الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184483 / تحميل: 6200
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .

فهنا شبه المعاندين والمغرورين كمن يسير في جادّة متعرّجة غير مستوية كثيرة المنعطفات وقد وقع على وجهه ، يحرّك يديه ورجليه للاهتداء إلى سبيله ، لأنّه لا يبصر طريقه جيّدا ، وليس بقادر على السيطرة على نفسه ، ولا بمطّلع على العقبات والموانع ، وليست لديه القوّة للسير سريعا ، وبذلك يتعثّر في سيره يمشي قليلا ثمّ يتوقّف حائرا.

كما شبّه المؤمنين برجال منتصبي القامات ، يسيرون في جادّة مستوية ومستقيمة ليس فيها تعرّجات واعوجاج ، ويمشون فيها بسرعة ووضوح وقدرة ووعي وعلم وراحة تامّة.

إنّه ـ حقّا ـ لتشبيه لطيف فذّ ، حيث إنّ آثار هذين السبيلين واضحة تماما ، وانعكاساتها جليّة في حياة هذين الفريقين ، وذلك ما نلاحظه بأمّ أعيننا.

ويرى البعض أنّ مصداق هاتين المجموعتين هما : (الرّسول الأكرم) و (أبو جهل) فهما مصاديق واضحة للآية الكريمة ، إلّا أنّ ذلك لا يحدّد عمومية الآية.

وذكرت احتمالات متعدّدة في تفسير (مكبّا على وجهه). إلّا أنّ أكثر الاحتمالات المنسجمة مع المفهوم اللغوي للآية هو ما ذكرناه أعلاه ، وهو أنّ الإنسان غير المؤمن يكون مكبّا على وجهه ويمشي زاحفا بيده ورجليه وصدره.

وقيل أنّ المقصود من (مكبّا) هو المشي الاعتيادي ولكنّه مطأطئ الرأس لا يشخّص مسيره بوضوح أبدا.

كما يرى آخرون أنّ المقصود بـ (مكبّا) هو الشخص الذي لا يستطيع أن يحفظ توازنه في السير ، فهو يخطو خطوات معدودة ثمّ ما يلبث أن يسقط على الأرض وينهض ليمشي ، ثمّ تتكرّر هذه الحالة.

ويستفاد ممّا ذكره الراغب في مفرداته أنّ المقصود بـ (مكبّا) هو الشخص الذي يدور حول محور الذات والأنانية ، معرضا عن الاهتمام بغيره.

٥٠١

إلّا أنّ المعنى الأوّل أنسب حسب الظاهر ، وذلك بقرينة المقابلة مع وضع المؤمنين والذين عبّرت عنهم الآية بـ (سويّا).

وعلى كلّ حال ، فهل أنّ هذه الحالة (مكبّا) و (سويّا) تمثّل وضع الكفّار والمؤمنين في الآخرة فقط؟ أم في العالمين (الدنيا والآخرة)؟ لا دليل على محدودية مفهوم الآية وانحصارها في الآخرة ، فهما في الدنيا كما هما في الآخرة.

إنّ هؤلاء الأنانيين المنشدّين إلى مصالحهم الماديّة والمنغمسين في شهواتهم ، السائرين في درب الضلال والهوى ، كمن يروم العبور من مكان مليء بالأحجار زاحفا على صدره ، بخلاف من تحرّر من قيد الهوى في ظلّ الإيمان حيث يكون مسيره واضحا ومستقيما ونظراته عميقة وثاقبة.

ثمّ يوجّه الله تعالى الخطاب إلى الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الآية اللاحقة فيقول :( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ ) .

إنّ الله تعالى جعل لكم وسيلة للمشاهدة والإبصار (العين) وكذلك وسيلة وقناة للاطّلاع على أفكار الآخرين ومعرفة وجهات نظرهم من خلال الاستماع (الإذن) ثمّ وسيلة اخرى للتفكّر والتدبّر في العلوم والمحسوسات واللامحسوسات (القلب).

وخلاصة الأمر إنّ الله تعالى قد وضع جميع الوسائل اللازمة لكم لتتعرّفوا على العلوم العقلية والنقلية ، إلّا أنّ القليل من الأشخاص من يدرك هذه النعم العظيمة ويشكر الله المنعم ، حيث أنّ شكر النعمة الحقيقي يتجسّد بتوجيه النعمة نحو الهدف الذي خلقت من أجله ، ترى من هو المستفيد من هذه الحواس (العين والاذن والعقل) بصورة صحيحة في هذا الطريق؟

ثمّ يخاطب الرّسول مرّة اخرى حيث يقول تعالى :( قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) .

وفي الحقيقة فإنّ الآية الاولى تعيّن (المسير) ، والثانية تتحدّث عن (وسائل

٥٠٢

العمل) أمّا الآية ـ مورد البحث ـ فإنّها تشخّص (الهدف والغاية) وذلك بالتأكيد على أنّ السير يجب أن يكون في الطريق المستقيم ، والصراط الواضح المتمثّل بالإسلام والإيمان ، وبذل الجهد للاستفادة من جميع وسائل المعرفة بهذا الاتّجاه ، والتحرّك نحو الحياة الخالدة.

والجدير بالملاحظة هنا أنّ التعبير في الآية السابقة ورد بـ (أنشأكم) وفي الآية مورد البحث بـ (ذرأكم) ، ولعلّ تفاوت هذين التعبيرين هو أنّه في الأولى إشارة إلى الإنشاء والإيجاد من العدم (أي إنّكم لم تكونوا شيئا وقد خلقكم الله تعالى) وفي الثانية إشارة إلى خلق الإنسان من مادّة التراب ، وذلك يعني أنّ الله خلق الإنسان من التراب.

ثمّ يستعرض سبحانه قول المشركين في هذا المجال والردّ عليهم ، فيقول تعالى :( وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .

إنّ المشركين يطالبون بتعيين التاريخ بصورة دقيقة ليوم القيامة ، كما أنّهم يطالبون بحسم هذا الأمر الذي يتعلّق بمصير الجميع( مَتى هذَا الْوَعْدُ؟ ) .

وذكروا احتمالين في المقصود من (هذا الوعد) : الأوّل : هو وعد يوم القيامة ، والآخر : هو تنفيذ الوعد بالنسبة للعقوبات الدنيوية المختلفة ، كوقوع الزلازل والصواعق والطوفانات. إلّا أنّ المعنى الأوّل أكثر تناسبا حسب الظاهر ، وذلك بلحاظ ما ورد في الآية السابقة. كما أنّ بالإمكان الجمع بين المعنيين.

ويجيبهم الله سبحانه على تساؤلهم هذا بقوله تعالى :( قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) .

إنّ هذا التعبير يشبه تماما ما ورد في الآيات القرآنية العديدة التي من جملتها

٥٠٣

قوله تعالى :( قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ) (١) .

ولا بدّ أن يكون الجواب بهذه الصورة ، حيث أنّ تحديد تأريخ يوم القيامة إن كان بعيدا فإنّ الناس سيغرقون بالغفلة ، وإن كان قريبا فإنّهم سيعيشون حالة الهلع والاضطراب. وعلى كلّ حال فإنّ الأهداف التربوية تتعطّل في الحالتين.

ويضيف في آخر آية من هذه الآيات بأنّ الكافرين حينما يرون العذاب والوعد الإلهي من قريب تسودّ وجوههم :( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فسيماهم طافحة بآثار الحزن والندم( وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) .

«تدعون» من مادّة (دعاء) يعني أنّكم كنتم تدعون وتطلبون دائما أن يجيء يوم القيامة ، وها هو قد حان موعده ، ولا سبيل للفرار منه(٢) .

وهذا المضمون يشبه ما جاء في قوله تعالى مخاطبا الكفّار في يوم القيامة :( هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) (٣) .

وعلى كلّ حال ، فإنّ الآية الشريفة ناظرة إلى عذاب يوم القيامة كما ذهب إليه أغلب المفسّرين ، وهذا دليل على أنّ جملة( مَتى هذَا الْوَعْدُ ) إشارة إلى موعد يوم القيامة.

يقول الحاكم أبو القاسم الحسكاني : عند ما شاهد الكفّار شأن ومقام الإمام عليعليه‌السلام عند الله تعالى. اسودّت وجوههم (من شدّة الغضب)(٤) .

ونقل هذا المعنى أيضا في حديث عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّ هذه الآية نزلت

__________________

(١) الأعراف ، الآية ١٨٧.

(٢) «تدعون» من باب (افتعال) ، ومن مادّة دعاء ، بمعنى الطلب والرجاء ، أو من مادّة (دعوا) بمعنى الطلب أو إنكار شيء معيّن.

(٣) الذاريات ، الآية ١٤.

(٤) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٣٠.

٥٠٤

بحقّ أمير المؤمنين عليعليه‌السلام وأصحابه(١) .

وهذا التّفسير نقل عن طرق الشيعة وأهل السنّة ، وهو نوع من التطبيق المصداقي ، وإلّا فإنّ هذه الآية تناولت موضوع (القيامة) ومثل هذه التطبيقات ليست قليلة في عالم الروايات.

* * *

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٥.

٥٠٥

الآيات

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (٣٠) )

التّفسير

من الذي يأتيكم بالمياه الجارية؟

إنّ الآيات أعلاه ، التي هي آخر آيات سورة الملك ، تبدأ جميعها بكلمة (قل) مخاطبة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حيث أنّها تمثّل استمرارا للأبحاث التي مرّت في الآيات السابقة حول الكفّار ، وتعكس هذه الآيات الكريمة جوانب اخرى من البحث.

يخاطب البارئعزوجل ـ في البداية ـ الأشخاص الذين يرتقبون وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه ، ويتصوّرون أنّ بوفاته سوف يمحى دين الإسلام وينتهي كلّ شيء. وهذا الشعور كثيرا ما ينتاب الأعداء المخذولين إزاء القيادات

٥٠٦

القويّة والمؤثّرة ، يقول تعالى مخاطبا إيّاهم :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) .

ورد في بعض الروايات أنّ كفّار مكّة ، كانوا دائما يسبّون الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين ، وكانوا يتمنّون موته ظنّا منهم أنّ رحيله سينهي دعوته كذلك ، لذا جاءت الآية أعلاه ردّا عليهم.

كما جاء شبيه هذا المعنى في قوله تعالى :( أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) (١) .

