الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184482 / تحميل: 6200
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ(١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : « الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ ».(٣)

١٤٧٦/ ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ(٤) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٥) :( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : « الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ »(٦)

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ(٧) عَزَّ وَجَلَّ :( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) (٨) قَالَ : « هِيَ‌........................................................

__________________

(١). في « ب » : « السرحان ». وفي « ز » : « سرجان ». وهو سهو ؛ فإنّ داود هذا ، هو داود بن سِرحان العطّار ، روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر كتابه ، وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٥٩ ، الرقم ٤٢٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٨٤ الرقم ٢٨٥ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٧ ، ص ٤٠٢ - ٤٠٤.

(٢). في « ه » : « قوله ».

(٣).معاني الأخبار ، ص ١٨٨ ، ح ١ ، بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، ح ١٠٨ ، عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وحمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « الصبغة : الإسلام »الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٢.

(٤). في « ز » : « عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن سَمَاعة ». وهو سهو واضح ؛ فقد أكثر حميد بن زياد من‌الرواية عن الحسن بن محمّد بن سماعة بمختلف عناوينه في الأسناد ، كما روى عنه جميع كتبه ورواياته. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١ ، الرقم ٨٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٣٣ ، الرقم ١٩٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٢٨٩.

أضف إلى ذلك أنّ طبقة حميد بن زياد المتوفّى سنة عشر وثلاثمائة تأبى عن الرواية عن ابن محبوب المتوفّى سنة أربع وعشرين ومائتين. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٢ ، الرقم ٣٣٩ ؛رجال الكشّي ، ص ٥٨٤ ، الرقم ١٠٩٤.

(٥). في « بر » : - « في قول الله عزّوجلّ ».

(٦). لم يرد هذا الحديث من أوّله إلى « هي الإسلام » في « ه ». والمظنون أنّ انتقال عين الناسخ من « الصبغة هي الإسلام » في الحديث ٢ إلى « الصبغة هي الإسلام » في الحديث ٣ هو العامل الموجب للسقط ، كما لا يخفى.

(٧).في «ب،د،ز، ه، بر، بس، بف» : « قول الله ».

(٨). البقرة (٢) : ٢٥٦.

٤١

الْإِيمَانُ ».(١)

١٠ - بَابٌ فِي (٢) أَنَّ السَّكِينَةَ هِيَ الْإِيمَانُ‌

١٤٧٧/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ(٣) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٥) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».(٦)

١٤٧٨/ ٢. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيلِ(٨) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) (٩) : هَلْ لَهُمْ فِيمَا كَتَبَ فِي‌

__________________

(١).المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٢١ ، بسنده عن أبان الأحمر ، عن أبي جعفر الأحول ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « عروة الله الوثقى التوحيد والصبغة الإسلام ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٥٩ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله : (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) قال : هي الإيمان بالله يؤمن بالله وحده »الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٧.

(٢). فيمرآة العقول : - « في ».

(٣). فيمرآة العقول عن بعض النسخ : « عن عليّ بن أبي حمزة ». وهو سهوٌ ؛ فإنّ المراد من عليّ بن أبي حمزة في أسنادنا ، هو البطائني وهو من أصحاب أبي عبدالله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، بقي بعد أبي الحسنعليه‌السلام وكان أحد عمد الواقفة. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٤٩ ، الرقم ٦٥٦ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٠٥ ، الرقم ٧٥٩.

(٤). الفتح (٤٨) : ٤.

(٥). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٦٩ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٩ ، ح ١٨.

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٧٣ : « وإنّما ذكر هذا - أي الحديث الثاني - مع عدم اشتماله على ما عنون به الباب ؛ لأنّه كالتتمّة لما ذكر في آخر الخبر السابق ؛ لأنّهما في آية واحدة ».

(٨). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « فضيل ». وفي « ص » : « الفضل ».

(٩). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

٤٢

قُلُوبِهِمْ صُنْعٌ(١) ؟ قَالَ : « لَا ».(٢)

١٤٧٩/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « السَّكِينَةُ(٣) : الْإِيمَانُ ».(٤)

١٤٨٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ(٥) وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَغَيْرِهِمَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٦) قَالَ : « هُوَ(٧) الْإِيمَانُ ».(٨)

١٤٨١/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(٩) ، عَنْ يُونُسَ(١٠) ، عَنْ‌

__________________

(١). فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ : صبغ ، بالباء الموحّدة والغين المعجمة ، أي لهذه الكتابة صبغ ولون. وهو تصحيف ».

(٢).المحاسن ، ص ١٩٩ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧ ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن أبان الأحمر بن عثمان ، عن فضل أبي العبّاس بقباق ، معاختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٦٣ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢٢. (٣). في « ب » والوافي والبحار : + « هي ».

(٤).معاني الأخبار ، ص ٢٨٤ ، ح ١ ، بسنده عن العلاءالوافي ، ج ٤ ، ص ٦٨ ، ح ١٦٧٢ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٩.

(٥). في « ب » : « حفض بن البختري ». وفي « ه » : « حفص البختري ». وكلاهما سهو ؛ فقد روى ابن أبي عمير كتاب‌ حفص بن البختري وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٤ ، الرقم ٣٤٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٥٨ ، الرقم ٢٤٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٢٠ ؛ وج ٢٢ ، ص ٢٥٨ - ٢٦٢. ثمّ اعلم أنّ البَخْتَريَّ اسم يشبه النسبة. راجع :الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٢٩٤. فتأمّل.

(٦). الفتح (٤٨) : ٤.

(٧). في « ب » : « هي ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٧٠ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢٠.

(٩). في « ه » : - « بن عبيد ». وفي « ص » : « محمّد بن عيسى عن عبيد ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن عيسى بن‌عبيد جميع كتب يونس بن عبدالرحمن. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥١١ ، الرقم ٨١٣ ؛رجال النجاشي ، ص ٤٤٦ ، الرقم ١٢٠٨.

(١٠). في « ه » : + « عن ابن مسكان ». وهو زائد ؛ فإنّه لم يعهد توسّط راوٍ بين يونس بن عبد الرحمن وشيخه =

٤٣

جَمِيلٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِهِ(١) عَزَّ وَجَلَّ :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ : « هُوَ(٢) الْإِيمَانُ ».

قَالَ : قُلْتُ(٣) :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) ؟ قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».

وَعَنْ قَوْلِهِ تَعَالى :( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) (٤) ؟ قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».(٥)

١١ - بَابُ الْإِخْلَاصِ‌

١٤٨٢/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ(٦) بْنِ مُسْكَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( حَنِيفاً مُسْلِماً ) (٧) قَالَ : « خَالِصاً(٨) مُخْلِصاً ، لَيْسَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ».(٩)

__________________

= جميل بن درّاج ، كما لم نجد - مع الفحص الأكيد - رواية ابن مسكان - وهو عبد الله - عمّن يسمّى بجميل ، سواء أكان هو ابن درّاج أو ابن صالح. راجع :الكافي ، ح ١٥٠٧ ؛المحاسن ، ص ٣٢٠ ، ح ٥٧ ؛ وص ٣٣٣ ، ح ١٠٠ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٣٩ ، ح ٢.

(١). في « بر » والبحار : « قول الله ».

(٢). في « ج ، د ، ز ، ص ، بس » : - « هو ».

(٣). هكذا في « د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي « ب ، ف » : « قلت ». وفي المطبوع : « قال » كلاهما بدل « قال : قلت ». (٤). الفتح (٤٨) : ٢٦.

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٧١ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢١.

(٦). في « بس » : - « عبدالله ».

(٧). آل عمران (٣) : ٦٧.

(٨). في شرح المازندراني : + « لله ».

(٩).المحاسن ، ص ٢٥١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦٩ ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمن ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله خالصاً مخلصاً لا يشوبه شي‌ء ».التهذيب ، ج ٢ ، ص ٤٢ ، ح ١٣٣ ، بسنده عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، ذيل الآية :( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفًا ) .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٠ ، عن أبي بصير ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، ذيل الآية :( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ ) ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢١٤٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ١٢٣.

٤٤

١٤٨٣/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١) :

عَنْ أَبِيهِ(٢) رَفَعَهُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا هُوَ اللهُ وَالشَّيْطَانُ ، وَالْحَقُّ وَالْبَاطِلُ ، وَالْهُدى وَالضَّلَالَةُ ، وَالرُّشْدُ(٣) وَالْغَيُّ ، وَالْعَاجِلَةُ وَالْآجِلَةُ(٤) وَالْعَاقِبَةُ(٥) ، وَالْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَاتٍ فَلِلّهِ ، وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّئَاتٍ(٦) فَلِلشَّيْطَانِ لَعَنَهُ اللهُ(٧) ».(٨)

١٤٨٤/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام (٩) : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ يَقُولُ : طُوبى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلّهِ الْعِبَادَةَ وَالدُّعَاءَ ، وَلَمْ يَشْغَلْ(١٠) قَلْبَهُ بِمَا تَرى عَيْنَاهُ ، وَلَمْ يَنْسَ ذِكْرَ اللهِ(١١) بِمَا تَسْمَعُ(١٢) أُذُنَاهُ ، وَلَمْ يَحْزُنْ(١٣) صَدْرَهُ بِمَا أُعْطِيَ غَيْرُهُ ».(١٤)

١٤٨٥/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ(١٥) عَزَّ وَجَلَّ :( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (١٦) قَالَ:

__________________

(١). في « بس » : « أحمد بن محمّد أبي عبد الله ».

(٢). في « بس » : - « عن أبيه ».

(٣). في « بر » : + « والبغي ».

(٤). في المحاسن : - « والآجلة ».

(٥). في الوافي : « والعاجلة والآجلة ( والعاقبة - خ ل ) ».

(٦). في المحاسن : « السيّئات ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والمحاسن : - « لعنه الله ».

(٨).المحاسن ، ص ٢٥١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦٨.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢١٤٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٧ ،ذيل ح ١٤٩ ؛البحار ،ج ٧٠ ، ص ٢٢٨ ، ح ٤. (٩).في «ب،بس»: + « قال ».

(١٠). في « ج » : « ولا يشغل ».

(١١). في « ص » :«ذكره». وفي «ه»: +«جلّ ذكره».

(١٢). في « بف » : « يسمع ».

(١٣) يجوز فيه التفعيل والإفعال أيضاً.

(١٤)الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢١٤٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ١٢٥ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥.

(١٥) في « ه » : « قوله ».

(١٦) هود (١١). : ٧ ؛ الملك (٦٧) : ٢.

٤٥

« لَيْسَ يَعْنِي(١) أَكْثَرَكُمْ(٢) عَمَلاً ، وَلكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً ، وَإِنَّمَا الْإِصَابَةُ خَشْيَةُ اللهِ وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ وَالْحَسَنَةُ(٣) ».

ثُمَّ قَالَ : « الْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ ، وَالْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِي لَا تُرِيدُ أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ ، أَلَا وَإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ(٤) الْعَمَلُ » ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ :( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) (٥) : « يَعْنِي عَلى نِيَّتِهِ ».(٦)

١٤٨٦/ ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِلّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (٧) قَالَ : « الْقَلْبُ(٨) السَّلِيمُ الَّذِي يَلْقى رَبَّهُ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاهُ ». قَالَ(٩) : « وَكُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شِرْكٌ أَوْ شَكٌّ(١٠) فَهُوَ سَاقِطٌ ، إِنَّمَا أَرَادُوا(١١) بِالزُّهْدِ(١٢) .....................................................

__________________

(١). في « ز » : « يعني ليس ».

