الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي8%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211107 / تحميل: 7117
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

خَفَّافٌ ، وَلَهُ عِيَالٌ كَثِيرَةٌ(١) ، أَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الزَّكَاةِ؟

فَقَالَ(٢) : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ(٣) ، أَيَرْبَحُ(٤) فِي دَرَاهِمِهِ(٥) مَا يَقُوتُ بِهِ(٦) عِيَالَهُ وَيَفْضُلُ؟ » قَالَ :

قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « كَمْ يَفْضُلُ؟ » قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : « إِنْ كَانَ يَفْضُلُ عَنِ الْقُوتِ مِقْدَارُ نِصْفِ الْقُوتِ ، فَلَا يَأْخُذِ الزَّكَاةَ ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْ نِصْفِ الْقُوتِ ، أَخَذَ الزَّكَاةَ ».

قُلْتُ : فَعَلَيْهِ فِي مَالِهِ زَكَاةٌ تَلْزَمُهُ(٧) ؟ قَالَ : « بَلى » قُلْتُ : كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قَالَ : « يُوَسِّعُ(٨) بِهَا عَلى عِيَالِهِ(٩) فِي طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ(١٠) وَكِسْوَتِهِمْ ، وَإِنْ بَقِيَ مِنْهَا شَيْ‌ءٌ ، يُنَاوِلُهُ(١١) غَيْرَهُمْ ، وَمَا أَخَذَ(١٢) مِنَ الزَّكَاةِ ، فَضَّهُ(١٣) عَلى عِيَالِهِ حَتّى يُلْحِقَهُمْ(١٤) بِالنَّاسِ(١٥) ».(١٦)

٥٩٦٨/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١٧) ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بر ، بف » والوافيوالفقيه : « كثير ».

(٢). في « بس » : + « له ».

(٣). في « بث ، بر ، بف » : « يا بامحمّد ».

(٤). في « بخ » : « يربح » من دون همزة الاستفهام.

(٥). في « بح » : « دراهم ».

(٦). في « بخ » : - « به ».

(٧). في « ى ، بح » : « يلزمه ».

(٨). في « ظ ، بخ ، بر ، بف » والوافي : « يتوسّع ».

(٩). في هامشالوافي عن سلطان : « قوله : يتوسّع بها على عياله ، أي يعطيهم من زكاته ما زاد على النفقة الواجبة التي‌ لايجوز حسابها من الزكاة ، فيكون إعطاؤهم من سهم سبيل الله. أو المراد بالعيال غير الواجب نفقتهم ، أو من سهم الفقراء بناء على عدم وفاء نفقتهم سائرمؤن سنتهم ».

(١٠). في « بخ ، بر ، بف » والوافيوالفقيه : - « وشرابهم ».

(١١). في « بح » : « يناول بها ». وفي « بخ ، بر » : « تناول بها ». وفي « بف » : « تناول ». وفي حاشية « بح» : + « به ».

(١٢). في « ى ، بخ ، بف » : « أخذه ».

(١٣). « فضّه على عياله » أي وزّعه وقسمه عليهم ؛ من الفضّ بمعنى التفريق. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٩٨ ( فضض ). (١٤). في « بخ ، بر ، بف » : « حتّى يلحق ».

(١٥). فيالوافي : « حتّى يلحقهم بالناس ، أي يغنيهم ويرفع عنهم الحاجة ».

(١٦).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٤ ، ح ١٦٣٠ ، معلّقاً عن أبي بصير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧٠ ، ح ٩٣٦١ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣٢ ، ذيل ح ١١٩٠٨. (١٧). في « بر » : - « بن محمّد ».

١٨١

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الزَّكَاةِ ، هَلْ تَصْلُحُ(١) لِصَاحِبِ الدَّارِ وَالْخَادِمِ؟

فَقَالَ(٢) : « نَعَمْ ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ(٣) دَارُهُ دَارَ غَلَّةٍ(٤) ، فَيَخْرُجَ(٥) لَهُ(٦) مِنْ غَلَّتِهَا دَرَاهِمُ مَا يَكْفِيهِ(٧) لِنَفْسِهِ(٨) وَعِيَالِهِ ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنِ(٩) الْغَلَّةُ تَكْفِيهِ(١٠) لِنَفْسِهِ وَعِيَالِهِ(١١) فِي طَعَامِهِمْ(١٢) وَكِسْوَتِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ مِنْ(١٣) غَيْرِ إِسْرَافٍ ، فَقَدْ حَلَّتْ لَهُ الزَّكَاةُ ؛ فَإِنْ(١٤) كَانَتْ(١٥) غَلَّتُهَا تَكْفِيهِمْ ، فَلَا ».(١٦)

٥٩٦٩/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ‌

__________________

(١). في «بح»:«يصلح». وفي « جن » : «تصحّ».

(٢). في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « قال ».

(٣). في « ى ، بث ، بح ، بر ، بس ، بف » : « أن يكون ».

(٤). « الغَلّة » : الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٧٣ ( غلل ). هذا ، وفي هامشالوافي عن سلطان : « قوله : إلّا أن تكون داره دار غلّة ، هذا يدلّ على أنّ المناط في استحقاق الزكاة عدم كفاية الحاصل والغلّة لا قيمة الملك ، فيجوز أخذ الزكاة إذا لم يكف حاصل الملك لقوت السنة وإن كفى قيمته لو باع. صرّح بهذه المسألة الشهيد الثاني فيشرح اللمعة ». وفيه أيضاً عن مراد : « المستفاد من هذا الحديث أنّ دار الغلّة أيضاً باعتبار قيمتها لايخرج المالك عن استحقاق ، ولو دلّ دليل على خلاف ذلك لأمكن حملها على ماله مانع من البيع كالوقف ».

(٥). في « بخ » : « فتخرج ».

(٦). في « بخ ، بر ، بف » : - « له ».

(٧). في « ظ ، بخ ، بر ، بف » : « تكفيه » بدل « ما يكفيه ». وفي « بح »والتهذيب : « ما تكفيه ».

(٨). في « بر ، بف » والوافي والتهذيب ، ص ١٠٧ : - « لنفسه ».

(٩). في « بث ، بح ، بف » : « لم يكن ».

(١٠). في « بح » : « يكفيه ».

