الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184506 / تحميل: 6206
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

يَدِبُّونَ(١) ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلَامٍ ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي.

ثُمَّ أَمَرَ نَاراً ، فَأُسْعِرَتْ(٢) ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا ، فَهَابُوهَا ، وَقَالَ(٣) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : ادْخُلُوهَا ، فَدَخَلُوهَا(٤) ، فَقَالَ(٥) : كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً ، فَكَانَتْ بَرْداً وَسَلَاماً.

فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ : يَا رَبِّ ، أَقِلْنَا(٦) ، فَقَالَ(٧) : قَدْ أَقَلْتُكُمْ ، فَادْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ، فَهَابُوهَا ، فَثَمَّ(٨) ثَبَتَتِ(٩) الطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ ، فَلَا يَسْتَطِيعُ(١٠) هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ، وَلَا هؤُلَاءِ(١١) مِنْ هؤُلَاءِ ».(١٢)

١٤٥٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ(١٣) ، عَنْ زُرَارَةَ :

أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ(١٤) جَلَّ وَعَزَّ :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (١٥) إِلى آخِرِ الْآيَةِ.

فَقَالَ - وَأَبُوهُ يَسْمَعُعليهما‌السلام - : « حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَبَضَ(١٦) قَبْضَةً مِنْ‌

__________________

(١). دبّ الصغير يدبّ دَبيباً ، ودبّ الجيش دَبيباً أيضاً : ساروا سَيراً ليّناً.المصباح المنير ، ص ١٨٨ ( دبّ ).

(٢). في المحاسن : « فاستعرت ».

(٣). هكذا في « ب ، ز ، ص ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والمحاسن. وفي المطبوع : « فقال ».

(٤). في « ب » : « ودخلوها ».

(٥). في « ص » : « وقال ».

(٦). أقال الله عثرته : رفعه من سقوطه. ومنه الإقالة في البيع ؛ لأنّها رفع العقد.المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيل ).

(٧). في البحار : « قال ».

(٨). في « بر » : « ثَمَّ ».

(٩). في « ض ، بف » : « تثبت ».

(١٠). في مرآة العقول والبحار : « ولا يستطيع ».

(١١). في « ض » والمحاسن : + « أن يكونوا ».

(١٢).المحاسن ، ص ٢٨٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤١٢ ، عن عليّ بن الحكم.علل الشرائع ، ص ٨٣ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من قوله : « إنّ الله عزّوجلّ » إلى قوله : « يلد المؤمن الكافر والكافر المؤمن » مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٥٨ ، صدر ح ١٨ ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من قوله : « إنّ الله عزّوجلّ » مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٤ ، ح ١٦٥٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٣ ، ح ١٤.

(١٣) في البحار : « محمّد بن اُذينة ».

(١٤) في«ب،ج،ص،ف،ه،بر،بف» والبحار: «قوله».

(١٥) الأعراف (٧). : ١٧٢.

(١٦) في البحار : « قد قبض ».

٢١

تُرَابِ التُّرْبَةِ الَّتِي خَلَقَ(١) مِنْهَا آدَمَعليه‌السلام ، فَصَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ الْعَذْبَ الْفُرَاتَ ، ثُمَّ تَرَكَهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، ثُمَّ(٢) صَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ(٣) الْمَالِحَ(٤) الْأُجَاجَ ، فَتَرَكَهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، فَلَمَّا اخْتَمَرَتِ الطِّينَةُ أَخَذَهَا ، فَعَرَكَهَا عَرْكاً شَدِيداً ، فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ مِنْ(٥) يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ، وَأَمَرَهُمْ جَمِيعاً أَنْ يَقَعُوا فِي النَّارِ ، فَدَخَلَ(٦) أَصْحَابُ الْيَمِينِ ، فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً ، وَأَبى أَصْحَابُ(٧) الشِّمَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ».(٨)

١٤٥٨/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ(٩) - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَعليه‌السلام ، أَرْسَلَ الْمَاءَ عَلَى الطِّينِ ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً فَعَرَكَهَا ، ثُمَّ فَرَّقَهَا فِرْقَتَيْنِ بِيَدِهِ ، ثُمَّ ذَرَأَهُمْ فَإِذَا هُمْ يَدِبُّونَ ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَأَمَرَ أَهْلَ الشِّمَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا إِلَيْهَا ، فَهَابُوهَا وَلَمْ يَدْخُلُوهَا(١٠) ، ثُمَّ أَمَرَ أَهْلَ الْيَمِينِ أَنْ يَدْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ، فَدَخَلُوهَا ، فَأَمَرَ اللهُ - جَلَّ وَعَزَّ - النَّارَ فَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً ، فَلَمَّا رَأى ذلِكَ أَهْلُ الشِّمَالِ(١١) ، قَالُوا : رَبَّنَا ، أَقِلْنَا ،

__________________

(١). في حاشية « ز ، بف » والبحار : + « الله ».

(٢). في « بس » : « فلمّا ».

(٣). في « ز » : « ماء ».

(٤). في « ف » : « المِلْح ».

(٥). في « د » : « عن ».

(٦). في « ه » : « فدخلوا » على لغة أكلوني البراغيث ، أو يكون « أصحاب » بدلاً عن ضمير الجمع.

(٧). في « ب » : « أهل ».

(٨).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٧١ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٠٩ ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨ ، ح ١٦٥٤ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١١١ ، ح ٢٢.

(٩). في « ج ، د ، ز ، ض ، ه » : « جلّ وعزّ ». وفي « بر ، بف » : « جلّ وعلا ».

(١٠). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فلم يدخلوها ».

(١١). في « بس » : « أهل الشمال ذلك ».

٢٢

فَأَقَالَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمُ : ادْخُلُوهَا ، فَذَهَبُوا ، فَقَامُوا عَلَيْهَا وَلَمْ يَدْخُلُوهَا(١) ، فَأَعَادَهُمْ طِيناً(٢) ، وَخَلَقَ مِنْهَا آدَمَعليه‌السلام ».

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) : « فَلَنْ يَسْتَطِيعَ هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ، وَلَا هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ هؤُلَاءِ ».

قَالَ(٤) : « فَيَرَوْنَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ تِلْكَ النَّارَ ، فَلِذلِكَ قَوْلُهُ(٥) جَلَّ وَعَزَّ :( قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) (٦) ».(٧)

٣ - بَابٌ آخَرُ مِنْهُ‌

١٤٥٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - حَيْثُ خَلَقَ الْخَلْقَ ، خَلَقَ مَاءً عَذْباً وَ(٨) مَاءً مَالِحاً أُجَاجاً ، فَامْتَزَجَ الْمَاءَانِ ، فَأَخَذَ(٩) طِيناً مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ ، فَعَرَكَهُ عَرْكاً شَدِيداً ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ - وَهُمْ كَالذَّرِّ يَدِبُّونَ - : إِلَى الْجَنَّةِ بِسَلَامٍ ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي ، ثُمَّ قَالَ :( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا (١٠) يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ

__________________

(١). في « ب » : « فلم يدخلوها ».

(٢). فيالوافي : « عبّر عن إظهاره إيّاهم في عالم الخلق مفصّلة متفرّقة مبسوطة متدرّجة بالاعادة ؛ لأن هذا الوجود مباين لذلك ، متعقّب له ».

(٣). في « ض » : - « ولم يدخلوها - إلى - وقال أبو عبداللهعليه‌السلام ».

(٤). في « بف » : « وقال ».

(٥). في « ف » : « قال ».

(٦). الزخرف (٤٣) : ٨١.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٥٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٧ ، ح ١٥.

(٨). في « د » : + « خلق ».

(٩). في « ف » : « وأخذ ».

(١٠). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٢ : « في أكثر النسخ : أن تقولوا ، بصيغة الخطاب ، كما في القراءات المشهورة، =

٢٣

هذا غافِلِينَ ) (١)

ثُمَّ أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى النَّبِيِّينَ ، فَقَالَ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، وَأَنَّ هذَا مُحَمَّدٌ رَسُولِي ، وَأَنَّ هذَا عَلِيٌّ(٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا : بَلى ، فَثَبَتَتْ(٣) لَهُمُ النُّبُوَّةُ ؛ وَأَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلى أُولِي الْعَزْمِ أَنَّنِي رَبُّكُمْ ، وَمُحَمَّدٌ رَسُولِي ، وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ وُلَاةُ أَمْرِي وَخُزَّانُ عِلْمِيعليهم‌السلام ، وَأَنَّ الْمَهْدِيَّ أَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِي ، وَأُظْهِرُ بِهِ(٤) دَوْلَتِي ، وَأَنْتَقِمُ بِهِ مِنْ أَعْدَائِي ، وَأُعْبَدُ بِهِ طَوْعاً وَكَرْهاً ، قَالُوا : أَقْرَرْنَا يَا رَبِّ ، وَشَهِدْنَا(٥) ، وَلَمْ يَجْحَدْ آدَمُ وَلَمْ يُقِرَّ ، فَثَبَتَتِ(٦) الْعَزِيمَةُ لِهؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ فِي الْمَهْدِيِّ ، وَلَمْ يَكُنْ لآِدَمَ عَزْمٌ عَلَى الْإِقْرَارِ بِهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) » ،(٧) قَالَ : « إِنَّمَا هُوَ : فَتَرَكَ(٨) .

ثُمَّ أَمَرَ نَاراً ، فَأُجِّجَتْ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا ، فَهَابُوهَا ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : ادْخُلُوهَا ، فَدَخَلُوهَا ، فَكَانَتْ عَلَيْهِمْ(٩) بَرْداً وَسَلَاماً ، فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ :

__________________

= فيكون ذكر تتمّة الآية استطراداً. والأصوب هنا : أن يقولوا ، بصيغة الغيبة موافقاً لقراءة أبي عمرو في الآية ».

(١). الأعراف (٧). : ١٧٢.

(٢). في « ص ، ض ، ه ، بف » : - « عليّ ».

(٣). في « ب ، ض ، ف » والوافي : « فثبت ».

(٤). في « ض » : - « اُظهر به ».

(٥). في « ض » : « وشهدوا ».

(٦). في « ض » : « فتثبت ».

(٧). طه (٢٠) : ١١٥.

(٨). فيالوافي : « يعني : معنى (فَنَسِىَ ) هاهنا ليس إلّا « فترك ». ولعلّ السرّ في عدم عزم آدم على الإقرار بالمهديّ استبعاده أن يكون لهذا النوع الإنساني اتّفاق على أمر واحد ».

وفيمرآة العقول : « الظاهر أنّ المراد بعدم العزم عدم الاهتمام به وتذكّره ، أو عدم التصديق اللساني ؛ حيث لم يكن ذلك واجباً ، لا عدم التصديق به مطلقاً ، فإنّه لايناسب منصب النبوّة ، بل ما هو أدون منه ».

