الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184476 / تحميل: 6199
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أي فئتين من المؤمنين وقع القتال بينهما، وأنّه لا ينبغي لأحد أن يفضّل أي فئة منهما على الأُخرى، حتّى لا تحدث فتنة. (1)

2 - حرّمت الإباضيّة الزواج بين من ربطت بينهما علاقة إثم، وقد كانوا في تحريمهم لهذا الزواج يستندون إلى روح الإسلام الّذي يحارب الفاحشة. (2) وقد انفردوا به من بين سائر المذاهب.

3 - منعت الإباضيّة المسلم من إراقة ماء الوجه والتعرّض لمذلّة السؤال؛ فإذا هانت عليه كرامته، وذهب يسأل الناس الزكاة، حَرُم منها عقاباً له على هذا الهوان، وتعويداً له على الاستغناء عن الناس، والاعتماد على الكفاح. (3)

مؤسّس المذهب الإباضي ودعاته في العصور الأُولى:

قد تعرّفت على عقائد الإباضيّة، فحان البحث عن أئمّتهم ودعاتهم في العصور الأُولى.

1 - عبد الله بن إباض، مؤسّس المذهب:

هو عبد الله بن إباض، المقاعسي، المري، التميمي، ابن عبيد، ابن مقاعس، من دعاة الإباضيّة، بل هو مؤسّس المذهب.

____________________

(1) انظر: الإباضيّة في مصر والمغرب: 61.

(2) الإباضيّة في موكب التاريخ: 111 - 112.

(3) الإباضيّة في موكب التاريخ: 116.

١٤١

قد اشتهرت هذه الفِرقة بالإباضيّة من أوّل يوم، وهذا يدلُّ على أنّه كان لعبد الله بن إباض، دور في نشوء هذه الفِرقة وازدهارها.

2 - جابر بن زيد العماني، الأزدي:

جابر بن زيد، أبو الشعثاء، الأزدي، اليحمدي، البصري، مشهور بكنيته، فقيه الإباضيّة، مات سنة 93هـ، ويقال: مائة. يروي عن عبد الله بن عبّاس.

3 - أبو عبيدة، مسلم بن أبي كريمة (المتوفّى حوالي 158هـ):

مسلم بن أبي كريمة التميمي، توفّي في ولاية أبي جعفر المنصور المتوفّى سنة 158هـ، قال عنه ابن الجوزي: مجهول.

أخذ العلم عن جابر بن عبد الله، وجابر بن زيد، وضمار السعيدي، وجعفر السمّاك وغيرهم.

حمل العلم عنه الربيع بن حبيب الفراهيدي؛ صاحب المسند، وأبو الخطّاب المعافري، وعبد الرحمن بن رستم، وعاصم السدراتي، وغيرهم.

4 - أبو عمرو، ربيع بن حبيب الفراهيدي:

هو من أئمّة الإباضيّة، وهو صاحب المسند المطبوع، ولم نجد له ترجمة وافية في كتب الرجال لأهل السنّة، ويُعدّ في طليعة الجامعين للحديث والمصنّفين فيه.

١٤٢

5 - أبو يحيى عبد الله بن يحيى الكندي:

عبد الله بن يحيى بن عمر الكندي، من حضرموت، وكان قاضياً لإبراهيم بن جبلة؛ عامل القاسم بن عمر على حضرموت، وهو عامل مروان على اليمن، خرج بحضرموت والتفَّ حوله جماعة عام 128هـ، وبسط سيطرته على عُمان واليمن والحجاز، وفي عام 130هـ جهّز مروان بن محمد جيشاً بقيادة عبد الملك بن محمد بن عطيّة السعدي، فكانت بينهم حرب عظيمة، قُتل فيها عبد الله بن يحيى وأكثر من معه من الإباضيّة، ولحق بقيّة الخوارج ببلاد حضرموت.

دول الإباضيّة:

قد قام باسم الإباضيّة، عدد من الدول في أربعة مواضع من البلاد الإسلاميّة:

1 - دولة في عُمان، استقلّت عن الدولة العباسيّة في عهد أبي العباس السفّاح، سنة 132هـ، ولا تزال إلى اليوم.

2 - دولة في ليبيا، سنة 140هـ، ولم تعمّر طويلاً؛ فقد انتهت بعد ثلاث سنوات.

3 - دولة في الجزائر، قامت سنة 160هـ، وبقيت إلى حوالي 190هـ، ثُمَّ قضت عليها الدولة العبيديّة.

١٤٣

4 - دولة قامت في الأندلس، ولا سيّما في جزيرتي ميورقة ومينورقة، وقد انتهت يوم انتهت الأندلس.

هذه هي الإباضيّة، وهذا ماضيهم وحاضرهم، وقد قدّمنا إليك صورة موجزة من تاريخهم ونشأتهم وشخصيّاتهم وعقائدهم.

١٤٤

13

الشِّيعة الإماميّة

الشّيعة لغة واصطلاحاً:

الشيعة لغة هم: الجماعة المتعاونون على أمر واحد في قضاياهم، يقال تشايع القوم إذا تعاونوا، وربّما يطلق على مطلق التابع، قال سبحانه: ( فَاسْتَغَاثَهُ الّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الّذِي مِنْ عَدُوّه ) (1) ، وقال تعالى: ( وَإِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (2) .

وأمّا اصطلاحاً، فلها إطلاقات عديدة، بملاكات مختلفة:

1 - الشيعة: من أحبَّ عليّاً وأولاده باعتبارهم أهل بيت النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الّذين فرض الله سبحانه مودّتهم، قال عزَّ وجلَّ: ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى ) (3) . والشّيعة بهذا المعنى تعمّ كلّ المسلمين، إلاّ النواصب؛ بشهادة أنّهم يصلّون على نبيّهم وآله في صلواتهم وأدعيتهم، ويتلون الآيات النازلة في حقّهم صباحاً ومساءً، وهذا هو الإمام الشافعي يصفهم بقوله:

يـا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن أنزله

____________________

(1) القصص: 15.

(2) الصافات: 83 - 84.

(3) الشورى: 23.

١٤٥

كـفاكم مـن عـظيم الشأن أنّكم

مَن لم يصلّ عليكم لا صلاة له (1)

2 - من يفضّل عليّاً على عثمان، أو على الخلفاء عامّة، مع اعتقاده بأنّه رابع الخلفاء، وإنّما يقدّم؛ لاستفاضة مناقبه وفضائله عن الرسول الأعظم، والّتي دوّنها أصحاب الحديث في صحاحهم ومسانيدهم.

3 - الشيعة من يشايع علياً وأولاده باعتبار أنّهم خلفاء الرسول وأئمة الناس بعده، نَصَبهم لهذا المقام بأمر من الله سبحانه، وذكر أسماءهم وخصوصيَّاتهم. والشيعة بهذا المعنى هو المبحوث عنه في المقام، وقد اشتُهر بأنّ عليّاً هو الوصيّ حتّى صار من ألقابه، وذكره الشعراء بهذا العنوان في قصائدهم، وهو يقول في بعض خطبه:

«لا يقاس بآل محمد من هذه الأُمّة أحد، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حقِّ الولاية، وفيهم الوصيّة والوراثة». (2)

ومُجمل القول: إنّ هذا اللفظ يشمل كلَّ من قال إنّ قيادة الأُمّة لعليّ بعد الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وإنّه يقوم مقامه في كلِّ ما يمتُّ إليه، سوى النبوّة ونزول الوحي عليه، كلّ ذلك بتنصيص من الرسول.

وعلى ذلك، فالمقوّم للتشيّع، وركنه الرّكين، هو القول بالوصاية والقيادة، بجميع شؤونها، للإمام (عليه السّلام)، فالتشيّع هو الاعتقاد بذلك، وأمّا ما سوى ذلك، فليس مقوّماً لمفهوم التشيّع، ولا يدور عليه إطلاق الشيعة.

____________________

(1) الصواعق: 148.

(2) نهج البلاغة: الخطبة 2.

١٤٦

الفصل الأوّل:

مبدأ التشيّع وتاريخ تكوّنه

زعم غير واحد من الكتّاب القدامى والجدد، أنّ التشيّع كسائر المذاهب الإسلاميّة، من إفرازات الصراعات السياسيّة، وذهب بعض آخر إلى القول إنّه نتيجة الجدال الكلامي والصراع الفكري، فأخذوا يبحثون عن تاريخ نشوئه وظهوره في الساحة الإسلاميّة، وكأنّهم يتلقّون التشيّع كظاهرة طارئة على المجتمع الإسلامي، ويظنّون أنّ القطاع الشيعي من جسم الأُمّة الإسلاميّة، باعتباره قطاعاً تكوّن على مرّ الزمن؛ لأحداث وتطورات سياسيّة أو اجتماعيّة أو فكريّة، أدَّت إلى تكوين ذلك المذهب كجزء من ذلك الجسم الكبير، ثُمَّ اتسع ذلك الجزء بالتدريج.

وبعد أن افترض هؤلاء أنّه أمر طارئ، أخذوا بالفحص والتفتيش عن علّته أو علله، فذهبوا في تعيين المبدأ إلى كونه ردّة فعل سياسيّة أو فكريّة، ولكنّهم لو كانوا عارفين أنّ التشيّع وُلِد منذ عهد النبيّ الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ لَمَا تسرّعوا في إبداء الرأي في ذلك المجال، ولعلموا أنّ التشيّع والإسلام وجهان لعملة واحدة، وليس للتشيّع تاريخ ولا مبدأ، سوى تاريخ الإسلام ومبدئه، وانّ النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) هو الغارس لبذرة التشيّع في صميم الإسلام، من أوّل يوم أمَر بالصدع وإظهار الحقيقة، إلى أن لبىَّ دعوة ربه.

١٤٧

فالتشيّع ليس إلاّ عبارة عن استمرار قيادة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد وفاته، عن طريق من نصبه إماماً للناس وقائداً للأُمّة، حتّى يرشدها إلى النهج الصحيح والهدف المنشود، وكان هذا المبدأ أمراً ركّز عليه النبيّ في غير واحد من المواقف الحاسمة، فإذا كانّ التشيع متبلوراً في استمرار القيادة بالوصيّ، فلا نجد له تاريخاً سوى تاريخ الاسلام، والنصوص الواردة عن رسوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

والشيعة هم المسلمون من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان في الأجيال اللاحقة، هم الّذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول في أمر القيادة، ولم يغيّروه، ولم يتعدّوا عنه إلى غيره، ولم يأخذوا بالمصالح المزعومة في مقابل النصوص، وصاروا بذلك المصداق الأبرز لقوله سبحانه: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ وَرسُولِهِ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (1) .