لقد كانوا غافلين عن وعد الله سبحانه لرسوله الأمين ، بأنّ اسمه سيكون مقترنا مع مبدأ الحقّ الذي لا يعتريه الفناء وإذا جاء أجله فإنّ ذكره لن يندرس ، نعم ، لقد وعده الله سبحانه بانتصار هذا المبدأ ، وأن ترفرف راية هذا الدين على كلّ الدنيا ، وحياة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو موته لن يغيّرا من هذه الحقيقة شيئا.

كما ذكر البعض تفسيرا آخر لهذه الآية وهو : إنّ خطاب الله لرسوله الكريم ـ الذي يشمل المؤمنين أيضا ـ مع ما عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الإيمان الراسخ ، كان يعكس الخوف والرجاء معا في آن واحد. فكيف بكم أنتم أيّها الكافرون؟ وما الذي تفكّرون به لأنفسكم؟

ولكن التّفسير الأوّل أنسب حسب الظاهر.

واستمرارا لهذا البحث ، يضيف تعالى :( قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) .

وهذا يعني أنّنا إذا آمنا بالله ، واتّخذناه وليّا ووكيلا لنا ، فإنّ ذلك دليل واضح على أنّه الربّ الرحمن ، شملت رحمته الواسعة كلّ شيء ، وغمر فيض ألطافه ونعمه الجميع (المؤمن والكافر) ، إنّ نظرة عابرة إلى عالم الوجود وصفحة الحياة تشهد

__________________

(١) الطور ، الآية ٣٠.

٥٠٧

على هذا المدّعى ، أمّا الذين تعبدونهم من دون الله فما ذا عملوا؟ وما ذا صنعوا؟

وبالرغم من أنّ ضلالكم واضح هنا في هذه الدنيا ، إلّا أنّه سيتّضح بصورة أكثر في الدار الآخرة. أو أنّ هذا الضلال وبطلان دعاواكم الفارغة ستظهر في هذه الدنيا عند ما ينتصر الإسلام بالإمدادات الإلهية على جيش الكفر بشكل إعجازي وخارق للعادة ، عندئذ ستتبيّن الحقيقة أكثر للجميع.

إنّ هذه الآية ـ في الحقيقة ـ نوع من المواساة للرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنين ، كي لا يظنّوا أو يتصوّروا أنّهم وحدهم في هذا الصراع الواسع بين الحقّ والباطل ، حيث أنّ الرحمن الرحيم خير معين لهم ونعم الناصر.

ويقول تعالى في آخر آية ، عارضا لمصداق من رحمته الواسعة ، والتي غفل عنها الكثير من الناس :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) .

إنّ للأرض في الحقيقة قشرتين متفاوتين : (قشرة قابلة للنفوذ) يدخل فيها الماء ، واخرى (غير قابلة للنفوذ) تحفظ بالماء ، وجميع العيون والآبار والقنوات تولّدت من بركات هذا التركيب الخاصّ للأرض ، إذ لو كانت القشرة القابلة للنفوذ لوحدها على سطح الكرة الأرضية جميعا ولأعماق بعيدة ، فإنّ جميع المياه التي تدخل جوف الأرض لا يقرّ لها قرار ، وعندئذ لا يمكن أن يحصل أحد على قليل من الماء. ولو كانت قشرة الأرض غير قابلة للنفوذ لتجمّعت المياه على سطحها وتحوّلت إلى مستنقع كبير ، أو أنّ المياه التي تكون على سطحها سرعان ما تصبّ في البحر ، وهكذا يتمّ فقدان جميع الذخائر التي هي تحت الأرض.

إنّ هذا نموذج صغير من رحمة الله الواسعة يتعلّق بموت الإنسان وحياته.

«معين» من مادّة (معن) ، على وزن (طعن) بمعنى جريان الماء.

وقال آخرون : إنّها مأخوذة من (عين) والميم زائدة. لذا فإنّ بعض المفسّرين ذهبوا إلى أنّ معنى (معين) تعني الماء الذي يشاهد بالعين بغضّ النظر عن جريانه.

إلّا أنّ الغالبية فسّروه بالماء الجاري.

٥٠٨

وبالرغم من أنّ الماء الصالح للشرب لا ينحصر بالماء الجاري ، إلّا أنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ الماء الجاري يمثّل أفضل أنواع ماء الشرب ، سواء كان من العيون أو الأنهار أو القنوات أو الآبار المتدفّقة

ونقل بعض المفسّرين أنّ أحد الكفّار عند ما سمع قوله تعالى :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) قال : (رجال شداد ومعاول حداد) وعند نومه ليلا نزل الماء الأسود في عينيه ، وفي هذه الأثناء سمع من يقول : أتي بالرجال الشداد والمعاول الحداد ليخرجوا الماء من عينيك.

ومن الواضح أنّه في حالة عدم وجود القشرة الصلبة وغير القابلة للنفوذ ، فإنّه لا يستطيع أي إنسان قوي ولا أي معول حادّ أن يستخرج شيئا من الماء(١) .

* * *

تعقيب

جاء في الروايات عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام أنّ المراد من الآية الأخيرة من هذه السورة هو ظهور الإمام المهديعليه‌السلام وعدله الذي سيعمّ العالم.

فقد جاء في حديث عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال : «نزلت في الإمام القائمعليه‌السلام ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم ، لا تدرون أين هو؟ فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السموات والأرض ، وحلال الله وحرامه؟ ثمّ قال : والله ما جاء تأويل هذه الآية ، ولا بدّ أن يجيء تأويلها»(٢) .

والروايات في هذا المجال كثيرة ، وممّا يجدر الانتباه له أنّ هذه الروايات هي من باب (التطبيق).

وبعبارة اخرى فإنّ ظاهر الآية مرتبط بالماء الجاري ، والذي هو علّة حياة

__________________

(١) أبو الفتوح الرازي ، ج ١١ ، ص ٢١٩.

(٢) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٧.

٥٠٩

الموجودات الحيّة. أمّا باطن الآية فإنّه يرتبط بوجود الإمامعليه‌السلام وعلمه وعدالته التي تشمل العالم ، والتي هي الاخرى تكون سببا لحياة وسعادة المجتمع الإنساني.

ولقد ذكرنا مرّات عدّة أنّ للآيات القرآنية معاني متعدّدة ، حيث لها معنى باطن وظاهر ، إلّا أنّ فهم باطن الآيات غير ممكن إلّا للرسول والإمام المعصوم ، ولا يحقّ لأي أحد أن يطرح تفسيرا ما لباطن الآيات. وما نستعرضه هنا مرتبط بظاهر الآيات ، أمّا ما يرتبط بباطن الآيات فعلينا أن نأخذه من المعصومينعليهم‌السلام فقط.

لقد بدأت سورة الملك بحاكمية الله ومالكيته تعالى ، وانتهت برحمانيته ، والتي هي الاخرى فرع من حاكميته ومالكيته سبحانه ، وبهذا فإنّ بدايتها ونهايتها منسجمتان تماما.

اللهمّ ، أدخلنا في رحمتك العامّة والخاصّة ، وأرو ظمآنا من كوثر ولاية أولياءك.

ربّنا ، عجّل لنا ظهور عين ماء الحياة الإمام المهدي ، واطفئ عطشنا بنور جماله

ربّنا ، ارزقنا اذنا صاغية وعينا بصيرة وعقلا كاملا ، فأقشع عن قلوبنا حجب الأنانية والغرور لنرى الحقائق كما هي ، ونسلك إليك على الصراط المستقيم بخطوات محكمة وقامة منتصبة

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة الملك

* * *

٥١٠
٥١١

سورة

القلم

مكيّة

وعدد آياتها اثنتان وخمسون آية

٥١٢

«سورة القلم»

محتوى السورة :

بالرغم من أنّ بعض المفسّرين شكّك في كون السورة بأجمعها نزلت في مكّة ، إلّا أنّ نسق السورة ومحتوى آياتها ينسجم تماما مع السور المكيّة ، لأنّ المحور الأساسي فيها يدور حول مسألة نبوّة رسول الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومواجهة الأعداء الذين كانوا ينعتونه بالجنون وغيره ، والتأكيد على الصبر والاستقامة وتحدّي الصعاب ، وإنذار وتهديد المخالفين لهذه الدعوة المباركة بالعذاب الأليم.

وبشكل عامّ يمكن تلخيص مباحث هذه السورة بسبعة أقسام :

١ ـ في البداية تستعرض السورة بعض الصفات الخاصّة لرسول الإنسانية محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخصوصا أخلاقه البارّة السامية الرفيعة ، ولتأكيد هذا الأمر يقسم البارئعزوجل في هذا الصدد.

٢ ـ ثمّ تتعرّض بعض الآيات الواردة في هذه السورة إلى قسم من الصفات السيّئة والأخلاق الذميمة لأعدائه.

٣ ـ كما يبيّن قسم آخر من الآيات الشريفة قصّة (أصحاب الجنّة) والتي هي بمثابة توجيه إنذار وتهديد للسالكين طريق العناد من المشركين.

٤ ـ وفي قسم آخر من السورة ذكرت عدّة امور حول القيامة والعذاب الأليم للكفّار في ذلك اليوم.

٥ ـ كما جاء في آيات اخرى جملة إنذارات وتهديدات للمشركين.

٥١٣

٦ ـ ونلاحظ في آيات اخرى من السورة الأمر الإلهي للرسول العظيم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن يواجه الأعداء بصبر واستقامة وقوّة وصلابة.

٧ ـ وأخيرا تختتم السورة موضوعاتها بحديث حول عظمة القرآن الكريم ، وطبيعة المؤامرات التي كان يحوكها الأعداء ضدّ الرّسول محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

انتخاب (القلم) اسما لهذه السورة المباركة ، كان بلحاظ ما ورد في أوّل آية منها ، وذكر البعض الآخر أنّ اسمها (ن).

ويستفاد من بعض الروايات التي وردت في فضيلة هذه السورة أنّ اسمها «ن والقلم».

فضيلة تلاوة سورة القلم :

نقل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضيلة تلاوة هذه السورة أنّه قال : «من قرأ (ن والقلم) أعطاه الله ثواب الذين حسن أخلاقهم»(١) .

كما نقرأ في حديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «من قرأ سورة (ن والقلم) في فريضة أو نافلة ، آمنه الله أن يصيبه في حياته فقر أبدا ، وأعاذه إذا مات من ضمّة القبر ، إن شاء الله»(٢) .

وهذا الأجر والجزاء يتناسب تناسبا خاصّا مع محتوى السورة ، والهدف من التأكيد على هذا النوع من الأجر من تلاوة السورة هو أن تكون التلاوة مقرونة بالوعي والمعرفة ومن ثمّ العمل بمحتواها.

* * *

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٧.

(٢) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٣٠.

