الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184442 / تحميل: 6197
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وبعد أشهر من القراءة والبحث عن الحقيقة والحوارات الطويلة حدث أمر أعتبره العامل المفصلي في اعتناقي للإسلام. كنت واقفة في غرفة ابني أحاول أن أصلي. وكان أمامي كتاب عن الإسلام مفتوح على فصل «كيفية الصلاة». وقفت هناك أصارع نفسي. لم أكن قد اعتدت الصلاة مباشرة؟. طيلة حياتي علموني أن أصلي ليسوع وهو سيوصل صلاتي إلى الله... لذا خشيت أنني أقوم بأمر خطأ، ولم أشأ أن يغضب يسوع عليّ! وفي تلك اللحظة، خطرت لي فكرة كموجة عاتية. هل يعقل أن الله سيغضب إذا أردت أن أكون أكثر قرباً منه؟ وهل يعقل أن يسوع سيستاء مني إذا حاولت أن أكون أكثر قرباً من الله..؟ أليس ذلك ما يريدني أن أفعله؟ إن الله.. أعلم بنيتي. حتى هذا اليوم، لا زلت أعتقد أن الله.... كان يتحدث إليّ - بهذه القوة كان الشعور والصوت الذي شعرت به في داخلي. ممَّ كنت أخشى؟ كيف يمكنني أن لا أعتنق الإسلام؟ في تلك اللحظة بكيت طويلاً.

كان ذلك ما احتجت سماعه. وعلمت حينها أنه يجب أن أدخل في الإسلام. شعرت بأن ذلك هو الأمر الصائب وما خلا ذلك أمور غير مهمة.

وبعد أن نطقت بالشهادتين أمام المدرسة كلها أصبحت إنسانة أخرى. لم يعد لديَّ ذلك الشعور بعدم الانتماء وبماذا أؤمن، فقد تحرّرت من القلق الذي كان لديَّ من قبل وولىَّ إلى غير رجعة. وعلمت أنني قد اتخذت القرار الصائب.

لم أكن قط على هذا القدر من القرب من الله.. كما أصبحت بعد أن اعتنقت الإسلام. الحمد لله.. أنا إنسانة محظوظة. وأشكركم على السماح لي بمشاطرتكم تجربتي.

٢٢١

بعد رحلة طويلة من البحث والإبحار في عالم الأفكار والأديان:

سفينة المسلم الهندي نيرڤان تحطّ بأمان على شاطئ الإِسلام

· قصة أخرى مشوّقة من قصص المهتدين للإِسلام، ذات دلالات وإيحاءات غنية بالتجارب الإنسانية والمشاعر الإيمانية الفياضة، يسردها بإيجاز للقرّاء المعتنق الجديد للإِسلام، الأخ الهندي نيرفان، بعدما غمرته أنوار الهداية الإلهية وأنقذته من مهاوي التيه والشك والضلال.

متى وكيف بدأت القصة كلها؟ وهل بدأت فعلاً أم كانت مجرد يقظة روحية؟ إنه إدراك للحقيقة التي طالما كانت كامنة في داخلي؟

إسمي نيرڤان، من التابعية الهندية. لقد وُلدت لعائلة مختلطة، فأبي هندوسي وأمي مسلمة. منذ طفولتي أذكر بوضوح أنني لم أتلقَّ أي تربية دينية من أي نوع كانت. فأبي لم يكن هندوسياً متديناً، فيما تخلت أمي عن الإِسلام، لذا فقد تربيتُ في ما يمكن وصفه بالـ «خواء» الديني والروحي، بيد أنني سأظل ممتناً لأبويَّ لزرعهما فيّ القيم الأخلاقية التي ستظل ترشدني طيلة حياتي. فمع أن عائلتي لم تكن متدينة، إلا أنها ربتني على مبادئ أخلاقية جيّدة تتمثّل في طاعة الأبوين، والصدق، والامتناع عن السرقة، وخدمة الناس كان حجر الزاوية لحياتنا اليومية.

أدركت مؤخراً خلال فترة المراهقة أنه كانت تجول في خلدي ألغاز الوجود: ما هي الغاية من الحياة على الأرض؟ هل الموت هو نهاية كل شيء؟ هل هناك إله؟ وقد تحرك شيء ما في أعماقي موجِّهاً عقلي نحو سعي دؤوب طلباً للحقيقة. كنت بحاجة إلى أجوبة منطقية واضحة وشاملة عن كل تلك الأسئلة التي أرّقت حياتي وحيّرت لُبّي. وعزمتُ على خوض المغامرة، مع أنها متاهة معقدة حول اللاهوت، وطقوس الغابرين، والفلسفة.

٢٢٢

إنطلاقاً من الإلحاد، شققت طريقي إلى البوذية، والمسيحية، والهندوسية، إلا أنني لم أجد أي طمأنينة في أي منها. تملّكني شعور بأن الحقيقة موجودة في مكان ما، ربما أمام عينيّ، إلا أنها لا تزال تراوغني. وفي مرحلة معينة، تخليت عن البحث وتملّكني اليأس. فَلُذت بنيتشه، وسارتر، وكانط، وهاديجر، وماركس، وفرويد، وأندريه جيد، وكريشنامورتي... ولَكَم بدا الإلحاد أكثر إغراءً لي! أقوال مثل «الله قد مات»، «الدين أفيون الجماهير»، «الأديان تنبع من الخوف الفطري من الأب في المجتمعات البدائية». كنت أحيا وأموت بكتب نيتشه وموسيقى مارلين مانسون. حتى أنني أخذتُ أقرأ «الكتاب الشيطاني المقدس» وأصبحتُ مهتماً بالويكا أو الوثنية. وقد قادني هذا الأمر إلى اكتشاف الميثولوجيا الإسكندناڤية، وآلهة الرومان والإغريق... بَيْدَ أن ظمأي للروحانية والحقيقة النهائية لم يتوقف.

عندئذٍ حصلت المعجزة! فذات يوم جمعة، قرّرت أن أذهب مع صديق مسلم إلى صلاة الجمعة لمجرد التسلية. لم يكن في نيتي أن أصلّي هناك، فقد كنت مجرد فضولي فيما يتعلق بالممارسات الدينية في الإِسلام. الدين الوحيد الذي لم أبحث فيه - لقد استمعنا إلى خطبة الإمام وأديتُ حركات الصلاة من خلال تقليدي لصديقي (القيام، والركوع والسجود). عند هذه النقطة، عشتُ تجربة سماوية روحية غريبة. لم أسمع أي صوت، ولم أرَ أي نور... شعرتُ فقط بعاطفة سماوية وكأنها تجذبني. وكلما لامست جبهتي الأرض، كنت أشعر وكأنها لا تريد أن تفارقها. لقد أرسل الله هدايته إليّ. ولن أعود لحالي السابق بعد الآن أبداً.

وبعد الصلاة، سألني صديقي عن شعوري، فلم أجبه، لأن لغة البشر لا يمكن أن تعبّر عن تلك العاطفة بشكلٍ كافٍ. ذلك الإحساس بالحبور تملّك عقلي لأيام، وكان يشير إلى اتجاه واضح جداً: «الإِسلام»، فتساءلت «هل أنخرط في البحث من جديد؟» كانت قوة خفية ما تدفعني إلى الأمام وترشدني للقيام بذلك. وبعد فترة قصيرة، ألفيت نفسي غارقاً في مطالعة الكتب الإِسلامية ومعجباً بأركان الإيمان الخمسة، والعقائد، والمعجزات العلمية في القرآن، والكمال الرياضي. وشرعتُ في الصلاة بحماسة والدراسة الجادة للقرآن، ولكن القصة لم تنته هنا.

٢٢٣

لقد سقطتُ مرات عديدة في بحور الشك، والشيطان يطاردني بإغراءاته. أمضيت ليالٍ طويلة أرقاً متسائلاً إذا ما كنت على الصراط المستقيم، وهل كنت أتصرف بتهور أم لا؟ حتى أنني بلغتُ حافة الارتداد وتملّكتني رغبة بالتخلي عن كل شيء. وتزامن ذلك مع مشاكل واجهتها في المنزل لكون عائلتي غير مسلمة، مما جعل ترك الإِسلام يروق لي، فتركتُ الصلاة، المعراج الشريف، وأصبحتُ أناظر المسلمين حول معتقداتهم وأساعد المواقع المعادية للإِسلام على شبكة الإنترنت. إلا أن شيئاً ما في قلبي ما كان ليتركني أتخلى عن الله. وأدركت أن تلك الأوقات العصيبة كانت فترة ابتلاء لي، فهل أنجح أم أفشل؟ أخذت أصلّي ليل نهار، وأتوسل إلى الله طالباً العون. شعرت بالخجل لأنني شككت في كلمة الله وتركتُ نفسي تتأثر بالحملات المعادية للإِسلام. شعرتُ بالغثيان لأنني كنت ضحية الشك في كل مرة، وتوسلت إلى الله طالباً الغفران. ولكن في النهاية غمرني النور.

شيئاً فشيئاً، قوّى الله تعالى إيماني وجعلني أصمد. واجهتُ النقد والقسوة من الآخرين بالصبر والسكينة، فلم أجادل أو أغتاظ قط. وإذا ما غمرتني الكآبة، توجهت إلى الله للهداية والعون. لقد عدت إلى دين الفطرة، فماذا هناك لأخافه، وأدركت أن المغامرة لم تنته... بل هي قد بدأت. رحلة فاتنة في أرجاء معجزات وأطايب الإِسلام.

لم أبلغ نهاية الطريق بعد، ولكنني الآن في حالة سلام مع نفسي ومع الله تعالى.

٢٢٤

الهداية إلى الصراط المستقيم

بقلم الأخت زهراء (جويس سلوتر) سابقاً

· الأخت الأميركية جويس سلوتر (زهراء) لاح لها شعاع الإِسلام في مراحل عديدة مرّت بها خلال حياتها وتجاربها الدينية السابقة، وظل يلاحقها حتى عمّها أخيراً سنا بريقه الساطع. فاهتدت إلى الصراط المستقيم، كما تقول في قصَّتها التالية التي بعثت بها إلى المجلة، وهي تعمل حالياً على إرساء دعائم الإِسلام ونشره في منطقتها في ولاية ميشغان إلى جانب أخواتها في منظمة المسلمات الأميركيات.

لقد وُلدت في تشرين الثاني/نوڤمبر 1947م من أبوين أميركيين، وقد رباني أهلي تربية كاثوليكية وكانت أمي قد اعتنقت الكاثوليكية قبل زواجها بأبي. وهي تنحدر من سلالة من البروتستانت المحافظين جداً وقد درس العديد من أفراد عائلتها في معهد مودي للكتاب المقدس، كما كان بعض أفراد عائلتها من اليهود، وقد شرحت لي أمي بعض الشرائع اليهودية.

ولطالما كنت مهتمة منذ الصغر بثقافات الآخرين. حيث كنت شغوفة بدراسة المعتقدات والممارسات الدينية المختلفة.

وقد أقنعتني عناصر التشابه في العديد من الممارسات والمعتقدات الدينية بأن هناك معتقداً أصلياً تم نسيانه وتغييره عبر الزمن.

لقد تعلمتُ في مدرسة كاثوليكية حتى المرحلة الثانوية. وقد فكرتُ بدايةً في أن أصبح ملتزمة دينياً، غير أنني لم أوفق لذلك مع أنني كنت أواظب على حضور الصلاة في الكنيسة بقلب مؤمن وأتلقى التعاليم الكنسية في الوقت المحدد.

في ذلك الوقت، تعرّفت لأول مرة على الإِسلام، حيث كنت قد بدأتُ بدراسة اللغة الإسبانية في المدرسة الثانوية. وكما هو معلوم فإن شبه الجزيرة الإيبيرية تأثرت إلى حد بعيد بالثقافة الإِسلامية منذ التواجد الإِسلامي في الأندلس.

وللأسف فإنني لدى شروعي في دراستي الجامعية تركتُ ممارساتي الدينية. حتى خلال العديد من المشاكل أثناء زواجي الأول، لم أذهب للصلاة في الكنيسة. كنت أتلو صلاتي بمفردي وأقرأ في الوقت عينه عن الأديان المختلفة.

٢٢٥

وبعدما مررتُ بمرحلة مليئة بالقلق. بدأتُ بالذهاب مجدداً إلى الكنيسة ومررتُ بتجربة «الولادة الجديدة». وهذه هي مرحلة قرب خاص من الله تعالى.

