الفروع من الكافي الجزء ٦

 الفروع من الكافي8%

 الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 675

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 675 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174411 / تحميل: 8949
الحجم الحجم الحجم
 الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

من نتائج التطبيق:

إيجابيّات

استنساخ أعداد كبيرة من العباقرة والموهوبين وراثيّاً.

سلبيات:

١ - فتح باب الإنجاب بلا زواج.

٢ - ليست المواهب ولا الفضائل نتيجة الوراثة فحسب.

٣ - احتمال الكوارث المرضيّة الجامعة في هؤلاء المتشابهين وراثيّاً، فالمعروف أنّ التغاير والتشاكل في الوراثة من أسباب حماية الجنس البشري وارتقائه(١) .

ويقول طبيب آخر في هذا الموضوع:

أمّا موضوع التكاثر اللاّتزاوجي الذي أُطلق عليه( الاستنساخ ) فأُحب أنْ أضع فيه بعض النقاط على الحروف، فطريقة الاستنساخ ليست وسيلة تكاثر، أعني ليس أنّ شخصاً أنتج شخصاً آخر بوسيلة لا تزاوجيّة، أي بغير تزاوج، ولكنّ المهمّ هنا أنّ هذا الوليد تكون فيه جميع الخصائص الوراثيّة لهذا الكائن، وهذا لا يحدث إطلاقاً في أيّ تكاثر بطريقة التزاوج ؛ لأنّ كلّ مولود نصفه من الأُمّ ونصفه من الأب، أمّا هذا المولود فكلّه من الأب، أو كلّه من الأُمّ، إذا حصل يجب أن يكون كلّه من الأب ؛ لأجل أن يرث جميع الخصائص الممتازة.

___________________

(١) ص١٣١ وص١٣٢، الإنجاب في ضوء الإسلام.

١٢١

هذا الخيال صار حقيقةً مؤكّدةً، وأنتج ٢٠ ضفدعةً واحدة في عمليّة واحدة، فكلّها معبَّر عنها بأنّها توائم الأب ؛ لأنّها نسخة طبق الأصل من هذا الأب ولكنّها أصغر منه سنّاً ؛ لأنّها اُنتجت بعد عشرين سنة أو أربعين سنة، ولكنّها صورة دقيقة للغاية، كأنّها التوأم المتشابه(١) .

وعرّف الاستنساخ أو النسخ طبيب ثالث بقوله: إنّه يريد به المختصّون محاولة تقديم كائن، أو خليّة، أو جزيء يمكنه التكاثر عن غير طريق التلقيح ومن غير نقص أو إضافة للمحتوى الوراثي(٢) .

أقول في المقام مطالب:

١ - إذا حصل العلم من مذاق الشرع(٣) بعدم رضاه بتحقّق إنسان من رجل وامرأة بهذا النحو(٤) لا نكاح بينهما حتّى إذا لم يستلزم الزنا وحراماً آخر فيقيّد جواز العمليّة من الوجهة الدينيّة بأخذ الخليّتين المذكورتين من الزوجين فإنّها إنجاب بلا جماع لا بلا طرفين كما لا يخفى، وإلاّ فلا.

٢ - الظاهر جواز العمليّة المذكورة خارج الرحم لأصالة البراءة، نعم في صحّة نسبه إلى رجل أُخذت الخليّة من جسده، وإلى امرأة صاحبة البويضة غير واضح ؛ فإنّه لم يخلق من مائه:( خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ) (٥) ، وأمّا صاحبة البويضة فإنّها غير حامل وغير والدة ،

___________________

(١) ص١٧٥ نفس المصدر.

(٢) ص١٥٥ نفس المصدر.

(٣) هذا ما يُسمّى بالدليل اللُبّي في مقابل الدليل اللّفظي، والدليل اللّفظي غير متوفّر بنظري في المقام.

(٤) أي من منيّ امرأة وخليّة جسديّة من رجل.

(٥) الطارق آية ٦.

١٢٢

( إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاّ اللاّئِي وَلَدْنَهُمْ ) (١) ، فلاحظ.

وعلى كلٍّ، لا مانع من فرض إنسان أُمّ له شرعاً ( أو لا والد له ) فلا تحرم العمليّة المذكورة مادامت إرادة هذا المولود حرّةً، واختياره غير مسلوب فلاحظ، ومادامت الصفات المورثة ممّا لم تكن مبغوضة للشرع.

٣ - إذا ثبت في علم الطب - ولمّا يثبت لعدم وقوع الفرض حتّى تناله التجربة - أنّ الكوارث المرضيّة الجامعة في هؤلاء المتشابهين وراثياً ذات مخاطر فتحرم العمليّة لأجلها، فكما يحرم الإضرار بالغير الموجود يحرم التوسط في إيجاد موجود محفوف بالضرر والنقص.

٤ - لا سلبيّات للعمليّة سوى احتمال تلك الكوارث، تعتمد عليها في منع العمليّة شرعاً، وما قيل، من سلبيات أُخر، ضعيف أيضاً(٢) .

٥ - إذا حملته صاحبة البويضة وولدته فإنّها أُمّه جزماً، وإنْ شككنا أو نفينا نسبه عن الرجل، فإنّ مريم أمّ عيسىعليها‌السلام بلا شكّ، ولا والد لهعليه‌السلام .

___________________

(١) المجادلة آية ٢.

(٢) الإنجاب في ضوء الإسلام ص١٥٦.

١٢٣

المسألة الخامسة عشرة

المستقبل البيوتكنولوجي للإنسان ومعطيات النظام الاجتماعي

توصّل علماء الطبّ والبيولوجيا والكيمياء إلى اكتشاف بعض خبايا ميكانيكيّة الخليّة الحيّة، وصاغوا بعض القوانين العلميّة التي تحكم الشِّفْرة الوراثيّة للخليّة، ثمّ شرعوا بعد ذلك، في هندسة المستقبل الوراثيّة للأنواع الحيّة، إمّا عن طريق تجزئة الخلايا( الهندسة الوراثيّة ) وإمّا عن طريق اتّحاد الخلايا( الهندسة المشيجيّة ) .

واستعمل العلماء هذه الطرق، في التحكّم في التكوين الخلقي للخليّة، وفي تطويرها، فهناك ما يُسمّى بالتكاثر بالخلايا الجسديّة، حيث يراود العلماء الأمل، في تحويل الخليّة الجسديّة إلى خليّة جنينيّة يمكن لها أن تتكاثر، مثلها في ذلك مثل أصلها وهو البويضة الملقّحة، وذلك بعد تخليصها من القفل الكيميائي الذي يمنعها من محاكاة أصلها.

ومن بين الاستخدامات المتصوَّرة لتكنيك التكاثر بالخلايا الجسديّة بعث الذات البيولوجية للإنسان، وقوام هذا الاستخدام، هو نسخ نسخة طبق الأصل من الإنسان الذي أُخذت من جسده الخليّة الجسديّة. ويقال: إنّه من الممكن تحقيق نفس الغرض حتّى إذا أُخذت الخليّة من جثّة الإنسان، مادام أنّ هذه الخليّة ذاتها لم تمت. وبذلك يمكن ضمان بقاء العباقرة على قيد الحياة لتستفيد البشريّة من علمهم.

ولا بأس من أن أذكر تطبيقاً آخر للإمكانيّات البيولوجية الحديثة التي

١٢٤

ترتّب عليها كسر الحدود الفاصلة بين الأنواع المختلفة للكائنات.

فمما تفتّقت عنه قريحة العلماء: فكرة خلط خلايا بشريّة بخلايا نباتيّة أو حيوانيّة، لنصل بذلك إلى الإنسان الخضري ( الكلورفيلي ) أو الإنسان المجتر. ويستهدف العلماء من أبحاثهم هذه إنتاج سلالة بشريّة جديدة، يدخل في تكوينها بعض الصفات النباتيّة أو الحيوانيّة المرغوبة، كجعل الإنسان ذاتي التغذية، يعتمد على ذاته في غذائه كالنبات ( التمثيل الضوئي ).

ويفكّر العلماء - أيضاً - في إنتاج طراز جديد من الجنس البشري، عن طريق استخدام طريقة التكاثر الجسدي في تنمية الخلايا المختلطة، وبعد التأكّد من نجاح إنتاج هذا الطراز الجديد، فيمكن تعميمه بالطريق الطبيعي أي التكاثر الجنسي.

ولم يقف التلاعب بالحياة على المستوى العضوي، بل إنّ الفكر العلمي الحديث يتّجه إلى ابتداع طرق التحكّم في إرادة الإنسان بأجهزة الكترونية، وهذا هو الإنسان الالكتروني، الذي يمكنه إشباع رغباته وحاجاته عن طريق أزرار مركّبة على جسده.

ورغم ما يُقال عن تكنولوجيا التكاثر من أنّها ما زالت في طور الخيال، وأنّها لا تعدو أن تكون حاليّاً مجرّد أضغاث أحلام، إلاّ أنّ استخدامها الناجح على مستوى الحيوان والنبات، شجّع العلماء على التفكير في تطبيق قوانينها العلميّة على الجنس البشري، وما زراعة الأجنّة، أو طفل الأُنبوب، إلاّ تجسيد حيّ لطموح الإنسان في التحكّم في خلقته وصفاته، ولعلّ جهود العلماء في هذا المضمار، تجسّد رغبة الإنسان في التوصّل إلى إكسير الحياة ؛ ليكرّس بذلك خلوده وانتصاره على الموت، الذي هو مع ذلك سنّة الله في خلقه، ونذكر هنا أنّ أحد المليونيرات الأجانب طلب إنتاج نسخة من ذاته

١٢٥

وأبدى استعداده لتمويل أبحاث التكاثر الجسدي. ومثل هذا التفكير يحمل في طيّاته معاني كثيرة يفهمها كلّ لبيب(١) .

وقال بعضٌ آخر من الأطبّاء: موضوع الهندسة الوراثيّة في غاية الأهمّيّة، لسبب أنْ تقرّر أنّ كلّ القرارات الإلهيّة الموجودة داخل الخليّة يبدأ البحث فيها بمنتهى الدقّة، وهي تمثّل ٣٠٠ مليون جزئيّة. العالم بدأ في دراستها علميّاً واعتمد لها ١٥ مليار دولار، فتولّت ثلاث دول هذه العمليّة: أمريكا واليابان وألمانيا الغربيّة.

ومن المنتظر أنْ يتمّ الكشف عن هذه الجينوم، أو هذه الوثيقة بعد ١٥ عاماً...(٢) .

