الفروع من الكافي الجزء ٦

 الفروع من الكافي8%

 الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 675

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 675 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174435 / تحميل: 8954
الحجم الحجم الحجم
 الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

٥٩ - بَابُ الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَالْمَرْأَةِ فِي كَمْ تُصَلِّي

وَصَلَاةِ الْعُرَاةِ وَالتَّوَشُّحِ (١)

٥٣٣٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ ، أَوْ(٢) فِي(٣) قَبَاءٍ طَاقٍ(٤) ، أَوْ فِي(٥) قَبَاءٍ مَحْشُوٍّ وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ؟

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ سَفِيقٌ(٦) ، أَوْ قَبَاءٌ لَيْسَ بِطَوِيلِ الْفُرَجِ(٧) ،

____________________

= دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه هكذا : « وإنّ الملائكة لاتدخل بيتاً » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٨ ، ح ٦٣٤٣ ؛ وج ٢٠ ، ص ٧٩٧ ، ح ٢٠٥٢٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٧٤ ، ح ٦٢٥٧ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٧٧ ، ذيل ح ١١ ؛ وج ٨٣ ، ص ٢٤٤.

(١). في حاشية « بح » : « المتوشّح ».

(٢). في « ى ، بث ، بخ ، جن » : - « أو ». وفي « بح » : « و ».

(٣). في « ظ »والوسائل والتهذيب : - « في ».

(٤). « الطاق » في اللغة : ضرب من الثيات ، وقيل : هو الطيلسان ، وقيل : هو الطليسان الأخضر. وكأنّ المراد به ما لم تكن له بطانة ، وهي خلاف الظهارة ، أو لم يكن محشوّاً بالقطن أو قباء فرد ، والمراد بالإزار هنا المئزر. اُنظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٩ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٣٣ ( طوق ) ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٣ ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠.

(٥). في « بخ »والتهذيب : - « في ».

(٦). في « ى » وحاشية « ظ » والوافي ومرآة العقول والوسائل : « صفيق ». وفي « بخ » : « ضيّق ». وفيالتهذيب : « صفيقاً ». و « السَفيق » : لغة في الصَفيق ، وهوخلاف سخيف ، ويقال : ثوب سخيف ، إذا كان قليل الغزل. اُنظر : المغرب ، ص ٢٦٨ ( صفق ) ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٩١ و ١١٨٧ ( سخف ) و ( سفق ).

(٧). قال العلّامة الفيض : « فرج القبا : شقوقها ». وقال العلّامة المجلسي : « قوله : ليس بطويل الفرج ، صفة =

٣٨١

فَلَا بَأْسَ(١) ، وَالثَّوْبُ الْوَاحِدُ يُتَوَشَّحُ(٢) بِهِ ، وَسَرَاوِيلُ(٣) ، كُلُّ ذلِكَ لَابَأْسَ بِهِ » وَقَالَ : « إِذَا لَبِسَ السَّرَاوِيلَ ، فَلْيَجْعَلْ عَلى عَاتِقِهِ شَيْئاً وَلَوْ حَبْلاً ».(٤)

٥٣٣٥/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام صَلّى فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ لَيْسَ بِوَاسِعٍ قَدْ عَقَدَهُ(٥) عَلى عُنُقِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَرى لِلرَّجُلِ(٦) يُصَلِّي فِي قَمِيصٍ وَاحِدٍ؟

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ كَثِيفاً ، فَلَا بَأْسَ بِهِ ؛ وَالْمَرْأَةُ تُصَلِّي فِي الدِّرْعِ(٧) وَالْمِقْنَعَةِ إِذَا‌

____________________

= للقباء ، ويعلم منه حكم القميص أيضاً ، والمراد بالفرج الجيب ». وقال الشيخ الطريحي : « ثوب طويل الفرج ، أي طويل الذيل ». اُنظر : مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ( فرج ).

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : + « به ».

(٢). توشّح الرجل بالثوب : هو أن يُدخِل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلقيه على منكبه الأيسر ، كما يفعل المحرم. وكذلك الرجل يتوشّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة. وقال العلّامة المجلسي : « فسّر بعض اللغوييّن - وهو ابن سيده - وشرّاح كتب العامّة بأن يأخذ طرف الثوب الذي ألقاه على منكبه الأيمن عن تحت يده اليسرى ، ويأخذ طرفه الذي ألقاه على الأيسر تحت يده اليمنى ، ثمّ يعقدهما على صدره. وظاهر اللفظ جعل أحد الكتفين مكشوفاً والاُخرى مستوراً ». اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٣٣ ؛ المحكم ، ج ٣ ، ص ٣٦١ ( وشح ).

(٣). فيالوسائل والتهذيب : « والسراويل ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٨٥٢ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٣ ، ح ٦١١٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٥٤٨٠.

(٥). في « بح » : « عقد ».

(٦). فيالوسائل ، ح ٥٤٧٤ : « الرجل ».

(٧). درع المرأة : قميصها ، أو الدرع : ثوب تجوب المرأة وسطه وتجعل له يدين وتخيط فرجيه. وقال العلّامةالفيض : « درع المرأة : قميصها. وقيل : الدرع ما جيبه على الصدر ، والقميص : ما جيبه على المنكب ». اُنظر :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٨٢ ( درع ).

٣٨٢

كَانَ الدِّرْعُ كَثِيفاً » يَعْنِي إِذَا كَانَ سَتِيراً.

قُلْتُ : رَحِمَكَ(١) اللهُ ، الْأَمَةُ تُغَطِّي رَأْسَهَا إِذَا صَلَّتْ؟

فَقَالَ : « لَيْسَ عَلَى الْأَمَةِ قِنَاعٌ(٢) ».(٣)

٥٣٣٦/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ(٤) أَمَّ قَوْماً فِي قَمِيصٍ(٥) لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ؟

فَقَالَ : « لَا يَنْبَغِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ(٦) أَوْ عِمَامَةٌ(٧) ‌..................

____________________

(١). في « ظ » : « يرحمك ».

(٢). القِناع والـمِقْنعة : ما تعطّي به المرأة رأسها ، أو القناع أوسع من المقنعة. اُنظر :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠٠ ( قنع ). وفيمرآة العقول : « لاخلاف في أنّه يجوز للصبيّة والأمة أن تصلّيا بغير خمار. وإطلاق النصّ وكلام الأصحاب يقتضي أنّه لافرق بين الأمة وبين القنّ والمدبّرة واُمّ الولد والمكاتبة المشروطة والمطلقة التي لم تؤدّ شيئاً. وفي المدارك : يحتمل إلحاق اُمّ الولد مع حياة ولدها بالحرّه ؛ لصحيحة محمّد بن مسلم ، ويمكن حمله على الاستحباب إلّا أنّه يتوقّف على وجود المعارض ». وراجع :مدارك الأحكام ، ج ٣ ، ص ١٩٩.

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، ح ٨٥٥ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ١٠٨١ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم ، وتمام الرواية فيه : « المرأة تصلّي في الدرع والمقنعة إذا كان كثيفاً يعني ستيراً ». وفي الكافي ، كتاب النكاح ، باب قناع الإماء واُمّهات الأولاد ، صدر ح ١٠٢٤٣ ؛وعلل الشرائع ، ص ٣٤٦ ، صدر ح ٣ ، بسندهما عن محمّد بن مسلم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، صدر ح ١٠٨٥ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم ، وتمام الرواية في الثلاثة الأخيرة هكذا : « ليس على الأمة قناع في الصلاة »الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٥ ، ح ٦١٢٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٩ ، ح ٥٤٧٩ ، إلى قوله : « كان كثيفاً فلا بأس به » ؛ وفيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٥٥٤٣ ؛ وص ٣٨٧ ، ح ٥٤٧٤ ، قطعة منه ؛ وفيه ، ص ٤٠٩ ، ح ٥٥٥٤ ، من قوله : « قلت : الأمة تغطّي ».

(٤). في « بث » : « عن الرجل ».

(٥). في « ظ ، بخ » والوافي : + « واحد ».

(٦). فيمرآة العقول : « الظاهر كراهة الإمامة بغير رداء إذا كان في القميص فقط لامطلقاً ، كما ذكره الأصحاب ».

(٧). في « ى » : « وعمامة ».

٣٨٣

يَرْتَدِي بِهَا ».(١)

٥٣٣٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى(٢) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَنَّهُ(٣) قَالَ : « إِيَّاكَ وَالْتِحَافَ الصَّمَّاءِ ».

قُلْتُ : وَمَا الْتِحَافُ الصَّمَّاءِ؟

قَالَ : « أَنْ تُدْخِلَ الثَّوْبَ مِنْ تَحْتِ جَنَاحِكَ ، فَتَجْعَلَهُ عَلى مَنْكِبٍ وَاحِدٍ(٤) ».(٥)

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥٢١ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيارالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٣ ، ح ٦١٤٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥٢ ، ذيل ح ٥٦٩٢ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٩١.

(٢). فيالاستبصار : - « بن عيسى ».

(٣). في « بخ » والوافي : - « أنّه ».

(٤). التحاف الصَمّاء مكروه بالإجماع ، واختلف في تفسيره فعن أبي عبيدة : « اشتمال الصمّاء أن تجلّل جسدك بثوبك ، نحو شملة الأعراب بأكسيتهم ، وهو أن يردّ الكساءَ من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الأيسر ، ثمّ يردّه ثانيةً من خلفه على يده اليمنى وعاتقه الأيمن فيغطّيهما جميعاً ». وإنّما قيل لها : صمّاء ؛ لأنّه يسدّ على يديه ورجليه المنافذ كلّها كالصخرة الصمّاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع. وعنه أيضاً : إنّ الفقهاء يقولون : هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ، ثمّ يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فيبدو منه فرجة. وفسّره الشيخ بقوله : « هو أن يلتحف بالإزار ويدخل طرفيه من تحت يده ويجمعهما على منكب واحد كفعل اليهود ». وقيل غير ذلك ، وقال العلّامة : « تفسير الفقهاء أولى ؛ لأنّهم أعرف ، وما ذكره الشيخ أصحّ الأقوال » ثمّ ذكر هذا الحديث دليلاً على قول الشيخ. وقال العلّامة الفيض : « في هذا التفسير - أي ما في الحديث - إجمال » ، ثمّ ذكر التفاسير وقال : « وما في الحديث لا ينافي شيئاً من هذه التفاسير ». اُنظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٦٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٥٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٨٩ ( صمم ) ؛ المبسوط ، ج ١ ، ص ٨٣ ؛ النهاية ، ص ٩٧ ؛منتهى المطلب ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ؛ ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٦٠ ؛ الحبل المتين ، ص ٦١٣ و ٦١٤.

