الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي5%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184515 / تحميل: 6207
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

الفريقين ، فأمّا من يحمل أرضية شموله بالعفو الإلهي فسيلتحق بركب المتقين ، وأمّا من ثقلت كفة ذنوبه فسيحشر مع القابعين في أودية النّار ، ولكنها لا تكون مكانهم ومأواهم الأبدي.

* * *

٤٠١

الآيات

( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦) )

التّفسير

يوما لقيامة : الوقت المجهول!

تتعرض الآيات أعلاه لإجابة المشركين ومنكري المعاد حول سؤالهم الدائم عن وقت قيام الساعة (يوم القيامة) : فتقول أوّلا :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ) (١) .

والقرآن في مقام الجواب يسعى إلى إفهامهم بأنّه لا أحد يعلم بوقت وقوع

__________________

(١) جاءت كلمة «المرسى» بهذا الموضع مصدرا ، على مالها من استعمال اخرى ، فتأتي تارة اسم زمان ومكان ، وتارة اخرى اسم مفعول من «الإرساء» ، معناها المصدري هو : الوقوع والثبات ، ويستخدم المرسى كمكان لتوقف السفن ، وفي تثبيت الجبال على سطح الأرض ، وكقوله تعالى في الآية (٤١) من سورة هود :( وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها ) ، والآية (٣٢) من سورة النازعات :( وَالْجِبالَ أَرْساها ) .

٤٠٢

القيامة ، ويوجه الباري خطابه إلى حبيبه الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بأنّك لا تعلم وقت وقوعها ، ويقول :( فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها ) .

فما خفّي عليك (يا محمّد) ، فمن باب أولى أن يخفى على الآخرين ، والعلم بوقت قيام القيامة من الغيب الذي اختصه الله لنفسه ، ولا سبيل لمعرفة ذلك سواه إطلاقا!

وكما قلنا ، فسّر خفاء موعد الحق يرجع لأسباب تربوية ، فإذا كان ساعة قيام القيامة معلومة فستحل الغفلة على جميع إذا كانت بعيدة ، وبالمقابل ستكون التقوى اضطرارا والورع بعيدا عن الحرية والإختيار إذا كانت قريبة ، والأمران بطبيعتهما سيقتلان كلّ أثر تربوي مرجو.

وثمّة احتمالات اخرى قد عرضها بعض المفسّرين ، ومنها : إنّك لم تبعث لبيان وقت وقوع يوم القيامة ، وإنّما لتعلن وتبيّن وجودها (وليس لحظة وقوعها).

ومنها أيضا : إنّ قيامك وظهورك مبيّن وكاشف عن قرب وقوع يوم القيامة بدلالة ما

روي عن النبىّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حينما جمع بين سبابتيه وقال : «بعثت أنا والقيامة كهاتين»(١)

ولكنّ التّفسير الأوّل أنسب من غيره وأقرب.

وتقول الآية التالية :( إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها ) .

فالله وحده هو العالم بوقت موعدها دون غيره ولا فائدة من الخوض في معرفة ذلك.

ويؤكّد القرآن هذا المعنى في الآيتين : (٣٤) من سورة لقمان :( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) ، وفي الآية (١٨٧) من سورة الأعراف :( قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ) .

وقيل : المراد بالآية ، تحقق القيامة بأمر الله ، ويشير هذا القول إلى بيان علّة ما

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٩ ، وذكرت ذات الموضوع في : تفاسير (مجمع البيان) ، (القرطبي) ، (في ظلال القرآن) بالإضافة لتفسير اخرى ، في ذيل الآية (١٨) من سورة محمّد.

٤٠٣

ورد في الآية السابقة ، ولا مانع من الجمع بين التّفسيرين.

وتسهم الآية التالية في التوضيح :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها ) .

إنّما تكليفك هو دعوة الناس إلى الدين الحقّ ، وإنذار من لا يأبى بعقاب أخروي أليم ، وما عليك تعيين وقت قيام الساعة.

مع ملاحظة ، أنّ الإنذار الموجه في الآية فيمن يخاف ويخشى وعقاب الله ، هو يشابه الموضوع الذي تناولته الآية (٢) من سورة البقرة :( ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ) .

ويشير البيان القرآني إلى أثر الدافع الذاتي في طلب الحقيقة وتحسس المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان أمام خالقه ، فإذا افتقد الإنسان إلى الدافع المحرك فسوف لا يبحث فيما جاءت به كتب السماء ، ولا يستقر له شأن في أمر المعاد ، بل وحتى لا يستمع لإنذارات الأنبياء والأولياءعليهم‌السلام .

وتأتي آخر آية من السورة لتبيّن أنّ ما تبقى من الوقت لحلول الوعد الحق ليس إلّا قليلا :( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها ) .

فعمر الدنيا وحياة البرزخ من السرعة في الانقضاء ليكاد يعتقد الناس عند وقوع القيامة ، بأنّ كلّ عمر الدنيا والبرزخ ما هو إلّا سويعات معدودة!

وليس ببعيد لأنّ عمر الدنيا قصير بذاته ، وليس من الصواب أن نقايس بين زمني الدنيا والآخرة ، لأنّ الفاني ليس كالباقي.

«عشيّة» : العصر. و «الضحى» : وقت انبساط الشمس وامتداد النهار.

وقد نقلت الآيات القرآنية بعض أحاديث المجرمين في يوم القيامة ، فيما يختص بمدّة لبثهم في عالم البرزخ

فتقول الآية (١٠٣) من سورة طه :( يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً ) ، و( يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً ) .

وتقول الآية (٥٥) من سورة الروم :( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما

٤٠٤

لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ ) .

واختلاف تقديرات مدّة اللبث ، يرجع لاختلاف القائلين ، وكلّ منهم قد عبّر عن قصر المدّة حسب ما يتصور ، والقاسم المشترك لكلّ التقديرات هو أنّ المدّة قصيرة جدّا ويكفي طرق باب هذا الموضوع بإيقاظ الغافل من خدره.

اللهمّ! هب لنا الأمن والسلامة في العوالم الثلاث ، الدنيا والبرزخ والقيامة

يا ربّ! لا ينجو من عقاب وشدائد يوم القيامة إلّا من رحمته بلطفك ، فاشملنا بخاصة لطفك ورحمتك

إلهي! اجعلنا ممن يخاف مقامك وينهى نفسه عن الهوى ، ولا تجعل لنا غير الجنّة مأوى

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة النّازعات

* * *

٤٠٥
٤٠٦

سورة

عبس

مكيّة

وعدد آياتها اثنتان وأربعون آية

٤٠٧
٤٠٨

«سورة عبس»

محتوى السورة :

تبحث هذه السورة على قصرها مسائل مختلفة مهمّة تدور بشكل خاص حول محور المعاد ، ويمكن ادراج محتويات السورة في خمسة مواضيع أساسية.

١ ـ عتاب إلهي شديد لمن واجه الأعمى الباحث عن الحقّ بأسلوب غير لائق.

٢ ـ أهمية القرآن الكريم.

٣ ـ كفران الإنسان للنعم والمواهب الإلهية.

٤ ـ بيان جانب من النعم الإلهية في مجال تغذية الإنسان والحيوان لاثارة حسّ الشكر في الإنسان.

٥ ـ الإشارة إلى بعض الوقائع والحوادث الرهيبة ومصير المؤمنين والكفّار ذلك اليوم العظيم.

وتسمية هذه السورة بهذا الاسم بمناسبة الآية الاولى منها.

فضيلة السورة :

ورد في الحديث النّبوي الشريف أنّ : «من قرأ سورة «عبس» جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر»(١)

* * *

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٣٥.

٤٠٩

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨) وَهُوَ يَخْشى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) )

سبب النّزول

تبيّن الآيات المباركة عتاب الله تعالى بشكل إجمالي ، عتابه لشخص قدّم المال والمكانة الاجتماعية على طلب الحق أمّا من هو المعاتب؟ فقد اختلف فيه المفسّرون ، لكنّ المشهور بين عامّة المفسّرين وخاصتهم ، ما يلي :

إنّها نزلت في عبد الله بن ام مكتوم ، إنّه أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبي واميّة بن خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم (فإنّ في إسلامهم إسلام جمع من أتباعهم ، وكذلك توقف عدائهم ومحاربتهم للإسلام والمسلمين) ، فقال : يا رسول الله ، أقرئني وعلمني ممّا علمك الله ، فجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنّه مشتغل مقبل على غيره ، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله لقطعه كلامه ، وقال في

٤١٠

نفسه : يقول هؤلاء الصناديد ، إنّما أتباعه العميان والعبيد ، فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم ، فنزلت الآية.

وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذلك يكرمه ، وإذا رآه قال : «مرحبا بمن عاتبني فيه ربّي» ، ويقول له : «هل لك من حاجة».

واستخلفه على المدينة مرّتين في غزوتين(١) .

والرأي الثّاني في شأن نزولها : ما

روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «إنّها نزلت في رجل من بني اميّة ، كان عند النّبي ، فجاء ابن ام مكتوم ، فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه عبس وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك ، وأنكره عليه»(٢) .

وقد أيّد المحقق الإسلامي الكبير الشريف المرتضى الرأي الثّاني.

والآية لم تدل صراحة على أنّ المخاطب هو شخص النّبي الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكنّ الآيات (٨ ـ ١٠) في السورة يمكن أن تكون قرينة ، حيث تقول :( وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) ، والنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خير من ينطبق عليه هذا الخطاب الربّاني.