وفيشرح المازندراني : « لم يجحد آدم ولم يقرّ ، أي لم يجحد آدم عهد المهديّعليه‌السلام قلباً ، ولم يقرّ به لساناً ، بل أقرّ به قلباً. ولم يقرّ به لساناً لتولّهه وتأسّفه بضلالة أكثر أولاده وعلى هذا كأنّه لم يكن له عزم تامّ على الإقرار به ؛ إذ لو كان له ذلك العزم كما كان لاُولي العزم من الرسل ، لأقرّ به كما أقرّوا. أمّا قوله :( فَنَسِيَ ) معناه فترك الإقرار به لساناً ، أو فترك العزم على الإقرار به. وليس المراد به معناه الحقيقي ؛ فتأمّل ».

(٩). في « ف » : - « عليهم ».

٢٤

يَا رَبِّ(١) أَقِلْنَا ، فَقَالَ : قَدْ أَقَلْتُكُمُ ، اذْهَبُوا ، فَادْخُلُوهَا(٢) ، فَهَابُوهَا ، فَثَمَّ(٣) ثَبَتَتِ(٤) الطَّاعَةُ وَالْوَلَايَةُ وَالْمَعْصِيَةُ ».(٥)

١٤٦٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَ(٦) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَعليه‌السلام مِنْ ظَهْرِهِ(٧) لِيَأْخُذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَهُ ، وَبِالنُّبُوَّةِ لِكُلِّ نَبِيٍّ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهُ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِنُبُوَّتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً(٨) ، ثُمَّ قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لآِدَمَ : انْظُرْ مَا ذَا تَرى؟ ».

قَالَ : « فَنَظَرَ آدَمُعليه‌السلام إِلى ذُرِّيَّتِهِ - وَهُمْ ذَرٌّ - قَدْ مَلَؤُوا السَّمَاءَ ، قَالَ آدَمُعليه‌السلام : يَا رَبِّ ، مَا أَكْثَرَ ذُرِّيَّتِي! وَلِأَمْرٍ مَا خَلَقْتَهُمْ؟ فَمَا تُرِيدُ مِنْهُمْ بِأَخْذِكَ الْمِيثَاقَ عَلَيْهِمْ؟

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) (٩) وَيُؤْمِنُونَ(١٠) بِرُسُلِي ، وَيَتَّبِعُونَهُمْ.

قَالَ آدَمُعليه‌السلام : يَا رَبِّ ، فَمَا لِي أَرى بَعْضَ الذَّرِّ أَعْظَمَ مِنْ بَعْضٍ ، وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ كَثِيرٌ ،

__________________

(١). في « ص » : « ربّنا » بدل « يا ربّ ».

(٢). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والبحار والبصائر. وفي المطبوع : « فادخلوا ».

(٣). في « ض » : « ثَمَّ ».

(٤). في « ض ، بس » : « ثبت ».

(٥).بصائر الدرجات ، ص ٧٠ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١ ، ح ١٦٥٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١١٣ ، ح ٢٣.

(٦). في « ب » : + « عن ». هذا ، والعاطف يعطف « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه » على « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن‌محمّد » ، وأحمد بن محمّد وإبراهيم بن هاشم والد عليّ يرويان عن الحسن بن محبوب ، فيكون في السند تحويل.

(٧). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « من صلبه ».

(٨). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ». وفي قليل من النسخ والمطبوع : «صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٩). النور (٢٤) : ٥٥.

(١٠). في « ف » : + « بي و ».

٢٥

وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ قَلِيلٌ ، وَبَعْضَهُمْ لَيْسَ لَهُ نُورٌ(١) ؟

فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَذلِكَ(٢) خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي كُلِّ حَالَاتِهِمْ.

قَالَ آدَمُعليه‌السلام : يَا رَبِّ ، فَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ ؛ فَأَتَكَلَّمَ؟

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : تَكَلَّمْ ؛ فَإِنَّ رُوحَكَ مِنْ رُوحِي ، وَطَبِيعَتَكَ(٣) خِلَافُ(٤) كَيْنُونَتِي(٥) .

قَالَ آدَمُ : يَا رَبِّ(٦) ، فَلَوْ كُنْتَ خَلَقْتَهُمْ عَلى مِثَالٍ وَاحِدٍ ، وَقَدْرٍ وَاحِدٍ ، وَطَبِيعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَجِبِلَّةٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَلْوَانٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَعْمَارٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَرْزَاقٍ سَوَاءٍ ، لَمْ يَبْغِ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وَلَمْ يَكُنْ(٧) بَيْنَهُمْ تَحَاسُدٌ وَلَا تَبَاغُضٌ ، وَلَا اخْتِلَافٌ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ.

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا آدَمُ ، بِرُوحِي(٨) نَطَقْتَ ، وَبِضَعْفِ طَبِيعَتِكَ(٩) تَكَلَّفْتَ(١٠) مَا لَاعِلْمَ لَكَ بِهِ ، وَأَنَا الْخَالِقُ الْعَالِمُ(١١) ، بِعِلْمِي خَالَفْتُ بَيْنَ خَلْقِهِمْ(١٢) ، وَبِمَشِيئَتِي يَمْضِي(١٣) فِيهِمْ أَمْرِي ، وَإِلى تَدْبِيرِي وَتَقْدِيرِي(١٤) صَائِرُونَ ، لَا(١٥) تَبْدِيلَ لِخَلْقِي ، إِنَّمَا(١٦) خَلَقْتُ الْجِنَّ‌

__________________

(١). في « ب » وحاشية « بف » والبحار : + « أصلاً ».

(٢). في « ه » : « لذلك ». وفي حاشية « ج » : « ولذلك ». وفي مرآة العقول والبحار : « وكذلك ».

(٣). هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : + « [ من ] ». و « الطبع » : الجبلّة التي خلق الإنسان عليها. و « الطبيعة » : مزاج الإنسان المركّب من الأخلاط.المصباح المنير ، ص ٣٦٩ ( طبع ).

(٤). في « ف » : « بخلاف ».

(٥). في « ج ، د ، ه » وحاشية « بر » والوافي : « كينونيّتي ».

(٦). في « ب » والبحار : - « يا ربّ ».

(٧). في البحار : « ولم يك ».

(٨). في الاختصاص : « بوحيي ».

(٩). في « ز » وحاشية « بر » : « قوّتك ».

(١٠). في « ف » والبحار : « تكلّمت ».

(١١). في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار والعلل والاختصاص : « العليم ».

(١٢). في حاشية « ز » : « بعلمي خلقتهم » بدل « بعلمي خالفت بين خلقهم ».

(١٣) في « ف » : « نمضي ».

(١٤) في « ز » : + « وأمري ».

(١٥) في « ف » والبحار : « ولا ».

(١٦) في « ص » والوافي والعلل والاختصاص :«وإنّما».

٢٦

والْإِنْسَ لِيَعْبُدُونِ(١) ، وَخَلَقْتُ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَطَاعَنِي وَعَبَدَنِي(٢) مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ رُسُلِي وَلَا أُبَالِي ، وَخَلَقْتُ النَّارَ لِمَنْ كَفَرَ بِي وَعَصَانِي وَلَمْ يَتَّبِعْ رُسُلِي وَلَا أُبَالِي ، وَخَلَقْتُكَ وَخَلَقْتُ ذُرِّيَّتَكَ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ(٣) بِي إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ ، وَإِنَّمَا خَلَقْتُكَ وَخَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَكَ وَأَبْلُوَهُمْ أَيُّكُمْ(٤) أَحْسَنُ عَمَلاً فِي دَارِ الدُّنْيَا فِي حَيَاتِكُمْ وَقَبْلَ مَمَاتِكُمْ ، فَلِذلِكَ(٥) خَلَقْتُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، وَالْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ ، وَالطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَكَذلِكَ(٦) أَرَدْتُ فِي تَقْدِيرِي وَتَدْبِيرِي.

وَبِعِلْمِيَ النَّافِذِ فِيهِمْ خَالَفْتُ بَيْنَ صُوَرِهِمْ وَأَجْسَامِهِمْ وَأَلْوَانِهِمْ وَأَعْمَارِهِمْ وَأَرْزَاقِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَمَعْصِيَتِهِمْ(٧) ، فَجَعَلْتُ مِنْهُمُ الشَّقِيَّ وَالسَّعِيدَ ، وَالْبَصِيرَ وَالْأَعْمى ، وَالْقَصِيرَ وَالطَّوِيلَ ، وَالْجَمِيلَ وَالدَّمِيمَ(٨) ، وَالْعَالِمَ وَالْجَاهِلَ ، وَالْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ ، وَالْمُطِيعَ وَالْعَاصِيَ ، وَالصَّحِيحَ وَالسَّقِيمَ ، وَمَنْ بِهِ الزَّمَانَةُ(٩) وَمَنْ لَاعَاهَةَ بِهِ ، فَيَنْظُرُ الصَّحِيحُ إِلَى الَّذِي(١٠) بِهِ الْعَاهَةُ ، فَيَحْمَدُنِي عَلى عَافِيَتِهِ(١١) ، وَيَنْظُرُ الَّذِي بِهِ الْعَاهَةُ إِلَى الصَّحِيحِ ، فَيَدْعُونِي وَيَسْأَلُنِي أَنْ أُعَافِيَهُ ، وَيَصْبِرُ عَلى بَلَائِي ، فَأُثِيبُهُ(١٢) جَزِيلَ عَطَائِي ، وَيَنْظُرُ الْغَنِيُّ إِلَى الْفَقِيرِ ، فَيَحْمَدُنِي وَيَشْكُرُنِي ، وَيَنْظُرُ الْفَقِيرُ إِلَى الْغَنِيِّ ، فَيَدْعُونِي وَيَسْأَلُنِي ، وَيَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الْكَافِرِ ، فَيَحْمَدُنِي عَلى مَا هَدَيْتُهُ(١٣) ،

__________________

(١). في « ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والعلل والاختصاص : « ليعبدوني ».

(٢). في « ب ، د ، ف ، ه، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي والعلل والاختصاص : « عبدني وأطاعني ». وفي « ج ، ز ، ص ، بس » والبحار : « عبدني فأطاعني ».

(٣). « الفاقة » : الحاجة ، ولا فعل لها.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٢٥ ( فوق ).

(٤). في « ز، بس» وحاشية « ب ، ف » : « أيّهم ».

(٥). في « ب ، د ، ف ، ه ، بر » : « ولذلك ».

(٦). في حاشية « ج » : « ولذلك ».

(٧). في حاشية « ف » : « وطاعاتهم ومعاصيهم ».

(٨). في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » والمرآة والعلل - ناقلاً عن أكثر النسخ - : « الذميم ». وفي شرح المازندراني : « الدهم ». و « الدمامة » : القِصَر والقبح ، ورجل دميم.النهاية ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ( دمم ).

(٩). « الزمانة » : العاهة. زَمِن زَمَناً وزُمَنةً وزَمانةً فهو زَمِن وزَمينٌ.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٨٢ ( زمن ).

