الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184513 / تحميل: 6207
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

محمّد البدر، آخر أئمة الزيديّة، فليرجع إلى كتابنا (بحوث في الملل والنحل). (1)

فكما قامت للزيديّة دولة في المغرب واليمن، فهكذا قامت دولة زيديّة في طبرستان بين الأعوام (250 - 360هـ)؛ حيث ظهر الحسن بن زيد بن محمّد بن إسماعيل بن زيد بن الحسين في طبرستان أيّام المستعين الله، وتمكّن من بسط نفوذه على طبرستان وجُرجان، وقام بعده أخوه محمّد بن زيد، ودخل بلاد الديلم عام 277هـ، ثُمَّ ملك طبرستان بعد ذلك الناصر للحق الحسن بن عليّ المعروف بالأطروش، وجاء بعده الحسن بن القاسم، وبعده محمّد بن الحسن بن القاسم المتوفّى 360هـ.

هذه إلمامة موجزة وضعتها أمام القارئ عن ثوّارهم ودولهم.

عقائد الزيديّة

لم يكن زيد الشهيد صاحب نهج كلامي ولا فقهي، فلو كان يقول بالعدل والتوحيد ويكافح الجبر والتشبيه، فلأجل أنّه ورثهما عن آبائه (عليهم السّلام)، وإن كان يفتي في مورد أو موارد، فهو يصدر عن الحديث الّذي يرويه عن آبائه.

نعم، جاء بعد زيد مفكّرون وعاة، وهم بين دعاة للمذهب، أو بناة للدولة في اليمن وطبرستان، فساهموا في إرساء مذهب باسم المذهب الزيدي، متفتّحين في الأُصول والعقائد مع المعتزلة، وفي الفقه وكيفيّة الاستنباط مع الحنفيّة، ولكن الصلة بين ما كان عليه زيد الشهيد في الأُصول والفروع وما أرساه

____________________

(1) بحوث في الملل والنحل: 7/371 - 386.

٢٤١

هؤلاء في مجالي العقيدة والشريعة منقطعة إلاّ في القليل منهما.

ولا أُغالي إذا قلت: إنّ المذهب الزيدي مذهب ممزوج ومنتزع من مذاهب مختلفة في مجالي العقيدة والشريعة، ساقتهم إلى ذلك الظروف السائدة عليهم، وصار مطبوعاً بطابع مذهب زيد، وإن لم يكن له صلة بزيد إلاّ في القسم القليل.

ومن ثَمَّ التقت الزيديّة في العدل والتوحيد مع شيعة أهل البيت جميعاً، إذ شعارهم في جميع الظروف والأدوار رفض الجبر والتشبيه، والجميع في التديّن بذينك الأصلين عيال على الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، كما أنّهم التقوا في الأُصول الثلاثة: ـ

1 - الوعد والوعيد.

2 - المنزلة بين المنزلتين.

3 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. - مع المعتزلة حيث أدخلوا هذه الأُصول في مذهبهم ورتّبوا عليه:

1 - خلود مرتكب الكبيرة في النار إذا مات بلا توبة، وحرمانه من الشفاعة؛ لأنّها للعدول دون الفسّاق.

2 - الشفاعة؛ بمعنى ترفيع الدرجة، لا الحطّ من الذنوب.

3 - الفاسق في منزلة بين المنزلتين؛ فهو عندهم لا مؤمن ولا كافر بل فاسق.

فاستنتجوا الأمرين الأوّلين من الأصل الأوّل، والثالث من الأصل الثاني.

٢٤٢

وأمّا الأصل الثالث، فهو ليس من خصائص الاعتزال، ولا الزيديّة، بل يشاركهم الإماميّة. هذه عقائدهم في الأُصول.

وأمّا الفروع فقد التفّت الزيديّة حول القياس والاستحسان والإجماع، وجعلوا الثالث بما هو هو حجّة، كما قالوا بحجيّة قول الصحابي وفعله، وبذلك صاروا أكثر فِرق الشيعة انفتاحاً على أهل السنّة.

ولكن العلامة الفارقة والنقطة الشاخصة الّتي تميّز هذا المذاهب عمّا سواه من المذاهب، ويسوقهم إلى الانفتاح على الإماميّة والإسماعيليّة، هو القول بإمامة عليّ والحسنين بالنصّ الجليّ أو الخفيّ عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، والقول بأنّ تقدّم غيرهم عليهم كان خطأ وباطلاً.

وها نحن نأتي برؤوس عقائدهم الّتي يلتقون في بعضها مع المعتزلة والإماميّة:

1 - صفاته سبحانه عين ذاته، خلافاً للأشاعرة.

2 - إنّ الله سبحانه لا يُرى ولا تجوز عليه الرؤية.

3 - العقل يدرك حسن الأشياء وقبحها.

4 - الله سبحانه مريد بإرادة حادثة.

5 - إنّه سبحانه متكلّم بكلام، وكلامه سبحانه فعله: وهو الحروف والأصوات.

6 - أفعال العباد ليست مخلوقة لله سبحانه.

7 - تكليف ما يطاق قبيح، خلافاً للمجبّرة والأشاعرة.

8 - المعاصي ليس بقضاء الله.

٢٤٣

9 - الإمامة تجب شرعاً لا عقلاً، خلافاً للإمامية.

10 - النصّ على إمامة زيد والحسنين عند الأكثريّة.

11 - القضاء في فدك صحيح، خلافاً للإماميّة.

12 - خطأ المتقدّمين على عليّ في الخلافة قطعيّ.

13 - خطأ طلحة والزبير وعائشة قطعيّ.

14 - توبة الناكثين صحيحة.

15 - معاوية بن أبي سفيان فاسق لبغيه لم تثبت توبته.

هذه رؤوس عقائد الزيديّة استخرجناها من كتاب (القلائد في تصحيح الاعتقاد)، المطبوع في مقدّمة البحر الزخّار. (1)

فرق الزيديّة:

قد ذكر مؤرّخو العقائد للزيديّة فِرقاً، بين مقتصر على الثلاث، وإلى مفيض إلى ست، وإلى ثمان، منهم: الجاروديّة والسليمانيّة والبتريّة والنعيميّة، إلى غير ذلك من الفِرق، وبما أنّ هذه الفِرق كلّها قد بادت وذهبت أدراج الريح، مع بقاء الزيديّة في اليمن، ولا يوجد اليوم في اليمن بين الزيديّة من المفاهيم الكلاميّة المنسوبة إلى الفِرق كالجاروديّة أو السليمانيّة أو البتريّة أو الصالحيّة إلاّ مفهوم واحد، وهو المفهوم العام الّذي تعرفت عليه، وهو القول بإمامة زيد والخروج

____________________

(1) البحر الزخّار: 52 - 96.

٢٤٤

على الظلمة، واستحقاق الإمامة بالطلب والفضل، لا بالوراثة، مع القول بتفضيل عليّ - كرم الله وجهه - وأولويتّه بالإمامة، وقصرها من بعده في البطنين الحسن والحسين.

وأمّا أسماء تلك الفِرق والعقائد المنسوب إليهم، فلا توجد اليوم إلاّ في بطون الكتب والمؤلَّفات في الفِرق الإسلاميّة كالمِلل والنحل ونحوها، فإذا كان الحال في اليمن كما ذكره الفضيل شرف الدين، فالبحث عن هذه الفِرق من ناحية إيجابيّاتها وسلبيّاتها ليس مهمّاً بعد ما أبادهم الدهر، وإنّما اللاّزم دراسة المفهوم الجامع بين فِرقهم.

٢٤٥

15

الإسماعيليّة

الإسماعيليّة فِرقة من الشيعة القائلة بأنّ الإمامة بالتنصيص من النبيّ أو الإمام القائم مقامه، غير أنّ هناك خلافاً بين الزيديّة والإماميّة والإسماعيليّة في عدد الأئمّة ومفهوم التنصيص.

فالأئمّة المنصوصة خلافتهم وإمامتهم بعد النبيّ عند الزيديّة لا يتجاوز عن الثلاثة: عليّ أمير المؤمنين (عليه السّلام)، والسبطين الكريمين: الحسن والحسين (عليهما السّلام)، وبشهادة الأخير أغلقت دائرة التنصيص وجاءت مرحلة الانتخاب بالبيعة كما تقدم.

وأمّا الأئمّة المنصوصون عند الإماميّة فاثنا عشر إماماً آخرهم غائبهم يظهره الله سبحانه عندما يشاء، وقد حوّل أمر الأُمّة - في زمان غيبته - إلى الفقيه العارف بالأحكام والسنن والواقف على مصالح المسلمين على النحو المقرّر في كتبهم وتآليفهم.

وأمّا الإمامة عند الإسماعيليّة فهي تنتقل عندهم من الآباء إلى الأبناء، ويكون انتقالها عن طريق الميلاد الطبيعي، فيكون ذلك بمثابة نصّ من الأب بتعيين الابن، وإذا كان للأب عدّة أبناء فهو بما أُوتي من معرفة خارقة للعادة يستطيع أن يعرف من هو الإمام الّذي وقع عليه النص، فالقول بأنّ الإمامة عندهم بالوراثة أولى من القول بالتنصيص.

٢٤٦

وعلى كلّ حال فهذه الفِرقة منشقّة عن الشيعة، معتقدة بإمامة إسماعيل بن جعفر بن الإمام الصادق (عليه السّلام)، وإليك نبذة مختصرة عن سيرة إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السّلام) (110 - 145هـ).

الإمام الأوّل للدعوة الإسماعيليّة:

إنّ إسماعيل هو الإمام الأوّل والمؤسّس للمذهب، فوالده الإمام الصادق (عليه السّلام) غنيّ عن التعريف وفضله أشهر من أن يُذكر، وأُمّه فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن الحسين الّتي أنجبت أولاداً ثلاثة هم:

1 - إسماعيل بن جعفر.

2 - عبد الله بن جعفر.

3 - أُم فروة.

وكان إسماعيل أكبرهم، وكان أبو عبد الله (عليه السّلام) شديد المحبّة له والبرَّ به والإشفاق عليه، مات في حياة أبيه (عليه السلام) (بالعريض) وحمل على رقاب الرّجال إلى أبيه بالمدينة حتّى دفنه بالبقيع. (1)

استشهاد الإمام الصادق (عليه السّلام) على موته:

كان الإمام الصادق حريصاً على إفهام الشيعة بأنّ الإمامة لم تُكتب لإسماعيل، فليس هو من خلفاء الرسول الاثني عشر الّذين كُتبت لهم الخلافة والإمامة بأمر السماء وإبلاغ الرسول الأعظم.

____________________

(1) إرشاد المفيد: 284.

٢٤٧

ومن الدواعي الّتي ساعدت على بثّ بذر الشبهة والشكّ في نفوس الشيعة في ذلك اليوم؛ هو ما اشتهر من أنّ الإمامة للولد الأكبر، وكان إسماعيل أكبر أولاده، فكانت أماني الشيعة معقودة عليه، ولأجل ذلك تركّزت جهود الإمام الصادق (عليه السّلام) على معالجة الوضع واجتثاث جذور تلك الشبهة وأنّ الإمامة لغيره، فتراه تارة ينصّ على ذلك، بقوله وكلامه، وأُخرى بالاستشهاد على موت إسماعيل وأنّه قد انتقل إلى رحمة الله ولن يصلح للقيادة والإمامة.

وإليك نموذجاً يؤيّد النهج الّذي انتهجه الإمام لتحقيق غرضه في إزالة تلك الشبهة.

روى النعماني عن زرارة بن أعين، أنّه قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السّلام) وعند يمينه سيّد ولده موسى (عليه السّلام) وقدّامه مرقد مغطّى، فقال لي: «يا زرارة جئني بداود بن كثير الرقي وحمران وأبي بصير» ودخل عليه المفضّل بن عمر، فخرجت فأحضرت من أمرني بإحضاره، ولم يزل الناس يدخلون واحداً إثر واحد حتّى صرنا في البيت ثلاثين رجلا.

