الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184491 / تحميل: 6202
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ(١) : الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْحَجِّ ، وَالْوَلَايَةِ(٢) ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْ‌ءٍ مَا نُودِيَ بِالْوَلَايَةِ يَوْمَ الْغَدِيرِ ».(٣)

١٤٩٨/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : حَدِّثْنِي عَمَّا بُنِيَتْ عَلَيْهِ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ إِذَا أَنَا(٤) أَخَذْتُ بِهَا زَكا عَمَلِي ، وَلَمْ يَضُرَّنِي جَهْلُ مَا جَهِلْتُ بَعْدَهُ(٥)

فَقَالَ(٦) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ(٧) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ فِي الْأَمْوَالِ مِنَ(٨) الزَّكَاةِ ، وَالْوَلَايَةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ(٩) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : مَنْ مَاتَ وَ(١٠) لَايَعْرِفُ(١١) إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١٢) فَكَانَ عَلِيٌّ ، ثُمَّ صَارَ مِنْ بَعْدِهِ الْحَسَنُ(١٣) ، ثُمَّ(١٤) مِنْ بَعْدِهِ الْحُسَيْنُ(١٥) ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ هكَذَا يَكُونُ الْأَمْرُ ؛ إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَصْلُحُ إِلَّا بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ‌

__________________

(١). في « ب ، د ، بر ، بس » وحاشية « ج » والبحار : + « الولاية و ». وفي « ف » : + « على ». وفي « ه » : « خمسة ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « والولاية ».

(٣). راجع :الأمالي للطوسي ، ص ٥١٨ ، المجلس ١٨ ، ح ٤١.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ذيل ح ١٠ ؛البحار ، ج ٦٥ ، ص ٣٣٢ ، ح ٨.

(٤). في «ج، د ،ز ،ص، ف، بر، بس »: - « أنا ».

(٥). في « ه » : « بعدها به ».

(٦). في « ه » : « قال ».

(٧). في « د ، بس » : - « به ».

(٨). في الوافي : - « من ».

(٩). في « ه » : « وأنّ ».

(١٠). في «ب، ج، د ، ه، بر، بس، بف» :- « و ».

(١١). في حاشية « ف » : « ولم يعرف ».

(١٢). النساء (٤) : ٥٩.

(١٣) هكذا في « ف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حسن ».

(١٤) في « ج » : + « صار ».

(١٥) هكذا في « ف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حسين ».

٦١

لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَ(١) أَحْوَجُ مَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِلى مَعْرِفَتِهِ إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُهُ(٢) هَاهُنَا - قَالَ(٣) : وَأَهْوى بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ - يَقُولُ حِينَئِذٍ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى أَمْرٍ حَسَنٍ ».(٤)

١٤٩٩/ ١٠. عَنْهُ(٥) ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ(٦) ، هَلْ تَعْرِفُ مَوَدَّتِي لَكُمْ ، وَانْقِطَاعِي إِلَيْكُمْ ،

__________________

(١). في « ب » : + « قال ».

(٢). في « ه » : + « إلى ».

(٣). في « ف ، ه » : - « قال ».

(٤).المحاسن ، ص ٩٢ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٤٦ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السري أبي اليسع ، من قوله : « ومن مات لايعرف إمامه » ؛المحاسن ، ص ١٥٤ ، كتاب الصفوة ، ح ٧٩ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي اليسع عيسى بن السري ، من قوله : « إنّ الأرض لاتصلح إلّا بإمام » ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السري اليسري ، من قوله : « ومن مات لايعرف إمامه ». راجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى ، ح ٩٧٨.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٣ ، ح ١٧٠١.

(٥). روى فيالكافي ، ح ١٢٢٨١ ، عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد ، عن أبي الجارود. فيبدو في بادى النظر رجوع الضمير في ما نحن فيه إلى حمّاد بن عثمان في السند السابق ، لكنّ الظاهر أنّه لا يمكن الاعتماد على الكافي المطبوع ؛ فقد ورد في بعض نسخه المعتبرة « الجارود » وفي بعضها الآخر « جارود » بدل « أبي الجارود ». ويؤيّد ذلك ما ورد فيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٠٩ ، ح ٤٧٦ ؛ والوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٣٥ ، ح ٣٢٠٥٦ - نقلاً منالكافي - من « جارود » بدل « أبي الجارود ». وجارود هو جارود بن المنذر أبوالمنذر الكندي. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٠ ، الرقم ٣٣٤ ؛رجال البرقي ، ص ١٥ ؛ وص ٤٢.

هذا ، ولم نجد رواية حمّاد - وهو ابن عثمان - عن أبي الجارود - وهو زياد بن المنذر - في موضع.

ثمّ إنّ الظاهر رجوع الضمير إلى عيسى بن السريّ في السند المتقدّم ؛ فقد وردت رواية أبي اليسع عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام فيالتوحيد ، ص ٤٥٧ ، ح ١٣. وأبو اليسع هو عيسى بن السريّ ، كما ظهر ممّا تقدّم آنفاً من الحديث السادس وذيله ، وكذا منالمحاسن ، ص ٩٢ ، ح ٤٦ ، وعنه فيثواب الأعمال ، ص ٢٤٤ ، ح ١ ، وص ١٥٤ ، ح ٧٩. وانظر أيضاً :رجال البرقي ، ص ٣٠ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٢٤ ، الرقم ٧٩٩ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ٣٣٣ ، الرقم ٥٢٣.

فعليه في السند تعليق ، ويكون أصله هكذا ؛ عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عيسى بن السريّ ، عن أبي الجارود.

(٦). في « ه » : + « عليك السلام ».

٦٢

وَمُوَالَاتِي إِيَّاكُمْ؟ قَالَ(١) : فَقَالَ : « نَعَمْ ».

قَالَ(٢) : فَقُلْتُ(٣) : فَإِنِّي(٤) أَسْأَلُكَ(٥) مَسْأَلَةً تُجِيبُنِي فِيهَا(٦) ؛ فَإِنِّي مَكْفُوفُ الْبَصَرِ ، قَلِيلُ الْمَشْيِ ، وَلَا أَسْتَطِيعُ(٧) زِيَارَتَكُمْ كُلَّ حِينٍ؟ قَالَ(٨) : « هَاتِ(٩) حَاجَتَكَ ».

قُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِدِينِكَ الَّذِي تَدِينُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ ؛ لِأَدِينَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ ، قَالَ(١٠) : « إِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ(١١) الْخُطْبَةَ(١٢) فَقَدْ(١٣) أَعْظَمْتَ الْمَسْأَلَةَ ، وَاللهِ لَأُعْطِيَنَّكَ دِينِي وَدِينَ آبَائِيَ الَّذِي نَدِينُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(١٤) ، شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ(١٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْإِقْرَارَ بِمَا جَاءَ بِهِ(١٦) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالْوَلَايَةَ لِوَلِيِّنَا ، وَالْبَرَاءَةَ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ، وَانْتِظَارَ قَائِمِنَا ، وَالِاجْتِهَادَ ، وَالْوَرَعَ ».(١٧)

١٥٠٠/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ه » : - « قال ».

(٢). في « بر » : - « قال ».

(٣). في « ج ، ز ، ف ، ه » والوافي : « قلت ».

(٤). في « ب ، بر » : « إنّي ».

(٥). في « ص ، ف ، ه » : + « عن ».

(٦). في « بس » : « بها ».

(٧). في « بس » والبحار : « لا أستطيع » بدون الواو. وفي « ص » : « فلا أستطيع ».

(٨). في « ه » : « فقال ».

(٩). في « بس » : « فأت ».

(١٠). في « ه » : « فقال ».

(١١). في « ه » : + « في ». وفي « بر » : « قصرت » بالتخفيف. وفي « بف » : « قصّرت » بالتشديد.

(١٢). في « د » : « الخِطبة » بكسر الخاء. وفيمرآة العقول : « الظاهر أنّ الخُطبة - بضمّ الخاء - أي ما يتقدّم من الكلام المناسب قبل إظهار المطلوب. ومنهم من قرأ : الخِطبة ، بالكسر ، مستعارة من خِطبة النساء ، وهو تكلّف ». وفي الوافي : « لعلّه أراد بالخُطبة ما مهّده قبل السؤال. وإقصاره إيّاه اكتفاؤه بالاستفهام من غير بيان وإعلام ».

(١٣) في « ج ، ف ، بس » وحاشية « د » : « قد ».

(١٤) في « ج » : - « به ».

(١٥) في « د » : - « الله ».

(١٦) في « ب ، د ، ف ، بس » والبحار : - « به ».

(١٧)الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٣ ، ح ١٧٠٢ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٤ ، ح ١٥.

٦٣

سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ(١) لَهُ(٢) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي(٣) عَنِ الدِّينِ الَّذِي افْتَرَضَ(٤) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى الْعِبَادِ مَا(٥) لَايَسَعُهُمْ جَهْلُهُ ، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ غَيْرُهُ : مَا هُوَ؟

فَقَالَ : « أَعِدْ عَلَيَّ » فَأَعَادَ عَلَيْهِ(٦) ، فَقَالَ : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ » ثُمَّ سَكَتَ قَلِيلاً ، ثُمَّ قَالَ(٧) : « وَالْوَلَايَةُ » مَرَّتَيْنِ.

ثُمَّ قَالَ : « هذَا الَّذِي فَرَضَ(٨) اللهُ عَلَى الْعِبَادِ ، لَايَسْأَلُ(٩) الرَّبُّ الْعِبَادَ(١٠) يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولَ : أَلَّا زِدْتَنِي عَلى مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ(١١) ، وَلكِنْ مَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ(١٢) ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله سَنَّ سُنَناً(١٣) حَسَنَةً جَمِيلَةً يَنْبَغِي لِلنَّاسِ الْأَخْذُ بِهَا ».(١٤)

١٥٠١/ ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١٥) ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ(١٦) الْحَلاَّلِ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ الْأَزْدِيِّ ، قَالَ :

__________________

(١). في حاشية « ف » : « فيقول ».

(٢). في « د » : - « له ».

(٣). في الوسائل: -«فقال له: جعلت فداك ،أخبرني».

(٤). في « ص » : + « من ».

(٥). بدل ، أو عطف بيان للدين ، أو مبتدأ.

(٦). في الوسائل : - « فقال : أعد عليّ ، فأعاد عليه ».

(٧). في الوسائل : - « ثمّ سكت قليلاً ، ثمّ قال ».

(٨). في « ه » : « افترض ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولايسأل ». (١٠).في«ه» :«العبد».وهذا أنسب بقوله: «ألّا زدتني ».

(١١). في البحار : « عليكم ».

(١٢). في « ه » : + « الكريم ».

(١٣) في « ج ، ف » : « سنّةً ».

(١٤) راجع :تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٥٧.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٤ ، ح ١٧٠٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ١٢ ، إلى قوله : « ثمّ سكت قليلاً ، ثمّ قال : والولاية » ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٥ ، ح ١٦.

(١٥) في هامش المطبوع : « في بعض النسخ : الحسين بن عليّ ، وفي بعضها : عليّ بن محمّد ». وكلاهما سهوٌ ؛ فقدروى الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد في كثيرٍ من الأسناد جدّاً. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ - ٣٤٧.

