الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي5%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184498 / تحميل: 6202
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ثمّ يضيف :( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) ،( وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ ) .(١)

في الحقيقة أنّ هذه الأقسام الثلاثة مرتبطة بعضها بالآخر ومكملة للآخر ، وكذلك لأنّنا كما نعلم أنّ القمر يتجلى في الليل ، ويختفي نوره في النهار لتأثير الشمس عليه ، والليل وإن كان باعثا على الهدوء والظلام وعنده سرّ عشاق الليل ، ولكن الليل المظلم يكون جميلا عند ما يدبر ويتجه العالم نحو الصبح المضيء وآخر السحر ، وطلوع الصبح المنهي الليل المظلم أصفى وأجمل من كل شيء حيث يثير في الإنسان إلى النشاط ويجعله غارقا في النور الصفاء.

هذه الأقسام الثلاثة تتناسب ضمنيا مع نور الهداية (القرآن) واستدبار الظلمات (الشرك) وعبادة (الأصنام) وطلوع بياض الصباح (التوحيد) ، ثمّ ينتهي إلى تبيان ما أقسم من أجله فيقول تعالى :( إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ ) .(٢)

إنّ الضمير في (إنّها) إمّا يرجع إلى «سقر» ، وإمّا يرجع إلى الجنود ، أو إلى مجموعة الحوادث في يوم القيامة ، وأيّا كانت فإنّ عظمتها واضحة.

ثمّ يضيف تعالى :( نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) .(٣)

لينذر الجميع ويحذرهم من العذاب الموحش الذي ينتظر الكفّار والمذنبين وأعداء الحق.

وفي النهاية يؤكّد مضيفا أنّ هذا العذاب لا يخص جماعة دون جماعة ، بل :( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) فهنيئا لمن يتقدم ، وتعسا وترحا لمن يتأخر.

واحتمل البعض كون التقدم إلى الجحيم والتأخر عنه ، وقيل هو تقدم النفس

__________________

(١) «أسفر» من مادة (سفر) على وزن (قفر) ويعني انجلاء الملابس وانكشاف الحجاب ، ولذا يقال للنساء المتبرجات (سافرات) وهذا التعبير يشمل تشبيها جميلا لطلوع الشمس.

(٢) «كبر» : جمع كبرى وهي كبيرة ، وقيل المراد بكون سقر إحدى الطبقات الكبيرة لجهنّم ، هذا المعنى لا يتفق مع ما أشرنا إليه من قبل وكذا مع الآيات.

(٣) «نذيرا» : حال للضمير في «أنّها» الذي يرجع إلى سقر ، وقيل هو تمييز ، ولكنه يصح فيما لو كان النذير مصدرا يأتي بمعنى (الإنذار) ، والمعنى الأوّل أوجه.

١٨١

الإنسانية وتكاملها أو تأخرها وانحطاطها ، والمعنى الأوّل والثّالث هما المناسبان ، دون الثّاني.

* * *

١٨٢

الآيات

( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) )

التّفسير

لم صرتم من أصحاب الجحيم؟

إكمالا للبحث الذي ورد حول النّار وأهلها في الآيات السابقة ، يضيف تعالى في هذه الآيات :( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) .

«رهينة» : من مادة (رهن) وهي وثيقة تعطى عادة مقابل القرض ، وكأن نفس الإنسان محبوسة حتى تؤدي وظائفها وتكاليفها ، فإن أدت ما عليها فكت وأطلقت ، وإلّا فهي باقية رهينة ومحبوسة دائما ، ونقل عن أهل اللغة أنّ أحد

١٨٣

معانيها الملازمة والمصاحبة(١) ، فيكون المعنى : الكلّ مقترنون بمعية أعمالهم سواء الصالحون أم المسيئون.

لذا يضيف مباشرة :( إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ ) .

إنّهم حطموا أغلال وسلاسل الحبس بشعاع الإيمان والعمل الصالح ويدخلون الجنّة بدون حساب.(٢)

وهناك أقوال كثيرة حول المقصود من أصحاب اليمين :

فقيل هم الذين يحملون كتبهم بيمينهم ، وقيل هم المؤمنون الذين لم يرتكبوا ذنبا أبدا ، وقيل هم الملائكة ، وقيل غير ذلك والمعنى الأوّل يطابق ظاهر الآيات القرآنية المختلفة ، وما له شواهد قرآنية ، فهم ذو وإيمان وعمل صالح ، وإذا كانت لهم ذنوب صغيرة فإنّها تمحى بالحسنات وذلك بحكم( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (٣) .

فحينئذ تغطّي حسناتهم سيئاتهم أو يدخلون الجنّة بلا حساب ، وإذا وقفوا للحساب فسيخفف عليهم ذلك ويسهل ، كما جاء في سورة الإنشقاق آية (٧) :( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ) .

ونقل المفسّر المشهور «القرطبي» وهو من أهل السنة تفسير هذه الآية عن الإمام الباقرعليه‌السلام فقال : «نحن وشيعتنا أصحاب اليمين وكل من أبغضنا أهل البيت فهم مرتهنون».(٤)

وأورد هذا الحديث مفسّرون آخرون منهم صاحب مجمع البيان ونور

__________________

(١) لسان العرب مادة : رهن.

(٢) قال الشّيخ الطوسي في التبيان أن الاستثناء هنا هو منقطع وقال آخرون كصاحب (روح البيان) أنّه متصل ، وهذا الاختلاف يرتبط كما ذكرنا بالتفسيرات المختلفة لمعنى الرهينة ، وما يطابق ما اخترناه من التّفسير هو أن الاستثناء هنا منقطع وعلى التفسير الثّاني يكون متصلا.

(٣) سورة هود ، الآية ١١٤.

(٤) تفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٦٨٧٨.

١٨٤

الثقلين والبعض الآخر أورده تذييلا لهذه الآيات.

ثمّ يضيف مبيّنا جانبا من أصحاب اليمين والجماعة المقابلة لهم :

( فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ ) (١) ( عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) .

يستفاد من هذه الآيات أن الرابطة غير منقطعة بين أهل الجنان وأهل النّار ، فيمكنهم مشاهدة أحوال أهل النّار والتحدث معهم ، ولكن ماذا سيجيب المجرمون عن سؤال أصحاب اليمين؟ إنّهم يعترفون بأربع خطايا كبيرة كانوا قد ارتكبوها :

الاولى :( قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) .

لو كنّا مصلّين لذكّرتنا الصلاة بالله تعالى ، ونهتنا عن الفحشاء والمنكر ودعتنا إلى صراط الله المستقيم.

والأخرى :( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) .

وهذه الجملة وإن كانت تعطي معنى إطعام المحتاجين ، ولكن الظاهر أنه يراد بها المساعدة والإعانة الضرورية للمحتاجين عموما بما ترتفع بها حوائجهم كالمأكل والملبس والمسكن وغير ذلك.

وصرّح المفسّرون أنّ المراد بها الزكاة المفروضة ، لأنّ ترك الإنفاق المستحب لا يكون سببا في دخول النّار ، وهذه الآية تؤكّد مرّة أخرى على أنّ الزّكاة كانت قد فرضت بمكّة بصورة إجمالية ، وإن كان التشريع بجزئياتها وتعيين خصوصياتها وتمركزها في بيت المال كان في المدينة.

والثّالثة :( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ ) .

كنّا نؤيد ما يصدر ضدّ الحقّ في مجالس الباطل. نقوم بالترويج لها ، وكنّا معهم

__________________

(١) «يتساءلون» : وهو وإن كان من باب (تفاعل) الذي يأتي عادة في الأعمال المشتركة بين اثنين أو أكثر ، ولكنه فقد هذا المعنى هنا كما في بعض الموارد الأخرى ، ولمعنى يسألون ، وتنكير الجنات هو لتبيان عظمتها و (في جنات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو في جنات.

١٨٥

أين ما كانوا ، وكيف ما كانوا ، وكنّا نصدق أقوالهم ، ونضفي الصحة على ما ينكرون ويكذبون ونلتذ باستهزائهم الحقّ.

«نخوض» : من مادة (خوض) على وزن (حوض) ، وتعني في الأصل الغور والحركة في الماء ، ويطلق على الدخول والتلوث بالأمور ، والقرآن غالبا ما يستعمل هذه اللفظة في الإشتغال بالباطل والغور فيه.

(الخوض في الباطل) له معان واسعة فهو يشمل الدخول في المجالس التي تتعرض فيها آيات الله للاستهزاء أو ما تروج فيها البدع ، أو المزاح الواقح ، أو التحدث عن المحارم المرتكبة بعنوان الافتخار والتلذذ بذكرها ، وكذلك المشاركة في مجالس الغيبة والاتهام واللهو واللعب وأمثال ذلك ، ولكن المعنى الذي انصرفت إليه الآية هو الخوض في مجالس الاستهزاء بالدين والمقدسات وتضعيفها وترويج الكفر والشرك.

وأخيرا يضيف :( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ ) .