٥١٤

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (١) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) )

التّفسير

عجبا لأخلاقك السامية :

هذه السورة هي السورة الوحيدة التي تبدأ بحرف (ن) حيث يقول تعالى :( ن ) .

وقد تحدّثنا مرّات عديدة حول الحروف المقطّعة ، خصوصا في بداية سورة (البقرة) و (آل عمران) و (الأعراف) والشيء الذي يجدر إضافته هنا هو ما اعتبره البعض من أنّ (ن) هنا تخفيف لكلمة (الرحمن) فهي إشارة لذلك. كما أنّ البعض الآخر فسّرها بمعنى (اللوح) أو (الدواة) أو (نهر في الجنّة) إلّا أنّ كلّ تلك الأقوال ليس لها دليل واضح.

٥١٥

وبناء على هذا فإنّ الحرف المقطّع هنا لا يختلف عن تفسير بقيّة الحروف المقطّعة والتي أشرنا إليها سابقا.

ثمّ يقسم تعالى بموضوعين يعتبران من أهمّ المسائل في حياة الإنسان ، فيقول تعالى :( وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) .

كم هو قسم عجيب؟ وقد يتصوّر أنّ القسم هنا يتعلّق ظاهرا بمواضيع صغيرة ، أي قطعة من القصب ـ أو شيء يشبه ذلك ـ وبقليل من مادّة سوداء ، ثمّ السطور التي تكتب وتخطّ على صفحة صغيرة من الورق.

إلّا أنّنا حينما نتأمّل قليلا فيه نجده مصدرا لجميع الحضارات الإنسانية في العالم أجمع ، إنّ تطور وتكامل العلوم والوعي والأفكار وتطور المدارس الدينية والفكرية ، وبلورة الكثير من المفاهيم الحياتية كان بفضل ما كتب من العلوم والمعارف الإنسانية في الحقول المختلفة ، ممّا كان له الأثر الكبير في يقظة الأمم وهداية الإنسان وكان ذلك بواسطة (القلم).

لقد قسّمت حياة الإنسان إلى عصرين : (عصر التأريخ) و (عصر ما قبل التأريخ) وعصر تأريخ البشر يبدأ منذ أن اخترع الإنسان الخطّ واستطاع أن يدوّن قصّة حياته وأحداثها على الصفحات ، وبتعبير آخر ، يبدأ عند ما أخذ الإنسان القلم بيده ، ودوّن للآخرين ما توصّل إليه (وما يسطرون) تخليدا لماضيه.

وتتّضح عظمة هذا القسم بصورة أكثر عند ما نلاحظ أنّ هذه الآيات المباركة حينما نزلت لم يكن هنالك كتاب ولا أصحاب قلم ، وإذا كان هنالك أشخاص يعرفون القراءة والكتابة ، فإنّ عددهم في كلّ مكّة ـ التي تمثّل المركز العبادي والسياسي والاقتصادي لأرض الحجاز ـ لم يتجاوز ال (٢٠) شخصا. ولذا فإنّ القسم بـ (القلم) في مثل ذلك المحيط له عظمة خاصّة.

والرائع هنا أنّ الآيات الاولى التي نزلت على قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في (جبل النور) أو (غار حراء) قد أشير فيها أيضا إلى المنزلة العليا للقلم ، حديث يقول تعالى :

٥١٦

( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) (١) .

والأروع من ذلك كلّه أنّ هذه الكلمات كانت تنطلق من فمّ شخص لم يكن يقرأ أو يكتب ، ولم يذهب للمكاتب من أجل التعليم قطّ ، وهذا دليل أيضا على أنّ ما ينطق به لم يكن غير الوحي السماوي.

وذكر بعض المفسّرين أنّ كلمة (القلم) هنا يقصد بها : (القلم الذي تخطّ به ملائكة الله العظام الوحي السماوي) ، (أو الذي تكتب به صفحة أعمال البشر) ، ولكن من الواضح أنّ للآية مفهوما واسعا ، وهذه الآراء تبيّن مصاديقها.

كما أنّ لجملة( ما يَسْطُرُونَ ) مفهوما واسعا أيضا ، إذ تشمل جميع ما يكتب في طريق الهداية والتكامل الفكري والأخلاقي والعلمي للبشر ، ولا ينحصر بالوحي السماوي أو صحائف أعمال البشر(٢) .

ثمّ يتطرّق سبحانه لذكر الأمر الذي أقسم من أجله فيقول تعالى :( ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ) .

إنّ الذين نسبوا إليك هذه النسبة القبيحة هم عمي القلوب والأبصار ، وإلّا فأين هم من كلّ تلك النعم الإلهية التي وهبها الله لك؟ نعمة العقل والعلم الذي تفوّقت بها على جميع الناس ونعمة الأمانة والصدق والنبوّة ومقام العصمة إنّ الذين يتّهمون صاحب هذا العقل الجبّار بالجنون هم المجانين في الحقيقة ، إنّ ابتعادهم عن دليل الهداية وموجّه البشرية لهو الحمق بعينه.

ثمّ يضيف تعالى بعد ذلك :( وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ) أي غير منقطع ، ولم لا

__________________

(١) العلق ، الآية ١ ـ ٥.

(٢) اعتبر البعض أنّ (ما) في (ما يسطرون) مصدرية ، واعتبرها بعض آخر بأنّها (موصولة) والمعنى الثاني أنسب ، والتقدير هكذا : (ما يسطرونه) ، كما اعتبرها البعض أيضا بمعنى (اللوح) أو (القرطاس) الذي يكتب عليه ، وفي التقدير (ما يسطرون فيه) كما اعتبر البعض (ما) هنا إشارة لذوي العقول والأشخاص الذين يكتبون هذه السطور ، إلّا أنّ المعنى الذي ذكرناه في المتن أنسب من الجميع حسب الظاهر.

٥١٧

يكون لك مثل هذا الأجر ، في الوقت الذي وقفت صامدا أمام تلك التّهم والافتراءات اللئيمة ، وأنت تسعى لهدايتهم ونجاتهم من الضلال وواصلت جهدك في هذا السبيل دون تعب أو ملل؟

«ممنون» من مادّة (منّ) بمعنى (القطع) ويعني الأجر والجزاء المستمرّ الذي لا ينقطع أبدا ، وهو متواصل إلى الأبد ، يقول البعض : إنّ أصل هذا المعنى مأخوذ من «المنّة» ، بلحاظ أنّ المنّة توجب قطع النعمة.

وقال البعض أيضا : إنّ المقصود من( غَيْرَ مَمْنُونٍ ) هو أنّ الله تعالى لم تكن لديه منّة مقابل هذا الأجر العظيم. إلّا أنّ التّفسير الأوّل أنسب.

وتعرض الآية اللاحقة وصفا آخر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذلك بقوله تعالى :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .

تلك الأخلاق التي لا نظير لها ، ويحار العقل في سموّها وعظمتها من صفاء لا يوصف ، ولطف منقطع النظير ، وصبر واستقامة وتحمّل لا مثيل لها ، وتجسيد لمبادئ الخير حيث يبدأ بنفسه أوّلا فيما يدعو إليه ، ثمّ يطلب من الناس العمل بما دعا إليه والالتزام به.

عند ما دعوت ـ يا رسول الله ـ الناس ـ لعبادة الله ، فقد كنت أعبد الناس جميعا ، وإذ نهيتهم عن سوء أو منكر فإنّك الممتنع عنه قبل الجميع ، تقابل الأذى بالنصح ، والإساءة بالصفح ، والتضرّع إلى الله بهدايتهم ، وهم يؤلمون بدنك الطاهر رميا بالحجارة ، واستهزاء بالرسالة ، وتقابل وضعهم للرماد الحارّ على رأسك الشريف بدعائك لهم بالرشد.

نعم لقد كنت مركزا للحبّ ومنبعا للعطف ومنهلا للرحمة ، فما أعظم أخلاقك؟

«خلق» من مادّة (الخلقة) بمعنى الصفات التي لا تنفكّ عن الإنسان ، وهي ملازمة له ، كخلقة الإنسان.

وفسّر البعض الخلق العظيم للنبي بـ (الصبر في طريق الحقّ ، وكثرة البذل

٥١٨

والعطاء ، وتدبير الأمور ، والرفق والمداراة ، وتحمّل الصعاب في مسير الدعوة الإلهية ، والعفو عن المتجاوزين ، والجهاد في سبيل الله ، وترك الحسد والبغض والغلّ والحرص ، وبالرغم من أنّ جميع هذه الصفات كانت متجسّدة في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا أنّ الخلق العظيم له لم ينحصر بهذه الأمور فحسب ، بل أشمل منها جميعا.

وفسّر الخلق العظيم أيضا بـ (القرآن الكريم) أو (مبدأ الإسلام) ومن الممكن أن تكون الموارد السابقة من مصاديق المفهوم الواسع للآية أعلاه.

وعلى كلّ حال فإنّ تأصّل هذا (الخلق العظيم) في شخصية الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو دليل واضح على رجاحة العقل وغزارة العلم له ونفي جميع التّهم التي تنسب من قبل الأعداء إليه.

ثمّ يضيف سبحانه بقوله :( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ) .

( بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) أي من منكم هو المجنون(١) .

«مفتون» : اسم مفعول من (الفتنة) بمعنى الابتلاء ، وورد هنا بقصد الابتلاء بالجنون.

نعم ، إنّهم ينسبون هذه النسب القبيحة إليك ليبعدوا الناس عنك ، إلّا أنّ للناس عقلا وإدراكا ، يقيّمون به التعاليم التي يتلقّونها منك ، ثمّ يؤمنون بها ويتعلّمونها تدريجيّا ، وعندئذ تتّضح الحقائق أمامهم ، وهي أنّ هذه التعاليم العظيمة مصدرها البارئعزوجل ، أنزلها على قلبك الطاهر بالإضافة إلى ما منحك من نصيب عظيم في العقل والعلم.

كما أنّ مواقفك وتحرّكاتك المستقبلية المقرونة بالتقدّم السريع لانتشار الإسلام ، ستؤكّد بصورة أعمق أنّك منبع العلم والعقل الكبيرين ، وأنّ هؤلاء الأقزام

__________________

(١) (الباء) في (بأيّكم) زائدة و (أيّكم) مفعول للفعلين السابقين.

٥١٩

الخفافيش هم المجانين ، لأنّهم تصدّوا لمحاربة نور هذه الشمس العظيمة المتمثّلة بالحقّ الإلهي والرسالة المحمّدية.