(١١). في « بخ ، بر ، بف » والوافيوالمقنعة : « ولعياله ».

(١٢). في « بس » : + « وشرابهم ».

(١٣). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف »والفقيه والتهذيب : « في ».

(١٤). في « بث »والفقيه والتهذيب : « وإن ».

(١٥). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، جن » : « كان ».

(١٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٧ ، ح ٣٠٨ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه ، عن زرعة ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .وفيه ، ص ٤٨ ، ذيل ح ١٢٧ ، بسنده عن سعيد ، عن زرعة ، عن سماعة ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام .وفيه أيضاً ، ص ٥٢ ، ح ١٣٤ ، بسند آخر ، إلى قوله : « لصاحب الدار والخادم ، فقال : نعم ».المقنعة ، ص ٢٦٣ مرسلاً ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٦٧ ، ح ٩٣٥٧ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣٥ ، ح ١١٩١٦.

١٨٢

الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ أَبُوهُ أَوْ عَمُّهُ أَوْ أَخُوهُ يَكْفِيهِ مَؤُونَتَهُ ، أَيَأْخُذُ مِنَ الزَّكَاةِ ، فَيَتَوَسَّعَ بِهِ إِنْ كَانُوا لَايُوَسِّعُونَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ ».(١)

٥٩٧٠/ ٦. صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى(٢) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ(٣) لَهُ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ أَوْ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ وَلَهُ عِيَالٌ وَهُوَ يَحْتَرِفُ(٤) ، فَلَا يُصِيبُ نَفَقَتَهُ فِيهَا ، أَيُكِبُّ(٥) فَيَأْكُلَهَا وَلَايَأْخُذَ الزَّكَاةَ ، أَوْ يَأْخُذُ الزَّكَاةَ؟

قَالَ : « لَا ، بَلْ يَنْظُرُ إِلى فَضْلِهَا ، فَيَقُوتُ بِهَا نَفْسَهُ(٦) وَمَنْ وَسِعَهُ ذلِكَ مِنْ عِيَالِهِ ، وَيَأْخُذُ الْبَقِيَّةَ مِنَ الزَّكَاةِ ، وَيَتَصَرَّفُ(٧) بِهذِهِ(٨) لَايُنْفِقُهَا ».(٩)

٥٩٧١/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ(١٠) بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ‌

__________________

(١).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٨ ، ح ٣١٠ ، معلّقاً عن الكليني.المقنعة ، ص ٢٦٤ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧٠ ، ح ٩٣٦٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣٨ ، ح ١١٩٢٢.

(٢). في « بر » : - « بن يحيى ». والسند معلّق على سابقه. ويروي عن صفوان بن يحيى ، محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين. (٣). في الوافي : « تكون ».

(٤). يقال : هو يحترف لعياله ، ويحرف ، أي يكتسب.النهاية ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ( حرف ).

(٥). في « ى » : « أيكتسب ». والإكباب : الإقبال واللزوم ، يقال : أكبّ على الشي‌ء ، أي أقبل عليه يفعله ولزمه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٥ ( كبب ).

(٦). « فيقوت بها نفسه » ، أي يحفظ ، يقال : قُتُّ الرجلَ أقوته قَوْتاً ، إذا حفظتَ نَفْسَهُ بما يقوته ، وأعلته برزق قليل ، وأعطيته قوتاً. والقُوت : اسم الشي‌ء الذي يحفظ نَفْسَهُ ، وما يمسك الرمق من الرزق. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٧٤ و٧٥ ؛المصباح المنير ، ص ٥١٨ ( قوت ).

(٧). في « ي ، بح ، بخ » : « وينصرف ».

(٨). في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « بها ».

(٩).الوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧١ ، ح ٩٣٦٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣٨ ، ح ١١٩٢٣.

(١٠). في « بح ، بخ ، بر ، بف »والوسائل : - « عمر ».

١٨٣

غَيْرِ وَاحِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام : أَنَّهُمَا سُئِلَا عَنِ الرَّجُلِ لَهُ دَارٌ وَخَادِمٌ(١) ، أَوْ عَبْدٌ(٢) ، أَيَقْبَلُ(٣) الزَّكَاةَ؟

قَالَ(٤) : « نَعَمْ ، إِنَّ الدَّارَ وَالْخَادِمَ لَيْسَتَا(٥) بِمَالٍ(٦) ».(٧)

٥٩٧٢/ ٨. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ لَهُ ثَمَانُمِائَةِ(٨) دِرْهَمٍ ، وَلِابْنٍ لَهُ مِائَتَا دِرْهَمٍ ، وَلَهُ عَشْرٌ(٩) مِنَ الْعِيَالِ وَهُوَ يَقُوتُهُمْ فِيهَا(١٠) قُوتاً شَدِيداً(١١) ، وَلَيْسَ(١٢) لَهُ حِرْفَةٌ بِيَدِهِ ، وَإِنَّمَا(١٣) يَسْتَبْضِعُهَا(١٤) ، فَتَغِيبُ(١٥) عَنْهُ الْأَشْهُرَ ، ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْ فَضْلِهَا ، أَتَرى(١٦) لَهُ إِذَا حَضَرَتِ الزَّكَاةُ‌

__________________

(١). في « بف ، جن » : « أو خادم ».

(٢). في « بث ، بح ، بر » والوافيوالفقيه والتهذيب : « وعبد ».

(٣). في « بح » : « أتقبل ». وفي « جن » والتهذيب : « يقبل » بدون همزة الاستفهام.

(٤). في الوافي والتهذيب : « فقالا ». وفي الوسائلوالفقيه : « قالا ».

(٥). في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف »والوسائل : « ليسا ». وفي « جن » : « ليست ».

(٦). في التهذيب : « بملك ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٥١ ، ح ١٣٣ ، بسنده عن عمر بن اُذينة.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٣ ، ح ١٦٢٧ ، مرسلاً عن أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧٣ ، ح ٩٣٦٦ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣٥ ، ح ١١٩١٧.

(٨). في « بخ » وحاشية « بث » : « ثمانون ومائة ».

(٩). في « بخ ، بر ، بف ، جن » : « عشرة ». وفي هامشالوافي عن ابن المصنّف : « لعلّ ما ثبت العشر باعتبار النفوس ».

(١٠). في « بر ، بف » والوافي : « منها ».

