الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 186262 / تحميل: 6321
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

فضيلة تلاوة سورة الرحمن :

إنّ اتّصاف هذه السورة بما يثير الإحساس بالشكر على أفضل صورة ، وكذلك توضيح وبيان النعم الإلهية (المادية والمعنوية) فيها والتي تزيد من شوق الطاعة والعبادة في قلوب المؤمنين كلّ ذلك أدّى إلى ورود روايات كثيرة في فضل تلاوة هذه السورة تلك التلاوة التي ينبغي أن تنفذ إلى أعماق النفس الإنسانية وتحركها باتّجاه الطاعات وبعيدا عن لقلقة اللسان.

ومن جملة ما نقرأ حديث الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث يقول : «من قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه ، وأدّى شكره ، وأنعم الله عليه»(١) .

وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها ، فإنّها لا تقرّ في قلوب المنافقين ، ويأتي بها ربّها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة ، وأطيب ريح حتّى يقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها فيقول لها : من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك؟ فيقول : يا ربّ فلان وفلان ، فتبيض وجوهم. فيقول لهم : اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتّى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له ، فيقول لهم : ادخلوا الجنّة واسكنوا فيها حيث شئتم»(٢) .

وفي حديث آخر عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «من قرأ سورة الرحمن فقال عند كلّ :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) : لا شيء من آلائك ربّي أكذّب ، فإنّ قرأها ليلا ثمّ مات مات شهيدا ، وإن قرأها نهارا فمات مات شهيدا»(٣) .

* * *

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٨٧.

(٢) بحار الأنوار ، ج ٩٢ ، ص ٣٠٦.

(٣) المصدر السابق.

٣٦١

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (٤) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (٥) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (٦) )

التّفسير

بداية النعم الإلهية :

لمّا كانت هذه السورة ـ كما قلنا ـ تبيّن أنواع النعم والهبات الإلهيّة العظيمة ، فإنّها تبدأ باسم (الرحمن) والذي يرمز إلى الرحمة الواسعة ، ولو لم تكن (الرحمانية) من صفاته لم ينعم بهذا الخير العميم على عباده الصالحين والعاصين ، لذلك يقول :( الرَّحْمنُ ) (١) .

( عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) وبهذا فإنّ أوّل وأهمّ نعمة تفضّل بها الله سبحانه ، هي نعمة «تعليم القرآن» ، وما أروعه من تعبير! حيث أنّنا إذا تأمّلنا جيّدا فإنّنا ندرك أنّ هذا الكتاب العظيم هو مصدر كلّ الخير والنعم والعطايا الإلهيّة العظيمة ، كما أنّه وسيلة

__________________

(١) الرحمن : مبتدأ وخبرها (علّم القرآن) ، و (خلق الإنسان) خبر بعد خبر ، كما توجد احتمالات اخرى أيضا لإعراب هذه الجملة لم تذكر هنا لعدم أهميّتها.

٣٦٢

للوصول إلى السعادة والخيرات المادية والمعنوية.

والظريف هنا أنّ بيان نعمة (تعليم القرآن) ذكرت قبل( خَلَقَ الْإِنْسانَ ) و( عَلَّمَهُ الْبَيانَ ) في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون الإشارة أوّلا إلى مسألة خلق الإنسان ، ومن ثمّ نعمة تعليم البيان ، ثمّ نعمة تعليم القرآن ، وذلك استنادا للترتيب الطبيعي ، إلّا أنّ عظمة القرآن الكريم أوجبت أن نعمل خلافا للترتيب المفترض.

وقد جاءت هذه الآية جوابا لمشركي العرب حينما طلب منهم الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم السجود للرحمن ، فسألوه «وما الرحمن»؟ (ـ الفرقان ـ) فأجابهم بتوضيح ذلك حيث يقول سبحانه : «الرحمن هو الذي علّم القرآن وخلق الإنسان وعلّمه البيان».

وعلى كلّ حال فإنّ لاسم «الرحمن» أوسع المفاهيم بين أسماء البارئعزوجل بعد اسم الجلالة (الله) لأنّنا نعلم أنّ لله رحمتين : (الرحمة العامّة) و (الرحمة الخاصّة) واسم «الرحمن» يشير إلى رحمة الله العامّة التي تشمل الجميع ، كما أنّ اسم «الرحيم» يشير إلى «الرحمة الخاصّة» بأهل الإيمان والطاعة ، ولعلّه لهذا السبب لا يطلق اسم الرحمن على غير الله سبحانه (إلّا إذا كانت كلمة عبد قبله) ، أمّا وصف «الرحيم» فيقال لغير الله أيضا ، وذلك لأنّه لا أحد لديه الرحمة العامّة سوى الله تعالى ، الرحمة أمّا الرحمة الخاصّة فإنّها موجودة في المخلوقات وإن كانت بصورة محدودة.

وفي حديث للإمام الصادقعليه‌السلام نقرأ ما يلي : «الرحمن اسم خاصّ بصفة عامّة ، والرحيم اسم عام بصفة خاصّة». (يعني أنّه اسم مخصوص لله ، ورحمته تشمل جميع خلقه) ، لكن الرحيم اسم عام لصفة خاصّة (يعني أنّه وصف يستعمل لله وللخلق) ، وكما عرّف القرآن المجيد الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّه (رؤوف رحيم) حيث يقول سبحانه :( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) .(١)

__________________

(١) التوبة ، ١٢٨.

٣٦٣

وهنا يطرح التساؤل التالي : من الذي علّمه الله سبحانه القرآن الكريم.

ذكر المفسّرون في ذلك تفسيرات عديدة ، فبعضهم قال : إنّ الله علّم القرآن لجبرئيل والملائكة ، وقال آخرون : إنّ الله سبحانه علّمه للرسول ، وذكر ثالث : أنّه علّم للإنس والجنّ.

ولكون هذه السورة تبيّن الرحمة الإلهيّة للإنس والجنّ ولذا أكّد سبحانه إقرارهم بنعمه إحدى وثلاثين مرّة ، وذلك بقوله :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) لهذا فإنّ التّفسير الأخير هو الأنسب ، أي أنّ الله علّم القرآن للإنس والجنّ بواسطة نبيّه الكريم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

وبعد ذكره سبحانه لنعمة القرآن التي لا مثيل لها ينتقل إلى أهمّ نعمة في الترتيب المذكور ويقول :( خَلَقَ الْإِنْسانَ ) .

من الطبيعي أنّ المقصود هنا هو نوع الإنسان وليس آدمعليه‌السلام فقط ، حيث سيتحدّث عنه سبحانه في الآيات اللاحقة بصورة مستقلّة ، كما أنّه ليس المقصود بذلك النّبي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع العلم أنّ الرّسول محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو أفضل وأعلى مصداق للإنسان.

وإطلاق كلمة (البيان) التي تأتي بعد خلق الإنسان دليل آخر على عمومية كلمة الإنسان ، وبناء على هذا فإنّ التفاسير الاخرى التي ذكرت لم تكن صحيحة.

والحقيقة أنّ خلق الإنسان هذا الكائن الذي تتجمّع فيه كلّ عجائب الوجود ، هذا الموجود الذي هو خلاصة الموجودات الاخرى ، هذا العالم الصغير الذي اندرج فيه العالم الكبير ، لهو نعمة منقطعة النظير حيث إنّ كلّ بعد من أبعاد وجوده المختلفة نعمة كبيرة.

__________________

(١) اختلف المفسّرون حول أنّ المفعول الأوّل لـ (علّم) هو المحذوف ، أو أنّ المحذوف هو المفعول الثاني ، والأنسب أنّ المفعول الأوّل هو المحذوف حيث في التقدير يكون : (علّم الإنس والجنّ القرآن). كما يحتمل البعض أنّ (علّم) لم تأخذ أكثر من مفعول واحد بمعنى موضع العلاقة وهذا مستبعد جدّا.

٣٦٤

وبالرغم من أنّ بداية الإنسان ليست أكثر من نطفة لا قيمة لها ، بل الأصحّ أنّ بدايته عبارة عن موجود مجهري يسبح في نطفة لا وزن لها ، إلّا أنّه في ظلّ الرعاية الإلهيّة يسير في مراحل التكامل بصورة يرتقي فيها إلى مقام أشرف موجود في عالم الخلق.

أنّ ذكر اسم «الإنسان» بعد «القرآن» هو الآخر يستوجب التأمّل ، ذلك لأنّ القرآن الكريم يمثّل مجموعة أسرار الكون بصورة مدوّنة «الكتاب التدويني» ، والإنسان هو خلاصة هذه الأسرار بصورة تكوينية «الكتاب التكويني» ، كما أنّ كلّ واحدة منها هو صورة من هذا العالم الكبير.

وتشير الآية اللاحقة إلى أهمّ النعم بعد نعمة خلق الإنسان حيث يقول البارئعزوجل :( عَلَّمَهُ الْبَيانَ ) .

كلمة (البيان) لها معنى لغوي واسع ، حيث تقال لكلّ شيء يوضّح ويبيّن شيئا معيّنا ، وبناء على هذا فإنّها لا تشمل النطق والكلام فحسب ، بل تجمع الكتابة والخطّ وأنواع الاستدلالات العقليّة والمنطقية التي تبيّن المسائل المختلفة والمعقّدة أيضا رغم أنّ معالم هذه المجموعة هي التكلّم والنطق.

ونظرا لتعوّدنا ممارسة الكلام ، فقد نتصوّر أنّه أمر بسيط وسهل ، والحقيقة أنّ التكلّم من أعقد وأظرف أعمال الإنسان ، ويمكننا القول بعدم وجود عمل على شاكلته من ناحية التعقيد والظرافة.

فمن جهة نجد أنّ الأجهزة المختّصة لإصدار الصوت تتساعد وتتعاون مع بعضها لإيجاد الأصوات المختلفة. فالرئة تجمع الهواء لتخرجه من الحنجرة تدريجيّا ، والأوتار الصوتية تهتزّ لتولّد أصواتا مختلفة تماما ، بعضها تعبّر عن حالة الرضى ، والاخرى عن الغضب ، والثالثة تعبّر عن النجدة والإستغاثة وطلب العون ، والرابعة عن المحبّة أو العداوة وهكذا. ثمّ إنّ هذه الأصوات ـ بمساعدة اللسان والشفتين والأسنان والحلق ـ تصنع الحروف الأبجدية بسرعة وظرافة خاصّة ،

٣٦٥

وبتعبير آخر : إنّ الصوت الممتدّ والمتساوي الذي يخرج من الحنجرة يقطّع إلى أشكال وقياسات مختلفة حيث تتشكّل منه الحروف.

ومن جهة اخرى فهناك مسألة اللغات ، حيث إنّ الإنسان يبتدع لغات مختلفة حسب احتياجاته الماديّة والمعنوية ، وذلك إثر تطوّره وتقدّمه الفكري ، والعجيب هنا عدم وجود أي محدودية في وضع اللغات ، حيث نلاحظ تعدّد الألسن في علامنا هذا بصورة يصعب إحصاؤها بصورة دقيقة ، كما أنّنا نلحظ أيضا نشوء لغات جديدة وألسن جديدة بصورة تدريجيّة مع مرور الزمن. ويعتقد البعض أنّ عدد اللغات الموجودة في عالمنا اليوم يصل إلى ثلاثة آلاف لغة ، ويذهب آخرون إلى أكثر من ذلك(١) .

والظاهر أنّ ذلك يتعلّق باللغات والألسن الأصليّة ، أمّا إذا أخذت اللهجات المحليّة بنظر الإعتبار فإنّها ستصبح أكثر من ذلك بكثير قطعا ، حيث لا حظ المتتبعون لأمور اللهجات أنّ قريتين متجاورتين تتحدّثان بلسانين مختلفين أحيانا.

ومن جهة ثالثة هناك مسألة ترتيب الجمل والاستدلال وبيان العواطف عن طريق العقل والفكر ، لأنّها تمثّل روح البيان والنطق ولهذا الأمر فإنّ التكلّم أمر خاصّ بالإنسان فقط.

صحيح أنّ الكثير من الحيوانات تحدث أصواتا مختلفة كي تعبّر عن احتياجاتها ، إلّا أنّ عدد هذه الأصوات محدود جدّا ومبهم وغير معلوم ، في حين أنّ البيان وضع في إختيار الإنسان بصورة واسعة وغير محدودة ، لأنّ الله تعالى قد أعطاه القدرة الفكرية اللازمة للتكلّم.

وإذا تجاوزنا كلّ ذلك وأخذنا دور البيان في تكامل وتقدّم الحياة الإنسانية ،

__________________

(١) دائرة المعارف لفريد وجدي ، ج ٨ ، ص ٣٦٤ مادّة (لغة).