ويحتجّ الشريف المرتضى على الرأي الأوّل ، بأنّ ما في آية( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) لا يدل على أنّ المخاطب هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حيث أنّ العبوس ليس من صفاته مع أعدائه ، فكيف به مع المؤمنين المسترشدين! ووصف التصدّي للأغنياء والتلهي عن الفقراء ممّا يزيد البون سعة ، وهو ليس من أخلاقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكريمة ، بدلالة قول الله تعالى في الآية (٤) من سورة (ن) ، والتي نزلت قبل سورة عبس ، حيث وصفه الباري :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .

وعلى فرض صحة الرأي الأوّل في شأن النزول ، فإنّ فعل النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحال هذه لا يخرج من كونه (تركا للأولى) ، وهذا ما لا ينافي العصمة ،

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٣٧.

(٢) المصدر السابق.

٤١١

وللأسباب التالية :

أوّلا : على فرض صحة ما نسب إلى النّبي في إعراضه عن الأعمى وإقباله على شخصيات قريش ، فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفعله ذلك لم يقصد سوى الإسراع في نشر الإسلام عن هذا الطريق ، وتحطيم صف أعدائه.

ثانيا : إنّ العبوس أو الانبساط مع الأعمى سواء ، لأنّه لا يدرك ذلك ، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ «عبد الله بن ام مكتوم» لم يراع آداب المجلس حينها ، حيث أنّه قاطع النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرارا في مجلسه وهو يسمعه يتكلم مع الآخرين ، ولكن بما أنّ الله تعالى يهتم بشكل كبير بأمر المؤمنين المستضعفين وضرورة اللطف معهم واحترامهم فإنّه لم يقبل من رسوله هذا المقدار القليل من الجفاء وعاتبه من خلال تنبيهه على ضرورة الاعتناء بالمستضعفين ومعاملتهم بكل لطف ومحبّة.

ويمثل هذا السياق دليلا على عظمة شأن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فالقرآن المعجز قد حدد لنبيّ الإسلام الصادق الأمين أرفع مستويات المسؤولية ، حتى عاتبه على أقل ترك للأولى (عدم اعتنائه اليسير برجل أعمى) ، وهو ما يدلل على أنّ القرآن الكريم كتاب إلهي وأنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صادق فيه ، حيث لو كان الكتاب من عنده (فرضا) فلا داعي لاستعتاب نفسه

ومن مكارم خلقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ كما ورد في الرواية المذكورة ـ إنّه كان يحترم عبد الله بن ام مكتوم ، وكلما رآه تذكر العتاب الرّباني له.

وقد ساقت لنا الآيات حقيقة أساسية في الحياة للعبرة والتربية والاستهداء بها في صياغة مفاهيمنا وممارستنا ، فالرجل الأعمى الفقير المؤمن أفضل من الغني المتنفذ المشرك ، وأنّ الإسلام يحمي المستضعفين ولا يعبأ بالمستكبرين.

ونأتي لنقول ثانية : إنّ المشهور بين المفسّرين في شأن النّزول ، هو نزولها في شخص النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن ليس في الآية ما يدل بصراحة على هذا المعنى.

* * *

٤١٢

التّفسير

عتاب ربّاني!

بعد أن تحدثنا حول شأن نزول الآيات ، ننتقل إلى تفسيرها :

يقول القرآن أولا :( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) .

لماذا؟ :( أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) .

( وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) ، ويطلب الإيمان والتقوى والتزكية.

( أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى ) ، فإن لم يحصل على التقوى ، فلا أقل من أن يتذكر ويستيقظ من الغفلة ، فتنفعه ذلك(١) .

ويستمر العتاب :( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى ) ، من اعتبر نفسه غنيا ولا يحتاج لأحد.

( فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) ، تتوجّه إليه ، وتسعى في هدايته ، في حين أنّه مغرور لما أصابه من الثروة والغرور يولد الطغيان والتكبر ، كما أشارت لهذا الآيتان (٦ و٧) من سورة العلق :( ... إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى ) .(٢)

( وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) ، أي في حين لو لم يسلك سبيل التقوى والإيمان ، فليس عليك شيء.

فوظيفتك البلاغ ، سواء أمن السامع أم لم يؤمن ، وليس لك أن تهمل الأعمى الذي يطلب الحقّ ، وإن كان هدفك أوسع ليشمل هداية كلّ أولئك الأغنياء المتحجرين.

__________________

(١) والفرق بين الآية والتي قبلها ، هو أنّ الحديث قد جرى حول التزكية والتقوى الكاملة ، في حين أنّ الحديث في الآية المبحوثة يتناول تأثير التذكر الإجمالي ، وإن لم يصل إلى مقام التقوى الكاملة ، وستكون النتيجة استفادة الأعمى المستهدي من التذكير ، سواء كانت الفائدة تامّة أم مختصرة. وقيل : إنّ الفرق بين الآيتين ، هو أنّ الأولى تشير إلى التطهير من المعاصي ، والثانية تشير إلى كسب الطاعات وإطاعة أمر الله عزوجل. والأوّل يبدو أقرب للصحة.

(٢) يقول الراغب في مفرداته : (غنى واستغنى وتغنى وتغانى) بمعنى واحد ، ويقول في (تصدّى) : إنّها من (الصدى) ، أي الصوت الراجع من الجبل.

٤١٣

وتأتي العتاب مرّة اخرى تأكيدا :( وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى ) ، في طلب الهداية

( وَهُوَ يَخْشى ) (١) ، فخشيته من الله هي التي دفعته للوصول إليك ، كي يستمع إلى الحقائق ليزكّي نفسه فيها ، ويعمل على مقتضاها.

( فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) (٢) .

ويشير التعبير بـ «أنت» إلى أنّ التغافل عن طالبي الحقيقة ، ومهما كان يسيرا ، فهو ليس من شأن من مثلك ، وإن كان هدفك هداية الآخرين ، فبلحاظ الأولويات ، فإنّ المستضعف الظاهر القلب والمتوجه بكلّه إلى الحقّ ، هو أولى من كلّ ذلك الجمع المشرك.

وعلى أيّة حال : فالعتاب سواء كان موجه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو إلى غيره ، فقد جاء ليكشف عن اهتمام الإسلام أو القرآن بطالبي الحق ، والمستضعفين منهم بالذات.

وعلى العكس من ذلك حدّة وصرامة موقف الإسلام والقرآن من الأثرياء المغرورين إلى درجة أنّ الله لا يرضى بإيذاء رجل مؤمن مستضعف.

وعلّة ذلك ، إنّ الطبقة المحرومة من الناس تمثل : السند المخلص للإسلام دائما الأتباع الأوفياء لأئمّة دين الحق ، المجاهدين الصابرين في ميدان القتال والشهادة ، كما تشير إلى هذا المعنى رسالة أمير المؤمنينعليه‌السلام لمالك الأشتر : «وإنّما عماد الدين وجماع المسلمين والعدّة للأعداء العامّة من الأئمّة ، فليكن صغوك لهم وميلك معهم»(٣) .

* * *

__________________

(١) يراد بالخشية هنا : الخوف من الله تعالى ، الذي يدفع الإنسان ليتحقق بعمق وصولا لمعرفته جلّ اسمه ، وكما يعبر المتكلمون عنه بـ وجوب معرفة الله بدليل دفع الضرر المحتمل. واحتمل الفخر الرازي : يقصد بالخشية ، الخوف من الكفّار ، أو الخوف من السقوط على الأرض لفقدانه البصر. وهذا بعيد جدّا.

(٢) «التلهي» : من (اللهو). ويأتي هنا بمعنى الغفلة عنه والاستغفال بغيره ، ليقف في قبال «التصّدي».

(٣) نهج البلاغة ، الرسالة ٥٣.

٤١٤

الآيات

( كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ (١٦) قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (٢٣) )

التّفسير

تأتي هذه الآيات المباركة لتشير إلى أهمية القرآن وطهارته وتأثيره في النفوس ، بعد أن تناولت الآيات التي سبقتها موضوع (الإعراض عن الأعمى الذي جاء لطلب الحق) ، ، فتقول( كَلَّا ) فلا ينبغي لك أن تعيد الكرّة ثانية.

( إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) ، إنّما الآيات القرآنية تذكرة للعباد ، فلا ينبغي الإعراض عن المستضعفين من ذوي القلوب النقية الصافية والتوجه إلى المستكبرين ، أولئك الذين ملأ الغرور نفوسهم المريضة.

ويحتمل أيضا ، كون الآيات ،( كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) جواب لجميع التهم الموجهة ضد القرآن من قبل المشركين وأعداء الإسلام.

٤١٥

وفتقول الآية : إنّ الأباطيل والتهم الزائفة التي افتريتم بها على القرآن من كونه شعر أو سحر أو نوع من الكهانة ، لا يمتلك من الصحة شيئا ، وإنّما الآيات القرآنية آيات تذكرة وإيمان ، ودليلها فيها ، وكلّ من اقترب منها سيجد أثر ذلك في نفسه (ما عدا المعاندين).

وتشير الآية التالية إلى اختيارية الهداية والتذكّر :( فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ) (١) .

نعم ، فلا إجبار ولا إكراه في تقبل الهدي الرّباني ، فالآيات القرآنية مطروحة وأسمعت كلّ الآذان ، وما على الإنسان إلّا أن يستفيد منها أو لا يستفيد.

ثمّ يضيف : أنّ هذه الكلمات الإلهية الشريفة مكتوبة في صحف (ألواح وأوراق) :( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ) .