بَيْدَ أن الله تعالى كان قد رسم لي خطة أخرى ليقرّبني منه أكثر، أو هكذا يبدو الأمر لي عندما أعود بالذاكرة. لقد تصادقت ابنتي مع فتاة إيرانية في المدرسة. وقد التقيتُ بأهل تلك الفتاة وتعرفتُ على ثقافتهم. عندها اشتريتُ لأول مرة ترجمة للقرآن الكريم. وبعد حوالى عام انتقلنا إلى سكن آخر، حيث التقيت بإحدى صديقاتي التي كانت متزوجة من إيراني. ومجدداً تعرّفت أكثر على الثقافة الإيرانية وكيفية طهو بعض الأطباق الإيرانية. ومع أن صديقتي لم تكن مسلمة، إلا أنها حدثتني عن الإِسلام، ومجدداً شدّ ذلك اهتمامي. في العام 1997م بدأ يساورني شعور بأن الله تعالى يريدني أن أقوم بأمر ما، شيء أكثر من مجرد إطاعة تعاليم الكنيسة وقوانين البلاد. شعرتُ بأن عليّ أن أبدأ بتعلم قيادة سيارتي بمفردي إلى أماكن بعيدة، لذا كنت أذهب إلى أوماها في نبراسكا للعمل هناك طيلة أسبوع. وذهبتُ للاعتراف في فترة عيد الميلاد وأخبرتُ الكاهن بشعوري بأن لديَّ مهمة خاصة. أعتقد أنه ظن أنني إنسانة «غريبة الأطوار». ثم في كانون الثاني/يناير 1998م، توفي زوجي الثاني إثر ذبحة قلبية. كان عمره 46 عاماً فقط. وعندئذٍ أصبحت قريبة جداً من الله تعالى وقد منحني ذلك قدراً كبيراً من الراحة.

أمضيتُ قسماً كبيراً من وقتي باحثة عما عليّ القيام به لنفسي في ذلك الحين. أصبحتُ نشطة جداً في الكنيسة كالمساعدة في جمع التبرعات لبناء مدرسة، وقد تم انتخابي عضواً في مجلس الرعية. وعبر كنيستي التقيتُ أشخاصاً من سائر أنحاء العالم. وقد تمكنتُ من السفر إلى الهند وإسبانيا.

وفي الهند رأيتُ الناس من جميع الأديان يعيشون معاً منسجمين.

٢٢٦

وفي أيار/مايو 2001م قررت أخيراً الإصغاء لنداء الله وركزت على الصلاة من أجل السلام في العالم. وقد شعرتُ على امتداد السنوات أن لديَّ حافزاً قوياً للعمل من أجل السلام في العالم. وقد بدت تلك مهمة مستحيلة.

في الأعوام القليلة التالية واصلت حياتي كما في السابق، كنت أقرأ عن الأديان الأخرى واستمريت في الأنشطة التطوعية. في العام 2003م بدأتُ بحضور سلسلة من المحاضرات عن الإِسلام في مسجد في بلومنغتون. وبعد أن انتهت السلسلة بدأتُ بحضور جلسات في منزل إحدى الأخوات إلا أنني انتقلت بعد ذلك، لذا توقفتُ عن حضورها. عرفت بأنني سأصبح مسلمة إلا أنني لم أرد أن أستسلم وأتغير. لقد اشتريتُ نسخة من القرآن الكريم ترجمها يوسف علي وقرأتها كلها. وقد قرأتُ سيرة النبي محمد (ص) وكتباً عن الإِسلام. وعندما نفق كلبي، لم أحضر كلباً آخر بل قطة لأنني عرفتُ أن معظم المسلمين يعتقدون أن الكلاب نجسة.

حلّ العام 2006م وتلقيتُ المزيد من الإشارات من الله تعالى ذات مرة كنت وصديقة لي نتحدّث عن المشاكل في العالم الإِسلامي، فقالت لي إننا من غير المسلمين ولا يمكن لنا أن نكون ممن يحمل السلام للعالم الإِسلامي. واتفقنا أن ذلك يحدث فقط من خلال المسلمين أنفسهم. وأدركتُ أنني إذا ما أردت العمل من أجل السلام في العالم فإنه عليّ أن أصبح مسلمة، إلا أن نفسي الضعيفة لم ترغب بالتغيير. وقد تجاهلتُ المزيد من الإلهامات الإلهية التي وصلت إليّ عبر أشخاص في مجموعة دراسة الكتاب المقدس التي كنت أنتمي إليها. إحدى السيدات كانت تقول للجميع باستمرار إن علينا أن نستسلم لمشيئة الله أليس ذلك ما يتضمنه الإِسلام؟ سيدة أخرى قالت اختاروا طريقاً والتزموا به. أليس الإِسلام هو الصراط المستقيم؟ لقد حاولت خلال أعوام أن أحصل على شيء يربطني أكثر بالكنيسة الكاثوليكية، وتقدمت بطلبات لعدة وظائف في أبرشيتنا، إلا أنهم لم يجدوني ملائمة للوظيفة. أعرف أن الله تعالى بمشيئته قد حال دون توظيفي كي أكون حرة أكثر من أجل الإِسلام. ومع ذلك، لم أكن أخال نفسي عنيدة إلا أنني كنت كذلك فعلاً، لم أشأ التخلّي في هذا الوقت عن شرب الكحول وأكل لحم الخنزير ومن ثَمَّ المواظبة على الصلاة اليومية، والالتزام باللباس الشرعي الإِسلامي.

٢٢٧

أخيراً، وخلال حضوري دروساً جامعية، قررت التوقف عن شرب الكحول. وعندما تمكّنتُ من القيام بذلك، عرفتُ أنني قادرة على القيام بأي شيءٍ آخر. ورغم ذلك استمر خوفي من تلك الخطوة. إلى أن دعوت الله تعالى أن يهيء لي معلماً إذا أرادني أن أعتنق الإِسلام. وبما أنني كنت أدرس في جامعة كاثوليكية كنت متأكدة أن معلماً كهذا لن يظهر أبداً.

ولكن الله تعالى يقول في (سورة يس آية 82):﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَیْئًا أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ ﴿82﴾ ﴾ . فقد جاءني المعلم المسلم إلى صف اللاهوت المسيحي الذي كنت أتابع فيه، عندها، أدركتُ أنه لا مكان للتردد بعد الآن، فأدّيت الشهادة لله ولرسوله بعد فترة قصيرة. أعرف الآن أن عليّ الاستمرار في كفاحي كي أكون مسلمة صالحة عاملة ولكني أعرف أني بعون الله وبمساعدة إخواني وأخواتي المسلمين سأظل على الصراط المستقيم.

٢٢٨

(سيريل سفراك)

الشاب الفرنسي المهتدي للإِسلام

هكذا استنار قلبي بنور الإِسلام المتجلّي بالنبي الأكرم (ص) والمتجسّد بنهج أهل البيت (عليهم السلام)

«سيريل سفراك» شاب أخلص قلبه لله منذ طفولته، فأكرمه تعالى بنعمة الإِسلام في شبابه، وبرحمته أصبح شاباً مسلماً فخوراً بانتمائه الجديد رغم انتقادات الكثيرين من حوله لكونه فرنسياً اعتنق الإِسلام.

لكن قلب «سيريل» مطمئن بالإيمان مستنير بكلمة الحق التي تجلت في دين محمد (ص) وتجسدت في نهج آل البيت (عليهم السلام) ، وهو هنا يروي عبر مجلة (نور الإِسلام) قصة هذا التحول نحو الإِسلام الذي يراه: الحب الخالص لله.

يقول «سيريل»: وُلدت عام 1975م في أُسرة لا يؤمن أفرادها حقاً بوجوده تعالى. لم يلق تناولي للقربانة الأولى التي تمثل دخولي إلى الديانة المسيحية أي اعتراض بينهم ولا أي تشجيع. التحقتُ صغيراً بصفوف التعليم الديني. كنت متحمساً جداً فرحاً بما أتلقاه من تعاليم؛ خاصة عندما يتعلق الموضوع بالمسيح (ع) ، كانت معلومات سطحية بعض الشيء، لكنها كانت كافية لتغذي حلم كاهن صغير لا زال في سن الثانية عشر... صرتُ أقرأ التوراة والإنجيل بارتياح كبير حتى تعمّقتُ في قراءتهما، فبدا لي وقتذاك شرخاً كبيراً بين تعاليم الكتب المقدسة والدروس الكنسية، وبدأتُ أطرح على نفسي أسئلة جمة كتحريم زواج رجل الدين، مع أن الزواج خطوة مباركة يحثُّ عليها الدين، أو انتشار الأيقونات والمنحوتات كرموز دينية. حتى في الكنائس. مع أن ذلك لا يتناسب مع ما نص عليه الكتاب المقدس... كثرة الأسئلة، وكثرة التناقضات، دفعت بي إلى التمسك بإيماني (بديني) في حين أسقطت من اهتماماتي تعاليم الكنيسة، فكانت علاقتي بالله مباشرة لا تمر عبر كنيسة ولا تحدها سلطة دينية، هذا الخط الذي رسمته في سن الخامسة عشر، أخلصت له سنين طويلة.

٢٢٩

أذكر أني حين تعرفتُ إلى أصدقاء من «شهود يهوه» كنت أحاججهم بإيماني بالإنجيل، كانت أسئلتهم تحثني على البحث لاستخلاص الأجوبة، ولكن ما تعلمته من خصمي أن العقل هو السبيل لمعرفة الله «وهذا لا زال منهجاً في حياتي الدينية».

خلال أعوام دراستي الجامعية (كنت قد اخترت دراسة علم النفس) تعرفت على صديق سرعان ما صار بمثابة أخ لي، كان يجمعنا، عدا السكن الجامعي، سهرات قضيناها معاً تبادلنا فيها الآراء وأخرى ناقشنا فيها أفكاراً فلسفية لا حدود لها.

كان صديقي مسلماً، يصوم شهر رمضان لا أكثر، لكن إيمانه الداخلي كان يحاكي قناعاتي التي كونتها عن الله، ولما كنت أفتقر إلى كثير من المعلومات حول ديانته (الإِسلام) قدم لي مرة كتاب «القرآن» وعلمني كيفية الوضوء شارحاً لي ضرورة القيام به عند قراءة القرآن. ظل الكتاب على طاولتي شهوراً لم أفتحه، كنت أشعر أني لست جديراً بفتحه، وغاب صديقي عني فجأة.. واختفى! صدفة أخرى جمعتني بسيدة مغربية دعتني لحضور حلقات دينية كانت تعقد في شهر رمضان، بدا لي الحديث عن الإِسلام جلياً، فبادرتُ أطرح أسئلتي وأتعرف أكثر فأكثر على الإِسلام، ولا أنسى أني سمعتُ لأول مرة في حياتي عن الصهيونية العالمية وكان عمري قد تجاوز السابعة والعشرين.... وبدأتُ رحلة البحث عن الحقيقة: صرتُ أنهل من هذا العلم الواسع لأجد الأجوبة الشافية لأسئلتي، وأستغرقُ في البحث والتفكير فتمضي ليالٍ تلو أخرى والتساؤلات تكبر في داخلي، فأرويها بالمعرفة والتزود، ويقيني بوجود دين يجيب على أسئلتي (تطلعاتي وأفكاري) يتأكد يوماً بعد يوم، فعرفت أن الدين الإِسلامي هو آخر الديانات السماوية، وأن الله هو الرب الأوحد لكل هذه الديانات، فاعتقدتُ بذلك، وصرتُ أرى الإِسلام مُكمّلاً لها. ذات يوم تجرأت وفتحت القرآن، ومن قراءتي لأول آياته، تعلقت بكتابي، وصرت أقرأ وأزداد تعلقاً وأتمنى أن أصل إلى آخر صفحاته. فهمتُ أن المسلم يؤمن بوجود المسيح كرسول كريم وهذه الحقيقة لعيسى (ع) لاقت صورة رسمتها سابقاً في داخلي للمسيح الذي آمنت بوجوده على طريقتي (على فطرتي)، وتوضحت أكثر. اعتقدت ببعثة محمد (ص) خاتماً للرسل، صرتُ أراني مسلماً بشكلٍ عفوي وتلقائي؛ فكيف أتعبد؟ تودّدتُ لجار لي، سوري علوي، كنا نتحاور وحين يصعب سؤالي عليه، كان يتصل بأستاذه في سوريا ويجيبني، حدثني كثيراً عن الإمام علي (ع) ، شخصية جذبتني بعفوية، لكن مبالغات جاري وصديقي لم تخفَ عليّ.

٢٣٠

نهج أهل البيت(عليهم السلام) :

واصلت البحث وتعمقت أكثر، وكان طريق أهل البيت بالنسبة لي هو المنهج السليم والنيّر، فخيانة يهوذا في الدين المسيحي حادثة تعيد نفسها بعد وفاة النبي (ص) وانقلاب بعض الأصحاب عليه، وهذه الخيانات يحذرنا منها القرآن الكريم في مواضع عدة، والنبي محمد (ص) الذي تأذى أكثر من كل الأنبياء في حياته، لم يرحمه أتباعه من بعده، فالتيار جرف كثيراً من المسلمين وقلة منهم تمسك بوصاياه. هنا، يرشدنا العقل إلى السبيل القويم، إلى نهج آل محمد (ص) ، ولمَ كان أتباعه الخلّص قلة تفانوا لأجله وما زالوا.

