الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184492 / تحميل: 6202
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « مَنْ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا(١) بِمَا يُجْزِيهِ(٢) ، كَانَ أَيْسَرُ مَا فِيهَا يَكْفِيهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يَرْضَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا يُجْزِيهِ ، لَمْ يَكُنْ فِيهَا(٣) شَيْ‌ءٌ(٤) يَكْفِيهِ ».(٥)

٦٤ - بَابُ الْكَفَافِ (٦)

١٩٣١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(٧) عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ(٨) أَوْلِيَائِي عِنْدِي رَجُلاً خَفِيفَ(٩) الْحَالِ(١٠) ، ذَا حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ بِالْغَيْبِ(١١) ، وَكَانَ غَامِضاً(١٢) فِي النَّاسِ ، جُعِلَ رِزْقُهُ كَفَافاً ، فَصَبَرَ(١٣) عَلَيْهِ ، عُجِّلَتْ(١٤)

__________________

(١). في « ز » : « بالدنيا ».

(٢). أجزأني الشي‌ءُ - مهموز - : أي كفاني. وهذا الشي‌ء يُجزئ عن هذا ، يُهمز ويليّن.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ( جزأ ). (٣). في « ف » : - « فيها ».

(٤). في البحار وفقه الرضا : « شي‌ء منها » بدل « فيها شي‌ء ».

(٥).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٨ ، ح ٥٩١٠ ، مرسلاً ؛تحف العقول ، ص ٢٠٧ ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٤الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٩ ، ح ٢٢٠٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٢ ، ح ٢٧٧٨٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٣.

(٦). في « ف » : + « والعفاف ».

(٧). في « ب » : « أبا عبد الله ».

(٨). « الغِبْطَة » : حُسن الحال والمسَرَّة.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩١٦ ( غبط ).

(٩). في شرح المازندراني والوافي ومرآة العقول عن بعض النسخ : « حفيف » بالمهملة ، أي سوء العيش وقلّة المال.

(١٠). في تحف العقول : « الحاذ ». وفيالصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٦٣ ( حوذ ) : « وفي الحديث : مؤمن خفيف الحاذّ. أي خفيف الظَّهر ». (١١). في تحف العقول : « في الغيب ».

(١٢). « غامضاً » ، أي مغموراً غير مشهور.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٧ ( غمض ).

(١٣) في « ف » : « تصبّر » بهيئة الماضي من التفعّل.

(١٤) في « ص » : « عَجِلت » بالتخفيف. يجوز فيه المبنيّ للفاعل وسكون التاء أو ضمّها وسكون اللام. وفيالوافي : « كأنّ المراد بعجلة منيّته زهده في مشتهيات الدنيا وعدم افتقاره إلى شي‌ء منها كأنّه ميّت ، وقد ورد في الحديث=

٣٦١

مَنِيَّتُهُ(١) ، فَقَلَّ تُرَاثُهُ(٢) ، وَقَلَّ(٣) بَوَاكِيهِ ».(٤)

١٩٣٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : طُوبى لِمَنْ أَسْلَمَ(٥) ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً ».(٦)

١٩٣٣/ ٣. النَّوْفَلِيُّ(٧) ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللَّهُمَّ ارْزُقْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَمَنْ أَحَبَّ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ الْعَفَافَ وَالْكَفَافَ ، وَارْزُقْ مَنْ أَبْغَضَ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ(٨) الْمَالَ وَالْوَلَدَ(٩) ».(١٠)

__________________

= المشهور : « موتوا قبل أن تموتوا ». أو المراد أنّه مهما قرب موته قلّ تراثه وقلّت بواكيه لانسلاخه متدرّجاً عن أمواله وأولاده ».

(١). في حاشية « ف » : « ميتته ». وفي تحف العقول : « ومات » بدل « عجّلت منيّته ».

(٢). في حاشية « ض » : « ميراثه ». و « التُراث » : ما يخلّفه الرجل لورثته. والتاء فيه بدل الواو.النهاية ، ج ١ ، ص ١٨٦ ( ترث ).

(٣). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بف » وتحف العقول. وفي سائر النسخ والمطبوع : « وقلّت ». وما أثبتناه في المتن هو الصحيح ، كقوله تعالى :( قالَ نِسْوَةٌ ) .

(٤).تحف العقول ، ص ٣٨ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤١١ ، ح ٢٢١٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٧٨ ، ح ١٧٦ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٥٧ ، ح ١.

(٥). في فقه الرضا : « آمن ».

(٦).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٦الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٢ ، ح ٢٢١٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٣ ، ح ٢٧٧٨٢ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٥٩ ، ح ٢.

(٧). السند معلّق على سابقه. ويروي عن النوفلي ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٨). في الجعفريّات : + « كثرة ».

(٩). فيالوافي : « ذلك لأنّ المال والولد فتنة لمن افتتن بهما ، وربما يكون الولد عدوّاً ؛ قال الله تعالى :( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) [ الأنفال (٨) : ٢٨ ؛ التغابن (٦٤) : ١٥ ] وقال عزّوجلّ :( إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ ) [ التغابن (٦٤) : ١٤ ] وقال الله تعالى :( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِياتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) [ الكهف (١٨) : ٤٦ ] ».

(١٠).الجعفريّات ، ص ١٨٣ ، بسنده عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٦ ، =

٣٦٢

١٩٣٤/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ :

رَفَعَهُ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « مَرَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِرَاعِي إِبِلٍ ، فَبَعَثَ يَسْتَسْقِيهِ ، فَقَالَ : أَمَّا مَا فِي ضُرُوعِهَا فَصَبُوحُ(١) الْحَيِّ ، وَأَمَّا مَا(٢) فِي آنِيَتِنَا(٣) فَغَبُوقُهُمْ(٤) ، فَقَالَ(٥) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوُلْدَهُ.

ثُمَّ مَرَّ بِرَاعِي غَنَمٍ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَسْتَسْقِيهِ ، فَحَلَبَ لَهُ(٦) مَا فِي ضُرُوعِهَا ، وَأَكْفَأَ(٧) مَا فِي إِنَائِهِ فِي إِنَاءِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِشَاةٍ ، وَقَالَ : هذَا مَا عِنْدَنَا ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَزِيدَكَ زِدْنَاكَ(٨) ؟ » قَالَ : « فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ الْكَفَافَ.

فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دَعَوْتَ لِلَّذِي رَدَّكَ بِدُعَاءٍ عَامَّتُنَا نُحِبُّهُ ، وَدَعَوْتَ لِلَّذِي أَسْعَفَكَ(٩) بِحَاجَتِكَ بِدُعَاءٍ(١٠) كُلُّنَا نَكْرَهُهُ(١١) ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ مَا قَلَّ وَكَفى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهى(١٢) ، اللَّهُمَّ ارْزُقْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ الْكَفَافَ ».(١٣)

__________________

= مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٢ ، ح ٢٢١٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٣ ، ح ٢٧٧٨٣ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٥٩ ، ح ٣.

(١). « الصَّبُوح » : الشرب بالغداة ، وهو خلاف الغَبوق.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ( صبح ).

(٢). في شرح المازندراني : - « ما ».

(٣). في «بس » : «أبياتنا ». وفي البحار : «آنيتها ».

(٤). « الغَبُوق » : ما يُشرب بالعشيّ.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٢ ( غبق ).

(٥). في « ف » : + « له ».

(٦). في « ب » : - « له ».

(٧). في « ب ، ج ، بس » : « وأكفى » وهو من تخفيف الهمزة. و « أكفأ » أي قلب وكبّ. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ( كفأ ). (٨). في « ف » : « نزيدك ».

(٩). الإسعاف: الإعانة وقضاء الحاجة. راجع:الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٧٤ ؛النهاية ، ج ٢، ص ٣٦٨ (سعف).

(١٠). في الوافي : « دعاءً ».

(١١). في « ب » : « نكره » بحذف المفعول.

(١٢). « ألهى » ، أي شغل ، والمراد : شغل عن الله تعالى وعن عبادته. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لها ).

(١٣)الأمالي للصدوق ، ص ٤٨٧ ، المجلس ٧٤ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن =

٣٦٣

١٩٣٥/ ٥. عَنْهُ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : يَحْزَنُ(٢) عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ إِنْ(٣) قَتَّرْتُ عَلَيْهِ(٤) ، وَذلِكَ أَقْرَبُ لَهُ مِنِّي ، وَيَفْرَحُ(٥) عَبْدِيَ الْمُؤْمِنُ إِنْ(٦) وَسَّعْتُ(٧) عَلَيْهِ ، وَذلِكَ أَبْعَدُ لَهُ مِنِّي ».(٨)

١٩٣٦/ ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ مِنْ أَغْبَطِ‌

__________________

= النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الزهد ، ص ١٠٧ ، ضمن ح ١١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن أبي ذرّ. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٥٧٦٤ ؛ وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٩٠ ، ضمن الحديث الطويل ؛والاختصاص ، ص ٣٤٢ ، ضمن الحديث الطويل ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .وفيه ، ص ٢٣٤ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٣٩ ، ح ١٢٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٦ ، عن أبي ذرّ ، مع زيادة في أوّله ، والموجود منه في كلّ المصادر هذه الفقرة : « إنّ ما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٢ ، ح ٢٢١٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٦١ ، ح ٤.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فإنّ أبا البختري هذا ، هو وَهْب بن وَهْب القرشي ، روى عنه أحمد بن محمّد بن خالد بتوسّط أبيه في الطرق والأسناد. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٥٤ ؛ وص ٣٦٤ ، ج ٢١ ؛ وص ٤٠٤ ؛ وص ٤١٠ - ٤١١.

(٢). في « ض » : « يُحزن » بهيئة الإفعال. وقال فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٣١ : « حزن كفرح لازم ، وحزن كنصرمتعدّ وهنا يحتمل الوجهين بأن يكون : يَحْزَنُ بفتح الزاي ، وعبدي فاعله ، وإن بالكسر حرف شرط ، أو يَحْزُنُ بالضمّ ، وعبدي مفعوله ، وأن بالفتح مصدريّة في محلّ الفاعل. والتقتير : التضييق. وكذا قوله : يفرح ، يحتمل بناء المجرّد ورفع عبدي ، وكسر إن ، أو بناء التفعيل ، ونصب عبدي ، وفتح أن ، واللام في « له » في الموضعين للتعدية ».

(٣). في « ص » : « أن » بفتح الهمزة ، والمأوّل به فاعل يحزن.

(٤). في « ف » : + « رزقه ».

(٥). في « ص » : « ويفرّح » بالتشديد.

(٦). في « ص » : « أن » بفتح الهمزة.

(٧). فيشرح المازندراني : « قوله : إن وسعت ، بالتخفيف أو التشديد ».

(٨).تحف العقول ، ص ٥١٣ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٣ ، ح ٢٢١٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٣ ، ح ٢٧٧٨٤ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٦١ ، ح ٥.

(٩). في « د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ، جر » والوافي والوسائل والبحار : - « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٣٦٤

أَوْلِيَائِي عِنْدِي(١) عَبْداً مُؤْمِناً ، ذَا حَظٍّ مِنْ صَلَاحٍ ، أَحْسَنَ(٢) عِبَادَةَ رَبِّهِ ، وَعَبَدَ اللهَ فِي السَّرِيرَةِ ، وَكَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ ، فَلَمْ يُشَرْ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافاً ، فَصَبَرَ عَلَيْهِ ، فَعَجَّلَتْ(٣) بِهِ الْمَنِيَّةُ(٤) ، فَقَلَّ تُرَاثُهُ ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ(٥) ».(٦)

٦٥ - بَابُ (٧) تَعْجِيلِ فِعْلِ الْخَيْرِ‌

١٩٣٧/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَيْرٍ فَلَا يُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا صَلَّى الصَّلَاةَ أَوْ(٨) صَامَ الْيَوْمَ(٩) ، فَيُقَالُ لَهُ : اعْمَلْ مَا شِئْتَ بَعْدَهَا ، فَقَدْ غَفَرَ اللهُ(١٠) لَكَ ».(١١)

١٩٣٨/ ٢. عَنْهُ(١٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « بف » : - « عندي ».