ففزعوا في الأُصول والفروع إلى عليّ وعترته الطاهرة، وانحازوا عن الطائفة الأُخرى؛ الّذين لم يتعبدوا بنصوص الخلافة والولاية وزعامة العترة؛ حيث تركوا النصوص وأخذوا بالمصالح.

إنّ الآثار المرويّة في حق شيعة الإمام عن لسان النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ترفع اللّثام عن وجه الحقيقة، وتُعرب عن التفاف قسم من المهاجرين حول الوصيّ، فكانوا معروفين بشيعة عليّ في عصر الرسالة، وأنّ النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وصفهم في كلماته بأنّهم هم الفائزون، وإن كنت في شك من هذا الأمر، فسأتلو عليك بعض ما ورد من النصوص في المقام.

____________________

(1) الحجرات: 1.

١٤٨

1 - أخرج ابن مردويه، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله من أكرم الخلق على الله؟، قال: يا عائشة، أما تقرأين ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) (1) . (2)

2 - أخرج ابن عساكر، عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا عند النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، فأقبل عليّ، فقال النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «والّذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»، ونزلت: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) ، فكان أصحاب النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، إذا أقبل عليّ قالوا: جاء خير البريّة. (3)

3 - أخرج ابن عدي، عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لعلي: «هو أنت وشيعتك يوم القيامة، راضين مرضيّين». (4)

4 - أخرج ابن مردويه، عن عليّ، قال: قال لي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ألم تسمع قول الله: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأُمم للحساب تدعون غرّاً محج<لين». (5)

5 - روى ابن حجر في صواعقه، عن أُم سلمة: كانت ليلتي، وكان النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عندي، فأتته فاطمة، فتبعها عليّ (رضي الله عنه)، فقال النبيّ: «يا عليّ أنت وأصحابك في الجنّة، أنت وشيعتك في الجنة». (6)

____________________

(1) البينة: 7.

(2 و3 و4 و5) الدر المنثور: 6/589.

(6) الصواعق: 161.

١٤٩

6 - روى أحمد في المناقب: إنّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال لعليّ: «أمَا ترضى أنّك معي في الجنّة، والحسن والحسين وذريّتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذريّتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا». (1)

7 - أخرج الديلمي: (يا عليّ، إنّ الله قد غفر لك ولذريّتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك، فابشر إنّك الأنزع البطين). (2)

8 - روى المغازلي بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «يدخلون من أُمّتي الجنة سبعون ألفاً لا حساب عليهم»، ثُمَّ التفت إلى عليّ، فقال: «هم شيعتك وأنت أمامهم». (3)

إلى غير ذلك من الروايات الّتي تُعرب عن أنّ عليّاً (عليه السّلام) كان متميّزاً بين أصحاب النبيّ؛ بأنّ له شيعة وأتباعاً، ولهم مواصفات وسمات كانوا مشهورين بها، في حياة النبيّ وبعدها.

الشيعة في كلمات المؤرّخين وأصحاب الفِرق:

قد غلب استعمال الشيعة بعد عصر الرسول، تبعاً له فيمن يوالي عليّاً وأهل بيته، ويعتقد بإمامته ووصايته، ويَظهر ذلك من خلال كلمات المؤرّخين وأصحاب المقالات؛ نشير إلى بعضها:

1 - روى المسعودي في حوادث وفاة النبيّ: إنّ الإمام عليّاً أقام ومن

____________________

(1) الصواعق: 161.

(2) المصدر نفسه.

(3) مناقب المغازلي: 293.

١٥٠

معه من شيعته في منزله، بعد أن تمّت البيعة لأبي بكر. (1)

2 - وقال النوبختي (المتوفّى 313هـ): إنّ أوّل الفِرق، الشيعة؛ وهم فِرقة عليّ بن أبي طالب، المسمّون شيعة عليّ في زمان النبيّ وبعده، معروفون بانقطاعهم إليه، والقول بإمامته. (2)

3 - وقال أبو الحسن الأشعري: وإنّما قيل لهم: الشيعة، لأنّهم شايعوا عليّاً، ويقدّمونه على سائر أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم). (3)

4 - ويقول الشهرستاني: الشيعة هم الّذين شايعوا عليّاً في الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصيّةً. (4)

5 - وقال ابن حزم: ومن وافق الشيعة في أنّ عليّاً أفضل الناس بعد رسول الله وأحقّهم بالإمامة، وولْده من بعده. (5)

هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، ممّا جاء في كلمات المؤرّخين وأصحاب المقالات، تُعرب عن أنّ لفيفاً من الأُمّة في حياة الرسول وبعده، إلى عصر الخلفاء وبعدهم، كانوا مشهورين بالتشيّع لعليّ، وأنّ لفظة الشيعة ممّا نطق بها الرسول وتبعته الأُمّة عليه.

____________________

(1) الوصيّة: 121.

(2) فِرق الشيعة: 15.

(3) مقالات الإسلاميّين: 1/65.

(4) الملِل والنحل: 1/131.

(5) الفصل في الملِل والنحل: 2/113.

١٥١

رواد التشيع في عصر النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):

وإليك أسماء لفيف من الصحابة الشيعة المعروفين بالتشيّع:

1 - عبد الله بن عبّاس. 2 - الفضل بن العبّاس. 3 - عبيد الله بن العبّاس. 4 - قثم بن العبّاس. 5 - عبد الرحمن بن العبّاس. 6 - تمام بن العبّاس. 7 - عقيل بن أبي طالب. 8 - أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب. 9 - نوفل بن الحرث. 10 - عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. 11 - عون بن جعفر. 12 - محمد بن جعفر. 13 - ربيعة بن الحرث بن عبد المُطّلب. 14 - الطفيل بن الحرث. 15 - المغيرة بن نوفل بن الحارث. 16 - عبد الله بن الحرث بن نوفل. 17 - عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث. 18 - العبّاس بن ربيعة بن الحرث. 19 - العبّاس بن عُتبة بن أبي لهب. 20 - عبد المُطّلب بن ربيعة بن الحرث. 21 - جعفر بن أبي سفيان بن الحرث.

هؤلاء من مشاهير بني هاشم، وأمّا غيرهم، فإليك أسماء لفيف منهم:

22 - سلمان المحمّدي. 23 - المقداد بن الأسود الكندي. 24 - أبوذر الغفاري. 25 - عمّار بن ياسر. 26 - حذيفة بن اليمان. 27 - خزيمة بن ثابت. 28 - أبو أيّوب الأنصاري. 29 - أبو الهيثم مالك بن التيهان. 30 - أُبي بن كعب. 31 - سعد بن عبادة. 32 - قيس بن سعد بن عبادة. 33 - عدي بن حاتم. 34 - عبادة بن الصامت. 35 - بلال بن رباح الحبشي. 36 - أبو رافع مولى رسول الله. 37 - هاشم بن عتبة. 38 - عثمان بن حُنيف. 39 - سهل بن حُنيف. 40 - حكيم بن جبلة العبدي. 41 - خالد بن سعيد بن العاص. 42 - أبو الحصيب الأسلمي. 43 - هند بن أبي هالة

١٥٢

التميمي. 44 - جعدة بن هبيرة. 45 - حجر بن عدي الكندي. 46 - عمرو بن الحمق الخزاعي. 47 - جابر بن عبد الله الأنصاري. 48 - محمّد بن أبي بكر. 49 - أبان بن سعيد بن العاص. 50 - زيد بن صوحان الزيدي.

هؤلاء خمسون صحابيّاً من الطبقة العليا للشيعة، فمن أراد التفصيل والوقوف على حياتهم وتشيّعهم، فليرجع إلى الكتب المؤلَّفة في الرجال.

١٥٣

الفصل الثاني:

شبهات حول تاريخ الشيعة

قد تعرّفت على تاريخ التشيع، وأنّه ليس وليد الجدال الكلامي، ولا إنتاج السياسات الزمنيّة؛ وإنّما هو وجه آخر للإسلام، وهما وجهان لعملة واحدة، إلاّ أنّ هناك جماعة من المؤرّخين وكتّاب المقالات، ظنّوا أنّ التشيّع أمر حادث وطارئ على المجتمع الإسلامي، فأخذوا يفتّشون عن مبدئه ومصدره، وراحوا يثيرون الشبهات حول تاريخه، وإليك استعراض هذه الشبهات نقداً وتحليلاً.

الشبهة الأُولى:

الشيعة ويوم السقيفة

إنّ مأساة السقيفة جديرة بالقراءة والتحليل، وقد تخيّل لبعض المؤرخين أنّ التشيّع ظهر بعدها.

يقول الطبري: اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة؛ ليبايعوا سعد بن عبادة، فبلغ ذلك أبا بكر، فأتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فقال: ما هذا؟، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأمراء ومنكم الوزراء - إلى أن

١٥٤

قال: - فبايعه عمر، وبايعه الناس، فقالت الأنصار أو بعض الأنصار: لا نبايع إلاّ عليّاً، ثُمَّ قال: أتى عمر بن الخطاب منزل عليّ، وفيه طلحة والزّبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مسلطاً بالسيف فعثر، فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه.

وقال أيضاً: وتخلّف عليّ والزّبير، واخترط الزبير سيفه، وقال: لا أغمده حتّى يُبَايَع عليّ، فبلغ ذلك أبا بكر وعمر، فقالا: خذوا سيف الزبير. (1)

يُلاحظ عليه: أنّ هذه النصوص تدلّ على أنّ فكرة التشيّع لعليّ، كانت مختمرة في أذهانهم منذ عهد الرسول إلى وفاته، فلمّا رأت الجماعة أنّ الحق خرج عن محوره، عمدوا إلى التمسّك بالحق بالاجتماع في بيت عليّ، الّذي أوصّاهم النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) به طيلة حياته؛ إذ من البعيد جداً أن يجتمع رأيهم على عليّ في يوم واحد في ذلك اليوم العصيب، فالمعارضة كانت استمراراً لما كانوا يلتزمون به في حياة النبيّ، ولم تكن فكرة خلقتها الظروف والأحداث.

كان أبوذر وقت أخذ البيعة غائباً، ولمّا جاء، قال: أصبتم قناعة، وتركتم قرابة، لو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيّكم، لَمَا اختلف عليكم اثنان. (2)

وقال سلمان: أصبتم ذا السن، وأخطأتم المعدن، أمّا لو جعلتموه فيهم، ما اختلف منكم اثنان، ولأكلتموها رغداً.

وروى الزبير بن بكار في الموفقيّات: إنّ عامّة المهاجرين، وجلّ الأنصار، كانوا لا يشكّون أنّ عليّاً هو صاحب الأمر.

____________________

(1) تاريخ الطبري: 2/443 - 444.

(2) تاريخ اليعقوبي: 2/103.