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٨٤١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ، ح ١٤٧٤ ، معلّقاً عن الكليني. معاني الأخبار ، ص ٣٩٠ ، ح ٣٢ ، بسند عن حمّاد بن عيسى. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٧٩٦ ، معلّقاً عن زرارة. معاني الأخبار ، ص ٢٨١ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٧ ، ح ٦١٥٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٥٥١٦.

٣٨٤

٥٣٣٨/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ يُصَلِّي فِي سَرَاوِيلَ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ ، قَالَ : « يَجْعَلُ التِّكَّةَ(١) عَلى عَاتِقِهِ ».(٢)

٥٣٣٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، قَالَ :

سَأَلَ مُرَازِمٌ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - وَأَنَا مَعَهُ حَاضِرٌ - عَنِ الرَّجُلِ الْحَاضِرِ(٣) يُصَلِّي فِي إِزَارٍ(٤) مُرْتَدِياً(٥) بِهِ؟

قَالَ : « يَجْعَلُ عَلى رَقَبَتِهِ مِنْدِيلاً أَوْ عِمَامَةً يَتَرَدّى بِهِ(٦) ».(٧)

٥٣٤٠/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(٨) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَوَشَّحَ(٩) بِإِزَارٍ فَوْقَ الْقَمِيصِ(١٠)

____________________

(١). « التِكَّةُ » : رباط السراويل ، والجمع تِكَك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٠٦ ( تكك ).

(٢). الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٧٨٦ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥١٩ ، بسنده آخر ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٩ ، ح ٦١٣٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥٣ ، ح ٥٦٩٦.

(٣). في « بخ » : - « عن الرجل الحاضر ».

(٤). في « بح » : + « مؤتزر ».

(٥). في « ظ ، بخ ، بس » والوافي والوسائل ، ح ٥٤٨٢والتهذيب : « مؤتزراً ». والارتداء والتردّي : التوشّح ، أي اللبس ، ولبس الرداء. انظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣١٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٩ ( ردى ).

(٦). في « بح »والتهذيب : « بها ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥١٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨١ ، ح ٦١٤٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٥٤٨٢ ؛ وص ٤٥٣ ، ح ٥٦٩٥ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٩٢.

(٨). فيالتهذيب : « عدّة من أصحابنا ».

(٩). في « بح ، جن » : « أن يتوشّح ».

(١٠). فيالاستبصار : « قميص ».

٣٨٥

وَأَنْتَ تُصَلِّي ، وَلَاتَتَّزِرْ بِإِزَارٍ فَوْقَ الْقَمِيصِ(١) إِذَا أَنْتَ(٢) صَلَّيْتَ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ زِيِّ(٣) الْجَاهِلِيَّةِ ».(٤)

٥٣٤١/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلِّيَ(٥) أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَإِزَارُهُ مُحَلَّلَةٌ(٦) ؛ إِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله حَنِيفٌ(٧) ».(٨)

٥٣٤٢/ ٩. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ رِفَاعَةَ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ(٩) أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَّزِراً(١٠) بِهِ ،

____________________

(١). فيالتهذيب : - «وأنت تصلّي- إلى -إذا أنت ».

(٢). في « جن » : - « أنت ».

(٣). « الزِيُّ » : اللباس والهيئة. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٦٦ ( زوى ).

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٨٤٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٨ ، ح ١٤٧٣ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٥ ، ح ٦١٥٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٥ ، ح ٥٥٠٤.

(٥). في « جن » : « بأن يصلّي ».

(٦). فيالوافي والفقيه والتهذيب ، ص ٢١٦والاستبصار : « محلولة ». وفيمرآة العقول : « يدلّ على أنّ شدّ الإزار أولى ، وحمل على عدم كشف العورة في حال من أحوال الصلاة ».

(٧). « الحنيف » : المائل إلى الاستقامة ؛ من الحَنَف ، وهو الميل عن الضلال إلى الاستقامة. والمراد به هنا ما لا حرج فيه ولا ضيق. اُنظر :المفردات للراغب ، ص ٢٦٠ ( حنف ) ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٤.

(٨).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٥٧ ، ح ١٤٧٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٤٩٢ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد.التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٨٥٠ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦٧ ، ح ٨٢٧ ، معلّقاً عن زياد بن سوقة. راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٣٣٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٤٩٣الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٤ ، ح ٦١١٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٣ ، ح ٥٤٩٥ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ١٨٥.

(٩). فيالتهذيب : « سأل ».

(١٠). فيالوافي والتهذيب : « يأتزر ».

٣٨٦

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ(١) إِذَا رَفَعَهُ إِلَى الثُّنْدُوَتَيْنِ(٢) ».(٣)

٥٣٤٣/ ١٠. وَعَنْهُ(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي(٥) الرَّجُلِ يُصَلِّي ، فَيُدْخِلُ(٦) يَدَيْهِ(٧) تَحْتَ(٨) ثَوْبِهِ ، قَالَ : « إِنْ(٩) كَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ آخَرُ - إِزَارٌ أَوْ سَرَاوِيلُ - فَلَا بَأْسَ ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ ذلِكَ ؛ وَإِنْ أَدْخَلَ يَداً وَاحِدَةً ، وَلَمْ يُدْخِلِ الْأُخْرى ، فَلَا بَأْسَ ».(١٠)

٥٣٤٤/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « ظ » : - « به ».

(٢). فيالتهذيب : « الثديين ». و « الثندوتان » : تثنية الثندوة ، وهي لحم الثدي ، وقيل : أصله ، وعن ابن السكّيت : هي اللحم الذي حول الثدي ، ومن همزها ضمّ أوّلها ، ومن لم يهمز فتحه. وعن غيره : الثندوة للرجل ، والثدي للمرأة. اُنظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٠٦ ( ثند ).

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٨٤٩ ، بسنده عن صفوان ، عن رفاعة بن موسىالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨١ ، ح ٦١٤٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٥٤٨١.

(٤). الظاهر رجوع الضمير إلى أحمد بن إدريس ؛ فقد روى أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] عن أحمد بن الحسن [ بن عليّ بن فضّال ] في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٧ - ٤٣٩ ؛ وج ١٥ ، ص ٣١٣ - ٣١٥. فعليه ما ورد فيالوسائل ، ذيل ح ٥٦٣٠ ، من إرجاع الضمير إلى محمّد بن يحيى ، لايخلو من تأمّلٍ.

(٥). فيالوافي : « قال : سألته عن » بدل « في ».

(٦). في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « يدخل » بدون الفاء.

(٧). فيالوافي : « يده ».

(٨). في حاشية « بث » والوافي : « في » بدل « تحت ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالتهذيب . وفي المطبوع : « إذا ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، ح ١٤٧٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٤٩٤ ، بسندهما عن أحمد بن الحسن بن عليّالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٩٨ ، ح ٦١٨٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ذيل ح ٥٦٣٠.

٣٨٧

عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ : إِزَارٍ ، وَدِرْعٍ ، وَخِمَارٍ(١) ؛ وَلَايَضُرُّهَا(٢) بِأَنْ تُقَنِّعَ(٣) بِالْخِمَارِ ؛ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَثَوْبَيْنِ : تَتَّزِرُ(٤) بِأَحَدِهِمَا ، وَتُقَنِّعُ بِالْآخَرِ ».

قُلْتُ : فَإِنْ(٥) كَانَ دِرْعٌ(٦) وَمِلْحَفَةٌ(٧) لَيْسَ عَلَيْهَا مِقْنَعَةٌ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ إِذَا تَقَنَّعَتْ بِمِلْحَفَةٍ(٨) ؛ فَإِنْ لَمْ تَكْفِهَا ، فَلْتَلْبَسْهَا(٩) طُولاً ».(١٠)

____________________

(١). « الخِمار » : النصيف ، وهو ثوب تتغطّى به المرأة فوق ثيابها كلّها ، سمّي نصيفاً ؛ لأنّه نَصَفٌ بين الناس‌وبينها فحجز أبصارهم عنها. أو الخِمار : ما تغطّي به المرأة رأسها. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥٧ ( خمر ) ؛ وج ٩ ، ص ٣٣٢ ( نصف ).

(٢). في « بس » : « ولا تضرّها ».

(٣). قرأه العلّامة الفيض فيالوافي من باب التفعلّ ، حيث قال : « تقنّعها بالخمار : أن تواري به رأسها وشعرها وعنقها ، وعنى بنفي الضرر نفيه في الاكتفاء في ستر رأسها بالثوب الواحد الذي هو الخمار ». وقرأه العلّامة المجلسي من باب التفعيل ، حيث قال فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لايضرّها ، يمكن أن يراد به الصلاة في الثلاثة الأثواب ، لكن مشروطاً بأن تقنّع بالخمار ، فالمستتر في « يضرّها » راجع إلى الثلاثة الأثواب ، والبارزة إلى المرأة ، أو يكون المراد بالتقنيع إسدال القناع على الرأس من غير لفّ ، لكنّه بعيد ، وكذا لو قرئ : تقنع ، بالتخفيف من القناعة ، أي تقنع به من دون إزار ، بعيد أيضاً ، والأوّل أظهر ».

(٤). فيالتهذيب : « تأتزر ».

(٥). فيالتهذيب : « وإن ».

(٦). فيالتهذيب والاستبصار : « درعاً ».

(٧). « الملحْفَة » : اللباس فوق سائر اللباس من دِثار البرد ونحوه ، كاللِحاف والمِلْحَف. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣٤ ( لحف ).

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل . وفي المطبوع : « بالملحفة ».

(٩). في « جن » : « فتلبسها ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، ح ٨٥٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ، ح ١٤٨٠ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، =

٣٨٨

٥٣٤٥/ ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِأَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَثَوْبُهُ عَلى ظَهْرِهِ وَمَنْكِبَيْهِ(١) ، فَيُسْبِلُهُ(٢) إِلَى الْأَرْضِ ، وَلَايَلْتَحِفُ بِهِ ». وَأَخْبَرَنِي مَنْ رَآهُ يَفْعَلُ ذلِكَ.(٣)

٥٣٤٦/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَشْتَمِلُ فِي صَلَاتِهِ(٤) بِثَوْبٍ وَاحِدٍ؟

قَالَ : « لَا يَشْتَمِلُ(٥) بِثَوْبٍ وَاحِدٍ(٦) ، فَأَمَّا أَنْ يَتَوَشَّحَ فَيُغَطِّيَ مَنْكِبَيْهِ(٧) ، فَلَا بَأْسَ ».(٨)

____________________

= ص ٣٧٣ ، ح ١٠٨٤ ، بسند آخر ، من قوله : « قلت : فإن كان درع وملحفة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٦ ، ح ٦١٢٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٥٥٤٤.

(١). في « ظ » : « ومنكبه ».