٣٦٦

فمن الواضح أنّ الإنسان لم يكن بمقدوره وإمكانه أن ينقل تجاربه وعلومه من جيل إلى آخر بهذه السهولة وبالتالي أدّى إلى التقدّم والعلم والدين والأخلاق وإذا ما سلبت هذه النعمة العظيمة من الإنسان ليوم واحد فإنّ المجتمع الإنساني سوف يأخذ طريقه نحو التقهقر بسرعة ، ولو أخذنا «البيان» بمعناه الواسع الذي يشمل الخطّ والكتابة والفنون المختلفة ، فإنّه سيتّضح لدينا بصورة أكثر دوره الهامّ في الحياة الإنسانية.

ومن هنا ندرك لماذا جاءت عبارة (تعليم البيان) بعد نعمة خلق الإنسان في سورة الرحمن التي هي مجموعة من هبات الله تعالى.

ويتطرّق بعد ذلك إلى النعمة الإلهيّة الرابعة والتي هي هبة من هبات الله العظيمة أيضا ، حيث يقول تعالى :( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) (١) .

إنّ أصل وجود الشمس من أكبر النعم الإلهيّة للإنسان ، لأنّ العيش في المنظومة الشمسية بدون نور وحرارة الشمس أمر غير ممكن ، وكما بيّنا سابقا فإنّ كلّ حركة في الكرة الأرضية مصدره حرارة الشمس ، حيث أنّ نمو ونضج النبات والمواد الغذائية أجمع ، بالإضافة إلى سقوط الأمطار وهبوب الرياح ، كلّها ببركة هذه الهبة الإلهيّة.

كما أنّ للقمر دورا هامّا في حياة الإنسان ، فبالإضافة إلى أنّه يضيء الليالي المعتمة ، فإنّ جاذبيته هي علّة المدّ والجزر في البحار والمحيطات ، وهي عامل لبقاء الحياة في البحار ، كما أنّها تقوم بدورها في إرواء كثير من المناطق القريبة للسواحل والتي تصبّ الأنهار بالقرب منها.

وبالإضافة إلى ذلك فإنّه ثبات الانتظام لهاتين الحركتين (حركة القمر حول الأرض ، وحركة الأرض حول الشمس) هو السبب في الظهور المنتظم لليل

__________________

(١) «حسبان» على وزن (غفران) وهي مصدر بمعنى الحساب والنظم والترتيب ، وللآية محذوف تقديره (والشمس والقمر تجريان بحسبان).

٣٦٧

والنهار والسنين والشهور والفصول المختلفة ، وبالتالي فإنّه سبب أساسي لانتظام الحياة الإنسانية وبرمجة الأمور التجارية والصناعية والزراعية ، وإن فقد الانتظام فيها فسوف تضطرب الحياة البشرية وتختلّ الكثير من مرتكزاتها.

وليس لحركة هذين الكوكبين نظام دقيق جدّا فحسب ، بل إنّ مقدار كثافة وجاذبية ومسافة كلّ منهما عن الأرض هي الاخرى محسوبة بدقّة وحساب (وحسبان).

ومن المؤكّد أنّ اختلال كلّ واحدة من هذه الأمور سيولّد اختلالات عظيمة في المنظومة الشمسية ، ومن ثمّ في النظام الحياتي للبشر.

والعجيب هنا أنّ هذه الأجزاء عند ما انفصلت من الشمس كانت في حالة من الاضطراب والفوضى ، إلّا أنّها ثبتت واستقرّت أخيرا بالشكل الحالي ، حيث يقول في هذا المجال أحد علماء العلوم الطبيعيّة :

«وجدت منظومتنا الشمسية ـ في الظاهر ـ من مخلوط من مواد متنوّعة وعناصر مختلفة انفصلت عن الشمس بدرجة حرارية عالية تبلغ (٠٠٠) درجة وبسرعة فائقة تناثرت في الفضاء الواسع.

وبالرغم من هذا الاضطراب الظاهري فقد لوحظ الانتظام الدقيق والترتيب المنسّق بحيث أنّنا نستطيع أن نتنبّا بالحوادث المستقبلة حتّى بالدقائق واللحظات ، ونتيجة لهذا النظام والترتيب نلاحظ أنّ الأوضاع الفلكية هذه باقية على هذا الحال مدّة ألف مليون سنة»(١) .

والجدير بالذكر أنّ الشمس بالرغم من أنّها في وسط المنظومة الشمسية وتبدو ساكنة وثابتة ، إلّا أنّها مع جميع كواكبها وأقمارها تسير في وسط المجرّة المتعلّقة بها إلى نقطة معيّنة (تسمّى هذه النقطة بنجمة فيكا) وهذه الحركة لها أيضا

__________________

(١) سرّ خلق الإنسان ، ص ٢٨.

٣٦٨

نظام وسرعة معينان.

ثمّ يتحوّل بنا الله إلى نعمة عظيمة اخرى هي الخامسة في مسلسل ما ذكره سبحانه من النعم في هذه السورة المباركة ، حيث يوجّه النظر إلى ألطافه في الأرض حيث يقول :( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) .

«النجم» يأتي أحيانا بمعنى كوكب ، ويأتي اخرى بمعنى النبات الذي لا ساق له ، ولمّا جاءت الكلمة هنا بقرينة «الشجر» فيكون المقصود هو المعنى الثاني ، أي النباتات بدون سيقان(١) .

وهذا المصطلح معناها في الأصل (الطلوع) وإذا أطلق على النباتات (نجم) فلأنّها تخرج من الأرض ، وإذا أطلق على النجمة فلأنّها تطلع.

ومن الواضح أنّ النبات مصدر جميع المواد الغذائية للإنسان ، حيث يستهلك قسما مباشرا منه ، والقسم الآخر تستهلكه الحيوانات الاخرى التي هي جزء أساسي من غذاء الإنسان ، ومن هنا فإنّ النبات هو مصدر غذاء الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وهذا المعنى يصدق أيضا في عالم الحيوانات البحرية ، لأنّها تتغذّى على نباتات صغيرة جدّا تنبت في البحر وتوجد بكثرة هائلة تقدّر بملايين البليارات ، وهي المصدر الغذائي لهذه الحيوانات البحرية. وتنمو هذه النباتات الصغيرة في البحر بتأثير الضوء (أشعّة الشمس) التي تتحرّك بين الأمواج.

وبهذا فإنّ «النجم» أنواع من النباتات الصغيرة الزاحفة (مثل اليقطين والخيار وأمثاله). أمّا (الشجر) فإنّه النوع الآخر من النباتات التي لها سيقان وتشمل أشجار الفاكهة ونباتات الغلّات وغير ذلك.

وتعبير (يسجدان) إشارة إلى التسليم والخضوع أمام القدرة الإلهيّة وقوانين

__________________

(١) الراغب في مفرداته حيث يقول : النجم ما لا ساق له من النبات.

٣٦٩

الخلقة والإبداع الإلهي لأجل نفع الإنسان ، هذا المسير الذي عيّنه الله لهم يسيرون فيه بدون أي تخلّف ، وذلك بموجب الإرادة الإلهية.

وهنا إشارة إلى الأسرار التوحيدية أيضا حيث توجد في كلّ ورقة وكلّ بذرة آيات عجيبة من عظمة وقدرة الله سبحانه(١) .

كما يحتمل أن يكون المقصود من «النجم» في الآية المذكورة هي «النجوم» ، ولكن المعنى الأوّل طبقا للقرائن الموجودة في الآية الكريمة هو الأنسب.

* * *

ملاحظة

تأمّلات في الرّوايات

نقلت المصادر الإسلامية في هامش الآيات أعلاه روايات من قبيل التّفسير بالمصداق واضح ، حيث أنّ كلّ واحدة منها تلقي الضوء على قسم من الآيات الكريمة.

ففي حديث للإمام الصادقعليه‌السلام في تفسير( عَلَّمَهُ الْبَيانَ ) يقول : «البيان الاسم الأعظم الذي به علم كلّ شيء»(٢) .

وحول «الاسم الأعظم» وتفسيره فقد أوردنا بحثا في هامش الآية ١٨٠ من سورة الأعراف.

ونقرأ في حديث آخر عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ذكر أنّ المقصود من «الرحمن علّم القرآن» أنّ الله تعالى قد علّم القرآن للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . والمقصود

__________________

(١) بحثنا تفصيلا حول معنى (سجود الموجودات المختلفة في عالم الوجود) في هامش الآية رقم ١٨ سورة الحجّ. وكذلك في هامش الآية ٤٤ من سورة الإسراء.

(٢) تفسير مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ١٩٧.

٣٧٠

من «خلق الإنسان» هو خلق أمير المؤمنينعليه‌السلام ، و «علّمه البيان» هو بيان كلّ الأمور التي يحتاجها الناس.

ومن الواضح أنّ الرّوايات أعلاه لا تحدّد عمومية مفهوم هذه الآيات ، بل توضّح مصاديقها.

* * *

٣٧١

الآيات

( وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (٧) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (٨) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (٩) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣) )

التّفسير

السماء رفعها ووضع الميزان :

هذه الآيات هي استمرار لبيان النعم الإلهيّة التي جاء ذكر خمس منها في الآيات السابقة ، حيث تحدّث عن أهمّ الهبات التي منحها الله سبحانه.

وفي الآية مورد البحث يتحدّث سبحانه عن النعمة السادسة ، ألا وهي نعمة خلق السماء حيث يقول :( وَالسَّماءَ رَفَعَها ) .

(السماء) في هذه الآية سواء كانت بمعنى جهة العلو ، أو الكواكب السماوية ، أو جو الأرض (والذي يعني الطبقة العظيمة من الهواء والتي تحيط بالأرض كدرع يقيها من الأشعّة الضارّة والصخور السماوية وحرارة الشمس ، والرطوبة

٣٧٢

المتصاعدة من مياه البحار لتتكوّن الغيوم وتنزل الأمطار) إنّ كلّ واحدة من هذه المعاني هبة عظيمة ونعمة لا مثيل لها ، وبدونها تستحيل الحياة أو تصبح ناقصة.

نعم إنّ النور الذي يمنحنا الدفء والحرارة والهداية والحياة والحركة يأتينا من السماء وكذلك الأمطار ، والوحي أيضا ، وبذلك فإنّ للسماء مفهوما عامّا ، مادّيا ومعنويا).

وإذا تجاوزنا كلّ هذه الأمور ، فإنّ هذه السماء الواسعة مع كلّ عوالمها هي آية عظيمة من آيات الله ، وهي أفضل وسيلة لمعرفة الله سبحانه ، وعند ما يتفكّر أولو الألباب في عظمتها فسوف يقولون دون إختيار( رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً ) .(١)

ثمّ يستعرض سبحانه النعمة السابعة حيث يقول تعالى :( وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) .

«الميزان» كلّ وسيلة تستعمل للقياس ، سواء كان قياس الحقّ من الباطل ، أو العدل من الظلم والجور ، أو قياس القيم وقياس حقوق الإنسان في المراحل الاجتماعية المختلفة.

و (الميزان) يشمل كذلك كلّ نظام تكويني ودستور اجتماعي ، لأنّه وسيلة لقياس جميع الأشياء.

و «الميزان» لغة : (المقياس) وهو وسيلة لوزن الأجسام الماديّة المختلفة ، إلّا أنّ المقصود في هذه الآية ، ـ والذي ذكر بعد خلق السماء ـ أنّ لها مفهوما واسعا يشمل كلّ وسيلة للقياس بما في ذلك القوانين التشريعيّة والتكوينية ، وليس وسيلة منحصرة بقياس الأوزان الماديّة فقط.

ومن هنا فلا يمكن أن تكون الأنظمة الدقيقة لهذا العالم ، والتي تحكم ملايين الأجرام السماوية بدون ميزان وقوانين محسوبة.

وعند ما نرى في بعض العبارات أنّ المقصود بالميزان هو «القرآن الكريم» ، أو

__________________

(١) آل عمران ، ١٩١.

٣٧٣

«العدل» ، أو «الشريعة» ، أو «المقياس». ففي الحقيقة إنّ كلّ واحدة من هذه المعاني مصداق لهذا المفهوم الواسع الشامل.

ونستنتج من الآية اللاحقة استنتاجا رائعا حول هذا الموضوع حيث يضيف بقوله تعالى :( أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ) .

حيث يوجّه الخطاب لبني الإنسان الذين يشكّلون جزءا من هذا العالم العظيم ويلفت انتباههم إلى أنّهم لا يستطيعون العيش بشكل طبيعي في هذا العالم إلّا إذا كان له نظم وموازين ، ولذلك فلا بدّ أن تكون للبشر نظم وموازين أيضا حتى يتلاءموا في العيش مع هذا الوجود الكبير الذي تحكمه النواميس والقوانين الإلهيّة ، خاصّة أنّ هذا العالم لو زالت عنه القوانين التي تسيّره فإنّه سوف يفنى ، ولذا فإنّ حياتكم إذا فقدت النظم والموازين فإنّكم ستتجهون إلى طريق الفناء لا محالة.

