الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184481 / تحميل: 6200
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

من بين المسلمين علماء في كافة التخصصات للرجوع إليهم.

وينبغي التنويه هنا إلى ضرورة الرجوع إلى المتخصص الثابت علمه وتمكنه في اختصاصه، بالإضافة إلى توفر عنصر الإخلاص في عمله فهل يصح أن نراجع طبيبا متخصصا ـ على سبيل المثال ـ غير مخلص في علمه؟!

ولهذا وضع شرط العدالة في مسائل التقليد إلى جانب الاجتهاد والأعلمية ، أي لا بدّ لمرجع التقليد من أن يكون تقيا ورعا بالإضافة إلى علميته في المسائل الإسلامية.

* * *

٢٠١

الآيات

( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (47) )

التّفسير

لكلّ ذنب عقابه :

ثمّة ربط في كثير من بحوث القرآن بين الوسائل الاستدلالية والمسائل الوجدانية بشكل مؤثر في نفوس السامعين ، والآيات أعلاه نموذج لهذا الأسلوب.

فالآيات السابقة عبارة عن بحث منطقي مع المشركين في شأن النّبوة والمعاد ، في حين جاءت هذه الآيات بالتهديد للجبابرة والطغاة والمذنبين.

فتبتدأ القول :( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ ) من الذين حاكوا الدسائس المتعددة حسبا منهم لإطفاء نور الحق والإيمان( أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ ) .

فهل ببعيد (بعد فعلتهم النكراء) أن تتزلزل الأرض زلزلة شديدة فتنشق القشرة الأرضية لتبتلعهم وما يملكون ، كما حصل مرارا لأقوام سابقة؟!

٢٠٢

«مكروا السيئات» : بمعنى وضعوا الدسائس والخطط وصولا لأهدافهم المشؤمة السيئة ، كما فعل المشركون للنيل من نور القرآن ومحاولة قتل النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما مارسوه من إيذاء وتعذيب للمؤمنين المخلصين.

«يخسف» : من مادة «خسف» ، بمعنى الاختفاء ، ولهذا يطلق على اختفاء نور القمر في ظل الأرض اسم (الخسوف) ، يقال (بئر مخسوف) للذي اختفى ماؤه ، وعلى هذا يسمّى اختفاء الناس والبيوت في شق الأرض الناتج من الزلزلة خسفا.

ثمّ يضيف :( أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ ) أي عند ذهابهم ومجيئهم وحركتهم في اكتساب الأموال وجمع الثروات.( فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ ) .

وكما قلنا سابقا ، فإنّ «معجزين» من الإعجاز بمعنى ازالة قدرة الطرف الآخر ، وهي هنا بمعنى الفرار من العذاب ومقاومته.

أو أنّ العذاب الإلهي لا يأتيهم على حين غفلة منهم بل بشكل تدريجي ومقرونا بالأنذار المتكرر :( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ ) .

فاليوم مثلا ، يصاب جارهم ببلاء ، وغدا يصاب أحد أقربائهم ، وفي يوم آخر تتلف بعض أموالهم والخلاصة ، تأتيهم تنبيهات وتذكيرات الواحدة تلو الأخرى ، فإن استيقظوا فما أحسن ذلك ، وإلّا فسيصيبهم العقاب الإلهي ويهلكهم.

إنّ العذاب التدريجي في هذه الحالات يكون لاحتمال أن تهتدي هذه المجموعة ، واللهعزوجل لا يريد أن يعامل هؤلاء كالباقين( فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) .

ومن الملفت للنظر في الآيات مورد البحث ، ذكرها لأربعة أنواع من العذاب الإلهي :

الأوّل : الخسف.

الثّاني : العقاب المفاجئ الذي يأتي الإنسان على حين غرة من أمره.

الثّالث : العذاب الذي يأتي الإنسان وهو غارق في جمع الأموال وتقلبه في

٢٠٣

ذلك.

الرّابع : العذاب والعقاب التدريجي.

والمسلم به أنّ نوع العذاب يتناسب ونوع الذنب المقترف ، وإن وردت جميعها بخصوص( الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ ) لعلمنا أنّ أفعال الله لا تكون إلّا بحكمة وعدل.

وهنا لم نجد رأيا للمفسّرين ـ في حدود بحثنا ـ حول هذا الموضوع ، ولكن يبدو أنّ النوع الأوّل من العقاب يختص بأولئك المتآمرين الذين هم في صف الجبارين والمستكبرين كقارون الذي خسف الله تعالى به الأرض وجعله عبرة للناس ، مع ما كان يتمتع به من قدرة وثروة.

أمّا النوع الثّاني فيخص المتآمرين الغارقين بملذات معاشهم وأهوائهم ، فيأتيهم العذاب الإلهي بغتة وهم لا يشعرون.

والنوع الثّالث يخص عبدة الدنيا المشغولين في دنياهم ليل نهار ليضيفوا ثروة إلى ثروتهم مهما كانت الوسيلة ، حتى وإن كانت بارتكاب الجرائم والجنايات وصولا لما يطمحون له! فيعذبهم الله تعالى وهم على تلك الحالة(1) .

وأمّا النوع الرّابع من العذاب فيخص الذين لم يصلوا في طغيانهم ومكرهم وذنوبهم إلى حيث اللارجعة ، فيعذبهم الله بالتخويف. أي يحذرهم بإنزال العذاب الأليم في أطرافهم فإن استيقظوا فهو المطلوب ، وإلّا فسينزل العذاب عليهم ويهلكهم.

وعلى هذا ، فإنّ ذكر الرأفة والرحمة الإلهية ترتبط بالنوع الرّابع من الذين مكروا السّيئات ، الذين لم يقطعوا كل علائقهم مع الله ولم يخربوا جميع جسور العودة.

* * *

__________________

(1) مع أنّ «التقلب» لغة ، بمعنى التردد والذهاب والمجيء ، مطلقا ولكن في هكذا موارد ـ كما قال أكثر المفسّرين وتأييد الرّوايات لذلك ـ بمعنى التردد في طريق التجارة وكسب المال ـ فتأمل.

٢٠٤

الآيات

( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (50) )

التّفسير

سجود الكائنات للهعزوجل :

تعود هذه الآيات مرّة أخرى إلى التوحيد بادئة ب :( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ ) (1) .

أي : ألم يشاهد المشركون كيف تتحرك ظلال مخلوقات الله يمينا وشمالا لتعبر عن خضوعها وسجودها له سبحانه؟!

ويقول البعض : إنّ العرب تطلق على الظلال صباحا اسم (الظل) وعصرا

__________________

(1) داخر : في الأصل من مادة (دخور) أي : التواضع.

٢٠٥

(الفيء) ، وإذا ما نظرنا إلى تسمية (الفيء) لقسم من الأموال والغنائم لوجدنا إشارة لطيفة لحقيقة إنّ أفضل غنائم وأموال الدنيا لا تلبث أن تزول ولا يعدو كونها كالظل عند العصر.

ومع ملاحظة ما اقترن بذكر الظلال في هذه الآية من يمين وشمال ، وإنّ كلمة الفيء استعملت للجميع فيستفاد من ذلك : أن الفيء هنا ذو معنى واسع يشمل كل أنواع الظلال.

فعند ما يقف الإنسان وقت طلوع الشمس متجها نحو الجنوب فإنّه سيرى شروق قرص الشمس من الجهة اليسرى لأفق الشرق ، فتقع ظلال جميع الأشياء المجسمة على يمينه (جهة الغرب) ، ويستمر هذا الأمر حتى تقترب الظلال نحو الجهة اليمنى لحين وقت الظهر، وعندها ستتحول الظلال إلى الجهة المعاكسة (اليسرى) وتستمر في ذلك حتى وقت الغروب فتصبح طويلة وممتدة نحو الشرق ، ثمّ تغيب وتنعدم عند غروب الشمس.

وهنا يعرض الباري سبحانه حركة ظلال الأجسام يمينا وشمالا بعنوانها مظهرا لعظمته جل وعلا واصفا حركتها بالسجود والخضوع.

أثر الظلال في حياتنا :

ممّا لا شك فيه أنّ لظلال الأجسام دور مؤثر في حياتنا ، ولعل الكثير منّا غير ملتفت إلى هذه الحقيقة ، فوضع القرآن الكريم إصبعه على هذه المسألة ليسترعي الانتباه لها.

للظلال (التي هي ليست سوى عدم النّور) فوائد جمّة :

1 ـ كما أنّ لأشعة الشمس دور أساسي في حياتنا ، فكذلك الظلال ، لأنّها تقوم بعملية تعديل شدّة الحرارة لأشعة الشمس.

إنّ الحركة المتناوبة للظلال تحفظ حرارة الشمس لحد متعادل ومؤثر ، وبدون

٢٠٦

الظلال فسيحترق كل شيء أمام حرارة الشمس الثابتة وبدرجة واحدة ولمدّة طويلة.

2 ـ وثمّة موضوع مهم آخر وربّما على خلاف تصور معظم الناس ، ألا وهو :إنّ النّور ليس هو السبب الوحيد في رؤية الأشياء ، بل لا بدّ من اقتران الظل بالنّور لتحقيق الرؤية بشكل طبيعي.

وبعبارة أخرى : إنّ النّور لو كان يحيط بجسم ما ويشع عليه باستمرار بما لا يكون هناك مجالا للظل أو نصف الظل ، فإنّه والحال هذه لا يمكن رؤية ذلك الجسم وهو غارق بالنّور

أي : كما أنّه لا يمكن رؤية الأشياء في الظلمة القائمة ، فكذا الحال بالنسبة للنور التام ، ويمكن رؤية الأشياء بوجود النّور والظلمة (النّور والظلال).

وعلى هذا يكون للظلال دور مؤثر جدّا في مشاهدة وتشخيص ومعرفة الأشياء وتمييزها ـ فتأمل.

وثمّة ملاحظة أخرى في الآية : وهي : ورود «اليمين» بصيغة المفرد في حين جاءت الشمال بصيغة الجمع «شمائل».

فالاختلاف في التعبير يمكن أن يكون لوقوع الظل في الصباح على يمين الذي يقف مواجها للجنوب ثمّ يتحرك باستمرار نحو الشمال حتى وقت الغروب حين يختفي في أفق الشرق(1) .

واحتمل المفسّرون أيضا : مع أن كلمة (اليمين) مفردا إلّا أنّه يمكن أن يراد بها الجمع في بعض الحالات ، وهي في هذه الآية تدل على الجمع(2) .

وجاء في الآية أعلاه ذكر سجود الظلال بمفهومه الواسع ، أما في الآية التالية فقد جاء ذكر السجود بعنوانه برنامجا عاما شاملا لكل الموجودات المادية وغير

__________________

(1) تفسير القرطبي ، ضمن تفسير الآية.

(2) تفسير أبو الفتوح الرازي ، ج 7 ، ص 110.

٢٠٧

المادية ، وفي أي مكان ، فيقول :( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ) ، مسلمين لله ولأوامره تسليما كاملا.

وحقيقة السجود نهاية الخضوع والتواضع والعبادة ، وما نؤديه من سجود على الأعضاء السبعة ما هو إلّا مصداق لهذا المفهوم العام ولا ينحصر به.