ومن الطبيعي فإنّ هذه الحقائق ستتوضّح أمامهم يوم القيامة بصورة دامغة ، ويخسر هنالك المبطلون ، حيث تتبيّن الأمور وتظهر الحقيقة.

وللتأكيد على المفهوم المتقدّم يقول سبحانه مرّة اخرى :( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) .

وبلحاظ معرفة البارئعزوجل بسبيل الحقّ وبمن سلكه ومن جانبه وتخلّف أو انحرف عنه ، فإنّه يطمئن رسوله الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّه والمؤمنون في طريق الهداية والرشد ، أمّا أعداؤه فهم في متاه الضلالة والغواية.

وجاء في حديث مسند أنّ قريشا حينما رأت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقدم الإمام عليعليه‌السلام على الآخرين ويجلّه ويعظّمه ، غمزه هؤلاء وقدحوا بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقالوا : (لقد فتن محمّد به) هنا أنزل الله تعالى قرآنا وذلك قوله :( ن وَالْقَلَمِ ) وأقسم بذلك ، وإنّك يا محمّد غير مفتون ومجنون حتّى قوله تعالى :( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) حيث الله هو العالم بالأشخاص الذين ضلّوا وانحرفوا عن سواء السبيل ، وهي إشارة إلى قريش التي كانت تطلق هذه الاتّهامات ، كما أنّه تعالى أعرف بمن اهتدى ، وهي إشارة إلى الإمام عليعليه‌السلام (١) .

* * *

بحثان

١ ـ دور القلم في حياة الإنسان

إنّ من أهمّ معالم التطور في الحياة البشرية ـ كما أشرنا سابقا ـ هو ظهور

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٣٤ ، (نقل الطبرسي هذا الحديث بسنده عن أهل السنّة).

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : عَلِّمْنِي عِظَةً أَتَّعِظُ بِهَا ، فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ(١) : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَلِّمْنِي عِظَةً أَتَّعِظُ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ(٢) : انْطَلِقْ وَلَاتَغْضَبْ ،(٣) ثُمَّ أَعَادَ(٤) إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ(٥) : انْطَلِقْ وَلَاتَغْضَبْ ؛(٦) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ».(٧)

٢٥٣٦/ ٦. عَنْهُ(٨) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ :

عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ ، سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ(٩) ».(١٠)

٢٥٣٧/ ٧. عَنْهُ(١١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ فِيمَا نَاجَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(١٢) مُوسىعليه‌السلام : يَا مُوسى ، أَمْسِكْ(١٣) غَضَبَكَ عَمَّنْ مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِ ؛ أَكُفَّ(١٤) عَنْكَ غَضَبِي(١٥) ».(١٦)

__________________

(١). في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : - « له ».

(٢). في الوسائل : - « له ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « فلاتغضب ».

(٤). في « ز » والوافي والوسائل والبحار : « عاد ».

(٥). في « ه » والوسائل : - « له ».

(٦). في « ب ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « فلاتغضب ».

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٣ ، ح ٣١٦١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٠٧٣٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢٦.

(٨). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٩). « العورة » : كلّ شي‌ء يستر الإنسانُ أنَفةً وحياءً.المصباح المنير ، ص ٤٣٧ ( عور ). وفيمرآة العقول : « ستر الله عورته ، أي عيوبه وذنوبه في الدنيا فلا يفضحه بها ، أو في الآخرة فيكون كفّارةً عنها ، أو الأعمّ منهما ».

(١٠).ثواب الأعمال ، ص ١٦١ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٤ ، ح ٣١٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٠٧٣٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢٧.

(١١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(١٢). في « بر » : « به عزّ وجلّ ».

(١٣) في « ه » : « أملك ».

(١٤) يجوز فيه الجزم بالضمّة أيضاً.

(١٥) في « ه » : « غضبي عنك ».

(١٦)الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٤ ، المجلس ٤٤ ، ضمن ح ٦ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢١٠ ، المجلس ٢٣ ، ضمن ح ٤٦ ، بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٤ ، ح ٣١٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٠٧٤٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢٨.

٧٤١

٢٥٣٨/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ : يَا(١) ابْنَ آدَمَ ، اذْكُرْنِي فِي غَضَبِكَ ؛ أَذْكُرْكَ فِي غَضَبِي ، لَا(٢) أَمْحَقْكَ فِيمَنْ أَمْحَقُ ، وَارْضَ بِي مُنْتَصِراً ؛ فَإِنَّ انْتِصَارِي لَكَ خَيْرٌ مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِكَ ».(٣)

٢٥٣٩/ ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ(٤) عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مِثْلَهُ ، وَزَادَ فِيهِ(٥) : « وَإِذَا ظُلِمْتَ بِمَظْلِمَةٍ فَارْضَ بِانْتِصَارِي لَكَ(٦) ، فَإِنَّ انْتِصَارِي لَكَ(٧) خَيْرٌ مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِكَ ».(٨)

٢٥٤٠/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

__________________

(١). في « د ، ه ، بس ، بف » والوافي : - « يا ».

(٢). في « ه » والأمالي : « ولا ».

(٣).الأمالي للطوسي ، ص ٢٧٨ ، المجلس ١٠ ، ذيل ح ٧٠ ، بسند آخر عن الهادي ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه : « يقول الله عزّوجلّ : يابن آدم » إلى قوله : « لا أمحقك فيمن أمحق » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٤ ، ح ٣١٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢٠٧٥١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٧٦ ، ح ٢٩.

(٤). في « ب ، ج ، د ، بر ، بس » : - « عليّ بن ». والظاهر ثبوته ؛ فقد روى الحسن بن عليّ بن فضّال - وهو المراد من‌ابن فضّال في مشايخ محمّد بن عبدالجبّار - كتاب عليّ بن عقبة. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٤ ، وص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٥.

(٥). المراد بالزيادة وقوع جملة : « وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك » بدل جملة « وارض بي منتصراً » في‌الخبر السابق ، كما في الرواية الآتية. قال المجلسي : « ومفادهما - أي مفاد الجملتين - واحد. ولـمّا كان هذا في اللفظ أطول ، أطلق عليه لفظ الزيادة. وإنّما ذكر ما بعدها مع كونه مشتركاً بينهما ؛ للعلم بموضع الزيادة ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٩٧ ؛مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ١٥١.

(٦). في « ز » : - « لك ».

(٧). في الوافي : - « فإنّ انتصاري لك ».

(٨).كنز الفوائد ، ج ١ ، ص ١٣٥ ، عن عبدالله بن سنان.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٤ ، ح ٣١٦٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢٠٧٥٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٧٦ ، ح ٣٠.

٧٤٢

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً : يَا(١) ابْنَ آدَمَ ، اذْكُرْنِي حِينَ تَغْضَبُ ؛ أَذْكُرْكَ عِنْدَ(٢) غَضَبِي ، فَلَا أَمْحَقْكَ فِيمَنْ أَمْحَقُ ، وَإِذَا(٣) ظُلِمْتَ بِمَظْلِمَةٍ(٤) فَارْضَ بِانْتِصَارِي لَكَ ؛ فَإِنَّ انْتِصَارِي لَكَ خَيْرٌ مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِكَ ».(٥)

٢٥٤١/ ١١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي ، قَالَ : اذْهَبْ وَلَاتَغْضَبْ(٧) ، فَقَالَ الرَّجُلُ : قَدْ اكْتَفَيْتُ بِذَاكَ(٨) ، فَمَضى إِلى أَهْلِهِ(٩) ، فَإِذَا بَيْنَ قَوْمِهِ(١٠) حَرْبٌ قَدْ قَامُوا صُفُوفاً ، وَلَبِسُوا السِّلَاحَ ، فَلَمَّا رَأى ذلِكَ لَبِسَ سِلَاحَهُ ، ثُمَّ قَامَ مَعَهُمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَاتَغْضَبْ ، فَرَمَى السِّلَاحَ(١١) ، ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ هُمْ عَدُوُّ قَوْمِهِ ، فَقَالَ : يَا هؤُلَاءِ ، مَا كَانَتْ لَكُمْ مِنْ جِرَاحَةٍ(١٢) أَوْ قَتْلٍ أَوْ ضَرْبٍ لَيْسَ فِيهِ أَثَرٌ(١٣) ، فَعَلَيَّ فِي مَالِي أَنَا(١٤) ‌...................................................

__________________

(١). في «بر ، بس ، بف» والوافي والبحار : - « يا ».

(٢). في‌حاشية « ج » : « حين ».

(٣). في « ز » والبحار : « فإذا ».

(٤). في « بر » : « مظلمة ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٥ ، ح ٣١٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢٠٧٥٣ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٥٨ ، ح ٦٦.

(٦). في « ه » : - « يقول : إنّ في التوراة مكتوباً » في الحديث السابق ، إلى قوله : « عن معلّى بن خنيس عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام قال ». (٧). في الوسائل : « فلا تغضب ».

(٨). في «ب ، بر» والبحار،ج ٢٢ و ٧٣ :«بذلك».

(٩). في « ز » : « قومه ».

(١٠). في حاشية « بر » : « أهله ».

(١١). في « ه » : « بالسلاح ».

(١٢). في « بف » : « جراحاً » بدل « من جراحة ».

(١٣) فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٥٣ : « ليس فيه أثر ، أي علامة جراحة ؛ لتصحّ مقابلته للجراحة. والأثر - بالتحريك - : بقيّة الشي‌ء وعلامته ؛ وبالضمّ وضمّتين : أثر الجراحة يبقى بعد البرء ».

(١٤) في « ز » : - « أنا ». وفي مرآة العقول : « أنا ، إمّا تأكيد للضمير المجرور ؛ لأنّهم جوّزوا تأكيده بالمرفوع المنفصل. أو مبتدأ وخبره « اوفيكموه » على بناء الإفعال أو التفعيل. والضمير راجع إلى الموصول،أي عليّ دية ماذكر».

٧٤٣

أُوفِيكُمُوهُ(١) ، فَقَالَ الْقَوْمُ : فَمَا كَانَ فَهُوَ(٢) لَكُمْ ، نَحْنُ أَوْلى بِذلِكَ مِنْكُمْ ».

قَالَ : « فَاصْطَلَحَ(٣) الْقَوْمُ ، وَذَهَبَ الْغَضَبُ ».(٤)

٢٥٤٢/ ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ هذَا الْغَضَبَ جَمْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، تُوقَدُ(٥) فِي قَلْبِ(٦) ابْنِ آدَمَ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا غَضِبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ(٧) ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ(٨) ، وَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِيهِ ، فَإِذَا خَافَ أَحَدُكُمْ ذلِكَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَلْيَلْزَمِ الْأَرْضَ ، فَإِنَّ رِجْزَ الشَّيْطَانِ لَيَذْهَبُ(٩) عَنْهُ(١٠) عِنْدَ ذلِكَ ».(١١)

٢٥٤٣/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ،قَالَ:

__________________

(١). في « ج » : « اُوفّيكموه » ، على بناء التفصيل. والإيفاء والتوفية : إعطاء الحقّ تامّاً.