(١١). فيالوافي : «قوتاً شديداً، أي ذا شدّة وضيق ».

(١٢). في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي : « وليست ».

(١٣). في « ظ ، بخ ، بر ، بف » والوافيوالوسائل : « إنّما » بدون الواو.

(١٤). في « بر ، بف » : « يستضعها ». وقوله : « يستبضعها » أي يجعلها بضاعة ، والبضاعة : طائفة من مالك تبعثها للتجارة. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٨٦ ؛المصباح المنير ، ص ٥٠ ( بضع ).

(١٥). في « بخ »والوافي : « فيغيب ». وفي « بر » : « يتغيّب ».

(١٦). في « بخ ، بر » : « ترى » بدون الهمزة.

١٨٤

أَنْ يُخْرِجَهَا مِنْ مَالِهِ ، فَيَعُودَ بِهَا عَلى عِيَالِهِ(١) يُسْبِغُ(٢) عَلَيْهِمْ بِهَا النَّفَقَةَ(٣) ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، وَلكِنْ يُخْرِجُ(٤) مِنْهَا الشَّيْ‌ءَ الدِّرْهَمَ(٥) ».(٦)

٥٩٧٣/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ(٧) ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَدْ تَحِلُّ الزَّكَاةُ لِصَاحِبِ السَّبْعِمِائَةِ(٨) ، وَتَحْرُمُ(٩) عَلى صَاحِبِ الْخَمْسِينَ دِرْهَماً ».

فَقُلْتُ لَهُ(١٠) : وَكَيْفَ يَكُونُ(١١) هذَا؟

فَقَالَ(١٢) : « إِذَا كَانَ صَاحِبُ السَّبْعِمِائَةِ لَهُ عِيَالٌ كَثِيرٌ ، فَلَوْ قَسَمَهَا بَيْنَهُمْ لَمْ تَكْفِهِ(١٣) ، فَلْيُعِفَّ عَنْهَا نَفْسُهُ ، وَلْيَأْخُذْهَا(١٤) لِعِيَالِهِ ، وَأَمَّا صَاحِبُ الْخَمْسِينَ ، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ(١٥) عَلَيْهِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ ، وَهُوَ مُحْتَرِفٌ يَعْمَلُ بِهَا ، وَهُوَ(١٦) يُصِيبُ مِنْهَا مَا(١٧) يَكْفِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ ».(١٨)

__________________

(١). « فيعود بها على عياله » ، يعني يجود عليهم ويتفضّل. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٣٦ ( عود ).

(٢). في « بخ » : « يوسع ». وفي حاشية « ظ ، بح ، جن »والوسائل : « يتّسع ». وفي الوافي عن بعض النسخ : « ليسع ».

(٣). الإسباغ : الإتمام والتوسعة ، أي ينفق عليهم تمام ما يحتاجون إليه ، ويوسّع عليهم فيها. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٢١ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٨ ( سبغ ). (٤). في « ظ » : « تخرج ».

(٥). في « بح » : « الدراهم ».

(٦).الوافي ، ج ١٠ ، ص ١٦٩ ، ح ٩٣٦٠ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٤٢ ، ح ١١٩٣٢.

(٧). في « بر ، بف » : + « بن سعيد ».

(٨). في «ظ،بح»:+«الدرهم».وفي«جن»:+«درهم».

(٩). في « بح » : « ويحرم ».

(١٠). في « بر » : - « له ».

(١١). في « بر ، بف » : - « يكون ».

(١٢). في «بث،بر،بف» والوافيوالوسائل : « قال ».

(١٣). في « ى » : « لم تكف ».

(١٤). في « ى ، بر ، بف » : « وليأخذ ».

(١٥). في « بس » والوافيوالوسائل والفقيه والتهذيب وتفسير العيّاشي : « تحرم ».

(١٦). في « ى » : « فهو ».

(١٧).في«بر»:-«لعياله وأمّا صاحب-إلى-يصيب منها ما».

(١٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٤٨ ، ضمن ح ١٢٧ ، بسنده عن سعيد ، عن زرعة ، عن سماعة ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٩٠ ، ح ٦٣ ، عن سماعة ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع زيادة في =

١٨٥

٥٩٧٤/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(١) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَصِيرٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ : إِنَّ لَنَا(٢) صَدِيقاً وَهُوَ رَجُلٌ صَدُوقٌ(٣) يَدِينُ اللهَ بِمَا نَدِينُ(٤) بِهِ.

فَقَالَ : « مَنْ هذَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ(٥) الَّذِي تُزَكِّيهِ؟ ».

فَقَالَ : الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ.

فَقَالَ : « رَحِمَ اللهُ الْوَلِيدَ بْنَ صَبِيحٍ ، مَا لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ ».

قَالَ(٦) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَهُ دَارٌ تَسْوى(٧) أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ، وَلَهُ جَارِيَةٌ ، وَلَهُ غُلَامٌ يَسْتَقِي عَلَى الْجَمَلِ(٨) كُلَّ يَوْمٍ مَا بَيْنَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى الْأَرْبَعَةِ(٩) سِوى عَلَفِ الْجَمَلِ ، وَلَهُ عِيَالٌ ، أَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الزَّكَاةِ؟

قَالَ(١٠) : « نَعَمْ ».

قَالَ : وَلَهُ هذِهِ الْعُرُوضُ؟

فَقَالَ(١١) : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، فَتَأْمُرُنِي(١٢) أَنْ آمُرَهُ أَنْ(١٣) يَبِيعَ(١٤) دَارَهُ وَهِيَ عِزُّهُ وَمَسْقَطُ

__________________

= أوّله.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٣ ، ح ١٦٢٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٦٨ ، ح ٩٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣٩ ، ح ١١٩٢٤.

(١). أورد الكشّي صدر الخبر في رجاله ، ص ٣١٩ ، الرقم ٥٧٩ بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز. وقد تقدّمت فيالكافي ، ح ٥٩٦٧ رواية عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن عليّ ، عن إسماعيل بن عبد العزيز ، عن أبيه. فاحتمال سقوط الواسطة في ما نحن فيه غير منفيّ. (٢). في « بث ، بخ ، بر ، بف » : + « رجلاً ».

(٣). في « بح » ورجال الكشّي : « صدق ».

(٤). في « بخ ، بر » : « يدين ».

