الفروع من الكافي الجزء ٦

 الفروع من الكافي8%

 الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 675

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 675 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174436 / تحميل: 8954
الحجم الحجم الحجم
 الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

بكاءً، كما في سورة الدخان(1) ، روى الفريقان تحقّق هذا الأمر في شهادة الحسين (عليه السلام)، مثل: ابن عساكر في تاريخه في ترجمة سيّد الشهداء (عليه السلام)، حيث ذكرَ جملة من الروايات المُسندة في ذلك عن مشاهدة الدم تحت الأحجار وفوق الحيطان وغير ذلك.

أوجهُ الاعتراض على ظاهرة البكاء والجواب عليها

نذكر بعد ذلك ما يُثار حول ظاهرة البكاء من انتقادات وإشكالات ونتعرّض للجواب عنها بالتفصيل تباعاً، فهناك عدّة نظريات وآراء مخالفة لظاهرة البكاء تعتمد على وجوه عديدة.

الوجه الأوّل: أنّ أدلة وروايات البكاء تشتمل على مضامين لا يقبلها العقل، مثل:(إنّ مَن بكى ودَمعت عيناه بقدر جَناح ذُبابة، غُفر له كلّ ذنوبه) فهذه الروايات - بتعبيرهم - مضمونها إسرائيلي، شبيه لمـَا لدى النصارى من أنّ المسيح قُتل لتُغفر ذنوب أمّته، فهذه الروايات فيها ما يشابه هذا المضمون، أنّ الحسين (عليه السلام) قُتل ليُكفّر عن ذنوب شيعته إلى يوم القيامة، فهي - بزعم هؤلاء - إغراء بالذنوب وإغراء للمعاصي، فلا يمكن العمل بهذه الروايات؛ لأنّ فيها نفس الإغراء الموجود في الفكرة المسيحيّة واليهوديّة، فحينئذٍ مضمون هذه الروايات لا يقبلها العقل ولا يصدّقها، وهو مضمون دخيل كما عبّروا، وهذا الوجه - في الحقيقة - يتألّف من أمرين:

____________________

(1) الدخان: 29.

٣٠١

الأول: ضعفُ سند هذه الروايات.

الثاني: ضعفُ المضمون؛ لاشتماله على هذا الإغراء الباطل.

الجواب: أمّا ضعفُ السند، فقد ذكرنا سابقاً أنّ كتاب بحار الأنوار يتضمّن باب ثواب البكاء على الحسين (عليه السلام)، ويحتوي على خمسين رواية في فضل واستحباب البكاء، وهذه الروايات الخمسون، ممّا جَمعها صاحب البحار هي غير الروايات العشرين التي جَمعها صاحب الوسائل وغير الروايات المتناثرة التي تربو على العشرات في الأبواب الأخرى، فكيف نردّ هذه الروايات؟ وبأيّ ميزان دِرائيّ ورجالي نُشكّك بها؟ فالقول بضعف السند لهذه الروايات ناتج من ضعف الانتباه أو ضعف الحيطة العلميّة؛ لأنّه بأدنى تصفّح في المصادر المعتبرة الحديثيّة تحصل القناعة واليقين بوجود أسانيد كثيرة جدّاً، منها: الصحيح، والموثّق، والمُعتبر، فضلاً عن كونها تصل إلى حدّ الاستفاضة بل التواتر.

وأمّا المضمون، فقد طعنَ عليه غير واحد، حيث قالوا: إنّ ذِكر الثواب في البكاء على الحسين (عليه السلام)، فيه إغراء للناس لارتكاب الذنوب والاتّكاء على البكاء، ويستشهدون على ذلك: بكون كثير من العوامّ يرتكبون المعاصي ويشاركون في نفس الوقت مشاركة فعّالة في الشعائر الحسينيّة ويخدمون ويحضرون المجالس ويبكون، واتّكالاً على هذه المشاركة وتذرّعاً بهذا البكاء فإنّهم يرتكبون ما يروق لهم من المعاصي، فبالتالي يصبح مضمون هذه الشعائر باطلاً.

الجواب عن هذا الإشكال: إنّ مثل هذا المضمون موجود في موارد عديدة في الشريعة، وهي موارد مسلّمة، مثلاً:( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ

٣٠٢

سَيِّئَاتِكُمْ ) (1) ، فهل هذا إغراء بالصغائر، أو:( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) (2) ، هل هذا إغراء بكلّ المعاصي غير الشِّرك؟!

يُضاف إلى ذلك، روايات عديدة أخرى وردت من طرق العامّة والخاصّة في ثواب البكاء من خشية الله، منها:

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(مَن خرجَ من عينيه مثل الذُباب من الدمع من خشية الله، آمنهُ الله يوم الفزع الأكبر) (3) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(مَن بكى على ذنبه حتّى تسيل دموعه على لحيته، حرّم الله ديباجة وجهه على النار) (4) فهل هذا إغراء لارتكاب المعاصي والذنوب؟! وكذلك ورد في ثواب الحجّ والصلاة المفترضة والصوم وغيرها من الثواب العظيم، وغفران الذنوب، بل يمكن الردّ على الإشكال في هذه الموارد بوجوه عديدة:

أوّلاً: الترغيب في نفس العمل، لا أنّه إغراء بالمنافرات والمضادّات.

ثانياً: فتح باب التوبة وعدم اليأس.

ثالثاً: إنّ البكاء من خشية الله؛ إنّما يكون من باب المقتضي للتكفير عن الصغائر أو لغفران الذنب، وليس من باب العلّة التامّة، أي أنّ هناك أموراً وشرائط أخرى لابدّ من توفّرها مع المقتضي، من قبيل: عدم الإصرار على الصغائر، والعزم والتصميم على الإقلاع عن المعصية وغير ذلك، فإذا تمّت جميع هذه المقدّمات

____________________

(1) النساء: 31.

(2) النساء: 48.

(3) روضة الواعظين (الفتال النيسابوري): 452.

(4) المصدر السابق.

٣٠٣

وتوفّر المقتضي فتحصل العلّة التامّة للتكفير أو للمغفرة، لذلك نقول: إنّ هذه الأمور هي من باب المقتضي وليست من باب العلّة التامّة.

ورابعاً: في آية( إِنْ تَجْتَنِبُوا... ) المقصود تكفير الذنوب السابقة وليس الآتية في المستقبل، والذي يرتكب الذنوب في المستقبل قد لا يوفّق إلى مثل هذا التكفير والغفران، وهذا نظير ما وردَ في باب الحج: أنّ مَن حجّ يقال له بعد رجوعه استأنفَ العمل(1)، أو أنّه يرجع كما ولدتهُ أمّه، ويُغفر لمَا سبقَ من ذنوبه، فهذا ليس إغراءً بالجهل وبالذنوب، بل المقصود: أنّ هذه مقتضيات، لا أنّها تُحدّد المصير النهائي والعاقبة النهائيّة.

وقد ورد في مضمون بعض الروايات: مَن مات على الولاية، يَشفع ويُشفّع(2)، لكن مَن يضمن أنّه يموت على الولاية إذا كان يرتكب الذنوب والكبائر، فليست ولاية أهل البيت مُغرية للوقوع في الذنوب والمعاصي.

إذ إنّ ارتكاب المعاصي يُسبّب فقدان أغلى جوهرة وأعظم حبل للنجاة، وهو العقيدة، ويؤدّي إلى ضياع الإيمان، حيث قال تعإلى:( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ

____________________

(1) بحار الأنوار 99: 315 / 6؛ وكذلك في تفسير القمّي 1: 70؛ واللفظ للأخير: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:(إنّ العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجّاً، لا يخطو خطوة ولا تخطو به راحلته إلاّ كُتب له بها حسنة، ومُحيَ عنه سيّئة، ورُفع له بها درجة، فإذا وقفَ بعرفات فلو كانت له ذنوب عدد الثرى رجعَ كما ولدتهُ أُمّه، فقال له: استأنِف العمل..) .

(2) ورد في بحار الأنوار 8: 30 عدّة روايات بهذا المضمون منها: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :(إنّي أشفعُ يوم القيامة فأُشفّع، ويشفع عليّ فيُشفّع، ويشفع أهل بيتي فيُشفّعون، وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفَع في أربعين من إخوانه كلّ قد استوجبوا النار) .

٣٠٤

أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) (1) ، حيث إنّ مجموع الدين يُعتبر كتلة واحدة، ولا ننظر إلى الدين من جهة دون أخرى، وإذا كان تمام الأدلّة الدينيّة يشير إلى أنّ ارتكاب المعاصي والإصرار عليها يؤدّي إلى فقدان الإيمان والمآل إلى سوء العاقبة - والعياذ بالله - فليس فيها جانب إغراء، بل فيها إشارة إلى جهة معيّنة، وهي: أنّها تُخلّص الإنسان وتنقذه من حضيض المعاصي والرذائل، وتعرج به إلى سموّ الفضائل وجادّة الصواب والصراط المستقيم.

فإنّ التفاعل العاطفي مع أحداث عاشوراء ليس يُنفّر من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) فقط، بل هو أيضاً ينفّر من السلوكيّات المنحرفة المبتلى بها، وتتولّد في أعماق الشخص المتأثّر حالة تأنيب الضمير لذلك، فهو يُجسّد في نفسه الصراع والجهاد، فإذا عَرضت له أشكال من المعصية كأنّما يتحرّك عنده هاجس الحرارة الحسينيّة، وينشأ في روحه جانب تأنيب الضمير، فهذا نوع من الانجذاب القلبي والعزم الإرادي نحو الصراط المستقيم.

وليس مفاد الروايات: أنّ مَن بكى على الحسين فلهُ الضمان في حسن العاقبة، وله النتيجة النهائيّة في الصلاح والفلاح، ليس مفادها ذلك؛ إنّما مفاد الروايات: مَن بكى على الحسين غُفرت له ذنوبه، مثل أثر فريضة الحجّ، وغفران الذنوب مشروط - كما يقال - بالموافاة، والموافاة: اصطلاح كلامي وروائي، أي أن يوافي الإنسان خاتمة أجره بحُسن العاقبة، وإلاّ فمعَ سوء العاقبة - والعياذ بالله - ترجع عليه السيئات وتُحبط الحسنات ولا تُكتب له.

____________________

(1) الروم: 10.

٣٠٥

فليس في منطق هذه الروايات إغراء بالمعاصي، وليست هي كعقيدة النصارى بأنّ المسيح قد قُتل ليُغفر للنصارى جميعاً، حتّى وإن عملوا المعاصي والكبائر وأنواع الظلم والعدوان، ولا كعقيدة اليهود الذين قالوا إنّ عزيراً أو غيره له هذه القابليّة على محو المعاصي والكبائر عن قومه.

وإلاّ لأُشكلَ علينا أنّ قرآننا توجد فيه إسرائيليّات، فمنطق الآية:( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ...) يختلف عن ذاك المنطق الذي ينادي به النصارى، أولئك يقولون: نعمل ما نشاء والعاقبة ستُختم لنا بالحسنى، فأين هذا عن المعنى الذي نحن بصدده؟

مضمون أن يُغفر له ولو كان كزبد البحر، مخالفٌ غير ذلك المعنى أصلاً، بل فيه نوع من إدانة المذنبين، إضافةً إلى فتح باب الأمل وعدم القنوط وعدم اليأس، بل الأمل بروح الله أن ينجذب الإنسان إلى الصراط المستقيم وجانب الطاعات، ولا يقع في طريق المعاصي ويتخبّط في الذنوب.

