الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184451 / تحميل: 6199
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

بكل شيء ، لهذا فإن العبارة السابعة والأخيرة في هذا البحث تقول :( وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ ) .

إذن فلا حاجة حتى للشهود ، لأنّ الله هو أعلم من كلّ أولئك الشهود ، ولكن لطفه وعدله يقتضيان إحضار الشهود ، نعم فهذا هو مشهد يوم القيامة ، فليستعد الجميع لذلك اليوم.

* * *

١٦١

الآيتان

( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢) )

التّفسير

الذين يدخلون جهنم زمرا :

تواصل الآيات هنا بحث المعاد ، وتستعرض بالتفصيل ثواب وجزاء المؤمنين والكافرين الذي استعرض بصورة مختصرة في الآيات السابقة. وتبدأ بأهل جهنم ، إذ تقول :( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً ) .

فمن الذي يسوقهم إلى جهنم؟

كما هو معروف فإن ملائكة العذاب هي التي تسوقهم حتى أبواب جهنم ، ونظير هذه العبارة ورد في الآية (٢١) من سورة (ق) ، إذ تقول :( وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) .

١٦٢

عبارة «زمر» تعني الجماعة الصغيرة من الناس ، وتوضح أن الكافرين يساقون إلى جهنم على شكل مجموعات مجموعات صغيرة ومتفرقة.

و «سيق» من مادة (سوق) وتعني (الحث على أسير).

ثم تضيف( حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا ) (١) .

يتّضح بصورة جيدة من خلال هذه العبارة ، أن أبواب جهنم كانت مغلقة قبل سوق أولئك الكفرة ، وهي كأبواب السجون المغلقة التي تفتح أمام المتهمين الذين يراد سجنهم ، وهذا الحدث المفاجئ يوجد رعبا ووحشة كبيرة في قلوب الكافرين ، وقبل دخولهم يتلقاهم خزنة جهنم باللوم والتوبيخ ، الذين يقولون استهجانا وتوبيخا لهم : لم كفرتم وقد هيئت لكم كافة أسباب الهداية ، ألم يرسل إليكم أنبياء منكم يتلون آيات الله عليكم باستمرار ، ومعهم معجزات من خالقكم ، وإنذار وإعلام بالأخطار التي ستصيبكم إن كفرتم بالله(٢) ؟ فكيف وصل بكم الحال إلى هذه الدرجة رغم إرسال الأنبياء إليكم؟

حقّا إنّ كلام خزنة جهنم يعد من أشد أنواع العذاب على الكافرين الذين يواجهون بمثل هذا اللوم فور دخولهم جهنم.

على أية حال ، فإنّ الكافرين يجيبون خزنة جهنم بعبارة قصيرة ملؤها الحسرات ، قائلين :( قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ ) .

مجموعة من المفسّرين الكبار اعتبروا( كَلِمَةُ الْعَذابِ ) إشارة إلى قوله تعالى حين هبط آدم على الأرض ، أو حينما قرر الشيطان إغواء بني آدم ، كما ورد في الآية (٣٩) من سورة البقرة( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) .

__________________

(١) «خزنة» جمع (خازن) من مادة (خزن) على وزن (جزم) وتعني حافظ الشيء ، و (خازن) تطلق على المحافظ والحارس.

(٢) «يتلون» و «ينذرون» : كليهما فعل مضارع ودليل على الاستمرارية.

١٦٣

وحينما قال الشيطان : لأغوينهم جميع إلّا عبادك المخلصين ، فأجابه البارئعزوجل ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (١) .

وبهذا الشكل اعترفوا بأنّهم كذبوا الأنبياء وأنكروا آيات الله ، وبالطبع فإن مصيرهم لن يكون أفضل من هذا.

كما يوجد احتمال في أنّ المراد من( حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ ) هو ما تعنيه الآية السابعة في سورة (يس)( لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) .

وهو إشارة إلى أن الإنسان يصل أحيانا ـ بسبب كثرة ذنوبه وعدائه ولجاجته وتعصبه أمام الحق ـ إلى درجة يختم معها على قلبه ولا يبقى أمامه أيّ طريق للعودة ، وفي هذه الحالة يصبح مستحقا تماما للعذاب.

وعلى أيّة حال ، فإن مصدر كلّ هذه الأمور هو عمل الإنسان ذاته ، وليس من الصحيح الاستدلال على معنى الجبر وفقدان حرية الإرادة.

هذا النقاش القصير ينتهي مع اقترابهم من عتبة جهنم( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) .

فأبواب جهنم ـ كما أشرنا إليها من قبل ـ يمكن أن تكون قد نظمت حسب أعمال الإنسان ، وإن كلّ مجموعة كافرة تدخل جهنم من الباب الذي يتناسب مع أعمالها ، وذلك مثل أبواب الجنّة التي يطلق على أحد أبوابها اسم «باب المجاهدين» وقد جاء في كلام لأمير المؤمنين «إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة»(٢) .

والذي يلفت النظر هو أن ملائكة العذاب تؤّكد على مسألة التكبر من بين بقية الصفات الرذيلة التي تؤدي بالإنسان إلى السقوط في نار جهنم ، وذلك إشارة إلى أن التكبر والغرور وعدم الانصياع والاستسلام أمام الحق هو المصدر الرئيسي

__________________

(١) الم السجدة ، ١٣.

(٢) نهج البلاغة ، الخطبة (٢٧).

١٦٤

للكفر والانحراف وارتكاب الذنب.

نعم ، فالتكبر ستار سميك يغطي عيني الإنسان ويحول دون رؤيته للحقائق الساطعة المضيئة ، ولهذا نقرأ في رواية عن الإمامين المعصومين الباقر والصادقعليهما‌السلام «لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرة من كبر»(١) .

* * *

__________________

(١) الكافي ، المجلد الثّاني ، باب الكبر الحديث. ٦.

١٦٥

الآيات

( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٧٤) وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٧٥) )

التّفسير

المتقون يدخلون الجنّة أفواجا!!

هذه الآيات ـ التي هي آخر آيات سورة (الزمر) ـ تواصل بحثها حول موضوع المعاد ، حيث تتحدث عن كيفية دخول المؤمنين المتقين الجنّة ، بعد أن كانت الآيات السابقة قد استعرضت كيفية دخول الكافرين جهنم ، لتتوضح الأمور أكثر من خلال هذه المقارنة.

في البداية تقول :( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ) .

استعمال عبارة (سيق) (والتي هي من مادة (سوق) على وزن (شوق) وتعني الحث على السير). أثار التساؤل ، كما لفت أنظار الكثير من المفسّرين ، لأنّ هذا

١٦٦

التعبير يستخدم في موارد يكون تنفيذ العمل فيها من دون أي اشتياق ورغبة في تنفيذه ، ولذلك فإنّ هذه العبارة صحيحة بالنسبة لأهل جهنم ، ولكن لم استعملت بشأن أهل الجنّة الذين يتوجهون إلى الجنّة بتلهف واشتياق؟

قال البعض : إنّ هذه العبارة استعملت هنا لأنّ الكثير من أهل الجنّة ينتظرون أصدقاءهم.

والبعض الآخر قال : إنّ تلهف وشوق المتقين للقاء البارئعزوجل يجعلهم يتحينون الفرصة لذلك اللقاء بحيث لا يقبلون حتّى بالجنّة.

فيما قال البعض : إنّ هناك وسيلة تنقلهم بسرعة إلى الجنّة.

مع أنّ هذه التّفسيرات جيدة ولا يوجد أي تعارض فيما بينهما ، إلّا أنّ هناك نقطة اخرى يمكن أن تكون هي التّفسير الأصح لهذه العبارة ، وهي مهما كان حجم عشق المتقين للجنّة ، فإن الجنّة وملائكة الرحمة مشتاقة أكثر لوفود أولئك عليهم ، كما هو الحال بالنسبة إلى المستضيف المشتاق لضيف والمتلهف لوفوده عليه إذ أنّه لا يجلس لانتظاره وإنّما يذهب لجلبه بسرعة قبل أن يأتي هو بنفسه إلى بيت المستضيف ، فملائكة الرحمة هي كذلك مشتاقة لوفود أهل الجنّة.

والملاحظة أن (زمر) تعني هنا المجموعات الصغيرة ، وتبيّن أن أهل الجنّة يساقون إلى الجنّة على شكل مجموعات مجموعات كلّ حسب مقامه.

ثم تضيف الآية( حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ) (١) .

الملفت للنظر أن القرآن الكريم يقول بشأن أهل جهنم : إنّهم حينما يصلون إلى قرب جهنم تفتح لهم الأبواب ، ويقول بشأن أهل الجنّة ، إن أبواب الجنّة مفتحة لهم

__________________

(١) ما هو جواب الجملة الشرطية (إذا جاؤها)؟ ذكر المفسّرون آراء متعددة ، أنسبها الذي يقول : إن عبارة (قال لهم خزنتها) جوابها والواو زائدة. كما احتملوا أن جواب الجملة محذوف ، والتقدير (سلام من الله عليكم) ، أو أن حذف الجواب إشارة إلى أن سعة الموضوع وعلوه لا يمكن وصفها ، والبعض قال : (فتمت) هي الجواب و (الواو) زائدة.

١٦٧

من قبل ، وهذه إشارة إلى الاحترام والتبجيل الذي يستقبلون به من قبل ملائكة الرحمة ، كالمستضيف المحب الذي يفتح أبواب بيته للضيوف قبل وصولهم ، ويقف عند الباب بانتظارهم.

وقد قرأنا في الآيات السابقة أن ملائكة العذاب يستقبلون أهل جهنم باللوم والتوبيخ الشديدين ، عند ما يقولون لهم : قد هيئت لكم أسباب الهداية ، فلم تركتموها وانتهيتم إلى هذا المصير المشؤوم؟

أمّا ملائكة الرحمة فإنّها تبادر أهل الجنّة بالسلام المرافق للاحترام والتبجيل ، ومن ثمّ تدعوهم إلى دخول الجنّة.