من الواضح أنّ إنكار المعاد ويوم الحساب والجزاء يزلزل جميع القيم الإلهية والأخلاقية ، ويشجع الإنسان على ارتكاب المحارم ، ويرفع كلّ مانع هذا الطريق ، خصوصا إذا استمر إلى آخر العمر ، على كل حال فإنّ ما يستفاد من هذه الآيات أنّ الكفار هم مكلّفون بفروع الدين ، كما هم مكلّفون بالأصول ، وكذلك تشير إلى أن الأركان الاربعة ، أي الصلاة والزّكاة وترك مجالس أهل الباطل ، والإيمان بالقيامة لها الأثر البالغ في تربية وهداية الإنسان ، وبهذا لا يمكن أن يكون الجحيم مكانا للمصلين الواقعيين ، والمؤتين الزّكاة ، والتاركين الباطل والمؤمنين بالقيامة.

بالطبع فإنّ الصلاة هي عبادة الله ، ولكنّها لا تنفع إذا لم يمتلك الإنسان الإيمان به تعالى ، ولهذا فإنّ أداءها رمز للإيمان والإعتقاد بالله والتسليم لأوامره ، ويمكن القول إنّ هذه الأمور الأربعة تبدأ بالتوحيد ينتهي بالمعاد ، وتحقق العلاقة والرابطة بين الإنسان والخالق ، وكذا بين المخلوقين أنفسهم.

١٨٦

والمشهور بين المفسّرين أنّ المراد من (اليقين) هنا هو الموت ، لأنّه يعتبر أمر يقيني للمؤمن والكافر ، وإذا شك الإنسان في شيء ما فلا يستطيع أن يشك بالموت ونقرأ أيضا في الآية (٩٩) من سورة الحجر :( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) .

ولكن ذهب البعض إلى أنّ اليقين هنا يعني المعرفة الحاصلة بعد موت الإنسان وهي التي تختص بمسائل البرزخ والقيامة ، وهذا ما يتفق نوعا ما مع التّفسير الأوّل.

وفي الآية الأخيرة محل البحث إشارة إلى العاقبة السيئة لهذه الجماعة فيقول تعالى :( فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ) .

فلا تنفعهم شفاعة الأنبياء ورسل الله والائمّة ، ولا الملائكة والصديقين والشهداء والصالحين ، ولأنّها تحتاج إلى عوامل مساعدة وهؤلاء أبادوا كل هذه العوامل ، فالشفاعة كالماء الزلال الذي تسقى به النبتة الفتية ، وبديهي إذا ماتت النبتة الفتية ، لا يكن للماء الزلال أن يحييها ، وبعبارة أخرى كما قلنا في بحث الشفاعة ، فإنّ الشفاعة من (الشفع) وتعني ضم الشيء إلى آخر ، ومعنى هذا الحديث هو أنّ المشفّع له يكون قد قطع قسطا من الطريق وهو متأخر عن الركب في مآزق المسير ، فتضم إليه شفاعة الشافع لتعينه على قطع بقية الطريق(١) .

وهذه الآية تؤكّد مرّة أخرى مسألة الشفاعة وتنوع وتعدد الشفعاء عند الله ، وهي جواب قاطع لمن ينكر الشفاعة ، وكذلك توكّد على أنّ للشفاعة شروطا وأنّها لا تعني إعطاء الضوء الأخضر لارتكاب الذنوب ، بل هي عامل مساعد لتربية الإنسان وإيصاله على الأقل إلى مرحلة تكون له القابلية على التشفع ، بحيث لا تنقطع وشائج العلاقة بينه وبين الله تعالى والأولياء.

* * *

__________________

(١) التّفسير الأمثل ، المجلد الأوّل ، ذيل الآية (٤٨) من سورة البقرة.

١٨٧

ملاحظة :

شفعاء يوم القيامة :

نستفيد من هذه الآيات والآيات القرآنية الأخرى أنّ الشفعاء كثيرون في يوم القيامة (مع اختلاف دائرة شفاعتهم) ويستفاد من مجموع الرّوايات الكثيرة والمنقولة من الخاصّة والعامّة أنّ الشفعاء يشفعون للمذنبين لمن فيه مؤهلات الشفاعة :

١ ـ الشفيع الأوّل هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كما نقرأ في حديث حيث قال : «أنا أوّل شافع في الجنّة»(١) .

٢ ـ الأنبياء من شفعاء يوم القيامة ، كما ورد في حديث آخر عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : «يشفع الأنبياء في كلّ من يشهد أن لا إله إلّا الله مخلصا فيخرجونهم منها»(٢) .

٣ ـ الملائكة من شفعاء يوم المحشر ، كما نقل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : «يؤذن للملائكة والنّبيين والشّهداء أن يشفعوا»(٣) .

٤ ، ٥ ـ الأئمّة المعصومين وشيعتهم كما قال في ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال : «لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة»(٤)

٦ ، ٧ ـ العلماء والشّهداء كما ورد في حديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : «يشفع يوم القيامة الأنبياء ثمّ العلماء ثمّ الشّهداء»(٥) .

وورد في حديث آخر عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «يشفع الشّهيد في سبعين إنسانا

__________________

(١) صحيح مسلم ، ج ٢ ، ص ١٣٠.

(٢) مسند أحمد ، ج ٣ ، ص ١٢.

(٣) مسند أحمد ، ج ٥ ، ص ٤٣.

(٤) الخصال للصدوقرحمه‌الله ، ص ٦٢٤.

(٥) سنن ابن ماجة ، ج ٢ ، ص ١٤٤٣.

١٨٨

من أهل بيته»(١) .

وفي حديث آخر نقله المجلسي في بحار الأنوار : «إنّ شفاعتهم تقبل في سبعين ألف نفر»(٢) .

ولا منافاة بين الرّوايتين إذ أنّ عدد السبعين والسبعين ألف هي من أعداد الكثرة.

٨ ـ القرآن كذلك من الشفعاء في يوم القيامة كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «واعلموا أنّه (القرآن) شافع مشفع»(٣) .

٩ ـ من مات على الإسلام فقد ورد عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا بلغ الرجل التسعين غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفّع في أهله»(٤) .

١٠ ـ العبادة : كما جاء في حديث عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة»(٥) .

١١ ـ ورد في بعض الرّوايات أنّ العمل الصالح كأداء الأمانة يكون شافعا في يوم القيامة.(٦)

١٢ ـ والطريف هو ما يستفاد من بعض الرّوايات من أنّ الله تعالى أيضا يكون شافعا للمذنبين في يوم القيامة ، كما ورد في الحديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يشفع النّبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي»(٧) .

والرّوايات كثيرة في هذه الباب وما ذكرناه هو جانب منها.(٨)

__________________

(١) سنن أبي داود ، ج ٢ ، ص ١٥.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤.

(٣) نهج البلاغة الخطبة ، ١٧٦.

(٤) مسند أحمد ، ج ٢ ، ص ٨٩.

(٥) مسند أحمد ، ج ٢ ، ص ١٧٤.

(٦) مناقب ابن شهر آشوب ، ج ٢ ، ص ١٤.

(٧) صحيح البخاري ، ج ٩ ، ص ١٤٩.

(٨) للاستيضاح يمكن مراجعة كتاب مفاهيم القرآن ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ ـ ٣١١.

١٨٩

ونكرر أنّ للشفاعة شروطا لا يمكن بدونها التشفع وهذا ما جاء في الآيات التي بحثناها والتي تشير بصراحة الى عدم تأثير شفاعة الشفعاء في المجرمين ، فالمهم أن تكون هناك قابلية للتشفع ، لأنّ فاعلية الفاعل لوحدها ليست كافية (أوردنا شرحا مفصلا في هذا الباب في المجلد الأوّل في بحث الشفاعة)

* * *

١٩٠

الآيات

( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣)كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦) )

التّفسير

يفرّون من الحق كما تفرّ الحمر من الأسد :

تتابع هذه الآيات ما ورد في الآيات السابقة من البحث حول مصير المجرمين وأهل النّار ، وتعكس أوضح تصوير في خوف هذه الجماعة المعاندة ورعبها من سماع حديث الحقّ والحقيقة.

فيقول الله تعالى أوّلا :( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) (١) لم يفرّون من دواء

__________________

(١) «ما» مبتدأ و (لهم) خبر و (معرضين) حال الضمير لهم (وعن التذكرة) جار ومجرور ومتعلق بالمعرضين ، وقيل تقديم (عن التذكرة) على (معرضين) دلالة على الحصر أي أنّهم أعرضوا عن التذكرة المفيدة فقط ، على كل حال فإنّ المراد من التذكرة هنا كلّ ما هو نافع ومفيد وعلى رأسها القرآن المجيد.

١٩١

القرآن الشافي؟ لم يطعنون في صدر الطبيب الحريص عليهم؟ حقّا إنّه مثير( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ) .

«حمر» : جمع (حمار) والمراد هنا الحمار الوحشي ، بقرينة فرارهم من قبضة الأسد والصياد ، وبعبارة أخرى أنّ هذه الكلمة ذات مفهوم عام يشمل الحمار الوحشي والأهلي.

«قسورة» : من مادة (قسر) أي القهر والغلبة ، وهي أحد أسماء الأسد ، وقيل هو السهم ، وقيل الصيد ، ولكن المعنى الأوّل أنسب.

والمشهور أنّ الحمار الوحشي يخاف جدّا من الأسد ، حتى أنّه عند ما يسمع صوته يستولي عليه الرعب فيركض إلى كلّ الجهات كالمجنون ، خصوصا إذا ما حمل الأسد على فصيل منها ، فإنّها تتفرق في كل الجهات بحيث يعجب الناظر من رؤيتها.