(١٦) في حاشية « بف » والوافي : « يزيد » ، والرجل مجهول لم نعرفه.

٦٤

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَرَضَ عَلى خَلْقِهِ خَمْساً ، فَرَخَّصَ فِي أَرْبَعٍ(١) ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي وَاحِدَةٍ ».(٢)

١٥٠٢/ ١٣. عَنْهُ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَمَعَهُ صَحِيفَةٌ(٣) ، فَقَالَ لَهُ(٤) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « هذِهِ صَحِيفَةُ مُخَاصِمٍ(٥) يَسْأَلُ(٦) عَنِ الدِّينِ الَّذِي يُقْبَلُ فِيهِ الْعَمَلُ ». فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ ، هذَا الَّذِي أُرِيدُ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ(٧) ، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ(٨) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَالْوَلَايَةُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْ عَدُوِّنَا ، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِنَا ، وَالْوَرَعُ ، وَالتَّوَاضُعُ ، وَانْتِظَارُ قَائِمِنَا ؛ فَإِنَّ لَنَا دَوْلَةً إِذَا شَاءَ اللهُ جَاءَ بِهَا(٩) ».(١٠)

١٥٠٣/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ الرخصة في الأربع سقوط الصلاة عن فاقد الطهورين ، والزكاة عمّن لم يبلغ ماله النصاب ، والحجّ عمّن لم يستطع ، والصوم عن الذين لايطيقونه ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٨ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩.

(٣). في الأمالي : + « مسائل شبه الخصومة ».

(٤). في « بس » : - « له ».

(٥). فيمرآة العقول : « مخاصم ، أي مناظر مجادل سائل. وفي بعض النسخ : سأل ، أي فيها. ويحتمل على هذه‌النسخة أن يكون مخاصم اسم رجل ».

(٦). في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي : « سأل ». وفيالوافي : « وفي بعض النسخ : سل ، فعل أمر ؛ يعني لا تناظرني بل سل من غير تعنّت ، وهو أوضح ». وفيمرآة العقول : « أقول : ما رأيت هذه النسخة وفي وضوحه خفاء ». (٧). في« ف »:« رسول الله » بدل « عبده ورسوله ».

(٨). في « ج » : + « به ».

(٩). في « بس » : « الله ».

(١٠).الأمالي للطوسي ، ص ١٧٩ ، المجلس ٧ ، ح ١ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي ، مع اختلاف يسير.الغيبة للنعماني ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٤ ، ح ١٧٠٤ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢ ، ذيل ح ٢.

٦٥

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ:

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - وَهُوَ فِي مَنْزِلِ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ - فَقُلْتُ لَهُ(١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٢) ، مَا حَوَّلَكَ إِلى هذَا الْمَنْزِلِ؟ قَالَ(٣) : « طَلَبُ النُّزْهَةِ »(٤) فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَلَا أَقُصُّ عَلَيْكَ دِينِي؟ فَقَالَ : « بَلى ».

قُلْتُ : أَدِينُ اللهَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ(٥) ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ(٦) ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجِّ الْبَيْتِ ، وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْوَلَايَةِ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَالْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَالْوَلَايَةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَلَكَ مِنْ بَعْدِهِ(٧) - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ(٨) أَجْمَعِينَ - وَأَنَّكُمْ أَئِمَّتِي ، عَلَيْهِ أَحْيَا وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وأَدِينُ اللهَ بِهِ.

__________________

(١). في « ب » والمحاسن : - « له ».

(٢). في الوسائل،ح ١٥٢٦١ :-« له : جعلت فداك ».

(٣). في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : « فقال ».

(٤). النُّزْهة » : اسم من التنزّه ، بمعنى التباعد ، والمراد - على ما قاله العلّامة المازندراني - هو البعد عن الخلق ، أو المراد بها بُعد الخاطر عن الهمّ والحزن ؛ لكون مكانه نزهاً فيه سعة وماء وكلأ وخضر. أو اسم من التنزّه ، بمعنى الخروج إلى البساطين والخضر والرياض ، وقال ابن السكّيت : هو ممّا يضعه الناس في غير موضعه ، وقال الفيروزآبادي : هو غلط قبيح ، وقال أبوعبيدة : « ذهب أهل العلم في قول الناس : خرجوا يتنزّهون إلى البساتين ، أنّه غلط ، وهو عندي ليس بغلط ؛ لأنّ البساتين في كلّ بلد إنّما تكون خارج البلد ، فإذا أراد أحد أن يأتيها فقد أراد البعد عن المنازل والبيوت ، ثمّ كثر هذا حتّى استعملت النزهة في الخضر والجنان ».

وقال العلّامة المجلسي : « وأقول : كفى باستعماله في هذا المعنى ظاهراً ، شاهداً على صحّته ، بل فصاحته مع أنّهمعليهم‌السلام قد كانوا يتكلّمون بعرف المخاطبين ومصطلحاتهم تقريباً إلى أفهامهم ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥٣ ؛المصباح المنير ، ص ٦٠١ ( نزه ) ؛شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٦٩ ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١١٨.

(٥). في الوسائل ، ح ٤ : « رسول الله » بدل « عبده ورسوله ».

(٦). في الوسائل ، ح ٤ : - « وأنّ الساعة - إلى - القبور ».

(٧). في « بف » : « بعد ».

(٨). في « ب ، ص ، ف » : « عليكم ».

٦٦

فَقَالَ : « يَا عَمْرُو ، هذَا(١) وَاللهِ دِينُ اللهِ وَدِينُ آبَائِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ بِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ، فَاتَّقِ اللهَ ، وَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ ، وَلَا تَقُلْ : إِنِّي هَدَيْتُ نَفْسِي ، بَلِ اللهُ هَدَاكَ ، فَأَدِّ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ عَلَيْكَ ، وَلَا تَكُنْ مِمَّنْ إِذَا أَقْبَلَ طُعِنَ فِي عَيْنِهِ(٢) ؛ وَإِذَا أَدْبَرَ طُعِنَ فِي قَفَاهُ(٣) ، وَلَا تَحْمِلِ النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ(٤) ؛ فَإِنَّكَ أَوْشَكَ - إِنْ(٥) حَمَلْتَ النَّاسَ عَلى كَاهِلِكَ - أَنْ يُصَدِّعُوا(٦) شَعَبَ(٧) كَاهِلِكَ ».(٨)

١٥٠٤/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٩) : « أَلَا أُخْبِرُكَ بِالْإِسْلَامِ(١٠) : أَصْلِهِ(١١) وَفَرْعِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ » قُلْتُ(١٢) : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ(١٣) : « أَمَّا أَصْلُهُ فَالصَّلَاةُ ، وَفَرْعُهُ الزَّكَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ‌

__________________

(١). في « بر ، بف » : « هذه ».

(٢). في « بر » : « عينيه ».

(٣). فيشرح المازندراني : « هذا في الحقيقة أمر بحسن المعاشرة مع الخلق وبالتقيّة في موضعها ، أي كن بحسن صفاتك ممّن يمدحه الناس في حضوره وغيبته ، ولاتكن بشرارة ذاتك وقبح صفاتك ممّن يذمّونه فيهما. وفيه دلالة على وجوب التجنّب عن المطاعن بقدر الإمكان ».

(٤). فيمرآة العقول : « أي لا تسلّط الناس على نفسك بترك التقيّة ، أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمداراة معهم بحيث تتضرّر بذلك ». و « الكاهل » : مقدّم أعلى الظهر ما يلي العُنُق ، وهو الثلث الأعلى ، وفيه ستُّ فقرات. راجع :المصباح المنير ، ص ٥٤٣ ( كهل ).

(٥). في « ص ، ف » : « إذا ».

(٦). « الصَّدْع » : الشَّقّ.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤١ ( صدع ).

(٧). « الشَعَب » بالتحريك : بُعد ما بين المنكبين.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( شعب ).

(٨).المحاسن ، ص ٦٢٢ ، كتاب المرافق ، ح ٦٨ ، إلى قوله : « طلب النزهة » ؛رجال الكشّي ، ص ٤١٨ ، ح ٧٩٢ ، وفيهما بسند آخر عن صفوان بن يحيى.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٥ ، ح ١٧٠٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥ ، ح ٤ ، من قوله : « ألا أقصّ عليك ديني » إلى قوله : « والولاية لمحمّد بن عليّ » ؛وفيه ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ، ذيل ح ٦٧٣٣ ؛ وج ١١ ، ص ٤٦٠ ، ح ١٥٢٦١ ، إلى قوله : « طلب النزهة » ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٦ ، ذيل ح ٧.

(٩). في المحاسن : + « قال ».

(١٠). في «ج ، ز ، ص» والمحاسن:«بأصل الإسلام».

(١١). في « ج » : - « أصله ».

(١٢). في المحاسن : « قال : قلت ».

(١٣) في « ص » : « فقال ».

٦٧

الْجِهَادُ(١) ».

ثُمَّ(٢) قَالَ : « إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، قَالَ : « الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ(٤) ، وَالصَّدَقَةُ تَذْهَبُ بِالْخَطِيئَةِ ، وَقِيَامُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بِذِكْرِ(٥) اللهِ ». ثُمَّ قَرَأَ :( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) (٦) .(٧)

١٤ - بَابُ أَنَّ الْإِسْلَامَ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ (٨) وَأَنَّ الثَّوَابَ عَلَى الْإِيمَانِ‌

١٥٠٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنِ الْقَاسِمِ(٩) الصَّيْرَفِيِّ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

__________________

(١). فيالوافي : « إنّما صارت الصلاة أصل الإسلام ، لأنّ الإسلام بدونها لايثبت على ساق ؛ وإنّما صارت الزكاة فرع الإسلام ، لأنّها بدونه لاتصحّ ولاتقبل ؛ وإنّما صار الجهاد ذروة سنامه ، لأنّه فوق كلّ برّ ، كما ورد في الحديث ». وفيالمرآة : « ذروة سنامه ، الإضافة بيانيّة أو لاميّة ؛ إذ للسنام الذي هو ذروة البعير ذروة أيضاً هي أرفع أجزائه ». وفي الزهد : « وأمّا ذِروته وسنامه فالجهاد » بدل « وذروة سنامه الجهاد ».

(٢). في المحاسن والزهد : - « ثمّ ».

(٣). في الوسائل : - « جعلت فداك ».

(٤). في « ج ، ز ، ص ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : - « من النار ».

(٥). في « ج ، ف ، بف » والبحار : « يذكر ».

(٦). السجدة (٣٢) : ١٦.

(٧).المحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ص ٤٣٥ ، عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان ؛الزهد ، ص ٧٣ ، ح ٢٦ ، عن عليّ بن النعمان ، إلى قوله : « وذروة سنامه الجهاد » ؛ التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٤٢ ، ح ٩٥٨ ، بسنده عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالمحاسن ، ص ٢٨٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٤ ؛ والكافي ، كتاب الصيام ، باب ما جاء في فضل الصوم والصائم ، ح ٦٢٥٤ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٢٢ ، ح ١٢٦ ؛ والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٩ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ح ١٧٧٥ ، مرسلاً عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة إلى قوله : « الصوم جنّة من النار ». وفي كلّ المصادر ( إلّا المحاسن ، ح ٤٣٥ والزهد ) مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٦ ، ح ١٧٠٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٤ ، ح ٣ ، إلى قوله : « قال : الصوم جنّة » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٦ ؛وفيه ، ج ٨٧ ، ص ١٢٤ ، من قوله : « إن شئت أخبرتك بأبواب الخير ».

