الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي5%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 184110 / تحميل: 6161
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

المخالفين لأنّه منصب الهيّ وكمال نفسانيّ ودرجة وهيبة

وما قيل من أنّ الولاية بمنزلة الحليلة للأئمّة واغتصبها المغتصبون منهم فتزوّجها فالنواصب أبناء هذه البغيّة ونزّلوا أخبار خبث مولد النواصب هذا التنزيل وقالوا : إنّ الزوج الشرعي للولاية هم الأئمّةعليهم‌السلام وقد عقد الله هذا الزواج في السماء

وهذا حديث باطل ومردود وهو أدنى من كلام المبرسمين أصحاب الماليخوليا ، والأولى أن ندعوه هذيان القلم ، وأكثر من هذا لا يستحقّ من عناية العلماء لردّه ولا يتّسق مع سابقة العلماء وشئوناتهم العلميّة ورتب أهل الفضل كما قال الحكماء :

از سخن پُر در من هم چون صدف هر گوش را

قفل گوهر ساز ياقوت زمر پوش را

در جواب هر سؤالى حاجت گفتار نيست

چشم بينا عذر مى خواهد لب خاموش را

لا تجعلنّ كلّ قول مثل جوهرة

تقرط الأُذن فيها كي تحلّيها

أبعد عن العين بالأقفال جوهرة

فإنّ حقّ يتيم الدرّ تخفيها

ولا تجيبنّ يوماً كلّ مسألة

إطباق كلّ شفاه عذرها فيها

ومن الأشعار التي أنشدها الإمام الرضاعليه‌السلام في حضرة المأمون ونسبه إلى بعض فتيان آل عبد المطّلب كما ورد في العيون هذان البيتان :

وإذا ابتليت بجاهل متكلّف

يجد المحال من الأُمور صوابا

أوليته منّي السكوت وربّما

كان السكوت عن الجواب جوابا(١)

وجملة القول : إنّ هذه الفقرة من الزيارة مساوقة لفقرة الصحيفة السجاديّة

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٥٧ وفيه بدل « ابتليت » « بليت » وبدل « متكلّف » « متحكّم » ( هامش الأصل ) وفي المجلّد الأوّل منه ص ١٨٧ أربعة أبيات بدل البيتين ( المترجم )

٣٠١

وفيها يشير الإمام السجّاد إلى عيد الأضحى والجمعة وصلاة العيدين والخطبة ويقول : « اللهمّ هذا المقام لخلفائك وأصفياءك ومواضع اُمناءك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها »(١) وهذا الابتزاز والإزالة والدفع كلّ ذلك ناشئ عن الصدر السالف والقرن الأوّل من عدول الصحابة ، ولا تتنافى عدالتهم مع ظلم أهل البيت وإيذاء فاطمةعليها‌السلام وإحراق بيتها والخلاف مع عليّعليه‌السلام وبغض الحسنينعليهما‌السلام ، كما مرّ عليك جانب من ذلك وعسى أن نشير فيما يأتي إلى جملة اُخرى منه

بل لا يتنافى ذلك عندهم مع تغيير جميع الفروع والاُصول والأحكام وهدم أساس الشريعة المقدّسة ـ على الصادع بها ألف سلام ـ كما يظهر ذلك من الأخبار المبثوثة في مطاوي كتبهم المعتمدة واُصولهم الصحيحة

نقل السيّد المحقّق الأمين شارح الصحيفة المقدّسة من الجمع بين الصحيحين في مسند أبي الدرداء في الحديث الأوّل من أخبار البخاري : قالت اُمّ الدرداء : دخل عليّ أبو الدرداء وهو مغضب ، فقلت : ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمر محمّد شيئاً إلّا أنّهم يصلّون جميعاً(٢)

وفي الحديث الأوّل من صحيح البخاري من مسند أنس بن مالك نقل عن الزهري قال : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : لا أعرض شيئاً ممّا أدركت إلّا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت(٣)

وفي حديث آخر إنّه قال : ما أعرف شيئاً ممّا كان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

_________________

(١) الصحيفة السجاديّة ، دعاء ٤٩ ( هامش الأصل ) الكاملة : ٢٨١ نشر جامعة المدرّسين ( المترجم )

(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٦ باب فضل صلاة الفجر في جماعة ، ط دار مطابع الشعب بمصر ( هامش الأصل )

(٣) نفسه ، باب تضييع الصلاة عن وقتها ، ص ١٤١ ( هامش الأصل )

٣٠٢

قيل : فالصلاة ؟ قال : أليس صنعتم ما صنعتم فيها(١)

وهذه شهادة صريحة من أبي الدرداء وأنس بن مالك ـ وهما من أكابر الصحابة عند أهل السنّة والجماعة ـ بأنّ أحكام الشريعة بأجمعها غيّرت ، وبدّلت أحكام الشرع الشريف عامّة ، حتّى الصلاة وهي أظهر الواجبات وأعرف الفرايض ، وجميع ما مرّ جرى على أيدي الصحابة والتابعين الذين رووا في حقّهم « خير القرون قرني ثمّ القرن الذي يليه »(٢)

وإذا كان حال القرن الأوّل والثاني بهذه المثابة فما بالك بالقرون اللاحقة والأعصار التابعة التي تتبدّل في كلّ يوم أحوالها ، وتتنزّل شئونها باعترافهم

وطبقاً للحديث سابق الذكر يمكن أن نقول :

õ خُذ جملة البلوى ودع تفصيلها õ

_________________

(١) نفسه

(٢) عمران بن حصين ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خيركم قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم قال عمران : فما أدري قال النبيّ بعد قوله مرّتين أو ثالثاً ، ثمّ يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن

وفي خبر آخر : خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم إيمانهم ، وإيمانهم شهادتهم [ صحيح البخاري ، ٨ : ١١٣ باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ، ط دار ومطابع الشعب بمصر ] ( هامش الأصل )

٣٠٣

وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ

الشرح : التمهيد مأخوذ من المهاد بمعنى البساط والفراش أو من العهد بمعنى سرير الطفل ، وكلاهما عائد إلى أصل واحد ونصّ في أساس البلاغة على أنّ التمهيد معناه التوطئة وتسهيل الأمر والإصلاح ، والمراد في أمثال هذه الوقائع وتمهيد العذر من المعاني المجازيّة ، ومعناه بسطه وتهيئة قبوله

والباء في « بالتمكين » للسببيّة على الظاهر والتمكين بمعنى الإقدار ، والظاهر أنّ اشتقاق المكان منه بحسب اللفظ ، وأمّا بحسب المعنى فاشتقاقه من الكون

القتال : بمعنى القتل والذبح والحرب

والمقصود من الممهّدين هم الأوائل الذين سهّلوا السبيل ووطّئوا الاُمور ، وهيّئوا أسباب الظلم ، لأنّه لولاهم وما ارتكبوه من السلوك الوحشي الخشن مع أهل البيت لما جرأ الأواخر على ظلمهم بتلك القسوة المعهودة

وهذا أصحّ الوجوه في تفسير الفقرة المعروفة « المقتول في يوم الجمعة أو الاثنين »(١)

_________________

(١) كما في البحار ٤٤ : ١٩٩ و ٢٠١

وعن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام : يوم الاثنين يوم نحس قبض الله عزّ وجلّ نبيّه ، وما اُصيب آل محمّد إلّا يوم الاثنين [ الكافي ، باب صوم عرفة وعاشوراء ؛ بحار الأنوار ٤٥ : ٩٤ ] وتأتي هذه الرواية بتفصيلها ذيل « اللهمّ إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو اُميّة »

مروج الذهب : وسُمعت في جنازته ( الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ) سوداء وهي تقول : ماذا لقينا من يوم الاثنين [ بحار الأنوار ٥٠ : ٢٠٧ ]

ولنعم ما قيل : « ما قُتل الحسين إلّا في يوم السقيفة » فلعنة الله على من أسّس أساس الظلم والجور على أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين [ بحار الأنوار ٤٥ : ٣٣٨ ]

٣٠٤

لأنّ يوم السقيفة حدث في يوم الاثنين ، وقد أجاد الشاعر المفلّق الحاج هاشم الكعبي حيث قال :

تا الله ما سيف شمر نال منك ولا

يدا سنان وإن جلّ الذي ارتكبوا

لولا الذي أغضبوا ربّ العُلى وأبوا

نصّ الولا ولحقّ المصطفى غصبوا

أصابك النفر الماضي بما ابتدعوا

وما المسبّب لو لم ينجح السبب

ولا تزال خيول الحقد كامنة

حتّى إذا أبصروها فرصة وثبوا

فادرك الكلّ ما قد كان يطلبه

والقصد يدرك لمّا يمكن الطلب

كفُّ بها اُمّك الزهراء قد ضربوا

هي التي اُختك الحورا بها سلبوا

وإن نار وغىً صاليت جمرتها

كانت لها كفّ ذاك البغي تحتطب

وليبك يومك من يبكيك يوم غدوا

بالصنوا قوداً وبنت المصطفى ضربوا

والله ما كربلا لو لا السقيفة والإحياء

تدري(١) ولا لا النار ما الحطب

وورد في كثير من الأخبار لعن قاتلي سيّد الشهداء ومقاتليه ، ولعلّنا نشير إلى جانب منه فيما يأتي ونكتفي هنا بذكر حديث واحد ليقوم بأداء حقّ هذا العنوان ،

_________________

ولنعم ما نقله عليّ بن عيسى عن بعض الأصحاب عن القاضي أبي بكر بن أبي قريعة في ضمن أبياتٍ له :

وأريتكم أنّ الحسين

اُصيب في يوم السقيفه

ولأيّ حالٍ اُلحدت

بالليل فاطمة الشريفه

ولما حمت شيخيكم

عن وطي حجرتها المنيفه

أوّه لبنت محمّد

ماتت بغصّتها أسيفه

فوالله لا أنسى زينب بنت عليّعليهما‌السلام وهي تندب وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب : وا محمّداه ! صلّى عليك مليك السماء وهذا حسين محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، بأبي من عسكره في يوم الاثنين نهبا بأبي من فساط مقطّع العُرى . [ بحار الأنوار ٤٥ : ٥٩ ]

(١) جاء في الكتاب « تعلم » ولا يستقيم بها الوزن فاستبدلنا بها « تدري » لأنّي أحفظها هكذا

٣٠٥

ولئلّا تخلو هذه المقولة من هذه الأخبار من رأس

وفي تفسير الإمام الحسن العسكري :( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ) (١) نزلت في اليهود ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزلت هذه الآية في هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله وقتلوا أولياء الله : أفلا اُنبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الاُمّة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : قومٌ من اُمّتي ينتحلون بأنّهم أهل ملّتي ، يقتلون أفاضل ذرّيّتي وأطائب اُرومتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ، ويقتلون ولدي الحسن والحسين كما قتل أسلاف هؤلاء اليهود زكريّا ويحيى

ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم يوم القيامة هادياً مهديّاً من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنّم

ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقيّة تسكتهم

ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن عليّعليهما‌السلام رحمة وشفقة ، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً

ألا وإنّ الراضين بقتل الحسينعليه‌السلام شركاء قتله

ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم ، والمتقدّمين بهم برآء من دين الله

ألا إنّ الله ليأمر الملائكة المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسينعليه‌السلام إلى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فيزيد في عذوبتها وطيبها ألف ضعفها ، وإنّ الملائكة ليتلقّون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسينعليه‌السلام ويلقونها في ألهاوية ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها ، يشدّد بها على

_________________

(١) البقرة : ٨٤

٣٠٦

المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم(١)

اللهمّ اجر دموعنا في مصاب الحسين ، ووفّقنا للعن قتلته من الأوّلين والآخرين ، اللهمّ العنهم لعناً وبيلاً ، وعذّبهم عذاباً أليماً لا تعذّب به أحداً من خلقك ، وصلّ على محمّد وآله الطاهرين من اليوم إلى يوم الدين

_________________

(١) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ٣٦٧ ط اُولى ١٤٠٩ مهر ـ قم المقدّسة ( المترجم ) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ١٤٨ ، بحار الأنوار ٤٤ : ٣٠٤ رقم ١٧ ( هامش الأصل )

٣٠٧

بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ(١)

برء : من باب سمع أي فارق ، والتبرّي بمعنى المفارقة ، وهذا المعنى مأخوذ من كتب الأدب من قبيل منتهى الإرب وتاج المصادر ، وترجمة القزويني على القاموس ، ولم تبيّن الكتب العربيّة حقيقة معنى البرائة ، وبرأ من مرضه أي تنق وعوفي ، وبرأ من دينه أي سقط عنه طلبه ، وكلا المعنيين مأخوذ من المعنى المتقدّم

وفي تفسير مجمع البيان ومفاتيح الغيب لابن الخطيب الرازي فسّر البرائة بانقطاع العصمة ، وهذا تفسير باللازم

وبعض المنتسبين إلى العلم فسّروا البرائة بالامتناع ، وبعد التتبّع والفحص الكامل لم نجد وجهاً لهذا التفسير

وسبب تعدّيته بـ « إلى » كان لإشرابه معنى توجّه أو تعطّف ، لأنّ المتبرّء من واحد متقرّب إلى الآخر ، إذ المتبرّء حين يدبر عنه يقبل على غيره فيثير حنقه بمحبّة غيره ورعاية قربه ، ولعلّ هذا المعنى هو الذي صحّح دخول « إلى » على هذا الطرف

والضمير في « منهم » راجع إلى جميع الطوائف المذكورة المراد من هذه الصفات أولئك الذين لهم المدخليّة التامّة في ذلك الأمر حيث استندت إليهم الأفعال ممّا جرى على الحسينعليه‌السلام بنحو من الأنحاء لينفى عنهم عنوان الأشياع والأتباع وينطبق عليهم عنوان مستقلّ آخر

تبع تباعاً وتِباعاً : اقتفى أثر فلان ، وتبع وزان فرس بمعنى تابع ، ويطلق على

_________________

(١) الصحيح من أشياعهم وأتباعهم وغفلةً من المؤلّف أو الناسخ حدث التقديم والتأخير ( هامش الأصل )

٣٠٨

المفرد والجمع مثل :( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ) (١) وجمع أتباع ، وتباعة ، وإن كان يطلق على المشي الظاهر ولكنّه من جهة التوسّع في الإطلاق يتناول المعنوي أيضاً وفي هذا السياق يوجد حديث مبنى على ذوق أهل المعرفة وليس هذا المقام موضع بيانه

الشيعة : عبارة عن الأنصار والأتباع ، صرّح بذلك في المصباح وغيره ، واشتقاقه من المشايعة ومعناها المتابعة والنصرة ، وهو مأخوذ من التشييع والمشايعة بمعنى المصاحبة للتعظيم ، كما يستعمل في معنى مشايعة الموتى وتشييعهم ، وكلا الحقيقتين مأخوذ من الشيوع بمعنى الظهور لأنّ في لفظ : مشيّع ومشايع يتبادر الميّت والضيف إلى الذهن وبه يتعالى اسمه ويشيع شرفه

ومجمل القول : جمع الشيعة شيعٍ ، وجمع الشيع أشياع ، وقد ارتكب الفيروزآبادي في القاموس خطأً حين اعتبر الأشياع والشيع كلاهما جمع التشيّع ، لأنّ قياس العربيّة لا يسمع بجمع « فعله » على « أفعال » وصرّح بما قلناه الفيّومي في المصباح

الولي : مأخوذ من ولي ومعناه الحقيقي القرب ، ويستعمل في القرابة النسبيّة والقرب الروحاني وهو المحبّة ، ويستعمل أيضاً في قرب الإحاطة وهو الرئاسة

واعلم أنّ رعاية الصحّة تتمّ في أمرين :

الأمر الأوّل : التنقية وهي دفع الفضلات والأخلاط الفاسدة

والأمر الثاني : التقوية وهي حفظ البنية وبقاء المزاج الذي هو الصورة الخامسة الحاصلة من تفاعل الكيفيّات الأربع ، المتداعية بالانفكاك والانفصال

كما أنّ حصول الكمال الإنساني والترقّي النفساني في السلوك الأخلاقي بأمرين :

_________________

(١) إبراهيم : ٢١

٣٠٩

أحدهما : دفع الرذائل من قبيل الحسد واللؤم والقساوة وحبّ الجاه

وثانيهما : كسب الفضائل من جنس العفو والسماح ورقّة القلب والإعراض عن الخلق

ومثله الإيمان وهو مصحّح جميع الأعمال وميزان كلّ كمال مركّب كذلك من جزئين :

الأوّل : البرائة من أعداء الله

والثاني : محبّة الله وأوليائه

وهذا المعنى مضافاً إلى ما جاء في سرده وتوضيحه من الكتاب والسنّة فإنّه وارد في خصوص جماعة معيّنة من طريق أهل بيت النبيّ ؛ أهل العصمة والطهارة أرواحنا لهم الفداء ، وذلك معترف به ومشهود به من جميع القلوب الصافية والنفوس الزاكية

حيث ما من عاقل نبيه يستولي عليه الوهم بالقدرة على الجمع بين محبّة إنسان ومحبّة عدوّه ، كما قال الشاعر في الحكمة الشعريّة :

تحبّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني

صديقك إنّ الرأي منك لعازبُ

وللعقلاء أصحاب البصائر والقلوب الواعية تكفي هذه الآية المباركة التي يقول الحقّ تعالى فيها :( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) وفي هذه الآية المباركة وردت وجوه من تأكيد المنع عن موادّة أعداء الله

_________________

(١) المجادلة : ٢٢

٣١٠

وفي الحديث المنقول عن العيون بطرق عدّة أنّ الإمام الرضاعليه‌السلام كتب إلى المأمون في حديث طويل : حبّ أولياء الله واجب وكذلك بغض أعداء الله والبرائة منهم ومن أئمّتهم ولعلّنا نشير في أثناء البحث إلى جانب منه في مقام آخر(١)

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٢ رقم ٣٥ ما كتبه الرضاعليه‌السلام إلى المأمون في محض الإسلام وشرايع الدين ( هامش الأصل ) وفي نسختي ص ١٢٤ ( المترجم )

٣١١

يَا أَبا عبد الله إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ

الشرح : السلم : بمعنى المسالمة والصلح والموادعة لأنّه جاء بمعنى المسالمة والصلح كما في القاموس وغيره ، والظاهر عدم الاشتراك بل من باب استعمال المصدر بمعنى اسم الفاعل ، فإمّا أن يكون محمولاً على المبالغة أو بتقدير ذو ( اي ذو سلم ) كما صرّح بذلك الأُدباء ، وهذا المعنى وإن لم يكن قياسيّاً بل متوقّفاً على مقتضى الحال الخاصّة التي يعرفها الأديب بالممارسة ، كما صرّح بذلك الآمدي في الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، وإن كانت الأمثلة التي استشهد بها لا تخلو من نقاش ، ولكنّ الميزان في هذا الموضع ثابت ومحقّق

ومثله الحديث في كلمة « حرب » والأظهر في رأي هذا العبد لله أنّها المعنى المصدري نفسه

ويجب أن نقول ذلك من أجل إظهار كمال المطاوعة والتوغّل في العبوديّة والمتابعة أنّا وصلنا في هذا المقام إلى درجة أصبحنا حقيقة السلم مع من سالمكم ومصداقاً واقعيّاً للحرب لمن حاربكم

اليوم : بحسب أصل اللغة من أوّل طلوع الشمس إلى غروبها ـ كما هو المشهور بين اللغويّين ـ ويطابق اصطلاح حكماء الفرس وعلماء الهيئة والحساب أو أنّه من أوّل طلوع الفجر حتّى غروب الشمس كما صرّح بذلك ابن هشام في « شرح الكعبيّة » والظاهر أنّ المعنى الثاني لليوم هو تحديد الزمن الشرعي من اليوم وليس المعنى اللغوي ، وهذا القليل البضاعة أشار تلويحاً في « منظومة ميزان الفلك » إلى هذا المعنى :

واليوم من طلوع جرم الشمس

إلى غروبها بزعم الفُرْس

كذاك في النجوم والحساب

وذاك في السنّة والكتاب

يؤخذ من طلوع فجر صادق

إلى ذهاب حمرة المشارق

٣١٢

وتفصيل هذه الجملة أنّ غاية النهار زوال الحمرة(١) كما هو المعروف من مذهب الإماميّة ، أو غروب القرص كما هو مذهب أهل السنّة ، وقال بهذا شرذمة من علماء الشيعة نظراً إلى الأخبار المحمولة على التقيّة أو أنّهم جعلوا الأخبار في القول السابقة حاكمة على الأخبار التي قال بها الشيعة لا الأقلّيّة منهم فمالوا إليها وقالوا بها ، والإفاضة بها خارجة عن منهج هذا الشرح

وأحياناً يطلق اليوم على مطلق الزمان كما صرّح به ابن هشام في شرح الكعبيّة وحكى القول به عن سيبويه واستشهد بما أثر عن القوم من قولهم : أنا اليوم أفعل كذا ، ويريدون الوقت الحاضر ، ومن هذا القبيل قولهم : تلك أيّام الهرج ، كما قال بعض شرّاح القاموس(٢)