(٢). في « ه » : + « خير ».

(٣). في « ص ، بس » : « فأصلح ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٥ ، ح ٣١٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٠٧٣٥ ، إلى قوله : « اذهب ولا تغضب » ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٨٤ ، ح ٣٥ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٧٧ ، ح ٣١.

(٥). في « ه » : « يوقد ».

(٦). في «ج ، د ، بس» وحاشية « بر » : « جوف ».

(٧). في « ب » : « عينه ».

(٨). « الأوداج » : ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح. واحدها : وَدَج. وقيل : الوَدَجان : عِرقان غليظان عن جانبي ثُغْرَة النحر.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٥ ( ودج ).

(٩). في « ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : « يذهب ».

(١٠). في « ز » : - « عنه ».

(١١).الأمالي للصدوق ، ص ٣٤٠ ، المجلس ٥٤ ، ضمن ح ٢٥ ، بسند آخر عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢١٧ ، ذيل ح ٨ ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفيهما من قوله : « فإذا خاف أحدكم » مع اختلاف.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٦ ، ح ٣١٧١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٠٧٤٢ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٦٥ ، ح ١٤٩ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٧٨ ، ح ٣٢.

٧٤٤

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « الْغَضَبُ مَمْحَقَةٌ(١) لِقَلْبِ الْحَكِيمِ(٢) ». وَقَالَ : « مَنْ لَمْ يَمْلِكْ غَضَبَهُ ، لَمْ يَمْلِكْ عَقْلَهُ ».(٣)

٢٥٤٤/ ١٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٤) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ كَفَّ نَفْسَهُ(٥) عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ(٦) ، أَقَالَ(٧) اللهُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ ، كَفَّ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَنْهُ عَذَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».(٨)

٢٥٤٥/ ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ ، كَفَّ اللهُ عَنْهُ عَذَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ».(٩)

__________________

(١). في « ب » وشرح المازندراني : « مِمْحقة » بكسر الميم الاُولى. اسم آلة للمحق ، وهو الإبطال. و « المحق » : النقص والمحو والإبطال. وقد مَحَقه يَمحَقُه. ومَمْحقة : مَفْعَلة منه ، أي مَظِنّة له ومَحْراة به.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠٣ » : ( محق ).

(٢). « لقلب الحكيم » : لعقله. يقال : ما قلبُك معك ، أي‌ما عَقْلُك.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ( قلب ). وفيشرح المازندراني : « وإنّما خصّ قلب الحكيم بالذكر ؛ لأنّ المحق الذي هو إزالة النور إنّما يتعلّق بقلب له نور ، وقلب غير الحكيم مظلم ليس له نور ؛ أو لأنّ قلب غير الحكيم يُعلم بالأولويّة ».

(٣).تحف العقول ، ص ٣٧١.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٥ ، ح ٣١٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٠٧٤١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٧٨ ، ح ٣٣. (٤). في « ه » وحاشية « بر » : « أبي عبدالله ».

(٥). في « ز » : - « نفسه ».

(٦). في « ه » : « المسلمين ».

(٧). في « ه » : « أقاله ». وأقال الله عَثرته : رفعه من سقوطه. ومنه الإقالة في البيع ؛ لأنّها رفع العقد.المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيل ).

(٨).ثواب الأعمال ، ص ١٦١ ، ح ١ ، بسنده عن عاصم.الزهد ، ص ٦٦ ، ح ٩ ، بسند آخر.الاختصاص ، ص ٢٢٩ ، مرسلاً ، وفي كلّها عن أبي جعفرعليه‌السلام من دون الإسناد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٦ ، ح ٣١٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٠٧٣٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٨٠ ، ح ٣٤.

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٦ ، ح ٣١٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦١ ، ح ٢٠٧٤٣.

٧٤٥

١٢٢ - بَابُ الْحَسَدِ‌

٢٥٤٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِأَيِّ(١) بَادِرَةٍ(٢) فَيَكْفُرُ(٣) ، وَإِنَّ الْحَسَدَ لَيَأْكُلُ(٤) الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ(٥) النَّارُ الْحَطَبَ ».(٦)

٢٥٤٧/ ٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ(٧) الْإِيمَانَ ، كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ(٨) ».(٩)

٢٥٤٨/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

__________________

(١). في الوسائل : « بأدنى ».

(٢). « البادرة » : ما يَبْدُر من حِدَّة الرجل عند الغضب من قول أو فعل. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٧١ ( بدر ).

(٣). في « ب ، ص ، بر » : « فيكفّر » بالتضعيف. وذكر فيمرآة العقول ج ١٠ ، ص ١٥٦ وجوهاً في معناه. قال في ثالثها : « الثالث : أن يقرأ : فتكفّر ، على بناء المجهول من باب التفعيل ، أي البوادر عند الغضب مكفّرة غالباً ؛ لعذر الإنسان فيه في الجملة ، لاسيّما إذا تعقّبتها ندامة ويمكن أن يقرأ بالياء ، كما في النسخ على هذا البناء أيضاً ، أي ينسب إلى الكفر ، وإن كان معذوراً عند الله لرفع الاختيار ».

(٤). في « ز ، ص » : « يأكل ».

(٥). في « بف » : « يأكل ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٩ ، ح ٣١٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٥ ، ح ٢٠٧٥٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣٧ ، ح ١.

(٧). في الوسائل : « ليأكل ».

(٨). في قرب الإسناد : + « اليابس ».

(٩).الكافي ، كتاب الصيام ، باب أدب الصائم ، ح ٦٣٢٨ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٨٧٥ ، بسند آخر.قرب الإسناد ، ص ٢٩ ، ح ٩٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله.تحف العقول ، ص ٣٦٣ ، ذيل الحديث ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ١٥١ ، ضمن الخطبة المعروفة بالديباج ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ؛نهج البلاغة ، ص ١١٨ ، ضمن الخطبة ٨٦.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٩ ، ح ٣١٥١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٥ ، ح ٢٠٧٥٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢.

٧٤٦

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَلَايَحْسُدْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ؛ إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ مِنْ(١) شَرَائِعِهِ السَّيْحُ فِي الْبِلَادِ ، فَخَرَجَ فِي بَعْضِ سَيْحِهِ(٢) وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ(٣) قَصِيرٌ ، وَكَانَ كَثِيرَ اللُّزُومِ لِعِيسىعليه‌السلام ، فَلَمَّا انْتَهى عِيسى إِلَى الْبَحْرِ ، قَالَ : بِسْمِ اللهِ بِصِحَّةِ يَقِينٍ مِنْهُ ، فَمَشى عَلى ظَهْرِ الْمَاءِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ الْقَصِيرُ - حِينَ نَظَرَ إِلى عِيسىعليه‌السلام جَازَهُ(٤) - : بِسْمِ اللهِ بِصِحَّةِ يَقِينٍ مِنْهُ ، فَمَشى(٥) عَلَى الْمَاءِ ، وَلَحِقَ(٦) بِعِيسىعليه‌السلام ، فَدَخَلَهُ(٧) الْعُجْبُ(٨) بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : هذَا عِيسى رُوحُ اللهِ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، وَأَنَا أَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ،فَمَا فَضْلُهُ عَلَيَّ؟»‌

قَالَ : « فَرُمِسَ(٩) فِي الْمَاءِ ، فَاسْتَغَاثَ بِعِيسى ، فَتَنَاوَلَهُ مِنَ الْمَاءِ ، فَأَخْرَجَهُ.

ثُمَّ قَالَ لَهُ(١٠) : مَا قُلْتَ يَا قَصِيرُ؟ قَالَ : قُلْتُ : هذَا(١١) رُوحُ اللهِ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ(١٢) ، وَأَنَا أَمْشِي عَلَى الْمَاءِ(١٣) ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ عُجْبٌ(١٤) .

فَقَالَ لَهُ عِيسى : لَقَدْ وَضَعْتَ نَفْسَكَ فِي غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَكَ اللهُ فِيهِ ، فَمَقَتَكَ اللهُ عَلى مَا قُلْتَ ، فَتُبْ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِمَّا قُلْتَ(١٥) ».

__________________

(١). في « ب ، ص » : « في ».

(٢). يقال : ساح في الأرض يسيح سياحةً : إذا هبّ فيها. والسيح : الذهاب في الأرض للعبادة. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٣٢ ( سيح ). (٣). في « بس » : - « من أصحابه ».

(٤). في « ز ، ص ، ه ، بر ، بس » : + « قال ».

(٥). في « ز » : « ومشى ».

(٦). في البحار ، ج ١٤ : « فلحق ».

(٧). في « ب » : « فلحقه ».

(٨). ورد هاهنا أنّ العُجب غير الحسد فلايناسب ذكر هذا الحديث في هذا الباب. واُجيب بوجوه : منها : أنّ الحاسد والمعجب يضع نفسه في غير موضعه ، وأنّ الحامل له على الجرأة على هذا التمنّي الحسد بمنزلة عيسىعليه‌السلام واختصاصه بالنبوّة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٠١ ؛مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ١٦٤.

(٩). « الرَّمْس » : السِّتر والتغطية. والرمس في الماء : إدخال الرأس فيه حتّى يغطّيه. وهو ك‍ « الغَمْس » بالغين. وقيل : هو بالراء أن لايطيل اللُّبث في الماء ، وبالغين أن يطيله.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٣ ( رمس ).

(١٠). في شرح المازندراني : - « له ».

(١١). في « ه » : + « عيسى ».

(١٢). في «ب،ج،د،ز،بر،بس» : - « على الماء ».

(١٣) في الوافي والبحار : - « على الماء ».

(١٤) في « ه » : « العُجب ».

(١٥) في « ه » : - « ممّا قلت ».

٧٤٧

قَالَ : « فَتَابَ الرَّجُلُ ، وَعَادَ إِلى مَرْتَبَتِهِ(١) الَّتِي وَضَعَهُ اللهُ فِيهَا ؛ فَاتَّقُوا اللهَ ، وَلَا يَحْسُدَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ».(٢)

٢٥٤٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : كَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْراً ، وَكَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَغْلِبَ الْقَدَرَ(٣) ».(٤)

٢٥٥٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « آفَةُ الدِّينِ : الْحَسَدُ ، وَالْعُجْبُ ، وَالْفَخْرُ ».(٥)

٢٥٥١/ ٦. يُونُسُ(٦) ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) : قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَعليه‌السلام : يَا ابْنَ عِمْرَانَ ، لَاتَحْسُدَنَّ(٨) النَّاسَ عَلى‌..............................

