الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184457 / تحميل: 6199
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

٢٤٥١ - وروي عن نصر الخادم قال: " نظر العبد الصالح أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إلى سفرة عليها حلق صفر(١) فقال: انزعوا هذه واجعلوا مكانها حديدا فإنه لا يقرب شيئا مما فيها شئ من الهوام ".

باب السفر الذى يكره فيه اتخاذ السفرة

٢٤٥٢ - قال الصادق عليه السلام لبعض أصحابه: تأتون قبر أبي عبدالله صلوات الله عليه؟ فقال له: نعم، قال: تتخذون لذلك سفرة؟ قال: نعم، قال: أما لو أتيتم قبور آبائكم وامهاتكم لم تفعلوا ذلك، قال: قلت: فأي شئ نأكل؟ قال: الخبز باللبن(٢) ".

٢٤٥٣ - وفي خبر آخر قال الصادق عليه السلام: " بلغني أن قوما إذا زاروا الحسين عليه السلام حملوا معهم السفرة فيها الجداء والاخبصة(٣) وأشباهه، لو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا ".

باب الزاد في السفر

٢٤٥٤ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفر(٤) ".

___________________________________

(١) الحلق كعنب حلقة والحديد يدفع الهوام.

(٢) يدل على استحباب ترك المطاعم الجيدة في سفر زيادة أبى عبدالله الحسين عليه السلام واستشعار الحزن فيه، والخبر رواه ابن قولويه في كامل الزيارات ص ١٢٩ مسندا.

(٣) الجداء: الجدى المشوى، وفى الكامل " الحلاوة "، والخبيص حلواء من التمر.

(٤) رواه الكلينى ج ٨ ص ٣٠٣ تحت رقم ٤٦٧ عن على، عن أبيه، عن النوفلى، عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحديث " وشرف الرجل: مجده وأصالته.

٢٨١

٢٤٥٥ - و " كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا سافر إلى مكة للحج أو العمرة تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر، والسويق المحمض والمحلى ".

٢٤٥٦ - وروي أنه " قام أبوذر - رحمة الله عليه - عند الكعبة فقال: أنا جندب ابن السكن، فاكتنفه الناس فقال: لو أن أحدكم أراد سفرا لاتخذ فيه من الزاد ما يصلحه لسفره، فتزودوا لسفر يوم القيامة، أما تريدون فيه ما يصلحكم؟ فاقم إليه رجل فقال: أرشدنا، فقال: صم يوما شديد الحر للنشور، وحج حجة لعظائم الامور وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة خير تقولها، وكلمة شر تسكت عنها، أو صدقة منك على مسكين لعلك تنجو بها يا مسكين من يوم عسير، اجعل الدنيا درهمين درهما قد أنفقته على عيالك ودرهما قدمته لآخرتك، والثالث يضر ولا ينفع لا ترده، اجعل الدنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال وكلمة للآخرة، والثالثة تضر ولا تنفع لا تردها، ثم قال: قتلني هم يوم لا ادركه ".

٢٤٥٧ - وقال لقمان لابنه: " يا بني إت الدنيا بحر عميق، وقد هلك فيها عالم كثير، فإجعل سفينتك فيها الايمان بالله، واجعل شراعها التوكل على الله(١) واجعل زادك فيها تقوى الله عزوجل، فإن نجوت فبرحمة الله، وإن هلكت فبذنوبك ".

باب حمل الآلات والسلاح في السفر

٢٤٥٨ - روى سليمان بن داود المنقري، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " في وصية لقمان لابنه: يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وحبالك(٢)

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ١ ص ١٦ في حديث طويل عن هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفر عليهما السلام مع اختلاف وفيه " فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحوشها الايمان، وشراعها التوكل " والشراع ككتاب ما يقال له بالفارسية بادبان.

(٢) الحبال: الرسن.

ورواه الكلينى في الروضة ص ٣٠٣ تحت رقم ٤٦٦، وفيه " وخبائك " والخباء: الخيمة.

٢٨٢

وسقائك وخيوطك ومخرزك(١) وتزود معك من الادوية ما تنتفع به أنت ومن معك، وكن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله عزوجل - وزاد فيه بعضهم: وفرسك -(٢) ".

باب الخيل وارتباطها وأول من ركبها

٢٤٥٩ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة(٣) والمنفق عليها في سبيل الله عزوجل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها "(٤) .

فإذا أعددت شيئا فأعده أقرح أرثم محجل الثلاثة، طلق اليمين، كميتا ثم أغر تسلم وتغنم(٥) .

___________________________________

(١) في الكافى " وسقائك وأبرتك وخيوطك " والمخرز ما يخرز به الخف والجراب والسقاء وما كان من الجلود.

(٢) في بعض النسخ " وقوسك " كما في المحاسن ص ٣٦٠. ولعله الاصوب.

(٣) إلى هنا رواه الكلينى ج ٥ ص ٤٨ في الصحيح وكذا البرقى في المحاسن ص ٦٣١ وفيهما " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " وهكذا رواه أحمد والبخارى ومسلم والنسائى وابن ماجة.

(٤) رواه أبوداود السجستانى باسناده عن سهل بن الربيع بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وآله، ورواه الطبرانى في الاوسط على ما في الجامع الصغير عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وآله هكذا " الخير معقود بنواصى الخيل إلى يوم القيامة، والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها ".

(٥) روى ابن حبان في صحيحة عن عقبة بن عامر وأبى قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله " خير الخيل الادهم الاقرح الارثم المحجل طلق اليد اليمنى، قال يزيد بن أبى حبيب: فان لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية " وروى الحاكم في المستدرك عن عقبة عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مطلق اليمنى فانك تغنم وتسلم " ونحوه في المحاسن ص ٤٣١.

والاقرح هو الفرس يكون في وسط جبهته قرحه بالضم وهى بياض يسير، والارثم بفتح الهمزة والثاء المثلثة المفتوحة هو الفرس الذى أنفه وشفته العليا أبيض، والمحجل هو الذى يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد ويجاوز الارساغ ولا يجاوز الركبتين لانهما مواضع الاحجال وهى الخلاخيل والقيود ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان (النهاية) وطلق اليمين بفتح الطاء وسكون اللام وبضمها أيضا إذا لم يكن بها تحجيل.

والكميت بضم الكاف وفتح الميم هو الفرس الاحمر أو الذى ليس بالاشقر ولا الادهم بل يخالط حمرته سواد، والشية بكسر الشين المعجمة وفتح الياء مخففة هو كل لون في الحيوان يكون معظم لونها على خلافه.

وقوله " محجل الثلاثة " أى يكون يده اليسرى ورجلاه بيضاء أو يكون فيها بياض.

والاغر ما يكون في جبهته بياض.

٢٨٣

٢٤٦٠ - وروى بكر بن صالح، عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال: " سمعته يقول: الخيل على كل منخر منها شيطان، فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسم "(١) .

٢٤٦١ - قال: وسمعته يقول: " من ربط فرسا عتيقا محيت عنه عشر سيئات(٢) وكتبت له إحدى عشرة حسنة في كل يوم، ومن ارتبط هجينا(٣) محيت عنه في كل يوم سيئتان وكتبت له تسع حسنات في كل يوم، ومن ارتبط بزذونا(٤) يريد به جمالا أو قضاء حاجة أو دفع عدو محيت عنه في كل يوم سيئة وكتبت له ست حسنات.(٥) ومن(٦) ارتبط فرسا

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٦ ص ٥٣٩ من يعقوب بن جعفر عنه عليه السلام وفيه " فليسم الله عزوجل "، وهكذا في المحاسن.

(٢) في المحاسن والكافى ج ٥ ص ٤٨ " ثلاث سيئات ".

والعتيق هو الذى أبواه عربيان وفرس عتيق ككريم وزنا ومعنى.

(٣) الهجين هو الذى أبوه عربى وامه أمة غير محصنة، ومن الخيل: الذى ولدته برذونة من حصان عربى.

(٤) البرذون بالكسر ما لم يكن شئ من أبويه عربيا، والتركى من الخيل. (راجع الصحاح والنهاية)

(٥) إلى هنا في الكافى ج ٥ ص ٤٨ والمحاسن ص ٦٣١ وثواب الاعمال ص ٢٢٦ عن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم الجعفرى عن أبى الحسن عليه السلام.

(٦) من هنا في المحاسن ص ٦٣١ وثواب الاعمال من حديث بكر بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفرى.

٢٨٤

أشقر أغر أو أقرح - فإن كان أغر سائل الغرة به وضح في قوائمه(١) فهو أحب إلي - لم يدخل بيته فقر ما دام ذاك الفرس فيه، وما دام في ملك صاحبه لا يدخل بيته حيف "(٢) .

٢٤٦٢ - قال(٣) : وسمعته يقول: " أهدى أمير المؤمنين عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله أربعة أفراس من اليمن فأتاه فقال: يا رسول الله أهديت لك أربعة أفراس، قال: صفها(٤) قال: هي ألوان مختلفة، قال: فيها وضح؟ قال: نعم، قال: فيها شقر به وضح؟ قال: نعم، قال: فأمسكه لي، وقال: فيها كميتان أو ضحان، قال: أعطهما ابنيك، قال: والرابع أدهم بهيم(٥) قال: بعه واستخلف قيمته لعيالك، إنما يمن الهيل في ذوات الاوضاح ".

٢٤٦٣ - قال(٣) : وسمعته يقول: " من خرج من منزله أو منزل غير منزله في أول الغداة فلقي فرسا أشقر به أوضاح بورك له في يومه، وإن كانت به غرة سائلة فهو العيش، ولم يلق في يومه ذلك إلا سرورا، وقضي الله عزوجل حاجته(٦) ".

___________________________________

(١) الشقرة: حمرة صافية في الخيل وهى لون يأخذ من الاحمر والاصفر وهو أشقر وقد قيل: الاشقر: شديدة الحمرة، والغرة: بياض في جبهة الفرس وهو أغر، وتقدم بيان الاقرح من أنه الذى يكون في جبهته قرحة وهى بياض بقدر الدرهم أو دونه، والوضح: الضوء والبياض، يقال: بالفرس وضح إذا كان في قوائمه كلها بياض، وقد يكون به البرص.

(٢) كذا في المحاسن وفى بعض النسخ " حيق " والحيق ما يشمل الانسان من المكروه لكن في ثواب الاعمال " لا يدخل في بيته حنق ".

والظاهر أن كل ما ذكره من فضائل ارتباط الفرس العتيق والهجين والبرذون والاشقر وجده في كتاب سليمان بن جعفر الجعفرى أو غيره متفرقا فذكره هنا مجتمعا أو كان فيه مجتمعا ونقله البرقى والكلينى متفرقا في تضاعيف الابواب.

(٣) يعنى سليمان قال: سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام.

(٤) في الكافى ج ٦ ص ٥٣٨ والمحاسن " فقال: سمها لى ".

(٥) البهيم من الدواب المصمت منها وهو الذى لا يخالط لونه لون غيره والجمع بهم.

(٦) رواه هكذا البرقى في المحاسن والمؤلف نحوه في ثواب الاعمال عن سليمان عن أبى جعفر الباقر عليه السلام والظاهر أنه تصحيف لان سليمان لم يدرك الباقر عليه السلام.

ويحتمل التعدد، أو رواه سليمان مرسلا ويؤيده اختلاف الالفاظ.