وهذا الحيوان وحشي ويخاف من كل شيء ، فكيف به إذا رأى الأسد المفترس؟!

على كل حال فإنّ هذه الآية تعبير بالغ عن خوف المشركين وفرارهم من الآيات القرآنية المربية للروح ، فشبههم بالحمار الوحشي لأنّهم عديمو العقل والشعور ، وكذلك لتوحشّهم من كل شيء ، في حين أنّه ليس مقابلهم سوى التذكرة.

( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) (١) ، وذلك لتكبّرهم وغرورهم الفارغ بحيث يتوقعون من الله تعالى أن ينزل على كلّ واحد منهم كتابا.

وهذا نظير ما جاء في الآية (٩٣) من سورة الإسراء :( وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى

__________________

(١) «صحف» : جمع صحيفة ، وهي الورقة التي لها وجهان ، وتطلق كذلك على الرسالة والكتاب.

١٩٢

تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ ) .

وكذا في الآية (١٢٤) من سورة الأنعام حيث يقول :( قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ ) .

وعلى هذا فإنّ كلّا منهم يتنظر أن يكون نبيّا من اولي العزم! وينزل عليه كتابا خاصّا من الله بأسمائهم ، ومع كل هذا فليس هناك من ضمان في أن يؤمنوا بعد كل ذلك.

وجاء في بعض الرّوايات أنّ أبا جهل وجماعة من قريش قالوا للنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا نؤمن بك حتى تأتينا بصحف من السماء عليها فلان ابن فلان من ربّ العالمين ، ويأتي الأمر علنا باتباعك والإيمان بك.(١)

ولذا يضيف في الآية الأخرى :( كَلَّا ) ليس كما يقولون ويزعمون ، فإنّ طلب نزول مثل لهذا الكتاب وغيره هي من الحجج الواهية ، والحقيقة( بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ ) .

إذا كانوا يخافون الآخرة فما كانوا يتذرعون بكل هذه الذرائع ، ما كانوا ليكذبوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما كانوا ليستهزئوا بآيات الله تعالى ، ولا بعدد ملائكته ، ومن هنا يتّضح أثر الإيمان بالمعاد في التقوى والطهارة من المعاصي والذنوب الكبيرة ، والحقّ يقال إن الإيمان بعالم البعث والجزاء وعذاب القيامة يهب للإنسان شخصية جديدة يمكنه أن يغير إنسانا متكبرا ومغرورا وظالما إلى إنسان مؤمن متواضع ومتق عادل.

ثمّ يؤكّد القرآن على أنّ ما يفكرون به فيما يخصّ القرآن هو تفكّر خاطئ :( كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ) .

إنّ القرآن الكريم قد أوضح الطريق ، ودعانا إلى التبصر فيه ، وأنار لنا السبيل

__________________

(١) تفسير القرطبي ، والمراغي ، وتفاسير اخرى.

١٩٣

ليرى الإنسان موضع أقدامه ، وفي الوقت نفسه لا يمكن ذلك إلّا بتوفيق من الله وبمشيئته تعالى ، وما يذكرون إلّا ما يشاء الله.

ولهذا الآية عدّة تفاسير :

إحداها : كما ذكرناه سابقا ، وهو أن الإنسان لا يمكنه الحصول على طريق الهداية إلّا بالتوسل بالله تعالى وطلب الموفقية منه.

وطبيعي أن هذا الإمداد والتوفيق الإلهي لا يتمّ إلّا بوجود أرضية مساعدة لنزوله.

والتّفسير الآخر : ما جاء في الآية السابقة :( فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ) يمكن أن يوجد وهما وأنّ كل شيء مرتبط بإرادة الإنسان نفسه ، وأنّ إرادته مستقلة في كل الأحوال ، وتقول هذه الآية رافعة بذلك هذا الاشتباه ، إنّ الإنسان مرتبط بالمشيئة الإلهية ، وإن هذه الآية مختارا حرّا وهذه المشيئة هي الحاكمة على كل هذا العالم الموجود ، وبعبارة اخرى : إنّ هذا الاختبار والحرية والمعطاة للإنسان في بمشيئته تعالى وإرادته ، ويمكن سلبها أنّى شاء.

وأمّا التّفسير الثّالث فإنّه يقول : إنّهم لا يمكنهم الإيمان إلّا أن يشاء الله ذلك ويجبرهم ، ونعلم أنّ الله لا يجبر أحدا على الإيمان أو الكفر ، والتّفسير الأوّل والثّاني أنسب وأفضل.

وفي النهاية يقول :( هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) .

فهو أهل لأن يخافوا من عقابه وأن يتقوا في اتّخاذهم شريكا له تعالى شأنه ، وأن يأملوا مغفرته ، وفي الحقيقة ، أنّ هذه الآية إشارة إلى الخوف والرجاء والعذاب والمغفرة الإلهية ، وهي تعليل لما جاء في الآية السابقة ، لذا نقرأ

في حديث ورد عن الإمام الصّادقعليه‌السلام في تفسير هذه الآية أنّه قال : «قال الله : أنا أهل

١٩٤

أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا وأنا أهل إن لم يشرك بي شيئا أن ادخله الجنّة»(١) .

وبالرغم من أنّ المفسّرين ـ كما رأينا ـ قد أخذوا التقوى هنا بمعناها المفعولي ، وقالوا إنّ الله تعالى أهل لأن يتّقى من الشرك والمعصية ، ولكن هناك احتمالا آخر ، وهو أنّ تؤخذ بمعناها الفاعلي ، أي أن الله أهل للتقوى من كلّ أنواع الظلم والقبح ومن كل ما يخاف الحكمة ، وما عند العباد من التقوى هو قبس ضعيف من ما عند الله ، وإنّ كان التعبير بالتقوى بمعناه الفاعلي والذي يقصد به الله تعالى قليل الاستعمال ، على كل حال فإنّ الآية قد بدأت بالإنذار والتكليف ، وانتهت بالدعوة إلى التقوى والوعد بالمغفرة.

ونتعرض هنا بالدعاء إليه خاضعين متضرعين تعالى :

ربّنا! اجعلنا من أهل التقوى والمغفرة.

اللهم! إن لم تشملنا ألطافك فإنّنا لا نصل إلى مرادنا ، فامنن علينا بعنايتك.

اللهم! أعنّا على طريق مليء بالمنعطفات والهموم والمصائد الشيطانية الصعبة ، وأعنا على الشيطان المتهيئ لإغوائنا ، فبغير عونك لا يمكننا المسير في هذا الطريق.

آمين يا ربّ العالمين.

نهاية سورة المدّثّر

* * *

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٠٥.

١٩٥
١٩٦

سورة

القيامة

مكيّة

وعدد آياتها أربعون آية

١٩٧
١٩٨

«سورة القيامة»

محتوى السورة :

كما هو واضح من اسم السورة فإنّ مباحثها تدور حول مسائل ترتبط بالمعاد ويوم القيامة إلّا بعض الآيات التي تتحدث حول القرآن والمكذبين ، وأمّا الآيات المرتبطة بيوم القيامة فإنّها تجتمع في أربعة محاور :

١ ـ المسائل المرتبطة بأشراط الساعة.

٢ ـ المسائل المتعلقة بأحوال الصالحين والطالحين في ذلك اليوم.

٣ ـ المسائل المتعلقة باللحظات العسيرة للموت والانتقال إلى العالم الآخر.

٤ ـ الأبحاث المتعلقة بالهدف من خلق الإنسان ورابطة ذلك بمسألة المعاد.

فضيلة السورة :

في حديث روي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من قرأ سورة القيامة شهدت أنا وجبرائيل له يوم القيامة أنّه كا مؤمنا بيوم القيامة ، وجاء ووجهه مسفر على وجوه الخلائق يوم القيامة»(١) .

ونقرأ في حديث ورد عن الإمام الصّادقعليه‌السلام قال : «من أدمن قراءة( لا أُقْسِمُ ) وكان يعمل بها ، بعثها الله يوم القيامة معه في قبره ، في أحسن صورة

__________________

(١) مجمع البيان ، ١٠ ـ ، ص ٣٩٣.

١٩٩

تبشّره وتضحك في وجهه ، حتى يجوز الصراط والميزان»(١) .

والجدير بالملاحظة أنّ ما كنّا نستفيد منه في القرائن التي في فضائل تلاوة السور القرآنية قد صرّح بها الإمام هنا في هذه الرّواية حيث يقول : «من أدمن قراءة لا اقسم وكان يعمل بها» ولذا فإنّ كل ذلك هو مقدمة لتطبيق المضمون.

* * *

__________________

(١) المصدر السّابق.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا مِنْ أَحَدٍ يَتِيهُ(١) إِلَّا مِنْ ذِلَّةٍ يَجِدُهَا فِي نَفْسِهِ ».(٢)

٢٥٧٧/ ١٨. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ تَكَبَّرَ أَوْ تَجَبَّرَ(٣) إِلَّا لِذِلَّةٍ وَجَدَهَا(٤) فِي نَفْسِهِ».(٥)

١٢٥ - بَابُ الْعُجْبِ‌

٢٥٧٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا - مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وُلْدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَيَّارٍ(٦) - يَرْفَعُهُ(٧) :

عَنْ(٨) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ ، وَلَوْ لَا ذلِكَ مَا ابْتُلِيَ مُؤْمِنٌ(٩) بِذَنْبٍ أَبَداً ».(١٠)

__________________

(١). في « ص » : « ينبه ». و « يتيه » أي يتكبّر.لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٨٢ ( تيه ).