(٨). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » ومرآة العقول. وفي « بف » والمطبوع : + « وتُؤدّى به الأمانة ».

(٩). في « ج » : + « بن ». والقاسم هذا ، هو القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي شريك المفضّل بن عمر. راجع :رجال الطوسي ، ص ٢٧١ ، الرقم ٣٩٠٦.

٦٨

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ، وَتُؤَدّى(١) بِهِ الْأَمَانَةُ(٢) ، وَتُسْتَحَلُّ(٣) بِهِ الْفُرُوجُ(٤) ، وَالثَّوَابُ عَلَى الْإِيمَانِ ».(٥)

١٥٠٦/ ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ إِقْرَارٌ وَعَمَلٌ ، وَالْإِسْلَامُ إِقْرَارٌ بِلَا عَمَلٍ ».(٦)

١٥٠٧/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (٧) فَقَالَ لِي(٨) : « أَلَاتَرى أَنَّ الْإِيمَانَ غَيْرُ الْإِسْلَامِ؟ ».(٩)

__________________

(١). في « ف ، بس » والمحاسن : « ويؤدّى ».

(٢). فيالوافي : « إن قيل : أداء أمانة الكافر أيضاً واجب ، فلم خصّ بالمسلم؟ قلنا : إنّما يجب أداء أمانة الكافر إذا صار في حكم المسلم بالذمّة ». وفيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٧١ : « كأنّ المراد أنّ أداءها إلى أهل الإسلام أوكد ، أو أنّه ممّا يحكم به أهل الإسلام ، وإلّا فظاهر الآية والروايات الكثيرة أنّ أداء أمانة الكافر وإن كان حربيّاً واجب أيضاً. واحتمال إرادة أنّه يحفظ به ماله كما يحقن به دمه ، أو يحفظ به أمانه للحربيّ أظهر ». وراجع :مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٢٤.

(٣). في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » والوافي والمحاسن : « ويستحلّ ».

(٤). في المحاسن : « الفرج ».

(٥).المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٣ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن القاسم الصيرفي ، عن شريك المفضّل.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٦ ، ح ٢٦٣٣٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٣.

(٦).تحف العقول ، ص ٢٩٧ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٣٧٠ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية في الأخير : « الإيمان إقرار وعمل ونيّة والإسلام إقرار وعمل ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٨٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٥ ، ح ٤. (٧). الحجرات (٤٩) : ١٤.

(٨). في البحار : - « لي ».

(٩). راجع :الخصال ، ص ٤١١ ، باب الثمانية ، ح ١٤ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٨١ ، ح ١٠.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٥ ، ح ١٦٩٢ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٦ ، ح ٥.

٦٩

١٥٠٨/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ(١) : مَا(٢) الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ الْتَقَيَا فِي الطَّرِيقِ وَ(٣) قَدْ أَزِفَ(٤) مِنَ الرَّجُلِ الرَّحِيلُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَأَنَّهُ قَدْ أَزِفَ مِنْكَ رَحِيلٌ؟ » فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ(٥) : « فَالْقَنِي فِي الْبَيْتِ » فَلَقِيَهُ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ(٦) : مَا الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا؟

فَقَالَ : « الْإِسْلَامُ هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي عَلَيْهِ النَّاسُ ، شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ(٧) ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ(٨) ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَهذَا الْإِسْلَامُ».

وَقَالَ(٩) : « الْإِيمَانُ مَعْرِفَةُ هذَا الْأَمْرِ مَعَ هذَا ، فَإِنْ أَقَرَّ بِهَا وَلَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ ، كَانَ مُسْلِماً وَكَانَ ضَالًّا ».(١٠)

١٥٠٩/ ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ

__________________

(١). في « ص » : « الإيمان والإسلام ».

(٢). في « ز » : « و » بدل « ما ».

(٣). في « بر » : - « و ».

(٤). « أزف » : دنا وقرب.النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥ ( أزف ).

(٥). في « ب ، بر ، بف » والوافي : « قال ».

(٦). في « بس » : « الإيمان والإسلام ».

(٧). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : + « وحده لا شريك له ».

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « وأنّ محمّداً عبده ورسوله ».

(٩). في « د » : + « ألا ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٨٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٦ ، ح ٦.

٧٠

قُولُوا أَسْلَمْنا ) فَمَنْ زَعَمَ(١) أَنَّهُمْ آمَنُوا فَقَدْ كَذَبَ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ لَمْ يُسْلِمُوا فَقَدْ كَذَبَ ».(٢)

١٥١٠/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَكَمِ بْنِ أَيْمَنَ(٤) ، عَنْ قَاسِمٍ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْإِسْلَامُ يُحْقَنُ بِهِ الدَّمُ ، وَتُؤَدّى(٥) بِهِ الْأَمَانَةُ ، وَتُسْتَحَلُّ(٦) بِهِ الْفُرُوجُ(٧) ، وَالثَّوَابُ عَلَى الْإِيمَانِ ».(٨)

__________________

(١). « الزعم » : يطلق على الظنّ ، وعلى الاعتقاد ، ومنه قوله تعالى :( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَّنْ يُبْعَثُوا ) [ التغابن (٦٤) : ٧ ]. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٥٣ ( زعم ).

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩١ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٧ ، ح ٧.

(٣). أحمد بن محمّد الراوي عن الحسين بن سعيد ، مشترك بين أحمد بن محمّد بن خالد وأحمد بن محمّد بن‌عيسى ، بل في أسناد الكافي متعيّن في ابن عيسى ، كما يعلم من ملاحظة الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤١٦ - ٤٩٦.

وعلى أيّ تقدير أحمد بن محمّد هذا ليس من مشايخ الكليني ، فعليه في السند تعليق. والظاهر أنّه معلّق على الحديث الرابع ، لا على الطريق الثاني من الحديث الخامس ؛ فإنّ أحمد بن محمّد في ذاك السند مشترك بين ابن عيسى وابن خالد ، وفي الحديث الرابع منصرف بل متعيّن في أحمد بن محمّد بن عيسى.

(٤). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « حكم بن أعين ». وهو سهوٌ ؛ فإنّه لم يعهد في رواتنا من يعرف بهذا العنوان. والمذكور في مصادرنا الرجاليّة هو الحكم بن أيمن. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٧ ، الرقم ٣٥٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٦٠ ، الرقم ٢٤٦ ؛رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛رجال الطوسي ، ص ١٨٥ ، الرقم ٢٢٥٠. ثمّ إنّه ورد فيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٢٢٥ ، رواية صفوان - وهو ابن يحيى - عن الحكم بن أعين ، لكنّ المذكور في بعض نسخه المعتبرة هو « الحكم بن أيمن ». كما أنّ ما ورد فيالبحار ، ج ٢٧ ، ص ٥٦ ، ح ١٢ ، نقلاً من المحاسن من حكم بن أعين ، قد ورد فيالمحاسن ، ص ١٦٥ ، ح ١٢٠ ، حكم بن أيمن على الصواب.

(٥). في « ف » : « ويؤدّى ».

(٦). في « ب ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ويستحلّ ».

(٧). في « ب ، ص ، بف » : « الفرج ».

(٨). راجع : ح ١ من هذا الباب.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٤ ، ح ١٦٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٥٦ ، ذيل ح ٢٦٣٣٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٣.

٧١

١٥ - بَابُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ‌

١٥١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ أَهُمَا مُخْتَلِفَانِ؟

فَقَالَ(١) : « إِنَّ الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ».

فَقُلْتُ : فَصِفْهُمَا(٢) لِي.

فَقَالَ : « الْإِسْلَامُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَالتَّصْدِيقُ بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ ، وَعَلى ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ ، وَ(٣) الْإِيمَانُ الْهُدى وَمَا يَثْبُتُ(٤) فِي الْقُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَمَا ظَهَرَ مِنَ الْعَمَلِ بِهِ(٥) ، وَالْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ؛ إِنَّ(٦) الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ فِي الظَّاهِرِ ، وَالْإِسْلَامَ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ فِي الْبَاطِنِ ، وَإِنِ اجْتَمَعَا فِي الْقَوْلِ وَالصِّفَةِ ».(٧)

١٥١٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايُشَارِكُ الْإِيمَانَ ».(٨)

__________________

(١). في « ز ، بس ، بف » : « قال ».

(٢). في«ب»:«صفهما». وفي « ص » :«فقصّهما».

(٣). في حاشية « ج » : « وأنّ ».

(٤). في « ض » : « اثبت ».

(٥). في « ص ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول : - « به ».

(٦). في « ض » ومرآة العقول : - « إنّ ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ١٦٧٦ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٨ ، ح ٨.

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٧٨ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ٩.

٧٢

١٥١٣/ ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ(١) الْإِيمَانَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ ، وَلَا يُشَارِكُهُ(٢) الْإِسْلَامُ(٣) ؛ إِنَّ الْإِيمَانَ مَا وَقَرَ(٤) فِي الْقُلُوبِ ، وَالْإِسْلَامَ مَا عَلَيْهِ الْمَنَاكِحُ وَالْمَوَارِيثُ وَحَقْنُ الدِّمَاءِ ، وَالْإِيمَانَ يَشْرَكُ(٥) الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامَ لَايَشْرَكُ(٦) الْإِيمَانَ ».(٧)

١٥١٤/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيُّهُمَا(٨) أَفْضَلُ : الْإِيمَانُ أَوِ(٩) الْإِسْلَامُ(١٠) ؟ فَإِنَّ مَنْ قِبَلَنَا يَقُولُونَ : إِنَّ(١١) الْإِسْلَامَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ(١٢)

فَقَالَ : « الْإِيمَانُ أَرْفَعُ مِنَ الْإِسْلَامِ(١٣) ». قُلْتُ : فَأَوْجِدْنِي ذلِكَ ، قَالَ : « مَا(١٤) تَقُولُ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُتَعَمِّداً؟ » قَالَ : قُلْتُ : يُضْرَبُ ضَرْباً شَدِيداً ، قَالَ : « أَصَبْتَ(١٥) ».

__________________

(١). في « ز » : - « إنّ ».

(٢). في « ز » وحاشية « ج » : « ولا يشركه ».

(٣). في « ص » : « والإسلام لا يشارك الإيمان ».

(٤). في « ج ، ز ، بر » : « وقّر » بالتشديد. ووقر في صدره ، أي سكن فيه وثبت.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٣ ( وقر ).

(٥). في « ب ، ج » والوافي : « يشارك ».

(٦). في « ب ، ج » والوافي : « لا يشارك ».

(٧).المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « الإيمان ما وقر في القلوب » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٧٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٠.

(٨). في المحاسن : « أيّ شي‌ء ». وفي الوسائل ، ح ٣٤٩٨٧ : « أيّما ».