عبارة «طبتم» من مادة (طيب) على وزن (صيد) وتعني الطهارة ، ولأنّها جاءت بعد السلام والتحية ، فمن الأرجح القول بأن لها مفهوما إنشائيا ، وتعني : لتكونوا طاهرين مطهرين ونتمنى لكم السعادة والسرور.

وبعبارة اخرى : طابت لكم هذه النعم الطاهرة ، يا أصحاب القلوب الطاهرة.

ولكن الكثير من المفسّرين ذكروا لهذه الجملة معنى خبريا عند تفسيرها ، وقالوا : إنّ الملائكة تخاطبهم بأنّكم تطهرتم من كلّ لوث وخبث ، وقد طهرتم بإيمانكم وبعملكم الصالح قلوبكم وأرواحكم ، وتطهرتم من الذنوب والمعاصي ، ونقل البعض رواية تقول : إنّ هناك شجرة عند باب الجنّة ، تفيض من تحتها عينا ماء صافيتان ، يشرب المؤمنون من إحداهما فيتطهر باطنهم ، ويغتسلون بماء العين الأخرى فيتطهر ظاهرهم ، و، هنا يقول خزنة الجنّة لهم :( سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ) (١) .

الملاحظ أن «الخلود» استخدم بشأن كلّ من أهل الجنّة وأهل النّار ، وذلك لكي لا يخشى أهل الجنّة من زوال النعم الإلهية ، ولكي يعلم أهل النّار بأنّه لا سبيل لهم للنجاة من النّار.

__________________

(١) تفسير القرطبي المجلد (٨) الصفحة. ٥٧٣.

١٦٨

الآية التّالية تتكون من أربع عبارات قصار غزيرة المعاني تنقل عن لسان أهل الجنّة السعادة والفرح اللذين غمراهم ، حيث تقول :( وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ ) .

وتضيف في العبارة التالية( وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ ) .

المراد من الأرض هنا أرض الجنّة. واستخدام عبارة (الإرث) هنا ، إنّما جاء لكونهم حصلوا على كلّ هذه النعم في مقابل جهد قليل بذلوه ، إذ ـ كما هو معروف ـ فإنّ الميراث هو الشيء الذي يحصل عليه الإنسان من دون أي عناء مبذول.

أو أنّها تعني أن لكل إنسان مكان في الجنّة وآخر في جهنم ، فإن ارتكب عملا استحق به جهنم فإن مكانه في الجنّة سوف يمنح لغيره ، وإن عمل عملا صالحا استحق به الجنّة ، فيمنح مكانا في الجنّة ويترك مكانه في جهنم لغيره.

أو تعني أنّهم يتمتعون بكامل الحرية في الاستفادة من ذلك الإرث ، كالميراث الذي يحصل عليه الإنسان إذ يكون حرا في استخدامه.

هذه العبارة ـ في الواقع ـ تحقق عيني للوعد الإلهي الذي ورد في الآية (٦٣) من سورة مريم( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا ) .

العبارة الثّالثة تكشف عن الحرية الكاملة التي تمنح لأهل الجنّة في الاستفادة من كافة ما هو موجود في الجنّة الواسعة ، إذ تقول :( نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ ) .

يستشف من الآيات القرآنية أن في الجنّة الكثير من البساتين والحدائق وقد أطلقت عليها في الآية (٧٢) من سورة التوبة عبارة( جَنَّاتِ عَدْنٍ ) وأهل الجنّة وفقا لدرجاتهم المعنوية يسكنون فيها ، وأن لهم كامل الحرية في التحرك في تلك الحدائق والبساتين في الجنّة.

أمّا العبارة الأخيرة فتقول :( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) .

وهذه إشارة إلى أن هذه النعم الواسعة إنّما تعطى في مقابل العمل الصالح (المتولد من الايمان طبعا) ليكون صاحبه لائقا ومستحقا لنيل مثل هذه النعم.

١٦٩

وهنا يطرح هذه السؤال وهو : هل أنّ هذا القول صادر عن أهل الجنّة ، أم أنّه كلام الله جاء بعد كلام أهل الجنّة؟

المفسّرون وافقوا الرأيين ، ولكنّهم رجحوا المعنى الأوّل الذي يقول : إنّه كلام أهل الجنّة ويرتبط بالعبارات الأخرى في الآية.

وفي النهاية تخاطب الآية ـ مورد بحثنا وهي آخر آية من سورة الزمر ـ الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلة :( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ) يسبحون الله ويقدّسونه ويحمدونه.

إذ تشير إلى وضع الملائكة الحافين حول عرش الله ، أو أنّها تعبر عن استعداد أولئك الملائكة لتنفيذ الأوامر الإلهية ، أو أنّها إشارة إلى خفايا قيمة تمنح في ذلك اليوم للخواص والمقرّبين من العرش الإلهي ، مع أنّه لا يوجد أي تعارض بين المعاني الثلاثة ، إلا أن المعنى الأوّل أنسب.

ولهذا تقول العبارة التالية( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ ) .

وباعتبار هذه الأمور هي دلائل على ربوبية البارئعزوجل واستحقاق ذاته المقدسة والمنزّهة لكل أشكال الحمد والثناء ، فإنّ الجملة الأخيرة تقول :( وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) .

وهنا يطرح هذا السؤال : هل أن هذا الخطاب صادر عن الملائكة ، أم عن أهل الجنّة المتقين ، أم أنّه صادر عن الاثنين؟

المعنى الأخير أنسب من غيره ، لأنّ الحمد والثناء على الله هو منهاج كلّ أولي الألباب ، ومنهاج كلّ الخواص والمقربين ، واستعمال كلمة (قيل) وهي فعل مبني للمجهول يؤيد ذلك.

نهاية سورة الزّمر

* * *

١٧٠
١٧١

سورة

المؤمن

مكيّة

وعدد آياتها خمس وثمانون آية

١٧٢

«سورة المؤمن»

نظرة مختصرة في محتوى السورة :

سورة المؤمن هي طليعة الحواميم ، والحواميم في القرآن الكريم سبع سور متتالية يلي بعضها بعضا ، نزلت جميعا في مكّة ، وهي تبدأ بـ «حم».

هذه السورة كسائر السور المكّية ، تثير في محتواها قضايا العقيدة و، تتحدث عن أصول الدين الإسلامي ومبانيه وفي ذلك تلبي حاجة المسلمين في تلك المرحلة إلى تشييد وإقامة قواعد الدين الجديد.

ومحتوى هذه السورة يضم بين دفتيه الشدة واللطف ، ويجمع في نسيجه بين الإنذار والبشارة السورة ـ إذا ـ مواجهة منطقية حادّة مع الطواغيت والمستكبرين ، كما هي نداء لطف ورحمة ومحبة بالمؤمنين وأهل الحق.

وتمتاز هذه السورة أيضا بخصوصية تنفرد بها دون سور القرآن الأخرى ، إذ تتحدّث عن «مؤمن آل فرعون» وهو مقطع من قصة موسىعليه‌السلام ، وقصد مؤمن آل فرعون لم ترد في كتاب الله سوى في سورة «المؤمن».

إنّ قصة «مؤمن آل فرعون» هي قصة ذلك الرجل المؤمن المخلص الذي كان يتحلى بالذكاء والمعرفة في الوقت الذي هو من بطانة فرعون ، ومحسوب ـ ظاهرا ـ من حاشيته ـ لقد كان هذا الرجل مؤمنا بما جاء به موسىعليه‌السلام ، وقد احتل وهو يعمل في حاشية فرعون ـ موقعا حساسا مميزا في الدفاع عن موسىعليه‌السلام وعن دينه ، حتى أنّه ـ في الوقت الذي تعرضت فيه حياة موسىعليه‌السلام

١٧٣

للخطر ـ تحرّك من موقعه بسلوك فطن وذكي وحكيم لكي يخلّص موسى من الموت المحقق الذي كان قد أحاط به.

إنّ اختصاص السورة باسم «المؤمن» يعود إلى قصة هذا الرجل الذي تحدّثت عشرون آية منها عن جهاده ، أي ما يقارب ربع السورة.

يكشف الأفق العام أنّ حديث السورة عن «مؤمن آل فرعون» ينطوي على أبعاد تربوية لمجتمع المسلمين في مكّة ، فقد كان بعض المسلمين ممّن آمن بالإسلام يحافظ على علاقات طيبة مع بعض المشركين والمعاندين ، وفي نفس الوقت فإن إسلامه وانقياده لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس عليهما غبار.

لقد كان الهدف من هذه العلاقة مع المشركين هو توظيفها في أيّام الخطر لحماية الرسالة الجديدة ودفع الضر عن أتباعها ، وفي هذا الإطار يذكر التاريخ أنّ أبا طالبعليه‌السلام عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان من جملة هؤلاء ، كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات الإسلامية المروية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام (١) .

وبشكل عام يمكن النظر إلى محتوى السورة في إطار ما تثيره النقاط والأقسام الآتية :

القسم الأوّل : وهو يضم طليعة آيات السورة التي تتحدث عن بعض من أسماء الله الحسنى ، خصوصا تلك التي ترتبط ببعث معاني الخوف والرجاء في القلوب ، مثل قوله تعالى:( غافِرِ الذَّنْبِ ) و( شَدِيدِ الْعِقابِ ) .

القسم الثّاني : تهديد الكفّار والطواغيت بعذاب هذه الدنيا الذي سبق وأن نال أقواما اخرى في ماضي التأريخ ، بالإضافة إلى التعرّض لعذاب الآخرة ، وتتناول بعض الصور والمشاهد التفصيلية فيه.

القسم الثّالث : بعد أن وقفت السورة على قصة موسى وفرعون ، بدأت بالحديث ـ بشكل واسع ـ عن قصة ذلك الرجل المؤمن الواعي الشجاع الذي

__________________

(١) الغدير ، المجلد الثامن ، ص ٣٨٨.

١٧٤

اصطلح عليه بـ «مؤمن آل فرعون» وكيف واجه البطانة الفرعونية وخلّص موسىعليه‌السلام من كيدها.

القسم الرّابع : تعود السورة مرّة اخرى للحديث عن مشاهد القيامة ، لتبعث في القلوب الغافلة الروح واليقظة.