وبما أنّ جميع مخلوقات الله في عالم التكوين والخلق مسلمة للقوانين العامّة لعالم الوجود، التي أفاضتها الإرادة الإلهية فإنّ جميع المخلوقات في حالة سجود له جلّ وعلا ، ولا ينبغي لها أن تنحرف عن مسير هذه القوانين ، وكلها مظهرة لعظمة وعلم وقدرة الباريعزوجل ، ولتدلل على أنّها آية على غناه وجلاله والخلاصة : كلها دليل على ذاته المقدسة.

«الدابة» : بمعنى الموجودات الحية ، ويستفاد من ذكر الآية لسجود الكائنات الحية في السماوات والأرض على وجود كائنات حية في الأجرام السماوية المختلفة علاوة على ما موجود على الأرض.

وقد احتمل البعض : عبارة «من دابة» قيد لـ «ما في الأرض» فقط ، أي : إنّ الحديث يختص بالكائنات الحية الموجودة على الأرض.

ويبدو ذلك بعيدا بناء على ما جاء في الآية (29) من سورة الشورى( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ ) .

صحيح أنّ السجود والخضوع التكويني لا ينحصر بالكائنات الحية ، ولكنّ تخصيص الإشارة بها لما تحمله من أسرار وعظمة الخلق أكثر من غيرها.

وبما أنّ مفهوم الآية يشمل كلا من : الإنسان العاقل المؤمن ، والملائكة ، والحيوانات الأخرى ، فقد استعمل لفظ السجود بمعناه العام الذي يشمل السجود الاختياري والتشريعي وكذا التكويني الاضطراري.

أمّا الإشارة إلى الملائكة بشكل منفصل في الآية فلأنّ الدابة تطلق على الكائنات الحيّة ذات الجسم المادي فقط ، بينما للملائكة حركة وحضور وغياب ،

٢٠٨

ولكن ليس بالمعنى المادي الجسماني كي تدخل ضمن مفهوم «الدابة».

وروي في حديث النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «إنّ لله تعالى ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة ، ترعد فرائصهم من مخافة الله تعالى ، لا تقطر من دموعهم قطرة إلّا صارت ملكا ، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم وقالوا : ما عبدناك حق عبادتك»(1) .

أمّا جملة( وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ) فإشارة لحال وشأن الملائكة التي لا يداخلها أيّ استكبار عند سجودها وخضوعها للهعزوجل .

ولهذا ذكر صفتين للملائكة بعد تلك الآية مباشرة وتأكيدا لنفي حالة الاستكبار عنهم :( يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) .

كما جاء في الآية (6) من سورة التحريم في وصف جمع من الملائكة :( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) .

ويستفاد من هذه الآية بوضوح أنّ علامة نفي الاستكبار شيئان :

أ ـ الشعور بالمسؤولية وإطاعة الأوامر الإلهية من دون أي اعتراض ، وهو وصف للحالة النفسية لغير المستكبرين.

ب ـ ممارسة الأوامر الإلهية بما ينبغي والعمل وفق القوانين المعدة لذلك

وهذا انعكاس للأول ، وهو التحقيق العيني له.

وممّا لا ريب فيه أنّ عبارة( مِنْ فَوْقِهِمْ ) ليست إشارة إلى العلو الحسي والمكاني ، بل المراد منها العلو المقامي ، لأنّ اللهعزوجل فوق كل شي مقاما.

كما نقرأ في الآية (61) من سورة الأنعام :( وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ ) ، وكذلك في الآية (127) من سورة الأعراف :( وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ ) حينما أراد فرعون أن يظهر قدرته وقوته!

* * *

__________________

(1) مجمع ذيل البيان ، ذيل الآية المبحوثة.

٢٠٩

الآيات

( وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ (52) وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (53) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55) )

التّفسير

دين حق ومعبود واحد :

تتناول هذه الآيات موضوع نفي الشرك تعقيبا لبحث التوحيد ومعرفة الله عن طريق نظام الخلق الذي ورد في الآيات السابقة ، لتتّضح الحقيقة من خلال المقارنة بين الموضوع ، ويبتدأ ب :( وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) .

وتقديم كلمة «إيّاي» يراد بها الحصر كما في «إيّاك نعبد» أي : يجب الخوف

٢١٠

من عقابي لا غير.

ومن الملفت للنظر أنّ الآية أشارت إلى نفي وجود معبودين في حين أن المشركين كانوا يعبدون أصناما متعددة.

ويمكن أن يكون ذلك إشارة إلى إحدى النقاط التالية أو إلى جميعها :

1 ـ إنّ الآية نفت عبادة اثنين ، فكيف بالأكثر؟!

وبعبارة أخرى : إنّها بيّنت الحد الأدنى للمسألة ليتأكّد نفي الأكثر ، وأيّ عدد ننتخبه (أكثر من واحد) لا بدّ له أن يمر بالإثنين.

2 ـ كل ما يعبد من دون الله جمع في واحد ، فتقول الآية : أن لا تعبدوها مع الله ، ولا تعبدوا إلهين (الحق والباطل).

3 ـ كان العرب في الجاهلية قد انتخبوا معبودين :

الأوّل : خالق العالم ، أي اللهعزوجل وكانوا يؤمنون به.

والثّاني : الأصنام ، واعتبروها واسطة بينهم وبين الله ، واعتبروها كذلك منبعا للخير والبركة والنعمة.

4 ـ يمكن أن تكون الآية ناظرة إلى نفي عقيدة (الثنويين) القائلين بوجود إله للخير وآخر للشر ، ومع انتخابهم لأنفسهم هذا المنطق الضعيف الخاطئ ، إلّا إنّ عبدة الأصنام قد غالوا حتى في هذا المنطق وتجاوزوه لمجموعة من الآلهة!

وينقل المفسّر الكبير العلّامة الطبرسي في تفسير هذه الآية عبارة لطيفة نقلها عن بعض الحكماء : (نهاك ربك أن تتخذ إلهين فاتخذت آلهة ، عبدت : نفسك وهواك ، وطبعك ومرادك ، وعبدت الخلق فأنّى تكون موحدا).

ثمّ يوضح القرآن أدلة توحيد العبادة بأربعة بيانات ضمن ثلاث آيات فيقول أوّلا( وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) فهل ينبغي السجود للأصنام التي لا تملك شيئا ، أم لمن له ما في السموات والأرض؟

ثمّ يضيف :( وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ) .

٢١١

فعند ما يثبت أن عالم الوجود منه ، وهو الذي أوجد جميع قوانينه التكوينية فينبغي أن تكون القوانين التشريعية من وضعه أيضا ، ولا تكون طاعة إلّا له سبحانه.

«واصب» : من «الوصوب» ، بمعنى الدوام. وفسّرها البعض بمعنى (الخالص) (ومن الطبيعي أن ما لم يكن خالصا لم يكن له الدوام. أما الذين اعتبروا «الدين» هنا بمعنى الطّاعة ، فقد فسّروا «واصبا» بمعنى الواجب ، أي : يجب إطاعة الله فقط.

ونقرأ في رواية عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّ شخصا سأله عن قول الله( وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ) قال : «واجبا»(1) .

والواضح أنّ هذه المعاني متلازمة جميعها.

ثمّ يقول في نهاية الآية :( أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ ) .

فهل يمكن للأصنام أن تصدّ عنكم المكروه أو أن تفيض عليكم نعمة حتى تتقوها وتواظبوا على عبادتها؟!

هذا( وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ) .

فهذه الآية تحمل لبيان الثّالث بخصوص لزوم عبادة الله الواحد جلّ وعلا ، وأنّ عبادة الأصنام إن كانت شكرا على نعمة فهي ليست بمنعمة ، بل الكل بلا استثناء منّعمون في نعم الله تعالى ، وهو الأحق بالعبادة لا غيره.

وعلاوة على ذلك( ... ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ ) .

فإن كانت عبادتكم للأصنام دفعا للضر وحلا للمعضلات ، فهذا من الله وليس من غيره ، وهو ما تظهره ممارستكم عمليا حين إصابتكم بالضر ، فلمن تلتجئون؟ إنّكم تتركون كل شيء وتتجهون إلى الله.

وهذا البيان الرّابع حول مسألة التوحيد بالعبادة.

__________________

(1) تفسير البرهان ، ج 2 ، ص 373.

٢١٢

«تجئرون» : من مادة (الجؤار) على وزن (غبار) ، بمعنى صوت الحيوانات والوحوش الحاصل بلا اختيار عند الألم ، ثمّ استعملت كناية في كل الآهات غير الاختيارية الناتجة عن ضيق أو ألم.

إنّ اختيار هذه العبارة هنا إشارة إلى أنّه عند ما تتراكم عليكم الويلات ويحل بكم البلاء الشديد تطلقون حينها صرخات الإستغاثة اللااختيارية وأنتم بهذه الحال ، أتوجهون النداء لغيره سبحانه وتعالى؟! فلما ذا إذن في حياتكم الاعتيادية وعند ما تواجهون المشاكل اليسيرة تلتجئون إلى الأصنام؟!

نعم. فالله سبحانه يسمع نداءكم في كل الحالات ويغيثكم ويرفع عنكم البلاء( ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) بالعود إلى الأصنام!

وفي الحقيقة فالقرآن في الآية يشير إلى فطرة التوحيد في جميع الناس ، إلّا أنّ حجب الغفلة والغرور والجهل والتعصب والخرافات تغطيها في الأحوال الاعتيادية.

ولكن ، عند ما تهب عواصف البلاء تنقلع تلك الحجب فيظهر نور الفطرة براقا من جديد ليرى الناس لمن يتوجهون ، فيدعون الله مخلصين بكامل وجودهم ، فيرفع عنهم أغطية البلاء المتأتية من تلك الحجب ، (لاحظوا أنّ الآية قالت :( كَشَفَ الضُّرَّ ) أي : رفع أغطية البلاء).

ولكن عند ما تهدأ العاصفة ويرتفع البلاء وتعودون إلى شاطئ الأمان ، تعاودون من جديد على الغفلة والغرور ، وتظهرون الشرك بعبادتكم للأصنام مجددا!

وفي آخر آية (من الآيات مورد البحث) يأتي التهديد بعد إيضاح الحقيقة بالأدلة المنطقية :( لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) .

ويشبّه ذلك بتوجيه النصائح والإرشادات لمنحرف متخلف لا يفيد معه هذا الأسلوب المنطقي فيقطع معه الحديث باللين ليواجه بالتهديد عسى أن يرعوي

٢١٣

فيقال له : مع كل ما قلنا لك افعل ما شئت ولكن سترى نتيجة عملك عاجلا أم آجلا.

وعلى هذا فتكون اللام في «ليكفروا» يراد به التهديد ، وكذا «تمتعوا» أمر يراد به التهديد أيضا ، أمّا مجيء الفعل الأوّل بصيغة الغائب «ليكفروا» والثّاني بصيغة المخاطب «تمتعوا» ، فكأنه افترض غيابهم أوّلا فقال : ليذهبوا ويكفروا بهذه النعم ، وعند تهديدهم يلتفت إليهم ويقول : تمتعوا بهذه النعم الدنيوية قليلا فسيأتي اليوم الذي تدركون فيه عظم خطئكم وسترون عاقبة أعمالكم.