(٢). في « بس » : « فيسيله ». وإسبال الثوب : تطويله وإرساله إلى الأرض. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٢١ ( سبل ). وفيمرآة العقول : « يدلّ على عدم كراهة إسدال الرداء ، فيحمل ما ورد من أنّه زيّ اليهود على ما إذا ألقاه على رأسه ».

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٦ ، ح ٦١٥٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ح ٥٤٩٦.

(٤). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالوسائل والتهذيب . وفي « بح » : « صلواته ». وفي المطبوع : « صلاة ».

(٥). فيمرآة العقول : « المراد بالاشتمال إمّا التلفّف فيه ، فالنهي لمنافاته لبعض أفعال الصلاة ؛ أو مطلق اللبس ، فلكراهة الصلاة في ثوب واحد لايستر المنكبين ».

(٦). في « بح » : - « قال : لايشتمل بثوب واحد ».

(٧). في « بث » : + « فقال ».

(٨).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٥ ، ح ٨٤٥ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٧ ، ح ٦١٥٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٥٥١٧.

٣٨٩

٥٣٤٧/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَصْلُحُ(١) لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الْخُمُرِ وَالدُّرُوعِ(٢) مَا لَايُوَارِي شَيْئاً »(٣) .(٤)

٥٣٤٨/ ١٥. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي فَلَاةٍ(٥) مِنَ الْأَرْضِ ، لَيْسَ(٦) عَلَيْهِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ ، وَأَجْنَبَ فِيهِ ، وَلَيْسَ(٧) عِنْدَهُ مَاءٌ : كَيْفَ يَصْنَعُ؟

قَالَ : « يَتَيَمَّمُ ، وَيُصَلِّي عُرْيَاناً قَاعِداً(٨) يُومِئُ إِيمَاءً(٩) ».(١٠)

٥٣٤٩/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

____________________

(١). في « ى ، بخ » والوافي : « لاتصلح ».

(٢). في « بث ، بس » : « الدرع ».

(٣). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ما لايواري شيئاً ، ظاهره حكاية اللون أيضاً ، وهو إجماعيّ ، وإنّما الخلاف في ما إذا حكى الحجم وستر اللون ، والأحوط الترك إلّا مع الضرورة فتصلّى فيها ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، ح ٨٦١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١٤٨٥ ، معلّقاً عن الكليني.الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٧٩ ، ح ٦١٣٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ ، ح ٥٤٧٥.

(٥). « الفلاة » : المفازة ، أو هي التي لا ماء فيها ، أو هي الصحراء الواسعة ، أو غير ذلك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٦٤ ( فلا ).

(٦). فيالوسائل : + « وليس ».

(٧). في « ى » : « فليس ».

(٨). فيالتهذيب ، ج ١والاستبصار : « قائماً ».

(٩). فيالتهذيب ، ج ٢ : « ويومئ » بدل « ويومئ إيماءً ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٣ ، ح ٨٨١ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ١ ، ص ٤٠٥ ، ح ١٢٧١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٥٨٢ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤١ ، ح ٦٣٠١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٨٦ ، ح ٤٢٤٨.

٣٩٠

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ سَفِينَةٍ عُرْيَاناً ، أَوْ سُلِبَ ثِيَابَهُ ، وَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً يُصَلِّي فِيهِ؟

فَقَالَ : « يُصَلِّي إِيمَاءً ؛ فَإِنْ(١) كَانَتِ امْرَأَةً ، جَعَلَتْ يَدَهَا(٢) عَلى فَرْجِهَا ؛ وَإِنْ كَانَ رَجُلاً ، وَضَعَ يَدَهُ عَلى سَوْأَتِهِ(٣) ، ثُمَّ يَجْلِسَانِ ، فَيُومِئَانِ إِيمَاءً ، وَلَايَسْجُدَانِ وَلَا يَرْكَعَانِ(٤) ، فَيَبْدُو مَا(٥) خَلْفَهُمَا ، تَكُونُ(٦) صَلَاتُهُمَا إِيمَاءً بِرُؤُوسِهِمَا ».

قَالَ(٧) : « وَإِنْ كَانَا فِي مَاءٍ ، أَوْ بَحْرٍ لُجِّيٍّ(٨) ، لَمْ يَسْجُدَا عَلَيْهِ ، وَمَوْضُوعٌ عَنْهُمَا التَّوَجُّهُ فِيهِ، يُومِئَانِ(٩) فِي ذلِكَ إِيمَاءً رَفْعُهُمَا تَوَجُّهٌ(١٠) وَوَضْعُهُمَا(١١) ».(١٢)

____________________

(١). في « بث ، بس »والوسائل والتهذيب : « وإن ».

(٢). في « بخ ، بس » : « يديها ».

(٣). « السوأة » : العورة ، وهي فرج الرجل والمرأة ، سمّيت سوأة لأنّ انكشافها للناس يسوء صاحبها. المصباح‌المنير ، ص ٢٩٨ ( سوأ ).

(٤). فيالتهذيب : « لا يركعان ولا يسجدان ».

(٥). في « بخ » : - « ما ».

(٦). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « يكون ».

(٧). في « جن » : - « قال ».

(٨). « لُجِّيٍّ » : منسوب إلى لُجّة البحر ، وهي حيث لا يدرك قعره ، أو الماء الذي لا يرى طرفاه. وقيل : لجّة البحر : تردّد أمواجه. اُنظر :المفردات للراغب ، ص ٧٣٦ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ( لجج ).

(٩). فيالتهذيب ، ج ٢ : « فيومئان ».

(١٠). في « ظ ، ى ، بث ، بخ » : « بوجه ». وفي « بح » : « يوجّه ».

(١١). فيالتهذيب ، ج ٢ : + « توجّه ».

(١٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٧٨ ، ح ٤٠٣ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، ح ١٥١٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٦٨ ، ذيل ح ١٣٤٩ ، من قوله : « فإن كانت امرأة جعلت يدها »الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٧ ، ح ٦٢٨٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٤٩ ، ح ٥٦٨٧.

٣٩١

٦٠ - بَابُ اللِّبَاسِ الَّذِي تُكْرَهُ (١) الصَّلَاةُ فِيهِ وَمَا لَاتُكْرَهُ (٢)

٥٣٥٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

سَأَلَ زُرَارَةُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي(٣) الثَّعَالِبِ وَالْفَنَكِ(٤) وَالسِّنْجَابِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْوَبَرِ؟

فَأَخْرَجَ كِتَاباً زَعَمَ أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أَنَّ الصَّلَاةَ فِي وَبَرِ كُلِّ شَيْ‌ءٍ حَرَامٍ أَكْلُهُ ، فَالصَّلَاةُ فِي وَبَرِهِ(٥) وَشَعْرِهِ وَجِلْدِهِ وَبَوْلِهِ وَرَوْثِهِ(٦) وَكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ فَاسِدَةٌ(٧) ، لَا تُقْبَلُ تِلْكَ الصَّلَاةُ حَتّى تُصَلِّيَ(٨) فِي غَيْرِهِ مِمَّا أَحَلَّ اللهُ أَكْلَهُ ».

____________________

(١). في « بث ، بح ، جن » : « يكره ».

(٢). في « بث ، بح » : « لا يكره ».

(٣). في « جن » : + « وبر ».

(٤). « الفنك » ، بالتحريك : دابّة يتّخذ منهما الفَرْو ، وهو ما يلبس من الجلد ، وفروتها أطيب أنواع الفِراء وأشرفها وأعدلها ، صالح لجميع الأمزجة المعتدلة. وقيل : الفَنَك : جلد يلبس ، معرّب. اُنظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٠٥ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٨٠ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٦٠ ( فنك ).

(٥). في الحبل المتين ، ص ٦٠١ : « لايخفى أنّ ما يتراءى من التكرار في عبارة هذا الحديث من قوله : إنّ الصلاةفي وبر كلّ شي‌ء حرام أكله فالصلاة في وبره وشعره ، إلى آخره ، وكذا ما يلوح من الحزازة في قوله : لايقبل تلك الصلاة حتّى يصلّى في غيرها ممّا أحلّ الله أكله ، يعطي أنّ لفظ الحديث لابن بكير وأنّه نقل ما في ذلك الكتاب بالمعنى ، ويمكن أن يكون هذا التصرّف وقع من بعض رجال السند سوى ابن بكير ، وكيف كان فالمقصود ظاهر لاسترة فيه ». ونحوه فيالوافي .

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب والاستبصار. وفي المطبوع والوافي : + « وألبانه ». إلّا أنّ هذه الزيادة فيالوافي بين المعقوفين.

(٧). في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والاستبصار : « فاسد ». وما أثبتناه موافق للمطبوعوالتهذيب والوافي .

(٨). في « ظ ، ى ، بح ، جن »والتهذيب والاستبصار : « يصلّي ».

٣٩٢

ثُمَّ قَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، هذَا عَنْ(١) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، فَاحْفَظْ ذلِكَ يَا زُرَارَةُ ؛ فَإِنْ(٣) كَانَ مِمَّا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ، فَالصَّلَاةُ(٤) فِي وَبَرِهِ وَبَوْلِهِ وَشَعْرِهِ وَرَوْثِهِ وَأَلْبَانِهِ وَكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ جَائِزَةٌ(٥) إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ ذَكِيٌّ قَدْ ذَكَّاهُ الذَّبْحُ ؛ فَإِنْ(٦) كَانَ غَيْرَ ذلِكَ مِمَّا قَدْ نُهِيتَ عَنْ أَكْلِهِ وَحَرُمَ(٧) عَلَيْكَ(٨) أَكْلُهُ ، فَالصَّلَاةُ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ فَاسِدَةٌ(٩) ، ذَكَّاهُ الذَّبْحُ أَوْ لَمْ يُذَكِّهِ ».(١٠)

٥٣٥١/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ عَيْثَمِ بْنِ أَسْلَمَ النَّجَاشِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْفِرَاءِ؟

قَالَ(١١) : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - رَجُلاً صَرِداً(١٢) لَاتُدْفِئُهُ(١٣)

____________________

(١). في « ى » : « من ».

(٢). فيالتهذيب : + « والله ».

(٣). فيالوافي : « وإن ».

(٤). في « بث » : + « فيه و ».

(٥). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جن »والوسائل : « جائز ».

(٦). في « بس » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « وإن ».

(٧). فيالتهذيب والاستبصار : « أو حرم ».

(٨). في « ى » : « عليه ».

(٩). في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل : « فاسد ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٨١٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٤٥٤ ، معلّقاً عن الكليني. راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ، ح ٨١١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ، ح ١٤٥٠الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠١ ، ح ٦١٩٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٥ ، ح ٥٣٤٤.

(١١). في « بخ ، بس » والوافي والتهذيب : « فقال ».