(١٠). في « ج ، ه » : « من ».

(١١). في « ز » : « عافية ».

(١٢). في الاختصاص : « فأتيته ».

(١٣) في هامش المطبوع عن بعض النسخ:«ما هديتهم».

٢٧

فَلِذلِكَ(١) خَلَقْتُهُمْ(٢) لِأَبْلُوَهُمْ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَفِيمَا أُعَافِيهِمْ وَفِيمَا أَبْتَلِيهِمْ وَفِيمَا أُعْطِيهِمْ وَفِيمَا أَمْنَعُهُمْ.

وَأَنَا اللهُ الْمَلِكُ الْقَادِرُ ، وَلِي أَنْ أَمْضِيَ(٣) جَمِيعَ مَا قَدَّرْتُ عَلى مَا دَبَّرْتُ ، وَلِي أَنْ أُغَيِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا شِئْتُ إِلى مَا شِئْتُ ، وَأُقَدِّمَ مِنْ ذلِكَ مَا أَخَّرْتُ ، وَأُؤَخِّرَ مِنْ ذلِكَ مَا قَدَّمْتُ(٤) ، وَأَنَا اللهُ الْفَعَّالُ لِمَا أُرِيدُ(٥) ، لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ ، وَأَنَا أَسْأَلُ خَلْقِي عَمَّا هُمْ فَاعِلُونَ ».(٦)

١٤٦١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ وَعُقْبَةَ(٧) جَمِيعاً :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَخَلَقَ مَنْ(٨) أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ ، وَكَانَ(٩) مَا أَحَبَّ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ مَنْ(١٠) أَبْغَضَ مِمَّا أَبْغَضَ ، وَكَانَ(١١) مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ(١٢) النَّارِ ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ ».

فَقُلْتُ : وَأَيُّ(١٣) شَيْ‌ءٍ الظِّلَالُ؟

__________________

(١). في « ف » : « فكذلك ».

(٢). في « ه » وحاشية « بف » : « كلّفتهم ».

(٣). في « ه » : « أقضي ».

(٤).في«ب،د،ز،بر،بس، بف »:« ماقدّمت من ذلك ».

(٥). في « ص ، ف » : « يريد ».

(٦).علل الشرائع ، ص ١٠ ، ح ٤ ، بطريقين مختلفين عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب.الاختصاص ، ص ٣٣٢ ، مرسلاً عن هشام بن سالم ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٢ ، ح ١٦٥٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١١٦ ، ح ٢٤.

(٧). تقدّم الخبر فيالكافي ، ح ١١٨١ بنفس الإسناد عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمّد الجعفي - وفي المطبوع : « الجعفري » ، لكن صحّحناه هناك - عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وعن عقبة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

(٨). في الكافي ، ح ١١٨١ : « ما ».

(٩). في « ب ، ج ، ه » والبحار : « فكان ».

(١٠). في البحار والكافي ، ح ١١٨١ : « ما ».

(١١). في « ب » : « فكان ».

(١٢). في « ج ، د ، ه ، بف » وحاشية « بر » : + « من ».

(١٣) في « ه » : « فأيّ ».

٢٨

فَقَالَ(١) : « أَلَمْ تَرَ إِلى ظِلِّكَ(٢) فِي الشَّمْسِ شَيْئاً(٣) وَلَيْسَ بِشَيْ‌ءٍ ».

« ثُمَّ بَعَثَ(٤) مِنْهُمُ(٥) النَّبِيِّينَ ، فَدَعَوْهُمْ(٦) إِلَى الْإِقْرَارِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّوَجَلَّ :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (٧) ثُمَّ دَعَوْهُمْ(٨) إِلَى الْإِقْرَارِ بِالنَّبِيِّينَ فَأَقَرَّ بَعْضُهُمْ ، وَأَنْكَرَ بَعْضٌ(٩) ، ثُمَّ دَعَوْهُمْ(١٠) إِلى وَلَايَتِنَا ، فَأَقَرَّ بِهَا وَاللهِ مَنْ أَحَبَّ ، وَأَنْكَرَهَا مَنْ أَبْغَضَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَما (١١) كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ) (١٢) ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « كَانَ التَّكْذِيبُ ثَمَّ ».(١٣)

٤ - بَابُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ

وَأَقَرَّ (١٤) لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ‌

١٤٦٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « قال ».

(٢). في البصائر : « إذا ظلّل » بدل « إلى ظلّك ».

(٣). في « ه » والكافي ، ح ١١٨١ : « شي‌ء ». وقال فيمرآة العقول : « وقوله : شيئاً ، بتقدير تحسبه ، أو الرؤية بمعنى العلم ، لكن ينافيه تعديتها ب- « إلى ». والأظهر : شي‌ء ، كما كان فيما مضى ».

(٤). في الكافي ، ح ١١٨١ : + « الله ».

(٥). في البحار والكافي ، ح ١١٨١ والبصائر وتفسير العيّاشي : « فيهم ».

(٦). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر وتفسير العيّاشي : « يدعونهم ».

(٧). الزخرف (٤٣) : ٨٧.

(٨). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « دعاهم ».

(٩). في « ج » والبحار والكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « بعضهم ».

(١٠). في الكافي ، ح ١١٨١ والبصائر : « دعاهم ».

(١١). هكذا في القرآن. وفي أكثر النسخ والوافي : « وما ». وفي المطبوع : « ما ».

(١٢). يونس (١٠). : ٧٤.

(١٣)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية ، ح ١١٨١.بصائر الدرجات ، ص ٨٠ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين.علل الشرائع ، ص ١١٨ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٧ ، عن عبد الله بن محمّد الجعفي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٥ ، ح ١٦٥٢ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٨ ، ح ١٦.

(١٤) ١٤. في « ص ، ف » : « أقرّ وأجاب ».

٢٩

صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) : « أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : بِأَيِّ شَيْ‌ءٍ سَبَقْتَ الْأَنْبِيَاءَ(٢) وَأَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَخَاتَمَهُمْ؟

فَقَالَ(٣) : إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي ، وَأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حَيْثُ(٤) أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ(٥) النَّبِيِّينَ ،( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) (٦) فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ(٧) قَالَ : بَلى ، فَسَبَقْتُهُمْ بِالْإِقْرَارِ(٨) بِاللهِ(٩) عَزَّ وَجَلَّ ».(١٠)

١٤٦٣/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي لَأَرى بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَعْتَرِيهِ النَّزَقُ(١٢) وَالْحِدَّةُ(١٣) وَالطَّيْشُ(١٤) ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ غَمّاً شَدِيداً ، وَأَرى مَنْ خَالَفَنَا ، فَأَرَاهُ حَسَنَ‌

__________________

(١). في « ف » وتفسير العيّاشي والعلل : + « قال ».

(٢). في العلل : + « وفضّلت عليهم ».

(٣). في البحار والكافي ، ح ١١٩٧ والبصائر والعلل : « قال ».

(٤). في « ه ، بف » وحاشية « ب » والوافي والكافي ، ح ١١٩٧ : « حين ».

(٥). في « ج ، ه » : « الميثاق على ».

(٦). الأعراف (٧). : ١٧٢. وفي « ه » والكافي ، ح ١١٩٧ والبصائر وتفسير العيّاشي والعلل : + (قَالُوا بَلَى ).

(٧). في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بف » : « مَن ».

(٨). في تفسير العيّاشي والعلل : « إلى الإقرار ».

(٩). في « ز » : « لله ».

(١٠).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ووفاته ، ح ١١٩٧ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد.بصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٢ ، عن الحسن بن محبوب.علل الشرائع ، ص ١٢٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٠٧ ، عن صالح بن سهلالوافي ، ج ٤ ، ص ١٢٦ ، ح ١٧٢٠ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٦.

(١١). السند معلّق على سابقه ، ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(١٢). « النزق » : خفّة في كلّ أمرٍ ، وعجلة في جهل وحُمق.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٨٠ ( نزق ).

(١٣) « الحَدُّ » و « الحِدَّة » : ما يعتري الإنسان من الغضب والنَّزَق.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٠٥ (حدد).

(١٤) « الطَّيْش » : النَّزَقُ والخفَّة ، والرجل طيّاش. والنزق والحدّة والطيش متقاربة المعاني من جهة الفساد في=

٣٠

السَّمْتِ(١) ؟

قَالَ : « لَا تَقُلْ حَسَنَ السَّمْتِ ؛ فَإِنَّ(٢) السَّمْتَ سَمْتُ الطَّرِيقِ ، وَلكِنْ قُلْ : حَسَنَ السِّيمَاءِ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) (٣) ».

قَالَ : قُلْتُ : فَأَرَاهُ حَسَنَ السِّيمَاءِ ، وَ(٤) لَهُ وَقَارٌ ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ؟

قَالَ(٥) : « لَا تَغْتَمَّ لِمَا رَأَيْتَ(٦) مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ ، وَلِمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكَ ؛ إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَعليه‌السلام ، خَلَقَ تِلْكَ(٧) الطِّينَتَيْنِ(٨) ، ثُمَّ فَرَّقَهُمَا فِرْقَتَيْنِ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَسْعى ، وَقَالَ لِأَهْلِ(٩) الشِّمَالِ : كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَدْرُجُ ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَقَالَ : ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي(١٠) ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ(١١) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ اتَّبَعَهُ(١٢) أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَأَوْصِيَاؤُهُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ.

ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ : ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي ، فَقَالُوا : رَبَّنَا ، خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟ فَعَصَوْا ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ : اخْرُجُوا بِإِذْنِي مِنَ النَّارِ ، فَخَرَجُوا(١٣) لَمْ‌

__________________

= القوّة الشهويّة والغضبيّة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٠ ؛الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩١ ( خيل ).

(١). « السَّمت » : عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوَقار ، وحُسن السيرة والطريقة ، واستقامة المنظر والهَيئة.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ( سمت ).

(٢). في شرح المازندراني : + « حسن ».

(٣). الفتح (٤٨) : ٢٩. وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : -( مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) .

(٤). في « ب ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « و ».

(٥). في « ج ، ه » : « فقال ».

(٦). في « ه » : « لما ترى ».

(٧). في « ز ، ص ، بس » : « ذلك ». وفي « ف » : « تينك ».

(٨). في « ج ، ه » : « الطينين ».

(٩). في حاشية « ز » والبحار : « لأصحاب ».

(١٠). في « ص ، ف » والوافي : + « فدخلوها ».

(١١). في « ج ، ص » : « محمّداً ».

(١٢). في « ب ، ص » : « أتبعه ».

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع وبعض النسخ : - « فخرجوا ».