١٥٥

وروى الجوهري في كتاب السقيفة: إنّ سلمان والزبير وبعض الأنصار، كان هواهم أن يبايعوا عليّاً.

وروى أيضاً: إنّه لمّا بويع أبو بكر واستقرَّ أمره، ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته، ولام بعضهم بعضاً، وهتفوا باسم الإمام عليّ، ولكنّه لم يوافقهم. (1)

ومن المستحيل عادة، اختمار تلك الفكرة بين هؤلاء، في يوم واحد، بل يُعرب ذلك عن وجود جذور لها، قبل رحلة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ويؤكد ذلك نداءاته الّتي ذكرها في حق عليّ وعترته، في مواقف متعدّدة، فامتناع الصحابة عن بيعة الخليفةن ومطالبتهم بتسليم الأمر إلى عليّ؛ إنّما هو لأجل مشايعتهم لعليّ زمن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وما هذا إلاّ إخلاصاً و وفاءاً منهم للنبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وأين هو من تكوّن التشيع يوم السقيفة؟!

الشبهة الثانية:

التشيّع صنيع عبد الله بن سبأ

كتب الطبري في تاريخه يقول:

كان عبد الله بن سبأ يهوديّاً من أهل صنعاء، أُمّه سوداء، فأسلم زمان عثمان، ثُمَّ تنقّل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم، فبدأ بالحجاز، ثُمَّ البصرة، ثُمَّ الكوفة، ثُمَّ الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشّام، فأخرجوه حتّى أتى

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 6/43 - 44.

١٥٦

مصر، فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول: لعجب ممّن يزعم أنّ عيسى يرجع، ويكذِّب بأنّ محمّداً يرجع، وقد قال الله عز وجل: ( إِنّ الّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادّكَ إِلَى‏ مَعَادٍ ) (1) ، فمحمّد أحق بالرجوع من عيسى، قال: فقُبل ذلك عنه، ووضع لهم الرجعة، فتكلّموا فيها، ثُمَّ قال لهم بعد ذلك: إنّه كان ألف نبيّ، ولكلّ نبيّ وصيّ، وكان عليّ وصيّ محمّد، ثُمَّ قال: محمّد خاتم الأنبياء، وعليّ خاتم الأوصياء، وإنّ عثمان غاصب حق هذا الوصيّ وظالمه، فيجب مناهضته لإرجاع الحق إلى أهله.

وقد بثّ عبد الله بن سبأ دُعاته في البلاد الإسلاميّة، وأشار عليهم أن يُظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والطعن في الأُمراء، فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين، فيهم الصحابي الكبير، والتابعي الصالح، من أمثال: أبي ذر، وعمّار بن ياسر، ومحمّد بن حذيفة، وعبد الرحمن بن عديس، ومحمّد بن أبي بكر، وصعصعة بن صوحان العبدي، ومالك الأشتر، إلى غيرهم من أبرار المسلمين وأخيارهم، فكانت السبئيّة تثير الناس على ولاتهم، تنفيذاً لخطة زعيمها، وتضع كتباً في عيوب الأمراءن وترسل إلى غير مصرهم من الأمصار، فنتج عن ذلك قيام جماعات من المسلمين؛ بتحريض السبئيّين، وقدومهم إلى المدينة، وحصرهم عثمان في داره؛ حتّى قتل فيها، كلّ ذلك كان بقيادة السبئيّين ومباشرتهم.

إنّ المسلمين بعدما بايعوا علياً، ونكث طلحة والزبير بيعتهما، وخرجا إلى البصرة، رأى السبئيّون أنّ رؤساء الجيشين أخذوا يتفاهمون، وأنّه إن تمّ ذلك

____________________

(1) القصص: 85.

١٥٧

سيؤخذون بدم عثمان، فاجتمعوا ليلاً وقرروا أن يندسّوا بين الجيشين، ويثيروا الحرب بكرة، دون علم غيرهم، وإنّهم استطاعوا أن ينفّذوا هذا القرار الخطير في غلس الليل، قبل أن ينتبه الجيشان المتقاتلان، فناوش المندسّون من السبئيّين في جيش عليّ، من كان بإزائهم من جيش البصرة، ففزع الجيشان وفزع رؤساؤهما، وظنّ كلّ بخصمه شرّاً، ثُمَّ إنّ حرب البصرة وقعت بهذا الطريق، دون أن يكون لرؤساء الجيشين رأي أو علم. (1)

إلى هنا انتهت قصة السبئيّة؛ الّتي ذكرها الطبري في تاريخه.

نظرنا في الموضوع:

1 - إنّ ما جاء في تاريخ الطبري من القصة، لا يصحّ نسبته إلاّ إلى عفاريت الأساطير ومردة الجن؛ إذ كيف يصحّ لإنسان أن يصدّق أنّ يهوديّاً جاء من صنعاء، وأسلم في عصر عثمان، استطاع أنّ يُغري كبار الصحابة والتابعين ويخدعهم، ويطوف بين البلاد، واستطاع أن يكوّن خلايا ضدَّ عثمان، ويستقدمهم إلى المدينة، ويؤلّبهم على الخلافة الإسلاميّة، فيهاجموا داره ويقتلوه، بمرأى ومسمع من الصحابة العدول ومن تبعهم بإحسان، هذا شيء لا يحتمله العقل، وإن وطّن على قبول العجائب والغرائب!!

إنّ هذه القصّة تمسّ كرامة المسلمين والصحابة والتابعين، وتصوّرهم أُمّه ساذجة؛ يغترّون بفكر يهوديٍّ وفيهم السادة والقادة والعلماء والمفكرون.

2 - إنّ القراءة الموضوعيّة للسيرة والتاريخ، تُوقفنا على سيرة عثمان بن

____________________

(1) انظر تاريخ الطبري: 3/378، نقل بتصرف وتلخيص.

١٥٨

عفّان، ومعاوية بن أبي سفيان، فإنّهما كانا يعاقبان المعارضين لهم، وينفون المخالفين ويضربونهم، فهذا أبوذر الغفاري نفاه عثمان من المدينة إلى الربذة؛ لاعتراضه عليه في تقسيم الفيء وبيت المال بين أبناء بيته، كما أنّ غلمانه ضربوا عمّار بن ياسر؛ حتّى أنفتق له فتق في بطنه، وكسروا ضلعاً من أضلاعه. إلى غير ذلك من مواقفهم من مخالفيهم ومعارضيهم، ومع ذلك نرى أنّ رجال الخلافة وعمالها، يغضّون الطرف عمّن يؤلّب الصحابة والتابعين على إخماد حكمهم، وقتل خليفتهم في عقر داره، ويجر الويل والويلات على كيانهم!!

3 - إنّ رواية الطبري، نقلت عن أشخاص لا يصحّ الاحتجاج بهم؛ مثلاً: السري؛ الّذي يروي عنه الطبري، إنّما هو أحد رجلين:

أ - السري بن إسماعيل الهمداني؛ الّذي كذّبه يحيى بن سعيد، وضعّفه غير واحد من الحفّاظ. (1)

ب - السري بن عاصم بن سهل الهمداني؛ نزيل بغداد (المتوفّى عام 258هـ)، وقد أدرك ابن جرير الطبري شطراً من حياته؛ يربو على ثلاثين سنة، كذّبه ابن خراش، ووهّاه ابن عدي، وقال: يسرق الحديث، وزاد ابن حبان: ويرفع الموقوفات؛ لا يحلّ الاحتجاج به، فالاسم مشترك بين كذّابين، لا يهمّنا تعيين أحدهما.

4 - عبد الله بن سبأ، أسطورة تاريخيّة، لأنّ القرائن والشواهد والاختلاف الموجود في حق الرجل ومولده، وزمن إسلامه، ومحتوى دعوته، يُشرف

____________________

(1) ميزان الاعتدال: 2/117.

١٥٩

المحقّق على القول: بأنّ عبد الله بن سبأ، شخصيّة خرافيّة، وضعها القصّاصون، وأرباب السمر والمجون، في عصر الدولتين: الأُمويّة والعباسيّة.

وفي المقام كلام للكاتب المصري الدكتور طه حسين، يدعم كون الرجل أسطورة تاريخيّة، حاكها أعداء الشيعة، نكاية بالشيعة؛ حيث قال:

وأكبر الظنِّ أنّ عبد الله بن سبأ هذا، إنّما قال ودعا إلى ما دعا إليه بعد أن كانت الفتنة، وعظم الخلاف، فهو قد استغلَّ الفتنة ولم يثرها.

إنّ خصوم الشيعة أيّام الأُمويّين والعباسيّين، قد بالغوا في أمر عبد الله بن سبأ هذا، ليشكّكوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان وولاته، من ناحية، وليشنعوا على عليّ وشيعته من، ناحية أُخرى، فيردوا بعض أُمور الشيعة إلى يهوديٍّ أسلم كيداً للمسلمين، وما أكثر ما شنّع خصوم الشيعة على الشيعة؟!، وما أكثر ما شنع الشيعة على خصومهم؛ في أمر عثمان، وفي غير أمر عثمان؟

فلنقف من هذا كلّه، موقف التحفّظ والتحرّج والاحتياط، ولنُكبر المسلمين في صدر الإسلام عن أن يعبث بدينهم وسياستهم وعقولهم ودولتهم، رجل أقبل من صنعاء وكان أبوه يهوديّاً وكانت أُمّه سوداء، وكان هو يهوديّاً ثُمَّ أسلم لا رغباً ولا رهباً، ولكن مكراً وكيداً وخداعاً، ثُمَّ أُتيح له من النجاح ما كان يبتغي، فحرّض المسلمين على خليفتهم حتّى قتلوه، وفرّقهم بعد ذلك أو قبل ذلك شيعاً وأحزاباً.

هذه كلّها أُمور لا تستقيم للعقل، ولا تثبت للنقد، ولا ينبغي أنّ تُقام عليها أُمور التاريخ. (1)

____________________

(1) الفتنة الكبرى: 134.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فِي حَاجَةٍ ، فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - سَاقَهَا إِلَيْهِ ، فَإِنْ قَبِلَ ذلِكَ ، فَقَدْ وَصَلَهُ بِوَلَايَتِنَا وَهُوَ مَوْصُولٌ(١) بِوَلَايَةِ اللهِ ؛ وَإِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ(٢) وَهُوَ يَقْدِرُ عَلى قَضَائِهَا ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ شُجَاعاً مِنْ نَارٍ يَنْهَشُهُ(٣) فِي قَبْرِهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً ، فَإِنْ عَذَرَهُ(٤) الطَّالِبُ كَانَ أَسْوَأَ حَالاً(٥) ».(٦)

٢١٥٧/ ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَتَرِدُ عَلَيْهِ الْحَاجَةُ لِأَخِيهِ ، فَلَا تَكُونُ(٧) عِنْدَهُ ، فَيَهْتَمُّ(٨) بِهَا قَلْبُهُ ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - بِهَمِّهِ الْجَنَّةَ ».(٩)

__________________

(١). في حاشية « ف » : « وهي موصولة ». استظهر هذا.