الوجهُ الثاني: سلّمنا بكون هذه الروايات المشتملة على البكاء تامّة سنداً ومتناً ومضموناً، لكن مضمونها غير أبدي، وليس بدائم، مضمونها هو الحثّ على البكاء في فترة الأئمّة (عليهم السلام)، وهي فترة وحقبة التقيّة، حيث كان الأسلوب الوحيد لإبراز المعارضة والاستنكار للظلم وإبراز التضامن مع أهل البيت (عليهم السلام) هو البكاء، أمّا في يومنا هذا، فالشيعة - ولله الحمد - يعيشون في جوّ من الحريّة النسبيّة، فليست هذه الوسيلة صحيحة.

كان الهدف من تشريع هذه الوسيلة والحثّ عليها هو: حصول غرض معيّن، وهو إبراز التضامن مع أهل البيت (عليهم السلام)، أو التولّي لأهل البيت، وإظهار الاستنكار

٣٠٦

والتبرّي من أعدائهم والمعارضة لخطّهم، باعتبار أنّ الظرف كان ظرف تقيّة، كانت الأفواه مكمّمة، وكانت النفوس في معرض الخطر من الظالم، فقد يكون البكاء هو الأسلوب الوحيد آنذاك، أمّا في أيّامنا هذه - وقد زال الخوف - فهذا ليس بالأسلوب الصحيح.

أمّا الآن فقد انتفت الغاية منها، فتكون أشبه بالقضيّة الخارجيّة الظرفيّة، لا القضيّة الحقيقيّة العامّة الدائمة.

الجواب: فنقول: أمّا كونه أحد الغايات للبكاء فتام، لكن ليس هو تمام غاية البكاء، بل هو أحد الغايات والسُبل لإظهار الظلامة، هذا أوّلاً، وثانياً: ما الموجب لكون هذه الغاية غير قابلة للتحقّق، بل هي مستمرة قابلة للتحقّق؛ لأنّ البكاء نوع من السلوك التربوي لإثارة وجدان أبناء الفِرق الأخرى من المسلمين ومن غير المسلمين، وإلاّ لو حاولت - إظهار النفرة لظالمي أهل البيت والتبرّي من أعداء الدين الذين قادوا التحريف والانحراف في الأمّة الإسلاميّة - بمجرد كلمات فكريّة أو إدراكيّة يكون الأسلوب غير ناجح وغير نافع، وقد يُسبِّب ردّة فعل سلبيّة عندهم، أمّا أسلوب العاطفة الصادقة فهو أكثر إثارة، وأنجح علاجاً لهداية الآخرين، لمَا مرّ من أنّ الطبيعة الإنسانيّة مركّبة من نَمطين جِبلييّن: نَظري إدراكي، وعَملي انفعالي.

والغاية ليست منحصرة في ذلك، بل هناك عِلل كثيرة - كما سنقرأ من الروايات في ختام بحث البكاء - وحصر علّة البكاء بهذه العلّة غير صحيح.

اعتراض: أمّا ما يقال: بأنّ الحسين (عليه السلام) قد منعَ الفواطم أو العقائل من شقّ الجيوب، وخَمش الوجوه، ونهاهنّ عن البكاء، فهذا النهي في الواقع مُغيّى

٣٠٧

ومُعلّل، عندما أخبرَ الحسين (عليه السلام) زينب العقيلة (عليها السلام) بأنّه راحل عن قريب، لطمَت وجهها وصاحت وبكت، فقال لها الحسين (عليه السلام):(مَهلاً لا تُشمِتي القوم بنا) (1) .

حذّرها شماتة الأعداء قبل انتهاء الحرب وقبل حلول الفادحة والمصيبة العظمى؛ لأنّه يُسبّب نوعاً من الضعف النفسي في معسكر الحسين (عليه السلام)، أمّا إخماد الجزع بعد شهادته (عليه السلام)، أو إخماد الوَلولة وكَبت شِدّة الحُزن فهي نوع من إخماد وإسكات لصوت نهضة الحسين (عليه السلام)، وحدٌّ من وصول ظلامته إلى أسماع العالَم بأسره، وكلّ مستقرئ يرى أنّ الذي أوصلَ صوت الحسين (عليه السلام) إلى العالَم، وأنجحَ نهضته إلى اليوم وإلى يوم القيامة هم السبايا ومواقف العقيلة (عليها السلام) وخطبها، وخُطب السجّاد (عليه السلام) في المواضع المختلفة من مشاهد السبي لأهل البيت (عليهم السلام)(2) .

والسرّ واضح؛ لأنّه حينما تكون حالة هياج وحالة احتراق للخيام وتشرّد وهيام الأطفال واليتامى، فالظرف هنا ليس ظرف جزع ولا ظرف إظهار الندبة، بل هو ظرف حزم الأمور وقوّة الجَنان، ومحاولة الإبقاء على البقيّة الباقية من أهل البيت (عليهم السلام).

____________________

(1) اللهوف في قتلى الطفوف (السيّد ابن طاووس): 55؛ بحار الأنوار 44: 391 / 2.

(2) وهناك نهي آخر عن الحسين لسكينة بالخصوص مُغيّى أيضاً بقتله، كما يظهر من الأبيات المنسوبة له (عليه السلام) حين توديع ابنته سكينة:

سيطولُ بعدي يا سُكينة فاعلَمي منكِ البكاء إذا الحِمام دَهاني

لا تُحرقي قلبي بدمعك حسرةً مادام مني الروح في جثماني

وإذا قُتلتُ فأنتِ أولى بالذي تأتينهُ يا خيرة النِسوان

مناقب آل أبي طالب (ابن شهر آشوب) 3: 257.

٣٠٨

الجواب: ليس من المعقول أن تبدو في الإنسان ظاهرة عاطفيّة انفعاليّة من دون أن تكون وليدة لإدراك معيّن، ولا ناشئة عن فهم معلومة ما.

وأصلاً؛ فإنّ التفكيك بين الانفعال والتأثّر العاطفي من جهة، وبين الإحساس والإدراك لأمرٍ ما من جهةٍ أخرى غير ممكن، بل البكاء - كما بيّنا فيما سبق موضوعاً وحكماً، سواءً بالحكم العقلي أو النقلي - هو نوع من الإخبات للمعلومة الحقيقيّة، وشدّة التأثّر بها، وشدّة الإذعان والمتابعة لها، فلو أنّ الإنسان ذكرَ معلومة من المعلومات الحقيقيّة المؤلمة ولم يتأثّر بها، فهذا يعني أنّه لم يشتدّ إذعانه لها، ولم يُرتّب عليها آثار المعلومة الحقيقيّة، بخلاف ما لو تأثّر بها بأيّ نوع من التأثّر، فهذا يدلّ على شدّة إيقانه بتلك الحقيقة.

ومن غير الممكن أن توجد ظاهر البكاء في الجناح العملي في النفس وكفعل نفساني، من دون أن يكون هناك إدراك ما، فكيف إذا كان إدراك حرمان ذروة التكامل في المعصوم، وشدّة الحسرة على فقدان تلك الكمالات البشريّة، ومن ثَمّ شدّة التلهّف للاقتداء والانجذاب إلى ذلك الكمال والمثل الأعلى، فسوف يتأثّر الإنسان بشدّة وينفعل بدرجة عالية، هذا أدنى ما يمكن أن يتصوّر.

وهذا التفاعل: إنّما هو انجذاب النفس إلى الكمالات الموجودة المطويّة في شخصيّة المعصوم؛ وإنّما التأثّر به والقرب منه يُعدّ من أسمى الفضائل، ويُعتبر نفرة عن الرذائل.

فالفضائل كلّها مجتمعة في الذات المطهّرة لسيّد الشهداء (عليه السلام)، والبراءة من أعدائه ومناوئيه تُعتبر نفرة من الرذائل والآثام المجتمعة في أعداء أهل البيت (عليهم السلام).

٣٠٩

وهذه أقلّ حصيلة يمكن أن تُتصوّر في البكاء، حيث إنّ أدنى مرتبة من مراتب مجلس الرثاء والتعزية هي نفس هذا المقدار أيضاً، وهو في الواقع أمر عظيم ينبغي عدم الاستهانة به، حيث يولِّد الانجذاب نحو الفضائل، والنفرة والارتداع عن الرذائل، وهل المقصود من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير هذا؟ وهل الغاية في نشر الدين وتبليغ الرسالة إلاّ انتشال الفرد من مستنقع الرذائل والصعود به إلى سموّ الفضائل.

هذا أدنى حصيلة عمليّة تنشأ من البكاء، فهو نوع من المجاوبة والتفاعل لا الجمود والخمول، ولا الحياديّة السلبيّة.

فربّما يواجه الإنسان فضيلةً وتُعرض عليه رذيلةً، فيظلّ مرتاباً متردّداً، ومتربّصاً في نفسه لا يحسم الموقف:( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ ) (1) ، فيضلّ يعيش فترة حياديّة مع نفسه، لا هو ينجذب للفضائل، ولا يتأثّر بالرذائل، يعني تسيطر على نفسه حالة تربّص، وهذه حالة التربّص قد ذمّها القرآن الكريم، وهي مرغوب عنها في علم الأخلاق وعلم السير والسلوك؛ لأنّ نفس التوقّف هو تسافل ودركات، أمّا الانجذاب نحو الفضائل فيُعتبر نوعاً من التفاعل السليم.

فالبكاء يعني التأثّر والانجذاب والإقرار والإذعان، وبالتالي التبعيّة.

بخلاف ما لو لم يبكِ الإنسان ولم يتفاعل، بل يكون موقفه التفرّج والحياديّة، وشتّان بين الحالتين!

أضف إلى ذلك: أنّ في البكاء نوعاً من التولّي، حيث إنّ البكاء يدلّ على

____________________

(1) الحديد: 14.

٣١٠

فإذاً، ظرف المرحلة بخصوصها هي جنبة ضبط وتدبير وحزم، وليس من الصحيح إظهار المآتم والعزاء في ذلك الظرف، فمن ثَمّ فإنّ أمره (عليه السلام) مختصّ بذلك الظرف، وهو نوع من التدبير والحكمة منه (عليه السلام)، ولابدّ من لمّ الشَمل وجمع الشِتات للأرامل واليتامى، وإنّ ذلك الظرف ليس ظرف بكاء ورثاء ولا محل لإظهار المصيبة.

خلاصة القول: في مقام الإجابة على الانتقادات والاعتراضات السابقة: أنّ ما ذُكر في العلوم التخصصيّة في حقيقة البكاء من جهة البحث الموضوعي، هو أنّ هناك شرطان لرجحان البكاء هما: أن يكون البكاء وليداً لمعلومة ولإدراك حقيقي، وأن يكون لغاية حقيقيّة وهادفة إيجابيّة، فيكون من سنخ الانفعالات الكماليّة الممدوحة للنفس بلا ريب، وهو كذلك ممدوح في لغة القرآن ولغة النصوص الشرعيّة، وخَلصنا إلى أنّ البكاء هو نوع من التفاعل الجدّي والفعلي مع الحقيقة.

وبعبارةٍ أخرى: أنّ إعطاء السامع، أو القارئ، أو المُشاهد، أو المُوالي فكرة إدراكيّة بحتة غير مثمر بمفرده، وإنّ البكاء بمنزلة إمضاء مُحرّك للسير على تلك الفكرة، أو ما يعبّر عنه: بحصول إرادة جدّيّة عازمة فعليّة للمعنى.

فالبكاء إذا ولّدَ حضور الفكرة، العِبرة إذا تعقّبت العَبرة حينئذٍ يكون نوع من التفاعل الشديد والإيمان الأكيد بالفكرة والعِبرة.

ويُعتبر ذلك نوعاً من التسجيل المؤكَّد لتفاعل الباكي وإيمانه واختياره لمسيرة تلك العِبرة.