(٩). في البحار والمحاسن : « أم ».

(١٠). في الوسائل ، ح ١٧٧٧٢ : « الإسلام أو الإيمان ».

(١١). في « ز » والمحاسن : - « إنّ ».

(١٢). في المحاسن : - « من الإيمان ».

(١٣) في الوسائل ، ح ١٧٧٧٢ و ٣٤٩٨٧ : - « أرفع من الإسلام ».

(١٤) في « ب » : « فما ».

(١٥) في المحاسن : - « قال : ما تقول فيمن أحدث - إلى - قال : أصبت ».

٧٣

قَالَ(١) : « فَمَا(٢) تَقُولُ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ مُتَعَمِّداً؟ » قُلْتُ : يُقْتَلُ ، قَالَ : « أَصَبْتَ ، أَلَا(٣) تَرى أَنَّ الْكَعْبَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ(٤) ، وَأَنَّ(٥) الْكَعْبَةَ تَشْرَكُ(٦) الْمَسْجِدَ ، وَالْمَسْجِدَ لَا يَشْرَكُ(٧) الْكَعْبَةَ؟ وَكَذلِكَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ الْإِيمَانَ ».(٨)

١٥١٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْإِيمَانُ مَا اسْتَقَرَّ فِي الْقَلْبِ ، وَأَفْضى بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِهِ(٩) ؛ وَالْإِسْلَامُ مَا ظَهَرَ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ مِنَ الْفِرَقِ كُلِّهَا ، وَبِهِ حُقِنَتِ الدِّمَاءُ ، وَعَلَيْهِ جَرَتِ الْمَوَارِيثُ ، وَجَازَ النِّكَاحُ ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ ، فَخَرَجُوا بِذلِكَ مِنَ الْكُفْرِ ، وَأُضِيفُوا إِلَى الْإِيمَانِ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ‌ الْإِيمَانَ(١٠) ، وَالْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَهُمَا فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ يَجْتَمِعَانِ(١١) ، كَمَا صَارَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالْمَسْجِدُ لَيْسَ فِي الْكَعْبَةِ ، وَكَذلِكَ الْإِيمَانُ يَشْرَكُ الْإِسْلَامَ ، وَالْإِسْلَامُ لَايَشْرَكُ

__________________

(١). في « ض ، بر ، بس ، بف » والوسائل ، ح ١٧٧٧٢ و ٣٤٩٨٧ والبحار : - « قال ».

(٢). في المحاسن : « ما ».

(٣). في المحاسن : « أما ».

(٤). في « ج » : + « الحرام ».

(٥). في « بر » : - « أنّ ».

(٦). في « ض ، بر ، بف » : « يشرك ».

(٧). في البحار : « لا تشرك ».

(٨).المحاسن ، ص ٢٨٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٥ ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبى الصبّاح الكناني. وفيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٦٩ ، ح ١٦٤٢ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، من قوله : « ما تقول فيما أحدث في المسجد الحرام » إلى قوله : « فيمن أحدث في الكعبة متعمّداً؟ قلت : يقتل » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨١ ، ح ١٦٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٧٧٧٢ ؛ وج ٢٨ ، ص ٣٦٨ ، ح ٣٤٩٨٧ ، وفيهما إلى قوله : « ألا ترى أنّ الكعبة أفضل من المسجد » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ١١.

(٩). في الوافي : « لأمر الله ».

(١٠). في « ض » : - « والإسلام لا يشرك الإيمان ».

(١١). في « ف » : « مجتمعان ».

٧٤

الْإِيمَانَ ؛ وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (١) فَقَوْلُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَصْدَقُ الْقَوْلِ ».

قُلْتُ(٢) : فَهَلْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَ(٣) الْأَحْكَامِ وَالْحُدُودِ وَغَيْرِ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « لَا ، هُمَا يَجْرِيَانِ(٤) فِي ذلِكَ مَجْرى وَاحِدٍ(٥) ، وَلكِنْ لِلْمُؤْمِنِ فَضْلٌ(٦) عَلَى الْمُسْلِمِ فِي أَعْمَالِهِمَا وَمَا يَتَقَرَّبَانِ بِهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».

قُلْتُ : أَلَيْسَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) (٧) وَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ(٨) مَعَ الْمُؤْمِنِ؟

قَالَ : « أَلَيْسَ قَدْ(٩) قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَيُضاعِفَهُ (١٠) لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (١١) ؟ فَالْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَّذِينَ يُضَاعِفُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُمْ(١٢) حَسَنَاتِهِمْ : لِكُلِّ حَسَنَةٍ سبعين(١٣) ضِعْفاً ، فَهذَا(١٤) فَضْلُ الْمُؤْمِنِ ، وَيَزِيدُهُ(١٥) اللهُ فِي حَسَنَاتِهِ عَلى قَدْرِ صِحَّةِ إِيمَانِهِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ، وَيَفْعَلُ اللهُ بِالْمُؤْمِنِينَ مَا يَشَاءُ مِنَ الْخَيْرِ(١٦) ».

قُلْتُ : أَرَأَيْتَ مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ أَلَيْسَ(١٧) هُوَ دَاخِلاً فِي الْإِيمَانِ؟

__________________

(١). الحجرات (٤٩) : ١٤.

(٢). في « ج » : « فقلت ».

(٣). في « ز » : « أو ».

(٤). في « ض » : « مجريان ».

(٥). في « ج ، د ، ز ، ض » والوافي : « واحداً ».

(٦). في « ف » : « ولكنّ المؤمن فُضِّل ».

(٧). الأنعام (٦) : ١٦٠.

(٨). في حاشية « ج » : + « والجهاد ».

(٩). في « ز ، ض ، بس » : - « قد ».

(١٠). هكذا في القرآن وجميع النسخ. وفي المطبوع : « يضاعفه ».

(١١). البقرة (٢) : ٢٤٥.

(١٢). في « ز » : - « لهم ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « سبعون ».

(١٤) في « بر » : « وهذا ».

(١٥) في مرآة العقول والبحار : « ويزيد ».

(١٦) في « ب » : « الخيرات ».

(١٧) في « ب » : « ليس » بدون الهمزة.

٧٥

فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنَّهُ(١) قَدْ أُضِيفَ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَخَرَجَ(٢) مِنَ الْكُفْرِ وَسَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً تَعْقِلُ بِهِ فَضْلَ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ(٣) : أَرَأَيْتَ لَوْ أَبْصَرْتَ(٤) رَجُلاً فِي الْمَسْجِدِ ، أَكُنْتَ(٥) تَشْهَدُ أَنَّكَ رَأَيْتَهُ فِي الْكَعْبَةِ؟ » قُلْتُ : لَايَجُوزُ لِي ذلِكَ.

قَالَ : « فَلَوْ أَبْصَرْتَ(٦) رَجُلاً فِي الْكَعْبَةِ ، أَكُنْتَ شَاهِداً(٧) أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ(٨) الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « وَ(٩) كَيْفَ ذلِكَ؟! » قُلْتُ : إِنَّهُ(١٠) لَايَصِلُ إِلى(١١) دُخُولِ الْكَعْبَةِ حَتّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ(١٢) : « قَدْ(١٣) أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ » ثُمَّ قَالَ : « كَذلِكَ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ ».(١٤)

١٦ - بَابٌ آخَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ‌

١٥١٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ مَعَ(١٥) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِيمَانِ : مَا هُوَ؟

__________________

(١). في « ب ، ف » : « ولكن ».

(٢). في « ض ، ف ، بف » والبحار : + « به ».

(٣). في « ف » : « المؤمن على المسلم ».

(٤). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « لو بصرت ».

(٥). في « ز » : « لكنت ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فلو بصرت ».

(٧). في « ف » : « تشهد ».

(٨). في حاشية « بف » : + « في ».

(٩). في « ب ، د ، ص ، ض » والوافي : - « و ».

(١٠). في حاشية «بف»:«لأنّه».وفي البحار: - «إنّه».

(١١). في الوافي : - « إلى ».

(١٢). في « ج » والبحار : « قال ».

(١٣) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « قد ».

(١٤)تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٤٦ ، ح ٤٧٩ ، عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « قلت : فهل للمؤمن فضل على المسلم » إلى قوله : « ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٧ ، ح ١٦٧٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٢. (١٥) في التوحيد : « على يدي » بدل « مع ».

٧٦

فَكَتَبَ إِلَيَّ مَعَ(١) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ : « سَأَلْتَ - رَحِمَكَ اللهُ - عَنِ الْإِيمَانِ ؛ وَ(٢) الْإِيمَانُ هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ ، وَعَقْدٌ فِي الْقَلْبِ(٣) ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ ، وَالْإِيمَانُ(٤) بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ ، وَهُوَ دَارٌ ، وَكَذلِكَ الْإِسْلَامُ دَارٌ ، وَالْكُفْرُ دَارٌ ، فَقَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً ، وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ، فَالْإِسْلَامُ(٥) قَبْلَ الْإِيمَانِ وَهُوَ يُشَارِكُ الْإِيمَانَ(٦) ، فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ كَبِيرَةً(٧) مِنْ كَبَائِرِ(٨) الْمَعَاصِي ، أَوْ صَغِيرَةً(٩) مِنْ صَغَائِرِ(١٠) الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَنْهَا ، كَانَ خَارِجاً مِنَ الْإِيمَانِ ، سَاقِطاً(١١) عَنْهُ اسْمُ الْإِيمَانِ ، وَثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ الْإِسْلَامِ(١٢) ، فَإِنْ تَابَ وَاسْتَغْفَرَ ، عَادَ إِلى دَارِ(١٣) الْإِيمَانِ ، وَلَا يُخْرِجُهُ إِلَى(١٤) الْكُفْرِ إِلَّا الْجُحُودُ وَالِاسْتِحْلَالُ بِأَنْ(١٥) يَقُولَ لِلْحَلَالِ : هذَا حَرَامٌ ، وَ(١٦) لِلْحَرَامِ : هذَا حَلَالٌ ، وَدَانَ بِذلِكَ ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ ، دَاخِلاً(١٧) فِي الْكُفْرِ ، وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، وَأَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً ، فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ‌

__________________

(١). في التوحيد : « على يدي » بدل « إليَّ مع ».

(٢). في « بر » : - « و ».

(٣). في التوحيد : « بالقلب ».

(٤). في التوحيد : « فالإيمان ».

(٥). في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « والإسلام ».

(٦). فيالوافي : « وهو يشارك الإيمان ، معناه أنّه كلّما يتحقّق الإيمان فهو يشاركه في التحقّق. وأمّا ما مضى في‌الأخبار أنّه لايشارك الإيمان ، فمعناه أنّه ليس كلّما تحقّق تحقّق الإيمان ؛ فلا منافاة. ويحتمل أن يكون قد سقط من الكلام شي‌ء وكان هكذا : وهو يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان. فيكون على وتيرة ما سبق ». وفيالمرآة : « الظاهر هنا المشاركة في الأحكام الظاهرة ، وفيما سبق نفي المشاركة في جميع الأحكام ».

(٧). في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ والتوحيد : « بكبيرة ».