القسم الخامس : تتعرض السورة المباركة فيه إلى قضيتي التوحيد والشرك ، بوصفهما دعامتين لوجود الإنسان وحياته ، وفي ذلك تتناول جانبا من دلائل التوحيد ، بالإضافة إلى ما تقف عليه من مناقشة لبعض شبهات المشركين.

القسم السّادس : تنتهي السورة ـ في محتويات القسم الأخير هذا ـ بدعوة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للتحمل والصبر ، ثمّ تختم بالتعرض إلى خلاصات سريعة ممّا تناولته مفصلا من قضايا ترتبط بالمبدأ والمعاد ، وكسب العبرة من هلاك الأقوام الماضية ، وما تعرضت له من أنواع العذاب الإلهي في هذه الدنيا ، ليكون ذلك تهديدا للمشركين. ثمّ تخلص السورة في خاتمتها إلى ذكر بعض النعم الإلهية.

لقد أشرنا فيما مضى إلى أنّ تسمية السورة بـ «المؤمن» يعود إلى اختصاص قسم منها بالحديث عن «مؤمن آل فرعون». أما تسميتها بـ «غافر» فيعود إلى كون هذه الكلمة هي بداية الآية الثّالثة من آيات السورة المباركة.

فضيلة تلاوة السورة :

في سلسلة الرّوايات الإسلامية المروية عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، نرى كلاما واسعا من فضل تلاوة سور «الحواميم» وبالأخص سورة «غافر» منها.

ففي بعض هذه الأحاديث نقرأ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله : «الحواميم تاج

١٧٥

القرآن»(١) .

وعن ابن عباس ممّا يحتمل نقله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال : «لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم»(٢) .

وفي حديث عن الإمام الصادق نقرأ قولهعليه‌السلام : «الحواميم ريحان القرآن ، فحمدوا الله واشكروه بحفظها وتلاوتها ، وإنّ العبد ليقوم يقرأ الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر ، وإنّ الله ليرحم تاليها وقارئها ، ويرحم جيرانه وأصدقاءه ومعارفه وكلّ حميم أو قريب له ، وإنّه في القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون»(٣) .

وفي حديث آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الحواميم سبع ، وأبواب جهنّم سبع ، تجيء كلّ «حاميم» منها فتقف على باب من هذه الأبواب تقول : الّلهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني»(٤) .

وفي قسم من حديث مروي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قرأ «حاميم المؤمن» لم يبق روح نبيّ ولا صديق ولا مؤمن إلّا صلّوا عليه واستغفروا له»(٥) .

ومن الواضح أنّ هذه الفضائل الجزيلة ترتبط بالمحتوى الثمين للحواميم ، هذا المحتوى الذي إذا واظب الإنسان على تطبيقه في حياته والعمل به ، والالتزام بما يستلزمه من مواقف وسلوك ، فإنّه سيكون مستحقا للثواب العظيم والفضائل الكريمة التي قرأناها.

وإذا كانت الرّوايات تتحدث عن فضل التلاوة ، فإنّ التلاوة المعنية هي التي

__________________

(١) هذه الأحاديث في مجمع البيان في بداية تفسير سورة المؤمن.

(٢) المصدر السابق

(٣) مجمع البيان أثناء تفسير السورة

(٤) البيهقي طبقا لما نقله عنه الآلوسي في روح المعاني ، المجلد ٢٤ ، صفحة ٣٦.

(٥) مجمع البيان في مقدمة تفسير السورة.

١٧٦

تكون مقدمة للاعتقاد الصحيح ، فيما يكون الإعتقاد الصحيح مقدمة للعمل الصحيح. إذا التلاوة المعنية هي تلاوة الإيمان والعمل ، وقد رأينا في واحد من الأحاديث ـ الآنفة الذكر – المنقولة عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تعبير «من كان يؤمن بي ويقرأني».

* * *

١٧٧

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) )

التّفسير

صفات تبعث الأمل في النفوس :

تواجهنا في مطلع السورة الحروف المقطعة وهي هنا من نوع جديد لم نعهده في السور السابقة ، حيث افتتحت السورة بـ «جاء» و «ميم».

وبالنسبة للحروف المقطعة في مطلع السور كانت لنا بحوث كثيرة في معانيها ودلالاتها ، تعرضنا إليها أثناء الحديث عن بداية سورة «البقرة» ، وسورة «آل عمران» و «الأعراف» وسور اخرى.

الشيء الذي تضيفه هنا ، هو أنّ الحروف التي تبدأ به سورة المؤمن التي نحن الآن بصددها ، تشير ـ كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات ومن آراء المفسّرين ـ إلى أسماء الله التي تبدأ بحروف هذه السورة ، أي «حميد» و «مجيد» كما ورد ذلك

١٧٨

عن الامام الصادقعليه‌السلام (١) .

البعض الآخر ذهب إلى أنّ «ح» إشارة إلى أسمائه تعالى مثل «حميد» و «حليم» و «حنان» ، بينما «م» إشارة إلى «ملك» و «مالك» و «مجيد».

وهناك احتمال في أن حرف «الحاء» يشير إلى الحاكمية ، فيما يشير حرف «الميم» إلى المالكية الإلهية.

عن ابن عباس ، نقل القرطبي «في تفسيره» أن «حم» من أسماء الله العظمى(٢) .

ويتّضح في نهاية الفقرة أنّ ليس ثمّة من تناقض بين الآراء والتفاسير الآنفة الذكر ، بل هي تعمد جميعا إلى تفسير الحروف المقطعة بمعنى واحد.

في الآية الثّانية ـ كما جرى على ذلك الأسلوب القرآني ـ حديث عن عظمة القرآن ، وإشارة إلى أنّ هذا القرآن بكل ما ينطوي عليه من عظمة وإعجاز وتحدّ ، إنّما يتشكّل في مادته الخام من حروف الألف باء وهنا يمكن معنى الإعجاز.

يقول تعالى :( تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) .

إنّ قدرته تعالى تعجز الأشياء الأخرى عن الوقوف إزاءه ، فقدرته ماضية في كل شيء ، وعزته مبسوطة ، أمّا علمه تعالى فهو في أعلى درجات الكمال ، بحيث يستوعب كلّ احتياجات الإنسان ويدفعه نحو التكامل.

والآية التي بعدها تعدّد خمسا من صفاته تعالى ، يبعث بعضها الأمل والرجاء ، بينما يبعث البعض الآخر منها على الخوف والحذر.

ويقول تعالى :( غافِرِ الذَّنْبِ ) .

( قابِلِ التَّوْبِ ) (٣) .

__________________

(١) يلاحظ «معاني الأخبار» للشيخ الصدوق ، صفحة ٢٢ ، باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور.

(٢) تفسير القرطبي أثناء تفسير الآية.

(٣) «توب» يمكن أن تكون جمع «توبة» وأن تكون مصدرا (يلاحظ مجمع البيان).

١٧٩

( شَدِيدِ الْعِقابِ ) .

( ذِي الطَّوْلِ ) (١) .

( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) .

أجل إنّ من له هذه الصفات هو المستحق للعبادة وهو الذي يملك الجزاء في العقاب والثواب.

* * *

ملاحظات

تنطوي الآيات الثلاث الآنفة الذكر على مجموعة من الملاحظات ، نقف عليها من خلال النقاط الآتية :

أولا : في الآيات أعلاه (آية ٢ و ٣) بعد ذكر الله وقبل ذكر المعاد( إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) اشتملت الآيتان على ذكر سبع صفات للذات الإلهية ، بعضها من «صفات الذات» والبعض الآخر منها من «صفات الفعل» التي انطوت على إشارات للتوحيد والقدرة والرحمة والغضب ، ثمّ ذكرت «عزيز» و «عليم» وجعلتهما بمثابة القاعدة التي نزل الكتاب الإلهي (القرآن) على أساسهما.

أمّا صفات «غافر الذنب» و «قابل التوب» و «شديد العقاب» و «ذي الطول» فهي بمثابة المقدمات اللازمة لتربية النفوس وتطويعها لعبادة الواحدة الأحد.

ثانيا : ابتدأت الصفات الآنفة الذكر بصفة «غافر الذنب» أوّلا و «ذي الطول» أخيرا ، أي صاحب النعمة والفضل كصفة أخيرة. وفي موقع وسط جاءت صفة «شديد العقاب» وهكذا ذكرت الآية الغضب الإلهي بين رحمتين. ثمّ إنّنا نلاحظ أنّ

__________________

(١) «طول» على وزن «قول» بمعنى النعمة والفضل ، وبمعنى القدرة والقوة والمكنة وما يشبه ذلك. بعض المفسّرين يقول : إنّ «ذي الطول» هو الذي يبذل النعم الطويلة والجزيلة للآخرين ، ولذلك فإن معناها أخص من معنى «المنعم» كما يقول صاحب مجمع البيان.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

رَأْسِ جَبَلٍ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ.

يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، إِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً ، وَإِنَّا وَشِيعَتَنَا هُدِينَا(١) الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَوْ أَصْبَحَ لَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، كَانَ ذلِكَ خَيْراً لَهُ ، وَلَوْ أَصْبَحَ مُقَطَّعاً أَعْضَاؤُهُ(٢) ، كَانَ ذلِكَ خَيْراً لَهُ.

يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، إِنَّ اللهَ لَايَفْعَلُ بِالْمُؤْمِنِ إِلَّا مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ ، لَوْ عَدَلَتِ الدُّنْيَا عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، مَا سَقى عَدُوَّهُ مِنْهَا(٣) شَرْبَةَ مَاءٍ(٤) ؛ يَا فُضَيْلَ بْنَ يَسَارٍ(٥) ، إِنَّهُ مَنْ كَانَ هَمُّهُ هَمّاً وَاحِداً(٦) ، كَفَاهُ(٧) اللهُ(٨) هَمَّهُ ؛ وَمَنْ كَانَ هَمُّهُ فِي كُلِّ وَادٍ ، لَمْ يُبَالِ اللهُ بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ ».(٩)

٢٣٣١/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ وَالْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَا :

__________________

(١). في « ص » : + « معاً ».