الوجهُ الثالث: الذي يُذكر للنقض على البكاء: أن لو سلّمنا أنّنا قَبلنا بأمر البكاء في الجملة، ولكنّ استمرار البكاء على نحو سنوي، أو راتب شهري، أو

٣١١

أسبوعي بشكلٍ دائم يولِّد حالة وانطباعاً عن الشيعة والموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، بأنّ هؤلاء أصحاب أحقاد وضغون، وإنّهم يحملون العُقد، واستمرارهم بالبكاء واجترارهم له يدلّ على أنّهم عَديمي الأمل فهذه ظاهرة سلبيّة انهزاميّة تكشف عن عُقد روحيّة، وكبت نفسي دَفين، فبدل أن يَقدموا على أعمال وبرامج ومراحل لبناء مذهبهم ولبناء أنفسهم ليخرجوا من حالة المظلوميّة إلى حالة قيادة أنفسهم والغلبة على مَن ظلمهم، فإنّهم يبقون على حالة الانتكاس والتراجع، وهذه الحالة يمكن أن نسمّيها الحالة الروحيّة الشاذّة، هي حالة توجِد خَللاً في الاتّزان الروحي (كما في علم النفس وعلم الاجتماع)، فالبكاء حيث إنّه في علم النفس ليس بحالة اتّزان روحي؛ وإنّما حالة اختلال فكري لا نستطيع معهما أن نهتدي السبيل، بل نحن عديمو الأمل، لدينا حالة كبت، وهذه الأوصاف هي أوصاف مَرضيّة وليست أوصاف روحيّة سليمة.

فحينئذٍ يكون الإبقاء على مثل هذه الظاهرة إبقاءً على حالة مرضيّة بإجماع العلوم الإنسانيّة التجريبيّة الحديثة، ولمّا كانت هذه الظاهرة المرضيّة تتشعّب إلى أمراض روحيّة أو فكريّة أو نفسيّة عديدة، فمن اللازم الابتعاد عنها ونبذها جانباً.

فملخّص الاعتراض في هذا الوجه الثالث: هو كون البكاء عبارة عن مجموعة من العُقد النفسيّة، وهو يوجِب انعكاس حالة مرضيّة روحيّة لأفراد المذهب وأبناء الطائفة.

الجواب: فنقول: على ضوء ما ذكرنا سابقاً من كلمات علماء النفس

٣١٢

والاجتماع والفلسفة: بأنّ الفطرة الإنسانيّة السليمة التي هي باقية على حالها لابدّ لها من التأثّر والتفاعل، أمّا التي لا تتأثّر بالأمور المحرِّكة للعاطفة تكون ممسوخة، إذ فيها جناح واحد فقط وهو جناح الإدراك، أمّا جناح العمل فإنّه مُنعدم فيها، كما هو الفرق بين المجتمعات الغربيّة والمجتمعات الشرقيّة.

فعلى عكس زعم المُعترض، تكون هذه حالة صحيحة وسليمة وليست حالة مرضيّة، ولا حالة عُقد، بل ذكرنا أنّ العُقد إنّما تجتمع فيمن لا يكون له متنفّس للانفعال، يعني أنّ الذي لا ينفعل، والذي لا يظهر انفعاله إزاء المعلومات الحقيقيّة التي تصيبه والذي يكبت ردود الفعل الطبيعيّة للحوادث سوف تتكدّس عنده الصدَمات إلى أن تصبح عُقد وتناقضات، وإلى أن تنفجر يوماً ما، وربّما تظهر لديه حالات شاذّة من قبيل: سوء الظن بالآخرين، أو اتّخاذ موقف العَداء لجميع مَن حوله.

والشخصيّات المعروفة في المجتمعات البشريّة - بعد استقراء أحوالهم وأطوارهم - نجدها تتمتّع بهذه الصفة الأساسيّة في النفس، فالذي لا يُبدي العواطف الإنسانيّة الصادقة، ولا تظهر أشكالها عليه، سوف يجتمع في خفايا نفسه ركام من الحقد وأكوام من العُقد، حيث إنّ الإنسان لا يخلو من جانب العاطفة، والاستجابة للعاطفة أمرٌ ثابت ناشئ ومتولّد عن الظاهرة العمليّة والوجدانيّة والضميريّة من الإدراك الحقيقي.

فإذا لم تحصل هذه الاستجابة فلابدّ من وجود اختلال في توازن الإنسان.

لذلك نجد أنّ المنطق القرآني والإرشادات من السنّة النبويّة الشريفة والسيرة العلويّة الكريمة، كلّها تُقرّر هذه الموازنة والتعادل بين جميع قوى النفس دون أن

٣١٣

يتمّ ترجيح جانبٍ للنفس دون جانب آخر.

فإذاً، المنطق المتعادل والمتوازن هو كون نفس الإنسان في حالة من التجاذب والتأثير والتأثّر بين أجنحتها المختلفة.

الوجهُ الرابع: أنّ البكاء ظاهرة تُنافي الصبر المرغوب فيه، ولا تنسجم مع الاستعانة بالله عزّ وجل، كما في سورة البقرة( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (1) فالبكاء منافٍ للصبر والتحمّل ومُناقض للاستعانة بالله سبحانه.

الجواب: أمّا الجواب لمَا قيل من وجوب الصبر والتحمّل عند نزول المصيبة كما في الآية الشريفة:( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( 156 ) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (2) .

فنقول: كيف يتّفق هذا مع بكاء يعقوب على يوسف حتّى ابيضّت عيناه، هل هذا خلاف الصبر؟ أو بكاء السجّاد على أبيه سيّد الشهداء (عليه السلام) والأوامر التي بَلغت حدّ التواتر، الواردة في ثواب البكاء على الحسين (عليه السلام) إلى ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) بل في بعضها إلى يوم القيامة.

فهل يتنافى ذلك كلّه مع الصبر؟ كلاّ.

وقد وردَ عن الصادق (عليه السلام):(إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جَزع ما خلا البكاء على الحسين بن عليّ (عليه السلام)؛ فإنّه فيه مأجور) (3) ، هذا ليس استثناءً

____________________

(1) البقرة: 156 - 157.

(2) البقرة: 156 - 157.

(3) بحار الأنوار 44: 291 / 32. راجع روايات الجزع ص: 312 من هذا الكتاب.

٣١٤

متّصلاً، بل هو استثناء منقطع؛ لأنّ الجزع نوع اعتراض على تقدير الله ويُعتبر حالة من الانهيار والتذمّر والانكسار، أمّا في الجزع على الحسين فليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره، بل هو - بالعكس - نوع من الاعتراض على ما فعله أعداء الله، ولا يُعدّ انهياراً أو انكساراً، بل هو ذروة الإرادة للتخلّق والاتّصاف بالفضائل، وشَحذ الهِمم للانتقام من الظالمين، والاستعداد لنصرة أئمّة الدين والتهيئة لظهور الإمام الحجّة المنتظر (عجّل الله فرجه).

فقد يقال: أليس الحالة التي يندب إليها الشرع والقرآن عند المصيبة هي الصبر وقول:( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ، فلا موضع للبكاء، بل البكاء يخالف الخُلق القرآني والتوصية الشرعيّة في ذلك، ونرى أنّ القرآن حين يستعرض لنا بأنّ الصبر هو الموقف الإيجابي عند البلاء والمصيبة، وفي نفس الوقت يستعرض لنا القرآن أمثولة نموذجيّة وهي: نبيّ الله يعقوب، يستعرض فعله بمديح وثناء لا انتقاصَ فيه، مضافاً إلى ما وردَ عن الصادق (عليه السلام).

ينحلّ هذا التضاد البدوي بأدنى تأمّل؛ وذلك بالبحث عن سبب كراهة الجزع، أو عن سبب إيجابيّة الصبر في المصائب، باعتبار أنّ الجزع مردّه إلى كراهة قضاء الله وقدره، ومآله إلى الانهيار أو الانكسار مثلاً، ولا ريبَ هذا أمر سلبيّ وغير إيجابي؛ لأنّه من الضعف وعدم الصمود والطيش، وعدم رباطة الجأش، وعدم الرضا بقضاء الله سبحانه وتعإلى وقدره، أو مردّه إلى الاعتراض على الله - والعياذ بالله - أو كراهة ما قضى الله سبحانه، ولذلك لو كان الصبر في موضع آخر لمَا كان الصبر ممدوحاً، مثلاً: صبر المسلمين مقابل كيد الكافرين ليس موضع صبر؛ لأنّ اللازم عليهم الردّ وحفظ عزّتهم لو كان لهم عدد وعدّة ومع

٣١٥

توفّر الشروط الموضوعيّة للقتال، كما في تعبير الآيات القرآنية مثل:( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ) (1) .

فالصبر ثمّة ليس في محلّه، ومثله تعبير أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة:(رَوّوا السيوف من الدماء، تَرووا من الماء) (2) ، و(ما غُزي قومٌ في عُقر دارهم إلاّ ذلّوا) (3) ، فيتبيّن أنّ الصبر ليس راجحاً في كلّ مورد، بل الصبر بلحاظ ظرفه وجهته يكون ممدوحاً أو حسناً، وإلاّ قد يكون خلاف ذلك، فمن ثَمّ قد يكون إيجابيّاً و سلبيّاً فلابدّ أن يُقسّم الصبر إلى: مذموم، ومحمود.

ومثلُ ما في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي (عليه السلام):(أبشِر فإنّ الشهادة من وراءك، فكيف صبرك إذاً، فقلتُ: يا رسول الله، ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر..) (4) .

أي هذا موضع إبراز الشكر لله، لا موضع السكوت والتحمّل والصبر، نعم، هو مقابل اصطدام البليّة يكون صبراً، أمّا في مقابل تقدير الله، ليس عليك فقط أن تصبر، بل عليك الشكر والرضا بقضائه وقدره.

فالصبر درجة، أمّا الشكر لله سبحانه والرضا بقضائه وقدره فهو أرقى وأسمى.

الصبر وتحمّل المصيبة يمثّل درجة، أمّا الإحساس بعذوبة تقديره سبحانه

____________________

(1) البقرة: 193.

(2) نهج البلاغة 3: 244.

(3) نهج البلاغة 2: 74.

(4) شرح نهج البلاغة 9: 305.

٣١٦

وبحلاوة قضائه فيجسّد درجة أرقى، فتكون مورداً للرضا وللشكر، وهذه الحالة لا تُنافي الصبر بل تزيد عليه فضيلة، كذلك في موارد التشوّق إلى ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث وردَ على لسان الأئمّة (عليهم السلام) أنّهم يَعدّون خسران وفقدان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مصيبة عُظمى، وتعبيرهم (عليهم السلام):(لم يُصب أحد فيما يُصاب، كما يُصاب بفقد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم القيامة، فهي أعظم مصيبة) .

إذا كان الصبر معناه الحمد لله سبحانه على قضائه وقدره، فهذا صحيح وفي محلّه، لكن ليس معنى ذلك استلزامه عدم إبراز الأحاسيس، وعدم حصول التشوّق والعاطفة الصادقة التي هي وليدة الانجذاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل ههنا عدم إظهار ذلك غير محمود، الإظهار هو نوع من الفضيلة زائدة على الصبر، لا أنّ هذا الإظهار ينافي الصبر.

وفي مصحّحة معاوية بن وهب:(كلّ الجَزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين (عليه السلام)) (1) .

وفي رواية علي بن أبي حمزة:(إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جَزع، ما خلا البكاء على الحسين بن عليّ (عليه السلام) فإنّه فيه مأجور) (2) .