(٥). في « بث ، بر ، جن » : « يا با محمّد ».

(٦). في « بخ » وحاشية « جن » : « قلت ».

(٧). في الوافي : « تساوي ».

(٨). في « بر ، بف » : « الجمال ».

(٩). في « بس ، جن » : « أربعة ».

(١٠). في « ظ » : « فقال ».

(١١). في « بخ » : + « له ».

(١٢). في « بح » : « أ فتأمرني ».

(١٣). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس »والوسائل : - « أن ».

(١٤). في « ى ، بث ، بس ، جن »والوسائل : « ببيع ».

١٨٦

رَأْسِهِ ، أَوْ يَبِيعَ(١) جَارِيَتَهُ الَّتِي(٢) تَقِيهِ(٣) الْحَرَّ وَالْبَرْدَ وَتَصُونُ(٤) وَجْهَهُ وَوَجْهَ عِيَالِهِ ، أَوْ آمُرَهُ أَنْ يَبِيعَ غُلَامَهُ وَجَمَلَهُ وَهُوَ(٥) مَعِيشَتُهُ وَقُوتُهُ؟ بَلْ(٦) يَأْخُذُ الزَّكَاةَ ، فَهِيَ(٧) لَهُ حَلَالٌ ، وَلَايَبِيعُ دَارَهُ ، وَلَا غُلَامَهُ ، وَلَاجَمَلَهُ ».(٨)

٥٩٧٥/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ الدَّرَاهِمُ(٩) يَعْمَلُ بِهَا ، وَقَدْ وَجَبَ(١٠) عَلَيْهِ فِيهَا الزَّكَاةُ ، وَيَكُونُ فَضْلُهُ الَّذِي يَكْسِبُ(١١) بِمَالِهِ كَفَافَ عِيَالِهِ لِطَعَامِهِمْ(١٢) وَكِسْوَتِهِمْ ، لَايَسَعُهُ(١٣) لِأُدُمِهِمْ(١٤) ، وَإِنَّمَا هُوَ مَا يَقُوتُهُمْ فِي الطَّعَامِ وَالْكِسْوَةِ؟

__________________

(١). في « بس »والوسائل : « ببيع ».

(٢). في « بث » : « خادمه التي ». وفي « بخ ، بر ، بف »والوسائل : « خادمه الذي ».

(٣). في « بث » : « يقي ». وفي « بخ ، بر »والوسائل : « يقيه ».

(٤). في « بح ، بخ ، بر ، بف »والوسائل : « ويصون ».

(٥). في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « وهي ».

(٦). في الوافي : - « بل ».

(٧). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي « بح » والمطبوع : « وهي ».

(٨).رجال الكشّي ، ص ٣١٩ ، ح ٥٧٩ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن عليّ ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧٢ ، ح ٩٣٦٥ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣٦ ، ح ١١٩١٨.

(٩). في « بح ، بر » وحاشية « بف ، جن »والوسائل : « ألف درهم » بدل « الدراهم ».

(١٠). في « بخ » والوافي : « وجبت ».

(١١). في «بح ،بخ ،بر ،بف » والوافي : «يكتسب».

(١٢). في « ى » : « بطعامهم ».

(١٣). في « ظ ، بث ، بف ، جن »والوسائل : « ولا يسعه ». وفي « بخ » والوافي : « ولا يسعهم ». وفي « بح » وحاشية « بث » : « لايسعهم » بدون الواو.

(١٤). قال ابن الأثير : « الإدام بالكسر ، والاُدُم بالضمّ : ما يؤكل مع الخبز أيّ شي‌ء كان » ، وقال الفيّومي : « الإدام : ما يؤتدم به مائعاً كان أو جامداً ، وجمعه : اُدُم ، مثل كتاب وكتب ، ويسكّن للتخفيف فيعامل معاملة المفرد ، ويجمع على آدامٍ ، مثل قفل وأقفال ». راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣١ ؛المصباح المنير ، ص ٩ ( أدم ).

١٨٧

قَالَ : « فَلْيَنْظُرْ إِلى زَكَاةِ مَالِهِ ذلِكَ ، فَلْيُخْرِجْ مِنْهَا شَيْئاً قَلَّ أَوْ كَثُرَ ، فَيُعْطِيهِ(١) بَعْضَ مَنْ(٢) تَحِلُّ(٣) لَهُ الزَّكَاةُ ، وَلْيَعُدْ بِمَا بَقِيَ مِنَ الزَّكَاةِ عَلى عِيَالِهِ ، وَلْيَشْتَرِ(٤) بِذلِكَ آدَامَهُمْ وَمَا يُصْلِحُهُمْ(٥) مِنْ طَعَامِهِمْ مِنْ(٦) غَيْرِ إِسْرَافٍ ، وَلَايَأْكُلْ هُوَ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ رُبَّ فَقِيرٍ أَسْرَفُ مِنْ غَنِيٍّ ».

فَقُلْتُ : كَيْفَ يَكُونُ الْفَقِيرُ أَسْرَفَ مِنَ الْغَنِيِّ(٧) ؟

فَقَالَ : « إِنَّ(٨) الْغَنِيَّ يُنْفِقُ مِمَّا أُوتِيَ ، وَالْفَقِيرَ يُنْفِقُ مِنْ غَيْرِ مَا أُوتِيَ(٩) ».(١٠)

٥٩٧٦/ ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ(١١) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : يَرْوُونَ عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أَنَّ الصَّدَقَةَ لَاتَحِلُّ لِغَنِيٍّ(١٢) ، وَلَالِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ(١٣) .

__________________

(١). في « بخ » وحاشية « بث » : « وليعطه ». وفي « بر ، بف » والوافي : « فليعطه ».

(٢). في « بر » : « ما ».

(٣). في « بث ، جن » : « يحلّ ».

(٤). في « ى ، بر ، بس ، بف »والوسائل : « فليشتر ».

(٥). في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي : « وما يصلح لهم ».

(٦). في « بث ، بر ، بف »والوسائل : « في ».

(٧). في « بخ ، بر ، بس ، بف » : « غنيّ ».

(٨). في « ى ، بث » : - « إنّ ». وفي « بر » » : « لأنّ ».