فلمّا حشد المجلس قال: «يا داود اكشف لي عن وجه إسماعيل»، فكشف عن وجهه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «يا داود أحيٌّ هو أم ميّت؟» ، قال داود: يا مولاي هو ميّت، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل، حتّى أتى على آخر من في المجلس، وانتهى عليهم بأسرهم، وكل يقول: هو ميّت يا مولاي، فقال: «اللّهم اشهد» ثُمَّ أمر بغسله وحنوطه، وإدراجه في أثوابه.

فلمّا فرغ منه قال للمفضّل: (يا مفضّل أحسر عن وجهه)، فحسر عن وجهه، فقال: «أحيُّ هو أم ميّت؟» فقال له: ميّت، قال(عليه السّلام): «اللّهم اشهد عليهم» ، ثُمَّ

٢٤٨

حمل إلى قبره، فلمّا وضع في لحده، قال: «يا مفضّل اكشف عن وجهه»، وقال للجماعة: (أحيّ هو أم ميّت؟)، قلنا له: ميّت، فقال: «اللّهم اشهد، واشهدوا فانّه سيرتاب المبطلون، يريدون إطفاء نور الله بأفواههم - ثُمَّ أومأ إلى موسى - والله متمّ نوره ولو كره المشركون»، ثُمَّ حثونا عليه التراب، ثُمَّ أعاد علينا القول، فقال: «الميّت، المحنّط، المكفّن المدفون في هذا اللحد من هو؟» قلنا: إسماعيل، قال: «اللّهم اشهد». ثُمَّ أخذ بيد موسى (عليه السّلام) وقال: «هو حقّ، والحقّ منه، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». (1)

هل كان عمل الإمام تغطية لستره؟

إنّ الإسماعيليّة تدّعي أنّ ما قام به الإمام الصادق (عليه السّلام) كان تغطية؛ لستره عن أعين العباسيّين، الّذين كانوا يطاردونه بسبب نشاطه المتزايد في نشر التعاليم الّتي اعتبرتها الدولة العباسيّة منافية لقوانينها. والمعروف أنّه توجّه إلى سلمية ومنها إلى دمشق فعلم به عامل الخليفة، وهذا ما جعله يغادرها إلى البصرة ليعيش فيها متستّراً بقيّة حياته.

مات في البصرة سنة 143هـ، وكان أخوه موسى بن جعفر الكاظم حجاباً عليه، أمّا وليّ عهده محمّد فكان له من العمر أربع عشرة سنة عند موته. (2)

ما ذكره أُسطورة حاكتها يدُ الخيال، ولم يكن الإمام الصادق (عليه السّلام) ولا أصحابه الأجلاّء، ممّن تتلمذوا في مدرسة الحركات السريّة، حتّى يفتعل موت ابنه بمرأى ومسمع من الناس وهو بعد حيّ يرزق، ولم يكن عامل الخليفة

____________________

(1) غيبة النعماني: 327، الحديث 8، ولاحظ؛ بحار الأنوار: 48/21.

(2) عارف تامر: الإمامة في الإسلام: 180.

٢٤٩

بالمدينة المنوّرة بليداً، يكتفي بالتمويه، حتّى يتسلّم المحضر ويبعث به إلى دار الخلافة العبّاسيّة.

والظاهر أنّ إصرارهم بعدم موت إسماعيل في حياة أبيه جعفر الصادق (عليه السّلام)، لأجل تصحيح إمامة ابنه عبد الله بن إسماعيل؛ حتّى يتسنّى له أخذ الإمامة من أبيه الحيّ بعد حياة الإمام الصادق (عليه السّلام).

لكن الحقّ أنّه توفّي أيّام حياة أبيه، بشهادة الأخبار المتضافرة الّتي تعرّفت عليها، وهل يمكن إغفال أُمّة كبيرة وفيهم جواسيس الخليفة وعمّالها؟!، وستْر رحيل إسماعيل إلى البصرة بتمثيل جنازة بطريقة مسرحيّة يُعلن بها موته، فإنّه منهج وأُسلوب السياسيّين المخادعين، المعروفين بالتخطيط والمؤامرة، ومن يريد تفسير فعل الإمام عن هذا الطريق فهو من هؤلاء الجماعة (وكلّ إناء بالّذي فيه ينضح). وأين هذا من وضع الجنازة مرّات وكشف وجهه والاستشهاد على موته وكتابة الشهادة على كفنه؟!

والتاريخ يشهد على أنّه لم يكن لإسماعيل ولا لولَده الإمام الثاني، أيّة دعوة في زمان أبي جعفر المنصور ولا ولَده المهدي العبّاسي، بشهادة أنّ ابن المفضّل كتب كتاباً ذكر فيه صنوف الفِرق، ثُمَّ قرأ الكتاب على الناس، فلم يذكر فيه شيئاً من تلك الفِرقة مع أنّه ذكر سائر الفِرق الشيعيّة البائدة.

والحق إنّ إسماعيل كان رجلاً ثقة، محبوباً للوالد، وتوفّي في حياة والده وهو عنه راض، ولم تكن له أي دعوة للإمامة، ولم تظهر أي دعوة باسمه أيّام خلافة المهدي العبّاسي الّذي توفّي عام 169هـ، وقد مضى على وفاة الإمام الصادق (عليه السّلام) إحدى وعشرون سنة.

٢٥٠

الخطوط العريضة للمذهب الإسماعيلي

إنّ للمذهب الإسماعيلي آراء وعقائداً:

الأُولى: انتماؤهم إلى بيت الوحي والرسالة:

كانت الدعوة الإسماعيليّة يوم نشوئها دعوة بسيطة لا تتبنّى سوى: إمامة المسلمين، وخلافة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) واستلام الحكم من العباسيّين بحجة ظلمهم وتعسّفهم، غير أنّ دعوة بهذه السذاجة لا يُكتب لها البقاء إلاّ باستخدام عوامل تضمن لها البقاء، وتستقطب أهواء الناس وميولهم.

ومن تلك العوامل الّتي لها رصيد شعبي كبير هو ادّعاء انتماء أئمّتهم إلى بيت الوحي والرسالة وكونهم من ذريّة الرسول وأبناء بنته الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، وكان المسلمون منذ عهد الرسول يتعاطفون مع أهل بيت النبيّ، وقد كانت محبّتهم وموالاتهم شعار كلّ مسلم واع.

وممّا يشير إلى ذلك أنّ الثورات الّتي نشبت ضد الأُمويّين كانت تحمل شعار حبّ أهل البيت (عليهم السّلام) والاقتداء بهم والتفاني دونهم، ومن هذا المنطلق صارت الإسماعيليّة تفتخر بانتماء أئمّتهم إلى النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، حتّى إذا تسلّموا مقاليد الحكم وقامت دولتهم اشتهروا بالفاطميّين، وكانت التسمية يومذاك تهزّ المشاعر وتجذب العواطف بحجّة أنّ الأبناء يرثون ما للآباء من الفضائل والمآثر، وأنّ

٢٥١

تكريم ذريّة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) تكريم له (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، فشتّان ما بين بيت أُسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه وبيت أُسّس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم.

الثانية: تأويل الظواهر:

إنّ تأويل الظواهر وإرجاعها إلى خلاف ما يتبادر منها في عرف المتشرّعة هي السمة البارزة الثانية للدعوة الإسماعيليّة، وهي إحدى الدعائم الأساسيّة؛ بحيث لو انسلخت الدعوة عن التأويل واكتفت بالظواهر لم تتميّز عن سائر الفِرق الشيعيّة إلاّ بصرف الإمامة عن الإمام الكاظم (عليه السّلام) إلى أخيه إسماعيل بن جعفر، وقد بنوا على هذه الدعامة مذهبهم في مجالي العقيدة والشريعة، وخصوصاً فيما يرجع إلى تفسير الإمامة وتصنيفها إلى أصناف.

إنّ تأويل الظواهر والتلاعب بآيات الذكر الحكيم وتفسيرها بالأهواء والميول جعل المذهب الإسماعيلي يتطوّر مع تطوّر الزمان، ويتكيّف بمكيّفاته، ولا ترى الدعوة أمامها أي مانع من مماشاة المستجدات وإن كانت على خلاف الشارع أو الضرورة الدينيّة.

الثالثة: تطعيم مذهبهم بالمسائل الفلسفيّة:

إنّ ظاهرة الجمود على النصوص والظواهر ورفض العقل في مجالات العقائد، كانت من أهم ميّزات العصر العبّاسي، هذه الظاهرة ولّدت رد فعل عند أئمّة الإسماعيليّة، فانجرفوا في تيّارات المسائل الفلسفيّة وجعلوها من صميم

٢٥٢

الدّين وجذوره، وانقلب المذهب إلى منهج فلسفي يتطوّر مع تطوّر الزمن، ويتبنّى أُصولاً لا تجد منها في الشريعة الإسلاميّة عيناً ولا أثراً.

يقول المؤرّخ الإسماعيلي المعاصر مصطفى غالب: إنّ كلمة (إسماعيليّة) كانت في بادئ الأمر تدلّ على أنّها من إحدى الفِرق الشيعيّة المعتدلة، لكنّها صارت مع تطوّر الزمن حركة عقليّة تدلّ على أصحاب مذاهب دينيّة مختلفة، وأحزاب سياسيّة واجتماعيّة متعدّدة، وآراء فلسفيّة وعلميّة متنوّعة. (1)

الرابعة: تنظيم الدعوة:

ظهرت الدعوة الإسماعيليّة في ظروف ساد فيها سلطان العبّاسيّين شرق الأرض وغربها، ونشروا في كلِّ بقعة جواسيس وعيوناً ينقلون الأخبار إلى مركز الخلافة الإسلاميّة، ففي مثل هذه الظروف العصيبة لا يُكتب النجاح لكلّ دعوة تقوم ضدّ السلطة إلاّ إذا امتلكت تنظيماً وتخطيطاً متقناً يضمن استمرارها، ويصون دعاتها وأتباعها من حبائل النظام الحاكم وكشف أسرارهم.

وقد وقف الدعاة على خطورة الموقف، وأحسّوا بلزوم إتقان التخطيط والتنظيم، وبلغوا فيه الذروة؛ بحيث لو قُورنت مع أحدث التنظيمات الحزبيّة العصريّة، لفاقتها وكانت لهم القدح المعلّى في هذا المضمار، وقد ابتكروا أساليب دقيقة يقف عليها من سبر تراجمهم وقرأ تاريخهم، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل جعلوا تنظيمات الدعوة من صميم العقيدة وفلسفتها.

____________________

(1) تاريخ الدعوة الإسماعيليّة: 14.

٢٥٣

الخامسة: تربية الفدائيّين للدفاع عن المذهب:

إنّ الأقلّية المعارضة من أجل الحفاظ على كيانها لا مناص لها من تربية فدائيّين مضحّين بأنفسهم في سبيل الدعوة؛ لصيانة أئمتهم ودعاتهم من تعرّض الأعداء، فينتقون من العناصر المخلصة المعروفة بالتضحية والإقدام، والشجاعة النادرة، والجرأة الخارقة ويكلّفون بالتضحيات الجسديّة، وتنفيذ أوامر الإمام أو نائبه، وإليك هذا النموذج:

في سنة 500 هـ فكّر فخر الملك بن نظام وزير السلطان سنجر، أن يُهاجم قلاع الإسماعيليّة، فأوفد إليه الحسن بن الصباح أحد فدائيّيه فقتله بطعنة خنجر، ولقد كانت قلاعه في حصار مستمر من قبل السلجوقيّين.