وفي صحيح معاوية بن وهب الآخر، المروي بعدّة طُرق عن أبي عبد الله (عليه السلام):(وارحَم تلك الأعين التي جَرت دموعها رحمةً لنا، وارحَم تلك

____________________

(1) وسائل الشيعة 14: 505 أبواب المزار - باب 66 استحباب البكاء لقتل الحسين وما أصاب أهل البيت (عليهم السلام).

(2) وسائل الشيعة 14: 507 أبواب المزار باب 66، ح13.

٣١٧

القلوب التي جَزعت واحترَقت لنا، وارحَم الصرخة التي كانت لنا) (1) .

الجَزع: بمعنى الانكسار، ولكنّه هنا ليس انكساراً، وليس بجزع بحقيقته، نعم، جزع من ظلم الأعداء وجزع من رذائل الأداء، وهذا جزع محمود وليس جزعاً مذموماً، باعتبار أنّه نوع من التشوّق الشديد لسيّد الشهداء (عليه السلام)، كما رواه الشيخ في أماليه بسنده عن عائشة، قالت: لمّا مات إبراهيم بكى النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى جَرت دموعه على لحيته، فقيل: يا رسول الله، تنهى عن البكاء وأنت تبكي؟!

فقال:(ليس هذا بكاء؛ وإنّما هذه رحمة، ومَن لا يَرحم لا يُرحم) (2) .

والسرّ في ذلك: هو أنّ أيّ فضيلة من الفضائل التي هي مربوطة بالخلق الإلهي، أو بالآداب الإلهيّة، أو بكلمات الله، كنماذج مجسّمة في المعصومين (عليهم السلام)، فعدم التفاعل الشديد معها ومع هذا الخلق ومع تلك الآداب، يُعتبر أمراً غير محمود بل مذموماً، فلابدّ من الانجذاب والتولّي والمتابعة والمودّة لهم، وهذا التشوّق ليس بالمذموم بل محمود وحسن، ليس هو من الجزع المذموم، والتشكّي ليس فيه اعتراض على الله، بل هو اعتراض واستنكار على الظلم والظالمين ونبذ للرذيلة وأصحابها، كما في جواب العقيلة (عليها السلام) حينما دخلت في الكوفة إلى مجلس عبيد الله بن زياد، وتوجّه إليها وقال: كيف رأيتِ صُنعَ الله بكِ وبأهل بيتكِ، قالت: (ما رأيتُ إلاّ جميلاً)(3) .

في حين أنّها تُبدي استنكارها من عُظم الفجيعة، وقد أحاطتها هالة من

____________________

(1) وسائل الشيعة 14: 412 أبواب المزار باب 37، ح7.

(2) وسائل الشيعة 3: 282 أبواب الدفن باب 88، ح 8.

(3) بحار الأنوار: 45: 116.

٣١٨

الحُزن والأسى.

الوجهُ الخامس: أنّ التمادي في الشعائر الحسينيّة، وفي البكاء يسبِّب طغيان حالة الانفعال والعاطفة على حالة التعقّل والتدبّر والتريّث والاقتباس من المُعطيات السامية لنهضته (عليه الصلاة والسلام)، والحالة العاطفيّة ليست حالة عقلائيّة، بل هي حالة هيجان واضطراب نفسي، وهذا خلاف ما هو الغاية والغرض من الشعائر الحسينيّة، حيث إنّ الغاية والغرض والهدف منها هو: الاتّعاظ والاعتبار من المواقف النبيلة في نهضته (عليه السلام)، والاقتباس من أنوار سيرته، وليس حصول حالة هيجان عاطفي وحماسي فقط من دون تدبّر ورَويّة.

فإذاً، سوف تطغى الحالة العاطفيّة على الحالة العقلائيّة، والحال أنّ المطلوب من الشعائر: هو التذكير بالمعاني الدينيّة والمبادئ الدينيّة، وأخذ العِبر والعِظات التي ضحّى سيّد الشهداء (عليه السلام) من أجلها، وحالة البكاء والهيجان خلاف ذلك، فبدلَ استلهام الدروس والعِبر تُستبدل بحالة عاطفيّة!

وربّما ترجع هذه الإشكالات بعضها إلى البعض الآخر، وإن اختلفت عناوينها.

وبعبارةٍ أخرى: أنّ التمادي في البكاء يُسبّب طغيان حالة الانفعال والعاطفة على حالة التعقّل والتدبّر، فالبكاء ليس فيه تفاعل إيجابي مع أغراض وغايات الشعائر الحسينيّة، وإنّه نوع من إخلاء الشعائر الحسينيّة عن محتواها وتفريغها عن مضمونها.

فالبكاء: صِرف تأثّر عاطفي من دون إدراك مضامين النهضة الحسينيّة، أو من دون إدراك أغراض وغايات وأهداف النهضة الحسينيّة.

٣١٩

الحبّ، وهل التولّي إلاّ الحبّ؟ وهل هناك مصداق للحبّ أوضح وأصدق من البكاء على مصابهم؟ والحُزن لحزنهم؟ والنفرة من أعدائهم؟ وبعبارةٍ أخرى: لو لم يكن للبكاء إلاّ هذا القدر من الفائدة لكفى، فهو نوع من المحافظة على جذور وأسس رُكني العقيدة المقدّسة الشريفة، ألا وهما التولّي لأولياء الله سبحانه والتبرّي من أعدائه وأعدائهم.

نعم، لابدّ فيه من إعطاء حقّ جانب الإدراك، مثل: لابُدّية إعطاء جانب العاطفة حقّها، دون أن يطغى أحد الجانبين على الآخر، كما يظهر من الروايات أنّ هناك دعوة إلى البكاء، كذلك هناك ورايات للتدبّر والتأسي بأفعالهم (عليهم السلام) والاقتداء بسيرتهم:(... ألا وإنّ لكلّ مأمومٍ إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه...) (1) ، هذا ضمن مضامين متواترة من الآيات والروايات، التي لا يتمّ الاقتداء والتأسّي إلاّ بعد استخلاص العِبر وتحليلها والتدبّر بها.

ومع ذلك، فإنّ البكاء بأيّ درجة كان وبأيّ شكل حصل - سواء في نثر، أو شعر، أو خطابة - لا يمكن فرضه إلاّ مع فرض تقارنه مع معلومة معيّنة ينطوي ضمنها، فهو يمتزج بنحو الإجمال مع تلك الحقائق الإدراكيّة، ولا يمكن فرض البكاء من دون حصول العِظة والعِبرة ولو بنحو الإجمال؛ لأنّنا نفرض أنّ الحالة العاطفيّة هي دوماً معلولة لجانب إدراكي.

الوجهُ السادس: البكاء في الواقع يُستخدم كسلاح ضدّ النفس، والحال أنّ ما يمتلكه الإنسان من طاقة مملوءة ومخزونة يجب أن يوجّهها ضدّ العدو، أو يوظّفها في الإثارة نحو السلوك العملي والبرنامج التطبيقي، بينما هذه الشحنة التي امتلأ

____________________

(1) شرح نهج البلاغة 16: 205.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (١) إِلى قَوْلِهِ( لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (٢) ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ(٣) مَرَّةً( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدُ ) ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَآخِرَ الْبَقَرَةِ مِنْ قَوْلِهِ :( لِلّه ِما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) (٤) إِلى أَنْ تَخْتِمَ(٥) السُّورَةَ ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ(٦) مَرَّةً( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ثُمَّ ادْعُ بَعْدَ هذَا(٧) بِمَا شِئْتَ ».

قَالَ : « وَمَنْ وَاظَبَ عَلَيْهِ ، كُتِبَ(٨) لَهُ بِكُلِّ صَلَاةٍ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ حَجَّةٍ ».(٩)

٥٦٥٥/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ(١٠) النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ ، فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ(١١) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مِائَةَ مَرَّةٍ ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلِ : اللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ(١٢) فَقِيرٌ ، وَإِنِّي عَائِذٌ بِكَ ، وَمِنْكَ خَائِفٌ ، وَبِكَ مُسْتَجِيرٌ ، رَبِّ لَاتُبَدِّلِ اسْمِي ، رَبِّ(١٣) لَاتُغَيِّرْ(١٤) جِسْمِي ، رَبِّ لَاتُجْهِدْ بَلَائِي(١٥) ، أَعُوذُ(١٦) بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ ، وَأَعُوذُ‌

____________________

(١). في حاشية « ظ » : +( وَاخْتِلافِ الَّيْلَ ) . وفيالتهذيب : +( وَاخْتِلافِ الَّيْلَ النَّهَارَ ) .

(٢). البقرة (٢) : ١٦٣ و ١٦٤.

(٣). في « ظ ، ى ، بح ، بخ » : « عشر ».

(٤). البقرة (٢) : ٢٨٤.

(٥). في « ى ، بخ ، جن » : « أن يختم ».

(٦). في « ى ، بح ، بخ » : « عشر ».

(٧). فيالوسائل : « بعدها ».

(٨). في « ظ ، ى ، بث » والوافي والوسائل : « كتب الله ».

(٩).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ، ح ٤٢٨ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٩ ، ص ١٣٩٩ ، ح ٨٤٤٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١١٨ ، ح ١٠٢١٢.

(١٠). في حاشية « بث » والوافي والتهذيب : + « ليلة ».

(١١). في « ظ ، ح ، بس » والوافي والوسائل ، ح ١٠١٨٢ : + « مرّة ».

(١٢). في « ى » : - « إليك ».

(١٣). في « ى ، بخ »والتهذيب : - « ربّ ».

(١٤). في « بخ »والتهذيب : « ولا تغيّر ».

(١٥). فيالتهذيب : + « ولا تشمت بي أعدائي ».

(١٦) في « ى » : « وأعوذ ».

٦٠١

بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ ، وَفَوْقَ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ ».

قَالَ : وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَوْمُ سَبْعَةٍ(١) وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ نُبِّئَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله : مَنْ صَلّى فِيهِ أَيَّ وَقْتٍ شَاءَ اثْنَتَيْ(٢) عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ(٣) الْقُرْآنِ(٤) وَسُورَةٍ مَا(٥) تَيَسَّرَ ، فَإِذَا فَرَغَ وَسَلَّمَ جَلَسَ(٦) مَكَانَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، وَالْمُعَوِّذَاتِ الثَّلَاثَ(٧) كُلَّ وَاحِدَةٍ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، فَإِذَا فَرَغَ(٨) وَهُوَ فِي مَكَانِهِ ، قَالَ : "لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَسُبْحَانَ اللهِ ، وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ"(٩) أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ يَقُولُ(١٠) : "اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ(١١) بِهِ شَيْئاً" أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ يَدْعُو ، فَلَا يَدْعُو بِشَيْ‌ءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ فِي كُلِّ حَاجَةٍ إِلَّا أَنْ يَدْعُوَ فِي جَائِحَةِ(١٢) قَوْمٍ(١٣) ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ».(١٤)

____________________

(١). في « بث » : « سبع ».

(٢). في « ظ ، بخ » : « اثني ».

(٣). فيالوافي : « اُمّ ».

(٤). في حاشية « بث » : « الكتاب ».

(٥). فيالوافي والتهذيب : « ممّا ».

(٦). في « بح » : « وجلس.

(٧). في « بث » : « الثلاثة ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : والمعوّذات الثلاث ، أي المعوّذتين و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، ويحتمل( قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) أيضاً وقد صرّح بالأوّل في المصباح في رواية الريّان بن الصلت عن الجوادعليه‌السلام ». وراجع أيضاً : مصباح المتهجّد ، ص ٨١٦.

(٨). فيالوافي : + « من صلاته ».

(٩). في حاشية « بث » : + « العليّ العظيم ».