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢٠٨٠٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٣). فيمرآة العقول : « أو تجبّر ، يمكن أن يكون الترديد من الراوي ، وإن كان منهعليه‌السلام فيدلّ على فرق بينهما في المعنى ». (٤). في « ه » والوسائل : « يجدها ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢٠٨٠١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٦). في « ه » وحاشية « بر » : « سنان ». وفي الوسائل : - « من أصحابنا - إلى - بن سيّار ».

(٧). في الوافي والبحار ، ج ٦٩ : « رفعه ».

(٨). في حاشية « بر » : « إلى ».

(٩). في « ص ، ه » وحاشية « ج ، د » وشرح المازندراني : « مؤمناً ».

(١٠).علل الشرائع ، ص ٥٧٩ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أسباط ، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام .الأمالي للطوسي ، ص ٥٧١ ، المجلس ٢٢ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيتحف العقول ، ص ٣٦٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤٢ مرسلاً ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٤٠ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢ ؛ وج ٧٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١.

٧٦١

٢٥٧٩/ ٢. عَنْهُ(١) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ ».(٢)

٢٥٨٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ(٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٤) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ ، فَقَالَ : « الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ : مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ ، فَيَرَاهُ(٥) حَسَناً ، فَيُعْجِبَهُ ، وَيَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً ؛ وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ ، فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِلّهِ عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ(٦) ».(٧)

٢٥٨١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ(٨) الذَّنْبَ ، فَيَنْدَمُ عَلَيْهِ ، وَيَعْمَلُ الْعَمَلَ ،

__________________

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتابَي سعيد بن جناح ، وتوسّط بينه وبين محمّد بن يحيى في بعض الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٩١ ، الرقم ٥١٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ، وص ٦٧٦.

(٢).الأمالي للصدوق ، ص ٤٤٦ ، المجلس ٦٨ ، ضمن ح ٩ ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٤ ، ضمن ح ٢٠٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤١ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٠٩ ، ح ٣.

(٣). في « ه » : « الخلال ». وأحمد هذا ، اختُلف في لقبه ، والغالب في الأسناد وكتب الرجال هو « الحلّال ». راجع :رجال النجاشي ، ص ٩٩ ، الرقم ٢٤٨ ؛رجال البرقي ، ص ٥٢ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢١٣ ؛ وص ٤١٢ ، الرقم ٥٩٧٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٨٢ ، الرقم ١٠٣ ؛خلاصة الأقوال ، ص ١٤ ، الرقم ٤ ؛الرجال لابن داود ، ص ٣٥ ، الرقم ١٠٤ ؛معجم الحديث ، ج ٢ ، ص ١٧٩ ، الرقم ٧٢٧.

(٤). في المعاني : + « موسى ».

(٥). في مرآة العقول : « فرآه ».

(٦). في « ه » : « المنّ فيه ». وفي تحف العقول : « المنّة عليه فيه ».

(٧).معاني الأخبار ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن أسباط.تحف العقول ، ص ٤٤٤ ، عن أحمد بن نجم ، عن الرضاعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٣٨ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٠ ، ح ٤.

(٨). في « ز » : « يذنب ».

٧٦٢

فَيَسُرُّهُ ذلِكَ ، فَيَتَرَاخى عَنْ حَالِهِ(١) تِلْكَ(٢) ، فَلَأَنْ يَكُونَ عَلى حَالِهِ تِلْكَ خَيْرٌ لَهُ(٣) مِمَّا دَخَلَ فِيهِ ».(٤)

٢٥٨٢/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نَضْرِ(٥) بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى عَالِمٌ عَابِداً ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ صَلَاتُكَ؟ فَقَالَ : مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ صَلَاتِهِ(٦) وَأَنَا أَعْبُدُ اللهَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟! قَالَ : فَكَيْفَ(٧) بُكَاؤُكَ؟ قَالَ : أَبْكِي حَتّى تَجْرِيَ دُمُوعِي ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ : فَإِنَّ(٨) ضَحِكَكَ - وَأَنْتَ خَائِفٌ(٩) - أَفْضَلُ(١٠) مِنْ بُكَائِكَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ(١١) ؛ إِنَّ الْمُدِلَّ لَايَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْ‌ءٌ ».(١٢)

٢٥٨٣/ ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٣) :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَجُلَانِ الْمَسْجِدَ(١٤) : أَحَدُهُمَا عَابِدٌ ، وَالْآخَرُ فَاسِقٌ ،

__________________

(١). في حاشية « بس » : + « فلا يكون على حاله ».

(٢). في « بس » : « ذلك ».

(٣). في مرآة العقول : - « له ».

(٤).الزهد ، ص ١٣٦ ، ح ١٨١ ، عن محمّد بن أبي عمير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٥.

(٥). في « ص ، بر ، بس ، بف » : « نصر ». وهو سهو. وابن قِرواش هذا ، هو النضر بن قِرواش الجمّال. راجع :رجال‌البرقي ، ص ٤١ ؛رجال الطوسي ، ص ٣١٥ ، الرقم ٤٦٨٥.

(٦). في البحار : « عبادته ».

(٧). في « ز » والبحار والزهد : « كيف ».

(٨). في « ه ، بف » : « إنّ ».

(٩). في فقه الرضا : « عارف بالله » بدل « خائف ».

(١٠). في « ز » والوافي : « خير ».

(١١). « أنت مدلّ » : واثق بعملك ، من قولهم : هو يدلّ بفلان ، أي يثق به.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٩ ( دلل ).

(١٢).الزهد ، ص ١٣٢ ، ح ١٧١ ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢٠٩ ؛الوسائل ،ج١،ص ١٠١،ح٢٤٢؛البحار ،ج٧٢،ص٣٠٧،ح (١٣) في « د ، ه » والوافي : « أصحابه ».

(١٤) في « ز » : « المسجد رجلان ».

٧٦٣

فَخَرَجَا مِنَ الْمَسْجِدِ وَالْفَاسِقُ صِدِّيقٌ(١) ، وَالْعَابِدُ فَاسِقٌ ، وَذلِكَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْعَابِدُ الْمَسْجِدَ مُدِلًّا بِعِبَادَتِهِ يُدِلُّ بِهَا ، فَتَكُونُ(٢) فِكْرَتُهُ فِي ذلِكَ ، وَتَكُونُ(٣) فِكْرَةُ الْفَاسِقِ فِي التَّنَدُّمِ عَلى(٤) فِسْقِهِ ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِمَّا صَنَعَ(٥) مِنَ الذُّنُوبِ ».(٦)

٢٥٨٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَهُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ، ثُمَّ يَعْمَلُ شَيْئاً(٧) مِنَ الْبِرِّ ، فَيَدْخُلُهُ شِبْهُ الْعُجْبِ بِهِ(٨) ، فَقَالَ : « هُوَ فِي حَالِهِ الْأُولى - وَهُوَ خَائِفٌ - أَحْسَنُ حَالاً(٩) مِنْهُ فِي حَالِ عُجْبِهِ ».(١٠)

٢٥٨٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : بَيْنَمَا مُوسىعليه‌السلام جَالِسٌ(١١) إِذْ أَقْبَلَ(١٢)

__________________

(١). فيمرآة العقول : « صدّيق ، أي مؤمن صادق في إيمانه كثير الصدق والتصديق قولاً وفعلاً وقيل لمن صدّق‌بقوله واعتقاده ، وحقّق صدقه بفعله ».

(٢). في « بر ، بف » : « فيكون ».

(٣). في « ز ، ه ، بر » والعلل : « ويكون ».

(٤). في « ه » : « في ».

(٥). في « ه » بر ، بف » والوافي : « لما ذكر ».

(٦).علل الشرائع ، ص ٣٥٤ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤٣ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٦. (٧). في « ص » : « عملاً ».

(٨). في « ه » : - « به ».

(٩). في « ص ، بس » : - « حالاً ».

(١٠).المحاسن ، ص ١٢١ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٥ ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١١ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٥ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٧.

(١١). هكذا في « ز ، بر ، بف » وحاشية « ب » والوافي. وهو مقتضى القاعدة. وفي سائر النسخ والمطبوع : « جالساً ».

(١٢). في البحار ، ج ٧٢ : + « عليه ».

٧٦٤

إِبْلِيسُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ(١) ذُو أَلْوَانٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مُوسى(٢) عليه‌السلام خَلَعَ الْبُرْنُسَ ، وَقَامَ إِلى مُوسى ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ مُوسى : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : أَنَا إِبْلِيسُ ، قَالَ : أَنْتَ؟! فَلَا قَرَّبَ(٣) اللهُ دَارَكَ ، قَالَ : إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ(٤) لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ ؛ لِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ ».