٣١

تَكْلِمِ(١) النَّارُ مِنْهُمْ(٢) كَلْماً ، وَلَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِمْ أَثَراً ، فَلَمَّا رَآهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَالِ قَالُوا : رَبَّنَا ، نَرى أَصْحَابَنَا قَدْ سَلِمُوا ، فَأَقِلْنَا(٣) وَمُرْنَا بِالدُّخُولِ ، قَالَ(٤) : قَدْ أَقَلْتُكُمْ ، فَادْخُلُوهَا ، فَلَمَّا دَنَوْا(٥) وَأَصَابَهُمُ الْوَهَجُ(٦) رَجَعُوا ، فَقَالُوا : يَا رَبَّنَا ، لَاصَبْرَ لَنَا عَلَى الِاحْتِرَاقِ ، فَعَصَوْا ، فَأَمَرَهُمْ(٧) بِالدُّخُولِ ثَلَاثاً ، كُلَّ ذلِكَ يَعْصُونَ وَيَرْجِعُونَ ، وَأَمَرَ أُولئِكَ(٨) ثَلَاثاً ، كُلَّ ذلِكَ يُطِيعُونَ وَيَخْرُجُونَ ، فَقَالَ لَهُمْ : كُونُوا طِيناً بِإِذْنِي ، فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَعليه‌السلام ».

قَالَ : « فَمَنْ كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ لَايَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ لَايَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ وَخُلُقِهِمْ ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ(٩) مِنْ لَطْخِ(١٠) أَصْحَابِ الشِّمَالِ ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ(١١) مَنْ خَالَفَكُمْ وَوَقَارِهِمْ ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ(١٢) أَصْحَابِ الْيَمِينِ».(١٣)

١٤٦٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(١٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « د » : « فلم تكلم ». وأصل الكلم : الجرح.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٩ ( كلم ).

(٢). في « ز » والبحار : « منهم النار ».

(٣). أقال الله عثرته : رفعه من سقوطه ، ومنه الإقالة في البيع ؛ لأنّها رفع العقد.المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيل ).

(٤). في « ه » : « فقال ».

(٥). في « ج ، ه » : « فلمّا أن دَنَوا ».

(٦). « الوَهَجُ » : حرّ النار.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤٨ ( وهج ).

(٧). في الوافي : « وأمرهم ».

(٨). في « ه » : « هؤلاء ». وفي « بر » : « ذلك ».

(٩). في البحار : « أصاب ».

(١٠). « اللطخ » : التلويث ، والمراد المخالطة. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٨٤ ( لطخ ) ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٣٥. (١١). في « العلل » : « شيم ».

(١٢). في « ه » : « خلط ».

(١٣)علل الشرائع ، ص ٨٣ ، ح ٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبد الله بن سنان ، من قوله : « وما رأيت من نزق أصحابك »الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧ ، ح ١٦٥٣ ؛البحار ج ٦٧ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٥.

(١٤) هكذا في « ه » وحاشية « بر ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». وما أثبتناه هو الصواب ؛ =

٣٢

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : بِأَيِّ شَيْ‌ءٍ سَبَقْتَ وُلْدَ آدَمَ؟

قَالَ : إِنِّي(١) أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ(٢) بِرَبِّي(٣) ؛ إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (٤) فَكُنْتُ(٥) أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ ».(٦)

٥ - بَابُ كَيْفَ أَجَابُوا وَهُمْ ذَرٌّ (٧)

١٤٦٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : كَيْفَ أَجَابُوا(٨) وَهُمْ ذَرٌّ؟!

قَالَ : « جَعَلَ فِيهِمْ مَا إِذَا سَأَلَهُمْ أَجَابُوهُ(٩) ، يَعْنِي فِي الْمِيثَاقِ ».(١٠)

__________________

= فقد روى محمّد بن الحسن الصفّار الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٨٦ ، ح ١٢ ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن سعدان بن مسلم. وورد الخبر فيمختصر البصائر ، ص ٣٩٤ ، ح ٤٤٧ نقلاً منالكافي ، وفيه أيضاً : « محمّد بن الحسن ».

يؤيّد ذلك مضافاً إلى عدم ثبوت رواية محمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب - عن عليّ بن إسماعيل في موضع ، كثرة رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين الموجبة لسهو القلم من قبل النسّاخ. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٧ - ٨.

(١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « إنّني ». وفي البصائر : « أنا ».

(٢). في الوافي : « آمن - أقرّ خ ل - ».

(٣). في البصائر : « ببلى ».

(٤). الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٥). في « ف » : + « أنا ».

(٦).بصائر الدرجات ، ص ، ح ١٢ ، عن عليّ بن إسماعيلالوافي ،ج ٤ ، ص ١٢٧ ، ح ١٧٢١ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٧. (٧).في «ه»:«باب في إجابة الخلق وهم ذرّ لله ‌جلّ وعزّ».

(٨). في حاشية « د ، بر » والعيّاشي : « أجابوه ».

(٩). في البحار : « أجابوا ».

(١٠).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ١٠٤ ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٥٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٠٠ ، ح ١٧.

٣٣

٦ - بَابُ فِطْرَةِ الْخَلْقِ عَلَى التَّوْحِيدِ‌

١٤٦٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ(١) :( فِطْرَتَ (٢) اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) (٣) ؟ قَالَ : « التَّوْحِيدُ ».(٤)

١٤٦٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) : مَا تِلْكَ الْفِطْرَةُ؟

قَالَ : « هِيَ الْإِسْلَامُ ، فَطَرَهُمُ اللهُ حِينَ(٥) أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى التَّوْحِيدِ ، قَالَ(٦) :( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) (٧) وَفِيهِ(٨) الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ(٩) ».(١٠)

١٤٦٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

(١). في « ج ، د » والوافي والأمالي : + « له ».

(٢). « الفَطْر » : الابتداء والاختراع ، و « الفِطرة » : الحالة منه ؛ كالجِلْسة. والمعنى : أنّه يُخلق على نوع من الجِبِلّة والطبع المتهيِّئ لقبول التوحيد. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥٧ ( فطر ).

(٣). الروم (٣٠) : ٣٠. وفي حاشية « ز » : + « ما تلك الفطرة ».

(٤).التوحيد ، ص ٣٢٨ ، ح ٢ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم. وفيبصائر الدرجات ، ص ٧٨ ، ح ٧ ؛ وتفسير فرات ، ص ٣٢٢ ، ح ٤٣٦ ؛ والتوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٧ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره.التوحيد ، ص ٣٢٨ ، ح ١ ، بسند آخر.تفسير القميّ ، ج ٢ ، ص ١٥٤ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن أبي جعفرعليهم‌السلام ، مع اختلاف وزيادة.الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٠ ، المجلس ٣٥ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦١. (٥). في « ف » : « حتّى ».

(٦). في « ج ، ف ، ه » والتوحيد : « فقال ».

(٧). الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٨). في « بر » : « ومنهم ». وفي « بف » وحاشية « بس » : « وفيهم ».

(٩). في البحار : - « قال : « أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ » ، وفيه المؤمن والكافر ».

(١٠).التوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٣ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦٤ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣٤ ، ح ٦.

٣٤

رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) .

قَالَ : « فَطَرَهُمْ(١) جَمِيعاً عَلَى التَّوْحِيدِ ».(٢)

١٤٦٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( حُنَفاءَ لِلّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ) (٣) .

قَالَ : « الْحَنِيفِيَّةُ مِنَ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ(٤) النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ». قَالَ : « فَطَرَهُمْ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِهِ(٥) ».

قَالَ(٦) زُرَارَةُ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ(٧) عَزَّ وَجَلَّ :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (٨) الْآيَةَ.

قَالَ : « أَخْرَجَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ ، فَعَرَّفَهُمْ وَأَرَاهُمْ نَفْسَهُ(٩) ، وَلَوْ لَا(١٠) ذلِكَ لَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ رَبَّهُ ».

وَقَالَ : « قَالَ(١١) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، يَعْنِي الْمَعْرِفَةَ(١٢) بِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَالِقُهُ(١٣) ، كَذلِكَ قَوْلُهُ :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ

__________________

(١). في « ف » : + « عليها ».

(٢).التوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ؛ وفيالمحاسن ، ص ٢٤١ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٢٢ ؛ والتوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٤ ، بسندهما عن زرارة ؛وفيه ، ص ٣٣٠ ، ح ٨ ، بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦٣.

(٣). الحجّ (٢٢) : ٣١.

(٤). في « ج » والبحار : - « الله ».

(٥). في « ه » : « له ».

(٦). في البحار : « فقال ».

(٧). في « ف » : « قوله ».

(٨). الأعراف (٧) : ١٧٢.

(٩). في التوحيد : « صنعه ».

(١٠). في « ج ، ه » : « فلولا ».

(١١). في « ه » : « قال وقال ».

(١٢). في « ب ، ج ، د ، ف ، ه ، بر » والوافي والتوحيد : « على المعرفة ».

(١٣) في « ص » : « خلقه ».

٣٥

لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (١) ».(٢)

١٤٧٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ أَبِي جَمِيلَةَ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ(٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها ) (٥) قَالَ: « فَطَرَهُمْ عَلَى التَّوْحِيدِ ».(٦)

٧ - بَابُ كَوْنِ الْمُؤْمِنِ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ‌

١٤٧١/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُيَسِّرٍ(٧) ، قَالَ :

__________________

(١). لقمان (٣١) : ٢٥ ؛ الزمر (٣٩) : ٣٨.

(٢).معاني الأخبار ، ص ٣٤٩ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، إلى قوله : « الحنيفيّة من الفطرة ».التوحيد ، ص ٣٣٠ ، ح ٩ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ؛المحاسن ، ص ٢٤١ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٢٣ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « قال : فطرهم على المعرفة به ». وفيبصائر الدرجات ، ص ٧١ ، ح ٦ ؛ وص ٧٢ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام .تفسير فرات ، ص ١٤٨ ، ح ١٨٦ ، عن محمّد بن القاسم معنعناً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ ) ، وفي كلّها معاختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٥٨ ، ح ١٦٦٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣٥ ، ح ٧ ، إلى قوله : « لم يعرف أحد ربّه ».

(٣). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر » والوافي. وفي « ج » والمطبوع : « ابن أبي جميلة ». وهوسهو ؛ فقد روى الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح كتاب محمّد بن عليّ الحلبي ، وورد في بعض الأسناد توسّط أبي جميلة بين ابن فضّال ومحمّد [ بن عليّ ]الحلبي . راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٨٥ ، الرقم ٥٨٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٧٩ ؛ وج ٢١ ، ص ٣٦٧.

(٤). في الوافي : « محمّد بن عليّ الحلبي ».

(٥). الروم (٣٠) : ٣٠.

(٦).التوحيد ، ص ٣٢٩ ، ح ٥ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٧ ، ح ١٦٦٢.