(١٠). في « جن » : « تقول ».

(١١). فيالتهذيب : « ولا اُشرك ».

(١٢). « الجائحة » : هي الآفة التي تُهلِك الثمار والأموال وتستأصلها ، وكلّ مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة ؛ من‌الجَوْح بمعنى الاستئصال. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣١١ ( جوح ).

(١٣). في « ظ ، ى ، بث ، جن »والوسائل ، ح ١٠١٩٣ : - « قوم ».

(١٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨٥ ، ح ٤١٩ ، معلّقاً عن الكليني. المقنعة ، ص ٢٢ ، إلى قوله : « وفوق ما يقول القائلون » ؛ وفيه ، ص ٢٢٧ ، من قوله : « يوم سبعة وعشرين من رجب » وفي الأخيرين مرسلاً عن آل =

٦٠٢

٩٣ - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ‌

٥٦٥٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَاسْتَخِرِ اللهَ ، فَوَ اللهِ مَا اسْتَخَارَ اللهَ مُسْلِمٌ إِلَّا خَارَ(١) لَهُ أَلْبَتَّةَ ».(٢)

٥٦٥٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - إِذَا هَمَّ بِأَمْرِ حَجٍّ ، أَوْ عُمْرَةٍ ، أَوْ بَيْعٍ ، أَوْ شِرَاءٍ ، أَوْ عِتْقٍ ، تَطَهَّرَ ، ثُمَّ صَلّى رَكْعَتَيِ الِاسْتِخَارَةِ ، فَقَرَأَ(٣) فِيهِمَا بِسُورَةِ الْحَشْرِ ، وَبِسُورَةِ(٤) الرَّحْمنِ ، ثُمَّ يَقْرَأُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إِذَا فَرَغَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي دُبُرِ الرَّكْعَتَيْنِ(٥) ، ثُمَّ يَقُولُ : اللّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا‌

____________________

= الرسولعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٠٠ ، ح ٨٤٤٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٠٦ ، ح ١٠١٨٢ ، إلى قوله : « وفوق ما يقول القائلون » ؛ فيه ، ص ١١٠ ، ح ١٠١٩٣ ، من قوله : « يوم سبعة وعشرين من رجب ».

(١). فيالوافي والتهذيب : + « الله ». و « خار له » أي أعطاه ما هو خير لك ، والاسم منه : الخِيرة. والاستخارة : طلب الخيرة في الشي‌ء. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٩١ ( خير ).

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٧٩ ، ح ٤٠٧ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالمحاسن ، ص ٥٩٨ ، كتاب المنافع ، ح ١ ؛ والكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥١٤٥ ، بسند آخر ، من قوله : « واستخر الله » مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٠٩ ، ح ٨٤٤٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٣ ، ح ١٠٠٩٣.

(٣). فيالوافي : « وقرأ ». وفيالتهذيب : « يقرأ ».

(٤). في « بخ » والوافي والوسائل والتهذيب : « وسورة ».

(٥). فيالتهذيب : - « إذا فرغ وهو جالس في دُبر الركعتين ». وفيالمحاسن : - « ثمّ صلّى ركعتي - إلى - =

٦٠٣

خَيْراً لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَعَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ(١) ، وَيَسِّرْهُ لِي عَلى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَأَجْمَلِهَا ؛ اللّهُمَّ وَإِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا شَرّاً لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ(٢) وَآخِرَتِي وَعَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاصْرِفْهُ عَنِّي ؛ رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاعْزِمْ لِي عَلى رُشْدِي ، وَإِنْ كَرِهْتُ(٣) ذلِكَ أَوْ أَبَتْهُ نَفْسِي ».(٤)

٥٦٥٨/ ٣. غَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ(٥) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً ، فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ ، فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا : "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، خِيَرَةً مِنْ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ ، افْعَلْهُ"(٦) ، وَفِي(٧) ثَلَاثٍ مِنْهَا : "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، خِيَرَةً مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(٨) لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ : لَاتَفْعَلْ"(٩) ، ثُمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ، ثُمَّ صَلِّ

____________________

= الركعتين ».

(١). في حاشية « ظ » : « وآل محمّد ».

(٢). فيالوسائل : « أو دنياي ».

(٣). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وإن كرهت ، على التكلّم أو الغيبة ».

(٤).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨٠ ، ح ٤٠٨ ، معلّقاً عن عثمان بن عيسى.المحاسن ، ص ٦٠٠ ، كتاب المنافع ، ح ١١ ، عن عثمان بن عيسى ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١٠ ، ح ٨٤٥٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٣ ، ح ١٠٠٩٥.

(٥). فيالوسائل : « البصيري ».

(٦). في « بح » وحاشية « ى » والوافي والوسائل : « افعل ».

(٧). في « بح » : - « في ».

(٨). في « بخ » : + « من الله ».

(٩). في « بس » : « لاتفعله ».

٦٠٤

رَكْعَتَيْنِ(١) ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً ، وَقُلْ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ : "أَسْتَخِيرُ اللهَ بِرَحْمَتِهِ‌خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ" ، ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً ، وَقُلِ : "اللّهُمَّ خِرْ لِي ، وَاخْتَرْ لِي(٢) فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ"(٣) ، ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ ، فَشَوِّشْهَا ، وَأَخْرِجْ(٤) وَاحِدَةً(٥) ، فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ « افْعَلْ » فَافْعَلِ(٦) الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ ، وَإِنْ خَرَجَ‌ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ « لَا تَفْعَلْ » فَلَا تَفْعَلْهُ ، وَإِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ « افْعَلْ » وَالْأُخْرى(٧) « لَا تَفْعَلْ » فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلى خَمْسٍ ، فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا ، فَاعْمَلْ بِهِ ، وَدَعِ السَّادِسَةَ ؛ لَا تَحْتَاجُ(٨) إِلَيْهَا ».(٩)

٥٦٥٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، قَالَ :

سَأَلَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ أَبَا الْحَسَنِ(١٠) عليه‌السلام لِابْنِ أَسْبَاطٍ ، فَقَالَ(١١) : مَا تَرى لَهُ؟ - وَابْنُ أَسْبَاطٍ حَاضِرٌ وَنَحْنُ جَمِيعاً(١٢) - يَرْكَبُ(١٣) الْبَرَّ أَوِ الْبَحْرَ(١٤) إِلى مِصْرَ(١٥) ؟ فَأَخْبَرَهُ(١٦)

____________________

(١). فيالتهذيب : - « ثمّ صلّ ركعتين ».

(٢). فيالتهذيب : - « واختر لي ».

(٣). في « بح » : « في عافية » بدل « وعافية ».

(٤). في « بخ » : « فاخرج ».

(٥). في « ظ ، بح ، بس » والوافي والوسائل : + « واحدة ».

(٦). فيالتهذيب : + « ذلك ».

(٧). في « بث ، بح » : « والآخرة ».

(٨). في « ى ، بخ ، جن » : « لايحتاج ».

(٩).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨١ ، ح ٤١٢ ، معلّقاً عن الكليني. المقنعة ، ص ٢١٩ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١٠ ، ح ٨٤٥١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٨ ، ح ١٠١٠٦.

(١٠). فيالتهذيب ، ص ٣١١ : + « الرضا ».

(١١). فيالتهذيب : + « له ».

(١٢). فيالوسائل ، ح ١٥٢٤٦ : - « وابن أسباط حاضر ونحن جميعاً ».

(١٣). في « بث ، بح ، بخ ، جن »والوسائل ، ح ١٠٠٩٦والتهذيب ، ص ٣١١ : « نركب ».

(١٤). فيالوسائل ، ح ١٠٠٩٦والتهذيب ، ص ١٨٠ : « البحر والبرّ ».

(١٥). في « جن » : « مصره ».

(١٦) في « ظ ، بث ، بخ » والوافي والوسائل ، ح ١٠٠٩٦والتهذيب : « وأخبره ».

٦٠٥

بِخَيْرِ(١) طَرِيقِ(٢) الْبَرِّ.(٣)

فَقَالَ : « الْبَرُّ(٤) ، وَائْتِ(٥) الْمَسْجِدَ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ(٦) ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَاسْتَخِرِ اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ انْظُرْ أَيُّ شَيْ‌ءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ ، فَاعْمَلْ بِهِ ».

وَقَالَ لَهُ(٧) الْحَسَنُ : الْبَرُّ أَحَبُّ إِلَيَّ لَهُ ، قَالَ : « وَإِلَيَّ ».(٨)

٥٦٦٠/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٩) ، عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ(١٠) ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

____________________

(١). في « ى ، بث » والوافي والتهذيب ، ص ١٨٠ : « بخبر ».

(٢). في « بث » : « بطريق ».

(٣). فيالوسائل ، ح ١٥٢٤٦ : - « فأخبره بخير طريق البرّ ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : بخير طريق البرّ ، أي من الخوف والفساد ، كما يدلّ عليه الخبر الآتى ».

(٤). في « بس » : + « طريق ». وفيالوافي والتهذيب : - « البرّ ».

(٥). فيالوافي والتهذيب ، ص ١٨٠ : « فأت ». وفيالتهذيب ، ص ٣١١ : « ائت » بدون الواو.

(٦). فيالتهذيب : « فريضة ».

(٧). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، جن »والوسائل ، ح ١٠٠٩٦ : - « له ».

(٨).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨٠ ، ح ٤٠٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٣١١ ، ح ٩٦٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١٣ ، ح ٨٤٥٥ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٤ ، ح ١٠٠٩٦ ، وج ١١ ، ص ٤٥٤ ، ح ١٥٢٤٦.

(٩). فيالوسائل ، ح ١٥٢٤٧ : - « عن أبيه ». وهو سهو.

(١٠). ابن أسباط في مشايخ إبراهيم بن هاشم ، هو عليّ بن أسباط ؛ فيكون في السند تحويل لاشتماله على‌الطريقين المنتهيين إلى عليّ بن أسباط. لكن وقوع محمّد بن أحمد في صدر السند الثاني أوجب إبهاماً في كيفيّة تفكيك السند ؛ فإنّه إن كان المراد من محمّد بن أحمد هو محمّد بن أحمد بن الصلت من مشايخ المصنّف ، فهو لايروي إلّاعن عبدالله بن الصلت. وإن كان المراد منه ، هو محمّد بن أحمد بن يحيى الذي يروي عنه المصنّف بالتوسّط ، فهذا يواجه إشكالين : الأوّل : عدم ثبوت رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عن موسى بن القاسم. والثاني : عدم رواية عليّ بن إبراهيم أو والده عن محمّد بن أحمد. حتّى يكون السند الثاني معلّقاً على السند الأوّل.=

٦٠٦

أَسْبَاطٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(١) عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا تَرى : آخُذُ بَرّاً أَوْ بَحْراً ؛ فَإِنَّ طَرِيقَنَا مَخُوفٌ ، شَدِيدُ الْخَطَرِ؟

فَقَالَ : « اخْرُجْ بَرّاً ، وَلَاعَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَتُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ فِي غَيْرِ وَقْتِ فَرِيضَةٍ ، ثُمَّ لَتَسْتَخِيرُ(٢) اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَرَّةً ، ثُمَّ(٣) تَنْظُرُ(٤) فَإِنْ عَزَمَ اللهُ لَكَ عَلَى الْبَحْرِ ، فَقُلِ الَّذِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٥) فَإِنِ اضْطَرَبَ بِكَ الْبَحْرُ ، فَاتَّكِ عَلى جَانِبِكَ الْأَيْمَنِ ، وَقُلْ(٦) : بِسْمِ اللهِ ، اسْكُنْ بِسَكِينَةِ اللهِ ، وَقِرْ بِوَقَارِ اللهِ ، وَاهْدَأْ(٧) بِإِذْنِ اللهِ ، وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ(٨) ».