(٢). في « ص ، ه » : « أعضاءً ». وفي مرآة العقول : « ومنهم من قرأ : أعضاءً ، بالنصب على التمييز ».

(٣). في « ض ، ه » : « منها عدوّه ».

(٤). في « ب ، د ، ز ، ه ، بف » : - « ماء ».

(٥). في « ه » : - « بن يسار ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٦ : « من كان مقصوده أمراً واحداً وهو طلب دين الحقّ ورضاء الله تعالى وقربه وطاعته ولم يخلطه بالأغراض النفسانيّة والأهواء الباطلة ، فإنّ الحقّ واحد وللباطل شعب كثيرة « كفاه الله همّه » أي أعانه على تحصيل ذلك المقصود ونصره على النفس والشيطان وجنود الجهل « ومن كان همّه في كلّ وادٍ » من أودية الضلالة والجهالة « لم يبال الله بأيّ واد هلك » أي صرف الله لطفه وتوفيقه عنه ، وتركه مع نفسه وأهوائها حتّى يهلك باختيار واحد من الأديان الباطلة ».

(٧). في « بر » وحاشية « ص » والوافي : « كفى ».

(٨). في « ه » : + « كلّ ».

(٩). راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٢ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٣٤ ، المجلس ٤١ ، ذيل ح ٧ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٣١ ، المجلس ١٩ ، ح ١ ، ضمن وصايا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي‌ذرّرضي‌الله‌عنه ؛الاختصاص ، ص ٢٤٣ وفي كلّها قطعة : « لو عدلت الدنيا عند الله - إلى - شربة ماء ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٩ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٠ ، ح ١١.

٦٢١

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَا تَرَدَّدْتُ(١) فِي شَيْ‌ءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي فِي مَوْتِ(٢) عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّنِي(٣) لَأُحِبُّ لِقَاءَهُ ، وَ(٤) يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، فَأَصْرِفُهُ(٥) عَنْهُ ؛ وَإِنَّهُ لَيَدْعُونِي ، فَأُجِيبُهُ ؛ وَإِنَّهُ(٦) لَيَسْأَلُنِي ، فَأُعْطِيهِ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا إِلَّا وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِي مُؤْمِنٌ ، لَاسْتَغْنَيْتُ بِهِ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَسْتَوْحِشُ(٧) إِلى أَحَدٍ ».(٨)

__________________

(١). فيالمرآة : « هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين الفريقين ، ومن المعلوم أنّه لم يرد التردّد المعهود من‌الخلق في الاُمور التي يقصدونها فيتردّدون في إمضائها إمّا لجهلم بعواقبها أو لقلّة ثقتهم بالتمكّن منها لمانع ونحوه ، ولهذا قال : « أنا فاعله » أي لامحالة أنا أفعله لحتم القضاء بفعله ، أو المراد به التردّد في التقديم والتأخير ، لا في أصل الفعل. وعلى التقديرين فلابدّ فيه من تأويل ، وفيه وجوه عند الخاصّة والعامّة » وللمزيد راجع :مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٧.

(٢). في حاشية « ج ، بر » : « قبض روح ».

(٣). في « ض ، ه » والمؤمن ، ص ٣٣ والمصادقة : « إنّي ».

(٤). في المصادقة : « وهو ».

(٥). في « ض ، ه » : « وأصرفه ».

(٦). في « ف » : « فإنّه ».

(٧). في « ز » : + « به ». وضمّن الاستيحاش معنى الاستيناس لتعديته بإلى. راجع :الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٣.

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ح ٢٧٤٥ ، بسند آخر عن ابن مسكان ، عن معلّى بن خنيس ، إلى قوله : « وإنّه ليدعوني فاُجيبه » مع اختلاف يسير ؛مصادقة الإخوان ، ص ٧٤ ، ح ١ ، عن منصور الصيقل والمعلّى بن خنيس ؛المؤمن ، ص ٣٣ ، ح ٦٣ ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله.المحاسن ، ص ١٥٩ - ١٦٠ ، كتاب الصفوة ، ح ٩٩ و ١٠٠ ، بسند آخر.المؤمن ، ص ٣٦ ، ح ٨٠ ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ح ٢٧٤١ ؛ والمحاسن ، ص ٢٩١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٤٣ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله.المؤمن ، ص ٣٢ ، ضمن ح ٦١ ، وفيه : « عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال » وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « ويكره الموت فأصرفه عنه » مع اختلاف يسير. وفيالمؤمن ، ح ٦٢ ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ؛ وفيالكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ضمن ح ٢٧٤٢ ، بسند آخر عن أبي‌جعفرعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالتوحيد ، ص ٣٩٨ ، ضمن ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٢ ، ضمن ح ٧ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الأربعة الأخيرة إلى قوله : « وإنّه ليسألني فاُعطيه » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٢ ، ح ٢٩٦٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ضمن ١٥٤ ، ح ١٥.

٦٢٢

١٠٢ - بَابٌ فِي سُكُونِ الْمُؤْمِنِ إِلَى الْمُؤْمِنِ‌

٢٣٣٢/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَسْكُنُ إِلَى الْمُؤْمِنِ ، كَمَا يَسْكُنُ الظَّمْآنُ إِلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ ».(١)

١٠٣ - بَابٌ فِيمَا يَدْفَعُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِ‌

٢٣٣٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ(٢) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِ الْوَاحِدِ عَنِ الْقَرْيَةِ الْفَنَاءَ ».(٣)

٢٣٣٤/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُصِيبُ قَرْيَةً عَذَابٌ وَفِيهَا سَبْعَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ».(٤)

٢٣٣٥/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :

__________________

(١).الجعفريّات ، ص ١٩٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٩٦٢ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٥ ، ح ١٠.

(٢). في « ز » وحاشية « بر » : « الميثمي ». وهو سهو ؛ فإنّ عليّ بن الحسن الراوي عن محمّد بن عبدالله بن زرارة ، هوعليّ بن الحسن بن فضّال ، وهو يلقّب في أسناده تارة بالتيمي ، واُخرى بالتيمُلي ؛ لأنّهم من موالي تيم الله ، كما ورد في ترجمة أبيه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٤ ، الرقم ٧٢ ؛رجال البرقي ، ص ٥٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٣٤٥ ، الرقم ٨٠١٦ ، وص ٣٤٦ ، الرقم ٨٠١٧ ، وص ٥٦٦ ؛الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٤٩٧ - ٤٩٨.

(٣).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٩٧٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٤٣ ، ح ١.

(٤).الاختصاص ، ص ٣٠ ، وفيه : « عن ربعي ، عن عمر بن يزيد ، قال : سمعت أباعبداللهعليه‌السلام يقول : ما عذّب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٩٧٩ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٤٣ ، ح ٢.

٦٢٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قِيلَ لَهُ فِي الْعَذَابِ : إِذَا نَزَلَ بِقَوْمٍ يُصِيبُ(١) الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، وَلكِنْ يَخْلُصُونَ(٢) بَعْدَهُ(٣) ».(٤)

١٠٤ - بَابٌ فِي أَنَّ الْمُؤْمِنَ (٥) صِنْفَانِ‌

٢٣٣٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نُصَيْرٍ أَبِي الْحَكَمِ الْخَثْعَمِيِّ(٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنَانِ : فَمُؤْمِنٌ صَدَقَ(٨) بِعَهْدِ اللهِ(٩) ، وَوَفى بِشَرْطِهِ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) (١٠) فَذلِكَ الَّذِي(١١) لَا تُصِيبُهُ(١٢) أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَلَا أَهْوَالُ الْآخِرَةِ ، وَذلِكَ مِمَّنْ يَشْفَعُ(١٣) وَلَا يُشْفَعُ لَهُ ؛ وَمُؤْمِنٌ‌

__________________

(١). في « ز » : « أيصيب ».

(٢). في حاشية « ز ، ه » : « يخلّصون » بالتشديد.

(٣). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٠٢ : « بعده ، أي في البرزخ والقيامة ويشكل الجمع بينه وبين الخبرين السابقين ، ويمكن الجمع بوجوه : الأوّل : حمل العذاب في الأوّلين على نوع منه كعذاب الاستيصال ، كما أنّه سبحانه أخرج لوطاً وأهله من بين قومه ثمّ أنزل العذاب عليهم ، وهذا الخبر على نوع آخر كالوباء والقحط. الثاني : أن يحمل هذا على النادر ، وما مرّ على الغالب على بعض الوجوه. الثالث : حمل هذا على أقلّ من السبعة ، وحمل الواحد على النادر. وما قيل من أنّ المراد بالخلاص الخلاص في الدنيا فهو بعيد ، مع أنّه لاينفع في رفع التنافي ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٧ ، ح ٣٠٢٩ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٤٤ ، ح ٣.

(٥). في « ب ، ج ، د ، ص ، ه » : « المؤمنين ».

(٦). في « ض ، بر » : - « بن محمّد ».

(٧). استظهرنا فيما قدّمناه فيالكافي ، ذيل ح ١٩٨ اتّحاد نصير هذا ، مع نصر أبي‌الحكم الخثعمي المذكور في أصحاب الصادقعليه‌السلام ، فراجع. (٨). في « ه » : « صدّق » بالتشديد.

(٩). في « ص » : « صدق الله بعهده » وفيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٠٤ : « قيل : الباء بمعنى في ، أي‌في عهد الله. فقوله : صدق ، كنصر بالتخفيف ويمكن أن يقرأ : صدّق ، بالتشديد ، بياناً لحاصل معنى الآية ، أي‌صدّقوا بعهد الله وماوعدهم من الثواب وما اشترط في الثواب من الإيمان والعمل الصالح. والأوّل أظهر ».

(١٠). الأحزاب (٣٣) : ٢٣.

(١١). في « ض ، ه » : - « الذي ».

(١٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس » والوافي : « لا يصيبه ».

(١٣) في « ب ، ف » : « يشفّع » بالتشديد.

