الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184534 / تحميل: 6207
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

المحتسب كالمجاهد مع الإمام منقذ العالم(1) ، وأنَّ المنتظر المخلص في ولائه من أهل الجنَّة(2) ، وأنَّ الإيمان في دولة الباطل أفضل منهُ في دولة الحقّ.(3)

د : وفي قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُ‌وا وَصَابِرُ‌وا وَرَ‌ابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (4) . وجوب الثبات على الاعتقاد بإمامة المهدي عليه السلام وانتظاره وتوقّع ظهوره، فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام:(اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم المنتظر) (5) .

2: في العهدين

«أشعيا» يبشّر الجميع بالقائم المنقذ:

في جانب آخر من (سفر اشعيا -ع -) نجد اشارات صريحة بظهور مُنقذ العالم وكيفية حكمه وارتباطه بالله تعالى، التي لها دلالات لما ورد عن الرسول(ص) والائمة (ع) وعموم المسلمين بخصوص الامام المهدي (عج )، وقد جاءت الاشارة الى الامام (عج ) بأحد القابه المهمّة وهو «القائم »:

(10 وفي ذلك اليوم سَيرفَعُ « القائمُ » رايةً للشعوب والامم التي تَطلبُهُ وتَنتظرُهُ ويكونُ محلُّهُ مَجداً).(6)

____________________

(1) انظر: مجمع البيان ج 9 ص 238. الكافي، ج 2ص 21. المحاسن، ص 173.

(2) انظر: الكافي ج 8 ص 76. البحا ج46 ص 361.

(3) انظر: الكافي، ج1 ص 333. الإختصاص، ص20. كمال الدين، ج2 ص 645.

(4) سورة آل عمران: آية 200.

(5) انظر: معجم أحاديث الإمام المهدي (ع)، ج 5، ص 66-67. الزام الناصب: ج 1 ص53.

(6) سفر أشعيا 11: 10:ألأصل العبرى،العهد القديم، ص625. وسنقف على ترك كلمة (يسَّى) دون ترجمة على التوالي.(أهل البيت فى الكتاب المقدس)، ص 123 - 127.

١٦١

وكما هو واضح فانّ هذه الفقرة باطلاقها تؤكّدعلى: أنّ كلّ الشعوب والامم تطلبه وتنتظره قبل مجيئه،وليس قسماً من هذه الشعوب والأمم، وهذا يدلّ على معرفة هذه الشعوب والامم بهذا الرجل الالهيّ المقدس، فهي تعرفه بكلّ أبعاد المعرفة: معرفة فطريّة ومعرفة عقلية ومعرفة سماويّة.

حيث زرع الله عزّ وجلّ في فطرتهم معرفة خليفته الأعظم المدّخر، وأوحى اليهم ذلك عبرَ مختلف العصور، وأدركوا ذلك أيضاً بعقولهم من خلال الأدلّة الهائلة التي لاتحدّ ولاتحصى:

ومنها انّ الخالق القادر الحكيم الذي أتقن صنع كلّ شيء في الوجود بدءً بالفيروس الصغير الذي لايُرى بالعين المجرّدة وانتهاءً بأعظم مجرّةٍٍ تمّ أكتشافها لحدّ الآن؛ فمن دواعي حكمته وربوبيّته أن يُمضي حكمَهُ في الأرض، ويُرينا عدلَهُ وقسطَهُ بواسطة ممثّله الشرعي الدّال عليه والحاكم بأسمه، ولايترك الدنيا هكذا على علاّتها، والشعوبَ لقمةً سائغةً لازال يمضغها بفكّيه فرعون وهامان وجنودهما وبقوانين وضعيّة قد تبرّأَ منها كلّ شريف.

فهذه الشعوب والأمم: تطلبُهُ ناصراً ومعيناً ومغيثاً ومنقذاً لما أصابها من حيفٍٍ وظلم على مدى تعاقب العصور!.

وهي تنتظرُهُ: إنتظارَ الحبيب لحبيبه، انتظاراً فيه الأملُ والرجاءُ، كشوق الأرض الجدباء لقطر السماء؛ وتحنّ اليه حنيناً منقطع النظير.

وبعدما بيّنت الفقرة العاشرة انتظار الشعوب والأمم وطلبهم للقائم، ذكرت نتيجة هذا الطلب والانتظار المقدّس عندما يحلّ بينهم حيث قالت: ( ويكونُ محلهُ مجداً): أي يكون وجودُهُ بين شعوب الأرض وأممها مفخرةً

١٦٢

كبرى، وبركةً ونعمةً، وأرتقاءً بمستوى الانسانيّة الى أعلى ذُرى المجد والعزّة والكرامة ومباركة الربّ جلّ وعلا.

وبسبب أهميّة هذا النصّ وهذه الفقرة منه خاصّة فقد عمد (أعداء الحقّ والصّدق) الى طمس الحقيقة الالهية الدامغة وتشويشها لقلب معناها أو لصرفه عن الأذهان قدَرَ الامكان وقد نجحوا في ذلك الى أمد غير بعيد. ولإماطَة اللّثام عن هذه المحاولة البائسة وكشفها، نشير الى أمرين:

الأول: إنّ اللفظة المخصوصة (يسّسي) (1) التي وردت في الفقرة(10) من النصّ العبري، تعني: (سيرفع)، وقد جاءت بصيغة الاستقبال لدخول حرف (الياء) عليها(2) . والماضي منه (ناسا) بمعنى: (رفع)(3) ، ومترجم (العهد القديم) في النسخة العربيّة(4) لم يترجم لفظة (يسّسي) العبريّة والتي تعني: (سيرفع)، بل أبقاها على حالها من غير ترجمة الى اللّغة العربيّة محاولةً منه لبس المعنى واثارة الغموض حول مفهوم - القائم - (عج).

____________________

(1) (اهل البيت (ع ) في الكتاب المقدس ) ص 127-128، عن سفر أشعيا 11: 10، ص 1005، النسخة العربية. وجاءت في المصادر كلمة (يسَّي) بسينٍ واحدةٍ مشدَّدةٍ ومفتوحةٍ، ولعلّ صاحب (أهل البيت في الكتاب المقدس) أثبتها بسينيين للتوضيح فأُضيفت الشدَّة إشتباهاً.

(2) قواعد اللغة العربية، ص98.

(3) المعجم الحديث، عبري - عربي، ص 315.

(4) العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح 11، الفقرة، 10، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر: فقد أردف كلمة (يسّي) بالقائم، فقال: يسّي القائم...الخ.

١٦٣

وأمّا الأمر الثاني: انّ لفظة (عوميد) جاءت (كاسم فاعل)(1) وتعني (القائم)(2) ...الخ.(3)

وأما ما جاء في الكتاب المقدس، طبعة أُولى، بيروت،دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، العهد القديم، الإصدار الثاني 1995، في سفر إشعيا 11: (1 و 10) فهو من الروعة بمكان، ويستحقُّ التأمُّل، وهو كالآتي:

(1 يخرُجُ فرعٌ من جذع يَسَّى(4) وينمو غُصنٌ من أُصوله).ثمّ يبيّن عبر ثمانية فقرات صفات ومؤهلات وخيرات هذا الموعود المبارك، ويخلص في القول الى:

____________________

(1) قواعد اللغة العربية، ص38.

(2) (اهل البيت (ع ) في الكتاب المقدس ) ص 127-128 بتصرّف.

(3) المعجم الحديث: 349.

(4) يسّي: هو والدُ داود (ع)، وقد بشّرت التوراة بأن المنقذ ومخلص العالم هو من نسل داود(ع) حيناً، وحينأً آخر من نسل يوسف (ع)... الخ، غير ان مفسري التوراة يصرون على القول أنَّ هذه الشخصيات تمثّلُ المسيح (ع)...، فهل الحقّ كذلك؟ لكن لو رجعنا على سبيل التمثيل لا الحصر: الى المزمور 72، في الكتاب المقدّس، مصر: حيث جاء فيه:

(1 اللهم اعط احكامك للملك و برك لابن الملك* 2 يدين شعبك بالعدل و مساكينك بالحق* 3 تحمل الجبال سلاما للشعب و الاكام بالبر* 4 يقضي لمساكين الشعب يخلص بني البائسين و يسحق الظالم* 5 يخشونك ما دامت الشمس و قدام القمر الى دور فدور* 6 ينزل مثل المطر على الجزاز و مثل الغيوث الذارفة على الارض* 7 يشرق في ايامه الصديق و كثرة السلام الى ان يضمحل القمر* 8 و يملك من البحر الى البحر و من النهر الى اقاصي الارض* =

١٦٤

(في ذلك اليوم يرتفعُ أصلُ يسَّى رايةً للشعوب. تطلُبُهُ الأُمم ويكونُ موطنهُ مجيداً، 11 وفي ذلك اليوم يعودُ الربُّ فيمُدُّ يدَهُ لافتداء بَقيَّة شعبه في أشُّورَ ومصرَ وفتروسَ وكوشَ وعيلامَ وشنعارَ وحماةَ وفي جُزُر البحر، 12 ويرفعُ الربُّ رايةً في الأُمم...).(1)

وهنا سؤالٌ يطرحُ نفسهُ وهو:

____________________

= 9 امامه تجثو اهل البرية و اعداؤه يلحسون التراب* 10 ملوك ترشيش و الجزائر يرسلون تقدمة ملوك شبا و سبا يقدمون هدية* 11 و يسجد له كل الملوك كل الامم تتعبد له* 12 لانه ينجي الفقير المستغيث و المسكين اذ لا معين له* 13 يشفق على المسكين و البائس و يخلص انفس الفقراء* 14 من الظلم و الخطف يفدي انفسهم و يكرم دمهم في عينيه* 15 و يعيش و يعطيه من ذهب شبا و يصلي لاجله دائما اليوم كله يباركه* 16 تكون حفنة بر في الارض في رؤوس الجبال تتمايل مثل لبنان ثمرتها و يزهرون من المدينة مثل عشب الارض* 17 يكون اسمه الى الدهر قدام الشمس يمتد اسمه و يتباركون به كل امم الارض يطوبونه* 18 مبارك الرب الله اله اسرائيل الصانع العجائب وحده* 19 و مبارك اسم مجده الى الدهر و لتمتلئ الارض كلها من مجده امين ثم امين تمت صلوات داود بن يسى*).مع ملاحظة الإختلاف في ألفاظ الترجمة (وكلا المعنيين واحد) في: الكتاب المقدس، طبعة أُولى، بيروت،دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، العهد القديم، الإصدار الثاني 1995م،ص 787، المزمور 72. ونضيرُ هذا كثير.

فهل يمكن أن يكون هذا المسيح (ع) وهو لم يقم بشيءٍ من هذا؟ انظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص 57 وما بعدها، تحت عنوان: المخلّص في التوراة.

(1) الكتاب المقدس، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، العهد القديم، ص 924، سفر إشعيا 11: (1،10، 11، 12).

١٦٥

من هو القضيب المبارك الذي يخرجُ في آخر الزمان كمنقذٍ لكلّ الشعوب والأُمم وهو من ذريّة الأنبياء (عليهم السلام)، ومن جذع (يَسَّى) كما في هذا النصّ وغيره في الكتاب المقدّس، وتارةً في نصوص أُخر قال إنَّه من نسل يوسف (ع)(1) ، و(يَسَّى) هذا، هل هُوَ (يس) في قوله تعالى:

( يس ﴿1﴾ وَالْقُرْ‌آنِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ) (2) ؟

و(ياسين) (3) في قوله تعالى:( سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ) (4) ؟

وفي إنجيل برنابا سُمّيَ بـ (مسّيا)؟.(5)

ولو أنا تمعنّا في سفر إشعياء النبيّ (ع)(6) ، الإصحاح 65: 11 - 25، وقارنّاها مع:

____________________

(1) وفي نصوص أُخرى، أنه من نسل يوسف (ع)، انظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص 57.