(٢). هكذا في « ب ، ص ، ف ، ه ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أكثر ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والبحار : « والخشية ». وقال فيالوافي : « ولفظة : والخشية ، بعد قوله : والنيّة الصادقة ، زائدة ، ولعلّها من طغيان قلم النسّاخ ، وليست في بعض النسخ الصحيحة ، ولو صحّت يكون معناها : خشية أن لا تقبل كما مرّ ، وهو غير خشية الله ». وفيالمرآة : « أو يقال : النيّة الصادقة ، مبتدأ ، والخشية ، معطوف عليه ، والخبر محذوف ، أي مقرونتان. أو الخشية ، منصوب ليكون مفعولاً معه ».

(٤). في « ص ، ه ، بر » وحاشية « بس » والوافي : « هو ». وفي « ف » : « من ».

(٥). الإسراء (١٧) : ٨٤.

(٦). راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب النيّة ، ح ١٦٧٩ ؛ وباب الرياء ، ح ٢٥٠٢ ؛ والمحاسن ، ص ٣٣٠ ، كتاب العلل ، ح ٩٤ ؛ وعلل الشرائع ، ج ٢ ، ص ٥٢٣ ، ح ١.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢١٤٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٥١ ، ح ٩٧ ، من قوله : « والنيّة أفضل من العمل » ؛وفيه ، ص ٦٠ ، ح ١٢٦ ، من قوله : « قال : الإبقاء على العمل » إلى قوله : « أن يحمدك عليه أحد إلاّ الله عزّوجلّ » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٣٠ ، ح ٦.

(٧). الشعراء (٢٦) : ٨٩.

(٨). في « ز ، ه ، بس » والوسائل : - « القلب ».

(٩). في البحار : « وقال ».

(١٠). في الوسائل والبحار ، ج ٧٣ والكافي ، ح ١٨٩٧ : « شكّ أو شرك ».

(١١). في « ب ، ج ، د ، بس ، بف » وحاشية « ف ، بر » : « أراد ».

(١٢). هكذا في « ب ، د ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والكافي ، ح ١٨٩٧. وفي المطبوع : « الزهد ».

٤٦

فِي الدُّنْيَا لِتَفْرُغَ(١) قُلُوبُهُمْ لِلآخِرَةِ(٢) ».(٣)

١٤٨٧/ ٦. وَ(٤) بِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ السُدِّيِّ(٥) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ(٦) الْإِيمَانَ بِاللهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً - أَوْ قَالَ : مَا أَجْمَلَ(٧) عَبْدٌ ذِكْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً - إِلاَّ زَهَّدَهُ(٨) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا(٩) ، وَبَصَّرَهُ دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا ، وَأَثْبَتَ(١٠) الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ ».

ثُمَّ تَلَا(١١) : «( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ) (١٢) ؛ فَلَا تَرى صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلَّا ذَلِيلاً ، وَ(١٣) .............

__________________

(١). في «ج»:« ليتفرّغ ». وفي« ص،ه »:« ليفرغ ».

(٢). في«ز» :«في الآخرة».وفي«بس»:« إلى الآخرة ».

(٣).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٨٩٧ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « وكلّ قلب فيه شكّ ».تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٢٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « أحد سواه ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٤٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٠ ، ح ١٢٧ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٣٩ ، ح ٧ ؛وفيه ، ج ٧٣ ، ص ٥٢ ، ح ٢٣ ، من قوله : « وكلّ قلب فيه شكّ ».

(٤). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ». وفي « ج » والمطبوع : - « و ».

(٥). هكذا في « ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر » وحاشية « د » والوافي. وفي « ب ، ج ، د » والمطبوع : « السندي ». وفي « ز » : « السُّندي ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّا لم نجد - حسب تتبّعنا - السندي في رواة أبي جعفر الباقرعليه‌السلام . وأمّا السُّدّيّ ، فقد ذكر الشيخ الطوسي إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفي - وهو إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة ، المتوفّى سنة سبع وعشرين ومائة ، أو تسع وعشرين ومائة - في أصحاب محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ١٢٤ ، الرقم ١٢٤٧ ؛تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ، الرقم ٤٦٢.

هذا وقد أورد صدر الخبر فيمستدرك الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٥٩٠١ نقلاً منالكافي وفيه أيضاً : « السُّدّيّ ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « العبد ».

(٧). في « ه » : « ما أخلص ».

(٨). في « ض » : « أزهده ».

(٩). في شرح المازندراني : « فزهّده فيها وصرف قبله عنها » بدل « زهّده - إلى - الدنيا ».

(١٠). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فأثبت ». وفيشرح المازندراني : « ويجوز أن يقرأ : أنبت ، بالنون ، فيكون تمثيلاً لزيادتها ونموّها بالإخلاص بإنبات الزرع ونموّه بالماء ؛ لقصد الإيضاح ».

(١١). في « بر » : + « هذه الآية ».

(١٢). الأعراف (٧) : ١٥٢.

(١٣) في « ف » : - « و ». وفي مرآة العقول والبحار : « أو ».

٤٧

مُفْتَرِياً(١) عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَلى رَسُولِهِ وَعَلى(٢) أَهْلِ بَيْتِهِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ -(٣) إِلَّا ذَلِيلاً(٤) ».(٥)

١٢ - بَابُ الشَّرَائِعِ‌

١٤٨٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ؛

وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ جَمِيعاً ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَعْطى مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله شَرَائِعَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسىعليهم‌السلام التَّوْحِيدَ وَالْإِخْلَاصَ وَخَلْعَ الْأَنْدَادِ ، وَالْفِطْرَةَ الْحَنِيفِيَّةَ السَّمْحَةَ ، وَ(٦) لَارَهْبَانِيَّةَ ، وَلَا سِيَاحَةَ ، أَحَلَّ فِيهَا الطَّيِّبَاتِ ، وَحَرَّمَ فِيهَا الْخَبَائِثَ(٧) ، وَ وَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ(٨) وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ..................................................... ‌

__________________

(١). فيشرح المازندراني : « قوله : ومفترياً ، عطف على صاحب بدعة ، أي فلا ترى مفترياً على الله ، إلى آخره إلّاذليلاً( وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) [ المنافقون (٦٣) : ٨ ] ».

(٢). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والبحار : - « على ».

(٣). في « ب » : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفي « ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : « صلّى الله عليهم ». وفي « ز » : «عليهم‌السلام ». وفي « ف » : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفي « ه » : « صلّى الله عليه وعليهم ».

(٤). في « ص » : - « إلّا ذليلاً ». وفيالوافي : « لعلّ الوجه في تلاوتهعليه‌السلام الآية التنبيه على أنّ من كانت عبادته لله‌عزّوجلّ واجتهاده فيها على وفق السنّة ، بصّره الله عيوب الدنيا ، فزهّده فيها ، فصار بسبب زهده فيها عزيزاً ؛ لأنّ المذلّة في الدنيا إنّما تكون بسبب الرغبة فيها. ومن كانت عبادته على وفق الهوى ، أعمى الله قلبه عن عيوب الدنيا ، فصار بسبب رغبته فيها ذليلاً ؛ فأصحاب البدع لايزالون أذلّاء صغاراً. ومن هنا قال الله عزّوجلّ في متّخذي العجل ما قال ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٤٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٤٠ ، ح ٨.

(٦). في « ب ، ج ، د ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : - « و ».

(٧). في المحاسن : « الخبيثات ».

(٨). أصل الإصر : الضيق والحبس. ويقال للثقل : إصر ؛ لأنّه يأصر صاحبه من الحركة لثقله. وقوله تعالى :( وَيَضَعُ =

٤٨

عَلَيْهِمْ(١)

ثُمَّ افْتَرَضَ(٢) عَلَيْهِ(٣) فِيهَا الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ(٤) وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ(٥) وَالْمَوَارِيثَ وَالْحُدُودَ وَالْفَرَائِضَ(٦) وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَزَادَهُ(٧) الْوُضُوءَ ، وَفَضَّلَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَبِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالْمُفَصَّلِ(٨) ، وَأَحَلَّ لَهُ الْمَغْنَمَ وَالْفَيْ‌ءَ(٩) ، وَنَصَرَهُ بِالرُّعْبِ(١٠) ، وَجَعَلَ لَهُ الْأَرْضَ(١١) مَسْجِداً وَطَهُوراً ، وَأَرْسَلَهُ كَافَّةً إِلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ(١٢) ، وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ(١٣) ، وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَأَسْرَ الْمُشْرِكِينَ وَفِدَاهُمْ(١٤) ، ثُمَّ كُلِّفَ(١٥) مَا لَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ(١٦) أُنْزِلَ عَلَيْهِ سَيْفٌ(١٧) مِنَ السَّمَاءِ فِي(١٨) غَيْرِ غِمْدٍ ،

__________________

=عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ) [ الأعراف (٧) : ١٥٧ ] هو مَثَل لثقل تكليفهم ، نحو قتل الأنفس في التوبة.مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٠٨ ( أصر ).

(١). في المحاسن : + « فعرف فضله بذلك ».

(٢). في « ه » : + « الله جلّ وعزّ ».

(٣). في المحاسن : « عليها ».

(٤). في « ه » : + « والحلال والحرام ».

(٥). في « ه » : - « والحلال والحرام ».

(٦). في الوسائل ، ج ١ : - « والحلال والحرام - إلى - الفرائض ».

(٧). في « ه ، بر ، بف » : « وزيادة ».

(٨). في الوسائل ، ج ١ : - « وفضله - إلى - المفصّل ». قال الراغب : « والمفصَّل من القرآن : السبع الأخير ، وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار » وقال الشيخ الطبرسي : « أمّا المفصّل فما بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن ؛ سمّيت مفصّلاً لكثرة الفصول بين سورها ببسم الله الرحمن الرحيم ». وقال العلّامة المجلسي : « وأقول : اختلف في أوّل المفصّل ، فقيل : من سورة ق ، وقيل : من سورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : من سورة الفتح. وعن النووي : مفصّل القرآن من محمّد إلى آخر القرآن ، وقصاره من الضحى إلى آخره ، ومطوّلاته إلى عمّ ، ومتوسّطاته إلى الضحى ، وفي الخبر : المفصّل : ثمان وستّون سورة ». راجع :المفردات للراغب ، ص ٦٣٨ ( فصل ) ؛مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٤٢ ، مقدّمة الكتاب ؛مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٩٥.

(٩). في « ف » : + « والأنفال ».

(١٠). في الوسائل ، ح ٨ : - « ونصره بالرعب ».

(١١). في شرح المازندراني : « الأرض له ».

(١٢). في « ص ، ف ، ه » : « الأسود والأبيض ».

(١٣) في الوسائل ، ح ٨ : - « وأرسله - إلى - الإنس ».

(١٤) في « بر » : « فداءهم ».

(١٥) في المحاسن : « كلّفه ».

(١٦) في « ب ، ف ، ه ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : - « و ».

(١٧) في « ج ، ه » : « سيفاً ».

(١٨) في « ب » والوافي : « من ».