(٢). في « ج » : « حاجة ».

(٣). في « بر، بف » : « تنهشه ».

(٤). يجوز على بناء التفعيل أيضاً.

(٥). فيالوافي : « وإنّما كان المعذور أسوأ حالاً لأنّ العاذر لحسن خلقه وكرمه أحقّ بقضاء الحاجة ممّن لايعذر ، فردّ قضاء حاجته أشنع ، والندم عليه أعظم ، والحسرة عليه أدوم. ووجه آخر ، وهو أنّه إذا عذره لايشكوه ولايغتابه ، فيبقى حقّه عليه سالماً إلى يوم الحساب عمّا يعارضه ويقاصّ به ».

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من منع مؤمناً شيئاً من عنده أو من عند غيره ، ح ٢٧٩٩ ، مع زيادة في آخره.الاختصاص ، ص ٢٥٠ ، مرسلاً عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام. الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٢ ، ح ٢٨٢٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢١٧٦١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٠ ، ح ١٠٢.

(٧). في « ج ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » : « فلا يكون ».

(٨). في « ب » : « فيهمّ ». وفي « ج ، ص ، ض ، بس » والوسائل : « يهتمّ » بدون الفاء. وفي « د » : « يهمّ ». وفي « ز » : « فيتهمّ ».

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٣ ، ح ٢٨٢٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢١٧٠٣ ؛ وص ٣٥٧ ، ح ٢١٧٥٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣١ ، ح ١٠٤.

٥٠١

٨٤ - بَابُ السَّعْيِ فِي حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ‌

٢١٥٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :(١) قَالَ : « مَشْيُ الرَّجُلِ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ(٢) يُكْتَبُ(٣) لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَيُمْحِي(٤) عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ ، وَيَرْفَعُ(٥) لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ ». قَالَ : وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ : « وَيَعْدِلُ(٦) عَشْرَ رِقَابٍ ، وَأَفْضَلُ مِنِ اعْتِكَافِ شَهْرٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ(٧) ».(٨)

٢١٥٩/ ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ لِلّهِ عِبَاداً فِي الْأَرْضِ يَسْعَوْنَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ ، هُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ أَدْخَلَ عَلى مُؤْمِنٍ سُرُوراً ، فَرَّحَ(٩) اللهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».(١٠)

٢١٦٠/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ(١١) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ‌

__________________

(١). في « ب » والوسائل : - « قال ».

(٢). في المصادقة والمؤمن : « المسلم ».

(٣). في المؤمن : « تكتب ». وفيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١١١ : « يكتب له ، على بناء المفعول ، والعائد محذوف. أو على بناء الفاعل ، والإسناد على المجاز ». (٤). في الوسائل والمؤمن : « وتمحى ».

(٥). في الوسائل : « وترفع ».

(٦). في الوسائل : « وتعدل ».

(٧). في المؤمن : + « وصيامه ».

(٨).المؤمن ، ص ٥٣ ، ح ١٣٥ ، عن محمّد بن مروان ، عن أحدهماعليهما‌السلام .مصادقة الإخوان ، ص ٦٨ ، ح ٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٥ ، ح ٢٨٢٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٥ ، ح ٢١٧٧٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣١ ، ح ١٠٥.

(٩). في « ف » والمصادقة : « فرّج » بالجيم.

(١٠).مصادقة الإخوان ، ص ٧٠ ، ح ٨ ، عن معمّر بن خلاّد ؛وفيه ، ص ٧٠ ، ح ١١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن معمّر بن خلاّد.تحف العقول ، ص ٥٢ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف يسير ، وفيهما إلى قوله : « هم الآمنون يوم القيامة ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٦ ، ح ٢٨٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢١٧٧٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٠٦. (١١). في « ج » : + « بن محمّد ».

٥٠٢

الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَنْ مَشى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ(١) ، أَظَلَّهُ اللهُ بِخَمْسَةٍ(٢) وَسَبْعِينَ(٣) أَلْفَ مَلَكٍ ، وَلَمْ يَرْفَعْ قَدَماً إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ(٤) حَسَنَةً ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا(٥) سَيِّئَةً ، وَيَرْفَعُ(٦) لَهُ بِهَا دَرَجَةً ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ ، كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ بِهَا أَجْرَ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ ».(٧)

٢١٦١/ ٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ صَدَقَةَ(٨) - رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ حُلْوَانَ(٩) - :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَأَنْ أَمْشِيَ فِي حَاجَةِ أَخٍ لِي مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ‌

__________________

(١). في حاشية « ز » : « المؤمن ».

(٢). في الوسائل : « بخمس ».

(٣). في « ص » : « وتسعين ».

(٤). في الوسائل : + « بها ». وفي المصادقة : « بها » بدل « له ».

(٥). في « ف » : « بها عنه ».

(٦). في المصادقة : « ورفع ».

(٧).مصادقة الإخوان ، ص ٦٦ ، ح ٣ ، عن أبي‌عبيدة الحذّاء.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٦ ، ح ٢٨٢٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢١٧٧٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٠٧.

(٨). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بف ، جر » وحاشية « ج » والوسائل والبحار. وفي « ج ، ف ، بس » والمطبوع : + « عن ». والظاهر من « ف » إضافة « عن » بَعدُ.

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى العلّامة المجلسي تفصيل الخبر فيالبحار ، ج ٧١ ، ص ٣١٥ نقلاً من كتاب قضاء الحقوق بإسناده عن صدقة الحُلْواني.

ثمّ إنّ الخبر بتفصيله رواه الحسين بن سعيد في كتابهالمؤمن ، ص ٤٨ عن رجل من حُلوان ، لكن اختلاف الألفاظ بين هذا النقل ونقلالبحار من كتاب قضاء الحقوق بحيث يبعِّد الأخذ من كتاب الحسين بن سعيد ، فقرينيّة « صدقة الحُلْواني » باقية بحالها ، فافهم جيّداً.

(٩). « حُلْوان » : في آخر حدود السواد ممّا يلي الجبال من بغداد. قال أبوزيد : إنّها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها. وأكثر ثمارها التين. وهي بقرب الجبل. وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها.معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ( حلوان ).

٥٠٣

أُعْتِقَ أَلْفَ نَسَمَةٍ ، وَأَحْمِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلى أَلْفِ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ(١) مُلْجَمَةٍ(٢) ».(٣)

٢١٦٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ(٤) مُؤْمِنٍ يَمْشِي لِأَخِيهِ(٥) الْمُؤْمِنِ(٦) فِي حَاجَةٍ إِلاَّ كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا(٧) سَيِّئَةً ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً ، وَزِيدَ(٨) بَعْدَ ذلِكَ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ، وَشُفِّعَ(٩) فِي عَشْرِ حَاجَاتٍ ».(١٠)

٢١٦٣/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ(١١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ سَعى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ وَجْهِ اللهِ ، كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ يَغْفِرُ فِيهَا لِأَقَارِبِهِ وَجِيرَانِهِ وَإِخْوَانِهِ(١٢)

__________________

(١). في « ب ، ز ، بر » والوافي : « مسرّجة » بالتضعيف.

(٢). في « ض ، بر » والوافي : « ملجّمة » بالتضعيف. وفي حاشية « ف » : « ملتجمة ». وفيمرآة العقول : « وأحمل في سبيل الله ، أي أركب ألف إنسان على ألف فرس كلّ منها شدّ عليه السرج وألبس اللجام وأبعثها في الجهاد».

(٣).المؤمن ، ص ٤٨ ، ذيل ح ١١٣ ، عن رجل من حلوان.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٦ ، ح ٢٨٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢١٧٨٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٠٨.

(٤). في « بر » : - « من ».

(٥). في « ز ، ص ، ض » : + « المسلم ».

(٦). في « ب ، بس ، بف » وحاشية « ج » والبحار : « المسلم ».

(٧). في « ب ، ف » والبحار : « بها عنه ».

(٨). الضمير في « زِيدَ » عائد إلى « المؤمن ». و « عشر » منصوب على التميز.

(٩). في « ج ، ف » : + « له ».

(١٠).المؤمن ، ص ٤٧ ، ح ١١١ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « ورفع له بها درجة » ؛الاختصاص ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث مرسلاً. وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المعانقة ، ح ٢١١٣.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٦ ، ح ٢٨٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢١٧٧٩ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٣ ، ح ١٠٩.

(١١). هكذا في « د ، ز ، ض ، بر ». وفي « ب ، ج ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « الخزّاز ». وهو سهو كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٧٥.

(١٢). في البحار ، ج ٨ : - « وإخوانه ».

٥٠٤

وَمَعَارِفِهِ(١) ؛ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفاً فِي الدُّنْيَا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، قِيلَ لَهُ : ادْخُلِ النَّارَ ، فَمَنْ وَجَدْتَهُ فِيهَا صَنَعَ إِلَيْكَ مَعْرُوفاً فِي الدُّنْيَا ، فَأَخْرِجْهُ بِإِذْنِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَاصِباً(٢) ».(٣)

٢١٦٤/ ٧. عَنْهُ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ سَعى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ(٥) ، فَاجْتَهَدَ(٦) فِيهَا ، فَأَجْرَى اللهُ عَلى يَدَيْهِ(٧) قَضَاءَهَا ، كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ حَجَّةً وَعُمْرَةً وَاعْتِكَافَ شَهْرَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَصِيَامَهُمَا ، وَإِنِ(٨) اجْتَهَدَ فِيهَا(٩) وَلَمْ يُجْرِ اللهُ قَضَاءَهَا عَلى يَدَيْهِ(١٠) ، كَتَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ(١١) حَجَّةً وَعُمْرَةً ».(١٢)

٢١٦٥/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَفى بِالْمَرْءِ اعْتِمَاداً عَلى أَخِيهِ(١٣) أَنْ يُنْزِلَ بِهِ‌

__________________

(١). في الوسائل : « معارفه وجيرانه وإخوانه ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، بس » وحاشية « ص ، ض ، ف ، بر » : « ناصبيّاً ». « والنصب » : المعاداة. يقال : نصبت لفلانٍ نصباً : إذا عاديته. والنواصب والناصبيّة وأهل النَّصب : المتديّنون ببِغْضَةِ عليّعليه‌السلام ؛ لأنّهم نصبوا له ، أي‌عادَوه.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٧٣ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ( نصب ).