السادسة: كتمان الوثائق:

إنّ استعراض تاريخ الدعوات الباطنيّة السرّيّة وتنظيماتها رهن الوقوف على وثائقها ومصادرها الّتي تنير الدرب لاستجلاء كنهها، وكشف حقيقتها وما غمض من رموزها ومصطلحاتها، ولكن للأسف الشديد أنّ الإسماعيليّة كتموا وثائقهم وكتاباتهم ومؤلّفاتهم وكلّ شيء يعود لهم، ولم يبذلوها لأحد سواهم، فصار البحث عن الإسماعيليّة بطوائفها أمراً مستعصياً، إلاّ أن يستند الباحث إلى كتب خصومهم وما قيل فيهم، ومن المعلوم أنّ القضاء في حقّ طائفة استناداً إلى كلمات مخالفيهم خارج عن أدب البحث النزيه.

٢٥٤

السابعة: الأئمّة المستورون والظاهرون:

إنّ الإسماعيليّة أعطت للإمامة مركزاً شامخاً، وصنّفوا الإمامة إلى رُتب ودرجات، وزوّدوها بصلاحيّات واختصاصات واسعة، غير أنّ المهمَّ هنا الإشارة إلى تصنيفهم الإمام إلى مستور دخل كهف الاستتار، وظاهر يملك جاهاً وسلطاناً في المجتمع، فالأئمّة المستورون هم الّذين نشروا الدعوة سرّاً وكتماناً، وهم:

1 - إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السّلام) (110 - 145هـ).

2 - محمّد بن إسماعيل الملقّب بـ (الحبيب) (132 - 193هـ)، ولد في المدينة المنوّرة وتسلّم شؤون الإمامة واستتر عن الأنظار خشية وقوعه بيد الأعداء. ولقّب بالإمام المكتوم لأنّه لم يعلن دعوته وأخذ في بسطها خفية.

3 - عبد الله بن محمّد بن إسماعيل الملقّب بـ (الوافي) (179 - 212هـ)، ولد في مدينة محمّد آباد، وتولّى الإمامة عام 193هـ بعد وفاة أبيه، وسكن السلمية عام 194هـ مصطَحباً بعدد من أتباعه؛ وهو الّذي نظّم الدعوة تنظيماً دقيقاً.

4 - أحمد بن عبد الله بن محمّد بن إسماعيل الملقّب بـ (التقي) (198 - 265هـ)، وتولّى الإمامة عام 212هـ، سكن السلمية سرّاً حيث أصبحت مركزاً لنشر الدعوة.

5 - الحسين بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن إسماعيل الملقّب بـ (الرضي) (212 - 289هـ) تولّى الإمامة عام 265هـ، ويقال أنّه اتّخذ عبد الله بن ميمون القدّاح حجّة له وحجاباً عليه.

٢٥٥

الأئمّة الظاهرون:

6 - عبيد الله المهدي (260 - 322هـ) والمعروف بين الإسماعيليّة أنّ عبيد الله المهدي الّذي هاجر إلى المغرب وأسّس هناك الدولة الفاطميّة كان ابتداءً لعهد الأئمّة الظاهرين الّذين جهروا بالدعوة وأخرجوها عن الاستتار.

7 - محمّد بن عبيد الله القائم بأمر الله (280 - 334هـ)، ولد بالسلمية، ارتحل مع أبيه عبيد الله المهدي إلى المغرب وعهد إليه بالإمامة من بعده.

8 - إسماعيل المنصور بالله (303 - 346هـ)، ولد بالقيروان، تسلّم شؤون الإمامة بعد وفاة أبيه سنة 334هـ.

9 - معد بن إسماعيل المعزّ لدين الله (319 - 365هـ)، مؤسس الدولة الفاطميّة في مصر.

10 - نزار بن معد العزيز بالله (344 - 386هـ)، ولي العهد بمصر سنة 365هـ، واستقلّ بالأمر بعد وفاة أبيه، وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفاً.

11 - منصور بن نزار الحاكم بأمر الله (375 - 411هـ)، بويع بالخلافة سنة 386هـ وكان عمره أحد عشر عاماً ونصف العام، وهو من الشخصيّات القليلة الّتي لم تتجلّ شخصيّته بوضوح، وقام بأعمال إصلاحيّة زعم مناوئوه أنّها من البدع.

وأمّا عن مصير الحاكم، فمجمل القول فيه أنّه فُقد في سنة 411هـ، ولم يُعلم مصيره، وحامت حول كيفيّة اغتياله أساطير لا تتلاءم مع الحاكم المقتدر.

٢٥٦

وبعد اختفائه انشقّت فِرقة من الإسماعيليّة ذهبت إلى إلوهيّة الحاكم وغيبته، وهم المعروفون اليوم بـ (الدروز) يقطنون لبنان.

12 - عليّ بن منصور الظاهر لإعزاز دين الله (395 - 427هـ)، بويع بالخلافة وعمره ستة عشر عاماً، وشنّ حرباً على الدروز محاولاً إرجاعهم إلى العقيدة الفاطميّة الأصيلة.

13 - معد بن عليّ المستنصر بالله (420 - 487هـ)، بويع بالخلافة عام 427هـ، وكان له من العمر سبعة أعوام، وقد ظلّ في الحكم ستّين عاماً، وهي أطول مدّة في تاريخ الخلافة الإسلاميّة.

إلى هنا تمّت ترجمة الأئمّة الثلاثة عشر الّذين اتّفقت كلمة الإسماعيليّة على إمامتهم وخلافتهم، ولم يشذّ منهم سوى الدروز الّذين انشقوا عن الإسماعيليّة في عهد خلافة الحاكم بأمر الله، وصار وفاة المستنصر بالله سبباً لانشقاق آخر وظهور طائفتين من الإسماعيليّة، بين مستعلية تقول بإمامة أحمد المستعلي بن المستنصر بالله، ونزاريّة تقول بإمامة نزار بن المستنصر.

وسنأتي بالحديث عن الإسماعيليّة المستعلية والنزاريّة فيما يلي.

٢٥٧

الإسماعيليّة المستعلية

صارت وفاة المستنصر بالله سبباً لانشقاق الإسماعيليّة مرّة ثانية - بعد انشقاق الدروز في المرّة الأُولى - فمنهم من ذهب إلى إمامة أحمد المستعلي بن المستنصر بالله، ومنهم من ذهب إلى إمامة نزار من المستنصر بالله، وإليك الكلام في أئمّة المستعلية في هذا الفصل مقتصرين على أسمائهم وتاريخ ولادتهم ووفاتهم:

1 - الإمام أحمد بن معد بن عليّ المستعلي بالله (467 - 495هـ).

2 - الإمام منصور بن أحمد الآمر بأحكام الله (490 - 524هـ).

قال ابن خلّكان: مات الآمر بأحكام الله ولم يعقب، وربّما يقال: أنّ الآمر مات وامرأته حامل بالطيّب. فلأجل ذلك عهد الآمر بأحكام الله الخلافة إلى الحافظ، الظافر، الفائز، ثُمَّ إلى العاضد، وبما أنّ هؤلاء لم يكونوا من صلب الإمام السابق، بل كانوا من أبناء عمّه صاروا دعاة؛ حيث لم يكن في الساحة إمام، ودخلت الدعوة المستعلية بعد اختفاء الطيّب بالستر، وما تزال تنتظر عودته، وتوقّفت عن السير وراء الركب الإمامي واتّبعت نظام الدعاة المطلقين.

3 - الداعي عبد المجيد بن أبي القاسم محمّد بن المستنصر الحافظ لدين الله (467 - 544هـ).

4 - الداعي إسماعيل بن عبد المجيد الظافر بأمر الله (527 - 549 هـ).

٢٥٨

5 - الداعي عيسى بن إسماعيل الفائز بنصر الله (544 - 555هـ).

6 - عبد الله بن يوسف العاضد لدين الله (546 - 567هـ).

ثُمَّ إنّ العاضد فوّض الوزارة إلى صلاح الدين الأيّوبي الّذي بذل الأموال على أصحابه وأضعف العاضد باستنفاد ما عنده من المال، فلم يزل أمره في ازدياد وأمر العاضد في نقصان، حتّى تلاشى العاضد وانحلّ أمره، ولم يبق له سوى إقامة ذكره في الخطبة، وتتبّع صلاح الدين جُند العاضد، وأخذ دور الأمراء وإقطاعاتهم فوهبها لأصحابه، وبعث إلى أبيه وإخوته وأهله، فقدموا من الشام عليه، وعزل قُضاة مصر الشيعة، واختفى مذهب الشيعة إلى أنّ نُسي من مصر، وقد زادت المضايقات على العاضد وأهل بيته، حتّى مرض ومات وعمره إحدى وعشرون سنة إلاّ عشرة أيام، وهو آخر الخلفاء الفاطميّين بمصر، وكانت مدّتهم بالمغرب ومصر منذ قام عبيد الله المهدي إلى أن مات العاضد 272 سنة، منها بالقاهرة 208 سنين.(1)

تتابع الدعاة عند المستعلية:

قد عرفت أنّ ركب الإمامة قد توقّف عند المستعلية وانتهى الأمر إلى الدعاة الّذين تتابعوا إلى زمان 999هـ، وعند ذلك افترقت المستعلية إلى فِرقتين: داوديّة، وسليمانيّة، وذلك بعد وفاة الداعي المطلق داود بن عجب شاه، انتخبت مستعلية كجرات داود بن قطب شاه خلفاً له، ولكن اليمانيّين عارضوا ذلك وانتخبوا داعياً آخر، يُدعى سليمان بن

____________________

(1) انظر الخطط المقريزيّة: 1/358 - 359.

٢٥٩

الحسن، ويقولون: إنّ داود قد أوصى له بموجب وثيقة ما تزال محفوظة.

إنّ الداعي المطلق للفِرقة الإسماعيليّة المستعلية الداوديّة اليوم هو طاهر سيف الدّين، ويُقيم في بومباي الهند، أمّا الداعي المطلق للفِرقة المستعلية السليمانيّة فهو عليّ بن الحسين، ويقيم في مقاطعة نجران بالحجاز. (1)

جناية التاريخ على الفاطميّين:

لاشكّ أنّ كلّ دولة يرأسها غير معصوم لا تخلو من أخطاء وهفوات، وربّما تنتابها بين آونة وأُخرى حوادث وفتن تضعضع كيانها وتشرفها على الانهيار.

والدولة الفاطميّة غير مستثناة عن هذا الخط السائد؛ فقد كانت لديها زلاّت وعثرات، إلاّ أنّها قامت بأعمال ومشاريع كبيرة لا تقوم بها إلاّ الدولة المؤمنة بالله سبحانه وشريعته، كالجامع الأزهر الّذي ظلّ عبر الدهور يُنير الدرب لأكثر من ألف سنة، كما أنّهم أنشأوا جوامع كبيرة ومدارس عظيمة مذكورة في تاريخهم، وبذلك رفعوا الثقافة الإسلاميّة إلى مرتبة عالية، وتلك الأعمال جعلت لهم في قلوب الناس مكانة عالية.

غير أنّا نرى أنّ أكثر المؤرّخين يصوّرها بأنّها من أكثر العصور ظلاماً في التاريخ؛ شأنها في ذلك شأن سائر الفراعنة، وليس هذا إلاّ حدسيّات وتخمينات أخذها أصحاب أقلام السِّير والتاريخ من رُماة القول على عواهنه دون أن يُمعنوا فيه.

____________________

(1) عارف تامر: الإمامة في الإسلام: 162.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

١٩٠٧/ ١٥. عَنْهُ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ ؛ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا.

أَلَا وَكُونُوا مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا ، الرَّاغِبِينَ(٢) فِي الْآخِرَةِ.