__________________

(١). في البحار ، ج ٧٣ : « المرتبة ».

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٠ ، ح ٣١٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٥ ، ح ٢٠٧٥٦ ، وتمام الرواية فيه : « اتِّقوا الله ولايحسد بعضكم بعضاً » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٥٤ ، ح ٤٩ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٤٤ ، ح ٣.

(٣). فيالوافي : « لعلّ المراد بغلبة القدر ما قدّر للحاسد والمحسود من الخير ».

(٤).الخصال ، ص ١١ ، باب الواحد ، ح ٤٠ ، عن حمزة بن محمّد ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الأمالي للصدوق ، ص ٢٩٥ ، المجلس ٤٩ ، ح ٦ ، بسند آخر.عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ، ح ١٦ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « كاد الحسد أن يسبق القدر ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٠ ، ح ٣١٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٥ ، ح ٢٠٧٥٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤٦ ، ح ٤.

(٥).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨١٩ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٩٢ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفيهما ضمن الخطبة المعروفة بالوسيلة هكذا : « الحسد آفة الدين ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٩ ، ح ٣١٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢٠٧٥٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤٨ ، ح ٥.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن يونس ، عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى.

(٧). في «بس ، بف» : - « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٨). في مرآة العقول : « لاتحسدون ».

٧٤٨

مَا آتَيْتُهُمْ(١) مِنْ فَضْلِي ، وَلَاتَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ذلِكَ ، وَلَاتُتْبِعْهُ(٢) نَفْسَكَ ؛ فَإِنَّ الْحَاسِدَ سَاخِطٌ لِنِعَمِي(٣) ، صَادٌّ لِقَسْمِيَ(٤) الَّذِي(٥) قَسَمْتُ بَيْنَ عِبَادِي ، وَمَنْ يَكُ كَذلِكَ ، فَلَسْتُ مِنْهُ ، وَلَيْسَ مِنِّي ».(٦)

٢٥٥٢/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ فُضَيْلِ(٧) بْنِ عِيَاضٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغْبِطُ(٨) وَلَايَحْسُدُ ، وَالْمُنَافِقَ يَحْسُدُ وَلَا يَغْبِطُ».(٩)

١٢٣ - بَابُ الْعَصَبِيَّةِ‌

٢٥٥٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ تَعَصَّبَ أَوْ تُعُصِّبَ لَهُ ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ(١٠)

__________________

(١). في « ص ، ه » : « آتاهم ».

(٢). في « بس » : « فلاتبتغه ».

(٣). في « ه » والوسائل : « لنعمتي ». وفي « بس » : « النعما » بحذف الهمزة تخفيفاً.

(٤). في « ه » : « لقسمتي ».

(٥). في البحار ، ج ١٣ : « التي ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٥٩ ، ح ٣١٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢٠٧٥٩ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٥٨ ، ح ٦٧ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٤٩ ، ح ٦.

(٧). هكذا في « ب ، ج ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر » والطبعة القديمة. وفي « د » والمطبوع : « الفضيل ». وفي « ز » : « فضل ». وهو سهو. راجع :رجال النّجاشي ، ص ٣١٠ ، الرقم ٨٤٧.

(٨). « الغِبْطَة » : أن تتمَنّى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالَها عنه ، وليس بحسد.الصحاح ، ج ٣ ؛ ص ١١٤٦ ( غبط ).

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦١ ، ح ٣١٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢٠٧٦٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٥٠ ، ح ٧.

(١٠). في « د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ربق ». و « الرِّبْقَة » في الأصل : عُروة في حبل تُجعل في عُنُق =

٧٤٩

الْإِيمَانِ(١) مِنْ عُنُقِهِ ».(٢)

٢٥٥٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَدُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ تَعَصَّبَ أَوْ تُعُصِّبَ لَهُ ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَ(٣) الْإِيمَانِ(٤) مِنْ عُنُقِهِ ».(٥)

٢٥٥٥/ ٣. عَلِيٌّ(٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ(٧) حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ عَصَبِيَّةٍ ، بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أَعْرَابِ الْجَاهِلِيَّةِ ».(٨)

٢٥٥٦/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ‌

__________________

‌= البهيمة أو يدها تُمسكها ، فاستعارها للإيمان ، يعني ما يشدّ المؤمن به نفسَه من عُرى الإيمان ، أى حدوده وأحكامه ، وتُجمع الرِّبقة على رِبَقٍ. ويقال للحبل الذى تكون فيه الرِّبقة : رِبْق ، وتجمع على أرباق ورِباق.النهاية ، ج ٢ ، ص ١٩٠ ( ربق ).

(١). في « ه » وثواب الأعمال : « الإسلام ».

(٢).ثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ٢ ، بسند آخر.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٧ ، ، ح ٣١٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٠ ، ح ٢٠٧٧٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٨٣ ، ح ١.

(٣). في « ب ، ز ، بر » : « ربقة ».

(٤). في « ه » وثواب الأعمال : « الإسلام ».

(٥).ثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٧ ، ح ٣١٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٠ ، ح ٢٠٧٧٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٨٣ ، ذيل ح ١.

(٦). هكذا في « ب ، ج ، د ، ه ، بر ، بس ، بف ». وفي « ز » والمطبوع : + « بن إبراهيم ».

(٧). في « ه » وحاشية « بر » والأمالي : + « مثقال ».

(٨).الأمالي للصدوق ، ص ٦٠٧ المجلس ٨٨ ، ح ١٤ ؛ والجعفريّات ، ص ١٦٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.ثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ٤ ، بسند آخر عن العمركي رفعه ، قال : « من تعصّب حشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهليّة ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٧ ، ح ٣١٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٠ ، ح ٢٠٧٧٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٨٤ ، ح ٢.

٧٥٠

خَضِرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ تَعَصَّبَ ، عَصَبَهُ(٢) اللهُ بِعِصَابَةٍ مِنْ نَارٍ ».(٣)

٢٥٥٧/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ(٤) أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي(٥) ثَابِتٍ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « لَمْ يُدْخِلِ(٦) الْجَنَّةَ حَمِيَّةٌ غَيْرُ(٧) حَمِيَّةِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَذلِكَ حِينَ أَسْلَمَ غَضَباً لِلنَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي حَدِيثِ السَّلَى(٨) الَّذِي أُلْقِيَ عَلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٩)

٢٥٥٨/ ٦. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّ إِبْلِيسَ مِنْهُمْ ، وَكَانَ‌

__________________

(١). في « ه » وحاشية « بر » : « سليمان ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ص ، ه ، بر » : « عصّبه ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ٣ ، بسنده عن صفوان ، عن حفص ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٧ ، ح ٣١٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٠٧٧٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٨٤ ، ح ٣.

(٤). في « بس » : - « محمّد بن ».

(٥). في الوسائل : - « أبي ». وحبيب هذا ، هو حبيب بن أبي ثابت الأسَدي المترجم في مصادرنا ومصادر العامّة. راجع :رجال البرقي ، ص ٩ ؛رجال الطوسي ، ص ١١٢ ، الرقم ١١٠٠ ؛تهذيب الكمال ، ج ٥ ، ص ٣٥٨ ، الرقم ١٠٧٩.

(٦). في « ب » وشرح المازندراني ومرآة العقول والبحار : « لم تدخل ».

(٧). في « ب » : « إلّا ».

(٨). « السَّلَى » : الجِلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من المواشي من بطن اُمّه ملفوفاً فيه ، تنزع من الفصيل ساعةيولد وإلّا قَتَلته. والجمع : أسلاء.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٦ ؛مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ( سلى ). وقد مرّ قصّة السَّلى فيالكافي ، ح ١٢٢١.

(٩).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٨ ، ح ٣١٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٠٧٧٥ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٨٣ ، ح ٤٥ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٨٥ ، ح ٤.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

٧٥١

فِي عِلْمِ اللهِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ ، فَاسْتَخْرَجَ مَا فِي نَفْسِهِ(١) بِالْحَمِيَّةِ وَالْغَضَبِ ، فَقَالَ :( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) (٢) ».(٣)

٢٥٥٩/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٤) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام عَنِ الْعَصَبِيَّةِ ، فَقَالَ : « الْعَصَبِيَّةُ - الَّتِي يَأْثَمُ عَلَيْهَا(٥) صَاحِبُهَا - أَنْ يَرَى الرَّجُلُ شِرَارَ قَوْمِهِ خَيْراً مِنْ خِيَارِ(٦) قَوْمٍ آخَرِينَ ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ(٧) الرَّجُلُ قَوْمَهُ ، وَلكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ(٨) قَوْمَهُ عَلَى(٩) الظُّلْمِ ».(١٠)

١٢٤ - بَابُ الْكِبْرِ‌

٢٥٦٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ حُكَيْمٍ(١٢) ، قَالَ :

__________________

(١). في حاشية « ج » : « قلبه ».

(٢). الأعراف (٧): ١٢ ؛ ص (٣٨) : ٧٦.

(٣).الزهد ، ص ٨٩ ، ذيل ح ٦٢ ، عن فضالة بن أيّوب ، إلى قوله : « بالحميّة والغضب » ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٩ ، ح ٥ ، عن داود بن فرقد.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٧ ، ح ٣١٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٥،ص٣٧٢،ح ٢٠٧٧٦؛البحار ،ج٦،ص ٢٥،ح ١٣. (٤). في « ز ، ه » : « القاشاني ».

(٥). في « ب » : « عليها يأثم ».

(٦). في « ه » : - « خيار ».

(٧). في « ه » : « أن يعين ».

(٨). في الوسائل : + « الرجل ».

(٩). في « ص » : « عن ».

(١٠).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٨ ، ح ٣١٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٠٧٧٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٨٨ ، ح ٦.

(١١). في البحار : + « عن أبيه ». وهو سهو كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٨٧.

(١٢). ورد الخبر فيمعاني الأخبار ، ص ٣٩٤ ، ح ٤٧ ، بسند آخر عن أبان بن عثمان ، عن حبيب بن حكيم. وحبيب هذا ذكره الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ١٩٧ ، الرقم ٢٤٨٥ في أصحاب أبي عبداللهعليه‌السلام ، لكن لم نجد روايه أبان عنه في غير سند هذا الخبر. والظاهر وقوع الخلل في أحد العنوانين - على الأقلّ - كما أنّه يحتمل وقوع الخلل في كلا العنوانين وأنّ الصواب هو حديد بن حكيم أو حكم بن حكيم ، الراوي عنهما أبان في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ ، وج ٦ ، ص ١٦٦ - ١٦٧.