(٨). في « ص ، بر » : « كبار ».

(٩). في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « بصغيرة ».

(١٠). في « ز ، ص ، بر » : « صغار ».

(١١). في التوحيد : « وساقطاً ».

(١٢). في « ف » : + « فقال ».

(١٣) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ والتوحيد : - « دار ».

(١٤) في « ب » : + « دار ».

(١٥) هكذا في « بر » والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أن ».

(١٦) في « بر » : « أو ».

(١٧) في الوسائل ، ح ٣٤٩٥٣ : « وداخلاً ».

٧٧

وَعَنِ الْحَرَمِ ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، وَصَارَ إِلَى النَّارِ ».(١)

١٥١٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ : قُلْتُ لَهُ : أَفَرْقٌ بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ(٢) ؟

قَالَ : « فَأَضْرِبُ لَكَ مَثَلَهُ(٣) ؟ » قَالَ : قُلْتُ : أَوْرِدْ(٤) ذلِكَ ، قَالَ : « مَثَلُ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ(٥) مَثَلُ الْكَعْبَةِ الْحَرَامِ(٦) مِنَ الْحَرَمِ(٧) ، قَدْ يَكُونُ(٨) فِي الْحَرَمِ وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ ، وَلَا يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ حَتّى يَكُونَ فِي الْحَرَمِ ، وَقَدْ يَكُونُ مُسْلِماً وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً ، وَلَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ مُسْلِماً ».

قَالَ : قُلْتُ : فَيُخْرِجُ(٩) مِنَ الْإِيمَانِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : فَيُصَيِّرُهُ(١٠) إِلى مَا ذَا؟ قَالَ : « إِلَى الْإِسْلَامِ أَوِ(١١) الْكُفْرِ ». وَقَالَ : « لَوْ(١٢) أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ ، فَأَفْلَتَ مِنْهُ(١٣) بَوْلُهُ(١٤) ،

__________________

(١).التوحيد ، ص ٢٢٩ ، ح ٧ ، بسنده عن العبّاس بن معروف ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٢ ، ح ١٦٨٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٧ ، ذيل ح ٥٧ ، من قوله : « فالإسلام قبل الإيمان » ؛وفيه ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٤ ، ح ٣٤٩٥٣ ، وفيهما إلى قوله : « خارجاً من الإسلام والإيمان داخلاً في الكفر » ؛وفيه ، ص ٣٦٩ ، ح ٣٤٩٨٩ ، من قوله : « وكان بمنزلة من دخل الحرم ثمّ دخل الكعبة » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٥.

(٢). في « ف » : « الإيمان والإسلام ».

(٣). في «ب، د، ز»وحاشية« ج،ف »:« مثلاً ».

(٤). في « بس » : « قد أورد ».

(٥). في الوسائل والمعاني : « من الإسلام » بدل « والإسلام ».

(٦). في الوسائل : - « الحرام ».

(٧). في « ض » : - « الحرام من الحرم ».

(٨). في « ب » : « قد تكون » وكذا فيما بعد. وفي المعاني : + « الرجل ».

(٩). في المعاني : « فيخرجه ».

(١٠). في « ج ، بس » : « فصيّره ». وفي حاشية « د » : « فمصيره ».

(١١). في « بس » : + « إلى ».

(١٢). في الوسائل : « ولو ».

(١٣) في « ف » : « فيه ».

(١٤) « فَأَفْلَتَ مِنْهُ بَولُهُ » ، أي خرج فجأة ؛ من الإفلات ، وهو التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( فلت ).

٧٨

أُخْرِجَ(١) مِنَ الْكَعْبَةِ وَلَمْ يُخْرَجْ مِنَ الْحَرَمِ ، فَغَسَلَ(٢) ثَوْبَهُ وَتَطَهَّرَ ، ثُمَّ لَمْ يُمْنَعْ(٣) أَنْ يَدْخُلَ الْكَعْبَةَ ؛ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْكَعْبَةَ(٤) ، فَبَالَ فِيهَا(٥) مُعَانِداً ، أُخْرِجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَمِنَ الْحَرَمِ ، وَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ».(٦)

١٧ - بَابٌ (٧)

١٥١٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ(٨) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٩) ، عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(١٠) : « إِنَّ أُنَاساً(١١) تَكَلَّمُوا فِي هذَا(١٢) الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ(١٣) ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - يَقُولُ :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ

__________________

(١). في « ج » : « فخرج ». وفي « ص ، ف ، بس ، بف » والوسائل : « خرج ».

(٢). في « ب ، ج ، ز » : « غسل » بدون الفاء. وفي « بر » : « فيغسل ».

(٣). في « ص » : « فلم يمنع ».

(٤). في « ف » : - « ولم يخرج - إلى - الكعبة ».

(٥). في « ف » : - « فيها ».

(٦).معاني الأخبار ، ص ١٨٦ ، ح ١ ، بسنده عن عثمان بن عيسى.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٢٣٢٦ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، من قوله : « ولو أنّ رجلاً دخل الكعبة فبال ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٣ ، ح ١٦٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩١ ، ح ١٧٧٧٣ ، وفيه : « سألته عن الإيمان والإسلام؟ قال : قال : مثل الإيمان من الإسلام مثل الكعبة من الحرم ».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٦٤ : « إنّما لم يعنون الباب لأنّه قريب من البابين السابقين في أنّه مشتمل على معاني الإسلام والإيمان ، لكن لـمّا كان فيه زيادة تفصيل وتوضيح وفوائد كبيرة جعله باباً آخر ».

(٨). في « ص » : « عليّ بن إبراهيم ».

(٩). في « ز ، بر » : « أصحابنا ».

(١٠). في « بس » : - « قال ».

(١١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني : « ناساً ».

(١٢). في الوسائل ، ح ٣٣٥٤٩ : - « هذا ».

(١٣) في « بر » : « علمه ».

٧٩

وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ ) (١) الْآيَةَ ، فَالْمَنْسُوخَاتُ مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ(٢) ، وَالْمُحْكَمَاتُ مِنَ النَّاسِخَاتِ(٣) .

إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بَعَثَ نُوحاً إِلى قَوْمِهِ :( أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ) (٤) ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَحْدَهُ ، وَأَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، ثُمَّ بَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ عَلى ذلِكَ إِلى أَنْ بَلَغُوا مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَدَعَاهُمْ إِلى أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، وَقَالَ :( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (٥) فَبَعَثَ الْأَنْبِيَاءَ إِلى قَوْمِهِمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَالْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ(٦) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، فَمَنْ آمَنَ(٧) مُخْلِصاً وَمَاتَ عَلى ذلِكَ ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِذلِكَ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ، وَذلِكَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ يُعَذِّبُ عَبْداً حَتّى يُغَلِّظَ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلِ ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا(٨) النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.

فَلَمَّا اسْتَجَابَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مَنِ اسْتَجَابَ(٩) لَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ‌

__________________

(١). آل عمران (٣) : ٧. وفي « ج » ومرآة العقول : +( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) . وفي « ض » : - «( وَ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ ) - إلى -( إِلَّا اللهُ ) ».

(٢). فيالوافي : « المحكم ما لا يحتمل غير المعنى المقصود منه ، والمتشابه بخلافه. ولـمّا كان بعض المحكمات مقصور الحكم على الأزمنة السابقة منسوخاً بآيات اُخرى ، ونسخها خافياً على أكثر الناس ، فيزعمون بقاء حكمها ، صارت متشابهة من هذه الجهة ؛ ولهذا قالعليه‌السلام : فالمنسوخات من المتشابهات. وفي بعض النسخ : من المشتبهات. وإنّما غيّر الاسلوب في اختها وقال : والمحكمات من الناسخات ، دون أن يقول : والناسخات من المحكمات ؛ لأنّ المحكم أخصّ من الناسخ من وجه ، بخلاف المتشابه ، فإنّه أعمّ من المنسوخ مطلقاً ».

(٣). في الوسائل ، ح ٣٣٥٤٩ : « والناسخات من المحكمات ».

(٤). نوح (٧١) : ٣.

(٥). الشورى (٤٢) : ١٣.

(٦). في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف ، جل ، جم ، جه » والوافي : - « به ». وفي « ز ، بج ، بر ، بع ، بك ، جح ، جس » كما في المتن. (٧). في « ف » : + « خالصاً ».

(٨). في « ج » : « به ».

(٩). في « ض » : - « لكلّ نبيّ من استجاب ».

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وهذه الآيات ـ التي نبحثها ـ في الحقيقة تقف على نماذج للأمم السابقة ممّن شاهدوا أنواع المعاجز والأعمال غير العادية ، إلّا أنّهم استمروا في الإنكار وعدم الإيمان.

في البدء يقول تعالى :( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ ) . سنشير في نهاية هذا البحث إلى هذه الآيات التسع وماهيتها.

ولأجل التأكيد على الموضوع اسأل ـ والخطاب موّجه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بني إسرائيل (اليهود) أمام قومك المعارضين والمنكرين :( فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ ) .

إلّا أنّ الطاغية الجبار فرعون ـ برغم الآيات ـ لم يستسلم للحق ، بل أكثر من ذلك اتّهم موسى( فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً ) .

وفي بيان معنى «مسحور» ذكر المفسّرون تفسيرين ، فالبعض قالوا : إنّها تعني الساحر بشهادة آيات قرآنية أخرى ، تقول بأنّ فرعون وقومه اتّهموا موسى بالساحر ، ومثل هذا الاستخدام وارد وله نظائر في اللغة العربية ، حيث يكون اسم المفعول بمعنى الفاعل ، كما في (مشؤوم) التي يمكن أن تأتي بمعنى «شائم» و (ميمون) بمعنى «يامن».

ولكن قسم آخر من المفسّرين أبقى كلمة «مسحور» بمعناها المفعولي والتي تعني الشخص الذي أثّر فيه الساحر ، كما يستفاد من الآية (39) من سورة الذاريات التي نسبت السحر إليه ، والجنون أيضا ،( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) .

على أي حال ، فإنّ التعبير القرآني يكشف عن الأسلوب الدعائي التحريضي الذي يستخدمه المستكبرون ويتهمون فيه الرجال الإلهيين بسبب حركتهم الإصلاحية الربانية ضدّ الفساد والظلم ، إذ يصف الظالمون والطغاة معجزاتهم بالسحر أو ينعتونهم بالجنون كي يؤثروا من هذا الطريق في قلوب الناس

١٦١

ويفرّقوهم عن الأنبياء.

ولكن موسىعليه‌السلام لم يسكت أمام اتّهام فرعون له ، بل أجابه بلغة قاطعة يعرف فرعون مغزاها الدقيق ، إذ قال له :( قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ ) .

لذا فإنّك ـ يا فرعون ـ تعلم بوضوح أنّك تتنكر للحقائق ، برغم علمك بأنّها من الله! فهذه «بصائر» أي أدلة واضحة للناس كي يتعرفوا بواسطتها على طريق الحق. وعند ما سيسلكون طريق السعادة. وبما أنّك ـ يا فرعون ـ تعرف الحق وتنكره ، لذا :( وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً ) .

(مثبور) من (ثبور) وتعني الهلاك.