وأكثر اللغويّين والاُدباء نصّوا على هذا المعنى واستعماله في يوم القيامة أظهر ، لأنّه مبنى على هذا المعنى غير ملحوظٍ به طلوعاً أو غروباً ، ولابدّ من أخذهما في المعنى عند الوقوف على ظواهر العبارات

وفي الحقيقة إنّنا وإن أمكننا القول عن حقيقة اليوم بأنّه مدّة ظهور الشمس في نصف الفلك المرئي ، وأخذ الطلوع والغروب في معناه للدلالة على مصاديق أفراده في الخارج ، وبناءاً على هذا يكون يوم القيامة من مصاديق المعنى الأوّل ، والله أعلم بالصواب

القيامة : مصدر قيام ظاهراً ، يقال : قام قياماً وقيامة كما نقل بعض العلماء المتبحّرين اللغويّين ، وإن لم يذكر في كثير من الكتب

_________________

(١) يجب تحديدها بالمشرقيّة وبها يعرف دخول الليل ، أمّا الحمرة المغربيّة التي تمتدّ بعد اختطاط الظلام فلا عبرة بها ( المترجم )

(٢) قال الزبيدي : وقد يراد باليوم الوقت ، ومنه الحديث : تلك أيّام الهرج أي وقته ، ولا يختصّ بالنهار دون الليل [ تاج العروس ٩ : ١١٥ ]

٣١٣

وإطلاق يوم القيامة على يوم الحشر إمّا بسبب قيام البشريّة كافّة من مضاجعها للعرض على الله تعالى ، وإمّا بسبب قيام الخلق كافّة في ساحة العدل الربّاني جلّت عظمة الله ، كما في قوله تعالى عزّ من قائل :( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) (١)

وزعم بعضهم أنّ الكلمة مولّدة من السريانيّة بمعنى « قيماً » أي يوم الحشر ، وهذا غاية في البعد ، والأصحّ الأوّل

والظاهر أنّ التعبير عن يوم الجمعة بيوم القيامة نظراً لهذا المعنى ، لقيام الخطيب فيها بالخطبة أو لقيام الناس فيه كافّة بالصلوات ، أو لقيام أمر النبيّ فيه ، أو لتذكاره بأمر يوم القيامة ، والله أعلم

فائدة

في الأخبار الكثيرة المرويّة عن الفريقين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة وأمير المؤمنينعليهما‌السلام : حربك حربي وسلمك سلمي(٢) وكذلك قال لأهل العباعليهم‌السلام : « أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم » أو قريباً من هذا اللفظ ، كما أوصل الترمذي في الجامع السند إلى زيد بن أرقم : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم(٣)

يتبيّن من هذا الحديث على اُصول أهل السنّة والجماعة كفر معاوية وأصحاب الجمل وأصحاب واقعة كربلاء جميعاً ، لأنّ من حارب رسول الله باتفاق الاُمّة ونصّ الكتاب والسنّة كافر ، فإذا كان محارب هذه الجماعة محارباً لرسول الله فهو كافر البتّة

_________________

(١) المطفّفين : ٦

(٢) بحار الأنوار ٤٢ : ٢٦١ وتجد ذلك أيضاً في الأجزاء التالية ٢٦ ـ ٢٧ ـ ٣٢ ـ ٣٣ ـ ٣٧ ـ ٣٨ ـ ٣٩ ـ ٤٠ ـ ٦٥ ( المترجم )

(٣) اُنظر : سنن ابن ماجة القزويني ١ : ٥٢ ( المترجم ) صحيح الترمذي ، ج ٥ باب ٦١ فضل فاطمة رقم ٣٨٧٠ ( هامش الأصل )

٣١٤

وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ

الشرح : يمكن أن يكون الواو في مطلع الجملة للعطف ، وتكون هذه الجملة الدعائيّة معطوفة على ما سبقها من اللعائن ، وعلى هذا الوجه تكون الجملة المتضمّنة للبرائة والاستسلام والمتابعة معترضة بين العاطف والمعطوف عليه ، والنكتة المتصوّرة في وجه إقحام هذه الجملة بينهما أنّ الزائر وهو يمارس لعن الأعداء يتذكّر أعمالهم الشنيعة وآثارهم الفظيعة ، فتقلّبهم الأيّام الخوالي فيهيج وجده الكامن وشوقه الساكن فيفقد السيطرة على نفسه وهو يستعرض جرائم القوم ومنكراتهم فيظهر البرائة منهم دونما اختيار منه ، وتدركه النفرة منهم ومن أتباعهم وأشياعهم ، من هنا يخاطب الإمام المظلوم لفرط حبّه وخلوص إرادته فيحمله ذلك على عرض مسالمته الكاملة ومتابعته الشاملة مع صفاء الباطن وخلوص النيّة بين يدي ساحة الإمام المقدّسة وسدّته الرفيعة

وينعتق من هذا الكلام الذي اندفع فجئة على لسانه مرّة اُخرى ويعدل عنه إلى الحديث الأوّل من لعن الأعداء ويعطف عليهم أولئك الذين هم أعيان الظالمين المسبّبين لهذا الخطب الفادح والرزء الجليل ، والذين لهم أثر يذكر في جريان هذه الخطوب وإعانة على حدوثها فيأخذ بلعنهم واحداً واحداً ، ويعطفهم على الأوائل لكي يشفي غيظه ويريح حنقه ويبرأ من لواعج صدره من ذكرهم بالتفصيل ، كما يمكن أن تكون الواو استئنافيّة

وعلى كلّ حال فإنّ النكتة تعود إلى ما ذكرناه تفصيلاً

وسوف نذكر معنى الآل بعد هذا الحديث إن شاء الله(١)

_________________

(١) ذيل « صلّی الله عليه وآله » ( هامش الأصل )

٣١٥

وزياد المنصوص عليه باللعن هو والد عبيد الله لعنهما الله المعروف بزياد بن أبيه وزياد بن اُمّه وزياد بن عبيد وزياد بن سميّة ، واشتهر بعد استلحق معاوية إيّاه بابن أبي سفيان ، وعبيد وسميّة كلاهما من موالي كسرىٰ فأهداهما كسرى إلى أبي الخير بن عمر الكندي أحد أقيال اليمن ، وأشار إلى ذلك أبو بكر بن دريد في مقصورته المعروفة ، فقال :

فخامرت نفس أبي الخير جوىٰ

حتّى حواه الحتف فيمن قد حوىٰ

وشرح حاله في الشروح الدريديّة وغيرها ، وفي شرح الدريديّة(١) : وكان من حديثه مسيره إلى كسرى يستجيشه على قومه فأعطاه جيشاً من الأساورة فلمّا صاروا بكاظمة ونظروا إلى وحشة بلاد العرب ، فقالوا : أين نمضي مع هذا ، فعمدوا إلى سمّ فدفعوه إلى طبّاخه ووعدوه بالإحسان إليه(٢) إن ألقى السمّ في طعام الملك ، ففعل ذلك ، فما استقرّ الطعام في جوفه حتّى اشتدّ وجعه ، فلمّا علم الأساورة ذلك دخلوا عليه فقالوا له : إنّك قد بلغت إلى هذه الحالة فاكتب لنا إلى الملك كسرى إنّك قد أذنت لنا في الرجوع ، فكتب لهم بذلك

ثمّ إنّ أبا الجبر خفّ ما به فخرج إلى الطائف البليدة التي بالقرب من مكّة وكان بها الحارث بن كلدة طبيب العرب الثقفي ، فعالجه فأبرأه فأعطاه سميّة ـ بضمّ العين المهملة وفتح الميم وتشديد الياء المثنّاة من تحتها وفي آخره هاء ـ وعبيداً ـ بضمّ العين المهملة تصغير عبد ـ وكان كسرى قد أعطاهما أبا الجبر في جملة ما أعطاه(٣) وهذا يوافق ما نقله ابن عبد ربّه وابن خلّكان

_________________

(١) فيها : إنّه أبو الجبر ولم يذكر سميّة ولا عبيداً [ الخطيب التبريزي ، شرح مقصورة ابن دريد ، ص ٥٩ ] ( المترجم )

(٢) إلى هنا أخذناه من هامش الخطيب : ٥٩

(٣) ابن خلّكان ، وفيات الأعيان ٦ : ٣٥٦

٣١٦

ويقول ابن الأثير في الكامل وابن خلدون في العبر : أنّ سميّة جارية لدهقان من أهل زنده رود ، أهداها للحارث بن كلدة لمّا عالجه ، والطريق الأوّل أتقن وأمتن

وخلاصة القول : إنّ سميّة ولدت نافعاً على فراش الحارث ولكنّه نفاه ، ثمّ ولدت أبابكرة الصحابي المعروف على فراشه ، فنفاه أيضاً ولم يعترف به ، وأعطى سميّة لعبيد ، وهؤلاء الثلاثة : زياد ونافع وأبوبكرة أولاد سميّة ومعهم شبل بن معبد الذين شهدوا على المغيرة لعنه الله بالزنا عند عمر بن الخطّاب ، وتلكّأ زياد بشهادته بتلويح من عمر ، فدرأ عن المغيرة الحدّ وأقامه على الشهود ، وهي من أشدّ المطاعن على عمر ، كما هو مذكور بالتفصيل في الأسفار الكلاميّة

وقال في العقد الفريد : كان الزانيات من النساء في الجاهليّة ينصبن على بيوتهنّ رايات ليعرفن بذلك ويقصدهنّ الشباب ، وكان بغاة النفع من الناس يرسلون جواريهم في هذا السبيل كرهاً ليجمعن لهم الحطام الفاني والعرض الزائل وينالوا بذلك الحياة الدنيا ، وقد أشار الله تعالى في محكم كتابه المجيد بقوله :( وَلَا تُكْرِهُوا
فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ
) (١) يريد في الجاهليّة( فَإِنَّ اللَّـهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يريد في الإسلام

وفي مروج الذهب : وكانت سميّة من ذوات الرايات بالطائف تؤدّي الضريبة إلى الحارث بن كلدة وكانت تنزل بالموضع الذي نزل فيه البغايا بالطائف خارجاً عن الحضر في محلّة يقال لها : حارّة البغايا .