قَالَ : « فَقَالَ لَهُ(٥) مُوسىعليه‌السلام : فَمَا(٦) هذَا الْبُرْنُسُ؟ قَالَ : بِهِ أَخْتَطِفُ(٧) قُلُوبَ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ(٨) مُوسى : فَأَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ(٩) الَّذِي(١٠) إِذَا(١١) أَذْنَبَهُ(١٢) ابْنُ آدَمَ ، اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ(١٣) قَالَ(١٤) : إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ ، وَاسْتَكْثَرَ(١٥) عَمَلَهُ ، وَصَغُرَ فِي عَيْنِهِ(١٦) ذَنْبُهُ ».

وَقَالَ : « قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِدَاوُدَعليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ ، قَالَ : كَيْفَ(١٧) أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ وَأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟ قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَأَعْفُو عَنِ(١٨) الذَّنْبِ(١٩) ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلَّا يُعْجَبُوا(٢٠) بِأَعْمَالِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ‌

__________________

(١). « البُرْنس » : كلّ ثوب رأسُه منه ملتزق به ، درّاعة كان أو مِمْطراً أو جبّةً. وقيل : قلنسوة طويلة وكان النسّاك‌ يلبسونها في صدر الإسلام.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٦ ( برنس ).

(٢). في « ص ، ه ، بر » : « منه » بدل « من موسى ».

(٣). في « بف » : « قرن ». وفيشرح المازندراني : « فلا قرّب الله دارك ، لعلّه كناية عن حيرته ، أو بعد منزله عن‌المؤمن ». وفي مرآة العقول : « أي لاقرّبك الله منّا ، أو من أحد. وقيل : أي حيّرك الله. وقيل : لاتكون دارك قريبة من المعمورة ؛ كناية عن تخريب داره ». (٤). في « ه » : « أحببت ».

(٥). في « بس » : - « له ».

(٦). في « بس » : « ما ».

(٧). في « ز ، بس » : « اختطفت ». والاختطاف : استلاب الشي‌ء وأخذه بسرعة. راجع :النهاية ، ج ٢ : ص ٤٩ ؛المصباح المنير ، ص ١٧٤ ( خطف ). (٨). في «ج،ز،ه،بر،بف»والبحار،ج ٦٣ : + « له ».

(٩). في البحار ، ج ٦٣ : « عن الذنب ».

(١٠). في«بس» : « بالذي » بدل « بالذنب الذي ».

(١١). في « بف » : « إذ ».

(١٢). في « بس » : « ذنبه ».

(١٣) « استحوذت عليه » ، أي غلبت عليه ، يقال : استحوذ عليه الشيطان ، أي غلبه واستماله إلى ما يريده منه. راجع :المصباح المنير ، ص ١٥٥ ( حوذ ). (١٤) في « بر ، بف » : « فقال ».

(١٥) في « ه » : « فاستكثر ».

(١٦) في « ج » : « عينيه ».

(١٧) في « ج » : « فكيف ».

(١٨) في « بر » : « أغفر » بدل « أعفو عن ».

(١٩) في « ج » : « الذنوب ».

(٢٠) فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٢٧ : « أن لايعجبوا ، قيل : « أن » ناصبة ، و « لا » نافية ، أو « أن » مفسّرة و « لا » ناهية. =

٧٦٥

أَنْصِبُهُ(١) لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ ».(٢)

١٢٦ - بَابُ حُبِّ الدُّنْيَا وَالْحِرْصِ عَلَيْهَا‌

٢٥٨٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ؛

وَ(٣) هِشَامٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٤) ، قَالَ :

« رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا ».(٥)

__________________

= و « يعجبوا » من باب الإفعال على بناء المجهول ، أو على بناء المعلوم ، نحو أغدّ البعير. وأقول : الأوّل أظهر ».

(١). فيمرآة العقول : « أنصبه ، كأضربه ، أي اُقيمه. وكونه على بناء الإفعال بمعنى الإتعاب بعيد ».

(٢).الأمالي للمفيد ، ص ١٥٦ ، المجلس ١٩ ، ح ٧ ، عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى‌اليقطيني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨١ ، ح ٣٢١٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٦ ، من قوله : « فقال موسى فأخبرني بالذنب الذي » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٠ ، ح ٢٢ ، من قوله : « قال : قال الله عزّوجلّ لداودعليه‌السلام » ؛وفيه ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ١٣٤ ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » ؛ وج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٨.

(٣). في السند تحويل بعطف « هشام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام » على « درست بن أبي منصور ، عن رجل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام » ؛ فقد روى الشيخ الطوسي الخبر فيالأمالي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ١٣٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم. وقد روى ابن أبي عمير كتب هشام بن سالم وأكثر من الرواية عنه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٣٤ ، الرقم ١١٦٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٣ ، الرقم ٧٨٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٢ - ٤٣٣ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣١٥ - ٣١٥.

(٤). في « ه » : - « وهشام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ». ولايخفى ما فيه ؛ من جواز النظر عن « أبي عبداللهعليه‌السلام » إلى « أبي عبداللهعليه‌السلام » الموجب للسقط.

(٥).الخصال ، ص ٢٥ ، باب الواحد ، ح ٨٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن درست بن أبي منصور ، عن رجل ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ٢٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث ١٤٩١٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عنهمعليهم‌السلام ؛الأمالي للصدوق ، ص ٥٢١ ، المجلس ٧٨ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . =

٧٦٦

٢٥٨٧/ ٢. عَلِيٌّ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ(٢) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ(٣) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا(٤) رِعَاؤُهَا(٥) - أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا ، وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا - بِأَفْسَدَ(٦) فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(٧) وَالشَّرَفِ(٨) فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ».(٩)

٢٥٨٨/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ - هذَا فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا فِي آخِرِهَا - بِأَسْرَعَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(١٠) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُؤْمِنِ(١١) ».(١٢)

٢٥٨٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى‌

__________________

=تحف العقول ، ص ٢١٥ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛ فيه ، ص ٥٠٠ ، ضمن مناجاة الله عزّوجلّ لعيسى بن مريمعليه‌السلام ؛ وص ٥٠٧ ، ضمن مواعظ المسيحعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر ( إلّاالأمالي للطوسي ) مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ١.

(١). في « ج » : « عنه ». وفي « ه ، بر » : + « بن إبراهيم ».

(٢). في « ه » : « بشر ».

(٣). الذئب الضاري : الذي اعتاد بالصيد وإهلاكه ؛ من الضراوة بمعنى العادة ، يقال : ضَرِي بالشي‌ء ، إذا اعتاده فلايكاد يصبر عنه ، وضري الكلب بالصيد ، إذا تطعّم بلحمه ودمه. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٨٦ ؛لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٨٢ ( ضرا ).

(٤). في الوسائل : « قد غاب عنها » بدل « قد فارقها ».

(٥). « الرعاء » : جمع راعي الغنم ، وقد يجمع على رُعاة.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٥ ( رعى ).

(٦). في الوسائل : « بأضرّ ».

(٧). في « ص ، ه ، بر » والوافي : « الدنيا ».

(٨). في البحار : « والثروة ».

(٩).الزهد ، ص ١٢٧ ، ح ١٥٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير ؛المؤمن ، ص ٥٥ ، ضمن ح ١٤١ ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٤.

(١٠). في الوافي : « الدنيا ».

(١١). في « ج » : « المسلم ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٥.

٧٦٧

الْخَزَّازِ(١) ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُدِيرُ(٢) ابْنَ آدَمَ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، فَإِذَا(٣) أَعْيَاهُ(٤) ، جَثَمَ(٥) لَهُ عِنْدَ الْمَالِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ ».(٦)

٢٥٩٠/ ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ(٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ(٨) ، تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَى الدُّنْيَا ؛ وَمَنْ أَتْبَعَ(٩) بَصَرَهُ(١٠) مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، كَثُرَ هَمُّهُ ، وَلَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ ؛ وَمَنْ لَمْ يَرَ(١١) لِلّهِ(١٢) - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ(١٣) نِعْمَةً إِلَّا فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ أَوْ مَلْبَسٍ ، فَقَدْ قَصَرَ عَمَلُهُ(١٤) ،..........................................................

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، بر ، بس » : « الخرّاز ». وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٥٩ ، الرقم ٩٦٤ ؛خلاصة الأقوال ، ص ١٥٨ ، الرقم ١٢٠ ؛رجال ابن داود ، ص ٣٤٠ ، الرقم ١٤٩٩.

(٢). في « ص » : « يريد ». وفي البحار : « يدبّر ». وفيمرآة العقول : « أي يبعثه على ارتكاب كلّ ضلالة ومعصية ، أويكون معه ويلازمه عند عروض كلّ شبهة أو شهوة ، لعلّه يضلّه أو يزلّه ».

(٣). في « ه » : « فإذ ».

(٤). « أعياه » : أعجزه ، من قولهم : داءٌ عياء ، أي صعب لا دواء له ، كأنّه أعيا الأطبّاء. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٣ ( عيى ).

(٥). جَثَم يجثِم جُثوماً ، أي لزم مكاناً لايبرح.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ( جثم ).

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٨ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٣٥ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٢ ، ح ١١.

(٧). في « ه ، بر » : - « زيد ».

(٨). في « بر » : « لله ». وفي الوافي : « العزاء : الصبر والسلوة ، أو حسن الصبر ». وراجع أيضاً :المصباح المنير ، ص ٤٠٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٨ ( عزا ).

(٩). في « ب » : « اتّبع ».

(١٠). في مرآة العقول : « نظره ».