أصداء:

كان لاعتناقي الإِسلام صدى كبيراً لدى مَن حولي: أصدقائي وزملائي في الجامعة على وجه الخصوص. أحدهم (والذي جمعتني به صلة قرابة لاحقاً: صار أخ زوجتي) كان يأتي إليّ يحدثني عن الإِسلام، ونصلي معاً، ويصحح لي ما تعلمته، ويوضح لي الأحكام الشرعية، فصرت أتبع المدرسة الجعفرية. (مدرسة الإمام الصادق (ع) ):

وصارت تعقد في غرفتي حلقات الحوار والنقاشات الفلسفية والتي غالباً ما جمعت الكثير من الشبان والشابات، فكانت فرصتي للتعرف على زوجتي التي كانت وما زالت بالنسبة لي لطفاً إلهياً مباركاً أنار دربي؛ إذ كان لها الفضل أولاً في تعليمي حفظ بعض السور، وكذلك أداء الصلاة باللغة العربية. وفجأة ظهر صديقي وأخي الذي افتقدته طويلاً، أطل هذه المرة بحلة جديدة، فقد التزم دينياً واصطحبني إلى المسجد لأول مرة وشرح لي أحكام صلاة الجماعة، وتزوج هو أيضاً، وكلانا رزق بطفلة، فكبرت عائلتانا في نور الإِسلام.

إلهي وسيدي الذي أدعوه كلما شئت لحاجتي، وأخلو به حيث شئت لسري... الحمد لك والشكر لك على ما خلقتني وسوّيتني، وربّيتني وأعطيتني حمداً دائماً لا ينقطع أبداً.. اللّهمّ املأ قلبي حباً لك وخشية منك وتصديقاً لك وإيماناً بك.

٢٣١

قصة إسلام الشاب الأرجنتيني

«محمد عيسى غارسيا»

من آثار السمعة الحسنة التي حققها مسلمو الأرجنتين هي ظاهرة إسلام العديد من المواطنين من أصل أرجنتيني نظراً للقِيَم النبيلة التي لمسوها في الدين الإِسلامي والطابع الأخلاقي السليم لسلوك المهاجرين المسلمين.

في هذا الإطار تلقينا من الأخ الكاتب مجاهد شرارة المقيم في الأرجنتين قصة شيقة عن (محمد عيسى غارسيا) وهو شاب أرجنتيني وجد سعادته كما يقول في الإِسلام بعد بحث طويل عن الحقيقة مقتفياً آثار الصحابي الجليل سلمان الفارسي (رض)

حكاية محمد عيسى أنه ولد لأبوين نصرانيين وقد أمضى طفولته في التردد على الكنيسة، ولمّا بلغ العاشرة من عمره أنهضته نفسه البريئة إلى بداية رحلة جديدة للتأمل في الكون الذي حوله، ورغم صغر سنّه وقصور ذهنه على الاستدلال إلّا أن فطرته لم تكن لتتقبّل عقيدة التثليث فقد كان يميل ببراءته إلى أن عيسى بن مريم (ع) شخصية عظيمة وليس إلهاً، وهذه المسألة هي التي فتحت باب المناقشات والتساؤلات بينه وبين أهله في البيت ومع قساوسة الكنيسة التي يتردد إليها.

لم يجد محمد عيسى غارسيا وهو الطفل البريء جواباً شافياً على تساؤلاته المبكّرة وما يجيش في نفسه، وازدادت حيرته وقلقه عندما لم يعر أهله والكنيسة اهتماماً بسؤاله نظراً لصغر سنّه.

مرّت الأعوام بمحمد عيسى حتى بلغ الخامسة عشر وهو يحمل في نفسه تلك الأسئلة، ودخل الثانوية العامة، وتلقى في أثناء دراسته كلاماً سطحياً عن الإِسلام ومغلوطاً في الكثير من الأحيان، فالكتاب المدرسي يذكر أن المسلمين يعبدون الحجر الأسود ويسجدون للكعبة مصحوباً بصور للمسلمين وهم يصلون ويسجدون ويطوفون حول الكعبة.

٢٣٢

كبر محمد عيسى وكبرت معه حيرته فهو الآن شاب بإمكانه أن يحلّل ويستدل فقد قوِيَ تمسّكه وولعه بالبحث عن الحقيقة. وفي ليلة من ليالي شهر أكتوبر عام 1989 ضاقت به نفسه فالسؤال ما زال يتردد داخله، من هو خالق الكون؟! ووقف في جنح الليل ينظر إلى السماء هاتفاً: «يا أنت الذي خلقتني اهدني للحق وإلّا خذ روحي فإني أعيش حياة ضالة» وانهمرت من عينيه دموع الحيرة ثم استسلم للنوم. وفي الصباح استيقظ على طرق الباب فوجد محمد رجلاً مشرق الوجه يطلب منه أن يحدِّثه لبعض الوقت، وبدأ حديثه بقوله: أنا «ماشوركا»، مسلم جئت لأحدثك عن الإِسلام. وأخذ ماشوركا يحدّثه عن الله ووحدانيته وعظمته وكيف أنه يستحق العبادة ومنزّه عن كل نقص.

انشرح قلب محمد عيسى غارسيا لهذه الكلمات، ونظر إلى السماء متذكراً ما دعا به في الليلة الماضية، وشعر برحمة الله تحفه ونفحات الإيمان تتدافع في قلبه. دام حديث ماشوركا معه ثلاث ساعات بعدها استأذن لصلاة الجمعة. وقبل أن ينصرف طلب غارسيا أن يرافقه إلى المسجد، فقد وجد ضالته ولن يتركها تضيع من بين يديه، واستمع للخطبة التي تحدثت عن الإِسلام. وما إن فرغ المصلّون من الصلاة حتى توجه محمد غارسيا إلى ماشوركا مخاطباً: أريد أن أسلم، ماذا أفعل؟ فقال له: عليك بنطق الشهادتين ثم الاغتسال. ففعل محمد غارسيا ما طلب منه فكبّر المصلّون فرحاً بإسلامه.

طريق الأهل الشائك والهجرة إلى الحقيقة:

تعلّم محمد عيسى غارسيا في المدرسة والبيت الحرية في أن يعتقد ما يريد دون أن يؤثر ذلك في حياة الأسرة، لكن ما حدث بعد إسلامه كان خلاف ذلك، فقد واجهته المصاعب من جميع الجهات؛ فوالدته غضبت منه غضباً شديداً وتوعدته رغم حبها الجمّ له، وقام والده بطرده من المنزل وهو ما زال طالباً لم يتعدَّ 18 عاماً، فخرج حزيناً من بيته مصدوماً من أهله الذين طالما تغنوا بالحرية في المعتقد والسلوك.

٢٣٣

ليس لمحمد عيسى غارسيا أحد يلجأ إليه سوى «ماشوركا» الذي احتضنه ووفر له عملاً بسيطاً في شركة لتصنيع البلاستيك، ومأوى في بيته كي يعيش فيه. ظل محمد عيسى يعمل ويتردد إلى المسجد كي يتعلم العربية وتعاليم الإِسلام، كان جلّ همّه أن يستزيد من المعرفة وينهل من نهج نبي الإِسلام (ص)

رغب محمد عيسى أن يتعلم سيرة النبي (ص) فأقبل على كتاب السيرة النبوية «لمارتن لينكس»، وكلما قرأ عن الاضطهاد الذي تعرض له النبي وكيف صبر عليه، ازداد صلابة في مواجهة الحياة الصعبة التي يعيشها، وبعد فترة اجتهد محمد عيسى في حفظ القرآن والأحاديث النبوية حتى حفظ جزء «عم» و«الأربعون النووية».

ظلّت نفس محمد عيسى تهفو لزيارة البيت الحرام والوقوف أمام مقام الرسول (ص) حتى أتت فرصة الحج عام 1993 ووقف أمام الكعبة يصلّي معلناً أنه لا يسجد لها ولا يعبد الحجر الأسود بل يسجد ويعبد الله وحده.

بعد الحج عزم محمد عيسى على التخصص في علم الحديث بعدما تعلّم اللغة العربية، وكانت ترافقه أمنية في أن يهدي الله أُمه للإِسلام فأخذ يراسلها ويكتب إليها ويتصل بها بين الحين والحين، وفي إحدى المرات فاجأته أُمه بقولها: «لقد أسلمتُ يا محمد» حينها طار قلب محمد فرحاً لإِسلام أُمه.

عاد محمد عيسى عام 2004 إلى الأرجنتين بعد رحلة استغرقت إحدى عشر عاماً، حفظ خلالها عشرة أجزاء من القرآن الكريم وأتقن اللغة العربية، آنذاك حمل محمد عيسى لواء الدعو إلى الله وتبصير الناس بالله وبالإِسلام لكنه واجه ظروفاً صعبة، ولكن من براثن الظلام يتولد الضوء، فكثير من الأرجنتينيين بدأوا يسألونه عن الإِسلام وهو يشرح لهم حقيقة الافتراءات التي ألصقت بهذا الدين الحنيف، حتى أسلم على يديه 70 رجلاً وامرأة خصصوا لهم مكاناً للصلاة في حيّهم، ويقوم محمد عيسى بتدريس العربية للمسلمين الجدد وتعليمهم قراءة القرآن وتعاليم الإِسلام.

٢٣٤

أصبحت الدعوة إلى الإِسلام هي الشغل الشاغل لمحمد عيسى وتطورت أساليبه في التبليغ، فنظراً إلى أنه يجيد اللغة العربية والإسبانية اتجه إلى الترجمة عندما وجد ندرة في الكتب الإِسلامية باللغة الإسبانية، فعمل مديراً لقسم اللغة الإسبانية في الدار العالمية للكتاب الإِسلامي، وقد ترجم حتى الآن أكثر من سبعين كتاباً إسلامياً من العربية إلى الإسبانية، ويناشد محمد عيسى الجميع الحكومات والمؤسسات الإسلامية أن يدعموا الدعوة والتبليغ في الأرجنتين وأمريكا اللاتينية، وأن تزيد حركة الترجمة وتتسع حتى تشمل جميع الكتب التي تحتضن العلوم الشرعية.

وليس غريباً أن يلوم المسلم الأرجنتيني محمد عيسى المسلمين على تقصيرهم في تبليغ رسالة الإِسلام في أمريكا اللاتينية، بعدما اطلع على عظمة الإِسلام ونجاعته في سعادة الإنسان في هذا العصر، فالمسلمون بنظره لا يقدّرون إسلامهم حق قدره. ويضيف محمد عيسى غارسياً قائلاً: «كثير من الدعاة يسافرون إلى أماكن أخرى من العالم مقابل عدد قليل جداً يأتي إلينا للدعوة إلى الله، وهذا يحزنني كثيراً، فالناس هنا في الأرجنتين، متقبلون للإِسلام ولكنهم يحتاجون إلى من يرشدهم إليه».

نداء إلى المسلمين:

وفي نهاية حديثه معنا قال: «60% من الأرجنتينيين الذين أسلموا تعرفوا على الإِسلام من خلال مواقع الإنترنت، وهناك مواقع إسبانية عن الإِسلام وكذلك منتديات للحوار باللغة الإسبانية، لذلك أناشد الشباب المسلم العربي أن يتعلم اللغة الإسبانية يدخل إلى هذه المواقع ليدعوا إلى الله، أرجو أن تهتموا بأمور المسلمين الجدد في أمريكا اللاتينية ونحن نرحب بكم جميعاً ونود أن نستقبلكم في بيوتنا».

٢٣٥

قصّة قسيس روسي

اعتنق الإسلام بعد صراع ضد الإلحاد :

من هو القسيس المسيحي الروسي الذي اعتنق الإسلام وما هي قصة الشيخ الذي دخل عليه إلى قلب الكنيسة وكان كلامه بمثابة دعوة للهدى، وماذا يفعل بولوسين ورفاقه لنصرة الإسلام في روسيا؟

قال الدكتور في الفلسفة والعلوم السياسية علي فيتشسلاف بولوسين: «لقد تربيت في عائلة غير مؤمنة ولكنني كنت أدرك بإحساسي وجود الله الذي أتوجه إليه في كل ضائقة وسرعان ما تنفرج».

وأضاف بولوسين الذي وضع عدداً من المؤلفات حول علوم الدنيا والآخرة أبرزها كتابه «الخرافات والدين والدولة» الذي صدر في موسكو في عام 9991م إنه التحق بكلية الفلسفة في جامعة موسكو من أجل الوصول إلى معرفة حقيقة الله (سبحانه وتعالى) حيث تخرَّج بعد أن أمعن في دراسة المسيحية الأرثوذكسية وقال «اكتشفت الكثير من التناقضات فيها».

وإبان العهد السوفياتي حيث كانت الشيوعية تمثل الإيديولوجية الرسمية للدولة وكانت الكنيسة الأرثوذكسية تمثل البديل الوحيد الموجود التحق بولوسين بمدرسة الرهبان وأصبح قسيساً في عام 3891م. وأقر بولوسين بأن وضعه كراهب كان يشكِّل رمزاً للصراع ضد الإلحاد وفي الوقت نفسه فإن مقامه كراهب كان يفرض عليه ممارسة طقوس تلبية لاحتياجات الناس المؤمنين التي يقول إنه «لم يقتنع بها مما خلق لديه ازدواجية بين الإيمان الشخصي والواجب الديني الاجتماعي ويعتقد بولوسين أن شكوكه ومواقفه التي لم يكن قادراً على إخفائها كانت السبب وراء إبعاده إلى آسيا الوسطى للخدمة في إحدى الكنائس في طاجكستان «حيث تعرفت لأول مرة وبصورة مباشرة على المسلمين والإسلام الذي بدأت أشعر بانشداد إليه».