٢٨٥

٢٤٦٤ - وقال الصادق عليه السلام: " كانت الخيل وحوشا في بلاد العرب، وصعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام على أبي قبيس فناديا: ألا هلا ألا هلم، فما بقي فرس إلا أعطى بقياده وأمكن من ناصيته(١) ".

باب حق الدابة على صاحبها

٢٤٦٥ - روى إسماعيل بن أبي زياد(٢) باسناده قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: للدابة على صاحبها خصال: يبدا بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به، ولا يضرب وجهها فانها تسبح بحمد ربها، ولا يقف على ظهرها الا في سبيل الله عزوجل، ولا يحملها فوق طاقتها، ولا يكلفها من المشي إلا ما تطيق ".

٢٤٦٦ - وسأل رجل أبا عبدالله عليه السلام " متى أضرب دابتي تحتي؟ قال: إذا لم تمش تحتك كمشيها إلى مذودها(٣) ".

٢٤٦٧ - وروي أنه قال: " اضربوها على العثار، ولا تضربوها على النفار فانها ترى ما لا ترون(٤) ".

٢٤٦٨ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا عثرت الدابة تحت الرجل فقال لها:

___________________________________

(١) رواه البرقى في المحاسن ص ٦٣٠ بسند مرفوع عن أبى عبدالله عليه السلام

(٢) يعنى السكونى، ورواه الكلينى ج ٦ ص ٥٢٧ بتقديم وتأخير.

(٣) المذود بالذال أخت الدال كمنبر: معتلف الدابة.

(٤) في الكافى ج ٦ ص ٥٣٨ باسناده عن مسمع بن عبدالملك عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اضربوها على النفار ولا تضربوها على العثار " و رواه أيضا مرسلا في خبر آخر أيضا، وقال العلامة المجلسى رحمه الله: " لعل ما في الكافى أوفق وأظهر " والتعليل لا يلائمه.

وفى المحاسن كما في الكافى.

٢٨٦

تعست، تقول: تعس أعصانا للرب(١) ".

٢٤٦٩ - وقال علي عليه السلام " في الدواب: لا تضربوا الوجوه ولا تلعنوها فإن الله عزوجل لعن لاعنها(٢) " وفي خبر آخر: " لا تقبحوا الوجوه ".

٢٤٧٠ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " إن الدواب إذا لعنت لزمتها اللعنة(٣) ".

٢٤٧١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تتوركوا على الدواب ولا تتخذوا ظهورها مجالس(٤) ".

___________________________________

(١) تعس يتعس إذا عثر وانكب بوجهه وقد يفتح العين وهو دعاء عليه بالهلاك (النهاية) وقال العلامة المجلسى في المرآة: لعل المراد بالرب المالك.

في الكافى ج ٦ ص ٥٣٨ رواه عن العدة عن سهل عن جعفر بن محمد بن يسار عن الدهقان عن درست عن أبى عبدالله عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله.

(٢) روى البرقى ص ٦٣٣ باسناده عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " لا ضربوا الدواب على وجوهها فانها تسبح بحمد ربها ".

وفى حديث آخر " لا تسموها في وجوهها " وهكذا مروى في الكافى ج ٦ ص ٥٣٨.

ويحتمل التعدد، ويؤيده الخبر الآتى.

وقال المولى المجلسى قوله " ولا تقبحوا الوجوه " أى الدواب أو وجوهها بالكى ونحوه.

وقال الفاضل التفرشى: الوجوه في " لا تضربوا الوجوه " بدل الضمير بدل البعض، ويمكن أن يراد بتقبيح الوجه ضربه فان الضرب قد تقبحه، وقال سلطان العلماء: لا تقبحوا الوجوه بالاحراق بالكى وغيره، ويحتمل أن يكون المراد لا تقولوا: قبح الله وجهك.

ويحتمل أن يكون المراد لا تضربوا وجوهها ضربا مؤثرا.

(٣) لعل المراد انه يلزم عليها أن تلعن لاعنيها، أو تصير ملعونا، أو تصير سبب هلاكها وتضروا.

(٤) رواه الكلينى ج ٦ ص ٥٣٥ باسناده عن عمرو بن جميع عن أبى عبدالله عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله.

والمراد الجلوس عليها على أحد الوركين فانه يضربها ويصير سببا لدبرها، أو المراد رفع احدى الرجلين ووضعها فوق السرج للاستراحة، قال الفيروزآبادي تورك على الدابة ثنى رجليه لينزل أو ليستريح، وقال الجوهرى: تورك على الدابة أى ثنى رجله ووضع احدى وركيه في السرج (المرآة) وفى بعض نسخ الكافى " لا تتوكؤوا ".

و قوله " لا تتخذوا ظهورها مجالس " أى بان تقفوا عليها للصحبة بل انزلوا وتكلموا الا ان يكون يسيرا. (م ت)

٢٨٧

٢٤٧٢ - وقال الباقر عليه السلام: " لكل شئ حرمة وحرمة البهائم في وجوهها(١) ".

باب ما لم تبهم عنه البهائم

٢٤٧٣ - روى علي بن رئاب، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه كان يقول: " ما بهمت البهائم عنه فلم تبهم عن أربعة: معرفتها بالرب تبارك وتعالى، و معرفتها بالموت(٢) ، ومعرفتها بالاثني من الذكر، ومعرفتها بالمرعى الخصب ".

٢٤٧٤ - وأما الخبر الذي روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: " لو عرفت البهائم من الموت ما تعرفون ما أكلتم منها سمينا قط " فليس بخلاف هذا الخبر لانها تعرف الموت لكنها لا تعرف منه ما تعرفون.

باب ثواب النفقة على الخيل

٢٤٧٥ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله " في قول الله عزوجل: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " قال: نزلت في النفقة على الخيل ".

قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: هذه الآية روي أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وكان سبب نزولها أنه كان معه أربعة دراهم فتصدق بدهم منها بالليل وبدرهم منها بالنهار، ودرهم في السر، وبدرهم في العلانية فنزلت فيه هذه الآية(٣) .

والآية إذا نزلت في شئ فهي منزلة في كل ما يجري فيه، فالاعتقاد في تفسيرها أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وجرت في النفقة على الخيل وأشباه ذلك(٤) .

__________________________________

(١) الخبر في الكافى والمحاسن عن أبى عبدالله عليه السلام مسندا.

(٢) الظاهر أنها تعرف الموت ولا تعرف ما بعدها لانه ليس لها عذاب كما كان لبنى آدم.

(٣) رواه ابن المغازلى وموفق بن أحمد والمفيد في الاختصاص والعياشى.

(٤) لعموم الاية وخصوص السبب لا يخصص العموم كما في كثير من الايات، ويمكن أن يكون صدقته عليه السلام على الخيل المربوطة للجهاد. (م ت)

٢٨٨

باب علة الرقعتين في باطن يدى الدابة

٢٤٧٦ - روى حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: " جعلت فداك نرى الدواب في بطون أيديها مثل الرقعتين(١) في باطن يديها مثل الكي(٢) فأي شئ هو؟ قال: ذلك موضع منخريه في بطن امه ".

باب حسن القيام على الدواب

٢٤٧٧ - روي عن أبي ذر - رحمة الله عليه - أنه قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الدابة تقول: اللهم ارزقني مليك صدق يشبعني ويسقيني ولا يحملني مالا اطيق(٣) ".

٢٤٧٨ - وقال الصادق عليه السلام: " ما اشترى أحد دابة إلا قالت: اللهم اجعله بي رحيما "(٤) .

٢٤٧٩ - وروى عنه عبدالله بن سنان أنه قال: " اتخذوا الدابة فإنها زين وتقضى عليها الحوائج، ورزقها على الله عزوجل ".

٢٤٨٠ - وروى السكوني باسناده(٥) قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك

___________________________________

(١) الرقعة بالضم مأخوذ من الرقعة التى ترقع به الثوب.(مراد)

(٢) الكى احراق قطعة من الجلد بحديدة محماة ويقال له بالفارسية " داغ ".

(٣) مروى نحوه في المحاسن ورواه الكلينى بلفظ آخر مسندا عن الصادق عليه السلام في ج ٦ ص ٥٣٧.

(٤) في المحاسن ص ٦٢٦ مسندا عن على بن جعفر عن أبى ابراهيم عليه السلام قال: " ما من دابة يريد صاحبها أن يركبها الا قالت: " اللهم اجعله بى رحيما ".

(٥) يعنى عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه وآله.

٢٨٩

وتعالى يحب الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدواب العجاف(١) فأنزلوها منازلها فإن كانت الارض مجدبة فانجوا(٢) عليها، وإن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها ".

٢٤٨١ - وقال علي صلوات الله عليه(٣) : " من سافر منكم بدابة فيبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها ".

٢٤٢٨ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " إذا سرت في أرض خصبة فارفق بالسير، وإذا سرت في أرض مجدبة فعجل بالسير ".

باب ما جاء في الابل

٢٤٨٣ - قال الصادق عليه السلام: " إياكم والابل الحمر، فإنها أقصر الابل أعمارا(٤) ".

٢٤٨٤ - وقال عليه السلام: " إن على ذروة كل بعير شيطان فأشبعه وامتهنه(٥) ".

٢٤٨٥ - وقال أبوعبدالله عليه السلام: " اشتروا السود القباح فإنها أطول الابل أعمارا(٦) ".

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الابل عز لاهلها(٧) ".

___________________________________

(١) العجف بالتحريك: الهزال، والاعجف المهزول، والعجفاء الانثى والجمع عجاف على غير قياس لان فعلاء لا يجمع على فعال. (الصحاح)

(٢) أى أسرعوا، ونجوت أى أسرعت وسبقت.

(٣) مروى في المحاسن ص ٣٦١ مسندا.

(٤) مروى في الكافى ج ٦ ص ٥٤٣ عن ابن أبى يعفور عن أبى جعفر عليه السلام.

(٥) أى استعمله وذلله واستفد منه.

(٦) مروى في الكافى ج ٦ ص ٥٤٣ في ذيل حديث رواه عن صفوان الجمال عن أبى عبدالله عليه السلام وقال فيه: " اشتر لى جملا وخذه أشوه الخ ".

وفى المحاسن في حديث رواه أيضا عن أبى عبدالله عليه السلام.

(٧) رواه البرقى ص ٦٣٥ باسناده عن عمر بن أبان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله.

٢٩٠

٢٤٨٧ - و " نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يتخطى القطار(١) قيل: يا رسول الله ولم؟ قال: لانه ليس من قطار إلا وما بين البعير إلى البعير شيطان ".

٢٤٨٨ - و " سئل النبي صلى الله عليه وآله أي المال خير؟ قال: زرع زرعه صاحبه وأصلحه وأدى حقه يوم حصاده، قيل: يا رسول الله فأي المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنمه قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، قيل: يا رسول الله فأي المال بعد الغنم خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير(٢) قيل: يا رسول الله فأي المال بعد البقر خير؟ فقال: الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل(٣) نعم الشئ النخل من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهقة(٤) اشتدت به الريح في يوم عاصف إلا أن يخلف مكانها، قيل: يا رسول الله فأي المال بعد النخل خير؟ فسكت فقال له رجل: فأين الابل؟ قال: فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة(٥) لا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشام، أما إنها لا تعدم الاشقياء الفجرة(٦) ".

قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: معنى قوله صلى الله عليه وآله: " لا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشأم " هو أنها لا تحلب ولا تركب إلا من الجانب الايسر(٧) .

___________________________________

(١) أى التجاوز من بينهم. الخبر رواه البرقى بسند فيه ارسال.