أَلَا إِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً ، وَالتُّرَابَ فِرَاشاً ، وَالْمَاءَ طِيباً ، وَقُرِّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْرِيضاً(٣) .

أَلَا وَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا(٤) عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ(٥) ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ.

أَلَا إِنَّ لِلّهِ عِبَاداً كَمَنْ رَأى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ(٦) ، وَكَمَنْ رَأى أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبِينَ ، شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ ، وَقُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ ؛ أَنْفُسُهُمْ(٧) عَفِيفَةٌ ، وَحَوَائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ(٨) ؛ صَبَرُوا(٩) أَيَّاماً قَلِيلَةً ، فَصَارُوا بِعُقْبى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ.

أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ(١٠) أَقْدَامَهُمْ ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلى خُدُودِهِمْ ، وَهُمْ‌.............

__________________

= يسير وزيادة في أوّله. وفينهج البلاغة ، ص ٤٩٣ ، الحكمة ١٣٢ ؛ وخصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، مرسلاًعن عليّعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٣ ، ح ٢١٧٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٦٤ ، ح ٣٢.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٢). في « ف » : « والراغبين ».

(٣). في حاشية « بف » : « قرضاً ». وفيالوافي : « القرض : القطع ، أي قطعوا أنفسهم من الدنيا تقطيعاً بإقلاع قلوبهم عنها ».

(٤). سلوتُ عنه سُلُوّاً : صبرت ، وسلاه وعنه : نَسِيَه. والاسم : السَّلوة ، ويضمّ.المصباح المنير ، ص ٢٨٧ ؛القاموس‌المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٠ ( سلو ). (٥). في حاشية « بر » والوافي : « الحرمات ».

(٦). فيمرآة العقول : « ومن الأفاضل من قرأ : مخلدين ، على بناء الفاعل من الإفعال من قولهم : أخلد إليه ، أي مال. ولا يخفى بعده ». (٧). في « ف ، بف » : « وأنفسهم ».

(٨). في « ز » : « مقضيّة ».

(٩). في « ف » : « صبّروا » بالتشديد.

(١٠). في الوافي : « فصافّوا ».

٣٤١

يَجْأَرُونَ(١) إِلى رَبِّهِمْ ، يَسْعَوْنَ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ.

وَأَمَّا النَّهَارَ(٢) فَحُلَمَاءُ(٣) ، عُلَمَاءُ ، بَرَرَةٌ ، أَتْقِيَاءُ ، كَأَنَّهُمْ الْقِدَاحُ(٤) قَدْ بَرَاهُمُ(٥) الْخَوْفُ مِنَ الْعِبَادَةِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ ، فَيَقُولُ : مَرْضى(٦) - وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ(٧) مَرَضٍ - أَمْ(٨) خُولِطُوا فَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ ذِكْرِ النَّارِ وَمَا فِيهَا ».(٩)

__________________

(١). جأر القوم إلى الله جُؤاراً : وهو أن يرفعوا أصواتهم إلى الله متضرّعين.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ( جأر ).

(٢). فيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٩١ : « أمّا النهار ، عطف على أمّا الليل ، وكلاهما يجوز فيه الرفع على الابتداءوالنصب على الظرفيّة ». (٣). في البحار : « فحكماء ».

(٤). « القِداح » : جمع القِدْح ، وهو السهم الذي يُرمى به عن القَوس. يقال للسهم أوّل ما يقطع : قِطْع ، ثمّ يُنْحت ويبرى فيسمّى : بَرْياً ، ثمّ يقوّم فيسمّى : قِدحاً ، ثمّ يُراش ويركّب نصلُه فيسمّى : سهماً. وفيالوافي : « شبّههم في نحافة أبدانهم بالأسهم ، ثمّ ذكر ما يستعمل في السهم ، أغني البري ، وهو النحت من العبادة ، أي من كثرتها ، إن تعلّق بقوله : كأنّهم القداح ؛ أو من قلّتها ، إنّ تعلّق بالخوف ». وراجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٠ ( قدح ).

(٥). في « بر » والوافي : « برأهم ». وبرى السهم يبريه بَرياً : نحته.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٨ ( برى ).

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٩٠ : « يحتمل أن يكون قوله : مرضى ، على الاستفهام. وقوله : أم خولطوا ، معادلاًله من كلام الناظر ، فاعترض جوابهعليه‌السلام بين أجزاء كلامه. والحاصل : أنّهم لـمّا كانوا لشدّة اشتغالهم بحبّ الله وعبادته ، واعتزالهم عن عامّة الخلق ، ومباينة أطوارهم لأطوارهم وأقوالهم لأقوالهم ، ويسمعون منهم ما هو فوق إدراكهم وعقولهم ، فتارة ينسبونهم إلى المرض الجسماني ، وتارة إلى المرض الروحاني وهو الجنون واختلاط العقل بما يفسده ، فأجابعليه‌السلام عن الأوّل بالنفي المطلق ، وعن الثاني بأنّ المخالطة متحقّقة لكن لا بما يفسد العقل ، بل بما يكمله من خوف النار ، وحبّ الملك الغفّار ».

(٧). في « ز » : - « من ».

(٨). في « ز » : - « أم ». وفي « بس ، بف »:«لم».

(٩).تحف العقول ، ص ٢٨١ ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٠ ، وفيهما مع اختلاف يسير.صفات الشيعة ، ص ١٨ ، ضمن الحديث الطويل ٣٥ ، [ خطبة همّام ] بسند آخر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .نهج البلاغة ، ص ٣٠٣ ، الخطبة ١٩٣ ، [ خطبة همّام ] عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفيهما من قوله : « ألا إنّ لله‌عباداً كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة » مع اختلاف. وورد إلى قوله : « فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا » مع اختلاف يسير في هذه المصادر :كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ضمن الحديث الطويل ١٨ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٨٣٦ ، بسنده عن سليم بن قيس ، عنهعليه‌السلام ؛الخصال ، ص ٥١ ، باب الاثنين ، ح ٦٢ ؛ وص ٥٢ ، نفس الباب ، ح ٦٤ ، وفيهما بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله =

٣٤٢

١٩٠٨/ ١٦. عَنْهُ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ(٢) : « يَا جَابِرُ ، وَاللهِ إِنِّي لَمَحْزُونٌ ، وَ(٣) إِنِّي لَمَشْغُولُ الْقَلْبِ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا شُغُلُكَ(٤) ؟ وَمَا حُزْنُ قَلْبِكَ؟

فَقَالَ : « يَا جَابِرُ ، إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ صَافِي خَالِصِ(٥) دِينِ اللهِ ، شَغَلَ قَلْبَهُ عَمَّا سِوَاهُ ؛ يَا جَابِرُ ، مَا الدُّنْيَا؟ وَمَا عَسى أَنْ تَكُونَ الدُّنْيَا؟ هَلْ هِيَ إِلَّا طَعَامٌ أَكَلْتَهُ(٦) ، أَوْ ثَوْبٌ لَبِسْتَهُ ، أَوِ امْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا؟

يَا جَابِرُ(٧) ، إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى الدُّنْيَا بِبَقَائِهِمْ فِيهَا ، وَلَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَهُمُ الْآخِرَةَ.

يَا جَابِرُ ، الْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ(٨) ، وَالدُّنْيَا دَارُ فَنَاءٍ وَزَوَالٍ ، وَلكِنْ أَهْلُ الدُّنْيَا أَهْلُ غَفْلَةٍ ، وَكَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ(٩) هُمُ الْفُقَهَاءُ ، أَهْلُ فِكْرَةٍ وَعِبْرَةٍ ، لَمْ يُصِمَّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ - جَلَّ اسْمُهُ - مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ ، وَلَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ مَا رَأَوْا مِنَ الزِّينَةِ بِأَعْيُنِهِمْ(١٠) ، فَفَازُوا بِثَوَابِ‌

__________________

= وآخره. وفيالإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ضمنالحديث الطويل ؛والأمالي للمفيد ، ص ٩٢ ، المجلس ١١ ، ح ١ ؛ وص ٢٠٧ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤١ ؛ وص ٣٤٥ ، المجلس ٤١ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١١٧ ، المجلس ٤ ، ح ٣٧ ؛ وص ٢٣١ ، المجلس ٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره.خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٩٦ ، مرسلاً عن ابن عبّاس ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ح ٢١٨١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٤٣ ، ح ١٨.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٢). في « بس » : + « والله ».

(٣). في « ض » : - « و ».

(٤). في « ص » : « شَغَلَك » على بناء الماضي. وهكذا يجوز في « حزن ». وفي « ض » : « شغل قلبك ».

(٥). في « ص » : + « في ».

(٦). فيمرآة العقول : « أكلته ، واُختاها على صيغة الخطاب ، ويحتمل التكلّم ».

(٧). في « بر » : + « ألا ».

(٨). في «ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف»: «القرار».

(٩). في « ج ، ص » : « وكان المؤمنون ».

(١٠). في البحار : - « بأعينهم ».

٣٤٣

الْآخِرَةِ كَمَا فَازُوا بِذلِكَ الْعِلْمِ.

وَاعْلَمْ يَا جَابِرُ ، أَنَّ أَهْلَ التَّقْوى أَيْسَرُ(١) أَهْلِ الدُّنْيَا مَؤُونَةً ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً ، تَذْكُرُ(٢) فَيُعِينُونَكَ ، وَإِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ ، قَوَّالُونَ بِأَمْرِ اللهِ ، قَوَّامُونَ(٣) عَلى أَمْرِ اللهِ ، قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ بِمَحَبَّةِ رَبِّهِمْ ، وَوَحَشُوا الدُّنْيَا لِطَاعَةِ(٤) مَلِيكِهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَإِلى مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ ، وَعَلِمُوا أَنَّ ذلِكَ هُوَ الْمَنْظُورُ إِلَيْهِ لِعَظِيمِ(٥) شَأْنِهِ ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا كَمَنْزِلٍ نَزَلْتَهُ ثُمَّ ارْتَحَلْتَ عَنْهُ ، أَوْ كَمَالٍ(٦) وَجَدْتَهُ فِي مَنَامِكَ ، فَاسْتَيْقَظْتَ(٧) وَلَيْسَ مَعَكَ مِنْهُ(٨) شَيْ‌ءٌ ، إِنِّي إِنَّمَا ضَرَبْتُ لَكَ(٩) هذَا مَثَلاً ؛ لِأَنَّهَا عِنْدَ أَهْلِ اللُّبِّ وَالْعِلْمِ بِاللهِ كَفَيْ‌ءِ الظِّلَالِ.

يَا جَابِرُ ، فَاحْفَظْ مَا اسْتَرْعَاكَ اللهُ - جَلَّ وَعَزَّ - مِنْ دِينِهِ وَحِكْمَتِهِ ، وَلَا تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَكَ عِنْدَهُ إِلَّا مَا لَهُ عِنْدَ نَفْسِكَ ، فَإِنْ تَكُنِ الدُّنْيَا عَلى(١٠) غَيْرِ(١١) مَا وَصَفْتُ لَكَ ، فَتَحَوَّلْ إِلى دَارِ الْمُسْتَعْتَبِ(١٢) ، فَلَعَمْرِي لَرُبَّ حَرِيصٍ عَلى أَمْرٍ قَدْ شَقِيَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ ، وَلَرُبَّ كَارِهٍ لِأَمْرٍ قَدْ سَعِدَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ

__________________

(١). في « بر » : + « من ».

(٢). في «ج ، ص» : «تذكّر» بحذف إحدى التاءين.

(٣). في « ف » : - « قوّامون ».

(٤). في « د » : « بطاعة ».

(٥). في « ب » : « عظم ».

(٦). الكاف جارّة. وفيمرآة العقول : « كما ».