٧٥٢

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ أَدْنَى الْإِلْحَادِ ، فَقَالَ(١) : « إِنَّ الْكِبْرَ أَدْنَاهُ ».(٢)

٢٥٦١/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْكِبْرُ(٣) قَدْ يَكُونُ فِي شِرَارِ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ ، وَالْكِبْرُ رِدَاءُ اللهِ ؛ فَمَنْ نَازَعَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رِدَاءَهُ(٤) ، لَمْ يَزِدْهُ اللهُ(٥) إِلَّا سَفَالاً(٦) ؛ إِنَّ(٧) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَرَّ فِي بَعْضِ طُرُقِ(٨) الْمَدِينَةِ وَسَوْدَاءُ تَلْقُطُ(٩) السِّرْقِينَ ، فَقِيلَ لَهَا : تَنَحَّيْ عَنْ طَرِيقِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَتْ : إِنَّ الطَّرِيقَ لَمُعْرَضٌ(١٠) ، فَهَمَّ بِهَا بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا(١١) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : دَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « قال ».

(٢).معاني الاخبار ، ص ٣٩٤ ، ح ٤٧ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن حبيب بن حكيم ، قال : « سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن أدنى الإلحاد ، فقال : إنّ الكبر منه ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٠ ، ح ٣١٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٠٧٨١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩٠ ، ح ١.(٣). في « ب » وحاشية « بس » : « إنّ الكبر ».

(٤). في « ه » : « في ردائه ».

(٥). في « ه » : - « الله ».

(٦). في « ه » : « شقاء ».

(٧). في « ه » : « لأنّ ».

(٨). في « ه » : « طرقات ».

(٩). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٠٣ : « تلقط ، كتنصر ، أو على بناء التفعّل بحذف إحدى التاءين ».

(١٠). في « ب » والوافي : « لمعرّض ». وفيمرآة العقول : « لمعرض ، على بناء المفعول من الإفعال أو التفعيل ، وقديقرأ على بناء الفاعل من الإفعال. فعلى الأوّلين من قولهم : أعرضت الشي‌ء وعرّضته ، أي جعلته عريضاً. وعلى الثالث من قولهم : عرضت الشي‌ء ، أي أظهرته فأعرض ، أي ظهر ، وهو من النوادر ». راجع أيضاً :مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٢١٢ ؛معجم مقائيس اللغة ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ( عرض ).

(١١). نال من عدوّه نيلاً : بلغ مقصوده. ونِلْتُه أنيله وأناله نيلاً : أصبتُه.المصباح المنير ، ص ٦٣٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ٦٢ ( نيل ). وفيمرآة العقول : « يتناولها ، أي يأخذها فينحّيها قسراً عن طريقهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو يشتمها من قولهم : نال من عرضه ، أي شتمه. والأوّل أظهر ».

(١٢). في « ص » : « حيارة ». وفي حاشية « ج » : « حيازة ». و « الجبّار » : العاتي عن أمر ربّه.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ( جبر ).

(١٣)الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٤٨١٦ ، بأسناد مختلفة عن أبي عبداللهعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٣١٣ ، =

٧٥٣

٢٥٦٢/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : الْعِزُّ رِدَاءُ اللهِ ، وَالْكِبْرُ(١) إِزَارُهُ ، فَمَنْ تَنَاوَلَ شَيْئاً مِنْهُ(٢) ، أَكَبَّهُ اللهُ فِي جَهَنَّمَ ».(٣)

٢٥٦٣/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكِبْرُ رِدَاءُ اللهِ ، وَالْمُتَكَبِّرُ يُنَازِعُ اللهَ رِدَاءَهُ ».(٤)

٢٥٦٤/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ لَيْثٍ الْمُرَادِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكِبْرُ(٥) رِدَاءُ اللهِ ؛ فَمَنْ نَازَعَ اللهَ(٦) شَيْئاً مِنْ ذلِكَ ، أَكَبَّهُ(٧) اللهُ فِي النَّارِ ».(٨)

__________________

= وفيهما ضمن رسالتهعليه‌السلام إلى جماعة الشيعة هكذا : « الكبر رداء الله عزّوجلّ ، فمن نازع الله رداءه خصمه الله [ وفي التحف : قصمه الله ] وأذلّه يوم القيامة ».فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٢ ، وفيه : « الكبر رداء الله من نازع الله رداءه قصمه ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٠ ، ح ٣١٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢٠٨٠٢ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٢ ، ح ٩٤ ، من قوله : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مرّ » ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٠٩ ، ح ٢.

(١). في الوافي وثواب الأعمال : « والكبرياء ».

(٢). في حاشية « ج » : « منهما ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٢٦٤ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٩ ، ح ٣١٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٠٧٨٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٣ ، ح ٣.

(٤).تحف العقول ، ص ٢٩٢ ، وتمام الرواية فيه : « والله ، المتكبّر ينازع الله رداءه ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٩ ، ح ٣١٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢٠٧٨٥ ؛ الب حار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٤ ، ح ٤.

(٥). في ثواب الأعمال : « الكبرياء ».

(٦). في « ه » : « نازعه » بدل « نازع الله ».

(٧). في ثواب الأعمال : « كبّه ».

(٨).ثواب الأعمال ، ص ٢٦٤ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن عليّ الكوفي ، عن أبي جميلة المرادي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الزهد ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٧ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٣٩٦ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ،ضمن =

٧٥٤

٢٥٦٥/ ٦. عَنْهُ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ(٢) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام ، قَالَا(٣) : « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ(٤) ».(٥)

٢٥٦٦/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْكِبْرِ ». قَالَ : فَاسْتَرْجَعْتُ(٦) ، فَقَالَ : « مَا لَكَ تَسْتَرْجِعُ؟ » قُلْتُ : لِمَا سَمِعْتُ مِنْكَ ، فَقَالَ : « لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، إِنَّمَا أَعْنِي الْجُحُودَ ، إِنَّمَا هُوَ(٧) الْجُحُودُ ».(٨)

٢٥٦٧/ ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

= وصيّته للهشام ، وفيهما مع اختلاف.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٦٩ ، ح ٣١٨١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٠٧٨٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٥ ، ح ٥.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٢). في « ص ، ه » : + « بن أعين ».

(٣). في « ه » : « قال ».

(٤). في « ه » : « الكبر ».

(٥).ثواب الأعمال ، ص ٢٦٤ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن القاسم بن عروة.الزهد ، ص ١٢٩ ، ح ١٦٥ ، بسند آخر. وفيثواب الأعمال ، ص ٢٦٤ ، ح ٥ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٤١ ، ح ١ ، بسند آخر ؟ مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٣٩٦ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، ضمن وصيّته للهشام ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧١ ، ح ٣١٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٠٧٨٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٥ ، ح ٦.

(٦). الاسترجاع : أن يقول الإنسان عند المصيبة :( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) .

(٧). في « ب » : « وهو ».

(٨).معاني الأخبار ، ص ٢٤١ ، صدر ح ٢ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، إلى قوله : « من خردل من الكبر » مع زيادة في آخره.وفيه ، ح ٣ ، بسند آخر عن يزيد بن فرقد ، عمّن سمع أبا عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧١ ، ح ٣١٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥ ، ح ٢٠٨١٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٦ ، ح ٧.

٧٥٥

عُقْبَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حُرٍّ(١) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٢) : « الْكِبْرُ أَنْ تَغْمِصَ(٣) النَّاسَ ، وَتَسْفَهَ(٤) الْحَقَّ ».(٥)

٢٥٦٨/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ(٦) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ أَعْظَمَ الْكِبْرِ غَمْصُ الْخَلْقِ(٧) ، وَسَفَهُ الْحَقِّ ».

قَالَ(٨) : قُلْتُ : وَ(٩) مَا غَمْصُ الْخَلْقِ(١٠) ، وَسَفَهُ الْحَقِّ؟

قَالَ : « يَجْهَلُ(١١) الْحَقَّ ، وَيَطْعُنُ(١٢) عَلى أَهْلِهِ ؛ فَمَنْ(١٣) فَعَلَ ذلِكَ‌............

__________________

(١). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ، جر » والطبعة القديمة. وفي « ه » والمطبوع : « الحرّ ».

(٢). في « بف » : + « قال ».

(٣). في « ه » : « يغمص ». وفي « بر » : « تغمّص ». وغَمِصَ الناسَ : احتقرهم ولم يرهم شيئاً.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٦ ( غمص ).

(٤). في « ه ، بس » : « ويسفه ». و « السفه » : نقص العقل. والمراد هنا لازمه ، وهو الجهل بالحقّ وطعن أهله. وقيل : السفه : الجهل ، وأصله الخفّة والطيش ، ومعنى سفه الحقّ : الاستخفاف به وأن لايراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٠٩ ؛الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧١ ؛مرآةالعقول ، ج ١٠ ، ص ٢٠٩.

(٥).معاني الأخبار ، ص ٢٤٢ ، ح ٥ ، بسنده عن ابن فضّال ؛المحاسن ، ص ٦٦ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٢٤ ، عن ابن فضّال ، عن رجل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧١ ، ح ٣١٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦ ، ح ٢٠٨١٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٧ ، ح ٨.

(٦). في المعاني : - « بن عميرة ». وفي التهذيب : - « عن سيف بن عميرة ». هذا ، وروى عليّ بن الحكم عن عبدالأعلى [ بن أعين ] بتوسّط سيف [ بن عميرة ] فيالكافي ، ح ١٩٧٠ و ٢٨٣٥ و ٦٨٦٤ ؛ والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٦٧ ، ح ١٠٦٥. (٧). في التهذيب : « الحقّ ».

(٨). في الوسائل والكافي ، ح ٦٨٦٤ والتهذيب والمعاني : - « قال ».

(٩). في الوافي والكافي ، ح ٦٨٦٤ : - « و ».

(١٠). في التهذيب : « الحقّ ».

(١١). في « ه » : « تجهل ».

(١٢). في « ه ، بر ، بف » : « وتطعن ».

(١٣) في الكافي ، ح ٦٨٦٤ والتهذيب والمعانى : « ومن ».