٤٩

وَقِيلَ لَهُ : قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَاتُكَلَّفُ إِلّا نَفْسَكَ(١) ».(٢)

١٤٨٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) (٣) ؟

فَقَالَ : « نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسى وَعِيسى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ »(٤)

قُلْتُ : كَيْفَ صَارُوا أُولِي الْعَزْمِ(٥) ؟

قَالَ : « لِأَنَّ نُوحاًعليه‌السلام بُعِثَ بِكِتَابٍ وَشَرِيعَةٍ ، وَكُلُّ(٦) مَنْ جَاءَ بَعْدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ(٧) وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام بِالصُّحُفِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ كِتَابِ نُوحٍ لَاكُفْراً بِهِ ، فَكُلُّ(٨) نَبِيٍّ جَاءَ(٩) بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ أَخَذَ(١٠) بِشَرِيعَةِ إِبْرَاهِيمَ وَمِنْهَاجِهِ وَبِالصُّحُفِ حَتّى جَاءَ‌ مُوسىعليه‌السلام بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ الصُّحُفِ ، وَكُلُّ(١١) نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ

__________________

(١). إشارة إلى الآية ٨٤ من سورة النساء (٤). وفيه( فَقاتَلَ ) بدل « قاتل ». وفي « ه » : + « صلّى الله عليه وعلى أهل بيته المستحفظين وسلّم تسليماً ». وفي المحاسن : + « عبّاس بن عامر. وزاد فيه بعضهم : فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية ».

(٢).المحاسن ، ص ٢٨٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣١ ، عن أبي إسحاق الثقفي ، عن محمّد بن مروان.الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٨ ، ح ١٣٣٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٨ ، إلى قوله : « وأسر المشركين وفداهم » ؛وفيه ، ج ٣ ، ص ٣٤٩ ، ح ٣٨٣٨ ؛ وج ٥ ، ص ١١٧ ، ح ٦٠٨٢ ، وفيهما إلى قوله : « الأرض مسجداً وطهوراً ».

(٣). الأحقاف (٤٦) : ٣٥.

(٤). في « ج » : - « عليهم ». وفي « د ، بف » : « صلّى الله عليه وعليهم ». وفي « ف » : « صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله و عليهم‌ السلام ». وفي « ه » : « عليهم ‌السلام أجمعين ». وفي المحاسن : + « وعلى جميع أنبيائه ورسله ».

(٥). في « ب » : + « من الرسل ».

(٦). في المحاسن : « فكلّ ».

(٧). في المحاسن : « بكتابه » بدل « بكتاب نوح ».

(٨). في المحاسن : « وكلّ ».

(٩). في « ه » : + « من ».

(١٠). في المحاسن : « جاء » بدل « أخذ ».

(١١). في « ب ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والبحار والمحاسن : « فكلّ ».

٥٠

مُوسى أَخَذَ بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ(١) وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ الْمَسِيحُعليه‌السلام بِالْإِنْجِيلِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ(٢) شَرِيعَةِ مُوسى وَمِنْهَاجِهِ ، فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ الْمَسِيحِ أَخَذَ بِشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ(٣) حَتّى جَاءَ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَجَاءَ(٤) بِالْقُرْآنِ وَبِشَرِيعَتِهِ(٥) وَمِنْهَاجِهِ ؛ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَحَرَامُهُ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ فَهؤُلَاءِ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِعليهم‌السلام (٦) ».(٧)

١٣ - بَابُ دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ‌

١٤٩٠/ ١. حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٨) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٩) عليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ(١٠) ، وَالْحَجِّ ، وَالْوِلَايَةِ(١١) ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْ‌ءٍ‌......................................

__________________

(١). في الوافي : « وبشريعة ».

(٢). في « ف » : + « التوراة و ».

(٣). في المحاسن : - « فكلّ نبيّ جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه ».

(٤). في الوافي : - « فجاء ».

(٥). في « ه » والمحاسن : « وشريعته ».

(٦). في البحار : - « فهؤلاء اُولوالعزم من الرسلعليهم‌السلام ».

(٧).المحاسن ، ص ٢٦٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٥٨ ، عن عثمان بن عيسى.الكافي ، كتاب الحجّة ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٤٤١ ، بسند آخر ؛الخصال ، ص ٣٠٠ ، باب الخمسة ، ح ٧٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الأخيرين إلى قوله : « وعيسى ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفيعلل الشرائع ، ص ١٢٢ ، ح ٢ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٨٠ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، وفي كلّها ( إلّا المحاسن ) مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٩ ، ح ١٣٣٤ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٨.

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٩). في « ف » : « أبي عبد الله ». وهو سهو ؛ فقد ورد مضمون الخبر عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام فيالمحاسن ، ص ٢٨٦ ، ح ٤٢٩ ؛ والخصال ، ص ٢٧٧ ، ح ٢١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٣٥٣ ، ح ٤ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٢٤ ، ح ٥.

ثمّ اعلم أنّا لم نجد رواية الفضيل - وهو ابن يسار - عن أبي حمزة في غير هذا الخبر.

(١٠). في « ه » : « الصيام ». وفي « بس » : « على الصلاة والصيام والزكاة ».

(١١). فيالوافي : « الوَلاية - بالفتح - بمعنى المحبّة والمودّة ، وهي المراد بها في الحديث الآتي ، ولهذا لم يكتف بها =

٥١

كَمَا(١) نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ».(٢)

١٤٩١/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٣) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَجْلَانَ(٤) أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَوْقِفْنِي عَلى حُدُودِ الْإِيمَانِ(٥)

فَقَالَ(٦) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ(٧) بِهِ(٨) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَصَلَاةُ(٩) الْخَمْسِ ، وَأَدَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ، وَوَلَايَةُ وَلِيِّنَا ، وَعَدَاوَةُ عَدُوِّنَا ، وَالدُّخُولُ مَعَ الصَّادِقِينَ(١٠) ».(١١)

__________________

= حتّى أردفه بقوله : والدخول مع الصادقين. وبالكسر : تولّي الاُمور ومالكيّة التصرّف فيه ؛ وهو المراد بها هاهنا وفيما يأتي. والنداء بالولاية إشارة إلى حديث يوم الغدير ». وفيمرآة العقول ؛ ج ٧ ، ص ١٠٠ : « الوِلاية - بالكسر - الإمارة وكونه أولى بالحكم والتدبير ؛ وبالفتح : المحبّة والنصرة. وهنا يحتملهما ».

(١). في « د ، ف » وحاشية « بر » والوسائل والمحاسن : « ما ». وفي حاشية « د » : « مثل ما ».

(٢).المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٤٢٩ ؛الخصال ، ص ٢٧٧ ، باب الخمسة ، ح ٢١ ، وفيهما مع زيادة في آخره ؛الأمالي للمفيد ، ص ٣٥٣ ، المجلس ٤٢ ، ح ٤ ؛الأمالي للطوسي ، ص ١٢٤ ، المجلس ٥ ، ح ٥ ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « والحجّ والولاية » وفي كلّها بسند آخر عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ١٦٩٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ١٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ١. (٣). في « ب ، ص ، ه ، بر » وحاشية « بف » : + « بن عبيد ».

(٤). في « ب » وحاشية « ج ، و، بر » : + « بن ». وهو سهو ، كما يظهر من ملاحظة الأسناد وكتب الرجال ؛ فقد روى عجلان أبو صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في عددٍ من الأسناد ، وذكر البرقي والكشّي والشيخ الطوسي عجلان أبا صالح في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال البرقي ، ص ٤٣ ؛رجال الكشّي ، ص ٤١١ ، الرقم ٧٧٢ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٦٢ ، الرقم ٣٧٥١ ؛ وص ٢٦٣ ، الرقم ٣٧٥٢ و ٣٧٥٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ١٣٢.

(٥). في « ف » : « الإسلام ».

(٦). في « ه » : « قال ».

(٧). في « بر ، بف » والوافي : « بجميع ما جاء ».

(٨). في«ف،ه،بر،بس،بف»والوسائل والبحار:-«به».

(٩). كذا في النسخ والمطبوع والوسائل والبحار ، وهو هنا - بقرينة السياق - مصدر ، وفي الوافي : « صلوات » وعليه‌فالأولى هو « الصلوات ».

(١٠). فيالوافي : « لعلّ المراد بالدخول مع الصادقين متابعة أهل بيت العصمة والطهارة في أقوالهم وأفعالهم ، وهو ناظر إلى قوله سبحانه :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) [ التوبة (٩) : ١١٩ ] ».

(١١).المحاسن ، ص ١٣ ، كتاب القرائن ، ح ٣٨ ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٠ ، ح ١ ؛الخصال ، ص ٤٣٢ ، باب العشرة ، =

٥٢

١٤٩٢/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(١) بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ(٢) : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ(٣) ، وَالْوِلَايَةِ ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْ‌ءٍ كَمَا نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِأَرْبَعٍ وَتَرَكُوا هذِهِ » يَعْنِي الْوَلَايَةَ.(٤)

١٤٩٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ(٥) الْعَرْزَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنِ الصَّادِقِعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « أَثَافِيُّ(٧) الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ : الصَّلَاةُ ، وَالزَّكَاةُ ، وَالْوِلَايَةُ ، لَاتَصِحُّ(٨) وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا بِصَاحِبَتَيْهَا(٩) ».(١٠)

__________________

= ح ١٥ ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّهعليهم‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٥٧ ، عن هشام بن عجلان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في أنّ الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلّها ، ح ١٥٢٣.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ١٦٩٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٤.

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٢). في « ف » : « الخمس ».

(٣). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « والصوم والحجّ ».

(٤). راجع : ح ١ من هذا الباب ومصادره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٣ ، ح ١ ، إلى قوله : « والصوم والولاية » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢.

(٥). في«ج،د،ز،بس،بف،جر»:-«ابن».

(٦). هكذا في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : + « قال ».

(٧). « الاُثْفيّة » بالضمّ ويكسر : الحجر يوضع عليه القِدْر ، وجمعها : أثافيّ ، ويخفّف. والتشبيه بالأثافي للتنبيه على أنّ الإسلام لا يستقيم ولا يثبت بدونها كالقدر بدون الأثافي. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٥٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٥٦ ( أثف ).

(٨). في « ب » : « ولا تصحّ ». وفي « ز » : « لا يصحّ ». وفي « ص ، ف » : « لا تصلح ». وفي « ه ، بر ، بف » وحاشية « بس » : « لا يصلح ». وفي الوافي : « لا ( تصحّ - خ ل ) تصلح ».

(٩). في « ب ، ف » : « بصاحبها ». وفي « ج ، ص ، ه » : « بصاحبيها ». وفي « د ، بس » والوسائل : « بصاحبتها ».

(١٠).المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٨ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، =

٥٣

١٤٩٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ(١) ، وَالْوَلَايَةِ ».

قَالَ زُرَارَةُ : فَقُلْتُ : وَأَيُّ(٢) شَيْ‌ءٍ مِنْ(٣) ذلِكَ أَفْضَلُ؟

فَقَالَ(٤) : « الْوِلَايَةُ أَفْضَلُ ؛ لِأَنَّهَا مِفْتَاحُهُنَّ ، وَالْوَالِي(٥) هُوَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِنَّ ».

قُلْتُ : ثُمَّ الَّذِي يَلِي ذلِكَ فِي الْفَضْلِ؟

فَقَالَ(٦) : « الصَّلَاةُ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : الصَّلَاةُ عَمُودُ(٧) دِينِكُمْ ».

قَالَ(٨) : قُلْتُ : ثُمَّ الَّذِي يَلِيهَا(٩) فِي الْفَضْلِ؟

قَالَ : « الزَّكَاةُ ؛ لِأَنَّهُ قَرَنَهَا بِهَا ، وَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَهَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الزَّكَاةُ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ(١٠) ».

قُلْتُ : وَالَّذِي(١١) يَلِيهَا(١٢) فِي الْفَضْلِ؟

قَالَ : « الْحَجُّ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) (١٣) ؛ وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَحَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ خَيْرٌ مِنْ‌

__________________

= ج ٤ ، ص ٩٧ ، ح ١٧٠٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٥.