وروى بولوسين أن شيخاً وقوراً دخل عليه إلى قلب الكنيسة التي كان يرعى أمورها وبدون أن يقدِّم نفسه «سألني عدة أسئلة أجبته عليها وبعدها قال لي إنك تنظر إلى الأمور بعيون مسلم وستكون إن شاء الله من المسلمين».

٢٣٦

وقال بولوسين: «بدا هذا الأمر عجيباً وغريباً إذ دخل الشيخ إلى قلب الكنيسة بكل احترام ولكنه غير آبه بأي مكروه قد يتعرض إليه ليدعو راعي الكنيسة إلى الإسلام، والعجيب في الأمر أن هذه الدعوة دخلت إلى روحي ولم تلقَ مني أي مقاومة».

وأضاف: إن الأمر الأكثر عجباً أنني لم أرَ هذا الشيخ قبل هذه الحادثة ولا بعدها وبعد وقت أدركت أن مجيئه إليّ كان مثابة «دعوة للهدى».

وبعد آسيا الوسطى تولى بولوسين رعاية كنيسة مهجورة أعيد ترميمها في مدينة كالوغا حيث يعترف بأنه بدأ فيها ممارسة قناعته بالإيمان بعيداً عن الطقوس التي لم يكن يؤمن بها.

وبفضل العلاقة الطيبة التي ارتسمت بينه وبين رواد الكنيسة سارع الناس في سنوات الانفتاح والانعتاق الديني التي دشنتها البيرسترويكا إلى ترشيحه لعضوية البرلمان الروسي في عام 0991م حيث أصبح نائباً في البرلمان وترأس لجنة برلمانية لحرية العقيدة وتفرغ للعمل النيابي بعد أن تقدم بطلب رسمي إلى الكنيسة حرره من التزاماته الشكلية الدينية.

وأضاف أن فترة عمله في البرلمان تُوِّجت بإقرار قانون حول الأديان منح الكثير من التسهيلات للمسلمين وظل العمل به مستمراً حتى عام 7991م.

ويعترف بولوسين أنه انكب في بداية التسعينيات على دراسة المصادر التاريخية القديمة للمسيحية في محاولة للوقوف على تفسيرات للشكوك التي انطوت عليها نفسه ولكن هذه الدراسة المتعمقة زادت شكوكه وعمقتها «حسب قوله».

واستطرد بأن عام 5991م كان عام التحول في قناعاته الدينية حيث توقف تماماً عن ممارسة عمله في الكنيسة وانتقل لدراسة الإسلام وقال: «لكن قراءة القرآن بالترجمة الروسية التي أعدها أغناتي كراتشكوفسكي شوهت المعاني السامية للقرآن التي لم تتضح بأبعادها العظيمة إلّا بعد مراجعة ترجمة عصرية للمعاني القرآنية والمؤلفات الإسلامية حول المسيح واستماعي إلى سلسلة محاضرات حول الدين الإسلامي حيث لم يبقَ لديّ أي شك في اعتناق الإسلام.

٢٣٧

وقال بولوسين «أعلنت إسلامي سراً ولم يكن يعلم به أحد سوى شخصين، وانطوى هذا القرار على خطر يتهدد حياتي وحياة زوجتي التي سبقتني إلى الإسلام وظللت على هذا الحال حتى العام الماضي حيث نطقت علناً بالشهادتين في حديث أدليت به لصحيفة «المسلمون» واتخذت لنفسي اسم علي وزوجتي علية».

ورداً على النظريات الغربية التي ترى أن الصراع بين الأديان والحضارات يبدو حتمياً أعرب بولوسين عن قناعته بأن روسيا تشكل نموذجاً يحتذى للتعايش السلمي بين الإسلام والمسيحية بالرغم من بعض الفترات التاريخية التي ألحقت فيها الدولة أذى بالمسلمين كما حدث في العهد القيصري إبان حكم إيفان الرهيب وغيرها.

وحذر بولوسين من وجود أطراف خارجية تسعى لإثارة النعرات الدينية في روسيا من أجل تقويض الوحدة الوطنية وإضعاف الدولة الروسية.

ويتهم بولوسين الصهيونية بأنها صاحبة المصلحة الأولى في الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين في روسيا.

ودحض بولوسين بقوة محاولة إضفاء صفة الإرهاب على الإسلام قائلاً إن الأصولية اليهودية تشكل قمة التطرف لأنها تندرج في الإطار الإيديولوجي للصهيونية وتقوم على الخرافات التي كانت قائمة قبل ثلاثة آلاف عام.

وتساءل «كيف يتحدثون عن الأصولية الإسلامية وكلنا نعرف إن الأصولية اليهودية هي التي أقامت دولة على حساب شعب آخر استناداً إلى روايات خرافية وما زالت تسعى لإقامة دولة إسرائيل الكبرى على حساب الأمة العربية جمعاء».

وعن المهام الملحَّة التي يقوم بها بولوسين لنصرة الإسلام في روسيا قال إن المهمة الملحة تتمثل في «تقديم صورة صحيحة عن الإسلام للمواطنين الروس على جميع الأصعدة بما في ذلك أجهزة الدولة الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية».

وأضاف أننا نقوم بنشر صورة الإسلام المشرقة بصفته ديناً قائماً على المحبة والتعايش السلمي وسط المثقفين الروس وبدأنا بإصدار نشرة الصراط المستقيم التي تتضمن مقالات تطرح نظرة عصرية وحديثة للإسلام في روسيا وموقف المسلمين إزاء معضلات ومشكلات المجتمع الروسي.

٢٣٨

وذكر بولوسين الذي يعمل في الوقت الحاضر مستشاراً لدى رئيس الإدارة الدينية لمسلمي الجزء الأوروبي من روسيا أنه يعمل مع فريق من المسلمين الروس على وضع أسس لبرنامج اجتماعي للمسلمين الروس من أجل طرحه في الأوساط الروسية الرسمية والاجتماعية.

٢٣٩

الأخ الإسباني يوسف فرنانديز

يقول:

· أدركت أن الإسلام هو ما كنت أنتظره منذ فترة طويلة، فهو نهج حياة واضح لا يكتنفه غموض أو أسرار.

· قبل الإسلام كنت شخصاً عصبياً متشائماً لا يرى معنى لوجوده.. وقد أصبحت بعده إنساناً هادئاً وحيوياً وإيجابياً.

· في إسبانيا آفاق الدعوة إلى الإسلام جيّدة على الرغم من أن العمل في هذا المجال ليس كافياً.

يوسف فرنانديز.. أخ مسلم غربي آخر يروي قصّة تحوّله المشوّقة إلى جمال أنوار الإسلام، بعد رحلة طالت مع العقائد والأفكار السائدة في عالم الغرب، التي لم تشفِ غليله، ولم توفّر له قناعة بسلامتها وطمأنينة بصلاحيتها.. وقد تفضّل مشكوراً بالكتابة عن قصّة اعتناقه للإسلام، ليطّلع عليها قرّاء المجلة وكل من هو متيقِّن بعظمة هذا الدين الحنيف.

لقد وُلدت في العام 5691 في أستورياس، وهي منطقة في شمال إسبانيا زُعم أنها مهد الكاثوليكية الوطنية، أي العقيدة السياسية والدينية التي سادت في إسبانيا طيلة خمسة قرون. تقول أساطير الفكر الرسمي القديم إن المسلمين الذين جاؤوا في العام 711 ميلادي إلى إسبانيا عن طريق مضيق جبل طارق واستولوا على معظم أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية في سبع سنوات فقط، قد هُزموا من قبل الملك بيلايو وبعض أتباع المسيحية في كوفادونغا، وهي معقل جبلي في أستورياس. وقد قيل إن ذلك آذن ببدء الـatsiuqnoceR (الاسترداد) أي الحرب المسيحية المقدسة التي استمرت ثمانية قرون لفتح شبه الجزيرة بأكملها والقضاء على الدول الإسلامية فيها. وفي الثاني من كانون الثاني/يناير 2941، سقطت غرناطة؛ وقد مثل هذا التاريخ نهاية العصر الإسلامي المشرق في الأندلس.

بعد ذلك، أصبحت إسبانيا دولة كاثوليكية رسمية وذلك حتى وفاة الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو في العام 5791. وفي عام 8791، تمت المصادقة على أول دستور ديمقراطي، وبعد ذلك بعامين صدر أول قانون للحرية الدينية.

نظراً لهذه الحقائق التاريخية، كان من المفترض أن تكون أستورياس مكاناً من الصعب أن يكتشف المرء الإسلام فيه، لا سيما وأن الهويتين الأستورية والإسبانية قد تم ربطهما بالكاثوليكية الوطنية لفترة طويلة.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

٢٣٠٥/ ٢٦. عَنْهُ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

خَطَبَ النَّاسَ(٢) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، أَنَا(٣) أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَخٍ(٤) لِي كَانَ مِنْ(٥) أَعْظَمِ النَّاسِ فِي عَيْنِي ، وَكَانَ رَأْسُ مَا عَظُمَ بِهِ(٦) فِي عَيْنِي صِغَرَ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ ؛ فَلَا يَشْتَهِي(٧) مَا لَايَجِدُ ، وَلَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ فَرْجِهِ ؛ فَلَا يَسْتَخِفُّ(٨) لَهُ عَقْلَهُ وَلَا رَأْيَهُ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ الْجَهَالَةِ ؛ فَلَا يَمُدُّ يَدَهُ إِلَّا عَلى ثِقَةٍ لِمَنْفَعَةٍ(٩) ، كَانَ لَايَتَشَهّى(١٠) وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَبَرَّمُ(١١) ، كَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَمَّاتاً(١٢) ، فَإِذَا قَالَ ، بَذَّ(١٣) الْقَائِلِينَ ، كَانَ‌

__________________

= عن الصادق ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٥ ، ح ١٧٨٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٨٧ ، ح ٢٠٧ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٨٨ ، ح ٢٣.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٢). في « ض ، ه » : - « الناس ».

(٣). في « ب » : « أما ». وفي « ز ، ف » والبحار : « إنّما ».

(٤). في « ف » وحاشية « ج ، د » : « بأخ ».

(٥). في « ه » : - « من ».

(٦). في « ض » : - « به ».

(٧). في « بس » : « فلا يشهى ».

(٨). قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٠ : « هذه الفقرة تحتمل وجوهاً : الثالث : أن يقرأ : يستخفّ ، على بناء المجهول وعقله ورأيه مرفوعين وضمير له إمّا راجع إلى الأخ أو إلى الفرج. وماقيل : إنّ يستخفّ على بناء المعلوم ، وعقله ورأيه مرفوعان ، وضمير له للأخ ، فلا يساعده ما مرّ من معاني الاستخفاف ».

(٩). فيمرآة العقول : « فلا يمدّ يده ، أي إلى أخذ شي‌ء ؛ كناية عن ارتكاب الاُمور « إلّا على ثقة » واعتماد بأنّه ينفعه ‌نفعاً عظيماً في الآخرة أو في الدنيا أيضاً إذا لم يضرّ بالآخرة ».

(١٠). في « بس » : « لا يشتهي ». وفيالمرآة : « لايتشهّى ، أي لايكثر شهوة الأشياء. ولايتسخّط ، أي لايسخط كثيراً لفقد المشتهيات ، أو لايغضب لإيذاء الخلق له أو لقلّة عطائهم ».

(١١). في « ه » : « لا يبترم و ». وبَرِمت بكذا ، أي‌ضَجِرتُ منه بَرَماً. ومنه التبرّم. وأبرمني فلان : أضجرني. والمعنى : أي لايضجر ولايملّ من حوائج الخلق وكثرة سؤالهم وسوء معاشرتهم. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٧٦ (برم ).

(١٢). في « ه » : « صامتاً ». وقال فيمرآة العقول : « وقرئ بضمّ الصاد وتخفيف الميم مصدراً ، فالحمل للمبالغة».

(١٣) أي‌ سبقهم وغلبهم.النهاية ، ج ١ ، ص ١١٠ ( بذذ ).

٦٠١

لَا يَدْخُلُ فِي مِرَاءٍ(١) ، وَلَا يُشَارِكُ فِي دَعْوًى ، وَلَا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتّى يَرى(٢) قَاضِياً ، وَ(٣) كَانَ لَايَغْفُلُ عَنْ إِخْوَانِهِ ، وَلَايَخُصُّ نَفْسَهُ بِشَيْ‌ءٍ دُونَهُمْ ، كَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً ، فَإِذَا(٤) جَاءَ الْجِدُّ(٥) كَانَ لَيْثاً عَادِياً(٦) ، كَانَ لَايَلُومُ أَحَداً فِيمَا يَقَعُ الْعُذْرُ فِي مِثْلِهِ حَتّى يَرَى اعْتِذَاراً(٧) ، كَانَ(٨) يَفْعَلُ مَا يَقُولُ ، وَيَفْعَلُ مَا لَايَقُولُ ، كَانَ(٩) إِذَا ابْتَزَّهُ(١٠) أَمْرَانِ لَايَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ، نَظَرَ إِلى أَقْرَبِهِمَا إِلَى الْهَوى فَخَالَفَهُ ، كَانَ(١١) لَايَشْكُو وَجَعاً إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ الْبُرْءَ ، وَلَا يَسْتَشِيرُ إِلّا مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ النَّصِيحَةَ ، كَانَ لَايَتَبَرَّمُ وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَشَكّى وَلَا يَتَشَهّى وَلَا يَنْتَقِمُ ، وَلَا يَغْفُلُ عَنِ الْعَدُوِّ ؛ فَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ هذِهِ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ‌

__________________

(١). ماريته اُماريه مماراةً ومِراءً : جادلته.المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).