٦٢٤

كَخَامَةِ(١) الزَّرْعِ تَعْوَجُّ(٢) أَحْيَاناً ، وَتَقُومُ(٣) أَحْيَاناً ، فَذلِكَ(٤) مِمَّنْ تُصِيبُهُ(٥) أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَأَهْوَالُ الْآخِرَةِ ، وَذلِكَ مِمَّنْ يُشْفَعُ لَهُ وَلَا يَشْفَعُ(٦) ».(٧)

٢٣٣٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ خَالِدٍ الْعَمِّيِّ(٨) ، عَنْ خَضِرِ بْنِ عَمْرٍو :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ مُؤْمِنَانِ : مُؤْمِنٌ وَفى لِلّهِ(٩) بشُرُوطِهِ الَّتِي اشْتَرَطَهَا(١٠) عَلَيْهِ ، فَذلِكَ(١١) مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، وَذلِكَ(١٢) مِمَّنْ(١٣) يَشْفَعُ وَلَا يُشْفَعُ لَهُ ، وَذلِكَ مِمَّنْ لَاتُصِيبُهُ(١٤) أَهْوَالُ الدُّنْيَا ، وَلَا أَهْوَالُ الْآخِرَةِ ؛ وَمُؤْمِنٌ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ ، فَذلِكَ كَخَامَةِ الزَّرْعِ ، كَيْفَمَا كَفَأَتْهُ(١٥) الرِّيحُ انْكَفَأَ ، وَذلِكَ مِمَّنْ(١٦) تُصِيبُهُ(١٧) أَهْوَالُ الدُّنْيَا وَ(١٨) الْآخِرَةِ ، وَيُشْفَعُ لَهُ وَهُوَ عَلى خَيْرٍ ».(١٩)

__________________

(١). « الخامة » : الطاقة الغَضّة اللَّيّنَةُ من الزرع ، وأوّل ما نبت على ساق. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٩ (خوم).

(٢). في « ز ، ه » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « يعوّج ».

(٣). في « ز ، ه » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول على ما يظهر منه : « ويقوم ».

(٤). في « ب » : « وذلك ».

(٥). في«د،ز،ص،ض،ف،ه، بف » : « يصيبه ».

(٦). في « د » : « ولا يشفّع » بالتشديد.

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٩٧٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٨٩ ، ح ١.

(٨). في «ج،ه،بر،بف ، جر » والبحار : « القمّي ».

(٩). في « ز ، ص » : « الله » بدون اللام.

(١٠). هكذا في « ب ، د ، ص ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « شرطها ».

(١١). في « ض » : « فلذلك ».

(١٢). في « ه » : « فذلك ».

(١٣) هكذا في « ب ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « من ».

(١٤) في « ج ، ز ، ض ، ه ، بر ، بف » والبحار : « لا يصيبه ».

(١٥) في « ب » : « كفاه ». وفي حاشية « ب ، ص » والبحار : « كفته ». وكَفَأَه : قَلَبَه.لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ( كفأ ).

(١٦) في البحار : « من ».

(١٧) في « ه » : « يصيبه ».

(١٨) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، بر » والبحار : + « أهوال ».

(١٩)الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٣ ، ح ٢٩٧٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٩٢ ، ح ٢.

٦٢٥

٢٣٣٨/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَامَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْإِخْوَانِ ، فَقَالَعليه‌السلام : الْإِخْوَانُ صِنْفَانِ : إِخْوَانُ الثِّقَةِ ، وَإِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ(١)

فَأَمَّا إِخْوَانُ الثِّقَةِ ، فَهُمُ : الْكَفُّ ، وَالْجَنَاحُ(٢) ، وَالْأَهْلُ ، وَالْمَالُ ، فَإِذَا(٣) كُنْتَ مِنْ أَخِيكَ عَلى حَدِّ الثِّقَةِ ، فَابْذُلْ لَهُ مَالَكَ وَبَدَنَكَ(٤) ، وَصَافِ مَنْ صَافَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَاكْتُمْ سِرَّهُ وَعَيْبَهُ(٥) ، وَأَظْهِرْ مِنْهُ الْحَسَنَ ، وَاعْلَمْ أَيُّهَا السَّائِلُ أَنَّهُمْ أَقَلُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ.

وَأَمَّا إِخْوَانُ الْمُكَاشَرَةِ ، فَإِنَّكَ تُصِيبُ لَذَّتَكَ مِنْهُمْ ، فَلَا تَقْطَعَنَّ ذلِكَ مِنْهُمْ ، وَلَا تَطْلُبَنَّ مَا وَرَاءَ ذلِكَ مِنْ(٦) ضَمِيرِهِمْ ، وَابْذُلْ لَهُمْ مَا بَذَلُوا لَكَ مِنْ(٧) طَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَحَلَاوَةِ اللِّسَانِ ».(٨)

__________________

(١). « الكشْر » : ظهور الأسنان للضحك. وكاشره : إذا ضحك في وجهه وباسطه.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ( كشر ).

(٢). في « ه » : « الجناح واليد » بدل « الكفّ والجناح ».

(٣). في « بس » والمصادقة : « وإذا ».

(٤). في المصادقة وتحف العقول : « ويدك ».

(٥). في المصادقة : « وأعنه ».

(٦). في « بر » والوافي : « عن ».

(٧). في مرآة العقول : « منهم ».

(٨).الخصال ، ص ٤٩ ، باب الاثنين ، ح ٥٦ ، بسنده عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن حفص ، عن يعقوب بن بشير ، عن جابر ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ؛مصادقة الإخوان ، ص ٢٩ ، ح ١ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي‌جعفر الثانيعليه‌السلام ؛الاختصاص ، ص ٢٥١ ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي‌مريم.تحف العقول ، ص ٢٠٤ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٩ ، ح ٢٥٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٣ ، ذيل ح ١٥٥١٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٩٣ ، ح ٣.

٦٢٦

١٠٥ - بَابُ مَا أَخَذَهُ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِ مِنَ الصَّبْرِ عَلى مَا يَلْحَقُهُ فِيمَا ابْتُلِيَ بِهِ (١)

٢٣٣٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلى أَنْ لَاتُصَدَّقَ(٢) مَقَالَتُهُ ، وَلَا يَنْتَصِفَ(٣) مِنْ عَدُوِّهِ ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَشْفِي(٤) نَفْسَهُ إِلَّا بِفَضِيحَتِهَا ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ مُلْجَمٌ(٥) ».(٦)

٢٣٤٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ اللهَ أَخَذَ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِ عَلى بَلَايَا أَرْبَعٍ أَيْسَرُهَا(٧) عَلَيْهِ مُؤْمِنٌ يَقُولُ بِقَوْلِهِ يَحْسُدُهُ(٨) ، أَوْ(٩) مُنَافِقٌ يَقْفُو(١٠) أَثَرَهُ ،

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣١١ : « أي ما يلحقه من الهمّ والغمّ فيما ابتلي به من الاُمور الأربعة المذكورة في الأخبار ، أو ما يلحقه من معاشرة الخلق ». (٢). في « ب ، ص ، بف » : « لا يصدّق ».

(٣). « لا ينتصف » ، أي‌لا ينتقم. وقراءته مبنيّاً للمفعول أيضاً صحيحة.

(٤). في « ب » والوافي : « يشفّي » بالتشديد.

(٥). فيالوافي : « يعني إذا أراد المؤمن أن يُشفّي غيظه بالانتقام من عدوّه افتضح ، وذلك لأنّه ليس بمطلق العنان ، خليع العذار ، يقول ما يشاء ويفعل ما يريد ؛ إذ هو مأمور بالتقيّة والكتمان ، والخوف من العصيان ، والخشية من الرحمن ، ولأنّ زمام أمره بيدالله سبحانه ؛ لأنّه فوّض أمره إليه ، فيفعل به ما يشاء ممّا فيه مصلحته ».

(٦).الخصال ، ص ٢٢٩ ، باب الأربعة ، ح ٦٩ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٦٠٥ ، ح ٧٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.المؤمن ، ص ٢٥ ، ح ٣٨ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « ولا ينتصف من عدوّه ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٩٨١ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٥ ، ح ٥.

(٧). في « ب ، ه » وحاشية « د ، ض ، بر ، بس » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار : « أشدّها ».

(٨). في مرآة العقول : « يقول بقوله ، أي يعتقد مذهبه ويدّعي التشيّع ، لكنّه ليس بمؤمن كامل ، بل يغلبه الحسد ».

(٩). في « ه » : « و ».

(١٠). قفوتُ أثره:تَبِعْته.المصباح المنير ،ص٥١٢(قفو).

٦٢٧

أَوْ(١) شَيْطَانٌ يُغْوِيهِ(٢) ، أَوْ كَافِرٌ يَرى جِهَادَهُ ، فَمَا بَقَاءُ الْمُؤْمِنِ بَعْدَ هذَا؟ ».(٣)

٢٣٤١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَفْلَتَ(٤) الْمُؤْمِنُ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْ ثَلَاثٍ(٥) - وَلَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ الثَّلَاثُ(٦) عَلَيْهِ - : إِمَّا بُغْضُ(٧) مَنْ يَكُونُ مَعَهُ فِي الدَّارِ يُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابَهُ يُؤْذِيهِ(٨) ، أَوْ جَارٌ(٩) يُؤْذِيهِ ، أَوْ مَنْ فِي طَرِيقِهِ إِلى حَوَائِجِهِ يُؤْذِيهِ ؛ وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلى قُلَّةِ جَبَلٍ ، لَبَعَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ(١٠) شَيْطَاناً يُؤْذِيهِ(١١) ، وَيَجْعَلُ اللهُ(١٢) لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَسْتَوْحِشُ‌

__________________

(١). في « ه » : « و ».

(٢). فيمرآة العقول : « وربّما يقرأ : يغوّيه ، على بناء التفعيل ، أي‌ينسبه إلى الغواية. وهو بعيد ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٢ ، المجلس ٧٤ ، ح ٩ ؛ والخصال ، ص ٢٢٩ ، باب الأربعة ، ح ٧٠ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .المؤمن ، ص ٢١ ، ح ٢٠ ، عن أبي‌حمزة ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف وزيادة.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٩٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨١ ، ح ١٦٠١٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٦ ، ح ٦.