(2) سورةُ يس: 1- 3.

(3) أحدُ أسماء النبيّ محمد (ص) وقد وردَ في القرآن.

(4) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص48، وما بعدها.

(5) وشرحُهُ في انجيل برنابا، في الفصل الثامن والثمانون: 15-18، برنابا: من تلاميذ المسيح (ع)، ونسخة الإنجيل المنسوبة اليه، ترجمها العلامة المسيحي اللبناني الدكتور خليل سعادة من الإنكليزية الى العربية، وهي من خزائن الفاتيكان باللغة الإيطالية.

(6) انظر: العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح 65، الفقرة: 11-25، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر. فقد جاءت كما يلي:(11 اما انتم الذين تركوا الرب و نسوا جبل قدسي و رتبوا للسعد الاكبر مائدة و ملاوا للسعد الاصغر خمرا ممزوجة* 12 فاني اعينكم للسيف و تجثون كلكم للذبح لاني دعوت فلم تجيبوا تكلمت فلم تسمعوا بل عملتم =

١٦٦

الآيات المباركة 4 - 8 من سورة الإسراء(1) ، لخلصنا الى نتيجةٍ مهمّةٍ كما أثبتها العلاّمة محمد الصادقي في كتابه (الإسلام في الكتب السماوية)

____________________

= الشر في عيني و اخترتم ما لم اسر به* 13 لذلك هكذا قال السيد الرب هوذا عبيدي ياكلون و انتم تجوعون هوذا عبيدي يشربون و انتم تعطشون هوذا عبيدي يفرحون و انتم تخزون* 14 هوذا عبيدي يترنمون من طيبة القلب و انتم تصرخون من كابة القلب و من انكسار الروح تولولون* 15 و تخلفون اسمكم لعنة لمختاري فيميتك السيد الرب و يسمي عبيده اسما اخر* 16 فالذي يتبرك في الارض يتبرك باله الحق و الذي يحلف في الارض يحلف باله الحق لان الضيقات الاولى قد نسيت و لانها استترت عن عيني* 17 لاني هانذا خالق سماوات جديدة و ارضا جديدة فلا تذكر الاولى و لا تخطر على بال* 18 بل افرحوا و ابتهجوا الى الابد في ما انا خالق لاني هانذا خالق اورشليم بهجة و شعبها فرحا* 19 فابتهج باورشليم و افرح بشعبي و لا يسمع بعد فيها صوت بكاء و لا صوت صراخ* 20 لا يكون بعد هناك طفل ايام و لا شيخ لم يكمل ايامه لان الصبي يموت ابن مئة سنة و الخاطئ يلعن ابن مئة سنة* 21 و يبنون بيوتا و يسكنون فيها و يغرسون كروما و ياكلون اثمارها* 22 لا يبنون و اخر يسكن و لا يغرسون و اخر ياكل لانه كايام شجرة ايام شعبي و يستعمل مختاري عمل ايديهم* 23 لا يتعبون باطلا و لا يلدون للرعب لانهم نسل مباركي الرب و ذريتهم معهم* 24 و يكون اني قبلما يدعون انا اجيب و فيما هم يتكلمون بعد انا اسمع* 25 الذئب و الحمل يرعيان معا و الاسد ياكل التبن كالبقر اما الحية فالتراب طعامها لا يؤذون و لا يهلكون في كل جبل قدسي قال الرب). وللوقوف على النص بجماله وروعته، انظر: سفر أشعيا 65: 11-25،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص 990. والفرقُ في الترجمة واضحٌ!

(1) سورة الإسراء: الآيات، 4-10:( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْ‌ضِ مَرَّ‌تَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرً‌ا ﴿4﴾ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ‌ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ﴿5﴾ ثُمَّ رَ‌دَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّ‌ةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ‌ نَفِيرً‌ا ﴿6﴾ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ =

١٦٧

مفسّراً أقوال إشعياء اللنبيّ (ع) الآنفة الذكر على الشكل التالي: هذه الآياتُ البيّناتُ تُبشّرُ عن زمنٍ منيرٍ تبدَّلت شريعة إسرائيل الى أُخرى، وكذلك خيرةُ الله عن إسرائيل لمختارين آخرين، فلا اسمَ إلاّ اسم القائد الديني ألأخير.(1)

مضافاً الى ذلكَ أنَّ العهد الجديد يذكرُ الى جانب المسيح شخصيةً أُخرى وهي شخصية الأمين الصادق، فقد ورد في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي:

(ثم رأيتُ السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يُدعى أميناً وصادقاً بالعدل يحكم ويحار، وعيناهُ كليب نارٍ، وعلى رأسه تيجانٌ كثيرةٌ ولهُ اسمٌ مكتوبُ ليسَ أحدٌ يعرفهُ إلاّ هو(2) ، وهو متسربلٌ بثوبٍ مغموس بدمٍ ويدعى أسمهُ كلمةُ الله، والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونهُ على خيلٍ بيضٍ لابسينَ بزاً أبيض ونقيّاً).(3)

____________________

=أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَ‌ةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّ‌ةٍ وَلِيُتَبِّرُ‌وا مَا عَلَوْا تَتْبِيرً‌ا ﴿7﴾ عَسَىٰ رَ‌بُّكُمْ أَن يَرْ‌حَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِ‌ينَ حَصِيرً‌ا ﴿8﴾ إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ‌ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرً‌ا كَبِيرً‌ا ﴿9﴾ وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) . ومفاد هذه الآيات المباركة في: الصحيح من سيرة النبى الأعظم (ص): ج3 ص35-36.

(1) انظر: الإسلام في الكتب السماوية، ص 237-238.المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص53 وما بعدها.

(2) هذا الاسم: هل هو اسمُ الله الأعظم؟، والذي يحمله هل هو صاحبُ الخلافة ألأسمائية (الخلافة والإمامة التي قال بها القرآن الكريم) عند أهل الله... الخ، للمزيد: دروس السيد كمال الحيدري، شرح فصوص الحكم للقيصري، ص56 وما قبلها وما بعدها.

(3) العهد الجديد، سفر الرؤيا (رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الإصحاح 19، الفقرة 11، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر.

١٦٨

فمن هو الصادقُ الأمين الراكب على الفرس الأبيض؟، هل هو يسوع المسيح؟، إنّ الكلامَ عن المسيح يسبقُ هذا المقطع، ثم إنَّ يسوع (ع) يُسمّى أحياناً باسمه وأحياناً بابن الإنسان، فيبقى أن يكون النبيُّ محمد (ص) أو المهدي(ع).

ولما كانت الآثار الإسلامية لاتتحدَّث عن قدوم للرسول (ص) وبهذا الشكل، لاعندما جاء أولاً ولا في آخر الزمان، فيبقى أنهُ المهدي (ع) لتطابق هذه الأوصاف مع بعض مايرد في المصادر الإسلامية.(1)

ثانياً: الضيقُ والحرجُ والعسرُ وتضرُّر المؤمنين

1: في القرآن الكريم والروايات الشريفة

ويكون كلُّ ذلك قبيل الظهور المبارك ويعمُّ جميعَ الموحدين في العالم(2) ، بسبب تسلّط مؤسسات الكفر والجور والظلم العالمية، وطول مدّة الإنتظار المؤلم لمنقذ العالم التي يملُّهاُ الكثيرون بسبب ضعف إيمانهم ووهن عقيدتهم. ولكنَّ الله سبحانه وتعالى تكفَّلَ بلطفهِ وكرمه بتسديد المؤمنين وتثبيتهم على على طريق الحقّ الذي رسمهُ لهم، وذلك في قوله تبارك وتعالى:( يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَ‌ةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ ) (3) .

____________________

(1) المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص 61-62، بإيجاز وتصرّثف.

(2) انظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص 141-143.

(3) سورة ابراهيم: آية 27.

١٦٩

فقد جاء في كمال الدين وتمام النعمة: قال حمّاد بن زياد: سألت موسى بن جعفر: يابن رسول الله! أويكون في الائمة من يغيب؟ قال: نعم، يغيب عن ابصار الناس شخصه، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر، يسهّل الله له كل عسير... الى ان يقول (عليه السلام):«وله غيبةٌ يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتدُّ فيها أقوام ويثبت آخرون،فطوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبرائة من اعدائنا، أولئك منا و نحن منهم، فقد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، هم والله معنا في درجتنا» (1) .

أقول: ومن اكبر الامتحانات غبيبة الحجة، ليميز الخببيث من الطيّب، والمؤمن من المنافق، والمخلص من المرتاب، فعلى هذا لا يظهر حتى يتميّزوا كما في الخبر:(لا والله لا يأتيكم إلاّ بعد اليأس، ولا والله لا يأتيكم حتى تتميّزوا ولا والله لا يأتيكم حتى تمحّصوا، ولا والله لا يأتيكم حتى يشقى من شقي ويسعد من سعد.) (2) وقوله:(لايأتيكم إلاّ بعد اليأس ) ، يعني بعد أن ينتظره المنتظر حتى ييأس...(3) .

وفي هذه الايام، فان الامتحان يعسرُ شيئاً فشيئاً، وتضيق الحلقة على المؤمنين والموحدين في كل الدنيا، جرّاءَ الهجمة الشرسة لاقطاب الاستكبار والكفر العالمي، وما زالوا يحشّدونَ العُدَّةِ والعدد، ويرصّونَ

____________________

(1) كمال الدين وتمام النعمة، ص 368. كفاية الأثر، ص27. بحار الأنوار، ج 51 ص 150.

(2) غيبة النعماني، ص208-209. الكافي، ج 1، ص 330 و 331.

(3) نور الأبصار: ص350ـ 354.

١٧٠

الصفوفَ، ويبذلون الأموال الطائلة، ويخطِّطونَ ليلَ نهار، لإحكام القبضةِ على العالم كما يزعمون، لذا فانّ الاختبارات القادمة والفتن الآتية ستكون أشدّ وطئةً واقوى من سابقتها، وستكون النجاة لمن إتّقى، وتمسّك بالعروة الوثقى وحبلَ الله المتين، وسيكون المدُّ والتسديد الإلهي بأروع صوره.

2: في العهدين

في سفر إشعياء (ع): أنَّ المؤمنين يتضرَّرون قبل مجيء يوم الله الأعظم، ويكونون جرّاء الضيق والشدَّة كالمرأة الحامل التي تتلوّى من ألم المخاض:

(16 يا رب في الضيق طلبوك سكبوا مخافتة عند تاديبك اياهم* 17 كما ان الحبلى التي تقارب الولادة تتلوى و تصرخ في مخاضها هكذا كنا قدامك يا رب* 18 حبلنا تلوينا كاننا ولدنا ريحا لم نصنع خلاصاً في الارض...

20 هلم يا شعبي ادخل مخادعك و اغلق ابوابك خلفك اختبئ نحو لحيظة حتى يعبر الغضب* 21 لانه هُوَ ذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب إثمَسُكان الارض فيهم فتكشف الارض دماءها و لا تغطي قتلاها في ما بعد*).(1)

____________________

(1) العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح 26، الفقرات 2-18 و 20-21، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر. سفر أشعيا 26: 2-18 و 20-21،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص 938-939.