(٢) أى تحلب منها اللبن في الغداة أى أول اليوم والرواح أى آخره. (م ت)

(٣) أى الثابتات أرجلها في الطين والمطعمات في أيام الجدب والقحط فانها صابرة العطش، والمراد النخل كما صرح به.

(٤) الشاهقة: الجبل الراسخ والعالى.

(٥) أى أن الادبار والنحوسة لا ينفك عنها في وقت من الاوقات.(مراد)

(٦) جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: إذا كان كذلك فمن مربيها قال عليه السلام أما انها لا تعدم الاشقياء الفجرة وهم الجمالون كما هو المسموع والمشهود، وفى الخصال " انهم الظلمة ".

(٧) يحتمل أن يكون جانبها الايسر كناية عن عدم اليمن وقلة الخير والبركة. (سلطان)

٢٩١

٢٤٨٩ - وقال عليه السلام: " في الغنم إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أقبلت(١) ، والبقر إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أدبرت، والابل، إذا أقبلت أدبرت وأذا أدبرت أدبرت ".

باب ما يجب من العدل على الجمل وترك ضربه واجتناب ظلمه

٢٤٩٠ - روى السكوني باسناده " أن النبي صلى الله عليه وآله أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال: أين صاحبها، مروه فليستعد غدا للخصومة "(٢) .

٢٤٩١ - وفي خبر آخر قال النبي صلى الله عليه وآله: " أخروا الاحمال فإن اليدين معلقة، والرجلين موثقة ".

٢٤٩٢ - وروى ابن فضال، عن حماد اللحام قال: " مر قطار لابي عبدالله عليه السلام فرأى زاملة(٣) قد مالت، فقال: يا غلام اعدل على هذا الحمل، فإن الله تعالى يحب العدل ".

٢٤٩٣ - وروى أيوب بن أعين قال: " سمعت الوليد بن صبيح يقول لابي عبدالله عليه السلام: إن أبا حنيفة(٤) رأى هلال ذي الحجة بالقادسية وشهد معنا عرفة،

___________________________________

(١) أى إذا أقبلت بالنتاج فهو وإذا أدبرت يعنى بالموت يذبحها صاحبها وينتفع من لحمها وجلدها، أما البقر فوسط، وأما الابل فاقبالها ادبارها لانه إذا حصل له بعض النتاج أو النفع أنفق لها صاحبها أزيد من نتاجها.

(٢) يعنى يوم القيامة لان عقال الناقة وعليها حملها ظلم عليها فاذا كان يوم القيامة تخاصم صاحبه بين يدى الجبار وتقول: ما ذنبى حتى ظلمتنى فينتصف الله سبحانه منك لها.

(٣) الزاملة المحمل وبعير يحمل الطعام والمتاع، وميل الحمل إلى جانب سبب لدبر الدابة.

(٤) هو سعيد بن بيان سابق الحاج الهمدانى ومع أنه ثقة يذم فعله، وقيل انه كان يذهب بجماعة إلى الحج في نهاية السرعة وذهب بهم في هذا الخبر من القادسية التى كانت قريبة من النجف إلى عرفات في ثمانية أيام وشئ.

وروى العياشى عن أبى عبدالله عليه السلام قال:

" أتى قنبر أمير المؤمنين عليه السلام فقال: هذا سابق الحاج، فقال: لا قرب الله داره هذا خاسر الحاج يتعب البهيمة، وينقر الصلاة، اخرج اليه فاطرده ".

٢٩٢

فقال: ما لهذا صلاة، ما لهذا صلاة "(١) .

٢٤٩٤ - و " حج علي بن الحسين عليهما السلام على ناقة له أربعين حجة فما قرعها بسوط "(٢) .

٢٤٩٥ - وقال الصادق عليه السلام: " أي بعير حج عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنة " وروى " سبع سنين "(٣) .

باب ما جاء في ركوب العقب  (٤)

٢٤٩٦ - روى علي بن رئاب، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ومرثد بن أبي مرثد الغنوي يعقبون بعيرا بينهم وهم منطلقون إلى بدر ".

باب ثواب من أعان مؤمنا مسافرا

٢٤٩٧ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة، وأجاره في الدنيا والآخرة من الغم والهم، ونفس عنه كربه العظيم يوم يغص الناس بأنفاسهم " وفي خبر آخر " حيث يتشاغل الناس بأنفاسهم ".

___________________________________

(١) لانه لا يمكن الصلاة مع هذه الحركة الا بالايماء واحداث هذه الضرورة اختيارى لامكان الخروج قبله بايام فمعنى نفى الصلاة عدم اتيانها على وجهها لاشتغاله بالسير والسرعة.

(٢) روى البرقى بسندين صحيحين عن عبدالله بن سنان نحوه في أحدهما " ولقد بركت به في سنة من سنواته فما قرعها بسوط ".

(٣) تقدم تحت رقم ٢٢٠٧ ونحوه مروى في المحاسن ص ٦٣٥.

(٤) أى الركوب بالنوبة.

٢٩٣

باب المروء‌ة في السفر

٢٤٩٨ - تذاكر الناس عند الصادق عليه السلام أمر الفتوة فقال: " تظنون أمر الفتوة بالفسق والفجور إنما الفتوة والمروء‌ة طعام موضوع، ونائل مبذول بشئ معروف، وأذى مكفوف فأما تلك فشطارة وفسق، ثم قال: ما المروء‌ة؟ فقال الناس: لا نعلم، قال: المروء‌ة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروء‌ة مروء‌تان مروء‌ة في الحضر ومروء‌ة في السفر، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الاخوان في الحوائج(١) والنعمة ترى على الخادم أنها تسر الصديق وتكبت العدو، وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزوجل، ثم قال عليه السلام: والذي بعث جدي صلوات الله عليه وآله بالحق نبيا إن الله عزوجل ليرزق العبد على قدر المروء‌ة وإن المعونة تنزل على قدر المؤونة، وإن الصبر ينزل على قدر شدة البلاء ".

باب ارتياد المنازل والامكنة التي يكره النزول فيها

٢٤٩٩ - روى السكوني باسناده(٢) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم والتعريس(٣) على ظهر الطريق وبطون الاودية فإنها مدارج السباع ومأوى الحيات ".

٢٥٠٠ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من نزل منزلا يتخوف فيه السبع فقال: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على

___________________________________

(١) راجع معانى الاخبار ص ٢٥٨ روى نحوه مسندا.

(٢) يعنى عن أبى عبدالله عن آبائه عن على عليهم السلام.

(٣) التعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة.

٢٩٤

كل شئ قدير، اللهم إني أعوذ بك من شر كل سبع " إلا أمن(١) من شر ذلك السبع حتى يرحل من ذلك المنزل إن شاء الله تعالى ".

باب المشى في السفر

٢٥٠١ - روى منذر بن جيفر(٢) ، عن يحيى بن طلحة النهدي قال: قال لنا أبوعبدالله عليه السلام: " سيروا وانسلوا فإنه أخف عليكم "(٣) .

٢٥٠٢ - وروي " أن قوما مشاة أدركهم رسول الله صلى الله عليه وآله فشكوا إليه شدة المشي، فقال لهم: استعينوا بالنسل "(٤) .

٢٥٠٣ - وسأل معاوية بن عمار أبا عبدالله عليه السلام " عن رجل عليه دين أعليه أن يحج؟ قال: نعم إن حجة الاسلام واجبة على من أطاق المشي من المسلمين، ولقد كان أكثر من حج مع رسول الله صلى الله عليه وآله مشاة، ولقد مر رسول الله صلى الله عليه وآله بكراع الغميم(٥) فشكوا إليه الجهد والطاقة والاعياء، فقال: شدوا أزركم واستبطنوا، ففعلوا [ذلك] فذهب ذلك عنهم ".

٢٥٠٤ - وروى علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " قلت له: قول الله عزوجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " قال: يخرج يمشي إن لم يكن عنده [شئ] قلت: لا يقدر على المشي؟ قال: يمشي

___________________________________

(١) أى لا يتم هذه الكلمات الا أمن، أو لا يدعوا بها الا أمن.

(٢) منذر بن جيفر بن حكيم العبدى عربى صميم له كتاب وجيفر اختلف فيه و الاصح بتقديم الياء على الفاء.

وطريق الصدوق اليه فيه ابراهيم بن هاشم وهو حسن كالصحيح.

(٣) نسل ينسل نسلا ونسلانا في المشى أى أسرع.

(٤) في النهاية وفى رواية " شكوا اليه الاعياء فقال: عليكم بالنسلان " أى الاسراع في المشى.

(٥) كراع الغميم موضع بين مكة والمدينة وهو واد أمام عسفان، والكراع جانب مستطيل من الحرة تشبيها بالكراع وهو ما دون الركبة من الساق.

٢٩٥

ويركب، قلت: لا يقدر على ذلك، قال: يخدم القوم ويخرج معهم "(١) .

باب آداب المسافر

٢٥٠٥ - روى سليمان بن داود المنقري، عن حماد بن عيسى(٢) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " قال لقمان لابنه: إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وامورهم، وأكثر التبسم في وجوههم، وكن كريما على زادك بينهم، وإذا دعوك فأجبهم وإذا استعانوا بك فأعنهم، واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك

___________________________________

(١) هذا الحديث ليس بمعمول به عند الفقهاء وقد حملوه على التقية أو الاستحباب و في المدارك ص ٣١٨ " أجمع العلماء كافة أن الاستطاعة شرط في الحج قال الله تعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا " وقال عزوجل " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " قال في المنتهى وقد اتفق علماء‌نا على أن الزاد والراحلة شرطان في الوجوب فمن فقدهما أو أحدهما مع بعد مسافته لم يجب عليه الحج وان تمكن من المشى، ويدل على اعتبارهما مضافا إلى عدم تحقق الاستطاعة عرفا بدونهما غالبا صحيحة محمد بن يحيى الخثعمى قال: " سأل حفص الكناسى أبا عبدالله (ع) وأنا عنده عن قول الله عزوجل " ولله على الناس الاية " ما يعنى بذلك؟ قال: من كان صحيحا في بدنه، مخلى سربه، له زاد وراحلة فهو ممن يستطيع الحج " وصحيحة محمد بن مسلم قال: " قلت لابى جعفر عليه السلام قوله تعالى " ولله على الناس إلى قوله اليه سبيلا " قال: يكون له ما يحج به، قلت: فان عرض عليه الحج فاستحيى؟ قال: هو ممن يستطيع ولم يستحيى ولو على حمار أجدع أبتر، فان كان يستطيع أن يمشى راجلا بعضا ويركب بعضا فليفعل " قال في المنتهى: انما يشترط الزاد والراحلة في حق المحتاج اليهما لبعد مسافته أما القريب إلى مكة فلا يعتبر في حقه وجود الراحلة إذا لم يكن محتاجا اليها.

وهو جيد لكن في تحديد القرب الموجب لذلك خفاء والرجوع إلى اعتبار المشقة وعدمها جيد الا أن اللازم منه عدم اعتبار الراحلة في حق البعيد أيضا إذا تمكن من المشى من غير مشقة شديدة ولا نعلم به قائلا.

(٢) في المحاسن " عن حماد بن عثمان " وفى الكافى " عن حماد " بدون ذكر الاب وعلى أى حال هما ثقتان.

