ٢ ، ح ٢٠ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب. وفيالكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المكارم ، ح ١٥٦٥ ؛ والزهد ، ص ٨٨ ، ح ٦١ ، بسند آخر ، من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيالمحاسن ، ص ٨ ، كتاب القرائن ، ح ٢١ ؛ والخصال ، ص ٢٢٢ ، باب الأربعة ، ح ٥٠ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٩٩ ، المجلس ٣٥ ، ح ٩ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٧٣ ، المجلس ٣ ، ح ١٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن أبيه عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، مع اختلاف وزيادة. وفيالأمالي للمفيد ، ص ١٦٦ ، المجلس ٢١ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٨٩ ، المجلس ٧ ، ح ٢١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة.تحف العقول ، ص ٣٦٩ ، مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان =

٢٥٧

١٧٤٨/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ ، قَالَ :

قَالَ لِي(١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا يَقْدَمُ الْمُؤْمِنُ عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِعَمَلٍ(٢) بَعْدَ الْفَرَائِضِ(٣) أَحَبَّ إِلَى اللهِ تَعَالى مِنْ أَنْ يَسَعَ النَّاسَ بِخُلُقِهِ(٤) ».(٥)

١٧٤٩/ ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ ذَرِيحٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ صَاحِبَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ ، لَهُ مِثْلُ أَجْرِ(٦) الصَّائِمِ الْقَائِمِ ».(٧)

١٧٥٠/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَكْثَرُ مَا تَلِجُ(٨) بِهِ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ(٩) تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ».(١٠)

__________________

= والكفر ، باب الحياء ، ح ١٧٨٧.الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٦٥ ، ح ١٩١٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٨ ، ح ١٥٩٠٥ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٣.

(١). في « د ، بر » : - « لي ».

(٢). في الوسائل : « بشي‌ءٍ ».

(٣). في « بر » : « فرائض الله ».

(٤). فيالمرآة : « أي يكون خلقه الحسن وسيعاً بحيث يشمل جميع الناس ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٩ ، ح ٢٢٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٥٠ ، ح ١٥٩١٣ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٤.

(٦). في « ب ، بر » : « أجر مثل ».

(٧).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٧١ ، ح ٣٢٨ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٩ ، ح ٢٢٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٩ ، ح ١٥٩٠٦ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٥.

(٨). في « ب ، ز ، بس » : « يلج ».

(٩). في الجعفريّات : « في الجنّة ».

(١٠).الجعفريّات ، ص ١٥٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الاختصاص ، ص ٢٢٨ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٢٠ ، ح ٢٢٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٥٠ ، ح ١٥٩١١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٦.

٢٥٨

١٧٥١/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْأَحْمَسِيِّ(١) وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ يَمِيثُ(٢) الْخَطِيئَةَ ، كَمَا تَمِيثُ(٣) الشَّمْسُ الْجَلِيدَ(٤) ».(٥)

١٧٥٢/ ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْبِرُّ وَحُسْنُ الْخُلُقِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ ، وَيَزِيدَانِ فِي‌

__________________

(١). في « ز ، ف » : « الحسين الأحمسي ». وفي « ص » : « الحسين بن الأخمُسي ». وفي « بس » : « حسين الأخمسي ».

هذا ، وقد ورد الخبر - مع اختلاف وزيادة في آخره - فيالزهد ، ص ٩٣ ، ح ٧٥ ، عن محمّد بن أبي عمير عن عليّ الأحمسي. وعليّ الأحمسي ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٢٤٦ ، الرقم ٣٤٢٠ ، وروى عنه ابن أبي عمير فيالكافي ، ح ٢٩٤٧ و ٣٠٠٤. ثمّ إنّ المظنون اتّحاد عليّ الأحمسي مع أبي الحسن الأحمسي الراوي عن أبي عبداللهعليه‌السلام فيالكافي ، ح ٧٢٣٥ و ١٢٥١٣ ، كما أنّ المظنون وقوع التحريف في عنوان أبي الحسين الأحمسي المذكور فيرجال البرقي ، ص ٤٣ والراوي عن أبي عبداللهعليه‌السلام فيالمحاسن ، ص ٤٠٨ ، ح ١٢٥ ؛ وص ٥٣١ ، ح ٧٨٦ ، وأنّ الصواب فيه هو أبوالحسن الأحمسي.