والآية (30) من سورة إبراهيم تشابه الآية المذكورة من حيث الغرض :( قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ) (1)

* * *

__________________

(1) احتمل جمع من المفسّرين : أنّ «ليكفروا» غاية ونتيجة للشرك والكفر الذي نسب إليهم في الآية التي قبلها ، فيكون المعنى أنّهم بعد إنجائهم من الضر تركوا طريق التوحيد وساروا في طريق الشرك ليكفروا بنعم الله وينكرونها.

٢١٤

الآيات

( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (57) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) )

التّفسير

عند ما كانت ولادة البنت عارا!

بعد أن عرضت الآيات السابقة بحوثا استدلالية في نفي الشرك وعبادة الأصنام ، تأتي هذه الآيات لتتناول قسما من بدع المشركين وصورا من عاداتهم القبيحة ، لتضيف دليلا آخرا على بطلان الشرك وعبادة الأصنام ، فتشير الآيات إلى ثلاثة أنواع من بدع وعادات المشركين:

٢١٥

وتقول أوّلا :( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ ) (1) .

وكان النصيب عبارة عن قسم من الإبل بقية من المواشي بالإضافة إلى قسم من المحاصيل الزراعية ، وهو ما تشير إليه الآية (136) من سورة الأنعام :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ ) .

ثمّ يضيف القرآن الكريم قائلا :( تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ) .

وسيكون بعد السؤال اعتراف لا مفر منه ثمّ الجزاء والعقاب ، وعليه فما تقومون به له ضرر مادي من خلال ما تعملونه بلا فائدة ، وله عقاب أخروي لأنّكم أسأتم الظن بالله واتجهتم إلى غيره.

أمّا البدعة الثّانية فكانت :( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ ) من التجسم ومن هذه النسبة.( وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ ) أي : إنّهم لم يكونوا ليقبلوا لأنفسهم ما نسبوا إلى الله ، ويعتبرون البنات عارا وسببا للشقاء!

وإكمالا للموضوع تشير الآية التالية إلى العادة القبيحة الثّالثة :( وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ) .(2)

ولا ينتهي الأمر إلى هذا الحد بل( يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ ) .

ولم ينته المطاف بعد ، ويغوص في فكر عميق :( أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي

__________________

(1) ذكر المفسرون رأيين في تفسير «ما لا يعلمون» وضميرها :

الأول : أن ضمير «لا يعلمون» يعود إلى المشركين أي أن المشركين يجعلون للأصنام نصيبا وهم لا يعلمون لها خيرا وشرا (وهذا ما انتخبناه من تفسير).

والثاني : إن الضمير يعود إلى نفس الأصنام ، أي يجعلون للأصنام نصيبا في حين أنها لا تدرك ، لا تعقل ، لا تعلم! والتفسير الثاني يظهر نوعا من التضاد بين عبارات الآية ، لأن «ما» تستعمل عادة لغير العاقل و «يعلمون» تستعمل للعاقل عادة.

أما في التفسير الأول فـ «ما» تعود على الأصنام و «يعلمون» على عبدتها.

(2) الكظيم : تطلق على الإنسان الممتلئ غضبا.

٢١٦

التُّرابِ ) .

وفي ذيل الآية ، يستنكر الباري حكمهم الظالم الشقي بقوله :( أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ ) .

وأخيرا يشير تعالى إلى السبب الحقيقي وراء تلك التلوثات ، ألا هو عدم الإيمان بالآخرة :( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .

فكلّما اقترب الإنسان من العزيز الحكيم انعكس في روحه نور صفاته العليا من العلم والقدرة والحكمة وابتعد عن الخرافات والبدع والأفعال القبيحة.

وكلما ابتعد عنه تعالى غرق بقدر ذلك البعد في ظلمات الجهل والضعف والذلة والقبائح.

فالسبب الرئيسي لكل انحراف وقبح وخرافة هو الغفلة عن ذكر الله وعن محكمته العادلة في الآخرة ، أمّا ذكر الله والآخرة فدافع أصيل للإحساس بالمسؤولية ومحاربة الجهل والخرافة ، وعامل قدرة وقوة وعلم للإنسان.

* * *

بحوث

1 ـ لماذا اعتبروا الملائكة بناتا لله؟

تطالعنا الكثير من آيات القرآن الكريم بأنّ المشركين كانوا يقولون بأنّ الملائكة بنات الله جلّ وعلا ، أو أنّهم كانوا يعتبرون الملائكة إناثا دون نسبتها إلى الله

كما في الآية (19) من سورة الزخرف :( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً ) ، وفي الآية (40) من سورة الإسراء :( أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً ) .

٢١٧

يمكن أن تكون هذه الإعتقادات بقايا خرافات الأقوام السابقة التي وصلت عرب الجاهلية ، أو ربما يحصل هذا الوهم بسبب ستر الملائكة عنهم وحال الاستتار أكثر ما يختص بحال النساء ، ولهذا تعتبر العرب الشمس مؤنثا مجازيا والقمر مذكرا مجازيا أيضا ، على اعتبار أنّ قرص الشمس لا يمكن للناظر إليه أن يديم النظر لأنه يستر نفسه بقوة نوره ، أمّا قرص القمر فظاهر للعين ويسمح للنظر إليه مهما طالت المدّة.

وثمّة احتمال آخر يذهب إلى الكناية عن لطافة الملائكة ، والإناث أكثر من الذكور لطافة.

وعلى أية حال فهذه إحدى ترسبات الخرافات القديمة التي تكلست في مخيلة البشرية حتى وصلت للبعض ممن يعيش في يومنا هذا ، ولا تختص هذه الخرافة بقوم دون آخر لأنّنا نلاحظ وجودها في أدبيات عدد من لغات العالم! فنرى الأديب مثلا حينما يريد وصف جمال امرأة ينعتها بالملائكة ، وذاك الفنان الذي يريد أن يعبر عن الملائكة فيجعلها بهيئة النساء ، في حين أن الملائكة لا تملك جسما ماديا حتى يمكننا أن نصفه بالمذكر أو المؤنث.

2 ـ لما ذا شاع وأد البنات في الجاهلية؟

الوأد في واقعة أمر رهيب ، لأنّ الفاعل يقوم بسحق كل ما بين جوانحه من عطف ورحمة ، ليتمكن من قتل إنسان بريء ربّما هو من أقرب الأشياء إليه من نفسه!

والأقبح من ذلك افتخاره بعمله الشنيع هذا!

فأين الفخر من قتل إنسان ضعيف لا يقوى حتى للدفاع عن نفسه؟ بل كيف يدفن الإنسان فلذة كبده وهي حية؟!

وهذا ليس بالأمر الهيّن ، فأيّ إنسان ومهما بلغت به الوحشية لا يقدم على

٢١٨

هكذا جريمة بشعة من غير أن تكون لها مقدمات اجتماعية ونفسية واقتصادية عميقة الأثر والتأثير تدعوه لذلك

يقول المؤرخون : إنّ بداية وقوع هذا العمل القبيح كانت على أثر حرب جرت بين فريقين منهم في ذلك الوقت ، فأسر الغالب منهم نساء وبنات المغلوب ، وبعد مضي فترة من الزمن تمّ الصلح بينهم فأراد المغلوبون استرجاع أسراهم إلّا أنّ بعضا من الأسيرات ممن تزوجن من رجال القبيلة الغالبة اخترن البقاء مع الأعداء ورفضن الرجوع إلى قبيلتهن ، فصعب الأمر على آبائهن بعد أن أصبحوا محلا للوم والشماتة ، حتى أقسم بعضهم أن يقتل كل بنت تولد له كي لا تقع مستقبلا أسيرة بيد الأعداء!

ويلاحظ بوضوح ارتكاب أفظع جناية ترتكب تحت ذريعة الدفاع عن الشرف والناموس وحيثية العائلة الكاذبة فكانت النتيجة : ظهور بدعة وأد البنات القبيحة وانتشارها بين جمع منهم حتى أصبحت سنّة جاهلية ، ولفظاعتها فقد أنكرها القرآن الكريم بشدّة بقوله :( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (1) .

وثمّة احتمال آخر يذهب إلى دور الطبيعة الإنتاجية للأولاد الذكور ، والنزوع إلى الطبيعة الاستهلاكية عند الإناث ، وما له من أثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، فالولد الذكر بالنسبة لهم ذخر مهم ينفعهم في القتال والغارات وفي حفظ الماشية وما شابه ذلك من الفوائد ، في حين أنّ البنات لسن كذلك.

ومن جانب آخر فقد سببت الحروب والنزاعات القبلية قتل الكثير من الرجال والأولاد ممّا أدى لاختلال التوازن في نسبة الإناث إلى الذكور ، حتى وصل وجود الولد الذكر عزيزا ودفع الرجل لأن يتباهى بين قومه حين يولد له مولود ذكرا ، وينزعج ويتألم عند ولادة البنت ووصل حالهم لحد (كما يقول عنه

__________________

(1) سورة التكوير ، 9.

٢١٩

بعض المفسّرون) أنّ الرجل في الجاهلية يغيّب نفسه عن داره عند قرب وضع زوجته لئلا تأتيه بنت وهو في الدار! وإذا ما أخبروه بأنّ المولود ذكر فيرجع إلى بيته وبشائر الفرح تتعالى وجنتيه ، ولكنّ الويل كل الويل والثبور فيما لو أخبروه بأنّ المولود بنتا ويمتلئ غيظا وغضبا(1) .

وقصّة «الوأد» ملأى بالحوادث المؤلمة

منها : ما روي أنّ رجلا جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأعلن إسلامه ، وجاءه يوما فسأله : إنّي أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله تواب رحيم». قال : يا رسول الله إنّ ذنبي عظيم قال : «ويلك مهما كان ذنبك عظيما فعفو الله أعظم منه» ، قال : لقد سافرت في الجاهلية سفرا بعيدا وكانت زوجتي حبلى وعند ما عدت بعد أربع سنوات استقبلتني زوجتي فرأيت بنتا في الدار ، فقلت لها : ابنة من هذه؟ قالت : ابنة جازنا. فظننت أنّها سترحل عن دارنا بعد ساعة ، فلم تفعل ، ثمّ قلت لزوجتي:أصدقيني من هذه البنت؟ قالت : ألا تذكر أنّي كنت حاملة عند ما سافرت ، إنّها ابنتك. فنمت تلك الليلة مغتما ، أنام واستيقظ ، حتى اقترب وقت الصباح نهضت من فراشي وذهبت إلى فراش ابنتي فأخرجتها وأيقظتها وطلبت منها أن تصحبني إلى حائط النخل ، فتبعتني حتى اقتربنا من الحائط فأخذت بحفر حفيرة وهي تعينني على ذلك ، وعند ما انتهيت من ذلك وضعتها في وسط الحفرة وهنا فاضت عينا رسول الله بالدمع ثمّ وضعت يدي اليسرى على كتفها وأخذت أهيل التراب عليها بيدي اليمنى ، فأخذت تصرخ وتدافع بيديها ورجليها وتقول : أبي ما تصنع بي!؟ ثمّ أصاب لحيتي بعض التراب فرفعت يدها تمسحه عنها ، وأدمت ذلك حتى دفنتها.