(٢). في قرب الإسناد : « وأحسن ».

(٣). يجوز فيه البناء للفاعل والمفعول بصيغة المتكلّم.

(٤). في حاشية « ف » : « الميتة ».

(٥). في قرب الإسناد : + « ثلاثاً ».

(٦).قرب الإسناد ، ص ٤٠ ، ح ١٢٩ ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن محمّد. وراجع : ح ١ من هذا الباب ومصادرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٤١١ ، ح ٢٢١٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٧٧ ، ح ١٧٣ ؛ وج ٢١ ، ص ٥٣٢ ، ح ٢٧٧٨١ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٦٢ ، ح ٦. (٧). في « ص ، ض ، ف » : + « فضل ».

(٨). في « ز » : « أم ». وفي الأمالي : « و ».

(٩). في«ب ،ص ،بف» والوافي ومرآة العقول :«الصوم».

(١٠). في « ج ، د ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : - « الله ». وفيالوافي : « يعني أنّ العبادة التي توجب المغفرة التامّة مستورة على العبد ، لا يدري أيّها هي ، فكلّما همّ بعبادة فعليه إمضاؤها قبل أن تفوته ، فلعلّها تكون هي تلك العبادة ».

(١١).الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٧ ، بسند آخر عن عليّ بن النعمانالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢١٥١ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١١ ، ح ٢٧٣ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٠ ، ح ٣٠.

(١٢). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.

٣٦٥

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « افْتَتِحُوا نَهَارَكُمْ بِخَيْرٍ ، وَأَمْلُوا عَلى حَفَظَتِكُمْ فِي أَوَّلِهِ خَيْراً(١) ، وَفِي آخِرِهِ خَيْراً ؛ يُغْفَرْ لَكُمْ مَا بَيْنَ ذلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ ».(٢)

١٩٣٩/ ٣. عَنْهُ(٣) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِي يَقُولُ : إِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَبَادِرْ ، فَإِنَّكَ لَاتَدْرِي مَا يَحْدُثُ ».(٤)

١٩٤٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنَ الْخَيْرِ مَا يُعَجَّلُ ».(٥)

١٩٤١/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَشِيرِ(٦) بْنِ‌................................................

__________________

(١). في البحار : - « خيراً ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٢ ، ح ٢١٥٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٢ ، ح ٢٧٦ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢١ ، ح ٣١.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢١٥٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١١ ، ح ٢٧٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣٢.

(٥).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب المواقيت أوّلها وآخرها وأفضلها ، ح ٤٨٢٨. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٤٠ ، ح ١٢٧ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، وفيهما مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢١٤٩ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٢ ، ح ٢٧٧ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣٣.

(٦). في « ض ، بر » والبحار : « بشر ». وفي « بف » : « بسر ».

وربّما يتوهّم أنّ الصواب في ما نحن فيه هو « بشر » ، وهو بشر بن يسار العجلي الذي ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ١٦٨ ، الرقم ١٩٥٧ من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، لكنّ الخبر رواه الصدوق فيالأمالي ، ص ٣٠٠ ، المجلس ٥٨ ، ح ١١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن بشّار بن يسار ، عن الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام .

هذا ، وقد ترجم النجاشي لبشّار بن يسار الضُبَعيّ أخو سعيد ، مولى بني ضُبَيْعَة بن عِجل وعدّه من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، والظاهر اتّحاد بشار هذا مع بشار بن يسار العجلي الذي ذكره الشيخ في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال النجاشي ، ص ١١٣ ، الرقم ٢٩٠ ؛رجال الطوسي ، ص ١٦٩ ، الرقم ١٩٧١.

٣٦٦

يَسَارٍ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ فَلَا تُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَصُومُ الْيَوْمَ الْحَارَّ يُرِيدُ(٢) مَا عِنْدَ اللهِ ، فَيُعْتِقُهُ اللهُ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَلَا تَسْتَقِلَّ(٣) مَا يُتَقَرَّبُ(٤) بِهِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَلَوْ شِقَّ(٥) تَمْرَةٍ ».(٦)

١٩٤٢/ ٦. عَنْهُ(٧) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ هَمَّ بِخَيْرٍ فَلْيُعَجِّلْهُ(٨) وَلَا يُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَمَلَ ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : قَدْ غَفَرْتُ لَكَ ، وَلَا أَكْتُبُ عَلَيْكَ شَيْئاً أَبَداً ؛ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَا يَعْمَلْهَا ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ ، فَيَرَاهُ الرَّبُّ(٩) سُبْحَانَهُ ، فَيَقُولُ :

__________________

= ثمّ إنّه عنون الكشّي في رجاله ، ص ٤١١ ، الرقم ٧٧٣ بشّار بن بشّار ، وقال : « حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : سألت عليّ بن الحسن عن بشّار بن بشّار الذي يروي عنه أبان بن عثمان؟ قال : هو خير من أبان وليس به بأس ». فتحصّل ممّا ذكر أنّه لا يحصل الاطمئنان بصحّة « بشر » في ما نحن فيه ، بل المظنون قويّاً أنّ الصواب هو « بشّار » كما فيالأمالي للصدوق ، وأنّ احتمال حذف الألف في « بشر » - كما كان مرسوماً في قديم الأيّام - غير منفيّ ، فتأمّل.

(١). في « ب » : « بشار ».

(٢). في « بف » والأمالي : + « به ».

(٣). في « ب ، ج ، ز ، بر ، بس ، بف » والبحار : « ولا يستقلّ ».

(٤). في « ص ، ض ، ف » : « تتقرّب ».

(٥). في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول والبحار : « بشقّ ». وفيالوافي : « النهي عن الاستقلال إنّما هو قبل الفعل لئلاّ يمنعه عن الإتيان به ، وأمّا بعد ما أتى به فلا ينبغي أن يستكثر عمله فيصير معجباً به. وقوله : ولو شقّ تمرة ، يعني التصدّق به ».

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٣٦٦ ، المجلس ٥٨ ، ح ١١ ، عن عليّ بن أحمد بن عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن عليّ بن حكم ، إلى قوله : « فيعتقه الله به من النار » ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢١٥٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٢ ، ح ٢٧٩ ، إلى قوله : « فيعتقه الله به من النار » ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣٤.

(٧). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٨). في « ج » : « فليُعْجِله » بهيئة الإفعال.

(٩). هكذا في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار والكافي ، ح ٢٤٢٧ والمحاسن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الله ».

٣٦٧

لَا(١) وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَهَا أَبَداً ».(٢)

١٩٤٣/ ٧. عَلِيٌّ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا هَمَمْتَ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَيْرِ فَلَا تُؤَخِّرْهُ ، فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رُبَّمَا اطَّلَعَ(٤) عَلَى الْعَبْدِ وَهُوَ عَلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الطَّاعَةِ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي(٥) ، لَا أُعَذِّبُكَ بَعْدَهَا أَبَداً ؛ وَإِذَا هَمَمْتَ بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَعْمَلْهَا ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا اطَّلَعَ اللهُ عَلَى الْعَبْدِ وَهُوَ عَلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الْمَعْصِيَةِ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَهَا(٦) أَبَداً ».(٧)

١٩٤٤/ ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِخَيْرٍ أَوْ صِلَةٍ ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ(٨) شَيْطَانَيْنِ ، فَلْيُبَادِرْ ، لَايَكُفَّاهُ(٩) عَنْ ذلِكَ ».(١٠)

١٩٤٥/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في الكافي ، ح ٢٤٢٧ ، والمحاسن : - « لا ».

(٢).المحاسن ، ص ١١٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٤ ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وفيالكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب ، ح ٢٤٢٧ ، عن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٨٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، مع اختلاف يسير ، وفي كلّها من قوله : « من همّ بالسيّئة فلا يعملها »الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢١٥٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٣ ، ح ٢٨٠ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٥.

(٣). في « ج ، ز ، ض » وحاشية « د » : + « بن إبراهيم ». وفي « جر » : « عنه » بدل « عليّ ».

(٤). يجوز فيه وما يأتي الإفعال والافتعال كلاهما. وظاهر النسخ أيضاً مختلف ، ففي « ز ، ف » من الافتعال. وفي‌غيرهما من الإفعال. وهما بمعنى الإشراف والعلم.

(٥). في « بر ، بس » : - « وجلالي ».

(٦). في « ض » : « بعده ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢١٥٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٢ ، ح ٢٧٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٦.

(٨). في « ف » : « وعن شماله ».

(٩). في الوافي : « لئلّا يكفّاه ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٢١٥٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٣ ، ح ٢٨١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٤ ، ح ٣٧.

٣٦٨

أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ هَمَّ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَيْرِ فَلْيُعَجِّلْهُ(١) ، فَإِنَّ كُلَّ شَيْ‌ءٍ فِيهِ تَأْخِيرٌ(٢) ، فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَظْرَةً(٣) ».(٤)

١٩٤٦/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ثَقَّلَ الْخَيْرَ عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا كَثِقْلِهِ(٥) فِي مَوَازِينِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَفَّفَ الشَّرَّ عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا كَخِفَّتِهِ فِي مَوَازِينِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».(٦)

٦٦ - بَابُ الْإِنْصَافِ وَالْعَدْلِ‌

١٩٤٧/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ(٧) ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ(٨) أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ فِي‌

__________________

(١). في « ج » : « فليعجله » بهيئة الإفعال. وفي « ص ، بر ، بف » : « فليعمله ».

(٢). في حاشية « ض » : « تأخّر ».

(٣). « نظرة » إمّا بسكون الظاء ، أي فكرة لإحداث حيلة يكفّ بها العبد عن الإتيان بالخير. أو بكسرها بمعنى التأخير ، أي مهلة يتفكّر فيها لذلك. أو بالتحريك بمعنى الحكم ، أو بمعنى الفكر ، أو بمعنى الانتظار. والكلّ مناسب. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٩٣ ؛الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ؛مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٣٧.

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٢١٥٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٣ ، ح ٢٨٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٥ ، ح ٣٨.

(٥). في « ب » : « كثقلته ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٢١٥٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١١١ ، ح ٢٧٥ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٢٥ ، ح ٣٩.

(٧). في « ج » والبحار : « الحسن بن أبي حمزة ».

(٨). في « ب ، ز ، ص » والبحار : - « عن ».

٣٦٩

آخِرِ خُطْبَتِهِ : طُوبى لِمَنْ طَابَ خُلُقُهُ(١) ، وَطَهُرَتْ سَجِيَّتُهُ(٢) ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ ، وَحَسُنَتْ عَلَانِيَتُهُ ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ ، وَأَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ».(٣)

١٩٤٨/ ٢. عَنْهُ(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ يَضْمَنُ لِي(٥) أَرْبَعَةً(٦) بِأَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ : أَنْفِقْ وَلَا تَخَفْ فَقْراً ، وَأَفْشِ السَّلَامَ فِي(٧) الْعَالَمِ(٨) ، وَاتْرُكِ الْمِرَاءَ وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ، وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ ».(٩)

١٩٤٩/ ٣. عَنْهُ(١٠) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ جَارُودٍ‌

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٤٠ : « خلقه ، بضمّ الخاء ، أي تخلّق بالأخلاق الحسنة. ويحتمل الفتح أيضاً ، أي‌يكون مخلوقاً من طينة حسنة ».