(٤). الإفلات : التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).

(٥). في الوسائل : « ثلاثة ».

(٦). في « ج ، د ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « الثلاثة ».

(٧). في « ج ، د ، ز ، ص ، بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول والبحار : « بعض ». قال فيالمرآة : « والظاهر أنّ « بعض » مبتدأ ، و « يؤذيه » خبره. ويحتمل أن يكون « بعض » خبر مبتدأ محذوف ، و « يؤذيه » صفة أو حالاً ».

(٨). في الوافي : - « يؤذيه ».

(٩). في « ه » والبحار : « جاره ».

(١٠). في « ض » وحاشية « د ، بر » : « عليه ».

(١١). فيالمرآة : « وذكروا لتسليط الشياطين والكفرة على المؤمنين وجوهاً من الحكمة : الأوّل : أنّه لكفّارة ذنوبه. الثاني : أنّه لاختبار صبره وإدراجه في الصابرين. الثالث : أنّه لتزهيده في الدنيا لئلاّ يفتتن بها ويطمئنّ إليها ، فيشقّ عليه الخروج منها. الرابع : توسّله إلى جناب الحقّ سبحانه في الضرّاء وسلوكه مسلك الدعاء لدفع ما يصيبه من البلاء ، فترتفع بذلك درجته. الخامس : وحشته عن المخلوقين واُنسه بربّ العالمين والغرض من هذا الحديث وأمثاله حثّ المؤمن على الاستعداد لتحمّل النوائب والمصائب وأنواع البلاء بالصبر والشكر والرضا بالقضاء ». (١٢). في « ه » والوسائل : - « الله ».

٦٢٨

مَعَهُ إِلى أَحَدٍ ».(١)

٢٣٤٢/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « أَرْبَعٌ(٢) لَايَخْلُو مِنْهُنَّ(٣) الْمُؤْمِنُ ، أَوْ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ : مُؤْمِنٌ يَحْسُدُهُ - وَهُوَ أَشَدُّهُنَّ(٤) عَلَيْهِ - وَمُنَافِقٌ يَقْفُو أَثَرَهُ ، أَوْ(٥) عَدُوٌّ يُجَاهِدُهُ ، أَوْ شَيْطَانٌ يُغْوِيهِ ».(٦)

٢٣٤٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٧) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ(٨) ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - جَعَلَ وَلِيَّهُ فِي الدُّنْيَا غَرَضاً(٩) لِعَدُوِّهِ».(١٠)

٢٣٤٤/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌

__________________

(١).علل الشرائع ، ص ٤٤ ، ذيل ح ٢ ، بسند آخر ؛وفيه ، ح ٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله ، وفيهما من قوله : « ولو أنّ مؤمناً » إلى قوله : « شيطاناً يؤذيه » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٧ ، ح ٢٩٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٢ ، ح ١٥٨٢٦ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٨ ، ح ٧.

(٢). في « ه » : « أربعة ».

(٣). في « ه » : « منها ».

(٤). في حاشية « ج ، ض » : « أيسرهنّ ».

(٥). في مرآة العقول : « و ».

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٢ ، المجلس ٧٤ ، ح ٩ ؛ والخصال ، ص ٢٢٩ ، باب الأربعة ، ح ٧٠ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٩٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨١ ، ح ١٦٠٢٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٩ ، ح ٨.

(٧). في « ه » : - « بن عيسى ».

(٨). في « ص ، ه » : + « عن محمّد بن سنان ».

(٩). « الغَرَض » : الهَدَف الذي يُرمى إليه. والجمع : أغراض. وتقول : غَرَضُه كذا ، على التشبيه بذلك ، أي‌مرماه‌الذي يقصده.المصباح المنير ، ص ٤٤٥ ( غرض ). وقال فيالمرآة : « أي جعل محبّه في الدنيا هدفاً لسهام عداوة عدوّه وحيله وشروره ».

(١٠).المؤمن ، ص ٢٠ ، ح ١٧ ، عن سماعة.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٩٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢١ ، ح ١٠.

٦٢٩

مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَشَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ الْحَاجَةَ ، فَقَالَ لَهُ(١) : « اصْبِرْ ؛ فَإِنَّ(٢) اللهَ سَيَجْعَلُ لَكَ فَرَجاً » قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ ، فَقَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنْ سِجْنِ الْكُوفَةِ ، كَيْفَ هُوَ؟ » فَقَالَ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، ضَيِّقٌ مُنْتِنٌ ، وَأَهْلُهُ بِأَسْوَا حَالٍ ، قَالَ : « فَإِنَّمَا أَنْتَ فِي السِّجْنِ فَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فِيهِ(٣) فِي(٤) سَعَةٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ».(٥)

٢٣٤٥/ ٧. عَنْهُ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَنْ جَدِّهِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ، فَأَيُّ سِجْنٍ(٧) جَاءَ مِنْهُ خَيْرٌ؟ ».(٨)

٢٣٤٦/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ب ، د ، ز ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والمؤمن : - « له ».

(٢). في « ب » : « إنّ ».

(٣). في « ه » : - « فيه ».

(٤). في « ب ، بر » وحاشية « ص » : « على ».

(٥).المؤمن ، ص ٢٦ ، ح ٤٣ ، عن محمّد بن عجلان.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٩١ ؛ الب حار ، ج ٦٨ ، ص ٢١٩ ، ح ٩.

(٦). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٧). فيمرآة العقول : « فأيّ سجن ، استفهام للإنكار ، والمعني أنّه ينبغي للمؤمن أن لايتوقّع الرفاهية في الدنيا ».

(٨).الجعفريّات ، ص ٢٠٤ ، بسنده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٠٨ ، ح ٧٤ ، بسند آخر عن أبي‌الحسن الأوّل ، عن أبي‌عبداللهعليهما‌السلام ، وفيهما مع زيادة في آخره.الأمالي للطوسي ، ص ٣٤٦ ، المجلس ١٢ ، ح ٥٥ ، بسند آخر ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله ؛وفيه ، ص ٥٢٩ ، المجلس ١٩ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .معاني الأخبار ، ص ٢٨٨ ، ضمن ح ٣ ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛تصحيح الاعتقاد ، ص ٩٦ ، مرسلاً عن آل محمّدعليهم‌السلام ؛تحف العقول ، ص ٥٣ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ٣٦٣ ، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع زيادة في آخره ، ولم يرد في كلّها فقرة : « فأيّ سجن جاء منه خيرٌ ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٩٩٢ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢١ ، ح ١١.

٦٣٠

دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ مُكَفَّرٌ(١) ».

* وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « وَذلِكَ أَنَّ مَعْرُوفَهُ يَصْعَدُ إِلَى اللهِ ، فَلَا يُنْشَرُ(٢) فِي النَّاسِ ، وَالْكَافِرُ مَشْكُورٌ ».(٣)

٢٣٤٧/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَقَدْ وَكَّلَ اللهُ(٤) بِهِ أَرْبَعَةً : شَيْطَاناً(٥) يُغْوِيهِ يُرِيدُ أَنْ يُضِلَّهُ ، وَكَافِراً(٦) يَغْتَالُهُ(٧) ، وَمُؤْمِناً يَحْسُدُهُ - وَهُوَ أَشَدُّهُمْ عَلَيْهِ - وَمُنَافِقاً يَتَتَبَّعُ(٨) عَثَرَاتِهِ».(٩)

٢٣٤٨/ ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ ، خَلّى(١٠) عَلى جِيرَانِهِ‌

__________________

(١). الـمُكَفَّرُ كمعظّم : المجحود النعمة مع إحسانه وهو ضدّ للمشكور. أي لايشكر الناس معروفه. ويفسّره رواية الصدوق فيعلل الشرائع ، ص ٥٦٠ ، ح ٣ ، بسنده عن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن موسى‌بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكفّراً لايشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القريشي والعربي والعجمي ، ومن كان أعظم معروفاً من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على هذا الخلق ؛ وكذلك نحن أهل البيت مكفّرون لايشكروننا ، وخيار المؤمنين مكفّرون لايشكر معروفهم ».

(٢). في « ب ، بر » وحاشية « ص » والوافي : « فلا ينتشر ».

(٣).علل الشرائع ، ص ٥٦٠ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٩٩٣ و ٢٩٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٠٨ ، ح ٢١٦٢٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٦٠ ، ح ٣.

(٤). في « بف » : - « الله ».

(٥). في « ز ، بف » : « شيطان ».

(٦). في « ز » : « وكافر ».

(٧). في حاشية «ض» ومرآة العقول والبحار: «يقاتله».

(٨). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ه » والوافي والبحار : « يتبع ». وفيمرآة العقول : « يتبع ، كيعلم ، أو على بناء الافتعال ، أي‌يتفحّص ويتطلّب عثراته ».

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٩٨٥ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢١ ، ح ١٢.

(١٠). على بناء المعلوم ، والضمير المستتر راجع إلى الموت ، والإسناد مجازي. ويجوز فيه البناء على المجهول =

٦٣١

مِنَ الشَّيَاطِينِ(١) عَدَدَ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ، كَانُوا مُشْتَغِلِينَ بِهِ ».(٢)

٢٣٤٩/ ١١. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٣) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا كَانَ وَلَا يَكُونُ وَلَيْسَ بِكَائِنٍ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ، وَلَوْ أَنَّ مُؤْمِناً فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، لَابْتَعَثَ(٤) اللهُ(٥) لَهُ(٦) مَنْ يُؤْذِيهِ ».(٧)

٢٣٥٠/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا كَانَ فِيمَا مَضى ، وَلَا فِيمَا بَقِيَ ، وَلَا فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ».(٨)

٢٣٥١/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا كَانَ وَلَا يَكُونُ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَلَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ ».(٩)

__________________

= أيضاً. والتخلية هنا ضمّنت معنى الاستيلاء ، يعني يخلّى بين الشياطين المشتغلين به أيّام حياته وبين جيرانه. وربيعة ومضر قبيلتان صارتا مثلاً في الكثرة. راجع :الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣١٩.

(١). في « ه » : « الشيطان ». وفي شرح المازندراني : - « من الشياطين ».