__________________

(1) تفسير الفخر الرازي ، ج 20 ، ص 55.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

لَحْمٍ(١) إِلَّا تَخَدَّدُ(٢) ، حَتّى أَنَّ(٣) رُوحَهُ لَتَسْتَغِيثُ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ(٤) مِنَ الْأَلَمِ ، فَتَحُسُّ(٥) مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَخُزَّانُ الْجِنَانِ ، فَيَلْعَنُونَهُ حَتّى لَايَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلَّا لَعَنَهُ ، فَيَقَعُ خَاسِئاً(٦) حَسِيراً(٧) مَدْحُوراً(٨) ».(٩)

٨٢ - بَابُ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ (١٠)

٢١٢٨/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ سَرَّ مُؤْمِناً فَقَدْ سَرَّنِي وَمَنْ سَرَّنِي فَقَدْ سَرَّ اللهَ ».(١١)

__________________

(١). في البحار ، ج ٦٣ : - « لحم ».

(٢). في « ف » : « تتخدّد ». وتخدّد اللحم : زواله عن وجه الجسم.المفردات للراغب ، ص ٢٧٦ ( خدّ ).

(٣). يجوز فتح الهمزة وكسرها باعتبارين.

(٤). في «ز ،ض ،بر ،بس ،بف » والبحار: «ما تجد».

(٥). في « د ، ف » : « فتحسر ».

(٦). « الخاسئ » : المـُبْعَد والمطرود. ويكون الخاسئ بمعنى الصاغر القمي‌ء ، أي الذليل. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥ ( خسأ ).

(٧). « الحسير » : المتلهّف والمتأسّف ومن اشتدّت ندامته وحسرته على أمر فاته. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٨٨ ؛المصباح المنير ، ص ١٣٥ ( حسر ).

(٨). « المدحور » : المطرود والمـُبْعَد ؛ من الدُّحُور بمعنى الطرد والإبعاد. أو المدفوع ؛ من الدَّحْر بمعنى الدفع بعُنْف على سبيل الإهانة والإذلال. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٥ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ( دحر ).

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥١ ، ح ٢٧٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢١٧٢٩ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ١٣١ ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٦٣ ، ح ٦١.

(١٠). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بس ، بف ». وفي « بر » : « إخوان المؤمن ». وفي قليل من النسخ والمطبوع : « المؤمنين ».

(١١).مصادقة الإخوان ، ص ٦٢ ، ح ٩ ، مرسلاً عن أبي حمزة الثمالي ؛المؤمن ، ص ٤٨ ، ح ١١٤ ، مرسلاً ؛فقه =

٤٨١

٢١٢٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ - يُكَنّى أَبَا مُحَمَّدٍ(١) - عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « تَبَسُّمُ الرَّجُلِ فِي وَجْهِ أَخِيهِ حَسَنَةٌ ، وَصَرْفُ(٢) الْقَذى(٣) عَنْهُ حَسَنَةٌ ، وَمَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْ‌ءٍ أَحَبَّ إِلَى اللهِ(٤) مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ».(٥)

٢١٣٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ فِيمَا نَاجَى(٦) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ عَبْدَهُ مُوسىعليه‌السلام قَالَ : إِنَّ لِي عِبَاداً أُبِيحُهُمْ(٧) جَنَّتِي ، وَأُحَكِّمُهُمْ فِيهَا ، قَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَنْ هؤُلَاءِ الَّذِينَ تُبِيحُهُمْ جَنَّتَكَ وَتُحَكِّمُهُمْ فِيهَا؟ قَالَ : مَنْ أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ سُرُوراً ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ مُؤْمِناً كَانَ فِي مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ ، فَوَلَعَ بِهِ(٨) ، فَهَرَبَ مِنْهُ إِلى دَارِ الشِّرْكِ ،

__________________

=الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٤ ، مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٣ ، ح ٢٧٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢١٧٣٣ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٤.

(١). هكذا في « بس » وحاشية « ب ، د ، ز ، ص ». وفي « ز ، ف » وحاشية « ض » : « بأبي محمّد ». وفي « ج » : « أبي محمّد ». وفي « ب ، د ، ص ، ض ، بر ، بف » وحاشية « ج » والمطبوع : « أبو محمّد ». وفي الوافي والوسائل : - « من أهل الكوفة يكنّى أبا محمّد ». (٢). في «ز ،ص ،ض ،ف » والوسائل والبحار : « وصرفه ».

(٣). « القَذى » : جمع قَذاة. وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبنٍ أو وَسَخ أو غير ذلك.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠ ( قذا ). (٤). في « ض » : « إليه ».

(٥).مصادقة الإخوان ، ص ٥٢ ، ح ٢ ، مرسلاً عن جابر بن يزيد. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في إلطاف المؤمن وإكرامه ، ح ٢١٩٩ ؛ ومصادقة الإخوان ، ص ٥٢ ، ح ١ و ٣الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٣ ، ح ٢٧٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢١٧٣٤ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٥.

(٦). في المصادقة : « ناجاه ».

(٧). فيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٦٧ : « الظاهر أنّ « اُبيحهم » من الإباحة ويحتمل أن يكون من الإتاحة بالتاء المثنّاة الفوقانيّة. يقال : أتاحه الله لفلان ، أي هيّأه وقدّره ويسّره له. والمتاح : المقدر ».

(٨). في المؤمن : « وكان مولعاً به » بدل « فولع به ». ووَلِعَ به يَوْلَعُ وَلَعاً ووَلُوعاً فهو وَلُوع ، أي لجّ في أمره وحَرَص‌على إيذائه.تاج العروس ، ج ١١ ، ص ٥٣١ ( ولع ).

٤٨٢

فَنَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، فَأَظَلَّهُ(١) وَأَرْفَقَهُ وَأَضَافَهُ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْحَى(٢) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَوْ كَانَ لَكَ(٣) فِي جَنَّتِي مَسْكَنٌ(٤) لَأَسْكَنْتُكَ فِيهَا ، وَلكِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلى مَنْ مَاتَ بِي مُشْرِكاً ، وَلكِنْ يَا نَارُ هِيدِيهِ(٥) ، وَلَا تُؤْذِيهِ(٦) ، وَيُؤْتى بِرِزْقِهِ(٧) طَرَفَيِ النَّهَارِ ».

قُلْتُ : مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ : « مِنْ حَيْثُ شَاءَ(٨) اللهُ ».(٩)

٢١٣١/ ٤. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ».(١١)

٢١٣٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

__________________

(١). في المؤمن : « فألطفه ».

(٢). في « ب » : « فأوحى ».

(٣). في المؤمن : - « لك ».

(٤). في المؤمن : + « لمشرك ».

(٥). في المؤمن : « هاربيه ». وأصل الهَيْد : الحركة. وقد هُدْت الشي‌ء أهِيدُه هَيْداً ، إذا حَرّكته وأزعَجته.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٨٦ ( هيد ).

(٦). في المؤمن : + « قال ».

(٧). في « بس » : « رزقه ».

(٨). في « ب ، ج ، ض ، ف » وحاشية « ص » : « يشاء ».

(٩).المؤمن ، ص ٥٠ ، ح ١٢٣ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛مصادقة الإخوان ، ص ٦٠ ، ح ٢ ، مرسلاً عن عبد الله بن الوليد الوصّافي ، إلى قوله : « من أدخل على مؤمن سروراً »الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٣ ، ح ٢٧٩٨ ؛البحار ، ج ٨ ، ص ٣١٤ ، ح ٩٢ ، من قوله : « إنّ مؤمناً كان في مملكة جبّار » ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٦.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق.

(١١).مصادقة الإخوان ، ص ٦٠ ، ح ٣ ، مرسلاً عن جعفر بن محمّد ، عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام .كامل الزيارات . ص ١٤٦ ، الباب ٥٨ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛المؤمن ، ص ٥٢ ، ح ١٣١ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛مصادقة الإخوان ، ص ٦٠ ، ح ٦ ، مرسلاً عن صفوان بن مهران الجمّال ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٦٠ ، ح ٤ ، مرسلاً عن جميل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسير ، من دون الإسناد إلى آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٤ ، ح ٢٧٩٩ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٧.

٤٨٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(١) : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : أَنَّ(٢) الْعَبْدَ مِنْ عِبَادِي لَيَأْتِينِي بِالْحَسَنَةِ ، فَأُبِيحُهُ جَنَّتِي ، فَقَالَ دَاوُدُ : يَا رَبِّ ، وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ؟ قَالَ : يُدْخِلُ(٣) عَلى عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ سُرُوراً وَلَوْ بِتَمْرَةٍ ، قَالَ دَاوُدُ : يَا رَبِّ ، حَقٌّ لِمَنْ(٤) عَرَفَكَ أَنْ لَايَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنْكَ ».(٥)

٢١٣٣/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَرى أَحَدُكُمْ إِذَا أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ سُرُوراً أَنَّهُ عَلَيْهِ أَدْخَلَهُ(٦) فَقَطْ ، بَلْ(٧) وَاللهِ عَلَيْنَا ، بَلْ(٨) وَاللهِ عَلى رَسُولِ اللهِ(٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله ».(١٠)

٢١٣٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

__________________

(١). في « ج » والوسائل : - « قال ».

(٢). يجوز فتح الهمزة وكسرها باعتبارين.

(٣). في « ف » : « أن تدخل ».

(٤). في حاشية « د » : « على من ».

(٥).الأمالي للصدوق ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٨٨ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ؛ثواب الأعمال ، ص ١٦٣ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١٣ ، ح ٨٤ ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبيه الكاظم ، عن أبيه الصادقعليهم‌السلام ؛معاني الأخبار ، ص ٣٧٤ ، ح ١ ، بسند آخر عن الرضا ، عن الصادقعليهما‌السلام ؛قرب الإسناد ، ص ١١٩ ، ح ٤١٧ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير.الأمالي للطوسي ، ص ٥١٥ ، المجلس ١٨ ، ح ٣٤ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف.المؤمن ، ص ٥٦ ، ح ١٤٣ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٤ ، ح ٢٨٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٢١٧٩٣ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٨.

(٦). في « بر ، بس » : « أدخله عليه ».

(٧). في « بس » وحاشية « د » : « بلى ».

(٨). في « بس » وحاشية « د » : « بلى ».

(٩). في « ز ، ص » : « رسوله ».

(١٠).مصادقة الإخوان ، ص ٦٠ ، ح ١ ، مرسلاً عن خلف بن حمّاد يرفع الحديث إلى أحدهماعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب القرض ، ح ٦١٣١الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٤ ، ح ٢٨٠١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢١٧٣٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٩.

٤٨٤

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ(١) أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ :(٢) شَبْعَةُ مُسْلِمٍ(٣) ، أَوْ قَضَاءُ دَيْنِهِ(٤) ».(٥)

٢١٣٥/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ(٦) ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ : « إِذَا بَعَثَ اللهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ قَبْرِهِ(٧) ، خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ(٨) يَقْدُمُ(٩) أَمَامَهُ ، كُلَّمَا رَأَى الْمُؤْمِنُ هَوْلاً مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ لَهُ الْمِثَالُ :

__________________

(١). في الوسائل : + « من ».

