الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184486 / تحميل: 6200
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ(١) : الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْحَجِّ ، وَالْوَلَايَةِ(٢) ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْ‌ءٍ مَا نُودِيَ بِالْوَلَايَةِ يَوْمَ الْغَدِيرِ ».(٣)

١٤٩٨/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : حَدِّثْنِي عَمَّا بُنِيَتْ عَلَيْهِ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ إِذَا أَنَا(٤) أَخَذْتُ بِهَا زَكا عَمَلِي ، وَلَمْ يَضُرَّنِي جَهْلُ مَا جَهِلْتُ بَعْدَهُ(٥)

فَقَالَ(٦) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ(٧) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ فِي الْأَمْوَالِ مِنَ(٨) الزَّكَاةِ ، وَالْوَلَايَةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ(٩) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : مَنْ مَاتَ وَ(١٠) لَايَعْرِفُ(١١) إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١٢) فَكَانَ عَلِيٌّ ، ثُمَّ صَارَ مِنْ بَعْدِهِ الْحَسَنُ(١٣) ، ثُمَّ(١٤) مِنْ بَعْدِهِ الْحُسَيْنُ(١٥) ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ هكَذَا يَكُونُ الْأَمْرُ ؛ إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَصْلُحُ إِلَّا بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ‌

__________________

(١). في « ب ، د ، بر ، بس » وحاشية « ج » والبحار : + « الولاية و ». وفي « ف » : + « على ». وفي « ه » : « خمسة ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « والولاية ».

(٣). راجع :الأمالي للطوسي ، ص ٥١٨ ، المجلس ١٨ ، ح ٤١.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ذيل ح ١٠ ؛البحار ، ج ٦٥ ، ص ٣٣٢ ، ح ٨.

(٤). في «ج، د ،ز ،ص، ف، بر، بس »: - « أنا ».

(٥). في « ه » : « بعدها به ».

(٦). في « ه » : « قال ».

(٧). في « د ، بس » : - « به ».

(٨). في الوافي : - « من ».

(٩). في « ه » : « وأنّ ».

(١٠). في «ب، ج، د ، ه، بر، بس، بف» :- « و ».

(١١). في حاشية « ف » : « ولم يعرف ».

(١٢). النساء (٤) : ٥٩.

(١٣) هكذا في « ف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حسن ».

(١٤) في « ج » : + « صار ».

(١٥) هكذا في « ف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حسين ».

٦١

لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَ(١) أَحْوَجُ مَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِلى مَعْرِفَتِهِ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُهُ(٢) هَاهُنَا - قَالَ(٣) : وَأَهْوى بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ - يَقُولُ حِينَئِذٍ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى أَمْرٍ حَسَنٍ ».(٤)

١٤٩٩/ ١٠. عَنْهُ(٥) ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ(٦) ، هَلْ تَعْرِفُ مَوَدَّتِي لَكُمْ ، وَانْقِطَاعِي إِلَيْكُمْ ،

__________________

(١). في « ب » : + « قال ».

(٢). في « ه » : + « إلى ».

(٣). في « ف ، ه » : - « قال ».

(٤).المحاسن ، ص ٩٢ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٤٦ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السري أبي اليسع ، من قوله : « ومن مات لايعرف إمامه » ؛المحاسن ، ص ١٥٤ ، كتاب الصفوة ، ح ٧٩ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي اليسع عيسى بن السري ، من قوله : « إنّ الأرض لاتصلح إلّا بإمام » ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السري اليسري ، من قوله : « ومن مات لايعرف إمامه ». راجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى ، ح ٩٧٨.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٣ ، ح ١٧٠١.

(٥). روى فيالكافي ، ح ١٢٢٨١ ، عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد ، عن أبي الجارود. فيبدو في بادى النظر رجوع الضمير في ما نحن فيه إلى حمّاد بن عثمان في السند السابق ، لكنّ الظاهر أنّه لا يمكن الاعتماد على الكافي المطبوع ؛ فقد ورد في بعض نسخه المعتبرة « الجارود » وفي بعضها الآخر « جارود » بدل « أبي الجارود ». ويؤيّد ذلك ما ورد فيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٠٩ ، ح ٤٧٦ ؛ والوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٣٥ ، ح ٣٢٠٥٦ - نقلاً منالكافي - من « جارود » بدل « أبي الجارود ». وجارود هو جارود بن المنذر أبوالمنذر الكندي. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٠ ، الرقم ٣٣٤ ؛رجال البرقي ، ص ١٥ ؛ وص ٤٢.

هذا ، ولم نجد رواية حمّاد - وهو ابن عثمان - عن أبي الجارود - وهو زياد بن المنذر - في موضع.

ثمّ إنّ الظاهر رجوع الضمير إلى عيسى بن السريّ في السند المتقدّم ؛ فقد وردت رواية أبي اليسع عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام فيالتوحيد ، ص ٤٥٧ ، ح ١٣. وأبو اليسع هو عيسى بن السريّ ، كما ظهر ممّا تقدّم آنفاً من الحديث السادس وذيله ، وكذا منالمحاسن ، ص ٩٢ ، ح ٤٦ ، وعنه فيثواب الأعمال ، ص ٢٤٤ ، ح ١ ، وص ١٥٤ ، ح ٧٩. وانظر أيضاً :رجال البرقي ، ص ٣٠ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٢٤ ، الرقم ٧٩٩ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ٣٣٣ ، الرقم ٥٢٣.

فعليه في السند تعليق ، ويكون أصله هكذا ؛ عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السريّ ، عن أبي الجارود.

(٦). في « ه » : + « عليك السلام ».

٦٢

وَمُوَالَاتِي إِيَّاكُمْ؟ قَالَ(١) : فَقَالَ : « نَعَمْ ».

قَالَ(٢) : فَقُلْتُ(٣) : فَإِنِّي(٤) أَسْأَلُكَ(٥) مَسْأَلَةً تُجِيبُنِي فِيهَا(٦) ؛ فَإِنِّي مَكْفُوفُ الْبَصَرِ ، قَلِيلُ الْمَشْيِ ، وَلَا أَسْتَطِيعُ(٧) زِيَارَتَكُمْ كُلَّ حِينٍ؟ قَالَ(٨) : « هَاتِ(٩) حَاجَتَكَ ».

قُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِدِينِكَ الَّذِي تَدِينُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ ؛ لِأَدِينَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ ، قَالَ(١٠) : « إِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ(١١) الْخُطْبَةَ(١٢) فَقَدْ(١٣) أَعْظَمْتَ الْمَسْأَلَةَ ، وَاللهِ لَأُعْطِيَنَّكَ دِينِي وَدِينَ آبَائِيَ الَّذِي نَدِينُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(١٤) ، شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ(١٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْإِقْرَارَ بِمَا جَاءَ بِهِ(١٦) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالْوَلَايَةَ لِوَلِيِّنَا ، وَالْبَرَاءَةَ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ، وَانْتِظَارَ قَائِمِنَا ، وَالِاجْتِهَادَ ، وَالْوَرَعَ ».(١٧)

١٥٠٠/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ه » : - « قال ».

(٢). في « بر » : - « قال ».

(٣). في « ج ، ز ، ف ، ه » والوافي : « قلت ».

(٤). في « ب ، بر » : « إنّي ».

(٥). في « ص ، ف ، ه » : + « عن ».

(٦). في « بس » : « بها ».

(٧). في « بس » والبحار : « لا أستطيع » بدون الواو. وفي « ص » : « فلا أستطيع ».

(٨). في « ه » : « فقال ».

(٩). في « بس » : « فأت ».

(١٠). في « ه » : « فقال ».

(١١). في « ه » : + « في ». وفي « بر » : « قصرت » بالتخفيف. وفي « بف » : « قصّرت » بالتشديد.

(١٢). في « د » : « الخِطبة » بكسر الخاء. وفيمرآة العقول : « الظاهر أنّ الخُطبة - بضمّ الخاء - أي ما يتقدّم من الكلام المناسب قبل إظهار المطلوب. ومنهم من قرأ : الخِطبة ، بالكسر ، مستعارة من خِطبة النساء ، وهو تكلّف ». وفي الوافي : « لعلّه أراد بالخُطبة ما مهّده قبل السؤال. وإقصاره إيّاه اكتفاؤه بالاستفهام من غير بيان وإعلام ».

(١٣) في « ج ، ف ، بس » وحاشية « د » : « قد ».

(١٤) في « ج » : - « به ».

(١٥) في « د » : - « الله ».

(١٦) في « ب ، د ، ف ، بس » والبحار : - « به ».

(١٧)الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٣ ، ح ١٧٠٢ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٤ ، ح ١٥.

٦٣

سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ(١) لَهُ(٢) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي(٣) عَنِ الدِّينِ الَّذِي افْتَرَضَ(٤) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى الْعِبَادِ مَا(٥) لَايَسَعُهُمْ جَهْلُهُ ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ غَيْرُهُ : مَا هُوَ؟

فَقَالَ : « أَعِدْ عَلَيَّ » فَأَعَادَ عَلَيْهِ(٦) ، فَقَالَ : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ » ثُمَّ سَكَتَ قَلِيلاً ، ثُمَّ قَالَ(٧) : « وَالْوَلَايَةُ » مَرَّتَيْنِ.

ثُمَّ قَالَ : « هذَا الَّذِي فَرَضَ(٨) اللهُ عَلَى الْعِبَادِ ، لَايَسْأَلُ(٩) الرَّبُّ الْعِبَادَ(١٠) يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولَ : أَلَّا زِدْتَنِي عَلى مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ(١١) ، وَلكِنْ مَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ(١٢) ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله سَنَّ سُنَناً(١٣) حَسَنَةً جَمِيلَةً يَنْبَغِي لِلنَّاسِ الْأَخْذُ بِهَا ».(١٤)

١٥٠١/ ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١٥) ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ(١٦) الْحَلاَّلِ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ الْأَزْدِيِّ ، قَالَ :

__________________

(١). في حاشية « ف » : « فيقول ».

(٢). في « د » : - « له ».

(٣). في الوسائل: -«فقال له: جعلت فداك ،أخبرني».

(٤). في « ص » : + « من ».

(٥). بدل ، أو عطف بيان للدين ، أو مبتدأ.

(٦). في الوسائل : - « فقال : أعد عليّ ، فأعاد عليه ».

(٧). في الوسائل : - « ثمّ سكت قليلاً ، ثمّ قال ».

(٨). في « ه » : « افترض ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولايسأل ». (١٠).في«ه» :«العبد».وهذا أنسب بقوله: «ألّا زدتني ».

(١١). في البحار : « عليكم ».

(١٢). في « ه » : + « الكريم ».

(١٣) في « ج ، ف » : « سنّةً ».

(١٤) راجع :تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٥٧.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٤ ، ح ١٧٠٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ١٢ ، إلى قوله : « ثمّ سكت قليلاً ، ثمّ قال : والولاية » ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٥ ، ح ١٦.

(١٥) في هامش المطبوع : « في بعض النسخ : الحسين بن عليّ ، وفي بعضها : عليّ بن محمّد ». وكلاهما سهوٌ ؛ فقدروى الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد في كثيرٍ من الأسناد جدّاً. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ - ٣٤٧.

(١٦) في حاشية « بف » والوافي : « يزيد » ، والرجل مجهول لم نعرفه.

٦٤

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَرَضَ عَلى خَلْقِهِ خَمْساً ، فَرَخَّصَ فِي أَرْبَعٍ(١) ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي وَاحِدَةٍ ».(٢)

١٥٠٢/ ١٣. عَنْهُ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَمَعَهُ صَحِيفَةٌ(٣) ، فَقَالَ لَهُ(٤) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « هذِهِ صَحِيفَةُ مُخَاصِمٍ(٥) يَسْأَلُ(٦) عَنِ الدِّينِ الَّذِي يُقْبَلُ فِيهِ الْعَمَلُ ». فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ ، هذَا الَّذِي أُرِيدُ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ(٧) ، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ(٨) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالْوَلَايَةُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِنَا ، وَالْوَرَعُ ، وَالتَّوَاضُعُ ، وَانْتِظَارُ قَائِمِنَا ؛ فَإِنَّ لَنَا دَوْلَةً إِذَا شَاءَ اللهُ جَاءَ بِهَا(٩) ».(١٠)

١٥٠٣/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ الرخصة في الأربع سقوط الصلاة عن فاقد الطهورين ، والزكاة عمّن لم يبلغ ماله النصاب ، والحجّ عمّن لم يستطع ، والصوم عن الذين لايطيقونه ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٨ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩.