____________________

= والظاهر أنّ محمّد بن أحمد في ما نحن فيه محرّف من « محمّد عن أحمد » ، والمراد منهما محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ، واختصر في العنوانين اعتماداً على تقدّم ذكرهما في السند السابق.

ويؤيّد ذلك ما ورد في معاني الأخبار ، ص ٢٦٨ ، ح ١ من رواية أحمد بن محمّد ، عن موسى بن القاسم ، عن عليّ بن أسباط.

(١). في « ظ ، ى ، بخ ، جن » وقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ : - « الرضا ».

(٢). في « ظ ، ى ، بح ، بس »والوسائل ، ح ١٠٠٩٧ : « ثمّ تستخير ». وفي « بث » : « ثمّ تستخر ». وفي « بخ » والوافي : « ثمّ لتستخر ». وفي حاشية « بث » : « فتستخر ».

(٣). في « بح » : - « ثمّ ».

(٤). فيقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ : - « ومرّة ثمّ تنظر ».

(٥). هود (١١) : ٤١.

(٦). في « ظ » وقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ : « فقل ».

(٧). في « ظ ، ى ، بث ، بس » : « واهد ». وقوله : « واهدأ » ؛ أي اسكن ، من الهدْء ، وهو السكون عن الحركات. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ( هدأ ).

(٨). في « ظ ، جن » والوافي عن بعض النسخ : + « العليّ العظيم ».

٦٠٧

قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللهُ ، مَا السَّكِينَةُ؟

قَالَ(١) : « رِيحٌ تَخْرُجُ مِنَ الْجَنَّةِ ، لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ الْإِنْسَانِ ، وَرَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ ، وَهِيَ الَّتِي نَزَلَتْ عَلى إِبْرَاهِيمَ ، فَأَقْبَلَتْ تَدُورُ حَوْلَ أَرْكَانِ الْبَيْتِ(٢) وَهُوَ يَضَعُ الْأَسَاطِينَ ».

قِيلَ لَهُ : هِيَ مِنَ الَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ ) (٣) ؟

قَالَ : « تِلْكَ السَّكِينَةُ فِي التَّابُوتِ ، وَكَانَتْ فِيهِ(٤) طَشْتٌ(٥) تُغْسَلُ(٦) فِيهَا قُلُوبُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَكَانَ التَّابُوتُ يَدُورُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : « مَا تَابُوتُكُمْ؟ » قُلْنَا : السِّلَاحُ ، قَالَ : « صَدَقْتُمْ ، هُوَ تَابُوتُكُمْ. وَإِنْ خَرَجْتَ بَرّاً ، فَقُلِ الَّذِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) (٧) فَإِنَّهُ(٨) لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقُولُهَا(٩) عِنْدَ رُكُوبِهِ ، فَيَقَعَ مِنْ بَعِيرٍ أَوْ دَابَّةٍ ، فَيُصِيبَهُ شَيْ‌ءٌ بِإِذْنِ اللهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « فَإِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ ، فَقُلْ : "بِسْمِ اللهِ ، آمَنْتُ بِاللهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى‌

____________________

(١). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس » والوافي وقرب الإسناد ، ص ٣٧٢. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « قال ».

(٢). في حاشية « ظ » : « الكعبة ».

(٣). البقرة (٢) : ٢٤٨. وفي « بخ » وقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ : +( تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ) .

(٤). في « بث » : « في ». وفيقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ : « فيها ».

(٥). في « ظ ، بس » والوافي وقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ : « طست ». وفي « ى » : + « فيه ».

(٦). في « ى ، بث ، بخ ، جن » والوافي : « يغسل ».

(٧). الزخرف (٤٣) : ١٣ - ١٤.

(٨). فيالوافي : « وإنّه ».

(٩). في « ظ » وقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ : « يقول ».

٦٠٨

اللهِ ، لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ" ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضْرِبُ وُجُوهَ الشَّيَاطِينِ وَيَقُولُونَ(١) : قَدْ سَمَّى اللهَ ، وَآمَنَ بِاللهِ ، وَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ ، وَقَالَ : لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ».(٢)

٥٦٦١/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٣) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ شَيْئاً ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ لْيَحْمَدِ(٤)

____________________

(١). في « بث » وقرب الإسناد ، ص ٣٧٣ : « وتقول ».

(٢). تفسير القمّي ، ص ٢٨٢ ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف. الكافي ، كتاب الحجّ ، باب حجّ إبراهيم وإسماعيل ، ح ٦٧٣٣ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عن الرضاعليه‌السلام ، وبسند آخر أيضاً عن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « ما السكينة؟ » إلى قوله : « وهو يضع الأساطين » مع اختلاف يسير. وفيه ، كتاب المعيشة ، باب ركوب البحر للتجارة ، ح ٩١٦٧ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف. وفيقرب الإسناد ، ص ٣٧٢ ، ح ١٣٢٧ و ١٣٢٨ ؛ والمحاسن ، ص ٣٥٠ ، كتاب السفر ، ح ٣٣ ، بسندهما عن عليّ بن أسباط ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٤١٦ ، معلّقاً عن عليّ بن أسباط ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرين من قوله : « فإذا خرجت من منزلك فقل : بسم الله ». وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٣١٨ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١٢ ، ح ٨٠ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٨٥ ، ح ٣ ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٤ ، ح ٣٩ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « ما السكينة؟ » إلى قوله : « وهو يضع الأساطين » مع اختلاف. وفي تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٨٢ ، بسند آخر ، تمام الرواية هكذا : « السكينة ريح من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان ». تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٤٤٢ ، عن العبّاس بن هلال ، عن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « ما السكينة؟ » إلى قوله : « قال : صدقتم هو تابوتكم » مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٥٩ ، ح ١٣٢٩ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « فإن عزم الله لك على البحر » إلى قوله : « واهدأ بإذن الله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١٣ ، ح ٨٤٥٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٤ ، ح ١٠٠٩٧ ، إلى قوله :( بِسْمِ اللهِ مَجْراهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) ؛ فيه ، ج ١١ ، ص ٤٥٤ ، ح ١٥٢٤٧ ، إلى قوله : « فقال : اخرج برّاً ».

(٣). في « ى ، بث »والتهذيب : - « لي ».

(٤). فيالتهذيب : « وليحمد ».

٦٠٩

اللهَ ، وَلْيُثْنِ عَلَيْهِ ، وَلْيُصَلِّ(١) عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ(٢) ، وَيَقُولُ : اللّهُمَّ إِنْ كَانَ هذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ ، فَيَسِّرْهُ لِي وَاقْدِرْهُ(٣) ؛ وَإِنْ كَانَ(٤) غَيْرَ ذلِكَ ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي ».

فَسَأَلْتُهُ(٥) : أَيَّ شَيْ‌ءٍ أَقْرَأُ فِيهِمَا(٦) ؟

فَقَالَ : « اقْرَأْ فِيهِمَا(٧) مَا شِئْتَ وَإِنْ شِئْتَ قَرَأْتَ فِيهِمَا(٨) ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ».(٩)

٥٦٦٢/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ(١٠) مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رُبَّمَا أَرَدْتُ الْأَمْرَ يَفْرُقُ(١١) مِنِّي‌

____________________

(١). في « بس » والوافي : « ويصلّي ». وفيالتهذيب : « ثمّ يصلّي ».

(٢). في « بح » والوافي : « وعلى أهل بيته ». وفي حاشية « ظ »والتهذيب : « وآله » ، كلاهما بدل « وأهل بيته ». وفي الفقيه : « النبيّ » بدل « محمّد وأهل بيته ».

(٣). في الفقيه : « وقدّره لي ». وفيالتهذيب : « وقدّره » : و « واقدره » : اقض به ؛ من القَدَر ، وهو عبارة عمّا قضاه‌الله وحكم به من الاُمور ، وهو مصدر قدر يقدر قَدَراً وقد تسكّن داله ، أو قدّره من التقدير. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢ ( قدر ) ؛الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١١.

(٤). فيالتهذيب : + « على ».

(٥). فيالتهذيب : + « عن ».

(٦). في « ى » : « فيها ».

(٧). في « ى » : « فيها ».

(٨). في « بث » : « فيها ». وفيالتهذيب : - « فيهما ».

(٩).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨٠ ، ح ٤١٠ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٦٢ ، ح ١٥٥١ ، معلّقاً عن مرازم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١١ ، ح ٨٤٥٢ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٦ ، ذيل ح ١٠٠٩٩.

(١٠). فيالتهذيب : « و » بدل « عن » ، وهو سهو. وعدم ثبوت رواية عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، وقدتكرّرت رواية سهل بن زياد عن محمّد بن عيسى. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٥٢٨ - ٥٢٩.

(١١). فيالوافي : « تفرق ». وفيالتهذيب : « فيفرق ».

٦١٠

فَرِيقَانِ(١) : أَحَدُهُمَا يَأْمُرُنِي ، وَالْآخَرُ يَنْهَانِي؟

قَالَ(٢) : فَقَالَ : « إِذَا كُنْتَ كَذلِكَ ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَاسْتَخِرِ اللهَ(٣) مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَرَّةً(٤) ، ثُمَّ انْظُرْ(٥) أَحْزَمَ(٦) الْأَمْرَيْنِ لَكَ ، فَافْعَلْهُ ؛ فَإِنَّ الْخِيَرَةَ(٧) فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَلْتَكُنِ(٨) اسْتِخَارَتُكَ فِي عَافِيَةٍ ؛ فَإِنَّهُ رُبَّمَا خِيرَ لِلرَّجُلِ فِي قَطْعِ يَدِهِ ، وَمَوْتِ وَلَدِهِ ، وَذَهَابِ مَالِهِ ».(٩)

٥٦٦٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْهُمْعليهم‌السلام :

أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ وَقَدْ سَأَلَهُ(١٠) عَنِ الْأَمْرِ يَمْضِي فِيهِ وَلَايَجِدُ أَحَداً يُشَاوِرُهُ ، فَكَيْفَ(١١) يَصْنَعُ؟

____________________

(١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : يفرق منّي فريقان ، أي يحصل بسبب ما أوردت فريقان ممّن أستثيره ، أو المراد بالفريقين الرأيان ، أي يختلف رأيي ، فمرّه اُرجّح الفعل والاُخرى الترك ».

(٢). فيالتهذيب : - « قال ».

(٣). في « بخ » : - « الله ».

(٤). في « جن » والمحاسن : - « ومرّة ».

(٥). في « ظ » : + « إلى ».

(٦). في « ى ، بخ » وحاشية « ظ »الوافي « أجزم ». وفيالمحاسن : « أعزم ». والحَزْم : ضبط الرجل أمره وأخذه بالثقة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٩٨ ( حزم ).

(٧). فيالتهذيب : « الخير ».

(٨). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، جن » : « وليكن ».

(٩).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨١ ، ح ٤١١ ، معلّقاً عن الكليني.المحاسن ، ص ٥٩٩ ، كتاب المنافع ، ح ٧ ، عن محمّد بن عيسى ، عن خلف بن حمّاد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١٢ ، ح ٨٤٥٣ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٥ ، ح ١٠٠٩٨.

(١٠). في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، جن »والوسائل : - « وقد سأله ».

(١١). فيالوافي : « كيف ».

٦١١

قَالَ : « شَاوِرْ رَبَّكَ ».