(٢). في « ب ، ج ، بر ، بف » والوسائل : + « من ». وفي المحاسن : + « و ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٩٣ : « شبعة مسلم ، بفتح الشين ، إمّا بالنصب بنزع الخافض ، أي بشبعة ، أو بالرفع بتقدير هو شبعة ، أو بالجرّ بدلاً أو عطف بيان للسرور ».

(٤). في « ف » : « دين ».

(٥).المحاسن ، ص ٣٨٨ ، كتاب المآكل ، ح ١١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عميرالوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٥ ، ح ٢٨٠٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٢١٧٤٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٠ ، ح ٢٠.

(٦). روى الحسن بن محبوب كتاب حنان بن سَدير ، كما فيالفهرست للطوسي ، ص ١٦٤ ، الرقم ٢٥٤. ولم نجد روايته عن سدير مباشرةً إلّا في هذا المورد ، وما ورد فيثواب الأعمال ، ص ١٨٠ ، ح ١ ؛ وص ٢٣٨ ، ح ٢. والخبر في المواضع الثلاثة واحد ، إلّا أنّ تفصيل الخبر ورد في الموضع الثاني من ثواب الأعمال ، وما ورد هنا وفيثواب الأعمال ، ص ١٨٠ ، قطعة منه.

فعليه رواية الحسن بن محبوب ، عن سدير منحصرة في خبرٍ واحدٍ. لكنّ الخبر بتفصيله ورد فيالأمالي للمفيد ، ص ١٧٧ ، المجلس ٢٢ ، ح ٨ ، وفيالأمالي للطوسي ، ص ١٩٥ ، المجلس ٧ ، ح ٣٣٣ ، مسنداً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

فعليه ، الظاهر وقوع السقط في ما نحن فيه. (٧). في الوسائل : - « من قبره ».

(٨). في ثواب الأعمال ، ص ١٥٠ : + « من قبره ».

(٩). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، بس ، بف » والوسائل والبحار والوافي وثواب الأعمال ، ص ٢٠٠والأمالي للطوسي : « يقدمه ». وفي « ص » : « تقدّمه ». وفيشرح المازندراني ومرآة العقول نقلاً عن الشيخ البهائيقدس‌سره : « المثال : الصورة ، ويقدم على وزن يُكْرِم ، أي يقوّيه ويشجعه ، من الإقدام في الحرب ، وهو الشجاعة وعدم الخوف. ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر وماضيه قدم كنصر ، أي يتقدّمه ». وفيالوافي : « يقدمه ، أي يتقدّمه ، كما في قوله تعالى :( يَقْدُمُ قَوْمَهُ ) [ هود (١١) : ٩٨ ]. ولفظة « أمامه » تأكيد ».

٤٨٥

لَا تَفْزَعْ(١) وَلَا تَحْزَنْ ، وَأَبْشِرْ بِالسُّرُورِ وَالْكَرَامَةِ(٢) مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - حَتّى يَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً يَسِيراً ، وَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَالْمِثَالُ أَمَامَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ الْمُؤْمِنُ : يَرْحَمُكَ(٣) اللهُ نِعْمَ الْخَارِجُ خَرَجْتَ مَعِي مِنْ قَبْرِي ، وَمَا زِلْتَ تُبَشِّرُنِي(٤) بِالسُّرُورِ وَالْكَرَامَةِ مِنَ اللهِ حَتّى رَأَيْتُ ذلِكَ ، فَيَقُولُ : مَنْ(٥) أَنْتَ؟ فَيَقُولُ : أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ أَدْخَلْتَهُ(٦) عَلى أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا ، خَلَقَنِي اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ ».(٧)

٢١٣٦/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، قَالَ:

كَانَ النَّجَاشِيُّ - وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الدَّهَاقِينِ(٨) - عَامِلاً عَلَى الْأَهْوَازِ وَفَارِسَ ، فَقَالَ(٩) بَعْضُ أَهْلِ عَمَلِهِ(١٠) لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ فِي‌

__________________

(١). فيالأمالي للمفيد والأمالي للطوسي : « لا تجزع ».

(٢). في ثواب الأعمال والأمالي للمفيد والأمالي للطوسي : + « من الله ، فلا يزال يبشّره بالسرور والكرامة ».

(٣). في « ف » وحاشية « ص » وثواب الأعمال والأمالي للمفيد : « رحمك ».

(٤). في « ب » : « تبشّر لي ».

(٥). في الوسائل وثواب الأعمال : « فمن » بدل « فيقول من ».

(٦). هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، بر » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار وثواب الأعمال ، ص ١٥٠والأمالي للطوسي . وفي ثواب الأعمال ، ص ٢٠٠ : « تدخله ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « أدخلت ».

(٧).ثواب الأعمال ، ص ٢٣٨ ، ذيل ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن محبوب ؛وفيه ، ص ١٨٠ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.الأمالي للمفيد ، ص ١٧٧ ، المجلس ٢٢ ، ذيل ح ٨ ؛الأمالي للطوسي ، ص ١٩٥ ، المجلس ٧ ، ذيل ح ٣٥ ، وفيهما بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه.المؤمن ، ص ٥١ ، ح ١٢٦ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف. وراجع :مصادقة الإخوان ، ص ٦٠ ، ح ٥الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٥ ، ح ٢٨٠٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٢ ، ح ٢١٧٤٢ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ١٩٧ ، ح ٧٠ ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٩٠ ، ح ٢١.

(٨). « الدّهقان » بكسر الدال وضمّها : رئيس القرية ، ومقدّم التُّنّاء - وهم المقيمون في البلد - وأصحاب الزراعة. وقيل : هو التاجر ، فارسيّ معرّب. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤٥ ؛لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٣ (دهقن).

(٩). في « ب » : « وقال ».

(١٠). « العامل » : هو الذي يتولّى امور الرجل في ماله وملكه وعمله. قال فيمرآة العقول : « أي بعض أهل =

٤٨٦

دِيوَانِ(١) النَّجَاشِيِّ عَلَيَّ خَرَاجاً(٢) وَهُوَ مُؤْمِنٌ(٣) يَدِينُ بِطَاعَتِكَ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكْتُبَ لِي(٤) إِلَيْهِ كِتَاباً.

قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، سُرَّ أَخَاكَ ؛ يَسُرَّكَ اللهُ ».

قَالَ(٥) : فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَيْهِ ، دَخَلَ عَلَيْهِ(٦) وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ ، فَلَمَّا خَلَا نَاوَلَهُ الْكِتَابَ ، وَقَالَ : هذَا كِتَابُ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَبَّلَهُ ، وَوَضَعَهُ عَلى عَيْنَيْهِ ، وَقَالَ(٧) لَهُ(٨) : مَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ : خَرَاجٌ عَلَيَّ(٩) فِي دِيوَانِكَ ، فَقَالَ لَهُ : وَ(١٠) كَمْ هُوَ؟ قَالَ(١١) : عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَدَعَا كَاتِبَهُ ، وَأَمَرَهُ(١٢) بِأَدَائِهَا عَنْهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْهَا ، وَأَمَرَ(١٣) أَنْ يُثْبِتَهَا لَهُ لِقَابِلٍ(١٤) ، ثُمَّ(١٥) قَالَ لَهُ :(١٦) سَرَرْتُكَ؟ فَقَالَ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ(١٧) بِمَرْكَبٍ(١٨) وَجَارِيَةٍ وَغُلَامٍ ،

__________________

= المواضع التي كانت تحت عمله وكان عاملاً عليها ». وانظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٠ ( عمل ).

(١). « الديوان » : جريدة الحساب ، ثمّ اُطلق على الحساب ، ثمّ اُطلق على موضع الحساب. وهو معرّب.المصباح‌المنير ، ص ٢٠٤ ( دون ).

(٢). « الخرج » و « الخراج » : ما يخرج من المال في السنة بقَدَر معلوم ، وما يأخذه السلطان. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٤٧٣ ( خرج ).

(٣). في الوافي والتهذيب والاختصاص : « ممّن » بدل « مؤمن ».

(٤). في البحار والتهذيب والاختصاص : - « لي ».

(٥). في « ب ، ف » : - « قال ».

(٦). في الوافي : « فلمّا ورد عليه » بدل « فلمّا ورد الكتاب عليه ، دخل عليه ».

(٧). في الوافي والتهذيب : « ثمّ قال ».

(٨). في الوافي : - « له ».

(٩). في الوافي : « عليّ خراج ».

(١٠). في الوافي : - « و ».

(١١). في «ف» : + «له». وفي الوافي : + « هو ».

(١٢). في الوافي والبحار ، ج ٧٤ والتهذيب : «فأمره».

(١٣) في الوافي : « أخرج مثله فأمره » بدل « أخرجه منها وأمر ».

(١٤) في « بس » : « القابل ».

(١٥) في الاختصاص : + « قال له : سررتك؟ فقال له : نعم. قال : فأمر له بعشرة آلاف درهم اُخرى ». وفي التهذيب : + « قال له : هل سررتك؟ قال : نعم. قال : فأمر له بعشرة آلاف درهم اُخرى ».

(١٦) في « ب » : - « له ». وفي الوافي والبحار ، ج ٧٤ : + « هل ».

(١٧) في البحار : - « له ».

(١٨) في البحار ، ج ٤٧ : « بركب ».

٤٨٧

وَأَمَرَ لَهُ بِتَخْتِ(١) ثِيَابٍ ، فِي(٢) كُلِّ ذلِكَ يَقُولُ لَهُ(٣) : هَلْ سَرَرْتُكَ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَكُلَّمَا(٤) قَالَ : نَعَمْ ، زَادَهُ حَتّى فَرَغَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : احْمِلْ فُرُشَ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي كُنْتَ جَالِساً فِيهِ(٥) حِينَ دَفَعْتَ إِلَيَّ كِتَابَ مَوْلَايَ الَّذِي نَاوَلْتَنِي فِيهِ ، وَارْفَعْ إِلَيَّ(٦) حَوَائِجَكَ.

قَالَ : فَفَعَلَ ، وَخَرَجَ الرَّجُلُ ، فَصَارَ(٧) إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بَعْدَ ذلِكَ ، فَحَدَّثَهُ(٨) بِالْحَدِيثِ عَلى جِهَتِهِ ، فَجَعَلَ يُسَرُّ بِمَا فَعَلَ(٩) ، فَقَالَ(١٠) الرَّجُلُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، كَأَنَّهُ قَدْ سَرَّكَ مَا فَعَلَ بِي؟

فَقَالَ : « إِي وَاللهِ ، لَقَدْ سَرَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ».(١١)

٢١٣٧/ ١٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَمَّارٍ أَبِي الْيَقْظَانِ(١٢) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

__________________

(١). « التخت » : وعاء يصان فيه الثياب.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٤٣ ( تخت ).

(٢). في « ص » : « وفي ».

(٣). في«ج،ز،ض،ف،بر،بس،بف»والبحار: - « له ».

(٤). في « ف » : « وكلّما ».

(٥). في « ف » : « فيه جالساً ».

(٦). في التهذيب والاختصاص : + « جميع ».

(٧). في « ب » : « وصار ».