«الصحف» : جمع (صحيفة) بمعنى اللوح أو الورقة ، أو أيّ شيء يكتب عليه.

فالآية تشير إلى أنّ القرآن قد كتب على ألواح من قبل أن ينزّل على النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووصلت إليه بطريق ملائكة الوحي ، والألواح بطبيعتها جليلة القدر وعظيمة الشأن.

وسياق الآية وارتباطها مع ما سبقها من آيات وما سيليها : لا ينسجم مع ما قيل من أنّ المقصود بالصحف هنا هو ، كتب الأنبياء السابقين.

وكذا الحال بالنسبة لما قيل من كون «اللوح المحفوظ» ، لأنّ «اللوح والمحفوظ» لا يعبر عنه بصيغة الجمع ، كما جاء في الآية : «صحف».

وهذه الصحف المكرمة :( مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ) .

فهي مرفوعة القدر عند الله ، وأجلّ من أن تمتد إليها أيدي العابثين وممارسات المحرّفين ، ولكونها خالية من قذارة الباطل ، فهي أطهر من أن تجد فيها أثرا لأيّ تناقض أو تضاد أو شك أو شبهة.

__________________

(١) يعود ضمير : «ذكره» إلى ما يعود إليه ضمير «إنّها» ، وسبب اختلاف الصيغة بين الضميرين هو أنّ ضمير «إنّها» يرجع إلى الآيات القرآنية ، و «ذكره» إلى القرآن ، فجاء الأوّل مؤنثا والثّاني مذكرا.

٤١٦

وهي كذلك :( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) ، سفراء من الملائكة.

وهؤلاء السفراء :( كِرامٍ بَرَرَةٍ ) .

«سفرة» : جمع (سافر) من (سفر) على وزن (قمر) ، ولغة : بمعنى كشف الغطاء عن الشيء ، ولذا يطلق على الرسول ما بين الأقوام (السفير) لأنّه يزيل ويكشف الوحشة فيما بينهم ، ويطلق على الكاتب اسم (السافر) ، وعلى الكتاب (سفر) لما يقوم به من كشف موضوع ما وعليه فالسفرة هنا ، بمعنى : الملائكة الموكلين بإيصال الوحي الإلهي إلى النّبي ، أو الكاتبين لآياته.

وقيل : هم حفّاظ وقرّاء وكتّاب القرآن والعلماء ، الذين يحافظون على القرآن من أيدي العابثين وتلاعب الشياطين في كلّ عصر ومصر.

ويبدو هذا القول بعيدا ، لأنّ الحديث في الآيات كان يدور حول زمان نزول الوحي على صدر الحبيب المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وليس عن المستقبل.

وما ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، في وقوله : «الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة»(١) . بجعل الحافظين للقرآن العاملين به في درجة السفرة الكرام البررة ، فليسوا هم السفرة بل في مصافهم ، لأنّ جلالة مقام حفظهم وعملهم ، يماثل ما يؤديه حملة الوحي الإلهي.

ونستنتج من كلّ ما تقدم : بأنّ من يسعى في حفظ القرآن وإحياء مفاهيمه وأحكامه ممارسة ، فله من المقام ما للكرام البررة.

«كرام» : جمع (كريم) ، بمعنى العزيز المحترم ، وتشير كلمة «كرام» في الآية إلى عظمة ملائكة الوحي عند الله وعلو منزلتهم.

وقيل : «كرام» : إشارة إلى طهارتهم من كلّ ذنب ، بدلالة الآيتين (٢٦ و٢٧) من سورة الأنبياء :( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) .

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٣٨.

٤١٧

«بررة» : جمع (بار) ، من (البرّ) ، بمعنى التوسع ، ولذا يطلق على الصحراء الواسعة اسم (البر) ، كما يطلق على الفرد الصالح اسم (البار) لوسعة خير وشمول بركاته على الآخرين.

و «البررة» : في الآية ، بمعنى : إطاعة الأمر الإلهي ، والطهارة من الذنوب.

ومن خلال ما تقدم تتوضح لنا ثلاث صفات للملائكة.

الاولى : إنّهم «سفرة» حاملين وحيه جلّ شأنه.

الثّانية : إنّهم أعزاء ومكرمون.

الثالثة : طهرة أعمالهم عن كلّ تقاعس أو مفسدة.

وعلى الرغم من توفير مختلف وسائل الهداية إلى الله ، ومنها ما في صحف المكرمة من تذكير وتوجيه ولكنّ الإنسان يبقى عنيدا متمردا :( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) (١) .

«الكفر» : في هذا الموضوع قد يحتمل على ثلاثة معان عدم الإيمان ، الكفران وعدم الشكر جحود الحق وستره بأيّ غطاء كان وعلى كلّ المستويات ، وهو المعنى الجامع والمناسب للآية ، لأنّها تعرضت لأسباب الهداية والإيمان ، فيما تتحدث الآيات التي تليها عن بيان النعم الإلهية التي لا تعد ولا تحصى.

( قُتِلَ الْإِنْسانُ ) : كناية عن شدّة غضب الباري جلّ وعلا ، وزجره لمن يكفر بآياته.

ثمّ يتعرض البيان القرآني إلى غرور الإنسان الواهي ، والذي غالبا ما يوقع صاحبه في هاوية الكفر والجحود السحيقة :( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) ؟

__________________

(١) «قتل الإنسان» : نوع من اللعن ، وهو أشدّها عن الزمخشري في (الكشاف). «ما» ، في «ما أكفره» : للتعجب ، التعجب من السير في متاهات الكفر والضلال ، مع ما للحق من سبيل واضحة ، وتوفير مختلف مصاديق واللطف والرحمة والرّبانية التي توصل الإنسان إلى شاطئ النجاة.

٤١٨

لقد خلقه من نطفة قذرة حقيرة ، ثمّ صنع منه مخلوقا موزونا مستويا قدّر فيه جميع أموره في مختلف مراحل حياته :( مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ) .

فلم لا يتفكر الإنسان بأصل خلقته؟!

لم ينسى تفاهة مبدأه؟!

ألّا يجدر به أن يتأمل في قدرة الباري سبحانه ، وكيف جعله موجودا بديع الهيئة والهيكل من تلك النطفة الحقيرة القذرة!! ألا يتأمل!!

فالنظرة الفاحصة الممعنة في خلق الإنسان من نطفة قذرة وتحويله إلى هيئته التامّة المقدرة من كافة الجهات ، ومع ما منحه الله من مواهب واستعدادات لأفضل دليل يقودنا بيسر إلى معرفته جلّ اسمه.

«قدّره» : من (التقدير) ، وهو الحساب في الشيء وكما بات معلوما أنّ أكثر من عشرين نوعا من الفلزات وأشباه الفلزات داخلة في التركيب (البيولوجي) للإنسان ، ولكلّ منها مقدارا معينا ومحسوبا بدقّة متناهية من حيث الكمية الكيفية ، بل ويتجاوز التقدير حدّ البناء الطبيعي للبدن ليشمل حتى الاستعدادات والغرائز والميول المودعة في الإنسان الفرد ، بل وفي المجموع العام للبشرية ، وقد وضع الحساب في مواصفات تكوينية ليتمكن الإنسان بواسطتها من الوصول إلى السعادة الإنسانية المرجوة.

وتتجلّى عظمة تقدير الخالق سبحانه في تلك النطفة الحقيرة القذرة التي تتجلّى بأبهى صورها جمالا وجلالا ، حيث لو جمعنا الخلايا الأصلية للإنسان (الحيامن) لجميع البشر ، ووضعناها في مكان واحد ، لكانت بمقدار حمصة! نعم

فقد أودعت في هذا المخلوق العاقل الصغير كلّ هذه البدائع والقابليات.

وقيل : التقدير بمعنى التهيئة.

وثمّة احتمال آخر ، يقول التقدير بمعنى إيجاد القدرة في هذه النطفة المتناهية في الصغر.

٤١٩

فما أجلّ الإله الذي الذي جعل في موجود ضعيف كلّ هذه القدرة والاستطاعة ، فترى النطفة بعد أن تتحول إلى الإنسان تسير وتتحرك بين أقطار السماوات والأرض ، وتغوص في أعماق البحار وقد سخرت لها كلّ ما يحيط بها من قوى(١) .

ولا مانع من الأخذ بالتفاسير الثلاث جملة واحدة.

ويستمر القرآن في مشوار المقال :( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) يسّر له طريق تكامله حينما كان جنينا في بطن امّه ، يسّر له سبيل خروجه إلى الحياة من ذلك العالم المظلم.

ومن عجيب خلق الإنسان أنّه قبل خروجه من بطن امّه يكون على الهيئة التالية : رأسه إلى الأعلى ورجليه إلى الأسفل ، ووجهه متجها صوب ظهر امّه ، وما أن تحين ساعة الولادة حتى تنقلب هيئة فيصبح رأسه إلى الأسفل كي تسهل وتتيسّر ولادته! وقد تشذ بعض حالات لولادة ، بحيث يكون الطفل في بطن امّه في هيئة مغايرة للطبيعة ، ممّا تسبب كثير من السلبيات على وضع الام عموما.

وبعد ولادته : يمرّ الإنسان في مرحلة الطفولة التي تتميز بنموه الجسمي ، ثمّ مرحلة نمو الغرائز ، فالرشد في مسير الهداية الايمانية والروحية ، ويساهم العقل ودعوة الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام في تركيز معالم شخصية وبناء الإنسان ورحيا وإيمانيا.