٢٩٦

من دابة أو ماء أو زاد، وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك، ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك، فان من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله رأيه ونزع عنه الامانة، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، وإذا رأيتهم يعلمون فاعمل، وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فأعط معهم واسمع لمن هو أكبر منك سنا، وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئا، فقل: نعم، ولا تقل: لا، فإن " لا " عي(١) ولؤم وإذا تحيرتم في الطريق فانزلوا، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا، وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فان الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله أن يكون عين اللصوص أو يكون هو الشيطان الذي حيركم، واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا مالا أرى.

فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، يا بني إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشئ، صلها واسترح منها فإنها دين، وصل في جماعة ولو على رأس زج(٢) ولا تنامن على دابتك فإن ذلك سريع في دبرها(٣) وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل(٤) ، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك فإنها نفسك، وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الارض بأحسنها لونا وألينها تربة وأكثرها عشبا، فإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس، وإذا أردت قضاء حاجتك فابعد المذهب في الارض، وإذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الارض التي حللت بها وسلم عليها وعلى اهلها فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة، وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدأ فتصدق منه فافعل.

___________________________________

(١) بكسر العين أى جهل وبفتحها أى عجز. (م ت)

(٢) الزج بالضم: الرمح والحديدة التى في أسفل الرمح، وذلك يكون للمبالغة.

(٣) الدبر بالتحريك: جراحة على ظهر الدابة.

(٤) لاسترخاء المفاصل أى إذا لم يمدد يسترخى المفاصل.

٢٩٧

وعليك(١) بقراء‌ة كتاب الله عزوجل ما دمت راكبا، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا [عملا] وعليك بالدعاء ما دمت خاليا، وإياك والسير من أول الليل وسر في آخره، وإياك ورفع الصوت في مسيرك".

باب دعاء الضال عن الطريق

٢٥٠٦ - روى علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " إذا ضللت عن الطريق فناد " يا صالح - أو يا أبا صالح - أرشدونا إلى طريق يرحمكم الله ".

٢٥٠٧ - وروي " أن البر موكل به صالح، والبحر موكل به حمزة "(٢) .

باب القول عند نزول المنزل

٢٥٠٨ - قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: " يا علي إذا نزلت منزلا فقل: " اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " ترزق خيره ويدفع عنك شره ".

باب القول عند دخول مدينة أو قرية

٢٥٠٩ - كان في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: " يا علي إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها: " اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها، اللهم

_____________________________

(١) احتمل بعض الاعلام أن من هنا إلى آخر الحديث من قول الصادق عليه السلام جعله عليه السلام متمما لوصية لقمان حيث انه كان في نسخته " وعليك بقراء‌ة القرآن " مكان " عليك بقراء‌ة كتاب الله " كما صرح هو بذلك.

(٢) المشهور أن الموكل بالبر الخضر وبالبحر الياس عليهما السلام. (م ت)

٢٩٨

حببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا "(١) .

باب الموت في الغربة

٢٥١٠ - روى الحسن بن محبوب، عن أبي محمد الوابشي،(٢) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " ما من مؤمن يموت في أرض غربة تغيب عنه فيها بواكيه إلا بكته بقاع الارض التي كان يعبد الله عزوجل عليها، وبكته أثوابه، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد فيها عمله، وبكاه الملكان الموكلان به ".

٢٥١١ - وقال عليه السلام: " إن الغريب إذا حضره الموت التفت يمنة ويسرة ولم ير أحدا رفع رأسه، فيقول الله عزوجل: إلى من تلتفت؟ إلى من هو خير لك مني و عزتي وجلالي لئن أطلقتك عن عقدتك(٣) لاصيرنك في طاعتي، ولئن قبضتك لاصيرنك إلى كرامتي ".

باب تهنئة القادم من الحج

٢٥١٢ - قال الصادق عليه السلام: " إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول للقادم من مكة: قبل الله منك، وأخلف عليك نفقتك، وغفر ذنبك ".

باب ثواب معانقة الحاج

٢٥١٣ - في رواية أبي الحسين الاسدي رضي الله عنه قال: قال الصادق عليه السلام

___________________________________

(١) كذا وفى المحاسن ص ٣٧٤ " اللهم انى أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها، اللهم أطعمنا من جناها وأعذنا من وبائها وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحى أهلها الينا ".

وفى بعض نسخه " اطعمنا من خانها " وقال بعضهم: الظاهر أن المراد بالخان الخوان.

(٢) كان من رجال الصادق عليه السلام وكأنه عبدالله بن سعيد.

(٣) أى المرض المقدر عليه كالعقدة

٢٩٩

" من عانق حاجا بغباره كان كأنما استلم الحجر الاسود".

باب النوادر

٢٥١٤ - روي عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا جاء من الغيبة حتى يؤذنهم "(١) .

٢٥١٥ - وقال عليه السلام: " السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدكم سفره فليسرع الاياب إلى أهله "(٢) .

٢٥١٦ - وقال الصادق عليه السلام: " سير المنازل ينفد الزاد، ويسيئ الاخلاق، ويخلق الثياب، والسير ثمانية عشر"(٣) .

٢٥١٧ - وروى عبدالله بن ميمون باسناده(٤) قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ضللتم الطريق فتيامنوا"(٥) .

___________________________________

(١) يدل على كراهة دخول المسافر منزله في الليل الا أن يعلمهم.

وروى " أنه دخل رجل منزله في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله ورأى ابنه نائما مع زوجته فتوهم أنه أجنبى فقتله، فلما سمعه صلى الله عليه وآله نهى عن ذلك ".

(٢) رواه البرقى ص ٣٧٧ عن النوفلى عن السكونى باسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله.

(٣) رواه البرقى عن أبيه عن أبن أبى نجران عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام.

والظاهر أن المراد به أن السير للتنزه والتفرج ينبغى أن لا يصير إلى المنازل، وهى ثمانية فراسخ بل نهايته ثمانية عشر ميلا ستة فراسخ فان الزائد عليها ينفد الزاد لان الانسان لا يتهيأ غالبا لها ما يكفيها بخلاف السفر ويسيئ اخلاق المصاحبين ويتسخ ثيابهم وتبلى بخلاف ما إذا كان قريبا فانه يرطب الدماغ ويخرج البدن والروح من الكلال. (م ت)

(٤) يعنى عن أبى عبدالله عن آبائه عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله كما في المحاسن ص ٣٦٢.

(٥) " فتيامنوا " أى توجهوا إلى جانب يمينكم. (م ت)

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

٢٤٦٤/ ٢٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١) ، عَنْ عَلِيٍّ(٢) الزَّيَّاتِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

دَخَلَ ابْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرِ وَعُمَرُ(٣) بْنُ ذَرٍّ - وَأَظُنُّ(٤) مَعَهُمَا أَبُو حَنِيفَةَ - عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَتَكَلَّمَ ابْنُ قَيْسٍ الْمَاصِرِ ، فَقَالَ : إِنَّا لَانُخْرِجُ أَهْلَ(٥) دَعْوَتِنَا وَأَهْلَ مِلَّتِنَا مِنَ الْإِيمَانِ فِي الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ.

قَالَ : فَقَالَ لَهُ(٦) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا ابْنَ قَيْسٍ ، أَمَّا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَدْ(٧) قَالَ : لَايَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ؛ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ حَيْثُ شِئْتَ».(٨)

٢٤٦٥/ ٢٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

__________________

= المجلس ٣ ، ضمن ح ٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره.الخصال ، ص ٦٠٨ ، باب المائة فمافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام .عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، وفيهما من دون الإسناد إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٢٠ ، عن الرضاعليه‌السلام ، ضمن الحديث الطويل ، وفي كلّ المصادر ( إلّاقرب الإسناد ) مع اختلاف يسير.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣١ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّ المصادر من قوله : « لايزني الزاني وهو مؤمن ».الوافي ، ج ٤ ، ص ١١٢ ، ح ١٧١٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٦٤٥ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٦٣ ، ح ٧.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه.

(٢). هكذا في « ب ، د ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ج ، ز » والمطبوع : + « بن ». وفي « جر » : - « عليّ ».

(٣). هكذا في « ب ، ز ، ص ، بر ، بف ، جر » والبحار. وفي « ج ، د ، ه ، بس » والمطبوع : « عمرو ». والصواب ما أثبتناه. وعمر هذا ، هو عمر بن ذرّ بن عبدالله المرهبي. راجع :رجال الكشّي ، ص ٢١٩ ، الرقم ٣٩٤ ؛تهذيب الكمال ، ج ٢١ ، ص ٣٣٤ ، الرقم ٤٢٣٠ ، وما بهامشه من المصادر.

(٤). في « ج » : + « و ».

(٥). فى « ه » : « بأهل ».

(٦). في « ص ، ه ، بس » : - « له ».

(٧). في « ص ، بر » : - « فقد ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ١١٣ ، ح ١٧١٣ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٦٣ ، ح ٨.

٧٠١

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يَرْتَكِبُ الْكَبِيرَةَ مِنَ الْكَبَائِرِ(١) فَيَمُوتُ ، هَلْ يُخْرِجُهُ ذلِكَ(٢) مِنَ الْإِسْلَامِ؟ وَإِنْ(٣) عُذِّبَ ، كَانَ عَذَابُهُ كَعَذَابِ الْمُشْرِكِينَ ، أَمْ لَهُ مُدَّةٌ وَانْقِطَاعٌ؟

فَقَالَ : « مَنِ ارْتَكَبَ كَبِيرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ ، فَزَعَمَ(٤) أَنَّهَا(٥) حَلَالٌ ، أَخْرَجَهُ ذلِكَ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَعُذِّبَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ؛ وَإِنْ كَانَ مُعْتَرِفاً أَنَّهُ ذَنْبٌ(٦) وَمَاتَ عَلَيْهَا(٧) ، أَخْرَجَهُ(٨) مِنَ الْإِيمَانِ ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَكَانَ عَذَابُهُ أَهْوَنَ مِنْ عَذَابِ الْأَوَّلِ ».(٩)

٢٤٦٦/ ٢٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي(١٠) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ :

« سَمِعْتُ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَمَّا سَلَّمَ وَجَلَسَ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ ) (١١) ثُمَّ(١٢) أَمْسَكَ ، فَقَالَ لَهُ(١٣) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا أَسْكَتَكَ؟ قَالَ(١٤) : أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ الْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

فَقَالَ : نَعَمْ يَا عَمْرُو ، أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ ؛ يَقُولُ اللهُ :( مَنْ (١٥) يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ

__________________

(١). في الوسائل : - « من الكبائر ».

(٢). في « ه » : « يخرج بذلك ».

(٣). في « ه » : « فإن ».

(٤). في « ه » : « وزعم ».

(٥). في « ز » : « أنّ ذلك » بدل « أنّها ».

(٦). هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل. وفي « د » والمطبوع : « أذنب ».

(٧). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « عليه ».

(٨). في « د ، ز » : + « ذلك ».

(٩).الوافي ، ج ٤ ، ص ١١٣ ، ح ١٧١٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٣ ، ح ٤٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٩٩ ، ح ٥٦ ؛ وج ٨٢ ، ص ٢١٧ ، ذيل ح ٣٢.

(١٠). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر » والوافي. وفي المطبوع : - « الثاني ».

(١١). الشورى (٤٢) : ٣٧ ؛ النجم (٥٣) : ٣٢.

(١٢). في « ه » : « و » بدل « ثمّ ».

(١٣) في الوافي : - « له ».

(١٤) في « ب ، ه » : « فقال ».

(١٥) هكذا في القرآن والوسائل. وفي النسخ والمطبوع : « ومن ».

٧٠٢

حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) (١) .