يا له من تعبير رائع حيث يعتبر القوانين الحاكمة في هذا العالم الكبير منسجمة مع القوانين الحاكمة على حياة الإنسان (العالم الصغير) وبالتالي ينقلنا إلى حقيقة التوحيد ، حيث مصدر جميع القوانين والموازين الحاكمة على العالم هي واحدة في جميع المفردات وفي كلّ مكان.

ويؤكّد مرّة اخرى على مسألة العدالة والوزن حيث يقول سبحانه :( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ) .

والنقطة الجديرة بالذكر هنا أنّ كلمة «الميزان» ذكرت ثلاث مرّات في هذه الآيات ، وكان بالإمكان الاستفادة من الضمير في المرحلة الثانية والثالثة ، وهذا ما يدلّل ، على أنّ كلمة (الميزان) هنا قد جاءت بمعان متعدّدة في الآيات الثلاث السابقة ، لذا فإنّ الاستفادة من الضمير لا تفي بالغرض المطلوب ، وضرورة التناسب للآيات يوجب تكرار كلمة «الميزان» ثلاث مرّات ، لأنّ الحديث في المرحلة الاولى ، كان عن الموازين والمعايير والقوانين التي وضعها الله تعالى لكلّ

٣٧٤

عالم الوجود.

وفي المرحلة الثانية يتحدّث سبحانه عن ضرورة عدم طغيان البشر في كلّ موازين الحياة ، سواء كانت الفردية أو الاجتماعية.

وفي المرحلة الثالثة يؤكّد على مسألة الوزن بمعناها الخاصّ ، ويأمر البشر أنّ يدقّقوا في قياس ووزن الأشياء في التعامل ، وهذه أضيق الدوائر.

وبهذا الترتيب نلاحظ الروعة العظيمة للانسجام في الآيات المباركة ، حيث تسلسل المراتب وحسب الأهمية في مسألة الميزان والمقياس ، والانتقال بها من الدائرة الأوسع إلى الأقل فالأقل(١) .

إنّ أهميّة الميزان في أي معنى كان عظيمة في حياة الإنسان بحيث إنّنا إذا حذفنا حتّى مصداق الميزان المحدود والصغير والذي يعني (المقياس) فإنّ الفوضى والارتباك سوف تسود المجتمع البشري ، فكيف بنا إذا ألغينا المفهوم الأوسع لهذه الكلمة ، حيث ممّا لا شكّ فيه أنّ الاضطراب والفوضى ستكون بصورة أوسع وأشمل.

ويستفاد من بعض الرّوايات أنّ (الميزان) : قد فسّر بوجود (الإمام) ، وذلك لكون الوجود المبارك للإمام المعصوم هو وسيلة لقياس الحقّ من الباطل ، ومعيار لتشخيص الحقائق وعامل مؤثّر في الهداية(٢) . وهكذا في تفسير «الميزان» بالقرآن الكريم ناظر إلى هذا المعنى.

ونظرا إلى أنّ هذه الآيات تتحدّث عن النعم الإلهية ، فإنّ وجود الميزان سواء في نظم العالم أجمع أو المجتمع الإنساني أو الروابط الاجتماعية أو مجال العمل

__________________

(١) يقول الفخر الرازي في تفسير لكلمة (الميزان) في الآية الاولى : إنّها اسم (آلة) بمعنى وسيلة للقياس ، وفي الآية الثانية جاء مصدرا (يعني الوزن) ، وفي الآية الثالثة أتى مفعولا بمعنى (جنس الموزون).

(٢) روي هذا الحديث في تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام والحديث مفصّل وقد ذكر مضمونه هنا فقط (تفسير علي بن إبراهيم ، ج ٢ ، ص ٣٤٣).

٣٧٥

التجاري فإنّها جميعا نعم من قبل الله سبحانه.

ثمّ ينتقل سبحانه من السماء إلى الأرض فيقولعزوجل :( وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ) «الأنام» فسّرها البعض بمعنى (الناس) ، وفسّرها آخرون بمعنى (الإنس والجنّ) ، وفسّروها أيضا بأنّها تشمل كلّ موجود (ذي روح).

إلّا أنّ قسما من أئمّة اللغة فسّرها بمطلق (الخلق) ولكن القرائن الموجودة في السورة وطبيعة النداءات الموجّهة للإنس والجنّ تدلّل على أنّها المقصود هنا (الجنّ والإنس).

نعم ، إنّ الكرة الأرضية التي ذكرت هنا بعنوان هبة إلهيّة مهمّة ، وفي آيات اخرى ذكرت بعنوان (مهاد) مأوى ومستقرّ للإنسان الذي لا يدرك قدرها غالبا في الحالات الاعتيادية ، إلّا أنّه في حالة حدوث تغيّر بسيط كزلزلة مدمّرة أو بركان بإمكانه أن يدفن مدينة بأكملها تحت المواد المذابة وعتمة الدخان ولهيب النار ، هنا ندرك كم أنّ هدوء الأرض نعمة عظيمة ، خصوصا إذا وضعنا الأرقام التي توصّل إليها العلماء أمامنا فيما يتعلّق بسرعة حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس(١) ، عند ذلك يتبيّن لنا أهميّة هذا الهدوء الكامن في أعماق هذه الحركة السريعة جدّا والتي هي ليست نوعا واحدا ، بل أنواع مختلفة.

التعبير بـ (وضع) عن الأرض في مقابل (رفع) عن السماء ، إضافة إلى الروعة البلاغية في هذا التقابل فهو إشارة إلى تسخير الأرض ومنابعها للإنسان حيث يقول سبحانه :( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ) .(٢)

__________________

(١) سرعة الأرض حول الشمس (الحركة الانتقالية) ٣٥ كم في الثانية ، وسرعة سيرها حول نفسها بحدود (١٦٠٠) كم في الساعة (في المناطق الاستوانية).

(٢) الملك ، ١٥.

٣٧٦

وبهذا الترتيب فقد ذكر لنا سبحانه النعمة العظيمة الثامنة في هذه السلسلة.

وفي الآية اللاحقة يستعرض ذكر النعمتين التاسعة والعاشرة من النعم الإلهية ، والتي تتضمّن قسما من المواد الغذائية التي وهبها الله سبحانه للإنسان حيث يقول تعالى :( فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ) .

«الفاكهة» تشمل كلّ نوع من الفاكهة كما يقول الراغب في المفردات ، وفسّرها البعض بأنّها تشمل جميع أنواع الفاكهة باستثناء التمر ، حيث ذكر «النخيل» في هذه السورة بصورة مستقلّة ، ويمكن أن يكون ذكر النخيل بسبب أهميّة النخل والتمر لا استثناء من عموم لفظ الفاكهة.

«وقد أوردنا بحثا مفصّلا حول فوائد التمر من الناحية الغذائية والمواد الحياتية المختلفة لدي تفسير الآية ١١ من سورة النحل ، والآية ٢٥ من سورة مريم».

«أكمام» جمع (كم) على وزن (جن) تطلق على الغلاف الذي يغطّي الفاكهة. و (كم) على وزن (قم) القسم الخاصّ باليدين من الثوب ، و (كمة) على وزن (قبة) بمعنى القبعة التي تغطّي الرأس(١) .

إنّ إختيار هذا الوصف لفاكهة شجرة النخل ـ والتي تكون في البداية مختفية في غلاف ثمّ ينشقّ الغلاف عن ثمر منظود وبشكل جميل وجذّاب ـ يمكن أن يكون لهذا الجمال الأخّاد ، أو للمنافع الجمّة الكامنة في هذا الغلاف ، فهو بالإضافة إلى كونه يقوم بمهمّة حفظ الثمرة من الآفات لحين النمو المناسب والقدرة الملائمة ويكون دوره كرحم الامّ الذي يحافظ على الجنين فترة زمنية مناسبة قبل خروجه إلى عالم الدنيا فإنّه كذلك يحوي عصارة (الأسانس) الخاصّة والتي تتميّز بالمنافع الطبيّة والغذائية.

__________________

(١) لنا بحث مفصّل في هذا الموضوع في تفسيرنا هذا ، ذيل الآية (٤٧) من سورة فصّلت.

٣٧٧

كما أنّ الروعة تكمن في الوضع الخاصّة لفاكهة هذه الشجرة أيضا ، حيث تتجمّع في كميّات كبيرة منها بصورة عنا قيد لتسهّل عملية قطف ثمارها ، ولو افترضنا أنّ ثمار هذه الشجرة متناثرة كما في شجرة التفاح فإنّ عملية قطف الثمار ستكون صعبة للغاية قياسا لطول شجرة النخل.

ثمّ يتحدّث سبحانه عن النعمة الحادية عشرة والثانية عشرة حيث يقول سبحانه :( وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ ) .

الحبوب مصدر أساسي لغذاء الإنسان ، وأوراقها الطازجة واليابسة هي غذاء للحيوانات التي هي لخدمة الإنسان ، حيث يستفيد من حليبها ولحومها وجلودها وأصوافها ، وبهذا الترتيب فلا يوجد شيء فيها غير ذي فائدة.

ومن جهة اخرى ، فإنّ الله تعالى خلق الأزاهير المعطّرة والورود التي تعطّر مشام الجسم والروح وتبعث الاطمئنان والنشاط ، ولذا فإنّ الله سبحانه قد أتمّ نعمه على الإنسان.

(الحبّ) يقال لكلّ نوع من أنواع الحبوب.

(عصف) على وزن «حرب» بمعنى الأوراق والأجزاء التي تنفصل عن النبات وينشرها الهواء في جهات مختلفة ، ويقال لها التبن أيضا.

وذكروا أنّ «للريحان» معاني عديدة من جملتها النباتات المعطّرة ، وكذلك كلّ رزق ، والمعنى الأوّل هو الأنسب هنا.

وبعد ذكر هذه النعم العظيمة (المادية والمعنوية) ينقلنا في آخر آية من البحث مخاطبا الجنّ والإنس بقوله تعالى :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) حيث يلفت نظرهم إلى كلّ هذه النعم الكبيرة التي شملت كلّ مجالات الحياة وكلّ واحدة منها أثمن وأعظم من الاخرى ألا يدلّ كلّ هذا على لطف وحنان الخالق فكيف يمكن التكذيب بها إذا؟

إنّ هذا الاستفهام استفهام تقريري جيء به في مقام أخذ الإقرار ، وقد قرأنا

٣٧٨

في بداية السورة رواية تؤكّد على ضرورة تعقيبنا بهذه العبارة (لا شيء من آلائك ربّي أكذّب) بعد كلّ مرّة نتلو فيها الآية الكريمة :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) .

وبالرغم من أنّ الآيات السابقة تحدّثت عن الإنسان فقط ، ولم يأت حديث عن طائفة (الجنّ) إلّا أنّ الآيات اللاحقة تبيّن أنّ المخاطب في ضمير التثنية هم (الجنّ) كما سنرى ذلك.

وعلى كلّ حال ، فإنّ الله تعالى يضع (الإنس والجنّ) في هذه الآية مقابل الحقيقة التالية : وهي ضرورة التفكّر في النعم الإلهيّة السابقة التي منحها الله لكم وتسألون أنفسكم وعقولكم هذا السؤال :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) فإنّ لم تكذّبوا بهذه النعم ، فلما ذا تتنكّرون لوليّ نعمتكم؟ ولماذا لا تجعلون شكره وسيلة لمعرفته؟ ولماذا لا تعظّمون شأنه؟

إنّ التعبير بـ (أي) إشارة إلى أنّ كلّ واحدة من هذه النعم دليل على مقام ربوبية الله ولطفه وإحسانه ، فكيف بها إذا كانت هذه النعم مجتمعة؟

* * *

تعقيب

١ ـ معرفة النعم طريق لمعرفة الله :

إذا تأمّلنا قليلا النعم التي سبق وأن تناولتها الآيات الكريمة : (نعمة القرآن ، وخلق الإنسان ، وتعليم البيان ، والحساب المنظّم للزمان ، خلق النباتات ومختلف الأشجار ، وحاكمية السماء والسنن والقوانين ، وخلق الأرض بخصوصياتها المتعدّدة ، وخلق الفاكهة والنخل والحبوب والورود والنباتات المعطّرة ...) مع جميع جزئياتها والأسرار الخفيّة في كلّ واحدة منها لكانت كافية لأنّ تبعث الإحساس بالشكر في الإنسان وتدفعه إلى معرفة مبدئ هذه النعم وهو الله سبحانه.