(٣). في الأمالي : + « مسائل شبه الخصومة ».

(٤). في « بس » : - « له ».

(٥). فيمرآة العقول : « مخاصم ، أي مناظر مجادل سائل. وفي بعض النسخ : سأل ، أي فيها. ويحتمل على هذه‌النسخة أن يكون مخاصم اسم رجل ».

(٦). في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي : « سأل ». وفيالوافي : « وفي بعض النسخ : سل ، فعل أمر ؛ يعني لا تناظرني بل سل من غير تعنّت ، وهو أوضح ». وفيمرآة العقول : « أقول : ما رأيت هذه النسخة وفي وضوحه خفاء ». (٧). في« ف »:« رسول الله » بدل « عبده ورسوله ».

(٨). في « ج » : + « به ».

(٩). في « بس » : « الله ».

(١٠).الأمالي للطوسي ، ص ١٧٩ ، المجلس ٧ ، ح ١ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي ، مع اختلاف يسير.الغيبة للنعماني ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٤ ، ح ١٧٠٤ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢ ، ذيل ح ٢.

٦٥

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - وَهُوَ فِي مَنْزِلِ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - فَقُلْتُ لَهُ(١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٢) ، مَا حَوَّلَكَ إِلى هذَا الْمَنْزِلِ؟ قَالَ(٣) : « طَلَبُ النُّزْهَةِ »(٤) فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَلَا أَقُصُّ عَلَيْكَ دِينِي؟ فَقَالَ : « بَلى ».

قُلْتُ : أَدِينُ اللهَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ(٥) ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ(٦) ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجِّ الْبَيْتِ ، وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْوَلَايَةِ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَالْوَلَايَةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَلَكَ مِنْ بَعْدِهِ(٧) - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ(٨) أَجْمَعِينَ - وَأَنَّكُمْ أَئِمَّتِي ، عَلَيْهِ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وأَدِينُ اللهَ بِهِ.

__________________

(١). في « ب » والمحاسن : - « له ».

(٢). في الوسائل،ح ١٥٢٦١ :-« له : جعلت فداك ».

(٣). في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : « فقال ».

(٤). النُّزْهة » : اسم من التنزّه ، بمعنى التباعد ، والمراد - على ما قاله العلّامة المازندراني - هو البعد عن الخلق ، أو المراد بها بُعد الخاطر عن الهمّ والحزن ؛ لكون مكانه نزهاً فيه سعة وماء وكلأ وخضر. أو اسم من التنزّه ، بمعنى الخروج إلى البساطين والخضر والرياض ، وقال ابن السكّيت : هو ممّا يضعه الناس في غير موضعه ، وقال الفيروزآبادي : هو غلط قبيح ، وقال أبوعبيدة : « ذهب أهل العلم في قول الناس : خرجوا يتنزّهون إلى البساتين ، أنّه غلط ، وهو عندي ليس بغلط ؛ لأنّ البساتين في كلّ بلد إنّما تكون خارج البلد ، فإذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل والبيوت ، ثمّ كثر هذا حتّى استعملت النزهة في الخضر والجنان ».

وقال العلّامة المجلسي : « وأقول : كفى باستعماله في هذا المعنى ظاهراً ، شاهداً على صحّته ، بل فصاحته مع أنّهمعليهم‌السلام قد كانوا يتكلّمون بعرف المخاطبين ومصطلحاتهم تقريباً إلى أفهامهم ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥٣ ؛المصباح المنير ، ص ٦٠١ ( نزه ) ؛شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٦٩ ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١١٨.

(٥). في الوسائل ، ح ٤ : « رسول الله » بدل « عبده ورسوله ».

(٦). في الوسائل ، ح ٤ : - « وأنّ الساعة - إلى - القبور ».

(٧). في « بف » : « بعد ».

(٨). في « ب ، ص ، ف » : « عليكم ».

٦٦

فَقَالَ : « يَا عَمْرُو ، هذَا(١) وَاللهِ دِينُ اللهِ وَدِينُ آبَائِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ بِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ، فَاتَّقِ اللهَ ، وَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ ، وَلَا تَقُلْ : إِنِّي هَدَيْتُ نَفْسِي ، بَلِ اللهُ هَدَاكَ ، فَأَدِّ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ عَلَيْكَ ، وَلَا تَكُنْ مِمَّنْ إِذَا أَقْبَلَ طُعِنَ فِي عَيْنِهِ(٢) ؛ وَإِذَا أَدْبَرَ طُعِنَ فِي قَفَاهُ(٣) ، وَلَا تَحْمِلِ النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ(٤) ؛ فَإِنَّكَ أَوْشَكَ - إِنْ(٥) حَمَلْتَ النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ - أَنْ يُصَدِّعُوا(٦) شَعَبَ(٧) كَاهِلِكَ ».(٨)

١٥٠٤/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٩) : « أَلَا أُخْبِرُكَ بِالْإِسْلَامِ(١٠) : أَصْلِهِ(١١) وَفَرْعِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ » قُلْتُ(١٢) : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ(١٣) : « أَمَّا أَصْلُهُ فَالصَّلَاةُ ، وَفَرْعُهُ الزَّكَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ‌

__________________

(١). في « بر ، بف » : « هذه ».

(٢). في « بر » : « عينيه ».

(٣). فيشرح المازندراني : « هذا في الحقيقة أمر بحسن المعاشرة مع الخلق وبالتقيّة في موضعها ، أي كن بحسن صفاتك ممّن يمدحه الناس في حضوره وغيبته ، ولاتكن بشرارة ذاتك وقبح صفاتك ممّن يذمّونه فيهما. وفيه دلالة على وجوب التجنّب عن المطاعن بقدر الإمكان ».

(٤). فيمرآة العقول : « أي لا تسلّط الناس على نفسك بترك التقيّة ، أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمداراة معهم بحيث تتضرّر بذلك ». و « الكاهل » : مقدّم أعلى الظهر ما يلي العُنُق ، وهو الثلث الأعلى ، وفيه ستُّ فقرات. راجع :المصباح المنير ، ص ٥٤٣ ( كهل ).

(٥). في « ص ، ف » : « إذا ».

(٦). « الصَّدْع » : الشَّقّ.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤١ ( صدع ).

(٧). « الشَعَب » بالتحريك : بُعد ما بين المنكبين.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( شعب ).

(٨).المحاسن ، ص ٦٢٢ ، كتاب المرافق ، ح ٦٨ ، إلى قوله : « طلب النزهة » ؛رجال الكشّي ، ص ٤١٨ ، ح ٧٩٢ ، وفيهما بسند آخر عن صفوان بن يحيى.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٥ ، ح ١٧٠٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥ ، ح ٤ ، من قوله : « ألا أقصّ عليك ديني » إلى قوله : « والولاية لمحمّد بن عليّ » ؛وفيه ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ، ذيل ح ٦٧٣٣ ؛ وج ١١ ، ص ٤٦٠ ، ح ١٥٢٦١ ، إلى قوله : « طلب النزهة » ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٦ ، ذيل ح ٧.

(٩). في المحاسن : + « قال ».

(١٠). في «ج ، ز ، ص» والمحاسن:«بأصل الإسلام».

(١١). في « ج » : - « أصله ».

(١٢). في المحاسن : « قال : قلت ».

(١٣) في « ص » : « فقال ».

٦٧

الْجِهَادُ(١) ».

ثُمَّ(٢) قَالَ : « إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، قَالَ : « الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ(٤) ، وَالصَّدَقَةُ تَذْهَبُ بِالْخَطِيئَةِ ، وَقِيَامُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بِذِكْرِ(٥) اللهِ ». ثُمَّ قَرَأَ :( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) (٦) .(٧)

١٤ - بَابُ أَنَّ الْإِسْلَامَ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ (٨) وَأَنَّ الثَّوَابَ عَلَى الْإِيمَانِ‌

١٥٠٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنِ الْقَاسِمِ(٩) الصَّيْرَفِيِّ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

__________________

(١). فيالوافي : « إنّما صارت الصلاة أصل الإسلام ، لأنّ الإسلام بدونها لايثبت على ساق ؛ وإنّما صارت الزكاة فرع الإسلام ، لأنّها بدونه لاتصحّ ولاتقبل ؛ وإنّما صار الجهاد ذروة سنامه ، لأنّه فوق كلّ برّ ، كما ورد في الحديث ». وفيالمرآة : « ذروة سنامه ، الإضافة بيانيّة أو لاميّة ؛ إذ للسنام الذي هو ذروة البعير ذروة أيضاً هي أرفع أجزائه ». وفي الزهد : « وأمّا ذِروته وسنامه فالجهاد » بدل « وذروة سنامه الجهاد ».

(٢). في المحاسن والزهد : - « ثمّ ».

(٣). في الوسائل : - « جعلت فداك ».

(٤). في « ج ، ز ، ص ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : - « من النار ».

(٥). في « ج ، ف ، بف » والبحار : « يذكر ».

(٦). السجدة (٣٢) : ١٦.

(٧).المحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ص ٤٣٥ ، عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان ؛الزهد ، ص ٧٣ ، ح ٢٦ ، عن عليّ بن النعمان ، إلى قوله : « وذروة سنامه الجهاد » ؛ التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٩٥٨ ، بسنده عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالمحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٤ ؛ والكافي ، كتاب الصيام ، باب ما جاء في فضل الصوم والصائم ، ح ٦٢٥٤ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٢ ، ح ١٢٦ ؛ والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٩ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ح ١٧٧٥ ، مرسلاً عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة إلى قوله : « الصوم جنّة من النار ». وفي كلّ المصادر ( إلّا المحاسن ، ح ٤٣٥ والزهد ) مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٦ ، ح ١٧٠٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٤ ، ح ٣ ، إلى قوله : « قال : الصوم جنّة » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٦ ؛وفيه ، ج ٨٧ ، ص ١٢٤ ، من قوله : « إن شئت أخبرتك بأبواب الخير ».

(٨). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » ومرآة العقول. وفي « بف » والمطبوع : + « وتُؤدّى به الأمانة ».

(٩). في « ج » : + « بن ». والقاسم هذا ، هو القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي شريك المفضّل بن عمر. راجع :رجال الطوسي ، ص ٢٧١ ، الرقم ٣٩٠٦.

٦٨

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ، وَتُؤَدّى(١) بِهِ الْأَمَانَةُ(٢) ، وَتُسْتَحَلُّ(٣) بِهِ الْفُرُوجُ(٤) ، وَالثَّوَابُ عَلَى الْإِيمَانِ ».(٥)

١٥٠٦/ ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ إِقْرَارٌ وَعَمَلٌ ، وَالْإِسْلَامُ إِقْرَارٌ بِلَا عَمَلٍ ».(٦)

١٥٠٧/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (٧) فَقَالَ لِي(٨) : « أَلَاتَرى أَنَّ الْإِيمَانَ غَيْرُ الْإِسْلَامِ؟ ».(٩)

__________________

(١). في « ف ، بس » والمحاسن : « ويؤدّى ».

(٢). فيالوافي : « إن قيل : أداء أمانة الكافر أيضاً واجب ، فلم خصّ بالمسلم؟ قلنا : إنّما يجب أداء أمانة الكافر إذا صار في حكم المسلم بالذمّة ». وفيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٧١ : « كأنّ المراد أنّ أداءها إلى أهل الإسلام أوكد ، أو أنّه ممّا يحكم به أهل الإسلام ، وإلّا فظاهر الآية والروايات الكثيرة أنّ أداء أمانة الكافر وإن كان حربيّاً واجب أيضاً. واحتمال إرادة أنّه يحفظ به ماله كما يحقن به دمه ، أو يحفظ به أمانه للحربيّ أظهر ». وراجع :مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٢٤.

(٣). في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » والوافي والمحاسن : « ويستحلّ ».

(٤). في المحاسن : « الفرج ».

(٥).المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٣ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن القاسم الصيرفي ، عن شريك المفضّل.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٦ ، ح ٢٦٣٣٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٣.