وقيل: إنّ بداية الإنسان ما هو إلاّ خليّة واحدة فيها نواة، إذا درسنا هذه النواة نجد أنّ فيها الحقيبة الوراثية، عبارة عن ٤٦ صبغ موجودين بين ٢٣ من الأب و٢٣ من الأُمّ، هذه الصبغيّات تحمل مورِّثات، هذه المورِّثات سواءٌ كانت تتحكّم في الصفات الطبيعيّة، أم الصفات المرضيّة، عددها كبير جدّاً يُقدّر بحوالي ٢ مليون مورِّث لغاية الآن، نحن الآن لم نعرف تقريباً أكثر من (٤٣٤٠) مورِّث بعضها يقيني وبعضها ليس بيقيني... ربّما يكون الأب سليماً من مرض، ثمّ يُبتلى ابنه به لوجود الصفات الوراثيّة في نواة الخليّة، انتهى كلامه بتغيير(٣) .

أقول : هذا البحث - من ناحيةٍ علميّةٍ - طويل عريض عميق جداً، ويُقال: إنّ العلم قادر على إيجاد لونٍ خاصٍّ لشعر المولود، وكيفيّة وجهه إلى

___________________

(١) الإنجاب في ضوء الإسلام ص ١٣٨ وما بعدها.

(٢) ص ٦٣٦ رؤية إسلاميّة لزراعة بعض الأعضاء البشريّة.

(٣) ص ٤٩١ وص ٤٩٢ نفس المصدر، ولم أفهم وجه التفاوت بين الرقمين ( ٣٠٠ مليون ) و ( حوالي مليونين ).

١٢٦

غير ذلك من الإنجازات المحيِّرة للعقول العامّيّة، وتحقيق هذه المسائل وأحكامها الفقهيّة ربّما يحتاج إلى تأليفٍ مستقلٍّ، وكلّ ميسّر لما خلق لأجله.

وحيث لا سبيل لي إلى جزئيّات هذه المسألة وإلى عشرين أعشارها ؛ نقتصر على ذكر بعض الأحكام الشرعيّة، حسب ما أدّى إليه نظري، والله العاصم والهادي:

التغيير في جنين الإنسان أو نطفته ربّما يكون على نحو نعلم بعدم رضا هذا الإنسان بعد ولادته وإدراكه وبلوغه بل يتنفّر منه ويتأذّى، بل يكون له ضرريّاً، وهذا غير مباح حتّى إذا طلبه الزوجان، إذ لا ولاية لهما على أولادهما بهذه السعة والإطلاق، وقد لا نعلم بذلك أو نعلم رضاه به، وهو على أقسام:

القسم الأوّل: إن التغيير قد ينجرّ إلى ما يستلزم إفراطه في الشهوة الجنسيّة، أكثر ممّا هو عليه الآن، أو تمايله الشديد في القتل والتعدّي.

وبالجملة: يصل الإنسان بوسيلة العمليّة الطبّيّة والبيولوجية والكيمياوية إلى حدٍّ تقوى غرائزه الحيوانيّة، بحيث تضعف به قواه العقلانية، ويختلّ به النظام الاجتماعي، والسلوك الأخلاقي، والاقتضاء الروحاني، وهذا حرام غير جائز بلا شبهة، ومخالف لهدف خِلقة الإنسان، وقد لا يستلزم ذلك بل إلى حدٍّ ما من الشرور، وفي جوازه نظر وبحث.

القسم الثاني: قد ينجرّ إلى ما يرغِّبه في الطاعات والخيرات، بحيث يسلب إرادته للشرور والمعاصي، والظاهر عدم جوازه ؛ لأنّ الطاعة المقبولة المطلوبة من الإنسان ما صدر عنه باختياره:( وَ لَوْ شَاءَ لَهَدَاکُمْ

١٢٧

أَجْمَعِينَ‌ ) (١) .

ومنه يظهر حرمة ما يرغبه في المعاصي بحيث يسلب عنه إرادة الصالحات، بطريق أولى.

القسم الثالث: وقد يرغِّبه الى الأفعال الصالحة والأخلاق الحميدة من غير سلب اختياره، وعندي أنّه جائزٌ بل حسن، يظهر وجهه ممّا ورد في حق الأُمّ المرضِعة وغير ذلك.

القسم الرابع: وقد ينجرّ إلى سلب إرادة الإنسان وجعله تابعاً في أفعاله - سواء كانت مباحة أو غير مباحة - إلى إرادة الغير، صالحاً كان أو شريراً، فهذا - أيضاً - غير جائز، فإنّه مضادٌّ لغرض الخِلقة، فإنّ الله سبحانه خلق الإنسان للتكامل الحاصل من العبوديّة، وإطاعة الربّ في جميع شئون الحياة، وهذا التكامل لا يحصل إلاّ بكونه مريداً مختاراً لا مجبوراً مضطرّاً.

القسم الخامس: وقد ينجرّ إلى تغييرات جسمانيّة بداع التجمّل والتحسّن، وهذا لا بأس به في حدّ نفسه، حتّى إذا سبّب طول قامته أو قصرها أو هزاله أو سمنه، فضلاً عن بياض وجهه، وشباهة عينه بعين الظبي، واصفرار لون شعره ونحو ذلك.

وقد تقدّم حكم بعض مانقلناه في أوّل الكلام هنا في المسائل المتقدّمة، والله الموفِّق.

___________________

(١) النحل آية ٩.

١٢٨

المسألة السادسة عشرة

التحكّم في معطيات الوراثة

عرّفت الوراثة بانتقال الصفات من الأُصول إلى الفروع، أو من السَّلف إلى الخَلَف، وهي تشمل إلى جانب الخصائص، الأمراض القابلة للتوريث(١) .

قيل: إنّ الصور المطروحة على بساط البحث لا تعدو ثلاثة أنواع، هي:

١ - النسخ ( الاستنساخ )، وهو الحصول على نسخ من الكائن دون التزاوج.

٢ - المزج بين صفات وخصائص معيّنة في المخلوق بالتصرّف في مورِّثاته.

٣ - استصفاء جنس معيّن باستبقاء عنصره في الطّور الأوّل للجنين(٢) .

أقول : أمّا الأوّل، فقد مرّ توضيحه وحكمه.

وأمّا الثاني، فقد سمّاه بعض الأطبّاء بالاستبدال، وهو كما عرّفه المختصّون: التمويل على ما للحامض النووي ( النوويك ) من خصائص ولاسيّما خاصّة الالتحام عند قصّه بحيث يمكن التحكّم في إبدال المورِّثات من خلال عمليّات معقّدة يعود تحقّق نتائجها إلى تلك الخصائص في الحامض المذكور.

___________________

(١) ص ١٤٩ الإنجاب في ضوء الإسلام.

(٢) ص ١٥١ نفس المصدر.

١٢٩

فإن اتّجه هذا التصرّف إلى العلاج من علّة، سواءٌ كانت مرضاً وراثيّاً قائماً بالجسم، أم انحرافاً في الطبيعة الأصليّة، أم تقاصراً عن القدر المألوف فيها ؛ فإنّه ممّا يندرج في التصرّفات المشروعة شرعاً، وإمّا إن اتّجه إلى سلب الإرادة حتّى في جانب الخير، أو إلى الانحراف بالسجايا إلى الميول الشرّيرة، فلا يجوز، كما لا يجوز كلّ ما يُؤثر على الفطرة الأصليّة، سواء كان بأسباب مادّيّة منضبطة: كالإسكار والتخدير، والإكراه الملجئ أو بأسباب أُخرى خاصّة، كالذي يتعاطاه السحرة النافثون في العُقَد، أو الحسدة هواة الإصابة بالعين، أو المرجفون، وما إلى ذلك من المؤثِّرات المعنويّة، أو النفسيّة السلبيّة أو المفسدة.

فلا يقلّ عن هذه التصرّفات في الخطورة، ما يصل إليه الإنسان من نتائج بالوسائل المادّيّة المختبريّة والإجراءات الطبيّة، فكلّ مِن هذا وذاك استجابة لأمر الشيطان، ومطاوعة لنزغاته بالقيام بالتصرّف المُعْتَبر سبباً تنشأ عنه مسبِّبات منسجمة مع ذلك التغيير، فإنّ الله ربط الأسباب بالمسبِّبات، والحكم كما يتعلّق بالمباشر، يتعلّق بالتسبّب إذا ما توفّرت صلته السببيّة كما ذكره بعضهم(١) ولا يخلو عن متانةٍ وصحّةٍ.

وأمّا الثالث، وهو التحكّم في جنس الجنين بعد تشخيصه(٢) فهو - أيضاً - في حدّ نفسه جائز، وقد مرّ تفصيله.

___________________

(١) ص١٥٨ نفس المصدر.

(٢) وفسّر الاستصفاء بعضهم بالاصطفاء لأحد الجنسين على الآخر.

١٣٠

المسألة السابعة عشرة

حكم البييضات الفائضة

تبقى من البييضات المخصبة في أُنبوبة المختبر، إذ يمكن تلقيح عشرين بويضة ولا يحتاج إلاّ إلى اثنين أو ثلاثة، فما هو حكم البقيّة الفائضة ؟

الأسئلة الشرعيّة المتعلِّقة بالمقام أُمور:

١ - هل يجوز إهدارها والإزهاق بها أو يحرم ؟

٢ - هل تجب الديّة بإهدارها ؟

٣ - هل يُعزل لها من الإرث سهمها ؟

٤ - ما هو الحكم بالنسبة إلى عدّة صاحبتها ؟

٥ - هل يُعطّل الحدّ الشرعي بالنسبة إلى صاحبتها ؟

٦ - مَن يملك التصرّف فيها ؟

٧ - هل يجوز نقلها في رحم صاحبتها بعد وفاة زوجها، أو بعد طلاقها ؟

وإليك أجوبة هذه الأسئلة مستعيناً بالله تعالى:

أمّا السؤال الأوّل فجوابه: أنّه لا مصرف للبييضات الفائضة إلاّ رحم صاحبتها أيّام حياة زوجها، فإن أمكن وجب إبقائها على الأحوط، حتّى تُنقل إليها، وإن لم يمكن - ولو بانصراف صاحبتها عنها - فلا بُدّ من إتلافها ؛ حذراً من استعمالها على نحو الحرام شرعاً.

نعم، إذا كانت البييضات في الأُنبوبة في مسير حياتها الإنسانيّة، وأمكن ذلك طبّيّاً، ولم يستلزم المؤنات الكثيرة ؛ فالأحوط لزوماً إبقاءها، بل إذا تعلّق

١٣١

بها الروح وجب حفظها، مهما أمكن ؛ فإنّها نفسٌ محترمةٌ يحرم إتلافها، بلا فرق بين كونها في رحم، أو في أُنبوبة، أو في محلٍّ آخر.