٣٧٩

ولهذا السبب فإنّ الله تعالى يأخذ الإقرار من عباده بعد ذكر كلّ واحدة من هذه النعم ، وتتكرّر الآية في الآيات اللاحقة أيضا ، وبعد ذكر نعم اخرى ، بحيث يصبح عددها ٣١ مرّة.

إنّ هذا التكرار ليس فقط لا يتنافى مع الفصاحة ، بل إنّه فنّ من فنونها ، ويشبه هذا الأمر التكرار الذي يؤكّده الأب لابنه الذي يغفل عن وصاياه بصورة مستمرّة ، فيخاطبه بصيغ مختلفة تأكيدا لعدم الغفلة والنسيان حيث يقول له : أنسيت يا ولدي ضعفك وطفولتك؟ أتعرف كم من الجهد بذلت من أجل تنميتك وتربيتك.

أنسيت يا ولدي كم أحضرت من الأطباء الأخصائيين يوم مرضك ، وكم بذلت سعيا وجهدا في ذلك.

أنسيت يا ولدي حينما بلغت سنّ الشباب ما بذلته من جهد في زواجك حيث انتخبت لك زوجة من أكثر النساء عفّة وطهرا؟

أنسيت يا ولدي جهدي في مسألة إعداد بيتك ومستلزماته؟ فإذا لم تنس كلّ هذا فلما ذا العناد والطغيان والقسوة وعدم الوفاء إذا؟

إنّ الله تعالى يذكّر عباده الغافلين بصورة مستمرّة بنعمه المختلفة ، وهكذا يسألهم بعد كلّ نعمة من هذه النعم( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) ، فلما ذا هذا العصيان والطغيان في حين أنّ طاعتي هي رمز لتكاملكم وتقدّمكم ، وإنّ هذا ينفعكم ولن ينفع الله شيئا؟!

٢ ـ مسألة النظم والحساب في الحياة :

يوجد في جسم الإنسان أكثر من عشرين عنصرا معدنيا ، وكلّ واحد منها بكيفية خاصّة وكمية معيّنة ، وإذا ما حصل أقل تغيّر في مقاديرها ونسبها فإنّ حياتنا تكون في خطر ، فمثلا في فصل الصيف إذا تعرّق الإنسان أكثر من اللازم عندئذ يصاب بالصدمة التي قد تؤدّي إلى الموت والسبب في ذلك بسيط جدّا ،

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

اللهِ(١) ، عَنْ سُلَيَمانَ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنِ الرِّضَا(٢) عليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ : إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ ، وَلَيْسَ لِبَرَكَتِي نِهَايَةٌ ، وَإِذَا عُصِيتُ غَضِبْتُ ، وَإِذَا غَضِبْتُ لَعَنْتُ ؛ وَلَعْنَتِي تَبْلُغُ السَّابِعَ مِنَ الْوَرَاءِ(٣) ».(٤)

٢٤٣٧/ ٢٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ(٥) قَالَ : « إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَكْثُرُ‌.......................

__________________

= صاحب كتاب الأغاني ». لاحظ أيضاً :تهذيب الأنساب ، ص ٢٢٩.

فعليه عليّ بن إبراهيم هذا ، هو عليّ بن إبراهيم الجوّاني. وقد روى الشيخ الصدوق فيعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٧٤ ، ح ١ ، مسنداً عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم العلوي الجوّاني.

ثمّ إنّه لايبعد اتّحاد عليّ بن إبراهيم الهاشمي المذكور فيالكافي ، ح ١١٩٤٦ مع عليّ بن إبراهيم الجعفري الذي روى عنه محمّد بن يحيى في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٧٣.

(١). في البحار : « عبدالله ».

(٢). في « ز ، ض ، ه » : « أبي الحسن الرضا ».

(٣). هكذا في « بع » والبحار ، ج ١٤ و ٧٣. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الورى ». وفي حاشية « ج ، د ، ف ، بس ، بف » والوافي : « الولد ». وما أثبتناه هو الصحيح الأظهر ؛ فإنّ الشرّاح ترجموه بولد الولد ، وهو معنى « الوراء » ، وأمّا « الورى » فهو بمعنى الناس ، وهو غير مناسب لسياق الحديث الشريف. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٣ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٨ ( ورا ) ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٩١ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٢٣ ( ورأ ). وفيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٤٢٦ : « ويستشكل بأنّه أيّ تقصير لأولاد الأولاد حتّى تبلغ اللعنة إليهم إلى البطن السابع؟ فمنهم من حمله على أنّه قد يبلغهم وهو إذا رضوا بفعل آبائهم وأقول : يمكن أن يكون المراد به الآثار الدنيويّة ، كالفقر والفاقة والبلايا والأمراض والحبس والمظلوميّة ، كما نشاهد أكثر ذلك في أولاد الظلمة ، وذلك عقوبة لآبائهم ؛ فإنّ الناس يرتدعون عن الظلم بذلك ؛ لحبّهم لأولادهم ، ويعوّض الله الأولاد في الآخرة ، كما قال تعالى :( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ ) الآية [ النساء (٤) : ٩ ]. وهذا جائز على مذهب العدليّة ، بناءً على أنّه يمكن إيلام شخص لمصلحة الغير مع التعويض بأكثر منه ، بحيث يرضى من وصل إليه الألم ، مع أنّ في هذه الاُمور مصالح للأولاد أيضاً ؛ فإنّ أولاد المترفين بالنعم إذا كانوا مثل آبائهم ، يصير ذلك سبباً لبغيهم وطغيانهم أكثر من غيرهم ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٧ ، ح ٣٤٨٥ ؛وسائل الشعية ، ج ١٥ ، ص ٣٠٧ ، ح ٢٠٥٩١ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٥٩ ، ح ١٥ ؛ وج ٧٣ ، ص ٣٤١ ، ح ٢٣. (٥). في الوافي : - « أنّه ».

٦٨١

بِهِ(١) الْخَوْفُ مِنَ السُّلْطَانِ ، وَمَا(٢) ذلِكَ إِلَّا بِالذُّنُوبِ ، فَتَوَقَّوْهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَلَاتَمَادَوْا(٣) فِيهَا».(٤)

٢٤٣٨/ ٢٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « لَا وَجَعَ أَوْجَعُ لِلْقُلُوبِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَلَاخَوْفَ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ ، وَكَفى بِمَا سَلَفَ تَفَكُّراً ، وَكَفى بِالْمَوْتِ وَاعِظاً ».(٥)

٢٤٣٩/ ٢٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ(٦) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ الشَّامِيِّ - مَوْلىً لِأَبِي(٧) الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام - قَالَ :

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « كُلَّمَا أَحْدَثَ الْعِبَادُ مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ ، أَحْدَثَ اللهُ(٨) لَهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ(٩) ».(١٠)

__________________

(١). في الوسائل : - « به ».

(٢). في « ص » : « فما ».

(٣). تمادى فلانٌ في غَيِّه : إذا لجّ ودام على فعله.المصباح المنير ، ص ٥٦٧ ( مدى ).

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٧ ، ح ٣٤٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٠٥٨٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٤.

(٥). راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ( بدون العنوان ) ح ١٦٨٠ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٢٧ ، المجلس ١ ، ح ٣١ ؛ومصباح الشريعة ، ص ١١٣ ، الباب ٥٣ ؛ وتحف العقول ، ص ٣٥.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٧ ، ح ٣٤٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٠٥٨٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٥.

(٦). هكذا في « ه ». وفي « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، بر ، بس ، بف ، جر » والوسائل والبحار والمطبوع : « الميثمي ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ عليّ بن الحسن في مشايخ أحمدبن محمّد الكوفي هو عليّ بن الحسن بن فضّال. وتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٢٣٣٣ ، أنّ الصواب في لقبه هو « التَّيمي » و « التَّيمُلي ». راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٠٧ - ٧٠٨. (٧). في « ص » : « أبي » بدل « لأبي ».

(٨). في الوسائل والأمالي : - « الله ».

(٩). في تحف العقول : « يعدون ».

(١٠).علل الشرائع ، ص ٥٢٢ ، ح ٧ ، عن عليّ بن حاتم ، عن أحمد بن محمّد العاصمي وعليّ بن محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن الحسين ، عن العبّاس بن عليّ مولى لأبي الحسن موسىعليه‌السلام عن الرضاعليه‌السلام .الأمالي للطوسي ، ص ٢٢٨ ، المجلس ٨ ، ح ٥٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد العاصمي ، عن عليّ بن الحسين ، عن العبّاس بن عليّ الشامي ، عن الرضاعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤١٠ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٧ ، ح ٣٤٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٠٥٨٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٦.

٦٨٢

٢٤٤٠/ ٣٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا عَصَانِي مَنْ عَرَفَنِي(١) ، سَلَّطْتُ عَلَيْهِ مَنْ لَايَعْرِفُنِي ».(٢)

٢٤٤١/ ٣١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ ابْنِ عَرَفَةَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مُنَادِياً(٣) يُنَادِي :

مَهْلاً مَهْلاً عِبَادَ اللهِ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، فَلَوْ لَابَهَائِمُ رُتَّعٌ ، وَصِبْيَةٌ رُضَّعٌ ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبّاً ، تُرَضُّونَ(٤) بِهِ رَضّاً(٥) ».(٦)

١١٢ - بَابُ الْكَبَائِرِ‌

٢٤٤٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ

__________________

(١). في الوسائل والفقيه والأمالي : « يعرفني ».

(٢).الأمالي للصدوق ، ص ٢٢٩ ، المجلس ٤٠ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن زيد بن عليّ ، عن أبيهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٤ ، ح ٥٨٧١ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٨ ، ح ٣٤٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٧ ، ح ٢٠٥٩٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٧.

(٣). في الخصال : « ملكاً ».

(٤). « تُرَضُّون » ، أي تُدَقّون وتُجْرَشون ، والرضّ : الدقّ الجريش. والدقّ : كسر الشي‌ء قطعة قطعة ، والجرش : حكّ شي‌ء خشن بشي‌ء مثله. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٧٩ ؛لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٥٤ ( رضض ).

(٥). في « ه » : + « تمّت - والصحيح : « تمّ » - آخر الجزء الأوّل من كتاب الإيمان والكفر ، ويتلوه بمشيّة الله وعونه في الجزء الثاني. بسم الله الرحمن الرحيم ».

(٦).الخصال ، ص ١٢٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٣١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام. الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٨ ، ح ٣٤٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٧ ، ح ٢٠٥٩٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٤ ، ح ٢٨.

٦٨٣

سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ) (١) قَالَ : « الْكَبَائِرُ ، الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهَا النَّارَ ».(٢)

٢٤٤٣/ ٢. عَنْهُ(٣) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، قَالَ :

كَتَبَ مَعِي(٤) بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام يَسْأَلُهُ عَنِ الْكَبَائِرِ : كَمْ هِيَ؟ وَمَا هِيَ؟ فَكَتَبَ(٥) : « الْكَبَائِرُ(٦) : مَنِ اجْتَنَبَ(٧) مَا وَعَدَ(٨) اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ ، كَفَّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً ، وَالسَّبْعُ الْمُوجِبَاتُ(٩) : قَتْلُ النَّفْسِ الْحَرَامِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ،

__________________

(١). النساء (٤) : ٣١.

(٢).ثواب الأعمال ، ص ١٥٨ ، ح ١ ، بسند آخر عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .وفيه ، ح ٢ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، وفيهما مع زيادة في آخره ؛الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٩ ، ح ٤٩٤٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛مسائل عليّ بن جعفر عليه‌السلام ، ص ١٤٩ ، ح ١٩١ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٣٨ ، ح ١١٢ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.وفيه ، ص ٢٣٩ ، ح ١١٤ ، عن كثير النوا ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من دون ذكر الآية ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٩ ، ح ٣٥٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٦٢٠.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(٤). في « ه » : - « معي ».

(٥). في « ب » : « قال » بدل « وما هي فكتب ».

(٦). لفظ « الكبائر » خبر مبتدأ محذوف بتقدير مضاف أو مضافين ، أي هذا بيان الكبائر ، أو بيان حقيقة الكبائر. أو هو مفعول « كتب » كما بعدها ، أي كتب لفظ الكبائر في صدر الكتاب ؛ ليعلم أنّ ما بعدها متعلّق ببيانها ، كما هو المتعارف في ذكر الشي‌ء مجملاً ثمّ مفصّلاً ، وفي ذكر العنوانات. وقيل غير ذلك من الوجوه. راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٤٣ ؛الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٩ ؛مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٦.