وجاء أبو سفيان يوماً إلى أبي مريم السلولي وهو خمّار في الطائف في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة فقال : ائتني بها على ذفرها وقذرها ( يظهر من قول أبي سفيان هذا أنّه

_________________

(١) النور : ٣٣

٣١٧

وطأها قبل هذا اليوم ) ( الى أن قال ) والله لقد أخذ بدرعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم لو لا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(١)

وولدت سميّة زياداً عام أوّل من الهجرة على فراش عبيد الله ، فكان يعرف بزياد بن عُبيد وابن اُمّه وابن أبيه وابن سميّة ، ولمّا بلغ أشدّه استكتبه أبو موسى الأشعري فأرسله عمر في حاجة فأحسن القيام بها فقدم على عمر وهو في المسجد ، فخطب بين يديه خطبة أعجب بها الحاضرون ، فقال عمرو بن العاص : لو كان قرشيّاً لساق العرب بعصاه ،

فقال أبو سفيان : اُقسم بالله أنّي أعرف الذي وضعه في رحم اُمّه

فقيل له : من يا تُرى ؟

فقال : أنا هو !

ولمّا استخلف أمير المؤمنين ، كان زياد معروفاً بالنزاهة ولم يظهر منه خلاف وكان إدرايّاً سياسيّاً حازماً ذا فطنة وكياسة ، من ثمّ عهد إليه أمير المؤمنين بإدارة حدود فارس(٢) ، وأراد معاوية خديعته فما تأتّىٰ ذلك له ، وكتب إليه يوماً يتهدّده ، فقال عقيب ذلك : « أتعجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يخوّفني بقصده إيّاي » ، وأثنى على أمير المؤمنينعليه‌السلام ثناءاً بليغاً فأرسل إليه أمير المؤمنين رسالة يحذّره من مكر معاوية ويأمره بالثبات على عهده إلى أن استشهد أمير المؤمنين وانقضت أيّامه عند ذلك فتح معاوية أحابيله عليه ، واستعان عليه بخبث فطرته

_________________

(١) مروج الذهب ٢ : ١٥ و ١٦ بتصرّف من المؤلّف ( المترجم ) و ٣ : ٦ ط دار الهجرة ( هامش الأصل )

(٢) لم يعهد إليه الإمام بذلك إنّما كان بفعل ابن عبّاس لأنّه والي البصرة يومئذٍ وفارس من توابعها ( المترجم )

٣١٨

ودنائة مولده وأوكل أمر جذبه نحوه إلى المغيرة بن شعبة وهو يومئذٍ رأس النفاق ومعدن النصب فانطلّت الحيلة على زياد واستلحقه معاوية وصيّره أخاه واعترف زياد حبّاً في الدنيا وميلاً إلى جاهها بخباثة مولده ورضي باُخوّة معاوية وأبوة أبي سفيان وعند ذلك أقسم أبوبكرة أن لا يكلّمه لأنّه زنىّ سميّة وقدح في نسبه(١)

ولمّا استقرّ رأيهما على ذلك أرسلت إليه جويريّة بنت أبي سفيان عن أمر أخيها معاوية ، فأتاها فأذنت له وكشفت عن شعرها بين يديه وقالت : أنت أخي ، أخبرني بذلك أبو مريم ثمّ أخرجه معاوية إلى المسجد وجمع الناس ، فقام أبو مريم السلولي ، فقال : أشهد أنّ أبا سفيان قدم علينا بالطائف وأنا خمّار في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة ، فقال : إأتني بها على ذفرها(٢) وقذرها

فقال له زياد : مهلاً يا أبا مريم ، إنّما بعثت شاهداً ولم تبعث شائماً ، فقال أبو مريم : لو كنتم كفيتموني لكان أحبّ إليّ وإنّما شهدت بما عاينت ورأيت ، والله لقد أخذ بكُمِّ درعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه ، يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم ، لولا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(٣)

وفي رواية الكامل : فخرجت من عنده وإنّ اسكتيها لتقطر منيّاً(٤)

_________________

(١) كان صرم أبي بكرة له قبل هذا التاريخ أي عندما تلجلج في الشهادة وكان أحد الشهود على المغيرة فأقسم أبوبكرة لا يكلّمه مادام حيّاً ( المترجم )

(٢) الذفر : الرائحة الخبيثة

(٣) المسعودي ٣ : ١٦ ط دار الكتب العلميّة لبنان ـ ١٤١١ ( المترجم )

(٤) الكامل في التاريخ ٣ : ٣٠١ ( المترجم )

٣١٩

ولولا أنّ ذلك في فضائح أعداء أهل البيت لما ذكرت هذه الجملة ، ولكنّها في فضائهم وأنا مترجمها أيضاً

ويقال : إنّ المتنبّي قال في حقّها :

أقم المسالح حول شفر سميّة

إنّ المنيّ بحلقتيها خضرم

وخلاصة الحديث : إنّ معاوية بهذه الشهادة صيّر زياداً أخاه ، وقام يونس بن عبيد فقال : يا معاوية ، قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر وقضيت أنت أنّ الولد للعاهر وأنّ الحجر للفراش مخالفة لكتاب الله تعالى وانصرافاً عن سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان(١)

والحقّ أنّ هذا العار لا يمحوه الماء وهو طعن لا تجد له جواباً بأيّ كتاب ، وكان الفضل بن روزبهان التزم بالجواب على مطاعن معاوية في ردّه على نهج الحقّ وحين يبلغ الحديث إلى هذا الحدّ يقول : لم يكن معاوية بالخليفة الشرعي فلا يلزمنا الجواب عن كلّ مطاعنه وهذه الحكاية مذكورة في جميع كتب أهل السنّة والجماعة ، ولم يردّها أحد منهم ، وذكرها الشعراء في تلك الفترة وطعنوا بها على معاوية وزياد منهم عبدالرحمن بن الحكم أخو مروان لعنه الله :

ألا أبلغ معاوية بن حربٍ

مغلغلة من الرجل اليماني(٢)

أتغضب أن يقال أبوك عفّ

وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنّها حملت زياداً

وصخر من سميّة غير دان

_________________

(١) مروج الذهب ٣ : ١٧ ( المترجم ) والكامل لابن الأثير ٣ : ٤٤٢ ط بيروت ( هامش الأصل )

(٢) كذا في مروج الذهب وفي شرح النهج والوفيات فقد ضاقت بما تأتي اليدان وهو أثبت على هذه الرواية وقيل أنّها ليزيد بن المفرغ فيصحّ ما ذكرناه في المتن ( منهرحمه‌الله )

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا مِنْ أَحَدٍ يَتِيهُ(١) إِلَّا مِنْ ذِلَّةٍ يَجِدُهَا فِي نَفْسِهِ ».(٢)

٢٥٧٧/ ١٨. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ تَكَبَّرَ أَوْ تَجَبَّرَ(٣) إِلَّا لِذِلَّةٍ وَجَدَهَا(٤) فِي نَفْسِهِ».(٥)

١٢٥ - بَابُ الْعُجْبِ‌

٢٥٧٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا - مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وُلْدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَيَّارٍ(٦) - يَرْفَعُهُ(٧) :

عَنْ(٨) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ ، وَلَوْ لَا ذلِكَ مَا ابْتُلِيَ مُؤْمِنٌ(٩) بِذَنْبٍ أَبَداً ».(١٠)

__________________

(١). في « ص » : « ينبه ». و « يتيه » أي يتكبّر.لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٨٢ ( تيه ).

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢٠٨٠٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٣). فيمرآة العقول : « أو تجبّر ، يمكن أن يكون الترديد من الراوي ، وإن كان منهعليه‌السلام فيدلّ على فرق بينهما في المعنى ». (٤). في « ه » والوسائل : « يجدها ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢٠٨٠١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٦). في « ه » وحاشية « بر » : « سنان ». وفي الوسائل : - « من أصحابنا - إلى - بن سيّار ».

(٧). في الوافي والبحار ، ج ٦٩ : « رفعه ».

(٨). في حاشية « بر » : « إلى ».

(٩). في « ص ، ه » وحاشية « ج ، د » وشرح المازندراني : « مؤمناً ».

(١٠).علل الشرائع ، ص ٥٧٩ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أسباط ، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام .الأمالي للطوسي ، ص ٥٧١ ، المجلس ٢٢ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيتحف العقول ، ص ٣٦٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤٢ مرسلاً ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٤٠ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢ ؛ وج ٧٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١.

٧٦١

٢٥٧٩/ ٢. عَنْهُ(١) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ ».(٢)

٢٥٨٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ(٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٤) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ ، فَقَالَ : « الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ : مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ ، فَيَرَاهُ(٥) حَسَناً ، فَيُعْجِبَهُ ، وَيَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً ؛ وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ ، فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِلّهِ عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ(٦) ».(٧)

٢٥٨١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ(٨) الذَّنْبَ ، فَيَنْدَمُ عَلَيْهِ ، وَيَعْمَلُ الْعَمَلَ ،

__________________

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتابَي سعيد بن جناح ، وتوسّط بينه وبين محمّد بن يحيى في بعض الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٩١ ، الرقم ٥١٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ، وص ٦٧٦.

(٢).الأمالي للصدوق ، ص ٤٤٦ ، المجلس ٦٨ ، ضمن ح ٩ ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٤ ، ضمن ح ٢٠٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤١ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٠٩ ، ح ٣.

(٣). في « ه » : « الخلال ». وأحمد هذا ، اختُلف في لقبه ، والغالب في الأسناد وكتب الرجال هو « الحلّال ». راجع :رجال النجاشي ، ص ٩٩ ، الرقم ٢٤٨ ؛رجال البرقي ، ص ٥٢ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢١٣ ؛ وص ٤١٢ ، الرقم ٥٩٧٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٨٢ ، الرقم ١٠٣ ؛خلاصة الأقوال ، ص ١٤ ، الرقم ٤ ؛الرجال لابن داود ، ص ٣٥ ، الرقم ١٠٤ ؛معجم الحديث ، ج ٢ ، ص ١٧٩ ، الرقم ٧٢٧.

(٤). في المعاني : + « موسى ».

(٥). في مرآة العقول : « فرآه ».

(٦). في « ه » : « المنّ فيه ». وفي تحف العقول : « المنّة عليه فيه ».

(٧).معاني الأخبار ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن أسباط.تحف العقول ، ص ٤٤٤ ، عن أحمد بن نجم ، عن الرضاعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٣٨ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٠ ، ح ٤.

(٨). في « ز » : « يذنب ».