(١٢). « الصَرِد » ككتف : من يجد البرد سريعاً ومن يشتدّ عليه البرد ولا يطيقه. وهو أيضاً من هو قويّ على البرد ، فهو من الأضداد ؛ من الصَرْد بمعنى البرد ، فارسيّ معرّب. اُنظر :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٤٨ ( صرد ).

(١٣). في « بخ » والوافي والوسائل ، ح ٥٧٣٠ : « لا يدفئه ». وفيالتهذيب : « فلا تدفئه ». ولا تدفئه ، أي لا تسخّنه ؛ =

٣٩٣

فِرَاءُ(١) الْحِجَازِ ؛ لِأَنَّ دِبَاغَتَهَا(٢) بِالْقَرَظِ(٣) ، فَكَانَ(٤) يَبْعَثُ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَيُؤْتى مِمَّا قِبَلَهُمْ(٥) بِالْفَرْوِ ، فَيَلْبَسُهُ ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَلْقَاهُ ، وَأَلْقَى الْقَمِيصَ الَّذِي تَحْتَهُ(٦) ، الَّذِي يَلِيهِ(٧) ، فَكَانَ(٨) يُسْأَلُ عَنْ ذلِكَ ، فَقَالَ(٩) : إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ يَسْتَحِلُّونَ لِبَاسَ الْجُلُودِ الْمَيْتَةِ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ دِبَاغَهُ ذَكَاتُهُ ».(١٠)

____________________

= من الدِفْ‌ء بمعنى السخونة. والدِفْ‌ء والدَفَأُ أيضاً : نقيض حِدّة البرد. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٥ ( دفأ ).

(١). « الفِراء » : جمع الفَرْو والفَرْوَة ، وهو الذي يلبس من الجلد ، وقيل : الفروة إذا لم يكن عليها وَبَر أو صوف لم‌تسمّ فروة. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٥١ - ١٥٢ ( فرا ).

(٢). في « بث ، بح ، بس »والوسائل ، ح ٥٧٣٠والتهذيب : « دباغها ».

(٣). في « بح » : « بالقراظ ». وقال الجوهري : « القَرَظُ : ورق السَلَم - وهو شجر العضاه وهو من شجر الشوك - يُدْبَغْ به ». وقال الفيّوميّ : « القَرَظ : حبّ معروف يخرج في غُلْف كالعدس من شجر العضاه. وبعضهم يقول : القرظ : ورق السلم يُدْبَغ به الأديم ، وهو تسامح ؛ فإنّ الورق لا يُدْبَغ به وإنّما يدبغ بالحبّ. وبعضهم يقول : القرظ : شجر ، وهو تسامح أيضاً ؛ فإنّهم يقولون : جنيت القرظ ، والشجر لايُجْنى وإنّما يُجْنى ثمره ، يقال : قرظت قَرْظاً ، من باب ضرب إذا جنيته أو جمعته ، وقرظت الأديم قَرْظاً أيضاً : دَبَغْتُه بالقَرَظ ». اُنظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٧٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٩٩ ( قرظ ).

(٤). في « بخ » والوافي : « وكان ». وفيالوسائل ، ح ٤٢٩٢ : « كان ».

(٥). في حاشية « بث ، بس »والوسائل والتهذيب : « قبلكم ».

(٦). في « بث »والوسائل والتهذيب : - « الذي تحته ».

(٧). في « ى » : - « الذي يليه ». وفيالوافي : « لعلّ اجتنابهعليه‌السلام كان استحباباً واحتياطاً ؛ لما يأتي من جواز الاكتفاءبعدم العلم ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣٠٩ : « يمكن حمله على الاستحباب ؛ إذ لوكان في حكم الميتة لم يكن يلبسهعليه‌السلام ولاخلاف في عدم جواز الصلاة في جلد الميتة ولو دبغ ، حتّى أنّ ابن الجنيد مع قوله بطهارته بالدباغ منع من الصلاة فيه ، ولكن خصّه الأصحاب أكثر بميتة ذي النفس ».

(٨). فيالوافي : « وكان ».

(٩). فيالتهذيب : « فيقول ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٧٩٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٦ ، ح ٦٢٣٢ ؛الوسائل ، =

٣٩٤

٥٣٥٢/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ وَأَبَا الْحَسَنِعليهما‌السلام (١) عَنْ لِبَاسِ الْفِرَاءِ وَالصَّلَاةِ فِيهَا ، فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِيهَا إِلَّا فِيمَا كَانَ مِنْهُ ذَكِيّاً ».

قَالَ : قُلْتُ : أَوَلَيْسَ الذَّكِيُّ مِمَّا(٢) ذُكِّيَ بِالْحَدِيدِ؟

فَقَالَ : « بَلى إِذَا كَانَ مِمَّا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ ».

قُلْتُ : وَمَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ(٣) مِنْ غَيْرِ الْغَنَمِ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِالسِّنْجَابِ ؛ فَإِنَّهُ دَابَّةٌ لَاتَأْكُلُ اللَّحْمَ ، وَلَيْسَ(٤) هُوَ(٥) مِمَّا نَهى عَنْهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ إِذْ نَهى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ وَمِخْلَبٍ(٦) ».(٧)

٥٣٥٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تُكْرَهُ(٨) الصَّلَاةُ فِي الْفِرَاءِ إِلَّا مَا صُنِعَ فِي‌

____________________

= ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٥٧٣٠ ؛ وج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ٤٢٩٢.

(١). فيالتهذيب : - « وأبا الحسنعليهما‌السلام ».

(٢). فيالوافي والتهذيب : « ما ».

(٣). في « جن » : - « ما يؤكل لحمه ». وفيالوسائل ، ح ٥٣٥٤والتهذيب : « وما لا يؤكل لحمه ». وفيالوافي : « لعلّ « ما » في « ما يؤكل لحمه من غير الغنم » استفهاميّة ؛ يعني أيّ شي‌ء يؤكل لحمه ممّا يلبس فراؤه من غير الغنم ». وفيمرآة العقول : « في بعض نسخالتهذيب : وما لا يؤكل لحمه ، وهو أظهر ».

(٤). في « بث » : « فليس ».

(٥). في « ى » : - « هو ».

(٦). « الـمِخْلَب » ، بكسر الميم : هو للطائر والسبع كالظُفُر للإنسان ؛ لأنّ الطائر يَخْلِب بمخلبه الجلد ، أي يقطعه ويمزّقه. اُنظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٢ ؛ المصباح المنير ، ص ١٧٦ ( خلب ).

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٧٩٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٢ ، ح ٦١٩٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٥٣٥٤ ؛ وفيه ، ص ٣٤٥ ، ح ٥٣٤٥ ، إلى قوله : « إذا كان ممّا يؤكل لحمه ».

(٨). في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « يكره ».

٣٩٥

أَرْضِ(١) الْحِجَازِ ، أَوْ مَا(٢) عُلِمَتْ مِنْهُ ذَكَاةٌ ».(٣)

٥٣٥٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي أَدْخُلُ سُوقَ الْمُسْلِمِينَ - أَعْنِي هذَا الْخَلْقَ الَّذِينَ(٤) يَدَّعُونَ الْإِسْلَامَ - فَأَشْتَرِي مِنْهُمُ الْفِرَاءَ لِلتِّجَارَةِ ، فَأَقُولُ لِصَاحِبِهَا : أَلَيْسَ هِيَ ذَكِيَّةٌ؟ فَيَقُولُ : بَلى : فَهَلْ يَصْلُحُ لِي أَنْ أَبِيعَهَا عَلى أَنَّهَا ذَكِيَّةٌ؟

فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنْ لَابَأْسَ أَنْ تَبِيعَهَا(٥) وَتَقُولَ : قَدْ شَرَطَ لِيَ(٦) الَّذِي اشْتَرَيْتُهَا مِنْهُ أَنَّهَا ذَكِيَّةٌ ». قُلْتُ : وَمَا أَفْسَدَ ذلِكَ؟

قَالَ : « اسْتِحْلَالُ أَهْلِ الْعِرَاقِ لِلْمَيْتَةِ(٧) ، وَزَعَمُوا أَنَّ دِبَاغَ جِلْدِ الْمَيْتَةِ(٨) ذَكَاتُهُ ، ثُمَّ لَمْ يَرْضَوْا أَنْ يَكْذِبُوا فِي ذلِكَ إِلَّا عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٩)

٥٣٥٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ(١٠) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « بح » : « فرو ».

(٢). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « جن » : « ومما ». وفي المطبوع : « أو ممّا ».

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٦ ، ح ٦٢٣١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥٢٦ ، ح ٤٣٦٤ ؛ وج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٥٧٢٩.

(٤). فيالتهذيب : « الذي ».

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ولكن لابأس ، هذا لايدلّ على عدم جواز الصلاة في ما يؤخذ منهم ، كمالايخفى ، بل على أنّه لايخبر بالعلم بالتذكية حينئذ ».

(٦). في « بح ، بخ » : « إلى ». وفيالتهذيب : - « لي ».

(٧). فيالوافي : « الميتة ».

(٨). فيالوافي : « الميت » بدل « جلد الميتة ».

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧٩٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٧٢٩٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥٠٣ ، ح ٤٢٩٣.

(١٠). فيالوسائل والكافي ، ح ١١٥٠٩ : - « وغيره ».

٣٩٦

عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ(١) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٢) ، الْمَيْتَةُ يُنْتَفَعُ بِشَيْ‌ءٍ مِنْهَا؟ قَالَ(٣) : « لَا ».

قُلْتُ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ ، فَقَالَ : « مَا كَانَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الشَّاةِ(٤) إِذْ(٥) لَمْ يَنْتَفِعُوا بِلَحْمِهَا أَنْ يَنْتَفِعُوا بِإِهَابِهَا(٦) ؟ ».

قَالَ(٧) : « تِلْكَ شَاةٌ(٨) لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ(٩) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَكَانَتْ(١٠) شَاةً مَهْزُولَةً لَا يُنْتَفَعُ بِلَحْمِهَا ، فَتَرَكُوهَا حَتّى مَاتَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا كَانَ عَلى أَهْلِهَا إِذْ(١١) لَمْ يَنْتَفِعُوا بِلَحْمِهَا أَنْ يَنْتَفِعُوا بِإِهَابِهَا أَنْ(١٢) تُذَكّى ».(١٣)

____________________

(١). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس » وحاشية « جن »والوسائل والكافي ، ح ١١٥٠٩. وفي « بح ، جن » والمطبوعوالتهذيب : « عليّ بن المغيرة ». والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم تفصيل الكلام في الكافي ، ذيل ح ٣٩٢٧ ، فلاحظ.

(٢). فيالوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ : - « جعلت فداك ».