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٩٨٦ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٢ ، ح ١٣.

(٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٤). في « ب ، ج ، ه ، بر ، بف » والوافي والبحار : « لا نبعث ». وفي الوسائل : « لبعث ».

(٥). في « بر » والوافي ومرآة العقول والبحار : - « الله ».

(٦). في « ض » : « إليه ».

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٢ ، ح ١٥٨٢٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٤.

(٨).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٢ ، ح ١٥٨٢٨ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٥.

(٩).صحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٨٨ ، ح ٦ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٣ ، ح ٥٩ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن =

٦٣٢

١٠٦ - بَابُ شِدَّةِ (١) ابْتِلَاءِ (٢) الْمُؤْمِنِ‌

٢٣٥٢/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً(٤) الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ(٥) ».(٦)

٢٣٥٣/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام الْبَلَاءُ ، وَمَا يَخُصُّ(٧) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(٨) الْمُؤْمِنَ ، فَقَالَ :

__________________

= رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الأمالي للطوسي ، ص ٢٨٠ ، المجلس ١٠ ، ح ٧٧ ، بسند آخر عن عليّ بن محمّد ، عن آبائه ، عن الصادقعليهم‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٩٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٢٣ ، ح ١٥٨٢٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٦.

(١). في « ب ، ص ، بف » : - « شدّة ».

(٢). في « ب ، ض » : « بلاء ».

(٣). في « بس » : - « بن إبراهيم ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٢١ : « البلاء ما يختبر ويمتحن من خير أو شرّ وأكثر ما يأتي مطلقاً الشرّ ، وما اُريدبه الخير يأتي مقيّداً ، كما قال تعالى :( بَلَاءً حَسَناً ) [ الأنفال (٨) : ١٧ ] ».

(٥). « الأمثل فالأمثل » ، أي‌الأشرف فالأشرف ، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. يقال : هذا أمثل من هذا ، أي‌أفضل وأدنى إلى الخير. وأماثل الناس : خيارهم.النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٦ ( مثل ).

(٦).الأمالي للطوسي ، ص ٦٥٩ ، المجلس ٣٥ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي‌عمير.الخصال ، ص ٣٩٩ ، باب السبعة ، ضمن ح ١٠٨ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٦٥ ، المجلس ١٦ ، ضمن ح ٣٧ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .تنزيه الأنبياء ، ص ٦١ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٧١٩ ، ضمن ح ٦١ ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ؛مصباح الشريعة ، ص ١٨٣ ، الباب ٨٧ ، ضمن الحديث ، عن الصادقعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الخمسة الأخيرة مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٣ ، ح ٢٩٩٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٨٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٠ ، ح ٣.

(٧). في « بر » : « يمحض ».

(٨). في « ه » : « به جلّ وعزّ ».

٦٣٣

« سُئِلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَعليه‌السلام : النَّبِيُّونَ ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ، وَيُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ بَعْدُ عَلى قَدْرِ إِيمَانِهِ وَحُسْنِ أَعْمَالِهِ(١) ؛ فَمَنْ صَحَّ إِيمَانُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَمَنْ سَخُفَ إِيمَانُهُ(٢) وَضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلَاؤُهُ ».(٣)

٢٣٥٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ(٤) ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ عَظِيمَ الْأَجْرِ لَمَعَ(٥) عَظِيمِ الْبَلَاءِ ، وَمَا أَحَبَّ اللهُ قَوْماً إِلَّا ابْتَلَاهُمْ ».(٦)

٢٣٥٥/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٧) بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ ، ثُمَّ الْأَمَاثِلُ‌

__________________

(١). في شرح المازندراني : « عمله ».

(٢). أي‌نقص إيمانه ، من السُّخْف : وهو رِقَّة العقل ونقصانه.مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٦٩ ( سخف ).

(٣).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح ٢٣٨٠ ؛علل الشرائع ، ص ٤٤ ، ح ١ ، وفيهما بسند آخر : « إنّ في كتاب عليّ أن أشدّ الناس بلاءاً » ، مع اختلاف يسير وزيادة.تحف العقول ، ص ٣٩ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٣ ، ح ٣٠٠١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٥٨٤ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٧ ، ح ٦.

(٤). في الكافي ، ح ١٧٩٩ : + « وعليّ بن النعمان ».

(٥). في « ه »:«مع». وفي الكافي، ح ١٧٩٩:«لَمِن».

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب كظم الغيظ ، ح ١٧٩٩ ، مع زيادة في أوّله.الخصال ، ص ١٨ ، باب الواحد ، ح ٦٤ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد الآدميّ ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمّد بن سنان ، عن زيد أبي‌اُسامة الشحّام ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام عن رسول‌اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.المؤمن ، ص ٢٤ ، ح ٣٦ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٤١ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٥ ، ح ٣٠٠٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ، ح ٣٥٩٣ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٧ ، ح ٧.

(٧). هكذا في النسخ والطبعة القديمة والوسائل. وفي المطبوع : « فضيل ».

٦٣٤

فَالْأَمَاثِلُ(١) ».(٢)

٢٣٥٦/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عِبَاداً فِي الْأَرْضِ مِنْ خَالِصِ عِبَادِهِ ، مَا يُنْزِلُ(٣) مِنَ السَّمَاءِ تُحْفَةً(٤) إِلَى الْأَرْضِ إِلَّا صَرَفَهَا عَنْهُمْ إِلى غَيْرِهِمْ ، وَلَا(٥) بَلِيَّةً إِلَّا صَرَفَهَا إِلَيْهِمْ ».(٦)

٢٣٥٧/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(٧) بْنِ عُلْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ قَالَ - وَعِنْدَهُ سَدِيرٌ - : « إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً غَتَّهُ(٨) بِالْبَلَاءِ غَتّاً ، وَإِنَّا وَإِيَّاكُمْ يَا سَدِيرُ ، لَنُصْبِحُ بِهِ وَنُمْسِي ».(٩)

٢٣٥٨/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَلَا(١٠) ، عَنْ‌...........................................................

__________________

(١). في « ه » : « الأمثل فالأمثل ».

(٢).تحف العقول ، ص ٣٩ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٣ ، ح ٣٠٠٠ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٨٩. (٣). في«ج»:«ما تنزّل».ويحتمل كونه على بناء المجرّد.

(٤). « التُّحْفَة » : ما أتْحفتَ به الرجلَ من البِرّ واللُّطف. وكذلك « التُّحَفَة ».الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣٣ (تحف).

(٥). في « ض » : + « تنزل من السماء ». وفي « ه » : + « ينزل من السماء ». وفي الوافي : + « ينزل ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٦ ، ح ٣٠٠٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٧ ، ح ٨.

(٧). في « ز ، ه » : « الحسن ». وقد روى أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن عبيد ، عن الحسين بن علوان فيالمحاسن ، ص ٤٢ ، ح ٥٤ ؛ وص ١٤١ ، ح ٣٤ ؛ وص ٥٣٤ ، ح ٧٩٨.

(٨). غتّه في الماء ، أي‌غطّه. وغَتّه بالأمر ، أي‌كَدّه. والغَتُّ : أن تُتْبِع القولَ القولَ ، والشُربَ الشربَ.الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ،ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٢٨ ( غتت ).

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٥ ، ح ٣٠٠٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ، ح ٣٥٩٤ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٨ ، ح ٩.

(١٠). هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي « ز » : « معلّى ». وفي المطبوع : « علاء ».

٦٣٥

حَمَّادٍ(١) ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِذَا(٢) أَحَبَّ عَبْداً غَتَّهُ بِالْبَلَاءِ غَتّاً(٣) ، وَثَجَّهُ بِالْبَلَاءِ ثَجّاً(٤) ، فَإِذَا دَعَاهُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ عَبْدِي ، لَئِنْ عَجَّلْتُ لَكَ مَا سَأَلْتَ ، إِنِّي عَلى ذلِكَ لَقَادِرٌ ؛ وَلَئِنِ(٥) ادَّخَرْتُ(٦) لَكَ(٧) ، فَمَا ادَّخَرْتُ لَكَ فَهُوَ(٨) خَيْرٌ لَكَ ».(٩)

٢٣٥٩/ ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الزَّرَّادِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ عَظِيمَ الْبَلَاءِ يُكَافَأُ بِهِ(١٠) عَظِيمُ الْجَزَاءِ ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْداً ابْتَلَاهُ(١١) بِعَظِيمِ الْبَلَاءِ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ عِنْدَ اللهِ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ(١٢) الْبَلَاءَ(١٣) فَلَهُ عِنْدَ اللهِ(١٤) السَّخَطُ ».(١٥)

٢٣٦٠/ ٩. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ الْحُرِّ(١٦) ، عَنْ‌

__________________

(١). لم نعرف حمّاداً هذا. والخبر مذكور فيالتمحيص ، ص ٣٤ ، ح ٢٥ ، عن سدير ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام . فعليه يحتمل وقوع التصحيف في العنوان وأنّ الصواب هو « حنان » والمراد به حنان بن سدير الراوي عن أبيه. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٣٨١ - ٣٨٤.

(٢). في الوسائل : « إذ ».

(٣). في المؤمن : « غثّه بالبلاء غثّاً ».

(٤). أي صبّه عليه وأسال. و « الثجّ » : شدّة انصباب المطرو الدم.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ( ثجّ ).

(٥). في حاشية « ض » : « ولكن ».

(٦). في «بس»:«أذخرت» بالذال المعجمة في الموضعين.

(٧). في « بر » : - « لك ».

(٨). في « ب ، ج ، د ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : - « فهو ».

(٩).المؤمن ، ص ٢٥ ، ح ٣٩ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٥ ، ح ٣٠٠٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٠. (١٠). في « ه » : - « به ».

(١١). في البحار : + « الله ».

(١٢). في « ه » : « تسخّط ».

(١٣) في مرآة العقول : « القضاء ».

(١٤) في « ز ، ص ، بف » والوافي والوسائل وتحف العقول والخصال : - « عند الله ».

(١٥)الخصال ، ص ١٨ ، باب الواحد ، ح ٦٤ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤١ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٦ ، ح ٣٠٠٨ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٢ ، ح ٣٥٥٣ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٠٩ ، ح ١١. (١٦) في « ه » : « الحسن ».