(٩). فيالوافي : « يستفاد من هذا الحديث أنّ الفقير إذا كان يأخذ وينفق فيما ينفق فيه الغنيّ ممّا لا حاجة مهمّة تدعو إليه فهو مسرف في ذلك الإنفاق ، وإن كان الغنيّ قد يكون غير مسرف ».

(١٠).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب كراهية السرف والتقتير ، ح ٦٢٢٣ ، بسند آخر ، من قوله : « ربّ فقير أسرف من غنيّ » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧١ ، ح ٩٣٦٤ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٤٢ ، ح ١١٩٣٣.

(١١). في « بر ، بف » : - « الحسن ».

(١٢). في « ى » : « للغنيّ ».

(١٣). قد مضى معنى المرّة والسويّ ذيل الحديث الثاني من هذا الباب.

١٨٨

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا تَصْلُحُ(١) لِغَنِيٍّ(٢) ».(٣)

٥٩٧٧/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ(٤) ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا يُعْطَى الْمُصَدِّقُ؟

قَالَ : « مَا يَرَى الْإِمَامُ ، وَلَايُقَدَّرُ لَهُ(٥) شَيْ‌ءٌ ».(٦)

٥٩٧٨/ ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٧) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ(٨) عليه‌السلام : رَجُلٌ مُسْلِمٌ مَمْلُوكٌ ، وَمَوْلَاهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، وَلَهُ مَالٌ يُزَكِّيهِ ، وَلِلْمَمْلُوكِ وَلَدٌ صَغِيرٌ حُرٌّ(٩) ، أَيُجْزِئُ(١٠) مَوْلَاهُ أَنْ يُعْطِيَ ابْنَ عَبْدِهِ مِنَ الزَّكَاةِ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ(١١) ».(١٢)

__________________

(١). في « بث » : « لايصلح ».

(٢). فيالوافي : « أقول : ذكر الغنيّ يغني عن ذكر ذي المرّة السويّ ولذا لم يقله ؛ وذلك لأنّ الغناء قد يكون بالقوّة والشدّة ، كما يكون بالمال ، ولو فرض رجل لا تغنيه القوّة والشدّة فهو فقير محتاج لا وجه لمنعه من الصدقة ، فبناء المنع على الغناء ليس إلّا ». وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ١١٣ : « قولهعليه‌السلام : لاتصلح الغنيّ ؛ يعني أنّ ذا المرّة إذا كان قادراً على تحصيل القوت فهو غنيّ ، وإلّا فلا مانع من أخذها ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٥١ ، صدر ح ١٣٠ ، بسند آخر.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٦٧١ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧٣ ، ح ٩٣٦٨ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٣١ ، ح ١١٩٠٧.

(٤). في « بر ، بف » وحاشية « بح »والتهذيب : - « بن عثمان ».

(٥). في « بر » : « ولا تقدّر » بدل « ولا يقدّر له ».

(٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٨ ، ح ٣١١ ، معلّقاً عن الكليني.المقنعة ، ص ٢٦٤ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٢٠٨ ، ح ٩٤٥٤ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢١١ ، ح ١١٨٥٩ ؛ وص ٢٥٧ ، ح ١١٩٦٧.

(٧). في «بر ، بف» وحاشية «بح» : - «بن يحيى».

(٨). في حاشية « بر » : « لأبي عبدالله ».

(٩). في «ظ ،ى ،بث ،بس ،جن» : « حرّ صغير ».

(١٠). في الوسائل : « يجزئ » بدون همزة الاستفهام.

(١١). في « ى » : « من الزكاة شيئاً؟ قال : لا » بدل « من الزكاة؟ قال : لا بأس به ». وفي الوافي : - « به ».

(١٢).الوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧٩ ، ح ٩٣٨٥ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٩٤ ، ح ١٢٠٥٦.

١٨٩

٥٩٧٩/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ شَارِبِ الْخَمْرِ يُعْطى مِنَ الزَّكَاةِ شَيْئاً؟ قَالَ : « لَا(١) ».(٢)

٤٤ - بَابُ مَنْ تَحِلُّ(٣) لَهُ الزَّكَاةُ فَيَمْتَنِعُ(٤) مِنْ أَخْذِهَا‌

٥٩٨٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ جَابَانَ(٥) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « تَارِكُ الزَّكَاةِ وَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ(٦) ، مِثْلُ مَانِعِهَا(٧) وَقَدْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ(٨) ».(٩)

٥٩٨١/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ‌

__________________

(١). سقط هذا الحديث من نسخة « ى ».

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٥٢ ، ح ١٣٨ ؛المقنعة ، ص ٢٤٢ ، وفيهما هكذا : « وروى محمّد بن عيسى عن داود الصرمي ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣٣ ، ذيل ح ١٦٢٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ١٩٢ ، ح ٩٤١٧ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٤٩ ، ذيل ح ١١٩٤٧.

(٣). في « ى » : « يحلّ ».

(٤). في « بر » : « فيمنع ».

(٥). هكذا في حاشية « بث » ونسخة عتيقةٍ منالتهذيب . وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن » والمطبوعوالوسائل والتهذيب : « خاقان ».

والمذكور فيرجال الطوسي هو عبدالله بن هلال بن جابان وإخوته إبراهيم وسعيد وسليمان. راجع :رجال الطوسي ، ص ١٥٧ ، الرقم ١٧٤٦ ؛ وص ٢١٤ ، الرقم ٢٨١٠ ؛ ص ٢١٧ ، الرقم ٢٨٦١ ؛ وص ٢٣١ ، الرقم ٣١٢٥.

(٦). فيالوافي : « وقد وجبت له ، أي اضطرّ إليها ».

(٧). في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « كمانعها ». فيالدروس الشرعيّة ، ج ١ ، ص ٢٤٠ - ٢٤١ ، ذيل الدرس ٦٤ : « ولو تعفّف المستحقّ ففي رواية : هو كمن يمتنع من أداء ما يجب عليه. وتحمل على الكراهية ، إلّا أن يخاف التلف ؛ فيحرم الامتناع ». (٨). في الوسائل : « له ».

(٩).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٣ ، ح ٢٩٣ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣ ، ح ١٥٩٦ ، معلّقاً عن مروان بن مسلم.المقنعة ، ص ٢٦٠ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٢١٧ ، ح ٩٤٧٦ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣١٣ ، ح ١٢١٠٥.