(٧). « من اجتنب » مبتدأ ، و « كفّر » على بناء المعلوم أو المجهول خبره. أو « الكبائر » مبتدأ و « من اجتنب » خبره بتقدير مضاف ، أي ذنوب من اجتنب ، وجملة « كفّر عنه سيّئاته » معترضة ، و « السبع الموجبات » معطوف على الخبر عطفاً تفسيريّاً ، وقيل غير ذلك. راجع :مرآة العقول .

(٨). في « ه » : « وعّد » بالتشديد.

(٩). « السبع الموجبات » عطف على « ما وعد الله » ، أي من اجتنب السبع الموجبات للنار كفّر عنه سيّئاته ، من باب‌عطف الخاصّ على العامّ. أو مبتدأ و « قتل النفس » خبره. أو عطف على « من اجتنب » أي الكبائر السبع الموجبات. وأمّا « الموجبات » فبفتح الجيم ، أي التي أوجب الله عليها النار. أو بكسرها ، أي التي توجب النار.

٦٨٤

وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ(١) ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ(٢) ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ».(٣)

٢٤٤٤/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ(٤) : « الْكَبَائِرُ سَبْعٌ : قَتْلُ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّداً ، وَقَذْفُ الُمحْصَنَةِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ(٥) ، وَكُلُّ مَا أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ ».(٦)

٢٤٤٥/ ٤. يُونُسُ(٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

__________________

(١). « التعرّب بعد الهجرة » هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجراً. وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر ، يعدّونه كالمرتدّ.النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٢ ( عرب ). وفيالوافي بعد نقل ما فيالنهاية : « ولايبعد تعميمه لكلّ من تعلّم آداب الشرع وسُننه ، ثمّ تركها وأعرض عنها ولم يعمل بها ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والوسائل : « المحصنة ». وهي المعروفة بالعفّة.

(٣).ثواب‌الأعمال ، ص ١٥٨ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « من اجتنب ما وعد الله » مع اختلاف يسيرو زيادة في أوّله. راجع :الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٥ ، ح ٤٩٣٤.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٩ ، ح ٣٥٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٨ ، ح ٢٠٦٢٨. (٤). في الوسائل : - « سمعته يقول ».

(٥). فيالوافي : « أي بعد أن يتبيّن له تحريمه ، كما يستفاد من بعض الأخبار ؛ ولمّا كان ما سوى هذه الستّ من الكبائر ليس في مرتبة هذه الستّ في الكبر ولا في عدادها ، لم يعدّ معها مفصّلاً ، كأنّها بمجموعها كواحدة منها ».

(٦).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦١ ، ح ٤٩٣١ ؛ والخصال ، ص ٣٦٣ ، باب السبعة ، ح ٥٦ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٧٤ ، ح ١ ؛ والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٤٩ ، ح ٤١٧ ، بسند آخر مع زيادة في آخره ؛ وفيعلل الشرائع ، ص ٣٩٢ ، ح ٢ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الكبائر سبع ».تفسير فرات ، ص ١٠٢ ، ح ٩١ ، عن جعفر بن محمّد الفزاري ، معنعناً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ١٠٣ ، ح ٩٢ ، عن الحسين بن سعيد ، معنعناً عن معلّى بن خنيس ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ؛تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ، ح ١٠٥ ، عن معاذ بن كثير ، عن أبى عبداللهعليه‌السلام ؛المقنعة ، ص ٢٩٠ ، مرسلاً ، وفي كلّها مع اختلاف. راجع :الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء قبل الصلاة ، ح ٣٣٤٩ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٤١ ، ح ٥٩٦ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ١٢ ، ح ٣٣.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥٠ ، ح ٣٥٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٢ ، ح ٢٠٦٣٣.

(٧). السند معلّق على سابقه. ويروي عن يونس ، عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى.

٦٨٥

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِنَ الْكَبَائِرِ(١) عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ ، وَالْيَأْسَ مِنْ رَوْحِ اللهِ ، وَالْأَمْنَ لِمَكْرِ(٢) اللهِ ».(٣)

٢٤٤٦‌/ ٥. وَقَدْ رُوِيَ : « أَنَّ(٤) أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللهِ(٥) ».(٦)

٢٤٤٧/ ٦. يُونُسُ(٧) ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ نُعْمَانَ(٨) الرَّازِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ زَنى خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً(٩) خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ ».(١٠)

٢٤٤٨/ ٧. عَنْهُ(١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ(١٢) ، قَالَ :

__________________

(١). في « ف » : « الكبار ».

(٢). في « ز » وحاشية « د » : « من مكر ». والأمن لمكر الله ، أي عذابه واستدراجه وإمهاله عند المعاصي.

(٣).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، ذيل الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥٠ ، ح ٣٥٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٢ ، ح ٢٠٦٣٤.

(٤). في « د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف» : -« أنّ ».

(٥). في « ه » : - « بالله ».

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ضمن ح ٢٤٦٦ ؛ والفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٣ ، ضمن ح ٤٩٣٢ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٣٩١ ، ضمن ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ضمن ح ٣٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥٠ ، صدر ح ٤١٧ ؛ وتفسير فرات ، ص ١٠٢ ، صدر ح ١٠٢ ؛ والخصال ، ص ٤١١ ، باب الثمانية ، ضمن ح ١٥ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ، ضمن ح ١٠٥ ، عن معاذ بن كثير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .المقنعة ، ص ٢٩٠ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام. الوافى ، ج ٥ ، ص ١٠٥٠ ، ح ٣٥٧١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٢ ، ح ٢٠٦٣٥.

(٧). السند معلّق ، كسابقه.

(٨). في « ب » : « النعمان ».

(٩). في « بس » : - « متعمّداً ».

(١٠).ثواب الأعمال ، ص ٢٨١ ، ح ١ ، بسنده عن يونس بن حمّاد الرازي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٩٣ ، ح ٧٤ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن يونس بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٨ ، ح ١٨٩٢ ، مع زيادة في آخره ؛المقنعة ، ص ٣٤٧ ، وفي الأخيرين مرسلاً ، وفي كلّها من قوله : « من أفطر يوماً » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١١٢ ، ح ١٧١١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٢ ، ح ٢٠٦٣٦ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٧ ، ح ١٣.

(١١). ظاهر السياق ومقتضى الطبقة رجوع الضمير إلى يونس.

(١٢). في « ه » : « عبيدة ». ومحمّد بن عبدة ، ومحمّد بن عبيدة كلاهما مذكوران في أصحاب أبي عبداللهعليه‌السلام ، =

٦٨٦

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيَزْنِي(١) الزَّانِي(٢) وَهُوَ مُؤْمِنٌ؟

قَالَ : « لَا(٣) ؛ إِذَا كَانَ عَلى بَطْنِهَا سُلِبَ الْإِيمَانَ(٤) ، فَإِذَا قَامَ رُدَّ إِلَيْهِ(٥) ، فَإِنْ(٦) عَادَ سُلِبَ».

قُلْتُ : فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ؟

فَقَالَ : « مَا أَكْثَرَ مَنْ(٧) يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ ، فَلَا يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَداً ».(٨)

٢٤٤٩/ ٨. يُونُسُ(٩) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ) (١٠) قَالَ : « الْفَوَاحِشُ : الزِّنى وَالسَّرِقَةُ ؛ وَاللَّمَمُ : الرَّجُلُ يُلِمُّ بِالذَّنْبِ(١١) فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ(١٢) مِنْهُ ».

قُلْتُ : بَيْنَ الضَّلَالِ وَالْكُفْرِ مَنْزِلَةٌ؟

__________________

= راجع :رجال البرقي ، ص ٢٠ ؛رجال الطوسي ، ٢٨٩ ، الرقم ٤٢١١ و ٤٢١٣.

ثمّ إنّه لم يُعْلم ضبط « عبدة » بالجزم. فإنّ في « بر » : « عَبَدة » وسائر النسخ ساكتة عن الضبط. وهذا اللفظ متعدّدٌ ضبطه ؛ فقد ذكر « عَبْدة » ، « عَبَدة » ، « عُبَّدة » و « عُبْدة ». راجع :توضيح المشتبه ، ج ٦ ، ص ١٠٤ - ١٠٧.

(١). هكذا في « ه » وحاشية « بر » والبحار ، وهو الأنسب. وفي أكثر النسخ والمطبوع : « لايزني ».

(٢). في « بس » : « المؤمن ».

(٣). في « ه » : - « لا ». وفي مرآة العقول : « لا ، هنا في كلامه ليس لنفي النفي ، بل لتصديق النفي ».

(٤). فيمرآة العقول : « الإيمان ، إمّا مرفوع بنيابة الفاعل ، أو منصوب بكونه ثاني مفعولي « سلب » والمفعول الأوّل النائب للفاعل الضمير الراجع إلى الزاني ». (٥). في « ز » : « عليه ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فإذا ».

(٧). في « بر » : « ما ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ( بدون العنوان ) ، ضمن الحديث ١٥١٨ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « سلب الإيمان ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٥ ؛تفسير القميّ ، ج ١ ، ص ٣١ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما إلى قوله : « فإذا قام ردّ إليه » ، وفي كلّها مع اختلاف.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٧ ، ح ٣٥٠٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٣ ، ح ٢٠٦٣٧ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٧ ، ح ١٤. (٩). السند معلّق ، كالثلاثة السابقة.

(١٠). النجم (٥٣) : ٣٢. واللَّمَمُ : مقاربة المعصية ، ويعبّر به عن الصغيرة ، ويقال : فلان يفعل كذا لمماً ، أي حيناً بعدحين.المفردات للراغب ، ص ٧٤٦ ( لمم ). (١١). في « بر » : « الذنب ».

(١٢). في « ب » : - « الله ».

٦٨٧

فَقَالَ : « مَا أَكْثَرَ عُرَى الْإِيمَانِ(١) ».(٢)

٢٤٥٠/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْكَبَائِرِ ، فَقَالَ : « هُنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّعليه‌السلام سَبْعٌ : الْكُفْرُ بِاللهِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ».

قَالَ : قُلْتُ(٣) : فَهذَا(٤) أَكْبَرُ الْمَعَاصِي؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : فَأَكْلُ دِرْهَمٍ(٥) مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً(٦) أَكْبَرُ أَمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ؟ قَالَ : « تَرْكُ الصَّلَاةِ ».

قُلْتُ : فَمَا عَدَدْتَ تَرْكَ الصَّلَاةِ فِي الْكَبَائِرِ؟ فَقَالَ : « أَيُّ شَيْ‌ءٍ أَوَّلُ مَا قُلْتُ لَكَ؟ » قَالَ : قُلْتَ : الْكُفْرُ ، قَالَ : « فَإِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ » يَعْنِي(٧) مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ.(٨)

__________________

(١). فيالوافي : « أراد السائل هل يوجد ضالّ ليس بكافر ، أو كلّ من كان ضالًّا فهو كافر؟ فأشارعليه‌السلام في جوابه باختيار الشقّ الأوّل وبيّن ذلك بأنّ عرى الإيمان كثيرة ، منها ما هو بحيث من يتركها يصير كافراً ، ومنها ما هو بحيث من يتركها لايصير كافراً ، بل يصير ضالًّا ؛ فقد تحقّق المنزلة بينهما بتحقّق بعض عرى الإيمان دون بعض ». والمراد بعرى الإيمان مراتبه ؛ تشبيهاً بعروة الكوز في احتياج حمله إلى التمسّك بها ». وفي توجيه السؤال والجواب وجوه اخر ذكرت فيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٤٩ ، ومرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ١٨ - ١٩.

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب اللمم ، ح ٢٩٩٠ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إسحاق بن عمّار ، إلى قوله : « فيستغفر الله منه » مع زيادة في أوّله.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٦٦ ، ذيل ح ٤٩ ، عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « قلت : بين الضلال والكفر ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٠٩ ، ح ١٨٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٣ ، ح ٢٠٦٣٨ ، إلى قوله : « فيستغفر الله منه ».

(٣). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فقلت ».

(٤). في « بر » : « وهو ». وفي حاشية « بر » والوسائل ، ح ٢٠٦٣١ : « هذا ».

(٥). في الوسائل ، ح ٢٠٦٣١ : « الدرهم ».

(٦). في « ه » : « يتيم هذا » بدل « اليتيم ظلماً ».

(٧). في « ه » : - « يعني ». والظاهر أنّ « يعني » كلام المصنّف -قدس‌سره - أو بعض الرواة. قال المجلسي : « وكونه من كلامهعليه‌السلام على سبيل الالتفات - كما زعم - بعيد جدّاً ».