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والتهذيب والاختصاص. وفي المطبوع : + « الرجل ».

(٩). في الوافي : « يستبشر بما فعله ».

(١٠). في الوافي : + « له ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٣ ، ح ٩٢٥ ، بسنده عن السيّاري ، عن ابن جمهور وغيره من أصحابنا.الاختصاص ، ص ٢٦٠ ، مرسلاً عن السيّاري.الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٧٠ ، ح ١٧٠٦٤ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٠ ، ح ٨٩ ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٩٢ ، ح ٢٢.

(١٢). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بف ، جر » والوسائل والبحار. وفي « ف » : « عمّار ، عن أبي اليقظان ». وفي « بس » : « عمّار بن أبي اليقطان ». وفي المطبوع : « عمّار بن أبي اليقظان ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ اليقظان من أعرف الكنى للمسمَّينَ باسم عمّار. ومن أشهر المسمَّيْنَ بهذ الاسم والمكنَّينَ بهذه الكنية هو عمّار بن ياسر الشهيد أبو اليقظان العنسي ، راجع :تهذيب الكمال ، ج ٢١ ، ص ٢١٥ ، الرقم ٤١٧٤.

ثمّ إنّ الظاهر أنّ عمّاراً هذا ، هو عمّار أبو اليقظان المذكور في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال البرقي ، ص ٣٦ ؛رجال النجاشي ، ص ٢٩١ ، الرقم ٧٨١.

٤٨٨

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ ، فَقَالَ(١) : « حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ ، لَوْ حَدَّثْتُكُمْ لَكَفَرْتُمْ(٢) ؛ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ ، خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ مِنْ قَبْرِهِ يَقُولُ لَهُ : أَبْشِرْ بِالْكَرَامَةِ مِنَ اللهِ وَالسُّرُورِ ، فَيَقُولُ لَهُ : بَشَّرَكَ اللهُ بِخَيْرٍ ».

قَالَ : « ثُمَّ يَمْضِي مَعَهُ يُبَشِّرُهُ(٣) بِمِثْلِ مَا قَالَ ، وَإِذَا مَرَّ بِهَوْلٍ ، قَالَ : لَيْسَ هذَا(٤) لَكَ ، وَإِذَا مَرَّ بِخَيْرٍ ، قَالَ : هذَا لَكَ ، فَلَا يَزَالُ مَعَهُ ، يُؤْمِنُهُ(٥) مِمَّا يَخَافُ ، وَيُبَشِّرُهُ بِمَا يُحِبُّ حَتّى يَقِفَ مَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِذَا أَمَرَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالَ لَهُ الْمِثَالُ : أَبْشِرْ(٦) ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ أَمَرَ بِكَ إِلَى الْجَنَّةِ ».

قَالَ(٧) : « فَيَقُولُ(٨) : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ(٩) اللهُ ، تُبَشِّرُنِي مِنْ حِينِ خَرَجْتُ مِنْ قَبْرِي ، وَآنَسْتَنِي فِي طَرِيقِي ، وَخَبَّرْتَنِي عَنْ رَبِّي؟ ».

قَالَ : « فَيَقُولُ : أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ تُدْخِلُهُ عَلى إِخْوَانِكَ فِي الدُّنْيَا ، خُلِقْتُ مِنْهُ لِأُبَشِّرَكَ(١٠) ، وَأُونِسَ(١١) وَحْشَتَكَ ».(١٢)

* مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، مِثْلَهُ.

٢١٣٨/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ‌

__________________

(١). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والمؤمن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ، فقال ». وفي « ض » : - « فقال ».

(٢). فيمرآة العقول : « قيل : يمكن أن يقرأ بالتشديد على بناء التفعيل ، أي لنسبتم أكثر المؤمنين إلى الكفر ؛ لعجزكم عن أداء حقوقهم ؛ اعتذاراً لتركها ». (٣). في « بف » : « فيبشّره ».

(٤). في البحار : « هذا ليس ».

(٥). في « ب » : « يؤمّنه ».

(٦). في المؤمن : + « بالجنّة ».

(٧). في الوسائل والمؤمن : - « قال ».

(٨). في « بر » والوسائل والمؤمن : + « له ».

(٩). في « ب ، ز ، ص ، ف ، بس » والوسائل والمؤمن : « يرحمك ».

(١٠). في حاشية « ز » : « لاُسرّك ».

(١١). في « بر » : « واُونسك ».

(١٢).المؤمن ، ص ٥٥ ، ح ١٤٢ ، عن أبان بن تغلب.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٥ ، ح ٢٨٠٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢١٧٤٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٥ ، ح ٢٣.

٤٨٩

عَطِيَّةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) : أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ(٢) تُدْخِلُهُ عَلَى الْمُؤْمِنِ(٣) : تَطْرُدُ عَنْهُ جَوْعَتَهُ ، أَوْ(٤) تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ ».(٥)

٢١٣٩/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ سُرُوراً ، خَلَقَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ خَلْقاً ، فَيَلْقَاهُ(٦) عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ اللهِ بِكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ(٧) ، ثُمَّ لَايَزَالُ مَعَهُ(٨) حَتّى يَدْخُلَهُ(٩) قَبْرَهُ(١٠) ، فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، فَإِذَا بُعِثَ يَلْقَاهُ(١١) ، فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، ثُمَّ لَايَزَالُ مَعَهُ عِنْدَ كُلِّ هَوْلٍ ، يُبَشِّرُهُ(١٢) ، وَيَقُولُ(١٣) لَهُ مِثْلَ ذلِكَ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ(١٤) اللهُ؟ فَيَقُولُ(١٥) : أَنَا السُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلْتَهُ عَلى فُلَانٍ ».(١٦)

٢١٤٠/ ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ف » : + « إنّ ».

(٢). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + « [ الذي ] ».

(٣). في « ب ، ج ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « مؤمن ».

(٤). في « ب ، ج ، د » والوسائل : « و » بدل « أو ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٦ ، ح ٢٨٠٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢١٧٤٤ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٥ ، ح ٢٤.

(٦). في البحار : « فيتلقّاه ».

(٧). في المؤمن : + « منه ».

(٨). في « ف » : + « عند كلّ هول ».

(٩). في المؤمن : « يدخل ».

(١٠). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والمؤمن. وفي المطبوع : + « [ يلقاه ] ».

(١١). في الوسائل والبحار والمؤمن : « تلقاه ».

(١٢). في « بر » : « ويبشّره ».

(١٣) في « بر » : « فيقول ».

(١٤) في «ب ، ز ، ص ،ض» والوسائل : « يرحمك ».

(١٥) في « ض » والوافي : + « له ».

(١٦)المؤمن ، ص ٥١ ، ح ١٢٦ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .ثواب الأعمال ، ص ١٧٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن لوط بن إسحاق ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛مصادقة الإخوان ، ص ٦٠ ، ح ٥ ، مرسلاً عن لوط بن إسحاق ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٦ ، ح ٢٨٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥١ ، ح ٢١٧٤١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٥.

٤٩٠

عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

كَانَ(١) رَجُلٌ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَرَأَ هذِهِ الْآيَةَ :( وَ (٢) الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (٣) قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَمَا ثَوَابُ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ السُّرُورَ؟ » فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، قَالَ(٤) : « إِي وَاللهِ ، وَأَلْفُ أَلْفِ(٥) حَسَنَةٍ ».(٦)

٢١٤١/ ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيى ، عَنِ(٧) الْوَلِيدِ بْنِ الْعَلَاءِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَدْخَلَ السُّرُورَ عَلى مُؤْمِنٍ(٨) ، فَقَدْ أَدْخَلَهُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وَمَنْ أَدْخَلَهُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَدْ وَصَلَ ذلِكَ(٩) إِلَى اللهِ ، وَكَذلِكَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ كَرْباً(١٠) ».(١١)

__________________

(١). في « ب » : - « كان ».

(٢). في « ص » : - « و ».

(٣). الأحزاب (٣٣) : ٥٨.

(٤). هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « فقال ».

(٥). قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٠٠ : « حكم السائل بالعشر لقوله تعالى :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) [ الأنعام (٦) : ١٦٠ ] وتصديقهعليه‌السلام إمّا مبنيّ على أنّ العشر حاصل في ضمن ألف ألف ، أو على أنّ أقلّ مراتبه ذلك ويرتقي بحسب الإخلاص ومراتب السرور إلى ألف ألف ؛ لقوله تعالى :( وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ ) [ البقرة (٢) : ٢٦١ ] ». وراجع أيضاً :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٧٢.

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٧ ، ح ٢٨٠٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٤ ، ح ٢١٧٤٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٦.

(٧). في حاشية « ز » : « بن ».

(٨). في « ز » : « المؤمن ».

(٩). فيمرآة العقول : « فقد وصل ذلك ، أي السرور مجازاً ، كما مرّ. أو على بناء التفعيل ، فضمير الفاعل راجع إلى‌المدخل ».

(١٠). « الكُرْبة » : الغمّ الذي يأخذ النفس. وكذلك الكَرْب. تقول منه : كَرَبه الغمّ ، إذا اشتدّ عليه.الصحاح ، ج ١ ، ص ٢١١ ( كرب ).

(١١).المؤمن ، ص ٦٨ ، ح ١٨٣ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٧ ، ح ٢٨٠٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢١٧٣٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٧.

٤٩١

٢١٤٢/ ١٥. عَنْهُ(١) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا مُسْلِمٍ لَقِيَ مُسْلِماً فَسَرَّهُ ، سَرَّهُ(٢) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».(٣)

٢١٤٣/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ : إِشْبَاعُ جَوْعَتِهِ ، أَوْ(٤) تَنْفِيسُ كُرْبَتِهِ ، أَوْ(٥) قَضَاءُ دَيْنِهِ ».(٦)

٨٣ - بَابُ قَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ‌

٢١٤٤/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ كَرْدَمٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٧) : قَالَ لِي : « يَا مُفَضَّلُ ، اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ‌

__________________

(١). الظاهر رجوع الضمير إلى سهل بن زياد المذكور في السند المتقدّم ، كما أرجعه العلّامة المجلسي فيالبحار ، ج ٧١ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٨ ؛ وكذا الشيخ الحرّ فيالوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢١٧٣٧ ؛ فإنّه بعد امتناع رجوع الضمير إلى عدّة من أصحابنا - كما هو واضح - وعدم وقوع محمّد بن اُورمة مرجعاً للضمير في شي‌ءٍ من أسنادالكافي ، واشتهار سهل بن زياد ووقوعه مرجعاً للضمير في أسناد الكافي ، يتعيّن رجوع الضمير إلى سهل ، فتأمّل.

(٢). في « ص » : « سرّ ».

(٣).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٧ ، ح ٢٨٠٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢١٧٣٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٨.

(٤). في التهذيب والمصادقة : « و » بدل « أو ».

(٥). في التهذيب والمصادقة : « و » بدل « أو ».