٧٦٢

فَيَسُرُّهُ ذلِكَ ، فَيَتَرَاخى عَنْ حَالِهِ(١) تِلْكَ(٢) ، فَلَأَنْ يَكُونَ عَلى حَالِهِ تِلْكَ خَيْرٌ لَهُ(٣) مِمَّا دَخَلَ فِيهِ ».(٤)

٢٥٨٢/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نَضْرِ(٥) بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى عَالِمٌ عَابِداً ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ صَلَاتُكَ؟ فَقَالَ : مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ صَلَاتِهِ(٦) وَأَنَا أَعْبُدُ اللهَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟! قَالَ : فَكَيْفَ(٧) بُكَاؤُكَ؟ قَالَ : أَبْكِي حَتّى تَجْرِيَ دُمُوعِي ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ : فَإِنَّ(٨) ضَحِكَكَ - وَأَنْتَ خَائِفٌ(٩) - أَفْضَلُ(١٠) مِنْ بُكَائِكَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ(١١) ؛ إِنَّ الْمُدِلَّ لَايَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْ‌ءٌ ».(١٢)

٢٥٨٣/ ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٣) :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَجُلَانِ الْمَسْجِدَ(١٤) : أَحَدُهُمَا عَابِدٌ ، وَالْآخَرُ فَاسِقٌ ،

__________________

(١). في حاشية « بس » : + « فلا يكون على حاله ».

(٢). في « بس » : « ذلك ».

(٣). في مرآة العقول : - « له ».

(٤).الزهد ، ص ١٣٦ ، ح ١٨١ ، عن محمّد بن أبي عمير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٥.

(٥). في « ص ، بر ، بس ، بف » : « نصر ». وهو سهو. وابن قِرواش هذا ، هو النضر بن قِرواش الجمّال. راجع :رجال‌البرقي ، ص ٤١ ؛رجال الطوسي ، ص ٣١٥ ، الرقم ٤٦٨٥.

(٦). في البحار : « عبادته ».

(٧). في « ز » والبحار والزهد : « كيف ».

(٨). في « ه ، بف » : « إنّ ».

(٩). في فقه الرضا : « عارف بالله » بدل « خائف ».

(١٠). في « ز » والوافي : « خير ».

(١١). « أنت مدلّ » : واثق بعملك ، من قولهم : هو يدلّ بفلان ، أي يثق به.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٩ ( دلل ).

(١٢).الزهد ، ص ١٣٢ ، ح ١٧١ ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢٠٩ ؛الوسائل ،ج١،ص ١٠١،ح٢٤٢؛البحار ،ج٧٢،ص٣٠٧،ح (١٣) في « د ، ه » والوافي : « أصحابه ».

(١٤) في « ز » : « المسجد رجلان ».

٧٦٣

فَخَرَجَا مِنَ الْمَسْجِدِ وَالْفَاسِقُ صِدِّيقٌ(١) ، وَالْعَابِدُ فَاسِقٌ ، وَذلِكَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْعَابِدُ الْمَسْجِدَ مُدِلًّا بِعِبَادَتِهِ يُدِلُّ بِهَا ، فَتَكُونُ(٢) فِكْرَتُهُ فِي ذلِكَ ، وَتَكُونُ(٣) فِكْرَةُ الْفَاسِقِ فِي التَّنَدُّمِ عَلى(٤) فِسْقِهِ ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِمَّا صَنَعَ(٥) مِنَ الذُّنُوبِ ».(٦)

٢٥٨٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَهُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ، ثُمَّ يَعْمَلُ شَيْئاً(٧) مِنَ الْبِرِّ ، فَيَدْخُلُهُ شِبْهُ الْعُجْبِ بِهِ(٨) ، فَقَالَ : « هُوَ فِي حَالِهِ الْأُولى - وَهُوَ خَائِفٌ - أَحْسَنُ حَالاً(٩) مِنْهُ فِي حَالِ عُجْبِهِ ».(١٠)

٢٥٨٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : بَيْنَمَا مُوسىعليه‌السلام جَالِسٌ(١١) إِذْ أَقْبَلَ(١٢)

__________________

(١). فيمرآة العقول : « صدّيق ، أي مؤمن صادق في إيمانه كثير الصدق والتصديق قولاً وفعلاً وقيل لمن صدّق‌بقوله واعتقاده ، وحقّق صدقه بفعله ».

(٢). في « بر ، بف » : « فيكون ».

(٣). في « ز ، ه ، بر » والعلل : « ويكون ».

(٤). في « ه » : « في ».

(٥). في « ه » بر ، بف » والوافي : « لما ذكر ».

(٦).علل الشرائع ، ص ٣٥٤ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤٣ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٦. (٧). في « ص » : « عملاً ».

(٨). في « ه » : - « به ».

(٩). في « ص ، بس » : - « حالاً ».

(١٠).المحاسن ، ص ١٢١ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٥ ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١١ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٥ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٧.

(١١). هكذا في « ز ، بر ، بف » وحاشية « ب » والوافي. وهو مقتضى القاعدة. وفي سائر النسخ والمطبوع : « جالساً ».

(١٢). في البحار ، ج ٧٢ : + « عليه ».

٧٦٤

إِبْلِيسُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ(١) ذُو أَلْوَانٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مُوسى(٢) عليه‌السلام خَلَعَ الْبُرْنُسَ ، وَقَامَ إِلى مُوسى ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ مُوسى : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : أَنَا إِبْلِيسُ ، قَالَ : أَنْتَ؟! فَلَا قَرَّبَ(٣) اللهُ دَارَكَ ، قَالَ : إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ(٤) لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ ؛ لِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ ».

قَالَ : « فَقَالَ لَهُ(٥) مُوسىعليه‌السلام : فَمَا(٦) هذَا الْبُرْنُسُ؟ قَالَ : بِهِ أَخْتَطِفُ(٧) قُلُوبَ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ(٨) مُوسى : فَأَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ(٩) الَّذِي(١٠) إِذَا(١١) أَذْنَبَهُ(١٢) ابْنُ آدَمَ ، اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ(١٣) قَالَ(١٤) : إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ ، وَاسْتَكْثَرَ(١٥) عَمَلَهُ ، وَصَغُرَ فِي عَيْنِهِ(١٦) ذَنْبُهُ ».

وَقَالَ : « قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِدَاوُدَعليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ ، قَالَ : كَيْفَ(١٧) أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ وَأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟ قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَأَعْفُو عَنِ(١٨) الذَّنْبِ(١٩) ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلَّا يُعْجَبُوا(٢٠) بِأَعْمَالِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ‌

__________________

(١). « البُرْنس » : كلّ ثوب رأسُه منه ملتزق به ، درّاعة كان أو مِمْطراً أو جبّةً. وقيل : قلنسوة طويلة وكان النسّاك‌ يلبسونها في صدر الإسلام.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٦ ( برنس ).

(٢). في « ص ، ه ، بر » : « منه » بدل « من موسى ».

(٣). في « بف » : « قرن ». وفيشرح المازندراني : « فلا قرّب الله دارك ، لعلّه كناية عن حيرته ، أو بعد منزله عن‌المؤمن ». وفي مرآة العقول : « أي لاقرّبك الله منّا ، أو من أحد. وقيل : أي حيّرك الله. وقيل : لاتكون دارك قريبة من المعمورة ؛ كناية عن تخريب داره ». (٤). في « ه » : « أحببت ».

(٥). في « بس » : - « له ».

(٦). في « بس » : « ما ».

(٧). في « ز ، بس » : « اختطفت ». والاختطاف : استلاب الشي‌ء وأخذه بسرعة. راجع :النهاية ، ج ٢ : ص ٤٩ ؛المصباح المنير ، ص ١٧٤ ( خطف ). (٨). في «ج،ز،ه،بر،بف»والبحار،ج ٦٣ : + « له ».

(٩). في البحار ، ج ٦٣ : « عن الذنب ».

(١٠). في«بس» : « بالذي » بدل « بالذنب الذي ».

(١١). في « بف » : « إذ ».

(١٢). في « بس » : « ذنبه ».

(١٣) « استحوذت عليه » ، أي غلبت عليه ، يقال : استحوذ عليه الشيطان ، أي غلبه واستماله إلى ما يريده منه. راجع :المصباح المنير ، ص ١٥٥ ( حوذ ). (١٤) في « بر ، بف » : « فقال ».

(١٥) في « ه » : « فاستكثر ».

(١٦) في « ج » : « عينيه ».

(١٧) في « ج » : « فكيف ».

(١٨) في « بر » : « أغفر » بدل « أعفو عن ».

(١٩) في « ج » : « الذنوب ».

(٢٠) فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٢٧ : « أن لايعجبوا ، قيل : « أن » ناصبة ، و « لا » نافية ، أو « أن » مفسّرة و « لا » ناهية. =

٧٦٥

أَنْصِبُهُ(١) لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ ».(٢)

١٢٦ - بَابُ حُبِّ الدُّنْيَا وَالْحِرْصِ عَلَيْهَا‌

٢٥٨٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ؛

وَ(٣) هِشَامٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٤) ، قَالَ :

« رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا ».(٥)

__________________

= و « يعجبوا » من باب الإفعال على بناء المجهول ، أو على بناء المعلوم ، نحو أغدّ البعير. وأقول : الأوّل أظهر ».

(١). فيمرآة العقول : « أنصبه ، كأضربه ، أي اُقيمه. وكونه على بناء الإفعال بمعنى الإتعاب بعيد ».

(٢).الأمالي للمفيد ، ص ١٥٦ ، المجلس ١٩ ، ح ٧ ، عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى‌اليقطيني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨١ ، ح ٣٢١٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٦ ، من قوله : « فقال موسى فأخبرني بالذنب الذي » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٠ ، ح ٢٢ ، من قوله : « قال : قال الله عزّوجلّ لداودعليه‌السلام » ؛وفيه ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ١٣٤ ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » ؛ وج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٨.

(٣). في السند تحويل بعطف « هشام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام » على « درست بن أبي منصور ، عن رجل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام » ؛ فقد روى الشيخ الطوسي الخبر فيالأمالي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ١٣٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم. وقد روى ابن أبي عمير كتب هشام بن سالم وأكثر من الرواية عنه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٣٤ ، الرقم ١١٦٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٣ ، الرقم ٧٨٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٢ - ٤٣٣ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣١٥ - ٣١٥.

(٤). في « ه » : - « وهشام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ». ولايخفى ما فيه ؛ من جواز النظر عن « أبي عبداللهعليه‌السلام » إلى « أبي عبداللهعليه‌السلام » الموجب للسقط.