(٢). « السَّجيّة » : الخُلُق والطبيعة.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٢ ( سجا ).

(٣).الأمالي للطوسي ، ص ٥٣٧ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي‌ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٣٠ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛نهج البلاغة ، ص ٤٩٠ ، الحكمة ١٢٣. وفيتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٧٠ ؛ وخصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٩٩ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف وزيادة. وفيالاختصاص ، ص ٢٢٨ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٣ ، ح ٢٣٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٠٥٢٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٩ ، ح ٢٢.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.

(٥). في الكافي ، ح ٦١٧٠ : - « لي ».

(٦). في المحاسن : + « أضمن له ».

(٧). في « ج » : « بين ».

(٨). في«ب»:«للعالم»بدل«في العالم».

(٩).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الإنفاق ، ح ٦١٧٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان. وفيالمحاسن ، ص ٨ ، كتاب القرائن ، ح ٢٢ ؛ والزهد ، ص ٦٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن سنان ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة ؛الخصال ، ص ٢٢٣ ، باب الأربعة ، ح ٥٢ ، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن سنان.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١١ ، مرسلاً. راجع :التوحيد ، ص ٤٦١ ، ح ٣٤ ؛ والخصال ، ص ١٤٤ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٠الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٣ ، ح ٢٣٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٠٥٢٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٠ ، ح ٢٣.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.

هذا ، وفي « ص ، بر ، بف » : - « عنه ». ووقوع التعليق في السند على كلا الاحتمالين ممّا لا يخفى.

٣٧٠

أَبِي الْمُنْذِرِ(١) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « سَيِّدُ(٢) الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ : إِنْصَافُ(٣) النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ حَتّى لَاتَرْضى بِشَيْ‌ءٍ(٤) إِلَّا رَضِيتَ لَهُمْ(٥) مِثْلَهُ(٦) ، وَمُوَاسَاتُكَ(٧) الْأَخَ فِي الْمَالِ ، وَذِكْرُ اللهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ؛ لَيْسَ(٨) سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ(٩) فَقَطْ ، وَلكِنْ إِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ شَيْ‌ءٌ أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ ، أَخَذْتَ بِهِ ، وَإِذَا(١٠) وَرَدَ عَلَيْكَ شَيْ‌ءٌ نَهَى(١١) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَنْهُ ، تَرَكْتَهُ ».(١٢)

١٩٥٠/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ‌

__________________

(١). في « ص » : « جارود بن المنذر ». وجارود هذا ، هو جارود بن المنذر أبو المنذر الكندي. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٠ ، الرقم ٣٣٤.

(٢). في الخصال والمعاني والأمالي للمفيد والطوسي : « أشدّ ».

(٣). فيالأمالي للمفيد : « إنصافك ».

(٤). في شرح المازندراني : + « لنفسك ». وفي الخصال والمعاني : « لا ترضى لها منهم بشي‌ءٍ ». وفي الأمالي‌للمفيد : « لا ترضى لها بشي‌ء منهم ». وفيالأمالي للطوسي : « لا ترضى لها بشي‌ء » كلّها بدل « لا ترضى بشي‌ء ».

(٥). في الخصال ومعاني والأمالي للمفيد : + « منها ».

(٦). في الوافي والخصال والمعانيوالأمالي للطوسي : « بمثله ».

(٧). الأصل في الكلمة هو الهمزة ، والمواساة لغة في المؤاساة.

(٨). في « ف » : + « وليس هو ». وفيالأمالي للمفيد : + « أن تقول ».

(٩). في « ب ، ج ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والبحاروالأمالي للطوسي : - « والله أكبر ».

(١٠). هكذا في « ز ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والخصال والمعانيوالأمالي للطوسي . وفي « ب» : « وإن ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « أو إذا ». (١١). في الأمالي للطوسي : « نهاك ».

(١٢).الخصال ، ص ١٣١ ، باب الثلاثة ، ح ١٣٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٣ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وفيالأمالي للمفيد ، ص ١٩٣ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٣ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٨٠ ، المجلس ٣٧ ، ح ٢٥ ، بسند آخر عن الحسن بن عليّ بن فضّال.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حقّ المؤمن على أخيه وأداء حقّه ، ح ٢٠٥٨ ، بسند آخر.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ضمن وصيّته لعليّعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : ح ٨ من هذا الباب ومصادرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٥ ، ح ٢٣٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٥٥ ، ذيل ح ٢٠٤٣٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣١ ، ح ٢٤.

٣٧١

الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى(١) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ رُومِيِّ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي كَلَامٍ لَهُ : أَلَا إِنَّهُ مَنْ يُنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ، لَمْ يَزِدْهُ اللهُ إِلَّا عِزّاً ».(٢)

١٩٥١/ ٥. عَنْهُ(٣) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « ثَلَاثَةٌ هُمْ أَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتّى يَفْرُغَ(٤) مِنَ الْحِسَابِ : رَجُلٌ لَمْ تَدْعُهُ قُدْرَةٌ(٥) فِي حَالِ غَضَبِهِ إِلى أَنْ يَحِيفَ(٦) عَلى مَنْ تَحْتَ يَدِهِ ؛ وَرَجُلٌ مَشى بَيْنَ اثْنَيْنِ ، فَلَمْ يَمِلْ مَعَ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ بِشَعِيرَةٍ ؛ وَرَجُلٌ قَالَ بِالْحَقِّ(٧) فِيمَا لَهُ وَعَلَيْهِ ».(٨)

١٩٥٢/ ٦. عَنْهُ(٩) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنِ‌

__________________

(١). في حاشية « بر ، بف » وحاشية المطبوع : « عبد الله بن المعلّى ». وفي بحار الأنوار : - « عليّ بن ».

والظاهر صحّة « عليّ بن المعلّى » ؛ فقد روى إبراهيم بن محمّد الثقفي عن عليّ بن المعلّى في بعض الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ، الرقم ٢٧٩ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣٢ ، ح ١ ؛ علل الشرائع ، ص ٤٦٥ ، ح ١٥.

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٣ ، ح ٢٣٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٠٥٢٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٣ ، ح ٢٥.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٤). في الخصال : + « الناس ». وفيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٤٤ : « وقوله : حتّى يفرغ ، إمّا على بناء المعلوم‌والمستتر راجع إلى الله ، أو على بناء المجهول والظرف نائب الفاعل ».

(٥). في الوافي والخصال : « قدرته ».

(٦). حاف يحيف حَيْفاً : جار وظلم ، وسواء كان حاكماً أو غير حاكم فهو حائف ، وجمعه : حافَة.المصباح المنير ، ص ١٥٩ ( حيف ). (٧). في الأمالي : « الحقّ ».

(٨).الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٥٧ ، ح ٦ ؛ والخصال ، ص ٨١ ، باب الثلاثة ، ح ٥ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسىالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٧ ، ح ٢٣٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٣ ، ح ٢٦.

(٩). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في ح ١٩٥٠ ؛ فقد روى هو عن أبيه عن النضر بن سويدفي عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٦٣ و ٣٦٩.

٣٧٢

الْحَسَنِ الْبَزَّازِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ فِي حَدِيثٍ لَهُ : « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللهُ عَلى خَلْقِهِ؟ » فَذَكَرَ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ ، أَوَّلُهَا : « إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ(١) نَفْسِكَ ».(٢)

١٩٥٣/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : سَيِّدُ الْأَعْمَالِ(٣) إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ(٤) نَفْسِكَ ، وَمُؤَاسَاةُ(٥) الْأَخِ فِي اللهِ ، وَذِكْرُ اللهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ».(٦)

١٩٥٤/ ٨. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازِ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٧) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللهُ عَلى خَلْقِهِ(٨) ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ ، وَمُؤَاسَاتُكَ أَخَاكَ ، وَذِكْرُ اللهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ؛ أَمَا(٩) إِنِّي لَا‌

__________________

(١). في « ف » : « عن ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٣ ، ح ٢٣٨٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٤ ، ح ٢٧.

(٣). في الجعفريّات : + « ثلاث ». وفي الخصال وتحف العقول : + « ثلاث خصال ». وفي الأمالي : + « ثلاثة ».

(٤). في « ف » : « عن ».

(٥). فيالوافي : « المؤاساة - بالهمزة - بين الإخوان عبارة عن إعطاء النصرة بالنفس والمال وغيرهما في كلّ ما يحتاج إلى النصرة فيه ، يقال : آسيته بمالي مؤاساة ، أي جعلته شريكي فيه على سويّة. وبالواو لغة ».

(٦).الجعفريّات ، ص ٢١٥ ؛ وص ٢٣٠ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٧٧ ، المجلس ٣٢ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الخصال ، ص ١٢٤ ، باب الثلاثة ، ضمن ح ١٢١ ، بسند آخر عن يونس بن عبد الرحمن رفعه إلى أبي عبد الله ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٦٧ ، مرسلاً عن أبي جعفر ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛تحف العقول ، ص ٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٤ ، ح ٢٣٨١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٠٥٢٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٤ ، ح ٢٨.

(٧). في « ز ، ف » : - « لي ».

(٨). هكذا في « ج ، ص ف ، بر » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : + « ثلاث ». وفيمرآة العقول : « ليس « ثلاث » في بعض النسخ ، وهو أظهر. وعلى تقديره بدل أو عطف بيان للأشدّ ، أو خبر مبتدأ محذوف ».

(٩). في « ز » : « ألا ».

٣٧٣

أَقُولُ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَإِنْ كَانَ هذَا مِنْ ذَاكَ(١) ، وَلكِنْ ذِكْرُ اللهِ - جَلَّ وَعَزَّ - فِي كُلِّ مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمْتَ(٢) عَلى طَاعَةٍ(٣) ، أَوْ عَلى(٤) مَعْصِيَةٍ(٥) ».(٦)

١٩٥٥/ ٩. ابْنُ مَحْبُوبٍ(٧) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُ بِشَيْ‌ءٍ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ خِصَالٍ ثَلَاثٍ يُحْرَمُهَا(٨) ».

قِيلَ : وَمَا هُنَّ؟

قَالَ : « الْمُؤَاسَاةُ(٩) فِي ذَاتِ يَدِهِ(١٠) ، وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذِكْرُ اللهِ كَثِيراً ؛ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ(١١) : « سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ إِلَّا اللهُ(١٢) » ، وَلكِنْ ذِكْرُ اللهِ عِنْدَ‌

__________________

(١). في « ز ، ف » : « ذلك ».

(٢). في « ج » وحاشية « ف » والوافي : « هممت ». وفيمرآة العقول : « إذا هجمت ، على بناء المعلوم أو المجهول وفي بعض النسخ : إذا هممتَ. والأوّل أكثر وأظهر ».

(٣). في « ب ، ف » : « طاعته ».

(٤). في « ز ، ص ، ف » : - « على ».

(٥). في « ب ، ف » : « معصيته ».

(٦).معاني الأخبار ، ص ١٩٢ ، ح ٣ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٨٨ ، المجلس ١٠ ، ح ٤ ، بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير ؛ وفيالأمالي للمفيد ، ص ٣١٧ ، المجلس ٣٨ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٨٨ ، المجلس ٣ ، ح ٤٤ ؛ وص ٦٦٥ ، المجلس ٣٥ ، ح ٣٧ ، بسند آخر عن هشام بن سالم ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حقّ المؤمن على أخيه وأداء حقّه ، ح ٢٠٥٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، باب اجتناب المحارم ، ح ١٦٥٤ ؛الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٧٦٢ ؛ والخصال ، ص ١٣٣ ، باب الثلاثة ، ح ١٤٢الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٤ ، ح ٢٣٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٥٥ ، ذيل ح ٢٠٤٣٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٤ ، ح ٢٩.