ولأنّ فرعون لم يستطع أن يقف بوجه استدلالات موسى القوية ، فإنّه سلك طريقا يسلكه جميع الطواغيت عديمي المنطق في جميع القرون وكافة الأعصار ، وذاك قوله تعالى:( فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً ) .

«يستفز» من «استفزاز» وتعني الإخراج بقوة وعنف.

ومن بعد هذا النصر العظيم :( وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً ) . فتأتون مجموعات يوم القيامة للحساب.

«لفيف» من مادة «لفّ» وهنا تعني المجموعة المتداخلة المعقّدة بحيث لا يعرف الأشخاص ، ولا من أي قبيلة هم!

* * *

بحوث

1 ـ المقصود من الآيات التسع

لقد ذكر القرآن الكريم آيات ومعجزات كثيرة لموسىعليه‌السلام منها ما يلي :

1 ـ تحوّل العصا إلى ثعبان عظيم يلقف أدوات الساحرين ، كما في الآية

١٦٢

(20) من سورة طه :( فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى ) .

2 ـ اليد البيضاء لموسىعليه‌السلام والتي تشع نورا :( وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى ) (1) .

3 ـ الطوفان :( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ ) (2) .

4 ـ الجراد الذي أباد زراعتهم وأشجارهم( وَالْجَرادَ ) (3) .

5 ـ والقمل الذي هو نوع من الأمراض والآفات التي تصيب النبات : و( الْقُمَّلَ ) (4) .

6 ـ (الضفادع) التي جاءت من النيل وتكاثرت وأصبحت وبالا على حياتهم:( وَالضَّفادِعَ ) (5) .

7 ـ الدم ، أو الابتلاء العام بالرعاف ، أو تبدّل نهر النيل إلى لون الدم ، بحيث أصبح ماؤه غير صالح لا للشرب ولا للزراعة :( وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ ) (6) .

8 ـ فتح طريق في البحر بحيث استطاع بنو إسرائيل العبور منه :( وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ ) (7) .

9 ـ نزول ال (منّ) و (السلوى) من السماء ، وقد شرحنا ذلك في نهاية الآية (57) من سورة البقرة( وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ) (8) .

10 ـ انفجار العيون من الأحجار :( فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً ) (9) .

11 ـ انفصال جزء من الجبل ليظلّلهم :( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ

__________________

(1) طه ، 22.

(2) و (3) و (4) و (5) و (6) ـ الأعراف ، 133.

(7) البقرة ، 50.

(8) البقرة ، 57.

(9) البقرة ، 60.

١٦٣

ظُلَّةٌ ) (1) .

12 ـ الجفاف ونقص الثمرات :( وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ ) (2) .

13 ـ عودة الحياة إلى المقتول والذي أصبح قتله سببا للاختلاف بين بني إسرائيل:( فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى ) (3) .

14 ـ الاستفادة من ظل الغمام في الاحتماء من حرارة الصحراء بشكل إعجازي :( وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ ) (4) .

ولكن الكلام هنا هو : ما هو المقصود من (الآيات التسع) المذكورة في الآيات التي نبحثها؟

يظهر من خلال التعابير المستخدمة في هذه الآيات أنّ المقصود هو المعاجز المرتبطة بفرعون وأصحابه ، وليست تلك المتعلقة ببني إسرائيل من قبيل نزول المنّ والسلوى وتفجّر العيون من الصخور وأمثال ذلك.

لذا يمكن القول أنّ الآية (133) من سورة الأعراف تتعرض إلى خمسة مواضيع من الآيات التسع وهي : (الطوفان ، القمّل ، الجراد ، الضفادع ، والدم).

كذلك اليد البيضاء والعصا تدخل في الآيات التسع ، يؤيد ذلك ورود تعبير (الآيات التسع) في الآيات (10 ـ 12) من سورة النمل بعد ذكر هاتين المعجزتين الكبيرتين.

وبذلك يصبح مجموع هذه المعاجز ـ الآيات ـ سبعا ، فما هي الآيتان الأخيرتان؟

بلا شك إنّنا لا نستطيع اعتبار غرق فرعون وقومه في عداد الآيات التسع ،

__________________

(1) الأعراف ، 171.

(2) الأعراف ، 130.

(3) البقرة ، 73.

(4) البقرة ، 57.

١٦٤

لأنّ الهدف من الآيات أن تكون دافعا لهدايتهم وسببا لقبولهم بنبوة موسىعليه‌السلام ، لا أن تقوم بهلاك فرعون وقومه.

عند التدقيق في آيات سورة الأعراف التي جاء فيها ذكر العديد من هذه الآيات يظهر أنّ الآيتين الأخريتين هما : (الجفاف) و (نقص الثمرات) حيث أننا نقرأ بعد معجزة العصا واليد البيضاء وقبل تبيان الآيات الخمس (الجراد ، والقمل ...) قوله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) .

وبالرغم من أنّ البعض يتصوّر أنّ الجفاف لا يمكن فصله عن نقص الثمرات وبذا تعتبر الآيتان آية واحدة ، إلّا أنّ الجفاف المؤقت والمحدود ـ كما قلنا في تفسير الآية (130) من سورة الأعراف ـ لا يؤثّر تأثيرا كبيرا في الأشجار ، أمّا عند ما يكون جفافا طويلا فإنّه سيؤدي إلى إبادة الأشجار ، لذا فإنّ الجفاف لوحده لا يؤدي دائما إلى نقص الثمرات.

إضافة إلى ما سبق يمكن أن يكون السبب في نقص الثمرات هو الأمراض والآفات وليس الجفاف.

والنتيجة أنّ الآيات التسع التي وردت الإشارة إليها في الآيات التي نبحثها هي:العصا، اليد البيضاء ، الطوفان ، الجراد ، القمل ، الضفادع ، الدم ، الجفاف ، ونقص الثمرات.

ومن نفس سورة الأعراف نعرف أنّ هؤلاء ـ برغم الآيات التسع هذه ـ لم يؤمنوا ، لذلك انتقمنا منهم وأغرقناهم في اليم بسبب تكذيبهم(1) .

هناك روايات عديدة وردت في مصادرنا حول تفسير هذه الآية ، ولاختلافها فيما بينها لا يمكن الاعتماد عليها في إصدار الحكم.

__________________

(1) الأعراف ، 136.

١٦٥

2 ـ هل أنّ السائل هو الرّسول نفسه؟

ظاهر الآيات أعلاه يدل على أنّ الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان قد أمر بسؤال بني إسرائيل حول الآيات التسع التي نزلت على موسى ، وكيف أنّ فرعون وقومه صدّوا عن حقانية موسىعليه‌السلام بمختلف الذرائع رغم الآيات.

ولكن بما أنّ لدى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من العلم والعقل بحيث أنّه لا يحتاج إلى السؤال ، لذا فإنّ بعض المفسّرين ذهب الى أن المأمور بالسؤال هم المخاطبون الآخرون.

ولكن يمكن أن يقال : إنّ سؤال الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكن لنفسه ، بل للمشركين ، لذلك فما المانع من أن يكون شخص الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الذي يسأل حتى يعلم المشركون أنّه عند ما لم يوافق على اقتراحاتهم ، فذلك لأنّها اقتراحات باطلة قائمة على التعصّب والعناد ، كما قرأنا في قصّة موسى وفرعون ونظير ذلك.

3 ـ ما المراد ب (الأرض) المذكورة في الآيات؟

قرأنا في الآيات أعلاه أنّ الله أمر بني إسرائيل بعد أن انتصروا على فرعون وجنوده أن يسكنوا الأرض ، فهل الغرض من الأرض هي مصر (نفس الكلمة وردت في الآية السابقة والتي بيّنت أنّ فرعون أراد أن يخرجهم من تلك الأرض.

وبنفس المعنى أشارت آيات أخرى إلى أنّ بني إسرائيل ورثوا فرعون وقومه) أو أنّها إشارة إلى الأرض المقدّسة فلسطين ، لأنّ بني إسرائيل بعد هذه الحادثة اتجهوا نحو أرض فلسطين وأمروا أن يدخلوها.

بالنسبة لنا فإنّنا لا نستبعد أيّا من الاحتمالين ، لأنّ بني إسرائيل ـ بشهادة الآيات القرآنية ـ ورثوا أراضي فرعون وقومه ، وامتلكوا أرض فلسطين أيضا.

١٦٦

4 ـ هل تعني كلمة (وعد الآخرة) يوم البعث والآخرة؟

ظاهرا إنّ الإجابة بالإيجاب ، حيث أنّ جملة( جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً ) قرينة على هذا الموضوع ، ومؤيّدة لهذا الرأي. إلّا أنّ بعض المفسّرين احتملوا أنّ (وعد الآخرة) إشارة إلى ما أشرنا إليه في بداية هذه السورة ، من أنّ الله تبارك وتعالى قد توعّد بني إسرائيل بالنصر والهزيمة مرّتين ، وقد سمى الأولى بـ «وعد الأولى» والثّانية بـ «وعد الآخرة» ، إلّا أنّ هذا الاحتمال ضعيف مع وجود قوله تعالى :( جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً ) (فدقق في ذلك).

* * *

١٦٧

الآيات

( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (105) وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) )

التّفسير

عشاق الحق

مرّة أخرى يشير القرآن العظيم إلى أهمية وعظمة هذا الكتاب السماوي ويجيب على بعض ذرائع المعارضين.

في البداية تقول الآيات :( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ ) ، ثمّ تضيف بلا أدنى فاصلة( وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) .

ثمّ تقول :( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً ) إذ ليس لك الحق في تغيير محتوى القرآن.

١٦٨

لقد ذكر المفسّرون آراء مختلفة في الفرق بين الجملة الأولى :( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ ) والجملة الثّانية :( وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) منها :

1 ـ المراد من الجملة الأولى : إنّنا قدّرنا أن ينزل القرآن بالحق. بينما تضيف الجملة الثّانية أنّ هذا الأمر أو التقدير قد تحقق ، لذا فإنّ التعبير الأوّل يشير إلى التقدير ، بينما يشير الثّاني إلى مرحلة الفعل والتحقق(1) .

2 ـ الجملة الأولى تشير إلى أنّ مادة القرآن ومحتواه هو الحق ، أمّا التعبير الثّاني فانّه يبيّن أن نتيجته وثمرته هي الحق أيضا(2) .

3 ـ الرأي الثّالث يرى أنّ الجملة الأولى تقول : إنّنا نزّلنا هذا القرآن بالحق بينما الثّانية تقول : إنّ الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتدخل في الحق ولم يتصرف به ، لذا فقد نزل الحقّ.

وثمّة احتمال آخر قد يكون أوضح من هذه التّفاسير ، وهو أنّ الإنسان قد يبدأ في بعض الأحيان بعمل ما ، ولكنّه لا يستطيع إتمامه بشكل صحيح وذلك بسبب من ضعفه ، أمّا بالنسبة للشخص الذي يعلم بكل شيء ويقدر على كل شيء ، فإنّه يبدأ بداية صحيحة ، وينهي العمل نهاية صحيحة. وكمثال على ذلك الشخص الذي يخرج ماء صافيا من أحد العيون ، ولكن خلال مسير هذا الماء لا يستطيع ذلك الشخص أن يحافظ على صفاء هذا الماء ونظافته أو يمنعه من التلوث ، فيصل الماء في هذه الحالة إلى الآخرين وهو ملوّث. إلّا أنّ الشخص القادر والمحيط بالأمور ، يحافظ على بقاء الماء صافيا وبعيدا عن عوامل التلوث حتى يصل إلى العطاشى والمحتاجين له.