وَبَعْدَهُ الْإِيَاسُ(٢) مِنْ رَوْحِ اللهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ(٣) :( إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ ) (٤) .

ثُمَّ الْأَمْنُ لِمَكْرِ(٥) اللهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ) (٦)

وَمِنْهَا عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ؛ لِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْعَاقَّ( جَبَّاراً شَقِيّاً ) (٧) .

وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها ) (٨) إِلى آخِرِ(٩) الْآيَةِ.

وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) (١٠)

وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) (١١) .

وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (١٢) .

وَأَكْلُ الرِّبَا ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ) (١٣)

__________________

(١). المائدة (٥) : ٧٢.

(٢). في « ه » : « اليأس ».

(٣). في « ه » : +( وَلَاتَايَسُوا مِن رَّوْحِ اللهِ ) .

(٤). يوسف (١٢) : ٨٧.

(٥). في «ه» :« مكر ».وفي الوسائل : « من مكر ».

(٦). الأعراف (٧) : ٩٩.

(٧). إشارة إلى الآية ٣٢ من سورة مريم (١٩) :( وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيّاً ) .

(٨). النساء (٤) : ٩٣.

(٩). في « بر » : - « إلى آخر ».

(١٠). النور (٢٤) : ٢٣.

(١١). النساء (٤) : ١٠.

(١٢). الأنفال (٨) : ١٦.

(١٣) البقرة (٢) : ٢٧٥.

٧٠٣

وَالسِّحْرُ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) (١) .

وَالزِّنى ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً * يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ) (٢) .

وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ(٣) الْفَاجِرَةُ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( إِنَّ (٤) الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) (٥) .

وَالْغُلُولُ(٦) ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) (٧) .

وَمَنْعُ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ(٨) :( فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ) (٩) .

وَشَهَادَةُ الزُّورِ ، وَكِتْمَانُ الشَّهَادَةِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) (١٠) .

وَشُرْبُ الْخَمْرِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - نَهى عَنْهَا ، كَمَا نَهى عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ(١١) .

__________________

(١). البقرة (٢) : ١٠٢. أي الذي اشترى السحر بدل دين الله. والخلاق : النصيب.

(٢). الفرقان (٢٥) : ٦٨ - ٦٩. وأثاماً ، أي عقوبة.

(٣). « اليمين الغموس » : هي اليمين الكاذية الفاجرة. سمّيت غموساً ؛ لأنّها تَغْمِس صاحبها في الإثم ثمّ في النار.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٦ ( غمس ).

(٤). هكذا في « بر » ومرآة العقول والوسائل ، وهو مطابق للقرآن. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « إنّ ».

(٥). آل عمران (٣) : ٧٧.

(٦). غلّ غُلُولاً : خانَ ، كأغلّ ، أو خاصّ بالفي‌ء.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٧٢ ( غلل ).

(٧). آل عمران (٣) : ١٦١.

(٨). في « ه » : +( يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ ) .

(٩). التوبة (٩) : ٣٥. وفي « ز ، ص » : - « وظهورهم ». وكوى فلاناً ، أي أحرق جلده بحديدة.

(١٠). البقرة (٢) : ٢٨٣.

(١١). إشارة إلى الآية ٩٠ من سورة المائدة (٥) :( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) .

٧٠٤

وَتَرْكُ الصَّلَاةِ مُتَعَمِّداً ، أَوْ شَيْئاً مِمَّا فَرَضَ اللهُ ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً ، فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِ اللهِ(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وَنَقْضُ الْعَهْدِ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ ) »(٢) .

قَالَ : « فَخَرَجَ عَمْرٌو - وَلَهُ(٣) صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ - وَهُوَ(٤) يَقُولُ : هَلَكَ مَنْ قَالَ بِرَأْيِهِ ، وَنَازَعَكُمْ فِي الْفَضْلِ وَالْعِلْمِ ».(٥)

١١٣ - بَابُ اسْتِصْغَارِ الذَّنْبِ‌

٢٤٦٧/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّهَا لَاتُغْفَرُ ». قُلْتُ :

__________________

(١). في « د ، ص ، ه ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والوسائل : « رسوله ».

(٢). الرعد (١٣) : ٢٥.

(٣). في « ب » : « له » بدون الواو.

(٤). في « بس » : - « هو ».

(٥).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٣ ، ح ٤٩٣٢ ، معلّقاً عن عبدالعظيم الحسني.عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٣ ؛علل الشرائع ، ص ٣٩١ ، ح ١ ؛وفيه ، ص ٤٧٨ ، ح ٢ ، من قوله : « قتل النفس التي » إلى قوله :( فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيهَا ) ؛وفيه ، ص ٤٧٩ ، ح ٢ ، من قوله : « عقوق الوالدين » إلى قوله( جَبّاراً شَقِيّاً ) ؛وفيه ، ص ٤٨٠ ، ح ٢ ، من قوله : « قذف المحصنة » إلى قوله :( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ، وفي كلّها ( إلّاالفقيه ) بسند آخر عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عبدالعظيم الحسني. وفيالفقيه ، ص ٥٧١ ، ضمن ح ٤٩٥٥ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٩٢ ، ضمن ح ١٥ ، بسند آخر عن محمّد بن عليّعليهما‌السلام ، هكذا : « ما أكبر الكبائر؟ قال : شرب الخمر ».الكافى ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح ٢٤٤٦ ، مرسلاً ، وتمام الرواية فيه : « وقد روي أنّ أكبر الكبائر الشرك بالله ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٣٢ ، من قوله : « وأكل مال اليتيم » إلى قوله :( وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥٢ ، ح ٣٥٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٨ ، ح ٢٠٦٢٩.

٧٠٥

وَمَا الْمُحَقَّرَاتُ؟ قَالَ : « الرَّجُلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ(١) ، فَيَقُولُ : طُوبى لِي لَوْ(٢) لَمْ يَكُنْ لِي(٣) غَيْرُ ذلِكَ ».(٤)

٢٤٦٨/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٥) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا تَسْتَكْثِرُوا كَثِيرَ الْخَيْرِ ، وَلَاتَسْتَقِلُّوا قَلِيلَ الذُّنُوبِ(٦) ؛ فَإِنَّ قَلِيلَ الذُّنُوبِ يَجْتَمِعُ حَتّى يَكُونَ(٧) كَثِيراً ، وَخَافُوا اللهَ(٨) فِي السِّرِّ(٩) حَتّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ ».(١٠)

٢٤٦٩/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَالْحَجَّالِ جَمِيعاً ، عَنْ ثَعْلَبَةَ(١١) ، عَنْ زِيَادٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نَزَلَ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ(١٢) ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : ائْتُوا(١٣)

__________________

(١). في « ه » : - « الذنب ».

(٢). في الوسائل : « إن » بدل « لو ».

(٣). في « بس » : - « لي ».

(٤).تحف العقول ، ص ٥ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية : « اتّقوا المحقّرات من الذنوب ، وهي قول العبد : ليت لايكون لي غير هذا الذنب ».الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٩ ، ح ٣٤٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٠ ، ح ٢٠٦٠٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢٩.

(٥). في الكافي ، ح ٣٠٣٧ : « أحمد بن محمّد بن خالد ». وفيالوسائل ، ح ٢٠٦٠٤ : « أحمد بن محمّد بن عيسى ».

(٦). في « بس » : « الذنب ».

(٧). في «ه»والكافي،ح ٣٠٣٧ والزهد:«حتّى يصير».

(٨). في « ز » : - « الله ».

(٩). في الزهد : + « والعلانية ».

(١٠).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب محاسبة العمل ، ح ٣٠٣٧. وفيالزهد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، عن عثمان بن عيسى.الأمالي للمفيد ، ص ١٥٧ ، المجلس ١٩ ، ح ٨ ، بسنده عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٩ ، ح ٣٤٩٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٢٩ ، إلى قوله : « ولا تستقلّوا قليل الذنوب » ؛ وج ١٥ ، ص ٣١٠ ، ح ٢٠٦٠٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٠.

(١١). في « بف » : + « بن ميمون ».

(١٢). أصبحت الأرضُ قرعاء : رعي نباتها ، أي لانبات فيها. راجع :أساس البلاغة ، ص ٥٠٣ ( قرع ).

(١٣) في « ج » والوافي والبحار ، ج ٧٣ : « ائتونا ». وفي « د ، ه » : « ايتونا ».

٧٠٦

بِحَطَبٍ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَحْنُ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ ، مَا بِهَا مِنْ حَطَبٍ ، قَالَ(١) : فَلْيَأْتِ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ(٢) عَلَيْهِ ، فَجَاؤُوا بِهِ حَتّى رَمَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : هكَذَا تَجْتَمِعُ(٣) الذُّنُوبُ.

ثُمَّ قَالَ : إِيَّاكُمْ وَالْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ طَالِباً ، أَلَا وَإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ، وَكُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ(٤) فِي إِمامٍ مُبِينٍ ».(٥)

١١٤ - بَابُ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ‌

٢٤٧٠/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهِيكِيِّ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِيِّ(٦) ،.......................................

__________________

(١). في « ب » والوسائل : « فقال ».

(٢). في « ه » : « يقدر ».

(٣). في « ز ، بر » : « يجتمع ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٧٠ : « وأمّا قوله : أحصيناه ، فيحتمل أن يكون في الأصل : أحصاه ، فصحّف النسّاخ موافقاً للآية ، أي على سبيل الحكاية وقرأ بعض الأفاضل : نكتب ، بالنون موافقاً للآية خبراً لـ « إنّ » ، أي طالبها هذه الآية على الإسناد المجازيّ. وله وجه ، لكنّه مخالف للمضبوط في النسخ ». والجملة إشارة إلى الآية ١٢ من سورة يس (٣٦) :( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) .

(٥).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب ، صدر ح ٢٤٢٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مندون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « إيّاكم والمحقّرات من الذنوب » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٩ ، ح ٣٤٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٠ ، ح ٢٠٦٠٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣١.

(٦). لم نجد عمّار بن مروان القندي في غير سند هذا الخبر ، فالظاهر وقوع التصحيف في العنوان. والمحتمل في‌ بادي الرأي وقوع التصحيف إمّا في لقب العنوان ، أو بعض أجزائه الآخر.

أمّا احتمال التصحيف في اللقب ، فضعيف ؛ فإنّ عمّار بن مروان في رواتنا اثنان : عمّار بن مروان اليشكري ، وعمّار بن مروان الكلبي ، وروايتهما عن عبدالله بن سنان ، أو رواية النهيكي عنهما ، غير معهودة لم نجدها في موضع مع الفحص الأكيد.

والظاهر أنّ الصواب في العنوان هو زياد بن مروان القندي ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن خالد فيالمحاسن ، ص ٤٠٢ ، ذيل ح ٩٦ ، عن النهيكي ، عن القندي ؛ وفيالمحاسن ، ص ٤٢١ ، ذيل ح ٢٠٠ ، عن النهيكي ، عن زياد =

٧٠٧

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا صَغِيرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ(٢) ، وَلَاكَبِيرَةَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ(٣) ».(٤)

٢٤٧١/ ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٥) قَالَ : « الْإِصْرَارُ(٦) أَنْ يُذْنِبَ الذَّنْبَ(٧) ، فَلَا يَسْتَغْفِرَ(٨) اللهَ(٩) ، وَلَايُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِتَوْبَةٍ(١٠) ؛ فَذلِكَ الْإِصْرَارُ ».(١١)

__________________

= القندي.