(٧). في البحار : « واستيقظت ».

(٨). في « ص » : - « منه ».

(٩). في « ز » : - « لك ».

(١٠). في « ب » : - « على ».

(١١). في « ز ، ص » : - « غير ».

(١٢). فيالوافي : « لعلّ المراد بقوله : « ولا تسألنّ عمّا لك عنده » أنّك لاتحتاج إلى أحد تسأله عن ثوابك عند الله ، إذ ليس ذلك إلّا بقدر ماله عند نفسك ، أعني بقدر رعايتك دينه وحكمته ، فاجعله المسؤول وتعرَّف ذلك منه. أو المراد : لاتسأل عن ذاك ، بل سل عن هذا ، فإنّك إنّما تفوز بذلك بقدر رعايتك هذا. ثمّ قالعليه‌السلام : « فإن تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك » فتكون تطمئنّ إليها ، فعليك أن تتحوّل فيها إلى دار ترضى فيها ربّك ، يعني أن تكون في الدنيا ببدنك وفي الآخرة بروحك تسعى في فكاك رقبتك وتحصيل رضا ربّك عنك حتّى يأتيك الموت. وهذا الحديث ممّا ذكره الحسن بن عليّ بن شعبة فيتحف العقول ولم يذكر فيه لفظة « غير » وعلى هذا فلا حاجة إلى التكلّف في معناه ». وذكر فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٩٥ - ٢٩٦ لقولهعليه‌السلام : « فإن تكن » وجوهاً ، ومن أراد التفصيل فليراجع.

٣٤٤

الْكافِرِينَ ) (١) ».(٢)

١٩٠٩/ ١٧. عَنْهُ(٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللهُ : جَزَى اللهُ الدُّنْيَا عَنِّي مَذَمَّةً بَعْدَ رَغِيفَيْنِ مِنَ الشَّعِيرِ : أَتَغَدّى(٤) بِأَحَدِهِمَا ، وَأَتَعَشّى بِالْآخَرِ ، وَبَعْدَ شَمْلَتَيِ الصُّوفِ(٥) : أَتَّزِرُ بِإِحْدَاهُمَا ، وَأَتَرَدّى(٦) بِالْأُخْرى ».(٧)

١٩١٠/ ١٨. وَعَنْهُ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْمُثَنّى ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٩) عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبُو ذَرٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ(١٠) - يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ : يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، كَأَنَّ شَيْئاً(١١) مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ شَيْئاً ، إِلَّا‌...........................

__________________

(١). آل عمران (٣) : ١٤١.

(٢).تحف العقول ، ص ٣٧٧ ، عن سفيان الثوري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٥ ، ح ٢١٨٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٦ ، ح ١٧.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في سند الحديث ١٣.

(٤). في « ب ، ف » : « أتغذّى » بالمعجمتين.

(٥). في « ص ، ض » : « شملتين من ». وفي حاشية « ض » : « شملتي صوف ». و « الشَّملة » : كساء صغير يُؤتَزر به.المصباح المنير ، ص ٣٢٣ ( شمل ).

(٦). في « ب ، ج ، بر » وحاشية « ف » والبحار والأمالي : « أرتدي ».

(٧).الأمالي للطوسي ، ص ٧٠٢ ، المجلس ٤٠ ، ح ٥ ، عن موسى بن بكر ، عنالعبد الصالح عليه‌السلام ، عن أبي ذرّالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٦ ، ح ٢١٨٣ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٠١ ، ح ١٠ ؛ وج ٧٣ ، ص ٦٤ ، ح ٣٣.

(٨). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في سند الحديث ١٣.

(٩). الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ص ٢٢٨ ، ح ١٦٠ - باختلاف في بعض الأجزاء - بسنده عن مثنّى بن الوليد ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول. والشيخ المفيد أيضاً أورد الخبر أكثر تفصيلاً فيالأمالي ، ص ١٧٩ ، المجلس ٢٣ ، ح ١ ، بسنده عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام .

والظاهر أنّ الصواب في ما نحن فيه « أبي جعفرعليه‌السلام » ؛ يؤيّد ذلك ما تقدّم في ح ١٨٢٩ ، من رواية مثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام بعض أجزاء الخبر المفصّل.

(١٠). في « ض ، ف » : «رحمه‌الله ».

(١١). في « ج ، ف » : « كان شي‌ء ».

٣٤٥

مَا(١) يَنْفَعُ خَيْرُهُ وَيَضُرُّ شَرُّهُ ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ.

يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، لَايَشْغَلْكَ أَهْلٌ وَلَا مَالٌ عَنْ نَفْسِكَ ، أَنْتَ يَوْمَ تُفَارِقُهُمْ كَضَيْفٍ بِتَّ فِيهِمْ ، ثُمَّ غَدَوْتَ عَنْهُمْ(٢) إِلى غَيْرِهِمْ ، وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ كَمَنْزِلٍ تَحَوَّلْتَ مِنْهُ(٣) إِلى غَيْرِهِ ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْبَعْثِ إِلَّا كَنَوْمَةٍ نِمْتَهَا ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ مِنْهَا.

يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، قَدِّمْ لِمَقَامِكَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَإِنَّكَ مُثَابٌ(٤) بِعَمَلِكَ ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ(٥) ».(٦)

١٩١١/ ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا لِي وَلِلدُّنْيَا(٧) ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُهَا‌

__________________

(١). فيالأمالي للمفيد : « عملاً » بدل « ما ». وقيل : « ألا » حرف تنبيه ، و « ما » نافية ، والضميران راجعان إلى « شيئاً » ، والجملة بيان لما قبلها. كذا فيشرح المازندراني والوافي . وهذا أحد الوجوه الخمسة التي ذكرها فيمرآة العقول . (٢). فيالأمالي للمفيد : « من عندهم » بدل « عنهم ».

(٣). في حاشية « ض » : « عنه ». وفيالأمالي للمفيد : « نزلته ثمّ عدلت عنه » بدل « تحوّلت منه ».

(٤). في حاشية « ف » : « تثاب ». وفيالأمالي للمفيد : « مرتهن ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٠١ : « يا مبتغي العلم ، قيل : هذا افتتاح كلام آخر تركه المصنّف ، وإنّما ذكر ليعلم أنّ ما ذكره ليس جميع الخطبة ، كما مرّ بعضه في باب الصمت ، [ ح ١٨٢٩ ] ؛ حيث قالرضي‌الله‌عنه : يا مبتغي العلم ، إنّ هذا اللسان مفتاح الخير ، إلخ ».

(٦).الأمالي للمفيد ، ص ١٧٩ ، المجلس ٢٣ ، صدرالحديث الطويل ١ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٥٤٣ ، المجلس ٢٠ ، ذيل الحديث الطويل ٢ ، وفيهما بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛المحاسن ، ص ٢٢٨ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٠ ، عن الوشّاء ، عن مثنّى بن الوليد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الأمالي للطوسي ، ص ٥٤٣ ، المجلس ٢٠ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام ، وفيهما من قوله : « يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ولا مال » ، إلى قوله : « ثم استيقظت منها » ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٧ ، ح ٢١٨٤ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٠١ ، ح ١١ ؛ وج ٧٣ ، ص ٦٥ ، ح ٣٤.

(٧). في « ض ، بر » وحاشية « بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار : + « وما أنا والدنيا ». وفي‌هامش المطبوع عن بعض النسخ : « ما أنا والدنيا ». وفي البحار : « الدنيا » بدل « للدنيا ». قال فيالمرآة : « مالي =

٣٤٦

كَمَثَلِ الرَّاكِبِ(١) ، رُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ(٢) ، فَقَالَ(٣) تَحْتَهَا ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ».(٤)

١٩١٢/ ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا كَمَثَلِ(٥) دُودَةِ الْقَزِّ ، كُلَّمَا ازْدَادَتْ(٦) عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».

قَالَ : وَ(٧) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ(٨) عليه‌السلام : « كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقْمَانُ ابْنَهُ(٩) : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا قَبْلَكَ لِأَوْلَادِهِمْ ، فَلَمْ يَبْقَ(١٠) مَا جَمَعُوا(١١) ، وَلَمْ يَبْقَ مَنْ جَمَعُوا لَهُ(١٢) ، وَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ مُسْتَأْجَرٌ(١٣) قَدْ أُمِرْتَ بِعَمَلٍ ، وَوُعِدْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ، فَأَوْفِ عَمَلَكَ ، وَاسْتَوْفِ أَجْرَكَ ، وَلَا تَكُنْ فِي هذِهِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ شَاةٍ وَقَعَتْ(١٤) فِي زَرْعٍ أَخْضَرَ ، فَأَكَلَتْ حَتّى سَمِنَتْ(١٥) ، فَكَانَ حَتْفُهَا(١٦) عِنْدَ سِمَنِهَا ، وَلكِنِ اجْعَلِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ قَنْطَرَةٍ(١٧) عَلى نَهَرٍ‌

__________________

= وللدنيا ، أي أيّ شغل لي مع الدنيا؟ وقيل : « ما » نافية ، أي مالي محبّة مع الدنيا. أو للاستفهام ، أي أيّ محبّة لي معها حتّى أرغب فيها؟ ذكره الطيبي في شرح بعض رواياتهم ».

(١). في « د ، ص ف ، بر ، بس ، بف » والبحار : « راكب ». وفي الوسائل : « كراكب » بدل « ومثلها كمثل الراكب ».

(٢). في حاشية « ض » : « في الصيف ». و « يوم صائف » : يوم حارّ.

(٣). في حاشية « ج ، ص » : « فقعد ». وقال يقيل قَيْلاً وقَيلولةً : نام نصف النهار.المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيل ).

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٧ ، ح ٢١٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧ ، ح ٢٠٨٤٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٦٧ ، ح ٣٥.

(٥). في الكافي ، ح ٢٥٩٢ : « مثل ».

(٦). في البحار ، ص ٢٣ والكافي ، ح ٢٥٩٢ : + « من القزّ ».

(٧). في « ز ، ص » : - « و ».

(٨). في « ف » : « أبو جعفر ».

(٩). في « ص » : « لابنه ».

(١٠). في « ز » : « فلم يبقوا ».

(١١). في « ج ، د ، ز » : + « له ». وفيمرآة العقول : « في بعض النسخ : ما جمعوا له ، وكأنّه زيد « له » من النسّاخ ». ثمّ ذكر معنى العبارة على تقديره. (١٢). في « ز ، ض » : - « ولم يبق من جمعوا له ».

(١٣) في حاشية « ف » : « مستأمر ».

(١٤) في « ز » : « وقفت ».

(١٥) هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ج ، ض ، ف » والمطبوع : « سمن ».

(١٦) في حاشية « ض » : « هلاكها ». والحتف : الهلاك.

(١٧) « القَنْطرة » : الجِسْر.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٤٩ ( قنطر ).

٣٤٧

جُزْتَ عَلَيْهَا وَتَرَكْتَهَا ، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهَا(١) آخِرَ الدَّهْرِ ، أَخْرِبْهَا وَلَا تَعْمُرْهَا(٢) ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُؤْمَرْ(٣) بِعِمَارَتِهَا.