(٦).قرب الإسناد ، ص ١٤٥ ، ح ٥٢٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.مصادقة الإخوان ، ص ٤٤ ، ح ٢ ، مرسلاً عن هشام بن الحكم. وفيالكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦٢٠١ ؛ والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١١٠ ، ح ٣١٨ ، بسند آخر عن ابن أبي عمير ؛المحاسن ، ص ٣٨٨ ، كتاب المآكل ، ح ١٣ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير.المقنعة ، ص ٢٦٧ ، مرسلاً عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، والرواية في الأربعة الأخيرة هكذا : « من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ إشباع جوعة المؤمن ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٧ ، ح ٢٨١٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢١٧٣٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٩. (٧). في « بس » : - « قال ».

٤٩٢

الْحَقُّ ، وَافْعَلْهُ(١) ، وَأَخْبِرْ بِهِ عِلْيَةَ(٢) إِخْوَانِكَ(٣) ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا(٤) عِلْيَةُ إِخْوَانِي؟

قَالَ : « الرَّاغِبُونَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « وَمَنْ قَضى لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً ، قَضَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ مِنْ ذلِكَ أَوَّلُهَا الْجَنَّةُ ، وَمِنْ ذلِكَ أَنْ يُدْخِلَ قَرَابَتَهُ وَمَعَارِفَهُ وَإِخْوَانَهُ الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ لَايَكُونُوا نُصَّاباً(٥) ».

وَكَانَ(٦) الْمُفَضَّلُ إِذَا سَأَلَ الْحَاجَةَ أَخاً مِنْ إِخْوَانِهِ ، قَالَ لَهُ : أَمَا تَشْتَهِي أَنْ تَكُونَ مِنْ عِلْيَةِ الْإِخْوَانِ؟(٧)

٢١٤٥/ ٢. عَنْهُ(٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ(٩) ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ‌

__________________

(١). في المصادقة : « واتبعه ».

(٢). في « د ، بر » : « عَلِيَّة ». وفي « بف » : « عِلِّيّة ». وعِلْيَة الناس وعِلْيُهم : جِلَّتُهم. وفلان من عِلْيَة الناس ، وهو جمع رجُل عَلِيّ ، أي شريفٍ رفيع.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٢ ؛الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٥ ( علا ).

(٣). في « ف » : + « وأصحابك ». وفي حاشية « ض ، بس » : « أصحابك ».

(٤). في « ف » : + « هو ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٠٢ : « الناصب في عرف الأخبار يشمل المخالفين المتعصّبين في مذهبهم ، فغير النصّاب هم المستضعفون ». (٦). في « ض » : « فكان ».

(٧).مصادقة الإخوان ، ص ٥٢ ، ح ٢ ، مرسلاً عن المفضّل.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٩ ، ح ٢٨١١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢١٧٥٣ ، من قوله : « ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة » ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٢ ، ح ٩٠.

(٨). في « ب » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق ؛ فإنّ محمّد بن‌زياد ، هو محمّد بن أبي عمير ، فقد عنونه النجاشي في رجاله ، ص ٣٢٦ ، الرقم ٨٨٧ هكذا : « محمّد بن أبي عمير زياد بن عيسى ». وقال الشيخ الطوسي فيالفهرست ، ص ٤٠٤ ، الرقم ٦١٨ : « محمّد بن أبي عمير يكنّى أبا أحمد من موالي الأزد ، واسم أبي عمير زياد ».

يؤيّد ذلك ما ورد في السند الآتي من : « عنه ، عن محمّد بن زياد ، عن الحكم بن أيمن » ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير كتاب الحكم بن أيمن. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٦٠ ، الرقم ٢٤٦ ؛رجال النجاشي ، ص ١٣٧ ، الرقم ٣٥٤.

(٩). في « ج ، ض ، ف » وحاشية « د ، ز ، ص ، بر » : « خالد بن كثير » ، وهو عنوان غريب لم نجده في شي‌ءٍ من =

٤٩٣

عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ خَلْقاً مِنْ خَلْقِهِ ، انْتَجَبَهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ فُقَرَاءِ شِيعَتِنَا لِيُثِيبَهُمْ عَلى ذلِكَ الْجَنَّةَ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ، فَكُنْ ». ثُمَّ قَالَ : « لَنَا وَاللهِ رَبٌّ نَعْبُدُهُ ، لَا(١) نُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً(٢) ».(٣)

٢١٤٦/ ٣. عَنْهُ(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ صَدَقَةَ الْأَحْدَبِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ(٥) ، وَخَيْرٌ مِنْ حُمْلَانِ(٦) أَلْفِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ ».(٧)

* عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، مِثْلَ الْحَدِيثَيْنِ.

٢١٤٧/ ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ صَنْدَلٍ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَقَضَاءُ حَاجَةِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ(٨) مِنْ عِشْرِينَ حَجَّةً ،

__________________

= مصادرنا ؛ من الأسناد والطرق وكتب الرجال.

(١). في حاشية « ب » : « ولا ».

(٢). فيالوافي : « لعلّ المراد بآخر الحديث بيان أنّهمعليهم‌السلام لايطلبون حوائجهم إلى أحد سوى الله سبحانه وأنّهم منزّهون عن ذلك ». وفي المرآة : « الظاهر أنّه تنبيه للمفضّل وأمثاله لئلاّ يصيروا إلى الغلوّ ».

(٣).المؤمن ، ص ٤٦ ، ح ١٠٨ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « ليثيبهم على ذلك الجنّة » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٩ ، ح ٢٨١٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢١٧٥٤ ، إلى قوله : « فإن استطعت أن تكون منهم فكن » ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٣ ، ح ٩١.

(٤). في « ف » : « وعنه ». وتقدّم أنّ الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٥). في المؤمن ، ص ٤٩ : « نسمة ».

(٦). « الحُملان » : ما يُحمل عليه من الدوابّ في الهبة خاصّة.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ( حمل ).

(٧).المؤمن ، ص ٤٧ و ٤٩ ، ح ١١١ و ١١٧ ؛ ومصادقة الإخوان ، ص ٥٤ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٦ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٠ ، ح ٢٨١٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢١٧٦٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٤ ، ح ٩٢.

(٨). في « ص ، ض ، ف ، بف » : « إليّ » بدل « إلى الله ».

٤٩٤

كُلُّ حَجَّةٍ يُنْفِقُ فِيهَا صَاحِبُهَا مِائَةَ أَلْفٍ ».(١)

٢١٤٨/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٢) ، الْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ : « نَعَمْ » قُلْتُ : وَكَيْفَ(٣) ذَاكَ(٤) ؟ قَالَ : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَتى أَخَاهُ(٥) فِي حَاجَةٍ ، فَإِنَّمَا ذلِكَ رَحْمَةٌ مِنَ(٦) اللهِ سَاقَهَا إِلَيْهِ ، وَسَبَّبَهَا(٧) لَهُ ، فَإِنْ قَضى(٨) حَاجَتَهُ ، كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا ؛ وَإِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلى قَضَائِهَا ، فَإِنَّمَا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ رَحْمَةً مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - سَاقَهَا إِلَيْهِ(٩) ، وَسَبَّبَهَا لَهُ ، وَذَخَرَ(١٠) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - تِلْكَ الرَّحْمَةَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتّى يَكُونَ الْمَرْدُودُ عَنْ حَاجَتِهِ هُوَ الْحَاكِمَ فِيهَا ، إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلى نَفْسِهِ ، وَإِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلى غَيْرِهِ.

يَا إِسْمَاعِيلُ ، فَإِذَا(١١) كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَهُوَ الْحَاكِمُ فِي رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ قَدْ شُرِعَتْ لَهُ ، فَإِلى مَنْ تَرى(١٢) يَصْرِفُهَا؟ » قُلْتُ : لَا أَظُنُّ يَصْرِفُهَا عَنْ نَفْسِهِ ، قَالَ : « لَا تَظُنَّ ، وَلكِنِ اسْتَيْقِنْ ؛ فَإِنَّهُ(١٣) لَنْ يَرُدَّهَا عَنْ نَفْسِهِ.

يَا إِسْمَاعِيلُ ، مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ يَقْدِرُ عَلى قَضَائِهَا ، فَلَمْ يَقْضِهَا لَهُ ، سَلَّطَ‌

__________________

(١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٠ ، ح ٢٨١٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢١٧٦٩ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٤ ، ح ٩٣.

(٢). في الوسائل : - « جعلت فداك ».

(٣). في « ف » : + « هو ».

(٤). في « بر » والوافي : « ذلك ».

(٥). في « ز » وثواب الأعمال : « أتاه أخوه ».

(٦). في البحار : - « من ».

(٧). في الوسائل : « وسيّبها ».

(٨). في « ز » : « فإنّ قضاء ».

(٩). في « ب » : « إليها ».

(١٠). في حاشية « ب » : + « له ».

(١١). في « بر » : « وإذا ».

(١٢). في «ز» :« يرى ». وفي« ف » : - « ترى ».

(١٣) في الوسائل : « إنّه ».

٤٩٥

اللهُ عَلَيْهِ شُجَاعاً(١) يَنْهَشُ(٢) إِبْهَامَهُ فِي قَبْرِهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً ».(٣)

٢١٤٩/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعاً ، كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ سِتَّةَ آلَافِ(٤) حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ ».

قَالَ(٥) : وَزَادَ فِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ : « وَقَضى لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَاجَةٍ » قَالَ(٦) : ثُمَّ قَالَ : « وَقَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَطَوَافٍ » ، حَتّى عَدَّ عَشْراً.(٧)

__________________

(١). « الشُّجاع » : ضَرب من الحيّات.المصباح المنير ، ص ٣٠٦ ( شجع ).

(٢). نَهَشَتْه الحيّة : لَسَعَتْه. والنَّهْش : النهس ، وهو أخذ اللحم بمقدّم الأسنان.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٢٣ ( نهش ).

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٢٩٦ ، ح ١ ، بسنده عن هارون بن الجهم.الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٤ ، المجلس ٣٥ ، ح ٣٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيالمؤمن ، ص ٤٩ ، ح ١١٩ ؛ وص ٦٨ ، ح ١٧٩ ، كلاهما عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من قوله : « من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٢ ، ح ٢٨٢١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٢١٧٥٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٤ ، ح ٩٤.

(٤). في « بس » : « ألف ».

(٥). لا شكّ في كون جملة : « قال : وزاد فيه إسحاق بن عمّار وقضى له ستَّةَ آلاف حاجةٍ » معترضةً جي‌ء بها تتميماًلما عُدَّ في رواية أبان بن تغلب من الثواب على الطواف بالبيت. فإن حذفناها من البين يستقيم معنى رواية أبان بلا خلل. والمراد من « قال : ثمّ قال » أنّه قال أبان بن تغلب : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ، بعد ما عَدَّ من الثواب على الطواف : قضاء حاجة إلخ.

هذا ، وأمّا الضمير المستتر في « قال : وزاد فيه إسحاق بن عمّار » فالظاهر رجوعه إلى ابن أبي عمير الراوي لكتاب إسحاق بن عمّار ، والراوي عنه في بعض الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٩ ، الرقم ٥٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤١٨ ؛ وج ٢٢ ، ص ٢٤٤.

(٦). في البحار : - « قال ».