(٣).مصادقة الإخوان ، ص ٦٨ ، ح ٤ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٧ ، ح ٢٨٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٧ ، ح ٢١٧٨٠ ؛البحار ، ج ٨ ، ص ٣٦٢ ، ح ٣٨ ؛ وج ٧٤ ، ص ٣٣٣ ، ح ١١٠.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٥). في حاشية « بف » : « المؤمن ».

(٦). في حاشية « بر » والوافي : « واجتهد ».

(٧). في « ف » : « يده ».

(٨). في « ز ، ص » والبحار والمصادقة : « فإن ».

(٩). في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، بس ، بف » والوافي والوسائل والمصادقة : - « فيها ».

(١٠). في « ف » : « يده ».

(١١). في الوافي : - « له ».

(١٢).مصادقة الإخوان ، ص ٦٨ ، ح ٥ ، مرسلاً عن أبي‌بصير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٧ ، ح ٢٨٣١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢١٧٨٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٤ ، ح ١١١.

(١٣) في « ف » : + « المسلم ».

٥٠٥

حَاجَتَهُ ».(١)

٢١٦٦/ ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :

كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ - يُقَالُ لَهُ(٢) : مَيْمُونٌ - فَشَكَا إِلَيْهِ تَعَذُّرَ الْكِرَاءِ(٣) عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِي : « قُمْ ، فَأَعِنْ(٤) أَخَاكَ » فَقُمْتُ مَعَهُ(٥) ، فَيَسَّرَ اللهُ كِرَاهُ ، فَرَجَعْتُ إِلى مَجْلِسِي ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا صَنَعْتَ فِي حَاجَةِ(٦) أَخِيكَ؟(٧) » فَقُلْتُ(٨) : قَضَاهَا اللهُ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي(٩) ، فَقَالَ : « أَمَا إِنَّكَ أَنْ(١٠) تُعِينَ(١١) أَخَاكَ الْمُسْلِمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَوَافِ أُسْبُوعٍ بِالْبَيْتِ(١٢) مُبْتَدِئاً ».(١٣)

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ رَجُلاً أَتَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّعليهما‌السلام ، فَقَالَ(١٤) : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَعِنِّي عَلى قَضَاءِ حَاجَةٍ ، فَانْتَعَلَ(١٥) وَقَامَ مَعَهُ ، فَمَرَّ عَلَى الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - وَهُوَ قَائِمٌ‌

__________________

(١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٧ ، ح ٢٨٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢١٧٧٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٤ ، ح ١١٢.

(٢). في « ف » : - « له ».

(٣). في « بر » : « الكرى ». وفيالوافي : « الكراء ، ممدوداً مصدر ، ومقصوراً أجر المستأجر. وكلاهما محتمل هنا. وعلى الأوّل يحتمل أن يكون أجيراً ومستأجراً ». والمراد بتعذّر الكراء إمّا تعذّر الدابّة التي يكتريها ، أو تعذّر من يكتري دوابّه ، بناءً على كونه مكارياً ، أو عدم تيسير اُجرة المكاري له. وكلّ ذلك مناسب لحال صفوان الراوي. راجع :مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١١٥. (٤). في « ب » : « فأعد ».

(٥). في « ب » : - « معه ».

(٦). في حاشية « بف » :«لحاجة»بدل « في حاجة ».

(٧). في حاشية « ب » : + « المؤمن ». وفي المؤمن : + « المسلم ».

(٨). في « ض ، ف » : + « له ».

(٩). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والمصادقة : « بأبي واُمّي أنت ».

(١٠). في « ز » : - « أن ».

(١١). في المؤمن والمصادقة : «إن تعن»بدل«أن تعين ».

(١٢). في « ز » : « في البيت ».

(١٣) فيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١١٥ : « مبتدئاً » حال عن فاعل « قال » أي قالعليه‌السلام ذلك مبتدئاً قبل أن أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه ، أو قبل أن يتكلّم بكلام ، وذلك لشدّة الاهتمام به. أو عن فاعل « تعين » أي تعين مبتدئاً قبل السؤال ؛ أو عن الطواف ، فيدلّ على أنّ الطواف الأوّل أفضل وأنّ قضاء الحاجة أفضل منه. أو تمييز عن نسبة « أحبّ » إلى الإعانة ، أي الإعانة أحبّ من حيث الابتداء ، يعني قبل الشروع في الطواف ، لا بعده.

(١٤) في « ض » والمصادقة : + « له ».

(١٥) في البحار والمصادقة : « فانتقل ».

٥٠٦

يُصَلِّي - فَقَالَ لَهُ(١) : أَيْنَ كُنْتَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام تَسْتَعِينُهُ عَلى حَاجَتِكَ؟ قَالَ(٢) : قَدْ فَعَلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَذُكِرَ(٣) أَنَّهُ مُعْتَكِفٌ ، فَقَالَ لَهُ(٤) : أَمَا إِنَّهُ لَوْ(٥) أَعَانَكَ(٦) كَانَ خَيْراً لَهُ(٧) مِنِ اعْتِكَافِهِ شَهْراً ».(٨)

٢١٦٧/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْخَلْقُ عِيَالِي ، فَأَحَبُّهُمْ(٩) إِلَيَّ أَلْطَفُهُمْ بِهِمْ ، وَأَسْعَاهُمْ فِي حَوَائِجِهِمْ ».(١٠)

٢١٦٨/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ(١١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١٢) ، عَنْ أَبِي عُمَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ج ، د ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار والمصادقة : - « له ».

(٢). في « بف » : « فقال ».

(٣). في المؤمن : + « لي ».

(٤). في « د ، بس » والوسائل والمؤمن والمصادقة : - « له ».

(٥). في الوسائل : « لو أنّه » بدل « إنّه لو ».

(٦). هاهنا استبعاد ؛ فإنّه لقائل أن يقول : كيف لم يختر الإمامعليه‌السلام إعانته مع كونها أفضل؟ اجيب بوجوه ، منها قد ظهر للحسين أنّ أخاه الحسنعليهما‌السلام يسعى فيه ، فآثره لأخيه تكريماً وتعظيماً له. قال المحقّق الشعراني : « هذا لا يدفع الاستبعاد عن مضمون الحديث ؛ لأنّ قولهعليه‌السلام : « أما إنّه لو أعانك كان خيراً له من اعتكافه شهراً » لو كان قوله حقيقة ولم يحرّفه الراوي كان عتاباً وتخطئة لا يناسب شأن الأئمّةعليهم‌السلام ، فالأولى حمله على وَهْم الراوي وتصرّفه خصوصاً مع جهالته ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٨١ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١١٦.

(٧). في « د » : - « له ».

(٨).المؤمن ، ص ٥٢ ، ح ١٣٢ ، عن صفوان ؛مصادقة الإخوان ، ص ٧٠ ، ح ١٠ ، مرسلاً عن صفوان.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٧ ، ح ٢٨٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢١٧٨٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٥ ، ح ١١٣.

(٩). في « بر » : « وأحبّهم ».

(١٠).مصادقة الإخوان ، ص ٧٠ ، ح ١٢ ، مرسلاًعن محمّد بن عجلان ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٨ ، ح ٢٨٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٧ ، ح ٢١٧٨١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٣٦ ، ح ١١٤.

(١١). في الوسائل : - « عن أبيه ».

(١٢). في البحار ، ج ١٤ : - « عن بعض أصحابه ».

٥٠٧

كَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ إِذَا لَقِيَنِي ، قَالَ : كَرِّرْ عَلَيَّ حَدِيثَكَ(١) ؛ فَأُحَدِّثَهُ ، قُلْتُ : رُوِّينَا أَنَّ(٢) عَابِدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الْعِبَادَةِ ، صَارَ مَشَّاءً(٣) فِي حَوَائِجِ النَّاسِ ، عَانِياً(٤) بِمَا يُصْلِحُهُمْ.(٥)

٨٥ - بَابُ تَفْرِيجِ كَرْبِ الْمُؤْمِنِ (٦)

٢١٦٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٧) ، عَنِ(٨) ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ أَغَاثَ(٩) أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ اللهْفَانَ(١٠) اللهْثَانَ(١١) عِنْدَ(١٢) جَهْدِهِ(١٣) ، فَنَفَّسَ(١٤) ..................................................... ‌

__________________

(١). فيالوافي : « كُرَّ على حديثك ، بتشديد الراء ، أي‌ارجع إليه ، كأنّه كان محدّثاً. وفي بعض النسخ : كرّر عليّ ، بالراءين وتشديد الراء ، والأوّل هو الصواب ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « هو مخالف لما عندنا من النسخ ».

(٢). في « بس » : « أنّه ».

(٣). في « ف » : « مشى ».

(٤). عناني كذا يعنيني : عرض لي وشَغَلني فأنا معنيّ به ، وعنيت بأمر فلانٍ - بالبناء للمفعول - عنايةً وعُنيّاً : شُغِلتُ به. وربّما قيل : عَنيتُ بأمره - بالبناء للفاعل - فأنا عانٍ.المصباح المنير ، ص ٤٣٤ ( عنو ).

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٦٩ ، ح ٢٨٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٦٧ ، ح ٢١٧٨٢ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٠٨ ، ح ٣٤ ، وفيهما : « عن أبي‌عمارة قال : روينا أنّ عابد » ؛ وج ٧٤ ، ص ٣٣٦ ، ح ١١٥.

(٦). في حاشية « بف » : « المؤمنين ».

(٧). في البحار : « أحمد بن عيسى ».

(٨). في حاشية « ز » : + « الحسن ».

(٩). في « ف » والمؤمن ، ص ٥٦ وثواب الأعمال ، ص ٢٢٠ : « أعان ».

(١٠). « اللهفان » : المكروب. يقال : لَهِفَ يَلْهَفُ فهو لَهْفان. ولُهِف فهو ملهوف.النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لهف ).

(١١). في الوسائل وثواب الأعمال : - « اللهثان ». ولَهِثَ يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً : أخرج لسانه عطشاً ، أو تَعَباً ، أو إعياءً.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٧٤ ؛الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ( لهث ).

(١٢). في « ب ، بر ، بف » : « عن ».

(١٣) « الجَهْد » : ما جَهَد الإنسان من مرضٍ أو أمرٍ شاقٍّ ، فهو مجهود.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ( جهد ).

(١٤) نَفّس كُرْبَتَه تنفيساً : كشفها.المصباح المنير ، ص ٦١٧ ( نفس ).

