بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٣
0%
مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 446
مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 446
و مهّلهم قليلا . إنّ لدينا أنكالا و جحيما . و طعاما ذا غصّة و عذابا أليما ١ ،
فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا ٢ .
« يهوي » بالكسر ، أي : يسقط و يهبط .
« مع الغافلين » عنه تعالى ، اقترب للنّاس حسابهم و هم في غفلة معرضون ٣ .
« و يغدو » أصل يغدو : السّير غدوّا ، و لمّا كان الغالب في طالب شيء أن يسير إليه في الغدوّ استعمل في مطلق الطلب .
« مع المذنبين » . . . و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ٤ ، و . . . كفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا . . . ٥ .
« بلا سبيل قاصد » و على اللَّه قصد السبيل و منها جائر . . . ٦ .
« و لا إمام قائد » قال النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله : من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة ٧ .
٣٤
من الحكمة ( ١٥٦ ) و قال عليه السّلام :
عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لاَ تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ
ــــــــــــــــ
( ١ ) المزّمّل : ١١ ١٣ .
( ٢ ) الطارق : ١٧ .
( ٣ ) الأنبياء : ١ .
( ٤ ) القصص : ٧٨ .
( ٥ ) الاسراء : ١٧ .
( ٦ ) النحل : ٩ .
( ٧ ) المحاسن للبرقي : ١٥٥ ح ٨٢ ، و غيره مرّ تخريجه في العنوان ١٠ من هذا الفصل .
أقول : رواه ( الإرشاد ) جزء العنوان السادس عشر من الباب الأوّل : « إنّ ابغض الخلائق رجلان » إلى آخره مع زيادات هكذا : « أيّها النّاس عليكم بالطاعة ، و المعرفة بمن لا تعذرون بجهالته ، فإنّ العلم الذي هبط به آدم عليه السّلام ،
و جميع ما فضّلت به النبيّون إلى نبيّكم خاتم النّبيين في عترة نبيّكم محمّد صلّى اللَّه عليه و آله ، فأين يتاه بكم ، بل أين تذهبون ؟ يا من نسخ من أصلاب أصحاب السفينة ، هذه مثلها فيكم فاركبوها ، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها ، أنا رهين بذلك ، قسما حقّا ، و ما أنا من المتكلّفين ، و الويل لمن تخلّف ، ثمّ الويل لمن تخلّف . أما بلغكم ما قال فيهم نبيّكم صلّى اللَّه عليه و آله حيث يقول في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي :
كتاب اللَّه ، و عترتي أهل بيتي ، و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ،
فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ؟ ألا هذا عذب فرات فاشربوا ، و هذا ملح أجاج فاجتنبوا ١ .
« عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته » من لا يعذر النّاس بجهالته أوّلا هو اللَّه تعالى ، ثمّ نبيّه صلّى اللَّه عليه و آله ، ثمّ أوصياؤه و خلفاؤه الأئمة الاثنا عشر صلوات اللَّه عليهم أجمعين ، قال تعالى : أطيعوا اللَّه و أطيعوا الرّسول و اولي الأمر منكم . . . ٢ .
و قال نبيّه صلّى اللَّه عليه و آله : من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ٣ .
و في ( تفسير مجاهد ) : نزلت آية . . . أطيعوا اللَّه . . . ٤ في عليّ عليه السّلام حين
ــــــــــــــــ
( ١ ) الارشاد للمفيد : ١٢٤ .
( ٢ ) النساء : ٥٩ .
( ٣ ) المحاسن للبرقي : ١٥٥ ح ٨٢ ، و غيره ، و قد مرّ تخريجه في العنوان ١٠ من هذا الفصل .
( ٤ ) النساء : ٥٩ .
خلّفه النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله بالمدينة في تبوك ١ .
و في ( إبانة الفلكي ) أنّها نزلت لما شكا أبو هروة من عليّ عليه السّلام ٢ .