٦٣٦

جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا عَلى قَدْرِ دِينِهِ - أَوْ قَالَ - : عَلى حَسَبِ دِينِهِ ».(١)

٢٣٦١/ ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُولِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ بِمَنْزِلَةِ كِفَّةِ(٢) الْمِيزَانِ ، كُلَّمَا زِيدَ(٣) فِي إِيمَانِهِ زِيدَ(٤) فِي بَلَائِهِ ».(٥)

٢٣٦٢/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنُ لَايَمْضِي(٦) عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِلَّا عَرَضَ لَهُ(٧) أَمْرٌ يَحْزُنُهُ ، يُذَكَّرُ بِهِ ».(٨)

٢٣٦٣/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ نَاجِيَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : إِنَّ الْمُغِيرَةَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَايُبْتَلى بِالْجُذَامِ ، وَلَا بِالْبَرَصِ ،

__________________

(١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٤ ، ح ٣٠٠٣ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٩ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٠ ، ح ١٢.

(٢). يجوز فيه فتح الكاف أيضاً.

(٣). في « ب ، ج ، ص » : « زاد ».

(٤). في « ص » : « زاد ». وفي « ه » : « يزيد ».

(٥).الأمالي للطوسي ، ص ٦٣١ ، المجلس ٣١ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي‌الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٠٨ ، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٤ ، ح ٣٠٠٤ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٠ ، ح ١٣.

(٦). في « ج ، ز » : « لا تمضي ».

(٧). في « ز » : « عليه ».

(٨).المؤمن ، ص ٢٣ ، ح ٣٠ ، عن محمّد بن مسلم.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٩٩٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٥٩٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١١ ، ح ١٤.

٦٣٧

وَلَا بِكَذَا ، وَلَا بِكَذَا(١) ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ لَغَافِلاً عَنْ صَاحِبِ يَاسِينَ(٢) إِنَّهُ كَانَ مُكَنَّعاً(٣) ». ثُمَّ رَدَّ أَصَابِعَهُ ، فَقَالَ : « كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى تَكْنِيعِهِ(٤) أَتَاهُمْ ، فَأَنْذَرَهُمْ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْغَدِ ، فَقَتَلُوهُ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ(٥) الْمُؤْمِنَ يُبْتَلى بِكُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَيَمُوتُ بِكُلِّ مِيتَةٍ إِلَّا أَنَّهُ لَايَقْتُلُ نَفْسَهُ ».(٦)

٢٣٦٤/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ(٧) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١). في شرح المازندراني : « وكذا ».

(٢). فيالوافي : « صاحب ياسين هو حبيب بن إسرائيل النجّاررضي‌الله‌عنه ، وهو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ، وكان‌ممّن آمن بنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله وبينهما ستّمائة سنة ».

(٣). في « ب ، ص » : « مكتّعاً ». و « الـمُكَنَّعُ » : الذي قُفّعت يداه ، أي تقبّضت ، أو هوالذي يبست يداه وشلّت ، أو هو الذي قطعت يداه. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٠٤ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣١٥ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٧ ( كنع ). وفيالوافي : « المكنّع ، بتشديد النون المفتوحة : أشلّ اليد أو مقطوعها. وفي بعض النسخ بالتاء المثنّاة من فوق ، وهو من رجعت أصابعه إلى كفّه وظهرت مفاصل اصول الأصابع. وردّ أصابعهعليه‌السلام يؤيّد النسخة الثانية ؛ إذ لا ردّ في الأشلّ والأقطع ».

(٤). في « ب ، ض ، بس » : « تكتيعه ».

(٥). في « ب » : - « إنّ ».

(٦).الكافي ، كتاب الجنائز ، باب علل الموت وأنّ المؤمن يموت بكلّ ميتة ، ح ٤٢٤٨ ، من قوله : « إنّ المؤمن يبتلى ».كتاب سليم بن قيس ، ص ٦٦٣ ، ح ١٢ ، ضمن خطبة أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، عن أبان ، عن سليم ، من قوله : « إنّ المؤمن يبتلى » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٥ ، ح ٣٠٢٤ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٤ ، ح ٣٥٠٦١ ، من قوله : « إنّ المؤمن يبتلى » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٧٤ ، ح ٦ ، إلى قوله : « ثمّ عاد إليهم من الغد فقتلوه » ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٠١ ، ح ٤.

(٧). في الوسائل : - « عن أبيه ». وهو سهو ؛ فإنّه مضافاً إلى ما ورد في الحديث الخامس عشر من نفس الباب‌والكافي ، ح ٦١٢٣ ، من رواية أحمد بن محمّد بن خالد وأحمد بن أبي عبدالله - والمراد منهما واحد - عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، وما ورد فيبصائر الدرجات ، ص ٢٤٢ ، ح ١ ، من رواية أبي عبدالله البرقي - وهو والد أحمد بن أبي عبدالله - عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، يكون رواة إبراهيم بن محمّد الأشعري ، كابن فضّال وابن أبي نصر وصفوان بن يحيى ، هم في طبقة مشايخ أحمد بن أبي عبدالله. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ، الرقم ٢٤٩.

٦٣٨

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - لَبِأَفْضَلِ مَكَانٍ(١) - ثَلَاثاً - إِنَّهُ لَيَبْتَلِيهِ بِالْبَلَاءِ ، ثُمَّ يَنْزِعُ(٢) نَفْسَهُ(٣) عُضْواً عُضْواً مِنْ جَسَدِهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَلى ذلِكَ».(٤)

٢٣٦٥/ ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً(٥) لَايَبْلُغُهَا عَبْدٌ إِلَّا بِالِابْتِلَاءِ(٦) فِي جَسَدِهِ».(٧)

٢٣٦٦/ ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ(٨) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحَنَّاطِ(٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

شَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مَا أَلْقى مِنَ الْأَوْجَاعِ - وَكَانَ مِسْقَاماً(١٠) - فَقَالَ لِي :

__________________

(١). في « ب ، ص ، ض ، بر » : + « إنّ المؤمن من الله عزّ وجلّ لبأفضل مكان ». وفي « ج ، د ، ز ، ه ، بس» : + « إنّ المؤمن‌بأفضل مكان ».

(٢). في « ز » : « لينزع ».

(٣). فيمرآة العقول : « قال بعضهم : النفس ، بضمّ النون والفاء ، جمع نفيس ، أي‌يقطع أعظاءه النفيسة بالجذام. ولا يخفى ما فيه ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦١ ، ح ٢٩٩٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٤٨ ، ح ٣٥٣٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١١ ، ح ١٥.

(٥). في حاشية « ص » : « منزلاً » ، ويأباه تأنيث الضمير في « لا يبلغها ».

(٦). في « ز » : « بابتلاء ». وفي « ه » : « بالبلاء ».

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٠ ، ح ٣٠١٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ٣٥٧٠ ؛ وص ٢٦١ ، ح ٣٥٨٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٢ ، ح ١٦. (٨). في « ه » : - « الأشعري ».

(٩). في « ز ، بس » : « الخيّاط » ، والمذكور في كتب الرجال هو أبويحيى الحنّاط. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٥٦ ، الرقم ١٢٣٦ ؛رجال البرقي ، ص ٣٢ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٥٣٥ ، الرقم ٨٦٩ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٤٧ ، الرقم ٥١٨٧.

(١٠). فيمرآة العقول : « هذا كلام أبي يحيى ، وضمير « كان » عائد إلى « عبدالله ». والمسقام - بالكسر - الكثير السقم‌والمرض ».

٦٣٩

« يَا عَبْدَ اللهِ(١) ، لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ(٢) فِي الْمَصَائِبِ ، لَتَمَنّى أَنَّهُ قُرِّضَ بِالْمَقَارِيضِ».(٣)

٢٣٦٧/ ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ أَهْلَ الْحَقِّ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ كَانُوا فِي شِدَّةٍ ، أَمَا إِنَّ ذلِكَ إِلى مُدَّةٍ قَلِيلَةٍ ، وَعَافِيَةٍ طَوِيلَةٍ ».(٤)

٢٣٦٨/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ حُسَيْنِ(٥) بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَيَتَعَاهَدُ(٦) الْمُؤْمِنَ بِالْبَلَاءِ ، كَمَا يَتَعَاهَدُ الرَّجُلُ أَهْلَهُ بِالْهَدِيَّةِ مِنَ الْغَيْبَةِ ، وَيَحْمِيهِ(٧) الدُّنْيَا ، كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ ».(٨)

٢٣٦٩/ ١٨. عَلِيٌّ(٩) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ(١٠) ،

__________________

(١). في « ب » : « أبوعبداللهعليه‌السلام » بدل « يا عبدالله ». وفي الوسائل : - « يا عبدالله ».

(٢). في البحار : « الجزاء ».

(٣).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٧٠ ، ح ٣٠١٨ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٥٩٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٢ ، ح ١٧.

(٤).الغيبة للنعماني ، ص ٢٨٥ ، ح ٤ ، بسندين آخرين عن محمّد بن سنان.المؤمن ، ص ٢٠ ، ح ١٦ ، عن يونس بن رباط.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦١ ، ح ٢٩٩٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٥٨٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٣ ، ح ١٨.

(٥). هكذا في النسخ. وفي المطبوع : « الحسين ».

(٦). تعهّده وتعاهده : تفقّده وأحدث العهد به.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤١ ( عهد ).

(٧). أي يمنعه الدنيا. وحَمَى المريضَ ما يضرُّه حِمْيةً : منعه إيّاه. واحْتَمى هو من ذلك وتحمّى : امتنع.لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٩٧ ( حما ).

(٨).المؤمن ، ص ٢١ ، ذيل ح ٢١ ، عن حمران.تحف العقول ، ص ٣٠٠ ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع :المؤمن ، ص ٢٢ ، ح ٢٦ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٦٩ ، ح ٣٠١٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ، ح ٣٥٩٢ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢١٣ ، ح ١٩. (٩). في « ب ، ج » : « عنه ».

(١٠). في « ه » : - « الخثعمي ».

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790