وجواب السؤال الثاني: أنّه إذا وجب إهدارها لا ديّة لها، وإذا تعلّق بها الروح، وأمكن حفظها، وجبت الديّة جزماً على مَن أتلفها، وإذا لم تتعلّق بها الروح، وكان في مسيرها إلى الحياة الإنسانيّة فالأحوط لزوماً وجوب الديّة بالشرطين المذكورين، ( أيّ إمكان حياتها إلى ولادتها في الأُنبوبة طبّاً، ووجود مَن يقوم بمؤنتها ).

وعلى كلٍّ، الأحوط للطبيب أنْ لا يخصب البيضات أكثر من حاجة صاحبتها.

وجواب الثالث: أنّها إذا تعلّق بها الروح، وخرجت من الأُنبوبة إنسانا حيّاً يرث أباه، وقد مرّ الإشكال في نسبه إلى صاحبة البويضة، فإنّ الحكم بأُمومتها مع قوله تعالى:( إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ ) (١) مشكل، وإذا علموا بعدم خروجها حيّةً فلا يعزل له سهم، وأمّا إذا شكّ فالأحوط عزل السهم له، وكذا إذا علم بخروجه حيّاً من الأُنبوبة.

ويمكن أن يُقال بعدم وجوب عزل سهمٍ له، لأنّ موضوعه الحمل، ولا يصدق على ما في الأُنبوبة حمل بوجه، فإذا خرج حيّاً وقد قسّم الورثة الإرث بينهم، عليهم أن يردّ كلُّ واحدٍ من سهمهم ما يبلغ حقّ الحيّ المذكور.

وأمّا جواب الرابع: فهو منفيٌّ جزماً، فإنّ وجود البييضة في الأُنبوبة لا تجعلها حاملاً، وهذا واضح.

___________________

(١) المجادلة آية ٢.

١٣٢

وجواب الخامس: أنّه لا يُعطّل الحدّ عليها، نعم إذا فرضنا الجنين في معرض الخروج عن الأُنبوبة حيّاً، ولا توجد له حاضنة ومربّية سواها، ففي جريان الحدّ عليها تردّد، وتحقيقه في محلّه.

وجواب السادس: أنْ حق الأولويّة لصاحب الحيوان المنوي وصاحبة البويضة، وإذا مات أحدهما سقط حقّ الاستفادة عن البويضة المخصَّبة نهائيّاً كما ظهر ممّا سبق.

وأمّا جواب الأخير فقد اتّضح ممّا سبق، وأنّ النقل المذكور غير جائز.

بقي في المسألة أُمورٌ ينبغي ذكرها:

١ - إذا أُخصبت البييضة بحيوانٍ منويٍّ من غير الزوج، ثمّ تزوّج بصاحبتها، فهل يجوز نقلها إلى رحمها بعد الزواج ؟ فيه وجهان: أقربهما الجواز لعدم المانع، وهذا غير مَن حملت من أجنبي ثمّ زُوّجته، فإنّ الولد ولد زنا، ولا يرث من الرجل، ولا يخرج الولد بالعقد اللاحق عمّا انعقد عليه من الزنا بلا شبهة. نعم هو ولده لغةً وطبّاً، ولكنّه ليس بولده بحيث يرث منه ويورِث، كما مرّ.

٢ - إنّ زراعة خلايا بشريّة جنينيّة من خلال ثقب صغير بالجمجمة بمقدار ستّة مليمترات مكعّبة، بالأُسلوب الجراحي المجسّم، قد تمّت في تشيكوسلوفاكيا في أغسطس ١٩٨٩(١) ، فإذا أمكنت زراعة البييضات الفائضة في ذلك فلا بأس به شرعاً، كما أنّ زراعة خلايا بشريّة من جنينٍ ساقطٍ - أيضاً - لا مانع منه، لكنّ جواز الأوّل في فرض كون البييضات الفائضة

___________________

(١) ص٦٥ رؤية إسلاميّة لزراعة بعض الأعضاء البشريّة.

١٣٣

من صاحبة الجنين لا غير، كما عرفت سابقاً، نعم الخلايا غير المنويّة من أحد لا بأس بزراعتها في بدن جنينٍ آخر.

٣ - قيل: يمكن الاحتفاظ باللقيحة الى خمسين سنة، يعني حتّى إلى ما بعد المعدّل الأقصى لعمر الأبوين، إذ المعتاد أنْ لا يباشر الأطبّاء عملية التلقيح المُجرى إلاّ ما بعد الثلاثين سنة من عمر الأبوين(١) .

٤ - قيل: إنّه يمكن استخراج خمسين بويضة من امرأةٍ واحدةٍ، وإنّ أحد مراكز أطفال الأنابيب كان لديه ١٢٠٨ جنيناً فائضاً، أُودعت الثلاّجات وجمدت من ٤٣٢ امرأة أُجريت لهنّ عمليّة طفل الأُنبوب(٢) .

أقول : للحكومة منع إنشاء الأجنّة الفائضة عن مقدار الحاجة بتاتاً ؛ سدّاً لذرائع الفساد والحرام، لأجل حصول الثروة - كما منعت ألمانيا الغربية على ما نُقل - بل الأحسن منع استخراج البييضات الفائضة عن حاجة الزوجين مطلقاً.

___________________

(١) ص١١١ وص١١٢ نفس المصدر.

(٢) ص١٧٤ نفس المصدر.

١٣٤

المسألة الثامنة عشرة

في دفع الموت في الجملة

من الممكن قدرة الطبّ - في مستقبلٍ قريبٍ أو بعيدٍ - على حفظ الصحّة العامّة للبدن وحفظ خلاياه عن الفتور والفساد، فلا يُستبدل الشباب بالهرم والشيخوخة، فيدفع الموت ويطيل عمر الإنسان، بل تأثير الطبّ في دفع الأمراض المُهْلِكة، وتكثير النسل الإنساني، وطول العمر في الجملة، واقعٌ بالفعل ومن زمنٍ ولا مجال لإنكاره.

وقد يُتوهم حرمة دفع الموت شرعاً لجريان سنّة الله، على أنّ كلّ نفس ذائقة الموت، قال الله سبحانه وتعالى:

( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ... ) (١) ، وقال تعالى:( وَ اللَّهُ خَلَقَکُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاکُمْ ) (٢) ، وقال سبحانه:( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيکُمْ ) (٣) .

أقول : إنْ أراد هذا القائل أنّ الله تعالى أراد موت كلِّ إنسانٍ حين أجله، استناداً إلى هذه الآيات وأمثالها، فلا يجوز دفعه ؛ لأنّه تعجيز له تعالى ! فهو هذيان، والقائل به جاهل بالله وقدرته، وربّما لا يكون مؤمناً، قال الله تعالى:

( وَ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ کُنْ فَيَکُونُ‌ ) (٤) ، وقال تعالى:( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ) ، وقال سبحانه:( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي

___________________

(١) النساء آية ٧٨.

(٢) النحل آية ٧٠.

(٣) الجمعة آية ٨.

(٤) البقرة آية ١١٧.

١٣٥

السموات ولا في الأرض ) (١) وقال تعالى:( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ ) (٢) .

وبالجملة: بطلان هذا التخيّل على ضوء العقل والدين غير خفي، وقد ثبت في محلّه أنّ الكائنات تفتقر إليه تعالى في وجودها وصفاتها وأفعالها، حدوثاً وبقاءً.

على أنّ تأثير الأسباب في المسبَّبات، ووصول الإنسان الساعي إلى الأسباب - أيضاً - من سنّة الله ومشيئته، وقال سبحانه:( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ ) (٣) ، وقال سبحانه:

( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطَانٍ ) (٤) .

وهل علم الإنسان وقدرته إلاّ قطرة مفاضة من علمه وقدرته اللذين لا يت-ناهيان.

ولبّ الكلام: أنّ البحث في إرادته التشريعيّة التي هي بمعنى طلبه تعالى شيئاً أو تركاً من المكلَّف، من طريق إرادته واختياره، فقد يمتثله المكلَّف وقد يعصيه. لا في إرادته التكوينيّة التي يستحيل تخلّف المراد عنها، بناءً على وحدة واجب الوجود واستحالة الشرك. وهذا، فليكن ببال القرّاء في جميع مطالب هذا الكتاب وغيره.

وإن أراد القائل المذكور أنّ دفع الموت حرام على المكلَّفين، فهذا شيءٌ ممكنٌ عقلاً، لكنّه باطلٌ ؛ لعدم دليل في الكتاب والسنّة يدلّ على

___________________

(١) فاطر آية ٤٤.

(٢) الأنفال آية ٥٩.

(٣) البقرة آية ٢٥٥.

(٤) الرحمن آية ٣٣.

١٣٦

حرمته، بل لا شكّ في جواز المواظبة على أساس التوصيات الطبّيّة على صحّة البدن، وطول العمر، ولزوم العلاج على المريض بكلّ الوسائل الممكنة، كما سبق.

وإنْ أراد أنّ الله سبحانه وتعالى أخبر بانّ كلّ إنسانٍ يموت، وهذا يكشف عن عدم إمكان دفع الموت، فكلّ محاولةٍ له تصبح فاشلةً لا محالة، فتحرم لكونها عبثاً وإسرافاً للمال، فممنوع أيضاً ؛ لأنّ الطبّ لا يدّعي - ولا يصحّ له أن يدّعي - دفع الموت عن الإنسان بنحوٍ مطلق، وأنّه لا يموت أصلاً، ضرورة أنّ للموت أسباباً، غير صحّة البدن ونشاط الخلايا، كالغرق والحرق والقتل وافتراس مفترس وغير ذلك، والله سبحانه قادر على إماتة الإنسان بكلّ هذه الأسباب.

والطبُ إنّما يدّعي دفع الموت عن طريقٍ واحدٍ وسببٍ فاردٍ، فلا تناقض بين الأخبار عن موت كلّ أحدٍ، وقدرة الطبّ على دفع الموت عن بعض الأفراد، وهي من قدرة الله وتقديره.

وفي الدِّين ما يؤيّد إمكان الطبّ على دفع الموت وتطويل العمر: بحفظ الخلايا، ودفع الأمراض، من بقاء عيسى بن مريمعليه‌السلام على أظهر الأقوال، بل وببقاء الخضرعليه‌السلام كما اشتهر، وببقاء وليّ العصر، وناموس الدهر، المهدي الموعود المنتظر - عجّل الله تعالى فرجه - على عقيدتنا الشيعيّة الإماميّة.

فإن قيل: إنّ القرآن يقول بأنّ لكلّ أُمّةٍ أجلٌ لا يستقدمون منه ساعة ولا يستأخرون(١) ، فأيّ أثر للطّب ؟

يُقال له: لا شكّ في صدق القرآن في

___________________

(١) الأعراف آية ٣٤، ويونس آية ٤٩.

١٣٧

إخباره، لكن من أين علمت أنّ أجل مَن ينتفع بالطبّ، ويستفيد من العلم الحديث ثمانون سنةً فقط لا ألف ومئة وثمانون سنة، أو أنّه مليون سنة.