(١). في « ص ، ف ، ه ، بر ، بف » والبحار وتفسير العيّاشي وفضائل الأشهر الثلاثة : « والصوم والحجّ ».

(٢). في « ه » والمحاسن : « فأيّ ».

(٣). في « ه » والمحاسن : - « شي‌ء من ».

(٤). في « ه ، بس » والبحار وتفسير العيّاشي : « قال ».

(٥). في « ف » : « فالوالي ».

(٦). في « ب » والمحاسن وتفسير العيّاشي : « قال ».

(٧). في الوافي : « عماد ( عمود - خ ل ) ».

(٨). في الوسائل،ح ٢: -«إنّ رسول الله-إلى - قال ».

(٩). في « ه » والمحاسن : « يليه ».

(١٠). في الوسائل ، ح ٢ : - « وقال رسول الله - إلى - الذنوب ».

(١١). في الوسائل ، ح ٢ والمحاسن وتفسير العيّاشي : « فالذي ».

(١٢). في « ه » والمحاسن : « يليه ».

(١٣) آل عمران (٣) : ٩٧.

٥٤

عِشْرِينَ صَلَاةً نَافِلَةً ، وَمَنْ طَافَ بِهذَا الْبَيْتِ طَوَافاً أَحْصى فِيهِ أُسْبُوعَهُ وَأَحْسَنَ رَكْعَتَيْهِ ، غَفَرَ اللهُ(١) لَهُ ؛ وَقَالَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ الْمُزْدَلِفَةِ مَا قَالَ(٢) ».

قُلْتُ : فَمَا ذَا(٣) يَتْبَعُهُ(٤) ؟ قَالَ : « الصَّوْمُ ».

قُلْتُ : وَمَا بَالُ الصَّوْمِ صَارَ آخِرَ ذلِكَ أَجْمَعَ؟

قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصَّوْمُ جُنَّةٌ(٥) مِنَ النَّارِ ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ(٦) : « إِنَّ أَفْضَلَ الْأَشْيَاءِ مَا إِذَا(٧) فَاتَكَ لَمْ تَكُنْ(٨) مِنْهُ تَوْبَةٌ دُونَ أَنْ تَرْجِعَ(٩) إِلَيْهِ فَتُؤَدِّيَهُ(١٠) بِعَيْنِهِ ، إِنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالْوِلَايَةَ لَيْسَ يَنْفَعُ(١١) شَيْ‌ءٌ(١٢) مَكَانَهَا(١٣) دُونَ أَدَائِهَا ، وَإِنَّ الصَّوْمَ إِذَا فَاتَكَ أَوْ قَصَّرْتَ(١٤) أَوْ سَافَرْتَ فِيهِ ، أَدَّيْتَ مَكَانَهُ أَيَّاماً غَيْرَهَا(١٥) ، وَجَزَيْتَ(١٦) ذلِكَ الذَّنْبَ بِصَدَقَةٍ ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْكَ ، وَلَيْسَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ شَيْ‌ءٌ يُجْزِيكَ مَكَانَهُ غَيْرُهُ ».

__________________

(١). في « ب ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار والمحاسن وتفسير العيّاشي : - « الله».

(٢). في الوسائل ، ح ٢ : - « وقال الله عزّ وجلّ - إلى - ما قال ».

(٣). في « ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » : « بماذا ». وفي حاشية « د ، بر ، بس » والوسائل ، ح ٢ : « ماذا ».

(٤). في « ه » : « نتبعه ».

(٥). « الجُنّة » : الدِّرع. وكلّ ما وقاك فهو جُنَّتك.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ( جنّ ).

(٦). في شرح المازندراني : - « قال ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والمحاسن : + « أنت ». قال المازندراني : « الظاهر أنّ لفظ « أنت » زائد ». (٨). في«ب،ج،ف،ه،بف»والمحاسن:«لم يكن».

(٩). في « ز ، بر » : « يرجع ».

(١٠). في « ه » : « فيؤدّيه ».

(١١). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بف » والوافي والبحار وتفسير العيّاشي. وفي « بس » : « ليس ينتفع ». وفي المطبوع : « ليس يقع ». (١٢). في « بس » : « بشي‌ء ».

(١٣) في « ه » : « شي‌ء ينفع مكانها » بدل « يقع شي‌ء مكانها ».

(١٤) يجوز فيه التخفيف أيضاً. وفي تفسير العيّاشي : « أفطرت ».

(١٥) في « بف » : « غيره ».

(١٦) في « د ، ز ، ه » والوافي والمحاسن : « وجبرت ». وفي تفسير العيّاشي : « وفديت ».

٥٥

قَالَ : ثُمَّ قَالَ(١) : « ذِرْوَةُ(٢) الْأَمْرِ وَسَنَامُهُ(٣) وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ الْأَشْيَاءِ وَرِضَا(٤) الرَّحْمنِ الطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ(٥) ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) (٦) أَمَا لَوْ أَنَّ رَجُلاً قَامَ لَيْلَهُ وَصَامَ نَهَارَهُ(٧) وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ وَحَجَّ جَمِيعَ دَهْرِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ وَلَايَةَ وَلِيِّ اللهِ فَيُوَالِيَهُ وَيَكُونَ(٨) جَمِيعُ أَعْمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَيْهِ(٩) ، مَا كَانَ لَهُ عَلَى اللهِ حَقٌّ فِي ثَوَابِهِ(١٠) ، وَلَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ». ثُمَّ قَالَ : « أُولئِكَ الْمُحْسِنُ مِنْهُمْ يُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ(١١) ».(١٢)

__________________

(١). في « بس » : + « إنّ ».

(٢). الذِّروَة - بالكسر والضمّ - من كلّ شي‌ء : أعلاه.المصباح المنير ، ص ٢٠٨ ( ذرو ).

(٣). سَنام كلّ شي‌ء : أعلاه. مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٩٢ ( سنم ).

(٤). في « ج ، د ، ه ، بر ، بس » : « رضاء ».

(٥). في الكافي ، ح ٤٨٣ : + « ثمّ قال ».

(٦). النساء (٤) : ٨٠. وفي الوسائل ، ح ٢٩٨ : - « إنّ الله - إلى –( حَفِيظًا ) ».

(٧). في الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « صام نهاره وقام ليله ».

(٨). في « ب » والوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « وتكون ». وفي « ز » : « فيكون ».

(٩). في حاشية « د ، ز » : « إليها ».

(١٠). في الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « على الله ثواب » بدل « على الله حقّ في ثوابه ».

(١١). في حاشية « بف » : « بفضله ورحمته » وفي الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : - « ثمّ قال - إلى - رحمته ».

(١٢).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح ٤٨٣ ، من قوله : « ذروة الأمر وسنامه » إلى قوله :( عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) ؛ وفيه ، كتاب الصيام ، باب ما جاء في فضل الصوم والصائم ، ح ٦٢٥٢ ، وفيهما عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى.التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٨ ، معلّقاً عن الكليني في ح ٦٢٥٢.فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١١٩ ، ح ١١٧ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « الحجّ والصوم والولاية » مع قطعة اخرى وهي : « وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الصوم جنّة من النار ».المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٠ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ١٨٧٠ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « الحجّ والصوم والولاية » ؛وفيه ، ح ١٨٧١ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « الصوم جنّة من النار ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٠٩ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « ليس من تلك الأربعة شي‌ء يجزيك مكانه غيره ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٩ ، ح ١٦٩٩ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٣ ، ح ٢ ، إلى قوله : « قلت : فماذا يتبعه؟ قال : الصوم » ؛وفيه ، ص ١١٩ ، ح ٢٩٨ ، من قوله : =

٥٦

١٤٩٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَخْبِرْنِي بِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ ، الَّتِي لَايَسَعُ أَحَداً التَّقْصِيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا ، الَّتِي(١) مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا فَسَدَ(٢) دِينُهُ وَلَمْ يُقْبَلْ(٣) مِنْهُ(٤) عَمَلُهُ ، وَمَنْ عَرَفَهَا وَعَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِينُهُ وَقُبِلَ(٥) مِنْهُ عَمَلُهُ ، وَلَمْ يَضِقْ بِهِ(٦) مِمَّا(٧) هُوَ فِيهِ لِجَهْلِ(٨) شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأُمُورِ جَهِلَهُ(٩) ؟

فَقَالَ(١٠) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَالْإِيمَانُ بِأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ(١١) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ(١٢) فِي.............................................. ‌

__________________

= « قال ذروة الأمر وسنامه » ، إلى قوله : « في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان » ؛وفيه ، ج ٢٧ ، ص ٦٥ ، ح ٣٣٢١٣ ، من قوله : « أما لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره » إلى قوله : « ولا كان من أهل الإيمان » ؛وفيه ، ص ٤٢ ، ح ٣٣١٦٣ ، من قوله : « أما لو أنّ رجلاً قام ليله » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٠.

(١). هكذا في « ب ، ه ، بر ، بف » والبحار وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع وسائر النسخ : « الذي ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بس ، بف » والوافي والبحار وتفسير العيّاشي : + « عليه ».

(٣). هكذا في معظم النسخ. وفي « جم » والمطبوع : + « الله ».

(٤). في « ز » : - « منه ».

(٥). في « ه » : « ويقبل ».

(٦). في « ب ، ج ، د ، ز ، ه ، بف » والوافي : « ولم يضرّ به ».

(٧). فيمرآة العقول : « في بعض النسخ : فيما ، مكان ممّا ».

(٨). في « ب ، ه » وتفسير العيّاشي : « بجهل ».

(٩). اتّفق المازندراني والمجلسي في كون « جهله » فعلاً ماضياً صفةً ل- « شي‌ء » ، واختلفا في فاعل « لم يضق » ، فهو عند المازندراني قوله : « جهلُ شي‌ء جَهِلَه من الامور التي هي ليست من الدعائم ». وعند المجلسي قوله : « ممّا هو فيه » ، أو كلمة « شي‌ء » على أن يقرأ « لجهل » بالتنوين ، و « شي‌ء » بالرفع. وقال الفيض فيالوافي : « لم يضرّ به » على البناء للمفعول ، و « جهله » فعل ماض ، و « من » في « ممّا » صلة الضرر. أو على البناء للفاعل ، و « جهله » على المصدر فاعله ، و « من » ابتدائيّة ، والجملة معترضة ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٦٤ ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٠٩ ؛الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٢.

(١٠). في « ه » وحاشية « بف » : « قال ». وفي البحار : « قال ، فقال ».

(١١). في « ز ، بر ، بس » وتفسير العيّاشي : - « به ».

(١٢). يجوز فيه الجرّ عطفاً على الموصول ، والرفع عطفاً على شهادة ، أو خبراً للزكاة. والزكاة على الأوّل =

٥٧

الْأَمْوَالِ(١) الزَّكَاةُ ، وَالْوَلَايَةُ(٢) الَّتِي أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قَالَ : فَقُلْتُ(٣) لَهُ : هَلْ(٤) فِي الْوَلَايَةِ شَيْ‌ءٌ دُونَ شَيْ‌ءٍ فَضْلٌ(٥) يُعْرَفُ(٦) لِمَنْ أَخَذَ بِهِ؟

قَالَ : « نَعَمْ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٧) وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ مَاتَ وَ(٨) لَايَعْرِفُ(٩) إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَكَانَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَكَانَ عَلِيّاً(١٠) عليه‌السلام ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : كَانَ(١١) مُعَاوِيَةَ ؛ ثُمَّ كَانَ الْحَسَنَ،

__________________

= والثاني بدل عنه. واستبعد المجلسي الثاني ، ثمّ قال : « يمكن أن يقرأ حقّ على بناء الماضي المجهول ».