وبلاغة بيان القرآن قد جمعت كلّ ذلك في جملة واحدة :( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) .

والملفت للنظر أنّ الآية المباركة تؤكّد على حرية اختيار الإنسان حين قالت أنّ الله تعالى يسّر وسهّل له الطريق الى الحق ، ولم تقل أنّه تعالى أجبره على

__________________

(١) يقول الراغب في مفردات : «قدّره» (بالتشديد) : أعطاه القدرة ، ويقال : قدّرني الله على كذا وقواني عليه».

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا مِنْ أَحَدٍ يَتِيهُ(١) إِلَّا مِنْ ذِلَّةٍ يَجِدُهَا فِي نَفْسِهِ ».(٢)

٢٥٧٧/ ١٨. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ تَكَبَّرَ أَوْ تَجَبَّرَ(٣) إِلَّا لِذِلَّةٍ وَجَدَهَا(٤) فِي نَفْسِهِ».(٥)

١٢٥ - بَابُ الْعُجْبِ‌

٢٥٧٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا - مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وُلْدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَيَّارٍ(٦) - يَرْفَعُهُ(٧) :

عَنْ(٨) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ ، وَلَوْ لَا ذلِكَ مَا ابْتُلِيَ مُؤْمِنٌ(٩) بِذَنْبٍ أَبَداً ».(١٠)

__________________

(١). في « ص » : « ينبه ». و « يتيه » أي يتكبّر.لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٨٢ ( تيه ).

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢٠٨٠٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٣). فيمرآة العقول : « أو تجبّر ، يمكن أن يكون الترديد من الراوي ، وإن كان منهعليه‌السلام فيدلّ على فرق بينهما في المعنى ». (٤). في « ه » والوسائل : « يجدها ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢٠٨٠١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٦). في « ه » وحاشية « بر » : « سنان ». وفي الوسائل : - « من أصحابنا - إلى - بن سيّار ».

(٧). في الوافي والبحار ، ج ٦٩ : « رفعه ».

(٨). في حاشية « بر » : « إلى ».

(٩). في « ص ، ه » وحاشية « ج ، د » وشرح المازندراني : « مؤمناً ».

(١٠).علل الشرائع ، ص ٥٧٩ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أسباط ، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام .الأمالي للطوسي ، ص ٥٧١ ، المجلس ٢٢ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيتحف العقول ، ص ٣٦٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤٢ مرسلاً ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٤٠ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢ ؛ وج ٧٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١.

٧٦١

٢٥٧٩/ ٢. عَنْهُ(١) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ ».(٢)

٢٥٨٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ(٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٤) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ ، فَقَالَ : « الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ : مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ ، فَيَرَاهُ(٥) حَسَناً ، فَيُعْجِبَهُ ، وَيَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً ؛ وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ ، فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِلّهِ عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ(٦) ».(٧)

٢٥٨١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ(٨) الذَّنْبَ ، فَيَنْدَمُ عَلَيْهِ ، وَيَعْمَلُ الْعَمَلَ ،

__________________

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتابَي سعيد بن جناح ، وتوسّط بينه وبين محمّد بن يحيى في بعض الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٩١ ، الرقم ٥١٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ، وص ٦٧٦.

(٢).الأمالي للصدوق ، ص ٤٤٦ ، المجلس ٦٨ ، ضمن ح ٩ ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٤ ، ضمن ح ٢٠٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤١ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٠٩ ، ح ٣.

(٣). في « ه » : « الخلال ». وأحمد هذا ، اختُلف في لقبه ، والغالب في الأسناد وكتب الرجال هو « الحلّال ». راجع :رجال النجاشي ، ص ٩٩ ، الرقم ٢٤٨ ؛رجال البرقي ، ص ٥٢ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢١٣ ؛ وص ٤١٢ ، الرقم ٥٩٧٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٨٢ ، الرقم ١٠٣ ؛خلاصة الأقوال ، ص ١٤ ، الرقم ٤ ؛الرجال لابن داود ، ص ٣٥ ، الرقم ١٠٤ ؛معجم الحديث ، ج ٢ ، ص ١٧٩ ، الرقم ٧٢٧.

(٤). في المعاني : + « موسى ».

(٥). في مرآة العقول : « فرآه ».

(٦). في « ه » : « المنّ فيه ». وفي تحف العقول : « المنّة عليه فيه ».

(٧).معاني الأخبار ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن أسباط.تحف العقول ، ص ٤٤٤ ، عن أحمد بن نجم ، عن الرضاعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٣٨ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٠ ، ح ٤.

(٨). في « ز » : « يذنب ».

٧٦٢

فَيَسُرُّهُ ذلِكَ ، فَيَتَرَاخى عَنْ حَالِهِ(١) تِلْكَ(٢) ، فَلَأَنْ يَكُونَ عَلى حَالِهِ تِلْكَ خَيْرٌ لَهُ(٣) مِمَّا دَخَلَ فِيهِ ».(٤)

٢٥٨٢/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نَضْرِ(٥) بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى عَالِمٌ عَابِداً ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ صَلَاتُكَ؟ فَقَالَ : مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ صَلَاتِهِ(٦) وَأَنَا أَعْبُدُ اللهَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟! قَالَ : فَكَيْفَ(٧) بُكَاؤُكَ؟ قَالَ : أَبْكِي حَتّى تَجْرِيَ دُمُوعِي ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ : فَإِنَّ(٨) ضَحِكَكَ - وَأَنْتَ خَائِفٌ(٩) - أَفْضَلُ(١٠) مِنْ بُكَائِكَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ(١١) ؛ إِنَّ الْمُدِلَّ لَايَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْ‌ءٌ ».(١٢)

٢٥٨٣/ ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٣) :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَجُلَانِ الْمَسْجِدَ(١٤) : أَحَدُهُمَا عَابِدٌ ، وَالْآخَرُ فَاسِقٌ ،

__________________

(١). في حاشية « بس » : + « فلا يكون على حاله ».

(٢). في « بس » : « ذلك ».

(٣). في مرآة العقول : - « له ».

(٤).الزهد ، ص ١٣٦ ، ح ١٨١ ، عن محمّد بن أبي عمير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٥.

(٥). في « ص ، بر ، بس ، بف » : « نصر ». وهو سهو. وابن قِرواش هذا ، هو النضر بن قِرواش الجمّال. راجع :رجال‌البرقي ، ص ٤١ ؛رجال الطوسي ، ص ٣١٥ ، الرقم ٤٦٨٥.

(٦). في البحار : « عبادته ».

(٧). في « ز » والبحار والزهد : « كيف ».

(٨). في « ه ، بف » : « إنّ ».

(٩). في فقه الرضا : « عارف بالله » بدل « خائف ».

(١٠). في « ز » والوافي : « خير ».

(١١). « أنت مدلّ » : واثق بعملك ، من قولهم : هو يدلّ بفلان ، أي يثق به.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٩ ( دلل ).

(١٢).الزهد ، ص ١٣٢ ، ح ١٧١ ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢٠٩ ؛الوسائل ،ج١،ص ١٠١،ح٢٤٢؛البحار ،ج٧٢،ص٣٠٧،ح (١٣) في « د ، ه » والوافي : « أصحابه ».

(١٤) في « ز » : « المسجد رجلان ».

٧٦٣

فَخَرَجَا مِنَ الْمَسْجِدِ وَالْفَاسِقُ صِدِّيقٌ(١) ، وَالْعَابِدُ فَاسِقٌ ، وَذلِكَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْعَابِدُ الْمَسْجِدَ مُدِلًّا بِعِبَادَتِهِ يُدِلُّ بِهَا ، فَتَكُونُ(٢) فِكْرَتُهُ فِي ذلِكَ ، وَتَكُونُ(٣) فِكْرَةُ الْفَاسِقِ فِي التَّنَدُّمِ عَلى(٤) فِسْقِهِ ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِمَّا صَنَعَ(٥) مِنَ الذُّنُوبِ ».(٦)

٢٥٨٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَهُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ، ثُمَّ يَعْمَلُ شَيْئاً(٧) مِنَ الْبِرِّ ، فَيَدْخُلُهُ شِبْهُ الْعُجْبِ بِهِ(٨) ، فَقَالَ : « هُوَ فِي حَالِهِ الْأُولى - وَهُوَ خَائِفٌ - أَحْسَنُ حَالاً(٩) مِنْهُ فِي حَالِ عُجْبِهِ ».(١٠)

٢٥٨٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : بَيْنَمَا مُوسىعليه‌السلام جَالِسٌ(١١) إِذْ أَقْبَلَ(١٢)

__________________

(١). فيمرآة العقول : « صدّيق ، أي مؤمن صادق في إيمانه كثير الصدق والتصديق قولاً وفعلاً وقيل لمن صدّق‌بقوله واعتقاده ، وحقّق صدقه بفعله ».

(٢). في « بر ، بف » : « فيكون ».

(٣). في « ز ، ه ، بر » والعلل : « ويكون ».

(٤). في « ه » : « في ».

(٥). في « ه » بر ، بف » والوافي : « لما ذكر ».

(٦).علل الشرائع ، ص ٣٥٤ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤٣ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٦. (٧). في « ص » : « عملاً ».

(٨). في « ه » : - « به ».

(٩). في « ص ، بس » : - « حالاً ».

(١٠).المحاسن ، ص ١٢١ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٥ ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١١ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٥ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٧.

(١١). هكذا في « ز ، بر ، بف » وحاشية « ب » والوافي. وهو مقتضى القاعدة. وفي سائر النسخ والمطبوع : « جالساً ».