والواقع أنّ كثيراً من مدّعي العلم، الذين ليسوا من الراسخين في المعارف الإسلاميّة، وجميع الملحدين المادّيّين، يتخيّلون إرادة الله تعالى وأفعاله في عرض الأسباب الطبيعيّة، فتحيّروا ضلالةً وجهالةً، بل ألحد المادّيّون بأنّ الأسباب المادّيّة تُغني عن الخالق المدبِّر المريد، ولو علموا أنّ إرادة الله وأفعاله في طول الأسباب المادّيّة، وأنّ الموجودات محتاجة إلى إفاضته تعالى في جميع شؤنها حدوثاً وبقاءً ؛ لم يضلّوا ولن يلحدوا، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أنّ هدانا الله.

نعم أجل كلّ إنسانٍ يُحدّد في ضمن الأسباب المادّيّة لا خارجها، وفهم ذلك ينفعك في مقامات كثيرة بإذن الله المنّان دائم الفضل.

وفي الأخير تخيّل متخيّل: أنّ دفع الموت يهدم تشريع الميراث الذي اهتمّ به الشارع، وهو خبط عشواء، فإنّ أحكام الإرث تترتّب على الموت وإنّما اهتمّ بها الشارع في فرض الموت، فإذا زال الموضوع أو تأخّر زالت الأحكام أو تأخّرت بتبعه، كما أنّ الأحكام المتعلّقة بالسفر والمسافر، من قصر الصلاة وإفطار صوم رمضان تزول بزواله.

وبالجملة: الأحكام لا توجب حفظ الموضوع بل تترتّب إذا تحقّق، وليكن هذا واضحاً.

ولنا أنْ نقول على سبيل النقض والجدل: إنّ الإيمان بالله وباليوم الآخر وبالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله واجب ومن أهمّ الواجبات، فيجب حفظ الحياة، وإطالة العمر، لحفظ الإيمان بالله تعالى وتحصيل مرضاته !

١٣٨

المسألة التاسعة عشرة

نهاية الحياة الإنسانيّة

( ١ )

نظر الشريعة الإسلاميّة

المفهوم من القرآن المجيد أنّ موت الإنسان - وهو نهاية الحياة الإنسانيّة - بأخذ روحه، وهو انقطاع اتّصال الروح وتدبيرها عن البدن انقطاعاً نهائيّاً غير مؤقّت.

قال الله تعالى:( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا... ) (١) ، وقال:( قُلْ يَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذِي وُکِّلَ بِکُمْ ) (٢) ، وقال:( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِکَةُ ) (٣) ... وقال:( كلّ نفسٍ ذائقة الموت ) (٤) ، وقال:( أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ) (٥) ، وقال:( إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ‌ ) (٦) ، وقال:( إذا بلغت التراقي ) (٧) - بناءً على رجوع الضمير المستتر في كلمة( بلغت ) إلى النفس أو الروح وقوله:( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى

___________________

(١) الزمر آية ٤٢.

(٢) السجدة آية ١١.

(٣) النحل آية ٣٢.

(٤) آل عمران ١٨٣ وغيرها.

(٥) الأنعام آية ٩٣.

(٦) الواقعة آية ٨٣.

(٧) القيامة آية ٢٦.

١٣٩

رَبِّکِ... ) (١) ، وغيرها من الآيات.

وليكن هذا واضحاً مسلّماً غير قابل للخلاف والنقاش في الشريعة الإسلاميّة(٢) …، لكن لحظة انقطاع الروح غير محسوسة ولا منصوصة، فهل لها علامة طبيّة وما هي ؟

هل هي سكون القلب عن النبض كما يقول به الأطبّاء القدامى ؟

أو موت جذع المخّ كما يعتقد به الأطبّاء الجدد ؟ أو كلاهما ؟

لا شكّ أنّ إدراك الكليّات والعواطف الإنسانيّة: كالإيثار، وحبّ العلم والكمال، وحب الله تعالى، وغيرها، من أبرز آثار الروح والنفس الإنسانيّة، بل وكذا الإحساس والحركة الإراديّة.

وربّما يتوهّم متوهّمٌ أنّ الحسّ والحركة الإراديّة من خواصّ النفس الحيوانيّة دون الإنسانيّة لثبوتهما في الحيوانات أيضاً، لكنّه توهُّمٌ خاطئ، فإنّهما وإن وُجدا في الحيوان والإنسان معاً، لكن ليس للإنسان نفسٌ حيوانيّة في قِبال النفس الإنسانيّة، ليستند إليها الحسّ والحركة، بل هما يستندان إلى النفس الإنسانيّة، ومن هنا جعل الاستهلال والحركة في المولود علامتين لحياته في الأحاديث(٣) .

كما لا شكّ في علم الطبّ، وعلم الجنين، وغيرهما، لحدّ الآن أنّ القلب - كاليد والرجل والأنف والكبد والكلية ونحوها - لا حسّ له ولا علم ولا إدراك، بل هو أجنبي عن العواطف الإنسانيّة أيضاً، وهي من آثار المخّ

___________________

(١) الفجر آية ٢٨.

(٢) والمتأمِّل المتدبِّر في هذه الآيات يفهم أنّ قوله تعالى:( ثمّ أنشأناه خلقاً آخر ) يُراد به ظاهراً إنشاء اتصال الروح بالجنين، وبه تبدأ الحياة الإنسانيّة. فافهم ذلك جيّداً.

(٣) ص٣٥٠ وص٣٥١ ج٢٤ جامع أحاديث الشيعة.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

وَلَامَوْتاً وَلَاحَيَاةً وَلَانُشُوراً » ثُمَّ يَخِرُّ(١) سَاجِداً صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ.(٢)

٥٠٤٠/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَاضِيَعليه‌السلام عَمَّا أَقُولُ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ ، فَقَدِ اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِيهِ ، فَقَالَ : « قُلْ - وَأَنْتَ سَاجِدٌ - : "اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ ، وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَأَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ(٣) اللهُ رَبِّي ، وَالْإِسْلَامَ دِينِي ، وَمُحَمَّداً(٤) نَبِيِّي ، وَعَلِيّاً(٥) وَفُلَاناً وَفُلَاناً(٦) - إِلى آخِرِهِمْ - أَئِمَّتِي ، بِهِمْ أَتَوَلّى ، وَمِنْ عَدُوِّهِمْ(٧) أَتَبَرَّأُ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ(٨) دَمَ الْمَظْلُومِ - ثَلَاثاً - اللّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ بِإِيوَائِكَ(٩) عَلى نَفْسِكَ لِأَوْلِيَائِكَ‌

____________________

(١). الخَرّ والخَرور : السقوط مطلقاً ، أو السقوط من علو إلى سفل. قال الراغب : « فمعنى خرّ : سقط سقوطاً يُسمَع منه خَرير ، والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك ممّا يسقط من علوّ فاستعمال الخرّ تنبيه على اجتماع أمرين : السقوط ، وحصول الصوت بالتسبيح ». راجع :المفردات للراغب ، ص ٢٧٧ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ ( خرر ).

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ، ح ٥٠٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٦٣ ، ح ٧٠٧٥ ؛البحار ، ج ٨٧ ، ص ٢٨١ ، ح ٧٣. (٣). فيالوافي والفقيه والتهذيب ، ج ٢ : + « أنت ».

(٤). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ». وفي « جن » والمطبوع والوافي : « محمّد ».

(٥). في « بخ » والوافي : - « وعليّاً ».

(٦). في « جن » : « وفلان وفلان وفلان ». وفيالوافي والتهذيب ، ج ٢ : « وفلان وفلان ».

(٧). في « ظ ، بخ » وحاشية « بح »والفقيه والتهذيب : « أعدائهم ».

(٨). قال الجوهري : « نَشَدْتُ فلاناً أَنْشُدُهُ نَشْداً : إذا قلت له : نَشدتُك اللهَ ، سألتك بالله ، كأنّك ذكّرته إيّاه فَنَشَدَ ، أي تذكّر ». وقال الشيخ البهائي : « والمراد هنا أسألك بحقّك أن تأخذ بدم المظلوم ؛ اعني الحسينعليه‌السلام وتنتقم من أعدائه وممّن أسّس أساس الظلم والجور عليه وعلى أبيه وأخيه وأولاده الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين ». وقال العلّامة الفيض نحوه. وقال العلّامة المجلسي : « أو المعنى أنشدك بحقّ دم المظلوم أن تنتقم من ظالميه ؛ فيكون المقسم عليه مقدّراً ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ( نشد ) ؛الحبل المتين ، ص ٧٩٨.

(٩). الإيواء ، من أوى وهو مقلوب وأى ، بمعنى الوعد والعهد ، وقال العلّامة المجلسي : « والإيواء لم يأت =

١٨١

لِتُظْفِرَنَّهُمْ(١) بِعَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ(٢) ، وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ(٣) مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(٤) ؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ" ؛ ثَلَاثاً.

ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَرْضِ(٥) ، وَتَقُولُ : يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي(٦) الْمَذَاهِبُ ، وَتَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ(٧) ، وَيَا بَارِئَ خَلْقِي رَحْمَةً بِي ، وَقَدْ(٨) كَانَ(٩) عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ(١٠) ، وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(١١)

____________________

= في اللغة بهذا المعنى ، وعدم ذكرهم لايدلّ على العدم ، مع أنّه يمكن أن يكون من قولهم : آوى فلاناً ، أي أجاره وأسكنه ، فكان الواعد يؤوي الوعد إلى نفسه ، لكنّه بعيد والوعد هو الذي قال الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) [ النور (٢٤) : ٥٥ ] ». راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٥١ ( أوا ) ؛ وج ١٥ ، ص ٣٧٦ ( وأى ).

(١). في « ى » : « لتظفر بهم ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لتظفرنّهم ، متعلّق بالإيواء ، واللام جواب للقسم الذي‌تضمّنه الإيواء ».

(٢). في « بح »والتهذيب : + « وآل محمّد ».

(٣). فيالحبل المتين ، ص ٧٩٩ : « المستحفظين ، يقرأ بالبناء للفاعل والمفعول بمعنى استحفظوا الإمامة ، أي حفظوها ، أو استحفظهم الله تعالى إيّاها ». ونحوه فيالوافي ومرآة العقول .

(٤). في الفقيه : + « ثلاثاً وتقول ».

(٥). فيالتهذيب ، ج ٢ : « بالأرض ».

(٦). « تعييني » ، بياءين مثنّاتين من تحت ، أو بنونين أوّلهما مشدّدة وبينهما ياء مثنّاة من تحت ، بمعنى تعجزني أو تتعبني ، أي يا ملجأي حين تعييني مسالكي إلى الخلق وتردّداتي إليهم. راجع :الحبل المتين ، ص ٧٩٩.