(١). في « ف » : « الأعمال ».

(٢). فيالوافي : « وأرادعليه‌السلام بالولاية المأمور بها - بالكسر - الإمارة وأولويّة التصرّف ». وفي مرآة العقول : « أقول : بل الوَلاية - بالفتح - بمعنى المحبّة والنصرة والطاعة ، واعتقاد الإمامة هنا أنسب كما لا يخفى ».

(٣). في « ب ، ج » : « قلت ».

(٤). في « ب ، د ، بس » : - « هل ».

(٥). في « بس » : « فصل » بالمهملة. وفيمرآة العقول ، : « قوله : هل في الولاية شي‌ء ، أقول : هذا الكلام يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون المراد : هل في الإمامة شرط مخصوص وفضل معلوم يكون في رجل خاصّ من آل محمّد بعينه يقتضي أن يكون هو وليّ الأمر دون غيره يعرف هذا الفضل لمن أخذ به ، أي بذلك الفضل وادّعاه وادّعى الإمامة ، فيكون من أخذ به الإمام؟ أو يكون معروفاً لمن أخذ وتمسَّك به وتابع إماماً بسببه ، ويكون حجّته على ذلك؟ فالمراد بالموصول الموالي للإمام.

الثاني : أن يكون المراد به : هل في الولاية دليل خاصّ يدلّ على وجوبها ولزومها فضل؟ أي فضل بيان وحجّة. وربّما يقرأ بالصاد المهملة ، أي برهان فاصل قاطع ، يعرف هذا البرهان لمن أخذ به ، أي بذلك البرهان. والأخذ يحتمل الوجهين ، ولكلّ من الوجهين شاهد في ما سيأتي.

ويمكن الجمع بين الوجهين بأن يكون قوله : شي‌ء دون شي‌ء ، إشارة إلى الدليل ، وقوله : فضل ، إشارة إلى شرائط الإمامة وإن كان بعيداً.

وحاصل جوابه أنّه لـمّا أمر الله بطاعة اولى الأمر مقرونة بطاعة الرسول وبطاعته فيجب طاعتهم ولا بدّ من معرفتهم ، وقال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات ولم يعرف إمام زمانه - أي من يجب أن يقتدي به في زمانه - مات ميتة جاهليّة ، والميتة بالكسر : مصدر للنوع ، أي كموت أهل الجاهليّة على الكفر والضلال ، فدلّ على أنّ لكلّ زمان إماماً لا بدّ من معرفته ومتابعته ». (٦). في « ف » : « تعرف » أي الإمامة.

(٧). النساء (٤) : ٥٩.

(٨). في «ب، ج، د،ه،بس،بف» والوافي : - « و ».

(٩). في « ص ، ف » : « ولم يعرف ».

(١٠). في «ه،بر،بس،بف»:« عليّ ». والخبر محذوف.

(١١). في البحار : « وكان ».

٥٨

ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنَ ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : يَزِيدَ(١) بْنَ مُعَاوِيَةَ وَحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ(٢) ؛ وَلَا سَوَاءَ وَلَا سَوَاءَ(٣) ».

قَالَ(٤) : ثُمَّ سَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : « أَزِيدُكَ؟ » فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ الْأَعْوَرُ : نَعَمْ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « ثُمَّ كَانَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ كَانَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ ، وَكَانَتِ الشِّيعَةُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُمْ لَايَعْرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ، فَفَتَحَ(٥) لَهُمْ ، وَبَيَّنَ لَهُمْ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى صَارَ النَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ مِنْ(٦) بَعْدِ مَا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى النَّاسِ ، وَهكَذَا يَكُونُ الْأَمْرُ(٧) ، وَالْأَرْضُ لَاتَكُونُ إِلَّا بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ لَا(٨) يَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَأَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ إِذَا(٩) بَلَغَتْ نَفْسُكَ(١٠) هذِهِ - وَأَهْوى(١١) بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ - وَانْقَطَعَتْ عَنْكَ الدُّنْيَا تَقُولُ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى أَمْرٍ حَسَنٍ(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). في « ه » : + « و ». ويجوز فيه وما عطف عليه الرفع والنصب.

(٢). احتمل فيمرآة العقول : زيادة حسين بن عليّ من الرواة أو النسّاخ ، واحتمل كونه مبتدأً ، وخبره - وهو حيّ - محذوفاً ، وقال : « وقد يقرأ حسين بالتنوين فيكون ابن عليّ خبراً فالمعنى : وقال آخرون : يزيد بن معاوية والحسين متعارضان ». ثمّ ذكر وجوهاً اُخرى أيضاً.

(٣). في « ص ، بر ، بف » والوافي : - « ولا سواء ». وفي « ز » والبحار : + « ولا سواء » ، أي مرّة ثالثة. وفيالوافي : « أي لا سواء عليّ ومعاوية ، ولا الحسين ويزيد حتّى لا يعرف الفضل ويلتبس الأمر ؛ فهو جواب لقول السائل : يعرف لمن أخذ به ». (٤). في « ه » : - « قال ».

(٥). في العيّاشي : « فحجّ ».

(٦). في « بف » : - « من ».

(٧). فيالمرآة : « أي هكذا يكون أمر الإمامة دائماً مردّداً بين معصوم من أهل البيت بيّن فضله وورعه وعصمته ، وجاهل فاسق بيّن الجهالة والفسق من خلفاء الجور » ‌ (٨). في « ف » : « ولا ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، ز ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « إذ ».

(١٠). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « نفسه ».

(١١). في « ه ، بر » وحاشية « بف » : « وأومأ ».

(١٢). فيشرح المازندراني : « وهو الإقرار بالولاية ومتابعة وليّ الأمر. وفيه إشارة عظيمة ودلالة واضحة على أنّ المؤمن في جميع أزمنة عمره محتاج إلى الإمام ؛ لأنّه نور قلبه وسبب هدايته ، سيّما وقت الاحتضار ، فإنّ احتجاجه إليه حينئذٍ أشدّ وأقوى ».

(١٣)تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٧٥ ، عن يحيى بن السريّ ، إلى قوله : « والأرض لا تكون إلّابالإمام ». =

٥٩

* أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.

١٤٩٦/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ(١) ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ(٢) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَجْلَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ(٣) : الْوِلَايَةِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَالْحَجِّ ».(٤)

١٤٩٧/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٥) :

__________________

=تفسير فرات ، ص ١٠٩ ، ح ١١١ ، وفيه : « حدّثني إبراهيم بن سليمان معنعناً عن عيسى بن السريّ » إلى قوله : « مات ميتة جاهليّة وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان عليّاًعليه‌السلام » وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٩١ ، ح ١٧٠٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٧ ، ح ١١.

(١). في البحار : - « عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ». وهو سهوٌ ؛ فقد روى سهل [ بن زياد ] عن [ أحمد بن محمّد ] بن أبي نصر عن مثنّى [ الحنّاط ] في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٦١٦ - ٦١٧ ؛ ج ٢٢ ، ص ٣٤٧ - ٣٤٨.

(٢). في « ص ، ه ، بر ، بس ، جر » : « الخيّاط ». وهو سهو ؛ فإنّ مثنّى هذا هو المثنّى بن الوليد الحنّاط. فقد وردت رواية الوشّاء عن مثنّى عن عبد الله بن عجلان فيالكافي ، ح ١١٠٢ و ١١٠٧. ووردت رواية الحسن بن عليّ الوشّاء عن مثنّى الحنّاط عن عبد الله بن عجلان فيالكافي ، ح ١١١٦. والحسن بن عليّ الوشّاء هذا هو الحسن بن عليّ الخزّاز الذي روى كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط عنه. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٤٦٨ ، الرقم ٧٤٨ ؛ وص ١٣٨ ، الرقم ٢٠٢ ؛رجال النجاشي ، ص ٣٩ ، الرقم ٨٠.

(٣). في « ف » : + « على ». وفي « ه » وحاشية « بف » والبحار : + « دعائم ».

(٤).الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٨ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٤ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٨٦ ، ح ٦٥ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٠٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ١١ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣١ ، ح ٧.

(٥). هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، ه ، بر ، بف ، جر » والبحار. وفي المطبوع : « فضيل ». وفي « ز ، بس » وحاشية « جر » : « الفضل ». وهو سهو ؛ فقد تقدّم فيالكافي ، ح ١٤٩٢ مضمون الخبر عن أبان بن عثمان ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

والمراد من «الوازرة» من يتحمّل الوزر(١) .

ولمزيد الإيضاح يضيف القرآن قائلا :( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ) (٢) .

«السعي» في الأصل معناه السير السريع الذي لا يصل مرحلة الركض ، إلّا أنّه يستعمل غالبا في الجدّ والمثابرة ، لأنّ الإنسان يؤدّي حركات سريعة في جدّه ومثابرته سواء كان ذلك في الخير أو الشرّ!

والذي يسترعي الانتباه أنّ القرآن لا يقول : وان ليس للإنسان إلّا ما أدّى من عمل بل يقول : إلّا ما سعى. وهذا التعبير إشارة إلى أنّ على الإنسان أن يجدّ ويثابر فذلك هو المطلوب منه وإن لم يصل إلى هدفه ، فالعبرة بالنيّة ، فإذا نوى خيرا أعطاه الله ثوابه ، لأنّ الله يتقبّل النيّات والمقاصد لا الأعمال المؤدّاة فحسب.

أمّا الآية التالية فتقول :( وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ) فالإنسان لا يرى غدا نتائج أعماله التي كانت في مسير الخير أو الشرّ فحسب ، بل سيرى أعماله نفسها يوم الحساب ، كما نجد التصريح بذلك في الآية (٣٠) من سورة آل عمران :( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ) .

كما ورد التصريح بمشاهدة الأعمال الصالحة والطالحة عند القيامة في سورة الزلزلة الآيتين (٧) و٨) :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ! أمّا الآية الأخيرة من الآيات محل البحث فتقول :( ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى ) (٣) .

والمراد من «الجزاء الأوفى» هو الجزاء الذي يكون طبقا للعمل. وبالطبع هذا

__________________

(١) أتت لفظ الوازرة لكونه وصفا للنفس المحذوفة في الآية ومثلها تأنيث اخرى.

(٢) كلمة «ما» في «ما سعى» مصدرية.

(٣) نائب الفاعل في يجزاه ضمير يعود على الإنسان والهاء في يجزاه تعود على العمل (مع حذف حرف الجرّ) وتقدير الآية هكذا ثمّ يجزى الإنسان بعمله أو على عمله الجزاء الأوفى يقول الزمخشري في الكشّاف : يمكن أن لا يكون هناك حرف مقدّر لأنّه يقال يجزى العبد سعيه إلّا أنّه ينبغي الالتفات إلى أنّه يقال مثلا جزاه الله على عمله ويندر أن يقال جزاه الله عمله ، والجزاء الأوفى يمكن أن يكون مفعولا ثانيا أو مفعولا مطلقا.

٢٦١

لا ينافي لطف الله وتفضّله بأن يضاعف الجزاء على الأعمال الصالحة عشرة أضعاف أو عشرات الأضعاف ومئاتها وإلى ما شاء الله! وما فسّره بعضهم بأنّ «الجزاء الأوفى» معناه الجزاء الأكثر في شأن الحسنات ، لا يبدو صحيحا ، لأنّ كلام هذه الآية يشمل الذنوب والأعمال الطالحة ، بل الكلام فيها أساسا على الوزر والذنب «فلاحظوا بدقّة»!