(٢). في : « ه » : « يعطى ». وقرأه بعض الأفاضل : يُرِي ، على بناء الإفعال ، على ما نقل عنه المجلسي فيمرآة العقول ، ثمّ قال : « وفسّر القاضي بالبرهان القاطع الفاصل بين الحقّ والباطل ، أي‌كان لا يتعرّض للدعوى إلّا أن يظهر حجّة قاطعة ».

(٣). في « ه » : - « و ».

(٤). في مرآة العقول : « وإذا ».

(٥). الجِدُّ في الأمر : الاجتهاد. وهو مصدر ، يقال منه : جدّ يجدّ. والاسم : الجِدّ. وجدّ في كلامه جِدّاً : ضدّ هزل. والاسم منه : الجِدّ أيضاً.المصباح المنير ، ص ٩٢ ( جدد ). والمراد به هنا المحاربة والمجاهدة.شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٣.

(٦). في « ض ، ف » : « غادياً » بالغين المعجمة ، أي‌ باكراً. وفيشرح المازندراني : « وقرئ : غادياً ، بالغين المعجمة أيضاً ». والسَّبُع العادي ، أي‌ الظالم الذي يفترس الناس.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٣ ( عدا ). وفيشرح المازندراني : « يعني إن كان وقت المجاهدة مع أعداء الدين فهو بمنزلة الأسد في الهيبة والقوّة والصولة ».

(٧). فيشرح المازندراني : « أي كان من عادته الحسنة أن لايسرع بملامة أحد إذا قصّر في حقّه ؛ لإمكان أن يكون له عذر. وليس المقصود اللوم بعد الاعتذار ».

(٨). في مرآة العقول : « وكان ».

(٩). في « ج » : « وكان ».

(١٠). فيمرآة العقول : « أي استلبه وغلبه وأخذه قهراً ؛ كناية عن شدّة ميله إليهما وحصول الدواعي في كلّ منهما. ولا يبعد أن يكون في الأصل : انبراه ، بالنون والباء الموحّدة على الحذف والإيصال ، أي‌ اعتراض له ». و « البَزّ » : الغلبة ، كالابتزاز.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٥ ( بزز ).

(١١). في البحار : « وكان ».

٦٠٢

إِنْ أَطَقْتُمُوهَا ، فَإِنْ(١) لَمْ تُطِيقُوهَا كُلَّهَا(٢) ، فَأَخْذُ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ».(٣)

٢٣٠٦/ ٢٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مِهْزَمٍ ؛

وَبَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاهِلِيِّ ؛

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مِهْزَمٍ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا مِهْزَمُ ، شِيعَتُنَا(٤) مَنْ لَايَعْدُو(٥) صَوْتُهُ سَمْعَهُ ، وَلَا شَحْنَاؤُهُ(٦) بَدَنَهُ(٧) ، وَلَا يَمْتَدِحُ(٨) بِنَا مُعْلِناً ، وَلَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً(٩) ، وَلَا يُخَاصِمُ لَنَا قَالِياً(١٠) ؛ إِنْ لَقِيَ‌

__________________

(١). في « ه » : « وإن ».

(٢). في « ز » : - « كلّها ».

(٣).تحف العقول ، ص ٢٣٤ ، عن الحسن بن عليّعليه‌السلام .نهج البلاغة ، ص ٥٢٦ ، الحكمة ٢٨٩ ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ، ح ١٧٨٧ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢٤.

(٤). في « ص » : « شيعتنا يا مهزم ».

(٥). في « د » وحاشية « بف » : « لا يعلو ». وفيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٧ : « من لا يعدو ، أي ‌يتجاوز. وفي بعض النسخ : لا يعلو صوته سمعه ، كأنّه كناية عن عدم رفع الصوت كثيراً ، ويحمل على ما إذا لم يحتج إلى الرفع لسماع الناس أو على الدعاء والتلاوة والعبادة ؛ فإنّ خفض الصوت فيها أبعد من الرياء. ويمكن أن يكون المراد بالسمع الإسماع كما ورد في اللغة ، أو يكون بالإضافة إلى المفعول ، أي ‌السمع منه ، أي ‌لا يرفع الصوت زائداً على إسماع الناس ، أو يكون بضمّ السين وتشديد الميم المفتوحة جمع سامع ، أي‌لا يتجاوز صوته السامعين منه. وقرئ السمع بضمّتين جمع سموع بالفتح ، أي‌لا يقول شيئاً إلّا لمن يسمع قوله ويقبل منه ».

(٦). في « ج » : « شحناه » بتخفيف الهمزة. و « الشحناء » : العداوة والبغضاء. وشحِنت عليه شَحْناً : حقدت وأظهرت العداوة.المصباح المنير ، ص ٣٠٦ ( شحن ). وفيمرآة العقول : « أي لا يتجاوز عداوته بدنه ، أي‌ يعادي نفسه ولا يعادي غيره ، وإن عادى غيره في الله لا يظهره تقيّة ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني والوسائل : « يديه » ، أي لا تغلب عليه عداوته ، بل‌ هي بيده واختياره.

(٨). في « ه » : « ولا يمدح ». وفي « بر » وحاشية « ج ، بف » والوافي : « ولا يتمدّح ».

(٩). في « ز » : « غالياً ». وفي الغيبة للنعماني : « ولا يمدح بنا معلناً ، ولايخاصم بنا قالياً ولا يجالس لنا غائباً » بدل « ولا يمتدح - إلى - قالياً ».

(١٠). في « ز » : - « ولا يخاصم لنا قالياً ». وفي الوسائل : + « و ». و « القِلى » : البُغض. يقال : قلاه يقليه قِلًى وقَلًى : =

٦٠٣

مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ ، وَإِنْ لَقِيَ جَاهِلاً هَجَرَهُ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ(١) بِهؤُلَاءِ الْمُتَشَيِّعَةِ؟

قَالَ(٢) : « فِيهِمُ التَّمْيِيزُ(٣) ، وَفِيهِمُ التَّبْدِيلُ ، وَفِيهِمُ التَّمْحِيصُ(٤) ، تَأْتِي(٥) عَلَيْهِمْ سِنُونَ(٦) تُفْنِيهِمْ ، وَطَاعُونٌ يَقْتُلُهُمْ ، وَاخْتِلَافٌ يُبَدِّدُهُمْ ؛ شِيعَتُنَا مَنْ لَايَهِرُّ(٧) هَرِيرَ الْكَلْبِ ، وَلَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ ، وَلَا يَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَإِنْ مَاتَ جُوعاً ».

قُلْتُ(٨) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيْنَ أَطْلُبُ هؤُلَاءِ؟

قَالَ : « فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ ، أُولئِكَ الْخَفِيضُ(٩) عَيْشُهُمْ ، الْمُنْتَقِلَةُ(١٠) دِيَارُهُمْ ؛ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَ(١١) مِنَ الْمَوْتِ لَايَجْزَعُونَ ، وَفِي الْقُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ ، وَ(١٢) إِنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ ، لَنْ تَخْتَلِفَ(١٣) قُلُوبُهُمْ وَإِنِ اخْتَلَفَ(١٤) بِهِمُ الدَّارُ(١٥) ».

__________________

= إذا أبغضه.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ( قلا ).

(١). في « ب » : « يصنع ».

(٢). في «ز ، ص ، ف » وحاشية « بر » : « فقال ».

(٣). في حاشية « ض » : « التميز ».

(٤). في « ف » : « فيهم التمحيص وفيهم التبديل ».

(٥). في « ص » والوافي : « يأتي ».

(٦). السِنون : جمع السَّنَة ، وهي الجَدْب والقَحْط. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٩٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠١ ( سنو ).

(٧). هرّ الكلبُ إليه يَهِرُّ هَريراً : هو صوتُه دون نُباحه من قلّة صبره على البرد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٧ ( هرر ). وفيمرآة العقول : « أي لا يجزع عند المصائب أو لا يصول على الناس بغير سبب كالكلب ».

(٨). في « ز ، ف » : « فقلت ».

(٩). خَفُضَ عَيشُه : سهل ووَطُؤ ، يخفُض خفضاً ، وهو في خفضٍ من العيش ، ومخفوض وخفيض.أساس ‌البلاغة ، ص ١١٦ ( خفض ). (١٠). في « ف » : « المتنقّلة ».

(١١). في « ز » : - « و ».

(١٢). في « ه » : - « و ».

(١٣) في « ج ، ض ، ه ، بر » : « لن يختلف ». وفي « ص » : « لن يخلف ». وفي « ف » : « لن يتخلّف ».

(١٤) في « ج ، د ، ض ، ه ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « وإن اختلفت ».

(١٥) في « ب ، ه ، بر » وحاشية « ف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « الديار ».

٦٠٤

ثُمَّ قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَنَا الْمَدِينَةُ(١) وَعَلِيٌّعليه‌السلام الْبَابُ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ لَامِنْ قِبَلِ الْبَابِ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِضُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ».(٢)

٢٣٠٧/ ٢٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمْهُمْ(٣) ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ ، وَوَعَدَهُمْ(٤) فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ(٥) ، كَانَ مِمَّنْ حُرِّمَتْ غِيبَتُهُ ، وَكَمَلَتْ مُرُوءَتُهُ(٦) ، وَظَهَرَ عَدْلُهُ ، وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ ».(٧)

٢٣٠٨/ ٢٩. عَنْهُ(٨) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ(٩) :

__________________

(١). في « ب ، ز » : « أنا مدينة العلم ».

(٢).الغيبة للنعماني ، ص ٢٠٣ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع زيادة.تحف العقول ، ص ٣٧٨ ، وفيهما إلى قوله : « وإن اختلفت بهم الدار » مع اختلاف يسير.صفات الشيعة ، ص ١٧ ، ح ٣٤ ، بسند آخر ؛وفيه ، ص ١٣ ، ح ٢٥ ، بسند آخر عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « وفي القبور يتزاورون » مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ، ح ١٧٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٢ ، ح ٢٠٢٥٣ ، إلى قوله : « ولا يسأل عدوّنا وإن مات جوعاً » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٩.

(٣). في « ه » : « فلن يظلمهم ». وفي حاشية « بس » : « فلا يظلمهم ».

(٤). في الوسائل ، ح ١٠٧٧٢ : « وواعدهم ».

(٥). في « ه » : « فلن يخلفهم ».

(٦). في حاشية « بر » : « مودّته ».

(٧).الخصال ، ص ٢٠٨ ، باب الأربعة ، ح ٢٩ ، بسند آخر.وفيه ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٨ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٣٤ ؛وصحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٤٧ ، ح ٣٠ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٦٩ ، ح ٢٥٨٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣١٥ ، ح ١٠٧٧٢ ؛ وج ١٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٦٣٠١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٣٦.

(٨). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٩). في « ه » : « الحسين ». وهو سهو ؛ فإنّ عبدالله هذا ، هو عبدالله المحض ابن الحسن بن الحسن بن عليّ بن =

٦٠٥

عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ(١) الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ(٢) عليهما‌السلام ، قَالَ(٣) : قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ(٤) خِصَالَ الْإِيمَانِ(٥) : إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ(٦) ، وَإِذَا(٧) غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ(٨) مِنَ الْحَقِّ ، وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ(٩) مَا لَيْسَ لَهُ ».(١٠)

٢٣٠٩/ ٣٠. عَنْهُ(١١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِنَّ لِأَهْلِ الدِّينِ عَلَامَاتٍ‌

__________________

= أبي‌طالب ، واُمّه هي فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي‌طالب. راجع :تهذيب الأنساب ، ص ٣٤.

(١). في « ه » : « ابنة ».

(٢). الظاهر سقوط الواسطة من السند ؛ فقد روى الصدوق الخبر فيالخصال ، ص ١٠٥ ، ح ٦٦ ، بسنده عن فاطمة بنت الحسين بن عليّعليها‌السلام ، عن أبيهاعليه‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وكذا الشيخ الطوسي رواه في أماليه ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٢٧ ، ح ١٢٤٩ ، بسنده عن فاطمة بنت الحسينعليها‌السلام ، عن أبيها الحسين ، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٣). كذا في النسخ. وهو يؤيّد أنّ الناقل عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غيرها. وفي المحاسن : « قالت ».

(٤). في المحاسن : « ليستكمل ».

(٥). في « بس » : + « إيمانه ». وفي المحاسن والخصال والاختصاصوالأمالي للطوسي وتحف العقول : + « الذي ».