(٦).تحف العقول ، ص ٢٩٧ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٣٧٠ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية في الأخير : « الإيمان إقرار وعمل ونيّة والإسلام إقرار وعمل ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٨٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٥ ، ح ٤. (٧). الحجرات (٤٩) : ١٤.

(٨). في البحار : - « لي ».

(٩). راجع :الخصال ، ص ٤١١ ، باب الثمانية ، ح ١٤ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٨١ ، ح ١٠.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٥ ، ح ١٦٩٢ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٦ ، ح ٥.

٦٩

١٥٠٨/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ(١) : مَا(٢) الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ الْتَقَيَا فِي الطَّرِيقِ وَ(٣) قَدْ أَزِفَ(٤) مِنَ الرَّجُلِ الرَّحِيلُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَأَنَّهُ قَدْ أَزِفَ مِنْكَ رَحِيلٌ؟ » فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ(٥) : « فَالْقَنِي فِي الْبَيْتِ » فَلَقِيَهُ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ(٦) : مَا الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟

فَقَالَ : « الْإِسْلَامُ هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي عَلَيْهِ النَّاسُ ، شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ(٧) ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ(٨) ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَهذَا الْإِسْلَامُ».

وَقَالَ(٩) : « الْإِيمَانُ مَعْرِفَةُ هذَا الْأَمْرِ مَعَ هذَا ، فَإِنْ أَقَرَّ بِهَا وَلَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ ، كَانَ مُسْلِماً وَكَانَ ضَالًّا ».(١٠)

١٥٠٩/ ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ

__________________

(١). في « ص » : « الإيمان والإسلام ».

(٢). في « ز » : « و » بدل « ما ».

(٣). في « بر » : - « و ».

(٤). « أزف » : دنا وقرب.النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥ ( أزف ).

(٥). في « ب ، بر ، بف » والوافي : « قال ».

(٦). في « بس » : « الإيمان والإسلام ».

(٧). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : + « وحده لا شريك له ».

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « وأنّ محمّداً عبده ورسوله ».

(٩). في « د » : + « ألا ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٨٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٦ ، ح ٦.

٧٠

قُولُوا أَسْلَمْنا ) فَمَنْ زَعَمَ(١) أَنَّهُمْ آمَنُوا فَقَدْ كَذَبَ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ لَمْ يُسْلِمُوا فَقَدْ كَذَبَ ».(٢)

١٥١٠/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ(٤) ، عَنْ قَاسِمٍ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ، وَتُؤَدّى(٥) بِهِ الْأَمَانَةُ ، وَتُسْتَحَلُّ(٦) بِهِ الْفُرُوجُ(٧) ، وَالثَّوَابُ عَلَى الْإِيمَانِ ».(٨)

__________________

(١). « الزعم » : يطلق على الظنّ ، وعلى الاعتقاد ، ومنه قوله تعالى :( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَّنْ يُبْعَثُوا ) [ التغابن (٦٤) : ٧ ]. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٥٣ ( زعم ).

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩١ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٧.

(٣). أحمد بن محمّد الراوي عن الحسين بن سعيد ، مشترك بين أحمد بن محمّد بن خالد وأحمد بن محمّد بن‌عيسى ، بل في أسناد الكافي متعيّن في ابن عيسى ، كما يعلم من ملاحظة الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤١٦ - ٤٩٦.

وعلى أيّ تقدير أحمد بن محمّد هذا ليس من مشايخ الكليني ، فعليه في السند تعليق. والظاهر أنّه معلّق على الحديث الرابع ، لا على الطريق الثاني من الحديث الخامس ؛ فإنّ أحمد بن محمّد في ذاك السند مشترك بين ابن عيسى وابن خالد ، وفي الحديث الرابع منصرف بل متعيّن في أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٤). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « حكم بن أعين ». وهو سهوٌ ؛ فإنّه لم يعهد في رواتنا من يعرف بهذا العنوان. والمذكور في مصادرنا الرجاليّة هو الحكم بن أيمن. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٧ ، الرقم ٣٥٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٦٠ ، الرقم ٢٤٦ ؛رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛رجال الطوسي ، ص ١٨٥ ، الرقم ٢٢٥٠. ثمّ إنّه ورد فيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٢٢٥ ، رواية صفوان - وهو ابن يحيى - عن الحكم بن أعين ، لكنّ المذكور في بعض نسخه المعتبرة هو « الحكم بن أيمن ». كما أنّ ما ورد فيالبحار ، ج ٢٧ ، ص ٥٦ ، ح ١٢ ، نقلاً من المحاسن من حكم بن أعين ، قد ورد فيالمحاسن ، ص ١٦٥ ، ح ١٢٠ ، حكم بن أيمن على الصواب.

(٥). في « ف » : « ويؤدّى ».

(٦). في « ب ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ويستحلّ ».

(٧). في « ب ، ص ، بف » : « الفرج ».

(٨). راجع : ح ١ من هذا الباب.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٦ ، ذيل ح ٢٦٣٣٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٣.

٧١

١٥ - بَابُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ‌

١٥١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ أَهُمَا مُخْتَلِفَانِ؟

فَقَالَ(١) : « إِنَّ الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ».

فَقُلْتُ : فَصِفْهُمَا(٢) لِي.

فَقَالَ : « الْإِسْلَامُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَالتَّصْدِيقُ بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ ، وَعَلى ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ ، وَ(٣) الْإِيمَانُ الْهُدى وَمَا يَثْبُتُ(٤) فِي الْقُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَمَا ظَهَرَ مِنَ الْعَمَلِ بِهِ(٥) ، وَالْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ؛ إِنَّ(٦) الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ فِي الظَّاهِرِ ، وَالْإِسْلَامَ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ فِي الْبَاطِنِ ، وَإِنِ اجْتَمَعَا فِي الْقَوْلِ وَالصِّفَةِ ».(٧)

١٥١٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ».(٨)

__________________

(١). في « ز ، بس ، بف » : « قال ».

(٢). في«ب»:«صفهما». وفي « ص » :«فقصّهما».

(٣). في حاشية « ج » : « وأنّ ».

(٤). في « ض » : « اثبت ».

(٥). في « ص ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول : - « به ».

(٦). في « ض » ومرآة العقول : - « إنّ ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ١٦٧٦ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٨ ، ح ٨.

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٧٨ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ٩.

٧٢

١٥١٣/ ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ(١) الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَلَا يُشَارِكُهُ(٢) الْإِسْلَامُ(٣) ؛ إِنَّ الْإِيمَانَ مَا وَقَرَ(٤) فِي الْقُلُوبِ ، وَالْإِسْلَامَ مَا عَلَيْهِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ وَحَقْنُ الدِّمَاءِ ، وَالْإِيمَانَ يَشْرَكُ(٥) الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايَشْرَكُ(٦) الْإِيمَانَ ».(٧)

١٥١٤/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيُّهُمَا(٨) أَفْضَلُ : الْإِيمَانُ أَوِ(٩) الْإِسْلَامُ(١٠) ؟ فَإِنَّ مَنْ قِبَلَنَا يَقُولُونَ : إِنَّ(١١) الْإِسْلَامَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ(١٢)

فَقَالَ : « الْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ(١٣) ». قُلْتُ : فَأَوْجِدْنِي ذلِكَ ، قَالَ : « مَا(١٤) تَقُولُ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُتَعَمِّداً؟ » قَالَ : قُلْتُ : يُضْرَبُ ضَرْباً شَدِيداً ، قَالَ : « أَصَبْتَ(١٥) ».

__________________

(١). في « ز » : - « إنّ ».

(٢). في « ز » وحاشية « ج » : « ولا يشركه ».

(٣). في « ص » : « والإسلام لا يشارك الإيمان ».

(٤). في « ج ، ز ، بر » : « وقّر » بالتشديد. ووقر في صدره ، أي سكن فيه وثبت.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٣ ( وقر ).

(٥). في « ب ، ج » والوافي : « يشارك ».

(٦). في « ب ، ج » والوافي : « لا يشارك ».

(٧).المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « الإيمان ما وقر في القلوب » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٧٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٠.

(٨). في المحاسن : « أيّ شي‌ء ». وفي الوسائل ، ح ٣٤٩٨٧ : « أيّما ».

(٩). في البحار والمحاسن : « أم ».

(١٠). في الوسائل ، ح ١٧٧٧٢ : « الإسلام أو الإيمان ».

(١١). في « ز » والمحاسن : - « إنّ ».

(١٢). في المحاسن : - « من الإيمان ».

(١٣) في الوسائل ، ح ١٧٧٧٢ و ٣٤٩٨٧ : - « أرفع من الإسلام ».

(١٤) في « ب » : « فما ».

(١٥) في المحاسن : - « قال : ما تقول فيمن أحدث - إلى - قال : أصبت ».

٧٣

قَالَ(١) : « فَمَا(٢) تَقُولُ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ مُتَعَمِّداً؟ » قُلْتُ : يُقْتَلُ ، قَالَ : « أَصَبْتَ ، أَلَا(٣) تَرى أَنَّ الْكَعْبَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ(٤) ، وَأَنَّ(٥) الْكَعْبَةَ تَشْرَكُ(٦) الْمَسْجِدَ ، وَالْمَسْجِدَ لَا يَشْرَكُ(٧) الْكَعْبَةَ؟ وَكَذلِكَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ ».(٨)

١٥١٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْإِيمَانُ مَا اسْتَقَرَّ فِي الْقَلْبِ ، وَأَفْضى بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِهِ(٩) ؛ وَالْإِسْلَامُ مَا ظَهَرَ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ مِنَ الْفِرَقِ كُلِّهَا ، وَبِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَوَارِيثُ ، وَجَازَ النِّكَاحُ ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ ، فَخَرَجُوا بِذلِكَ مِنَ الْكُفْرِ ، وَأُضِيفُوا إِلَى الْإِيمَانِ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ‌ الْإِيمَانَ(١٠) ، وَالْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَهُمَا فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ يَجْتَمِعَانِ(١١) ، كَمَا صَارَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالْمَسْجِدُ لَيْسَ فِي الْكَعْبَةِ ، وَكَذلِكَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ

__________________

(١). في « ض ، بر ، بس ، بف » والوسائل ، ح ١٧٧٧٢ و ٣٤٩٨٧ والبحار : - « قال ».

(٢). في المحاسن : « ما ».

(٣). في المحاسن : « أما ».

(٤). في « ج » : + « الحرام ».

(٥). في « بر » : - « أنّ ».

(٦). في « ض ، بر ، بف » : « يشرك ».

(٧). في البحار : « لا تشرك ».

(٨).المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٥ ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبى الصبّاح الكناني. وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٦٩ ، ح ١٦٤٢ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، من قوله : « ما تقول فيما أحدث في المسجد الحرام » إلى قوله : « فيمن أحدث في الكعبة متعمّداً؟ قلت : يقتل » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨١ ، ح ١٦٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٧٧٧٢ ؛ وج ٢٨ ، ص ٣٦٨ ، ح ٣٤٩٨٧ ، وفيهما إلى قوله : « ألا ترى أنّ الكعبة أفضل من المسجد » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ١١.

(٩). في الوافي : « لأمر الله ».

(١٠). في « ض » : - « والإسلام لا يشرك الإيمان ».

(١١). في « ف » : « مجتمعان ».

٧٤

الْإِيمَانَ ؛ وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (١) فَقَوْلُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَصْدَقُ الْقَوْلِ ».

قُلْتُ(٢) : فَهَلْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَ(٣) الْأَحْكَامِ وَالْحُدُودِ وَغَيْرِ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « لَا ، هُمَا يَجْرِيَانِ(٤) فِي ذلِكَ مَجْرى وَاحِدٍ(٥) ، وَلكِنْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ(٦) عَلَى الْمُسْلِمِ فِي أَعْمَالِهِمَا وَمَا يَتَقَرَّبَانِ بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».