(١٢). في البحار ، ج ٧٢ : + « عليه ».

٧٦٤

إِبْلِيسُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ(١) ذُو أَلْوَانٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مُوسى(٢) عليه‌السلام خَلَعَ الْبُرْنُسَ ، وَقَامَ إِلى مُوسى ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ مُوسى : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : أَنَا إِبْلِيسُ ، قَالَ : أَنْتَ؟! فَلَا قَرَّبَ(٣) اللهُ دَارَكَ ، قَالَ : إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ(٤) لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ ؛ لِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ ».

قَالَ : « فَقَالَ لَهُ(٥) مُوسىعليه‌السلام : فَمَا(٦) هذَا الْبُرْنُسُ؟ قَالَ : بِهِ أَخْتَطِفُ(٧) قُلُوبَ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ(٨) مُوسى : فَأَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ(٩) الَّذِي(١٠) إِذَا(١١) أَذْنَبَهُ(١٢) ابْنُ آدَمَ ، اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ(١٣) قَالَ(١٤) : إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ ، وَاسْتَكْثَرَ(١٥) عَمَلَهُ ، وَصَغُرَ فِي عَيْنِهِ(١٦) ذَنْبُهُ ».

وَقَالَ : « قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِدَاوُدَعليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ ، قَالَ : كَيْفَ(١٧) أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ وَأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟ قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَأَعْفُو عَنِ(١٨) الذَّنْبِ(١٩) ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلَّا يُعْجَبُوا(٢٠) بِأَعْمَالِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ‌

__________________

(١). « البُرْنس » : كلّ ثوب رأسُه منه ملتزق به ، درّاعة كان أو مِمْطراً أو جبّةً. وقيل : قلنسوة طويلة وكان النسّاك‌ يلبسونها في صدر الإسلام.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٦ ( برنس ).

(٢). في « ص ، ه ، بر » : « منه » بدل « من موسى ».

(٣). في « بف » : « قرن ». وفيشرح المازندراني : « فلا قرّب الله دارك ، لعلّه كناية عن حيرته ، أو بعد منزله عن‌المؤمن ». وفي مرآة العقول : « أي لاقرّبك الله منّا ، أو من أحد. وقيل : أي حيّرك الله. وقيل : لاتكون دارك قريبة من المعمورة ؛ كناية عن تخريب داره ». (٤). في « ه » : « أحببت ».

(٥). في « بس » : - « له ».

(٦). في « بس » : « ما ».

(٧). في « ز ، بس » : « اختطفت ». والاختطاف : استلاب الشي‌ء وأخذه بسرعة. راجع :النهاية ، ج ٢ : ص ٤٩ ؛المصباح المنير ، ص ١٧٤ ( خطف ). (٨). في «ج،ز،ه،بر،بف»والبحار،ج ٦٣ : + « له ».

(٩). في البحار ، ج ٦٣ : « عن الذنب ».

(١٠). في«بس» : « بالذي » بدل « بالذنب الذي ».

(١١). في « بف » : « إذ ».

(١٢). في « بس » : « ذنبه ».

(١٣) « استحوذت عليه » ، أي غلبت عليه ، يقال : استحوذ عليه الشيطان ، أي غلبه واستماله إلى ما يريده منه. راجع :المصباح المنير ، ص ١٥٥ ( حوذ ). (١٤) في « بر ، بف » : « فقال ».

(١٥) في « ه » : « فاستكثر ».

(١٦) في « ج » : « عينيه ».

(١٧) في « ج » : « فكيف ».

(١٨) في « بر » : « أغفر » بدل « أعفو عن ».

(١٩) في « ج » : « الذنوب ».

(٢٠) فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٢٧ : « أن لايعجبوا ، قيل : « أن » ناصبة ، و « لا » نافية ، أو « أن » مفسّرة و « لا » ناهية. =

٧٦٥

أَنْصِبُهُ(١) لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ ».(٢)

١٢٦ - بَابُ حُبِّ الدُّنْيَا وَالْحِرْصِ عَلَيْهَا‌

٢٥٨٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ؛

وَ(٣) هِشَامٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٤) ، قَالَ :

« رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا ».(٥)

__________________

= و « يعجبوا » من باب الإفعال على بناء المجهول ، أو على بناء المعلوم ، نحو أغدّ البعير. وأقول : الأوّل أظهر ».

(١). فيمرآة العقول : « أنصبه ، كأضربه ، أي اُقيمه. وكونه على بناء الإفعال بمعنى الإتعاب بعيد ».

(٢).الأمالي للمفيد ، ص ١٥٦ ، المجلس ١٩ ، ح ٧ ، عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى‌اليقطيني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨١ ، ح ٣٢١٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٦ ، من قوله : « فقال موسى فأخبرني بالذنب الذي » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٠ ، ح ٢٢ ، من قوله : « قال : قال الله عزّوجلّ لداودعليه‌السلام » ؛وفيه ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ١٣٤ ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » ؛ وج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٨.

(٣). في السند تحويل بعطف « هشام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام » على « درست بن أبي منصور ، عن رجل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام » ؛ فقد روى الشيخ الطوسي الخبر فيالأمالي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ١٣٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم. وقد روى ابن أبي عمير كتب هشام بن سالم وأكثر من الرواية عنه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٣٤ ، الرقم ١١٦٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٣ ، الرقم ٧٨٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٢ - ٤٣٣ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣١٥ - ٣١٥.

(٤). في « ه » : - « وهشام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ». ولايخفى ما فيه ؛ من جواز النظر عن « أبي عبداللهعليه‌السلام » إلى « أبي عبداللهعليه‌السلام » الموجب للسقط.

(٥).الخصال ، ص ٢٥ ، باب الواحد ، ح ٨٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن درست بن أبي منصور ، عن رجل ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ٢٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث ١٤٩١٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عنهمعليهم‌السلام ؛الأمالي للصدوق ، ص ٥٢١ ، المجلس ٧٨ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . =

٧٦٦

٢٥٨٧/ ٢. عَلِيٌّ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ(٢) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ(٣) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا(٤) رِعَاؤُهَا(٥) - أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا ، وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا - بِأَفْسَدَ(٦) فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(٧) وَالشَّرَفِ(٨) فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ».(٩)

٢٥٨٨/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ - هذَا فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا فِي آخِرِهَا - بِأَسْرَعَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(١٠) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُؤْمِنِ(١١) ».(١٢)

٢٥٨٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى‌

__________________

=تحف العقول ، ص ٢١٥ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛ فيه ، ص ٥٠٠ ، ضمن مناجاة الله عزّوجلّ لعيسى بن مريمعليه‌السلام ؛ وص ٥٠٧ ، ضمن مواعظ المسيحعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر ( إلّاالأمالي للطوسي ) مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ١.

(١). في « ج » : « عنه ». وفي « ه ، بر » : + « بن إبراهيم ».

(٢). في « ه » : « بشر ».

(٣). الذئب الضاري : الذي اعتاد بالصيد وإهلاكه ؛ من الضراوة بمعنى العادة ، يقال : ضَرِي بالشي‌ء ، إذا اعتاده فلايكاد يصبر عنه ، وضري الكلب بالصيد ، إذا تطعّم بلحمه ودمه. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٨٦ ؛لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٨٢ ( ضرا ).

(٤). في الوسائل : « قد غاب عنها » بدل « قد فارقها ».

(٥). « الرعاء » : جمع راعي الغنم ، وقد يجمع على رُعاة.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٥ ( رعى ).

(٦). في الوسائل : « بأضرّ ».

(٧). في « ص ، ه ، بر » والوافي : « الدنيا ».

(٨). في البحار : « والثروة ».

(٩).الزهد ، ص ١٢٧ ، ح ١٥٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير ؛المؤمن ، ص ٥٥ ، ضمن ح ١٤١ ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٤.

(١٠). في الوافي : « الدنيا ».

(١١). في « ج » : « المسلم ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٥.

٧٦٧

الْخَزَّازِ(١) ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُدِيرُ(٢) ابْنَ آدَمَ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، فَإِذَا(٣) أَعْيَاهُ(٤) ، جَثَمَ(٥) لَهُ عِنْدَ الْمَالِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ ».(٦)

٢٥٩٠/ ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ(٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ(٨) ، تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَى الدُّنْيَا ؛ وَمَنْ أَتْبَعَ(٩) بَصَرَهُ(١٠) مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، كَثُرَ هَمُّهُ ، وَلَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ ؛ وَمَنْ لَمْ يَرَ(١١) لِلّهِ(١٢) - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ(١٣) نِعْمَةً إِلَّا فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ أَوْ مَلْبَسٍ ، فَقَدْ قَصَرَ عَمَلُهُ(١٤) ،..........................................................

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، بر ، بس » : « الخرّاز ». وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٥٩ ، الرقم ٩٦٤ ؛خلاصة الأقوال ، ص ١٥٨ ، الرقم ١٢٠ ؛رجال ابن داود ، ص ٣٤٠ ، الرقم ١٤٩٩.

(٢). في « ص » : « يريد ». وفي البحار : « يدبّر ». وفيمرآة العقول : « أي يبعثه على ارتكاب كلّ ضلالة ومعصية ، أويكون معه ويلازمه عند عروض كلّ شبهة أو شهوة ، لعلّه يضلّه أو يزلّه ».

(٣). في « ه » : « فإذ ».