(٥).الخصال ، ص ٢٥ ، باب الواحد ، ح ٨٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن درست بن أبي منصور ، عن رجل ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ٢٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث ١٤٩١٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عنهمعليهم‌السلام ؛الأمالي للصدوق ، ص ٥٢١ ، المجلس ٧٨ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . =

٧٦٦

٢٥٨٧/ ٢. عَلِيٌّ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ(٢) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ(٣) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا(٤) رِعَاؤُهَا(٥) - أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا ، وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا - بِأَفْسَدَ(٦) فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(٧) وَالشَّرَفِ(٨) فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ».(٩)

٢٥٨٨/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ - هذَا فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا فِي آخِرِهَا - بِأَسْرَعَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(١٠) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُؤْمِنِ(١١) ».(١٢)

٢٥٨٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى‌

__________________

=تحف العقول ، ص ٢١٥ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛ فيه ، ص ٥٠٠ ، ضمن مناجاة الله عزّوجلّ لعيسى بن مريمعليه‌السلام ؛ وص ٥٠٧ ، ضمن مواعظ المسيحعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر ( إلّاالأمالي للطوسي ) مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ١.

(١). في « ج » : « عنه ». وفي « ه ، بر » : + « بن إبراهيم ».

(٢). في « ه » : « بشر ».

(٣). الذئب الضاري : الذي اعتاد بالصيد وإهلاكه ؛ من الضراوة بمعنى العادة ، يقال : ضَرِي بالشي‌ء ، إذا اعتاده فلايكاد يصبر عنه ، وضري الكلب بالصيد ، إذا تطعّم بلحمه ودمه. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٨٦ ؛لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٨٢ ( ضرا ).

(٤). في الوسائل : « قد غاب عنها » بدل « قد فارقها ».

(٥). « الرعاء » : جمع راعي الغنم ، وقد يجمع على رُعاة.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٥ ( رعى ).

(٦). في الوسائل : « بأضرّ ».

(٧). في « ص ، ه ، بر » والوافي : « الدنيا ».

(٨). في البحار : « والثروة ».

(٩).الزهد ، ص ١٢٧ ، ح ١٥٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير ؛المؤمن ، ص ٥٥ ، ضمن ح ١٤١ ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٤.

(١٠). في الوافي : « الدنيا ».

(١١). في « ج » : « المسلم ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٥.

٧٦٧

الْخَزَّازِ(١) ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُدِيرُ(٢) ابْنَ آدَمَ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، فَإِذَا(٣) أَعْيَاهُ(٤) ، جَثَمَ(٥) لَهُ عِنْدَ الْمَالِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ ».(٦)

٢٥٩٠/ ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ(٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ(٨) ، تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَى الدُّنْيَا ؛ وَمَنْ أَتْبَعَ(٩) بَصَرَهُ(١٠) مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، كَثُرَ هَمُّهُ ، وَلَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ ؛ وَمَنْ لَمْ يَرَ(١١) لِلّهِ(١٢) - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ(١٣) نِعْمَةً إِلَّا فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ أَوْ مَلْبَسٍ ، فَقَدْ قَصَرَ عَمَلُهُ(١٤) ،..........................................................

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، بر ، بس » : « الخرّاز ». وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٥٩ ، الرقم ٩٦٤ ؛خلاصة الأقوال ، ص ١٥٨ ، الرقم ١٢٠ ؛رجال ابن داود ، ص ٣٤٠ ، الرقم ١٤٩٩.

(٢). في « ص » : « يريد ». وفي البحار : « يدبّر ». وفيمرآة العقول : « أي يبعثه على ارتكاب كلّ ضلالة ومعصية ، أويكون معه ويلازمه عند عروض كلّ شبهة أو شهوة ، لعلّه يضلّه أو يزلّه ».

(٣). في « ه » : « فإذ ».

(٤). « أعياه » : أعجزه ، من قولهم : داءٌ عياء ، أي صعب لا دواء له ، كأنّه أعيا الأطبّاء. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٣ ( عيى ).

(٥). جَثَم يجثِم جُثوماً ، أي لزم مكاناً لايبرح.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ( جثم ).

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٨ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٣٥ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٢ ، ح ١١.

(٧). في « ه ، بر » : - « زيد ».

(٨). في « بر » : « لله ». وفي الوافي : « العزاء : الصبر والسلوة ، أو حسن الصبر ». وراجع أيضاً :المصباح المنير ، ص ٤٠٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٨ ( عزا ).

(٩). في « ب » : « اتّبع ».

(١٠). في مرآة العقول : « نظره ».

(١١). في « ص ، بر ، بف » وحاشية « ج » : + « بأنّ ». وفي « ه » ومرآة العقول والوافي : + « أنّ ».

(١٢). في « ص » : « الله ».

(١٣) في « بس » : - « عليه ».

(١٤) في « ه » وحاشية « بر » : « قضي عليه » بدل « قصر عمله ».

٧٦٨

وَدَنَا عَذَابُهُ(١) ».(٢)

٢٥٩١/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ(٣) يَعْقُوبَ بْنِ يزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ :

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ(٥) الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ».(٦)

٢٥٩٢/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :

__________________

(١). فيالوافي : « معنى الحديث أنّ من لم يصبر ولم يسلُ ، أو لم يحسن الصبر والسلوة على ما رزقه الله من الدنيا ، بل أراد الزيادة في المال أو الجاه ممّا لم يرزقه إيّاه ، تقطّعت نفسه متحسّراً حسرة بعد حسرة على ما يراه في يدي غيره ممّن فاق عليه في العيش ، فهو لم يزل يتبع بصره ما في أيدي الناس ، ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس كثر همّه ولم يشف غيظه ، فهو لم ير أنّ لله‌ عليه نعمة إلّا نعم الدنيا ، وإنّما يكون كذلك من لايوقن بالآخرة ، ومن لم يوقن بالآخرة قصر عمله ، وإذ ليس له من الدنيا بزعمه إلّا قليل مع شدّة طمعه في الدنيا وزينتها ، فقد دنا عذابه ؛ نعوذ بالله من ذلك ، ومنشأ ذلك كلّه الجهل وضعف الإيمان.

وأيضاً لمـّا كان عمل أكثر الناس على قدر ما يرون من نعم الله عليهم عاجلاً وآجلاً ، لاجرم من لم ير من النعم عليه إلّا القليل فلا يصدر عنه من العمل إلّا القليل ، وهذا يوجب قصور العمل ودنوّ العذاب ».

(٢).الزهد ، ص ١١٤ ، ح ١٢٨ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٩٠ ، المجلس ١٧ ، ح ٤٥ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « ومن لم ير لله عزّ وجلّ » ؛الخصال ، ص ٦٤ ، باب الاثنين ، ح ٩٥ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه إلى قوله : « حسرات على الدنيا » ، مع زيادة في آخره ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره.وفيه ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، مرسلاً ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٥١ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ٢.

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، بس ، بف » وحاشية « بر » والوسائل : « و » بدل « عن ». وهو سهو ؛ فقد أكثر أحمد بن أبي‌عبدالله من الرواية عن يعقوب بن يزيد ، قد توسّط يعقوب بن يزيد في بعضها بين أحمد وبين زياد القندي. اُنظر على سبيل المثال :المحاسن ، ص ٢٤٩ ، ح ٦٠ ؛ وص ٤٢١ ، ح ٢٠٠ ؛ وص ٤٦٥ ، ح ٤٣٢ ؛ وص ٤٧٦ ، ح ٤٨٢ ؛ وص ٤٨١ ، ح ٥٠٧ ؛ وص ٤٩٩ ، ح ٦١٤ ؛ وص ٥٢٠ ، ح ٧٣٠ ؛ وص ٥٣٣ ، ح ٧٩١ ؛ وص ٥٣٥ ، ح ٨٠٢.

(٤). في « ه » : « النبيّ ».

(٥). في الخصال : - « إنّ ».

(٦).الخصال ، ص ٤٣ ، باب الاثنين ، ح ٣٧ ، بسنده عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد بن مروان ، عن أبي وكيعالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٢.

٧٦٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا مَثَلُ(١) دُودَةِ الْقَزِّ ، كُلَّمَا ازْدَادَتْ مِنَ الْقَزِّ(٢) عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».

وَقَالَ(٣) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَغْنَى الْغِنى مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً ».

وَقَالَ : « لَا تُشْعِرُوا(٤) قُلُوبَكُمُ الِاشْتِغَالَ بِمَا(٥) قَدْ فَاتَ ؛ فَتَشْغَلُوا(٦) أَذْهَانَكُمْ عَنِ(٧) الِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَمْ يَأْتِ ».(٨)

٢٥٩٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً(٩) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ(١٠) مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ(١١) ، قَالَ :

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ(١٢) ؟

قَالَ(١٣) : « مَا مِنْ عَمَلٍ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَمَعْرِفَةِ‌..................

__________________

(١). في الكافي ، ح ١٩١٢ : « كمثل ».

(٢). في الكافي ، ح ١٩١٢ والوسائل : - « من القزّ ». وفي « ه » : - « من ».

(٣). في « ج » : + « قال ».

(٤). في « ب ، ص » : « لاتشغلوا ».

(٥). في « ب » : « بالاشتغال بما ». وفي « ز » : « لاشتغال ما ».

(٦). في « ه ، بر » : « فتشتغلوا ».

(٧). في الوافي : « من ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩١٢ ، إلى قوله : « حتّى تموت غمّاً » مع زيادة في آخره.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ضمن ح ٥٨٤٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً »الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩ ، ح ٢٠٨٥٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٣.

(٩). في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « عن عليّ بن محمّد القاساني » بدل « وعليّ بن محمّد جميعاً ». وتقدّم أنّه سهو ، فلاحظ.

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوسائل : + « عن ». وهو سهو ؛ والزُّهري هذا ، هو محمّد بن مسلم بن‌عبيدالله بن عبدالله بن شهاب الزهري. راجع :تهذيب الكمال ، ج ٢٦ ، ص ٤١٩ ، الرقم ٥٦٠٦.

(١١). في « ز ، ه ، بر » وحاشية « بف » : « مسلم بن عبدالله ». وفي الكافي ، ح ١٩٠٣ : « مسلم بن شهاب».

(١٢). في الوسائل : - « عندالله ».

(١٣) في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ».

٧٧٠

رَسُولِهِ(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ(٢) لِذلِكَ لَشُعَباً(٣) كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَبٌ(٤) :

فَأَوَّلُ مَا عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ(٥) ، مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ(٦) حِينَ(٧) ( أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) (٨)

ثُمَّ الْحِرْصُ ، وَهِيَ(٩) مَعْصِيَةُ آدَمَ وَحَوَّاءَعليهما‌السلام حِينَ قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُمَا :( فَكُلا (١٠) مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ ) (١١) فَأَخَذَا مَا لَاحَاجَةَ بِهِمَا إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ ذلِكَ عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ(١٢) أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ.

ثُمَّ الْحَسَدُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ مِنْ ذلِكَ : حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَالثَّرْوَةِ ؛ فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ، فَقَالَتِ(١٣) الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ : حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ(١٤) ،

__________________

(١). في « ب ، ج » والوسائل : « رسول الله ».