إذا تبيّن هذا فنقول : روى ابن أبي عمير كتاب الحسين بن عثمان الأحمسي أيضاً ، وتكرّرت روايته عنه بعنوان الحسين بن عثمان في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٥٤ ، الرقم ١٢٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٣٠ - ٣٣٤.

فعليه لا يبعد أن يكون الراوي لخبرنا هذا وما ورد فيالزهد أحد هذين الأحمسيين إلّا أنّه قد وقع التحريف في أحد الموضعين.

(٢). في « ج ، د ، ز ، بف » : « يميت ». وفي الزهد : « حسن الخلق يذيب ». وماث الشي‌ء مَوْثاً ، ويَمِيث مَيثاً - لغة - : ذاب في الماء ، فانماث هو فيه انمياثاً ، وماثه غيره ، يتعدّى ولا يتعدّي ، والمعنى : يذيبها ويذهبها ، كإذابة الشمس الجليد.المصباح المنير ، ص ٥٨٤ ؛مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٦٥ ( موث ).

(٣). في « ب ، ج » : « يميت ». وفي « ز ، بس » : « تميت ». وفي الزهد : « تذيب ».

(٤). قال الجوهري : « الجليد : الضريب والسقيط ، وهو ندى يسقط من السماء فيجمد على الأرض » ، وقال ابن الأثير : « الجليد هو الماء الجامد من البرد ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٩ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ( جلد ).

(٥).الزهد ، ص ٩٣ ، ح ٧٥ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ الأحمشي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٢٠ ، ح ٢٢٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٩ ، ح ١٥٩٠٩ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٧.

٢٥٩

الْأَعْمَارِ ».(١)

١٧٥٣/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي(٢) يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو(٣) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِعليهم‌السلام : الْخُلُقُ الْحَسَنُ(٤) يَمِيثُ(٥) الْخَطِيئَةَ ، كَمَا تَمِيثُ(٦) الشَّمْسُ الْجَلِيدَ ».(٧)

١٧٥٤/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « هَلَكَ رَجُلٌ عَلى عَهْدِ النَّبِيِّ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَتَى(٩) الْحَفَّارِينَ ، فَإِذَا هُمْ(١٠) لَمْ يَحْفِرُوا شَيْئاً ، وَشَكَوْا ذلِكَ(١١) إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ(١٢) ، مَا يَعْمَلُ حَدِيدُنَا فِي الْأَرْضِ ، فَكَأَنَّمَا(١٣) نَضْرِبُ بِهِ فِي‌..................................

__________________

(١).الزهد ، ص ٩٣ ، ح ٧٤ ، عن ابن أبي عمير.تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وفيه : « إنّ الرفق والبرّ وحسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الرزق ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٢١ ، ح ٢٢٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٩ ، ح ١٥٩٠٨.

(٢). في « ز » : + « عبد الله بن ».

(٣). في « بف » والوافي : « عثمان ».

(٤). في « ز » : « وحسن الخلق ».

(٥). في«د،ز،ص،بس،بف»وحاشية«ج» : « يميت ».

(٦). في « ج » : « يميث ». وفي « ز » : « يميت ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٢٠ ، ح ٢٢٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٥٠ ، ح ١٥٩١٥ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٣٥.

(٨). في « ض » والبحار : « رسول الله ».

(٩). الضمير المستتر في الفعل للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وقال المجلسي فيمرآة العقول : « ومنهم من قرأ : اتّي ، على بناء المفعول من باب التفعيل ، فالنائب للفاعل الضمير المستتر الراجع إلى الرجل. والحفّارين ، معفوله الثاني. ولا يخفى ما فيه ». وراجع أيضاًالوافي .

(١٠). هكذا في « ز ، ص » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فإذا بهم ».

(١١). في « د ، بس » : - « ذلك ».

(١٢). في « ج ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والبحار : - « يا رسول الله ».

(١٣) في « ض » : « كأنّما ».

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790