قُلْتُ : أَلَيْسَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) (٧) وَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ(٨) مَعَ الْمُؤْمِنِ؟

قَالَ : « أَلَيْسَ قَدْ(٩) قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَيُضاعِفَهُ (١٠) لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (١١) ؟ فَالْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَّذِينَ يُضَاعِفُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُمْ(١٢) حَسَنَاتِهِمْ : لِكُلِّ حَسَنَةٍ سبعين(١٣) ضِعْفاً ، فَهذَا(١٤) فَضْلُ الْمُؤْمِنِ ، وَيَزِيدُهُ(١٥) اللهُ فِي حَسَنَاتِهِ عَلى قَدْرِ صِحَّةِ إِيمَانِهِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ، وَيَفْعَلُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِينَ مَا يَشَاءُ مِنَ الْخَيْرِ(١٦) ».

قُلْتُ : أَرَأَيْتَ مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ أَلَيْسَ(١٧) هُوَ دَاخِلاً فِي الْإِيمَانِ؟

__________________

(١). الحجرات (٤٩) : ١٤.

(٢). في « ج » : « فقلت ».

(٣). في « ز » : « أو ».

(٤). في « ض » : « مجريان ».

(٥). في « ج ، د ، ز ، ض » والوافي : « واحداً ».

(٦). في « ف » : « ولكنّ المؤمن فُضِّل ».

(٧). الأنعام (٦) : ١٦٠.

(٨). في حاشية « ج » : + « والجهاد ».

(٩). في « ز ، ض ، بس » : - « قد ».

(١٠). هكذا في القرآن وجميع النسخ. وفي المطبوع : « يضاعفه ».

(١١). البقرة (٢) : ٢٤٥.

(١٢). في « ز » : - « لهم ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « سبعون ».

(١٤) في « بر » : « وهذا ».

(١٥) في مرآة العقول والبحار : « ويزيد ».

(١٦) في « ب » : « الخيرات ».

(١٧) في « ب » : « ليس » بدون الهمزة.

٧٥

فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنَّهُ(١) قَدْ أُضِيفَ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَخَرَجَ(٢) مِنَ الْكُفْرِ وَسَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً تَعْقِلُ بِهِ فَضْلَ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ(٣) : أَرَأَيْتَ لَوْ أَبْصَرْتَ(٤) رَجُلاً فِي الْمَسْجِدِ ، أَكُنْتَ(٥) تَشْهَدُ أَنَّكَ رَأَيْتَهُ فِي الْكَعْبَةِ؟ » قُلْتُ : لَايَجُوزُ لِي ذلِكَ.

قَالَ : « فَلَوْ أَبْصَرْتَ(٦) رَجُلاً فِي الْكَعْبَةِ ، أَكُنْتَ شَاهِداً(٧) أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ(٨) الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « وَ(٩) كَيْفَ ذلِكَ؟! » قُلْتُ : إِنَّهُ(١٠) لَايَصِلُ إِلى(١١) دُخُولِ الْكَعْبَةِ حَتّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ(١٢) : « قَدْ(١٣) أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ » ثُمَّ قَالَ : « كَذلِكَ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ ».(١٤)

١٦ - بَابٌ آخَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ‌

١٥١٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ مَعَ(١٥) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِيمَانِ : مَا هُوَ؟

__________________

(١). في « ب ، ف » : « ولكن ».

(٢). في « ض ، ف ، بف » والبحار : + « به ».

(٣). في « ف » : « المؤمن على المسلم ».

(٤). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « لو بصرت ».

(٥). في « ز » : « لكنت ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فلو بصرت ».

(٧). في « ف » : « تشهد ».

(٨). في حاشية « بف » : + « في ».

(٩). في « ب ، د ، ص ، ض » والوافي : - « و ».

(١٠). في حاشية «بف»:«لأنّه».وفي البحار: - «إنّه».

(١١). في الوافي : - « إلى ».

(١٢). في « ج » والبحار : « قال ».

(١٣) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « قد ».

(١٤)تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٤٦ ، ح ٤٧٩ ، عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « قلت : فهل للمؤمن فضل على المسلم » إلى قوله : « ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ١٦٧٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٢. (١٥) في التوحيد : « على يدي » بدل « مع ».

٧٦

فَكَتَبَ إِلَيَّ مَعَ(١) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ : « سَأَلْتَ - رَحِمَكَ اللهُ - عَنِ الْإِيمَانِ ؛ وَ(٢) الْإِيمَانُ هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ ، وَعَقْدٌ فِي الْقَلْبِ(٣) ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ ، وَالْإِيمَانُ(٤) بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ ، وَهُوَ دَارٌ ، وَكَذلِكَ الْإِسْلَامُ دَارٌ ، وَالْكُفْرُ دَارٌ ، فَقَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً ، وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ، فَالْإِسْلَامُ(٥) قَبْلَ الْإِيمَانِ وَهُوَ يُشَارِكُ الْإِيمَانَ(٦) ، فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ كَبِيرَةً(٧) مِنْ كَبَائِرِ(٨) الْمَعَاصِي ، أَوْ صَغِيرَةً(٩) مِنْ صَغَائِرِ(١٠) الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَنْهَا ، كَانَ خَارِجاً مِنَ الْإِيمَانِ ، سَاقِطاً(١١) عَنْهُ اسْمُ الْإِيمَانِ ، وَثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ الْإِسْلَامِ(١٢) ، فَإِنْ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ ، عَادَ إِلى دَارِ(١٣) الْإِيمَانِ ، وَلَا يُخْرِجُهُ إِلَى(١٤) الْكُفْرِ إِلَّا الْجُحُودُ وَالِاسْتِحْلَالُ بِأَنْ(١٥) يَقُولَ لِلْحَلَالِ : هذَا حَرَامٌ ، وَ(١٦) لِلْحَرَامِ : هذَا حَلَالٌ ، وَدَانَ بِذلِكَ ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ ، دَاخِلاً(١٧) فِي الْكُفْرِ ، وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، وَأَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً ، فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ‌

__________________

(١). في التوحيد : « على يدي » بدل « إليَّ مع ».

(٢). في « بر » : - « و ».

(٣). في التوحيد : « بالقلب ».

(٤). في التوحيد : « فالإيمان ».

(٥). في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « والإسلام ».

(٦). فيالوافي : « وهو يشارك الإيمان ، معناه أنّه كلّما يتحقّق الإيمان فهو يشاركه في التحقّق. وأمّا ما مضى في‌الأخبار أنّه لايشارك الإيمان ، فمعناه أنّه ليس كلّما تحقّق تحقّق الإيمان ؛ فلا منافاة. ويحتمل أن يكون قد سقط من الكلام شي‌ء وكان هكذا : وهو يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان. فيكون على وتيرة ما سبق ». وفيالمرآة : « الظاهر هنا المشاركة في الأحكام الظاهرة ، وفيما سبق نفي المشاركة في جميع الأحكام ».

(٧). في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ والتوحيد : « بكبيرة ».

(٨). في « ص ، بر » : « كبار ».

(٩). في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « بصغيرة ».

(١٠). في « ز ، ص ، بر » : « صغار ».

(١١). في التوحيد : « وساقطاً ».

(١٢). في « ف » : + « فقال ».

(١٣) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ والتوحيد : - « دار ».

(١٤) في « ب » : + « دار ».

(١٥) هكذا في « بر » والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أن ».

(١٦) في « بر » : « أو ».

(١٧) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « وداخلاً ».

٧٧

وَعَنِ الْحَرَمِ ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، وَصَارَ إِلَى النَّارِ ».(١)

١٥١٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ : قُلْتُ لَهُ : أَفَرْقٌ بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ(٢) ؟

قَالَ : « فَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَهُ(٣) ؟ » قَالَ : قُلْتُ : أَوْرِدْ(٤) ذلِكَ ، قَالَ : « مَثَلُ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ(٥) مَثَلُ الْكَعْبَةِ الْحَرَامِ(٦) مِنَ الْحَرَمِ(٧) ، قَدْ يَكُونُ(٨) فِي الْحَرَمِ وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ ، وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ حَتّى يَكُونَ فِي الْحَرَمِ ، وَقَدْ يَكُونُ مُسْلِماً وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً ، وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ».

قَالَ : قُلْتُ : فَيُخْرِجُ(٩) مِنَ الْإِيمَانِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : فَيُصَيِّرُهُ(١٠) إِلى مَا ذَا؟ قَالَ : « إِلَى الْإِسْلَامِ أَوِ(١١) الْكُفْرِ ». وَقَالَ : « لَوْ(١٢) أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، فَأَفْلَتَ مِنْهُ(١٣) بَوْلُهُ(١٤) ،

__________________

(١).التوحيد ، ص ٢٢٩ ، ح ٧ ، بسنده عن العبّاس بن معروف ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٢ ، ح ١٦٨٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٧ ، ذيل ح ٥٧ ، من قوله : « فالإسلام قبل الإيمان » ؛وفيه ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٤ ، ح ٣٤٩٥٣ ، وفيهما إلى قوله : « خارجاً من الإسلام والإيمان داخلاً في الكفر » ؛وفيه ، ص ٣٦٩ ، ح ٣٤٩٨٩ ، من قوله : « وكان بمنزلة من دخل الحرم ثمّ دخل الكعبة » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٥.

(٢). في « ف » : « الإيمان والإسلام ».

(٣). في «ب، د، ز»وحاشية« ج،ف »:« مثلاً ».

(٤). في « بس » : « قد أورد ».

(٥). في الوسائل والمعاني : « من الإسلام » بدل « والإسلام ».

(٦). في الوسائل : - « الحرام ».

(٧). في « ض » : - « الحرام من الحرم ».

(٨). في « ب » : « قد تكون » وكذا فيما بعد. وفي المعاني : + « الرجل ».

(٩). في المعاني : « فيخرجه ».

(١٠). في « ج ، بس » : « فصيّره ». وفي حاشية « د » : « فمصيره ».

(١١). في « بس » : + « إلى ».

(١٢). في الوسائل : « ولو ».

(١٣) في « ف » : « فيه ».

(١٤) « فَأَفْلَتَ مِنْهُ بَولُهُ » ، أي خرج فجأة ؛ من الإفلات ، وهو التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( فلت ).

٧٨

أُخْرِجَ(١) مِنَ الْكَعْبَةِ وَلَمْ يُخْرَجْ مِنَ الْحَرَمِ ، فَغَسَلَ(٢) ثَوْبَهُ وَتَطَهَّرَ ، ثُمَّ لَمْ يُمْنَعْ(٣) أَنْ يَدْخُلَ الْكَعْبَةَ ؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ(٤) ، فَبَالَ فِيهَا(٥) مُعَانِداً ، أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَمِنَ الْحَرَمِ ، وَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ».(٦)

١٧ - بَابٌ (٧)

١٥١٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ(٨) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٩) ، عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(١٠) : « إِنَّ أُنَاساً(١١) تَكَلَّمُوا فِي هذَا(١٢) الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ(١٣) ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - يَقُولُ :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ

__________________

(١). في « ج » : « فخرج ». وفي « ص ، ف ، بس ، بف » والوسائل : « خرج ».

(٢). في « ب ، ج ، ز » : « غسل » بدون الفاء. وفي « بر » : « فيغسل ».

(٣). في « ص » : « فلم يمنع ».

(٤). في « ف » : - « ولم يخرج - إلى - الكعبة ».

(٥). في « ف » : - « فيها ».

(٦).معاني الأخبار ، ص ١٨٦ ، ح ١ ، بسنده عن عثمان بن عيسى.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٣٢٦ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، من قوله : « ولو أنّ رجلاً دخل الكعبة فبال ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩١ ، ح ١٧٧٧٣ ، وفيه : « سألته عن الإيمان والإسلام؟ قال : قال : مثل الإيمان من الإسلام مثل الكعبة من الحرم ».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٦٤ : « إنّما لم يعنون الباب لأنّه قريب من البابين السابقين في أنّه مشتمل على معاني الإسلام والإيمان ، لكن لـمّا كان فيه زيادة تفصيل وتوضيح وفوائد كبيرة جعله باباً آخر ».

(٨). في « ص » : « عليّ بن إبراهيم ».

(٩). في « ز ، بر » : « أصحابنا ».

(١٠). في « بس » : - « قال ».

(١١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني : « ناساً ».

(١٢). في الوسائل ، ح ٣٣٥٤٩ : - « هذا ».

(١٣) في « بر » : « علمه ».