القرآن كتاب نزل بالحق من قبل الخالق ، وهو محفوظ في جميع مراحله سواء في المرحلة التي كان الوسيط فيها جبرائيل الأمين ، أو المرحلة التي كان

__________________

(1) يراجع تفسير القرطبي ، ج 6 ، ص 3955.

(2) في ظلال القرآن ، أننا تفسير الآية.

١٦٩

الرّسول فيها هو المتلقي ، وبمرور الزمن له تستطيع يد التحريف والتزوير أن تمتد إليه بمقتضى قوله تعالى :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) فالله هو الذي يتكفل حمايته وحراسته.

لذا فإنّ هذا الماء النقي الصافي الوحي الإلهي القويم لم تناله يد التحريف والتبديل منذ عصر الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحتى نهاية العالم.

الآية التي تليها ترد على واحدة من ذرائع المعارضين وحججهم ، إذ كانوا يقولون: لماذا لم ينزل القرآن دفعة واحدة على الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولماذا كان نزوله تدريجيا؟ كما تشير إلى ذلك الآية (32) من سورة الفرقان التي تقول :( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً ، كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً ) فيقول الله في جواب هؤلاء:( وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ ) (1) حتى يدخل القلوب والأفكار ويترجم عمليا بشكل كامل.

ومن أجل التأكيد أكثر تبيّن الآية ـ بشكل قاطع ـ أنّ جميع هذا القرآن أنزلناه نحن:( وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً ) .

إنّ القرآن كتاب السماء إلى الأرض ، وهو أساس الإسلام ودليل لجميع البشر ، والقاعدة المتينة لجميع الشرائع القانونية والاجتماعية والسياسية والعبادية لدنيا المسلمين ، لذلك فإنّ شبهة هؤلاء في عدم نزوله دفعة واحدة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجاب عليها من خلال النقاط الآتية :

أوّلا : بالرغم من أنّ القرآن هو كتاب ، إلّا أنّه ليس ككتب الإنسان المؤلّفة حيث يجلس المؤلّف ويفكّر ويكتب موضوعا ، ثمّ ينظّم فصول الكتاب وأبوابه لينتهي من تحرير الكتاب ، بل القرآن له ارتباط دقيق بعصره ، أي ارتباط ب (23) سنة ، هي عصر نبوة نبي الإسلام بكل ما كانت تتمخض به من حوادث وقضايا.

__________________

(1) مجيء كلمة (قرآن) منصوبة في الآية أعلاه يفسّره المفسّرين بأنّه مفعول لفعل مقدّر تقديره (فرقناه) ، وبذلك تصبح الجملة هكذا : (وفرقناه قرآنا).

١٧٠

لذا كيف يمكن لكتاب يتحدث عن حوادث (23) سنة متزامنا لها أن ينزل في يوم واحد؟

هل يمكن جمع حوادث (23) سنة نفسها في يوم واحد ، حتى ينزل القرآن في يوم واحد؟

إنّ في القرآن آيات تتعلق بالغزوات الإسلامية ، وآيات تختص بالمنافقين ، وأخرى ترتبط بالوفود التي كانت تفد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فهل يمكن أن يكتب مجموع كل ذلك منذ اليوم الأوّل؟

ثانيا : ليس القرآن كتابا ذا طابع تعليمي وحسب ، بل ينبغي لكل آية فيه أن تنفّذ بعد نزولها ، فإذا كان القرآن قد نزل مرّة واحدة ، فينبغي أن يتمّ العمل به مرّة واحدة أيضا ، ونعلم بأنّ هذا محال ، لأنّ إصلاح مجتمع مليء بالفساد لا يتمّ في يوم واحد ، إذ لا يمكن إرسال الطفل الأمي دفعة واحدة من الصف الأوّل إلى الصفوف المتقدمة في الجامعة في يوم واحد. لهذا السبب نزل القرآن نجوما ـ أي بشكل تدريجي ـ كي ينفذ بشكل جيّد ويستوعبه الجميع وكي يكون للمجتمع قابلية قبوله واستيعابه وتمثله عمليا.

ثالثا : بدون شك ، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كقائد هذه النهضة العظيمة سيكون ذا قدرات وإمكانيات أكبر عند ما يقوم بتطبيق القرآن جزءا جزءا ، بدلا من تنفيذه دفعة واحدة. صحيح أنّه مرسل من الخالق وذو عقل واستعداد كبيرين ليس لهما مثيل ، إلّا أنّه برغم ذلك فإنّ تقبّل الناس للقرآن وتنفيذ تعاليمه بصورة تدريجية سيكون أكمل وأفضل ممّا لو نزل دفعة واحدة.

رابعا : النّزول التدريجي يعني الارتباط الدائمي للرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع مصدر الوحي ، إلّا أنّ النّزول الدفعي يتمّ بمرحلة واحدة لا يتسنى للرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الارتباط بمصدر الوحي لأكثر من مرّة واحدة.

آخر الآية (32) من سورة الفرقان تقول :( كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ

١٧١

تَرْتِيلاً ) وهي إشارة إلى السبب الثّالث ، بينما الآية التي نبحثها تشير إلى السبب الثّاني من مجموع الأسباب الأربعة التي أوردناها. ولكن الحصيلة أنّ مجموع هذه العوامل تكشف بشكل حي وواضح أسباب وثمار النّزول التدريجي للقرآن.

الآية التي تليها استهدفت غرور المعارضين الجهلة حيث تقول :( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً ) .

* * *

ملاحظات

في هذه الآية ينبغي الالتفات إلى الملاحظات الآتية :

أوّلا : يعتقد المفسّرون أنّ جملة( آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا ) يتبعها جملة محذوفة قدّروها بأوجه متعدّدة ، إذ قال بعضهم : إن المعنى هو : سواء آمنتم أم لم تؤمنوا فلا يضر ذلك بإعجاز القرآن ونسبته إلى الخالق.

بينما قال البعض : إنّ التقدير يكون : سواء آمنتم به أو لم تؤمنوا فإنّ نفع ذلك وضرره سيقع عليكم.

لكن يحتمل أن تكون الجملة التي بعدها مكمّلة لها ، وهي كناية عن أنّ عدم الإيمان هو سبب عدم العلم والمعرفة ، فلو كنتم تعلمون لآمنتم به. وبعبارة أخرى : يكون المعنى : إذا لم تؤمنوا به فإنّ الأفراد الواعين وذوي العلم يؤمنون به.

ثانيا : إنّ المقصود من( الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ ) هم مجموعة من علماء اليهود والنصارى من الذين آمنوا بعد أن سمعوا آيات القرآن ، وشاهدوا العلائم التي قرءوها في التوراة والإنجيل ، والتحقوا بصف المؤمنين الحقيقيين ، وأصبحوا من علماء الإسلام.

وفي آيات أخرى من القرآن تمت الإشارة إلى هذا الموضوع ، كما في قوله

١٧٢

تعالى في الآية (113) من سورة آل عمران :( لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) .

ثالثا : «يخرّون» بمعنى يسقطون على الأرض بدون إرادتهم ، واستخدام هذه الكلمة بدلا من السجود ينطوي على إشارة لطيفة ، هي أنّ الواعين وذوي القلوب اليقظة عند ما يسمعون آيات القرآن وكلام الخالقعزوجل ينجذبون إليه ويولهون به الى درجة أنّهم يسقطون على الأرض ويسجدون خشية بدون وعي واختيار(1) .

رابعا : (أذقان) جمع (ذقن) ومن المعلوم أن ذقن الإنسان عند السجود لا يلمس الأرض ، إلّا أن تعبير الآية إشارة إلى أنّ هؤلاء يضعون كامل وجههم على الأرض قبال خالقهم حتى أنّ ذقنهم قد يلمس الأرض عند السجود.

بعض المفسّرين احتمل أنّ الإنسان عند سجوده يضع أوّلا جبهته على الأرض ، ولكن الشخص المدهوش عند ما يسقط على الأرض يضع ذقنه أولا ، فيكون استخدام هذا التعبير في الآية تأكيدا لمعنى (يخرون)(2) .

الاية التي بعدها توضح قولهم عند ما يسجدون :( وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً ) (3) . هؤلاء يعبرون بهذا الكلام عن عمق إيمانهم واعتقادهم بالله وبصفاته وبوعده. فهذا الكلام يشمل الإيمان بالتوحيد والصفات الحقة والإيمان بنبوة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبالمعاد. والكلام على هذا الأساس يجمع أصول الدين في جملة واحدة.

وللتأكيد ـ أكثر ـ على تأثّر هؤلاء بآيات ربّهم ، وعلى سجدة الحب التي

__________________

(1) يقول الراغب في (المفردات) : «يخرون» من مادة «خرير» ويقال لصوت الماء والريح وغير ذلك ممّا يسقط من علّو. وقوله تعالى :( خَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) تنبيه على اجتماع أمرين : السقوط وحصول الصوت منهم بالتسبيح ، والتنبيه أنّ ذلك الخرير كان صوت تسبيحهم بحمد الله لا بشيء آخر. ودليله قوله تعالى فيما بعد:( وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) .

(2) تفسير المعاني ، ج 15 ، ص 175.

(3) (إنّ) في قوله :( إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا ) غير شرطية ، بل هي تأكيدية ، وهي مخففة من الثقيلة.

١٧٣

يسجدونها تقول الآية التي بعدها :( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) .

إنّ تكرار جملة( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ ) دليل على التأكيد ، وعلى الاستمرار أيضا.

الفعل المضارع (يبكون) دليل على استمرار البكاء بسبب حبّهم وعشقهم لخالقهم.

واستخدام الفعل المضارع في جملة( يَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) دليل على أنّهم لا يتوقفون أبدا على حالة واحدة ، بل يتوجهون باستمرار نحو ذروة التكامل ، وخشوعهم دائما في زيادة (الخشوع هو حالة من التواضع والأدب الجسدي والروحي للإنسان في مقابل شخصية معينة أو حقيقة معينة).

* * *

بحثان :

1 ـ التخطيط للتربية والتعلم

من الدروس المهمّة التي نستفيدها من الآيات أعلاه ، هو ضرورة التخطيط لأي ثورة أو نهضة ثقافية أو فكرية أو اجتماعية أو تربوية ، فإذا لم يتمّ تنظيم مثل هذا البرنامج فالفشل سيكون النتيجة الحتمية لمثل هذه الجهود. إنّ القرآن الكريم لم ينزل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّة واحدة بالرغم من أنّه كان موجودا في مخزون علم الله كاملا ، وقد تمّ عرضه في ليلة القدر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دفعة واحدة ، إلّا أنّ النّزول التدريجي استمرّ طوال (23) سنة ، وضمن مراحل زمنية مختلفة وفي إطار برنامج عملي دقيق.