(٤). « أعياه » : أعجزه ، من قولهم : داءٌ عياء ، أي صعب لا دواء له ، كأنّه أعيا الأطبّاء. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٣ ( عيى ).

(٥). جَثَم يجثِم جُثوماً ، أي لزم مكاناً لايبرح.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ( جثم ).

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٨ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٣٥ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٢ ، ح ١١.

(٧). في « ه ، بر » : - « زيد ».

(٨). في « بر » : « لله ». وفي الوافي : « العزاء : الصبر والسلوة ، أو حسن الصبر ». وراجع أيضاً :المصباح المنير ، ص ٤٠٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٨ ( عزا ).

(٩). في « ب » : « اتّبع ».

(١٠). في مرآة العقول : « نظره ».

(١١). في « ص ، بر ، بف » وحاشية « ج » : + « بأنّ ». وفي « ه » ومرآة العقول والوافي : + « أنّ ».

(١٢). في « ص » : « الله ».

(١٣) في « بس » : - « عليه ».

(١٤) في « ه » وحاشية « بر » : « قضي عليه » بدل « قصر عمله ».

٧٦٨

وَدَنَا عَذَابُهُ(١) ».(٢)

٢٥٩١/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ(٣) يَعْقُوبَ بْنِ يزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ :

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ(٥) الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ».(٦)

٢٥٩٢/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :

__________________

(١). فيالوافي : « معنى الحديث أنّ من لم يصبر ولم يسلُ ، أو لم يحسن الصبر والسلوة على ما رزقه الله من الدنيا ، بل أراد الزيادة في المال أو الجاه ممّا لم يرزقه إيّاه ، تقطّعت نفسه متحسّراً حسرة بعد حسرة على ما يراه في يدي غيره ممّن فاق عليه في العيش ، فهو لم يزل يتبع بصره ما في أيدي الناس ، ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس كثر همّه ولم يشف غيظه ، فهو لم ير أنّ لله‌ عليه نعمة إلّا نعم الدنيا ، وإنّما يكون كذلك من لايوقن بالآخرة ، ومن لم يوقن بالآخرة قصر عمله ، وإذ ليس له من الدنيا بزعمه إلّا قليل مع شدّة طمعه في الدنيا وزينتها ، فقد دنا عذابه ؛ نعوذ بالله من ذلك ، ومنشأ ذلك كلّه الجهل وضعف الإيمان.

وأيضاً لمـّا كان عمل أكثر الناس على قدر ما يرون من نعم الله عليهم عاجلاً وآجلاً ، لاجرم من لم ير من النعم عليه إلّا القليل فلا يصدر عنه من العمل إلّا القليل ، وهذا يوجب قصور العمل ودنوّ العذاب ».

(٢).الزهد ، ص ١١٤ ، ح ١٢٨ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٩٠ ، المجلس ١٧ ، ح ٤٥ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « ومن لم ير لله عزّ وجلّ » ؛الخصال ، ص ٦٤ ، باب الاثنين ، ح ٩٥ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه إلى قوله : « حسرات على الدنيا » ، مع زيادة في آخره ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره.وفيه ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، مرسلاً ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٥١ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ٢.

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، بس ، بف » وحاشية « بر » والوسائل : « و » بدل « عن ». وهو سهو ؛ فقد أكثر أحمد بن أبي‌عبدالله من الرواية عن يعقوب بن يزيد ، قد توسّط يعقوب بن يزيد في بعضها بين أحمد وبين زياد القندي. اُنظر على سبيل المثال :المحاسن ، ص ٢٤٩ ، ح ٦٠ ؛ وص ٤٢١ ، ح ٢٠٠ ؛ وص ٤٦٥ ، ح ٤٣٢ ؛ وص ٤٧٦ ، ح ٤٨٢ ؛ وص ٤٨١ ، ح ٥٠٧ ؛ وص ٤٩٩ ، ح ٦١٤ ؛ وص ٥٢٠ ، ح ٧٣٠ ؛ وص ٥٣٣ ، ح ٧٩١ ؛ وص ٥٣٥ ، ح ٨٠٢.

(٤). في « ه » : « النبيّ ».

(٥). في الخصال : - « إنّ ».

(٦).الخصال ، ص ٤٣ ، باب الاثنين ، ح ٣٧ ، بسنده عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد بن مروان ، عن أبي وكيعالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٢.

٧٦٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا مَثَلُ(١) دُودَةِ الْقَزِّ ، كُلَّمَا ازْدَادَتْ مِنَ الْقَزِّ(٢) عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».

وَقَالَ(٣) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَغْنَى الْغِنى مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً ».

وَقَالَ : « لَا تُشْعِرُوا(٤) قُلُوبَكُمُ الِاشْتِغَالَ بِمَا(٥) قَدْ فَاتَ ؛ فَتَشْغَلُوا(٦) أَذْهَانَكُمْ عَنِ(٧) الِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَمْ يَأْتِ ».(٨)

٢٥٩٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً(٩) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ(١٠) مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ(١١) ، قَالَ :

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ(١٢) ؟

قَالَ(١٣) : « مَا مِنْ عَمَلٍ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَمَعْرِفَةِ‌..................

__________________

(١). في الكافي ، ح ١٩١٢ : « كمثل ».

(٢). في الكافي ، ح ١٩١٢ والوسائل : - « من القزّ ». وفي « ه » : - « من ».

(٣). في « ج » : + « قال ».

(٤). في « ب ، ص » : « لاتشغلوا ».

(٥). في « ب » : « بالاشتغال بما ». وفي « ز » : « لاشتغال ما ».

(٦). في « ه ، بر » : « فتشتغلوا ».

(٧). في الوافي : « من ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩١٢ ، إلى قوله : « حتّى تموت غمّاً » مع زيادة في آخره.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ضمن ح ٥٨٤٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً »الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩ ، ح ٢٠٨٥٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٣.

(٩). في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « عن عليّ بن محمّد القاساني » بدل « وعليّ بن محمّد جميعاً ». وتقدّم أنّه سهو ، فلاحظ.

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوسائل : + « عن ». وهو سهو ؛ والزُّهري هذا ، هو محمّد بن مسلم بن‌عبيدالله بن عبدالله بن شهاب الزهري. راجع :تهذيب الكمال ، ج ٢٦ ، ص ٤١٩ ، الرقم ٥٦٠٦.

(١١). في « ز ، ه ، بر » وحاشية « بف » : « مسلم بن عبدالله ». وفي الكافي ، ح ١٩٠٣ : « مسلم بن شهاب».

(١٢). في الوسائل : - « عندالله ».

(١٣) في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ».

٧٧٠

رَسُولِهِ(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ(٢) لِذلِكَ لَشُعَباً(٣) كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَبٌ(٤) :

فَأَوَّلُ مَا عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ(٥) ، مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ(٦) حِينَ(٧) ( أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) (٨)

ثُمَّ الْحِرْصُ ، وَهِيَ(٩) مَعْصِيَةُ آدَمَ وَحَوَّاءَعليهما‌السلام حِينَ قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُمَا :( فَكُلا (١٠) مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ ) (١١) فَأَخَذَا مَا لَاحَاجَةَ بِهِمَا إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ ذلِكَ عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ(١٢) أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ.

ثُمَّ الْحَسَدُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ مِنْ ذلِكَ : حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَالثَّرْوَةِ ؛ فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ، فَقَالَتِ(١٣) الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ : حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ(١٤) ،

__________________

(١). في « ب ، ج » والوسائل : « رسول الله ».

(٢). في « ه ، بر » والكافي ، ح ١٩٠٣ : « وإنّ » ، واستظهره في مرآة العقول.

(٣). في « ب ، د ، ز ، بس ، بف » : « شعباً ». فيالوافي : « المشارإليه في قولهعليه‌السلام : « فإنّ لذلك لشعباً » يعني أنّ للأعمال الصالحة لشعباً يرجع كلّها إلى بغض الدنيا ، وللمعاصي شعباً يرجع كلّها إلى حبّ الدنيا. ثمّ اكتفى ببيان أحدهما عن الآخر. وأراد بحبّ الدنيا أوّلاً حبّ المال ، وثانياً حبّ كلّ ما لا حاجة به في تحصيل الآخرة ».

(٤). في « ز » وحاشية « بف » والوسائل : « شعباً ». وفي « بر » : « لشعباً ».

(٥). في الكافي ، ح ١٩٠٣ : + « وهي ».

(٦). في « ز ، ص ، بر ، بف » : + « لعنه الله ».

(٧). في حاشية « ص » : « حيث ».

(٨). البقرة (٢) : ٣٤.

(٩). في حاشية « بف » : « فهو ».

(١٠). هكذا في القرآن و « د ، ص ». وفي « ز » : « وكلا ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « كلا ».

(١١). الأعراف (٧) : ١٩.

(١٢). في « ص ، ه ، بر ، بف » والوافي : « فلذلك ». وفي مرآة العقول : « فذلك ».

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس » والوافي والبحار. وفي قليل من النسخ والمطبوع والكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ». (١٤) «بَلاغ»:الكفاية.لسان العرب ، ج ٨ ،ص ٤١٩ (بلغ).