(٧). هكذا في « ز ». وفي « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بف ، جر » والمطبوع : « ميسرة ». وفي « ف » : « الميسرة». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد ذكر الشيخ في رجاله ، ص ٣٠٩ ، الرقم ٤٥٧١ : مُيَسِّر بن عبدالله النخعي. وقال « روى عنهما ( الصادق والباقرعليهما‌السلام ) ابناه محمّد وعليّ ». وذكر أيضاً في أصحاب الصادقعليه‌السلام عليّ بن ميسّر بن عبدالله النخعي ، مولاهم =

٣٦

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ نُطْفَةَ الْمُؤْمِنِ لَتَكُونُ(١) فِي صُلْبِ الْمُشْرِكِ ، فَلَا يُصِيبُهُ مِنَ الشَّرِّ(٢) شَيْ‌ءٌ ، حَتّى إِذَا صَارَ(٣) فِي رَحِمِ الْمُشْرِكَةِ ، لَمْ يُصِبْهَا(٤) مِنَ الشَّرِّ شَيْ‌ءٌ حَتّى تَضَعَهُ ، فَإِذَا وَضَعَتْهُ ، لَمْ يُصِبْهُ مِنَ الشَّرِّ شَيْ‌ءٌ حَتّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ الْقَلَمُ ».(٥)

١٤٧٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي(٦) قَدْ(٧) أَشْفَقْتُ مِنْ دَعْوَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَلى يَقْطِينٍ(٨) وَمَا وَلَدَ.

__________________

=كوفي ، كما ذكر محمّد بن ميسّر بن عبدالله وقال : « مولى وأخوه عليّ ».رجال الطوسي ، ص ٢٤٥ ، الرقم ٣٤٠٠ ؛ وص ٢٩٤ ، الرقم ٤٢٩٩.

هذا ، وقد قال ابن ناصر الدين فيتوضيح المشتبه ، ج ٨ ، ص ٣٠ بعد ضبط مُيَسِّر : « عليّ بن مُيَسِّر الكوفي ، وأخوه محمّد بن مُيَسِّر ، عن جعفر الصادق » ، كما قال العسقلاني فيتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، ج ٤ ، ص ١٢٤٨ ،ذيل لفظة مُيسِّر : « عليّ بن مُيسِّر الكوفي وأخوه محمّد بن مُيسِّر ».

ويؤيّد ذلك كلّه أنّ البرقي روى فيالمحاسن ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣ - وعنه البحار ، ج ٦٤ ، ص ٧٨ ، ح ٥ - مضمون الخبر ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن عليّ بن ميسّر ، عمّن ذكره ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .

ثمّ إنّه وقع الكلام في اتّحاد مُيَسِّر بن عبدالله ومُيَسِّر بن عبدالعزيز ، والظاهر اتّحادهما وأنّ ميسِّر بن عبدالله محرّف ، كما ثبت في محلّه.

(١). في « ب » : « لتكوّن ».

(٢). في حاشية « بع ، جح ، جه » : « من الشرك ».

(٣). في « ب ، ز » : « صارت ».

(٤). في « ج ، د » والوافي : « لم يصبه ».

(٥).المحاسن ، ص ١٣٨ ،كتاب الصفوة ، ح ٢٣ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاءالوافي ، ج ٤ ، ص ٧٠ ، ح ١٦٧٤.

(٦). في « ب ، ج ، ز ، بس ، بف » وحاشية « د » والوافي : « إنّني ».

(٧). في « بس » : - « قد ».

(٨). قال الشيخ فيالفهرست ، ص ٩٠ ، الرقم ٣٧٨ : « عليّ بن يقطينرضي‌الله‌عنه ثقة ، جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، عظيم المكان في الطائفة ، وكان يقطين من وجوه الدعاة فطلبه مروان فهرب ، وابنه عليّ بن يقطين هذا ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة وهربت به اُمّه وبأخيه عبيد بن يقطين إلى المدينة ، فلمّا ظهرت الدولة الهاشميّة ظهر يقطين وعادت أُمّ عليّ بعليّ وعبيد ، فلم يزل في خدمة السفّاح والمنصور ، مع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة ، وكذلك ولده ، وكان يحمل الأموال إلى جعفر الصادقعليه‌السلام ، ونُمّ خبره إلى المنصور والمهديّ فصرفها عنه كيدهما ».

٣٧

فَقَالَ : « يَا أَبَا الْحَسَنِ ، لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ(١) ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ بِمَنْزِلَةِ الْحَصَاةِ فِي اللَّبِنَةِ ، يَجِي‌ءُ الْمَطَرُ ، فَيَغْسِلُ اللَّبِنَةَ ، وَلَا(٢) يَضُرُّ الْحَصَاةَ شَيْئاً »(٣) .(٤)

٨ - بَابُ إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمُؤْمِنَ (٥)

١٤٧٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْحُلْوَانِيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الصَّيْقَلِ(٦) الرَّازِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً(٧) تُسَمَّى الْمُزْنَ(٨) ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ‌

__________________

= ونقله العلّامة المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٦٥ ، ثمّ قال : « وأقول : هذا الخبر وما تقدّم في باب كراهية التوقيت يدلّان على أنّ يقطين لم يكن مشكوراً وكان منحرفاً عن هذه الناحية ، وهذا الخبر يدلّ على أنّ الصادقعليه‌السلام كان دعا على يقطين وولده ولعنهم ، وكان عليّ مشفقاً خائفاً من أن يصيبه أثر تلك الدعوة واللعنة ، فأجابعليه‌السلام بأنّ اللعنة وسائر الشرار لاتصيب المؤمن الذي في صلب الكافر ، وشبّه ذلك بالحصاة في اللبنة ؛ فإنّه لايضرّ الحصاة ما تقع على اللبنة من المطر وغيره ، فعلى هذا شبّهعليه‌السلام اللعنة بالمطر ؛ لأنّ المطر يفتّت اللبنة ويفرّقها ويبطلها ، فكذا اللعنة تبطل من تصيبه وتفتّته وتفرّقه.

ويحتمل أن يكون شبّهعليه‌السلام الرحمة والألطاف التي تشمل من الله تعالى المؤمن بالمطر ، ويكون الغرض أنّ ألطافه سبحانه ورحماته التي تحفظ طينة المؤمن تغسله وتطهّره من لوث الكفر وما يلزمه وما يتبعه من اللعنات والعقوبات ، كما يغسل المطر لوث الطين من الحصاة ، ولعلّه أظهر.

وحاصل الكلام على الوجهين أنّ دعاءهعليه‌السلام كان مشروطاً بعدم إيمانهم ولم يكن مطلقاً ، وكان غرضهعليه‌السلام اللعن على من يشبهه من أولاده ». (١). « في « ه » : « ذهبت ».

(٢). في البحار : « فلا ».

(٣). فيمرآة العقول : « قوله : شيئاً ، أي من الضرر. وفي بعض النسخ : شي‌ءٌ ، أي من الآفات واللعنات والشرور».

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٠ ، ح ١٦٧٥ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٥٨ ، ح ٣٠.

(٥). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « باب كيفيّة خلق المؤمن ».

(٦). في الوافي : « الصيقلي ».

(٧). في البحار ، ج ٦٠ : « لثمرة ».

(٨). فيالوافي : « قد مضى ما يصلح لأن يكون شرحاً وبياناً ما لهذا الحديث ، والجنّة تشمل جنان الجبروت والملكوت. والمزن : السحاب ، وهو أيضاً يعمّ سحاب ماء الرحمة والجود والكرم ، وسحاب ماء المطر والخصب والديم. وكما أنّ لكلّ قطرة من ماء المطر صورة وسحاباً انفصلت منه في عالم الملك ، كذلك له =

٣٨

__________________

= صورة وسحاب انفصلت منه في عالمي الملكوت والجبروت. وكما أنّ البقلة والثمرة تتربّى بصورتها الملكيّة ، كذلك تتربّى بصورتها الملكوتيّة والجبروتيّة المخلوقتين من ذكر الله تعالى اللتين من شجرة المزن الجناني. وكما أنّهما تتربّيان بها قبل الأكل ، كذلك تتربّيان بها بعد الأكل في بدن الآكل ؛ فإنّها ما لم تستحلّ إلى صورة العضو فهي بعد في التربية.

فالإنسان إذا أكل بقلة أو ثمرة وذكر الله عزّوجلّ عندها ، وشكر الله تعالى عليها وصرف قوّتها في طاعة الله سبحانه والأفكار الإيمانيّة والخيالات الروحانيّة ، فقد تربّت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء المزن الجناني ، فإذا فضلت من مادّتها فضلة منويّة فهي من شجرة المزن التي أصلها في الجنّة ، وإذا أكلها على غفلة من الله سبحانه ، ولم يشكر الله عليها ، وصرف قوّتها في معصية الله تعالى والأفكار المموّهة الدنيويّة والخيالات الشهوانيّة ، فقد تربّت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء آخر غير صالح لخلق المؤمن إلّا أن يكون قد تحقّق تربيتها بماء المزن الجنانيّ قبل الأكل. وأمّا مأكولة الكافر التي يخلق منها المؤمن فإنّما يتحقّق تربيتها بذلك الماء قبل أكله لها غالباً ، ولذكر الله عند زرعها أو غرسها مدخل في تلك التربية ، وكذلك لحلّ ثمنها وتقوّي زارعها أو غارسها ، إلى غير ذلك من الأسباب ».

والمحقّق الشعراني بيّن في هامششرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٤١ أنّ في عبارةالوافي تحقيقات شريفة تليق بأن يتعمّق فيها ، ثمّ قال كلاماً هو كالشرح لها وهو قوله : « والذي يستفاد من هذا الحديث وأمثاله أنّ الجنّة كما هي معاد وعلّة غائيّة لأعمال الصالحين ، كذلك لها مبدئيّة ودخل في علّيّتها الفاعليّة بنحو من الأنحاء ؛ إذ لماء هذا المزن تأثير في تربية الصالحين ، وهذا لايوجب الجبر ، كما مرّ ، وبهذا يعرف معنى وجود الأرواح قبل الأجساد ؛ لأنّ الروح قد يطلق على النفوس المنطبعة الحادثة بعد حصول المزاج الخاصّ واستعداد البدن بأن تصير النطفة علقة والعلقة مضغة إلى أن تصير قابلة لأن ينشئها الله خلقاً آخر ، فيحدث هذه النفس بعد حصول الاستعداد ولم تكن قبل ذلك ، ثمّ تتقلّب النفس في مراتبها حتّى إذا تجرّدت بالفعل وصارت عقلاً ، وهو العقل الحادث بعد النفس وبعد تركيب المزاج ، وليس هو بقيد الحدوث قبل البدن ، والموجود قبله هو علّته المفيضة ، ولمـّا لم تكن العلّة شيئاً مبايناً في عرض المعلول نظير المعدّات ، كالأب بالنسبة إلى الابن ، بل هي أصل المعلول ومقوّمه والقائم عليه ، فإذا كانت العلّة موجودة ، كان المعلول موجوداً حقيقة وعرفاً.