(٣). فيالوافي والوسائل والكافي ، ح ١١٥٠٩ : « منها بشي‌ء؟ فقال » بدل « بشي‌ء منها؟ قال ».

(٤). في « بث » : - « الشاة ».

(٥). فيالوافي والوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ والكافي ، ح ١١٥٠٩ : « إذا ».

(٦). « الإهاب » : الجلد ، أو الجلد قبل الدبغ. اُنظر : الصحاح ، ج ١ ، ص ٨٩ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٨٣ ( أهب ).

(٧). فيالوافي والوسائل ، ح ٣٠٢٩٩والتهذيب : « فقال ».

(٨). فيالوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ والكافي ، ح ١١٥٠٩ : + « كانت ».

(٩). في « ظ ، ى ، بح ، بخ » والوافي : « زوجة ».

(١٠). في « بخ » : « كانت » بدون الواو.

(١١). في « بح » والوافي والوسائل ، ح ٣٠٢٩٩ والكافي ، ح ١١٥٠٩ : « إذا ».

(١٢). في « بخ » والوافي والكافي ، ح ١١٥٠٩والتهذيب : « أي ». وهو الظاهر منمرآة العقول ، حيث قال : « ويمكن أن يكون التفسير من كلام الصادقعليه‌السلام ومن الراوي أيضاً ».

(١٣). الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب ما ينتفع به من الميتة وما لا ينتفع به منها ، ح ١١٥٠٩. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧٩٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ٩ ، ص ٧٩ ، ح ٣٣٥ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٤١ ، ح ٤٢١٠ ، =

٣٩٧

٥٣٥٦/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(١) الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ :

كَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - : مَا تَقُولُ فِي الْفَرْوِ يُشْتَرى(٢) مِنَ السُّوقِ؟

فَقَالَ : « إِذَا كَانَ مَضْمُوناً(٣) ، فَلَا بَأْسَ ».(٤)

٥٣٥٧/ ٨. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ :

عَنْ رَجُلٍ سَأَلَ الْمَاضِيَعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي(٥) الثَّعَالِبِ ، فَنَهى عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا ، وَفِي الثَّوْبِ الَّذِي يَلِيهَا ، فَلَمْ أَدْرِ(٦) أَيُّ الثَّوْبَيْنِ : الَّذِي يَلْصَقُ بِالْوَبَرِ ، أَوِ الَّذِي يَلْصَقُ‌

____________________

= بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ١٩ ، ص ١٠١ ، ح ١٩٠١٠ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ٤٢٩١ ؛ وج ٢٤ ، ص ١٨٤ ، ح ٣٠٢٩٩.

(١). هكذا نقله العلّامة الخيبر السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - من نسخة رمز عنها بـ « خ » ، كما نقله من نسخة « ش » نقلاً من بعض النسخ. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والمطبوعوالوسائل : « الحسين ».

ومحمّد بن الحسن هذا ، هو محمّد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري المذكور في رجال البرقي ، ص ٥١ ؛ورجال الطوسي ، ص ٣٦٦ ، الرقم ٥٤٣٩ ، وروى في الكافي ، ح ١٥٧ بعنوان محمّد بن الحسن بن أبي خالد شينولة عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وتوسّط في بعض الأسناد بين عليّ بن مهزيار وبين أبي جعفر [ الثانى ]عليه‌السلام بعنوان محمّد بن الحسن الأشعري. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٨٢ - ٣٨٣. هذا ، ومحمّد بن الحسين الملقّب بالأشعري ، لم نجد له ذكراً في كتب الرجال.

(٢). فيالوافي : « نشتري ».

(٣). قولهعليه‌السلام : « مضموناً » ، فيالوافي : « يعني إذا ضمن البائع ذكاته » ، وفيمرآة العقول : « أي مأخوذاً من مسلم أو ممّن لايستحلّ الميتة بالدباغ أو ممّن يخبر بتذكيته ».

(٤).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٧٢٩٧ ؛ وج ٧ ، ص ٤١٩ ، ح ٦٢٣٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٩٣ ، ح ٤٢٦٩ ؛ وج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٥٧٣١.

(٥). فيالوافي - نقلاً عن نسخة -والتهذيب والاستبصار : + « جلود ».

(٦). في « ى » وحاشية « بح »والاستبصار : « فلم يدر ».

٣٩٨

بِالْجِلْدِ(١) ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام بِخَطِّهِ : « الَّذِي(٢) يَلْصَقُ بِالْجِلْدِ ».

قَالَ : وَذَكَرَ أَبُو الْحَسَنِ(٣) أَنَّهُ سَأَلَهُ(٤) عَنْ هذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِي الثَّوْبِ الَّذِي فَوْقَهُ ، وَلَافِي(٥) الَّذِي تَحْتَهُ(٦) ».(٧)

____________________

(١). في « بح » : « بالجلدة ».

(٢). في حاشية « بث ، بس » والوافي والاستبصار : « الثوب الذي ».

(٣). هكذا نقله العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - من نسخة رمز عنها بـ « ش » والعلّامة المجلسي‌فيمرآة العقول من بعض النسخ. وفي « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : + « عليه ‌السلام ». وذكر « عليه‌ السلام » في المطبوع نقلاً من بعض النسخ.

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ، وأنّ المراد من « أبو الحسن » ، هو عليّ بن مهزيار ؛ فقد كُنّي هو بأبي الحسن ، كما في رجال النجاشي ، ص ٢٥٣ ، الرقم ٦٦٤. فيكون مفادّ الخبر أنّ عليّ بن مهزيار بعد أن راى توقيعهعليه‌السلام سأل هو نفسه الإمام عن هذه المسألة ، فأجابه بغير ما أجاب الرجل.

فعليه ، الضمير المستتر في « قال وذكر أبو الحسن » ، راجع إلى محمّد بن عبدالجبّار.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، ح ١٤٤٦ ، بسنده عن عليّ بن مهزيار ، عن الرضاعليه‌السلام ، ولم يذكر « عليه ‌السلام » في ذيله بعد « أبوالحسن » ، كما أنّه لم يذكر في بعض نسخالتهذيب أيضاً.

(٤). في « ى » والوافي - نقلاً عن نسخة -والتهذيب : « سئل ».

(٥). في « بخ » والوافي : + « الثوب ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣١١ : « اعلم أنّ عبارات هذا الخبر لا تخلو من تشويش ، والذي يمكن توجيهه به هو أنّ عليّ بن مهزيار كتب إلى أبي الحسن الثالث وإلى العسكريّعليهما‌السلام وسأل عن تفسير الخبر الذي ورد عن أبي الحسن الثالث أو الثاني ، فأجابعليه‌السلام بالتفسير تقيّة ؛ حيث خصّ النهي بالذي يلصق به الجلد ؛ لأنّ جواز الصلاة في الوبر عندهم مشهور ، وأمّا الجلد فيمكن التخلّص باعتبار كونه ميتة غالباً فتكون التقيّة فيه أخفّ ، ويقول محمّد بن عبدالجبّار : إنّ أبا الحسن ، أي عليّ بن مهزيار بعد ما لقيهعليه‌السلام سأل عنه مشافهة فأجابعليه‌السلام بغير تقيّة بالجلد.

هذا على نسخة لم يوجد فيها «عليه‌السلام » ، وأمّا على تقديره كما في بعض النسخ فيمكن توجيهه على =

٣٩٩

٥٣٥٨/ ٩. عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ(١) ، قَالَ :

كَتَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ : عِنْدَنَا جَوَارِبُ وَتِكَكٌ(٢) تُعْمَلُ مِنْ وَبَرِ الْأَرَانِبِ ، فَهَلْ تَجُوزُ(٣) الصَّلَاةُ فِي وَبَرِ الْأَرَانِبِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ ، وَلَاتَقِيَّةٍ؟

فَكَتَبَعليه‌السلام : « لَا تَجُوزُ(٤) الصَّلَاةُ فِيهَا ».(٥)

٥٣٥٩/ ١٠. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام أَسْأَلُهُ : هَلْ يُصَلّى فِي قَلَنْسُوَةِ حَرِيرٍ مَحْضٍ ، أَوْ قَلَنْسُوَةِ دِيبَاجٍ(٦) ؟

____________________

= نسخة الماضي بأن يكون المكتوب إليه والذي سأل عنه الرجل واحداً وهو أبوالحسن الثالثعليه‌السلام ويكون المعنى أنّ عليّ بن مهزيار يقول : إنّي لـمّا لقيت أبا الحسنعليه‌السلام ذكر لي أنّ السائل الذي سألت عنهعليه‌السلام عن تفسير مسألته أجابهعليه‌السلام بالتفصيل حين سأله عنها فلم ينقله ، وجواب المكاتبة صدر عنهعليه‌السلام تقيّة. هذا غاية توجيه الكلام والله أعلم بالمرام ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٨٠٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، ح ١٤٤٦ ، بسندهما عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن عليّ بن مهزيار ، عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٤ ، ح ٦١٩٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥٧ ، ذيل ح ٥٣٨٢.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن عليّ بن مهزيار ، أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبدالجبّار.

(٢). « تكَك » : جمع تِكَّة ، وهي رباط السراويل. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٠٦ ( تكك ).

(٣). في « ى ، بخ ، بس » : « يجوز ».

(٤). في « بخ ، بس »والاستبصار ، ح ١٤٥١ : « لايجوز ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٨٠٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٤٥١ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار. وفيه ، ح ١٤٥٢ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ٨٠٥ ، بسند آخر ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٥ ، ح ٦٢٠٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥٦ ، ذيل ح ٥٣٧٧.

(٦). « الديباج » : ضرب من الثياب ، مشتقّ من الدَبْج بمعنى النقش والتزيّن ، فارسيّ معرّب. وقيل : هو الثوب الذي سداه ولحمته أبريسم وعندهم اسم للمنقّش ، فهو حرير منقوش. اُنظر : المغرب ، ص ١٥٩ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ( دبج ).

٤٠٠

٥٠

يحل لعليعليه‌السلام في المسجد ما يحل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

سليم عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي يده عسيب(١) رَطب ونحن في مسجده، فجعل يضربنا ويقول: لا ترقدوا في المسجد.

قال جابر: فخرجنا وأراد عليعليه‌السلام أن يخرج معنا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أين تخرج يا أخي؟! إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي. أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إن الله أمر موسى أن يبني مسجداً طاهراً طيباً لا يسكنه معه إلا هو وابناه شبر وشبير.

عليعليه‌السلام الذائد عن الحوض يوم القيامة

يا أخي، والذي نفسي بيده إنك لَلذائد عن حوضي بيدك كما يذود الرجل عن إبله الإبل الجربة، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي معك عصى من عوسج.(٢)

____________________

١. العسيب: جريدة من النخل كُشِط خوصها.