(٧). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، عليّ ، عن أبيه.

(٨). قرأها المازندراني على بناء المعلوم ، وردّه المجلسي حيث قال : « ومن قرأ على بناء المعلوم من قولهم : حَرُمْتُهُ إذا امتنعت فعله ، فقد أخطأ واشتبه عليه ما في كتب اللغة ».

(٩). في « ب » : « المساواة ».

(١٠). في الخصال : + « بالله ».

(١١). في الخصال والمعاني : + « لكم ».

(١٢). في « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والتمحيص والتحف : - « ولا إله إلّا الله ». وفي « ز ، ص » والوسائل =

٣٧٤

مَا أَحَلَّ(١) لَهُ ، وَذِكْرُ اللهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ(٢) عَلَيْهِ ».(٣)

١٩٥٦/ ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي الْبِلَادِ(٤) رَفَعَهُ ، قَالَ :

جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَهُوَ يُرِيدُ بَعْضَ غَزَوَاتِهِ ، فَأَخَذَ بِغَرْزِ(٥) رَاحِلَتِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَلِّمْنِي عَمَلاً أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ : « مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَأْتِيَهُ(٦) النَّاسُ إِلَيْكَ ، فَأْتِهِ إِلَيْهِمْ ؛ وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَأْتِيَهُ النَّاسُ إِلَيْكَ ، فَلَا تَأْتِهِ إِلَيْهِمْ ، خَلِّ سَبِيلَ الرَّاحِلَةِ ».(٧)

١٩٥٧/ ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْعَدْلُ أَحْلى مِنَ الْمَاءِ يُصِيبُهُ الظَّمْآنُ ؛ مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ‌

__________________

= والخصال والمعاني : + « والله أكبر ».

(١). في « ص » : « اُحلّ » على بناء المفعول. وفي « ف » : + « الله ».

(٢). في « ص » : « حُرّم » على بناء المفعول.

(٣).الخصال ، ص ١٢٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٣٠ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٢ ، ح ١ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب.التمحيص ، ص ٦٧ ، ح ١٥٧ ، مرسلاً عن أبي جعفر ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٠٧ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٥ ، ح ٢٣٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٥٥ ، ذيل ح ٢٠٤٣٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٥ ، ح ٣٠.

(٤). في البحار : - « عن أبيه ، عن جدّه أبي البلاد ».

(٥). « الغَرْز » : رِكاب كُور الجَمل إذا كان من جِلد أو خشب. وقيل : هو الكور مطلقاً ، مثل الركاب للسرج.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ ( غرز ).

(٦). في « ف » : « أن تأتيه » في الموضعين وفيمرآة العقول : « أن يأتيه يمكن أن يقرأ على بناء التفعيل من قولهم : أتّيت الماء تأتية ، أي سهّلت سبيله ».

(٧).الزهد ، ص ٨١ ، ح ٤٦ ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه رفع إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٦ ، ح ٢٣٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٦ ، ح ٣١.

٣٧٥

إِذَا عُدِلَ فِيهِ(١) وَإِنْ قَلَّ ».(٢)

١٩٥٨/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ، رُضِيَ بِهِ(٣) حَكَماً لِغَيْرِهِ ».(٤)

١٩٥٩/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُوسُفَ(٥) بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مِيثَمٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى آدَمَعليه‌السلام : أَنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ الْكَلَامَ فِي أَرْبَعِ كَلِمَاتٍ.

قَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَا هُنَّ؟

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٤٨ : « وقولهعليه‌السلام : إذا عدل فيه ، يحتمل وجوهاً : الأوّل : أن يكون الضمير راجعاً إلى الأمر ، أي ما أوسع العدل إذا عدل في أمر وإن قلّ ذلك الأمر الرابع : ما قيل : إنّ « عُدّل » على المجهول من بناء التفعيل. والمراد جريانه في جميع الوقائع لا أن يعدل إذا لم يتعلّق به غرض ، فالتعديل رعاية التعادل والتساوي. وعلى التقادير يحتمل أن يكون المراد بقوله : « وإن قلّ » بيان قلّة العدل بين الناس ».

(٢).الاختصاص ، ص ٢٦١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن عيسى بن هشامالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ، ح ٢٣٩٣.

(٣). فيمرآة العقول : « رضي به ، على بناء المجهول ، وحَكَماً - بالتحريك - تميز أو حال عن ضمير « به ». والمعنى أنّه يجب أن يكون الحاكم بين الناس من أنصف الناس من نفسه. ويمكن أن يقرأ على بناء المعلوم. أي من أنصف الناس من نفسه لم يحتج إلى حاكم ، بل رضي أن تكون نفسه حكماً بينه وبين غيره. والأوّل أظهر ».

(٤).الخصال ، ص ٨ ، باب الواحد ، ح ٢٤ ، بسند آخر ، عن الحسن بن محبوب.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٣ ، ح ٣٢٣٧ ، مرسلاً ؛تحف العقول ، ص ٣٥٧الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٦ ، ح ٢٣٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٠٥٢٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٧ ، ح ٣٤.

(٥). في حاشية « بر ، بف » : « يونس ». ويأتي فيالكافي ، ح ٦٩٣٤ رواية النضر بن شعيب عن يونس بن عمران بن ميثم. لكنّ الخبر رواه الحسين بن سعيد في كتابهالزهد ، ص ٨٣ ، ح ٥١ عن محمّد بن سنان ، عن يوسف بن عمران ، عن يعقوب بن شعيب ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ؛ كما وردت رواية يوسف بن عمران الميثمي عن ميثم فيرجال الكشّي ، ص ٨٣ ، الرقم ١٣٩ ، والظاهر اتّحاده مع يوسف بن عمران بن ميثم هذا.

ثمّ إنّ الخبر أورده الصدوق فيالخصال ، ص ٢٤٣ ، ح ٩٨ بسنده عن محمّد بن سنان ، عن يوسف بن عمران ، عن ميثم بن يعقوب بن شعيب. ووقوع التحريف فيه لا يخفى ؛ فإنّ يعقوب بن شعيب هذا ، هو يعقوب بن شعيب بن ميثم التمّار الراوي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٥٠ ، الرقم ١٢١٦.

٣٧٦

قَالَ : وَاحِدَةٌ لِي ، وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ.

قَالَ : يَا رَبِّ بَيِّنْهُنَّ لِي(١) حَتّى أَعْلَمَهُنَّ(٢) .

قَالَ : أَمَّا الَّتِي لِي ، فَتَعْبُدُنِي لَاتُشْرِكُ بِي شَيْئاً ؛ وَأَمَّا الَّتِي لَكَ ، فَأَجْزِيكَ بِعَمَلِكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ ؛ وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَعَلَيْكَ الدُّعَاءُ(٣) وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ ؛ وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَتَرْضى لِلنَّاسِ(٤) مَا تَرْضى(٥) لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهُ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ ».(٦)

١٩٦٠/ ١٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ رَوْحٍ ابْنِ أُخْتِ الْمُعَلّى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا ، فَإِنَّكُمْ تَعِيبُونَ عَلى قَوْمٍ لَا يَعْدِلُونَ ».(٧)

١٩٦١/ ١٥. عَنْهُ(٨) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

__________________

(١). في « د » : - « لي ».

(٢). في الزهد : « أعمل بهنّ ».

(٣). فيمرآة العقول : « قوله : فعليك الدعاء ، كأنّ « الدعاء » مبتدأ ، و « عليك » خبره. وكذا : عليّ الإجابة. ويحتمل أن‌يكون بتقدير : عليك بالدعاء ». (٤). في « ف » : « الناسَ » منصوب بنزع الخافض.

(٥). في « ز » : + « به ».

(٦).الزهد ، ص ٨٣ ، ح ٥١ ، عن محمّد بن سنان ؛الخصال ، ص ٢٤٣ ، باب الأربعة ، ح ٩٨ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن يوسف بن عمران ، عن ميثم بن يعقوب بن شعيب ( وفيه تصحيف ) ، ولم يرد فيهما : « وتكره لهم ما تكره لنفسك ». وفيالأمالي للصدوق ، ص ٦٠٨ ، المجلس ٨٩ ، ح ١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٣٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛الخصال ، ص ٢٤٤ ، باب الأربعة ، ح ٩٩ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٣الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٦ ، ح ٢٣٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٧ ، ح ٢٠٥٣٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٨ ، ح ٣٥.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ، ح ٢٣٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٣ ، ح ٢٠٥٤٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٨ ، ح ٣٦.

(٨). فيمرآة العقول : « الظاهر رجوع ضمير « عنه » إلى أحمد بن محمّد بن عيسى في الخبر السابق ، وغفل عن =

٣٧٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْعَدْلُ أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ ، وَأَطْيَبُ رِيحاً مِنَ الْمِسْكِ ».(١)

١٩٦٢/ ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ(٢) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ ، كَانَ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللهِ يَوْمَ لَاظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : رَجُلٌ أَعْطَى النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ‌

__________________

= توسّط خبر آخر كما لا يخفى على المتتبّع ، ويحتمل عوده إلى إبراهيم بن هاشم ؛ لروايته سابقاً عن ابن محبوب. ويمكن عوده إلى محمّد بن عبد الجبّار. والأوّل أظهر ، كما لا يخفى على المتتبّع ».

هذا ، وقد أرجع الشيخ الحرّ الضمير إلى محمّد بن عبد الجبّار فيالوسائل ، ح ٢٠٥٥١. والظاهر أنّ الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى كما استظهره المجلسيقدس‌سره ؛ فإنّا لم نجد رواية محمّد بن عبد الجبّار عن ابن محبوب إلّا في خبرين : أحدهما فيالكافي ، ح ١٥٩٢ ، والآخر فيالأمالي للمفيد ، ص ٢٩٩ ، ح ٩ ، وكلا السندين ينتهيان إلى أبي حمزة الثمالي ، قبل المعصوم. فيستبعد جدّاً رجوع الضمير إلى محمّد بن عبد الجبّار ، مضافاً إلى أنّ رجوع الضمير إليه في أسنادالكافي في غاية النُدرة.

وأمّا احتمال رجوع الضمير إلى إبراهيم بن هاشم والد عليّ بن إبراهيم في ح ١٩٥٨ ، فإنّه وإن لم يكن غير منفيّ ، لكنّه لم يثبت وقوع هذه الظاهرة في أسنادالكافي ، كما يأتي في ح ٣٥٣٠ ، ويبعّده وقوع الفصل الكثير بين الضمير ومرجعه.

(١).الاختصاص ، ص ٢٦٢ ، عن ابن محبوبالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ، ح ٢٣٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢٠٥٥١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٩ ، ح ٣٧.

(٢). الخبر رواه الصدوق فيالخصال ، ص ٨٠ ، ح ٣ بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جبلة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

والظاهر صحّة ما فيالخصال ؛ فإنّه مضافاً إلى عدم ملاءمة ما ورد فيالكافي لطبقة إسماعيل بن مهران المعدود من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام - كما فيرجال البرقي ، ص ٥٥ ، ورجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢٠٨ - فيبعد روايته عن أبي جعفر المراد به محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام بواسطة واحدةٍ ، روى عثمان بن جبلة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مع الواسطة فروايته عن أبي جعفرعليه‌السلام مباشرةً بعيدة. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٢٢ ، ح ١٠ ، وص ٥٠٧ ، ح ٨ ؛معاني الأخبار ، ص ٤٠٣ ، ح ٧١ ؛الغيبة للطوسي ، ص ٤٠٥.