(٨).ثواب الأعمال ، ص ٢٧٧ ، ح ١ ؛ والخصال ؛ ص ٢٧٣ ، باب الخمسة ، ح ١٧ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٧٥ ، ح ٣ ، =

٦٨٨

٢٤٥١/ ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ(١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ أَرْبَعُونَ جُنَّةً حَتّى يَعْمَلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً ، فَإِذَا عَمِلَ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً انْكَشَفَتْ(٢) عَنْهُ الْجُنَنُ(٣) ، فَيُوحِي اللهُ إِلَيْهِمْ : أَنِ اسْتُرُوا عَبْدِي بِأَجْنِحَتِكُمْ ،

__________________

= بسند آخر عن عبيد بن زرارة ، مع اختلاف. وفيالخصال ، ص ٢٧٣ ، باب الخمسة ، ح ١٦ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٥٧ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ، وفي كلّ المصادر إلى قوله : « والتعرّب بعد الهجرة » ، وورد في كلّها أنّ الكبائر خمس.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥١ ، ح ٣٥٧٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٢ ، ح ٤٤٦٥ ، من قوله : « إنّ تارك الصلاة » ؛ وج ١٥ ، ص ٣٢١ ، ح ٢٠٦٣١.

(١). لم يُعهَد محمّد بن حبيب في هذه الطبقة وفي مشايخ أحمد بن محمّد بن خالد ، فربّما يحتمل كونه مصحّفاً وأنّ‌الصواب هو محمّد بن حسن ، والمراد به محمّد بن الحسن بن شمّون ؛ فقد تقدّمت فيالكافى ، ح ٢٣٠٣ ، وتأتي أيضاً في ح ٢٦٨١ رواية أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون. لكن لم نجد لهذا الاحتمال مؤيّداً ؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن خالد وإن روى عن ابن شمّون في قليلٍ من الأسناد ، لكن لم يرو ابن شمّون في شي‌ءٍ من هذه الأسناد عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ ، وقد أكثر محمّد بن الحسن بن شمّون من الرواية عنه. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ - ٤٧٨. وانظر أيضاً :المحاسن ، ص ٢٦٠ ، ح ٣١٦ ؛ وص ٢٦١ ، ح ٣٢٢ ؛ وص ٣٩١ ، ح ٣١ ؛ وص ٣٩٣ ، ح ٤٨ ؛ وص ٥٣٣ ، ح ٧٩٣ ؛ وص ٥٧٢ ، ح ١٥ ؛ وص ٦٠٨ ، ح ٧.

(٢). في « ب » : « ارتفع ». وفى الوافي : « انكشف ».

(٣). فيالوافي : « الجنّة ، بالضمّ : ما يسترو يقي ، وكأنّها هنا كناية عن نتائج أخلاقه الحسنة وثمرات أعماله الصالحةالتي تخلق منها الملائكة. وأجنحة الملائكة كناية عن معارفه الحقّة التي بها يرتقي في الدرجات ، وذلك لأنّ العمل أسرع زوالاً من المعرفة ، وإنّما يأخذ في بغض أهل البيت ؛ لأنّهم الحائلون بينه وبين الذنوب التي صارت محبوبة له ومعشوقة لنفسه الخبيثة بمواعظهم ووصاياهمعليهم‌السلام ».

وقال فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٢ : « كأنّ المراد بالجنن ألطافه سبحانه التي تصير سبباً لترك المعاصي وامتناعه ، فبكلّ كبيرة - سواء كانت من نوع واحد ، أو أنواع مختلفة - يستحقّ منع لطف من ألطافه ، أو رحماته تعالى وعفوه وغفرانه ، فلا يفضحه الله بها ، فإذا استحقّ غضب الله سلبت عنه ، لكن يرحمه سبحانه ويأمر الملائكة بستره ، ولكن ليس سترهم كستر الله تعالى.

أو المراد بالجنن ترك الكبائر ؛ فإنّ تركها موجب لغفران الصغائر عند الله وسترها عن الناس ، فإذا عمل بكبيره لم يتحتّم على الله مغفرة صغائره وشرع الناس في تجسّس عيوبه ، وهكذا إلى أن يعمل جميع الكبائر ، وهي =

٦٨٩

فَتَسْتُرُهُ(١) الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ».

قَالَ : « فَمَا يَدَعُ شَيْئاً مِنَ الْقَبِيحِ إِلَّا قَارَفَهُ حَتّى يَمْتَدِحَ(٢) إِلَى النَّاسِ بِفِعْلِهِ الْقَبِيحِ ، فَيَقُولُ(٣) الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ ، هذَا عَبْدُكَ مَا يَدَعُ شَيْئاً إِلَّا رَكِبَهُ ، وَإِنَّا لَنَسْتَحْيِي(٤) مِمَّا(٥) يَصْنَعُ ، فَيُوحِي اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِمْ : أَنِ(٦) ارْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ ؛ فَإِذَا فُعِلَ ذلِكَ(٧) أَخَذَ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَنْهَتِكُ(٨) سِتْرُهُ فِي السَّمَاءِ وَسِتْرُهُ فِي الْأَرْضِ ، فَيَقُولُ(٩) الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ ، هذَا عَبْدُكَ قَدْ بَقِيَ مَهْتُوكَ السِّتْرِ ، فَيُوحِي اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِمْ : لَوْ كَانَتْ(١٠) لِلّهِ فِيهِ(١١) حَاجَةٌ ، مَا أَمَرَكُمْ(١٢) أَنْ تَرْفَعُوا أَجْنِحَتَكُمْ عَنْهُ ».(١٣)

__________________

= أربعون تقريباً فيفتضح عند الله وعند الناس بكبائره وصغائره.

أو أراد بالجنن الطاعات التي يوفّقه الله تعالى لفعلها بسبب ترك الكبائر ، فكلّما أتى بكبيرة سلب التوفيق لبعض الطاعات التي هي مكفّرة لذنوبه عند الله وساترة لعيوبه عند الناس. ويؤيّده ما ورد عن الصادقعليه‌السلام ،

وذلك أنّ الصلاة ستر وكفّارة لما بينها من الذنوب. فهذه ثلاثة وجوه خطر بالبال على سبيل الإمكان والاحتمال ».

ثمّ ذكر ما نقلناه عن الوافي رابع الوجوه وقال : « الخامس : ما قيل : إنّ تلك الجنن أجنحة الملائكة. ولا يخفى إباء ما بعده عنه إلّابتكلّف تامّ.

السادس : أنّ المراد بالجنن الملائكة أنفسهم ؛ لأنّهم جنن له من دفع شرّ الشيطان ووساوسه ، فإذا عمل كبيرة فارق عنه ملك إلى أن يفارق الجميع ، فإذا فارقوه جميعاً أوحى الله إليهم أن استروه بأجنحتكم من بعيد ؛ ليكون محفوظاً في الجملة من شرّ الشياطين ، فضمير « إليهم » في قوله : فيوحي الله إليهم ، راجع إلى الجنن. وأقول : على الوجوه الاُخر ضمير « إليهم » راجع إلى الملائكة بقرينة ما بعده ».

(١). في « بر ، بف » : « فيستره ».

(٢). في «ب،ج،ز،ص،بر»والوافي والعلل : « يتمدّح ».

(٣). في « د ، ه ، بس » والوافي : « فتقول ».

(٤). في « ه » : « نستحيي ».

(٥). في « بر » : « بما ».

(٦). في « ه » : - « أن ».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٣ : « فإذا فعل - على بناء المجهول - ذلك ، أي رفع الأجنحة. أو على بناء المعلوم ، فـ « ذلك » إشارة إلى ما هو سبب رفع الأجنحة ».

(٨). في مرآة العقول : « فينهتك ».

(٩). في « د ، ص ، ه » والوافي والعلل : « فتقول ».

(١٠). في « ز ، ص ، بر » ومرآة العقول : « كان ».

(١١). في « ز » : « فيه لله ».

(١٢). في « ب » والعلل : « أمرتكم ».

(١٣)علل الشرائع ، ص ٥٣٢ ، ح ١ ، بسنده عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ البصري ، مع اختلاف يسير. =

٦٩٠

* وَرَوَاهُ(١) ابْنُ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ.

٢٤٥٢/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ(٢) عليه‌السلام يَقُولُ : « الْكَبَائِرُ : الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ، وَالْيَأْسُ(٣) مِنْ رَوْحِ اللهِ ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ(٤) ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً(٥) ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ(٦) ».

فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ ، الْمُرْتَكِبُ لِلْكَبِيرَةِ يَمُوتُ عَلَيْهَا ، أَتُخْرِجُهُ(٧) مِنَ الْإِيمَانِ؟ وَإِنْ عُذِّبَ بِهَا فَيَكُونُ(٨) عَذَابُهُ(٩) كَعَذَابِ الْمُشْرِكِينَ ، أَوْ لَهُ انْقِطَاعٌ؟

قَالَ : « يَخْرُجُ مِنَ الْإِسْلَامِ إِذَا زَعَمَ أَنَّهَا حَلَالٌ وَلِذلِكَ(١٠) يُعَذَّبُ أَشَدَّ(١١) الْعَذَابِ ، وَإِنْ كَانَ مُعْتَرِفاً بِأَنَّهَا كَبِيرَةٌ وَهِيَ(١٢) عَلَيْهِ حَرَامٌ ، وَ(١٣) أَنَّهُ يُعَذَّبُ(١٤) عَلَيْهَا ، وَأَنَّهَا غَيْرُ حَلَالٍ ، فَإِنَّهُ مُعَذَّبٌ(١٥) عَلَيْهَا ، وَهُوَ(١٦) أَهْوَنُ عَذَاباً مِنَ الْأَوَّلِ ، وَيُخْرِجُهُ(١٧) مِنَ الْإِيمَانِ ،

__________________

=الاختصاص ، ص ٢٢٠ ، بسند آخر عن الصادقعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١١ ، ح ٣٤٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٦ ، ح ٢٠٦٢١ ، إلى قوله : « انكشفت عنه الجنن ».

(١). الظاهر أنّ قائل « ورواه » هو المصنّف ، فيكون الخبر مرسلاً.

(٢). في البحار ، ج ٦٨ : « أباجعفر ».

(٣). في حاشية « ب ، ج ، د ، بر ، بس ، بف » والبحار ، ج ٦٨ : « والإياس ». وفيالوافي : « لعلّ الثانية عطف بيان للُاولى ؛ لعدم التغاير بينهما في المعنى ؛ إذ لافرق بَيِّناً بين اليأس والقنوط ، ولا بين الرَّوْح والرحمة. وربّما يخصّ اليأس بالاُمور الدنيويّة ، والقنوط بالاُمور الاُخرويّة ».

(٤). في « ص ، ه » والوافى : « والأمن لمكر الله ».

(٥). في « ه » : - « ظلماً ».

(٦). في الوسائل ، ح ٢٠٦٤٠ : « بعد الزحف ».

(٧). في « ه » : « أيخرجه ».

(٨). في « ه » : - « فيكون ».

(٩). في « ه » : « فعذابه ».

(١٠). في « ه » : « وكذلك ».

(١١). في الوسائل ، ح ٥٠ : « بأشدّ ».

(١٢). في الوسائل ، ح ٥٠ : « وأنّها » بدل « وهي ».

(١٣) في « بس » : « وهو ».

(١٤) في « ص » : « عذّب ».

(١٥) في « ه » : « يعذّب ».

(١٦) في « ه » : « وهذا ».

(١٧) في « ب ، د ، ز » : « وتخرجه ».

٦٩١

وَلَايُخْرِجُهُ(١) مِنَ(٢) الْإِسْلَامِ ».(٣)

٢٤٥٣/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ(٤) ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : فِي قَوْلِ(٥) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إِذَا زَنَى الرَّجُلُ فَارَقَهُ رُوحُ الْإِيمَانِ »؟ قَالَ : « هُوَ(٦) قَوْلُهُ :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٧) ذَاكَ(٨) الَّذِي يُفَارِقُهُ(٩) ».(١٠)

__________________

(١). في « ب ، د ، ز » : « ولاتخرجه ».

(٢). في « بر » : « عن ».

(٣).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ، ذيل الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٢٢ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الرضاعليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « والفرار من الزحف » ، مع اختلاف يسير وزيادة.الوافي ، ج ٤ ، ص ١١٣ ، ح ١٧١٥ ؛ وج ٥ ، ص ١٠٥١ ، ح ٣٥٧٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٣ ، ح ٥٠ ، من قوله : « فقيل له : أرأيت المرتكب للكبيرة » ؛ وج ١٥ ، ص ٣٢٤ ، ح ٢٠٦٤٠ ، إلى قوله : « والفرار من الزحف » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٨.