٢. العوسج: شجيرة من فصيلة الباذنجانيات، أغصانه شائكة وأزهاره مختلفة الألوان.

٤٠١

٥١

يحل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل بيته فقط

سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: كأني أنظر إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بصحن مسجده يقول:

«ألا إنه لا يحل مسجدي لجنب ولا لحائض غيري وغير أخي وغير ابنتي ونسائي وخدمي وحشمي. ألا هل سمعتم؟ ألا هل بيَّنت لكم؟ ألا لا تضلوا»، ينادي بذلك نداءً.

٤٠٢

٥٢

عليعليه‌السلام صديق الأمة وفاروقها

وذكر سليم بن قيس أنه جلس إلى سلمان وأبي ذر والمقداد في إمارة عمر بن الخطاب، فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشداً. فقالوا له: عليك بكتاب الله فألزِمه، وعلي بن أبي طالب فإنه مع الكتاب لا يفارقه.

وإنا نشهد أنا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «إن علياً مع القرآن والحق، حيثما دارَ دارَ.(١) إنه أول من آمن بالله وأول من يُصافحني يوم القيامة من أمتي،وهو الصديق الأكبر والفاروق بين الحق والباطل ، وهو وصيي ووزيري وخليفتي في أمتي ويقاتل على سنتي».

أبو بكر وعمر انتحلا اسم غيرهما!

فقال لهم الرجل: فما بال الناس يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق؟

فقالوا له(٢) :نحلهما الناس اسم غيرهما (٣) كما نحلوهما خلافة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإمرة المؤمنين ،

____________________

١. هكذا في النسخ بصيغة المفرد.

٢. من هنا إلى آخر الحديث في «الفضائل» هكذا:

فقالوا له: الناس تجهل حق عليعليه‌السلام . كما جهل خلافة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جهلا حق أمير المؤمنينعليه‌السلام . وما هما لهما باسم لأنهما اسم غيرهما. والله إن علياً هو الصديق الأكبر والفاروق الأزهر، والله إن علياً لخليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإنه أمير المؤمنين أمرنا وأمرهم به رسول الله فسلمنا إليه - جميعاً وهما معاً - بإمرة المؤمنين والفاروق الأزهر وأنه الصديق الأكبر.

٣. أورد الكاندهلوي في حياة الصحابة: ج ٢ ص ٢٢ عن ابن شهاب قال: بلغنا أن أول من قال لعمر «الفاروق» أهل الكتاب.

٤٠٣

وما هو لهما باسم لأنه اسم غيرهما. إن علياً لخليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين. لقد أمرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرهما معنا فسلَّمنا على عليعليه‌السلام بإمرة المؤمنين.(١)

____________________

١. ورد هذا الحديث في الإحتجاج للطبرسي بتفاوت كثير. ولذا نورد ما في الإحتجاج هيهنا:

قال سليم بن قيس: جلست إلى سلمان وأبي ذر والمقداد، فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشداً، فقال له سلمان: عليك بكتاب الله فألزمه وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام فإنه مع القرآن لا يفارقه، فإنا نشهد أنا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إن علياً يدور مع الحق حيث دار، وإن علياً هو الصديق والفاروق، يفرق بين الحق والباطل.

قال: فما بال القوم يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق؟

قال: نحلهما الناس اسم غيرهما كما نحلوهما خلافة رسول الله وإمرة المؤمنين. لقد أمرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرهما معنا فسلمنا جميعاً على علي بن أبي طالبعليه‌السلام بإمرة المؤمنين.

٤٠٤

٥٣

الدافع لحرب الجمل وصفين عند عليعليه‌السلام

سليم قال: سمعت علياًعليه‌السلام يقول يوم الجمل ويوم الصفين:

إني نظرت فلم أجد إلا الكفر بالله والجحود بما أنزل الله تعالى، أو الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فاخترت الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على الكفر بالله والجحود بما أنزل الله ومعالجة الأغلال في نار جهنم، إذا وجدت أعواناً على ذلك.

إني لم أزل مظلوماً منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلو وجدت قبل اليوم أعواناً على إحياء الكتاب والسنةكما وجدتهم اليوم لقاتلت ولم يسعني الجلوس.

٤٠٥

٥٤

أهل البيتعليهم‌السلام الشهداء على الناس

يحذر على الدين من ثلاثة رجال

سليم بن قيس قال: سمعت علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

احذروا على دينكمثلاثة رجال : رجل قرأ القرآن حتى إذا رآى عليه بهجته كأنَّ رداء للإيمان غيَّره إلى ما شاء الله، اخترط سيفه على أخيه المسلم ورماه بالشرك.

قلت: يا رسول الله، أيهما أولى بالشرك؟ قال: الرامي به منهما.

ورجل استخفَّته الأحاديث، كلما انقطعت أحدوثة كَذِب مثلها أطول منها. إن يدرك الدجال يتبعه.

ورجل آتاه الله عز وجل سلطاناً فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، وكذب، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لا طاعة لمن عصى الله.

العصمة هي المناط في طاعة النبي والأئمةعليهم‌السلام

إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال:( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) ، لأن الله إنما أمر بطاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنهمعصوم مطهرٌ لا يأمر بمعصية الله، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهممعصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية الله.

____________________

١. سورة النساء: الآية ٥٩.

٤٠٦

طريق أهل البيتعليهم‌السلام ينجي من الضلال

قال: ثم أقبل عليَّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام - حين فرغ من حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فقال: لا بد من رحى ضلالة، فإذا قامت طحنت وإن لطحنها روقاً وإن روقها حدَّتها وعلى الله فلُّها.

إن أبرار عترتي وطيِّب أُرومتي أحلم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً. ألا وبنا يفرِّج الله الضيِّق والزمان الكلب، وعلى أيدينا يغيِّر الكذب.

ألا وإنا أهل بيت من حكم الله حكمنا وقول صادق سمعنا، فإن تتبعوا سبيلنا وتسلكوا طريقنا وآثارنا تهتدوا ببصائرنا، وإن تخالفونا تهلكوا، وإن تقتدوا بنا تجدونا على الكتاب أمامكم،وإن تخالفونا لم تضروا بذلك إلا أنفسكم .

إن الله يسأل الشهداء من أهل البيتعليهم‌السلام عن أهل زمانهم

إن الله سائل أهل كل زمان ويُدعى الشهداء عليهم في زمانهم منا،فمن صدق صدقناه ومن كذب كذبناه .(١) إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو المنذر الهادي الرسول إلى الجن والأنس إلى يوم القيامة، لا نبي بعده ولا رسول، ولا ينزل بعد القرآن كتاباً.

ولكل أهل زمان هاد ودليل وإمام يهديهم ويدلُّهم ويرشدهم إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم؛ كلما مضى هاد خلَّف آخر مثله. هم مع الكتاب والكتاب معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حوضه.

____________________

١. يمكن قراءة هذه الفقرة بالتشديد هكذا: فمن صدَّق صدَّقناه ومن كذَّب كذَّبناه.

٤٠٧

إنا أهل بيت دعا الله لنا أبونا إبراهيمعليه‌السلام فقال: «فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم»(١) ، فإيانا عنى الله بذلك خاصة.

ونحن الذين عنى الله: «يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون» إلى آخر السورة(٢) ، فرسول الله الشاهد علينا ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه.

ونحن الذين عنى الله بقوله: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس» إلى آخر الآية.(٣) فلكل زمان منا إمام شاهد على أهل زمانه.(٤)

____________________

١. سورة إبراهيم: الآية ٣٧.

٢. سورة الحج: الآيتان ٧٧ و ٧٨. والآية الثانية هكذا: «وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير».

٣. سورة البقرة: الآية ١٤٣، وتمام الآية هكذا: «... ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم».

٤. ورد الحديث في خصال الصدوق بصورة أخصر وبتفاوت، وهذا نص ما في الخصال:

سليم بن قيس قال: سمعت علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: احذروا على دينكم ثلاثة رجال: رجلاً قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك. قلت: يا أمير المؤمنين، أيهما أولى بالشرك؟ قال: الرامي.

ورجلاً استخفَّته الأحاديث، كلما حدث أحدوثةَ كذبٍ مدها بأطول منها.

ورجلاً آتاه الله عز وجل سلطاناً فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. لا ينبغي للمخلوق أن يكون حبه لمعصية الله، فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصى الله، إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر. إنما أمر الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصيته وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته.

٤٠٨

٥٥

اعترافات سعد بن أبي وقاص بشأن أمير المؤمنينعليه‌السلام

قال سليم بن قيس: لقيت سعد بن أبي وقاص وقلت له: إني سمعت علياًعليه‌السلام يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «اتقوا فتنة الأُخَيْنِس (١) ،اتقوا فتنة سعد ، فإنه يدعو إلى خذلان الحق وأهله». فقال سعد: اللهمَّ إني أعوذ بك أن أبغض علياً أو يبغضني، أو أقاتل علياً أو يقاتلني، أو أعادي علياً أو يعاديني.

فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام على لسان سعد

إن علياً كانت له خصال لم تكن لأحد من الناس مثلها:

إنه صاحب براءة حين قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنه لا يبلغ عني إلا رجل مني».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله له يوم غزاة تبوك: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة، فإنه لا نبي بعدي».

وأمرصلى‌الله‌عليه‌وآله بسد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه؛ فجهد عمر أن يرخص له في كوة صغيرة قدر عينه فأبى ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال عند ذلك حمزة والعباس وجعفر: «سددت أبوابنا وتركت باب علي»؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما أنا سددتها ولا فتحت بابه، ولكن الله سدها وفتح بابه ».

وآخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بين كل رجلين من أصحابه، فقالعليه‌السلام له: آخيت بين كل رجلين من أصحابك وتركتني؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة».

____________________

١. «ج» خ ل: الأخنس، بمعنى المتأخر والمتنحي.

٤٠٩

غزوة خيبر على لسان سعد

وقال في يوم خيبر حين انهزم أبو بكر وعمر فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: «ما بال أقوام يلقون المشركين ثم يفرون؟ لأدفعنَّ الراية غداً إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بجبان ولا فرار ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه خيبراً».

فلما أصبحنا اجتمعنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأريت رسول الله وجهي(١) فقال: «أين أخي، ادعوا لي علياً». فأتوه به، فإذا هو رَمِدٌ يقاد من رَمَده وعليه إزار وغبار الدقيق عليه وكان يطحن لأهله. فأمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوضع رأسه في حجره وتفل في عينيه. ثم عقد له ودعا له، فما انثنى حتى فتح الله له وأتاه بصفية بنت حُيي بن أخطب، فأعتقها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم تزوجها وجعل عتقها صداقها.