(٧). فيالحبل المتين ، ص ٧٩٩ : « بما رحبت ، أي برحبها ، وما مصدريّة ، والرحب : السعة ».

(٨). في « بخ »والتهذيب ، ج ٢ : « قد » بدون الواو.

(٩). في حاشية « بخ » والوافي : « كنت ».

(١٠). في « بث ، بح » : + « وآله ». وفي الفقيهوالتهذيب والمزار : + « وآل محمّد ».

(١١). في الفقيه والمزار : + « ثلاثاً ».

١٨٢

ثُمَّ ضَعْ(١) خَدَّكَ الْأَيْسَرَ ، وَتَقُولُ(٢) : "يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ ، وَيَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ ، قَدْ وَعِزَّتِكَ بَلَغَ بِي(٣) مَجْهُودِي"(٤) ؛ ثَلَاثاً.

ثُمَّ تَقُولُ : "يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، يَا كَاشِفَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ"(٥) - ثَلَاثاً - ثُمَّ تَعُودُ لِلسُّجُودِ(٦) ، فَتَقُولُ(٧) مِائَةَ مَرَّةٍ : "شُكْراً شُكْراً" ، ثُمَّ تَسْأَلُ(٨) حَاجَتَكَ(٩) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ».(١٠)

٥٠٤١/ ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(١٢) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِيِّ ، قَالَ :

____________________

(١). فيالتهذيب ، ج ٢ : « ثمّ تضع ».

(٢). في « ظ » : « فتقول ».

(٣). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : - « بي ».

(٤). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : بلغ بي مجهودي ، أي بلغت طاقتي النهاية ».

(٥). في حاشية « بخ » : « العظيم ».

(٦). في « جن » : « إلى السجود ».

(٧). في « ظ » : « ثمّ ». وفي « ى » : « ثمّ تقول ».

(٨). فيالتهذيب ، ج ٢ : + « الله ».

(٩). في « ى » وحاشية « جن » : + « تقضي ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١٠ ، ح ٤١٦ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٢٩ ، ح ٩٦٧ ، معلّقاً عن عبدالله بن جندب.كتاب المزار للمفيد ، ص ١١٧ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٦٥ ، ذيل ح ١٣١ ، نقلاً عنكتاب المزار ، وفيهما ورد هذا الدعاء في السجود بعد الصلاة والدعاء عند قبر الحسينعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٨١٩ ، ح ٧١٩٣ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٥ ، ذيل ح ٨٥٨٥.

(١١). فيالوسائل : + « عن أبيه ». وهو سهو ، فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن علي بن محمّد القاساني مباشرة ، ولم يثبت وقوع واسطة بينهما.

(١٢). في « بس » : « القاشاني ».

١٨٣

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام فِي سَجْدَةِ(٢) الشُّكْرِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « مِائَةَ مَرَّةٍ : شُكْراً شُكْراً ؛ وَإِنْ(٣) شِئْتَ : عَفْواً عَفْواً ».(٤)

٥٠٤٢/ ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

خَرَجْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍعليه‌السلام إِلى بَعْضِ أَمْوَالِهِ ، فَقَامَ إِلى صَلَاةِ الظُّهْرِ ، فَلَمَّا فَرَغَ خَرَّ لِلّهِ سَاجِداً ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ - وَتَغَرْغَرُ دُمُوعُهُ(٥) - : رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِسَانِي ، وَلَوْ شِئْتَ - وَعِزَّتِكَ - لَأَخْرَسْتَنِي ؛ وَعَصَيْتُكَ(٦) بِبَصَرِي ، وَلَوْ شِئْتَ - وَعِزَّتِكَ - لَأَكْمَهْتَنِي(٧) ؛ وَعَصَيْتُكَ(٨) بِسَمْعِي ، وَلَوْ شِئْتَ - وَعِزَّتِكَ -

____________________

(١). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والتهذيب . وفي « بح » والمطبوع : + « موسى بن جعفر». والظاهر أنّ عبارة « موسى بن جعفر » وردت في حاشية بعض النسخ ، لتفسير أبي الحسنعليه‌السلام ، ثمّ أدرجت في المتن سهواً.

(٢). فيالوافي : « سجدتي ».

(٣). في « جن » : « أو إن ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١١ ، ح ٤١٧ ، معلّقاً عن الكليني.الكافي ، كتاب الصلاة ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ، ح ٥١٣٣ ، بسنده عن عليّ بن محمّد القاساني ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان بن حفص المروزي ، عن الرجل صلوات الله عليه ؛الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٧٠ ، معلّقاً عن سليمان بن حفص المروزي ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ؛عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ، ح ٢٣ ، بسنده عن سليمان بن حفص المروزي ، عن أبي الحسنعليه‌السلام الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٢١ ، ح ٧١٩٤ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٦ ، ذيل ح ٨٥٨٦.

(٥). في البحار : + « وهو ». و « تَغَرْغُرُ الدموع » : تردّده في العين. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٠(غرر).

(٦). في « ى » : « وعصيت ».

(٧). في « ظ ، بح ، بخ ، بس ، جن » والبحار : « لكمهتني ». وفي « بث » : « لكمّهتني ». و « لأكمهتني » ، أي لأعميتني ؛ من الكَمَه ، وهو العَمَى يولَدُ به الإنسان ، أو عامّ. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٤٤ (كمه ).

(٨). في « ى » : « وعصيت ».

١٨٤

لَأَصْمَمْتَنِي(١) ؛ وَعَصَيْتُكَ بِيَدِي ، وَلَوْ شِئْتَ - وَعِزَّتِكَ - لَكَنَّعْتَنِي(٢) ؛ وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي ، وَلَوْ شِئْتَ - وَعِزَّتِكَ - لَجَذَمْتَنِي(٣) ؛ وَعَصَيْتُكَ بِفَرْجِي ، وَلَوْ شِئْتَ - وَعِزَّتِكَ - لَعَقَمْتَنِي ؛ وَعَصَيْتُكَ(٤) بِجَمِيعِ جَوَارِحِي(٥) الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ، وَلَيْسَ هذَا جَزَاءَكَ مِنِّي ».

قَالَ : ثُمَّ(٦) أَحْصَيْتُ لَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ وَهُوَ يَقُولُ : « الْعَفْوَ الْعَفْوَ » قَالَ : ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ بِالْأَرْضِ ، فَسَمِعْتُهُ(٧) وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ : « بُؤْتُ إِلَيْكَ بِذَنْبِي(٨) ، عَمِلْتُ سُوءاً ، وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ؛ فَإِنَّهُ لَايَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ يَا مَوْلَايَ » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْسَرَ بِالْأَرْضِ ، فَسَمِعْتُهُ(٩) يَقُولُ : « ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَاقْتَرَفَ(١٠) ، وَاسْتَكَانَ(١١) وَاعْتَرَفَ(١٢) » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ رَفَعَ

____________________

(١). في « ظ ، بح » : « لأصمتني ».

(٢). في « ى » : « لأكتعتني ». و « لكنّعتني » ، أي لقبّضتني يدي وأشللتها ؛ من التكنيع بمعنى التقبيض والإشلال. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٧٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٧ ( كنع ).

(٣). في « بس » : « لخذمتني ». و « لجذمتني » ، أي قطعتني رجلي ؛ من الجَذْم بمعنى القطع ، أوسرعة القطع. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٨٦ ؛مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٧ ( جذم ).

(٤). في « بح » : « وعصيت ».

(٥). في «ظ» : «بجوارحي» بدل « بجميع جوارحي ».

(٦). فيالتهذيب : « ثمّ قال ».

(٧). فيالتهذيب : « وسمعته ».

(٨). « بُؤت إليك بذنبي » ، أي رجعت وأقررت واعترفت. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٩ ( بوأ ).

(٩). في « ظ » : « فسمعت وهو ». وفي « بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل والبحار : + « وهو ».

(١٠). الاقتراف : الاكتساب ، يقال : قرف الذنبَ واقترفه ، إذا عمله. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤١٥ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٤٥ ( قرف ).

(١١). « استكان » : خضع وذلّ ، قيل : مأخوذ من السكون ، وعلى هذا فوزنه افتعل ، وقيل : من الكينة ، وهي الحالة السيّئة ، وعلى هذا فوزنه استفعل. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨٥ ؛المصباح المنير ، ص ٣٨٣ ( سكن).

(١٢). فيالوافي : « إن قيل : كيف يصدر عن المعصوم هذا الدعاء؟ قلنا : إنّ الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام لمـّا كانت =

١٨٥

رَأْسَهُ.(١)

٥٠٤٣/ ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، هذَا الَّذِي ظَهَرَ(٤) بِوَجْهِي يَزْعُمُ(٥) النَّاسُ أَنَّ اللهَ لَمْ يَبْتَلِ بِهِ(٦) عَبْداً لَهُ فِيهِ حَاجَةٌ؟

فَقَالَ(٧) : « لَا ، قَدْ كَانَ(٨) مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مُكَتَّعَ الْأَصَابِعِ(٩) ، فَكَانَ(١٠) يَقُولُ‌

____________________

= أوقاتهم مستغرقة في ذكر الله وقلوبهم مشغولة به - جلّ شأنه - وخواطرهم متعلّقة بالملأ الأعلى وهم أبداً في المراقبة ، فكانوا إذا اشتغلوا بلوازم البشريّة من الأكل والشرب والنكاح وسائر المباحات عدّوا ذلك ذنباً وتقصيراً ، كما أنّ الذين يجالسون الملوك لو اشتغلوا وقت مجالسته وملاحظته بالالتفات إلى غيره لعدّوا ذلك تقصيراً واعتذروا منه. وعليه يحمل ما ورد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتوب إلى الله - عزّوجلّ - كلّ يوم سبعين مرّة ».

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١١ ، ح ٤١٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٨ ، ص ٨٢٢ ، ح ٧١٩٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٧ ، ح ٨٥٨٩ ؛البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٤.

(٢). في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : + « بن عيسى ».

(٣). في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : « إنّ » بدل « جعلت فداك ».

(٤). فيالوافي والكافي ، ح ٣٤٠٥ : « قد ظهر ».

(٥). في « بخ » : « زعم ». وفي « جن » : « تزعم ».

(٦). في « بخ » : - « به ».

(٧). في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : + « لي ».

(٨). في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : « لقد كان » بدل « لا ، قد كان ». وفي الكافي ، ح ٣٤٠٥ : « لقد » بدل « قد ».

(٩). فيالوافي والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « مكنّع الأصابع ». وقوله : « مكتَّع الأصابع » ، أي منضمّها ، أو مقطوعها ، كالمكنّع بالنون. وفيالقاموس : « الأكتع : من رجعت أصابعه إلى كفّه وظهرت رواجبه » وهي مفاصل اُصول الأصابع. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠٦ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٥ (كتع ).