وأمّا ما ورد فيالمحاسن ، ص ٥٤٤ ، ح ٨٥١ من روايته عن النهيكي عن عبدالله بن محمّد ، عن زياد بن مروان ، أو ص ٥٩٣ ، ح ١٠٧ من روايته عن النهيكي ، عن عبدالله بن محمّد ، عن زياد بن مروان القندي ، فقد ورد الأوّل فيالبحار ، ج ٦٣ ، ص ١٦٢ ، ح ٩ ؛ وج ٨٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٣٩. والثاني فيالبحار ، ج ٦٣ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٢ ، وفي المواضع الثلاثة « النهيكي عبدالله بن محمّد » وهو الصواب.

هذا ، وروى زياد بن مروان عن عبدالله بن سنان في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٧ ، ص ٤٨٦.

(١). في « ه » : - « عن عبدالله بن سنان ».

(٢). في « ه » : « إصرار ».

(٣). في « ه » : « استغفار ».

(٤).الأمالي للصدوق ، ص ٤٣٣ ، المجلس ٦٦ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛التوحيد ، ص ٤٠٧ ، ضمن الحديث الطويل ٦ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٣٠ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١١ ، ح ٣٤٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٠٦١٨.

(٥). آل عمران (٣) : ١٣٥.

(٦). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع : + « هو ». (٧). في تفسير العيّاشي : « العبد ».

(٨). في « بر » والبحار وتفسير العيّاشي : « ولايستغفر ».

(٩). في « ج ، ه ، بر ، بف » والوافي والبحار : - « الله ».

(١٠). في « ه » وحاشية « بر ، بف » : « بتركه ». وفي الوسائل وتفسير العيّاشي : « بالتوبة ».

(١١).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٨ ، ح ١٤٤ ، عن جابرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١١ ، ح ٣٤٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، =

٧٠٨

٢٤٧٢/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا وَاللهِ ، لَايَقْبَلُ(١) اللهُ شَيْئاً مِنْ طَاعَتِهِ عَلَى الْإِصْرَارِ عَلى شَيْ‌ءٍ مِنْ مَعَاصِيهِ ».(٢)

١١٥ - بَابٌ فِي أُصُولِ الْكُفْرِ وَأَرْكَانِهِ‌

٢٤٧٣/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) : « أُصُولُ الْكُفْرِ(٤) ثَلَاثَةٌ : الْحِرْصُ ، وَالِاسْتِكْبَارُ ، وَالْحَسَدُ ؛ فَأَمَّا الْحِرْصُ ، فَإِنَّ آدَمَعليه‌السلام حِينَ نُهِيَ عَنِ الشَّجَرَةِ حَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلى أَنْ أَكَلَ(٥) مِنْهَا ؛ وَأَمَّا الِاسْتِكْبَارُ ، فَإِبْلِيسُ(٦) حَيْثُ(٧) أُمِرَ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ ، فَأَبَى(٨) ؛ وَأَمَّا الْحَسَدُ ، فَابْنَا آدَمَ‌

__________________

= ص ٣٣٨ ، ح ٢٠٦٨٢ ؛البحار ، ج ٨٨ ، ص ٢٩. (١). في « ه » : « ما يقبل ».

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١١ ، ح ٣٤٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٠٦٧٩.

(٣). في حاشية « بر » : « قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٧٣ : « كأنّ المراد باُصول الكفر ما يصير سبباً للكفر أحياناً ، لا دائماً ، وللكفر أيضاً معان كثيرة : منها ما يتحقّق بإنكار الربّ سبحانه والإلحاد في صفاته. ومنها ما يتضمّن إنكار أنبيائه وحججه ، أو ما أتوابه من اُمور المعاد وأمثالها. ومنها ما يتحقّق بمعصية الله ورسوله. ومنها ما يكون بكفران نعم الله تعالى إلى أن ينتهي إلى ترك الأولى ، فالحرص يمكن أن يصير داعياً إلى ترك الأولى ، أو ارتكاب صغيرة أو كبيرة حتّى ينتهي إلى جحود يوجب الشرك والخلود ، فما في آدمعليه‌السلام كان من الأوّل ، ثمّ تكامل في أولاده حتّى انتهى إلى الأخير ، فصحّ أنّه أصل الكفر ، وكذا سائر الصفات ».

(٥). في « بس » والخصال : « أن يأكل ».

(٦). في « ه » : « فإنّ إبليس ».

(٧). في حاشية « ج » والبحار والخصال والأمالي : « حين ».

(٨). في « ه » : « فلم يسجد ». وفي البحار والأمالي : « استكبر ». وفيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٦٨ : « قد كان إباء إبليس لعنه الله من السجود عن حسد واستكبار ، وإنّما خصّ الاستكبار بالذكر لأنّه تمسّك به ، حيث قال :( أَنَا =

٧٠٩

حَيْثُ(١) قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ(٢) ».(٣)

٢٤٧٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله : أَرْكَانُ الْكُفْرِ أَرْبَعَةٌ : الرَّغْبَةُ ، وَالرَّهْبَةُ ، وَالسَّخَطُ(٥) ، وَالْغَضَبُ ».(٦)

٢٤٧٥/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ(٧) الدِّهْقَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ(٨) أَوَّلَ مَا عُصِيَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-

__________________

=خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) [ الأعراف (٧) : ١٢ ؛ ص (٣٨) : ٧٦ ] ، أو لأنّ الاستكبار أقبح من الحسد ؛ لأنّ المتكبّر يدّعي مشاركة الباري في أخصّ صفاته ».

(١). في الخصال والأمالي : « حين ».

(٢). في الخصال والأمالي : + « حسداً ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ٤١٩ ، المجلس ٦٥ ، ح ٧ ؛والخصال ، ص ٩٠ ، باب الثلاثة ، ح ٢٨ ، بسندهما عن بكر بن محمّدالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٣٩ ، ح ٣١٠٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٠٦٨٤ ، إلى قوله : « والاستكبار والحسد » ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٤ ، ح ١.

(٤). في حاشية « ج » : « رسول الله ».

(٥). في « بر » : + « بقضاء الله ». ولعلّ المراد بالرغبة الرغبة في الدنيا والحرص عليها ، وبالرهبة الخوف من فواتها والهمّ من زوالها ، وبالسخط عدم الرضا بقضاء الله وانقباض النفس في حكمه ، وبالغضب ثوران النفس نحو الانتقام عند مشاهدة ما لايلائمها من المكاره والآلام. راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٦٩.

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٤١٩ ، المجلس ٦٥ ، ح ٨ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم.الجعفريّات ، ص ٢٣٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ، مع زيادة في أوّله.تحف العقول ، ص ٢٢٣ ، مع زيادة في أوّله ؛وفيه ، ص ٢٠٧ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٨٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٠٦٨٥ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٥ ، ح ٢.

(٧). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي « ه » والمطبوع : « عبدالله ».

والصواب ما أثبتناه ، وعبيد الله هذا ، هوعبيد الله بن عبد الله الدهقان المترجم فيرجال النجاشي ، ص ٢٣١ ، الرقم ٦١٤ ، وفيالفهرست للطوسي ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٤٦٩. وروى نوح بن شعيب عنه بعنوان عبيدالله بن عبدالله الدهقان فيالكافي ، ح ١٢٩. (٨). في « ه » والخصال : - « إنّ ».

٧١٠

بِهِ سِتٌّ(١) : حُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الطَّعَامِ ، وَحُبُّ النَّوْمِ ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ(٢) ، وَحُبُّ النِّسَاءِ ».(٣)

٢٤٧٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ رَجُلاً مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ : الشِّرْكُ بِاللهِ ، قَالَ : ثُمَّ(٤) مَا ذَا؟ قَالَ : قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، قَالَ :

ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ : الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمَعْرُوفِ ».(٥)

٢٤٧٧/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يَزِيدَ الصَّائِغِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ عَلى هذَا الْأَمْرِ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِنِ ائْتُمِنَ خَانَ ، مَا مَنْزِلَتُهُ؟

__________________

(١). في « ص » والوافي : + « خصال ». وفي الخصال : « بستّ خصال ».

(٢). في « ه » : « وحبّ الراحة وحبّ النوم ». والمراد الإفراط في تلكم الصفات بحيث ينتهي إلى ارتكاب الحرام أو ترك السنن والاشتغال عن ذكرالله ؛ أو حبّ الحياة الدنيا المذمومة ، وحبّ الرئاسة بالجور والظلم ، وحبّ الطعام بحيث لايبالي حصل من حلال أو حصل من حرام ، وحبّ النوم بحيث يصير مانعاً من الطاعات الواجبة والمندوبة ، وكذا حبّ الراحة وحبّ النساء. راجع :مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٧٥.

(٣).المحاسن ، ص ٢٩٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٥٩ ، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن عبيد بن عبدالله الدهقان.الخصال ، ص ٣٣٠ ، باب الستّة ، ح ٢٧ ، بسنده عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن سنان ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٢ ، ح ٣٢٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٠٦٨٦ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٥ ، ح ٣. (٤). في «ه»:«ثمّ قال». وفي«بف»:«ثمّ قال:ثمّ».

(٥).المحاسن ، ص ٢٩٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٦٠ ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ومحمّد بن سنان. وفيالكافي ، كتاب الجهاد ، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ح ٨٣٢٧ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٥٥ ، بسند آخر.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٦ ، وفيه : « نروى أنّ رجلاً جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال » ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٥ ، ص ٩١٥ ، ح ٣٢٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، ذيل ح ٢١١٣٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٦ ، ح ٤.

٧١١

قَالَ : « هِيَ أَدْنَى الْمَنَازِلِ مِنَ الْكُفْرِ وَلَيْسَ بِكَافِرٍ ».(١)

٢٤٧٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مِنْ عَلَامَاتِ(٢) الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ(٣) ، وَقَسْوَةُ الْقَلْبِ ، وَشِدَّةُ الْحِرْصِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا(٤) ، وَالْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ ».(٥)

٢٤٧٩/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « خَطَبَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله النَّاسَ(٦) ، فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ قَالُوا : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ(٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله : الَّذِي يَمْنَعُ رِفْدَهُ(٨) ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ ، وَيَتَزَوَّدُ(٩) وَحْدَهُ ؛ فَظَنُّوا أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً هُوَ شَرٌّ(١٠) مِنْ هذَا.

__________________

(١).الوافي ، ج ٤ ، ص ١٩٩ ، ح ١٨١٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤٠ ، ح ٢٠٦٨٩ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٦ ، ح ٥.

(٢). في « ج ، ه ، بر » وشرح المازندراني والوافي : « علامة ».

(٣). جمدت عينه : قلّ دَمْعُها.المصباح المنير ، ص ١٠٧ ( جمد ).

(٤). في الخصال ، ص ٢٤٢ : « الرزق ».

(٥).الخصال ، ص ٢٤٢ ، باب الأربعة ، ح ٩٦ ، بسنده عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٨ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛والخصال ، ص ٢٤٣ ، باب الأربعة ، ح ٩٧ ؛والجعفريّات ، ص ١٦٨ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ١٠ ، ضمن الحديث الطويل ؛ وص ٤٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الاختصاص ، ص ١١١ ، وفيه : « أنّ للمنافق أربع علامات » ؛وفيه ، ص ٢٢٨ : « أربع من علامات النفاق » ، وفيهما مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٤٠ ، ح ٣١١١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٠٦٨٠ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٧ ، ح ٦.

(٦). في « ز » : « للناس ».

(٧). في « ج » والوسائل والبحار : « فقال ».

(٨). رَفَده رَفْداً : أعطاه أو أعانه. والرِّفْد : اسم منه.المصباح المنير ، ص ٢٣٢ ( رفد ).