وَاعْلَمْ أَنَّكَ سَتُسْأَلُ غَداً إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَنْ أَرْبَعٍ : شَبَابِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ؟ وَعُمُرِكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ؟ وَمَالِكَ مِمَّا اكْتَسَبْتَهُ(٤) وَفِيمَا أَنْفَقْتَهُ؟ فَتَأَهَّبْ لِذلِكَ ، وَأَعِدَّ لَهُ جَوَاباً ، وَلَا تَأْسَ(٥) عَلى مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ قَلِيلَ الدُّنْيَا لَايَدُومُ بَقَاؤُهُ ، وَكَثِيرَهَا لَا يُؤْمَنُ بَلَاؤُهُ ، فَخُذْ حِذْرَكَ ، وَجِدَّ فِي أَمْرِكَ ، وَاكْشِفِ الْغِطَاءَ عَنْ وَجْهِكَ ، وَتَعَرَّضْ لِمَعْرُوفِ رَبِّكَ ، وَجَدِّدِ التَّوْبَةَ فِي قَلْبِكَ ، وَاكْمُشْ(٦) فِي فَرَاغِكَ ، قَبْلَ أَنْ يُقْصَدَ قَصْدُكَ(٧) ، وَيُقْضى قَضَاؤُكَ ، وَيُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَا تُرِيدُ ».(٨)

١٩١٣/ ٢١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « فِيمَا نَاجَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(٩) مُوسىعليه‌السلام : يَا مُوسى ، لَاتَرْكَنْ إِلَى الدُّنْيَا رُكُونَ الظَّالِمِينَ ، وَرُكُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا أَباً وَأُمّاً.

__________________

(١). في « ف » : + « إلى ».

(٢). في « ف » : « لا تعمّرها » على بناء التفعيل. و « أخربها » أي دعها خراباً بترك ما لاتحتاج إليه من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح والمساكن ، والاقتصار على القدر الضروري في كلّ منها. كذا فيالمرآة .

(٣). في « ز » : « لم تؤمن ».

(٤). في « ف » : « اكسبته ».

(٥). « الأسى » : الحزن. وحقيقته : اتّباع الفائت بالغمّ.المفردات للراغب ، ص ٧٧ ( أسا ).

(٦). « اكمش » أي اسرع وعجّل. راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ ( كمش ).

(٧). فيالمرآة : « قصدك ، أي نحوك ، كناية عن توجّه ملك الموت إليه لقبض روحه ، أو توجّه الأمراض والبلايا من الله إليه ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حبّ الدنيا والحرص عليها ، ح ٢٥٩٢ ، إلى قوله : « حتّى تموت غمّاً » مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٨ ، ح ٢١٨٦ ؛ وج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٦ ؛ وفيالبحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٣ ؛وفيه ، ص ٦٨ ، ح ٣٦ ، إلى قوله : « أبعد لها من الخروج حتّى تموت غمّاً ».

(٩). في « ز » : - « به ».

٣٤٨

يَا مُوسى ، لَوْ وَكَلْتُكَ إِلى نَفْسِكَ لِتَنْظُرَ لَهَا(١) ، إِذاً لَغَلَبَ(٢) عَلَيْكَ حُبُّ الدُّنْيَا وَزَهْرَتُهَا.

يَا مُوسى ، نَافِسْ(٣) فِي الْخَيْرِ أَهْلَهُ(٤) ، وَاسْتَبِقْهُمْ(٥) إِلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْخَيْرَ كَاسْمِهِ(٦) ، وَاتْرُكْ مِنَ الدُّنْيَا مَا بِكَ الْغِنى عَنْهُ ، وَلَا تَنْظُرْ(٧) عَيْنُكَ إِلى كُلِّ مَفْتُونٍ بِهَا وَ(٨) مُوكَلٍ(٩) إِلى نَفْسِهِ.

وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ فِتْنَةٍ بَدْؤُهَا حُبُّ الدُّنْيَا ، وَلَا تَغْبِطْ أَحَداً بِكَثْرَةِ الْمَالِ ؛ فَإِنَّ مَعَ كَثْرَةِ الْمَالِ تَكْثُرُ(١٠) الذُّنُوبُ لِوَاجِبِ الْحُقُوقِ(١١) ، وَلَا تَغْبِطَنَّ(١٢) أَحَداً بِرِضَى النَّاسِ عَنْهُ حَتّى تَعْلَمَ أَنَّ اللهَ رَاضٍ عَنْهُ(١٣) ، وَلَا تَغْبِطَنَّ مَخْلُوقاً(١٤) بِطَاعَةِ النَّاسِ لَهُ ؛ فَإِنَّ طَاعَةَ النَّاسِ لَهُ وَاتِّبَاعَهُمْ إِيَّاهُ عَلى غَيْرِ الْحَقِّ هَلَاكٌ لَهُ وَلِمَنِ اتَّبَعَهُ(١٥) ».(١٦)

__________________

(١). في « ز » والبحار : « عليها ».

(٢). في حاشية « ض » : « لغلبك ».

(٣). « نافس في الخير أهله » ، أي سابقهم فيه ، والمنافسة : الرغبة في الشي‌ء على وجه المباراة في الكرم ، والمباراة : المسابقة. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٨٥ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٣٨ ( نفس ).

(٤). في البحار : - « أهله ».

(٥). في « ب ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « واسبقهم ».

(٦). فيالوافي : « كاسمه ؛ يعني أنّ الخير خير كلّه كما أنّ اسمه خير ».

(٧). قال فيمرآة العقول : « ولا تنظر ، على بناء المجرّد. عينك ، بالرفع أو بالنصب بنزع الخافض ، أي بعينك. وربّما يقرأ : تُنظر ، على بناء الإفعال ، أي لاتجعلها ناظرة إلى كلّ مفتون بها ، أي مبتلى مخدوع بها ».

(٨). في « ز ، ص » : - « و ».

(٩). في « ب ، ج » : « موكّل » بالتشديد. وفيمرآة العقول : « المتبادر أنّه على بناء المفعول ، لكن كأنّ الظاهر حينئذٍ : وموكول ؛ إذ لم يأت « أوكله » فيما عندنا من كتب اللغة ، لكن كثير من الأبنية المتداولة كذلك. ويمكن أن يقرأ على بناء الفاعل من الإيكال بمعنى الاعتماد ».

(١٠). في « ز » : « كثرة ». وقال فيمرآة العقول : « تكثر الذنوب ، بصيغة المضارع من باب حسن ، أو مصدر باب ‌التفعّل ». والأنسب هو الأخير ؛ لأنّه اسم « إنّ ».

(١١). في حاشية « ض » : « الحقّ ».

(١٢). « الغِبْطَة » : أن تتمنَّى مثل حال المغبوطِ من غيرِ أن تريد زوالَها عنه ، وليس بحسد.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٦ ( غبط ). (١٣) في « ج » : - « عنه ».

(١٤) في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بر » والبحار : « أحداً ».

(١٥) في « بر » : « تبعه ».

(١٦)الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٨٢٣ ، بسنده عن عليّ بن عيسى رفعه ، من دون الإسناد=

٣٤٩

١٩١٤/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ ، مَا أَلْيَنَ مَسَّهَا(١) وَفِي جَوْفِهَا السَّمُّ النَّاقِعُ(٢) ، يَحْذَرُهَا الرَّجُلُ الْعَاقِلُ ، وَيَهْوِي إِلَيْهَا الصَّبِيُّ الْجَاهِلُ ».(٣)

١٩١٥/ ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام إِلى بَعْضِ أَصْحَابِهِ يَعِظُهُ(٤) : أُوصِيكَ وَنَفْسِي بِتَقْوى(٥) مَنْ لَاتَحِلُّ(٦) مَعْصِيَتُهُ ، وَلَا يُرْجى غَيْرُهُ ، وَلَا الْغِنى إِلَّا بِهِ ؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ ، جَلَّ وَعَزَّ وَقَوِيَ(٧) وَشَبِعَ(٨) وَرَوِيَ وَرُفِعَ عَقْلُهُ عَنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، فَبَدَنُهُ مَعَ(٩) أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَقَلْبُهُ وَعَقْلُهُ مُعَايِنُ(١٠) الْآخِرَةِ ، فَأَطْفَأَ بِضَوْءِ(١١) قَلْبِهِ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ حُبِّ(١٢) الدُّنْيَا ، فَقَذَّرَ حَرَامَهَا ، وَجَانَبَ شُبُهَاتِهَا ، وَأَضَرَّ(١٣) - وَاللهِ - بِالْحَلَالِ الصَّافِي إِلَّا مَا لَابُدَّ لَهُ مِنْ‌

__________________

=إلى المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٨ ، ح ٢١٨٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧٣ ، ح ٣٧.

(١). في « ز » : « لمسها ». وفي حاشية « ج » : « متنها ».

(٢). « سمّ ناقع » ، أي بالغ. وقيل : قاتِل.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٩٢ ؛مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٩٨ ( نقع ).

(٣).نهج البلاغة ، ص ٤٨٩ ، الحكمة ١١٩ ؛تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الكاظمعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٢١٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧ ، ح ٢٠٨٤٥.

(٤). في « ف » : - « يعظه ».

(٥). في « ز ، ص بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : + « الله ».

(٦). في « د ، ز ، بر ، بف » والوافي : « لا يحلّ ».

(٧). في « ب ، ز ، ض ، ف ، بر ، بف » : « عزّ وجلّ قوي ». وعليه فقوله : « عزّ وجلّ » معترض بين الشرط والجزاء. وفي « ج ، بس » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار : « عزّ وقوي » بدل « جلّ وعزّ وقوي ».

(٨). في « ز » : - « وشبع ».

(٩). في « ب » : « من ».

(١٠). في « ف » : « مغاير ».

(١١). في حاشية « بف » : « بنور ».

(١٢). قرأ الفيض : « حِبّ » بكسر الحاء ، بمعنى المحبوب. وهو المحتمل عند المجلسي.

(١٣) قال فيمرآة العقول : « وأضرّ ، على بناء المعلوم ، كناية عن تركه أو على بناء المجهول ، أي يعدّ نفسه‌ متضرّرة ، أو يتضرّر به لعلوّ حاله ».

٣٥٠

كِسْرَةٍ(١) مِنْهُ(٢) يَشُدُّ بِهَا صُلْبَهُ(٣) ، وَثَوْبٍ يُوَارِي(٤) بِهِ عَوْرَتَهُ مِنْ أَغْلَظِ مَا يَجِدُ(٥) وَأَخْشَنِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِيمَا لَابُدَّ لَهُ(٦) مِنْهُ ثِقَةٌ وَلَا رَجَاءٌ ، فَوَقَعَتْ ثِقَتُهُ وَرَجَاؤُهُ عَلى خَالِقِ الْأَشْيَاءِ ، فَجَدَّ وَاجْتَهَدَ وَأَتْعَبَ بَدَنَهُ(٧) حَتّى بَدَتِ الْأَضْلَاعُ ، وَغَارَتِ الْعَيْنَانِ ، فَأَبْدَلَ(٨) اللهُ لَهُ(٩) مِنْ ذلِكَ قُوَّةً فِي بَدَنِهِ وَشِدَّةً فِي عَقْلِهِ ، وَمَا ذُخِرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ ، فَارْفُضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا يُعْمِي وَيُصِمُّ(١٠) وَيُبْكِمُ(١١) وَيُذِلُّ الرِّقَابَ ؛ فَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ ، وَلَا تَقُلْ‌

غَداً أَوْ(١٢) بَعْدَ غَدٍ ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ(١٣) بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ وَالتَّسْوِيفِ حَتّى(١٤) أَتَاهُمْ أَمْرُ اللهِ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُونَ ، فَنُقِلُوا عَلى أَعْوَادِهِمْ(١٥) إِلى قُبُورِهِمُ الْمُظْلِمَةِ الضَّيِّقَةِ وَقَدْ أَسْلَمَهُمُ(١٦) الْأَوْلَادُ وَالْأَهْلُونَ ، فَانْقَطِعْ إِلَى اللهِ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ مِنْ رَفْضِ الدُّنْيَا‌

__________________

(١). في « ف » : « كسوة ». و « الكِسْرَة » : القطعة من الشي‌ء المكسور. ومنه : الكسرة من الخُبْز.المصباح المنير ، ص ٥٣٣ ( كسر ).