(٤). ابن بكير هذا هو عبدالله بن بكير روى كتابه الحسن بن عليّ بن فضّال وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. وعبدالله بن بكير من أحداث أصحاب أبي عبداللهعليه‌السلام الذين لم يدركوا أبا جعفرعليه‌السلام كالرواة عنه ، بل روى ابن بكير عن أبي جعفرعليه‌السلام في كثيرٍ من الأسناد جدّاً بالتوسّط والواسطة في أكثر هذه الأسناد هو عمّه زرارة. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٠٤ ، الرقم ٤٦٤ ؛رجال الكشّي ، ص ٣٥٧ ، الرقم ٧٠٥ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٧ ، ص ٤٣٨ - ٤٤٠ ؛ وص ٤٤٨.

فعليه ، الظاهر إمّا سقوط الواسطة في سندنا بين ابن بكير وبين أبي جعفرعليه‌السلام ، أو وقوع التحريف في عنوان المعصومعليه‌السلام . (٥). في « ه » : « قال » بدل « في قول ».

(٦). في المحاسن وثواب الأعمال : - « هو ».

(٧). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

(٨). في « د ، ز » ومرآة العقول والمحاسن وثواب الأعمال : « ذلك ».

(٩). في المحاسن : « يفارقهم ».

(١٠).المحاسن ، ص ١٠٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٩٠ ، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن بكير.ثواب الأعمال ، ص ٣١٣ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن فضّال.قرب الإسناد ، ص ٣٣ ، ح ١٠٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفيه : « قال أبو عبداللهعليه‌السلام : إذا زنى الرجل » مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٢ ، ذيل ح ٤٩٩٠ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام ، من دون الإسناد إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « إذا زنى الزاني فارقه روح الإيمان » مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٧ ، ح ٣٥٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٤ ، ح ٢٠٦٤١ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٠ ، ذيل ح ٥.

٦٩٢

٢٤٥٤/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يُسْلَبُ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَانِ مَا دَامَ عَلى بَطْنِهَا ؛ فَإِذَا نَزَلَ(١) ، عَادَ الْإِيمَانُ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٢) : أَرَأَيْتَ إِنْ هَمَّ؟ قَالَ : « لَا(٣) ، أَرَأَيْتَ إِنْ هَمَّ أَنْ يَسْرِقَ أَتُقْطَعُ(٤) يَدُهُ؟».(٥)

٢٤٥٥/ ١٤. عَلِيٌّ(٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَيَابَةَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ(٧) : يَزْنِي(٨) الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ : « لَا ، إِذَا كَانَ عَلى بَطْنِهَا سُلِبَ الْإِيمَانُ مِنْهُ ، فَإِذَا قَامَ رُدَّ عَلَيْهِ ».

قُلْتُ : فَإِنَّهُ(٩) أَرَادَ أَنْ يَعُودَ؟ قَالَ : « مَا أَكْثَرَ مَا يَهُمُّ(١٠) أَنْ يَعُودَ ، ثُمَّ لَايَعُودُ ».(١١)

٢٤٥٦/ ١٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ز ، ه » : « ترك ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « له ».

(٣). في « ه ، بر ، بف » والوافي : + « قال ».

(٤). في « ج ، ز ، بر » : « أيقطع ». وفي « ه » : « يقطع » بدون همزة الاستفهام. وفي « بس ، بف » : « انقطع ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٨ ، ح ٣٥٠٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٤ ، ح ٢٠٦٤٢ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٧ ، ح ١٥.

(٦). هكذا في أكثر النسخ. وفي « جر » : « عنه ». وفي المطبوع : + « بن إبراهيم ».

(٧). في « ه » : « عبيدة ». وتقدّم في ذيل ح ٢٤٤٨ تعدّد الضبط في لفظة « عبدة » ، فراجع. وفي المحاسن وثواب‌الأعمال : « فقيل له » بدل « فقال له محمّد بن عبدة ».

(٨). في « ب ، ز » وحاشية « بر » : + « الرجل ».

(٩). في « ب » وحاشية « بر » والمحاسن : + « إذا ». وفي « ه ، بر ، بف » : « فإن ».

(١٠). في « ه » وحاشية « د ، بر » وثواب الأعمال : « من يهمّ ».

(١١).المحاسن ، ص ١٠٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٩٣ ، عن ابن أبي عمير.ثواب الأعمال ، ص ٣١٢ ، ح ٣ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٨ ، ح ٣٥٠٨.

٦٩٣

أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْكَبَائِرُ سَبْعَةٌ(١) : مِنْهَا : قَتْلُ النَّفْسِ مُتَعَمِّداً ، وَالشِّرْكُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً ».

قَالَ : « وَالتَّعَرُّبُ وَالشِّرْكُ وَاحِدٌ ».(٢)

٢٤٥٧/ ١٦. أَبَانٌ(٣) ، عَنْ زِيَادٍ الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَالَّذِي(٤) إِذَا دَعَاهُ أَبُوهُ لَعَنَ أَبَاهُ ، وَالَّذِي إِذَا أَجَابَهُ ابْنُهُ يَضْرِبُهُ(٥) ».(٦)

٢٤٥٨/ ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْغَنَوِيِّ(٧) ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ نَاساً(٨) زَعَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ لَايَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ‌

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٨ : « سبعة ، كأنّ التاء بتأويل « الكبيرة » بالذنب إن لم يكن من تصحيف النسّاخ. وقيل : « الكبائر » مبتدأ ، و « سبعة » مبتدأ ثانٍ ، و « منها » صفة للسبعة ، و « قتل » خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر المبتدأ الأوّل. ولايخلو من وجه ».

(٢).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ، ضمن ح ١٠٤ ، عن ميّسر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥١ ، ح ٣٥٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٤ ، ح ٢٠٦٤٣.

(٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أبان ، الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء.

(٤). في « ز » : « فالذي ».

(٥). فيالوافي : « لعلّ أبان روى الرواية السابقة تارة اُخرى عن الكناسي وزاد في آخرها هذه الزيادة. والأمران من أفراد العقوق. وفيه تنبيه على أنّ العقوق قد يكون من جانب الوالد أيضاً ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥٢ ، ح ٣٥٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٦٤٤.

(٧). في « بس ، جر » : « العنوي ». والمذكور في الأنساب هو الغَنَوي. راجع :الأنساب للسمعاني ، ج ٤ ، ص ٣١٥.

(٨). في « ه » : « اُناساً ».

٦٩٤

مُؤْمِنٌ ، وَلَايَأْكُلُ الرِّبَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَسْفِكُ الدَّمَ الْحَرَامَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَقَدْ ثَقُلَ عَلَيَّ هذَا(١) وَحَرِجَ(٢) مِنْهُ صَدْرِي حِينَ أَزْعُمُ أَنَّ هذَا الْعَبْدَ يُصَلِّي صَلَاتِي ، وَيَدْعُو دُعَائِي ، وَيُنَاكِحُنِي وَأُنَاكِحُهُ ، وَيُوَارِثُنِي وَأُوَارِثُهُ ، وَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ يَسِيرٍ أَصَابَهُ؟

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « صَدَقْتَ(٣) ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ(٤) : وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ(٥) كِتَابُ اللهِ ، خَلَقَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - النَّاسَ عَلى ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ ، وَأَنْزَلَهُمْ(٦) ثَلَاثَ مَنَازِلَ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي الْكِتَابِ(٧) :( أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) ،( وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ ) ،( وَالسَّابِقُونَ ) .(٨)

فَأَمَّا مَا ذَكَرَ(٩) مِنْ أَمْرِ(١٠) السَّابِقِينَ ، فَإِنَّهُمْ(١١) أَنْبِيَاءُ مُرْسَلُونَ وَغَيْرُ مُرْسَلِينَ ، جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُدُسِ ، وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ؛ فَبِرُوحِ الْقُدُسِ بُعِثُوا أَنْبِيَاءَ مُرْسَلِينَ(١٢) وَغَيْرَ مُرْسَلِينَ ، وَبِهَا عَلِمُوا الْأَشْيَاءَ ؛ وَبِرُوحِ الْإِيمَانِ عَبَدُوا اللهَ ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً(١٣) ؛ وَبِرُوحِ الْقُوَّةِ جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ ، وَعَالَجُوا مَعَاشَهُمْ(١٤) ؛ وَبِرُوحِ الشَّهْوَةِ أَصَابُوا لَذِيذَ الطَّعَامِ ، وَنَكَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ‌

__________________

(١). في « ج » : - « هذا ».

(٢). في « ج ، ص ، بف » : « وجرح ».

(٣). فيالوافي : « صُدِقتَ ، على البناء للمفعول ، أي صدقوك فيما زعموا ». وفيمرآةالعقول : « صدقت ، على بناءالمعلوم المخاطب أو المعلوم الغائب ». (٤). مفعول « يقول » محذوف ، أي يقول ذلك.

(٥). في الوسائل : - « عليه ».

(٦). في « ب » : « فأنزلهم ».

(٧). في « ه » : « وذلك قوله عزّوجلّ في كتابه ».

(٨). الواقعة (٥٦) : ٨ - ١٠.

(٩). في « د ، ز ، بس ، بف » والوافي والبحار : « ما ذكره ».

(١٠). في « ه » : - « أمر ».

(١١). فيمرآة العقول : « فإنّهم ، بكسر الهمزة وقد يقرأ بفتحها ، فلأنّهم أنبياء ».

(١٢). في « ص » : « المرسلين ».

(١٣) في « ه » : - « وبروح الإيمان - إلى - شيئاً ».

(١٤) في « ب » : « معاشرهم ». وفي « ه » وحاشية « بف » : « معايشهم ».

٦٩٥

النِّسَاءِ(١) ؛ وَبِرُوحِ الْبَدَنِ دَبُّوا(٢) وَدَرَجُوا(٣) ؛ فَهؤُلَاءِ مَغْفُورٌ لَهُمْ ، مَصْفُوحٌ عَنْ ذُنُوبِهِمْ(٤) ».

ثُمَّ قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (٥) ثُمَّ قَالَ فِي جَمَاعَتِهِمْ :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٦) يَقُولُ : أَكْرَمَهُمْ بِهَا ، فَفَضَّلَهُمْ(٧) عَلى مَنْ سِوَاهُمْ ؛ فَهؤُلَاءِ مَغْفُورٌ لَهُمْ ، مَصْفُوحٌ عَنْ ذُنُوبِهِمْ.

ثُمَّ ذَكَرَ أَصْحَابَ الْمَيْمَنَةِ - وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ(٨) حَقّاً - بِأَعْيَانِهِمْ ، جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ أَرْبَعَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ؛ فَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَسْتَكْمِلُ(٩) هذِهِ الْأَرْوَاحَ الْأَرْبَعَةَ حَتّى تَأْتِيَ(١٠) عَلَيْهِ حَالَاتٌ ».

فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا هذِهِ الْحَالَاتُ؟

فَقَالَ : « أَمَّا أُولَاهُنَّ(١١) ، فَهُوَ(١٢) كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ (١٣) بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ) (١٤) فَهذَا يَنْتَقِصُ(١٥) مِنْهُ جَمِيعُ الْأَرْوَاحِ ، وَلَيْسَ بِالَّذِي يَخْرُجُ مِنْ دِينِ اللهِ ؛ لِأَنَّ الْفَاعِلَ بِهِ رَدَّهُ إِلى أَرْذَلِ عُمُرِهِ(١٦) ، فَهُوَ(١٧) لَايَعْرِفُ لِلصَّلَاةِ وَقْتاً ،

__________________

(١). في « ج ، ز ، بف » وحاشية « د » : « الدنيا ». وفي « ص » : « نساء الدنيا ».

(٢). دبّ الصغير يدبّ دبيباً ، ودبّ الجيش دبيباً أيضاً : ساروا سَيراً ليّناً.المصباح المنير ، ص ١٨٨ ( دبّ ).

(٣). في « ص ، بس » + « فيها ». ودَرَج دروجاً ودَرَجاناً : مشى.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٣ ( درج ).

(٤). في البصائر ، ص ٤٤٧ و ٤٤٩ : - « فهؤلاء مغفور لهم ، مصفوح عن ذنوبهم ». وعلى ما في المتن كأنّ الذنب هنا ما دلّ على ترك الأولى ، أو كناية عن عدم صدورها عنهم.

(٥). البقرة (٢) : ٢٥٣.

(٦). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

(٧). في « بر » : « فضّلهم » بدون الفاء العاطفة.

(٨). في « ه » : « المرسلون ».

(٩). في « ه » : « مستكملاً ».

(١٠). في «د،ص،بر،بف » والوافي والبحار : « يأتي ».

(١١). في « ب ، ج ، ص ، ه » والبحار : « أوّلهنّ ».

(١٢). كذا في النسخ والأولى : « فهي ».

(١٣) في « ب ، ه » : + « من ». وهو كما في سورة الحجّ (٢٢) : ٥.