١٧١

١٧٢

المبحث الثاني: أوصافُ القائم المنقذ

لقد أثنى الله تباركَ وتعالى على وليِّهِ وخليفتهِ (منقذ العالم) وذكرهُ بأسماءٍ وصفاتٍ ونعوتٍ تبيِّنُ مقامَهُ ومَنزلتهُ عندَ ربِّهِ عزَّ وجلَّ، وتحكي تلكَ المهمَّة العظمى الملقات على عاتقهِ (عليه الصلاةُ والسلام) والمدَّخر أساساً لأجلها، وجاء ذلكَ في الكتب السماوية المقدَّسة وصحف الأنبياء والروايات الشريفة المباركة على حدٍّ سواء، وبلغَ ذلكَ من الكثرة والسعةِ مالا نستطيع الوقوف عليهِ هنا ولكن نذكرُ شيئاً منها على نحو الإختصارِ والإجمال، حيث نبدأُ اولاً: بأوصافهِ في القرآن والروايات، وثانياً: بأوصافهِ في العهدين.

اولاً: أوصاف القائم المقذ في القرآن والروايات

1: أنه الكوكب الدري:

في قوله تعالى:( اللَّـهُ نُورُ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ مَثَلُ نُورِ‌هِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّ‌يٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَ‌ةٍ مُّبَارَ‌كَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْ‌قِيَّةٍ وَلَا غَرْ‌بِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ‌ نُّورٌ‌ عَلَىٰ نُورٍ‌ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِ‌هِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِ‌بُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (1) .

أن المهدي عليه السلام هو الكوكب الدري في الآية. فعن (أمير المؤمنين عليه السلام):

____________________

(1) سورة النور: آية 35.

١٧٣

النور: القرآن، والنور اسم من أسماء الله تعالى، والنور النورية، والنور ضوء القمر، والنور ضوء المؤمن وهو الموالاة التي يلبس لها نورا يوم القيامة والنور في مواضع من التوراة والإنجيل والقرآن حجة الله على عباده، وهو المعصوم... فقال تعالى:( وَاتَّبَعُوا النُّورَ‌ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فالنور في هذا الموضع هو القرآن، ومثله في سورة التغابن قوله تعالى:( فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ وَالنُّورِ‌ الَّذِي أَنزَلْنَا ) يعني سبحانه القرآن وجميع الأوصياء المعصومين، من حملة كتاب الله تعالى، وخزانه، وتراجمته، الذين نعتهم الله في كتابه فقال:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَ‌بِّنَا ) فهم المنعوتون الذين أنار الله بهم البلاد، وهدى بهم العباد، قال الله تعالى في سورة النور:( اللَّـهُ نُورُ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ مَثَلُ نُورِ‌هِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّ‌يٌّ ) إلى آخر الآية، فالمشكاة رسول الله صلى الله عليه وآله والمصباح الوصي، والأوصياء عليهم السلام والزجاجة فاطمة، والشجرة المباركة رسول الله صلى الله عليه وآله والكوكب الدري القائم المنتظر عليه السلام الذي يملأ الأرض عدلا).(1)

____________________

(1) المحكم والمتشابه، ص 112، عن تفسير النعماني.وعنه البحار، ج 93 ص 3. معجم أحاديث الإمام المهدي (ع)، ج 5، ص 274-275. بحار الأنوار، ج90 ص 21.

١٧٤

2: أنَّهُ القوَّة وأصحابهُ الركن الشديد:

في قوله تعالى:( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُ‌كْنٍ شَدِيدٍ ) (1) .

- (عن الإمام الصادق (ع) في قوله الله: قالَ لو أنَّ لي بكم قوَّةً أو آوي الى ركنٍ شديد: قال قوَّة القائم والركن الشديد: الثلاث مئة وثلاثة عشر أصحابه).(2)

3: أنَّهُ بقيَّةُ الله:

في قوله تعالى:( بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (3) .

روى محمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الدينوري عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال: لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين عليه السلام، لم يسم به أحد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر، قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه؟ قال: يقولون: السلام عليك يا بقية الله، ثم قرأ:( بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (4) .

____________________

(1) سورة هود: آية 80.

(2) تفسير العياشي، ج2 ص 156. تفسير القمي، ج1ص 335. البحار، ج 12ص158 وص170. اثبات الهداة، ج3 ص 551.

(3) سورة هود: آية 86.

(4) الكافي، ج1 ص 411. تفسير فرات الكوفي، ص 193.

١٧٥

4: أنَّهُ السراط السوي:

في قوله تعالى:( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَ‌اطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ ) (1) .

روى (محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه عليه السلام في قول الله عز وجل:( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَ‌اطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ ) قال: الصراط السوي هو القائم عليه السلام، والهدى من اهتدى إلى طاعته، ومثلها في كتاب الله عز وجل:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ‌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) (2) قال: إلى ولايتنا)(3) .

5: وأنَّهُ يُسلِمُ لهُ من في السماوات والأرض:

في قولهِ تعالى:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ طَوْعًا وَكَرْ‌هًا ) (4) .

عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ طَوْعًا وَكَرْ‌هًا ) قال: (أنزلت في القائم عليه السلام إذا خرج (أمرَ) باليهود و النصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم

____________________

(1) سورة طه:آية 135.

(2) سورة طه: آية 82.

(3) كنز الفوائد: 162. بحار الأنوار، ج 24، ص 150.

(4) سورة آل عمران:آية 83.

١٧٦

طوعا أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب ‹ صفحة 184 › أحد الا وحد الله، قلت له: جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك؟ فقال: ان الله إذا أراد امرا قلل الكثير وكثر القليل)(1) .

6: وأنهُ هو (الغيب والآية)(2) :

في قوله تعالى:( الم ﴿1﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَ‌يْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَ‌زَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) .(3)

في كمال الدين: (حدثنا علي بن أحمد بن موسي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزو جل:( الم ﴿1﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَ‌يْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب. وشاهد ذلك قول الله عزو جل:( وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّ‌بِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ) (4) فأخبر (عزّو جلّ)

____________________

(1) تفسير العياشي، ج 1، ص 183-184. البحار ج 13 ص188. اثبات الهداة ج 7 ص 96. البرهان ج 1 ص 296. الصافي ج1 ص276.

(2) أي هو المصداق الأكمل للغيب، وآية من آيات الله الكبرى.

(3) سورة البقرة: 1-3

(4) سورة يونس: آية 20.

١٧٧

أن الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة، وتصديق ذلك قول الله (عزو جل):( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْ‌يَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) (1) يعني حجة)(2) .

وفي كمال الدين وتمام النعمة أيضاً: (حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحد، عن داود ابن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:( هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) قال: من أقر بقيام القائم عليه السلام أنه حق)(3) .

7: ومن بقيَّةِ أسمائهِ وأوصافه ونعوتهِ الشريفة:

أ: في جمالهِ وعدلهِ والرِّضى بخلافته:

- (عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري اللون لون عربي الجسم جسم إسرائيلي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضى بخلافته أهل السماوات وأهل الأرض والطير في الجو يملك عشرين سنة)(4) .

ب: في عددٍ من أوصافهِ وأسمائهِ وكراماتهِ:

- (عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام - وهو على المنبر -: يخرج رجل من ولدي في

____________________

(1) سورة المؤمنون: آية 50.

(2) كمال الدين وتمام النعمة، ص 17-18.

(3) كمال الدين وتمام النعمة، ص 17.

(4) بحار الأنوار، ج 51، ص 91.

١٧٨

آخر الزمان أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن(1) عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين(2) بظهره شامتان: شامة على لون جلده(3) وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله، له اسمان: اسم يخفى واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد، إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، و وضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، و أعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلا، ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه الفرحة (في قلبه) وهو في قبره، وهم يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم صلوات الله عليه)(4) .

ج: في إشياق الجنَّة وحبِّ الله ورسولهُ للقائم المنقذ:

- (عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص): الجنَّةُ تشتاقُ الى أربعةٍ من أهلي، قد أحبَّهم اللهُ وأمرني بحبّهم:عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي الذي يصلّي خلفهُ عيسى بن مريم)(5) .

____________________

(1) مبدح البطن أي واسعه وعريضه-والبداح: المتسع من الأرض. والبدح-بالكسر -: الفضاء الواسع وامرأة بيدح أي بادن. والأبدح: الرجل الطويل (السمين والعريض الجنين من الدواب (القاموس).

(2) مشاش: جمع المشاشة-بالضم-وهي رأس العظم الممكن المضغ.

(3) الشامة علامة تخالف البدن الذي هي فيه اما باللون أو التورم، وهي الخال.

(4) كمال الدين وتمام النعمة، ص 653.

(5) كشف اليقين، ص117. كشف الغمة، ج1ص52. المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي، ص274.

١٧٩

د: في شجاعتهِ الإلهية وكرمهِ وعلمهِ وخُلُقِهِ:

- (عن سليمان بن هلال قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟ فقال: إذا درج الدارجون، وقل المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناك، فقال: يا أمير المؤمنين عليك السلام ممن الرجل؟ فقال: من بني هاشم من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت، ومجفو أهلها إذا أتت، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت لا يجبن إذا المنايا هلعت، ولا يحور إذا المؤمنون اكتنفت ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت مشمر مغلولب طفر ضرغامة حصد مخدش ذكر سيف من سيوف الله رأس قثم نشق رأسه في باذخ السؤدد، وغارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنك عن تبعته صارف عارض ينوص إلى الفتنة كل مناص إن قال فشر قائل وإن سكت فذو دعاير.

ثم رجع إلى صفة المهدي عليه السلام فقال: أوسعكم كهفاً، وأكثركم علماً وأوصلكم رحماً اللهم فاجعل بيعته خروجاً من الغمة واجمع به شمل الأمة فأنى جاز لك فاعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له ولا تجيزن عنه إن هديت إليه هاه وأومأ بيده إلى صدره شوقاً إلى رؤيته)(1) .

هـ: أنَّه محبوب في عموم الخلائق:

- (عن الإمام الصادق (ع) قال: المهدي محبوبٌ في الخلائق يُطفيء الله بهِ الفتنة الصمّاء)(2) .

____________________

(1) الغيبة، النعماني، ص 212. اثبات الهداة، ج3 ص 537. بحار الأنوار، ج 51، ص 115.

(2) بشارة الإسلام، ص185.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

تَعْلَمُوا مَا هُوَ(١) ».(٢)

٢٠٣٧/ ١٠. عَنْهُ(٣) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ - الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ - عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً ) : قَالَ : « قُولُوا لِلنَّاسِ أَحْسَنَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ يُقَالَ فِيكُمْ(٤) ».(٥)

٢٠٣٨/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٦) فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ ) (٧) قَالَ : « نَفَّاعاً ».(٨)

٧١ - بَابُ إِجْلَالِ الْكَبِيرِ‌

٢٠٣٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

__________________

(١). فيالوافي : « يعني لاتقولوا لهم إلّاخيراً ما تعلمون فيهم الخير وما لم تعلموا فيهم الخير ، فأمّا إذا علمتم أنّه لاخير فيهم وانكشف لكم عن سوء ضمائرهم بحيث لاتبقى لكم مرية ، فلا عليكم أن لاتقولوا خيراً. و « ما » تحتمل الموصوليّة والاستفهام والنفي ».

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٧ ، ح ٢٥٢٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٠ ، ح ٢١٧١٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٤٠ ، ح ١٢٤.

(٣). في « ف » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٤). في تفسير العيّاشي والأمالي وتحف العقول : « لكم ».

(٥).الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٤ ، المجلس ٤٤ ، ح ٤ ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن المفضّل ، عن جابر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٤٨ ، ح ٦٣ ، عن جابر.تحف العقول ، ص ٣٠٠ ، من قوله : « قولوا للناس أحسن » ، وفي كلّها مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٧ ، ح ٢٥٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤١ ، ح ٢١٧١١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٤١ ، ح ١٢٥.