(٢). في « ب ، ج ، ض » : « ما لابدّ له منه من كسرة ». وفي « ص ، بر » : « ما لابدّ منه له من كسرة ». وفي البحار : « ما لابدّ منه من كسرة » كلّها بدل « ما لابدّ له من كسرة منه ». وفي « ز ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : - « منه ». وفي المطبوع : « [ منه ] ».

(٣). في « ف » : « أصلبة ». و « الصُلب » من الظَّهر ، وكلّ شي‌ء من الظَّهر فيه فَقارٌ فذلك الصُّلْب.الصحاح ، ج ١ ، ص ١٦٣ ( صلب ).

(٤). في « ض » : « تواري ».

(٥). في « ب » : « يجده ».

(٦). في « ض » والبحار : - « له ».

(٧). في « ز ، بس » : - « وأتعب بدنه ».

(٨). في « ض » وحاشية « بف » : « فأبدأ ».

(٩). في « ز » : - « له ».

(١٠). « الصَّمم » : انسداد الاذُن وثقل السَّمع.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٨٨ ( صمم ).

(١١). « الأبكم » : الأخرس الذي لا يتكلّم ، وإذا امتنع الرجل من الكلام جهلاً أو تعمّداً فقد بَكِمَ عنه.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٨٦ ( بكم ).

(١٢). في « ب ، ز ، ص ، ض ، بس » وشرح المازندراني والوافي والبحار : « و » بدل « أو ».

(١٣) في حاشية « د » : « قبلكم ».

(١٤) في « ز » : « من حيث » بدل « حتّى ».

(١٥) فيالوافي : « الأعواد ، جمع عود ، والمراد بها ما يحمل عليه الموتى إلى قبورهم ».

(١٦) « أسلمهم » : خذلهم ، أو تركهم. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٩٤ - ٢٩٥ ( سلم ).

٣٥١

وَعَزْمٍ لَيْسَ فِيهِ انْكِسَارٌ وَلَا انْخِزَالٌ(١) ؛ أَعَانَنَا اللهُ(٢) وَإِيَّاكَ عَلى طَاعَتِهِ ، وَوَفَّقَنَا اللهُ(٣) وَإِيَّاكَ لِمَرْضَاتِهِ ».(٤)

١٩١٦/ ٢٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَغَيْرِهِ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَثَلُ(٥) الدُّنْيَا كَمَثَلِ مَاءِ الْبَحْرِ(٦) ، كُلَّمَا شَرِبَ(٧) مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتّى(٨) يَقْتُلَهُ ».(٩)

١٩١٧/ ٢٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - لِلْحَوَارِيِّينَ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا ، كَمَا لَايَأْسى أَهْلُ الدُّنْيَا عَلى مَا فَاتَهُمْ مِنْ دِينِهِمْ(١٠) إِذَا أَصَابُوا دُنْيَاهُمْ ».(١١)

__________________

(١). الخزل والتخزّل والانخزال : مشية في تثاقل ، وتخزّل السحاب كأنّه يتراجع تثاقلاً.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٢ ( خزل ).

(٢). في « ف » : - « الله ».

(٣). في « ف ، بر » والوافي : - « الله ».

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٢١٨٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧٥ ، ح ٣٩.

(٥). في « بس » : + « إنّما مثل ».

(٦). في الزهد : « البحر المالح » بدل « ماء البحر ».

(٧). في « ف » : « اُشْرب ».

(٨). في « ف » : - « حتّى ».

(٩).الزهد ، ص ١١٦ ، ح ١٣٢ ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، مع زيادة في أوّله.تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الكاظمعليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٢١٩٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧٩ ، ح ٤٠.

(١٠). في الزهد : « آخرتهم ».

(١١).الزهد ، ص ١١٩ ، ح ١٤٠ ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي الحسنعليه‌السلام .الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٦ ، المجلس ٧٥ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن عليّ ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٢١٩١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٨٠ ، ح ٤١.

٣٥٢

٦٢ - بَابٌ (١)

١٩١٨/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي(٢) وَعَظَمَتِي وَعُلُوِّي(٣) وَارْتِفَاعِ مَكَانِي ، لَايُؤْثِرُ عَبْدٌ(٤) هَوَايَ عَلى هَوى نَفْسِهِ إِلَّا(٥) كَفَفْتُ عَلَيْهِ(٦) ضَيْعَتَهُ(٧) ، وَضَمَّنْتُ(٨) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ(٩) ، وَكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ(١٠) ».(١١)

١٩١٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ(١٢) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣١٦ : « إنّما لم يعنون هذا الباب لأنّه قريب من الباب الأوّل ، فكأنّه داخل في عنوانه ؛ لأنّه فيه المنع عن إيثار هوى الأنفس وشهواتها على رضا الله تعالى ، وليس هذا الإيثار إلّالحبّ الدنيا وشهواتها ، لكن لمــّا لم تذكر في الخبرين ذكر الدنيا صريحاً أفرد لهما باباً وألحقه بالباب السابق ».

(٢). في « د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : - « وجلالي ».

(٣). في حاشية « ض » : « وعلوّ ارتفاعي ».

(٤). في « ض » : + « مؤمن ».

(٥). في الخصال : + « جعلتُ غناه في نفسه وهمّه في آخرته و ».

(٦). في حاشية « د » والخصال : « عنه ».

(٧). في « بف » : « صنيعته ». ويكفّ عنه ضَيْعتَه : أي يجمع عليه معيشته ويضمّها إليه.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٠ ( كفف ).

(٨). يجوز في « ضمنت » تخفيف الميم ، أي يقرأ بصيغة الغائب على بناء المجرّد ورفع السماوات والأرض. واستبعده المجلسي. (٩). في « بر » : « برزقه ».

(١٠). فيالمرآة : « أي كنت له عوضاً من تجارة كلّ تاجر ، فإنّ كلّ تاجر يتّجر لمنفعة دنيويّة أو اُخرويّة ، ولمـّا أعرض عن جميع ذلك كنت أنا ربح تجارته. وهذا معنى رفيع دقيق خطر بالبال ».

(١١).الخصال ، ص ٣ ، باب الواحد ، ح ٥ ، بسند آخر عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٩٠٢ ، ح ٣٢٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٨ ، ح ٢٠٥٠٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٧٩ ، ح ١٥.

(١٢). المراد من ابن سنان في رواة أبي حمزة هو عبد الله بن سنان ، وروى محمّد بن يحيى عن أحمد بن=

٣٥٣

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي وَبَهَائِي وَعُلُوِّ ارْتِفَاعِي لَايُؤْثِرُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ(٢) هَوَايَ عَلى هَوَاهُ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ ، وَهِمَّتَهُ(٣) فِي آخِرَتِهِ ، وَضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ ، وَكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ ».(٤)

٦٣ - بَابُ الْقَنَاعَةِ‌

١٩٢٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ :

__________________

= محمّد [ بن عيسى ] عن [ الحسن ] بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي حمزة في عددٍ من الأسناد ، منها ما ورد فيالكافي ، ح ١٨٢١ و ٢٣٣٤ و ٣١٨٨ و ٣١٩٢. وراجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ١٣٢ ، الرقم ١٤١٩٠ ؛ وص ١٣٥ ، الرقم ١٤١٩٢. ولم نجد رواية العلاء بن رزين عن عبد الله بن سنان في غير هذا المورد. والعلاء وابن سنان كلاهما من مشايخ الحسن بن محبوب وروى هو عنهما في كثيرٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٥٤ - ٣٥٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٦٤ - ٢٦٦ ؛ وص ٢٦٧ - ٢٦٩.

والظاهر وقوع خلل في سندنا هذا. والمحتمل قويّاً أنّ ابن سنان معطوف على العلاء بن رزين ، وأنّ الصواب في السند هو : « العلاء بن رزين وابن سنان عن أبي حمزة ».

ويؤيّد ذلك ما ورد في بعض الأسناد من رواية العلاء بن رزين عن أبي حمزة مباشرة. راجع :المختار من كتاب علاء بن رزين المطبوع ضمنالأصول الستّة عشر ، ص ٣٦٢ ، ح ٦١٧ ؛ وص ٣٦٣ ، ح ٦١٨ ؛ وص ٣٦٤ ، ح ٦٢٤ و ٦٢٥ ؛الخصال ، ص ٢٧٧ ، ح ٢١.

(١). في « ج » : « أبي عبد الله ».

(٢). في«ب»والمحاسن والزهد:-«مؤمن».

(٣). في « بر » والزهد : « وهمّه ».

(٤).المحاسن ، ص ٢٨ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١ ، عن ابن بنت إلياس ، عن عبد الله بن سنان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الزهد ، ص ٨٦ ، ح ٥٧ ، عن النضر ، عن ابن سنان ؛الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب اتّباع الهوى ، ح ٢٦٧٤ ، بسند آخر عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٠١ ، ح ١ ، بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، عن زين العابدينعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٩ ؛تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٢١٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٢٠٥١٠.

٣٥٤

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِيَّاكَ أَنْ تُطْمِحَ(١) بَصَرَكَ(٢) إِلى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ ، فَكَفى بِمَا قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِنَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) :( فَلا (٤) تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) (٥) وَقَالَ(٦) :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) (٧) فَإِنْ دَخَلَكَ مِنْ ذلِكَ(٨) شَيْ‌ءٌ(٩) ، فَاذْكُرْ عَيْشَ(١٠) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فَإِنَّمَا كَانَ(١١) قُوتُهُ الشَّعِيرَ ، وَحَلْوَاهُ التَّمْرَ ، وَوَقُودُهُ السَّعَفَ(١٢) إِذَا(١٣) وَجَدَهُ ».(١٤)

__________________

(١). في « ز » : « أن يطمح ». وفيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٢٠ : « أن تطمح بصرك يحتمل أن يكون على بناء المجرّدورفع البصر ». وطمح ببصره نحو الشي‌ء يطمح طموحاً : استشرف له.المصباح المنير ، ص ٣٧٨ ( طمح ).

(٢). في « بس » والزهد : - « بصرك ». وفي الكافي ، ح ١٥٠٠٤ : « نفسك ».

(٣). في الوسائل : - « لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٤). هكذا في القرآن. وفي جميع النسخ والمطبوع : « ولا ». وفيمرآة العقول : « كذا في النسخ التي عندنا ، والظاهر : « فلا » ؛ إذ الآية في سورة التوبة في موضعين وما ذكر هنا لا يوافق شيئاً منهما ، وإن احتمل أن يكون نقلاً بالمعنى إشارة إلى الآيتين معاً ».

(٥). التوبة (٩). : ٥٥.

(٦). في الكافي،ح١٥٠٠٤:+«الله عزّوجلّ لرسوله».

(٧). طه (٢٠) : ١٣١.

(٨). في الوسائل : - « من ذلك ».

(٩). في الكافي ، ح ١٥٠٠٤ والزهد : « فإن خفت شيئاً من ذلك » بدل « فإن دخلك من ذلك شي‌ء ».

(١٠). في حاشية«ف»:«فتذكّر تعيّش».

(١١). في مرآة العقول : - « كان ».

(١٢). السَّعَف : أغصان النخل ، وأكثر ما يقال إذا يبست ، وإذا كانت رطبة فهي الشطبة ، هذا ما دامت بالخوص ، فإذا زال الخوص عنها قيل : جريدة ؛ أو السعف : الورق ، والواحدة : سَعَفة. وكلاهما يمكن أن يراد هنا. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٥١ ؛المصباح المنير ، ص ٢٧٧ ( سعف ).

(١٣) في مرآة العقول : « إن ».