٥٠٨

كُرْبَتَهُ(١) ، وَأَعَانَهُ(٢) عَلى نَجَاحِ(٣) حَاجَتِهِ ، كَتَبَ(٤) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ(٥) بِذلِكَ ثِنْتَيْنِ(٦) وَسَبْعِينَ رَحْمَةً مِنَ(٧) اللهِ ، يُعَجِّلُ لَهُ مِنْهَا وَاحِدَةً يُصْلِحُ بِهَا أَمْرَ مَعِيشَتِهِ ، وَيَدَّخِرُ(٨) لَهُ إِحْدى وَسَبْعِينَ رَحْمَةً لِأَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهِ ».(٩)

٢١٧٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَعَانَ(١٠) مُؤْمِناً ، نَفَّسَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَنْهُ ثَلَاثاً وَسَبْعِينَ كُرْبَةً : وَاحِدَةً(١١) فِي الدُّنْيَا وَثِنْتَيْنِ(١٢) وَسَبْعِينَ كُرْبَةً عِنْدَ كُرَبِهِ(١٣) الْعُظْمى ». قَالَ : « حَيْثُ يَتَشَاغَلُ(١٤) النَّاسُ بِأَنْفُسِهِمْ ».(١٥)

__________________

(١). « الكُرْبَة » : الغمّ الذي يأخذ بالنفس ، وكذلك الكَرْب. تقول منه : كَرَبَه الغمُّ : إذا اشتدّ عليه.الصحاح ، ج ١ ، ص ٢١١ ( كرب ). (٢). في حاشية « ف » : « وأغاثه ».

(٣). يقال : نجح فلان وأنجح : إذا أصاب طلبته. ونجحت طلبته وأنْجحَت ، وأنْجَحه الله.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨ ( نجح ). (٤). في حاشية « بر » والبحار : « أوجب ».

(٥). في « ز » : « له عزّوجلّ ».

(٦). في « بر » وحاشية « ف » والبحار : « اثنتين ».

(٧). قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١١٩ : « ربّما يقرأ : منّ ، بالفتح والتشديد والإضافة ، منصوباً بتقدير اطلبوا ، أوانظروا منّ الله ، أو مرفوعاً خبر مبتدأ محذوف ، أي‌هذا منّ الله ، وعلى التقادير معترضة تقوية للسابق واللاحق أو منصوب مفعولاً لأجله لكتب. وأقول : كلّ ذلك تكلّف بعيد ».

(٨). في « ز » : « ويذخر ».

(٩).ثواب الأعمال ، ص ١٧٩ ، ح ١ ؛ وص ٢٢٠ ، ح ١ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب.المؤمن ، ص ٥٦ ، ح ١٤٥ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٥٤ ، ح ١٣٧ ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧١ ، ح ٢٨٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٠ ، ح ٢١٧٨٩ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣١٩ ، ح ٨٥. (١٠). في « ف » : « أغاث ».

(١١). في « ض » : + « منها ».

(١٢). في « ز » : « واثنتين ».

(١٣) في « بر » وحاشية « ص » والوافي : « كربته ».

(١٤) في « بر » : « تشاغل ».

(١٥)الجعفريّات ، ص ١٩٨ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛المحاسن ، ص ٣٦٢ ، كتاب السفر ، ح ٩٥ ، بسند آخر ؛وفيه ، ح ٩٦ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن أبيهعليهما‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ص ٢٩٣ ، ح ٢٤٩٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها : « من أعان مؤمناً مسافراً » ، مع اختلاف يسير وزيادة.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧١ ، ح ٢٨٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢١٧٩٣ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ١٩٧ ، ح ٧٠ ؛ وج ٧٤ ، ص ٣٢٠ ، ح ٨٦.

٥٠٩

٢١٧١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ ، عَنْ مِسْمَعٍ أَبِي سَيَّارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً(١) ، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ ، وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ ثَلِجُ(٢) الْفُؤَادِ ؛ وَمَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ؛ وَمَنْ سَقَاهُ شَرْبَةً(٣) ، سَقَاهُ اللهُ مِنَ الرَّحِيقِ(٤) الْمَخْتُومِ ».(٥)

٢١٧٢/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ :

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ(٦) ، فَرَّجَ(٧) اللهُ عَنْ(٨) قَلْبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».(٩)

٢١٧٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ ذَرِيحٍ(١٠) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً(١١) - وَهُوَ مُعْسِرٌ -

__________________

(١). في « ب » : « كربته ». وفي حاشية « ف » : + « في الدنيا ».

(٢). ثلِجَت نفسُه بكذا : بَرَدت وسُرّت.أساس البلاغة ، ص ٤٧ ( ثلج ).

(٣). في البحار ، ج ٧ وثواب الأعمال ، ص ١٧٩ : « شربة ماء ».

(٤). « الرحيق » : من أسماء الخمر. يريد خمرَ الجنّة. و « المختوم » : المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ( رحق ).

(٥).المؤمن ، ص ٤٨ ، ح ١١٥ ، عن مسمع ، إلى قوله : « وهو ثلج الفؤاد » ؛ثواب الأعمال ، ص ١٧٩ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي‌عمير ، عن الحسن بن نعيم ، عن مسمع كردين.وفيه ، ص ١٧٥ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب إطعام المؤمن ، ح ٢١٧٨ ومصادره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧١ ، ح ٢٨٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧١ ، ح ٢١٧٩٢ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ١٩٨ ، ح ٧١ ؛ وج ٧٤ ، ص ٣٢١ ، ح ٨٧.

(٦). في « ف » : + « كربة ».

(٧). في الوسائل : « فرح ».

(٨). في « ب ، د ، ز ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « عن ».

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٢ ، ح ٢٨٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢١٧٩٤ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢١ ، ح ٨٨.

(١٠). هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة والوسائل والبحار. وفي حاشية « ج ، بر » والمطبوع : + « المحاربي ».

(١١). في « بر » : « كربة مؤمن ». وفي المؤمن وثواب الأعمال : + « نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الدنيا =

٥١٠

يَسَّرَ اللهُ لَهُ(١) حَوَائِجَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».

قَالَ : « وَمَنْ سَتَرَ عَلى مُؤْمِنٍ عَوْرَةً يَخَافُهَا ، سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ سَبْعِينَ عَوْرَةً مِنْ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا(٢) وَالْآخِرَةِ ».

قَالَ : « وَاللهُ(٣) فِي عَوْنِ الْمُؤْمِنِ مَا كَانَ(٤) الْمُؤْمِنُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ؛ فَانْتَفِعُوا بِالْعِظَةِ ، وَارْغَبُوا فِي الْخَيْرِ ».(٥)

٨٦ - بَابُ إِطْعَامِ الْمُؤْمِنِ‌

٢١٧٤/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَشْبَعَ مُؤْمِناً ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ؛ وَمَنْ أَشْبَعَ كَافِراً ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يَمْلَأَ جَوْفَهُ مِنَ الزَّقُّومِ(٦) ، مُؤْمِناً كَانَ أَوْ كَافِراً ».(٧)

٢١٧٥/ ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ‌

__________________

= وكرب يوم القيامة. وقال : من يسّر على مؤمن ».

(١). في « ض » : - « له ».

(٢). في المؤمن وثواب الأعمال : « من عوراته التي يخافها في الدنيا » بدل « من عورات الدنيا ».

(٣). في المؤمن وثواب الأعمال : « وإنّ الله ».

(٤). في حاشية « بر » : « مادام ».

(٥).ثواب الأعمال ، ص ١٦٣ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى.المؤمن ، ص ٤٦ ، ح ١٠٩ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام. الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٢ ، ح ٢٨٤١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٧١ ، ح ٢١٧٩٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٢٢ ، ح ٨٩.

(٦). « الزقّوم » : عبارة عن أطعمة كريهة في النار.المفردات للراغب ، ص ٣٨٠ ( زقم ).

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٣ ، ح ٢٨٤٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٣ ، ح ٣٠٥٢٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٦٩ ، ح ٦٣.

٥١١

أُطْعِمَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ(١) ». قُلْتُ : وَمَا الْأُفُقُ؟ قَالَ : « مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ».(٢)

٢١٧٦/ ٣. عَنْهُ(٣) ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٤) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَطْعَمَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ(٥) ثَلَاثِ جِنَانٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ(٦) : الْفِرْدَوْسِ ، وَجَنَّةِ عَدْنٍ ، وَطُوبى ، وَ(٧) شَجَرَةٍ(٨) تَخْرُجُ فِي(٩) جَنَّةِ عَدْنٍ غَرَسَهَا‌............................................

__________________

(١). فيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٨٥ : « لعلّ المراد بالرجل من المسلمين المؤمن ، وبالاُفق من الناس المخالفون. والاُفق - بضمّتين - اسم جمع وليس منحصراً في عدد معيّن ؛ ولهذا فسّرهعليه‌السلام هنا بمائة ألف أو يزيدون ، وفسّره أبوهعليه‌السلام في خبر عبيدالله الوصّافي عنه [ ح ٢١٨٣ ] بعشرة آلاف ».

(٢).المحاسن ، ص ٣٩١ ، كتاب المآكل ، ح ٣٠ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٨٠ ، ح ١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٢٩ ، ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف يسير.المحاسن ، ص ٣٩١ ، كتاب المآكل ، ح ٣١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيه : « لأن اُطعم رجلاً من شيعتي أحبّ ».مصادقة الإخوان ، ص ٤٤ ، ح ٦ ، مرسلاً عن أبي بصير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٣ ، ح ٢٨٤٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٤ ، ح ٣٠٦١٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧١ ، ح ٦٤.

(٣). في « ف » : « وعنه ».

(٤). لم نجد رواية صفوان بن يحيى عن أبي‌حمزة مباشرةً في غير سند هذا الخبر. وتأتي في ح ٢١٩٦ رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن صفوان ، عن أبي‌حمزة ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كسا أحداً من فقراء المسلمين ، الخبر. ويحتمل اتّحاد الخبرين كما يظهر من ألفاظهما وموضوعهما.

وصفوان في مشايخ أحمد بن محمّد - والمراد به ابن عيسى - هو صفوان بن يحيى.

ثمّ إنّ هذا الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ ، ح ٤٣ - باختلاف يسير - عن ابن أبي‌نجران ، عن صفوان بن مهران الجمّال ، عن أبي‌حمزة ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ؛ وذكر الخبر من دون نقله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

هذا ، وقد روى صفوان الجمّال ، عن أبي‌حمزة ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، فيالمحاسن ، ص ٤٢٥ ، ح ٢٢٤ ؛ والكافي ، ح ١١٦٥٩ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٨ ، ح ٤٢٤ ، والخبر في هذه المواضع واحد.

فعليه ، احتمال وجود الخلل في سندنا هذا وما يأتي في ، ح ٢١٩٦ غير منفيّ.

(٥). في « ف » : « في ».

(٦). في المحاسن وثواب الأعمال والمصادقة :« السماء ».