هذا ، والمظنون قويّاً في وجه سقوط « عن أبي حمزة [ الثمالي ] » من سند الكافي ، هو جواز نظر الناسخ من لفظة « أبي » في « أبي حمزة » إلى « أبي » في « أبي جعفر » المورث للسقط.

٣٧٨

مَا هُوَ سَائِلُهُمْ ؛ وَرَجُلٌ لَمْ يُقَدِّمْ رِجْلاً وَلَمْ يُؤَخِّرْ رِجْلاً حَتّى يَعْلَمَ أَنَّ(١) ذلِكَ لِلّهِ رِضًا ؛ وَرَجُلٌ لَمْ يَعِبْ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِعَيْبٍ حَتّى يَنْفِيَ ذلِكَ الْعَيْبَ عَنْ نَفْسِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَايَنْفِي مِنْهَا(٢) عَيْباً إِلَّا بَدَا لَهُ عَيْبٌ ، وَكَفى بِالْمَرْءِ شُغُلاً بِنَفْسِهِ عَنِ النَّاسِ ».(٣)

١٩٦٣/ ١٧. عَنْهُ(٤) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ حَمَّادٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ وَاسَى(٥) الْفَقِيرَ مِنْ مَالِهِ(٦) ، وَأَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَذلِكَ الْمُؤْمِنُ حَقّاً ».(٧)

١٩٦٤/ ١٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَافِعٍ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ ، عَنْ يُوسُفَ الْبَزَّازِ(٨) ، قَالَ :

__________________

(١). في « ف » : - « أنّ ».

(٢). في « ج » : « منه ». والنفس ممّا يذكّر ويؤنّث.

(٣).الخصال ، ص ٨٠ ، باب الثلاثة ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الصلت ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جبلة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .المحاسن ، ص ٤ ، كتاب القرائن ، ح ٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛الخصال ، ص ٨١ ، باب الثلاثة ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٨٢ ، عن السجّادعليه‌السلام ، وفيهما من دون الإسناد إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. مصادقة الإخوان ، ص ٧٦ ، ح ٢ ، مرسلاً عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٧ ، ح ٢٣٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٨ ، ح ٢٠٥٣٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٩ ، ح ٣٨.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن محمّد هذا عن‌عبد الرحمن بن حمّاد في بعض الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :الكافي ، ح ٣٣٠١ و ٦٠١٦ و ٨٣٩٨ و ٨٧٥١ ؛المحاسن ، ص ٦ ، ح ١٧ ؛ وص ١١ ، ح ٢٣ ؛ وص ١٣٨ ، ح ٢٤ ؛ وص ٣٦١ ، ح ٨٩.

(٥). « المواساة » : المشاركة والمساهمة في المعاش والرِّزق ، وأصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً.النهاية ، ج ١ ، ص ٥٠ ( أسا ). (٦). في الخصال : - « من ماله ».

(٧).الخصال ، ص ٤٧ ، باب الاثنين ، ح ٤٨ ، بسنده ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن عبدالله بن محمّد الغفّاري ، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٤ ، ح ٢٣٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٠٥٢٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٠ ، ح ٣٩.

(٨). في « ب ، ج » : « البزّار ». والبزّار اسم لمن يخرج الدهن من البَزْر أو يبيعه. راجع :الأنساب للسمعاني ،=

٣٧٩

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا تَدَارَأَ(١) اثْنَانِ فِي أَمْرٍ قَطُّ ، فَأَعْطى أَحَدُهُمَا النَّصَفَ(٢) صَاحِبَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ ، إِلَّا أُدِيلَ(٣) مِنْهُ ».(٤)

١٩٦٥/ ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ جَنَّةً لَايَدْخُلُهَا إِلَّا ثَلَاثَةٌ ، أَحَدُهُمْ مَنْ حَكَمَ فِي نَفْسِهِ(٥) بِالْحَقِّ ».(٦)

١٩٦٦/ ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْعَدْلُ أَحْلى مِنَ الْمَاءِ يُصِيبُهُ الظَّمْآنُ ؛ مَا أَوْسَعَ الْعَدْلَ إِذَا عُدِلَ فِيهِ وَإِنْ قَلَّ ».(٧)

__________________

= ج ١ ، ص ٣٣٦ ؛توضيح المشتبه ، ج ١ ، ص ٤٨٤.

هذا ، والمذكور فيرجال البرقي ، ص ٢٩ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٤٨٤١ هو يوسف البزّاز.

(١). في « بر » : « تدارى » وهو من تخفيف الهمزة. و « الدَّرء » : الدفع ، وتقول : تدارأتم ، أي اختلفتم.الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٨ ( درأ ).

(٢). « النَّصَف » : اسم الإنصاف. وتفسيره : أن تعطيه من نفسِك النصف ، أي تعطي من نفسك ما يستحقّ من الحقّ كما تأخذه.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٠٠ ( نصف ).

(٣). أدال الله بني فلان من عدوّهم : جعل الكَرَّة لهم عليهم. والإدالة : النُّصرة والغلبة.أساس البلاغة ، ص ١٣٩ ؛مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٣٧٤ ( دول ).

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ، ح ٢٣٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٠٥٣٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٠ ، ح ٤٠.

(٥). في حاشية « د ، بر » والكافي ، ح ٢٠٨٦ : « على نفسه ». وفي « ف » : « في تقيّة ».

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب زيارة الإخوان ، ح ٢٠٨٦ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد وعدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً عن ابن محبوب.الخصال ، ص ١٣١ ، باب الثلاثة ، ح ١٣٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب.المؤمن ، ص ٦٠ ، ح ١٥٥ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٧ ، ح ٢٣٩١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٥ ، ح ٢٠٥٣١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤١ ، ح ٤١.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ، ح ٢٣٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٣ ، ذيل ح ٢٠٥٥٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٦ ، ح ٣٣.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

أدّاه زاده و من قصّر عنه خاطر بزوال النعمة ، فليركم اللَّه .(١) » .

و حينئذ فليكونوا وجلين من تقصيرهم في شكر النعمة كما ينبغي فيستحقوا سلبها و اخذهم بعقوبة كفرانها .

« انه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أمن مخوفا » جعل ( التحف ) هذا الكلام . خبرا مستقلا ، و هو الوجه لأن التوسعة أعمّ من النعمة ، و إذا كانت استدراجا فهي نقمة ، قال تعالى( فَلمّا نَسُوا ما ذُكّرُوا بِه فَتَحنا عَليهم أَبوابَ كُلِّ شي‏ءٍ حَتّى إذا فَرحوا بما اُوتُوا أخذناهُم بَغتةً فإذا هم مُبلِسون ) (٢) ( و الَّذينَ كَذّبُوا بآياتنا سَنَستَدرجُهم مِن حيثُ لا يَعلَمون ) .

( و اُملي لَهُم إِنّ كَيدي متين ) (٣) ( فَذَرني و من يُكَذّب بهذا الحَديث سنَستَدرجُهم من حَيثُ لا يَعلَمُون و اُملي لَهُم إِنَ كَيدي مَتينٌ ) (٤) .

« و من ضيّق عليه فلم ير ذلك اختبارا فقد ضيّع مأمولا » بدل ( التحف ) قوله « فلم ير ذلك اختبارا » بقوله « فلم يظن ان ذلك حسن نظر من اللَّه » و هو المناسب لقوله « فقد ضيّع مأمولا » ، فإنّما المأمول حسن نظره تعالى لعبده لا اختباره له ، و لعلّ اختباره سبب ضلاله .

و أما كون التضييق حسن نظر منه تعالى لعبده ففي ما ناجى موسى كما روى ( الكافي ) يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحبا بشعار الصالحين ، و إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجّلت عقوبته(٥) .

و عن الصادقعليه‌السلام : إن اللَّه تعالى ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في

____________________

( ١ ) تحف العقول : ١٤٢ .

( ٢ ) الأنعام : ٤٤ .

( ٣ ) الأعراف : ١٨٢ ١٨٣ .

( ٤ ) القلم : ٤٤ ٤٥ .

( ٥ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٣ ح ١٢ .

٥٨١

الدّنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه ، فيقول : و عزتي و جلالي ما أحوجتك في الدّنيا من هو ان كان بك عليّ فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوّضتك من الدنيا ، فيرفع فيقول ما ضرّني ما منعتني مع ما عوّضتني(١) .

و في خبر آخر : فمن زود أحدكم في دار الدّنيا معروفا فخذوا بيده و ادخلوه الجنة ، و لكلّ عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدّنيا منذ كانت إلى أن انقضت سبعون ضعفا(٢) .

و عنهعليه‌السلام : إنّ فقراء المؤمنين(٣) يتقلّبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا ، و مثل ذلك كسفينتين مرّ بهما على عاشر فنظر في إحداهما فلم ير شيئا فقال : أسربوها ، و نظر في الاخرى فإذا هي موقرة فقال : إحبسوها(٤) .

و عنهعليه‌السلام : لو لا إلحاح هذه الشيعة على اللَّه في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى ما هو أضيق(٥) .

٨٢ الحكمة ( ٣٦٥ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَ اَلاِعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ أقول : كرّر المصنف الفقرة الأخيرة مستقلة في ( ٤١٢ ) سهوا بلفظ

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٤ ح ١٨ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦١ ( ٩ ) ، بحار الأنوار ٧ : ٢٠٠ .

( ٣ ) في بعض النسخ « المسلمين » .

( ٤ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٠ ح ١ .

( ٥ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٤ ح ١٦ .

٥٨٢

« كفاك أدبا لنفسك اجتنابك ما تكرهه لغيرك » .

« الفكر مرآة صافية » في ( الكافي ) سئل الصادقعليه‌السلام عمّا يروى أنّ تفكّر ساعة خير من قيام ليلة كيف يتفكّر ؟ قال : يمرّ بالخربة أو الدار فيقول : أين ساكنوك ؟ أين بانوك ؟ مالك لا تتكلّمين(١) ؟

« و الاعتبار منذر ناصح »( أَلم تَر أَن اللَّه يُزجي سَحاباً ثم يُؤلّفُ بَينهُ ثُم يَجعَلُه رُكاماً فتَرى الودقَ يَخرُجُ مِن خلاله و يُنَزِّلُ من السّماء من جبال فيها من بردٍ فيُصيب به مَن يشاءُ و يصرفهُ عمّنَ يشاء يَكادُ سَنابرقهِ يذهبُ بالأَبصارِ يُقلِّبُ اللَّه الليلَ و النهارَ إِن في ذلكَ لعبرةً لاُولي الأبصار ) (٢) .

« و كفى أدبا لنفسك تجنّبك ما كرهته من غيرك »( و ما اُريد أن اُخالفكم إلى ما أَنهاكُم عَنهُ ) (٣) .

و مرّ قولهعليه‌السلام « و من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » و قولهعليه‌السلام « أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله » .

و قيل كتب بعض الكتّاب إلى بعض الملوك :

تضرب الناس بالمهندة البيض

على غدرهم و تنسى الوفاء(٤)

٨٣ الحكمة ( ٣٧١ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ شَرَفَ أَعْلَى مِنَ اَلْإِسْلاَمِ وَ لاَ عِزَّ أَعَزُّ مِنَ اَلتَّقْوَى وَ لاَ مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ اَلْوَرَعِ وَ لاَ شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ اَلتَّوْبَةِ وَ لاَ كَنْزَ أَغْنَى مِنَ اَلْقَنَاعَةِ وَ لاَ

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٤ أخرجه عن علي بن إبراهيم عن السكوني .