قَالَ : فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ؟

قَالَ لَهُ(١) : « انْوِ الْحَاجَةَ فِي نَفْسِكَ ، ثُمَّ اكْتُبْ(٢) رُقْعَتَيْنِ : فِي وَاحِدَةٍ : « لَا » وَفِي وَاحِدَةٍ: « نَعَمْ » وَاجْعَلْهُمَا فِي بُنْدُقَتَيْنِ(٣) مِنْ طِينٍ(٤) ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَاجْعَلْهُمَا تَحْتَ ذَيْلِكَ ، وَقُلْ : " يَا أَللهُ ، إِنِّي أُشَاوِرُكَ فِي أَمْرِي هذَا ، وَأَنْتَ خَيْرُ مُسْتَشَارٍ وَمُشِيرٍ ، فَأَشِرْ عَلَيَّ بِمَا(٥) فِيهِ صَلَاحٌ وَحُسْنُ عَاقِبَةٍ(٦) " ، ثُمَّ أَدْخِلْ يَدَكَ ، فَإِنْ كَانَ فِيهَا « نَعَمْ » فَافْعَلْ ، وَإِنْ كَانَ فِيهَا « لَا » لَاتَفْعَلْ(٧) ؛ هكَذَا تَشَاوِرُ(٨) رَبَّكَ ».(٩)

٩٤ - بَابُ (١٠) الصَّلَاةِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ‌

٥٦٦٤/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ‌

____________________

(١). في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : - « له ».

(٢). فيالتهذيب : « واكتب ».

(٣). « البُنْدُق » : الذي يُرمى به ، الواحدة : بُنْدقة ، والجمع : البنادق. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٥٢ ( بندق ).

(٤). فيالوافي : « طريق هذه المشاورة لاينحصر في الرقعة والبندقة والطين ، بل يشمل كلّ ما يمكن استفادة ذلك منه، مثل ما مضى في حديث الرقاع - وهي الثالث هاهنا - ومثل ما يأتي في باب القرعة وغير ذلك ، وإنّما ذكر البندقة تعليماً وإرشاداً للسائل ».

(٥). فيالتهذيب : « ما ».

(٦). في « بح » : « عافية ».

(٧). فيالوافي : « فلا تفعل ».

(٨). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي « بس » والمطبوعوالوسائل : « شاور ».

(٩).التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٨٢ ، ح ٤١٣ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤١٢ ، ح ٨٤٥٤ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٦٩ ، ح ١٠١٠٧.

(١٠). في « بس » : - « باب ».

٦١٢

ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

شَكَا رَجُلٌ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام الْفَاقَةَ وَالْحُرْفَةَ(١) فِي التِّجَارَةِ بَعْدَ يَسَارٍ قَدْ كَانَ فِيهِ ، مَا يَتَوَجَّهُ(٢) فِي حَاجَةٍ إِلَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْمَعِيشَةُ.

فَأَمَرَهُ(٣) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنْ يَأْتِيَ مَقَامَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ، وَيَقُولَ مِائَةَ مَرَّةٍ : « اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ ، وَبِعِزَّتِكَ وَمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ أَنْ تُيَسِّرَ لِي مِنَ التِّجَارَةِ أَوْسَعَهَا(٤) رِزْقاً ، وَأَعَمَّهَا فَضْلاً ، وَخَيْرَهَا(٥) عَاقِبَةً ».

قَالَ الرَّجُلُ : فَفَعَلْتُ(٦) مَا أَمَرَنِي بِهِ(٧) ، فَمَا تَوَجَّهْتُ بَعْدَ ذلِكَ فِي وَجْهٍ إِلَّا رَزَقَنِيَ اللهُ.(٨)

٥٦٦٥/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ(٩) إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي‌

____________________

(١). « الحُرْفة » - بضمّ الحاء وكسرها - : الحرمان ، والاسم من قولك : رجل مُحارَف ، أي منقوص الحظّ لاينموله مال ، يقال : حُرف في ماله حُرْفة ، أي ذهب شي‌ء منه. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٤٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٧ ( حرف ).

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٤٥٥ : « أقول : قولهعليه‌السلام : ما يتوجّه ، بيان للحرفة ، وما نافية ».

(٣). في « جن » : « فأمر ».

(٤). في حاشية « ظ ، بث ، بس » والوافي عن بعض النسخوالوسائل « أسبغها ».

(٥). في « بخ » : « وأخيرها ».

(٦). في « ى » : « فعلت ».

(٧). في « ى » : + « عليه ‌السلام ». وفيالوافي : + « أبو عبداللهعليه‌السلام ».

(٨).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١١ ، ح ٩٦٥ ، معلّقاً عن محمّد بن إسماعيل ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٢٩ ، ح ٨٤٨٤ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٢٢ ، ح ١٠٢١٩.

(٩). في « بح » : « رجل جاء ».

٦١٣

ذُو عِيَالٍ ، وَعَلَيَّ دَيْنٌ وَقَدِ اشْتَدَّتْ(١) حَالِي(٢) ، فَعَلِّمْنِي دُعَاءً إِذَا دَعَوْتُ بِهِ(٣) رَزَقَنِيَ اللهُ(٤) مَا أَقْضِي بِهِ دَيْنِي ، وَأَسْتَعِينُ بِهِ عَلى عِيَالِي.

فَقَالَ(٥) : يَا عَبْدَ اللهِ! تَوَضَّأْ ، وَأَسْبِغْ وُضُوءَكَ(٦) ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ تُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فِيهِمَا(٧) ، ثُمَّ قُلْ : يَا مَاجِدُ ، يَا وَاحِدُ ، يَا كَرِيمُ(٨) ، أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ ، يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللهِ رَبِّكَ(٩) وَرَبِّ كُلِّ شَيْ‌ءٍ أَنْ تُصَلِّيَ(١٠) عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى(١١) أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَسْأَلُكَ نَفْحَةً(١٢) مِنْ نَفَحَاتِكَ ، وَفَتْحاً يَسِيراً ، وَرِزْقاً وَاسِعاً(١٣) أَلُمُّ بِهِ شَعْثِي(١٤) ، وَأَقْضِي بِهِ دَيْنِي ، وَأَسْتَعِينُ بِهِ عَلى‌

____________________

(١). فيالوافي : « اشتدّ ».

(٢). في « بث » : « حالتي ».

(٣). في « بح » والوافي والوسائل والتهذيب : « دعوت الله به ». وفي « بس » وحاشية « ظ » : + « الله ».

(٤). في الكافي ، ح ٣٣٦٧ : « أدعو الله عزّوجلّ به ليرزقني » بدل « إذا دعوت به رزقني الله ».

(٥). في الكافي ، ح ٣٣٦٧ : + « رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٦). إسباغ الوضوء : إتمامه ، أو هو إبلاغه مواضعه وتوفية كلّ عضو حقّه. وقال العلّامة المجلسي : « إسباغ الوضوء : الإتيان بالمستحبّات والأدعية ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٢١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٤٦ ( سبغ ).

(٧). في « ى » : « فيها ». وفي الكافي ، ح ٣٣٦٧ : - « فيهما ».

(٨). في الكافي ، ح ٣٣٦٧ : + « يا دائم ».

(٩). في الكافي ، ح ٣٣٦٧ : « وربّي ».

(١٠). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : يا محمّد ، إلى قوله : كلّ شي‌ء معترضة ، وقولهعليه‌السلام : أن تصلّي ، متعلّق بمقدّر ، أي‌وأسألك أن تصلّي ، أو بدل اشتمال لمحمّد ، أي يقدّر فيه اللام ، أي لأن تصلّي ويكون متعلّقاً بأتوجّه ».

(١١). في الكافي ، ح ٣٣٦٧ : - « على ».

(١٢). في الكافي ، ح ٣٣٦٧ : + « كريمة ». و « النفحة » : المرّة من النَفْح ، وهو من الرياح هبوبها في البرد ، ومن الطيب فوحه ورائحته. وقيل : له نفحة طيّبة ، أي هبوب من الخير. والنفحة أيضاً : العطيّة. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٢٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٦١٧ ( نفح ).

(١٣). في « ى » : - « واسعاً ».

(١٤). اللَّمّ : الجمع ، والشَعْثُ والشَعَث : انتشار الأمر وخَلَلُهُ ، أي أجمع به ما تفرّق من اُموري واُصلحه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٨ ( شعث ) ؛ وج ٤ ، ص ٢٧٢ ( لمم ).

٦١٤

عِيَالِي ».(١)

٥٦٦٦/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ ، عَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ(٢) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّهُ كَانَ فِي يَدِي شَيْ‌ءٌ تَفَرَّقَ(٣) ، وَضِقْتُ ضَيْقاً شَدِيداً.

فَقَالَ لِي : « أَلَكَ حَانُوتٌ(٤) فِي السُّوقِ؟ ».

قُلْتُ : نَعَمْ ، وَقَدْ تَرَكْتُهُ.

فَقَالَ(٥) : « إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَاقْعُدْ فِي حَانُوتِكَ ، وَاكْنُسْهُ ، فَإِذَا(٦) أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ إِلى سُوقِكَ ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ قُلْ فِي دُبُرِ صَلَاتِكَ : تَوَجَّهْتُ بِلَا حَوْلٍ مِنِّي وَلَاقُوَّةٍ ، وَلكِنْ بِحَوْلِكَ(٧) وَقُوَّتِكَ ، أَبْرَأُ(٨) إِلَيْكَ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلَّا بِكَ ، فَأَنْتَ حَوْلِي ، وَمِنْكَ قُوَّتِي ؛ اللّهُمَّ فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً كَثِيراً(٩)

____________________

(١). الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للرزق ، ح ٣٣٦٧ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي داود.التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١١ ، ح ٩٦٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن أبي داود ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : جاء رجل إلى الرضاعليه‌السلام فقال له : يابن رسول الله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٣٠ ، ح ٨٤٨٥ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٢٤ ، ح ١٠٢٢٥.

(٢). فيالتهذيب : « أبي الطيّار » ، لكن في بعض نسخه : « ابن الطيّار ».

(٣). في « ظ ، بس » : « فتفرّق ». وفي « ى » : « ففرق ».

(٤). « الحانوت » : دكّان البائع. راجع : مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٩٨ ( حنت ).

(٥). في « بث » : + « لي ».

(٦). في « ظ »والتهذيب : « وإذا ». وفي « بث » : « فإن ».

(٧). فيالوافي والتهذيب : + « يا ربّ ».

(٨). في « بح »والتهذيب : « وأبرأ ».

(٩). في « بخ » : - « كثيراً ».

٦١٥

طَيِّباً ، وَأَنَا خَافِضٌ(١) فِي عَافِيَتِكَ ؛ فَإِنَّهُ لَايَمْلِكُهَا أَحَدٌ(٢) غَيْرُكَ ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ ذلِكَ ، وَكُنْتُ أَخْرُجُ إِلى دُكَّانِي(٣) حَتّى خِفْتُ أَنْ يَأْخُذَنِي الْجَابِي(٤) بِأُجْرَةِ(٥) دُكَّانِي وَمَا عِنْدِي شَيْ‌ءٌ.

قَالَ : فَجَاءَ(٦) جَالِبٌ(٧) بِمَتَاعٍ ، فَقَالَ لِي : تُكْرِينِي نِصْفَ بَيْتِكَ؟ فَأَكْرَيْتُهُ نِصْفَ بَيْتِي بِكِرَى(٨) الْبَيْتِ كُلِّهِ.