(٦). في الوسائل ومعاني الأخبار : - « قال ».

(٧). مريم (١٩) : ٣١.

(٨).تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٥٠ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢١٢ ، ح ١ ، بسند آخر عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المباركالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٣٨ ، ح ٢٥٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٢ ، ح ٢١٧١٤ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٤١ ، ح ١٢٦.

٤٢١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مِنْ إِجْلَالِ اللهِ إِجْلَالُ(١) ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ».(٢)

٢٠٤٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا(٣) ، وَيَرْحَمْ(٤) صَغِيرَنَا(٥) ».(٦)

٢٠٤١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبَانٍ(٧) ، عَنِ‌

__________________

(١). في « ز » : + « الكبير ».

(٢).الكافى ، كتاب العشرة ، باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم ، ح ٣٧٠٦ و ٣٧١٠ و ٣٧١١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٩٩ ، المجلس ٣٩ ، ح ٣٥ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .وفيه ، ص ٣١١ ، المجلس ١١ ، ح ٧٨ ، [ مع زيادة في أوّله ] ؛ وص ٥٣٥ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٢٤ ، ح ١ [ مع زيادة في أوّله ] ، بسند آخرعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الجعفريّات ، ص ١٩٦ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخره ، وفي كلّ المصادر - إلّاالكافي ح ٣٧١١ - مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٥٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٩٩ ، ح ١٥٧٤٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٨ ، ح ٢.

(٣). في « ف » : « كبيراً ».

(٤). في حاشية « ف » والوافي : « ولم يرحم ».

(٥). في « ف » : « صغيراً ».

(٦).الجعفريّات ، ص ١٨٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة : « ويعرف فضلنا أهل البيت ».الأمالي للمفيد ، ص ١٨ ، المجلس ٢ ، ح ٦ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة : « ويعرف حقّنا »الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٥٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٩٨ ، ح ١٥٧٤٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٨ ، ح ٣.

(٧). لم نجد رواية ابن أبي عمير عن عبد الله بن أبان ، ولا رواية عبد الله بن أبان عن الوصّافي في غير سند هذا الخبر.

والخبر أورده الطبرسي فيمشكاة الأنوار ، ص ٢٩٥ عن عبد الله بن أبان ، عن الرضاعليه‌السلام ، قال : « يا عبد الله عظّموا كباركم » الخبر. والظاهر صحّة ما فيمشكاة الأنوار ، ووقوع التحريف في ما نحن فيه.

يؤيّد ذلك ما ورد فيرجال البرقي ، ص ٥٣ ، ورجال الطوسي ، ص ٣٦٢ ، الرقم ٥٣٥٨ ؛ من عَدِّ عبد الله بن أبان من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام . وكذا ما ورد فيالكافي ، ح ٥٨٦ ؛التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٣٤١ ؛بصائر الدرجات ، ص ٤٢٩ ، ح ٢ ؛ وص ٤٣٠ ، ح ٨ و ٩ و ١١ ؛ وص ٥١٥ ، ح ٣٨ ؛ من رواية عبد الله بن أبان [ الزيّات ] عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام . والراوي عن عبد الله في بعض تلك المواضع هو محمّد بن عمرو [ الزيّات ].

والمحتمل قويّاً أنّ الأصل في ما نحن فيه كان هكذا : « محمّد بن عمرو عن عبد الله بن أبان » ، ثمّ صحّف =

٤٢٢

الْوَصَّافِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « عَظِّمُوا كِبَارَكُمْ(١) ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ ، وَلَيْسَ تَصِلُونَهُمْ بِشَيْ‌ءٍ أَفْضَلَ مِنْ كَفِّ الْأَذى عَنْهُمْ ».(٢)

٧٢ - بَابُ أُخُوَّةِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ (٣)

٢٠٤٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : «( إِنَّمَا (٤) الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ، بَنُو أَبٍ وَأُمٍّ(٥) ، وَإِذَا(٦) ضَرَبَ(٧) عَلى رَجُلٍ‌

__________________

= « محمّد بن عمرو » بـ « محمّد بن أبي عمير » ثمّ اختصر العنوان فعبّر عنه بابن أبي عمير فتُلقّي الخبر من أحاديث ابن أبي عمير وأضاف المصنّف إليه أحد طرقه المعروفة إلى أخباره. وهذا النوع من التصحيف كثير في النسخ لا يسع المجال ذكر موارده.

يؤيّد ذلك أنّا لم نجد رواية ابن أبي عمير - بعناوينه المختلفة - عن عبدالله بن أبان في غير سند هذا الخبر.

ثمّ إنّ تصحيف « الرضاعليه‌السلام قال : يا عبد الله » بـ « الوصّافي قال : قال أبو عبد الله » ممّا لا معونة له في بعض الخطوط القديمة.

(١). في الوسائل : « كبراءكم ».

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح ١٩٨٢ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٣٥٥ ، ح ١٢٧٢ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضا ، عن أبي عبد اللهعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٤٥ ، عن الرضاعليه‌السلام ، وفي كلّها : « أفضل ما توصل به الرحم كفّ الأذى عنها » مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٥٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٩٨ ، ح ١٥٧٤٥ ؛وفيه ، ص ٩٩ ، ح ١٥٧٤٦ ، من قوله : « وليس تصلونهم » ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٩ ، ح ٤.

(٣). في « بر » : « باب أنّ المؤمنين بعضهم لبعض إخوة ».

(٤). في المؤمن : - « إنّما ».

(٥). فيالوافي : « اُريد بالأب روح الله الّذي نفخ منه في طينة المؤمن ، وبالاُمّ الماء العذب والتربة الطيّبة اللذين مضى شرحهما في أوائل هذا الكتاب كما يظهر من الأخبار الآتية ، لا آدم وحوّاء كما يتبادر إلى الأذهان ؛ لعدم اختصاص الانتساب اليهما بالإيمان ». (٦). في المؤمن : « فإذا ».

(٧). « الضَّرَبان » : شدّة الألم الذي يحصل في الباطن. من قولهم : ضَرَب الجُرح ضَرَباناً ، إذا اشتدّ وجعه وهاج =

٤٢٣

مِنْهُمْ عِرْقٌ ، سَهِرَ لَهُ الْآخَرُونَ ».(١)

٢٠٤٣/ ٢. عَنْهُ(٢) ، عَنْ أَبِيهِ(٣) ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

تَقَبَّضْتُ(٤) بَيْنَ يَدَيْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رُبَّمَا حَزِنْتُ(٥) مِنْ غَيْرِ فَقَالَ(٦) : « نَعَمْ(٧) ، يَا جَابِرُ ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ طِينَةِ(٨) الْجِنَانِ ، وَأَجْرى فِيهِمْ مِنْ رِيحِ(٩) رُوحِهِ(١٠) ، فَلِذلِكَ الْمُؤْمِنُ‌.....................................

__________________

=ألمه. وضَرَبَ العِرْق : إذا تحرّك بقوّة.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ( ضرب ). فضرب العرق حركته بقوّة ، وهذا كناية عن الألم المخصوص أو مطلقاً ، أو المراد هنا المبالغة في قلّة الأذى ، وتعديته هنا بـ « على » لتضمين معنى الغلبة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣١ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٩.

(١).المؤمن ، ص ٣٨ ، ح ٨٤ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥١ ، ح ٢٥٥٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٦٤ ، ح ٤.

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٣). الخبر أورده المجلسي نقلاً منالكافي ، تارةً فيالبحار ، ج ٦١ ، ص ١٤٧ ، ح ٢٤ ، عن العدّة ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب ، واُخرى في ج ٦٧ ، ص ٧٥ ، ح ١١ ، عن العدّة عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن فضالة ، وثالثةً في ج ٧٤ ، ص ٢٦٥ ، ح ٥ ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب.

والموضع الثاني والثالث من البحار مختلّان ؛ فإنّ الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد. فيالمحاسن ، ص ١٣٣ ، ح ١٠ - مع اختلاف - عن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب. هذا بالنسبة إلى الموضع الثاني.

وأمّا بالنسبة إلى الموضع الثالث ، فإنّ المراد من عليّ الراوي عن أبيه في صدر أسنادالكافي ، هو عليّ بن إبراهيم ، ولم نجد رواية إبراهيم بن هاشم - والد عليّ - عن فضالة بن أيّوب مباشرة في موضع ، بل طبقته تأبى عن ذلك ».

(٤). فيالوافي : « تقبّضت ، أي حصل لي قبض وحزن ».

(٥). في المحاسن : « ثمّ قلت : يا ابن رسول الله أهتمّ » بدل « فقلت : جعلت فداك ربما حزنت ».

(٦). في البحار ، ج ٦٧ والمحاسن : « قال ».

(٧). في المحاسن : + « يا جابر ، قلت : وممّ ذاك يابن رسول الله؟ قال : وما تصنع بذاك؟ قلت : اُحبّ أن أعلمه ، فقال ». (٨). في المؤمن : « طين ».

(٩). في « بر » : « روح ».

(١٠). في المؤمن : « سهم من ريح الجنّة روحه » بدل « فيهم من ريح روحه ». وفيمرآة العقول : « يمكن أن يقرأ - أي روحه - بفتح الراء ، أي من نسيم رحمته ، كما ورد في خبر آخر : وأجرى فيهم من روح رحمته ».

٤٢٤

أَخُو(١) الْمُؤْمِنِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، فَإِذَا أَصَابَ رُوحاً مِنْ(٢) تِلْكَ الْأَرْوَاحِ فِي بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ حُزْنٌ ، حَزِنَتْ هذِهِ ؛ لِأَنَّهَا مِنْهَا(٣) ».(٤)

٢٠٤٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ(٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ(٦) أَخُو الْمُؤْمِنِ : عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ ، لَايَخُونُهُ ، وَلَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَغُشُّهُ ، وَلَا يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخْلِفَهُ ».(٧)

٢٠٤٥/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ(٨) عِيسى ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ ، إِنِ اشْتَكى شَيْئاً مِنْهُ وَجَدَ أَلَمَ ذلِكَ فِي سَائِرِ جَسَدِهِ ، وَأَرْوَاحُهُمَا مِنْ رُوحٍ وَاحِدَةٍ ، وَإِنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ‌

__________________

(١). في البحار ، ج ٦٧ : « أخ ».

(٢). في المحاسن : - « روحاً من ».

(٣). في المحاسن : « بشي‌ء حزنت عليه الأرواح ؛ لأنّها منه » بدل « حزن حزنت هذه ؛ لأنّها منها ». وفيشرح المازندراني : « لايقال : السبب الذي ذكرهعليه‌السلام يقتضي أن يكون كلّ مؤمن محزوناً دائماً ؛ إذ لايخلو مؤمن من إصابة حزن قطعاً. لأنّا نقول : يجوز أن يتفاوت ذلك بسبب تفاوت القرب والاتّصال في الشدّة والضعف ».

(٤).المحاسن ، ص ١٣٣ ، كتاب الصفوة ، ح ٨٧ ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب ؛المؤمن ، ص ٣٨ ، ح ٨٧ ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥١ ، ح ٢٥٥٨ ؛البحار ، ج ٦١ ، ص ١٤٧ ، ح ٢٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ٧٥ ، ح ١١ ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٦٥ ، ح ٥.

(٥). في الوافي والوسائل : + « والحجّال » ، وهذا إشارة إلى ما يأتي في ح ٢٠٤٩ ، من نقل الخبر بنفس السند عن‌الحجّال ، عن علي بن عقبة. (٦). في الوافي : « إنّ المؤمن ».