واقعة الغدير على لسان سعد

وأعظم من ذلك - يا أخا بني هلال(٢) -يوم غدير خم ، أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده- وأنا أنظر إليه - رافعاً عضديه فقال: «ألست أولى بكم من أنفسكم»؟ فقالوا: بلى. قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمَّ وال من والاه وعاد من عاداه. ليبلغ الشاهد الغائب».

محاولة سعد بن أبي وقاص تبرير نفاقه

قال سليم: وأقبل عليَّ سعد فقال: إنما شككت ولست بقاتل نفسي! إن كان سبقني إلى فضل غبت عنه إني لم أزعم أني مخطئ ولا مسىء، بل هو على الحق.

____________________

١. قائل هذا الكلام سعد بن أبي وقاص.

٢. المخاطَب به سليم بن قيس الهلالي.

٤١٠

٥٦

المهاجرون والأنصار لم يواجهوا علياًعليه‌السلام في حروبه

قال: وذكر سليم: أنه لم يكن معطلحة والزبير رجل واحد من المهاجرين والأنصار، ولا معمعاوية رجل من المهاجرين والأنصار، ولا معالخوارج يوم النهروان أحد من المهاجرين والأنصار.

سعد يخبر عن رئيس الخوارج

قال: وسمعت سعداً وذكرالمخدج ، قال: فقال عليعليه‌السلام : قُتل شيطان الوهدة. قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «أُمُّه أمَةٌ لبني سليم وأبوه شيطان»!

٤١١

٥٧

ندامة الثلاثة المتخلفين عن عليعليه‌السلام

قال سليم بن قيس: وجلست يوماً إلى محمد بن مسلمة وسعد بن مالك وعبد الله بن عمر(١) ، فسمعتهم يقولون:لقد تخوَّفنا أن نكون قد هلكنا بتخلفنا عن نصرة علي وعن قتالنا معه الفئة الباغية.

فقلت: اللهمَّ إني قد سمعت علياًعليه‌السلام يقول: «أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين».

قال: فبكوا، ثم قالوا: صدق عليعليه‌السلام وبرَّ، ما قال على الله ولا على رسوله قط إلا الحق.فنستغفر الله من تخلفنا عنه وخذلاننا إياه .

____________________

١. هؤلاء الثلاثة هم الذين تخلفوا عن بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام والمسير معه إلى القتال. روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين: ص ٦٥ عن خفاف بن عبد الله قال: ثم تهيأ عليعليه‌السلام للمسير إلى البصرة وخفَّ معه المهاجرون والأنصار؛ وكره القتال معه ثلاثة نفر: سعد بن مالك (وهو ابن أبي وقاص) وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة.

وروى ابن أبي الحديد أن محمد بن مسلمة كان معهم (يوم بيعة أبي بكر) وأنه هو الذي كسر سيف الزبير. راجع البحار: ج ٨ طبع قديم ص ٥٩.

٤١٢

٥٨

احتجاجات أبان على الحسن البصري

التبرك بتراب أقدام أمير المؤمنينعليه‌السلام

سليم بن قيس، قال: سمعت سلمان يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام :

«لولا أن تقول طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالة تتبع أمتي آثار قدميك في التراب فيقبلونه ».(١)

فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام على لسان الحسن البصري

قال أبان: فحدثت الحسن بن أبي الحسن - وهو في بيت أبي خليفة(٢) - بهذا الحديث عن سليم عن سلمان. فقال الحسن: «والله لقد سمعت في علي حديثين ما حدثت بهما

____________________

١. ورد هذا الحديث في «ج» خ ل هكذا: سليم قال: سمعت سلمان يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليعليه‌السلام : «لولا أن تقول أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالة تتبع أمتي آثار قدميك في التراب فيقبلونه».

روي في البحار: ج ٦٨ ص ١٣٧ بإسناده عن جابر قال: لما قدم عليعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بفتح خيبر قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به...».

وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ذلك بشأن عليعليه‌السلام في غزوة ذات السلاسل كما في البحار: ج ٢١ ص ٧٩.

٢. أبو خليفة الحجاج بن أبي عتاب الديلمي العبدي البصري هو الذي آوى إليه عدد ممن هرب من ظلم الحجاج الثقفي.

٤١٣

أحداً قط». فحدَّث بتسليم الملائكة عليه وحديث يوم أحُد.(١) فوجدتهما في صحيفة سليم بعد ذلك يرويهما عن عليعليه‌السلام أنه سمعهما منه.

أكاذيب الحسن البصري لتبرير نفاقه

قال أبان: فلما حدثنا بهذين الحديثين خلوت به وتفرق القوم غيري وغير أبي خليفة، وبتُّ ليلتي إذ ذاك عنده. فقال الحسن تلك الليلة: لولا رواية يرويها الناس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لظننت أن الناس كلهم هلكوا منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غير عليعليه‌السلام وشيعته.

قلت: يا با سعيد،وأبو بكر وعمر ؟! قال: نعم.

____________________

١. روي في البحار: ج ٣٩ ص ٩ بإسناده عن ابن عباس أنه قال: انتدب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس ليلة بدر إلى الماء. فانتدب عليعليه‌السلام فخرج وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة. فخرج بقِربته، فلما كان إلى القليب لم يجد دلواً. فنزل إلى الجب تلك الساعة فملأ قربته ثم أقبل. فاستقبلَته ريح شديدة، فجلس حتى مضت، ثم قام. ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت، ثم قام. ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت.

فلما جاء قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حبسك يا أبا الحسن؟ قال: لقيت ريحاً ثم ريحاً ثم ريحاً شديدة، فأصابتني قشعريرة. فقال: أتدري ما كان ذلك يا علي؟ فقال: لا. فقال: ذاك جبرئيل في ألف من الملائكة وقد سلَّم عليك وسلَّموا. ثم مر ميكائيل في ألف من الملائكة فسلَّم عليك وسلَّموا. ثم مرَّ إسرافيل في ألف من الملائكة فسلَّم عليك وسلَّموا.

وروي في البحار: ج ٢٠ ص ٨٥ أنه أشار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم أحُد إلى قوم انحدروا من الجبل فحمل عليهم عليعليه‌السلام فهزمهم، ثم أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم، ثم أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم، ثم أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم. فجاء جبرئيل: فقال: يا رسول الله، لقد عجبت الملائكة وعجبنا معها من حسن مواساة علي لك بنفسه. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وما يمنعه من هذا وهو مني وأنا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما.

وروي في البحار: ج ٢٠ ص ٧٢ عن ابن مسعود أنه قال: انهزم الناس يوم أحُد إلا علي وحده. فقلت: إن ثبوت عليعليه‌السلام في ذلك المقام لعجبٌ! قال: إن تعجَّبتَ منه فقد تعجَّبَت الملائكة. أما علمت أن جبرئيل قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي».

وروي في البحار: ج ٢٠ ص ٦٩ أن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال يوم الشورى: نشدتكم بالله، هل فيكم أحد وقفت الملائكة معه يوم أحُد حين ذهب الناس غيري؟ قالوا: لا.

٤١٤

قلت: وما تلك الرواية يا با سعيد؟ قال: قول حذيفة «قوم ينجون ويهلك أتباعهم». قيل: وكيف ذلك يا حذيفة؟ قال: «قوم لهم سوابق أحدثوا أحداثاً فتبعهم على أحداثهم قوم ليست لهم سوابق. فنجا أولئك بسوابقهم وهلك الأتباع بأحداثهم».(١) وقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمر - حين استأذنه في قتل حاطب بن أبي بلتعة(٢) - فقال: «وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع إلى عصبة أهل بدر فأشهد ملائكته: إني قد غفرت لهم فليعملوا ما شاءوا». وحديث جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر الموجبتين. قالوا: يا رسول الله، ما تعني بالموجبتين؟ قال: «من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به دخل النار». فلست أرجو لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير النجاة إلا بهذه الروايات والسلامة.

قلت: أتجعل حدث أبي بكر وعمر مثل حدث عثمان وطلحة والزبير، إن كان الأمر لعليعليه‌السلام دونهم من الله ورسوله؟

فقال: يا أحمق، لا تقولنَّ «إن كان»!هو والله لعلي دونهم ، وكيف لا يكون له دونهم بعد الخصال الأربع؟ ولقد حدثني عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الثقات ما لا أحصي.

قلت: وما هذه الخصال الأربع؟

قال: قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونصبه إياه يوم غدير خم.

وقوله في غزوة تبوك: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة»، ولو كان غير النبوة لاستثناه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد علمنا يقيناً أن الخلافة غير النبوة.

وخطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله آخر خطبة خطبها للناس ثم دخل بيته فلم يخرج حتى قبضه الله إليه: «أيها الناس، إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وأهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد عهد إليَّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين - وجمع بين سبابتيه - لا كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطى - لأن إحديهما

____________________

١. لا يخفى أن هذه الرواية من الموضوعات التي تمسَّك بها الحسن البصري لتوجيه نفاقه.

٢. حاطب بن أبي بلتعة الخالفي اللخمي المتوفى سنة ٣٠، قد مر قصته في الحديث ١٥ من هذا الكتاب.

٤١٥

قدام الأخرى فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تولوا. لا تقدِّموهم فتهلكوا؛ ولا تعلِّموهم فإنهم أعلم منكم.

ولقد أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر وعمر - وهما سابعا سبعة - أن يسلِّموا على عليعليه‌السلام بإمرة المؤمنين.

ولعمري لئن جاز لنا - يا أخا عبد القيس(١) - أن نستغفر لعثمان وطلحة والزبير - وقد بلغ من حدثهم ما قد ظهر لنا - إنه ليسعنا أن نستغفر لهما.

فأما طلحة والزبير، فإنهما بايعا علياًعليه‌السلام - وأنا شاهد - طائعين غير مكرهين. ثم نكثا بيعتهما وسفكا الدماء التي قد حرم الله رغبة في الدنيا وحرصاً على الملك، وليس ذنب بعد الشرك بالله أعظم من سفك الدماء التي حرم الله.

وأما عثمان فأدنى السفهاء وباعد الأتقياء وآوى طريد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسيِّر أولياء الله أبا ذر وقوماً صالحين وجعل المال دولة بين الأغنياء وحكم بغير ما أنزل الله، وكانت أحداثه أكثر وأعظم من أن تحصى، وأعظمهماتحريق كتاب الله ؛وأفظعها صلاته بمنى أربعاً خلافاً على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .(٢)

____________________

١. المخاطَب به أبان بن أبي عياش الذي كان من موالي يني عبد القيس. راجع المقدمة.