* * *

بحوث

١ ـ ثلاثة اصول إسلامية مهمّة

أشير في الآيات ـ آنفة الذكر ـ إلى ثلاثة اصول من الأصول الإسلامية ، وقد أكّدت عليها الكتب السماوية السابقة وهي :

أ ـ كلّ إنسان مسئول عن ذنبه ووزره.

ب ـ ليس للإنسان في آخرته إلّا سعيه.

ج ـ يجزي الله كلّ إنسان على عمله الجزاء الأوفى.

وهكذا فإنّ القرآن يشجب الكثير من الأوهام والخرافات التي يهتمّ بها عامّة الناس أو السائدة بينهم وكأنّها مذهب عقائدي!

والقرآن لا ينفي ـ عن هذا الطريق ـ عقيدة العرب المشركين الذين يعتقدون أنّ بإمكان الإنسان أن يتحمّل وزر الآخر فحسب! بل ينفي الإعتقاد الذي كان سائدا ـ ولا يزال ـ بين المسيحيين ، وهو أنّ الله أرسل ابنه المسيح ليصلب ويذوق العذاب والألم ويحمل على عاتقه ذنوب المذنبين!.

وكذلك يحكم على جماعة من القسسة والرهبان بقبح عملهم لما كانوا يبيعونه من صكوك الغفران ومنح قطع الأراضي في الجنّة لمن يشاءون ، والعفو عن المخطئين!! فكلّ هذه الأمور باطلة.

٢٦٢

ومنطق العقل أيضا يقتضي أنّ كلّا مسئول عن عمله ، ويعود عليه عمله بالنفع أو الضرر.

وهذا المبدأ الإسلامي يؤدّي إلى أن يسعى الإنسان إلى الخير وأن يجتهد بدلا من الالتجاء إلى الخرافات أو أن يتحمّل آثامه غيره! وأن يتجنّب الذنب ويتّقي الله ، وإذا ما اتّفق له أن عثرت قدمه في معصية ، فعليه أن يبادر إلى التوبة ويجبر ذلك بالاستغفار والعمل الصالح!

وتأثير هذه العقيدة التربوية في الناس واضح تماما ولا يقبل الإنكار ، كما أنّ أثر تلك المعتقدات الجاهلية الفاسدة ـ المخرّب لا يخفى على أحد.

وصحيح أنّ هذه الآيات ناظرة إلى السعي والمثابرة والعمل للآخرة ورؤية الثواب في الآخرة! إلّا أنّ الملاك والمعيار الأصلي له يتجلّى في الدنيا أيضا أي أنّ الأفراد المؤمنين لا ينبغي لهم أن يتوقّعوا من الآخرين أن يعملوا لهم ويحلّوا مشاكلهم الاجتماعية ، بل عليهم أنفسهم أن ينهضوا ويجدّوا ويثابروا أبدا.

ويستفاد من هذه الآيات أصل حقوقي في المسائل الجزائية أيضا ، وهو أنّ الجزاء أو العقاب إنّما ينال المذنب الحقيقي ، وليس لأحد أن يجعل إثم غيره في ذمّته!

٢ ـ سوء الاستفادة من مفاد الآية :

كما بيّنا آنفا ، فإنّ هذه الآيات بقرينة الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها ناظرة إلى سعي الإنسان لأمور الآخرة ، إلّا أنّه مع هذه الحال ـ لما كان ذلك على أساس حكم عقلي مسلّم به فيمكن تعميم السعي والجدّ حتّى يشمل السعي لأمور الدنيا ويشمل أيضا الجزاء الدنيوي ، إلّا أنّ ذلك لا يعني أن يتأثّر بعضهم بالمذاهب الاشتراكية فيقول : إنّ مفهوم الآية أنّ المالكية إنّما تحصل عن طريق العمل فحسب ، وبذلك يخطّي قانون الإرث والمضاربة والإجارة وأمثالها!

٢٦٣

والعجب أنّه ينادي بالإسلام ويستدلّ بآيات القرآن أيضا مع أنّ مسألة الإرث من الأصول الإسلامية القطعية ، وكذلك الخمس والزكاة! علما بأنّه لم يسع الوارث إلى إرثه ولا مستحقّو الزكاة أو الخمس إليهما ، ولم يقع سعي في مواطن النذر والوصايا ومع كلّ ذلك فإنّ القرآن الكريم ذكر هذه الأمور.

وبتعبير آخر أنّ هذا هو الأصل ، إلّا أنّه غالبا ما يوجد استثناء أمام كلّ أصل ، فمثلا الولد يرث أباه هذا أصل إسلامي ، لكن متى قتل الولد أباه أو خرج عن الإسلام حرم حقّ الإرث.

وكذلك نتيجة سعي كلّ شخص تعود عليه أو إليه ، هذا هو الأصل ، إلّا أنّه لا مانع من أن يعطي مقدار من المال للآخر طبقا لقرار الإجارة بين الطرفين ، وهو أصل قرآني(١) كذلك ، أو أن ينتقل المال عن طريق النذر أو الوصية ، كما صرّح به القرآن الكريم.

٣ ـ الجواب على سؤالين

يرد هنا سؤالان وينبغي أن نجيب عليها :

أوّلا : إذا كان ما يناله الإنسان يوم القيامة هو نتيجة سعيه ، فما معنى الشفاعة إذا؟!

والثّاني : إنّنا نقرأ في الآية (٢١) من سورة الطور في شأن أهل الجنّة :( أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ! مع أنّ الذريّة لم تسع في هذا المضمار ، ثمّ إنّنا نجد في الرّوايات الإسلامية أنّ الإنسان إذا عمل عملا صالحا فإنّ نتيجة ذلك تنعكس على أبنائه أيضا.

والجواب على هذه الأسئلة جملة واحدة وهي أنّ القرآن يقول أنّ الإنسان

__________________

(١) جاء هذا الأصل في قصّة موسى وشعيب في سورة القصص الآية (٢٧).

٢٦٤

ليس له أن يأخذ أكثر من سعيه وعمله ، إلّا أنّه لا يمنع أن ينال بعض الناس اللائقين نعما أخر عن طريق اللطف والتفضّل الإلهي.

فالاستحقاق شيء ، والتفضّل شيء آخر! كما أنّ الله يضاعف الحسنات عشرات المرّات بل مئات المرّات وآلافها أحيانا.

ثمّ ـ الشفاعة ـ كما ذكرنا في محلّه ـ ليست اعتباطا ـ بل هي بحاجة إلى السعي والجدّ وإيجاد العلاقة بالشافع أيضا ، وكذلك الأمر في شأن ذريّة الأشخاص الصالحين ، فإنّ القرآن يقول أيضا :( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ ) !.

٤ ـ صحف إبراهيم وموسى

«الصحف» جمع صحيفة ، وتطلق هذه الكلمة على كلّ شيء واسع كما يقال مثلا صحيفة الوجه ، ثمّ استعملوا هذه الكلمة على صفحات الكتاب.

فالمراد من صحف موسى هي التوراة النازلة عليه وأمّا صحف إبراهيم فما نزل عليه من كتاب سماوي أيضا.

ينقل المرحوم الطبرسي في مجمع البيان حديثا عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تفسير سورة الأعلى وخلاصته ما يلي.

يسأل أبو ذرّ النّبي : يا رسول الله كم عدد الأنبياء؟

فيجيبه النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّهم مائة الف نبي وأربعة وعشرون ألفا.

فيسأله ثانية عن الرسل منهم : كم المرسلون؟

فيجيبه النبي : ثلاثمائة وثلاثة عشر وبقيّتهم أنبياء «والرّسول هو المأمور بالإنذار والإبلاغ في حين أنّ النّبي أعمّ منه مفهوما».

ويسأل أبو ذرّ مرّة اخرى : كان آدم نبيّا؟!

فيجيب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم ، كلّمه الله وخلقه بيده.

فيسأله أبو ذرّ : كم أنزل الله من كتاب؟ فيجيب النبي : مائة وأربعة كتب أنزل الله

٢٦٥

منها على آدم عشر صحف ، وعلى شيث خمسين صحيفة وعلى أخنوخ وهو «إدريس» ثلاثين صحيفة ، وهو أوّل من خطّ بالقلم ، وعلى إبراهيم عشر صحائف ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان»(١) .

٥ ـ المسؤولية عن الأعمال في كتب السابقين

الذي يلفت النظر أنّ التّوراة الحالية أوردت المضمون الذي ذكرته الآيات محلّ البحث في كتاب حزقيل إذ جاء فيه :

«الجاني الذي يذنب سيموت ، والابن لا يحمل عبء أبيه والأب لا يحمل ذنب ابنه»(٢) .

وجاء هذا المعنى ذاته أيضا في مورد القتل في سفر التثنية من التوراة.

«لا يقتل الآباء عوضا عن الأبناء ولا يقتل الأبناء عوضا عن الآباء ، فكلّ يقتل بذنبه»(٣) .

وبالطبع فإنّ كتب الأنبياء الأصلية ليست في متناول اليد ، وإلّا لكان من الممكن أن نعثر على موارد أكثر في شأن هذا الأصل وأمثاله.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٧٦ وذكر هذا الحديث في روح البيان أيضا ، ج ٩ ، ص ٢٤٦.

(٢) كتاب حزقيل ، الفصل ١٨ ص ٢٠.

(٣) التوراة ، سفر التثنية ، باب ٢٤ الرقم ١٦.

٢٦٦

الآيات

( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى (٤٩) )

التّفسير

كلّ شيء ينتهى إليه :

في هذه الآيات تتجلّى بعض صفات الله التي ترشد الإنسان إلى مسألة التوحيد وكذلك المعاد أيضا.

ففي هذه الآيات وإكمالا للبحوث الواردة في شأن جزاء الأعمال يقول القرآن :( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) .

وليس الحساب والثواب والجزاء في الآخرة بيد قدرته فحسب ، فإنّ الأسباب والعلل جميعها تنتهي سلسلتها إلى ذاته المقدّسة ، وجميع تدبيرات هذا العالم تنشأ من تدبيراته ، وأخيرا فإنّ ابتداء هذا العالم والموجودات وانتهاؤها كلّها

٢٦٧

منه وإليه ، وتعود إلى ذاته المقدّسة.

ونقرأ في بعض الرّوايات في تفسير هذه الآية عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «إذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا»(١) .

أي لا تتكلّموا في ذات الله فإنّ العقول تحار فيه ولا تصل إلى حدّ فإنّه لا يمكن للعقول المحدودة أن تفكّر في ما هو غير محدود لأنّه مهما فكّرت العقول فتفكيرها محدود وحاشا لله أن يكون محدودا.

وبالطبع فإنّ هذا التّفسير يبيّن مفهوما آخر لهذه الآية ولا ينافي ما ذكرناه آنفا ويمكن الجمع بين المفهومين في الآية.

ثمّ يضيف القرآن في الآية التالية مبيّنا حاكمية الله في أمر ربوبيته وانتهاء امور هذا العالم إليه فيقول :( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ) (٢) ( مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى ) !

وهذه الآيات الأربع وما قبلها في الحقيقة هي بيان جامع وتوضيح طريف لمسألة انتهاء الأمور إليه وتدبيره وربوبيته ، لأنّها تقول : إنّ موتكم وحياتكم بيده واستمرار النسل عن طريق الزوجين بيده ، وكلّ ما يحدث في الحياة فبأمره ، فهو يضحك ، وهو يبكي ، وهو يميت ، وهو يحيي ، وهكذا فإنّ أساس الحياة والمعوّل عليه من البداية حتّى النهاية هو ذاته المقدّسة.