(٧).مصادقة الإخوان ، ص ٤٨ ، ح ٢ ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة. وفيالمؤمن ، ص ٤٢ ، ح ٩٥ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛الاختصاص ، ص ٢٧ ، مرسلاً ، إلى قوله : « لا يخونه » مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٣ ، ح ٢٥٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٦٠٩٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٧. (٨). في « بر » : - « محمّد بن ».

٤٢٥

لَأَشَدُّ اتِّصَالاً بِرُوحِ اللهِ مِنِ اتِّصَالِ شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا ».(١)

٢٠٤٦/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « الْمُسْلِمُ(٢) أَخُو الْمُسْلِمِ ، هُوَ عَيْنُهُ وَمِرْآتُهُ وَدَلِيلُهُ ، لَايَخُونُهُ ، وَلَا يَخْدَعُهُ ، وَلَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَكْذِبُهُ(٣) ، وَلَا يَغْتَابُهُ ».(٤)

٢٠٤٧/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي‌عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ لِي : « تُحِبُّهُ؟ » فَقُلْتُ : نَعَمْ(٥) ، فَقَالَ لِي : « وَلِمَ لَاتُحِبُّهُ وَهُوَ أَخُوكَ ، وَشَرِيكُكَ فِي دِينِكَ ، وَعَوْنُكَ عَلى عَدُوِّكَ ، وَرِزْقُهُ عَلى غَيْرِكَ؟ ».(٦)

٢٠٤٨/ ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌...............................

__________________

(١).مصادقة الإخوان ، ص ٤٨ ، ح ٢ ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي بصير ، مع زيادة. وفيالمؤمن ، ص ٣٨ ، ح ٨٦ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٣٨ ، ح ٨٥ ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، إلى قوله : « في سائر جسده » ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٢ ، ح ٢٥٥٩ ؛البحار ، ج ٦١ ، ص ١٤٨ ، ح ٢٥ ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٨.

(٢). في « ج ، ص » : - « المسلم ».

(٣). يجوز فيه بناء الإفعال والتفعيل أيضاً.

(٤).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حقّ المؤمن على أخيه وأداء حقّه ، ح ٢٠٧٠ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، كتاب الزكاة ، باب النوادر ، ح ٦١٩٤ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالمؤمن ، ص ٤٣ ، ح ٩٨ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ٤٣ ، ح ١٠١ ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛وفيه ، ص ٤٥ ، ح ١٠٥ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٤ ، ح ٢٥٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٦٠٩٤ ؛وفيه ، ص ٢٧٩ ، ح ١٦٣٠٢ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٤.

(٥). استظهر في حاشية « ف » كونه : « لا ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٤ ، ح ٢٥٦٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٧١ ، ح ١٠.

(٧). اجتمع محمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب الراوي لكتاب محمّد بن الفضيل كما فيرجال النجاشي ، ص ٣٦٧ ، الرقم ٩٩٥ - مع أبي عليّ الأشعري - وهو أحمد بن إدريس - في أسناد قليلة جدّاً ، والواسطة بينهما =

٤٢٦

الْفُضَيْلِ(١) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ طِينَةِ(٢) الْجِنَانِ ، وَأَجْرى فِي صُوَرِهِمْ(٣) مِنْ(٤) رِيحِ الْجَنَّةِ(٥) ، فَلِذلِكَ هُمْ(٦) إِخْوَةٌ لِأَبٍ وَأُمٍّ ».(٧)

٢٠٤٩/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَخُو الْمُؤْمِنِ : عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ ، لَايَخُونُهُ ، وَلَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَغُشُّهُ ، وَلَا يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخْلِفَهُ ».(٨)

__________________

= واحدة. راجع :الكافي ، ح ٥٢٣ و ٤٨٣٢ و ١٤٦٦١ ؛التهذيب ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٣٨٦ ، وص ٢٣٨ ، ح ٦٩٠.

فعليه رواية أبي عليّ الأشعري عن محمّد بن الحسين بوسائط ثلاث بعيدة جدّاً ، يؤيّد ذلك أنّ المصنّف يروي عن محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ] في أسناد كثيرة جدّاً بتوسّط شيخه محمّد بن يحيى. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٧ - ٨.

أضف إلى ذلك أنّ مشايخ محمّد بن اُورمة ، متقدّمون طبقةً على محمّد بن الحسين ، بل الظاهر أنّ لابن اُورمة نفسه نوع تقدّم على محمّد بن الحسين ، كما يعلم من المعلومات الواردة حوله. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ١١٥ - ١١٩.

فعليه رواية ابن اُورمة أيضاً عن محمّد بن الحسين بواسطة واحدة بعيدة.

والحاصل أنّ وقوع الخلل في السند ممّا لا ريب فيه ، وأمّا كيفيّة وقوعه ، وما هو الصواب في السند ، فلم نجد له جواباً مُقْنِعاً.

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والطبعة القديمة والبحار. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٢). في المؤمن : « طين ».

(٣). في «بر » وحاشية «ض » والبحار : «روحهم ».

(٤). في « ف » : - « من ».

(٥). في المحاسن : « أجرى فيهم من روح رحمته » بدل « أجرى في صورهم من روح الجنّة ».

(٦). في « ف » : - « هم ».

(٧).المحاسن ، ص ١٣٤ ،كتاب الصفوة ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل ، مع اختلاف يسير. وفيالمؤمن ، ص ٣٩ ، ح ٨٨ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٢ ، ح ٢٥٦٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٧١ ، ح ١١.

(٨). راجع : ح ٣ من هذا الباب ومصادره.

٤٢٧

٢٠٥٠/ ٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٢) ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَمِيلٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُونَ خَدَمٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ(٤) ». قُلْتُ : وَكَيْفَ يَكُونُونَ خَدَماً بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ؟ قَالَ(٥) : « يُفِيدُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً(٦) » ، الْحَدِيثَ.(٧)

٢٠٥١/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيِّ(٨) ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٩) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ نَفَراً مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَرَجُوا إِلى سَفَرٍ لَهُمْ(١٠) ، فَضَلُّوا(١١)

__________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، محمّد بن يحيى.

(٢). هكذا في « ب ، د ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف ، جر » والطبعة الحجريّة. وفي « ز ، ج » والطبعة القديمة والوسائل : « أحمد بن محمّد بن عبد الله ». وفي المطبوع : « أحمد بن أبي عبد الله ». وهو سهو لا محالة ؛ فإنّه لم يُعهد رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن أبي عبد الله ، وهو أحمد بن محمّد بن خالد.

(٣). في « ف » : - « قال : إنّ المؤمن أخو المومن » في الحديث ٨ ، إلى قوله : « عن جميل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام » في هذا الحديث. (٤). في البحار : « لبعضهم ».

(٥). في الوسائل : « فقال ».

(٦). في « ب » : « لبعض ». وفيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٤ : « والظاهر أنّ الحديث مفعول « يفيد » ، ففيه إشارة إلى بعض أنواع الإكرام وهو تعليم الحديث ونشر علوم الدين » ، واستبعده المجلسي حيث قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٥ : « وقوله : الحديث ، أي إلى تمام الحديث ، إشارة إلى أنّه لم يذكر تمام الخبر. وفهم أكثر من نظر فيه أنّ « الحديث » مفعول « يفيد » فيكون حثّاً على رواية الحديث ، وهو بعيد ».

(٧).مصادقة الإخوان ، ص ٤٨ ، ح ١ ، مرسلاًالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٥ ، ح ٢٥٦٧ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٧ ، ح ٣٣٢٨٢ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٧١ ، ح ١٢.

(٨). وردت رواية ابن أبي عمير عن أبي إسماعيل البصري عن الفضيل بن يسار فيالكافي ، ح ١٧٧٤ و ١١٥٦٨ ؛ وقد ترجم الشيخ الطوسي لأبي إسماعيل البصري فيالفهرست ، ص ٥٣٢ الرقم ٨٥٩ ، ونسب إليه كتاباً رواه عنه ابن أبي عمير. فلا يبعد أن يكون الصواب في العنوان « أبي إسماعيل البصري ».

(٩). هكذا في النسخ التي قوبلت والطبعة القديمة. وفي المطبوع : « فضيل ».

(١٠). في البحار ، ج ٦٣ : - « لهم ».

(١١). في المؤمن : « فأضلّوا ».

٤٢٨

الطَّرِيقَ ، فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ شَدِيدٌ ، فَتَكَفَّنُوا(١) وَلَزِمُوا أُصُولَ الشَّجَرِ ، فَجَاءَهُمْ شَيْخٌ وَ(٢) عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ(٣) ، فَقَالَ : قُومُوا ، فَلَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ ، فَهذَا الْمَاءُ ، فَقَامُوا وَشَرِبُوا(٤) وَارْتَوَوْا(٥) ، فَقَالُوا : مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ؟ فَقَالَ : أَنَا مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ : الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ ، فَلَمْ تَكُونُوا تَضَيَّعُوا بِحَضْرَتِي ».(٦)

٢٠٥٢/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٧) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ؛ لَايَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ(٨) ، وَلَا يَغْتَابُهُ ، وَلَا يَخُونُهُ(٩) ، وَلَا يَحْرِمُهُ(١٠) ».

قَالَ رِبْعِيٌّ(١١) : فَسَأَلَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْمَدِينَةِ ، فَقَالَ(١٢) : سَمِعْتَ الْفُضَيْلَ(١٣)

__________________

(١). في « ص » وحاشية « ج ، د » والوافي : « فتكنّفوا ». وفي المؤمن : « فتيمّموا ». وقال فيالوافي : « فتكنّفوا : أحاطواواجتمعوا. وفي بعض النسخ بتقديم الفاء على النون ، أي لبسوا أكفانهم وتهيّأوا للموت ».

(٢). في « ض » والبحار والمؤمن : - « و ».

(٣). في « د ، بس ، بف » وحاشية « ض ، بر » والبحار ، ج ٧٤ : « بياض ».

(٤). في «ب ، ض ، ف ، بس ، بف» : «فشربوا ».

(٥). في المؤمن : « فاُرووا ».

(٦).المؤمن ، ص ٤٣ ، ح ١٠٠ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٤ ، ح ٢٥٦٦ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٧١ ، ح ١٥ ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٧٢ ، ح ١٣.

(٧). هكذا في النسخ التي قوبلت والطبعة القديمة والوسائل. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٨). في « ف » : « ولا يحزنه ».

(٩). في حاشية « ض » : « ولا يحزنه ».

(١٠). في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : - « ولا يغتابه ، ولا يخونه ، ولا يحرمه ». وفي « ج » : « ولا يحرمه ، ولا يخونه ، ولا يغتابه ». وفي « جه » : - « ولايخونه ولايحرمه ». وفي « ض ، بج ، بع ، جس ، جم » والبحار كما في المتن. (١١). معلّق على صدر السند وينسحب إليه كلا الطريقين.

(١٢). في « ب ، ج ، ز ، بر » والوافي ومرآة العقول والبحار : « قال ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والطبعة القديمة والوافي ومرآة العقول. وفي المطبوع : « فضيل ».