(٦). في الخصال : « في إثم ولا باطل ».

(٧). في حاشية « ف » : « وإن ».

(٨). في المحاسن والاختصاص : « غضبه ».

(٩). التعاطي : تناول ما لا يحقّ ولايجوز تناوله. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٦٩ ( عطا ).

(١٠).المحاسن ، ص ٦ ، كتاب القرائن ، ح ١٢ ، عن ابن فضّال ، عن عاصم بن حمزة ، عن عبدالله بن الحسن ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٠٥ ، باب الثلاثة ، ح ٦٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين بن علي ، عن أبيهاعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٢٧ ، ح ٥ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي‌حمزة ثابت بن أبي‌صفيّة ، عن أبي‌ جعفر محمّد بن عليّ ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال عاصم : وحدّثني أبوحمزة عن عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام عن أبيها الحسين ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الاختصاص ، ص ٢٣٣ ، مرسلاً عن أبي‌حمزة ، عن فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام .الخصال ، ص ١٠٦ ، باب الثلاثة ح ٦٧ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٣. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٧ ، ح ٥٨٨٢ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٢٠ ، المجلس ٦ ، ح ٣ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٦٦ ، ح ١الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٤ ، ح ١٧٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٠٢٤٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٠٠ ، ذيل ح ٢٨.

(١١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

٦٠٦

يُعْرَفُونَ بِهَا : صِدْقَ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ ، وَوَفَاءً بِالْعَهْدِ(١) ، وَصِلَةَ الْأَرْحَامِ ، وَرَحْمَةَ الضُّعَفَاءِ ، وَقِلَّةَ الْمُرَاقَبَةِ(٢) لِلنِّسَاءِ - أَوْ قَالَ(٣) : قِلَّةَ الْمُوَاتَاةِ(٤) لِلنِّسَاءِ(٥) - وَبَذْلَ الْمَعْرُوفِ ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ(٦) ، وَسَعَةَ الْخُلُقِ ، وَاتِّبَاعَ الْعِلْمِ وَمَا يُقَرِّبُ(٧) إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - زُلْفى(٨) ، طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ؛ وَطُوبى(٩) شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَيْسَ مِنْ(١١) مُؤْمِنٍ إِلَّا وَفِي دَارِهِ غُصْنٌ مِنْهَا ، لَايَخْطُرُ(١٢) عَلى قَلْبِهِ شَهْوَةُ شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَتَاهُ بِهِ ذلِكَ(١٣) ، وَلَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ ، مَا خَرَجَ مِنْهُ(١٤) ؛ وَلَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ ، مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتّى يَسْقُطَ هَرِماً ، أَلَا فَفِي هذَا فَارْغَبُوا ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ(١٥) نَفْسِهِ(١٦)

__________________

(١). في الوافي والوسائل : « العهد ».

(٢). في «ه» : « المنافثة ». وفي الوسائل : «المواقعة».

(٣). في الأمالي وصفات الشيعة : - « قلّة المراقبة للنساء ، أو قال ». وفي الوسائل : + « و ».

(٤). في « بر » : « المواساة ». والمواتاة : المطاوعة والموافقة.

(٥). في « بس » : - « للنساء ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٧٥ : « الظاهر أنّ الخلق بالضمّ في الموضعين وربّما يقرأ الأوّل بالفتح ؛ فإنّ‌ الظاهر عنوان الباطل ، لكن هذا ليس كلّيّاً ؛ فإنّ حسن الخلق قد يوجد في غير أهل الدين وقيل : المراد حسن الأعضاء الظاهرة بالأعمال الفاضلة ؛ فإنّه من علامات أهل الدين ». وفي الوسائل : « الجوار ».

(٧). في « ز » : « تقرّب » باعتبار المعنى المراد من الموصول. وفي مرآة العقول : « يقرّبهم ».

(٨). في الأمالي وصفات الشيعة : - « زلفى ».

(٩). فيالوافي : « تأويل طوبى : العلم ؛ فإنّ لكلّ نعيم من الجنّة مثالاً في الدنيا ، ومثال طوبى شجرة العلوم الدينيّة التي أصلها في دار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي هو مدينة العلم ، وفي دار كلّ مؤمن غصن منها ، وإنّما شهوات المؤمن ومثوباته في الآخرة فروع معارفه وأعماله الصالحة في الدنيا ، فإنّ المعرفة بذر المشاهدة ، والعمل الصالح غرس النعيم ، إلّا أنّ من لم يذق لم يعرف ، ولا يذوق إلّا من أخلص دينه لله ‌وقوي إيمانه بالله بأن يتّصف بصفات المؤمن المذكورة في هذا الباب ».

(١٠). في « ب ، ص ، ه » والوافي والأمالي وصفات الشيعة : - « محمّد ».

(١١). في صفات الشيعة : - « من ».

(١٢). في الأمالي : « لا تخطر ».

(١٣) في الأمالي وصفات الشيعة : + « الغُصن ».

(١٤) في « بر » وحاشية « ف » والأمالي : « منها ».

(١٥) قال فيمرآة العقول : « من ، بكسر الميم ، وقد يقرأ بالفتح اسم موصول ، أي ‌مشغول بإصلاح نفسه لا يلتفت إلى‌عيوب غيره ، ولا إلى التعرّض لضررهم ».

(١٦) في الوسائل والأمالي وصفات الشيعة : « نفسه منه » بدل « من نفسه ».

٦٠٧

فِي شُغُلٍ وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ؛ إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ افْتَرَشَ وَجْهَهُ ، وَسَجَدَ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِمَكَارِمِ بَدَنِهِ ، يُنَاجِي الَّذِي خَلَقَهُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ ، أَلَا(١) فَهكَذَا كُونُوا(٢) ».(٣)

٢٣١٠/ ٣١. عَنْهُ(٤) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو(٥) النَّخَعِيِّ ؛

قَالَ(٦) : وَحَدَّثَنِي(٧) الْحُسَيْنُ بْنُ سَيْفٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْ خِيَارِ الْعِبَادِ ، فَقَالَ : الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا ، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا ، وَإِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا ، وَإِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا ،

__________________

(١). في « ه » : - « ألا ».

(٢). في « ج ، د ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : « فكونوا ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ٢٢١ ، المجلس ٥٩ ، ح ٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن قاسم ؛صفات الشيعة ، ص ٤٦ ، ح ٦٦ ، بسنده عن أبي بصير ، وفيهما : « عن أبي‌عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ».الخصال ، ص ٤٨٣ ، ح ٥٦ ، بسند آخر عن أبي‌بصير ، عن أبي‌جعفر ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ٥٠ ، عن أبي‌بصير ، عن أبي‌جعفر ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٢١١ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، إلى قوله : « طوبى لهم وحسن مآب » ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٥ ، ح ١٧٦٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٠٢٤٧ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٦٤ ، ح ١.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٥). في « ز ، ص ، ف ، ه » والوسائل : « عمر ». إلّا أنّ في الوسائل بإسقاط « النخعي ». وهو سهو ؛ فإنّ المذكور في كتب الرجال هو سليمان بن عمرو النخعي. راجع :رجال البرقي ، ص ٣٢ ؛رجال الطوسي ، ص ٢١٧ ، الرقم ٢٨٦٤. وتبيّن بذلك وقوع التصحيف في ماورد فيالأمالي للصدوق ، ص ١٩ ، المجلس ٣ ، ح ٤ ؛والخصال ، ص ٣١٧ ، ح ٩٩ ؛ من نقل الصدوق الخبر بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن جعفر النخعي.

(٦). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فقد روى هو عن الحسين بن سيف فيكتابه ‌المحاسن ، ص ٢٧ ، ح ٧ ؛ وص ٣٥٦ ، ح ٥٩ ؛ وص ٤٨٥ ، ح ٥٣٣ ؛ وص ٤٨٦ ، ح ٥٤٢. ووردت روايته عن الحسين بن سيف ، عن أخيه عليّ ، عن سليمان بن عمرو فيالمحاسن ، ج ٢ ، ص ٤٨٦ ، ح ٥٤٣. فعليه ، في السند تحويل. (٧). في « ه » : + « به ».

٦٠٨

وَإِذَا غَضِبُوا غَفَرُوا ».(١)

٢٣١١/ ٣٢. وَبِإِسْنَادِهِ(٢) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ خِيَارَكُمْ(٣) أُولُو النُّهى ، قِيلَ : يَا(٤) رَسُولَ اللهِ ، وَمَنْ(٥) أُولُو النُّهى؟ قَالَ : هُمْ أُولُو الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ ، وَالْأَحْلَامِ الرَّزِينَةِ(٦) ، وَصَلَةُ الْأَرْحَامِ(٧) ، وَالْبَرَرَةُ بِالْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ ، وَالْمُتَعَاهِدُونَ(٨) لِلْفُقَرَاءِ وَ(٩) الْجِيرَانِ وَالْيَتَامى ، وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ، وَيُفْشُونَ(١٠) السَّلَامَ فِي الْعَالَمِ ، وَيُصَلُّونَ وَالنَّاسُ نِيَامٌ غَافِلُونَ ».(١١)

__________________

(١).الأمالي للصدوق ، ص ١٠ ، المجلس ٣ ، ح ٤ ؛والخصال ، ص ٣١٧ ، باب الخمسة ، ح ٩٩ ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي‌عبدالله البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن جعفر النخعي ، عن محمّد بن مسلم وغيره ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام .صفات الشيعة ، ص ٤٥ ، ح ٦٤ ، بسند آخر ومع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٤٥ ، عن الرضاعليه‌السلام ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٤. وفيالكافي ، كتاب الصيام ، باب كراهية الصوم في السفر ، ح ٦٤٩٩ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ١٩٧٨ ، بسند آخر هكذا : « خيار اُمّتي الذين إذا سافروا أفطروا وقصّروا ، وإذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤوا استغفروا » مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٦٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٦ ، ح ٢٦٠ ؛ وج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٤٨ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٦.

(٢). الظاهر أنّ المراد من « بإسناده » ، هو الإسناد المتقدّم في الحديث السابق ، إلى أبي‌جعفرعليه‌السلام .

(٣). في « ه » : « أخياركم ».

(٤). في « ف » : - « يا ».

(٥). في « ب ، ج ، د ، بف » والوافي والوسائل : « من » بدون الواو. وفي « ف » : « وما ».

(٦). « الأحلام الرزينة » أي العقول المتينة.

(٧). فيمرآة العقول : « وصلة الأرحام ، عطف على الأحلام. ويمكن أن تكون الواو جزء الكلمة ، والصاد مفتوحة جمع واصل ويمكن على الاحتمال الثاني نصب « الوصلة » على المدح ».

(٨). هكذا في « د ، ض » والوافي والوسائل ، وهو مقتضى السياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « والمتعاهدين ». وقال فيمرآة العقول : « والمتعاهدين ، في أكثر النسخ بالنصبِ ، فيكون نصباً على المدح ».

(٩). في الوسائل : - « للفقراء و ».

(١٠). فَشَت ، أي كَثُرت وانتشرت.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ( فشا ).

(١١).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦١٩٧ ، بسنده آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « ويطعمون الطعام » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٤٩ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٧.

٦٠٩

٢٣١٢/ ٣٣. عَنْهُ ، عَنِ الْهَيْثَمِ النَّهْدِيِّ(١) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٢) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيُّ الْخِصَالِ بِالْمَرْءِ أَجْمَلُ؟

فَقَالَ : « وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ ، وَسَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَأَةٍ ، وَتَشَاغُلٌ بِغَيْرِ مَتَاعِ الدُّنْيَا ».(٣)

٢٣١٣/ ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَقُولُ : إِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِكَمَالِ دِينِ الْمُسْلِمِ تَرْكُهُ الْكَلَامَ فِيمَا لَايَعْنِيهِ ، وَقِلَّةُ مِرَائِهِ(٤) ، وَحِلْمُهُ ، وَصَبْرُهُ ، وَحُسْنُ خُلُقِهِ ».(٥)

٢٣١٤/ ٣٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِي؟ قَالُوا : بَلى‌

__________________

(١). الهيثم النهدي هو الهيثم بن أبي‌ مسروق عبدالله النهدي ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٤٣٧ ، الرقم ١١٧٥. وروى أحمد بن محمّد بن خالد فيالمحاسن ، ص ١٤٤ ، ح ٤٧ عن الهيثم بن عبدالله النهدي ، فالضمير في « عنه » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المصرّح باسمه في سند الحديث ٢٨.

(٢). في « بف » : « أصحابنا ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ٨ ؛ والخصال ، ص ٩٢ ، باب الثلاثة ، ح ٣٦ ، بسند آخر عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن عبدالعزيز بن عمر ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٤الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٦٨ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٦٧ ، ح ٢.

(٤). « المراء » : الجدال. والتماري والمماراة : المجادلة على مذهب الشكّ والريبة. ويقال للمناظرة : مماراة ؛ لأنّ كلّ واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتري الحالبُ اللبن من الضرع.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ ( مرا ). وفيالوافي : « المراء : المجادلة والاعتراض على كلام من غير غرض ديني ».