(٢). في « ه ، بر » والكافي ، ح ١٩٠٣ : « وإنّ » ، واستظهره في مرآة العقول.

(٣). في « ب ، د ، ز ، بس ، بف » : « شعباً ». فيالوافي : « المشارإليه في قولهعليه‌السلام : « فإنّ لذلك لشعباً » يعني أنّ للأعمال الصالحة لشعباً يرجع كلّها إلى بغض الدنيا ، وللمعاصي شعباً يرجع كلّها إلى حبّ الدنيا. ثمّ اكتفى ببيان أحدهما عن الآخر. وأراد بحبّ الدنيا أوّلاً حبّ المال ، وثانياً حبّ كلّ ما لا حاجة به في تحصيل الآخرة ».

(٤). في « ز » وحاشية « بف » والوسائل : « شعباً ». وفي « بر » : « لشعباً ».

(٥). في الكافي ، ح ١٩٠٣ : + « وهي ».

(٦). في « ز ، ص ، بر ، بف » : + « لعنه الله ».

(٧). في حاشية « ص » : « حيث ».

(٨). البقرة (٢) : ٣٤.

(٩). في حاشية « بف » : « فهو ».

(١٠). هكذا في القرآن و « د ، ص ». وفي « ز » : « وكلا ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « كلا ».

(١١). الأعراف (٧) : ١٩.

(١٢). في « ص ، ه ، بر ، بف » والوافي : « فلذلك ». وفي مرآة العقول : « فذلك ».

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس » والوافي والبحار. وفي قليل من النسخ والمطبوع والكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ». (١٤) «بَلاغ»:الكفاية.لسان العرب ، ج ٨ ،ص ٤١٩ (بلغ).

٧٧١

وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ ».(١)

٢٥٩٤/ ٩. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي مُنَاجَاةِ مُوسىعليه‌السلام : يَا مُوسى ، إِنَّ(٢) الدُّنْيَا دَارُ عُقُوبَةٍ ، عَاقَبْتُ فِيهَا(٣) آدَمَ عِنْدَ خَطِيئَتِهِ(٤) ، وَجَعَلْتُهَا مَلْعُونَةً ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ فِيهَا لِي ؛ يَا مُوسى ، إِنَّ عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا بِقَدْرِ عِلْمِهِمْ ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ رَغِبُوا فِيهَا بِقَدْرِ جَهْلِهِمْ ؛ وَمَا مِنْ أَحَدٍ عَظَّمَهَا فَقَرَّتْ عَيْنَاهُ(٥) فِيهَا(٦) ، وَلَمْ يُحَقِّرْهَا أَحَدٌ إِلَّا انْتَفَعَ بِهَا ».(٧)

٢٥٩٥/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ(٨) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا رِعَاؤُهَا(٩) - وَاحِدٌ فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا(١٠) فِي آخِرِهَا - بِأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ(١١) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ».(١٢)

__________________

(١).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩٠٣الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٢ ، ح ٣٢٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٩.

(٢). في حاشية « ب » : + « في ».

(٣). في « د » : « بها ».

(٤). في « ص » : « خطيئة ».

(٥). في « ب ، ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول والوسائل والبحار والأمالي : « عينه ». (٦). في الوسائل : « بها ».

(٧).تفسير القمّي ، ج ١ ص ٢٤٢ ، ضمن الحديث ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٤ ، ضمن ح ٢ ؛وثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن القاسم بن محمّد ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩ ، ح ٢٠٨٢٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١ ، ح ١٠.

(٨). في « ز ، بس » : - « ضاريان ».

(٩). في « د ، بر » : « رعاتها ».

(١٠). في « ص ، ه ، بر ، بف » وحاشية « د » : « وآخر ». وفي الوافي : « والآخر ».

(١١). في « ج » والوافي : « الدنيا ».

(١٢). راجع : ح ٢ و ٣ ، من هذا البابالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣١.

٧٧٢

٢٥٩٦/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ(١) بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْأَسَدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَعليه‌السلام عَلى قَرْيَةٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا وَطَيْرُهَا وَدَوَابُّهَا ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا إِلَّا بِسَخْطَةٍ(٢) ، وَلَوْ مَاتُوا(٣) مُتَفَرِّقِينَ لَتَدَافَنُوا.

فَقَالَ الْحَوَارِيُّونَ : يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحْيِيَهُمْ لَنَا ، فَيُخْبِرُونَا مَا كَانَتْ(٤) أَعْمَالُهُمْ؟ فَنَجْتَنِبَهَا(٥) .

فَدَعَا عِيسىعليه‌السلام رَبَّهُ(٦) ، فَنُودِيَ مِنَ الْجَوِّ : أَنْ نَادِهِمْ ، فَقَامَ عِيسىعليه‌السلام بِاللَّيْلِ عَلى شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ هذِهِ(٧) الْقَرْيَةِ ، فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ مُجِيبٌ : لَبَّيْكَ يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ(٨) ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ ، مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟ قَالَ : عِبَادَةَ(٩) الطَّاغُوتِ ، وَحُبَّ الدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ ، وَأَمَلٍ بَعِيدٍ(١٠) ، وَغَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ(١١) وَلَعِبٍ.

فَقَالَ : كَيْفَ كَانَ حُبُّكُمْ لِلدُّنْيَا(١٢) ؟ قَالَ : كَحُبِّ الصَّبِيِّ لِأُمِّهِ ، إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا فَرِحْنَا وَسُرِرْنَا ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنَّا(١٣) بَكَيْنَا وَحَزِنَّا.

قَالَ : كَيْفَ(١٤) كَانَتْ(١٥) عِبَادَتُكُمْ لِلطَّاغُوتِ؟ قَالَ : الطَّاعَةُ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي.

__________________

(١). في « بس » : « عبدالرحمن ».

(٢). في « بر » : « بسخط ». والسخط : الغضب. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣١٢ ( سخط ).

(٣). في « ب » : « كانوا ».

(٤). في « بر » والوافي : « كان ».

(٥). في « ه ، بر ، بف » والوافي : « فنتجنّبها ».

(٦). في الوسائل : - « ربّه ».

(٧). في البحار : - « هذه ».

(٨). في الوسائل : - « يا روح الله وكلمته ».

(٩). يقتضي السياق لزوم نصب « عبادة » أو ترجيحه. وجواز الرفع لايخلو من وجه.

(١٠). في « ه » : « طويل ».

(١١). في البحار : « في غفلة ولهو ».

(١٢). في « ج ، ز » : « الدنيا ».

(١٣) في«بس»: - «عنّا». وفي شرح المازندراني:«علينا».

(١٤) في الوافي : « فكيف ».

(١٥) في الوسائل : - « كانت ».

٧٧٣

قَالَ : كَيْفَ كَانَ(١) عَاقِبَةُ أَمْرِكُمْ؟ قَالَ : بِتْنَا لَيْلَةً(٢) فِي عَافِيَةٍ ، وَأَصْبَحْنَا فِي الْهَاوِيَةِ ، فَقَالَ : وَمَا الْهَاوِيَةُ؟ فَقَالَ(٣) : سِجِّينٌ(٤) .

قَالَ : وَمَا(٥) سِجِّينٌ(٦) ؟ قَالَ : جِبَالٌ مِنْ جَمْرٍ تُوقَدُ عَلَيْنَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

قَالَ : فَمَا قُلْتُمْ ، وَمَا قِيلَ لَكُمْ؟ قَالَ : قُلْنَا : رُدَّنَا إِلَى الدُّنْيَا فَنَزْهَدَ فِيهَا ، قِيلَ لَنَا : كَذَبْتُمْ(٧) .

قَالَ : وَيْحَكَ ، كَيْفَ(٨) لَمْ يُكَلِّمْنِي غَيْرُكَ مِنْ بَيْنِهِمْ؟ قَالَ : يَا رُوحَ اللهِ(٩) ، إِنَّهُمْ(١٠) مُلْجَمُونَ(١١) بِلِجَامٍ(١٢) مِنْ نَارٍ بِأَيْدِي مَلَائِكَةٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ ، وَإِنِّي(١٣) كُنْتُ فِيهِمْ وَلَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ(١٤) ، فَلَمَّا نَزَلَ الْعَذَابُ عَمَّنِي مَعَهُمْ ، فَأَنَا مُعَلَّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلى شَفِيرِ جَهَنَّمَ(١٥) لَا أَدْرِي أُكَبْكَبُ(١٦) فِيهَا ، أَمْ أَنْجُو مِنْهَا؟

فَالْتَفَتَ عِيسىعليه‌السلام إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ، فَقَالَ : يَا أَوْلِيَاءَ اللهِ ، أَكْلُ الْخُبْزِ الْيَابِسِ بِالْمِلْحِ‌

__________________

(١). في « بر » والبحار : « كانت ».

(٢). في الوسائل : - « ليلة ».

(٣). في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « قال ».

(٤). في « ه » : « سجّيل ».

(٥). في شرح المازندراني : « ما » بدون الواو.

(٦). في « ه » : « سجّيل ».

(٧). في « ج » : « كذّبتم » بالتشديد. وفيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٠ : « وربّما يقرأ بالتشديد ، أي كذّبتم الرسل فلا محيص عن عذابكم ».

(٨). في « بر » : « لِمَ » بدل « كيف ».

(٩). في « ج ، د ، ه » : + « وحكمته ». وفي « بر » والوافي : + « وكلمته بقدس الله ». وفي البحار : + « وكلمته ».

(١٠). في « ب » : « هم ».

(١١). في « ب » وحاشية « ج » : « ملجّمون ». وفي « ج ، ه » وحاشية « ب » : « ملجومون ».

(١٢). في «د ، ه ، بر» والوافي والوسائل : «بلُجُم».

(١٣) في «ز ، بر ، بف» والوافي : «وأنا».

(١٤) في البحار : « عنهم ».

(١٥) « شفير جهنّم » : جانبها وحرفها. وشفير كلِّ شي‌ء : حَرْفه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( شفر ).

(١٦) « اُكبكب » أي اُطْرَح فيها على وجهي. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥٩ ( كبب ).

٧٧٤

الْجَرِيشِ(١) ، وَالنَّوْمُ عَلَى الْمَزَابِلِ(٢) خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».(٣)

٢٥٩٧/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا فَتَحَ(٤) اللهُ عَلى عَبْدٍ بَاباً مِنْ أَمْرِ(٥) الدُّنْيَا إِلَّا فَتَحَ اللهُ(٦) عَلَيْهِ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَهُ(٧) ».(٨)

٢٥٩٨/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ(٩) الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَلَاتَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَاتُرْزَقُونَ فِيهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ ، وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ سَوْءٍ ، الْأَجْرَ تَأْخُذُونَ(١٠) ، وَالْعَمَلَ تُضَيِّعُونَ ، يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يُقْبَلَ(١١)

__________________

(١). جَرْش الشي‌ء : أن يُدقّ ولايُنْعَم دقُّه. يقال : جرشه وهو جريش.معجم مقاييس اللغة ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ( جرش ).