(١١). في « ص ، بر ، بف » وحاشية « ج » : + « بأنّ ». وفي « ه » ومرآة العقول والوافي : + « أنّ ».

(١٢). في « ص » : « الله ».

(١٣) في « بس » : - « عليه ».

(١٤) في « ه » وحاشية « بر » : « قضي عليه » بدل « قصر عمله ».

٧٦٨

وَدَنَا عَذَابُهُ(١) ».(٢)

٢٥٩١/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ(٣) يَعْقُوبَ بْنِ يزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ :

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ(٥) الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ».(٦)

٢٥٩٢/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :

__________________

(١). فيالوافي : « معنى الحديث أنّ من لم يصبر ولم يسلُ ، أو لم يحسن الصبر والسلوة على ما رزقه الله من الدنيا ، بل أراد الزيادة في المال أو الجاه ممّا لم يرزقه إيّاه ، تقطّعت نفسه متحسّراً حسرة بعد حسرة على ما يراه في يدي غيره ممّن فاق عليه في العيش ، فهو لم يزل يتبع بصره ما في أيدي الناس ، ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس كثر همّه ولم يشف غيظه ، فهو لم ير أنّ لله‌ عليه نعمة إلّا نعم الدنيا ، وإنّما يكون كذلك من لايوقن بالآخرة ، ومن لم يوقن بالآخرة قصر عمله ، وإذ ليس له من الدنيا بزعمه إلّا قليل مع شدّة طمعه في الدنيا وزينتها ، فقد دنا عذابه ؛ نعوذ بالله من ذلك ، ومنشأ ذلك كلّه الجهل وضعف الإيمان.

وأيضاً لمـّا كان عمل أكثر الناس على قدر ما يرون من نعم الله عليهم عاجلاً وآجلاً ، لاجرم من لم ير من النعم عليه إلّا القليل فلا يصدر عنه من العمل إلّا القليل ، وهذا يوجب قصور العمل ودنوّ العذاب ».

(٢).الزهد ، ص ١١٤ ، ح ١٢٨ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٩٠ ، المجلس ١٧ ، ح ٤٥ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « ومن لم ير لله عزّ وجلّ » ؛الخصال ، ص ٦٤ ، باب الاثنين ، ح ٩٥ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه إلى قوله : « حسرات على الدنيا » ، مع زيادة في آخره ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره.وفيه ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، مرسلاً ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٥١ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ٢.

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، بس ، بف » وحاشية « بر » والوسائل : « و » بدل « عن ». وهو سهو ؛ فقد أكثر أحمد بن أبي‌عبدالله من الرواية عن يعقوب بن يزيد ، قد توسّط يعقوب بن يزيد في بعضها بين أحمد وبين زياد القندي. اُنظر على سبيل المثال :المحاسن ، ص ٢٤٩ ، ح ٦٠ ؛ وص ٤٢١ ، ح ٢٠٠ ؛ وص ٤٦٥ ، ح ٤٣٢ ؛ وص ٤٧٦ ، ح ٤٨٢ ؛ وص ٤٨١ ، ح ٥٠٧ ؛ وص ٤٩٩ ، ح ٦١٤ ؛ وص ٥٢٠ ، ح ٧٣٠ ؛ وص ٥٣٣ ، ح ٧٩١ ؛ وص ٥٣٥ ، ح ٨٠٢.

(٤). في « ه » : « النبيّ ».

(٥). في الخصال : - « إنّ ».

(٦).الخصال ، ص ٤٣ ، باب الاثنين ، ح ٣٧ ، بسنده عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد بن مروان ، عن أبي وكيعالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٢.

٧٦٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا مَثَلُ(١) دُودَةِ الْقَزِّ ، كُلَّمَا ازْدَادَتْ مِنَ الْقَزِّ(٢) عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».

وَقَالَ(٣) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَغْنَى الْغِنى مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً ».

وَقَالَ : « لَا تُشْعِرُوا(٤) قُلُوبَكُمُ الِاشْتِغَالَ بِمَا(٥) قَدْ فَاتَ ؛ فَتَشْغَلُوا(٦) أَذْهَانَكُمْ عَنِ(٧) الِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَمْ يَأْتِ ».(٨)

٢٥٩٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً(٩) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ(١٠) مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ(١١) ، قَالَ :

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ(١٢) ؟

قَالَ(١٣) : « مَا مِنْ عَمَلٍ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَمَعْرِفَةِ‌..................

__________________

(١). في الكافي ، ح ١٩١٢ : « كمثل ».

(٢). في الكافي ، ح ١٩١٢ والوسائل : - « من القزّ ». وفي « ه » : - « من ».

(٣). في « ج » : + « قال ».

(٤). في « ب ، ص » : « لاتشغلوا ».

(٥). في « ب » : « بالاشتغال بما ». وفي « ز » : « لاشتغال ما ».

(٦). في « ه ، بر » : « فتشتغلوا ».

(٧). في الوافي : « من ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩١٢ ، إلى قوله : « حتّى تموت غمّاً » مع زيادة في آخره.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ضمن ح ٥٨٤٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً »الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩ ، ح ٢٠٨٥٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٣.

(٩). في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « عن عليّ بن محمّد القاساني » بدل « وعليّ بن محمّد جميعاً ». وتقدّم أنّه سهو ، فلاحظ.

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوسائل : + « عن ». وهو سهو ؛ والزُّهري هذا ، هو محمّد بن مسلم بن‌عبيدالله بن عبدالله بن شهاب الزهري. راجع :تهذيب الكمال ، ج ٢٦ ، ص ٤١٩ ، الرقم ٥٦٠٦.

(١١). في « ز ، ه ، بر » وحاشية « بف » : « مسلم بن عبدالله ». وفي الكافي ، ح ١٩٠٣ : « مسلم بن شهاب».

(١٢). في الوسائل : - « عندالله ».

(١٣) في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ».

٧٧٠

رَسُولِهِ(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ(٢) لِذلِكَ لَشُعَباً(٣) كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَبٌ(٤) :

فَأَوَّلُ مَا عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ(٥) ، مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ(٦) حِينَ(٧) ( أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) (٨)

ثُمَّ الْحِرْصُ ، وَهِيَ(٩) مَعْصِيَةُ آدَمَ وَحَوَّاءَعليهما‌السلام حِينَ قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُمَا :( فَكُلا (١٠) مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ ) (١١) فَأَخَذَا مَا لَاحَاجَةَ بِهِمَا إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ ذلِكَ عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ(١٢) أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ.

ثُمَّ الْحَسَدُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ مِنْ ذلِكَ : حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَالثَّرْوَةِ ؛ فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ، فَقَالَتِ(١٣) الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ : حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ(١٤) ،

__________________

(١). في « ب ، ج » والوسائل : « رسول الله ».

(٢). في « ه ، بر » والكافي ، ح ١٩٠٣ : « وإنّ » ، واستظهره في مرآة العقول.

(٣). في « ب ، د ، ز ، بس ، بف » : « شعباً ». فيالوافي : « المشارإليه في قولهعليه‌السلام : « فإنّ لذلك لشعباً » يعني أنّ للأعمال الصالحة لشعباً يرجع كلّها إلى بغض الدنيا ، وللمعاصي شعباً يرجع كلّها إلى حبّ الدنيا. ثمّ اكتفى ببيان أحدهما عن الآخر. وأراد بحبّ الدنيا أوّلاً حبّ المال ، وثانياً حبّ كلّ ما لا حاجة به في تحصيل الآخرة ».

(٤). في « ز » وحاشية « بف » والوسائل : « شعباً ». وفي « بر » : « لشعباً ».

(٥). في الكافي ، ح ١٩٠٣ : + « وهي ».

(٦). في « ز ، ص ، بر ، بف » : + « لعنه الله ».

(٧). في حاشية « ص » : « حيث ».

(٨). البقرة (٢) : ٣٤.

(٩). في حاشية « بف » : « فهو ».

(١٠). هكذا في القرآن و « د ، ص ». وفي « ز » : « وكلا ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « كلا ».

(١١). الأعراف (٧) : ١٩.

(١٢). في « ص ، ه ، بر ، بف » والوافي : « فلذلك ». وفي مرآة العقول : « فذلك ».

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس » والوافي والبحار. وفي قليل من النسخ والمطبوع والكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ». (١٤) «بَلاغ»:الكفاية.لسان العرب ، ج ٨ ،ص ٤١٩ (بلغ).

٧٧١

وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ ».(١)

٢٥٩٤/ ٩. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي مُنَاجَاةِ مُوسىعليه‌السلام : يَا مُوسى ، إِنَّ(٢) الدُّنْيَا دَارُ عُقُوبَةٍ ، عَاقَبْتُ فِيهَا(٣) آدَمَ عِنْدَ خَطِيئَتِهِ(٤) ، وَجَعَلْتُهَا مَلْعُونَةً ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا لِي ؛ يَا مُوسى ، إِنَّ عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا بِقَدْرِ عِلْمِهِمْ ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ رَغِبُوا فِيهَا بِقَدْرِ جَهْلِهِمْ ؛ وَمَا مِنْ أَحَدٍ عَظَّمَهَا فَقَرَّتْ عَيْنَاهُ(٥) فِيهَا(٦) ، وَلَمْ يُحَقِّرْهَا أَحَدٌ إِلَّا انْتَفَعَ بِهَا ».(٧)

٢٥٩٥/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ(٨) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا رِعَاؤُهَا(٩) - وَاحِدٌ فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا(١٠) فِي آخِرِهَا - بِأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(١١) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ».(١٢)

__________________

(١).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩٠٣الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٢ ، ح ٣٢٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٩.