٧٩

وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ ) (١) الْآيَةَ ، فَالْمَنْسُوخَاتُ مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ(٢) ، وَالْمُحْكَمَاتُ مِنَ النَّاسِخَاتِ(٣) .

إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بَعَثَ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ :( أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ) (٤) ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَحْدَهُ ، وَأَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، ثُمَّ بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ عَلى ذلِكَ إِلى أَنْ بَلَغُوا مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَدَعَاهُمْ إِلى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَقَالَ :( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (٥) فَبَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ إِلى قَوْمِهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَالْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ(٦) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، فَمَنْ آمَنَ(٧) مُخْلِصاً وَمَاتَ عَلى ذلِكَ ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِذلِكَ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ يُعَذِّبُ عَبْداً حَتّى يُغَلِّظَ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلِ ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا(٨) النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.

فَلَمَّا اسْتَجَابَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مَنِ اسْتَجَابَ(٩) لَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ‌

__________________

(١). آل عمران (٣) : ٧. وفي « ج » ومرآة العقول : +( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) . وفي « ض » : - «( وَ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ ) - إلى -( إِلَّا اللهُ ) ».

(٢). فيالوافي : « المحكم ما لا يحتمل غير المعنى المقصود منه ، والمتشابه بخلافه. ولـمّا كان بعض المحكمات مقصور الحكم على الأزمنة السابقة منسوخاً بآيات اُخرى ، ونسخها خافياً على أكثر الناس ، فيزعمون بقاء حكمها ، صارت متشابهة من هذه الجهة ؛ ولهذا قالعليه‌السلام : فالمنسوخات من المتشابهات. وفي بعض النسخ : من المشتبهات. وإنّما غيّر الاسلوب في اختها وقال : والمحكمات من الناسخات ، دون أن يقول : والناسخات من المحكمات ؛ لأنّ المحكم أخصّ من الناسخ من وجه ، بخلاف المتشابه ، فإنّه أعمّ من المنسوخ مطلقاً ».

(٣). في الوسائل ، ح ٣٣٥٤٩ : « والناسخات من المحكمات ».

(٤). نوح (٧١) : ٣.

(٥). الشورى (٤٢) : ١٣.

(٦). في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف ، جل ، جم ، جه » والوافي : - « به ». وفي « ز ، بج ، بر ، بع ، بك ، جح ، جس » كما في المتن. (٧). في « ف » : + « خالصاً ».

(٨). في « ج » : « به ».

(٩). في « ض » : - « لكلّ نبيّ من استجاب ».

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

بَين أيديهم ومن خَلفِهِم ، وعَن أيمانِهِم وعن شَمائِلهِم ، ومن حَيثُ شِئتَ ، وَمِن أينَ شِئتَ ، وكَيفَ شِئتَ ، وأنّى شِئتَ ، حَتى لا يَصلَ إليَّ واحِدٌ مِنهُم بِسوءٍ.

اللّهُمَّ واجعلني في حِفظكَ وسِترِكَ وجوارِكَ ، عَزَّ جارُكَ ، وجَلَّ ثَناؤُكَ ، ولا إلهَ غَيرُكَ. اللّهُمَّ أنتَ السُّلامُ ، ومنكَ السُّلامُ ، أسألُكَ يا ذَا الجَلالِ والإكرام فكاكَ رَقَبتَي من النَّار ، وأن تُسكنني دارَ السُّلامِ.

اللّهُمّ إنّي أسألكَ من الخير كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنه وما لم أعلم. اللّهُمّ وإنّي أسألًكَ خير ما أرجو ، وأعُوذُ بِكَ من شَرِّ ما أحذر ، ومن شَرَّ ما لا أحذرُ ، وأسألكَ أن تَرزُقني من حَيثُ أحَتسبُ وَمن حَيثُ لا أحتسَبُ.

اللّهُمَّ إنّي عَبدُكَ ( و )(١) ابن عَبدِكَ وابنُ أمتِكَ ، وفي قَبضَتِكَ ، ناصيتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكمكَ ، عَدلٌ فيَّ قضاؤكَ ، وأسألُكَ بكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ سَميَّتَ بهِ نَفسَكَ ، أو أنزلتهُ في شَيءٍ من كُتُبكَ ، أو عَلَّمتَهُ أحَداً من خَلقِكَ ، أو أستَأثرتَ بهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ ، أن تُصلَّي على مُحمّدٍ النَّبيّ الأمي عَبدِكَ ورَسوُلِكَ وخِيرتِكَ من خَلقِكَ ، وعلى آل مُحمّدٍ الطّبيينَ الأخيارِ ، وأن تَرحَمَ مُحمّداً وآلَ مُحمّدٍ ، وتُبارِكَ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ كما صَلَّيتَ ( وباركت )(٢) على إبراهِيمَ وآلِ إبراهِيمَ أنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، وأن تَجعَلَ القرآنَ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) اثبتناه من الرواية الأولى في نسخة « ن ».

٢٤١

نُورَ صَدري ، ورَبيعَ قَلبي ، وجَلاءَ حُزني ، وذهابَ هَمي ، واشرح به صَدري ويسِّر به أمري ، واجَعلهُ نُوراً في بَصري ، ونُوراً في سَمعي ، ونُوراً في مُخي ، ونُوراً في عِظامي ، ونُوراً في عَصبي ، ونُوراً في شَعري ، ونُوراً في بَشري ، ونُوراً من فوقي ، ونُوراً من تَحتي ، ونُوراً عَن يَميني ، ونُوراً عن شمالي ، ونُوراً في مَطعمي ، ونُوراً في مَشربي ، ونُوراً في مَحشَري ، ونُوراً في قَبري ، ونُوراً في حَياتي ، ونُوراً في مماتي ، ونُوراً في كُلِّ شيءٍ مِني ، حَتى تُبَلّغني بِه إلى الجَنَّةِ ، يا نُورَ السّماواتِ والأرضِ ، أنتَ كَما وصَفتَ نَفسَكَ في كِتابِكَ على لِسانِ نَبيكَ ، وقَولكَ الحَقُّ ، تَباركَتَ وتَعاليتَ قُلتَ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (١) .

اللّهُمَّ فَاهدِني بنُورك ، وأيّدني لِنورِكَ ، واجعَل لي في القيامَةِ نُورَاً بين يَدَيَّ ومن خَلفي ، وعَن يَميني وعَن شِمالي ، تهديني بِهِ إلى دارِكَ دار السُّلام يا ذَا الجَلالِ والإكرام. اللّهُمَّ إني أسألُكَ العَفو والعافِية في الدّنيا والآخِرَةِ ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ العَفوَ والعافِيةَ في كُلّ شَيءٍ أعطَيتني ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ العَفو والعَافية في أهلي ومالي ووُلدي وكُلّ شَيءٍ أحبَبتَ

__________________

(١) النور ٢٤ : ٣٥.

٢٤٢

أن تُلبسَني في العافيِةَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد وآلِ مُحمّدٍ وأقلِني عَثرتي ، وآمِن رَوعَتي ، واحفَظني من بَينَ يَدَيَّ ومن خَلفي ، وعَن يَميني وعن شِمالي ، ومن فَوقي ومن تَحتي ،( اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (١) .

يا رَحمانَ الدُّنيا والآخِرة ورَحيَمهُما صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِهِ ، واغفر لي ذَنبي ، واقضِ عَني دَيني ، واقض لي جَميعَ حَوائجي ، أسألُكَ ذلِكَ بأنّكَ مالِكٌ ، وأنّكَ عَلى كُلّ شَيء قَديرٌ وأنّكَ ما تشاءُ من أمرٍ يَكُن. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ إيماناً صادِقاً وَيقيناً لَيسَ بَعَدهُ ( شك )(٢) ، وتَواضعاً لَيسَ بَعدَهُ كبر ، وَرحمةً أنالُ بِها شَرَفَ الدُّنيا والآخِرَةِ(٣) .

اليوم السابع والعشرون :

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ رحمةً من عِندِكَ تَهدي بها قَلبي ، وتَجمعُ بها أمري ، وَتَلُمُّ بها شَعثي ، وتُصلحُ بها ديني ، وتَحفَظُ بها عيالي ، وتَرفَع بها

__________________

(١) آل عمران ٣ : ٢٦ ـ ٢٧.

(٢) من نسخة « ك » شكر ، واثبتنا ما في الرواية الأولى من نسخة « ن ».

(٣) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٢٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٣

شَهادَتي ، وتُكثرُ بِها مالي ، وتُزيدُ بها في رِزقي وَعُمري ، وتُعطيني بها كُلّما أُحبّ ، وتَصرِفَ عني ما أكرَهُ ، وتُبَيِّض بها وجهي ، وَتَعصِمني بها من كُلّ سوءٍ.

اللّهُمَّ أنت الأوَّلُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنت الآخرُ فَلا شَيءَ بَعدَكَ ، ظَهرتَ فَبطَنت ، وبَطنتَ فَظَهرتَ ، عَلَوتَ في ذُنوّكَ ، ودَنوتَ في عُلُوكَ ، أسالُكَ أن تُصَلي على مُحمّدٍ وآلِهِ ، وأن تَصلحَ لي ديني الَّذي هُوَ عصمة أمري ، وتُصلحَ دنياي التي فيها مَعيشتي ، وأن تُصلحَ لي آخرتي التي إليها مُنقلبي ، وأن تَجعَلَ الحَياةَ زِيادَةً لي في كُلِّ خَيرٍ ، وأن تَجعلَ المَوت راحةً لي من كُلِّ سوءٍ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمد قَبل كُلّ شيء ، ولك الحمد بعد كُلّ شيء ، يا صَريخ المَكروُبين ، يا مُجيبَ دَعوة المُضطرينَ ، يا كاشِفَ الكربِ العَظيم ، يا أرحَمَ الراحِمينَ ، إكشف غَمّي وكربي ، فَانَّهُ لا يَكشفُهُ غَيرُكَ ، تَعلَم حالي وحاجَتي.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمد كُلّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلّه ، وَبِيدكَ الخَير كُلّه ، وإليكَ يَرجَعُ الأمر كُلّهُ ، عَلانيتُهُ وسِرُّهُ ، لا هادِي لَمِن اضلَلت ، ولا مُضِلِّ لَمِن هديتَ ، ولا مانَعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطي لما مَنعَتَ ، ولا مُؤَخّرَ لِما قَدّمتَ ، ولا مُقَدِّم لما أخَّرت ، ولا باسِطَ لِما قَبضت ، ولا قابِضَ لِما بَسطتَ.

اللّهُمَّ ابسط عَلَينا بَرَكاتكَ ورَحمتكَ وفَضلكَ ورِزقكَ ، اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الغنى يَومَ الفَقر ، وأسألُكَ الأمنَ يَومَ الخَوفِ. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ

٢٤٤

النَّعيم المُقيم الَّذي لا يَزولُ ولا يَحولُ. اللّهُمَّ رَبِّ السّماواتِ السَّبعِ وما فيهنَّ وما بَيَنهُنَّ ورَبِّ العَرش العظيم ، رَبَّنا ورَبِّ كُلّ شيءٍ ، مُنزِل التَّوراة والإنجيلِ والفُرقانِ العظيمِ ، فالِق الحَبِّ والنَّوى ، أعُوذُ بِك من شَرِّ كُلّ دابةٍ أنتَ آخِذٌ بناصِيتها ، أنّكَ على صِراطٍ مُستقيمٍ.

اللّهُمَّ أنتَ الأولُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنتَ الآخِرُ فَليسَ بَعدكَ شيءٌ ، وأنتَ الظاهِر فُليسَ فَوقكَ شيءٌ ، وأنتَ الباطنُ تُخبِرُ كُلَّ شَيء ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، صَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ وافعَل بي ما أنتَ أهَلُهُ.

بسمِ اللهِ وبِاللهِ ، بِاللهِ أؤمِنُ ، وبِاللهِ أعُوذُ ، وباللهِ ألوذُ ، وباللهِ أعَتصِمُ ، وبِعِزَِّته ومنعَتِهِ أمتنعُ من الشَّيطانِ الرَّجيم وَعَملِهِ وخَيلِهِ ورَجلِهِ ، وَشركُلّ دابةٍ تزحفُ معهُ. وأعُوذُ بِكُلِماتِ اللهِ التّامّاتِ التي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِر ، وبِأسماءِ اللهِ الحُسنى كُلّها ، ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلَم به ، من شَرَّ ما خَلَقَ وذَرَأ وبَرَأ ، ومن شَرِّ كُلّ طارِقٍ إلاّ طارِقاً يَطرقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمانُ.

اللّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ من شَرِّ نَفسي ، ومن شَرِّ كُلِّ عَينٍ ناظِرةٍ ، ومن شَرِّ كُلّ أُذنٍ سامِعَةٍ ، ولِسانٍ ناطِقٍ ، وَيَدٍ باسطَةٍ ، وَقَدمٍ ماشِيةٍ ، وما أخفَيتُهُ في نَفسي ، في لَيلي ونَهارِي ، اللّهُمَّ من أرادَني بِبغي أو عَيب ، أو مَساءةٍ أو سوءٍ ، أو مكروهٍ ، أو خِلافٍ ، من جِنٍّ أو إنسٍ ، قَريبٍ أو بَعيدٍ ، صَغيرٍ أو كبيرٍ ، فَأسألُكَ أن تخرجَ صَدرَهُ ، وتمسكَ يَدَهُ ، وتَقصرَ

٢٤٥

قَدَمَهُ ، وتَفحَمَ لِسانَهُ ، وتَعمي بَصَرَهُ ، وتَقمَعَ رَأسَهُ ، وَترُدَّهُ بِغَيظهِ ، وتَحول بَيني وبَينَهُ ، وتَجعَلَ لَهُ شاغِلاً من نَفسِهِ ، وتُميتَهُ بِغَيظِهِ ، وتكفينيهِ ، بِحولِكَ وقُوّتِكَ أنّكَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ(١) .

اليوم الثامن والعشرون :

اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بكَ من كُلّ شيءٍ هُو دونكَ. اللّهُمَّ لا تَحرِمني ما أعطَيتَني ، ولا تَفتني بما مَنَعتنَي. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ خَيرَ ما تُعطي عِبادَكَ مِنَ الأمانَةِ والمالِ والأهلِ وَالوَلدَ النّافعِ غَير الضّارِ ولاَ المُضِرِّ. اللّهُمَّ إني إليكَ فقيرٌ ، وإني مِنكَ خائِفٌ مُستَجيرٌ بِكَ.

اللّهُمَّ لا تُبدِل اسمي ، ولا تُغَيّر جِسمي ، ولا تُجهِد بَلائي ، اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ من غنىً يُطغي ، أو هوىً يُردي ، أو عَملٍ يُخزي. اللّهُمَّ اغفِر لي جُرمي ، واقبَل تَوبتي ، واظهر حُجّتي ، واستُر عَورَتي ، واجَعَل مُحمّداً وآلِهِ والأنبياءِ المُصطَفينَ يَستَغفِرونَ لي.

اللّهُمَّ إنّي أعوَذُ بِكَ أن أقولَ قَولاً هُوَ من طاعَتِكَ أريدُ بِه سِوى وَجهكَ ، وأعَوذُ بِكَ أن يَكون غَيري أسَعَدَ بما آتَيتَني منّي. اللّهُمَّ وإنّي أعَوذُ بِكَ من شَرّ الشَّيطانِ ، وشَرِّ السُّلطانِ ، وما تَجري بِه أقلامُهُم. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ عَمَلاً بارّاً ، وعَيشاً قارّاً ، ورِزقاً دارّاً.

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٣٥ ، ونقل المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٦

اللّهُمَّ كَتَبتَ الآثامَ واطّلَعتَ على الأسرارِ ، وَحُلْتَ بَيَننا وَبَينَ القُلُوب. والقُلوبُ إليكَ مفضيةٌ ، والسِّرُّ عِندَكَ عَلانِيةٌ ، وإنِّما أمرُكَ إذا أرَدتَ شَيئاً أن تَقُولَ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرَحمتِكَ أن تدخلَ طاعَتَكَ في كُلّ عُضوٍ من أعضائي ثمَّ لا تُخرِجُها مِنّي أبداً. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرحمتكَ أن تخرجَ مَعصيتَكَ من كُلّ عُضوٍ من أعضائي ثُمَّ لا تُعيدُها في أبَداً. اللّهُمَّ أنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنّي. اللّهُمَّ كُنتَ وَتكَون وأنتَ حَيٌّ قَيوّمٌ لا تَنامُ ، تَنامُ العُيونُ وتَغورُ النُّجوم وأنتَ الحَيُّ القَيوُّمُ ، لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، فَرِّج عَنّي هَمِّي ، اللّهُمَّ واجعَل لي من أمري فَرَجاً ومَخرَجاً ، وثَبتَ رَجاءَكَ في قَلبي حتى تُغنيني بِه عَن رَجاءِ مَن سِواكَ ، وحَتى لا يَكوُنَ ثِقتي إلاّ أنتَ.

اللّهُمَّ لا تَكتبني من الغافلين. اللّهُمَّ لا تَستَدرِجني بِخطيئتي ، ولا تَفضحني بِسريرتي. اللّهُمَّ إنّي أعَوذُ بِكَ أن أضِلَ عِبادكَ ، واستريب إجابَتكَ. اللّهُمَّ إنّ لي ذُنُوباً قد أحصَتها كُتُبكَ ، وأحاطَ بها عِلمُكَ ، ونَفَذَها بَصَرُكَ ، ولَطُفَ بها خَبركَ ، وكتبَتها مَلائِكتُكَ. اللّهُمَّ فلا تُسَلّطُ عَلَيّ في الدّنيا ولا في ما بَعدها مَن لم يَخلُقني ولَم يَرحَمني ، ومَن أنتَ أولى بِرَحمتي مِنهُ. اللّهُمَّ وما سَتَرت عَلَيّ من تِلكَ العُيوبِ والعَوراتِ ، وأخَّرت من تِلكِ العُقُوباتِ ، مَكراً مِنكَ واستدراجاً ، لِتأخُذَني بِها يَومَ القيامة ، وتَفضحني بها عَلى رُؤوسِ الخَلائِق ، فَاعفُ عَنّي في الدّارينَ كَلتيهما ، فَأنّكَ غَفورٌ رَحيمٌ.

٢٤٧

اللّهُمَّ أنْ لم اُكن أهلاً أن أبلُغَ رَحَمتكَ فَإنَّ رَحَمتَكَ أهلٌ أن تبلُغني ، فإنَّها وسَعتَ كُلّ شَيء ، فَلتَسعني رَحَمتك يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ وإن كنتَ خَصَصت بِذلِكَ عِباداً أطاعُوكَ فيما أمَرتَهُم به ، وعَمِلوُا فيما خَلَقتهَمُ لَهُ ، فَإنَّهمُ لَن يَناَلُوا ذِلكَ إلاّ بكَ ، ولا يُوفِقهُم لَهُ إلاّ أنتَ ، كانَتَ رَحَمتُكَ إيّاهُم قَبلَ طاعَتِهِم لَكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ فخصّني يا سَيدي ومَولايَ ، ويا إلهي ويا كَهفي ، ويا حِرزي ويا كَنزي ، ويا قُوتي ويا رَجائي ، ويا خالِقي ويا رازقي ، بِما خَصَصتَهُم به ، ووَفِقني لِما وفقتهم لَهُ ، وارحَمني كما رَحمتَهُم يا أرحَمَ الرّاحميِنَ.

يا مَن لا يَشغلُهُ سَمعٌ عن سمعٍ ، يا مَن لا يُغَلِّطُهُ السّائِلُونَ ، يا مَن لا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلحِيّنَ ، أذِقنا بِردَ عَفوك ، وحَلاوَةَ مَغفِرتِكَ ، وطيبَ رَحَمتِكَ.

اللّهُمَّ إنّي أسَتَغفرُكَ مَمّا تُبتُ إليكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيه ، وأستَغفِرُ كَلِما وَعَدتُكَ من نَفسي ثم أخلَفتُكَ ، وأستَغفِرُكَ لِكلِ أمرٍ أرَدتُ به وَجهك فَخالَطَني فيه ما لَيسَ لَكَ ، وأستَغفركَ لِكُلّ النِّعمِ التَّي أنَعمتَ بها عَلَيّ فَقويتُ بِها عَلى مَعصيتِكَ ، وأستَغفِرُكَ مِمّا دَعاني إليهِ الهَوى من قبول الرُّخَصِ فيما أتَيتُهُ واشتَبَه عَلَيَّ مِمّا هُوَ حَرامٌ عِندَكَ ، وأستَغفِرُكَ لِلذّنوبِ التي لا يَعْلُمها غَيرُكَ ، ولا يَسَعُها إلاّ حِلمُكَ وعَفَوكَ ، وأستَغفِرُكَ لكُلِّ يَمينٍ سَبقَت مني حَنثتُ فيها عِندَكَ ، يا مَن عَرَّفَنا نَفسهُ لا تَشغُلُنا بِغَيرِكَ ، وأسقِط عنّا ما كانَ لِغَيركَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ(١) .

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٤٧ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨ باختلاف فيه.

٢٤٨

اليوم التاسع والعشرون :

لا إلهَ إلاّ اللهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلاّ الله العَليُّ العَظيمُ ، سُبحانَ الله رَبِّ السّماواتِ السَّبع وما فيهِنَّ وما بَينهُنَّ ورَبِّ الأرَضينَ السَّبع وما فيهنَّ وما بَينَهُنَّ ورَبِّ العَرشَ العظيمِ ، والحَمدُ لله رَبِّ العالمينَ ، وتَباركَ اللهُ أحَسنُ الخالقينَ ، ولا حَولَ ولا قُوّة إلاّ بالله العَلي العَظيم.

اللّهُمَّ ألبسني العافية حتى تهنيني المعيشة ، واختم لي بالمغفِرة حَتى لا تَضُرنّي مَعَهَا الذُّنوبُ ، واكفِني نَوائِبَ الدُّنيا وهُمُومَ الآخِرَة حَتّى تُدخلني الجَنَّةَ بِرحَمتِكَ أنّكَ على كُلّ شَيءٍ قَديرٌ.

اللّهُمَّ إنّكَ تَعَلم سَريرَتي فاقبَل مَعذِرتي ، وتَعلَمُ حاجَتي فَاعطِني مَسألَتي ، وتَعلُم ما في نَفسي فَاغِفر لي ذُنوبي ، اللّهُمَّ أنتَ تَعلَمُ حوائِجي وتَعَلمُ ذُنُوبي. فَاقضِ لي جَميعَ حَوائِجي ، واغفِر لي جَميعَ ذُنوبي.

اللّهُمَّ أنتَ الرَبِّ وأنا العَبدُ ، وأنتَ المالِكُ وأنا المَملُوكُ ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذَّليلُ ، وأنتَ الحَيُّ وأنا خَلَقتَني للمِوتِ ، وأنتَ القَويُّ وأنا الضَّعيفُ ، وأنتَ الغَنيُّ وأنَا الفَقيرُ ، وأنتَ الباقي وأنا الفاني ، وأنتَ المُعطي وأنا السائِلُ ، وأنتَ الغَفُورُ وأنَا المُذنِبُ ، وأنتَ السَّيّدُ وأنا العَبدُ ، وأنتَ العالِمُ وأنَا الجاهِلُ ، عَصَيتُكَ بِجَهلي ، وارتَكَبتُ الذُّنوبَ بِجَهلي ، وألَهْتني الدُّنيا بِجَهلي ، وسَهَوتُ عَن ذِكرِكِ بِجهَلي ، وركَنتُ [ إلى ] الدُّنيا بِجَهلي ،

٢٤٩

واغتَررتُ بِزينَتها بِجهلي ، وأنتَ أرحَمُ بي مني بِنفسي ، وأنتَ أنظر لي مِنّي لِنفسي ، فَاغفِر وارحَم وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ ، فإنّكَ أنتَ الأعَزُ الاكرمُ.

اللّهُمَّ اهدِني لأِرشَدِ الأُمور وقِني شَرَّ نَفسي. اللّهُمَّ أوسِع لي في رِزقي ، وأمدُد لي في عُمري ، واغفِر لي ذُنوبي ، واجعَلني ممَّن تَنتصِرُ به لِدينِكَ ولا تَستبدِل بي غَيري ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا حَيُّ يا قَيوُّمُ ، فرِّغ قلبي لِذِكرِكَ.