(١٠). في « بخ » : « وكان ».

١٨٦

هكَذَا(١) - وَيَمُدُّ(٢) يَدَهُ(٣) - وَيَقُولُ :( يا قَوْمِ ، اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) (٤) ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي(٥) : « إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الْأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِهِ ، فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ قُمْ(٦) إِلى صَلَاتِكَ الَّتِي تُصَلِّيهَا ، فَإِذَا كُنْتَ فِي السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ(٧) ، فَقُلْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ : "يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا(٨) مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ(٩) مُحَمَّدٍ ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ(١٠) أَهْلُهُ ، وَأَذْهِبْ عَنِّي هذَا(١١) الْوَجَعَ - وَسَمِّهِ(١٢) - فَإِنَّهُ قَدْ غَاظَنِي وَأَحْزَنَنِي" ، وَأَلِحَّ فِي الدُّعَاءِ ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ(١٣) ، فَمَا وَصَلْتُ إِلَى الْكُوفَةِ حَتّى أَذْهَبَ اللهُ(١٤) عَنِّي كُلَّهُ.(١٥)

____________________

(١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فكان يقول هكذا ، أي يفعل ».

(٢). في « بث ، بس » وحاشية « بح » : « ومدّ ». وفي « بح » : « ويمرّ ».

(٣). في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : « يديه ».

(٤). يس (٣٦) : ٢٠.

(٥). في الكافي ، ح ٣٤٠٥ : - « لي ».

(٦). في « ظ » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « وقم ».

(٧). في « بس » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « الاُوليين ».

(٨). في الكافي ، ح ٣٤٠٥ : « ويا ».

(٩). في « ى » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « وآل » بدل « وأهل بيت ».

(١٠). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥. وفي المطبوع : « أنا ».

(١١). في « بس » : - « هذا ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والكافي ، ح ٣٤٠٥. وفي المطبوع والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : «وتسمّيه ».

(١٣). في « ى ، بخ » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : - « ففعلت ».

(١٤). في « ظ » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : + « به ».

(١٥).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح ٢٣٨١ ؛ وكتاب الدعاء ، باب الدعاء للعلل والأمراض ، ح ٣٤٠٥الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٩ ، ح ٨٨٨٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٠.

١٨٧

٥٠٤٤/ ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : « سَجَدَ وَجْهِيَ الْبَالِي لِوَجْهِكَ الْبَاقِي الدَّائِمِ الْعَظِيمِ ، سَجَدَ وَجْهِيَ الذَّلِيلُ لِوَجْهِكَ الْعَزِيزِ ، سَجَدَ وَجْهِيَ الْفَقِيرُ لِوَجْهِ رَبِّيَ الْغَنِيِّ الْكَرِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ؛ رَبِّ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا كَانَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا يَكُونُ ، رَبِّ لَاتُجْهِدْ بَلَائِي(١) ، رَبِّ لَاتُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي ، رَبِّ لَاتُسِى‌ءْ قَضَائِي ، رَبِّ إِنَّهُ لَادَافِعَ وَلَامَانِعَ إِلَّا أَنْتَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ ، وَبَارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ ؛ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَمِيعِ غَضَبِكَ وَسَخَطِكَ ، سُبْحَانَكَ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ».

وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ وَهُوَ سَاجِدٌ : « ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ ، وَ وَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ ، وَآنِسْنِي(٢) بِكَ يَا كَرِيمُ ».

وَكَانَ يَقُولُ أَيْضاً : « وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ ، وَزَجَرْتَنِي عَنْ مَحَارِمِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، وَعَمَّرْتَنِي(٣) فَمَا شَكَرْتُ ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ يَا كَرِيمُ ، أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُكَ(٤) الْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسَابِ ».

وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ وَهُوَ سَاجِدٌ : « لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ حَقّاً حَقّاً ، سَجَدْتُ لَكَ‌

____________________

(١). فيمرآة العقول : « لا تجهد بلائي ، أي لا تجعل بلائي شديداً لا اُطيقه ». ويقال : أجهد دابّته ، إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٠ ( جهد ).

(٢). فيالوافي والبحار : « واُنسي ».

(٣). هكذا في « بث ، بخ » والمطبوع ومرآة العقول . وفي « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن » والوافي والبحار : « وغمرتني». وفي المطبوع : + « أياديك ».

(٤). فيالوافي : - « أسألك ».

١٨٨

يَا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً ؛ يَا عَظِيمُ ، إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ ، فَضَاعِفْهُ لِي ؛ يَا كَرِيمُ يَا حَنَّانُ(١) ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَجُرْمِي ، وَتَقَبَّلْ عَمَلِي ؛ يَا كَرِيمُ يَا جَبَّارُ(٢) ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ(٣) أَنْ أَخِيبَ أَوْ أَحْمِلَ(٤) ظُلْماً؛ اللَّهُمَّ مِنْكَ النِّعْمَةُ ، وَأَنْتَ تَرْزُقُ شُكْرَهَا ، وَعَلَيْكَ يَكُونُ ثَوَابُ(٥) مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ(٦) مِنْ ثَوَابِهَا(٧) بِفَضْلِ طَوْلِكَ(٨) ، وَبِكَرِيمِ(٩) عَائِدَتِكَ(١٠) ».(١١)

٥٠٤٥/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ فِي سُجُودِهِ(١٢) : « أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ حَرُّهَا لَايُطْفَأُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ جَدِيدُهَا لَايَبْلى ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ عَطْشَانُهَا لَايَرْوى ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ مَسْلُوبُهَا لَايُكْسى ».(١٣)

____________________

(١). في « ظ » وحاشية « بث ، بخ » : « يا جبّار ».

(٢). في « بث » والبحار : « يا حنّان ».

(٣). في « ظ » والبحار : - « من ».

(٤). في « ى » : « وأحمل ».

(٥). في « بح ، بس » : - « ثواب ».

(٦). في « بخ » : - « به ».

(٧). في « ظ » : « ثوابنا ».

(٨). « الطَوْل » : المنّ ، يقال منه : طال عليه وتطوّل عليه ، إذا امتنّ عليه. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٥٥ ( طول ).

(٩). في « بخ » : « وكريم ». وفيالوافي : « وكرم ».

(١٠). « العائدة » : المعروف ، والصلة ، والعطف ، والمنفعة. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤٠ ( عود).

(١١).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٩٩ ، ضمن ح ٢٥٩ ، بسند آخر ، إلى قوله : « سبحانك لا إله إلاّ أنت ربّ العالمين » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٨٤ ، ح ٨٩٤٨ ؛البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٤ ، ذيل ح ٥٨.

(١٢). في « بخ » : - « في سجوده ».

(١٣).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٨٥ ، ح ٨٩٤٩ ؛البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٨ ، ح ٦٠.

١٨٩

٥٠٤٦/ ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمُ السَّجْدَةَ مِنَ الْعَزَائِمِ ، فَلْيَقُلْ فِي سُجُودِهِ : سَجَدْتُ لَكَ تَعَبُّداً وَرِقّاً ، لَامُسْتَكْبِراً عَنْ(١) عِبَادَتِكَ وَلَامُسْتَنْكِفاً(٢) وَلَا مُتَعَظِّماً(٣) ، بَلْ(٤) أَنَا عَبْدٌ ذَلِيلٌ ، خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ ».(٥)

٥٠٤٧/ ٢٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : شَكَوْتُ إِلَيْهِ عِلَّةَ أُمِّ وَلَدٍ لِي أَخَذْتُهَا ، فَقَالَ : « قُلْ لَهَا : تَقُولُ فِي السُّجُودِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : "يَا رَبِّي ، يَا(٦) سَيِّدِي ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(٧) ، وَعَافِنِي(٨) مِنْ كَذَا وَكَذَا"(٩) ، فَبِهَا نَجَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ‌

____________________

(١). في « ى » : « من ».

(٢). الاستنكاف : الأنَفَةُ من الشي‌ء ، والامتناع ، والاستكبار. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٤٠ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٤٢ ( نكف ).

(٣). فيالوسائل : « ولا مستعظماً ».

(٤). في « بس » : - « بل ».

(٥).الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٩٢٢ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام .الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٣ ، المجلس ٩٣ ، ضمن وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، وفيهما مع اختلاف. وراجع :الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ، ذيل ح ٩٢١الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٥٠ ، ح ٩٠٥٠ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٢٤٥ ، ح ٧٨٥١ ؛البحار ، ج ٨٥ ، ص ١٧٩.

(٦). في البحار : « ويا ».

(٧). هكذ في معظم النسخ التي قوبلت والوافي . وفي « بس » والمطبوع والبحار : « وعلى آل محمّد ».

(٨). في « بح » : + « يا ربّ ».

(٩). في « ى » : - « وكذا ». وفي « بح » : « كذا من كذا » بدل « من كذا وكذا ».

١٩٠

مِنَ النَّارِ(١) ».

قَالَ : فَعَرَضْتُ هذَا الْحَدِيثَ عَلى بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، فَقَالَ : أَعْرِفُ فِيهِ(٢) : « يَا رَؤُوفُ يَا رَحِيمُ ، يَا رَبِّي يَا سَيِّدِي ، افْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا ».(٣)

٥٠٤٨/ ٢٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِعليه‌السلام : عَلِّمْنِي دُعَاءً ؛ فَإِنِّي قَدْ بُلِيتُ بِشَيْ‌ءٍ - وَكَانَ قَدْ حُبِسَ بِبَغْدَادَ حَيْثُ اتُّهِمَ بِأَمْوَالِهِمْ - فَكَتَبَ إِلَيْهِ(٤) : « إِذَا صَلَّيْتَ فَأَطِلِ السُّجُودَ ، ثُمَّ قُلْ : "يَا أَحَدَ مَنْ لَا أَحَدَ لَهُ" حَتّى يَنْقَطِعَ(٥) النَّفَسُ(٦) ، ثُمَّ قُلْ : "يَا مَنْ لَايَزِيدُهُ كَثْرَةُ الدُّعَاءِ إِلَّا جُوداً وَكَرَماً" حَتّى يَنْقَطِعَ(٧) نَفَسُكَ ، ثُمَّ قُلْ : يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ ، أَنْتَ أَنْتَ ، أَنْتَ(٨) الَّذِي انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ ، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ ».

قَالَ زِيَادٌ : فَدَعَوْتُ بِهِ ، فَفَرَّجَ اللهُ عَنِّي ، وَخَلّى سَبِيلِي.(٩)

____________________

(١). فيمرآة العقول : « الظاهر أنّ جعفر بن سليمان كان أراد بعض المخالفين إحراقه ، فنجا بهذا الدعاء. ويحتمل نار الآخرة ».