( ٢ ) النور : ٤٦ ٤٤ .

( ٣ ) هود : ٨٨ .

( ٤ )

٥٨٣

مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ اَلرِّضَى بِالْقُوتِ وَ مَنِ اِقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ اَلْكَفَافِ فَقَدِ اِنْتَظَمَ اَلرَّاحَةَ وَ تَبَوَّأَ خَفْضَ اَلدَّعَةِ وَ اَلرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ اَلنَّصَبِ وَ مَطِيَّةُ اَلتَّعَبِ وَ اَلْحِرْصُ وَ اَلْكِبْرُ وَ اَلْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى اَلتَّقَحُّمِ فِي اَلذُّنُوبِ وَ اَلشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ اَلْعُيُوبِ أقول : هذا العنوان جزء خطبة الوسيلة رواها ( روضة الكافي ) « لا شرف أعلى من الإسلام » روى ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى :( صبغَةَ اللَّه وَ مَن أحسنُ من اللَّه صبغَة ) (١) : إنّ الصبغة هي الإسلام(٢) .

و في الخبر : الإسلام يعلو و لا يعلى عليه(٣) .

و عنهعليه‌السلام في مجوسية أسلمت قبل أن يدخل بها زوجها و أبي أن يسلم :

لها عليه نصف الصداق و لم يزدها الإسلام إلاّ عزّا(٤) ، و قال تعالى( اليوم أكملتُ لكُم دينَكُم و أَتمَمتُ عليكم نعمتي و رَضيتُ لكُم الإسلام ديناً ) (٥) ( وَ مَن يَبتَغ غَير الإسلام ديناً فَلن يُقبل منه ) (٦) .

« و لا عز أعز من التقوى »( يا أيُّها الناس إِنّا خلقناكم من ذكرٍ و اُنثى و جَعلناكُم شُعُوباً و قبائِلَ لتعارَفوا إِن أكرمكُم عندَ اللَّه أتقاكم ) (٧) .

« و لا معقل أحسن من الورع »( و مَن يتّق اللَّه يَجعَل لُهُ مَخرَجاً و يَرزُقه من حيثُ لا يَحتَسِبُ ) (٨) .

____________________

( ١ ) البقرة : ١٣٨ .

( ٢ ) روضة الكافي للكليني : ١٨ .

( ٣ ) ٣٩ : ٤٧ رواية ١ .

( ٤ ) الكافي للكليني ٥ : ٤٣٦ رواية ٦ .

( ٥ ) المائدة : ٣ .

( ٦ ) آل عمران : ٨٥ .

( ٧ ) الحجرات : ١٣ .

( ٨ ) الطلاق : ٢ ٣ .

٥٨٤

« و لا شفيع أنجح من التوبة »( و هو الذي يَقبلُ التوبةَ عن عبادهِ و يعفو عن السيئات ) (١) ( إِن اللَّه يحبُّ التّوابينَ و يُحبُّ المُتَطهرين ) (٢) و قال هود لقومه :

( و يا قوم استغفروا ربَّكُم ثُمَ توبُوا إِليه يُرسِل السَّماءَ عليكم مدراراً و يزدكُم قُوّةً إلى قوتكم ) (٣) ( و أَن استَغفروا ربَّكُم ثم توبوا إليه يُمتِّعكم متاعاً حسناً إِلى أجلٍ مُسمّى و يؤتِ كُلّ ذي فضلٍ فَضلُه ) (٤) .

« و لا كنز أغنى من القناعة » في ( الكافي ) عنهعليه‌السلام من رضي من الدّنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه ، و من لم يرض من الدّنيا بما يجزيه لم يكن فيها شي‏ء يكفيه(٥) .

« و لا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت » في ( الروضة ) بعد هذه الفقرات « و لا لباس أجمل من العافية ، و لا غائبا أقرب من الموت ، أيّها الناس إنّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها ، و الليل و النهار مسرعان في هدم الأعمار ، و لكلّ ذي رمق قوت و أنت قوت الموت ، و ان من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد ، و لن ينجو من الموت غني بماله و لا فقير لإقلاله »(٦) .

« و من اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة و تبوّأ خفض الدعة » أي :

السكون و الاستراحة ، من « ودع » بالضم .

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهم ارزق محمّدا و آل محمّد الكفاف ، و ارزق من أحبّ

____________________

( ١ ) الشورى : ٢٥ .

( ٢ ) البقرة : ٢٢٢ .

( ٣ ) هود : ٥٢ .

( ٤ ) هود : ٣ .

( ٥ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٠ ح ١١ .

( ٦ ) روضة الكافي للكليني : ١٩ .

٥٨٥

محمدا و آل محمّد العفاف و الكفاف ، و ارزق من أبغضهم المال و الولد(١) .

و عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال تعالى : إنّ من أغبط أوليائي رجلا خفيف الحال ذا حفظ من الصلاة أحسن عبادة ربّه بالغيب ، و كان غامضا في الناس جعل رزقه كفافا فصبر عليه عجلت منيته فقلّ تراثه و قلّت بواكيه(٢) .

« و الرغبة » أي : الحرص .

« مفتاح النصب » جعلعليه‌السلام النصب كقفل مفتاحه الرغبة .

« و مطية التعب » المطية ، المركب ، جعلعليه‌السلام التعب كمقصد لا تصل إليه إلاّ بمطيّة الرغبة .

« و الحرص و الكبر و الحسد دواع إلى التقحم » أي : رمي النفس .

« في الذنوب » الحرص كان داعي آدمعليه‌السلام إلى الشجرة المنهية و الكبر كان داعي إبليس إلى ترك السجود لآدم ، و الحسد كان داعي قابيل إلى قتل أخيه هابيل ، و الكبر أول ذنب أهل السماء ، و الحسد أول ذنب أهل الأرض .

« و الشر جامع مساوي » هكذا في ( الطبعة المصرية )(٣) و الصواب :

( لمساوي ) كما في ابن أبي الحديد(٤) و ابن ميثم(٥) و النسخة الخطية(٦) .

« العيوب » الحرص و الكبر و الحسد و غيرها من البخل و الجبن و العجب و غيرها ، لكن كون الشر أعم أمر واضح ، و الظاهر وقوع تصحيف ، و كون

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٠ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٠ .

( ٣ )

( ٤ )

( ٥ )

( ٦ ) النسخة المصرية ٧٤٤ رقم ( ٣٧٠ ) مطابقة لنسخة شرح ابن ميثم المنقحة ٥ : ٤٢٥ رقم ٣٥٢ ، و في شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٠١ قمم ( ٣٧٧ ) « لمساوي » .

٥٨٦

الشر محرّف البخل ، ففي ( ٣٧٨ ) و قالعليه‌السلام : « البخل جامع لمساوى‏ء العيوب ، و هو زمام يقاد به إلى كلّ سوء » و عليه ففي الثاني تكرار بعض الأول .

٨٤ الحكمة ( ٣٧٦ ) إِنَّ اَلْحَقَّ

ثَقِيلٌ مَرِي‏ءٌ وَ إِنَّ اَلْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِي‏ءٌ أقول : قالعليه‌السلام : هذا الكلام لعثمان مع زيادة « و أنت رجل إن صدقت سخطت و ان كذبت رضيت » كما رواه ابن أبي الحديد في موضع آخر و نقل مثله عن لقمان و ورد : الحقّ أوسع الأشياء في التواصف و أضيقها في التناصف(١) .

و في ( الكافي ) قيل للصادقعليه‌السلام : يزعمون أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رخّص في أن نقول : « جئناكم جئناكم جيئونا جيئونا نجئكم نجئكم » فقال : كذبوا إنّ اللَّه تعالى يقول :( و ما خلقنا السماءَ و الأرضَ و ما بينَهُما لاَعِبينَ لو أردنا أن نتَّخِذَ لَهواً لاتخذناهُ من لدُنّا إِن كُنّا فاعلين بل نَقذِفُ بالحقِّ عَلى الباطل فَيَدمَغُهُ فإذا هُو زاهِق و لَكُم الوَيل مِمّا تَصِفُون ) (٢) .

و سئل الباقرعليه‌السلام عن الغناء(٣) فقالعليه‌السلام : إذا ميّز اللَّه بين الحق و الباطل فأين يكون الغناء ؟ قال : مع الباطل فقال : قد حكمت و كذلك سئل عن النرد و الشطرنج فأجاب بكونهما مع الباطل إذا ميّز بينه و بين الحق(٤) .

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٨٨ .

( ٢ ) الأنبياء : ١٦ ١٨ .

( ٣ )

( ٤ ) الكافي للكليني ٦ : ٤٣٦ ح ٩ .

٥٨٧

٨٥ الحكمة ( ٣٨١ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَ جَلَبَتْ نِقْمَةً و « صرت وثاقه » في ( الطبعة المصرية )(١) تصحيف ، أي : هو في شدك ابتداء و تصير في شدّه انتهاء .

« فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك ، فربّ كلمة سلبت نعمة و جلبت نقمة » فقرة « و جلبت نقمة » ليست في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) و إنّما هي في ( الطبعة المصرية )(٢) .

و في السير : نزل النعمان بن المنذر برابية ، فقال له رجل من أصحابه :

أبيت اللعن لو ذبح رجل على رأس هذه الرابية إلى أين كان يبلغ دمه فقال النعمان : المذبوح و اللَّه أنت و لأنظرن أين يبلغ دمك فذبحه(٣) .

و في ( العيون ) : قال ابن إسحاق : النّسناس خلق باليمن لأحدهم عين و يد و رجل يقفز بها و أهل اليمن يصطادونهم ، فخرج قوم في صيدهم فرأوا ثلاثة منهم ، فأدركوا واحدا منهم فعقروه و ذبحوه و توارى اثنان في الشّجر ، فقال الذي ذبح الأول انّه لسمين ، فقال الثاني انّه أكل ضروا فأخذوه و ذبحوه ، فقال الذي ذبحه ما انفع الصمت فقال الثالث فها أنا الصمت فأخذوه و ذبحوه(٤) .

____________________

( ١ ) صححت في الطبعة الثانية المنقحة : ٧٤٨ رقم ( ٣٨١ ) .

( ٢ ) النسخة المصرية : ٧٤٨ و شرح ابن ميثم ٥ : ٤٣٣ متطابقان و الحذف في شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣٢٢ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ٧ : ٩٢ .

( ٤ ) العيون ٢ : ١٧٦ و ذكره الدميري .

٥٨٨

و في ( الأغاني ) : صلب الحجّاج رجلا من الشّراة بالبصرة و راح عشيّا لينظر إليه ، فإذا برجل بازائه مقبل بوجهه عليه ، فدنا منه فسمعه يقول للمصلوب « طال ما ركبت فأعقب »(١) فقال الحجّاج : من هذا ؟ فقالوا : شظاظ اللص قال : لا جرم و اللَّه ليعقبنّك ، ثم وقف و أمر بالمصلوب فأنزل و صلب شظاظا مكانه(٢) .

٨٦ الحكمة ( ٣٨٤ ) و قالعليه‌السلام :

اَلرُّكُونُ إِلَى اَلدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ جَهْلٌ وَ اَلتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ اَلْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ وَ اَلطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ اَلاِخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ في ( الجهشياري ) قيل لعتابة أمّ جعفر بن يحيى بعد نكبتهم و هي بالكوفة في يوم أضحى ما أعجب ما رأيت ؟ فقالت : لقد رأيتني في مثل هذا اليوم و على رأسي مائة و صيفة لبوس كلّ واحدة منهنّ و حليها خلاف لبوس الاخرى و حليها ، و أنا يومي هذا اشتهي لحما فما أقدر عليه(٣) .