و روى ابن مردويه ، و أخطب خوارزم ، و المعافى بن زكريا ، عن أبي ذر ،
و المقداد ، و سلمان قالوا : كنّا قعودا عند النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ما معنا غيرنا ، إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين ، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله : تفترق امتي بعدي ثلاث فرق :
فرقة أهل حق لا يشوبه باطل ، مثلهم كمثل الذهب كلّما فتنته بالنار زاد جودة و طيبا ، إمامهم هذا أحد الثلاثة و هو الّذي ذكره اللَّه في كتابه . . . إماما و رحمة . . . ٣ ، و فرقة أهل باطل و لا يشوبونه بحقّ ، مثلهم كمثل خبث الحديد كلّما فتنته بالنار ازداد خبثا ، و إمامهم هذا أحد الثلاثة ، و فرقة أهل ضلالة مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ، و إمامهم هذا أحد الثلاثة . فسئلوا عن أهل الحق و إمامهم ، فقالوا : عليّ بن أبي طالب إمام المتّقين . و أمسكوا عن الإثنين ، فجهدوا أن يسميهما فلم يفعل ٤ .
قلت : قوله : « فاسئلوا » يعني سلمان و أبا ذر و المقداد ، و إمساكهم عن الإمامين الأخيرين كان تقيّة ، لكن المراد معلوم لمن كان له قلب أو ألقى السّمع و هو شهيد ٥ ، و الحمد للَّه ربّ العالمين .
ــــــــــــــــ
( ١ ) روى عنهما ابن شهر آشوب في مناقبه ٣ : ١٥ .
( ٢ ) روى عنهما ابن شهر آشوب في مناقبه ٣ : ١٥ .
( ٣ ) هود : ١٧ ، و الأحقاف : ١٢ .
( ٤ ) رواه عنهم البحراني في البرهان ٢ : ٢١٤ ح ٢١ .
( ٥ ) ق : ٣٧ .
فهرس المطالب
العنوان رقم الصفحة
تتمّة الفصل السّابع في الإمامة العامّة عليه السّلام ١
العنوان ٥ من الخطبة ٤ : « بنا اهتديتم في الظّلماء ، و تسنّمتم العلياء . . . » ١
الحكمة ١٨٤ : « ما شككت في الحقّ مذ أريته . . . » ٢
العنوان ٦ من الخطبة ٩٥ : « انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم . . . » ١٦
العنوان ٧ من الخطبة ١٠٧ : « نحن شجرة النّبوّة ، و محطّ الرّسالة . . . » ٢٠
العنوان ٨ من الخطبة ١٤٢ : « أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم . . . » ٣٢
العنوان ٩ من الخطبة ١٤٥ : « و اعلموا أنّكم لن تعرفوا الرّشد حتّى تعرفوا . . . » ٥٩
العنوان ١٠ من الخطبة ٢٣٧ : « هم عيش العلم و موت الجهل . . . » ٦٤
من الحكمة ٩٨ : « اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية . . . » ٦٥
العنوان ١١ من كتاب ٢٨ : « . . . أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء اللَّه . . . » ٧٩
العنوان ١٢ من الخطبة ٢٠٥ : « . . . املكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني . . . » ٢١٠
العنوان ١٣ من الخطبة ١٥٠ : « و إنّما الأئمّة قوّام اللَّه على خلقه . . . » ٣٧٥
العنوان ١٤ من الخطبة ١٨٥ : « ألا بأبي و امّي هم من عدّة . . . » ٣٨٠
العنوان ١٥ من الخطبة ١٨٧ : « و الهجرة قائمة على حدّها الأوّل . . . » ٣٩١
العنوان ١٦ من الخطبة ٢٣١ : « ألا و إنّ اللّسان بضعة من الانسان . . . » ٤٠٢
العنوان ١٧ من الخطبة ١٥٢ : « قد خاضوا بحار الفتن . . . » ٤١٦
العنوان ١٨ من الخطبة ١٥٢ : « فيهم كرائم القرآن ، و هم كنوز الرّحمن . . . » ٤٢٥
العنوان ١٩ الحكمة ١٠٩ : « نحن النّمرقة الوسطى بها يلحق التّالي . . . » ٤٢٩
العنوان ٢٠ الحكمة ٢١ : « لنا حقّ ، فإن أعطيناه و إلاّ ركبنا أعجاز الإبل . . . » ٤٣٥