(٩). في « ه » : « ينزل ». وفيمرآة العقول : « ويتزوّد وحده ، أي يأكل زاده وحده من غير رفيق مع الإمكان. أو أنّه لا يعطي من زاده غيره شيئاً من عياله وغيرهم. وقيل : أي لا يأخذ نصيب غيره عند أخذ العطاء ، وهو بعيد ». و « الزاد » : طعام يتّخذ للسفر.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨١ ( زود ).

(١٠). في « ه » : « أشرّ » وكذا فيما يأتي.

٧١٢

ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ ذلِكَ؟ قَالُوا : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَصلى‌الله‌عليه‌وآله : الَّذِي لَا يُرْجى خَيْرُهُ ، وَلَايُؤْمَنُ شَرُّهُ ؛ فَظَنُّوا أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً هُوَ شَرٌّ مِنْ هذَا.

ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ ذلِكَ(١) ؟ قَالُوا : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ(٢) ، قَالَصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْمُتَفَحِّشُ اللَّعَّانُ ، الَّذِي إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ الْمُؤْمِنُونَ لَعَنَهُمْ ، وَإِذَا ذَكَرُوهُ لَعَنُوهُ ».(٣)

٢٤٨٠/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٤) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، كَانَ مُنَافِقاً - وَإِنْ صَامَ وَصَلّى ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ - : مَنْ إِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا(٥) وَعَدَ أَخْلَفَ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ(٦) فِي كِتَابِهِ :( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ ) (٧) وَقَالَ :( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) (٨) وَفِي(٩) قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) (١٠) ».(١١)

٢٤٨١/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

__________________

(١). في « ه » : « ذلكم ».

(٢). في الوسائل : - « يا رسول الله ».

(٣). راجع :معاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٢.الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٥٦ ، ح ٣٣٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤٠ ، ح ٢٠٦٩٠ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٧ ، ح ٧. (٤). في حاشية « ج » : « أصحابنا ».

(٥). في « ص » : « وإن ».

(٦). في « بر » : « يقول ».

(٧). الأنفال (٨) : ٥٨.

(٨). النور (٢٤) : ٧.

(٩). في « ه » : - « في ».

(١٠). مريم (١٩) : ٥٤.

(١١).قرب الإسناد ، ص ٢٨ ، ح ٩٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « وإذا وعد أخلف » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الخصال ، ص ٢٥٤ ، باب الأربعة ، ح ١٢٩ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .مصباح الشريعة ، ص ١٤٤ ، الباب ٦٨ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف وزيادة.تحف العقول ، ص ١٠ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٣١٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الصادقعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٨٧٧ ؛الوسائل ، ح ١٥ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٠٦٨٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٨ ، ح ٨.

٧١٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْعَدِكُمْ مِنِّي شَبَهاً(١) ؟ قَالُوا : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْفَاحِشُ الْمُتَفَحِّشُ الْبَذِي‌ءُ(٢) الْبَخِيلُ الْمُخْتَالُ(٣) ، الْحَقُودُ(٤) الْحَسُودُ ، الْقَاسِي الْقَلْبِ ، الْبَعِيدُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ يُرْجى ، غَيْرُ الْمَأْمُونِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ(٥) يُتَّقى ».(٦)

٢٤٨٢/ ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ رَفَعَهُ إِلى سَلْمَانَ ، قَالَ :

إِذَا أَرَادَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - هَلَاكَ عَبْدٍ ، نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ ، فَإِذَا(٧) نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ ، لَمْ تَلْقَهُ(٨) إِلَّا خَائِناً مَخُوناً(٩) ، فَإِذَا(١٠) كَانَ خَائِناً مَخُوناً ، نُزِعَتْ(١١) مِنْهُ الْأَمَانَةُ ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ ، لَمْ تَلْقَهُ(١٢) إِلَّا فَظّاً(١٣) غَلِيظاً ، فَإِذَا كَانَ فَظّاً غَلِيظاً ، نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ(١٤) الْإِيمَانِ ، فَإِذَا(١٥) نُزِعَتْ مِنْهُ‌

__________________

(١). في « ه » : « سبباً ».

(٢). « البذي » : الفاحش القول ؛ من البذاء ، وهو الفحش في القول. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٩ (بذا) ؛لسان ‌العرب ، ج ١ ، ص ٣٠ ( بذأ ).

(٣). « المختال » : المتكبّر. تقول منه : اختال فهو ذوخُيَلاء وذوخال وذومَخيلة ، أي ذوكبر. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩١ ( خيل ). (٤). في « بف » : - « الحقود ».

(٥). في « ه » : « شي‌ء ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٤٠ ، ح ٣١١٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤١ ، ح ٢٠٦٩١ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٩ ، ح ٩.

(٧). في « بر ، بف » : « وإذا ».

(٨). في « ص ، بس » : « لم يلقه » أي الإنسان.

(٩). في « د » : « مخوّناً ». وفيالوافي : « مخوّناً ، على صيغة الفاعل أوالمفعول ؛ من خوّنه تخويناً ، إذا نسبه إلى ‌الخيانة. ونقّصه ». وللمزيد راجع :مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٨١.

(١٠). في البحار : « فإن ».

(١١). في البحار : « نزع ».

(١٢). في « ص » : « لم يلقه ».

(١٣) رجل فظّ ، أي سيّئ الخلق. وفلان أفضّ ، أي أصعب خُلُقاً وأشرس.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥٩ ( فظظ ).

(١٤) « الرِّبقة » في الأصل : عروة في حَبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تُمسكها ، فاستعارها للإيمان ، يعني ما يشدّ المؤمن به نفسه من عُرى الإيمان ، أي حدوده وأحكامه ، وتجمع الربقة على رِبَق. ويقال للحبل الذي تكون فيه الربقة : رِبْق ، وتجمع على أرباق ورِباق.النهاية ، ج ٢ ، ص ١٩٠ ( ربق ).

(١٥) في « ب » : « ومن ». وفي حاشية « ب » : « وإذا ».

٧١٤

رِبْقَةُ الْإِيمَانِ(١) ، لَمْ تَلْقَهُ(٢) إِلَّا شَيْطَاناً مَلْعُوناً(٣) .

٢٤٨٣/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الْكَرْخِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثٌ مَلْعُونَاتٌ مَلْعُونٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ : الْمُتَغَوِّطُ فِي ظِلِّ النُّزَّالِ(٤) ، وَالْمَانِعُ الْمَاءَ(٥) الْمُنْتَابَ(٦) ، وَالسَّادُّ الطَّرِيقَ الْمُعْرَبَةَ(٧) ».(٨)

٢٤٨٤/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثٌ(٩) مَلْعُونٌ(١٠) مَنْ فَعَلَهُنَّ : الْمُتَغَوِّطُ فِي ظِلِّ النُّزَّالِ(١١) ، وَالْمَانِعُ الْمَاءَ(١٢) الْمُنْتَابَ ،..........................

__________________

(١). في « ب » : « الإسلام ». وفي حاشية « ب » : « إيمان ».

(٢). في « ص » : « لم يلقه ». وفي « ه » : « فلم تلقه ».

(٣).الاختصاص ، ص ٢٤٨ ، مرسلاً عن أنس بن مالك ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه : « أوّل ما ينزع من العبد الحياء » مع اختلاف يسير. راجع :معاني الأخبار ، ص ٤١٠ ، ح ٩٤الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٤٠ ، ح ٣١١٣ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١١٠ ، ح ١٠.

(٤). المراد بظلّ النزّال تحت سقف أو شجرة ينزلها المسافرون ، وقد يعمّ بحيث يشمل المواضع المعدّة لنزولهم وإن لم يكن فيه ظلّ ؛ لاشتراك العلّة أو بحمله على الأعمّ. والتعبير بالظلّ لكونه غالباً كذلك. والظاهر اختصاص الحكم بالغائط ؛ لكونه أشدّ ضرراً ، وربّما يعمّ ليشمل البول.البحار ، ج ٦٩ ، ص ١١٢ ، ذيل ح ١١.

(٥). « الماء » مفعول أوّل للمانع ، إمّا مجرور بالإضافة من باب الضارب الرجل ، أو منصوب على المفعوليّة و « المنتاب » مفعول ثان. راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٧٤ ؛مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٨٣.

(٦). انتابه : قصده مرّة بعد مرّة.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ ( نوب ). والمراد : الماء المباح الذي يتناوب عليه ويؤتى مرّة بعد اُخرى ، أي يرد عليه الناس متناوبة ومتبادلة ؛ لعدم اختصاصه بأحدهم ، كالماء المملوك المشترك بين جماعة.

(٧). في « ج ، د ، ه ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار : « المقربة ». وفي « بر » : « المقرِّبة ». و « الطريق المعربة » : البيّنة الواضحة. راجع :مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١١٨ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٠ ( عرب ).

(٨).الوافي ، ج ١٨ ، ص ١٠١٦ ، ح ١٨٧٢٤ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١١٢ ، ح ١١.

(٩). في الكافي ، ح ٣٨٧٥ : + « خصال ».

(١٠). في البحار : « ملعونات ».

(١١). في الفقيه : « النزل ».

(١٢). في البحار : « للماء ».

٧١٥

وَالسَّادُّ(١) الطَّرِيقَ الْمَسْلُوكَ(٢) ».(٣)

٢٤٨٥/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِ رِجَالِكُمْ؟ ». قُلْنَا(٤) : بَلى يَا رَسُولَ اللهِ.

فَقَالَ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إِنَّ مِنْ شِرَارِ(٦) رِجَالِكُمُ الْبَهَّاتَ(٧) الْجَرِي‌ءَ(٨) الْفَحَّاشَ ، الْآكِلَ وَحْدَهُ ، وَ(٩) الْمَانِعَ رِفْدَهُ ، وَالضَّارِبَ عَبْدَهُ ، وَالْمُلْجِئَ عِيَالَهُ إِلى غَيْرِهِ ».(١٠)

٢٤٨٦/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُيَسِّرٍ(١١) ، عَنْ أَبِيهِ :

__________________

(١). في الكافي ، ح ٣٨٧٥ والوافي والتهذيب : « وسادّ ».

(٢). في حاشية « بر » : « المعربة ».

(٣).الكافي ، كتاب الطهارة ، باب الموضع الذي يكره أن يتغوّط فيه أو يبال ، ح ٣٨٧٥ ، بسنده عن إبراهيم الكرخي.التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٠ ، ح ٨٠ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥ ، ح ٤٥ ، وفيه : « وفي خبر آخر لعن الله المتغوّط »الوافي ، ج ٦ ، ص ١٠٨ ، ح ٣٨٦٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ، ذيل ح ٨٥٥ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١١٤ ، ح ١٢.

(٤). في « ب » : « فقلنا ». وفي « ص ، ه ، بر ، بف » وحاشية « بس » والوافي : « فقالوا ».

(٥). في « ب ، د ، ز » والبحار : « قال ».

(٦). في الوسائل:«قال:شرار»بدل«فقال:إنّ من شرار ».

(٧). بَهَته بَهْتاً وبَهَتاً وبُهتاناً فهو بهّات ، أي قال عليه ما لم يفعله.الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ( بهت ).

(٨). في « د ، بر » والوافي : « الجريّ » ، وهو من تخفيف الهمزة بقلبها ياءً وإدغام الياءين. والجري‌ء والجريّ : المقدام على القبيح. راجع :شرح‌المازندرانى ، ج ٩ ، ص ٢٧٥ ؛مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٨٥.