اللّهُمَّ رَبِّ السّماواتِ السّبعِ وما بَينهُنَّ ، ورَبِّ [ السبع ] المَثاني والقرآنِ العَظيم ، ورَبِّ جَبرئيلَ وميكائيلَ ، ورَبِّ المَلائِكةِ أجمعَين ، ورَبِّ مُحمّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ والمُرسَلينَ أجمعينَ ، صَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآلِهِ واغنني عَن خِدمَةِ عِبادِكَ ، وفَرّغني لِعبادَتِكَ باليسار والكِفايةِ والقنوعِ وَصدقِ اليَقينِ في التّوكُلّ عَليكَ.

اللّهُمَّ [ و ] أسألُكَ باسمكَ الَّذي تَقُومُ به السّماواتِ السَّبع ومَن فيهِنَّ وما بَينهُنَّ ، وبه تَرزُقُ الأحياءَ ، وبه أحصَيتَ وزنَ الجِبالِ ، وبِه احصيتَ البحار ، وبه أحصَيتَ عَددَ الرّمالِ ، وبه تُمتِ الأحياء ، وبه تُحيي المَوتى ، وبه تُعزُّ الذَليلَ ، وبه تُذِلُّ العزيزَ ، وبِه تَفعَلُ ما تَشاءُ ، وبه تَقُولُ للشيء :كن فيكون ، وإذا سألك به سائل اعطيته سؤله ، أسألُكَ باسمك الأعظَمِ الأعظَمِ ، الَّذي إذا سَألكَ به السائِلونَ أعطَيتَهُم سُؤلَهُم ، وإذا دَعاكَ به الدّاعُونَ أجَبتَهُم ، وإذا اسَتجارَ بِكَ المُستَجيرُونَ أجَرتَهُم ، وإذا دَعاكَ به المُضطرُّون أنقَذتَهُم ، وإذا تَشَفّعَ به إليكَ المُتَشفّعونَ شَفَعتَهُم ، وإذا

٢٥٠

استَصرخَكَ به المُستصرخُونَ أصرَخَتهُم ، وإذا ناجاكَ به الهارِبُونَ إليكَ سَمِعتَ نِداءهُم وأعنتَهُم ، وإذا أقبلَ إليكَ التّائِبونَ قَبلتَ تَوبتَهُم.

فَأنَا أسألُكَ ـ يا سَيَّدي ويا مَولاي ويا إلهي ويا قُوّتي ويا رَجائي ويا كَهفي ويا رُكني ويا فَخري ، ويا عِدَّتي لِديني ودُنيايَ وآخِرَتي ـ بِاسمكَ الأعظَمِ ، وأدعُوك بِه لِذَنبٍ لا يَغفِره غَيرُكَ ، ولِكربٍ لا يَكشِفُهُ سِواكَ ، ولِضُرّ لا يَقدِرُ عَلى إزالَتِهِ عَنّي إلاّ أنتَ ، ولِذنُوبي التي بارَزتُكَ بِها ، وقَلَّ مِنها حَيائي عِندَ ارتكابي لَها ، فَها أنا قد أتَيتُكَ مُذنباً خاطِئاً ، قَد ضَاقَت عَلَيّ الأرضُ بِما رَحُبت ، وضَلّت عَنَّي الحيلُ ، وعَلِمتُ أن لا مَلجأ ولا مَنجاً مِنكَ إلاّ إليكَ ، وها أنَا ذا بَينَ يَدَيكَ ، قَد أصبحتُ وأمسيتُ مُذنِباً خاطِئِاً ، قد ضاقَتَ عَليّ الأرضُ ، فَقير ( محتاجاً )(١) ، لا أجِدُ لِذَنبي غافِراً غَيرَكَ ، ولا ( لِكَسري )(٢) جابراً سِواكَ ، ولا لِضُرّي كاشِفاً إلاّ أنتَ. وأنا أقُولُ كما قالَ عَبدُكَ ذُو النّوُنِ حينَ تُبتَ عَلَيهِ ونَجَيتهُ من الغَمِّ ، رَجاءً أن تَتوُبَ عَلَيَّ وتُنقِذُني من الذُّنوبِ يا سَيّدي( لا إِلَٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٣) .

وأنا أسألُكَ يا سَيّدي ومَولايَ بِاسمِكِ العَظيم الأعظمِ أن تَستَجيبَ لي دُعائي ، وأن تُعطِيني سُؤلي ، وأن تُعجِّل لي الفَرَجَ من عِندِكَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : محتالاً ، وفي نسخة « ن » : محتلاً ، واثبتنا ما في نسخة المجلسي.

(٢) في نسخة « ك » : لشكواي ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٣) الانبياء ٢١ : ٨٧.

٢٥١

بِرحَمتِكَ في عافيةٍ ، وأن تُؤمِنَ خَوفي في أتَم النّعمةِ ، وأعظَمِ العافيةِ ، وأفضَلِ الرزقِ والسّعة والدَّعَةِ ، وما لَم تَزَلْ تُعَوِّدنيهِ يا إلهي ، وتَرزُقَني الشّكرَ عَلى ما تُؤتيَني ، وتَجعَلَ ذلِكَ تاماً أبَداً ما أبقَيتَني ، وتَعفُو عن ذُنوبي وخَطايايَ وأسرافي عَلى نَفسي وإجرامي إذا تَوَفيَتني ، حتى تَصِلَ لي سَعادَةَ الدُّنيا بِنَعيم الآخِرَةِ.

اللّهُمَّ بِيدِكَ مَقاديرُ اللَيل والنَّهار ، وبِيدِكَ مقاديرُ الشمسِ والقَمر ، وبيدِكَ مَقاديرُ الخَير والشَّرِّ ، اللّهُمَّ فَباركَ لي في ديِني ودُنيايَ وآخِرَتي ، اللّهُمَّ وباركَ لي في جَميع أُموري.

اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وعدكَ حَقٌ ، ولِقاؤُكَ حَقٌ ، فَصَلِّ عَلى مُحمّدٍ وآلِهِ ، وَاختِمْ لي أجَلي بافضَلِ عَمَلي ، حَتّى تَتَوفّاني وقَد رضَيتَ عَنّي يا قيّومُ ، يا كاشِفَ الكَربِ العَظيمِ ، صَلَّ على مُحمّدٍ وآله ، وَوسِّع علَيّ مِن طيب رِزقكَ حسب جودِكَ وكَرَمِكَ.

اللّهُمَّ أنّكَ تَكَفَّلتَ بِرِزقي ورِزقِ كُلّ دابةٍ ، يا خَيرَ مَدعُوٍ ، ويا خَيرَ مَسؤولٍ ، يا أوسَعَ مُعطٍ وأفضَلَ مَرجُوٍ ، وسِّع لي في رِزقي ورِزقِ عَيالي.

اللّهُمَّ اجَعلْ فيما تَقضي وفيما تقدِّرُ من الأمرِ المَحتوم ، وفيما تَفرِقُ مِن الأمِر الحكيمِ في لَيلَةِ القَدر ، في القَضاءِ الَّذي لا يُردُّ ولا يُبدَّلُ ، أن تُصلّيَ عَلَى مُحمّدٍ وآلهِ ، وأن تَرحَمَ مُحمّداً وآل مُحمّدٍ ، وأن تُبارِكَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، كما صَلَّيتَ وباركَتَ وتَرَحَّمت عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ أنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، وأن تَكتُبَني من حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجهُّمُ ،

٢٥٢

المَشكور سَعيُهُم ، المَغفور ذُنُوبهُم ، المُكفَّر ( عَنْهُم )(١) سَيّئاتِهِم ، الواسِعةِ أرزاقُهُم ، الصحيحةِ أبدانهُم ، المُؤمِنَ خَوفَهُم ، واجعَل فيما تقضي وفيما تَقدِرُ أن تَطّوّلَ عُمري ، وأن تَزيدَ في رِزقي. يا كائِناً قَبلَ كُلّ شَيء ، يا مكون كُلّ شيءٍ ، يا كائناً بعد كُلّ شيءٍ ، تَنامُ العُيونُ ، وتَنكِدرُ النُّجومُ وأنتَ حَيٌّ قَيّومٌ ، لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بِجلالِكَ وحِلمِكَ ، ومَجدِكَ وكَرَمِكَ ، أن تُصلّي عَلى مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، وأن تَغفِرَ لَي ولِوالدِيَ ، وتَرحَمهُما رَحَمةً واسِعَةً ، أنّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ بأنّكَ مالِكٌ ، وأسألُكَ بأنّكَ على كُلّ شيءٍ قَديرٌ ، وأسألُكَ بأنّكَ ما تشاءُ يَكنُ من أمرٍ ، ان تَغفِرَ لي ولإخوإنّي من المُؤمنينَ ( وَالمؤمنات )(٢) أنّكَ رَؤُفٌ رحَيمٌ.

الحَمدُ لله الَّذي اشَبعَنا في الجائِعينَ ، والحَمدُ للهِ الَّذي كَسانا في العارينَ ، والحمدُ للهِ الَّذي آوانا في الغائِبين ، والحَمدُ للهِ الَّذي أكرمَنا في المُهانينَ ، والحَمدُ لله الَّذي آمننا في الخائِفين ، والحَمدُ لله الَّذي هَدانا في الضّالينَ. يارَجاءَ المُؤمِنينَ لا تُخيَّبَ رَجائي ، يا غِياث المُستغيثينَ أغِثني ، يا مُعينَ المُؤمنينَ أعِنِّي ، يا مُجيب التَّوابين تُبْ عَلَيّ ، أنّكَ أنتَ التَوابُ الرَّحيمُ.

حَسبِيَ الرَبِّ من العِبادِ ، حَسبِيَ المالِكُ من المَملُوكينَ ، حَسبيَ

__________________

(١) في نسخة « ك » : عن ، واثبتنا ما في نسخة « ن » وما تقدم من الرواية الأولى في نسخة « ك ».

(٢) اثبتناه من نسخة « ن ».

٢٥٣

الخالِقُ من المَخلُوقينَ ، حَسبِيَ الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ ، حَسبِيَ الرّازقُ من المَرزُوقينَ ، حَسبيَ الَّذي لَم يَزَل حَسبَي مُذ كنتُ حَسبِيَ اللهُ ونعِمَ الوكيلُ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكَبرُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكبر كَثيراً مُبارَكاً فيهِ من أوَّلِ الدَّهِر إلى آخِر الدَّهِر. لا إلهَ إلاّ اللهُ رَبِّ كُلّ شَيءٍ وراحِمَهُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ الَّذي لا حَيَّ مَعَهُ في دَيمُومَةِ بَقائِهِ ، قَيُّومٌ قَيُّومٌ ، لا يَفُوتُ شَيءٌ عِلمَهٌ ، ولا يَؤدُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الباقي بَعدَ كُلّ شَيءٍ وآخِرهِ ، دائِمٌ بِغيرِ فَناءٍ ولا زَوالٍ لِملكِهِ ، الصَّمَدُ في غَيرِ شبهٍ فلا شَيءَ كَمِثلِهِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ لا شَيءَ كُفُوهُ ولا مُداني لِوَصفِهِ ، كَبيرٌ لا تَهتَدي القُلوُبُ لِكُنهِ عَظَمتِهِ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ البارئُ المنشئُ بِلا مِثالٍ خَلا من غَيرِهِ ، الطاهِرُ من كُلّ آفَةٍ بِقدسِه. لا إلهَ إلاّ اللهُ ( الكافي المُوسِع لِما خَلَقَ من عَطايا خَلقِهِ من فَضلِه )(١) ، النَّقيُّ من كُلّ جَورٍ لَم يَرضَهُ ولَم يُخالِطهُ فِعالهُ. لا إلهَ إلاّ الله الَّذي ( وَسِعَ كُلّ شيءٍ رحمةً وعِلماً )(٢) المَنّانُ ذَا الإحسانِ قَد عَمَّ الخَلائِقَ مَنُّهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ دَيّانُ العِبادِ وكُلٌّ يَقُومُ خاضِعاً من هَيبتهِ ، خالِقُ ما في السّماواتِ والأرضِ وكُلٌّ إليهِ مَعادُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ رَحيمُ كُلّ صَارخٍ وَمَكروبٍ وغِياثُهُ ومَعَاذُهُ ، يا رَبي فَلا تصِفُ الألسُنُ كُلّ جَلالِ مُلكِكَ وعِزِّك.