١٩٠

الْعَلَوِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(١) بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تَارِكُ الزَّكَاةِ وَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ ، كَمَانِعِهَا وَقَدْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ(٢) ».(٣)

٥٩٨٢/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ(٤) عليه‌السلام : الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِنَا يَسْتَحْيِي(٥) أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الزَّكَاةِ ، فَأُعْطِيهِ مِنَ الزَّكَاةِ وَلَا أُسَمِّي لَهُ أَنَّهَا مِنَ الزَّكَاةِ؟

فَقَالَ(٦) : « أَعْطِهِ ، وَلَاتُسَمِّ لَهُ ، وَلَاتُذِلَّ الْمُؤْمِنَ ».(٧)

٥٩٨٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : الرَّجُلُ يَكُونُ مُحْتَاجاً ، فَيُبْعَثُ(٩) إِلَيْهِ بِالصَّدَقَةِ ، فَلَا يَقْبَلُهَا(١٠)

__________________

(١). فيالوسائل والمحاسن وثواب الأعمال : « الحسن ».

(٢). في « بر »والوافي : « عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله » بدل « عن أبي عبداللهعليه‌السلام » إلى آخر الحديث.

(٣).المحاسن ، ص ٨٨ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٣٠ ، عن عبدالعظيم بن عبدالله العلوي.ثواب الأعمال ، ص ٢٨١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عبدالعظيم بن عبدالله العلويالوافي ، ج ١٠ ، ص ٢١٧ ، ح ٩٤٧٧ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣١٤ ، ح ١٢١٠٦.

(٤). في « بس » : « لأبي عبدالله ».

(٥). في « بخ ، بر » : « يستحقّ ».

(٦). في « بخ ، بر ، بف »والوافي والتهذيب والمقنعة : « قال ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٣ ، ح ٢٩٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣ ، ح ١٥٩٧ ، معلّقاً عن عاصم بن حميد.المقنعة ، ص ٢٦٠ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٢١٨ ، ح ٩٤٧٨ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣١٤ ، ح ١٢١٠٧. (٨). في « بح » : - « بن إبراهيم ».

(٩). في « بر ، بف » والوافي : « فنبعث ». وفيالوسائل ، ح ١٢١٠٤ : « يبعث ».

(١٠). في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « ولا يقبلها ».

١٩١

عَلى وَجْهِ الصَّدَقَةِ ، يَأْخُذُهُ مِنْ ذلِكَ ذِمَامٌ وَاسْتِحْيَاءٌ وَانْقِبَاضٌ ، أَفَيُعْطِيهَا(١) إِيَّاهُ(٢) عَلى غَيْرِ ذلِكَ الْوَجْهِ ، وَهِيَ مِنَّا صَدَقَةٌ؟

فَقَالَ : « لَا ، إِذَا كَانَتْ(٣) زَكَاةً ، فَلَهُ أَنْ يَقْبَلَهَا(٤) ، فَإِنْ لَمْ يَقْبَلْهَا(٥) عَلى وَجْهِ الزَّكَاةِ ، فَلَا تُعْطِهَا(٦) إِيَّاهُ(٧) ، وَمَا يَنْبَغِي(٨) لَهُ أَنْ يَسْتَحْيِيَ مِمَّا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ؛ إِنَّمَا هِيَ فَرِيضَةُ اللهِ لَهُ(٩) ، فَلَا يَسْتَحْيِي مِنْهَا ».(١٠)

٤٥ - بَابُ الْحَصَادِ(١١) وَالْجَدَادِ(١٢)

٥٩٨٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ شُرَيْحٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « فِي الزَّرْعِ حَقَّانِ : حَقٌّ تُؤْخَذُ(١٣) بِهِ(١٤) ، وَحَقٌّ‌

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بس »والوافي : « أفنعطيها ». وفي « بث » : « أفاُعطيها ». وفي « بخ » : « فاُعطيه ». وفي « بح » : « أفتعطيها ». وفي « بر ، بف » : « أفاُعطيه ». وفيالوسائل ، ح ١٢١٠٨ : « فنعطيها » بدون الهمزة.

(٢). في « بر ، بف » : « إيّاها ».

(٣). في « بخ » : + « صدقة ».

(٤). في « جن » : + « على وجه الزكاة ».

(٥). في « بر » : « لم يقبل ».

(٦). في « بح ، بخ ، بر ، بف » : « فلا تعطه ».

(٧). في « بح ، بر ، بف » : « إيّاها ». وفيالوافي : « لعلّ الفرق بين هذا وما في الخبر السابق أنّ ذاك كان قد عُلم من حاله الاستحياء منها والتنزّه عنها ، ولكنّه كان بحيث إذا بُعثتْ إليه لَقَبِلَها إذا كان مضطرّاً إليها ، بخلاف هذا ؛ فإنّه قد بُعثتْ إليه واستنكف منها. وإنّما نهي عن إعطائها إيّاه لأنّه إن كان مضطرّاً إليها فقد وجبت عليه أخذها ، فإن لم يأخذ فهو عاص وهو كمانع الزكاة وقد وجبت عليه ، وإن لم يضطرّ إليها ولم يقبلها فلا وجه لإعطائها إيّاه ».

(٨). في « ظ ، بس » : « وما لا ينبغي ». وفي « بر ، بف » والوافي : « ولاينبغي ».

(٩). في « بر » : - « له ».

(١٠).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٢١٨ ، ح ٩٤٧٩ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣١٣ ، ح ١٢١٠٤ ؛ وص ٣١٥ ، ح ١٢١٠٨.

(١١). « الحَصاد » ، - بالفتح والكسر - : قطع الزرع وجزّه من البرّ ونحوه من النبات. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩٤ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٥١ ( حصد ).

(١٢). في « ظ ، ى ، جن » : « الجذاذ ». و « الجَداد ، - بالفتح والكسر - : صِرام النخل وهو قطع ثمرتها. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٤ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ( جدد ).

(١٣). في « بح ، بخ » : « يؤخذ ».

(١٤). في « بر » : - « له ».

١٩٢

تُعْطِيهِ(١) ».