وقد جاء في بعض الأحاديث ما يوسع مفهوم الضحك والبكاء في هذه الآية ففسّرت بأنّه سبحانه : أبكى السماء بالمطر وأضحك الأرض بالنبات(٣) .

وقد أورد بعض الشعراء هذا المضمون في شعره فقال :

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم طبقا لما جاء في نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٧٠.

(٢) هذه الأفعال وإن جاءت بصيغة الماضي إلّا أنّها تعطي معنى الفعل المضارع أيضا والدلالة على الدوام (فلاحظوا بدقّة).

(٣) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٧٢.

٢٦٨

انّ فصل الربيع فصل جميل

تضحك الأرض من بكاء السماء

وما يسترعي النظر أنّ القرآن أشار إلى صفتي الضحك والبكاء دون سائر أفعال الإنسان ، لأنّ هاتين الصفتين خاصّتان بالإنسان وغير موجودتين في الحيوانات الاخر أو نادرتان جدّا.

أمّا تصوير انفعالات الإنسان عند الضحك أو البكاء وعلاقتهما بالتغيّرات في نفس الإنسان وروحه فانّها غريبة وعجيبة جدّا ، وكلّ هذه الأمور في مجموعها يمكن أن تكون آية واضحة من آيات المدبّر الحقّ ، بالإضافة إلى التناسب الموجود بين الضحك والبكاء والحياة والفناء!

وعلى كلّ حال ، فانتهاء جميع الأمور إلى تدبير الله وربوبيته لا ينافي أصل الإختيار وحرية إرادة الإنسان ، لأنّ الإختيار وحرية الإرادة في الإنسان أيضا من قبل الله وتدبيره وتنتهي إليه!.

وبعد ذكر الأمور المتعلّقة بالربوبية والتدبير من قبل الله يتحدّث القرآن عن موضوع المعاد فيقول :( وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى ) .

«النشأة» : معناها الإيجاد والتربية ، و «النشأة الاخرى» ليست شيئا سوى القيامة!

والتعبير بـ «عليه» من جهة أنّ الله لمّا خلق الناس وحمّلهم الوظائف والمسؤوليات وأعطاهم الحرية وكان بينهم المطيعون وغير المطيعون والظلمة والمظلومون ولم يبلغ أي من هؤلاء جزاءه النهائي في هذا العالم ، اقتضت حكمته أن تكون نشأة اخرى للتحقّق العدالة.

أضف إلى ذلك فإنّ الحكيم لا يخلق هذا العالم الواسع لأيّام أو سنوات محدودة بما فيها من مسائل غير منسجمة ، فلا بدّ أن يكون مقدّمة لحياة أوسع تكمن فيها قيمة هذا الخلق الواسع ، وبتعبير آخر إذا لم تكن هناك نشأة اخرى فإيجاد هذا العالم لا يبلغ هدفه النهائي!

٢٦٩

وممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ الله سبحانه جعل هذا الوعد لعباده وعدا محتوما على نفسه ، وصدق كلام الله يوجب أن لا يخلف وعده.

ثمّ يضيف القرآن في الآية التالية قائلا :( وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى ) فالله سبحانه لم يرفع حاجات الإنسان المادية عنه بلطفه العميم فحسب ، بل أولاده غنى يرفع عنه حاجاته المعنوية من امور التربية والتعليم والتكامل عن طريق إرسال الرسل إليه وإنزال الكتب السماوية وإعطائه المواهب العديدة.

«وأغنى» : فعل مشتق من غني ومعناه عدم الحاجة.

«وأقنى» : فعل مشتقّ من قنية على وزن جزية ، ومعناها الأموال التي يدّخرها الإنسان(١) .

فيكون معنى الآية على هذا النحو : هو أغنى أي رفع الحاجات الفعلية ، وأقنى معناه إيلاء المواهب التي تدخّر سواء في الأمور المادية كالحائط أو البستان والأملاك وما شاكلها ، أو الأمور المعنوية كرضا الله سبحانه الذي يعدّ أكبر «رأس مال» دائم!

وهناك تفسير آخر لأقنى ، وهو أنّه ما يقابل أغنى ، أي أنّ الغنى والفقر بيد قدرته ، نظير ذلك ما جاء في الآية (٢٦) من سورة الرعد :( اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ ) .

إلّا أنّ هذا التّفسير لا ينسجم مع ما ورد عن «أقنى» من معنى في كتب اللغة والآية المذكورة في هذا الصدد لا يمكن أن تكون «شاهدا» على هذا التّفسير.

أمّا آخر آية من الآيات محلّ البحث فتقول :( وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى ) .

والتعويل في القرآن على «الشعرى» النجم المعروف في السماء بالإضافة إلى أنّه أكثر النجوم لمعانا ويطّلع عند السحر في مقربة من الجوزاء ممّا يلفت النظر

__________________

(١) راجع المفردات للراغب ، مادّة قني.

٢٧٠

تماما هذا التعويل والتصريح به لأنّ طائفة من المشركين العرب كانت تعبده ، فالقرآن يشير إلى أنّ الأولى بالعبادة هو الله لأنّه ربّ الشعرى «وربّكم».

وينبغي الالتفات ـ ضمنا ـ أنّ هناك نجمين معروفين باسم الشعرى أحدهما إلى الجنوب ويدعى بنجم الشعرى اليماني «لأنّ اليمن جنوب الجزيرة العربية» والآخر نجم الشعرى الشامي الواقع في الجهة الشمالية «والشام شمال الجزيرة أيضا» إلّا أنّ المعروف والمشهور هو الشعرى اليماني.

وهناك لطائف ومسائل خاصّة في هذا النجم «الشعرى» سنتحدّث عنه بعد قليل.

* * *

بحوث

١ ـ كلّ الدلائل تشير إليه

إنّ ما تثيره هذه الآيات في الحقيقة إشارة إلى هذا المعنى ، وهو أنّ أي نوع من أنواع التدبير في هذا العالم إنّما يعود إلى ذات الله المقدّسة ، بدءا من مسألة الموت والحياة ، إلى خلق الإنسان من نطفة لا قيمة لها ، وكذلك الحوادث المختلفة التي تقع في حياة الإنسان فتضحكه تارة وتبكيه اخرى ، كلّ ذلك من تدبير الله سبحانه.

والنجوم والكواكب المشرقة في السماء تطلع وتغيب بأمره وتحت ربوبيته.

وفي الأرض الغنى وعدم الحاجة وما يقتنيه الإنسان كلّ ذلك يعود إلى ذاته المقدّسة.

وبالطبع فإنّ النشأة الاخرى بأمره أيضا ، لأنّها حياة جديدة وامتداد لهذه الحياة واستمرارها.

هذا البيان ـ يبرز خطّ التوحيد من جهة ومن ـ جهة اخرى ـ خطّ المعاد ، لأنّ خالق الإنسان من نطفة لا قيمة لها في الرحم قادر على تجديد حياته أيضا.

٢٧١

وبتعبير آخر ، إنّ جميع هذه الأمور كاشفة عن توحيد أفعال الله وتوحيد ربوبيته أجل كلّ هذي الأصداء من إيحائه!

٢ ـ عجائب نجم الشعرى :

«نجم الشعرى» كما أشرنا إليه آنفا من أشدّ النجوم في السماء لمعانا وإشراقا وهو معروف بنجم الشعرى اليماني ، لأنّه يقع في جهة جنوب الجزيرة العربية ، وحيث أنّ اليمن في جنوب الجزيرة أيضا فقد أطلق عليه «باليماني»!

وكانت طائفة من العرب كقبيلة «خزاعة» تقدّس هذا النجم وتعبده وتعتقد أنّه مبدأ الموجودات على الأرض فتأكيد القرآن على أنّ الله ربّ الشعرى هو لإيقاظ هذه القبيلة وأمثالها من غفوتها ، لئلّا يشتبه المخلوق بالخالق ويجعل المربوب مكان الربّ كما كانت القبيلة آنفة الذكر عليه.

هذا النجم العجيب الخلقة لإشراقه الكثير عدّ ملك النجوم وله أسرار وعجائب نشير إليها في هذا البحث مع ملاحظة أنّ هذه الحقائق كانت في ذلك العصر مجهولة عند العرب وغيرهم عن الشعرى فإنّ تأكيد القرآن على هذا الموضوع ذو معنى غزير!

أ ـ طبقا للتحقيقات التي أجريت في المراصد المعروفة في العالم عن «الشعرى» ظهر أنّ حرارة هذا النجم تبلغ ١٢٠ ألف درجة سانتيغراد!.

مع العلم أنّ حرارة سطح الشمس لا تتجاوز ٦٥٠٠ درجة سانتيغراد وهذا التفاوت بين الحرارتين يبيّن مدى حرارة الشعرى بالنسبة إلى الشمس.

ب ـ الجرم المخصوص لهذا النجم أثقل وزنا من الماء بمقدار خمسين ألف مرّة تقريبا ، أي أنّ وزن الليتر من الماء على الشعرى يعادل خمسين طنّا على سطح الأرض! مع أنّ من بين مجموع المنظومة الشمسية يعدّ كوكب عطارد أكثر الأجرام في وزنه النوعي ولا يتجاوز وزنه النوعي ستّة أضعاف الوزن النوعي للماء!

٢٧٢

فينبغي أن نعرف بهذا الوصف كم هذا النجم مثير للدهشة والعجب ، ومن أي عنصر يتألّف حتّى صار مضغوطا بهذا المستوى؟!

ج ـ يظهر نجم الشعرى ـ في قرننا ـ عند فصل الشتاء إلّا أنّ هذا النجم أو الكوكب كان يظهر في عصر منجمّي مصر في الصيف! وهو كوكب كبير يعادل عشرين ضعفا من كوكب الشمس ، ومسافته تبعد عن الأرض أكثر من مسافة الشمس بمقدار كبير وقد ذكروا أنّ مسافة بين الشعرى والأرض تعادل مليون مرّة المسافة بيننا وبين الشمس.

ونعرف أنّ سرعة النور في الثانية ٣٠٠ ألف ألف متر (ثلاثمائة ألف كيلومتر) وأنّ نور الشمس يصل إلينا خلال ثماني دقائق وثلاث عشرة ثانية مع أنّها تبعد عنّا مسافة خمسة عشر مليون كيلو «مترا» في حين أنّ شعاع الشعرى لا يصلنا إلّا بعد عشر سنين ، والآن قدّروا كم هي الفاصلة بين الشعرى والأرض!

د ـ لكوكب الشعرى نجم تابع له يدور حوله وهو من نجوم السماء الغامضة.

وأوّل من اكتشفه عالم يدعى بسل Besell عام ١٨٤٤ م إلّا أنّه رؤي عام ١٨٦٢ بالمجهر «التلسكوب» ويكمل هذا النجم دورته حول الشعرى في ٥٠ عاما(١) .

كلّ هذا يدلّ أنّ تعابير القرآن إلى أيّ مدى عميقة وذات معنى غزير ، وفي طيّات تعابيره حقائق كامنة إذا لم يقدّر لها أن تعرف في عصر نزولها فإنّها تتجلّى بمرور الزمان.

٣ ـ حديث عميق المحتوى عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

جاء في بعض الأحاديث أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ بقوم يضحكون فقال : لو تعلمون

__________________

(١) دائرة المعارف الإسلامية مادّة ، شعرى.

٢٧٣

ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا فنزل عليه جبرئيل فقال : إنّ الله هو أضحك وأبكى فرجع النّبي إليهم وقال ما خطوت أربعين خطوة حتّى أتاني جبرئيل فقال : ائت هؤلاء ، فقل لهم : إنّ الله أضحك وأبكى(١) .