(٢). في « بر » والوافي : « التراب ».

(٣).ثواب الأعمال ، ص ٣٠٣ ، ح ١ ؛وعلل الشرائع ، ص ٤٦٦ ، ح ٢١ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٤١ ، ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٥ ، ح ٢١٥٠٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٠ ، ح ٣.

(٤). في « بف » : « فسح ».

(٥). في « ص ، ه » والوافي وتحف العقول : - « أمر ».

(٦). في « ه » والوافي وتحف العقول : - « الله ».

(٧). في تحف العقول : « مثليه ».

(٨).تحف العقول ، ص ٣٧٠الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٤.

(٩). في البحار : - « عن ». وهو سهو ، والقاسم بن محمّد هذا هو الأصفهاني ، روى إبراهيم بن هاشم عنه عن [ سليمان بن داود ] المنقري في أسنادٍ عديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣ ؛ وص ٣٥٩ - ٣٦٠ ؛ وص ٣٦٥.

(١٠). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٢ : « الأجر تأخذون ، بحذف حرف الاستفهام وهو على‌الإنكار. ويحتمل أن‌ يكون المراد أجر الدنيا ، أي نعم الله سبحانه. وعلى هذا يحتمل أن يكون توبيخاً لا استفهاماً ، وأن يكون المراد أجر الآخرة ، فالاستفهام متعيّن ».

(١١). فيالوافي : « اُريد بربّ العمل : العابد الذي تقلّد أهل العلم في عبادته ، أعني يعمل بما يأخذ عنهم. وفيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل ». وفيمرآة العقول : « قرأ بعضهم : يقيل ، بالياء المثنّاة من الإقالة ، أي يردّ عمله ؛ فإنّ المقيل يردّ المتاع ».

٧٧٥

عَمَلُهُ ، وَيُوشِكُ(١) أَنْ يُخْرَجُوا(٢) مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلى ظُلْمَةِ الْقَبْرِ ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِلى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلى دُنْيَاهُ ، وَمَا يَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ؟! ».(٣)

٢٥٩٩/ ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو(٤) - فِيمَا أَعْلَمُ - عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَذَّاءِ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَبْعَدُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : إِذَا(٥) لَمْ يُهِمَّهُ(٦) إِلَّا بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ ».(٧)

٢٦٠٠/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى(٨) وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَشَتَّتَ أَمْرَهُ ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِمَ(٩) لَهُ ؛ وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ(١٠) الْغِنى(١١) فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). في « ه » : « ويوشكوا ».

(٢). في «ب ، د ، ص ، بس» والوافي : «أن تخرجوا ».

(٣).الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٧ ، المجلس ٨ ، ح ٦ ، بسند عن القاسم بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٥ ، ح ٣٢٤١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٥.

(٤). في البحار : « عمر ».

(٥). في « ص » : « إذ ».

(٦). في حاشية « ب » : « لايهمّه ».

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٨ ، ح ٧.

(٨). في « ز » : « أمسي وأصبح ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار. وفي‌المطبوع : + « الله ». (١٠). في « ب ، بس » : + « له ».

(١١). في الوافي : « الغناء ».

(١٢). في « ه » وحاشية « بف » : « المسرّة ».

(١٣)ثواب الأعمال ، ص ٢٠١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان=

٧٧٦

٢٦٠١/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَثُرَ(١) اشْتِبَاكُهُ(٢) بِالدُّنْيَا(٣) ، كَانَ أَشَدَّ لِحَسْرَتِهِ عِنْدَ فِرَاقِهَا ».(٤)

٢٦٠٢/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالدُّنْيَا(٥) تَعَلَّقَ قَلْبُهُ(٦) بِثَلَاثِ خِصَالٍ : هَمٍّ لَايَفْنى(٧) ، وَأَمَلٍ لَايُدْرَكُ ، وَرَجَاءٍ لَايُنَالُ ».(٨)

__________________

= وعبدالعزيز بن أبي يعفور ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الزهد ، ص ١١٧ ، ح ١٣٥ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧ ، ح ٦.

(١). في « ب » : « أكثر ».

(٢). في « ه » : « استيكاله ». وفي « بر ، بف » : « اشتكاله ». و « الاشتكال » : الالتباس. واشتبك الظلام : اختلط. واشتبكت النجوم : إذا تداخلت واتّصل بعضها ببعض.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٨٨٥ ( شبك ). وهو هنا كناية عن كثرة تعلّق القلب بالدنيا والاشتغال بها. راجع :مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٥.

(٣). في « ص » والوسائل : « في الدنيا ». وفي « ه » : « للدنيا ».

(٤).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٥٨٣٣ ؛الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٣ ، المجلس ٦٢ ، ح ٤ ؛معاني الأخبار ، ص ١٩٧ ، ح ٤ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٣٤ ، المجلس ١٥ ، ح ٣١ ، وفي كلّها ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٨.

(٥). في حاشية « ص » : « في الدنيا ».

(٦). في الخصال : « منها » بدل « قلبه ».

(٧). في البحار : « لايغنى » وفيشرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٣٢ : « لايغنى ، بالغين ، أي لاينفع. أو بالفاء ، أي لايزول ؛ لبقائه بعد الموت ».

(٨).الخصال ، ص ٨٨ ، باب الثلاثة ، ح ٢٢ ، بسنده عن عبدالعزيز العبدي.تحف العقول ، ص ٣٦٧ ؛نهج البلاغة ، ص ٥٠٨ ، ذيل الحكمة ٢٢٨ ؛خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٦.

٧٧٧

١٢٧ - بَابُ الطَّمَعِ‌

٢٦٠٣/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ تَكُونَ(١) لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ».(٢)

٢٦٠٤/ ٢. عَنْهُ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ :

عَمَّنْ ذَكَرَهُ بَلَغَ بِهِ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ(٤) لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ».(٥)

٢٦٠٥/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٦) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : « رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ(٧) ».(٨)

__________________

(١). في « د ، ز ، ص ، بر ، بس » : « أن يكون ».

(٢).صفات الشيعة ، ص ٣٢ ، ح ٤٥ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٤٨٩ ، عن العسكريعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١١.

(٣). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٤). في « ب » والوسائل : + « يكون ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٠ ، ح ٩.

(٦). في البحار : - « عن أبيه ». وهو سهو. كما يعلم ممّا قدّمناه ذيل ح ٢٥٩٨.

(٧). فيمرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٥٨ : « لأنّ الطمع يورث الذلّ والحقارة والحسد والحقد والعداوة والغيبة والوقيعة وظهور الفضائح والظلم والمداهنة والنفاق والرياء والصبر على باطل الخلق والإعانة عليه وعدم التوكّل على الله والتضرّع عليه والرضا بقسمته والتسليم لأمره ، إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تحصى ، وقطع الطمع يورث أضداد هذه الاُمور التي كلّها خيرات ».

(٨).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغناء عن الناس ، ح ١٩٦٩ ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٠.

٧٧٨

٢٦٠٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ(٣) ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَّامٍ ، عَنْ سَعْدَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا(٤) الَّذِي يُثْبِتُ الْإِيمَانَ فِي الْعَبْدِ؟ قَالَ : « الْوَرَعُ ». وَالَّذِي يُخْرِجُهُ(٥) مِنْهُ؟ قَالَ(٦) : « الطَّمَعُ ».(٧)

١٢٨ - بَابُ الْخُرْقِ‌

٢٦٠٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الْخُرْقُ(٨) ، حُجِبَ(٩) عَنْهُ الْإِيمَانُ ».(١٠)

٢٦٠٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١). في « جر » وهامش المطبوع عن بعض النسخ : « أحمد بن محمّد ».

(٢). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ه ، بر ، بس » وحاشية « بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي « بف ، جر » والمطبوع : « أصحابنا ». (٣). في « جر » : « راشد ».

(٤). في « ب ، د ، ز ، ص ، ه ، بر ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « ما ». وفي « ج ، بس » : - « له ما ».

(٥). في « بر » : « يخرج ».

(٦). في « د ، ه » والوسائل والخصال : - « قال ».

(٧).الخصال ، ص ٩ ، باب الواحد ، ح ٢٩ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن أبي‌عبدالله الرازي ، عليّ بن سليمان بن رشيد ، عن موسى بن سلام ، عن أبان بن سويد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٢.

(٨). « الخُرق » : الجهل والحُمق ، ونقيض الرفق. وقد خَرِق يخرق خَرَقاً ، فهو أخرق. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٧٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ( خرق ). (٩). في البحار : « يحجب ».

(١٠).الأمالي للصدوق ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٩٦الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٦ ، ح ٢٠٨٧٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٩٨ ، ح٤.

٧٧٩

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ كَانَ الْخُرْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ شَيْ‌ءٌ(١) مِمَّا خَلَقَ(٢) اللهُ أَقْبَحَ مِنْهُ ».(٣)

١٢٩ - بَابُ سُوءِ الْخُلُقِ‌

٢٦٠٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ(٤) الْعَمَلَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ».(٥)

٢٦١٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله : أَبَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِصَاحِبِ الْخُلُقِ السَّيِّئِ بِالتَّوْبَةِ ، قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ(٧) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ(٨) إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبٍ ، وَقَعَ فِي ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْهُ ».(٩)

٢٦١١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ(١٠) الْإِيمَانَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ‌

__________________

(١). في « ب » : + « منه ».

(٢). في الوسائل : « ما كان في شي‌ء من خلق ».

(٣).الزهد ، ص ٨٨ ، ح ٦٠ ، عن على بن النعمان ، مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٤. (٤). في « ب » : « يفسد ».

(٥).الزهد ، ص ٩٣ ، ح ٧٥ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الغضب ، ح ٢٥٣٢ ؛والجعفريّات ، ص ١٦٣الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ١. (٦). في « بر ، بف » : « رسول الله ».

(٧). في «ز ، ه ، بر» : « فكيف ذلك ».

(٨). في «ب ، ص ، ه ، بس» والوسائل : - «لأنّه».

(٩).علل الشرائع ، ص ٤٩٢ ، ح ١الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٨ ، ح ٣٢٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٦.

(١٠). في « ب ، ه ، بر » : « يفسد ».

٧٨٠

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790