__________________

(١) لم ترد العبارة في نسخة « ن » ، وفي نسخة المجلسي ومهج الدعوات : ٣٠٥ : الكافي الموسع لما خلق من عطايا فضله. وفي العدد القوية : ٣٦٨ : الموسع في عطايا خلقه من فضله.

(٢) في نسخة « ك » : وسعت رحمته ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٢٥٤

لا إلهَ إلاّ اللهُ البَديعُ البَرايا لَم يَبغِ في إنشائِها عَوناً من خَلقِهِ ، وعَلاّمُ الغيوبِ فَلا يَفُوتُ شَيئاً حِفظُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ المَعيدُ ما بَدأ إذا بَرَزَ الخَلائِقُ لِدَعوتِهِ من مَخافَتِهِ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ المَنيعُ الغالِبُ في أمرهِ فَلا شَيء يُعادِلُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الحَميدُ الفَعّالُ ذُو المَنّ عَلى جَميعِ خَلقِهِ.لا إلهَ إلاّ اللهُ ذُو البَطشِ الشَّديدِ ، الَّذي لا يُطاقُ انتِقامُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العالي في ارِتفاعِ مَكانِهِ فَوقَ كُلّ شَيءٍ قَوَّتُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الجبَّارُ المُذِلُّ كُلّ شَيءٍ بِقَهرِ عِزّهِ وسُلطانِهِ.

لا إلهَ إلاّ اللهُ نورُ كُلّ شَيءٍ وهَدَاهُ لا إلهَ إلاّ اللهُ القُدُّوسُ الظاهِرُ عَلى كُلّ شَيء فَلا يُعادِلُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ المُجيبُ المُتدانّي دُون كُلّ شَيء قربُهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَليُّ الشامخُ في السّماءِ فَوقَ كُلّ شيءٍ إرتِفاعُ عُلّوه. لا إلهَ إلاّ اللهُ المبدئ البَرايا وَمُعيدها بَعدَ فَنائها بِقُدرَتِهِ. لا إلهَ إلاّ اللهُ الجَليلُ المُتَكَبِّرُ على كُلّ شَيءٍ فَالعَدلُ أمره والصِدقُ وعدُهُ.

لا إلهَ إلاّ اللهٌ المَحموُدُ الَّذي لا تَبلُغُ الأوهامُ كُلّ ثَنائِهِ ومَجدِهِ. ولا إلهَ إلاّ اللهُ الكَريمُ العَفُوُّ الَّذي وَسِعَ كُلّ شَيءٍ عَفُوهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَزيزُ الكَريمُ فلا يَذِلُ عِزُّهُ. لا إلهَ إلاّ اللهُ العَجيبُ فلا تنطِقُ الألسُنُ بكُلّ آلائِهِ وثنائِهِ ، وهُوَ كما أثنى على نَفسهِ ووَصفها بِه : اللهُ الرَّحمانُ الرِّحيمُ ، الحَقُّ المُبينُ ، البرهانُ العظيمُ ، اللهُ العَليمُ الحَكيمُ ، اللهُ الرَبُّ الرَّحيمُ ، اللهُ السُّلام المُؤمِنُ المُهيمنُ ، العَزيزُ الجَبّارُ المُتَكَبِّرُ ، اللهُ المُصوِّرُ الوِترُ النُّورُ

٢٥٥

وَمنه النور ، اللهُ الحَميدُ الكَبير لا إلهَ إلاّ اللهُ عَلَيهِ تَوكَلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العظيمِ(١) .

اليوم الثلاثون :

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلِهِ واشرَح صَدري للإسلامِ ، وزَيّني بالإيمان ، والبِسني التَقوى ، وقِني عَذابَ النَّارِ. تَقُولُ ذلكَ سَبعَ مراتٍ ثُمَّ تَسألُ رَبّكَ حاجَتَكَ.

اللّهُمَّ أنتَ هُوَ يا رَبِّ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ، أسألُكَ بِاسمِكَ الأعظَمِ الَّذي لا إلهَ إلاّ هَو الحَيُّ القَيوُّمُ ، لا تَأخُذُكَ سِنةٌ ولا نَومٌ ، لكَ ما في السّماواتِ وما في الأرضِ ، ولا يَؤُدُكَ حِفظُهُما وأنتَ العَليُّ العَظيمُ ، أن تُصَلّي على مُحمّدٍ وآلِهِ في الأوَّلينَ ، وأن تُصلِّي عَلى مُحمّدٍ وآلهِ في الآخِرينَ ، وأن تُصَلِّي على مُحمّدٍ قَبلَ كُلّ شَيءٍ ، وأن تُصلِّي عَلَى مُحمّدٍ وآلهِ بَعدَ كُلّ شَيءٍ ، وأن تُصلي على مُحمّدٍ وآلهِ في اللَيل إذا يَغشى ، وأن تصلي على مُحمّدٍ وآلهِ في النَّهارِ إذا تَجلّى ، وأن تُصَلّي على مُحمّدٍ وآلهِ في الآخِرة والأُولى ، وأن تُعطَيني سُوءلي في جَميعِ ما أدعُوكَ به لِلآخِرِة والدُّنيا.

يا حيُّ حينَ لا حَيُّ ، قَبلَ كُلِّ شَيءٍ وقَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، ويا حَيُّ بَعدَ كُلّ حي ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا قَيوُّمُ بِرحمتِكَ أستغيثُ ، صَلِّ علَى مُحمّدٍ وآلِهِ ،

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٦٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٨.

٢٥٦

وأصلِح لي شَاني وأسبابي ، ولا تَكلني إلى نَفسي طَرفَةَ عَين أبَداً.

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ الرَّحمانِ الرَّحيم لا شريكَ لَهُ ـ تقولُ ذلِكَ أربَعَ مرّاتٍ ـ يا رَبِّ أنتَ لي ( رَحِيمٌ )(١) يا رَبِّ فَكُنَ لي رُكناً معي ، أسألُكَ يا رَبِّ بما يَحمِلُ العَرش من عزِّ جَلالِكَ أن تَفعَلَ بي ما أنتَ أهَلُهُ ، فَإنَّكَ أهَلُ التَقوى وأهلُ المَغفِرَةَ.

اللّهُمَّ إنّي أحمدُكَ حمَيداً ، وأتَوكلُّ عَليكَ وحَيداً ، وأستَغفِرُكَ فَريداً ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ شَهادة اُفني بِها عُمري ، والقى بها رَبي ، وأدخِلُ بها قَبري ، وأخلو بها ( في وحَدتي )(٢) .

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ فِعلَ الخيراتِ ، وتَرك المُنكراتِ ، وحُبَّ المَساكينَ ، وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمَني ، وإذا أردَتَ بِقومٍ فِنتَة أن تَتَوفّاني إليكَ وأنا غَيرُ مَفتونٍ ، وأسألُكَ حُبَّكَ وحُبَّ من يُحبُّكَ ، وحُبّاً يُقرِّبُ من حُبِّكَ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ ، واجعَل لي من الذُّنوب مَخرَجاً ، ومن اُموري فَرَجاً ، واجَعل لي إلى كُلّ خَيرٍ سَبيلاً. اللّهُمَّ إنّي خَلقٌ من خَلقِكَ ، ولِخَلقٍ من خَلقِكَ قبلي حُقوقٌ ، ولي فِيما بَيني وبَيَنكَ ذُنُوبٌ ، اللّهُمَّ فَارض عَنّي خلقِكَ من حُقوقِهِم ، وهَب لي الذُّنوبَ التي بَيني وبَينَكَ ، اللّهُمَّ واجعَل فيَّ خَيراً تجَده فآنّكَ إلا تَجعَلهُ لا تَجِدهُ عنِدي. اللّهُمَّ خَلقتَني كَما أردتَ فاجعَلني كَما تُحبُّ ، اللّهُمَّ اغفِر لَنا وعافِنا ، وارحَمنا واعفُ عَنَّا ،

__________________

(١) اثبتناه من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : وحدي ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٢٥٧

وارضِ عَنّا وَتَقبَّلِ مِنّا ، وادخِلنَا الجَنَّةَ ونَجّنا من النّارِ ، واصلِح لَنا شَأنَنا.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّد النِّبيّ الاُميّ ، الطَّيبِ المُبارَكِ ، نَبّي الرِّحمةِ ، كَما أمرتَنا أن نُصلّي عَليهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى النّبي الاُميّ عَدَدَ مَن صَلّى عَليهِ ، وَعَددَ مَن لَم يُصَلِّ عليهِ. اللّهُمَّ رَبِّ البَيتِ الحرامِ ، ورَبِّ الركن والمَقامِ ، وَرَبِّ المَشعرِ الحَرامِ ، ابلِغ رُوحَ مُحمّد مِنّا السُّلام ، وعَليهَ السُّلامُ وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ ، وعلى أهِل بَيتِهِ الطَّيبينَ الطاهِرينَ المُصطَفينَ الأخَيارِ ، ولا حولَ ولاقُوةَ إلاّ باللهِ العَليّ العَظيمِ(١) .

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ٣٧٧ بزيادة فيه. ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٢٤ باختلاف فيه.

٢٥٨

الفصل الثاني والعشرون

في رواية أخرى بتعيين أيّام الشّهور

وما فيها من وقتِ السُّرور والمحذور.

حدّثنا أبو نصر مُحمّد بن أحمد بن حمدون الواسطي ، قال : حدَّثنا أبو الفرج مُحمّد بن علي القنّاني ، قال : حدثنا أحمد بن مُحمّد بن موسى ، قال : حدَّثنا مُحمّد بن علي بن معمرٍ الكوفي ، قال : حدَّثنا علي بن مُحمّد الزّاهد ، قال : حدّثنا عاصم بن حميد ، قال : قال جعفر بن مُحمّد صلوات الله عليه وقد سُئل عن اختيارات الأيام فقال :

اليوم الاول من الشهر

خَلَقَ الله فيه آدَمَ صلى الله عليه ، وهو يومٌ صالحٌ مَسعودٌ ، خاطِب فيه السُّلطان ، وتَزوّج ، واسرع في حَوائجِك ، واعمَل فيه كُلّ ما تُريده من طلب الحَوائج وغيرها(١) .

اليوم الثاني من الشهر

تزوّج فيه ، وائتِ أهلِكَ من السَّفَرِ ، واشتر ، فيه وبع ، واطلُب فيه حَوائجك ، واتَّقِ فيه أعمال السُّلطان ، وابتَغِ واطلُب فيه الحوائج ، فإنَّه يومٌ موافقٌ لذلكَ(٢) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٦ / ٩ باختلاف.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٧ / ١٤ صدره.

٢٥٩

اليوم الثالث من الشهر

يوم نَحس ، لا تأتِ فيه السُّلطان ، ولا تشترِ فيه ولا تَبع ، ولا تَطلُب فيه ، واتّقِ فيه أعمال السّلطان ، ففيه سُلبَ آدم وحوّاءعليهما‌السلام لَباسهما(١) .

اليوم الرابع من الشهر

ولد فيه هابيل بن آدمعليهما‌السلام ، وهو يوم صالحٌ للتزويج ، وطلب الصيّد ، ومَن يولد فيه يكون ما عاش صالحاً ، ولا تُسافر فيه فإنّ من سافر فيه يُسلبُ(٢) .

اليوم الخامس من الشهر

ولد فيه قابيل بن آدم وكان ملعوناً ، وهو اليوم الَّذي قتل فيه أخاهُ ودعا بالويل والثّبور على أهله وأدخل عليهم البكاء ، وهو يوم سوء ملعونٌ(٣) .

اليوم السادس من الشهر

جَيّد ، ليس فيه بؤس ، يَصلحُ للتّزويج وللصّيد ولطلب المعاش ، وكُلّ حاجة تريدها(٤) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٨ / ١٩ باختلاف فيه.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٥٩ / ٢٤ باختلاف فيه.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٠ / ٢٩ باختلاف فيه.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٥٩ : ٦٠ / ٣٤ باختلاف فيه.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790