(١٤) النحل (١٦) : ٧٠. سيأتي فيالكافي ، ح ١٤٨٩٨ ، أنّ أرذل العمر مائة سنة. وللمزيد راجع :البحار ، ج ٦ ، ص ١١٩. (١٥) في « ز » : « ينقص ».

(١٦) في « ه ، بر » والوافي والبحار : « العمر ».

(١٧) في « ه » : « وهو ».

٦٩٦

وَ(١) لَايَسْتَطِيعُ التَّهَجُّدَ(٢) بِاللَّيْلِ وَلَابِالنَّهَارِ(٣) ، وَلَا الْقِيَامَ فِي الصَّفِّ مَعَ النَّاسِ ؛ فَهذَا نُقْصَانٌ مِنْ رُوحِ الْإِيمَانِ ، وَلَيْسَ يَضُرُّهُ شَيْئاً.

وَمِنْهُمْ(٤) : مَنْ يَنْتَقِصُ(٥) مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّةِ ، فَلَا يَسْتَطِيعُ(٦) جِهَادَ عَدُوِّهِ ، وَلَايَسْتَطِيعُ طَلَبَ الْمَعِيشَةِ(٧) .

وَمِنْهُمْ : مَنْ يَنْتَقِصُ(٨) مِنْهُ(٩) رُوحُ الشَّهْوَةِ ، فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ أَصْبَحُ(١٠) بَنَاتِ آدَمَ لَمْ يَحِنَّ إِلَيْهَا(١١) ، وَلَمْ يَقُمْ ، وَتَبْقى(١٢) رُوحُ الْبَدَنِ فِيهِ(١٣) ، فَهُوَ يَدِبُّ وَيَدْرُجُ حَتّى يَأْتِيَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَهذَا الْحَالُ(١٤) خَيْرٌ(١٥) ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - هُوَ الْفَاعِلُ بِهِ(١٦) ، وَقَدْ تَأْتِي(١٧) عَلَيْهِ حَالَاتٌ(١٨) فِي قُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ(١٩) ، فَيَهُمُّ بِالْخَطِيئَةِ ، فَيُشَجِّعُهُ(٢٠) رُوحُ الْقُوَّةِ ، وَيُزَيِّنُ(٢١) لَهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ ، وَيَقُودُهُ(٢٢) رُوحُ الْبَدَنِ حَتّى‌.................................................

__________________

(١). في « ه » : « وهو ».

(٢). في حاشية « د » : « لتهيّؤ ».

(٣). في « ز » : « والنهار » بدون « لا » والباء. وفي « ه » : « ولا النهار ».

(٤). في « ب ، د ، ز ، بس » وحاشية « بر » ومرآة العقول : « فيهم ».

(٥). في « ز ، ه » : « ينقص ».

(٦). في الوافي والبحار : « ولا يستطيع ».

(٧). في « ه » : « طلباً لمعيشته ».

(٨). في « ز ، ه » : « ينقص ».

(٩). في « ص » : - « منه ».

(١٠). « الصَّباحة » : الجمال. وقد صَبُح صباحة فهو صبيح وصُباح.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ( صبح ).

(١١). لم يحنّ إليها ، أي لايشتاق إليها. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٢٨ ( حنن ). ولم يقم ، أي لم يقم إليها لطلبهاو مراودتها.

(١٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر » ومرآة العقول : « ويبقى ».

(١٣) في « بر » ومرآة العقول : - « فيه ».

(١٤) في « ج ، د ، ص ، ه ، بر » والوافى والبحار : « بحالٍ ». وفي مرآة العقول : « مجال ».

(١٥) في « ج » : « بخير ».

(١٦) في « ج » : - « به ».

(١٧) في « د ، ص ، بر ، بف » والوافي والبحار : « يأتي ».

(١٨) في « بس » : + « فهو ».

(١٩) في الوسائل : - « في قوّته وشبابه ».

(٢٠) في « ه » والوافي والوسائل : « فتشجّعه ».

(٢١) في « ج ، ه » والوافي : « وتزيّن ».

(٢٢) في الوافي والوسائل والبحار : « وتقوده ».

٦٩٧

تُوْقِعَهُ(١) فِي الْخَطِيئَةِ(٢) ، فَإِذَا(٣) لَامَسَهَا نَقَصَ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَتَفَصّى(٤) مِنْهُ ، فَلَيْسَ(٥) يَعُودُ(٦) فِيهِ حَتّى يَتُوبَ ، فَإِذَا تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَإِنْ(٧) عَادَ أَدْخَلَهُ اللهُ(٨) نَارَ جَهَنَّمَ.

فَأَمَّا(٩) أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ، فَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارى ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ) يَعْرِفُونَ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْوَلَايَةَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ(١٠) فِي مَنَازِلِهِمْ( وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) : أَنَّكَ(١١) الرَّسُولُ إِلَيْهِمْ( فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) (١٢) فَلَمَّا جَحَدُوا مَا عَرَفُوا ، ابْتَلَاهُمُ اللهُ(١٣) بِذلِكَ ، فَسَلَبَهُمْ رُوحَ الْإِيمَانِ ، وَأَسْكَنَ أَبْدَانَهُمْ ثَلَاثَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ.

ثُمَّ أَضَافَهُمْ إِلَى الْأَنْعَامِ ، فَقَالَ :( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ ) (١٤) لِأَنَّ الدَّابَّةَ إِنَّمَا تَحْمِلُ بِرُوحِ الْقُوَّةِ ، وَتَعْتَلِفُ(١٥) بِرُوحِ الشَّهْوَةِ ، وَتَسِيرُ بِرُوحِ الْبَدَنِ ».

فَقَالَ لَهُ(١٦) السَّائِلُ(١٧) : أَحْيَيْتَ قَلْبِي بِإِذْنِ اللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(١٨) .(١٩)

__________________

(١). في « ب ، ج ، د ، ز ، ه ، بر ، بس ، بف » : « يوقعه ».

(٢). في الوسائل : « يواقع الخطيئة » بدل « توقعه في الخطيئة ».

(٣). في الوافي : « وإذا ».

(٤). في « ب ، ج » : « تقضى ». وفي « د ، ز » : « تقصّى » بالقاف. وقال فيمرآة العقول : « وهو تصحيف ». وفي « ه » : « يفصّى ». وتفصّيت من الأمر تفصّياً : إذا خرجتَ منه وتخلّصتَ.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥٢ ( فصا ).

(٥). في « ه » : « وليس ».

(٦). في الوافي : « تعود ».

(٧). في « ه » : « فإن ».

(٨). في الوسائل : - « الله ».

(٩). في « ه » : « وأمّا ».

(١٠). في « ب » :-« يعرفون محمّداً - إلى- أبناءهم».

(١١). في « بس » : « وأنّك ».

(١٢). البقرة (٢) : ١٤٦ - ١٤٧.

(١٣) في « ج ، د ، ه ، بر ، بف » والوافي والبحار : - « الله ».

(١٤) الفرقان (٢٥) : ٤٤.

(١٥) في « بر » : « وتعلف ».

(١٦) في « ب ، ج ، د ، ص ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « له ».

(١٧) في « ز » : « السائل له ».

(١٨) في « ض » : - « يا أميرالمؤمنين ».

(١٩)بصائر الدرجات ، ص ٤٤٩ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن داود ، عن ابن هارون العبدي ، عن محمّد ، عن =

٦٩٨

٢٤٥٩/ ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إِذَا زَنَى الرَّجُلُ فَارَقَهُ(١) رُوحُ الْإِيمَانِ » ، قَالَ : فَقَالَ : « هُوَ مِثْلُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٢) :( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) (٣) ».

ثُمَّ قَالَ : « غَيْرُ هذَا أَبْيَنُ مِنْهُ ، ذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٤) :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٥) هُوَ الَّذِي فَارَقَهُ ».(٦)

٢٤٦٠/ ١٩. يُونُسُ(٧) ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : «( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) (٨) الْكَبَائِرَ فَمَا سِوَاهَا ». قَالَ : قُلْتُ : دَخَلَتِ الْكَبَائِرُ فِي الِاسْتِثْنَاءِ(٩) ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».(١٠)

__________________

= الأصبغ بن نباتة.وفيه ، ص ٤٤٧ ، ح ٥ ، بسند آخر عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « خلق الله عزّوجلّ الناس على ثلاث طبقات ».تحف العقول ، ص ١٨١ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. وراجع :تفسير فرات ، ص ٤٢٦ ، ح ٦٠٨.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٤ ، ح ٣٥٠٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢١ ، ح ٢٠٦٣٠ ، إلى قوله : « والدليل عليه كتاب الله » ومن قوله : « وقد تأتي عليه حالات في قوّته وشبابه » إلى قوله : « وإن عاد أدخله الله نار جهنّم ».البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٧٩ ، ح ٣.

(١). في « ه » : « فارقته ».

(٢). في « ه » : « قوله تعالى ».

(٣). البقرة (٢) : ٢٦٧.

(٤). في « ص ، بس ، بف » والوافي : - «( وَلَا تَيَمَّمُوا ) - إلى - قول الله عزّوجلّ ». وقال العلّامة المجلسي : « هو [ أي‌عدمها ] أظهر ». (٥). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٧ ، ح ٣٥٠٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٣ ، ح ٢٠٦٣٩ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٥ ، ح ١١.

(٧). السند معلق على سابقه. ويروي عن يونس ، علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى.

(٨). النساء (٤) : ٤٨ و ١١٦.

(٩). فيالوافي : « أراد بالاستثناء استثناء المشيئة ، يعني هل يغفر الكبائر لمن يشاء كما يغفر الصغائر ، وأن ما قلت كما قلت ».

(١٠).تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٤٠ ، بسند آخر.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٧٤ ، ح ٤٩٦٦ ، مرسلا ، مع زيادة في آخره.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥٢ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ح ١٥١ ، عن قتيبة الأعشى ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٠ ، ح ٣٥٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٣ ، ح ٢٠٦٦٥.

٦٩٩

٢٤٦١/ ٢٠. يُونُسُ(١) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الْكَبَائِرُ فِيهَا اسْتِثْنَاءُ(٢) أَنْ يَغْفِرَ(٣) لِمَنْ يَشَاءُ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».(٤)

٢٤٦٢/ ٢١. يُونُسُ(٥) ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (٦) قَالَ : « مَعْرِفَةُ الْإِمَامِعليه‌السلام ، وَاجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهَا النَّارَ(٧) ».(٨)

٢٤٦٣/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ(٩) عليه‌السلام : الْكَبَائِرُ تُخْرِجُ مِنَ الْإِيمَانِ؟

فَقَالَ(١٠) : « نَعَمْ ، وَمَا(١١) دُونَ الْكَبَائِرِ ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَايَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ».(١٢)

__________________

(١). السند معلّق ، كسابقه.

(٢). في « بف » : « الاستثناء ».

(٣). في الوسائل : « أن تغفر ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣١ ، ح ٣٥٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٣ ، ح ٢٠٦٦٦.

(٥). السند معلّق ، كسابقَيه.

(٦). البقرة (٢) : ٢٦٩.

(٧). فيالوافي : « يعني أنّ الحكمة عبارة عن اعتقاد وعمل. والظاهر أنّ الوصف بالتي أوجب الله عليها النار وصفٌ تفسيري ؛ إذ لو كان تقييدياً لكانت الكبائر صنفين ، وليست كذلك. إلّا أن يقال : إنّ الذنوب كلّها كبائر ».

(٨).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب معرفة الإمام والردّ إليه ، ح ٤٧٩ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أيّوب بن الحرّ ، عن أبي بصير.المحاسن ، ص ١٤٨ ، كتاب الصفوة ، ح ٦٠ ، بسند آخر عن أبي بصير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٩٦ ، عن أبي بصير ، وتمام الرواية في كلّها بعد ذكر الآية : « طاعة الله ومعرفة الإمام ».وفيه ، ص ١٥١ ، ح ٤٩٧،عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥٨ ،ح ٣٥٨٣ ؛الوسائل ،ج ١٥،ص ٣١٥،ح ٢٠٦١٩. (٩). في الوسائل : + « موسى ».

(١٠). في « ه ، بر » والوافي : « قال ».

(١١). في « ز » : « فما ».

(١٢).قرب الإسناد ، ص ٢٢٩ ، ح ١١٧٦ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ( بدون العنوان ) ، ضمن الحديث ١٥١٨ ؛وفيه ، كتاب المعيشة ، باب القمار والنهبة ، ح ٨٥٧٠ ، مع زيادة في آخره ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٢ ، ضمن ح ٤٩٩٠ ، مع زيادة ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧١ ، ح ١٠٧٤ ، مع زيادة في آخره ، وفي الأربعة الأخيرة بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الأمالي للمفيد ، ص ٢١ ، =

٧٠٠

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790