و في ( المروج ) : لمّا دخل عمرو بن ليث إلى بغداد من المصلّى العتيق رافعا يديه يدعو و هو على جمل فالح و هو ذو السنامين و كان أنفذه إلى المعتضد في هدايا تقدّمت له قبل أسره قال ابن فهم :

ألم تر هذا الدهر كيف صروفه

يكون عسيرا مرّة و يسيرا

____________________

( ١ ) معناه : اترك عقبك و من يخلفك .

( ٢ ) الأغاني ٢٢ : ٣٠٠ نقله عن أبي ميثم .

( ٣ ) الجهشياري ، الوزراء و الكتّاب : ٢٤١ .

٥٨٩

و حسبك بالصفّار نبلا و عزّة

يروح و يغدو في الجيوش أميرا

حباهم جمالا و هو لم يدر أنّه

على جمل منها يقاد أسيرا

و قال ابن بسام :

أيّها المغتر بالدنيا

أما أبصرت عمرا

مقبلا قد أركب الفالح

بعد الملك قهرا

و عليه برنس السّخطة

إذلالا و قهرا

رافعا كفّيه يدعو اللّه

إسرارا و جهرا

أن ينجّيه من القت

ل و ان يعمل صفرا(١)

و في ( المعجم ) : كان أبو الفتح بن العميد قد دبّر على الصاحب بن عبّاد حتّى أزاله عن كتابة مؤيّد الدولة و أبعده عن حضرته بالريّ إلى اصفهان ، و انفرد هو بتدبير الأمور له كما كان يدبّرها لأبيه ركن الدولة ، و استدعى يوما ندماءه و عبأ لهم مجلسا عظيما و أظهر من الزينة و آلات الذهب و الفضة و الصيني و ما شاكله ما يفوت الحصر ، و شرب و استفزّه الطرب و كان قد شرب يومه و ليلته و عمل شعرا غني به :

دعوت المنى و دعوت العلا

فلمّا أجابا دعوت القدح

و شرب عليه إلى أن سكر و قال لغلمانه : غطوا المجلس و لا تسقطوا منه شيئا لأصطبح في غد عليه ، و قال لندمائه : باكروني ، و قام إلى بيت منامه و انصرف عنه الندماء ، فدعاه مؤيّد الدولة في السحر فلم يشك أنّه لمهم فقبض عليه و أنفذ إلى داره من استولى على جميع ما فيها و أعاد ابن عبّاد إلى وزارته و تطاول بابن العميد النكبة حتى مات فيها(٢) .

____________________

( ١ )

( ٢ ) الحموي ، معجم الأدباء ٦ : ٢٥١ .

٥٩٠

و لبعضهم في الفضل بن مروان وزير المعتصم و كان قبله الفضل بن يحيى البرمكي و الفضل بن الربيع الحاجب وزيري الرشيد و الفضل بن سهل وزير المأمون :

تجبرت(١) يا فضل بن مروان فاعتبر

فقبلك كان الفضل و الفضل و الفضل

ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم

أبادهم الموت المشتت و القتل

فإنّك قد أصبحت في النّاس ظالما

ستودي كما أودى الثلاثة من قبل(٢)

« و التقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن » فقد قال تعالى :

( مَثَلُ الذين يُنفقونَ أَموالَهم في سَبيل اللَّه كَمَثَلِ حَبةٍ أنبتت سَبعَ سنابِلَ في كلّ سُنبلةٍ مائة حبّةٍ و اللَّه يُضاعف لِمن يشاء ) (٣) و قال تعالى :( تتجافى جُنوبهم عن المضاجِع يدعون رَبّهم خوفاً و طمعاً و ممّا رزقناهم يُنفقون فلا تَعلَمُ نَفسٌ ما اُخفي لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بما كانوا يَعمَلون ) (٤) فإذا كان واثقا بذلك و قصر كان مغبونا ألبتّة .

« و الطمأنينة إلى كلّ أحد قبل الاختبار له عجز » فليس كلّ أحد صادقا .

٨٧ الحكمة ( ٣٨٦ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ قيل : هو نظير قولهم : « من طلب شيئا وجدّ وجد »(٥) و قولهم « من قرع

____________________

( ١ ) عند ابن خلفكان بلفظ « تفرعنت » .

( ٢ ) ابن خلكان ٤ : ٤٥ .

( ٣ ) البقرة : ٢٦١ .

( ٤ ) السجدة : ١٦ ١٧ .

( ٥ ) المثل بلفظ من طلب شيئا وجده ٢ : ٣٥٧ ، مجمع الأمثال للميداني .

٥٩١

قرع بابا و لجّ ولج » و قال تعالى( و الَّذين جاهدوا فينا لنَهديَّنهم سُبُلنا ) .(١) .

و في ( الأمثال ) : إن عامر بن الطرف لمّا كبر قال له قومه : إجعل لنا قائدا بعدك ، فقال : من طلب شيئا وجده و ان لم يجده يوشك أن يوقع قريبا منه(٢) .

٨٨ الحكمة ( ٣٩٢ ) و قالعليه‌السلام :

تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ اَلْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ أقول : الفقرة الثانية تكرار من المصنف لعنوانه ( ١٤٨ ) « المرء مخبوء تحت لسانه » .

و كيف كان فمرّ في الديباجة قول الشعبي إنّهعليه‌السلام تكلّم بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة و أيتمن جواهر الحكمة و قطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن ، ثلاث منهن في المناجاة و ثلاث منهن في الحكمة إلى أن قال و أمّا اللاتي في الحكمة فقال : قيمة كلّ امرى‏ء ما يحسنه ، و ما هلك امرؤ عرف قدره ، و المرء مخبوّ تحت لسانه(٣) .

هذا ، و قد غيّروا كلامهعليه‌السلام « المرء مخبوّ تحت لسانه » فقالوا « المرء مخبو تحت طي لسانه لا طيلسانه » .

« تكلموا تعرفوا » قال تعالى :( فلمّا كَلَّمهُ قال إنَّكَ اليوم لدينا

___________________

( ١ ) العنكبوت : ٦٩ .

( ٢ ) الأمثال ، ذكره الميداني في ٢ : ١٨٣ .

( ٣ ) الصدوق ، الخصال : ٤٢٠ ح ١٤ ، و ذكره المؤلف في صفحة ٥٧ من الجزء الأول .

٥٩٢

مَكينٌ أَمين ) (١) .

و في ( تاريخ بغداد ) : دخل عبد العزيز بن يحيى المكي و كانت خلقته شنعة على المأمون و عنده المعتصم ، فضحك منه فأقبل على المأمون و قال :

لم ضحك هذا ؟ لم يصطف اللَّه يوسف لجماله و إنّما اصطفاه لدينه و بيانه ، و لم يقل الملك لمّا رأى جماله إنّك اليوم لدينا مكين أمين بل لمّا كلّمه ، بياني أحسن من وجه هذا فأعجب المأمون قوله(٢) .

و في ( العيون ) عن ربيعة الرأي : الساكت بين النائم و الأخرس و ذكروا أفضلية الكلام و الصمت فقال أبو مسهّر : كلاّ إنّ النجم ليس كالقمر ، إنّك تصف الصمت بالكلام و لا تصف الكلام بالصمت و قال يونس : ليس لعييّ مروّة ، و لا لمنقوص البيان بهاء و لو بلغ يافوخه أعنان السماء(٣) .

و في ( تاريخ بغداد ) : قال ابن عمّار : كنت إذا نظرت إلى يحيى بن سعيد القطان ظننت انّه رجل لا يحسن شيئا فإذا تكلّم أنصت له الفقهاء(٤) .

و في ( الطبري ) في قدوم الحجّاج الكوفة و صعوده المنبر فطال سكوته فتناول محمد بن عمير حصى أراد أن يحصبه بها و قال : قاتله اللَّه ما أعياه و اللَّه إنّي لأحسب خبره كروائه ، فلمّا تكلّم الحجّاج جعل الحصى ينتثر من يده و لا يعقل به(٥) .

و في ( البلاذري ) : سعى عبد اللَّه بن الأهتم خليفة قتيبة على مرو بقتيبة إلى الحجّاج ، فأرسل الحجّاج كتابه إلى قتيبة فأحس بالشرّ ، فهرب إلى الشام

____________________

( ١ ) يوسف : ٥٤ .

( ٢ ) تاريخ بغداد ، ١٠ : ٤٥٠ في ترجمة عبد الزيز بن يحيى .

( ٣ ) ابن قتيبة ، عيون الأخبار ٢ : ١٧٥ .

( ٤ ) تاريخ بغداد ١٤ : ١٤٠ في ترجمة يحيى بن سعيد ( رقم ٧٤٦١ ) .

( ٥ )

٥٩٣

و وضع قطنة على احدى عينيه ثم عصبها و اكتنى بأبي قطنة ، و كان يبيع الزيت حتى إذا هلك الوليد و قام سليمان ألقى عنه ذاك الدنس و قام بخطبة تهنئة لسليمان و وقوعا في الحجّاج و قتيبة و كانا خلعا سليمان فتفرّق الناس و هم يقولون أبو قطنة الزيّات أبلغ الناس(١) .

هذا ، و عنهعليه‌السلام : اللسان معيار أطاشه الجهل و أرجحه العقل(٢) .

و روي أنّهعليه‌السلام سئل أيّ شي‏ء أحسن ؟ فقال : الكلام فقال : أيّ شي‏ء أقبح ؟ فقال : الكلام ثم قال : بالكلام ابيضّت الوجوه و بالكلام اسودّت الوجوه(٣) .

« المرء مخبوء تحت لسانه » و قال شاعر :

و النّار في أحجارها مخبوءة

ليست ترى إن لم يثرها الازند

و في ( العيون ) ذكر أعرابي رجلا فقال : رأيت عورات الناس بين أرجلهم و عورة فلان بين فكّيه(٤) .

و عاب آخر رجلا فقال : ذاك من يتامى المجلس ، أبلغ ما يكون في نفسه و أعيى ما يكون عند جلسائه(٥) .

و في ( تاريخ بغداد ) : كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصمت ، فقال له : ألا تتكلّم ؟ فقال : بلى متى يفطر الصائم قال : إذا غابت الشمس قال :

فإن لم تغب إلى نصف الليل ، فضحك أبو يوسف و قال : أصبت في صمتك و أخطأت أنا في استدعاء نطقك ، ثم تمثّل :

____________________

( ١ ) البلاذري ، فتوح البلدان : ٥٩٧ ٧٩٨ .

( ٢ ) تحف العقول : ١٤٧ .

( ٣ ) تحف العقول : ١٥٤ ، و بحار الأنوار ٧٨ : ٥٥ .

( ٤ )

( ٥ )

٥٩٤

عجبت لأزراء العييّ بنفسه

و صمت الذي قد كان للقول أعلما

و في الصمت ستر للعييّ و إنّما

صحيفة لب المرء أن يتكلما(١)

و في ( كامل المبرد ) : إنّ الحجّاج بعث برأس ابن الأشعث بعد ظفره به مع عرّار بن عمرو بن شاس الأسدي و كان أسود دميما إلى عبد الملك فلمّا ورد به عليه جعل عبد الملك لا يسأل عن شي‏ء من أمر الوقيعة إلاّ أنبأه به عرّار في أصح لفظ و أشبع قول و أجزأ اختصار و كان عبد الملك اقتحمه عينه حيث رآه فقال متمثلا :

أرادت عرارا بالهوان و من يرد

لعمري عرارا بالهوان فقد ظلم

و إنّ عرارا إن يكن غير واضح

فإنّي احبّ الجون ذا المنكب العمم

فقال له عرّار : أتعرفني أيها الخليفة ؟ قال : لا قال : فأنا و اللَّه عرّار فزاد في سروره و زاد في جائزته(٢) .