(٥).الخصال ، ص ٢٩٠ ، باب الخمسة ، ح ٥٠ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الأمالي للمفيد ، ص ٣٤ ، المجلس ٤ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه ».تحف العقول ، ص ٢٧٩ ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٥٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦١ ، ح ٦٤.

٦١٠

يَا رَسُولَ اللهِ(١) ، قَالَ : أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً ، وَأَلْيَنُكُمْ كَنَفاً(٢) ، وَأَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ ، وَأَشَدُّكُمْ حُبّاًلِإِخْوَانِهِ فِي دِينِهِ ، وَأَصْبَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ ، وَأَكْظَمُكُمْ لِلْغَيْظِ ، وَأَحْسَنُكُمْ عَفْواً ، وَأَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إِنْصَافاً فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ».(٣)

٢٣١٥/ ٣٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ الْإِنْفَاقُ عَلى قَدْرِ الْإِقْتَارِ ، وَالتَّوَسُّعُ(٤) عَلى قَدْرِ التَّوَسُّعِ ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ(٥) ، وَابْتِدَاؤُهُ(٦) إِيَّاهُمْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ ».(٧)

٢٣١٦/ ٣٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ أَصْلَبُ مِنَ الْجَبَلِ ، الْجَبَلُ(٨) ‌............

__________________

(١). هكذا في جميع النسخ والمصادر والشروح. وفي المطبوع : - « رسول الله ».

(٢). « الكنف » : الجانب. وكنفا الطائر : جناحاه.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٤ ( كنف ).

قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٧٩ : « واُلينكم كنفاً ، أي ‌لا يتأذّى من مجاورتهم ومجالستهم ومن ناحيتهم أحد وفيالنهاية ، فيه : ألا اُخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مَجالِسَ يوم القيامة؟ اُحاسنكم أخلاقاً ، الموطّؤون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون. هذا مثل ، وحقيقته من التوطئة ، وهي التمهيد والتذليل. وفراش وَطي‌ء : لا يؤذي جنب النائم. والأكناف : الجوانب. أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكّن فيها من يصاحبهم ولا يتأذّى ». راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ( وطأ ) ، وراجع أيضاً :أساس البلاغة ، ص ٤١٩ ( لين ).

(٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٤ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٦ ، ح ٢٨.

(٤). في « ه » : « والوسع ».

(٥). في « ب ، ض ، ه » وحاشية « ف ، بر » والوافي : + « من نفسه ».

(٦). في « ب » : « وابتداء ».

(٧).تحف العقول ، ص ٢٨٢الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٥٥ ، ح ١٥٦٣٢ ؛ وج ١٥ ، ص ١٩٢ ، ح ٢٠٢٥١ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦١ ، ح ٦٥.

(٨). في البحار : - « الجبل ».

٦١١

يُسْتَقَلُّ(١) مِنْهُ ، وَالْمُؤْمِنُ لَايُسْتَقَلُّ مِنْ دِينِهِ شَيْ‌ءٌ ».(٢)

٢٣١٧/ ٣٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ حَسَنُ الْمَعُونَةِ ، خَفِيفُ الْمَؤُونَةِ ، جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِهِ(٣) ، لَايُلْسَعُ(٤) مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ ».(٥)

٢٣١٨/ ٣٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَارِثِ(٦) :

__________________

(١). في « ه » والوافي : « يستفلّ » في الموضعين. وفي البحار : « تستقلّ ». وفيمرآة العقول : « من القلّة ، أي ‌ينقص ويؤخذ منه بعضاً بالفأس والمعول ونحوهما ».

(٢).الكافي ، كتاب الجهاد ، باب كراهة التعرّض لما لا يطيق ، ح ٨٣٤٦ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٦٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفيصفات الشيعة ، ص ٣٠ ، ذيل ح ٤٢ ؛وعلل الشرائع ، ص ٥٥٧ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ، ذيل ح ١١١ ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٨١٩ ، ح ٣٠٨٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦٢ ، ح ٦٦.

(٣). في « ج » : « لعيشه ». وفي « ه » : « للمعيشة ».

(٤). في الوسائل : + « ولايلسع ». ولَسَعتْه العقرب والزنبور : وهو الضرب بالذَنَب واللَّدغ بالفم. و « الجُحْر » : ثقب الحيّة. وهو استعارة هاهنا ، أي‌لا يُدهى المؤمن من جهة واحدة مرّتين ؛ فإنّه بالاُولى يعتبر.أساس البلاغة ، ص ٤٠٨ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ( لسع ).

(٥).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٥٧٨٥ ؛علل الشرائع ، ص ٤٩ ، ذيل الحديث الطويل ١ ، وفيهما مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هكذا : « لا يلسع المؤمن من جحر مرّتين » ؛تنزيه الأنبياء عليهم‌السلام ، ص ٧٤ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « لن يلدغ المؤمن من جحر مرّتين » ؛الاختصاص ، ص ٢٤٥ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « لا يلسع العاقل من جحر مرّتين »الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦٢ ، ح ٦٧.

(٦). لم نجد عنوان سهل بن الحارث في ما تتبّعنا من الأسناد وكتب الرجال ، والخبر رواه الشيخ الصدوق فيالخصال ، ص ٨٢ ، ح ٧ ؛ وفيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن أحمد [ بن يحيى بن عمران الأشعري ] قال : حدّثني سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضاعليه‌السلام ، قال : سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول.

فعليه ، الظاهر وقوع التحريف في ما نحن فيه ، والصواب « سهل ، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا ».

٦١٢

عَنِ الدِّلْهَاثِ مَوْلَى الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ(١) فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ ، وَسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ ، وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ.

فَأَمَّا(٢) السُّنَّةُ(٣) مِنْ رَبِّهِ ، فَكِتْمَانُ(٤) سِرِّهِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (٥) .

وَأَمَّا السُّنَّةُ(٦) مِنْ نَبِيِّهِ ، فَمُدَارَاةُ النَّاسِ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَمَرَ نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، فَقَالَ :( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ) (٧) .

وَأَمَّا السُّنَّةُ(٨) مِنْ وَلِيِّهِ ، فَالصَّبْرُ فِي(٩) الْبَأْسَاءِ(١٠) وَالضَّرَّاءِ(١١) ».(١٢)

__________________

= يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الصدوق فيمعاني الأخبار ، ص ١٨٤ ، ح ١ ؛ وفيالأمالي ، ص ٢٧٠ ، المجلس ٥٣ ، ح ٨ ، بسند آخر عن سهل بن زياد الآدمي عن مبارك مولى الرضا.

(١). في « ص ، ه ، بر » : « تكون ».

(٢). في « بر » : « وأمّا ».

(٣). في « ض ، ه » : + « التي ».

(٤). في الخصال وصفات الشيعة والعيون : « كتمان ».

(٥). الجنّ (٧٢) : ٢٦ و ٢٧.

(٦). في « ض ، ه » : + « التي ».

(٧). الأعراف (٧) : ١٩٩. وفي « ب ، ج ، بس » ومرآة العقول : « بالمعروف ». قال في المرآة : « وأقول : روى الصدوق -قدس‌سره - في العيون هذا الخبر عن هذا الراوي( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) موجود فيه. وزاد في آخره أيضاً : قال الله عزّ وجلّ :( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) [ البقرة (٢) : ١٧٧ ] وكأنّه سقط من النسّاخ ». وفي الأمالي والخصال وصفات الشيعة والعيون والمعاني : +( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) .

(٨). في « ض ، ه » : + « التي ».

(٩). في « ه » : « على ».

(١٠). « البأساء » : الشدّة. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٧ ( بأس ).

(١١). في الأمالي والمعاني : + « يقول الله عزّ وجلّ :( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ». وفي الخصال وصفات الشيعة والعيون : + « فإنّ الله عزّ وجلّ يقول :( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) ». و « الضرّاء » : الزَّمانة والشدّة ، والنقص في الأموال والأنفس.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٠١ ( ضرر ).

(١٢).الخصال ، ص ٨٢ ، باب الثلاثة ، ح ٧ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٣٧ ، ح ٦١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٩ ، بسند آخر عن سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٣٢٩ ، المجلس ٥٣ ، ح ٨ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٤ ، ح ١ ، بسند آخر عن سهل بن زياد الآدمي ، عن مبارك مولى الرضاعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٤٢ ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٦ ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ٣٩ ، ذيل ح ١٧ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٨٠ ، ذيل ح ٥.

٦١٣

١٠٠ - بَابٌ فِي (١) قِلَّةِ عَدَدِ الْمُؤْمِنِينَ (٢)

٢٣١٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنَةُ أَعَزُّ(٣) مِنَ الْمُؤْمِنِ ، وَ(٤) الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ(٥) ؛ فَمَنْ رَأى مِنْكُمُ الْكِبْرِيتَ الْأَحْمَرَ؟ ».(٦)

٢٣٢٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « النَّاسُ كُلُّهُمْ بَهَائِمُ - ثَلَاثاً - إِلَّا قَلِيلاً(٧) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ(٨) - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ».(٩)

٢٣٢١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ(١٠)

__________________

(١). في « ض » ومرآة العقول : - « في ».

(٢). في شرح المازندراني : « باب في قلّة المؤمن ».

(٣). عزّ الشي‌ء : قلّ فلا يكاد يوجد ، فهو عزيز.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٢ ( عزز ).

(٤). في « ض » : - « و ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٨٥ : « المشهور أنّ الكبريت الأحمر هو الجوهر الذي يطلبه أصحاب الكيميا ، وهو الإكسير ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٩ ، ح ٣.

(٧). هكذا في حاشية « بج » ومرآة العقول عن بعض النسخ ، وهو الصواب. وفي معظم النسخ والمطبوع والمصادر : « قليل » ، ولاتساعده القواعد النحويّة. وفي « ه » وحاشية « ض » : « القليل ».

(٨). في « ب ، ج ، د ، ه ، بس » وحاشية « ض ، ف ، بف » وشرح المازندراني : « عزيز ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٥٢٢ ، ذيل ح ١٣ ، بسنده آخر عن كامل التمّار ، مع اختلاف يسير. راجع :المحاسن ، ص ٢٧١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٦٦ ؛ وص ٢٧٢ ، ح ٣٦٧.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٩ ، ح ٤.

(١٠). في « ه » : - « عن ابن محبوب ». وهو سهو ؛ فقد توسّط [ الحسن ] بن محبوب بين إبراهيم بن هاشم‌ =

٦١٤

عَنِ(١) ابْنِ رِئَابٍ قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ لِأَبِي بَصِيرٍ : « أَمَا وَاللهِ ، لَوْ أَنِّي أَجِدُ مِنْكُمْ ثَلَاثَةَ(٢) مُؤْمِنِينَ يَكْتُمُونَ حَدِيثِي ، مَا اسْتَحْلَلْتُ أَنْ أَكْتُمَهُمْ(٣) حَدِيثاً ».(٤)

٢٣٢٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٥) وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : وَاللهِ(٦) مَا يَسَعُكَ الْقُعُودُ ، فَقَالَ(٧) : « وَ(٨) لِمَ يَا سَدِيرُ؟ » قُلْتُ : لِكَثْرَةِ مَوَالِيكَ وَشِيعَتِكَ وَأَنْصَارِكَ ؛ وَاللهِ لَوْ كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مَا لَكَ مِنَ الشِّيعَةِ وَالْأَنْصَارِ وَالْمَوَالِي ، مَا طَمِعَ فِيهِ تَيْمٌ وَلَا عَدِيٌّ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، وَكَمْ عَسى(٩) أَنْ يَكُونُوا »(١٠) قُلْتُ : مِائَةَ أَلْفٍ ، قَالَ : « مِائَةَ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ، وَمِائَتَيْ أَلْفٍ ، قَالَ(١١) : « مِائَتَيْ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ، وَنِصْفَ الدُّنْيَا.

قَالَ : فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : « يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلى يَنْبُعَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَبَغْلٍ أَنْ يُسْرَجَا(١٢) ، فَبَادَرْتُ ، فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ،

__________________

= وبين [ عليّ ] بن رئاب في غير واحدٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ، ص ٣٥٩ - ٣٦١ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٤٤ - ٢٤٥ ؛ وص ٢٧٠ - ٢٧١.

(١). في حاشية « بر » : + « عليّ ».

(٢). فيمرآة العقول : « ثلاثة ، إمّا بالتنوين و « مؤمنين » صفتها أو بالإضافة ، فمؤمنين تميز ».

(٣). في « ب » : « أن أكتم ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٩ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٥.

(٥). في حاشية « بف » : + « الصفّار » ، والظاهر أنّه تفسير لمحمّد بن الحسن.

(٦). في « ف » : - « والله ».

(٧). في « ف ، بف » والبحار : « وقال ».

(٨). في البحار ، ج ٦٧ : - « و ».

(٩). في « ه » : « ترى ».

(١٠). في « ج ، ز » والوافي والبحار ، ج ٤٧ : « أن تكونوا ».

(١١). في « ج ، ز ، ف ، بر » والوافي : « فقال ». وفي « ض » والبحار : « فقال و ».

(١٢). في « ج » : « أن يسرّجا » بالتشديد.