(٢). في « ى » : - « فيه ».

(٣).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٩ ، ح ٨٨٧٨ ؛البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٨ ، ذيل ح ٦٠.

(٤). في « ى » : « إليّ ».

(٥). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي « ظ » والمطبوع : « حتّى تنقطع ».

(٦). في « ظ ، ى » وحاشية « بث ، جن » والوافي والبحار : « نفسك ».

(٧). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي « ظ » والمطبوع : « حتّى تنقطع ».

(٨). في « بح ، بخ » : - « أنت ».

(٩).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٣ ، ح ٨٨٥٦ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٧٩ ، ح ٨٢٣٢ ، قطعة منه ؛البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٢ ، ح ٥٦.

١٩١

٢٦ - بَابُ أَدْنى مَا يُجْزِئُ مِنَ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (١) وَأَكْثَرِهِ‌

٥٠٤٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « تَدْرِي أَيُّ شَيْ‌ءٍ حَدُّ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟ » قُلْتُ(٢) : لَا ، قَالَ : « تُسَبِّحُ(٣) فِي الرُّكُوعِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ؛ وَفِي السُّجُودِ : "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلى وَبِحَمْدِهِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَمَنْ نَقَصَ وَاحِدَةً ، نَقَصَ ثُلُثَ صَلَاتِهِ ؛ وَمَنْ نَقَصَ ثِنْتَيْنِ(٤) ، نَقَصَ ثُلُثَيْ صَلَاتِهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يُسَبِّحْ ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ ».(٥)

٥٠٥٠/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَهُوَ يُصَلِّي ، فَعَدَدْتُ لَهُ(٦) فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ سِتِّينَ تَسْبِيحَةً.(٧)

____________________

(١). في « بخ » : « السجود والركوع ».

(٢). فيالتهذيب ، ص ١٥٧ : « فقلت ».

(٣). فيالوسائل والتهذيب ، ص ١٥٧ : « سبّح ».

(٤). في « ظ » : « اثنين ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ، ح ٦١٥ ، معلّقاً عن الكليني.وفيه ، ص ٨٠ ، ح ٣٠٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ، ح ١٢١٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٧ ، ح ٦٩٢٢ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠١ ، ح ٨٠٢٤.

(٦). في « ظ » : - « له ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٢٠٥ ، بسنده عن أحمد بن عمر الحلبيالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٨ ، ح ٦٩٢٣ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠٤ ، ذيل ح ٨٠٣٤ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٠ ، ح ٨٠.

١٩٢

٥٠٥١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ وَالْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَا :

دَخَلْنَا عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَعِنْدَهُ قَوْمٌ ، فَصَلّى بِهِمُ الْعَصْرَ - وَقَدْ كُنَّا صَلَّيْنَا - فَعَدَدْنَا لَهُ فِي رُكُوعِهِ(١) « سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ(٢) » أَرْبَعاً(٣) أَوْ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً. وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِي حَدِيثِهِ(٤) : « وَبِحَمْدِهِ » فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ(٥) سَوَاءً.(٦)

قَالَ الكُلِيْنِي(٧) : هذَا لِأَنَّهُ(٨) عَلِمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ احْتِمَالَ الْقَوْمِ لِطُولِ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ ؛ وَذلِكَ أَنَّهُ رُوِيَ « أَنَّ الْفَضْلَ لِلْإِمَامِ أَنْ يُخَفِّفَ وَيُصَلِّيَ(٩) بِأَضْعَفِ(١٠) الْقَوْمِ ».(١١)

٥٠٥٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَدْنى مَا يُجْزِئُ الْمَرِيضَ(١٢) مِنَ التَّسْبِيحِ‌

____________________

(١). في « ى » : - « في ركوعه ».

(٢). في « ى ، بخ » : - « وبحمده ».

(٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي . وفي المطبوع : + « وثلاثين ».

(٤). في « جن » : « حديث ».

(٥). في الوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : - « سواء ».

(٦).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٢١٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٢١٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٨ ، ح ٦٩٢٤ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠٤ ، ذيل ح ٨٠٣٤ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٠ ، ح ٨١.

(٧). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بخ » وحاشية « ظ »والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : - « قال الكليني ».

(٨). في « ى ، بخ » والوافي : « أنّه ».

(٩). في « بث » : « تصلّي ».

(١٠). في « بخ » وحاشية « بث » والوافي : « بصلاة أضعف ».

(١١).الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٨ ، ذيل ح ٦٩٢٤ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠٤ ، ح ٨٠٣٥.

(١٢). فيالوافي : « للمريض ».

١٩٣

فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟

قَالَ : « تَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ ».(١)

٥٠٥٣/ ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَا مِنْ كَلِمَةٍ أَخَفَّ عَلَى اللِّسَانِ مِنْهَا وَلَا أَبْلَغَ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ ».

قَالَ : قُلْتُ : يُجْزِئُنِي(٢) فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَنْ أَقُولَ مَكَانَ التَّسْبِيحِ : لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَاللهُ أَكْبَرُ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، كُلُّ ذَا(٣) ذِكْرُ اللهِ ».

قَالَ : قُلْتُ : الْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ إِلَّا اللهُ قَدْ عَرَفْنَاهُمَا ، فَمَا تَفْسِيرُ سُبْحَانَ اللهِ(٤) ؟

قَالَ : « أَنَفَةٌ(٥) لِلّهِ(٦) ؛ أَمَا(٧) تَرَى(٨) الرَّجُلَ إِذَا عَجِبَ(٩) مِنَ الشَّيْ‌ءِ(١٠) ، قَالَ :

____________________

(١).الوافي ، ج ٨ ، ص ٧١٠ ، ح ٦٩٢٨ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠١ ، ح ٨٠٢٥.

(٢). في « ى ، بث » : « يجزي ». وفي حاشية « بخ » : « تكفيني ».

(٣). في « بح » : - « ذا ».

(٤). في « بخ » : - « الله ».

(٥). فيالوافي : « الأنفة : الاستنكاف ، يقال : أَنِفَ من الشي‌ء يأنَف أنفاً وأنفة ، إذا كرهه وشرفتْ نفسه عنه ، وأرادبه هاهنا الحميّة والغيرة والغضب ممّا لايرتضيه لله‌سبحانه ». وهو تنزيه لذاته الأحديّة عن كلّ ما لايليق بجنابه. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٧٦ ( أنف ).

(٦). في « بح » : - « لِلّه ».

(٧). في « ظ ، ى ، بح ، بخ » والوافي : « ألا ».

(٨). في « ظ ، ى ، بخ ، بس » والوافي : + « أنّ ».

(٩). في « ظ » والوافي : « أعجب ».

(١٠). في « ى » : « شي‌ء ».

١٩٤

سُبْحَانَ اللهِ؟ ».(١)

٥٠٥٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي إِمَامُ مَسْجِدِ الْحَيِّ ، فَأَرْكَعُ بِهِمْ ، فَأَسْمَعُ(٢) خَفَقَانَ نِعَالِهِمْ(٣) وَأَنَا رَاكِعٌ؟

فَقَالَ : « اصْبِرْ رُكُوعَكَ(٤) ، وَمِثْلَ رُكُوعِكَ ، فَإِنِ انْقَطَعَ(٥) ، وَإِلَّا فَانْتَصِبْ(٦) قَائِماً ».(٧)

٢٧ - بَابُ مَا يُسْجَدُ عَلَيْهِ وَمَا يُكْرَهُ‌

٥٠٥٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ :

____________________

(١).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب الركوع وما يقال فيه ، ح ٥٠٢٢ ، بسنده عن هشام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « قلت : يجزئني في الركوع » إلى قوله : « قال : نعم » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٩ ، ح ٦٩٢٥.

(٢). فيالوافي : « وأسمع ».

(٣). قال العلّامة المجلسي : « خفقان النعال : صوتها » ، وفي اللغة : الخَفْق : صوت النعل وما أشبهها من الأصوات ، والخفقان : الاضطراب. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٨٠ - ٨٣ ( خفق ).

(٤). أي أتمم ذكرك الذي أنت فيه ، واصبر بقدر ما ذكرت حتّى يلحقوا بك.

(٥). فيالوافي والفقيه : « انقطعوا ».

(٦). في اللغة : نصب هو ، وتنصّب فلان وانتصب ، إذا قام رافعاً رأسه. وقال العلّامة المجلسي : « وهو - أي الانتصاب - استواء فقرات الظهر وإرسال اليدين وضمّ الأصابع حتّى الإبهام ». راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٦٠ ( نصب ) ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٠٢.

(٧).الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٥٢ ، مرسلاًالوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٦٣ ، ح ٨٢١١ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٣٤ ، ح ٨١١٤ ؛ وج ٨ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٠٩٩٦.

١٩٥

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا تَسْجُدْ(١) إِلَّا عَلَى الْأَرْضِ ، أَوْ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ ، إِلَّا(٢) الْقُطْنَ وَالْكَتَّانَ ».(٣)

٥٠٥٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ(٤) ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَسْجُدُ عَلَى الزِّفْتِ ، يَعْنِي الْقِيرَ(٥) ؟

فَقَالَ : « لَا ، وَلَاعَلَى الثَّوْبِ(٦) الْكُرْسُفِ(٧) ، وَلَاعَلَى الصُّوفِ ، وَلَاعَلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ ، وَلَاعَلى طَعَامٍ ، وَلَاعَلى شَيْ‌ءٍ مِنْ ثِمَارِ الْأَرْضِ ، وَلَاعَلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الرِّيَاشِ(٨) ».(٩)

____________________

(١). في « ظ » والوسائل والخصال : « لايسجد ».

(٢). فيالخصال : + « المأكول و ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ح ١٢٢٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣١ ، ح ١٢٤١ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، وفي الأخير مع اختلاف يسير.الخصال ، ص ٦٠٣ ، أبواب الثمانين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ٩ ، بسند آخرالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٢٩ ، ح ٦٩٨٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٤ ، ح ٦٧٤٥.

(٤). هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل . وفي المطبوع : - « عن حريز ».

والمتكرّر في كثيرٍ من الأسناد جدّاً رواية حمّاد [ بن عيسى ] عن حريز [ بن عبدالله ] عن زرارة [ بن أعين ]. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٧٥ - ٤٧٩ ؛ وص ٤٩٤.

(٥). راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ( زفت ).

(٦). في حاشية « ظ » : « ثوب ».

(٧). « الكُرْسُف » : القطن ، وقدجعل وصفاً للثياب وإن لم يكن مشتقّاً ، كقولهم : مررت بحيّةٍ ذراعٍ وإبلٍ مائةٍ ونحو ذلك. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ١٦٣ ( كرسف ).