و في ( الخلفاء ) : لمّا بنى الحجّاج خضراء واسط قال لجلسائه : كيف ترون هذه القبة ؟ قالوا : ما رأينا مثلها قال : و لها عيب ما هو ؟ قالوا : ما نرى قال :

سأبعث إلى من يخبرني ، فبعث إلى الغضبان الشيباني و كان في سجنه لأنّه كان قال لابن الأشعث تغدّ بالحجّاج قبل أن يتعشاك فأقبل به و هو يرسف في القيود فقال له : كيف قبتي هذه ؟ قال : نعمت حسنة مستوية قال : أخبرني بعيبها قال : بنيتها في غير بلدك لا يسكنها ولدك قال : صدق ردوه إلى السجن .

فقال : قد أكلني الحديد و أوهن ساقي القيود فما اطيق المشي قال : احملوه ، فلمّا حمل على الأيدي قال :( سُبحان الذي سَخّرَ لنا هذا و ما كُنا لهُ مُقرنين ) (٣) قال :

____________________

( ١ )

( ٢ ) كامل المبرد ١ : ١٦٠ .

( ٣ ) الزخرف : ١٣ .

٥٩٥

أنزلوه فقال :( ربّ أَنزلني مُنزلاً مُباركاً و أنتَ خَيرُ المُنزِلينَ ) (١) قال : جرّوه .

فقال و هو يجر( بسم اللَّه مجراها و مُرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيم ) (٢) قال :

اضربوا به الأرض فقال :( منها خلقناكم و فيها نُعيدُكم و منها نُخرجكم تارة اُخرى ) (٣) فضحك الحجّاج حتى استلقى على قفاه ثم قال : و يحكم قد غلبني هذا الخبيث ، أطلقوه إلى صفحي عنه فقال الغضبان :( فاصفح عنهُم و قُل سلام ) (٤) فنجا من شرّه بلسانه(٥) و كان قال له لأقطعن يديك و رجليك و لأضربن بلسانك عينيك(٦) .

و في ( البيان ) : خرج صعصعة(٧) إلى مكة ، فلقيه رجل فقال : يا عبد اللَّه كيف تركت الأرض قال : عريضة أريضة(٨) قال : إنّما عنيت السماء قال : فوق البشر و مد البصر قال : سبحان اللَّه إنّما أردت السحاب قال : تحت الخضراء و فوق الغبراء قال : إنّما أعني المطر قال : قد عفّي الأثر و ملأ القتر(٩) و بلّ الوبر و مطرنا أحيا المطر قال : إنسيّ أنت أم جني ؟ قال : بل إنسي من امّة رجل مهديّ(١٠) .

و في ( شعراء ابن قتيبة ) : كان الحارث بن حلزة اليشكري ارتجل بين

____________________

( ١ ) المؤمنون : ٢٩ .

( ٢ ) هود : ٤١ .

( ٣ ) طه : ٥٥ .

( ٤ ) الزخرف : ٨٩ .

( ٥ )

( ٦ ) ابن قتيبة ، الامامة و السياسة : ٣٦ و هو المعروف بتاريخ الخلفاء .

( ٧ )

( ٨ )

( ٩ )

( ١٠ )

٥٩٦

يدي عمرو بن هند في شي‏ء كان بين بكر و تغلب بعد الصلح قصيدته « آذنتنا ببنيها اسماء » و كان ينشده من وراء سبع ستور ، فأمر برفع الستور عنه استحسانا لها(١) .

و نظر النعمان بن المنذر إلى ضمرة بن ضمرة ، فلمّا رأى دمامته قال :

تسمع بالمعيدي لا أن تراه فقال ضمرة : إنّ الرجال لا تكال بالقفزان ، و إنّما المرء بأصغريه لسانه و قلبه(٢) .

و في ( المعجم ) قال خلف الأحمر : كنت أسمع ببشار بسرعة جوابه و جودة شعره ، فأنشدوني شيئا من شعره لم أحمده فقلت : لآتينّه و لاطأطأنّ منه ، فأتيته و هو جالس على باب بيته ، فرأيته أعمى قبيح المنظر عظيم الجثّة ، فقلت : لعن اللَّه من يبالي بهذا ، إذ جاء رجل فقال : إنّ فلانا سبّك عند الأمير و جاء قوم فسلّموا عليه فلم يردد عليهم فجعلوا ينظرون إليه و قد ورمت أوداجه فلم يلبث أن أنشدنا بأعلى صوته :

نبّئت نائك امّه يغتابني

عند الأمير و هل عليّ أمير

فارتعدت فرائصي و عظم في عيني فقلت : الحمد للَّه الذي أبعدني من شرّك(٣) .

و همّ الفرزدق بهجاء عبد القيس فأرسل إليه زياد الأعجم :

فما ترك الهاجون لي إن هجوته مصحّا أراه في أديم الفرزدق .

فقال الفرزدق : مالي إلى هجاء هؤلاء سبيل ما عاش هذا العبد(٤) .

و في ( العيون ) : قال عبد الملك بن عمير : قدم علينا الأحنف الكوفة مع

____________________

( ١ ) ابن قتيبة ، الشعر و الشعراء : ٥٣ .

( ٢ ) الأمثال ، الميداني ١ : ٨٦ .

( ٣ )

( ٤ )

٥٩٧

مصعب بن الزبير ، فما رأيت خصلة تذم إلاّ و رأيتها فيه ، كان أصغر(١) الرأس متراكب الأسنان في خدّه ميل(٢) مائل الذّقن ناتى‏ء الوجه ، غائر العين خفيف العارض أحنف الرّجل ، و لكنّه إذا تكلّم جلّى عن نفسه(٣) و قال الشاعر :

و ما حسن الرجال لهم بحسن

إذا لم يسعد الحسن البيان

كفى بالمرء عيبا أن تراه

له وجه و ليس له بيان

و في ( الطبقات ) في وفد عبد القيس قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّكم عبد اللَّه الأشجّ ؟ فقال أحدهم : أنا و كان رجلا دميما فنظر إليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : لا يستسقى في مسوك الرجال ، و إنّما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه و قلبه(٤) و في ( العقد ) :

و ما المرء إلاّ الأصغران لسانه

و معقوله و الجسم خلق مصوّر

فإن تر منه ما يروق فربّما

أمرّ مذاق العود و العود أخضر(٥)

و قال زهير :

و كائن ترى من معجب لك صامت

زيادته أو نقصه في التّكلم

لسان الفتى نصف و نصف فؤاده

فلم يبق الا صورة اللحم و الدم(٦)

هذا ، و في أخبار حكماء القفطي : كان في مصر يهوديّ يرتزق بصناعة مداواة الجراح في غاية الخمول ، فاتفق أن عرض لرجل الحاكم عقر زمن عجز أطباؤه الخواص عنه ، فأحضر له الرجل فطرح عليه دواء يابسا فنشفه و شفاه

____________________

( ١ ) نسخة التحقيق صعل : صغير .

( ٢ )

( ٣ ) العيون ، ابن قتيبة ٤ : ٣٥ .

( ٤ ) الطبقات ١ : ٣١٤ .

( ٥ )

( ٦ ) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ٤ : ١٧٩ .

٥٩٨

في ثلاثة أيام ، فأطلق له ألف دينار و خلع عليه و لقبه بالحقير النافع و جعله من أطبائه الخواصّ(١) .

٨٩ الحكمة ( ٣٩٤ ) و قالعليه‌السلام :

رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ في ( الأغاني ) : وفد أبو براء ملاعب الأسنة و إخوته طفيل و معاوية و عبيدة بنو مالك بن جعفر بن كلاب و معهم لبيد بن ربيعة بن مالك و هو غلام على النعمان بن المنذر ، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي و كان ينادم النعمان فاذا خلا به يطعن في الجعفريين ، فرأوا من الملك جفاء و قد كان يكرمهم قبل ذلك فخرجوا من عنده غضابا و لبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم فألفاهم الليلة يتذاكرون أمر الربيع فسألهم فكتموه ، فقال : و اللَّه لا أحفظ لكم متاعا أو تخبروني و كانت أم لبيد امرأة من عبس فقالوا : خالك قد غلبنا على الملك فقال لهم : هل تقدرون على أن تجمعوا بيني و بينه فأزجره عنكم بقول ممضّ ثم لا يلتفت النعمان إليه أبدا إلى أن قال : ثم غدوا به معهم على النعمان فوجدوه يتغدّى و معه الربيع و هما يأكلان ليس معه غيره ، فلمّا فرغ أذن لهم فذكروا له حاجتهم ، فاعترض الربيع في كلامهم ، فقام لبيد و قال :

يا ربّ هيجا هي خير من دعه

أكلّ يوم هامتي مقرّعة

يخبرك عن هذا خبير فاسمعه

مهلا أبيت اللّعن لا تأكل معه

إنّ استه من برص ملمّعه

و إنّه يدخل فيها إصبعه

____________________

( ١ ) أخبار الحكماء ، القطفي : ١٢٢ .

٥٩٩

يدخلها حتى يواري أشجعه

كأنّما يطلب شيئا ضيّعه(١)

فلمّا فرغ التفت النعمان إلى الربيع شزرا يرمقه قال : لا و اللَّه لقد كذب عليّ ، و انصرف إلى منزله و كتب إلى النعمان : إنّي قد تخوّفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد ، و لست برائم حتى تبعث من يجرّدني فيعلم من حضرك أنّي لست كما قال ، فأرسل النعمان إليه : إنّك لست بانتفائك ممّا قال لبيد شيئا و لا قادرا على ما زلّت به الألسن و كتب إليه :

شرّد برحلك عنّي حيث شئت و لا

تكثر عليّ و دع عنك الأباطيلا

فقد ذكرت به و الركب حامله

وردا يعلّل أهل الشام و النّيلا

فما انتفاؤك منه بعد ما جزعت

هوج المطيّ به إبراق شمليلا(٢)

قد قيل ذلك إن حقا و إن كذبا

فما اعتذارك من شي‏ء إذا قيلا(٣)

و في ( العيون ) : اسر معاوية يوم صفّين رجلا من أصحاب عليعليه‌السلام ، فلمّا اقيم بين يديه قال : الحمد للَّه الذي أمكن منك قال : لا تقل ذلك ، فإنّها مصيبة .

قال : و أيّة نعمة أعظم من أن يكون اللَّه أظفرني برجل قتل في ساعة واحدة جماعة من أصحابي اضربا عنقه فقال : اللّهم اشهد ان معاوية لم يقتلني فيك و لا لأنّك ترضى قتلي و لكن قتلني في الغلبة على حطام الدّنيا ، فإن فعل فافعل به ما هو أهله و إن لم يفعل فافعل به ما أنت أهله فقال له معاوية : قاتلك اللَّه لقد سببت فأوجعت في السبّ و دعوت فأبلغت في الدّعاء ، خلّيا سبيله(٤) .

و كان قول الفرزدق و علم قومه أكل الخبيص و قول أبي العتاهية « وضع سيفك خلخالا » في هجو الفزاري و ابن معن أنفذ من صول .

____________________

( ١ )

( ٢ ) شمليل : بلد .

( ٣ ) الاصفهاني ، الأغاني ١٧ : ١٨٧ ، و قد مرّ ذكر هذه الحكاية في الصفحات السابقة .

( ٤ ) العيون ١ : ٩٩ .

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790