٤٢٩

يَقُولُ ذلِكَ؟ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : فَإِنِّي(١) سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٢) يَقُولُ : « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ؛ لَايَظْلِمُهُ(٣) ، وَلَا يَغُشُّهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَغْتَابُهُ ، وَلَا يَخُونُهُ ، وَلَا يَحْرِمُهُ(٤) ».(٥)

٧٣ - بَابٌ فِيمَا يُوجِبُ الْحَقَّ لِمَنِ انْتَحَلَ الْإِيمَانَ وَيَنْقُضُهُ (٦)

٢٠٥٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ - وَسُئِلَ(٧) عَنْ إِيمَانِ مَنْ يَلْزَمُنَا حَقُّهُ وَأُخُوَّتُهُ : كَيْفَ هُوَ؟ وَبِمَا يَثْبُتُ؟ وَبِمَا يَبْطُلُ؟ فَقَالَعليه‌السلام - : « إِنَّ الْإِيمَانَ قَدْ يُتَّخَذُ(٨) عَلى وَجْهَيْنِ : أَمَّا أَحَدُهُمَا(٩) ، فَهُوَ الَّذِي يَظْهَرُ(١٠) لَكَ(١١) مِنْ صَاحِبِكَ ، فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ مِنْهُ مِثْلُ الَّذِي تَقُولُ بِهِ أَنْتَ ، حَقَّتْ وَلَايَتُهُ وَأُخُوَّتُهُ ، إِلَّا أَنْ يَجِي‌ءَ مِنْهُ نَقْضٌ(١٢) لِلَّذِي وَصَفَ مِنْ نَفْسِهِ وَأَظْهَرَهُ لَكَ(١٣) ، فَإِنْ جَاءَ مِنْهُ مَا تَسْتَدِلُّ(١٤) بِهِ عَلى نَقْضِ(١٥) الَّذِي أَظْهَرَ لَكَ(١٦) ، خَرَجَ(١٧) عِنْدَكَ مِمَّا‌

__________________

(١). في « ز » ومرآة العقول : « إنّي ».

(٢). في « ز » : « رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٣). فيمرآة العقول : « وربّما يقرأ : ولا يظلّمه ، على بناء التفعيل ، أي لا ينسبه إلى الظلم ، وهو تكلّف ».

(٤). في الوافي : « ولا يخونه ، ولا يخذله ، ولا يغتابه ، ولا يحرمه » بدل « ولا يخذله - إلى - ولا يحرمه ». وفي الوسائل : « ولا يخذله ، ولا يغتابه ، ولا يغشّه ، ولا يحرمه » بدل « ولا يغشّه - إلى - ولا يحرمه ».

(٥). راجع : ح ٥ من هذا الباب ومصادرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٣ ، ح ٢٥٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٦٣٠٣ و ١٦٣٠٤ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٤.

(٦). في « ص ، ف ، بف » : « وينقصه ». وفي « بس » : « وتنقصه » ، كلاهما بالصاد المهملة.

(٧). في « بس » : « ويسأل ».

(٨). في « ز » : « قد يتّجه ».

(٩). فيالوافي : « إنّما اكتفى بذكر أحد الوجهين عن الآخر ؛ لأنّ الآخر كان معلوماً ، وهو ما يعرف بالصحبة المتأكّدة والمعاشرة المتكرّرة الموجبة لليقين. وإنّها ذكر الفرد الأخفى وهو ما يظهر منه بدون ذلك ».

(١٠). في « ج » : « ظهر ».

(١١). في « ص » : « بك ».

(١٢). في «ز ، ص ، ف» :« نقص » بالصاد المهملة.

(١٣) في « ف » : « وأظهر لك ».

(١٤) في « ص » : « يستدلّ ».

(١٥) في «ص ، ف ، بف» : «نقص» بالصاد المهملة.

(١٦) في « ف » : « ظهر لك ». وفي « بف » : « أظهره لك ».

(١٧) في « ج ، ض ، ف » وحاشية « د ، بر » : « لكن خرج ». وفي « ز » : « وخرج ».

٤٣٠

وَصَفَ لَكَ وَأَظْهَرَ(١) ، وَكَانَ(٢) لِمَا(٣) أَظْهَرَ لَكَ نَاقِضاً(٤) ، إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّهُ إِنَّمَا عَمِلَ ذلِكَ تَقِيَّةً ، وَمَعَ ذلِكَ يُنْظَرُ فِيهِ ، فَإِنْ كَانَ لَيْسَ مِمَّا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ(٥) التَّقِيَّةُ فِي مِثْلِهِ ، لَمْ يُقْبَلْ(٦) مِنْهُ ذلِكَ ؛ لِأَنَّ لِلتَّقِيَّةِ مَوَاضِعَ ، مَنْ أَزَالَهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا لَمْ تَسْتَقِمْ(٧) لَهُ.

وَتَفْسِيرُ مَا يُتَّقى مِثْلُ أَنْ يَكُونَ(٨) قَوْمُ(٩) سَوْءٍ ، ظَاهِرُ(١٠) حُكْمِهِمْ وَفِعْلِهِمْ عَلى غَيْرِ حُكْمِ الْحَقِّ وَفِعْلِهِ ، فَكُلُّ(١١) شَيْ‌ءٍ يَعْمَلُ الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ لِمَكَانِ التَّقِيَّةِ - مِمَّا لَايُؤَدِّي إِلَى الْفَسَادِ فِي الدِّينِ - فَإِنَّهُ جَائِزٌ ».(١٢)

٧٤ - بَابٌ فِي أَنَّ التَّوَاخِيَ لَمْ يَقَعْ عَلَى الدِّينِ وَإِنَّمَا هُوَ التَّعَارُفُ (١٣)

٢٠٥٤/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمْ تَتَوَاخَوْا عَلى هذَا الْأَمْرِ ، وَ(١٤) إِنَّمَا(١٥) تَعَارَفْتُمْ‌

__________________

(١). في « ب ، ص ، بر » : « وأظهره ».

(٢). في « ص » : « فكان ».

(٣). في « ض » : « كما ».

(٤). في « ص ، ف » : « ناقصاً » بالصاد المهملة.

(٥). في «ج ، د ، ز ،ص ،ض ، ف» : «أن يكون».

(٦). في الوافي : « لم تقبل ».

(٧). في « ب ، ج ، ض ، بس » : « لم يستقم ».

(٨). في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « أن يكون ». وفي « ب » والوسائل والبحار كما في‌المتن. (٩). في « ج » : + « به ».

(١٠). قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٩ : « ظاهر ، صفة « السوء » ، وجملة « حكمهم » إلخ صفة للقوم ، أو « ظاهر » صفة القوم ؛ لكونه بحسب اللفظ مفرداً ، أي قوم غالبين ، و « حكمهم » إلخ جملة اُخرى كما مرّ ، أو « حكمهم » فاعل « ظاهر » ، أي قوم سوء كون حكمهم وفعلهم على غير الحقّ ظاهراً ، أو « ظاهر » مرفوع مضاف إلى « حكمهم » ، وهو مبتدأ ، و « على غيره » خبره ، والجملة صفة القوم ».

(١١). في « ص » : « وكلّ ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٧ ، ح ٢٥٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١٦ ، ح ٢١٣٩٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٢٨ ، ح ١٥.

(١٣) في « ض ، بر ، بف » : « إنّما وقع على التعارف ». وفي « ف » : « إنّما هو وقع على التعارف ».

(١٤) في « ب ، بس » : - « و ».

(١٥) في « ز ، ص ، بس » : « لكن ».

٤٣١

عَلَيْهِ(١) ».(٢)

٢٠٥٥/ ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَسَمَاعَةَ جَمِيعاً :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمْ تَتَوَاخَوْا عَلى هذَا الْأَمْرِ ، وَ(٣) إِنَّمَا تَعَارَفْتُمْ عَلَيْهِ ».(٤)

٧٥ - بَابُ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلى أَخِيهِ وَأَدَاءِ حَقِّهِ‌

٢٠٥٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُشْبِعَ جَوْعَتَهُ ، وَيُوَارِيَ عَوْرَتَهُ ، وَيُفَرِّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ ، وَيَقْضِيَ دَيْنَهُ ، فَإِذَا(٥) مَاتَ خَلَفَهُ(٦) فِي أَهْلِهِ وَوُلْدِهِ ».(٧)

٢٠٥٧/ ٢. عَنْهُ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْهَجَرِيِّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :

__________________

(١). فيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٦ : « لعلّ المراد أنّ المؤاخاة على هذا الأمر والاُخوّة في الدين كانت ثابتة بينكم في عالم الأرواح ، ولم تقع في هذا اليوم وهذه الدار ، وإنّما الواقع في هذه الدار هو التعارف على هذا الأمر الكاشف عن الاُخوّة في ذلك العالم. ويؤيّده قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الأرواح جنود مجنّدة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تخالف منها اختلف » قيل : معناه أنّ الأرواح خلقت مجتمعة على قسمين : مؤتلفة ومختلفة ، كالجنود التي يقابل بعضها بعضاً ، ثمّ فرّقت في الأجساد ، فإذا كان الائتلاف والمؤاخاة أوّلاً كان التعارف والتآلف بعد الاستقرار في البدن ، وإذا كان التناكر والتخالف هناك كان التنافر والتناكر هنا ». وذكر فيالوافي احتمالاً آخر ، ومن أراد التفصيل فليراجع.

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٨ ، ح ٢٥٨٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٠.

(٣). في « ج ، ف » : - « و ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٨ ، ح ٢٥٨٨.

(٥). في « ض » : « وإذا ».

(٦). يقال : خلفتُ الرجلَ في أهله : إذا أقمتَ بعده فيهم ، وقمتَ عنه بما كان يفعله.النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( خلف ).

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٧ ، ح ٢٥٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٦٠٩٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٣٧ ، ح ٣٩.

(٨). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.

٤٣٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ؟

قَالَ : « لَهُ سَبْعُ حُقُوقٍ وَاجِبَاتٍ(١) مَا مِنْهُنَّ(٢) حَقٌّ إِلَّا وَهُوَ عَلَيْهِ وَاجِبٌ ، إِنْ ضَيَّعَ مِنْهَا شَيْئاً(٣) خَرَجَ مِنْ وَلَايَةِ(٤) اللهِ وَطَاعَتِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ لِلّهِ فِيهِ مِنْ(٥) نَصِيبٍ ».

قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا هِيَ؟

قَالَ : « يَا مُعَلّى ، إِنِّي عَلَيْكَ شَفِيقٌ ، أَخَافُ أَنْ تُضَيِّعَ وَلَا تَحْفَظَ ، وَتَعْلَمَ وَلَا تَعْمَلَ ».

قَالَ(٦) : قُلْتُ لَهُ(٧) : لَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ.

قَالَ : « أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَتَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ.

وَالْحَقُّ الثَّانِي : أَنْ تَجْتَنِبَ(٨) سَخَطَهُ ، وَتَتَّبِعَ(٩) مَرْضَاتَهُ ، وَتُطِيعَ أَمْرَهُ.

وَالْحَقُّ الثَّالِثُ : أَنْ تُعِينَهُ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ(١٠) وَلِسَانِكَ وَيَدِكَ وَرِجْلِكَ.

وَالْحَقُّ الرَّابِعُ : أَنْ تَكُونَ عَيْنَهُ وَدَلِيلَهُ وَمِرْآتَهُ(١١) .

__________________

(١). فيمرآة العقول : « واجبات ، بالجرّ صفة للحقوق. وقيل : أو بالرفع خبر للسبع ».

(٢). في المصادقة : « منها ».

(٣). في « ز ، ص » وحاشية « بر ، بس ، بف » : « حقّاً ».