(٧). في الوسائل وثواب الأعمال : « وهي ». وفي البحار : - « و ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٢٤ : « في أكثر النسخ : شجرة ، بدون واو العطف. وهو الظاهر فشجرة عطف بيان لطوبى. وقد يقال : « طوبى » مبتدأ و « شجرة » خبره ». وفيالوافي : « شجرة » عطف على «ثلاث» يعني أطعمه الله من ثلاث جنان ومن شجرة في جنّة عدن غرسها الله بيده.

(٩). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والوسائل والمحاسن. =

٥١٢

رَبُّنَا(١) بِيَدِهِ ».(٢)

٢١٧٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مُؤْمِنَيْنِ ، فَيُطْعِمُهُمَا شِبَعَهُمَا ، إِلَّا كَانَ ذلِكَ(٣) أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ نَسَمَةٍ(٤) ».(٥)

٢١٧٨/ ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ(٦) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ(٧) ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ؛ وَمَنْ سَقى مُؤْمِناً مِنْ ظَمَاً ، سَقَاهُ اللهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ ».(٨)

__________________

= وفي « ب » والمطبوع : « من ».

(١). في « ف » : « ربّها ».

(٢).المحاسن ، ص ٣٩٣ ، كتاب المآكل ، ح ٤٣ ، عن ابن أبي‌نجران ، عن صفوان بن مهران الجمّال ، عن أبي‌حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان : ملكوت السماء الفردوس ، ومن جنّة عدن ، ومن شجرة في جنّة عدن غرسها ربّي بيده ».ثواب الأعمال ، ص ١٦٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛مصادقة الإخوان ، ص ٤٤ ، ح ٥ ، عن أبي‌حمزة.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٣ ، ح ٢٨٤٤ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٤ ، ح ٣٠٦١٤ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧١ ، ح ٦٥.

(٣). في « د ، ص ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : - « ذلك ».

(٤). في « ز ، ص ، ف » : « رقبة ».

(٥).المحاسن ، ص ٣٩٤ ، كتاب المآكل ، ح ٥٤ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ؛المؤمن ، ص ٦٣ ، ح ١٦٠ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الاختصاص ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث ، مرسلاً.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٤ ، ح ٢٨٤٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠١ ، ح ٣٠٦٠٤ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٦٦.

(٦). في « ز ، ص ، ف » : + « بن عيسى ».

(٧). في «ب»:«جوعه».وفيالأمالي للمفيد :«جوعة».

(٨).المحاسن ، ص ٣٩٣ ، كتاب المآكل ، ح ٤١ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، وتمام الرواية فيه : « من أطعم مؤمناً أطعمه الله من ثمار الجنّة ». وفيثواب الأعمال ، ص ١٦٤ ، ح ٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩ ، المجلس ١ ، ح ٥ ، بسند آخر عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عمر ، مع زيادة في آخره.المؤمن ، ص ٦٣ ، ح ١٦١ ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ؛الاختصاص ، ص ٢٨ ، وفيه : « عن أبي‌حمزة الثمالي ، قال : من أطعم » وفيهما مع زيادة في آخره. وفيالكافي ، =

٥١٣

٢١٧٩/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً حَتّى يُشْبِعَهُ ، لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِي الْآخِرَةِ ، لَامَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، إِلَّا اللهُ(١) رَبُّ الْعَالَمِينَ ».

ثُمَّ قَالَ : « مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِطْعَامُ الْمُسْلِمِ(٢) السَّغْبَانِ(٣) ». ثُمَّ تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) (٤) .(٥)

٢١٨٠/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِعليه‌السلام : مَنْ سَقى مُؤْمِناً شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ مِنْ حَيْثُ يَقْدِرُ(٦) عَلَى الْمَاءِ ، أَعْطَاهُ اللهُ بِكُلِّ‌.....................................

__________________

= كتاب الإيمان والكفر ، باب تفريج كرب المؤمن ، ح ٢١٩٦ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٤٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. وفيقرب الإسناد ، ص ١٢٠ ، ح ٤٢٢ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٨٣ ، المجلس ٤٧ ، ح ١٥ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة.الأمالي للطوسي ، ص ١٨٢ ، المجلس ٧ ، ضمن الحديث الطويل ٨ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .المحاسن ، ص ٣٩٣ ، كتاب المآكل ، ح ٤٠ ، بسند آخر عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من أطعم جائعاً أطعمه الله من ثمار الجنّة ».المؤمن ، ص ٦٤ ، ح ١٦٢ و ١٦٤ و ١٦٦ ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة.مصادقة الإخوان ، ص ٤٢ ، ح ١ ، عن أبي‌عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٤ ، ح ٢٨٤٦ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٩ ، ح ٣٠٦٢٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٦٧.

(١). في « ف » : - « الله ».

(٢). في « ب » : - « المسلم ».

(٣). سَغِبَ سَغَباً وسُغوباً : جاع ، فهو ساغب وسَغْبان. وقيل : لا يكون السَّغَبُ إلّا الجوع مع التعب.المصباح المنير ، ص ٢٧٨ ( سغب ). (٤). البلد (٩٠) : ١٤ - ١٦.

(٥).المحاسن ، ص ٣٨٩ ، كتاب المآكل ، ح ١٧ ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القدّاح.ثواب الأعمال ، ص ١٦٥ ، ح ١ ، عن جعفر بن محمّد بن عبيدالله ، عن عبدالله بن ميمون القدّاح. راجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦١٩٥ و ٦٢٠٥ ؛ والمحاسن ، ص ٣٨٩ ، كتاب المآكل ، ح ١٨ و ١٩.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٤ ، ح ٢٨٤٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٩ ، ح ٣٠٦٢٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٦٨.

(٦). فيمرآة العقول : « يمكن أن يقرأ « يقدر » في الموضعين على بناء المجهول ، وعلى بناء المعلوم أيضاً ، فالضميرللمؤمن ».

٥١٤

شَرْبَةٍ(١) سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ ، وَإِنْ سَقَاهُ مِنْ حَيْثُ لَايَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ عَشْرَ رِقَابٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ ».(٢)

٢١٨١/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ نُعَيْمٍ الصَّحَّافِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَتُحِبُّ إِخْوَانَكَ يَا حُسَيْنُ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « تَنْفَعُ(٣) فُقَرَاءَهُمْ؟ ». قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ يَحِقُّ عَلَيْكَ أَنْ تُحِبَّ مَنْ يُحِبُّ اللهُ(٤) ، أَمَا وَاللهِ(٥) ، لَا تَنْفَعُ مِنْهُمْ أَحَداً حَتّى تُحِبَّهُ ، أَتَدْعُوهُمْ إِلى مَنْزِلِكَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ(٦) ، مَا آكُلُ إِلَّا وَمَعِيَ مِنْهُمُ الرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ وَالْأَقَلُّ وَالْأَكْثَرُ(٧) ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَمَا إِنَّ(٨) فَضْلَهُمْ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ ».

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي ، وَأُوطِئُهُمْ(٩) رَحْلِي ، وَيَكُونُ فَضْلُهُمْ عَلَيَّ أَعْظَمَ(١٠) ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا مَنْزِلَكَ ، دَخَلُوا بِمَغْفِرَتِكَ وَمَغْفِرَةِ عِيَالِكَ ؛ وَإِذَا خَرَجُوا‌

__________________

(١). في « ب » : - « بكلّ شربة ». واحتمل فيمرآة العقول أن تقرأ الشربة الاُولى بضمّ الشين ، وهي قدر ما يروي‌الإنسان ، والثانية بفتحه ، وهي الجرعة تُبْلَعُ مرّة واحدة.

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٨ ، ح ٢٨٦٢ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٥٣ ، ح ٣١٨٤١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٤ ، ح ٦٩.

(٣). في الوسائل : « وتنفع ».

(٤). فيمرآة العقول : « من يحبّ الله ، برفع الجلالة ، أي‌يحبّه الله. ويحتمل النصب ، والأوّل أظهر ».

(٥). في الوسائل : « أما إنّك » بدل « أما والله ».

(٦). في « ج ، ز ، بف » والوافي والوسائل والمحاسن : - « نعم ».

(٧). في المحاسن : « أو الثلاثة أو الأقلّ أو الأكثر ».

(٨). في المحاسن : - « أما إنّ ».

(٩). في « ب ، ص ، ف ، بر » : « واُوطّئهم » على بناء التفعيل.

(١٠). في المحاسن : « فقلت : أدعوهم إلى منزلي ، واُوطعمهم طعامي ، واُسقيهم ، واُوطئهم رحلي ، ويكونون عليّ أفضل منّا » بدل « فقلت جعلت - إلى - عليّ أعظم ».

٥١٥

مِنْ مَنْزِلِكَ ، خَرَجُوا بِذُنُوبِكَ وَذُنُوبِ عِيَالِكَ ».(١)

٢١٨٢/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيِّ ، قَالَ :

ذُكِرَ أَصْحَابُنَا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : مَا أَتَغَدّى وَلَا أَتَعَشّى إِلَّا وَمَعِيَ مِنْهُمُ الِاثْنَانِ وَالثَّلَاثَةُ وَأَقَلُّ وَأَكْثَرُ(٢) ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ(٣) عليه‌السلام : « فَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ».

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ(٤) وَأَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي ، وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ(٥) مَالِي ، وَأُخْدِمُهُمْ(٦) عِيَالِي(٧) ؟!

فَقَالَ : « إِنَّهُمْ إِذَا دَخَلُوا عَلَيْكَ(٨) ، دَخَلُوا بِرِزْقٍ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - كَثِيرٍ ؛ وَإِذَا خَرَجُوا ، خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ ».(٩)

٢١٨٣/ ١٠. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَرِّنٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْوَصَّافِيِّ(١١) :

__________________

(١).المحاسن ، ص ٣٩٠ ، كتاب المآكل ، ح ٢٨.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٥ ، ح ٢٨٤٨ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٤ ، ح ٣٠٦١٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٥ ، ح ٧٠. (٢). في المحاسن:«أو الثلاثة أو أقلّ أو أكثر ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ف » والوافي والبحار : - « أبوعبدالله ».

(٤). في « ف » : - « كيف ».

(٥). في « ف ،بر، بس ، بف » والمحاسن : - « من ».

(٦). في « ز » : « واُخدّمهم » على بناء التفعيل. وفي « ص » : « وأخدمتهم ».

(٧). في المحاسن : « يخدمهم خادمي » بدل « اُخدمهم عيالي ».

(٨). في « ج ، ص ، ف ، بر ، بف » وحاشية « د » والوافي : « إليك ».

(٩).المحاسن ، ص ٣٩٠ ، كتاب المآكل ، ح ٢٦ ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير ؛الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب أنّ الضيف يأتي رزقه معه ، ح ١١٦٢٩ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير ، عن محمّد بن قيس ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ؛الأمالي للطوسي ص ٢٣٧ ، المجلس ٩ ، ح ١١ ، عن محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي‌محمّد الوابشي.مصادقة الإخوان ، ص ٤٤ ، ح ٧ ، مرسلاً عن أبي‌بصير ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٥ ، ح ٢٨٤٩ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٥ ، ح ٧١.