٧٥٦

فَقَدْ(١) نَازَعَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رِدَاءَهُ ».(٢)

٢٥٦٩/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ : سَقَرُ ، شَكَا إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - شِدَّةَ حَرِّهِ ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ(٣) ، فَتَنَفَّسَ ، فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ ».(٤)

٢٥٧٠/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَخِيهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْمُتَكَبِّرِينَ يُجْعَلُونَ فِي صُوَرِ(٥) الذَّرِّ ، يَتَوَطَّؤُهُمُ(٦) النَّاسُ حَتّى يَفْرُغَ اللهُ مِنَ الْحِسَابِ ».(٧)

__________________

(١). في الكافي ، ح ٦٨٦٤ والتهذيب : - « فقد ».

(٢).الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الحجّ والعمرة وثوابهما ، ح ٦٨٦٤ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ؛التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣ ، ح ٦٩ ، معلّقاً عن الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، وفيهما مع زيادة في أوّله.معاني الأخبار ، ص ٢٤٢ ، ح ٥ ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٢١٤٧ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه : « الكبر هو أن يجهل الحقّ » مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧١ ، ح ٣١٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦ ، ح ٢٠٨١٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٨ ، ح ٩.

(٣). في الزهد : + « فأذن له ».

(٤).تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن بكير ؛الزهد ، ص ١٨٤ ، ح ٢٨٤ ، عن محمّد بن أبي عمير ؛المحاسن ، ص ١٢٣ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٨ ، مرفوعاً عن ابن أبي عمير ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٦٥ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي بكر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٠ ، ح ٣١٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢٠٧٨٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١٨ ، ح ١٠.

(٥). في « ه » وشرح المازندراني وثواب الأعمال : « صورة ».

(٦). في الوسائل : « تتوطّؤهم ». وفي المحاسن : « فيطؤهم ».

(٧).المحاسن ، ص ١٢٣ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٧ ، عن أبيه البرقي بإسناده رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ؛ثواب الأعمال ، ص ٢٦٥ ، ح ١٠ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان.الوافي ، ج ٥ ، =

٧٥٧

٢٥٧١/ ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا الْكِبْرُ؟ فَقَالَ : « أَعْظَمُ الْكِبْرِ أَنْ تَسْفَهَ الْحَقَّ(١) ، وَتَغْمِصَ النَّاسَ ».

قُلْتُ : وَمَا سَفَهُ الْحَقِّ(٢) ؟ قَالَ : « تَجْهَلُ(٣) الْحَقَّ ، وَتَطْعُنُ(٤) عَلى أَهْلِهِ ».(٥)

٢٥٧٢/ ١٣. عَنْهُ(٦) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّنِي(٧) آكُلُ الطَّعَامَ الطَّيِّبَ ، وَأَشَمُّ الرِّيحَ(٨) الطَّيِّبَةَ ، وَأَرْكَبُ الدَّابَّةَ الْفَارِهَةَ(٩) ، وَيَتْبَعُنِي الْغُلَامُ ، فَتَرى فِي هذَا شَيْئاً(١٠) مِنَ التَّجَبُّرِ ؛ فَلَا أَفْعَلَهُ(١١) ؟

فَأَطْرَقَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ(١٢) : « إِنَّمَا الْجَبَّارُ الْمَلْعُونُ مَنْ غَمَصَ النَّاسَ ، وَجَهِلَ الْحَقَّ».

قَالَ عُمَرُ : فَقُلْتُ(١٣) : أَمَّا الْحَقُّ فَلَا أَجْهَلُهُ ، وَ(١٤) الْغَمْصُ لَا أَدْرِي(١٥) مَا هُوَ.

__________________

= ص ٨٧٠ ، ح ٣١٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢٠٧٨٧ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٢٠١ ، ح ٧٩ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢١٩ ، ح ١١.

(١). في « ه » : « أن يسفه ابن آدم ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « وما تسفه الحقّ ». وقرأ فيمرآة العقول : « ما تسفه الحقّ ». ثمّ قال : « ويمكن أن يقرأ بصيغة المصدر من باب التفعّل ».

(٣). هكذا في « ص ، بر ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « يجهل ».

(٤). هكذا في « ص ، بر ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « يطعن ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٢ ، ح ٣١٩١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦ ، ح ٢٠٨١٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٢.

(٦). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٧). في « ه » والوافي : « إنّي ».

(٨). في الوسائل : « الرائحة ».

(٩). « الدابّة الفارهة » أي نشيطة قويّة.مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٣٥٥ ( فره ).

(١٠). في « ه » : « فترى في هذا عليّ شي‌ء ».

(١١). في « ه » : « فلا أفعل ».

(١٢). في « ب » : « فقال ». وفي « ه »: « وقال».

(١٣) في « ه » والبحار : « قلت ».

(١٤) في « بس » وحاشية « بف » : « وأمّا ».

(١٥) في « بس » : « فلا أدري ».

٧٥٨

قَالَ : « مَنْ حَقَّرَ النَّاسَ وَتَجَبَّرَ عَلَيْهِمْ ، فَذلِكَ الْجَبَّارُ ».(١)

٢٥٧٣/ ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثَةٌ لَايُكَلِّمُهُمُ اللهُ ، وَلَايَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَايُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(٢) : شَيْخٌ زَانٍ ، وَمَلِكٌ جَبَّارٌ ، وَمُقِلٌّ(٣) مُخْتَالٌ(٤) ».(٥)

٢٥٧٤/ ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ يُوسُفَعليه‌السلام لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ يَعْقُوبُعليه‌السلام ، دَخَلَهُ عِزُّ الْمُلْكِ ، فَلَمْ يَنْزِلْ إِلَيْهِ(٦) ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ(٧) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا يُوسُفُ ، ابْسُطْ رَاحَتَكَ(٨) ،

__________________

(١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٢ ، ح ٣١٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٧ ، ح ٢٠٨١٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٣.

(٢). في « ب » : « عظيم ».

(٣). رجل مُقلّ وأقلّ : فقير.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٨٦ ( قلل ).

(٤). الخَال والخُيَلاء والخِيَلاء : الكِبْر. والمختال : المتكبّر. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩١ ( خيل ).

(٥).ثواب الأعمال ، ص ٢٦٥ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن عبدالحميد العطّار.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١ ، ح ٤٩٨٢ مرسلا ؛تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٧٩ ، ح ٦٨ ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب النكاح ، باب الغيرة ، ح ١٠٢٨٧ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١ ، ح ٤٩٨٣.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٢ ، ح ٣١٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢٠٧٩٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢١ ، ح ١٤.

(٦). النزول إمّا عن الدابّة أو عن السرير ، وكلاهما مرويّان. وينبغي حمله على أنّ ما دخله لم يكن تكبّراً وتحقيراًلوالده ؛ لكون الأنبياء منزّهين عن أمثال ذلك ؛ بل راعى فيه المصلحة لحفظ عزّته عند عامّة الناس لتمكّنه من سياسة الخلق وترويج الذين ؛ إذا كان نزول الملك عندهم لغيره موجباً لذلّه ، مكان رعاية الأدب للأب مع نبوّته ومقاساة الشدائد لحبّه أهمّ وأولى من رعاية تلك المصلحة ، فكان هذا منهعليه‌السلام تركاً للأولى ، فلذا عوتب عليه وخرج نور النبوّة من صلبه ؛ لأنّهم لرفعة شأنهم وعلوّ درجتهم يعاتبون بأدنى شي‌ء ، فهذا كان شبيهاً بالتكبّر ولم يكن تكبّراً. راجع :شرح الماندراني ، ج ٩ ، ص ٣١٢ ؛الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ؛مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢١٥.

(٧). هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « عليه ».

(٨). « الراحة » : باطن الكفّ.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٦٢ ( روح ).

٧٥٩

فَخَرَجَ مِنْهَا نُورٌ سَاطِعٌ ، فَصَارَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ، فَقَالَ يُوسُفُ : يَا جَبْرَئِيلُ(١) ، مَا هذَا النُّورُ الَّذِي خَرَجَ مِنْ رَاحَتِي؟ فَقَالَ(٢) : نُزِعَتِ النُّبُوَّةُ مِنْ(٣) عَقِبِكَ عُقُوبَةً ؛ لِمَا لَمْ تَنْزِلْ(٤) إِلَى الشَّيْخِ(٥) يَعْقُوبَ ، فَلَا يَكُونُ مِنْ عَقِبِكَ نَبِيٌّ ».(٦)

٢٥٧٥/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ(٧) عَبْدٍ إِلاَّ وَفِي رَأْسِهِ حَكَمَةٌ(٨) وَمَلَكٌ يُمْسِكُهَا ، فَإِذَا تَكَبَّرَ ، قَالَ لَهُ : اتَّضِعْ ، وَضَعَكَ اللهُ ، فَلَا يَزَالُ أَعْظَمَ النَّاسِ فِي نَفْسِهِ ، وَ(٩) أَصْغَرَ النَّاسِ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ ؛ وَإِذَا(١٠) تَوَاضَعَ رَفَعَهُ(١١) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ(١٢) ، فَلَا يَزَالُ أَصْغَرَ النَّاسِ فِي نَفْسِهِ ، وَأَرْفَعَ(١٣) النَّاسِ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ ».(١٤)

٢٥٧٦/ ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(١٥) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ النَّهْدِيِّ ،

__________________

(١). في البحار : - « يا جبرئيل ».

(٢). في « ز ، ص ، ه ، بر » : « قال ».

(٣). في « ج » : « في ». وفي البحار : « عن ».

(٤). في « ب ، ج » : « لم تنزّل » بالتضعيف.

(٥). في « ه » : « للشيخ ».

(٦).علل الشرائع ، ص ٥٥ ، ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٥. (٧). في « ه » : « يتكبّر » بدل « من ».

(٨). فيالوافي : « الحَكَمةُ - محرّكةً - : ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه وفيه العذاران » وفيشرح المازندراني : « حكمت بكذا : إذا منعته من خلافه ، فلم يقدر على الخروج من ذلك ؛ ومنه الحكمة ؛ لأنّها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل. ولعلّ المراد بالحكمة هنا الحالة المقتضية لسلوكه سبيل الهداية على سبيل الاستعارة ، وبإمساك الملك إيّاها إرشاده إلى ذلك السبيل ونهيه عن العدول عنه ».

(٩). في « ج ، بف » والوافي : + « هو ». وفي « ه ، بر » : « هو » بدل « و ».

(١٠). في « ه ، بر » : « فإذا ».

(١١). في « ب ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج » والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار : « رفعها ».

(١٢). أي ارتفع رفعك الله.

(١٣) في « ه » : « أرفع » بدون الواو. وفي حاشية « ج » : « وأكبر ».

(١٤)الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢٠٧٨٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٦.

(١٥) في « ب » : « أحمد بن محمّد ».

٧٦٠

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790