(٩). في الوافي : - « و ».

(١٠).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٠٠ ، ذيل ح ١٥٩٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، مع اختلاف يسير.المحاسن ، ص ٣٥٦ ، كتاب المآكل ، ح ٦٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٤١ ، ح ٣١١٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤٠ ، ح ٢٠٦٨٨ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١١٤ ، ح ١٣.

(١١). لم نجد رواية ابن أبي عمير عن مُيَسِّر إلّا في سند هذا الخبر وما ورد فيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٩٧٧ من =

٧١٦

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : خَمْسَةٌ لَعَنْتُهُمْ وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٍ(١) : الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللهِ ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي ، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ(٢) اللهِ ، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللهُ ، وَالْمُسْتَأْثِرُ(٣) بِالْفَيْ‌ءِ وَالْمُسْتَحِلُّ(٤) لَهُ ».(٥)

١١٦ - بَابُ الرِّيَاءِ‌

٢٤٨٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ‌

__________________

= رواية محمّد بن أبي عمير ، عن ميسّر بن عبدالعزيز. لكن خبرالفقيه ورد في الكافي ، ح ٩٠٣٤ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٦٦ ، ح ٢٨٣ ، وص ١٢٨ ، ح ٥٦٠ ، وقد توسّط جميل [ بن درّاج ] بين ابن أبي عمير وميسّر. والمظنون في ما نحن فيه وقوع التحريف في العنوان ، بأن كان الأصل إمّا « ابن ميسّر ، عن أبيه » أو « محمّد بن ميسّر ، عن أبيه » ؛ فقد روى ابن أبي عمير كتاب محمّد بن ميسّر عبدالعزيز ، وروى في بعض الأسناد عنه بعنوان محمّد بن ميسّر. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٦٨ ، الرقم ٩٩٧ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٢٠ ، الرقم ٦٤٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٧ ، ص ٤٥٧.

ثمّ إنّه روى إبراهيم بن عقبة ، عن محمّد بن ميسّر ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام فيالكافي ، ح ٨٩٥٣ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٧١ ، ح ٣٠٣ - والخبر واحد - كما روى إبراهيم بن عقبة ، عن محمّد بن ميسّر ، عن أبيه ، عن أبي جعفر أو أبي عبداللهعليه‌السلام فيالمحاسن ، ص ٥٣١ ، ح ٧٧٩.

وبذلك يعرف الخلل في ما ورد فيالكافي ، ح ١١٩٧٣ من نقل خبرالمحاسن عن إبراهيم بن عقبة ، عن ميسّر ، عن محمّد بن عبدالعزيز ، عن أبيه ، عن أبي جعفر أو أبي عبداللهعليهما‌السلام .

(١). « كلّ نبيّ » عطف على فاعل « لعنتهم » ، أو منصوب على أنّه مفعول معه. و « مجاب » صفة لـ « نبيّ » ، أو « كلّ نبيّ » مبتدأ ، و « مجاب » خبره ، والجملة حاليّة ، أو معطوفة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٧٥ ؛مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٨٦. (٢). في « ه » : « لقدر ».

(٣). الاستئثار : الانفراد بالشي‌ء.النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢ ( أثر ).

(٤). في « ب ، ج ، د ، ز » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار : « المستحلّ » بدون الواو.

(٥).المحاسن ، ص ١١ ، كتاب القرائن ، ح ٣٣ ؛والخصال ، ص ٣٤٩ ، باب السبعة ، ح ٢٤ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالخصال ، ص ٣٥٠ ، نفس الباب ، ح ٢٥ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛وفيه ، ص ٣٣٨ ، باب الستّة ، ح ٤١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٨٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٤١ ، ح ٢٠٦٩٢ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ١١٥ ، ح ١٤.

٧١٧

ابْنِ الْقَدَّاحِ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ قَالَ لِعَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الْبَصْرِيِّ فِي الْمَسْجِدِ : « وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ ، إِيَّاكَ وَالرِّيَاءَ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلى مَنْ عَمِلَ لَهُ ».(٢)

٢٤٨٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هذَا(٣) لِلّهِ ، وَلَاتَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ ؛ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ لِلّهِ ، وَمَا كَانَ لِلنَّاسِ فَلَا يَصْعَدُ(٤) إِلَى اللهِ(٥) ».(٦)

٢٤٨٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كُلُّ رِيَاءٍ شِرْكٌ ؛ إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِلنَّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى النَّاسِ ،

__________________

(١). في البحار : + « عن أبي بصير ». والمراد من ابن القدّاح هو عبدالله بن ميمون ، ولم نجد في شي‌ء من الأسناد روايته عن أبي بصير ، سواءٌ أقلنا بكونه يحيى الأسدي أو ليثاً المرادي. فالظاهر زيادة « عن أبي بصير » في سند البحار.

(٢).المحاسن ، ص ١٢٢ ، كتاب عقاب الأعمال ، ذيل ح ١٣٥ ؛وثواب الأعمال ، ص ٢٨٩ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « قال الله عزّ وجلّ : من عمل لي ولغيري ، فهو لمن عمل له »الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٣ ، ح ٣١٣٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ١٤٣ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٦٦ ، ح ١.

(٣). في الكافي ، ح ٤٣٢ والمحاسن والتوحيد : - « هذا ».

(٤). في « ص » : « فهو لا يصعد ». والصعود إليه كناية عن القبول.

(٥). في الكافي ، ح ٢٢٢٩ : « إلى السماء ».

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في ترك دعاء الناس ، صدر ح ٢٢٢٩.وفيه ، كتاب التوحيد ، باب الهداية أنّها من الله عزّوجلّ ، صدر ح ٤٣٢ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال.المحاسن ، ص ٢٠١ ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٣٨ ، عن ابن فضّال ؛التوحيد ، ص ٤١٤ ، صدر ح ١٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٣٧ ، صدر ح ٤٨ ، عن عليّ بن عقبةالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٣ ، ح ٣١٣٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٧١ ، ح ١٥٨ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨١ ، ح ٢.

٧١٨

وَمَنْ عَمِلَ لِلّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللهِ ».(١)

٢٤٩٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي(٢) قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٣) :( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) (٤) قَالَ : « الرَّجُلُ(٥) يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ(٦) لَايَطْلُبُ بِهِ وَجْهَ اللهِ ، إِنَّمَا يَطْلُبُ(٧) تَزْكِيَةَ النَّاسِ يَشْتَهِي أَنْ يُسْمِعَ بِهِ النَّاسَ(٨) ، فَهذَا(٩) الَّذِي أَشْرَكَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ أَسَرَّ خَيْراً فَذَهَبَتِ(١٠) الْأَيَّامُ أَبَداً(١١) حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ خَيْراً ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُسِرُّ شَرّاً فَذَهَبَتِ(١٢) الْأَيَّامُ(١٣) حَتّى يُظْهِرَ اللهُ لَهُ شَرّاً ».(١٤)

٢٤٩١/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ ، قَالَ :

__________________

(١).الزهد ، ص ١٣٤ ، ح ١٧٦ ، عن محمّد بن سنان ، عن يزيد بن خليفة.علل الشرائع ، ص ٥٦٠ ، ح ٤ ، بسنده عن يزيد بن خليفة ، مع زيادة في أوّله. وفيالمحاسن ، ص ١٢١ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٥ ؛وثواب الأعمال ، ص ٢٨٩ ، ح ١ ، بسند آخر.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٧ ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٣ ، ح ٣١٣٥ ؛الوسائل ، ج ١ ص ٧١ ، ح ١٥٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨١ ، ح ٣.

(٢). في الزهد : «قال سألته عن » بدل « في ».

(٣). في«ه»:«قال في قوله» بدل «في قول الله عزّوجلّ».

(٤). الكهف (١٨) : ١١٠.

(٥). في الزهد : « هو العبد » بدل « الرجل ».

(٦). في الزهد : « الطاعات ».

(٧). في الزهد : + « به ».

(٨). في الزهد : - « الناس ».

(٩). في « بر » : « فهو ».

(١٠). في الزهد : « فتذهب ».

(١١). في الزهد » : - « أبداً ».

(١٢). في الزهد : « وما من عبد أسرّ شرّاً فتذهب ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والوسائل والبحار والزهد. وفي المطبوع : + « أبداً ».

(١٤)الزهد ، ص ١٣٦ ، ح ١٨٠ ، عن النضربن سويد.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، ح ٩٣ ، عن جرّاح ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٧ ، مع زيادة في آخره ، وفيهما إلى قوله : « فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه » ؛وفيه ، ص ٣٨٨ ، من قوله : « ما من عبد أسرّ خيراً » ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٣ ، ح ٣١٣٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٧١ ، ح ١٥٩ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨١ ، ح ٤ ؛ وج ٨٤ ، ص ٣٤٨.

٧١٩

قَالَ لِيَ(١) الرِّضَاعليه‌السلام : « وَيْحَكَ ، يَا ابْنَ عَرَفَةَ ، اعْمَلُوا لِغَيْرِ رِيَاءٍ وَلَاسُمْعَةٍ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلى مَا عَمِلَ(٢) ؛ وَيْحَكَ ، مَا عَمِلَ أَحَدٌ عَمَلاً إِلَّا رَدَّاهُ(٣) اللهُ(٤) ، إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ(٥) ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ(٦) ».(٧)

٢٤٩٢/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

إِنِّي لَأَتَعَشَّى مَعَ(٨) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) (٩) : « يَا أَبَا حَفْصٍ(١٠) ، مَا يَصْنَعُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ(١١) - بِخِلَافِ مَا يَعْلَمُ اللهُ تَعَالى؟! إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ يَقُولُ : مَنْ أَسَرَّ سَرِيرَةً رَدَّاهُ اللهُ(١٢) رِدَاءَهَا ، إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ(١٣) ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ(١٤) ».(١٥)

__________________

(١). في « ه » : - « لي ».

(٢). في مرآة العقول والبحار : « من عمل ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ١٠٧ : « ردّاه تردية : ألبسه الرداء ، أي يلبسه الله رداءاً ؛ فإنّه يلبس فوق الثياب ولايكون مستوراً بثوب آخر وربّما يقرأ : ردأه ، بالتخفيف والهمز. يقال : رداه به ، أي جعله له ردءاً وقوّة وعماداً » ونسبه إلى الخبط والتصحيف.

(٤). في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار : + « به ».

(٥). في « ب ، ه » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « فخيراً ».

(٦). في « ب ، ه » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « فشرّاً ».

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٤ ، ح ٣١٣٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٦ ، ح ١٤٥ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨٤ ، ح ٥.

(٨). في البحار : « عند ».

(٩). القيامة (٧٥) : ١٤ - ١٥.

(١٠). في الوسائل ، ح ١٤٢ : « ثمّ قال » بدل « يا أبا حفص ».

(١١). في الكافي ، ح ٢٥٠١ : « أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه » بدل « أن يتقرّب - إلى - ما يعلم الله تعالى ».

(١٢). في الكافي ، ح ٢٥٠١ : « ألبسه الله » بدل « ردّاه الله ».

(١٣) في « ب ، ه » : « فخيراً ».

(١٤) في « ب ، ه » : « فشرّاً ».

(١٥) سيأتي هذا الحديث بعينه سنداً ومتناً في هذا الباب ذيل الرقم ١٥ ، ولا اختلاف إلّافي موضعين أشرنا إليه.الجعفريّات ، ص ١٥٨ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من أستر سريرة ألبسه الله تعالى رداها ، إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ »الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٤ ، ح ٣١٣٩ ؛ =

٧٢٠

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790