٢. راجع عن تحريق عثمان المصاحف: الحديث ١١ من هذا الكتاب.

وروي في البحار: ج ٨ طبع قديم ص ٣١٢، والغدير: ج ٨ ص ١٠١ عن تاريخ الطبري وغيره: أنه حج عثمان بالناس في سنة ٢٩ فضرب بمنى فسطاطاً، فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى وأتم الصلاة بها وبعرفة. فذكر الواقدي بالإسناد عن ابن عباس قال: إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهراً أنه صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين حتى إذا كانت السادسة أتمها، فعاب على ذلك غير واحد من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتكلم في ذلك من يريد أن يكثر عليه حتى جاءه عليعليه‌السلام فيمن جاءه فقال: والله ما حدث أمر ولا قدم عهد. أوَلا عهدت نبيك يصلي ركعتين ثم أبا بكر، ثم عمر، وأنت صدراً من ولايتك. فما أدري ما يرجع إليه؟ فقال: رأي رأيته!!

راجع عن مثالب عثمان: بحار الأنوار: ج ٨ (طبع قديم) ص ٣٢٣ - ٣٠١، والغدير: ج ٨ ص ٣٨٧ - ٩ و ج ٩ ص ٦٩ - ٣.

٤١٦

قلت: أصلحك الله، فترحمك عليه وتفضيلك إياه؟

قال: إنما أصنع ذلك ليسمع بذلك أوليائه الطغاة العتاة الجبابرة الظلمة،الحجاج وابن زياد قبله وأبوه . أما علمت أنهم من اتهموه في بغض عثمان وحب عليعليه‌السلام وأهل بيته نفوه ومثلوا به وقتلوه؟ وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليس للمؤمن أن يذل نفسه». قلت: وما إذلاله لنفسه؟ قال: يتعرَّض من البلاء لما لا يقوى عليه ولا يقوم به.

وقد سمعت علياًعليه‌السلام يروي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم قتل عثمان وهو يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن التقية من دين الله، ولا دين لمن لا تقية له.والله لولا التقية ما عبد الله في الأرض في دولة إبليس ». فقال له رجل: وما دولة إبليس؟ قالعليه‌السلام : «إذا ولّى الناس إمام ضلالة فهي دولة إبليس على آدم، وإذا ولّيهم إمام هدى فهي دولة آدم على إبليس ».

ثم همس إلى عمار ومحمد بن أبي بكر همسة وأنا أسمع، فقال: «ما زلتم منذ قبض نبيكم في دولة إبليس بترككم إياي واتباعكم غيري».

كيف بايع الناس علياًعليه‌السلام بعد قتل عثمان

ثم هرب من الناس ثلاثة أيام، فطلبوه فأتوه في خُصَّ(١) لبني النجار فقالوا: إنا قد تشاورنا في هذا الأمر ثلاثة أيام فما وجدنا أحداً من الناس أحق بها منك، فننشدك الله في أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تضيع وأن يلي أمرها غيرك. فبايعوه وكان أول من بايعه طلحة والزبير، ثم جاءا إلى البصرة يزعمان أنهما بايعا مكرهين، وكذبا.

ثم أتاه رجل من مَهْرَة(٢) - ومحمد بن أبي بكر بجنبه - فقال له عليعليه‌السلام - وأنا أسمع -: يا أخا مهرة، أجئت لتبايع؟ قال: نعم. قال: تبايعني على أنرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبض والأمر لي، فانتزى علينا ابن أبي قحافة ظلماً وعدواناً. ثم انتزى علينا بعده عمر ؟ قال: نعم. فبايعه على ذلك طائعاً غير مكره.

____________________

١. الخُصَّ: البيت من قصب أو شجر.

٢. «مَهرة»: بلاد مقفرة في جزيرة العرب تقع بين حضرموت وعمان.

٤١٧

قال: فقلت للحسن: أفبايع الناس كلهم على هذا؟ قال: لا، إنما بايع من أمن ووثق به على هذا.

يا أخا عبد القيس، ولئن جاز لنا أن نستغفر لعثمان وقد ركب ما ركب من الكبائر والأمور القبيحة، إنه ليجوز لنا أن نستغفر لهما وقد عوفيا من الدماء وعفا في ولايتهما وكفا وأحسنا السيرة، ولم يعملا بمثل عمل عثمان من الجور والتخليط، ولا بمثل ما عمله طلحة والزبير من نكثهما البيعة وما سفكا من الدماء إرادة الدنيا والملك،وقد سمعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينهى عما ركبا وعما أتيا فتركا أمر الله وأمر رسوله بعد الحجة والبينة استخفافاً بأمر الله وأمر رسوله.

ولئن قلت يا أخا عبد القيس: «إن أبا بكر وعمر قد سمعا ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليعليه‌السلام »، فلقد سمع ذلك عثمان وطلحة والزبير ثم ركبوا ما ركبوا من الحرب وسفك الدماء وعوفيا من ذلك!

أبو بكر وعمر أول من أسس الضلالة في الأمة

ولئن قلت: «إنهما أول من فتح ذلك وسنَّه وأدخلا الفتنة والبلاء على الأمة بانتزائهما على ما قد علما يقيناً أنه لا حق لهما فيه وأن الله جعله لغيرهما، وأنهما سلَّما على عليعليه‌السلام بإمرة المؤمنين، ثم قالا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أمرهما بالتسليم عليه: أمن الله ومن رسوله؟ قال: نعم، من الله ومن رسوله»،إن في ذلك لمقالاً .(١)

لقد قال لي أبو ذر - حين حدثني بتسليمهما على عليعليه‌السلام بإمرة المؤمنين، هو والمقداد وسلمان -: سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «ما ولَّت أمة قط أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا ».

____________________

١. جواب لقوله «لئن قلت:...» أي لئن قلت هكذا فهذا كلام في محله.

٤١٨

اعتراف جميع الصحابة بخلافة عليعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

يا أخا عبد القيس، إن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وجميع أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكونوا يشكُّون ولا يختلفون ولا يتنازعون بينهم أن علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان أولهم إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم عناء في الجهاد في سبيل الله ومبارزة الأقران ووقايته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه.

وأنه لم ينزل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شديدة ولا كربة ولا مبارزة قرن وفتح حصن إلا قدَّمه فيها ثقة به ومعرفة بفضله وأنه أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنه أحبهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنه وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأنه قد كان له كل يوم وكل ليلة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلوة ودخلة إليه، إذا سأله أعطاه وإذا سكت ابتدأه. وأنه لم يحتج إلى أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في علم ولا فقه، وأن جميعهم كانوا يحتاجون إليه وهو لا يحتاج إلى أحد.

وأن له من السوابق والمناقب وما أنزل فيه من القرآن ما ليس لأحد منهم، وأنه كان أجودهم كفاً وأسخاهم نفساً وأشجعهم لقاء. وما خصلة من خصال الخير له فيها نظير ولا شبيه ولا كفو، في زهده في الدنيا ولا في اجتهاده.

فمما خصه الله به أن أخذ على الناسبالفصل الأول (١) مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فلم يسبقه أحد منهم إلى خير ،ولم يؤمِّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحداً قط عليه ولم يتقدم أمامه أحد في صلاة قط .

____________________

١. إن الحسن البصري قسَّم حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام على فصلين: الفصل الأول جهاده في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والفصل الآخر صبره وجهاده بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤١٩

الجواب عن قضية صلاة أبي بكر عند وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

قال أبان: قلت: يا أبا سعيد، أليس أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر أن يصلي بالناس؟

فقال: أين يذهب بك يا أبان؟ إن علياًعليه‌السلام لم يكن مع الناس الذين أمر أبا بكر أن يصلي بهم، وإنما كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يمرضه ويوصي إليه ويصلي بصلاته. ثم لم يتم ذلك لأبي بكر، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخَّر أبا بكر وصلى بالناس.(١)

____________________

١. في «ب» هكذا: والله لقد خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخَّر أبا بكر عن المحراب فصلى بالناس.

روي في البحار: ج ٢٨ ص ١١٠ طبع قديم ص ٢٥ عن حذيفة بن اليمان أنه قال عند ذكر وقائع الأيام الأخيرة من عمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كان بلال مؤذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يؤذن بالصلاة في كل وقت صلاة، فإن قدر على الخروج تحامل وخرج وصلى بالناس وإن هو لم يقدر على الخروج أمر علي بن أبي طالبعليه‌السلام فصلى بالناس وكان علي بن أبي طالبعليه‌السلام والفضل بن العباس لا يزايلانه في مرضه ذلك.

فلما أصبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من ليلته تلك - التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت يد أسامة - أذَّن بلال ثم أتاه يخبره كعادته، فوجده قد ثقل، فمنع من الدخول إليه. فأمرت عائشة صهيباً أن يمضي إلى أبيها فيعلمه: «أنَّ رسول الله قد ثقل في مرضه وليس يطيق النهوض إلى المسجد وعلي بن أبي طالب قد شغل به وبمشاهدته عن الصلاة بالناس. فاخرج أنت إلى المسجد فصلِّ بالناس فإنها حال تهنئك وحجة لك بعد اليوم»!

قال: فلم تشعر الناس - وهم في المسجد ينتظرون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو علياًعليه‌السلام يصلي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه - إذ دخل أبو بكر المسجد وقال: «إن رسول الله قد ثقل وقد أمرني أن أصلي بالناس»!! فقال له رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأنى لك ذلك وأنت في جيش أسامة، ولا والله لا أعلم أحداً بعث إليك ولا أمرك بالصلاة.

ثم نادى الناس بلال، فقال: على رِسْلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله في ذلك. ثم أسرع حتى أتى الباب فدقَّه دقاً شديداً، فسمعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ما هذا الدق العنيف؟ فانظروا ما هو؟ قال: فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذاً بلال. فقال: ما وراءك يا بلال؟ فقال: إن أبا بكر قد دخل المسجد وقد تقدم حتى وقف في مقام رسول الله وزعم أن رسول الله أمره بذلك. فقال: أوَليس أبو بكر مع جيش أسامة؟ هذا هو والله الشر العظيم، طرق البارحة المدينة لقد أخبرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك.

ودخل الفضل وأدخل بلالاً معه، فقال: ما وراءك يا بلال؟ فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الخبر. فقال: «أقيموني، أقيموني، أخرجوا بي إلى المسجد. والذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة وفتنة عظيمة من الفتن». ثم خرج معصوب الرأس يتهادى بين عليعليه‌السلام والفضل بن العباس ورجلاه يجران في الأرض حتى دخل المسجد

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675