ألا ترى أنّه يسمّى صاحب ملكة العلم القادر على تفصيل المسائل عالماً بها ؛ لاندارجها في الملكة ، ولقدرة العالم على استخراجها كلّما أراد ، كذلك المزن الذي يتقاطر منه الملكات على نفوس الصالحين وتربّيها ، يندرج فيه جميع تلك النفوس بتفاصيلها اندراجاً إجماليّاً ، وإنّما تفصّل منه بوجودها الدنيوي ليحصل لها بالفعل ما كان كامناً بالقوّة ، ولو كانت النفوس على كما لها منفصلة عن علّتها موجودة بالفعل لم يكن حاجة إلى إرسالها إلى الدنيا وإنّما الدنيا مزرعة الآخرة.

وبالجملة كلّ ما في هذا العالم عكس من موجود مثالي أو عقليّ قبله ينطبع على الموادّ مطابقاً لمثاله أو ظلّه =

٣٩

يَخْلُقَ مُؤْمِناً(١) ، أَقْطَرَ مِنْهَا قَطْرَةً ، فَلَا تُصِيبُ بَقْلَةً وَلَا ثَمَرَةً أَكَلَ مِنْهَا مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ إِلَّا أَخْرَجَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ صُلْبِهِ مُؤْمِناً ».(٢)

٩ - بَابٌ فِي (٣) أَنَّ الصِّبْغَةَ هِيَ الْإِسْلَامُ‌

١٤٧٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) (٤) قَالَ : « الْإِسْلَامُ ».

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) (٥) قَالَ : « هِيَ الْإِيمَانُ بِاللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ».(٦)

١٤٧٥/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ‌

__________________

= وشبحه ، وما شئت فسمّه ، وأحسن التعبيرات عنه ما في القرآن ، حيث قال :( فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ) [ التحريم (٦٦) : ١٢ ] و( أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) [ المؤمنون (٢٣) : ١٤ ] ولايكون النفخ إلّامن نفس موجود قبله وإن كان حصوله في الجسم واتّصاف الجسم بالحياة بسببه حادثاً ».

(١). في « ب ، ج ، ه » : « المؤمن ».

(٢).المحاسن ، ص ١٣٨ ،كتاب الصفوة ، ح ٢٢ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٦٩ ، ح ١٦٧٣ ؛البحار ، ج ٦٠ ، ص ٣٥٨ ، ح ٤٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ٨٤ ، ح ٨.

(٣). في « د ، ز ، ص ، ف ، بر » ومرآة العقول : - « في ».

(٤). البقرة (٢) : ١٣٨.

(٥). البقرة (٢) : ٢٥٦ ؛ لقمان (٣١) : ٢٢.

(٦).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٥٩ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، من قوله : « في قوله عزّوجلّ :( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ ) ».تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « قال : الإسلام » ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣١ ، ح ١.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

قول الله أصدق مِن قولك

زرارة قال: دخلت أنا وحمران على أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، فقلت له: مَن وافقنا مِن علويٍّ أو غيره تولَّيناه، ومَن خالفنا مِن علويٍّ أو غيره برِئنا منه.

فقال لي: (يا زرارة، قول الله أصدق مِن قولك، فأين الذين قال الله عَزَّ وجَلَّ: ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيل ) (1).

أين المُرجَون لأمر الله؟!

أين الذين خلطوا عَملاً صالحاً وآخر سيِّئاً؟!

أين أصحاب الأعراف؟!

أين المُؤلَّفة قلوبهم؟!) (2) .

____________________

(1) النساء: 98.

(2) المعاد، ج1.

١٠١

...............................

إنَّ سعد بن عبادة قال: إنَّ بَكراً أخا بني ساعدة، توفِّيت أُمَّه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إنَّ أُمِّي توفِّيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها إنْ تصدَّقت بشيء عنها؟

قال: (نعم).

قال: فإنِّي أُشهِدك أنَّ حائط المَخْرَف صدقة عليها.

الولد الصالح كالصدقة الجارية، مصدر أجر وثواب للوالدين في عالم البرزخ، فالولد الصالح يستغفر أحياناً لوالديه، وهذا الأمر يجعل الوالدين يتمتَّعان بالعفوِّ الإلهي، والرحمة الإلهيَّة في عالم البرزخ، أو أنَّ الولد الصالح، ونظراً لأنَّ تربيته تربية صالحة مِن قِبَل أبويه، هي التي جعلته يقوم بهذا العمل الصالح الحسن؛ فإنَّ ثواب وأجر هذا العمل الصالح، الذي قام به الولد يعود إلى والديه في عالم البرزخ.

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

مَرَّ عيسى بن مريم (عليه السلام) بقبر يُعذَّب صاحبه، ثمَّ مَرَّ به مِن قابل، فإذا هو ليس يُعذَّب، فقال: (يا رَبِّ مررت بهذا القبر عامَ أوَّلٍ فكان صاحبه يُعذَّب؟!).

فأوحى الله عَزَّ وجَلَّ إليه: (يا روح الله، إنَّه أدرك له ولد صالح، فأصلح طريقاً وآوى يتيماً؛ فغفرت له بما فعل ابنه) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١٠٢

كرامة عبد المُطَّلب جَدُّ النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

قام إبراهيم الخليل، وابنه إسماعيل، بأمر مِن الله ببناء الكعبة، وإقامة ذلك البيت المَقْدس، وأقام إسماعيل في مَكَّة، وكان إبراهيم (عليه السلام) يأتي إلى مَكَّة في مواسم الحَجِّ، وكان إسماعيل يشكو لوالده شُحَّ المياه، وطلب منه أنْ يُساعده للتغلُّب على هذه المُشكلة، فأوحى الله إلى إبراهيم أنْ يقوم بحفر بئر لتأمين مِياه الشِّرب للحجيج، وتوفير سُبل الراحة لهم، وبالطبع فإنَّ عمليَّة حَفر البئر في تلك المنطقة، والوصول إلى الماء لم تكن عمليَّة سهلة، فأمر الله جبرائيل أنْ يُحدِّد نقطة مُعيَّنة، أو مكان مُعيَّن يُحفر فيه البئر، وهذا المكان هو الذي يقع فيه اليوم بِئر زمزم.

قاموا بالفعل بحفر البئر، وخلافاً للتوقُّعات، وصلوا إلى الماء على عُمقٍ قليل، وفرحوا كثيراً لهذه العناية الإلهيَّة.

بعد ذلك، طلب جبرائيل مِن إبراهيم أنْ ينزل إلى داخل البئر، وتبعه جبرائيل الذي طلب مِن إبراهيم أنْ يضرب بفأسه في كلِّ زاوية مِن الزوايا الأربع، في قعر البئر، وأنْ يذكر اسم الله في كلِّ مَرَّة يضرب فيها بمِعوله، وكان إبراهيم يفعل ذلك، فكان الماء يتدفَّق مِن كلِّ زاوية مِن زوايا البئر.

فقال جبرائيل: (يا إبراهيم، اشرب الآن مِن ماء البئر وادع لولدك بالبركة)، ثمَّ خرج إبراهيم وجبرائيل مِن البئر.

وفي فترة كانت قبيلة جُرهم تُسيطر على مدينة مَكَّة، وتتولَّى سَدانة الحرم الإلهي، حيث كان المسؤولون عن شؤون الكعبة، يستلمون الهدايا والقرابين، التي كان الناس في الجاهليَّة يهدونها ويُقدِّمونها إلى آلهتهم، التي كانت موجودة في داخل الكعبة، ويحتفظون بها في مكان خاصٍّ يخضع لإشرافهم.

كان في الكعبة غَزالان مِن ذهب، وخمسة أسياف فلمَّا غلبت خُزاعة جُرهم على

١٠٣

الحرم، ألقت جُرهم الأسياف والغزالين في بِئر زمزم، وألقوا فيها الحِجارة، وطمُّوها وعموا أثرها، فلمَّا غلب قُصي على خُزاعة، لم يعرفوا موضع زمزم وعَمِيَ عليهم، وبقي مكان بئر زمزم مجهولاً لا يعرفه أحد، حتى جاء دور السيادة لعبد المُطَّلب جَدِّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي كان يحظى بمكانةٍ عظيمة، وموقعٍ اجتماعيٍّ كبيرٍ بين القبائل العربيَّة في ذلك الوقت؛ بحيث إنَّهم كانوا يفرشون له البساط لكي يستريح عليه في ظِلِّ جِدار الكعبة، ولم يكونوا يفعلون ذلك لأحدٍ مِن قبله، وفي إحدى المَرَّات، عندما كان عبد المُطَّلب نائماً عند جدار الكعبة، رأى في المنام أنَّ شَخصاً جاء إليه، وقال له: احفر زمزم واعلم أنَّه يوجد في مكان زمزم غُراب أبيض الجناحين، ووَكر للنمل، وكان بالفعل يوجد في مكان بئر زمزم صخرة، تحتها وَكْر للنمل، وفي النهار عندما كان النمل يخرج مِن وكره، كان يأتي غراب أبيض الجناح، ويلتقط النمل بمنقاره ويأكله.

وقد عرف عبد المُطَّلب مكان بئر زمزم، استناداً إلى تلك الرُّؤيا الحقيقية؛ فقام هو وأبناؤه بحفر ذلك المكان، وأزالوا عنه الحِجارة والرِّمال، حتَّى عثروا على الماء، فكبَّروا الله.

مِن خلال هذه الرُّؤيا ظهر مكان بئر زمزم، الذي كان يجهله الناس في ذلك الوقت، ظهر بصورة حقيقيَّة كما هو، وتعرَّف عبد المُطَّلب - بموجب تلك الرُّؤيا - على مكان البئر المجهول، وأُلهِم بحقيقة كانت مَخفيَّة وغير معروفة، دون أنْ تكون هناك حاجة إلى تفسير هذه الرؤيا (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١٠٤

عبد المُطَّلب وحُلْم الشجرة التي تنبت في ظهره

كان عبد المُطَّلب في إحدى الليالي إلى جانب الكعبة، بالقُرب مِن الحَجر الأسود، فرأى حُلْماً بَدَّاً عَجيباً بنظره، فسيطر عليه الخوف والهلع؛ فذهب إلى أحد مُفسِّري الأحلام، وأخبره بما رآه في المنام، وقال: رأيت في المنام أنَّ شجرة نبتت في ظهري، امتدَّت أغصانها إلى عِنان السماء، وغطَّت أوراقها وأغصانها الشرق والغرب، ثمَّ رأيت نوراً ينبعث مِن تلك الشجرة، وهو أكثر بريقاً مِن نور الشمس وضوئها، ورأيت الناس مِن العرب والعَجم يسجدون لهذه الشجرة، وكلُّ يوم كان يمرُّ كانت هذه الشجرة تزداد نوراً، ورأيت أنَّ جماعة مِن قريش جاءت لكي تجتثُّ تلك الشجرة، وتقتلعها مِن جذورها، ولكنْ كلَّما اقتربوا مِن تلك الشجرة بهدف الإساءة إليها، كان يظهر شابٌّ حَسَن الملبس والمظهر، فيصدُّهم عنها، ويقصم ظهورهم، ويقتلع عيونهم، وقد مدْدْت يدي لكي آخذ غِصناً مِن أغصانها؛ فصاح بي الشابُّ الوسيم قائلاً: أنْ أيضاً ليس لك نصيب مِن هذه الشجرة، فقلت له: ومَن هم الذين لهم نصيب منها؟

فقال: إنَّ هذه الشجرة هي مِلك للذين يتمسَّكون بها، ويُمسكون بأغصانها؛ فتغيَّر وجه الشخص الذي كان يستمع إلى هذه الرؤيا مِن عبد المُطَّلب واضطربت أحواله.