وفي ذلك إشارة إلى أنّ المؤمن لا يلزمه أن يبكي دائما ، فالبكاء من خوف الله في محلّه مطلوب ، والضحك في محلّه مطلوب أيضا ، لأنّهما من الله!

وعلى كلّ حال ، فإنّ هذه التعابير لا تنافي أصل الإختيار وحرية الإرادة في الإنسان ، لأنّ الهدف هو بيان علّة العلل وخالق هذه الغرائز والإحساسات!

وعند ما نقرأ في الآية ٨٢ من سورة التوبة قوله تعالى :( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) فهذا الأمر وارد في المنافقين ، لأنّ الآيات التي قبل هذه الآية وبعدها تشهد بذلك!

الذي يلفت النظر أنّ القرآن يقسم في بداية السورة بالنجم فيقول :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وفي الآية محلّ البحث يقول في بيان صفات الله :( وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى ) فإذا جمعنا الآيتين جنبا إلى جنب فهمنا لم لا يصحّ عبادة الشعرى ، لأنّ كوكب الشعرى يأفل أيضا ، وهو أسير في قبضة قوانين الخلق!

* * *

__________________

(١) تفسير الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٣٠.

٢٧٤

الآيات

( وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (٥٠) وَثَمُودَ فَما أَبْقى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (٥٥) )

التّفسير

ألا تكفي دروس العبرة هذه؟!

هذه الآيات ـ كالآيات المتقدّمة ـ تستكمل المسائل المذكورة في الصحف الاولى وما جاء في صحف إبراهيم وموسى.

وكانت الآيات المتقدّمة قد ذكرت عشر مسائل ضمن فصلين :

الأوّل : كان ناظرا إلى مسئولية كلّ إنسان عن أعماله.

الثاني : ناظر إلى انتهاء جميع الخطوط والحوادث إلى الله سبحانه! أمّا الآيات محلّ البحث فتتحدّث عن مسألة واحدة ـ وإن شئت قلت ـ تتحدّث عن موضوع واحد ذلك هو مجازاة أربع امم من الأمم المنحرفة الظالمة وإهلاكهم ، وفي ذلك إنذار لأولئك الذين يلوون رؤوسهم عن طاعة الله ولا يؤمنون بالمبدأ والمعاد(١) .

__________________

(١) ينبغي الالتفات بأنّ هذه المسائل أو المواضيع المشار إليها في القرآن في أحد عشر فصلا ، كلّها بدأت بأنّ : فأوّلها جاء

٢٧٥

فتبدأ الآية الاولى من الآيات محلّ البحث فتقول :( وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى ) وصف عاد بـ «الاولى» إمّا لقدمها حتّى أنّ العرب تطلق على كلّ قديم أنّه «عاديّ» أو لوجود امّتين في التاريخ باسم «عاد» والامّة المعروفة التي كانت نبيّها هودعليه‌السلام تدعى بـ «عاد الاولى»(١) .

ويضيف القرآن في الآية التالية قائلا :( وَثَمُودَ فَما أَبْقى ) .

ويقول في شأن قوم نوح :( وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى ) .

لأنّ نبيّهم نوحا عاش معهم زمانا طويلا ، وبذل قصارى جهده في إبلاغهم ونصحهم ، فلم يستجب لدعوته إلّا قليل منهم ، وأصرّوا على شركهم وكفرهم وعتوّهم واستكبار هم وإيذائهم نبيّهم نوحا وتكذيبهم إيّاه وعبادة الأوثان بشكل فظيع كما سنعرض تفصيل ذلك في تفسير سورة نوح إن شاء الله.

وأمّا رابعة الأمم فهي «قوم لوط» المشار إليهم بقوله تعالى :( وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى ) .

والظاهر أنّ زلزلة شديدة أصابت حيّهم وقريتهم فقذفت عماراتهم نحو السماء بعد اقتلاعها من الأرض وقلبتها على الأرض ، وطبقا لبعض الرّوايات كان جبرئيل قد اقتلعها بإذن الله وجعل عاليها سافلها ودمّرها تدميرا( فَغَشَّاها ما غَشَّى ) (٢) .

أجل لقد أمطروا بحجارة من السماء ، فغشّت حيّهم وعماراتهم المنقلبة ودفنتها عن آخرها.

وبالرغم من أنّ التعبير في هذه الآية والآية السابقة لم يصرّح بقوم لوط ، إلّا

__________________

في الآية ٣٨ ألا تزر وازرة وزر اخرى وآخرها وأنّه أهلك عادا الاولى.

(١) مجمع البيان وروح المعاني ، وتفسير الرازي.

(٢) «ما» في ما غشّى يمكن أن تكون مفعولا به أو فاعلا نظير والسماء وما بناها إلّا أنّ الاحتمال الأوّل أكثر انسجاما مع ظاهر الآية وعلى كلّ حال فإنّ هذا التعبير يأتي للتهويل!

٢٧٦

أنّ المفسّرين فهموا منه كما فهموا من الآية ٧٠ من سورة التوبة والآية ٩ من سورة الحاقة هذا المعنى من عبارة المؤتفكات ، وقد احتمل بعضهم أنّه هذا التعبير يشمل كلّ المدن المقلوبة والنازل عليها العذاب من السماء ، إلّا أنّ آيات القرآن الاخر تؤيّد ما ذهب إليه المشهور بين المفسّرين!.

وقد جاء في الآية (٨٢) من سورة هود :( فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ) !

وجاء في تفسير علي بن إبراهيم أنّ المؤتفكة «المدينة المقلوبة» هي «البصرة»! لأنّه ورد في رواية أنّ أمير المؤمنين عليا خاطب أهلها بالقول : يا أهل البصرة ويا أهل المؤتفكة ويا جند المرأة وأتباع البهيمة!

غير أنّه من المعلوم أنّ هذا التعبير في كلام الإمام عليعليه‌السلام هو من باب التطبيق والمصداق ، لا التّفسير ، لاحتمال أن يكون أهل البصرة يومئذ فيهم شبه بأهل المؤتفكة من الناحية الأخلاقية وما ابتلي به قوم لوط من عذاب الله!

وفي ختام هذا البحث يشير القرآن إلى مجموع النعم الوارد ذكرها في الآيات المتقدّمة ويلمح إليها بصورة استفهام إنكاري قائلا :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى ) ؟

فهل تشّك وتتردّد بنعم الله ، كنعمة الحياة أو أصل نعمة الخلق والإيجاد ، أو نعمة أنّ الله هذه لا يأخذ أحدا بوزر أحد ، وما جاء في الصحف الاولى وأكّده القرآن؟!

وهل من شاكّ بهذه النعمة ، وهي أنّ الله أبعدكم عن البلاء الذي عمّ الأمم السابقة بكفرهم وشملكم بعفوه ورحمته؟!

أو هل هناك شكّ في نعمة نزول القرآن وموضوع الرسالة والهداية؟

صحيح أنّ المخاطب بالآية هو شخص النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا أنّ مفهومها شامل لجميع المسلمين ، بل الهدف الأصلي من هذه الآية إفهام الآخرين.

٢٧٧

«تتمارى»(١) مشتقّ من تماري ومعناه المحاجة والمجادلة المقرونة بالشكّ والتردّد!

«آلاء» جمع : ألأ ، أو إلي ـ على وزن فعل ـ والألئ معناها النعمة وبالرغم من أنّ بعض ما جاء في الآيات المتقدّمة ومن ضمنها إهلاك الأمم السابقة وتعذيبهم ليس مصداقا للنعمة إلّا أنّه من جهة كونه درسا للعبرة «للآخرين» ولأنّ الله لم يعذّب المسلمين وحتّى الكفّار المعاصرين لهم بذلك العذاب يمكن اعتبار ذلك نعمة عظيمة.

* * *

__________________

(١) بالرغم من أنّ باب التفاعل في اللغة العربية يدلّ على اشتراك طرفين في الفعل ، إلّا أن تتمارى هنا مخاطب به شخص واحد ، وهو أمّا لتعدّد الحالات أو للتأكيد «فلاحظوا بدقّة».

٢٧٨

الآيات

( هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (٥٦) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ (٥٨) أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (٦١) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (٦٢) )

التّفسير

اسجدوا له جميعا

تعقيبا على الآيات المتقدّمة التي كانت تتحدث عن إهلاك الأمم السالفة لظلمهم ، تتوجّه هذه الآيات ـ محلّ البحث ـ إلى المشركين ، والكفّار ومنكري دعوة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتخاطبهم بالقول :( هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى ) أي النّبي أو القرآن نذير كمن سبقه من المنذرين.

وقوله عن «القرآن أو النّبي «هذا نذير من النذر الاولى» يعني أنّ رسالة محمّد وكتابه السماوي لم يكن (أي منهما) موضوعا لم يسبق إليه ، فقد أنذر الله أمما بمثله في ما مضى من القرون ، فعلام يكون ذلك مثار تعجّبكم؟

وقال بعض المفسّرين إنّ المراد من( هذا نَذِيرٌ ) هو الإشارة إلى الإخبار

٢٧٩

الوارد في الآيات المتقدّمة عن نهاية الأمم السالفة ، لأنّ هذا الإخبار بنفسه نذير أيضا ، إلّا أنّ التّفسيرين السابقين أنسب كما يبدو.

ومن أجل أن يلتفت المشركون والكفّار إلى الخطر المحدق بهم ويهتّموا به أكثر يضيف القرآن قائلا :( أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ) .

أجل ، فقد اقترب وعد القيامة فأعدّوا أنفسكم للحساب ، والتعبير بـ «الآزفة» عن القيامة هو لاقترابها وضيق وقتها ، لأنّ الكلمة هذه مأخوذة من الأزف على وزن نجف. ومعناه ضيق الوقت ، وبالطبع فإنّ مفهومه يحمل الاقتراب أيضا

وتسمية القيامة بالآزفة في القرآن بالإضافة إلى هذه الآية محلّ البحث ، واردة في الآية ١٨ من سورة غافر أيضا وهو تعبير بليغ وموقظ ، وهذا المعنى جاء بتعبير آخر في سورة القمر (الآية الاولى)( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) ، وعلى كلّ حال فإنّ اقتراب القيامة مع الأخذ بنظر الإعتبار عمر الدنيا المحدود والقصير يمكن إدراكه بوضوح ، خاصّة ما ورد أنّ من يموت تقوم قيامته الصغرى.

ثمّ يضيف القرآن قائلا : أنّ المهمّ هو أنّه لا أحد غير الله بإمكانه إغاثة الناس في ذلك اليوم والكشف عمّا بهم من شدائد :( لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ ) (١) .

«الكاشفة» هنا معناه مزيحة الشدائد. إلّا أنّ بعضهم فسّرها بأنّها العامل لتأخير القيامة ، وبعضهم فسّرها بأنّها الكاشفة عن تاريخ وقوع يوم القيامة ، إلّا أنّ المعنى الأوّل أنسب ظاهرا.

وعلى كلّ حال ، فالحاكم والمالك وصاحب القدرة في ذلك الحين وكلّ حين هو الله سبحانه ، فإذا أردت النجاة فالتجئوا إليه وإلى لطفه وإذا طلبتم الدّعة والأمان فاستظلّوا بالإيمان به.

ويضيف القرآن في الآية التالية قائلا :( أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ) .

__________________

(١) الضمير في لها يعود على الآزفة وتأنيث الكاشفة ، لأنّها صفة للنفس المحذوفة ، وقال آخرون هي تاء المبالغة كالتاء في العلامة.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790