(٤). في المصادقة : « ولاء ». و « الوَلْي » : القرب والدنوّ ، و « الوليّ » : الاسم منه ، والمحبّ والصديق والنصير. وولي الشي‌ءَ وعليه وِلايةً ووَلايةً.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٦٠ ( ولى ). و « خرج من ولاية الله » ، أي خرج عن محبّته سبحانه أو نصرته. ذكره فيمرآة العقول ، ثمّ قال : « وحمل جميع على المبالغة وأنّه ليس من خلّص أولياء الله » وهو إجمال جواب عن إشكال وارد هاهنا ، ذكره المازندراني في شرحه ، وهو أنّ المؤمن لا يخرج عن حقيقة الإيمان إلّابالكفر ، لا بترك الأخلاق المذكورة ؛ فإنّها ليست بواجبة بل هي من الآداب المرغّبة فيها ، فلابدّ من تأويل ظاهر الكلام وصرفه عن ظاهره ، فنقول : لعلّ المراد بالوجوب التأكّد والمبالغة ، أو وجوب الإقرار بأنّ تلك الاُمور من حقوق الإخوة ، وبالولاية الولاية الكاملة برعاية تلك الحقوق ، وبالنصيب النصيب الكامل الذي في خلّص أولياء الله تعالى. (٥). في الوسائل ، ح ١٦٠٩٧ والمصادقة : - « من ».

(٦). في الوسائل ، ح ١٦٠٩٧ والمصادقة : - « قال ».

(٧). في الوسائل ، ح ١٦٠٩٧ : - « له ».

(٨). في « ض » : « تجنب ».

(٩). في حاشية « ب » : + « تحصيل ».

(١٠). في مرآة العقول : « وبمالك ».

(١١). في المصادقة : + « وقميصه ».

٤٣٣

وَالْحَقُّ الْخَامِسُ : أَنْ(١) لَاتَشْبَعَ وَيَجُوعُ ، وَلَا(٢) تَرْوى وَيَظْمَأُ ، وَلَا تَلْبَسَ وَيَعْرى.

وَالْحَقُّ السَّادِسُ : أَنْ(٣) يَكُونَ(٤) لَكَ خَادِمٌ وَلَيْسَ لِأَخِيكَ خَادِمٌ ، فَوَاجِبٌ أَنْ تَبْعَثَ خَادِمَكَ ، فَيَغْسِلَ(٥) ثِيَابَهُ ، وَيَصْنَعَ(٦) طَعَامَهُ ، وَيُمَهِّدَ(٧) فِرَاشَهُ.

وَالْحَقُّ السَّابِعُ : أَنْ تُبِرَّ(٨) قَسَمَهُ(٩) ، وَتُجِيبَ دَعْوَتَهُ ، وَتَعُودَ مَرِيضَهُ(١٠) ، وَتَشْهَدَ جَنَازَتَهُ ، وَإِذَا عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ حَاجَةً ، تُبَادِرُهُ إِلى قَضَائِهَا ، وَلَا تُلْجِئُهُ(١١) أَنْ يَسْأَلَكَهَا ، وَلكِنْ(١٢) تُبَادِرُهُ(١٣) مُبَادَرَةً ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ ، وَصَلْتَ وَلَايَتَكَ بِوَلَايَتِهِ ، وَوَلَايَتَهُ بِوَلَايَتِكَ ».(١٤)

__________________

(١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بف » والبحار والمصادقة : - « أن ». وفي « ب ، بس » والوسائل والخصال والأمالي كما في المتن.

(٢). في « بر » : - « لا ».

(٣). في المصادقة : + « لا تكون لك امرأة ، وليس لأخيك امرأة و ».

(٤). في شرح المازندراني : « تكون ».

(٥). في الوافي والوسائل : « فتغسل ». وفي البحار : « ويغسل ». ويجوز فيه التجريد وعلى بناء التفعيل ، والنسخ أيضاً مختلفة. (٦). في « بس » : « وتصنع ».

(٧). في « بس » والوافي والوسائل : « وتمهّد ».

(٨). يجوز فيه على بناء المجرّد والإفعال.

(٩). في « ص » : « قِسْمه » بالفتح والكسر في أوّله. وفيالوافي : « برّ القسم وإبراره : إمضاؤه على الصدق ». وفيشرح المازندراني : « أصل البرّ الإحسان ، ثمّ استعمل في القبول ، يقال : بَرَّ الله عمله ، إذا قبله ، كأنّه أحسن إلى عمله بأن يقبله ولم يردّه. وقبول قَسَمه وإن لم يكن واجباً شرعاً ، لكنّه مؤكّد لئلاّ يكسر قلبه ويضيع حقّه ».

(١٠). في الوافي : « مرضته ».

(١١). في حاشية « ج » وشرح المازندراني والوسائل والمصادقة : + « إلى ».

(١٢). في « ف » : - « لكن ».

(١٣) في المصادقة : « بادره ».

(١٤)الخصال ، ص ٣٥٠ ، باب السبعة ، ح ٢٦ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٩٨ ، المجلس ٤ ، ح ٣ ، بسند آخر عن معلّى بن خنيس. وفيالاختصاص ، ص ٢٨ ؛ والمؤمن ، ص ٤٠ ، ح ٩٣ ، عن معلّى بن خنيس ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.مصادقة الإخوان ، ص ٤٠ ، ح ٤ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٧ ، ح ٢٥٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٦٠٩٧ ؛ وج ١٩ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٤٤٥٨ ، إلى قوله : « ويصنع طعامه ويمهّد فراشه» ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٣٨ ، ح ٤٠.

٤٣٤

٢٠٥٨/ ٣. عَنْهُ(١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

كَتَبَ أَصْحَابُنَا(٢) يَسْأَلُونَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ أَشْيَاءَ ، وَأَمَرُونِي(٣) أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ(٤) عَلى أَخِيهِ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَلَمْ يُجِبْنِي ، فَلَمَّا جِئْتُ لِأُوَدِّعَهُ ، قُلْتُ(٥) : سَأَلْتُكَ(٦) فَلَمْ تُجِبْنِي؟

فَقَالَ : « إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا ؛ إِنَّ مِنْ أَشَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلى خَلْقِهِ ثَلَاثاً(٧) : إِنْصَافَ الْمَرْءِ(٨) مِنْ نَفْسِهِ حَتّى لَايَرْضى لِأَخِيهِ(٩) مِنْ نَفْسِهِ إِلَّا بِمَا(١٠) يَرْضى لِنَفْسِهِ مِنْهُ(١١) ، وَمُؤَاسَاةَ(١٢) الْأَخِ فِي الْمَالِ ، وَذِكْرَ اللهِ عَلى كُلِّ حَالٍ ، لَيْسَ سُبْحَانَ(١٣) اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ(١٤) ، وَلكِنْ عِنْدَ(١٥) مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ، فَيَدَعُهُ ».(١٦)

__________________

(١). الضمير راجع إلى محمّد بن يحيى المذكور في سند الحديث ١.

(٢). هكذا في « ج ، د ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ز » والطبعة الحجريّة والوافي والبحار. وفي « ب ، ز ، ف » والمطبوع : « بعض أصحابنا ».

(٣). في حاشية « بر » : « فأمروني ».

(٤). في « ز ، ض » وحاشية « د ، بر » : « المؤمن ».

(٥). هكذا في « ب ، ص ، بر ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فقلت ».

(٦). في المصادقة : « سألتكم ».

(٧). في المصادقة : « ثلاث خصال ».

(٨). في « بر ، بس » والوسائل والمصادقة : « المؤمن ».

(٩). في « بف » : - « لأخيه ».

(١٠). في المصادقة : « ما ».

(١١). في المصادقة : - « منه ».

(١٢). « المواساة » : المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق. وأصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً.النهاية ، ج ١ ، ص ٥٠ ( أسا ). (١٣) في « بر » : « بسبحان ».

(١٤) في « ف » : + « ولا إله إلّا الله والله أكبر ». وفي المصادقة : + « ولا إله إلّا الله ».

(١٥) في « ف » : - « عند ».

(١٦)مصادقة الإخوان ، ص ٤٠ ، مرسلاً عن ابن أعين. وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإنصاف والعدل ، ح ١٩٤٩ و ١٩٥٣ و ١٩٥٤ ومصادرها.الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٩ ، ح ٢٥٧٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٢٤٠٢ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٤٢ ، ح ٤١.

٤٣٥

٢٠٥٩/ ٤. عَنْهُ(١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا عُبِدَ اللهُ(٢) بِشَيْ‌ءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ حَقِّ الْمُؤْمِنِ ».(٣)

٢٠٦٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى(٤) الْمُسْلِمِ أَنْ لَايَشْبَعَ وَيَجُوعُ أَخُوهُ ، وَلَا يَرْوى وَيَعْطَشُ أَخُوهُ ، وَلَا يَكْتَسِيَ(٥) وَيَعْرى أَخُوهُ ، فَمَا أَعْظَمَ حَقَّ الْمُسْلِمِ عَلى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ!».

وَقَالَ : « أَحِبَّ لِأَخِيكَ الْمُسْلِمِ مَا تُحِبُّ(٦) لِنَفْسِكَ ؛ وَإِذَا(٧) احْتَجْتَ فَسَلْهُ(٨) ، وَإِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ ، لَاتَمَلَّهُ(٩) خَيْراً ،...................................................

__________________

(١). الضمير راجع إلى محمّد بن يحيى المذكور في سند الحديث ١.

(٢). في المؤمن ، ص ٤٢ : « والله ما عبدالله ».

(٣).المؤمن ، ص ٤٢ ، ح ٩٥ ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ٤٣ ، ح ٩٧ ، كلاهما عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛الاختصاص ، ص ٢٨ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٥ ، ح ٢٥٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٦٠٩١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ٤٢. (٤). في « بر » : + « أخيه ».

(٥). في « ف » والاختصاص : « ولا يكسي ». وفي حاشية « د » : « لا يلبس ».

(٦). في « ض ، بر » : « تحبّه ».

(٧). في « ب » : « فإن ». وفي « ز ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : « وإن ».

(٨). في « ز ، ض ، ف ، بف » وحاشية « ج » : « فاسأله ».

(٩). في « ف » : + « لك ». وفي الاختصاص : « لا يملّه ». ويجوز فيه وما يأتي النهي والنفي. مَلِلْتُه ، ومنه : مَلَلاً ومَلالةًوملالاً : سَئِمتُه ، كاستمللته. وأملّني وأملّ عليّ : شقّ عليّ.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٧ ؛أساس البلاغة ، ص ٤٣٧ ( ملل ). وقال فيالوافي : « لعلّ المراد بقوله : لا تملّه خيراً ولا يملّ لك : لا تسأمه من جهة إكثارك الخير له ، ولا يسأم هو من جهة إكثاره الخير لك ».

ثمّ إنّ المازندراني جعل الفعلين من الإملاء بمعنى التأخير والإمهال ، وأمّا الإملال فبعيد عنده. وعكس هذا =

٤٣٦

وَلَا يَمَلَّهُ(١) لَكَ ، كُنْ لَهُ ظَهْراً(٢) ؛ فَإِنَّهُ لَكَ ظَهْرٌ ؛ إِذَا(٣) غَابَ(٤) فَاحْفَظْهُ فِي غَيْبَتِهِ ، وَإِذَا شَهِدَ فَزُرْهُ ، وَأَجِلَّهُ ، وَأَكْرِمْهُ ؛ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَأَنْتَ مِنْهُ ، فَإِنْ(٥) كَانَ عَلَيْكَ عَاتِباً فَلَا تُفَارِقْهُ حَتّى تَسِلَّ(٦) سَخِيمَتَهُ(٧) ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ فَاحْمَدِ اللهَ ، وَإِنِ ابْتُلِيَ فَاعْضُدْهُ ، وَإِنْ تُمُحِّلَ لَهُ فَأَعِنْهُ(٨) ، وَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ : أُفٍّ ، انْقَطَعَ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْوَلَايَةِ ، وَإِذَا قَالَ(٩) : أَنْتَ عَدُوِّي ، كَفَرَ(١٠) أَحَدُهُمَا ، فَإِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ كَمَا‌

__________________

= عند المجلسي ، حيث قال : « ولا تملّه خيراً ، هي من باب علم ويحتمل النفي والنهي ، والأوّل أوفق بقولهعليه‌السلام : فإنّه لك ظهر ، ولو كان نهياً كان الأنسب : وليكن لك ظهراً ، ويؤيّده أنّ في مجالس الشيخ : « لا تملّه خيراً فإنّه لا يملّك ، وكن له عضداً فإنّه لك عضد » [الأمالي ، ص ٩٧ ، ح ٢ ]. وقد يقرأ الثاني من باب الإفعال وقيل : هما من الإملاء بمعنى التأخير ، أي لا تؤخّره خيراً. ولا يخفى ما فيه ، والأوّل أصوب ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٤٠ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٣ - ٣٤.