٧٧١

وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ ».(١)

٢٥٩٤/ ٩. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي مُنَاجَاةِ مُوسىعليه‌السلام : يَا مُوسى ، إِنَّ(٢) الدُّنْيَا دَارُ عُقُوبَةٍ ، عَاقَبْتُ فِيهَا(٣) آدَمَ عِنْدَ خَطِيئَتِهِ(٤) ، وَجَعَلْتُهَا مَلْعُونَةً ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا لِي ؛ يَا مُوسى ، إِنَّ عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا بِقَدْرِ عِلْمِهِمْ ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ رَغِبُوا فِيهَا بِقَدْرِ جَهْلِهِمْ ؛ وَمَا مِنْ أَحَدٍ عَظَّمَهَا فَقَرَّتْ عَيْنَاهُ(٥) فِيهَا(٦) ، وَلَمْ يُحَقِّرْهَا أَحَدٌ إِلَّا انْتَفَعَ بِهَا ».(٧)

٢٥٩٥/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ(٨) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا رِعَاؤُهَا(٩) - وَاحِدٌ فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا(١٠) فِي آخِرِهَا - بِأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(١١) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ».(١٢)

__________________

(١).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩٠٣الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٢ ، ح ٣٢٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٩.

(٢). في حاشية « ب » : + « في ».

(٣). في « د » : « بها ».

(٤). في « ص » : « خطيئة ».

(٥). في « ب ، ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول والوسائل والبحار والأمالي : « عينه ». (٦). في الوسائل : « بها ».

(٧).تفسير القمّي ، ج ١ ص ٢٤٢ ، ضمن الحديث ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٤ ، ضمن ح ٢ ؛وثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن القاسم بن محمّد ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩ ، ح ٢٠٨٢٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١ ، ح ١٠.

(٨). في « ز ، بس » : - « ضاريان ».

(٩). في « د ، بر » : « رعاتها ».

(١٠). في « ص ، ه ، بر ، بف » وحاشية « د » : « وآخر ». وفي الوافي : « والآخر ».

(١١). في « ج » والوافي : « الدنيا ».

(١٢). راجع : ح ٢ و ٣ ، من هذا البابالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣١.

٧٧٢

٢٥٩٦/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ(١) بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْأَسَدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَعليه‌السلام عَلى قَرْيَةٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا وَطَيْرُهَا وَدَوَابُّهَا ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا إِلَّا بِسَخْطَةٍ(٢) ، وَلَوْ مَاتُوا(٣) مُتَفَرِّقِينَ لَتَدَافَنُوا.

فَقَالَ الْحَوَارِيُّونَ : يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحْيِيَهُمْ لَنَا ، فَيُخْبِرُونَا مَا كَانَتْ(٤) أَعْمَالُهُمْ؟ فَنَجْتَنِبَهَا(٥) .

فَدَعَا عِيسىعليه‌السلام رَبَّهُ(٦) ، فَنُودِيَ مِنَ الْجَوِّ : أَنْ نَادِهِمْ ، فَقَامَ عِيسىعليه‌السلام بِاللَّيْلِ عَلى شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ هذِهِ(٧) الْقَرْيَةِ ، فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ مُجِيبٌ : لَبَّيْكَ يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ(٨) ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ ، مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟ قَالَ : عِبَادَةَ(٩) الطَّاغُوتِ ، وَحُبَّ الدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ ، وَأَمَلٍ بَعِيدٍ(١٠) ، وَغَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ(١١) وَلَعِبٍ.

فَقَالَ : كَيْفَ كَانَ حُبُّكُمْ لِلدُّنْيَا(١٢) ؟ قَالَ : كَحُبِّ الصَّبِيِّ لِأُمِّهِ ، إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا فَرِحْنَا وَسُرِرْنَا ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنَّا(١٣) بَكَيْنَا وَحَزِنَّا.

قَالَ : كَيْفَ(١٤) كَانَتْ(١٥) عِبَادَتُكُمْ لِلطَّاغُوتِ؟ قَالَ : الطَّاعَةُ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي.

__________________

(١). في « بس » : « عبدالرحمن ».

(٢). في « بر » : « بسخط ». والسخط : الغضب. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣١٢ ( سخط ).

(٣). في « ب » : « كانوا ».

(٤). في « بر » والوافي : « كان ».

(٥). في « ه ، بر ، بف » والوافي : « فنتجنّبها ».

(٦). في الوسائل : - « ربّه ».

(٧). في البحار : - « هذه ».

(٨). في الوسائل : - « يا روح الله وكلمته ».

(٩). يقتضي السياق لزوم نصب « عبادة » أو ترجيحه. وجواز الرفع لايخلو من وجه.

(١٠). في « ه » : « طويل ».

(١١). في البحار : « في غفلة ولهو ».

(١٢). في « ج ، ز » : « الدنيا ».

(١٣) في«بس»: - «عنّا». وفي شرح المازندراني:«علينا».

(١٤) في الوافي : « فكيف ».

(١٥) في الوسائل : - « كانت ».

٧٧٣

قَالَ : كَيْفَ كَانَ(١) عَاقِبَةُ أَمْرِكُمْ؟ قَالَ : بِتْنَا لَيْلَةً(٢) فِي عَافِيَةٍ ، وَأَصْبَحْنَا فِي الْهَاوِيَةِ ، فَقَالَ : وَمَا الْهَاوِيَةُ؟ فَقَالَ(٣) : سِجِّينٌ(٤) .

قَالَ : وَمَا(٥) سِجِّينٌ(٦) ؟ قَالَ : جِبَالٌ مِنْ جَمْرٍ تُوقَدُ عَلَيْنَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

قَالَ : فَمَا قُلْتُمْ ، وَمَا قِيلَ لَكُمْ؟ قَالَ : قُلْنَا : رُدَّنَا إِلَى الدُّنْيَا فَنَزْهَدَ فِيهَا ، قِيلَ لَنَا : كَذَبْتُمْ(٧) .

قَالَ : وَيْحَكَ ، كَيْفَ(٨) لَمْ يُكَلِّمْنِي غَيْرُكَ مِنْ بَيْنِهِمْ؟ قَالَ : يَا رُوحَ اللهِ(٩) ، إِنَّهُمْ(١٠) مُلْجَمُونَ(١١) بِلِجَامٍ(١٢) مِنْ نَارٍ بِأَيْدِي مَلَائِكَةٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ ، وَإِنِّي(١٣) كُنْتُ فِيهِمْ وَلَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ(١٤) ، فَلَمَّا نَزَلَ الْعَذَابُ عَمَّنِي مَعَهُمْ ، فَأَنَا مُعَلَّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلى شَفِيرِ جَهَنَّمَ(١٥) لَا أَدْرِي أُكَبْكَبُ(١٦) فِيهَا ، أَمْ أَنْجُو مِنْهَا؟

فَالْتَفَتَ عِيسىعليه‌السلام إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ، فَقَالَ : يَا أَوْلِيَاءَ اللهِ ، أَكْلُ الْخُبْزِ الْيَابِسِ بِالْمِلْحِ‌

__________________

(١). في « بر » والبحار : « كانت ».

(٢). في الوسائل : - « ليلة ».

(٣). في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « قال ».

(٤). في « ه » : « سجّيل ».

(٥). في شرح المازندراني : « ما » بدون الواو.

(٦). في « ه » : « سجّيل ».

(٧). في « ج » : « كذّبتم » بالتشديد. وفيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٠ : « وربّما يقرأ بالتشديد ، أي كذّبتم الرسل فلا محيص عن عذابكم ».

(٨). في « بر » : « لِمَ » بدل « كيف ».

(٩). في « ج ، د ، ه » : + « وحكمته ». وفي « بر » والوافي : + « وكلمته بقدس الله ». وفي البحار : + « وكلمته ».

(١٠). في « ب » : « هم ».

(١١). في « ب » وحاشية « ج » : « ملجّمون ». وفي « ج ، ه » وحاشية « ب » : « ملجومون ».

(١٢). في «د ، ه ، بر» والوافي والوسائل : «بلُجُم».

(١٣) في «ز ، بر ، بف» والوافي : «وأنا».

(١٤) في البحار : « عنهم ».

(١٥) « شفير جهنّم » : جانبها وحرفها. وشفير كلِّ شي‌ء : حَرْفه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( شفر ).

(١٦) « اُكبكب » أي اُطْرَح فيها على وجهي. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥٩ ( كبب ).

٧٧٤

الْجَرِيشِ(١) ، وَالنَّوْمُ عَلَى الْمَزَابِلِ(٢) خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».(٣)

٢٥٩٧/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا فَتَحَ(٤) اللهُ عَلى عَبْدٍ بَاباً مِنْ أَمْرِ(٥) الدُّنْيَا إِلَّا فَتَحَ اللهُ(٦) عَلَيْهِ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَهُ(٧) ».(٨)

٢٥٩٨/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ(٩) الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَلَاتَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَاتُرْزَقُونَ فِيهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ ، وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ سَوْءٍ ، الْأَجْرَ تَأْخُذُونَ(١٠) ، وَالْعَمَلَ تُضَيِّعُونَ ، يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يُقْبَلَ(١١)

__________________

(١). جَرْش الشي‌ء : أن يُدقّ ولايُنْعَم دقُّه. يقال : جرشه وهو جريش.معجم مقاييس اللغة ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ( جرش ).

(٢). في « بر » والوافي : « التراب ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٣٠٣ ، ح ١ ؛وعلل الشرائع ، ص ٤٦٦ ، ح ٢١ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٤١ ، ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٥ ، ح ٢١٥٠٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٠ ، ح ٣.

(٤). في « بف » : « فسح ».

(٥). في « ص ، ه » والوافي وتحف العقول : - « أمر ».

(٦). في « ه » والوافي وتحف العقول : - « الله ».

(٧). في تحف العقول : « مثليه ».

(٨).تحف العقول ، ص ٣٧٠الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٤.