قُلْتُ : وَمَا الَّذِي أُوخَذُ(٢) بِهِ؟ وَمَا الَّذِي أُعْطِيهِ(٣) ؟

قَالَ : « أَمَّا الَّذِي تُؤْخَذُ(٤) بِهِ ، فَالْعُشُرُ ، وَنِصْفُ الْعُشُرِ ؛ وَأَمَّا الَّذِي تُعْطِيهِ(٥) ، فَقَوْلُ(٦) اللهِ(٧) عَزَّ وَجَلَّ :( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ ) (٨) يَعْنِي مِنْ(٩) حَصْدِكَ(١٠) الشَّيْ‌ءَ بَعْدَ(١١) الشَّيْ‌ءِ » وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ : « الضِّغْثَ(١٢) ثُمَّ الضِّغْثَ(١٣) حَتّى يَفْرُغَ(١٤) ».(١٥)

__________________

(١). في « بخ ، جن » : « يعطيه ».

(٢). في « بث ، بر » : « يؤخذ ».

(٣). في « بث ، جن » : « يعطيه ».

(٤). في « بث ، بخ ، بر » : « يؤخذ ».

(٥). في « بث ، بخ ، بر » : « يعطيه ».

(٦). في « بر » وتفسير العيّاشي : « يقول ».

(٧). في « بح ، بر » وتفسير العيّاشي : - « الله ».

(٨). الأنعام (٦) : ١٤١.

(٩). في « بخ ، بر » وحاشية « بث » : « ما ».

(١٠). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف »والوسائل : « حضرك ».

(١١). في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي : « ثمّ ».

(١٢). « الضِغْث » : القُبْضة ، أي مل‌ء اليد من الحشيش مختلط الرطب باليابس. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٠ ( ضغث ). (١٣). في « ى » : + « ثمّ الضغث ».

(١٤). في « بس » والوافي وتفسير العيّاشي : « حتّى تفرغ ». وقال فيالخلاف ، ج ٢ ، ص ٥ ، ذيل المسألة ١ : «يجب في المال حقّ سوى الزكاة المفروضة ، وهو ما يخرج يوم الحصاد من الضغث بعد الضغث والحفنة بعد الحفنة يوم الجذاذ ، وبه قال الشافعيّ النخعيّ ومجاهد وخالف جميع الفقهاء في ذلك. دليلنا إجماع الفرقة وأخبارهم ، وأيضاً قوله تعالى :( وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ ) فأوجب إخراج حقّه يوم الحصاد ، والأمر يقتضي الوجوب ، والزكاة لا تجب إلّا بعد التصفية والتذرية وبلوغ المبلغ الذي تجب فيه الزكاة ».

وأجاب عنه فيمختلف الشيعة ، ج ٣ ، ص ٢٥٧ بعد ما قال : « المشهور هو الاستحباب » بقوله : « والجواب : المنع من الإجماع على الوجوب ، نعم الإجماع على الأرجحيّة الشاملة للندب والواجب ، والمشهور الندب ، ونمنع أنّ الأمر للوجوب. سلّمنا ، لكن لم لايجوز أن يكون المراد من الحقّ هنا الزكاة؟ والحديثان - وهو الثاني هنا وآخر عن طرق العامّة - لايدلاّن على الوجوب ؛ فإنّ الإجماع واقع على استحباب الصدقة ، وحينئذٍ يصدق أنّ في المال حقّاً سوى الزكاة ، وليس في الحديث ما يدلّ على أنّه حقّ واجب ». وللمزيد راجع :تذكرة الفقهاء ، ج ٥ ، ص ١١ ، المسألة ٤ ؛مدارك الأحكام ، ج ٥ ، ص ١٢ - ١٣ ؛الحدائق الناضرة ، ج ١٢ ، ص ١٢ - ١٥ ؛جواهر الكلام ، ج ١٥ ، ص ٨ - ١٢.

(١٥).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ١٠١ ، عن معاوية بن ميسرة عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٨١ ، ح ٩٧٢٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٩٦ ، ح ١١٨٢٠.

١٩٣

٥٩٨٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى(٢) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ ) فَقَالُوا جَمِيعاً : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « هذَا مِنَ(٣) الصَّدَقَةِ يُعْطِي(٤) الْمِسْكِينَ الْقَبْضَةَ بَعْدَ الْقَبْضَةِ ، وَمِنَ الْجَدَادِ(٥) الْحَفْنَةَ(٦) بَعْدَ الْحَفْنَةِ حَتّى يَفْرُغَ ، وَيُعْطِي(٧) الْحَارِسَ(٨) أَجْراً(٩) مَعْلُوماً ، وَيَتْرُكُ مِنَ النَّخْلِ(١٠) مِعى فَأْرَةٍ(١١) ، وَأُمَّ جُعْرُورٍ(١٢) ، وَيُتْرَكُ(١٣) لِلْحَارِسِ ، يَكُونُ فِي الْحَائِطِ الْعَذْقُ(١٤) وَالْعَذْقَانِ(١٥) وَالثَّلَاثَةُ لِحِفْظِهِ إِيَّاهُ(١٦) ».(١٧)

__________________

(١). في « بخ ، بف » : - « بن إبراهيم ».

(٢).في«بر،بف»والتهذيب، ص ١٠٦:-« بن عيسى».

(٣). في تفسير العيّاشي : + « غير ».

(٤). في الوسائل ، ح ١١٨١٩ : « تعطي ».

(٥). في « ظ ، بح ، بخ ، بف »والوسائل ، ح ١١٨١٩والتهذيب ، ص ١٠٦ : « الجذاذ ».

(٦). قال الجوهري : « الحَفْنَة : مل‌ء الكفّين من طعام ».الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٢ ؛ ( حفن ).

(٧). في « بث ، بخ ، بر ، بف » وحاشية « بح »والوافي والتهذيب ، ص ١٠٦ وتفسيرالعيّاشي : « ويترك ». وفيالوسائل ، ح ١١٨١١ : « قال : تترك ».

(٨). في « بث ، بر ، بف »والوسائل ، ح ١١٨١١والتهذيب ، ص ١٠٦ : « للحارس ». وفي « بخ » وحاشية « بث ، بف » والوافي وتفسير العيّاشي : « للخارص ». (٩). في الوافي : « قدراً ».

(١٠). في الوافي : « النخلة ».

(١١). فياللسان : « مِعَى الفأرة : ضرب من ردي‌ء تمر الحجاز ». وفيالقاموس : « مِعَى الفأر : تمر ردي‌ء ». راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٨٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٩ ( معى ).