(١٤)الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٠٠٤ ؛ والزهد ، ص ٧٢ ، ح ٢٤ ، بسنده عن زيد الشحّام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيالأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٥ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٨١ ، المجلس ٣٨ ، ح ١ ، بسندهما عن عمرو بن سعيد بن هلال ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.وفيه ، ص ٦٦٣ ، المجلس ٣٥ ، ح ٢٧ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « كان طعام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف » ، مع زيادة في أوّله.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٥ ، وتمام الرواية فيه : « إن دخل نفسك شي‌ء من القناعة فاذكر معاش رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله »الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ، ح ٢٢٠١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٠ ، ح ٢٧٧٧٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٢ ، ح ١٣.

٣٥٥

١٩٢١/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ - سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ - :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ».(٢)

١٩٢٢/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْمَعَاشِ(٣) ، رَضِيَ اللهُ مِنْهُ(٤) بِالْيَسِيرِ(٥) مِنَ الْعَمَلِ ».(٦)

__________________

(١). هكذا في النسخ والطبعة القديمة من الكافي والوسائل. وفي المطبوع : - « وعليّ بن محمّد ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى المصنّف عن شيخه عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد في كثيرٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٣٣١ - ٣٣٢. فعليه في السند تحويل بعطف « عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد » على « الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد » ، ويروي عن الوشّاء ، معلّى بن محمّد وصالح بن أبي حمّاد معاً.

يؤكّد ذلك مضافاً إلى وجود لفظة « جميعاً » في السند الدالّ على تعدّد الراوي عن الوشّاء ، ما ورد فيالكافي ، ح ٢٠٢٣ و ٢٥٤١ و ٢٦٨٧ و ١٢٦٩٥ ، من رواية الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد وعليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد جميعاً عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة [ سالم بن مكرم ].

هذا ، ويظهر وجه سقوط « وعليّ بن محمّد » من المطبوع ؛ من الشباهة الكثيرة بين معلّى بن محمّد وعليّ بن محمّد في الكتابة الموجب لجواز النظر من أحدهما إلى الآخر ، كما أشرنا إليه غير مرّةٍ.

(٢).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٥.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٢٢١١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٠ ، ذيل ح ٢٧٧٧٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٤ ، ح ١٤.

(٣). في « ض » وفقه الرضا والخصال والمعاني وتحف العقول : « الرزق ».

(٤). في « ز ، ض ، ف » : « عنه ».

(٥). في فقه الرضا والخصال وتحف العقول ، ص ٦٠ : « بالقليل ».

(٦).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٠ ، بإسناده عن الحسن بن محبوب.الأمالي للطوسي ، ص ٧٢١ ، المجلس ٤٣ ،=

٣٥٦

١٩٢٣/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : ابْنَ آدَمَ ، كُنْ كَيْفَ شِئْتَ ؛ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ، مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالْقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ الْيَسِيرَ(١) مِنَ الْعَمَلِ(٢) ؛ وَمَنْ رَضِيَ(٣) بِالْيَسِيرِ مِنَ الْحَلَالِ ، خَفَّتْ(٤) مَؤُونَتُهُ ، وَزَكَتْ مَكْسَبَتُهُ(٥) ، وَخَرَجَ(٦) مِنْ حَدِّ الْفُجُورِ(٧) ».(٨)

١٩٢٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ لَمْ يُقْنِعْهُ مِنَ الرِّزْقِ إِلَّا الْكَثِيرُ ، لَمْ يَكْفِهِ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا الْكَثِيرُ ؛ وَمَنْ كَفَاهُ مِنَ الرِّزْقِ الْقَلِيلُ ، فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ مِنَ الْعَمَلِ الْقَلِيلُ ».(٩)

__________________

=ح ٥ ، بسند آخر ؛الخصال ، ص ٦١٦ ، أبواب المائة فما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ؛معاني الأخبار ، ص ٢٦٠ ، ح ١ ، بسند آخر ، وفيه : « سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن معنى الحديث من رضي قال : يطيعه في بعض ويعصيه في بعض ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٥ ؛تحف العقول ، ص ٥٧ ، وص ٦٠ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ١٠٧ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع زيادة في أوّله وآخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ، ح ٢٢٠٢ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٠ ، ح ٢٧٧٧٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٥ ، ح ١٥.

(١). في الوسائل : « القليل ».

(٢). في « ف » : - « من العمل ».

(٣). في حاشية « ج » : + « من الله ».

(٤). في « ز » : « خفّفت ».

(٥). في « ب ، ج ، بس » ومرآة العقول : « مكسبه ». وفي حاشية « ف » : « مكتسبه ».

(٦). في « ف » : + « به ».

(٧). فيتحف العقول ، ص ٣٧٧ : « العجز ». و « الفجور » : الريبة والانبعاث في المعاصي.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٣٧٣ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣٤ ( فجر ).

(٨).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٦١ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٤٨ ، عن الرضاعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف وزيادة ؛وفيه ، ص ٣٧٧ ، من قوله : « من رضي من الله بالقليل ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ، ح ٢٢٠٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٥ ، ح ١٦.

(٩).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٢٢٠٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٦ ، ح ١٧.

٣٥٧

١٩٢٥/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ : ابْنَ(١) آدَمَ ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَكْفِيكَ ، فَإِنَّ أَيْسَرَ مَا فِيهَا يَكْفِيكَ ؛ وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا(٢) تُرِيدُ مَا لَايَكْفِيكَ ، فَإِنَّ كُلَّ مَا فِيهَا لَايَكْفِيكَ ».(٣)

١٩٢٦/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ(٤) بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اشْتَدَّتْ حَالُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : لَوْ(٥) أَتَيْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَسَأَلْتَهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا يَعْنِي غَيْرِي ، فَرَجَعَ(٦) إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَأَعْلَمَهَا ، فَقَالَتْ(٧) : إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بَشَرٌ ، فَأَعْلِمْهُ ، فَأَتَاهُ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ، حَتّى فَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ ثَلَاثاً ، ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ ، فَاسْتَعَارَ مِعْوَلاً(٨) ، ثُمَّ أَتَى الْجَبَلَ ، فَصَعِدَهُ فَقَطَعَ حَطَباً ،

__________________

(١). في « ص ، ف ، بر ، بف » والوافي : « يا ابن ».

(٢). في « ف » ومرآة العقول والوسائل : - « إنّما ».

(٣).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٢٢٠٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٦ ، ح ١٨.

(٤). في « ض » : « عبد الله ». وربّما يتوهّم كونه عبد الله بن محمّد الحجّال الأسدي الذي روى عنه محمّد بن الحسين‌بعناوينه المختلفة. لكنّ الظاهر عدم صحّة هذه النسخة ، وعبد الرحمن هذا ، هو عبد الرحمن بن محمّد بن أبي هاشم ، الذي روى محمّد بن الحسين عنه بعنوان عبد الرحمن بن أبي هاشم البزّاز كتاب سالم بن مكرم. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٣٦ ، الرقم ٦٢٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٣٣٧.

يؤيّد ذلك مضافاً إلى عدم ثبوت رواية الحجّال - بعناوينه المختلفة - عن سالم بن مكرم - بعناوينه المختلفة - في موضع ، ما ورد فيالكافي ، ح ٨٣٢١ من رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن محمّد ، عن أبي خديجة. وأبو خديجة كنية سالم بن مكرم.

(٥). « لو » للتمنّي.

(٦). في«ب»:+«الرجل».وفي«ز»:«فراح».

(٧). في « ض » : + « امرأته ».

(٨). « المِعْوَل » : حديدة ينقربها الجبال.

٣٥٨

ثُمَّ جَاءَ بِهِ ، فَبَاعَهُ بِنِصْفِ مُدٍّ(١) مِنْ دَقِيقٍ ، فَرَجَعَ بِهِ ، فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ مِنَ الْغَدِ ، فَجَاءَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ ، فَبَاعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ وَيَجْمَعُ حَتَّى اشْتَرى مِعْوَلاً ، ثُمَّ جَمَعَ حَتَّى اشْتَرى بَكْرَيْنِ(٢) وَغُلَاماً ، ثُمَّ أَثْرى(٣) حَتّى أَيْسَرَ ، فَجَاءَ إِلَى(٤) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَعْلَمَهُ كَيْفَ جَاءَ يَسْأَلُهُ(٥) ، وَكَيْفَ سَمِعَ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : قُلْتُ لَكَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ».(٦)

١٩٢٧/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفُرَاتِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٧) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ(٨) اللهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِ(٩) غَيْرِهِ ».(١٠)

١٩٢٨/ ٩. عَنْهُ(١١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

__________________

(١). في « ب » : « منّ ».

(٢). « البَكر » : الفتيّ من الإبل. والاُنثى : بَكرة. والجمع : بِكار.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٥ ( بكر ).

(٣). « أثرى » من الثروة ، أي كثر ماله.لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١١ ( ثرا ).

(٤). في « ب » : - « إلى ».

(٥). في « ف » : - « يسأله ».

(٦).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٥ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٩ ، ح ٢٢١٠ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٢٨ ، ح ١٠٢ ؛ وج ٧٣ ، ص ١٧٧ ، ح ١٩. (٧). في « ب » : « أبي عبد الله ».

(٨). في«ز، ص ض،ف»:«يدي».

(٩). في « ف ، بر » : « يدي ».

(١٠).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٥٨٥٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٢٧ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله وآخره ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٤ ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع :الأمالي للمفيد ، ص ٣٥٠ ، المجلس ٤٢ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٢٠ ، المجلس ٤ ، ح ١٨٧ ؛ وفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٤الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٢٢١٢ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٠.

(١١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن خالد ،=

٣٥٩

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَوْ(١) أَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ ، فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ».(٢)

١٩٢٩/ ١٠. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :

شَكَا رَجُلٌ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ يَطْلُبُ فَيُصِيبُ وَلَا يَقْنَعُ ، وَتُنَازِعُهُ نَفْسُهُ إِلى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ؟ وَقَالَ : عَلِّمْنِي شَيْئاً أَنْتَفِعُ بِهِ.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) : « إِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ يُغْنِيكَ ، فَأَدْنى مَا فِيهَا يُغْنِيكَ ؛ وَإِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ لَايُغْنِيكَ ، فَكُلُّ مَا فِيهَا لَايُغْنِيكَ ».(٤)

١٩٣٠/ ١١. عَنْهُ(٥) ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

__________________

= عن ابن فضّال في كثيرٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٥ ؛ وص ٦٣١ - ٦٣٢. فظهر أنّ مرجع الضمير في هذا السند والسند الآتي واحدٌ.

(١). في « ب » وحاشية « بر » : « و ». وفي « ف » : + « عن ».

(٢).الزهد ، ص ٧٩ ، ح ٤١ ؛والأمالي للمفيد ، ص ١٨٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي حمزة ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٨ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٥ ؛ والخصال ، ص ١٢٥ ، باب الثلاثة ، ضمن الحديث الطويل ١٢٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الأمالي للطوسي ، ص ٥٣٥ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الأمالي للصدوق ، ص ٢٠١ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه : « وارض بقسم الله تكن أغنى الناس » مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٦ ، ضمن الحديث الطويل ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ٢٧٨ ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ح ٢٢٠٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٨ ، ح ٢١.

(٣). في « ف » : + « له ».

(٤).تحف العقول ، ص ٣٨٧ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « إن كان ما يكفيك يغنيك » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ح ٢٢٠٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٢.

(٥). في « ب ، ف » وحاشية « بر ، بف » : « وعنه ». ثمّ إنّ الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فقد روى هو عن عدّة من أصحابنا عن حنان [ بن سدير ] فيالمحاسن ، ص ٥٠٧ ، ح ٢٥٢ ؛ وص ٥٢٤ ، ح ٧٤٨ ؛ وص ٥٣٨ ، ح ٨١٦ ؛ وص ٥٨٠ ، ح ٥٢.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790