ثمَّ قال: لئِن صدقت، ليخرجَنَّ مِن صُلْبك وَلد يَمْلك الشرق والغرب، ويُنبِّأ في الناس... وكان أبو طالب يُحدِّث بهذا الحديث، والنبي قد خرج ويقول: كانت الشجرة - والله - أبا القاسم الأمين.

ووفقاً لما قاله الشخص، الذي فسَّر هذه الرؤيا، فإنَّ الرؤيا المذكورة تتضمَّن مجموعة مِن الأنباء الغيبيَّة، بدأت تتحقَّق بصورة تدريجيَّة بعد ذلك بعشرات السنين، ففي بداية الأمر يُرزَق عبد المُطَّلب بولدٍ.

١٠٥

وثانياً: هذا الولد يَحُكم الشرق والغرب.

وثالثاً: يقوم بنشر وترويج التعاليم الإلهيَّة بين الناس.

ورابعاً: هذا المولود يرتفع نجمه، وتزداد شُهرته، وتتعزَّز مكانته يوماً بعد يوم.

خامساً: مجموعة مِن قريش تبدأ في مُناهضته ومُعارضة رسالته، وبالتالي فهي تسعى للقضاء عليه.

سادساً: إنَّ شابَّاً ينبري للدفاع عن هذه الشجرة، ويقضي على المُعارضين، وهذا الشاب ليس سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

سابعاً: إنَّ يَد عبد المُطَّلب لا تصل إلى أغصان الشجرة؛ لأنَّه يُفارق الحياة قبل أنْ يُبعث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١٠٦

إيَّاكم وتعلُّم النجوم إلاَّ ما يُهتدى به في بَرٍّ أو بحر

عندما أعدَّ عليٌّ (عليه السلام) جنوده لمُحاربة الخوارج، واستعدَّ للانطلاق، تقدَّم إليه رجل، وقال له: إذا ذهبت إلى الحرب في هذا الوقت بالذات، أخاف أنْ لا تحقَّق هدفك، وتعود مُنهزماً، وقد عرفت ذلك عن طريق الحسابات الفلكيَّة، والتدقيق في أوضاع الكواكب والنجوم في السماء.

فقال (عليه السلام): (أتزعم أنَّك تهدي إلى الساعة، التي مَن سار فيها صُرِف عنه السوء، وتُخوِّف مِن الساعة، التي مَن سار فيها حاق به الضُّرُّ؟! فمَن صَدَّقك بهذا؛ فقد كَذَّب القرآن؛ واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المَحبوب، ودفع المكروه، وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أنْ يُولْيك الحمد دون رَبِّه؛ لأنَّك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فهيا النفع وأمن الضُّرَّ).

ثمَّ أقبل (عليه السلام) على الناس فقال: (أيُّها الناس، إيَّاكم وتعلُّم النجوم، إلاَّ ما يُهتدى به في بَرٍّ أو بحرٍ؛ فإنَّها تدعو إلى الكَهانة، والمُنجِّم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا على اسم الله) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١٠٧

ما مؤمن يموت..

إلاَّ قيل لروحه: الحَقْي بوادي السلام

عن حبَّة العَرني قال: خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر، فوقف بوادي السلام، كأنَّه مُخاطب لأقوام، فقُمت بقيامه حتَّى أعييت، ثمَّ جلست حتَّى مَلَلت، ثمَّ قُمت حتَّى نالني مِثل ما نالني أوَّلاً، ثمَّ جلست حتَّى مَلَلت، ثمَّ قُمت وجمعت ردائي، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنِّي قد أشفقت عليك مِن طول القيام فراحة ساعة.

ثمَّ طرحت الرداء ليجلِس عليه، فقال لي: (يا حبَّة، إنْ هو إلاّ مُحادثة مؤمن أو مُؤانسته).

قلت: يا أمير المؤمنين، وإنَّهم لكذلك؟!

قال: (نعم، ولو كُشِف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً، مُحتَبين يتحادثون).

فقلت: أجسام أمْ أرواح؟

فقال: (أرواح، وما مؤمن يموت في بُقعة مِن بِقاع الأرض، إلاَّ قيل لروحه: الحقي بوادي السلام، وإنَّها لبُقعة مِن جَنَّة عَدْنٍ) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١٠٨

سلمان وتكليم المَيِّت له

عيَّن أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمان الفارسي والياً على المَدائن.

ويقول أصبغ بن نُباتة: كنت مع سلمان في المدائن، وكنت أُكثِر مِن زيارته ولقائه. وفي أحد الأيَّام ذهبت لعيادته عندما كان مريضاً، وهو المرض الذي أودى بحياته في نهاية الأمر، وكنت أعوده باستمرار، وأسأل عن حاله وشيئاً فشيئاً اشتدَّ به المرض، وأيقن بالموت، فالتفت إليَّ وقال لي: يا أصبغ، عهدي برسول الله يقول: (يا سلمان، سيُكلِّمك مَيِّت إذا دنت وفاتك)، وقد اشتهيت أنْ أدري أدنت أم لا؟.

فقال أصبغ: يا سلمان، اطلب ما تُريده فسأُنجزه لك.

فقال: تذهب الآن، وتُحضِر لي تابوتاً، وتفرش في داخله نفس البساط الذي يُفرش للموتى عندما يوضعون داخل التابوت، ومِن ثمَّ تُحضر معك أربعة أشخاص، فتحملوني إلى المقبرة، فقام أصبغ على عَجَلٍ، وعاد بعد ساعة وقد أحضر كلَّ ما طلبه منه سلمان الفارسي، وفعل كلَّ ما أمره به، وحمله إلى المقبرة، وعندما وصل إلى هناك وضع التابوت على الأرض.

فقال سلمان: ضعوني أمام القبلة؛ ففعلوا ذلك، عندها نادى سلمان بأعلى صوته:

السلام عليكم يا أهل عَرصة البلاء، السلام عليكم يا مُحتجبين عن الدنيا، فلم يسمع جواباً. ثمَّ كرَّر السلام عليهم قائلاً:

أقسمتكم بالله وبرسوله الكريم، أنْ يُجيبني واحد منكم، فأنا سلمان الفارسي صاحب رسول الله، وهو الذي أخبرني: بأنَّه إذا دنا أجلي، فإنَّ مَيِّتاً سيُكلِّمني، وإنِّي أُريد أنْ أعرف هل دنا أجلي أم لا؟

عندها سمع سلمان الجواب مِن الروح الذي رَدَّ السلام، وقال لسلمان:

لقد سمعنا كلامك، فاسأل ما تُريد.

١٠٩

فسأل سلمان الروح قائلاً: هل أنت مِن أهل الجَنَّة أمْ مِن أهل النار؟

فقال الروح: بلْ أنا مِن الذين شملتهم الرَّحمة والمَغفرة الإلهيَّة وفازا بالجَنَّة.

ثمَّ سأل سلمان الروح عن كيفيَّة مُفارقته الدنيا، وعن الأوضاع بعد الموت، وكان الروح يُجيب على أسئلة سلمان الفارسي واحداً واحداً، وبعد أنْ انتهى الحديث بين سلمان والروح، أخرجوه مِن التابوت، ووضعوه على الأرض فتوجَّه سلمان إلى الله قائلاً:

يا مَن بيده ملكوت كلِّ شيء، وإليه تُرجعون، وهو يُجير ولا يُجار عليه، بك آمنت ولنبيِّك اتَّبعت، وبكتابك صدقت، وقد أتاني ما وعدتني، يا مَن لا يُخلف الميعاد اقبضني إلى رحمتك، وأنزلني دار كرامتك (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١١٠

صَفاء الروح وقوَّة الحُلْم

قبل سنوات عديدة، كان يعيش في إحدى مُدن إيران رجل شريف ومؤمن، وكان ولده الأكبر أيضاً رجلاً صالحاً ومؤمناً، كوالده وكان الأب والابن يعيشان في منزلٍ عاديٍّ، في وضع ماديٍّ صعب؛ حيث كانا يقتصدان كثيراً في النفقات؛ لكي يُحافظا على سُمعتهما، ولا يمدَّا يد الحاجة إلى الآخرين، وقد بلغ بهما الوضع حَدَّاً، بحيث إنَّهما صارا يستعملا ماء الحنفيَّة في المنزل للشرب والطبخ فقط. أمَّا لغسل الملابس ومَلء الحوض الموجود في باحة المنزل، وسقي حديقة المنزل، فإنَّهما كانا يستعملان ماء البئر، كما أنَّهما قاما ببناء غرفة صغيرة فوق البئر؛ لكي تقي الأشخاص الذين يُريدون إخراج الماء، مِن البئر الحَرَّ، وأشعَّة الشمس المُحرقة في فصل الصيف، والبرد والأمطار والثلوج في فصل الشتاء، كما أنَّ وجود مِثل هذه الغرفة الصغيرة، يمنع سقوط الأجسام الغريبة، والقاذورات، والأحجار، وغيرها في داخل البئر، وبالتالي تُحافظ على نظافة البئر.

لقد كان الأب وابنه يقومان - بنفسهما - بسحب الماء مِن البئر، ولم يستأجرا أحداً للقيام بهذا العمل.

وفي أحد الأيَّام، لاحظ الأب وابنه أنَّ الطبقة الطينيَّة، التي تُغطِّي سقف هذه الغرفة مِن الداخل، يُمكن أنْ تسقط على الأرض، أو في داخل البئر، أو يُمكن أنْ تسقط على رأس أحد، يُصادف وجوده في الغرفة في تلك اللحظة، ونظراً لأنَّهما لا يملكان المال اللازم لاستخدام عمَّال بناء، يقومون بصيانة السقف وترميمه، فقد قررَّا أنْ يقوما بنفسيهما بهذا العمل في يوم عطلة.