(٢). في حاشية « ب » : + « في ».

(٣). في « د » : « بها ».

(٤). في « ص » : « خطيئة ».

(٥). في « ب ، ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول والوسائل والبحار والأمالي : « عينه ». (٦). في الوسائل : « بها ».

(٧).تفسير القمّي ، ج ١ ص ٢٤٢ ، ضمن الحديث ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٤ ، ضمن ح ٢ ؛وثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن القاسم بن محمّد ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩ ، ح ٢٠٨٢٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١ ، ح ١٠.

(٨). في « ز ، بس » : - « ضاريان ».

(٩). في « د ، بر » : « رعاتها ».

(١٠). في « ص ، ه ، بر ، بف » وحاشية « د » : « وآخر ». وفي الوافي : « والآخر ».

(١١). في « ج » والوافي : « الدنيا ».

(١٢). راجع : ح ٢ و ٣ ، من هذا البابالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣١.

٧٧٢

٢٥٩٦/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ(١) بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْأَسَدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَعليه‌السلام عَلى قَرْيَةٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا وَطَيْرُهَا وَدَوَابُّهَا ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا إِلَّا بِسَخْطَةٍ(٢) ، وَلَوْ مَاتُوا(٣) مُتَفَرِّقِينَ لَتَدَافَنُوا.

فَقَالَ الْحَوَارِيُّونَ : يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحْيِيَهُمْ لَنَا ، فَيُخْبِرُونَا مَا كَانَتْ(٤) أَعْمَالُهُمْ؟ فَنَجْتَنِبَهَا(٥) .

فَدَعَا عِيسىعليه‌السلام رَبَّهُ(٦) ، فَنُودِيَ مِنَ الْجَوِّ : أَنْ نَادِهِمْ ، فَقَامَ عِيسىعليه‌السلام بِاللَّيْلِ عَلى شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ هذِهِ(٧) الْقَرْيَةِ ، فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ مُجِيبٌ : لَبَّيْكَ يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ(٨) ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ ، مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟ قَالَ : عِبَادَةَ(٩) الطَّاغُوتِ ، وَحُبَّ الدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ ، وَأَمَلٍ بَعِيدٍ(١٠) ، وَغَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ(١١) وَلَعِبٍ.

فَقَالَ : كَيْفَ كَانَ حُبُّكُمْ لِلدُّنْيَا(١٢) ؟ قَالَ : كَحُبِّ الصَّبِيِّ لِأُمِّهِ ، إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا فَرِحْنَا وَسُرِرْنَا ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنَّا(١٣) بَكَيْنَا وَحَزِنَّا.

قَالَ : كَيْفَ(١٤) كَانَتْ(١٥) عِبَادَتُكُمْ لِلطَّاغُوتِ؟ قَالَ : الطَّاعَةُ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي.

__________________

(١). في « بس » : « عبدالرحمن ».

(٢). في « بر » : « بسخط ». والسخط : الغضب. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣١٢ ( سخط ).

(٣). في « ب » : « كانوا ».

(٤). في « بر » والوافي : « كان ».

(٥). في « ه ، بر ، بف » والوافي : « فنتجنّبها ».

(٦). في الوسائل : - « ربّه ».

(٧). في البحار : - « هذه ».

(٨). في الوسائل : - « يا روح الله وكلمته ».

(٩). يقتضي السياق لزوم نصب « عبادة » أو ترجيحه. وجواز الرفع لايخلو من وجه.

(١٠). في « ه » : « طويل ».

(١١). في البحار : « في غفلة ولهو ».

(١٢). في « ج ، ز » : « الدنيا ».

(١٣) في«بس»: - «عنّا». وفي شرح المازندراني:«علينا».

(١٤) في الوافي : « فكيف ».

(١٥) في الوسائل : - « كانت ».

٧٧٣

قَالَ : كَيْفَ كَانَ(١) عَاقِبَةُ أَمْرِكُمْ؟ قَالَ : بِتْنَا لَيْلَةً(٢) فِي عَافِيَةٍ ، وَأَصْبَحْنَا فِي الْهَاوِيَةِ ، فَقَالَ : وَمَا الْهَاوِيَةُ؟ فَقَالَ(٣) : سِجِّينٌ(٤) .

قَالَ : وَمَا(٥) سِجِّينٌ(٦) ؟ قَالَ : جِبَالٌ مِنْ جَمْرٍ تُوقَدُ عَلَيْنَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

قَالَ : فَمَا قُلْتُمْ ، وَمَا قِيلَ لَكُمْ؟ قَالَ : قُلْنَا : رُدَّنَا إِلَى الدُّنْيَا فَنَزْهَدَ فِيهَا ، قِيلَ لَنَا : كَذَبْتُمْ(٧) .

قَالَ : وَيْحَكَ ، كَيْفَ(٨) لَمْ يُكَلِّمْنِي غَيْرُكَ مِنْ بَيْنِهِمْ؟ قَالَ : يَا رُوحَ اللهِ(٩) ، إِنَّهُمْ(١٠) مُلْجَمُونَ(١١) بِلِجَامٍ(١٢) مِنْ نَارٍ بِأَيْدِي مَلَائِكَةٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ ، وَإِنِّي(١٣) كُنْتُ فِيهِمْ وَلَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ(١٤) ، فَلَمَّا نَزَلَ الْعَذَابُ عَمَّنِي مَعَهُمْ ، فَأَنَا مُعَلَّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلى شَفِيرِ جَهَنَّمَ(١٥) لَا أَدْرِي أُكَبْكَبُ(١٦) فِيهَا ، أَمْ أَنْجُو مِنْهَا؟

فَالْتَفَتَ عِيسىعليه‌السلام إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ، فَقَالَ : يَا أَوْلِيَاءَ اللهِ ، أَكْلُ الْخُبْزِ الْيَابِسِ بِالْمِلْحِ‌

__________________

(١). في « بر » والبحار : « كانت ».

(٢). في الوسائل : - « ليلة ».

(٣). في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « قال ».

(٤). في « ه » : « سجّيل ».

(٥). في شرح المازندراني : « ما » بدون الواو.

(٦). في « ه » : « سجّيل ».

(٧). في « ج » : « كذّبتم » بالتشديد. وفيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٠ : « وربّما يقرأ بالتشديد ، أي كذّبتم الرسل فلا محيص عن عذابكم ».

(٨). في « بر » : « لِمَ » بدل « كيف ».

(٩). في « ج ، د ، ه » : + « وحكمته ». وفي « بر » والوافي : + « وكلمته بقدس الله ». وفي البحار : + « وكلمته ».

(١٠). في « ب » : « هم ».

(١١). في « ب » وحاشية « ج » : « ملجّمون ». وفي « ج ، ه » وحاشية « ب » : « ملجومون ».

(١٢). في «د ، ه ، بر» والوافي والوسائل : «بلُجُم».

(١٣) في «ز ، بر ، بف» والوافي : «وأنا».

(١٤) في البحار : « عنهم ».

(١٥) « شفير جهنّم » : جانبها وحرفها. وشفير كلِّ شي‌ء : حَرْفه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( شفر ).

(١٦) « اُكبكب » أي اُطْرَح فيها على وجهي. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥٩ ( كبب ).

٧٧٤

الْجَرِيشِ(١) ، وَالنَّوْمُ عَلَى الْمَزَابِلِ(٢) خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».(٣)

٢٥٩٧/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا فَتَحَ(٤) اللهُ عَلى عَبْدٍ بَاباً مِنْ أَمْرِ(٥) الدُّنْيَا إِلَّا فَتَحَ اللهُ(٦) عَلَيْهِ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَهُ(٧) ».(٨)

٢٥٩٨/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ(٩) الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَلَاتَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَاتُرْزَقُونَ فِيهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ ، وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ سَوْءٍ ، الْأَجْرَ تَأْخُذُونَ(١٠) ، وَالْعَمَلَ تُضَيِّعُونَ ، يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يُقْبَلَ(١١)

__________________

(١). جَرْش الشي‌ء : أن يُدقّ ولايُنْعَم دقُّه. يقال : جرشه وهو جريش.معجم مقاييس اللغة ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ( جرش ).

(٢). في « بر » والوافي : « التراب ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٣٠٣ ، ح ١ ؛وعلل الشرائع ، ص ٤٦٦ ، ح ٢١ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٤١ ، ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٥ ، ح ٢١٥٠٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٠ ، ح ٣.

(٤). في « بف » : « فسح ».

(٥). في « ص ، ه » والوافي وتحف العقول : - « أمر ».

(٦). في « ه » والوافي وتحف العقول : - « الله ».

(٧). في تحف العقول : « مثليه ».

(٨).تحف العقول ، ص ٣٧٠الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٤.

(٩). في البحار : - « عن ». وهو سهو ، والقاسم بن محمّد هذا هو الأصفهاني ، روى إبراهيم بن هاشم عنه عن [ سليمان بن داود ] المنقري في أسنادٍ عديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣ ؛ وص ٣٥٩ - ٣٦٠ ؛ وص ٣٦٥.