قَالَ : وَعَرَضَ(٩) مَتَاعَهُ ، فَأُعْطِيَ بِهِ شَيْئاً لَمْ يَبِعْهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ لَكَ إِلَيَّ خَيْرٌ(١٠) ، تَبِيعُنِي عِدْلاً مِنْ مَتَاعِكَ هذَا ، أَبِيعُهُ وَآخُذُ فَضْلَهُ ، وَأَدْفَعُ إِلَيْكَ ثَمَنَهُ؟ قَالَ :

____________________

(١). فيالوافي : « خائض ». و « الخافض » من الخَفْض ، وهو سعة العيش ولينه وراحته. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٤٥ ؛ المصباح المنير ، ص ١٧٥ ( خفض ).

(٢). في « بث » : - « أحد ».

(٣). في « ظ » : - « إلى دكّاني ».

(٤). في « ى » : « الجائي ». وفي « بح » : « الجاني ». و « الجابي » : جامع الخراج والمال ؛ من الجباية ، وهو استخراج الأموال من مظانّها. وقال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : أن يأخذني الجابي ، أي جامع غلّات الدكاكين ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٩١ ( جبا ).

(٥). في « بث » : + « أخذ ».

(٦). في « جن » : « فقال : جاء ».

(٧). « الجالب » : التاجر الذي يجلب المتاع من بلد إلى بلد طلباً للربح ؛ من الجَلْب ، وهو سوق الشي‌ء من موضع إلى آخر. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٦٨ ( جلب ).

(٨). في « بح ، بخ » والوافي : « بكراء ».

(٩). فيالتهذيب : + « لي ».

(١٠). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : إلى خير ، يحتمل أن يكون معترضة ، أي مصيرك إلى خير ، دعاء له. ويحتمل أن يكون المراد تبيعني إلى خير ، أي تؤخّر الثمن إلى حصول المال. ويمكن أن يقرأ : إليّ مشدّد الياء ، أي هل لك أن توصل إليّ خيراً؟ أو هل لك أن تصير أو تميل إلى خير أو سبيل إلى خير ، فقوله : تبيعني بتقدير أن بدل اشتمال للخير. وفي النسخ : إلى حين ، بالنون فيؤيّد الثاني ».

٦١٦

وَكَيْفَ لِي بِذلِكَ؟ قَالَ : قُلْتُ(١) : وَلَكَ اللهُ عَلَيَّ بِذلِكَ ، قَالَ : فَخُذْ عِدْلاً مِنْهَا ، فَأَخَذْتُهُ وَرَقَمْتُهُ ، وَجَاءَ(٢) بَرْدٌ شَدِيدٌ ، فَبِعْتُ الْمَتَاعَ مِنْ يَوْمِي ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الثَّمَنَ ، وَأَخَذْتُ الْفَضْلَ ، فَمَا زِلْتُ(٣) آخُذُ(٤) عِدْلاً عِدْلاً ، فَأَبِيعُهُ وَآخُذُ فَضْلَهُ ، وَأَرُدُّ عَلَيْهِ(٥) رَأْسَ الْمَالِ حَتّى رَكِبْتُ الدَّوَابَّ ، وَاشْتَرَيْتُ الرَّقِيقَ ، وَبَنَيْتُ(٦) الدُّورَ.(٧)

٥٦٦٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ ابْنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا وَلِيدُ(٨) ! أَيْنَ حَانُوتُكَ مِنَ الْمَسْجِدِ(٩) ؟ » فَقُلْتُ : عَلى بَابِهِ ، فَقَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْتِيَ حَانُوتَكَ ، فَابْدَأْ بِالْمَسْجِدِ(١٠) ، فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، أَوْ أَرْبَعاً ، ثُمَّ قُلْ : غَدَوْتُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ ، وَغَدَوْتُ بِلَا حَوْلٍ مِنِّي وَلَاقُوَّةٍ ، بَلْ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ يَا رَبِّ ، اللّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، أَلْتَمِسُ مِنْ فَضْلِكَ كَمَا أَمَرْتَنِي ، فَيَسِّرْ لِي ذلِكَ ، وَأَنَا خَافِضٌ(١١) فِي عَافِيَتِكَ ».(١٢)

____________________

(١). فيالوافي والتهذيب : + « له ».

(٢). في « جن » : « فجاء ».

(٣). في « بخ » : « فما زالت ».

(٤). في « ى ، بح ، جن » : « أخذت ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب . وفي المطبوع : + « من ».

(٦). في « ى » : - « بنيت ».

(٧).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١٢ ، ح ٩٦٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب المعيشة ، باب النوادر ، ح ٩٣٦١ ، بسنده عن أبي عمارة الطيّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٣١ ، ح ٨٤٨٧ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٢٢ ، ح ١٠٢٢٠.

(٨). فيالوسائل : - « يا وليد ».

(٩). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : من المسجد ، أي مسجد الكوفة ».

(١٠). في « بخ » : « في المسجد ».

(١١). في « بخ » والوافي : « خائض ».

(١٢).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٢٣ ، ح ٨٤٨٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٢٣ ، ح ١٠٢٢٢.

٦١٧

٥٦٦٨/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا فُلَانُ! أَمَا تَغْدُو فِي الْحَاجَةِ؟ أَمَا تَمُرُّ بِالْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ عِنْدَكُمْ بِالْكُوفَةِ؟ ». قُلْتُ : بَلى.

قَالَ : « فَصَلِّ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، قُلْ فِيهِنَّ(١) : غَدَوْتُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ ، غَدَوْتُ بِغَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَاقُوَّةٍ ، وَلكِنْ(٢) بِحَوْلِكَ يَا رَبِّ وَقُوَّتِكَ ، أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هذَا الْيَوْمِ وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي مِنْ فَضْلِكَ حَلَالاً طَيِّباً تَسُوقُهُ إِلَيَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَأَنَا(٣) خَافِضٌ(٤) فِي عَافِيَتِكَ ».(٥)

٥٦٦٩/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٦) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ(٧) عُرْوَةَ ابْنِ أُخْتِ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، عَنْ خَالِهِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

____________________

(١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : قل فيهنّ ، أي في القنوت ، أو في السجود أو بعدهنّ متّصلاً بهنّ ، كالأخبارالأُخر. وهو بعيد ».

(٢). في « ى » : « لكن » بدون الواو.

(٣). في « بخ » : « وإنّي ».

(٤). في « بخ » والوافي : « خائض ».

(٥).قرب الإسناد ، ص ٣ ، ح ٧ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٣٢ ، ح ٨٤٨٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٢٤ ، ح ١٠٢٢٣.

(٦). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : - « بن عبدالله ».

(٧). هكذا في « بس »والوسائل . وفي « ظ ، غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، جن » والمطبوعوالتهذيب : « بن ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه وأنّ المراد من الحسن ، هو الحسن بن عليّ بن فضّال ؛ فإنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ، ح ٩٣٩ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عروة ابن اُخت شعيب العقرقوفي ، عن خاله شعيب.=

٦١٨

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَنْ جَاعَ فَلْيَتَوَضَّأْ ، وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ(١) : "يَا رَبِّ ، إِنِّي جَائِعٌ ، فَأَطْعِمْنِي" ؛ فَإِنَّهُ يُطْعَمُ مِنْ سَاعَتِهِ ».(٢)

٥٦٧٠/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا غَدَوْتَ فِي حَاجَتِكَ بَعْدَ أَنْ تَجِبَ الصَّلَاةُ(٣) ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ(٤) التَّشَهُّدِ ، قُلْتَ : اللّهُمَّ إِنِّي غَدَوْتُ أَلْتَمِسُ مِنْ فَضْلِكَ كَمَا أَمَرْتَنِي(٥) ، فَارْزُقْنِي رِزْقاً حَلَالاً طَيِّباً ، وَأَعْطِنِي فِيمَا رَزَقْتَنِي(٦) الْعَافِيَةَ ، تُعِيدُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ أُخْرَاوَيْنِ ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ(٧) ، قُلْتَ : بِحَوْلِ اللهِ‌

____________________

= وقد وردت في الكافي ، ح ١٢٩ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٤٩ ، ح ٢٥ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٧ ، المجلس ٩ ، ح ٥ ، رواية عروة ابن أخي شعيب العقرقوفي ، عن شعيب. والظاهر اتّحاد العنوانين ووقوع التحريف في أحدهما.

(١). فيالتهذيب : « ويتمّ ركوعهما وسجودهما ويقول » بدل « ثمّ يقول ».

(٢).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣١٢ ، ح ٩٦٨ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ، ح ٩٣٩ ، بسنده عن عروة ابن اُخت شعيب العقرقوفي ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٣٣ ، ح ٨٤٩١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٢٦ ، ح ١٠٢٢٧.

(٣). فيالوافي : « بعد أن تجب الصلاة ، أي بعد أن فرغت من الفريضة » ، وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : بعد أن‌تجب الصلاة ، أي تثبت وترفع كراهتها بأن ترفع الشمس قليلاً ، ويدلّ على أنّ النافلة ذات السبب أيضاً مكروهة فيها ، ويمكن حمله على الاتّقاء ».

(٤). في « ى » : « عن ».

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : كما أمرتني ، أي بقولك :( وَ اسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ ) [ النساء (٤) : ٣٢ ] و( ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) [ الجمعة (٦٢) : ١٠ ] ».

(٦). فيالوسائل : « رزقتنيه ».

(٧). فيمرآة العقول : « قوله : من التشهّد ، إمّا مبنيّ على عدم جزئيّة السلام ، أو المراد بالتشهّد ما يشمل السلام ، أو يقرأ الدعاء بينهما ، فيكون مفسّراً لقوله : فيهنّ في الخبر السابق فتفطّن ».

٦١٩

وَقُوَّتِهِ غَدَوْتُ بِغَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَاقُوَّةٍ ، وَلكِنْ بِحَوْلِكَ يَا رَبِّ وَقُوَّتِكَ ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ ؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هذَا الْيَوْمِ وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً وَاسِعاً طَيِّباً حَلَالاً(١) تَسُوقُهُ إِلَيَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَأَنَا خَافِضٌ(٢) فِي عَافِيَتِكَ ؛ تَقُولُهَا(٣) ثَلَاثاً ».(٤)

٩٥ - بَابُ (٥) صَلَاةِ الْحَوَائِجِ‌

٥٦٧١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٦) ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ(٧) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي اخْتَرَعْتُ دُعَاءً.

قَالَ(٨) : « دَعْنِي مِنِ اخْتِرَاعِكَ ، إِذَا نَزَلَ بِكَ أَمْرٌ ، فَافْزَعْ إِلَى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَصَلِّ‌

____________________

(١). في « بخ » : « حلالاً طيّباً ».

(٢). في « بخ » والوافي : « خائض ».

(٣). فيالوسائل : « وتقولها ».

(٤).قرب الإسناد ، ص ٣ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أبيهعليهما‌السلام ، إلى قوله : « تعيدها ثلاث مرّات » مع اختلافالوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٣٣ ، ح ٨٤٩٠ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٢٣ ، ح ١٠٢٢١.

(٥). في « بث ، بس » : - « باب ».

(٦). هكذا في « بخ ، بس »والوسائل والبحاروالتهذيب . وفي « بث » : « أحمد بن محمّد أبي عبدالله ». وفي « ظ ، ى ، بح ، جن » والمطبوع : « أحمد بن محمّد بن أبي عبدالله ». وهو سهو واضح.

ثمّ إنّا نجد رواية أحمد بن أبي عبدالله - وهو أحمد بن محمّد بن خالد البرقي - عن زياد القندي - وهو زياد بن مروان - في غير هذا السند. والمتكرّر في أسنادالمحاسن رواية البرقي عنه بالتوسّط. فلا يبعد وقوع خللٍ في السند من سقط أو إرسال.

(٧). فيالتهذيب : + « له ».

(٨). فيالوسائل ، ح ١٠٢٣٤والفقيه والتهذيب : « فقال ».

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675