وبالفعل قاما في اليوم المُتَّفق عليه بتغطية فوهة البئر، بقطع الأخشاب، وقطعة مِن البساط، وبدءا بإزالة الطبقة الطينيَّة مِن السقف، وقاما بتجميع هذه القطع في باحة

١١١

المنزل، وصبَّا عليها الماء، حتَّى أصبحت ليِّنة طريَّة، وأخذ الأب يقوم بعمل البناء، وابنه يُناوله الطين، حتَّى انتهى الأب مِن تغطية سقف الغرفة بأكمله، بالطين المخلوط بالقَشِّ أو التبن، وبعد انتهاء العمل لاحظ الأب أنَّ خاتمه ليس موجوداً في إصبعه، فاعتقد في بادئ الأمر أنَّه نسيه إلى جانب الحوض، عندما كان يغسل يديه، ولكنَّه لم يعثر عليه هناك.

وظلَّ الأب يبحث عن خاتمه، على مدى يومين كاملين في كلِّ مكان، ولكنَّه لم يعثر على أيِّ أثرٍ، وتأثَّر كثيراً لضياع خاتمه، ويئس مِن إمكانيَّة العثور عليه، وظلَّ لفترة مِن الوقت يتحدَّث مع أهله وعياله عن الخاتم المفقود، وكان يتأسَّف كثيراً على ذلك، وبعد عِدَّة سنوات مِن هذه القضيَّة توفِّي الأب إثر نوبة قلبيَّة.

يقول الابن: بعد فترة مِن وفاة والدي، رأيته يوماً في المنام، وكنت أعلم أنَّه ميِّت، فاقترب مِنِّي، وسلَّم عليَّ، وسألني عن أحوالي، ثمَّ قال لي: يا ولدي، إنَّني مَدينٌ للشخص الفلاني بخمسمائة تومان، فأرجو أن تخلصني مِن العذاب.

استيقظ الولد مِن نومه، ولم يكترث بالحُلْم الذي رآه، ولم يعمل بما طلبه منه أبوه، وبعد فترة رأى الابن والده مَرَّة أُخرى في المنام، وكرَّر ما سبق أنْ طلبه منه، وعاتبه على عدم تلبية طلبه، فقال له الابن - وهو في المنام ويعلم أنَّ والده مَيِّت ـ: أعطني عَلامة؛ حتَّى أطمئن بأنَّك والدي.

قال له: أتذكر قبل عِدَّة سنوات، أنَّنا قُمنا - معاً - بتغطية سقف غرفة البئر بالطين، وبعدها اكتشفت أنَّ خاتمي مفقود، وبحثنا عنه في كلِّ مكان، فلم نعثر عليه.

قال الابن: نعم، أذكر ذلك.

قال الأب: إنَّ الشخص عندما يموت، تتَّضح له كثير مِن القضايا والأُمور المجهولة، فلقد عرفت بعد موتي أنَّ خاتمي أضعته داخل الطين الذي أصلحت به سقف الغرف، حيث انزلق الخَاتم مِن إصبعي عندما كنت أعِجن الطين وأقلبه. ولكي

١١٢

تطمئنَّ بأنِّي أبوك الذي أتحدَّث معك، عليك أنْ تُزيل الطين مِن السقف وتخلطه بالماء، حتَّى يُصبح طريَّاً عندها سوف تعثر على الخاتم.

في الصباح نفَّذ الولد ما قاله له أبوه، دون أنْ يُخبر أحداً بالأمر، فعثر بالفعل على خاتم والده.

يقول الابن: بعد ذلك ذهبت إلى السوق، للشخص الذي أخبرني به والدي، فسلَّمت عليه وسألته عن حاله، ثمَّ قلت له: هل أنَّ والدي مَدينٌ لك بمبلغ مِن المال؟

قال الرجل صاحب الدُّكَّان: لماذا تسأل مِثل هذا السؤال؟

قلت: أُريد أنْ أعرف حقيقة الأمر.

قال: أطلب والدك بخمسمائة تومان.

سألته: كيف كان ذلك؟

قال: جاءني أبوك يوماً إلى هنا، وطلب مِنِّي قرضاً بمبلغ خمسمائة تومان، فأعطيته المبلغ دون أنْ آخذ منه إيصالاً بذلك، وبعد فترة توفِّي والدك بالنوبة القلبيَّة.

ـ لماذا لم تُطالب بقرضك؟

قال الرجل: لأنِّي لم أكُن أملك وثيقة أو إيصالاً، ورأيت أنَّ مِن غير المُناسب أنْ أُطالب بالمبلغ، فقد لا تصدِّقونني.

سلَّم الابن المبلغ المذكور إلى الدائن صاحب الدُّكَّان، ونقل له القِصَّة مِن أوَّلها إلى آخرها (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١١٣

توقَّع الموت صباحاً ومساءً

جاء موسى العطَّار إلى أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، فقال له: يا ابن رسول الله، رأيت رؤيا هالتني: رأيت صِهراً لي مَيِّتاً، وقد عانقني، وقد خِفت أنْ يكون الأجل قد اقترب.

فقال: (يا موسى، توقَّع الموت صباحاً ومساءً؛ فإنَّه مُلاقينا، ومُعانقة الأموات الأحياء أطول لأعمارهم فما كان اسم صِهرك؟).

قال: حسين.

فقال: (أمَّا رؤياك تدلُّ على بقائك وزيارتك لأبي عبد الله الحسين { عليه السلام }) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج1.

١١٤

ليس هناك ليلٌ وإنَّما هو ضوء ونور

قال رجل: يا رسول الله، هل في الجَنَّة مِن ليلٍ؟

قال: (وما هيَّجك على هذا؟).

قال: سمعت الله يذكر في الكتاب: ( ... وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) (مريم)، والليل مِن البُّكْرة والعَشيِّ.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ليس هناك ليلٌ، وإنَّما هو ضوء ونور يَرد الغُدوَّ على الرواح والرواح على الغدوِّ، وتأتيهم طرف الهدايا مِن الله لمواقيت الصلوات، التي كانوا يُصلُّون فيها في الدنيا، وتُسلِّم عليهم الملائكة) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج2.

١١٥

امرأة تدخل النار في هِرَّة حبستها

وأُخرى تدخل الجَنَّة في كلب سقته

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (اطَّلعت ليلة الإسراء على النار فرأيت امرأة تُعذَّب، فسألت عنها: فقيل: إنَّها ربطت هِرَّة، ولم تُطعمها، ولم تُسقها، ولم تدعها تأكل مِن خَشاش الأرض حتَّى ماتت، فعذَّبها بها بذلك.

واطَّلعت على الجَنَّة، فرأيت امرأة مومس، فسألت عنها: فقيل: إنَّها مَرَّت بكلب يلهث مِن العطش، فأرسلت إزارها في بئر، فعصرته في حلقه حتَّى روي فغفر الله لها) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج2.

١١٦

البئر صدقة

خَرج سعد يُرافقه عدد مِن الأشخاص يوماً مِن المدينة، مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في طريقهم إلى الحرب، وكانت أُمُّ سعد مريضة، حيث فارقت الحياة أثناء غياب ابنها، وكان سعد مُقاتلاً في جيش الإسلام ويُحبُّ والدته كثيراً، وعندما سمع بوفاتها لدى عودته تأثَّر كثيراً، فجاء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له: أردت قبل سفري أنْ أُعطي صدقة عن والدتي، ولكنِّي لم أستطع، والآن حيث فارقت والدتي الدنيا هل ينفعها إذا قدَّمت صدقة عنها؟

فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (نعم).

فقال سعد: ما هي أفضل صدقة أُقدِّمها لها؟

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لقد رأيت أنَّ الجنود يُعانون أثناء الطريق مِن شَحَّة الماء، فبإمكانك أنْ تحفر بئراً في الطريق؛ لكي تستفيد منه القوافل التي تمرُّ مِن هناك، وتكون صدقة جارية لوالدتك).

فقام سعد - استجابة لأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - بحفر بئر على نيَّة والدته، وأسماه: بئر أُمَّ سعد وجعلها وقفاً للجميع (1).

____________________

(1) المعاد، ج2.

١١٧

غفر لك بالخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل

عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال: (إنَّ رجلاً ركب البحر بأهله، فكُسر بهم فلم ينجُ مِمَّن كان في السفينة إلاَّ امرأة الرجل، فإنَّها نجت على لوح مِن ألواح السفينة، حتَّى لجأت إلى جزيرة مِن جُزر البحر، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق، ولم يَدَعْ لله حُرمَة إلاَّ وانتهكها، فلم يعلم إلاَّ والمرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه إليها، فقال: إنسيَّة أمْ جِنِّيَّة؟

قالت: إنسيَّة.

فلم يكلِّمها كلمة، حتَّى جلس منها مجلس الرجل مِن أهله، فلمَّا أنْ همَّ بها اضطربت، فقال لها: ما لك تضطربين؟

قالت: أفرق مِن هذا، وأومأت بيدها إلى السماء.

قال: وما صنعتِ مِن هذا الشيء، وإنَّما أستكرِهُك استكراهاً، فأنا - والله - أولى بهذا الفَرق والخوف أحقُّ منك.

[ قال: ] فقام ولم يُحدِث شيئاً، ورجع إلى أهله، وليست له هِمَّة إلاَّ التوبة والمُراجعة.

فبينا هو يمشي، إذ صادفه راهب يمشي في الطريق، فحميت عليهما الشمس، فقال الراهب للشابِّ: ادعُ الله يُظلُّنا بغَمامة، فقد حَميت علنيا الشمس.

فقال الشابُّ: ما أعلم أنَّ لي عند رَبِّي حسنة، فأتجاسر على أنْ أسأله شيئاً.

قال: فأدعو أنا، وتؤمِّن أنت؟

قال: نعم.

فأقبل الراهب يدعو والشابُّ يؤمِّن، فما كان بأسرع مِن أنْ أظلَّتهما غَمامة، فمشيا

١١٨

تحتها مَليَّاً مِن النهار، ثمَّ تفرَّقت الجادَّة جادَّتين، فأخذ الشابُّ في واحدة، وأخذ الراهب في واحدة، فإذا السحابة مع الشابِّ، فقال الراهب: أنت خيرٌ مِنِّي، لك استُجيب، ولم يُستجَب لي، فأخبرني ما قِصَّتك، فأخبره بخبر المرأة.

فقال: غُفر لك ما مضى؛ حيث دخلك الخوف، فانظر كيف تكون فيما تستقبل) (1) .

____________________

(1) المعاد، ج2.

١١٩

المرء مع مَن أحبَّ

عن أنس قال: جاء رجل مِن أهل البادية - وكان يُعجبنا أنْ يأتي الرجل مِن أهل البادية يسأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - فقال يا رسول الله: متى قيام الساعة؟

فحضرت الصلاة، فلمَّا قضى (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاته، قال: (أين السائل عن الساعة؟).

قال: أنا يا رسول الله.

قال: (أعددت لها؟).

قال: والله، ما أعددت لها مِن كثيرِ عملٍ، صلاة ولا صوم، إلاَّ أنِّي أُحبُّ الله ورسوله.

فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): (المرء مع مَن أحبَّ).

قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء أشدُّ مِن فرحهم بهذا (1) .

____________________

(1) المعاد، ج3.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790