العنوان ٢١ الحكمة ١١١ : « . . . لو أحبّني جبل لتهافت . . . » ٤٣٨
العنوان ٢٢ الحكمة ٩٨ : « و خلّف فينا راية الحقّ . . . » ٤٤٥
العنوان ٢٣ من الخطبة ١٠٣ : « فما احلولت لكم الدّنيا في لذّتها . . . » ٤٥٤
العنوان ٢٤ من الخطبة ١٦٤ : « أيّها النّاس لو لم تتخاذلوا عن نصر الحقّ . . . » ٤٦٩
العنوان ٢٥ من الخطبة ١٠٣ : « ألا و إنّ أبصر الأبصار ما نفذ في الخير طرفه . . . » ٤٧٧
العنوان ٢٦ من الخطبة ١٦٧ : « و إنّما طلبوا هذه الدّنيا حسدا لمن أفاءها . . . » ٤٩٠
العنوان ٢٧ الحكمة ٢٠٩ : « لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها عطف الضّروس . . . » ٤٩٥
العنوان ٢٨ من الخطبة ٨٥ : « فأين تذهبون » و ( أنّى تؤفكون ) و الأعلام قائمة . . . » ٤٩٨
العنوان ٢٩ من الخطبة ١٤٨ : « حتّى إذا قبض اللَّه رسوله صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم رجع قوم . . . » ٥١٩
العنوان ٣٠ من الخطبة ١٨٨ : « الزموا الأرض ، و اصبروا على البلاء . . . » ٥٤٢
العنوان ٣١ من الخطبة ١٨٠ : « قد لبس للحكمة جنّتها ، . . . » ٥٤٧
العنوان ٣٢ الحكمة ٤٣٢ : « انّ أولياء اللَّه هم الّذين نظروا إلى باطن الدّنيا . . . » ٥٤٧
العنوان ٣٣ من الخطبة ١٤٩ : « و هو في مهلة من اللَّه يهوى مع الغافلين . . . » ٥٦٨
العنوان ٣٤ الحكمة ١٥٦ : « عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته » ٥٦٩
دليل القارىء
ضمّ « بهج الصّباغة في شرح نهج البلاغة » ( ٦٠ ) فصلا وزّعت على ١٤ مجلّدا حازت تلك الفصول على أسماء خاصّة بها ، و ادرجت وفقا لهيكل ارتآه المؤلّف نفسه .
اشتمل كلّ فصل على عدد من نصوص النّهج المراد شرحها ، كتبت بالغامق ،
و انتظمت استنادا إلى ترابطها الموضوعي بعناوين منحت أرقاما بارزة أعلاها تمثّل تسلسلها في الفصل ، إضافة إلى رقم خاص بين قوسين يشير إلى موقعها في النّهج .
قد تحتوي بعض العناوين على أكثر من نصّ يراد توضيحه فتشترك نصوص العنوان برقم واحد أعلاها ، و يميّز كلّ نصّ برقمه الخاص في نهج البلاغة .
يبتدأ الشّرح باقتطاع كلمات أو فقرات متتالية حسب أولويّتها في النصّ غالبا و تحصر بين قوسين و تميّز بالغامق في أوّل مورد أتت به لشرحها .
غالبا ما يكون الشّرح لغويّا أوّل الأمر ، ثمّ ينطلق منه إلى وقائع تأريخيّة و قصص أدبيّة معزّزة بأنواع الشّواهد شعرا و نثرا .
لم تحصر النصوص المنقولة من غير نهج البلاغة بين قوسين لكثرتها ، و اكتفي لتمييز أوّلها بذكر اسم الكتاب المأخوذة منه و يقع أوّل السّطر في أحيان كثيرة بين قوسين ، و نهايتها بهامش يشير إلى استخراجها و يبدأ النصّ الآخر برأس سطر جديد .
عند ما يتمّ شرح كلّ نص من العنوان ينتقل إلى عنوان آخر يليه وفقا لرقم تسلسله في الفصل ، فتشرح نصوصه و ينتقل إلى عنوان بعده ، و هكذا تشرح الفصول متتابعة .
إنّ العبارات التي تقع بين خطّين ، هي عبارات اعتراضيّة توضيحيّة .
اضيف في نهاية كلّ مجلّد فهرست للخطب و الكتب و الحكم الواردة في ذلك المجلّد .
و ختاما نرجو من القراء الأعزاء أرسال ما لديهم من ملاحظات أو اقتراحات بناءة حول الكتاب . كما نعتذر عن السهو و الخطأ إن وجد . نتمنى للجميع التسديد و الصواب ، و من اللَّه الأجر و الثواب و السّلام عليكم و رحمة اللَّه و بركاته
الناشر