(٧).التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٢٠ ، ضمن ح ٣٩٢ و ٣٩٣ ، بسند آخر عن أبان بن تغلب.الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٣ ، المجلس ٧٤ ، ذيل ح ١١ ، بسند آخر ، وفيهما مع اختلاف يسير.المؤمن ، ص ٤٩ ، ح ١١٦ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢١٥٩ ، مرسلاً ، من قوله : « قضاء حاجة المؤمن أفضل ». راجع :الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الطواف ، ح ٧٥٣٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٩٤ ، المجلس ٣٩ ، ضمن ح ٢١ ؛ وفقه الرضا عليه‌السلام ، =

٤٩٦

٢١٥٠/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ(١) ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا قَضى مُسْلِمٌ لِمُسْلِمٍ حَاجَةً(٢) إِلَّا نَادَاهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : عَلَيَّ ثَوَابُكَ ، وَلَا أَرْضى لَكَ بِدُونِ الْجَنَّةِ ».(٣)

٢١٥١/ ٨. عَنْهُ(٤) ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « مَنْ طَافَ بِهذَا الْبَيْتِ طَوَافاً وَاحِداً ، كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ(٥) لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ ، حَتّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْمُلْتَزَمِ(٦) ، فَتَحَ(٧) لَهُ(٨) سَبْعَةَ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ».

قُلْتُ لَهُ(٩) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْفَضْلُ كُلُّهُ فِي الطَّوَافِ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، وَأُخْبِرُكَ بِأَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ(١٠) ، قَضَاءُ حَاجَةِ‌.......................

__________________

= ص ٣٣٥.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٠ ، ح ٢٨١٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢١٧٧٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٩٥.

(١). هكذا في النسخ والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « أحمد [ بن محمّد ] بن إسحاق ». والصواب ما أثبتناه كما تقدّم فيالكافي ، ح ٢٠٨٥. (٢). في البحار : « حاجته ».

(٣).قرب الإسناد ، ص ٣٩ ، ح ١٢٤ ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن محمّد الأزدي ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٢٣ ، بسنده عن أحمد بن إسحاق بن سعد.الاختصاص ، ص ١٨٨ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٢ ، ح ٢٨١٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٢١٧٥٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٩٦.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن إسحاق المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتاب سعدان بن مسلم وتوسّط بينه وبين الحسين بن محمّد في عددٍ من الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٣٣٦ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٢٤ - ٤٢٥.

(٥). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + « الله ».

(٦). « الملتزم » : دَبْرُ الكعبة. سمّي به ؛ لأنّ الناس يعتنقونه ، أي يضمّونه إلى صدورهم.مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ١٦٢ ( لزم ).

(٧). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : + « الله ».

(٨). في « ز » : - « له ».

(٩). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بس » والوسائل والبحار : - « له ».

(١٠). في « ف » : + « قلت : وما هو جعلت فداك؟ قال : بلى ».

٤٩٧

الْمُسْلِمِ(١) أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَطَوَافٍ وَطَوَافٍ(٢) » ، حَتّى بَلَغَ(٣) عَشْراً.(٤)

٢١٥٢/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْخَارَفِيِّ(٥) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ مَشى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ يَطْلُبُ بِذلِكَ مَا عِنْدَ اللهِ حَتّى تُقْضى(٦) لَهُ ، كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ بِذلِكَ مِثْلَ أَجْرِ(٧) حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَبْرُورَتَيْنِ(٨) ، وَصَوْمِ شَهْرَيْنِ مِنْ أَشْهُرِ الْحُرُمِ وَاعْتِكَافِهِمَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ؛ وَمَنْ مَشى فِيهَا بِنِيَّةٍ وَلَمْ تُقْضَ(٩) ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِذلِكَ(١٠) مِثْلَ حَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ ؛ فَارْغَبُوا فِي الْخَيْرِ(١١) ».(١٢)

__________________

(١). في « ض » : « للمسلم ».

(٢). في « ب ، ج ، ص ، ف ، بر ، بس » والوافي والوسائل والبحار : - « وطواف ».

(٣). في حاشية « بف » : « عدّ ».

(٤).ثواب الأعمال ، ص ٧٠ ، ح ١٣ ، بسنده عن سعدان بن مسلم.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٣٥ ، ولم يرد فيه : « حتّى إذا كان - إلى - بأفضل من ذلك » ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦١ ، ح ٢٨١٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢١٧٧١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٩٧.

(٥). هكذا في « ص ، ض ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، بر ، بس ، بف ، جر » والوسائل والبحار والمطبوع : « الخارقي ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ المذكور فيالإكمال لابن ماكولا ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ ؛ والأنساب للسمعاني ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ؛ وتوضيح المشتبه ، ج ٣ ، ص ٢٨ هو « الخارفي » وهو بطن من هَمْدان. وعدّ الشيخ الطوسي في رجاله إبراهيم بن زياد الخارفي ، وإبراهيم بن هارون الخارفي من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ١٥٧ ، الرقم ١٧٥٢ ؛ وص ١٥٨ ، الرقم ١٧٦٤. ثمّ إنّ في حاشية « ض » : + « بن زياد ». والظاهر أنّه تفسير لإبراهيم.

(٦). في الوافي : « يقضي » على بناء الفاعل. وفيمرآة العقول : « حتّى يقضى ، بالتاء على بناء المفعول ، أو بالياء على‌بناء الفاعل. وفي بعض النسخ : حتّى يقضيها ».

(٧). في « بر » : - « أجر ».

(٨). الحجّ المبرور : الذي لايخالطه شي‌ء من المآثم ، وقيل : هو المقبول.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٢ ( برر ).

(٩). في البحار : « ولم يقض ».

(١٠). في « ب ، ص ، ض » والبحار : « بذلك له ».

(١١). في البحار : « بالخير ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٥ ، ح ٢٨٢٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٥٥ ، ح ١٤١٠٥ ، إلى قوله : « واعتكافهما في =

٤٩٨

٢١٥٣/ ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « تَنَافَسُوا(١) فِي الْمَعْرُوفِ لِإِخْوَانِكُمْ ، وَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ ؛ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ :(٢) الْمَعْرُوفُ ، لَايَدْخُلُهُ إِلَّا مَنِ اصْطَنَعَ الْمَعْرُوفَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ(٣) الْعَبْدَ لَيَمْشِي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ ، فَيُوَكِّلُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ مَلَكَيْنِ : وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ ، وَآخَرَ عَنْ شِمَالِهِ يَسْتَغْفِرَانِ لَهُ رَبَّهُ(٤) ، وَ(٥) يَدْعُوَانِ(٦) بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « وَاللهِ ، لَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَسَرُّ بِقَضَاءِ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ(٧) إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ مِنْ صَاحِبِ الْحَاجَةِ ».(٨)

٢١٥٤/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « وَاللهِ ، لَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةً ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً وَرَقَبَةً وَرَقَبَةً(٩) وَمِثْلَهَا وَمِثْلَهَا - حَتّى بَلَغَ(١٠) عَشْراً - وَمِثْلَهَا‌.............................

__________________

= المسجد الحرام » ؛ وج ١٦ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢١٧٧٢ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٧ ، ح ٩٨.

(١). « تنافسوا » ، أي ارغبوا ، والتنافس من المنافسة ، وهي الرغبة في الشي‌ء والانفراد به. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٩٥ ( نفس ). (٢). في « ف » : + « باب ».

(٣). في الوسائل : « وإنّ ».

(٤). في « ض » : - « ربّه ».

(٥). في « ب ، ز ، بر ، بس » والوسائل : - « و ».

(٦). في الوسائل : + « له ». وفي البحار : « يدعون ».

(٧). في الوسائل : « أسرّ بحاجة المؤمن ».

(٨).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب إنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، ح ٦١١٤ ، بسند آخر ، مع زيادة ؛الزهد ، ص ٩٧ ، ح ٨٤ ، بسند آخر ؛قرب الإسناد ، ص ١٢٠ ، ح ٤٢٠ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها هذه القطعة : « فإنّ للجنّة باباً - إلى - في الحياة الدنيا » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦١ ، ح ٢٨١٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢١٧٥٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٩.

(٩). في « ج » : - « ورقبة ».

(١٠). فيمرآة العقول : « قوله : حتّى بلغ ، في الموضعين كلام الراوي ، أي‌قال مثلها سبع مرّات في الموضعين ، =

٤٩٩

وَمِثْلَهَا(١) - حَتّى بَلَغَ السَّبْعِينَ - وَلَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسُدُّ جَوْعَتَهُمْ ، وَأَكْسُو عَوْرَتَهُمْ ، فَأَكُفُّ(٢) وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حَجَّةً وَحَجَّةً وَحَجَّةً وَمِثْلَهَا وَمِثْلَهَا(٣) - حَتّى بَلَغَ عَشْراً - وَمِثْلَهَا وَمِثْلَهَا - حَتّى بَلَغَ السَّبْعِينَ ».(٤)

٢١٥٥/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ صَاحِبِ الشَّعِيرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى مُوسىعليه‌السلام : أَنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ(٥) يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالْحَسَنَةِ ، فَأُحَكِّمُهُ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ مُوسى : يَا رَبِّ ، وَمَا تِلْكَ الْحَسَنَةُ(٦) ؟ قَالَ : يَمْشِي مَعَ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ فِي قَضَاءِ(٧) حَاجَتِهِ ، قُضِيَتْ أَوْ لَمْ تُقْضَ(٨) ».(٩)

٢١٥٦/ ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،

__________________

= فصار المجموع سبعين. ويحتمل كونه كلام الإمامعليه‌السلام ، ويكون « بلغ » بمعنى : يبلغ ».

(١). فيمرآة العقول : « والظاهر أنّ ضمير مثلها في الأوّلين راجع إلى الرقبة ، وفي الأخيرين إلى العشر ، وقوله « حتّى بلغ » في الموضعين كلام الراوي ، أي قال مثلها سبع مرّات في الموضعين ، فصار المجموع سبعين. ويحتمل كونه كلام الإمامعليه‌السلام ويكون « بلغ » بمعنى يبلغ.

(٢). في « ب ، د ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « وأكفّ ». ويكفّ ماء وجهه ، أي‌يصونُه ويجمعه عن‌بذل السؤال. وأصله : المنع.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩١ ( كفف ).

(٣). في « د ، بس » : + « ومثلها ».

(٤).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل الصدقة ، ح ٦٠٠٢ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد ، عن إسماعيل الجوهري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ثواب الأعمال ، ص ١٧٠ ، ح ١٣ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد ، عن إسماعيل الجوهري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٨ ، ح ٢٨٦١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٩ ، ح ١٠٠. (٥). في الوسائل والمصادقة : « لمن ».

(٦). في « ف » : « الجنّة ».

(٧). في « د ، ص ، بس،بف » والوافي : - « قضاء ».

(٨). في « ص ، ض ، بس » والبحار : « أم لم تقض ». وفيمرآة العقول : « هذا محمول على ما إذا لم يقصر في السعي كما مرّ ، مع أنّ الاشتراك في دخول الجنّة والتحكيم فيها لاينافي التفاوت بحسب الدرجات ».

(٩).مصادقة الإخوان ، ص ٦٦ ، ح ٢ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام. الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٥ ، ح ٢٨٢٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢١٧٦٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٩ ، ح ١٠١.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790