(٩). في البحار : - « عن ». وهو سهو ، والقاسم بن محمّد هذا هو الأصفهاني ، روى إبراهيم بن هاشم عنه عن [ سليمان بن داود ] المنقري في أسنادٍ عديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣ ؛ وص ٣٥٩ - ٣٦٠ ؛ وص ٣٦٥.

(١٠). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٢ : « الأجر تأخذون ، بحذف حرف الاستفهام وهو على‌الإنكار. ويحتمل أن‌ يكون المراد أجر الدنيا ، أي نعم الله سبحانه. وعلى هذا يحتمل أن يكون توبيخاً لا استفهاماً ، وأن يكون المراد أجر الآخرة ، فالاستفهام متعيّن ».

(١١). فيالوافي : « اُريد بربّ العمل : العابد الذي تقلّد أهل العلم في عبادته ، أعني يعمل بما يأخذ عنهم. وفيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل ». وفيمرآة العقول : « قرأ بعضهم : يقيل ، بالياء المثنّاة من الإقالة ، أي يردّ عمله ؛ فإنّ المقيل يردّ المتاع ».

٧٧٥

عَمَلُهُ ، وَيُوشِكُ(١) أَنْ يُخْرَجُوا(٢) مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلى ظُلْمَةِ الْقَبْرِ ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِلى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلى دُنْيَاهُ ، وَمَا يَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ؟! ».(٣)

٢٥٩٩/ ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو(٤) - فِيمَا أَعْلَمُ - عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَذَّاءِ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَبْعَدُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : إِذَا(٥) لَمْ يُهِمَّهُ(٦) إِلَّا بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ ».(٧)

٢٦٠٠/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى(٨) وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَشَتَّتَ أَمْرَهُ ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِمَ(٩) لَهُ ؛ وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ(١٠) الْغِنى(١١) فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). في « ه » : « ويوشكوا ».

(٢). في «ب ، د ، ص ، بس» والوافي : «أن تخرجوا ».

(٣).الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٧ ، المجلس ٨ ، ح ٦ ، بسند عن القاسم بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٥ ، ح ٣٢٤١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٥.

(٤). في البحار : « عمر ».

(٥). في « ص » : « إذ ».

(٦). في حاشية « ب » : « لايهمّه ».

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٨ ، ح ٧.

(٨). في « ز » : « أمسي وأصبح ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار. وفي‌المطبوع : + « الله ». (١٠). في « ب ، بس » : + « له ».

(١١). في الوافي : « الغناء ».

(١٢). في « ه » وحاشية « بف » : « المسرّة ».

(١٣)ثواب الأعمال ، ص ٢٠١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان=

٧٧٦

٢٦٠١/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَثُرَ(١) اشْتِبَاكُهُ(٢) بِالدُّنْيَا(٣) ، كَانَ أَشَدَّ لِحَسْرَتِهِ عِنْدَ فِرَاقِهَا ».(٤)

٢٦٠٢/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالدُّنْيَا(٥) تَعَلَّقَ قَلْبُهُ(٦) بِثَلَاثِ خِصَالٍ : هَمٍّ لَايَفْنى(٧) ، وَأَمَلٍ لَايُدْرَكُ ، وَرَجَاءٍ لَايُنَالُ ».(٨)

__________________

= وعبدالعزيز بن أبي يعفور ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الزهد ، ص ١١٧ ، ح ١٣٥ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧ ، ح ٦.

(١). في « ب » : « أكثر ».

(٢). في « ه » : « استيكاله ». وفي « بر ، بف » : « اشتكاله ». و « الاشتكال » : الالتباس. واشتبك الظلام : اختلط. واشتبكت النجوم : إذا تداخلت واتّصل بعضها ببعض.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٨٨٥ ( شبك ). وهو هنا كناية عن كثرة تعلّق القلب بالدنيا والاشتغال بها. راجع :مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٥.

(٣). في « ص » والوسائل : « في الدنيا ». وفي « ه » : « للدنيا ».

(٤).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٥٨٣٣ ؛الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٣ ، المجلس ٦٢ ، ح ٤ ؛معاني الأخبار ، ص ١٩٧ ، ح ٤ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٣٤ ، المجلس ١٥ ، ح ٣١ ، وفي كلّها ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٨.

(٥). في حاشية « ص » : « في الدنيا ».

(٦). في الخصال : « منها » بدل « قلبه ».

(٧). في البحار : « لايغنى » وفيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٣٢ : « لايغنى ، بالغين ، أي لاينفع. أو بالفاء ، أي لايزول ؛ لبقائه بعد الموت ».

(٨).الخصال ، ص ٨٨ ، باب الثلاثة ، ح ٢٢ ، بسنده عن عبدالعزيز العبدي.تحف العقول ، ص ٣٦٧ ؛نهج البلاغة ، ص ٥٠٨ ، ذيل الحكمة ٢٢٨ ؛خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٦.

٧٧٧

١٢٧ - بَابُ الطَّمَعِ‌

٢٦٠٣/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ تَكُونَ(١) لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ».(٢)

٢٦٠٤/ ٢. عَنْهُ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ :

عَمَّنْ ذَكَرَهُ بَلَغَ بِهِ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ(٤) لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ».(٥)

٢٦٠٥/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٦) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : « رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ(٧) ».(٨)

__________________

(١). في « د ، ز ، ص ، بر ، بس » : « أن يكون ».

(٢).صفات الشيعة ، ص ٣٢ ، ح ٤٥ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٤٨٩ ، عن العسكريعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١١.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٤). في « ب » والوسائل : + « يكون ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٠ ، ح ٩.

(٦). في البحار : - « عن أبيه ». وهو سهو. كما يعلم ممّا قدّمناه ذيل ح ٢٥٩٨.

(٧). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٥٨ : « لأنّ الطمع يورث الذلّ والحقارة والحسد والحقد والعداوة والغيبة والوقيعة وظهور الفضائح والظلم والمداهنة والنفاق والرياء والصبر على باطل الخلق والإعانة عليه وعدم التوكّل على الله والتضرّع عليه والرضا بقسمته والتسليم لأمره ، إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تحصى ، وقطع الطمع يورث أضداد هذه الاُمور التي كلّها خيرات ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغناء عن الناس ، ح ١٩٦٩ ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٠.

٧٧٨

٢٦٠٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ(٣) ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَّامٍ ، عَنْ سَعْدَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا(٤) الَّذِي يُثْبِتُ الْإِيمَانَ فِي الْعَبْدِ؟ قَالَ : « الْوَرَعُ ». وَالَّذِي يُخْرِجُهُ(٥) مِنْهُ؟ قَالَ(٦) : « الطَّمَعُ ».(٧)

١٢٨ - بَابُ الْخُرْقِ‌

٢٦٠٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الْخُرْقُ(٨) ، حُجِبَ(٩) عَنْهُ الْإِيمَانُ ».(١٠)

٢٦٠٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١). في « جر » وهامش المطبوع عن بعض النسخ : « أحمد بن محمّد ».

(٢). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ه ، بر ، بس » وحاشية « بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي « بف ، جر » والمطبوع : « أصحابنا ». (٣). في « جر » : « راشد ».

(٤). في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « ما ». وفي « ج ، بس » : - « له ما ».

(٥). في « بر » : « يخرج ».

(٦). في « د ، ه » والوسائل والخصال : - « قال ».

(٧).الخصال ، ص ٩ ، باب الواحد ، ح ٢٩ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن أبي‌عبدالله الرازي ، عليّ بن سليمان بن رشيد ، عن موسى بن سلام ، عن أبان بن سويد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٢.

(٨). « الخُرق » : الجهل والحُمق ، ونقيض الرفق. وقد خَرِق يخرق خَرَقاً ، فهو أخرق. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٧٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ( خرق ). (٩). في البحار : « يحجب ».

(١٠).الأمالي للصدوق ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٩٦الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٦ ، ح ٢٠٨٧٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٩٨ ، ح٤.

٧٧٩

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ كَانَ الْخُرْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ شَيْ‌ءٌ(١) مِمَّا خَلَقَ(٢) اللهُ أَقْبَحَ مِنْهُ ».(٣)

١٢٩ - بَابُ سُوءِ الْخُلُقِ‌

٢٦٠٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ(٤) الْعَمَلَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ».(٥)

٢٦١٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله : أَبَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِصَاحِبِ الْخُلُقِ السَّيِّئِ بِالتَّوْبَةِ ، قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ(٧) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ(٨) إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبٍ ، وَقَعَ فِي ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْهُ ».(٩)

٢٦١١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ(١٠) الْإِيمَانَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ‌

__________________

(١). في « ب » : + « منه ».

(٢). في الوسائل : « ما كان في شي‌ء من خلق ».

(٣).الزهد ، ص ٨٨ ، ح ٦٠ ، عن على بن النعمان ، مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٤. (٤). في « ب » : « يفسد ».

(٥).الزهد ، ص ٩٣ ، ح ٧٥ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الغضب ، ح ٢٥٣٢ ؛والجعفريّات ، ص ١٦٣الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ١. (٦). في « بر ، بف » : « رسول الله ».

(٧). في «ز ، ه ، بر» : « فكيف ذلك ».

(٨). في «ب ، ص ، ه ، بس» والوسائل : - «لأنّه».

(٩).علل الشرائع ، ص ٤٩٢ ، ح ١الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٨ ، ح ٣٢٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٦.

(١٠). في « ب ، ه ، بر » : « يفسد ».

٧٨٠

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790