٦١٥

تَرى(١) أَنْ تُؤْثِرَنِي بِالْحِمَارِ؟ » قُلْتُ : الْبَغْلُ أَزْيَنُ وَأَنْبَلُ(٢) ، قَالَ : « الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِي(٣) ». فَنَزَلْتُ ، فَرَكِبَ الْحِمَارَ ، وَرَكِبْتُ(٤) الْبَغْلَ ، فَمَضَيْنَا ، فَحَانَتِ(٥) الصَّلَاةُ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، انْزِلْ بِنَا نُصَلِّ(٦) ».

ثُمَّ قَالَ : « هذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ(٧) لَاتَجُوزُ(٨) الصَّلَاةُ فِيهَا » فَسِرْنَا حَتّى صِرْنَا إِلى أَرْضٍ حَمْرَاءَ ، وَنَظَرَ إِلى غُلَامٍ يَرْعى جِدَاءً ، فَقَالَ : « وَاللهِ يَا سَدِيرُ(٩) ، لَوْ كَانَ لِي شِيعَةٌ بِعَدَدِ هذِهِ الْجِدَاءِ ، مَا(١٠) وَسِعَنِي الْقُعُودُ » وَنَزَلْنَا وَصَلَّيْنَا ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ ، عَطَفْتُ عَلَى(١١) الْجِدَاءِ ، فَعَدَدْتُهَا ، فَإِذَا هِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ.(١٢)

٢٣٢٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قَالَ لِي عَبْدٌ صَالِحٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « يَا سَمَاعَةُ ، أَمِنُوا(١٣) عَلى فُرُشِهِمْ وَأَخَافُونِي(١٤) ، أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا(١٥) إِلَّا وَاحِدٌ يَعْبُدُ اللهَ ، وَلَوْ كَانَ مَعَهُ غَيْرُهُ لَأَضَافَهُ اللهُ‌

__________________

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « أترى ».

(٢). النُّبل - بالضمّ - : الذكاء والنجابة.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٩ ( نبل ).

(٣). في « ه » : « لي ».

(٤). في « ف » : « فركبت ».

(٥). في « ج ، ز ، بف » وحاشية « بر » : « فجاءت ».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والبحار : « نصلّي ».

(٧). قال الخليل : « أرضٌ سَبِخَةٌ ، أي ذات ملح ونزّ » ، والنزّ : ما يتحلّب من الأرض من الماء ، وقال ابن الأثير : « هي‌الأرض التي تعلوها الـمُلُوحة ولا تكاد تنبت إلّابعض الشجر ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٧٨٢ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٣ ( سبخ ). (٨). في « ص ، ه ، بر » والبحار : « لا يجوز ».

(٩). في « ه » : - « يا سدير ».

(١٠). في « ز ، بف » : « لما ».

(١١). في « ب » : - « على ». وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر » والوافي والبحار : « إلى ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٨ ، ح ٢٩٤٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٢ ، ح ٩٣ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٦.

(١٣) في « ز » : « آمنوا ».

(١٤) فيالمرآة : « وأخافوني ، أي بالإذاعة وترك التقيّة. والضمير في « آمنوا » راجع إلى المدّعين للتشيّع الذين لم يطيعوا أئمّتهم ». (١٥) «ومافيها»،الواو حاليّة،و«ما»نافية،و« كانت » تامّة.

٦١٦

- عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ حَيْثُ يَقُولُ(١) :( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٢) فَغَبَرَ(٣) بِذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ.

ثُمَّ إِنَّ اللهَ آنَسَهُ بِإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، فَصَارُوا ثَلَاثَةً ، أَمَا وَاللهِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَقَلِيلٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْكُفْرِ(٤) لَكَثِيرٌ(٥) ، أَتَدْرِي لِمَ ذَاكَ(٦) ؟ » فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : « صُيِّرُوا أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ(٧) ، يَبُثُّونَ إِلَيْهِمْ مَا(٨) فِي صُدُورِهِمْ ، فَيَسْتَرِيحُونَ إِلى ذلِكَ ، وَيَسْكُنُونَ إِلَيْهِ ».(٩)

٢٣٢٤/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ النَّضْرِ ، عَنْ يَحْيى ، عَنْ(١٠) أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « بر » : « قال ».

(٢). النحل (١٦) : ١٢٠.

(٣). في « ج » وحاشية « ب ، ص ، ض ، ف ، بر » والبحار وتفسير العيّاشي : « فصبر ». وفي « ز » : « فصير ». وفي « ه » : « فعمل ». وفي مرآة العقول عن بعض النسخ : « فعبر ». و « غبر » ، أي مضى ، فهو الغابر ، أي الماضي وقد يكون بمعنى الباقي ، فهو من الأضداد ، وعن الأزهري : المعروف الكثير أنّ الغابر الباقي ، وقال غير واحد من الأئمّة : إنّه يكون بمعنى الماضي. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٧ ( غبر).

(٤). فيالوافي : « يعني بهم من كان في زيّ المؤمنين وفي عدادهم ». وفيالمرآة : « الكفر هنا مقابل الإيمان‌الكامل».

(٥). في « ب ، د ، ص ، ض ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار : « كثير ».

(٦). في « ز ، ض ، ه » ومرآة العقول : « ذلك ».

(٧). في شرح المازندراني : « للمؤمن ».

(٨). في « بف » : « عمّا ».

(٩).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٧٤ ، ح ٨٤ ، عن سماعة بن مهران ، إلى قوله : « فصاروا ثلاثة » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٨ ، ح ٢٩٤١ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٣ ، ح ٩٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٢ ، ح٧.

(١٠). هكذا في حاشية « ض ، ف ». وفي النسخ والمطبوع : « بن ».

والصواب ما أثبتناه. والمراد من « النضر ، عن يحيى » هو « النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي » ؛ فإنّ النضر بن سويد روى كتاب يحيى الحلبي ، وروايته عنه في الأسناد كثيرة. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥٠١ ، الرقم ٧٩٠ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٨٧ - ٣٨٩.

هذا ، وقد روى النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي‌خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، في =

٦١٧

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّنَا؟! لَوِ اجْتَمَعْنَا عَلى شَاةٍ مَا أَفْنَيْنَاهَا ، فَقَالَ : «أَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذلِكَ؟ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ذَهَبُوا إِلَّا - وَ(١) أَشَارَ بِيَدِهِ(٢) - ثَلَاثَةً».

قَالَ حُمْرَانُ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، مَا حَالُ عَمَّارٍ؟

قَالَ(٤) : « رَحِمَ اللهُ عَمَّاراً(٥) أَبَا الْيَقْظَانِ بَايَعَ وَقُتِلَ شَهِيداً ». فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا شَيْ‌ءٌ أَفْضَلَ مِنَ الشَّهَادَةِ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : « لَعَلَّكَ تَرى أَنَّهُ مِثْلُ الثَّلَاثَةِ ، أَيْهَاتَ أَيْهَاتَ(٦) ».(٧)

٢٣٢٥/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ(٨) بِوَلَايَتِنَا مُؤْمِناً ، وَلكِنْ جُعِلُوا(٩) أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ(١٠) ».(١١)

__________________

= المحاسن ، ص ٢٣٢ ، ح ١٨٣ ، والخبر تقدّم فيالكافي ، ح ٢٢٢٤ بنفس السند. فراجع. وأمّا رواية محمّد بن اُورمة عن النضر بن سويد ، فقد وردت فيالكافي ، ح ٣٠٠٦ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٣٢٢ ، ح ١٣.

(١). في حاشية « بر » : « وقد ».

(٢). يعني أشارعليه‌السلام بثلاث أصابع من يده. والمراد بالثلاثة : سلمان وأبوذرّ ومقداد. وللمزيد راجع :رجال الكشّي ، ص ٨ ، ح ١٧ ؛ وص ١١ ، ح ٢٤.

(٣). في « ب » : « قلت » بدل « قال حمران : فقلت : جعلت فداك ».

(٤). في « د ، ه » : « فقال ». وفي « ف » : + « فقال ».

(٥). في « ه » : + « رضي‌ الله‌ عنه ».

(٦). في « ج » : « هيهات هيهات ». و « أيهات » : لغة في هيهات. ومعناها البعد.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٣٢ و ١٦٤٩ ( أيه ) و ( هيه ).

(٧). راجع :رجال الكشّي ، ص ١١ ، ح ٢٤.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٩ ، ح ٢٩٤٣ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ٥٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٤ ، ح ٨.

(٨). في حاشية « ض ، بر » والبحار : « يقول ».

(٩). في « ز » : « جعل ».

(١٠). في « ف » : « للمسلمين ».

(١١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٩ ، ح ٢٩٤٢ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٥ ، ح ٩.

٦١٨

١٠١ - بَابُ الرِّضَا بِمَوْهِبَةِ الْإِيمَانِ وَالصَّبْرِ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ بَعْدَهُ‌

٢٣٢٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا عَبْدَ الْوَاحِدِ ، مَا يَضُرُّ(٢) رَجُلاً - إِذَا كَانَ عَلى ذَا(٣) الرَّأْيِ - مَا قَالَ النَّاسُ لَهُ وَلَوْ قَالُوا : مَجْنُونٌ ؛ وَمَا(٤) يَضُرُّهُ وَلَوْ كَانَ عَلى رَأْسِ جَبَلٍ يَعْبُدُ اللهَ حَتّى يَجِيئَهُ الْمَوْتُ ».(٥)

٢٣٢٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ ، لَاسْتَغْنَيْتُ بِهِ(٦) عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَحْتَاجُ(٧) إِلى أَحَدٍ ».(٨)

٢٣٢٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١). في البحار : « العدّة ، عن البرقي ، عن أحمد بن محمّد ». وهو سهو واضح.

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٢ : « ما يضرّ ، ما نافية ، ويحتمل الاستفهام على الإنكار » ، وكذا في « ما يضرّه » حيث قال : « وهو أيضاً يحتمل الاستفهام ».

(٣). في « ذ ، ه » : « هذا ». وفيالمرآة : « على ذا الرأي ، أي على هذا الرأي ، وهو التشيّع ».

(٤). في « ز » : « ولا ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٣ ، ح ١٢.

(٦). في « ه » : - « به ».

(٧). في المحاسن : + « معه ». وفي المؤمن : + « فيه ».

(٨).المحاسن ، ص ١٥٩ ، كتاب الصفوة ، ح ٩٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ؛المؤمن ، ص ٣٦ ، ح ٨٠ ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفيهما مع زيادة في أوّله.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ح ٢٧٣٥ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف ، وفي كلّها من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٣.

٦١٩

أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسى ، عَنِ الْفُضَيْلِ(١) بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا يُبَالِي(٢) مَنْ عَرَّفَهُ اللهُ هذَا الْأَمْرَ أَنْ يَكُونَ عَلى قُلَّةِ جَبَلٍ يَأْكُلُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ ».(٣)

٢٣٢٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا يَنْبَغِي(٤) لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَوْحِشَ إِلى أَخِيهِ فَمَنْ دُونَهُ(٥) ، الْمُؤْمِنُ عَزِيزٌ فِي دِينِهِ ».(٦)

٢٣٣٠/ ٥. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ وَسَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا رَأْسُهُعليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، إِنَّنِي(٨) كَثِيراً مَا أَقُولُ : مَا عَلى رَجُلٍ(٩) عَرَّفَهُ اللهُ هذَا الْأَمْرَ لَوْ كَانَ فِي(١٠)

__________________

(١). هكذا في النسخ والطبعة القديمة. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٢). في « ه » : « ماضرّ ». وفي المرآة : « ما يبالي ، خبر. أو المعنى : ينبغي أن لايبالي من عرّفه الله هذا الأمر ، أي دين‌الإماميّة ».

(٣).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٤.

(٤). في « ص ، ض ، ه » : « لا ينبغي ».

(٥). فيالمرآة : « وأقول : في بعض النسخ : عمّن دونه ، وفي بعضها : عن دونه ، فهو صلة للاستيحاش ، أي‌يأنس بأخيه مستوحشاً عمّن هو غيره ». وفي الوافي : « ضمَّن الاستيحاش معنى الاستيناس ، فعدّاه بـ « إلى ». وإنّما لاينبغي له ذلك لأنّه ذلّ ، فلعلّ أخاه الذي ليس في مرتبته لايرغب في صحبته ».

(٦).مصادقة الإخوان ، ص ٤٨ ، وفيه : « عن يونس بن عبدالرحمن ، عن كليب بن معاوية ، قال : سمعته يقول ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٩٦٣ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٠ ، ح ١٠.

(٧). الظاهر رجوع الضمير إلى عليّ بن إبراهيم المذكور في السند السابق ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن أحمدبن محمّد ، عن محمّد بن خالد فيالكافي ، ح ١١٣٤ و ٥٧٣٦ و ١٥٢٥٢.

(٨). في « ه » : « إنّي ».

(٩). فيمرآة العقول : « ما ، في قوله : ما على رجل ، نافية ، أو استفهاميّة للإنكار. وحاصلهما واحد ، أي‌لا ضرر أو لا وحشة عليه ». (١٠). في « ب » : « على ».

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790