(١٠). في « بف » : « عليّ ».

(١١). في « ب » : « عبيدالله بن الوصّافي ».

٥١٦

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُطْعِمَ رَجُلاً مُسْلِماً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أُفُقاً مِنَ النَّاسِ».

قُلْتُ(١) : وَكَمِ الْأُفُقُ؟ فَقَالَ(٢) : « عَشَرَةُ آلَافٍ(٣) ».(٤)

٢١٨٤/ ١١. عَلِيٌّ(٥) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ فِي اللهِ ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ مَنْ أَطْعَمَ(٦) فِئَاماً مِنَ النَّاسِ ». قُلْتُ : وَمَا الْفِئَامُ(٧) ؟ قَالَ : « مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ ».(٨)

٢١٨٥/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٩) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا مَنَعَكَ(١٠) أَنْ تُعْتِقَ كُلَّ يَوْمٍ نَسَمَةً؟ » قُلْتُ : لَايَحْتَمِلُ مَالِي ذلِكَ ، قَالَ : « تُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ مُسْلِماً » فَقُلْتُ : مُوسِراً أَوْ مُعْسِراً؟ قَالَ(١١) : فَقَالَ : « إِنَّ‌

__________________

(١). في « ب ، ض » والبحار : « فقلت ».

(٢). في « ص ، ف ، بر ، بس ، بف » : « قال ».

(٣). في « ز ، بر ، بف » والوافي : + « من الناس ».

(٤).المحاسن ، ص ٣٩١ ، كتاب المآكل ، ح ٣٢ ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٥ ، ح ٢٨٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠١ ، ح ٣٠٦٠٥ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٧٢.

(٥). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف ، جر » والطبعة القديمة. وفي « ج » وحاشية « بر » : « عنه ». وفي « ف » والمطبوع : « عليّ بن إبراهيم ».

(٦). في الوسائل : « كان كمن أطعم » بدل « كان له من الأجر مثل من أطعم ».

(٧). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار وثواب الأعمال. وفي المطبوع : + « [ من الناس ] ». والفئام : الجماعة من الناس.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٤٨ ( فأم ).

(٨).المحاسن ، ص ٣٩٢ ، كتاب المآكل ، ح ٣٤ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى.ثواب الأعمال ، ص ١٦٤ ، ح ١ ، بسنده عن حمّاد بن ربعيّ.الاختصاص ، ص ٣٠ ، عن ربعيّ.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٦ ، ح ٢٨٥١ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٥ ، ح ٣٠٦١٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٧٣.

(٩). في « ص ، بر » والوسائل والمؤمن : - « لي ».

(١٠). في « ض » : + « من ».

(١١). في « ض » والوسائل والبحار والمحاسن : - « قال ».

٥١٧

الْمُوسِرَ قَدْ يَشْتَهِي الطَّعَامَ ».(١)

٢١٨٦/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أُكْلَةٌ(٢) يَأْكُلُهَا أَخِي الْمُسْلِمُ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ(٣) رَقَبَةً ».(٤)

٢١٨٧/ ١٤ عَنْهُ(٥) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُشْبِعَ رَجُلاً مِنْ إِخْوَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدْخُلَ سُوقَكُمْ هذِهِ(٦) ، فَأَبْتَاعَ مِنْهَا رَأْساً فَأُعْتِقَهُ ».(٧)

٢١٨٨/ ١٥. عَنْهُ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ‌

__________________

(١).المحاسن ، ص ٣٩٤ ، كتاب المآكل ، ح ٤٩ ، عن أبيه ، عن ابن أبي‌عمير.المؤمن ، ص ٦٥ ، ح ١٦٩ ، عن سدير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٦ ، ح ٢٨٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٢ ، ح ٣٠٦٠٦ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٧ ، ح ٧٤.

(٢). فيشرح المازندراني : « الأكلة ، بالفتح : المرّة ، وبالضمّ : اللقمة والقرص. وإرادة اللقمة أنسب بما مرّ من أنّ‌إطعام المسلم أحبّ إليّ من أن اُعتق اُفقاً من الناس ، ولا اختلاف ؛ لما ذكرناه آنفاً ». وقال فيمرآة العقول : « فعلى الأوّل - أي الفتح - الضمير في « يأكلها » مفعول مطلق ، وعلى الثاني - أي الضمّ - مفعول به ».

(٣). في المحاسن والمصادقة : « من عتق » بدل « من أن اُعتق ».

(٤).المحاسن ، ص ٣٩٤ ، كتاب المآكل ، ح ٥٣ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي‌نصر.وفيه ، ص ٣٩٣ ، ح ٣٩٣ ، عن ابن أبي‌نجران وعليّ بن الحكم ، عن صفوان الجمّال.مصادقة الإخوان ، ص ٣٨ ، ح ٦ ، مرسلاً ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٦ ، ح ٢٨٥٣ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٢ ، ح ٣٠٦٠٧ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٧ ، ح ٧٥.

(٥). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو الخبر بنفس السند في كتابهالمحاسن ، ص ٣٩٤ ، ح ٥٢. ووردت روايته عن إسماعيل بن مهران في غير واحد من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ ، وص ٦٣٣ - ٦٣٤.

(٦). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي والمحاسن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « هذا ». والسوق يذكّر ويؤنّث.

(٧).المحاسن ، ص ٣٩٤ ، كتاب المآكل ، ح ٥٢ ، عن إسماعيل بن مهران.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٦ ، ح ٢٨٥٤ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٢ ، ح ٣٠٦٠٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٧ ، ح ٧٦.

(٨). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

٥١٨

أَبِي عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَأَنْ آخُذَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ ، وَأَدْخُلَ(١) إِلى سُوقِكُمْ هذِهِ(٢) ، فَأَبْتَاعَ بِهَا الطَّعَامَ ، وَأَجْمَعَ(٣) نَفَراً مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ نَسَمَةً ».(٤)

٢١٨٩/ ١٦. عَنْهُ(٥) ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : مَا يَعْدِلُ عِتْقَ رَقَبَةٍ؟

قَالَ : إِطْعَامُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ».(٦)

٢١٩٠/ ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي شِبْلٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا أَرى شَيْئاً يَعْدِلُ زِيَارَةَ الْمُؤْمِنِ إِلَّا إِطْعَامَهُ ، وَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُطْعِمَ مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ ».(٧)

٢١٩١/ ١٨. مُحَمَّدٌ(٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ‌

__________________

(١). في « ب ، ج ، د ، ف ، بس » والوافي والبحار : « أدخل » بدون الواو. وفي « ض » والوسائل والمحاسن ، ص ٣٩٣ : « فأدخل ».

(٢). هكذا في « ج ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والمحاسن ، ص ٣٩٣. وفي سائر النسخ والمطبوع : « هذا ». والسوق يذكّر ويؤنّث.

(٣). في « ف » : « فأجمع ». وفي المحاسن ، ص ٣٩٣ : « ثمّ أجمع ».

(٤).المحاسن ، ص ٣٩٣ ، كتاب المآكل ، ح ٤٤ ، عن عليّ بن الحكم.وفيه ، ص ٣٩٦ ، ح ٦٣ ، بسند آخر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٧ ، ح ٢٨٥٥ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٢ ، ح ٣٠٦٠٩ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٧٧.

(٥). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٦).المحاسن ، ص ٣٩٣ ، كتاب المآكل ، ح ٤٥ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء.الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٧ ، ح ٢٨٥٦ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٣ ، ح ٣٠٦١٠ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٧٨.

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٧ ، ح ٢٨٥٧ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٦ ، ح ٣٠٦١٨ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٧٩.

(٨). في « د ، ض » : + « بن يحيى ».

٥١٩

عُقْبَةَ ، عَنْ رِفَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَأَنْ أُطْعِمَ مُؤْمِناً مُحْتَاجاً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَزُورَهُ ، وَلَأَنْ أَزُورَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ عَشْرَ رِقَابٍ ».(١)

٢١٩٢/ ١٩. صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ(٢) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) ؛

وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :

« مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مُوسِراً ، كَانَ لَهُ يَعْدِلُ(٤) رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ يُنْقِذُهُ مِنَ الذَّبْحِ ؛ وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مُحْتَاجاً ، كَانَ لَهُ يَعْدِلُ(٥) مِائَةَ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ يُنْقِذُهَا(٦) مِنَ الذَّبْحِ ».(٧)

٢١٩٣/ ٢٠. صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ(٨) ، عَنْ نَصْرِ(٩) بْنِ قَابُوسَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَإِطْعَامُ مُؤْمِنٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِتْقِ عَشْرِ رِقَابٍ وَعَشْرِ‌

__________________

(١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٧ ، ح ٢٨٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٣ ، ح ٣٠٦١١ ؛البحار ، ج ٧٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٨٠.

(٢). السند معلّق على سابقه. ويروي عن صالح بن عقبة ، محمّد [ بن يحيى ] ، عن محمّد بن الحسين [ بن‌أبي‌الخطّاب ] ، عن محمّد بن إسماعيل.

(٣). هكذا في أكثر النسخ والطبعة الحجريّة والوسائل والبحار. وفي المطبوع : - « عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ».

هذا وقد تقدّمت رواية محمّد بن إسماعيل [ بن بزيع ] ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمّد الجعفي ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام فيالكافي ، ح ١٢٤٨ و ٢١١٣. وتقدّمت أيضاً رواية محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام فيالكافي ، ح ٢١٢٢.

فعليه في السند تحويل بعطف « يزيد بن عبدالملك ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام » على « عبدالله بن محمّد ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ». (٤). في « ب ، د » والوسائل : « بعدل ».

(٥). في « ب ، د ، ض » والوسائل : « بعدل ».

(٦). في « بر » وحاشية « ز » والوافي : « ينقذهم ».

(٧).المحاسن ، ص ٣٩٣ ، كتاب المآكل ، ح ٤٧ ، بسند آخر ، وتمام الرواية : « ما من مؤمن يطعم مؤمناً موسراً كان أو معسراً إلّاكان له بذلك عتق رقبة من ولد إسماعيل ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٧٧ ، ح ٢٨٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٣ ، ح ٣٠٦١٢ ؛البحار ، ج ٧٤ ص ٣٧٨ ، ح ٨١. (٨). السند معلّق كسابقه.

(٩). في « ب ، ج » : « نضر ». وهو سهو. ونصر هذا ، هو نصر بن قابوس اللَّخْمي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٧ ، الرقم ١١٤٦ ؛رجال البرقي ، ص ٣٩.

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790