وعند ما يقوم الخالق جلّ وعلا بهذا العمل بالرغم من عمله وقدرته المطلقة وغير المتناهية عند ذلك سيتّضح دورنا وتكليفنا نحن إزاء هذا المبدأ. وعادة ما يكون هذا قانونا وتكليفا إلهيا ، حيث أنّ وجوده العيني لا يختص بعالم التشريع

١٧٤

وحسب ، بل في عالم التكوين أيضا. إنّه من غير المتوقع أن تنصلح أمور مجتمع في مرحلة البناء خلال ليلة واحدة لأنّ البناء الحضاري الفكري والثقافي والاقتصادي والسياسي يحتاج إلى المزيد من الوقت.

وهذا الكلام يعني أنّنا إذا لم نصل إلى النتيجة المطلوبة في وقت قصير فعلينا أن لا نيأس ونترك بذل الجهد أو المثابرة. وينبغي أن نلتفت إلى أنّ الانتصارات النهائية والكاملة تكون عادة لأصحاب النفس الطويل.

2 ـ علاقة العلم بالإيمان

الموضوع الآخر الذي يمكن أن نستفيده من الآيات أعلاه هو علاقة العلم بالإيمان، إذ تقول الآيات : إنّكم سواء آمنتم بالله أو لم تؤمنوا فإنّ العلماء سيؤمنون بالله إلى درجة أنّهم يعشقون الخالق ويسقطون أرضا ساجدين من شدّة الوله والحبّ ، وتجري الدّموع من أعينهم، وإنّ هذا الخشوع والتأدّب يتصف بالاستمرار في كل عصر وزمان.

إنّ الجهلة ـ فقط ـ هم الذين لا يعيرون أهمية للحقائق ويواجهونها بالاستهزاء والسخرية ، وإذا أثّر فيهم الإيمان في بعض الأحيان فإنّه سيكون تأثيرا ضعيفا خاليا من الحبّ والحرارة.

إضافة إلى ذلك ، فإنّ في الآية ما يؤكّد خطأ وخطل النظرية التي تربط بين الدين والجهل أو الخوف من المجهول. أمّا القرآن فإنّه يؤكّد على عكس ذلك تماما ، إذ يقول في مواقع متعدّدة : إنّ العلم والإيمان توأمان ، إذ لا يمكن أن يكون هناك إيمان عميق ثابت من دون علم ، والعلم في مراحلة المتقدمة يحتاج إلى الإيمان. (فدقق في ذلك).

* * *

١٧٥

الآيتان

( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (111) )

سبب النّزول

وردت آراء متعدّدة في سبب نزول هاتين الآيتين منها ما نقله صاحب مجمع البيان عن ابن عباس الذي قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ساجدا ذات ليلة بمكّة يدعو : يا رحمن يا رحيم ، فقال المشركون متهمين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّه يدعونا إلى إله واحد ، بينما يدعو هو مثنى مثنى. يقصدون بذلك قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رحمن يا رحيم. فنزلت الآية الكريمة أعلاه(1) .

__________________

(1) يراجع مجمع البيان أثناء تفسير الآية.

١٧٦

التّفسير

آخر الذرائع والأغذار

بعد سلسلة من الذرائع التي تشبث بها المشركون امام دعوة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، نصل مع الآيات التي بين أيدينا إلى آخر ذريعة لهم ، وهي قولهم : لماذا يذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخالق بأسماء متعدّدة بالرغم من أنّه يدّعي التوحيد. القرآن ردّ على هؤلاء بقوله :( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) . إنّ هؤلاء عميان البصيرة والقلب ، غافلون عن أحداث ووقائع حياتهم اليومية حيث كانوا يذكرون أسماء مختلفة لشخص واحد أو لمكان واحد ، وكل اسم من هذه الأسماء كان يعرّف بشطر أو بصفة من صفات ذلك الشخص أو المكان.

بعد ذلك ، هل من العجيب أن تكون للخالق أسماء متعدّدة تتناسب مع أفعاله وكمالاته وهو المطلق في وجوده وفي صفاته والمنبع لكل صفات الكمال وجميع النعم ، وهو وحدهعزوجل الذي يدير دفة هذا العالم والوجود؟

أساسا ، فانّ الله تعالى لا يمكن معرفته ومناجاته باسم واحد إذ ينبغي أن تكون أسماؤه مثل صفاته غير محدودة حتى تعبّر عن ذاته ، ولكن لمحدودية ألفاظنا ـ كما هي أشياؤنا الأخرى أيضا ـ لا نستطيع سوى ذكر أسماء محدودة له ، وإنّ معرفتنا مهما بلغت فهي محدودة أيضا ، حتى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو من هو في منزلته وروحه وعلو شأنه ، نراه يقول : «ما عرفناك حق معرفتك».

إنّ الله تعالى في قضية معرفتنا إيّاه لم يتركنا في أفق عقولنا ودرايتنا الخاصّة ، بل ساعدنا كثيرا في معرفة ذاته ، وذكر نفسه بأسماء متعدّدة في كتابه العظيم ، ومن خلال كلمات أوليائه تصل أسماؤه ـ تقدس وتعالى ـ إلى ألف اسم.

وطبيعي أنّ كل هذه أسماء الله ، وأحد معاني الأسماء العلّامة ، لذا فإنّ هذه علامات على ذاته الطاهرة ، وجميع هذه الخطوط والعلامات تنتهي إلى نقطة

١٧٧

واحدة ، وهي لا تقلّل من شأن توحيد الذات والصفات.

وهناك قسم من هذه الأسماء ذو أهمية وعظمة أكثر ، حيث تعطينا معرفة ووعيا أعظم، تسمى في القرآن الكريم وفي الرّوايات الإسلامية ، بالأسماء الحسنى ، وهناك رواية معروفة عن رسول الهدىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما مضمونها : «إن الله تسعا وتسعين اسما ، من أحصاها دخل الجنّة».

وهناك شرح مفصل للأسماء الحسنى ، والأسماء التسعة والتسعين بالذات ، أوردناه في نهاية الحديث عن الآية (180) من سورة الأعراف ، في قوله تعالى :( وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ) .

لكن علينا أن نفهم أنّ الغرض من عد الأسماء الحسنى ليس ذكرها على اللسان وحسب ، حتى يصبح الإنسان من أهل الجنّة ومستجاب الدعوة ، بل إنّ الهدف هو التخلّق بهذه الأسماء وتطبيق شذرات من هذه الأسماء ، مثل (العالم ، والرحمن ، والرحيم ، والجواد،والكريم) في وجودنا حتى نصبح من أهل الجنّة ومستجابي الدعوة.

وهناك كلام ينقله الشيخ الصدوقرحمه‌الله في كتاب التوحيد عن هشام بن الحكم جاء فيه :

يقول هشام بن الحكم : سألت أبا عبد الله الصادقعليه‌السلام عن أسماء الله عزّ ذكره واشتقاقها فقلت : الله ممّا هو مشتق؟

قالعليه‌السلام : «يا هشام ، الله مشتق من إله ، وإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد الاثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد.

أفهمت يا هشام؟».

قال هشام : قلت : زدني.

قالعليه‌السلام : «للهعزوجل تسعة وتسعون اسما ، فلو كان الاسم هو المسمى لكان

١٧٨

كلّ اسم منها هو إلها ، ولكن اللهعزوجل معنى يدلّ عليه بهذه الأسماء وكلّها غيره.

يا هشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم للمحرق»(1) .

والآن لنعد إلى الآيات. ففي نهاية الآية التي نبحثها نرى المشركين يتحدّثون عن صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقولون : إنّه يؤذينا بصوته المرتفع في صلاته وعبادته ، فما هذه العبادة؟ فجاءت التعليمات لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبر قوله تعالى :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ) .

لذلك فإنّ الآية أعلاه لا علاقة لها بالصلوات الجهرية والإخفاتية في اصطلاح الفقهاء، بل إنّ المقصود منها يتعلق بالإفراط والتفريط في الجهر والإخفات ، فهي تقول : لا تقرأ بصوت مرتفع بحيث يشبه الصراخ ، ولا أقل من الحد الطبيعي بحيث تكون حركة شفاه وحسب ولا صوت فيها.

أسباب النّزول الواردة ـ حول الآية ـ التي يرويها الكثير من المفسّرين نقلا عن ابن عباس تؤيّد هذا المعنى.(2)

وهناك آيات عديدة من طرق أهل البيت نقلا عن الإمام الباقر والصادقعليهما‌السلام وتؤيد هذا المعنى وتشير إليه(3) .

لذا فإنا نستبعد التفاسير الأخرى الواردة حول الآية.

أمّا ما هو حد الاعتدال ، وما هو الجهر والإخفات المنهي عنهما؟ الظاهر أنّ الجهر هو بمعنى (الصراخ) ، و (الإخفات) هو من السكون بحيث لا يسمعه حتى فاعله.

وفي تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال في تفسير الآية :

__________________

(1) توحيد الصدوق نقلا عن تفسير الميزان أثناء تفسير الآية.

(2) ـ يمكن مراجعة نور الثقلين ، ج 3 ، ص 233 فما بعد.

١٧٩

«الجهر بها رفع الصوت ، والتخافت بها ما لم تسع نفسك ، واقرأ بين ذلك»(1) .

أمّا الإخفات والجهر في الصلوات اليومية ، فهو ـ كما أشرنا لذلك ـ له حكم آخر، أو مفهوم آخر ، أي له أدلة منفصلة ، حيث ذكرها فقهاؤنا رضوان الله عليهم في (كتاب الصلاة) وبحثوا عنها.

* * *

ملاحظة

هذا الحكم الإسلامي في الدعوة إلى الاعتدال بين الجهر والإخفات يعطينا فهما وإدراكا من جهتين :

الأولى : لا تؤدوا العبادات بشكل تكون فيه ذريعة بيد الأعداء ، فيقومون بالاستهزاء والتحجج ضدكم ، إذ الأفضل أن تكون مقرونة بالوقار والهدوء والأدب ، كي تعكس بذلك نموذجا لعظمة الأدب الإسلامي ومنهج العبادة في الإسلام.

فالذين يقومون في أوقات استراحة الناس بإلقاء المحاضرات الدينية بواسطة مكبرات الصوت ، ويعتقدون أنّهم بذلك يوصلون صوتهم إلى الآخرين ، هم على خطأ ، وعملهم هذا لا يعكس أدب الإسلام في العبادات ، وستكون النتيجة عكسية على قضية التبليغ الديني.

الثّانية : يجب أن يكون هذ التوجيه مبدأ لنا في جميع أعمالنا وبرامجنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وتكون جميع هذه الأمور بعيدة عن الإفراط والتفريط ، إذ الأساس هو :( وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ) .

أخيرا نصل إلى الآية الأخيرة من سورة الإسراء ، هذه الآية تنهي السورة المباركة بحمد الله ، كما افتتحت بتسبيحه وتنزيه ذاتهعزوجل . إنّ هذه الآية ـ في

__________________

(1) نور الثقلين ، ج 3 ، ص 234.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790