(١٠). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٢ : « الأجر تأخذون ، بحذف حرف الاستفهام وهو على‌الإنكار. ويحتمل أن‌ يكون المراد أجر الدنيا ، أي نعم الله سبحانه. وعلى هذا يحتمل أن يكون توبيخاً لا استفهاماً ، وأن يكون المراد أجر الآخرة ، فالاستفهام متعيّن ».

(١١). فيالوافي : « اُريد بربّ العمل : العابد الذي تقلّد أهل العلم في عبادته ، أعني يعمل بما يأخذ عنهم. وفيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل ». وفيمرآة العقول : « قرأ بعضهم : يقيل ، بالياء المثنّاة من الإقالة ، أي يردّ عمله ؛ فإنّ المقيل يردّ المتاع ».

٧٧٥

عَمَلُهُ ، وَيُوشِكُ(١) أَنْ يُخْرَجُوا(٢) مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلى ظُلْمَةِ الْقَبْرِ ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِلى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلى دُنْيَاهُ ، وَمَا يَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ؟! ».(٣)

٢٥٩٩/ ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو(٤) - فِيمَا أَعْلَمُ - عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَذَّاءِ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَبْعَدُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : إِذَا(٥) لَمْ يُهِمَّهُ(٦) إِلَّا بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ ».(٧)

٢٦٠٠/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى(٨) وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَشَتَّتَ أَمْرَهُ ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِمَ(٩) لَهُ ؛ وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ(١٠) الْغِنى(١١) فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). في « ه » : « ويوشكوا ».

(٢). في «ب ، د ، ص ، بس» والوافي : «أن تخرجوا ».

(٣).الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٧ ، المجلس ٨ ، ح ٦ ، بسند عن القاسم بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٥ ، ح ٣٢٤١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٥.

(٤). في البحار : « عمر ».

(٥). في « ص » : « إذ ».

(٦). في حاشية « ب » : « لايهمّه ».

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٨ ، ح ٧.

(٨). في « ز » : « أمسي وأصبح ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار. وفي‌المطبوع : + « الله ». (١٠). في « ب ، بس » : + « له ».

(١١). في الوافي : « الغناء ».

(١٢). في « ه » وحاشية « بف » : « المسرّة ».

(١٣)ثواب الأعمال ، ص ٢٠١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان=

٧٧٦

٢٦٠١/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَثُرَ(١) اشْتِبَاكُهُ(٢) بِالدُّنْيَا(٣) ، كَانَ أَشَدَّ لِحَسْرَتِهِ عِنْدَ فِرَاقِهَا ».(٤)

٢٦٠٢/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالدُّنْيَا(٥) تَعَلَّقَ قَلْبُهُ(٦) بِثَلَاثِ خِصَالٍ : هَمٍّ لَايَفْنى(٧) ، وَأَمَلٍ لَايُدْرَكُ ، وَرَجَاءٍ لَايُنَالُ ».(٨)

__________________

= وعبدالعزيز بن أبي يعفور ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الزهد ، ص ١١٧ ، ح ١٣٥ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧ ، ح ٦.

(١). في « ب » : « أكثر ».

(٢). في « ه » : « استيكاله ». وفي « بر ، بف » : « اشتكاله ». و « الاشتكال » : الالتباس. واشتبك الظلام : اختلط. واشتبكت النجوم : إذا تداخلت واتّصل بعضها ببعض.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٨٨٥ ( شبك ). وهو هنا كناية عن كثرة تعلّق القلب بالدنيا والاشتغال بها. راجع :مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٥.

(٣). في « ص » والوسائل : « في الدنيا ». وفي « ه » : « للدنيا ».

(٤).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٥٨٣٣ ؛الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٣ ، المجلس ٦٢ ، ح ٤ ؛معاني الأخبار ، ص ١٩٧ ، ح ٤ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٣٤ ، المجلس ١٥ ، ح ٣١ ، وفي كلّها ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٨.

(٥). في حاشية « ص » : « في الدنيا ».

(٦). في الخصال : « منها » بدل « قلبه ».

(٧). في البحار : « لايغنى » وفيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٣٢ : « لايغنى ، بالغين ، أي لاينفع. أو بالفاء ، أي لايزول ؛ لبقائه بعد الموت ».

(٨).الخصال ، ص ٨٨ ، باب الثلاثة ، ح ٢٢ ، بسنده عن عبدالعزيز العبدي.تحف العقول ، ص ٣٦٧ ؛نهج البلاغة ، ص ٥٠٨ ، ذيل الحكمة ٢٢٨ ؛خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٦.

٧٧٧

١٢٧ - بَابُ الطَّمَعِ‌

٢٦٠٣/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ تَكُونَ(١) لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ».(٢)

٢٦٠٤/ ٢. عَنْهُ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ :

عَمَّنْ ذَكَرَهُ بَلَغَ بِهِ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ(٤) لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ».(٥)

٢٦٠٥/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٦) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : « رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ(٧) ».(٨)

__________________

(١). في « د ، ز ، ص ، بر ، بس » : « أن يكون ».

(٢).صفات الشيعة ، ص ٣٢ ، ح ٤٥ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٤٨٩ ، عن العسكريعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١١.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٤). في « ب » والوسائل : + « يكون ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٠ ، ح ٩.

(٦). في البحار : - « عن أبيه ». وهو سهو. كما يعلم ممّا قدّمناه ذيل ح ٢٥٩٨.

(٧). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٥٨ : « لأنّ الطمع يورث الذلّ والحقارة والحسد والحقد والعداوة والغيبة والوقيعة وظهور الفضائح والظلم والمداهنة والنفاق والرياء والصبر على باطل الخلق والإعانة عليه وعدم التوكّل على الله والتضرّع عليه والرضا بقسمته والتسليم لأمره ، إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تحصى ، وقطع الطمع يورث أضداد هذه الاُمور التي كلّها خيرات ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغناء عن الناس ، ح ١٩٦٩ ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٠.

٧٧٨

٢٦٠٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ(٣) ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَّامٍ ، عَنْ سَعْدَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا(٤) الَّذِي يُثْبِتُ الْإِيمَانَ فِي الْعَبْدِ؟ قَالَ : « الْوَرَعُ ». وَالَّذِي يُخْرِجُهُ(٥) مِنْهُ؟ قَالَ(٦) : « الطَّمَعُ ».(٧)

١٢٨ - بَابُ الْخُرْقِ‌

٢٦٠٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الْخُرْقُ(٨) ، حُجِبَ(٩) عَنْهُ الْإِيمَانُ ».(١٠)

٢٦٠٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١). في « جر » وهامش المطبوع عن بعض النسخ : « أحمد بن محمّد ».

(٢). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ه ، بر ، بس » وحاشية « بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي « بف ، جر » والمطبوع : « أصحابنا ». (٣). في « جر » : « راشد ».

(٤). في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « ما ». وفي « ج ، بس » : - « له ما ».

(٥). في « بر » : « يخرج ».

(٦). في « د ، ه » والوسائل والخصال : - « قال ».

(٧).الخصال ، ص ٩ ، باب الواحد ، ح ٢٩ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن أبي‌عبدالله الرازي ، عليّ بن سليمان بن رشيد ، عن موسى بن سلام ، عن أبان بن سويد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٢.

(٨). « الخُرق » : الجهل والحُمق ، ونقيض الرفق. وقد خَرِق يخرق خَرَقاً ، فهو أخرق. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٧٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ( خرق ). (٩). في البحار : « يحجب ».

(١٠).الأمالي للصدوق ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٩٦الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٦ ، ح ٢٠٨٧٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٩٨ ، ح٤.

٧٧٩

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ كَانَ الْخُرْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ شَيْ‌ءٌ(١) مِمَّا خَلَقَ(٢) اللهُ أَقْبَحَ مِنْهُ ».(٣)

١٢٩ - بَابُ سُوءِ الْخُلُقِ‌

٢٦٠٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ(٤) الْعَمَلَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ».(٥)

٢٦١٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله : أَبَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِصَاحِبِ الْخُلُقِ السَّيِّئِ بِالتَّوْبَةِ ، قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ(٧) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ(٨) إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبٍ ، وَقَعَ فِي ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْهُ ».(٩)

٢٦١١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ(١٠) الْإِيمَانَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ‌

__________________

(١). في « ب » : + « منه ».

(٢). في الوسائل : « ما كان في شي‌ء من خلق ».

(٣).الزهد ، ص ٨٨ ، ح ٦٠ ، عن على بن النعمان ، مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٤. (٤). في « ب » : « يفسد ».

(٥).الزهد ، ص ٩٣ ، ح ٧٥ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الغضب ، ح ٢٥٣٢ ؛والجعفريّات ، ص ١٦٣الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ١. (٦). في « بر ، بف » : « رسول الله ».

(٧). في «ز ، ه ، بر» : « فكيف ذلك ».

(٨). في «ب ، ص ، ه ، بس» والوسائل : - «لأنّه».

(٩).علل الشرائع ، ص ٤٩٢ ، ح ١الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٨ ، ح ٣٢٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٦.

(١٠). في « ب ، ه ، بر » : « يفسد ».

٧٨٠

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790