(٨). قال الجوهري : « الرِيش والرِياش بمعنى ، وهو اللباس الفاخر ». وقال الشيخ البهائي : « الرِياش : جمع ريش كشعب وشعاب ، وهولباس الزينة ، واستعير من ريش الطائر ؛ لأنّه لباسه وزينته. ولعلّ المراد به هنا مطلق اللباس ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٠٨ ( ريش ) ؛الحبل المتين ، ص ٥٤٧.

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ح ١٢٢٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣١ ، ح ١٢٤٢ ، معلّقاً عن عليّ بن =

١٩٦

٥٠٥٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنِ الْجِصِّ يُوقَدُ(١) عَلَيْهِ بِالْعَذِرَةِ(٢) وَعِظَامِ الْمَوْتى ، ثُمَّ(٣) يُجَصَّصُ بِهِ الْمَسْجِدُ : أَيُسْجَدُ عَلَيْهِ؟

فَكَتَبَعليه‌السلام إِلَيَّ بِخَطِّهِ : « إِنَّ الْمَاءَ وَالنَّارَ قَدْ طَهَّرَاهُ(٤) ».(٥)

٥٠٥٨/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « دَعَا أَبِي بِالْخُمْرَةِ(٦) ، فَأُبْطِئَتْ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ‌

____________________

= إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، وفي الأخير مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣٠ ، ح ٦٩٨٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٦ ، ح ٦٧٥١.

(١). في « ظ » والوسائل : « توقد ».

(٢). فيالوسائل : « العذرة ».

(٣). فيالوافي ، ج ٦ : « و ».

(٤). قال الشيخ البهائي : « ما تضمّنه الحديث من جواز السجود على الجصّ فلايحضرني الآن أنّ أحداً من علمائنا قال به ، نعم يظهر من بعض الأصحاب المعاصرين الميل إليه ، وقول المرتضىرضي‌الله‌عنه بجواز التيمّم به ربّما يعطي جواز السجود عليه عنده ». وفي هذا الحديث مباحث اُخرى شريفة ، إن شئت فراجع :الحبل المتين ، ص ٤١٥ و ٥٤٩ - ٥٥٠ ؛الوافي ، ج ٦ ، ص ٢٣٥ ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٤٤ - ١٤٦.

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢٢٧ ؛ وص ٣٠٦ ، ح ١٢٣٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢٣٥ ، ح ٩٢٨ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨٣٣ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير.قرب الإسناد ، ص ٢٩٠ ، ح ١١٤٧ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ح ٧١٠ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٦ ، ص ٢٣٤ ، ح ٤١٨٧ ؛ وج ٨ ، ص ٧٣٨ ، ح ٧٠٠٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٥٨ ، ح ٦٧٨٨.

(٦). قال الجوهري : « الخمرة بالضمّ : سجّادة تُعمَل من سَعَف النخل وتُرْمَل - أي تنسج - بالخيوط ». وقال =

١٩٧

حَصًى(١) ، فَجَعَلَهُ عَلَى الْبِسَاطِ ، ثُمَّ سَجَدَ(٢) ».(٣)

٥٠٥٩/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وَبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِالْقِيَامِ عَلَى الْمُصَلّى مِنَ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ إِذَا كَانَ يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ ، فَإِنْ(٤) كَانَ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ ، فَلَا بَأْسَ بِالْقِيَامِ عَلَيْهِ وَالسُّجُودِ عَلَيْهِ ».(٥)

٥٠٦٠/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : « لَا تَسْجُدْ(٧) عَلَى الْقِيرِ(٨) ، وَلَاعَلَى‌

____________________

‌= ابن الأثير : « هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خُوص ونحوه من النبات ، ولا تكون خمرة إلّافي هذا المقدار ، وسمّيت خمرة ؛ لأنّ خيوطها مستورة بسعفها ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٩ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٧ ( خمر ).

(١). فيالوافي : « حصباء ».

(٢). في « ظ » : « فسجد عليه » بدل « ثمّ سجد ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٢٣٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣١ ، ح ٦٩٨٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٧ ، ح ٦٧٥٣.

(٤). في « بخ »والوسائل : « وإن ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٢٣٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ، ح ١٢٦٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، وفي الأخير مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣١ ، ح ٦٩٨٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٤ ، ح ٦٧٤٤.

(٦). تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٤٩٠٥ ، أنّه لم يثبت توسّط أحمد بن محمّد بين أحمد بن إدريس وعليّ بن ‌إسماعيل ، وأنّ الصواب في مثل هذا المورد هو محمّد بن أحمد ، فلاحظ.

(٧). في « بخ » : « لايسجد ». وفيالتهذيب : + « على القفر ولا ».

(٨). فيالاستبصار : + « ولا على القفر ».

١٩٨

الصَّارُوجِ(١) ».(٢)

٥٠٦١/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ ، قَالَ :

كَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَيْهِ بِيَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ يَسْأَلُهُ - يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام (٣) - عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ الْمَدَنِيَّةِ(٤) ؟

فَكَتَبَ : « صَلِّ فِيهَا مَا كَانَ مَعْمُولاً بِخُيُوطَةٍ(٥) ، وَلَاتُصَلِّ(٦) عَلى مَا كَانَ مَعْمُولاً بِسُيُورَةٍ(٧) » قَالَ : فَتَوَقَّفَ أَصْحَابُنَا(٨) ، فَأَنْشَدْتُهُمْ بَيْتَ(٩) شِعْرٍ(١٠) « لِتَأَبَّطَ شَرّاً » الْعَدْوَانِيِّ(١١) :

____________________

(١). قال الجوهري : « الصاروج : النورة وأخلاطها ، فارسيّ معرّب. وكذلك كلّ كلمة فيها صاد وجيم ؛ لأنّهما لايجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ( صر ج ).

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢٢٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٢٥٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣٥ ، ح ٦٩٩٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٥٣ ، ذيل ح ٦٧٧٣.

(٣). في « بخ » والوافي : « كتب بعض أصحابنا بيد إبراهيم بن عقبة إليه - يعني أبا جعفر - يسأله ».

(٤). في « بث ، بح ، بخ » : « المدينيّة ».

(٥). قال الجوهري : « الخَيْط : السِلْك ، وجمعه خُيوط وخُيوطة ، مثل فحل وفُحول وفُحولة ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٢٥ ( خيط ).

(٦). فيالوافي : « لعلّ النهي عن الصلاة على الخمر المعمولة بالسيور مع أنّها مستورة فيها بالنبات ولايقع عليها السجود ، إنّما هو لأنّ عامليها كانوا لايحترزون عن الميتة ، أو يزعمون أنّ دباغها طهورها » ، وقيل غير ذلك. راجع :مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٤٧ - ١٤٨.

(٧). فيالوافي : « السيور : جمع السَير بالفتح ، وهوما يقدّ من الجلد ». والسُيورة في اللغة جمع السَيْر بمعنى‌الشِراك ، وهو سَيْر النعل. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ( سير ).

(٨). فيالوافي : « لعلّ توقّفهم لمكان التاء في الخيوطة والسيورة ؛ فإنّها غير معهودة - أي في الجمع - فأنشد البيت ؛ ليستشهد لهم على صحّتها ، وتأبّط شرّاً اسم شاعر ». وقريب منه فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٤٧.

(٩). في « بث » : « ببيت ». وفي « بح » : « بيتاً ».

(١٠). في « بح » : - « شعر ».

(١١). فيالتهذيب : « الفهمي ».

١٩٩

كَأَنَّهَا(١) خُيُوطَةُ مَارِيٍّ تُغَارُ وَتُفْتَلُ ».(٢)

و « مَارِيٌّ » كَانَ(٣) رَجُلاً حَبَّالاً(٤) ، كَانَ يَعْمَلُ الْخُيُوطَ.(٥)

٥٠٦٢/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :

____________________

(١). في « ظ » : « وكأنّها ». وفي « بخ ، جن » وحاشية « ى » والوافي : « فكأنّها ».

(٢). هذا هو بعض البيت تمامه :

وأطْوِي على الخُمصِ الحوايا كأنّها

خُيوطةُ مارِيّ تُغارُ وتُفْتَلُ

الوزن : بحر طويل ، والقائل : تأبّط شرّاً ، وهو ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي ، أبو زهير ، من مضر ، شاعر عدّاء ، من فتّاك العرب في الجاهليّة ، كان من أصل تهامة ، قتل نحو سنة ٨٠ قبل الهجرة ، وسمّي تأبّط شرّاً ؛ لأنّه أخذ سيفاً أو سكّيناً تحت إبطه وخرج ، فسئلت اُمّه عنه ، فقالت : تأبّط شرّاً وخرج. وقيل : لأنّه كان يتأبّط أشياء مخيفة كالأفاعي والغول والسلاح وغيرها. (أسماء المغتالين لابن صبيب ، ص ٢١٥ ؛الشعر والشعراء لابن قتيبه ، ص ١٩٧ ؛الأغاني ، ج ٢١ ، ص ١٢٧ - ١٧٣ ؛شرح شواهد المغني ، ج ١ ، ص ٥١ - ٥٢ ؛الأعلام للزركلي ، ج ٢ ، ص ٩٧ ).

شرح الغريب : طوى البلاد : قطعها وجازها ، وطَوِيَ البطن : خمص من الجوع ، وطوَى بطنه : أجاعها (لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٨ - ٢٠ ، طوى ). والخمص : جمع أخمص ، وهو الضامر البطن (الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٣٨ ، خمص ) والحوايا : جمع حَوِيّة ، وهي حفائر ملتوية تكون في القيعان يملأها ماء السماء ، تسميّها العرب الأمعاء تشبيهاً بحوايا البطن ؛ فيكون مراد الشاعر هنا الأمعاء (لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٠٩ ، حوا ) ، والخيوطة : جمع خيط. والماريّ : كساء صغير له خطوط مرسلة ، أو إزار من الصوف المخطّط (تاج العروس ، ج ١٠ ، ص ٣٤١ ، مرا ). وتُغار : أي يشدّ فتلها ، يقال : آغار الحبل ، إذا شدّ فتله (لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٨ ، غور ). وفيالوافي : « تُغار ، من أغرت الحبل ، أي فتلته ، فهو مغار. ويقال : حبل شديد الغارة ، أي شديد الفتل ؛ فالعطف تفسيري ».

الشاهد فيه : « خيوطة » وقد استشهد به عليّ بن الريّان على أنّ هذا اللفظ الوارد في حديث الإمام أبي جعفرعليه‌السلام مستخدم في العربية ، ومعهود في ألفاظها.

(٣). في « ظ » : - « كان ».

(٤). في « بخ » : « حيالاً ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٢٣٨ ، معلّقاً عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن الريّان ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣١ ، ح ٦٩٨٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٥٩ ، ح ٦٧٩٠ ، إلى قوله : « ما كان معمولاً بسيورة ».

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675