(١). في الوافي : « ولا يملّ ».

(٢). في « ب » : « ظهيراً ».

(٣). في الاختصاص : « فإذا ».

(٤). في الوافي : + « عنك - خ ».

(٥). في الوسائل والاختصاص : « وإن ».

(٦). هكذا في « ج ، د ، ض ، بر ، بف » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حتّى‌تسأل » وفيالوافي : « السلّ : انتزاعك الشي‌ء وإخراجه في رفق. والسخيمة : الحقد ».

(٧). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « سميحته ». وفيمرآة العقول نقل « سميحته » عن بعض النسخ ، ثمّ قال : « أي حتّى تطلب منه السماحة والكرم والعفو. ولم أر مصدره على وزن فعيلة ، إلّا أن يقرأ على بناء التصغير ، فيكون مصغّر السمع أو السماحة. والظاهر أنّه تصحيف للنسخة الاُولى ». وفيشرح المازندراني : « حتّى تسأل سميحته ، أي جوده بالعفو عن التقصير ومساهلته بالتجاوز لئلاّ يستقرّ في قلبه فيوجب التنافر والتباغض. وفي بعض النسخ « سخيمته » بالخاء المعجمة قبل الياء ، أي حتّى تسأل عن سبب سخيمته ، وهي الحقد والبغض ، فإذا ظهر لك فتداركه حتّى تزول السخيمة عنه فيخلص لك المودّة ، فإن استمرّ فاعذر إليه حتّى يقبل منك ».

(٨). في الاختصاص : « وتمحل له وأعنه ». وفيمرآة العقول : « وإذا تمحّل له فأعنه ، أي إذا كاده إنسان واحتال‌لضرره فأعنه على دفعه ، أو إذا احتال له رجل فلا تكله إليه وأعنه أيضاً. وقرأ بعضهم : يمحل بالياء على بناء المجرّد المجهول بالمعنى الأوّل ، وهو أوفق باللغة ، لكن لا تساعده النسخ ». و « الـمِحال » : من الـمَكيدة ، ورَوْم ذلك بالحِيَل. ومَحَل فلان بفلانٍ : إذا كاده بسِعاية إلى السلطان.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦٨١ ( محل ).

(٩). في الوسائل : + « له ». وفي الاختصاص : + « الرجل ».

(١٠). في الاختصاص : « فقد كفر ».

٤٣٧

يَنْمَاثُ(١) الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ».

وَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ(٢) : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَزْهَرُ نُورُهُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تَزْهَرُ(٣) نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ».

وَقَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ وَلِيُّ اللهِ ، يُعِينُهُ ، وَيَصْنَعُ لَهُ ، وَلَا يَقُولُ عَلَيْهِ إِلَّا الْحَقَّ ، وَلَا يَخَافُ غَيْرَهُ ».(٤)

٢٠٦١/ ٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْمُسْلِمِ عَلى أَخِيهِ(٥) الْمُسْلِمِ(٦) مِنَ الْحَقِّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ ، وَيَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ ، وَيَنْصَحَ لَهُ إِذَا غَابَ(٧) ، وَيُسَمِّتَهُ(٨) إِذَا عَطَسَ ، وَيُجِيبَهُ إِذَا‌

__________________

(١). في « بر » : « كانمياث ». وماث الشي‌ءُ مَوثاً ويَمِيث مَيثاً - لغة - : ذاب في الماء.المصباح المنير ، ص ٥٨٤ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ( موث ).

(٢). في الاختصاص : + « كذا والله ».

(٣). في « ز ، ص ، بر ، بف » والاختصاص : « يزهر ».

(٤).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التهمة وسوء الظنّ ، ح ٢٧٧٧ ، وفيه قطعة منه.وفيه ، باب السباب ، ح ٢٧٧٥ ، بسند آخر ، قطعة منه ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وفيالأمالي للطوسي ، ص ٩٧ ، المجلس ٤ ، ح ٢ ، بسند آخر ، إلى قوله : « فإنّه منك وأنت منه » ؛المؤمن ، ص ٤٢ ، ح ٩٥ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « وإن تحمل له فأعنه » مع زيادة في أوّله ، وفيهما مع اختلاف يسير ؛الاختصاص ، ص ٢٧ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٥٩ ، ح ٢٥٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٦٠٩٨ ، إلى قوله : « كما ينماث الملح في الماء » ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ٤٣.

(٥). في الوسائل : - « أخيه ».

(٦). في الكافي ح ٣٦٧٩ والمؤمن : - « المسلم ».

(٧). في « ج » : « طاب ». « ونَصَحَ الشي‌ءُ : خَلَصَ. أي يكون خالصاً طالباً لخيره ، دافعاً عنه الغيبة وسائر الشرور. راجع :مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٧ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦١٥ ( نصح ).

(٨). في « ج » : « ويسمّيه ». و « التسميت » : ذكر الله تعالى على الشي‌ء ، وتسميت العاطس : الدعاء له. والشين المعجمة مثله. وقال ثعلب : المهملة هي الأصل ؛ أخذاً من السَّمْت ، وهو القصد والهُدى والاستقامة. وكلّ داعٍ بخيرٍ فهو مُسمِّت ، أي داعٍ بالعود والبقاء إلى سَمْتِه.المصباح المنير ، ص ٢٨٧ ( سمت ).

٤٣٨

دَعَاهُ ، وَيَتْبَعَهُ(١) إِذَا مَاتَ ».

* عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، مِثْلَهُ.(٢)

٢٠٦٢/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْمَأْمُونِ الْحَارِثِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟

قَالَ : « إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمَوَدَّةَ لَهُ فِي صَدْرِهِ ، وَالْمُؤَاسَاةَ(٣) لَهُ فِي مَالِهِ ، وَالْخَلَفَ لَهُ فِي أَهْلِهِ ، وَالنُّصْرَةَ لَهُ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ ، وَإِنْ(٤) كَانَ نَافِلَةٌ(٥) فِي الْمُسْلِمِينَ وَكَانَ غَائِباً ، أَخَذَ لَهُ بِنَصِيبِهِ ، وَإِذَا(٦) مَاتَ الزِّيَارَةَ(٧) إِلى قَبْرِهِ ، وَأَنْ لَايَظْلِمَهُ ، وَأَنْ لَايَغُشَّهُ ، وَأَنْ لَايَخُونَهُ ، وَأَنْ لَايَخْذُلَهُ ، وَأَنْ لَايُكَذِّبَهُ(٨) ، وَأَنْ لَايَقُولَ لَهُ : أُفٍّ ، وَإِذَا(٩) قَالَ لَهُ : أُفٍّ ، فَلَيْسَ(١٠) بَيْنَهُمَا وَلَايَةٌ ، وَإِذَا قَالَ لَهُ(١١) : أَنْتَ عَدُوِّي ، فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا ،

__________________

(١). في المؤمن : « ويشيّعه ».

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العطاس والتسميت ، ح ٣٦٧٩ ؛وفيه ، كتاب الأطعمة ، باب إجابة دعوة المسلم ، ح ١١٥٨٣ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ من حقّ المسلم على المسلم أن يجيبه إذا دعاه » ، وفيهما بسند آخر.المؤمن ، ص ٤٥ ، ح ١٠٥ ، مع زيادة ؛وفيه ، ص ٤٣ ، ح ٩٩ ، مع اختلاف يسير ، وفيهما عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛ وفيالأمالي للطوسي ، ص ٤٧٨ ، المجلس ١٧ ، ح ١٢ ؛ وص ٦٣٤ ، المجلس ٣١ ، ح ١١ ؛ وص ٦٣٥ ، المجلس ٣١ ، ح ١٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٣ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٠ ، ح ٢٥٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٧ ، ح ١٦٠٩٩ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٤٧ ، ح ٤٤.

(٣). في حاشية « ج » : « والمساواة ».

(٤). في مرآة العقول : « وإذا ».

(٥). « النافلة » : العَطيّة.مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٨٥ ( نفل ).

(٦). في « ف » : « فإذا ».

(٧). في الوسائل : + « له ».

(٨). فيمرآة العقول : « وأن يكذّبه ، بالتشديد. والتخفيف بعيد ».

(٩). في « ب ، ض » : « فإذا ». وفي البحار :«وإن».

(١٠). في « ز ، ف » : + « يكون ».

(١١). في « ف » : - « له ».

٤٣٩

وَإِذَا(١) اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ(٢) الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ».(٣)

٢٠٦٣/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ صَاحِبِ الْكِلَلِ(٤) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَعَرَضَ لِي(٥) رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كَانَ سَأَلَنِي(٦) الذَّهَابَ مَعَهُ فِي حَاجَةٍ ، فَأَشَارَ(٧) إِلَيَّ ، فَكَرِهْتُ(٨) أَنْ أَدَعَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَأَذْهَبَ إِلَيْهِ(٩) ، فَبَيْنَا(١٠) أَنَا أَطُوفُ إِذْ(١١) أَشَارَ إِلَيَّ أَيْضاً(١٢) ، فَرَآهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا أَبَانُ ، إِيَّاكَ يُرِيدُ هذَا؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَمَنْ هُوَ؟ » قُلْتُ(١٣) : رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، قَالَ : « هُوَ عَلى مِثْلِ مَا(١٤) أَنْتَ عَلَيْهِ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَاذْهَبْ إِلَيْهِ » قُلْتُ : فَأَقْطَعُ(١٥) الطَّوَافَ؟ قَالَ : « نَعَمْ » قُلْتُ : وَإِنْ كَانَ طَوَافَ الْفَرِيضَةِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».

قَالَ : فَذَهَبْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدُ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ، فَقَالَ : « يَا أَبَانُ ، دَعْهُ(١٦) .............................................

__________________

(١). في « ض » : « فإذا ».

(٢). في « بر » : « كانمياث ».

(٣).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التهمة وسوء الظنّ ، ح ٢٧٧٧ ، بسند آخر ، من قوله : « وإذا اتّهمه انماث الإيمان ». وفيالمؤمن ، ص ٦٧ ، ح ١٧٥ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « وإذا قال له اُفّ فليس بينهما » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٠ ، ح ٢٥٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٧ ، ح ١٦١٠٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٤٨ ، ح ٤٥.

(٤). صاحب الكلل ، أي كان يبيعها. والكلل جمع كِلَّة ، وهي الستر الرقيق يخاط كالبيت ، يُتوقّى فيه من البقّ والبعوض. وصوفة حمراء في رأس الهودج. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٤ ( كلل ).

(٥). في « د ، ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « ف » : « له ».

(٦). في البحار : « يسألني ».

(٧). في « بر » : « وأشار ».

(٨). في المصادقة : - « فكرهت ».

(٩). في الوسائل : - « فأشار - إلى - وأذهب إليه ».

(١٠). في الوسائل : « فبينما ».

(١١). في « ب » : « إذا ».

(١٢). في الوسائل : - « أيضاً ».

(١٣) في « ف » : + « هو ».

(١٤) في الوسائل : « الذي ».

(١٥) في «ز ، ف،بر ، بس ، بف»والوسائل:«وأقطع».

(١٦) في « ب » : + « و ».

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790