(١٢). في تفسير العيّاشي : + « لا يخرصان ». « اُمّ جعرور » ، في اللغة بدون لفظة « اُمّ » ، قال الجوهري : الجعرور : ضرب من الدَّقَل ، وهو أردأ التمر » ، وقال ابن الأثير : « الجعرور : ضرب من الدَّقَل ، يحمل رطباً صغاراً لا خير فيه». وقيل : « الجعرور : تمر ردي‌ء ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١٥ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٧٦ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٢١ ( جعر ). (١٣). في « ظ » : « يترك » بدون الواو.

(١٤). « العَذْق » : النخلة بحملها. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٢٢ ( عذق ).

(١٥). فيالتهذيب ، ص ١٠٦ : « العذقين ».

(١٦). في « بخ ، بر ، بف » وحاشية « بث » والوافي والتهذيب ، ص ١٠٦ وتفسير العيّاشي : « له ».

(١٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠٣ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالكافي ، كتاب الزكاة ، باب أقلّ ما يجب فيه الزكاة =

١٩٤

٥٩٨٦/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ(١) الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَصْرِمْ(٢) بِاللَّيْلِ ، وَلَاتَحْصُدْ(٣) بِاللَّيْلِ ، وَلَاتُضَحِّ(٤) بِاللَّيْلِ ، وَلَاتَبْذُرْ(٥) بِاللَّيْلِ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ(٦) ، لَمْ يَأْتِكَ الْقَانِعُ وَالْمُعْتَرُّ ».

فَقُلْتُ(٧) : مَا(٨) الْقَانِعُ وَالْمُعْتَرُّ؟

قَالَ(٩) : « الْقَانِعُ : الَّذِي يَقْنَعُ بِمَا أَعْطَيْتَهُ ، وَالْمُعْتَرُّ : الَّذِي يَمُرُّ بِكَ ، فَيَسْأَلُكَ ؛ وَإِنْ‌

__________________

= من الحرث ، ح ٥٧٨٧ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠٣ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « ويترك من النخل » إلى قوله : « العذق والعذقان » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ١٠٤ ، عن زرارة ومحمّد بن مسلم وأبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .وفيه ، ص ٣٨٠ ، ح ١١٣ ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير ؛المقنعة ، ص ٢٦٢ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « الحفنة بعد الحفنة حتّى يفرغ » مع اختلاف.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٨١ ، ح ٩٧٢٤ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٩١ ، ح ١١٨١١ ، من قوله : « ويعطى الحارس أجراً معلوماً » ؛وفيه ، ص ١٩٥ ، ح ١١٨١٩ ، إلى قوله : « الحفنة بعد الحفنة حتّى يفرغ ».

(١). في « بخ ، بف »والتهذيب : - « الحسن بن عليّ ».

(٢). في « بح » والوافي : « لا تجدّ ». وفي « بخ » وحاشية « ظ ، بث »والتهذيب والعلل : « لا تجذّ ». وفي « بر ، بف » : « لايجذّ ». والصَرْم والصِرام : القطع ، وصِرام النخلة : قطع الثمرة واجتناؤها منها ، وقد يطلق الصرام على النخل نفسه ؛ لأنّه يُصْرَم. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٣٤ ( صرم ).

(٣). في « بر ، بف » : « ولا يحصد ».

(٤). في « بر ، بف » : « ولا يضحّى ». وفي « جن » : « ولاتضحّى ». والتضحية : الإطعام في الضحى ، والرعي فيها ، والذبح فيها من أيّام التشريق ، أو في أيّ وقت كان منها. والظاهر أنّ المراد هنا مطلق الذبح. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٧٥ ( ضحا ).

(٥). « لا تبذر » ، من البَذْر ، وهو الزرع ونثر الحبّ في الأرض للزراعة. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٠ ؛المصباح المنير ، ص ٤٠ ( بذر ).

(٦). في « بث ، بخ ، بر ، بف »والوافي : « إن فعلت ذلك ». وفي « بح »والوسائل والتهذيب : «إن فعلت».

(٧). في التهذيب : « قلت ».

(٨). في « بح ، بر ، بف ، جن » والوافي والتهذيب : « وما ».

(٩). في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي : « فقال ».

١٩٥

حَصَدْتَ بِاللَّيْلِ ، لَمْ يَأْتِكَ السُّؤَّالُ وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالى :( وَآتُوا (١) حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ ) : عِنْدَ الْحَصَادِ ، يَعْنِي الْقَبْضَةَ بَعْدَ الْقَبْضَةِ إِذَا حَصَدْتَهُ ، وَإِذَا(٢) خَرَجَ فَالْحَفْنَةَ بَعْدَ الْحَفْنَةِ ، وَكَذلِكَ عِنْدَ الصِّرَامِ ، وَكَذلِكَ عِنْدَ(٣) الْبَذْرِ ، وَلَاتَبْذُرْ(٤) بِاللَّيْلِ ؛ لِأَنَّكَ تُعْطِي مِنَ(٥) الْبَذْرِ كَمَا تُعْطِي مِنَ(٦) الْحَصَادِ ».(٧)

٥٩٨٧/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ ) قَالَ : « تُعْطِي الْمِسْكِينَ يَوْمَ حَصَادِكَ(٨) الضِّغْثَ ، ثُمَّ إِذَا وَقَعَ(٩) فِي الْبَيْدَرِ(١٠) ، ثُمَّ إِذَا وَقَعَ(١١) فِي الصَّاعِ الْعُشْرُ وَنِصْفُ الْعُشْرِ ».(١٢)

__________________

(١). هكذا في القرآن وفي جميع النسخ التي قوبلت والوافيوالوسائل . وفي المطبوع : « آتُوا » بدون الواو.

(٢). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف » والوافيوالوسائل : « فإذا ».

(٣). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جن »والوسائل والتهذيب والعلل : - « عند ».

(٤). في « ظ ، ي » : « لا تبذر » بدون الواو. وفي « بح » : « لا يبذر ». بدون الواو. وفي « بس » : « ولا تبذره ».

(٥). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بف »والوسائل والتهذيب والعلل : « في ».

(٦). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف »والوسائل والتهذيب ، والعلل : « في ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠٤ ، معلّقاً عن الكليني.علل الشرائع ، ص ٣٧٧ ، ح ١ ، بسنده عن عبدالله بن مسكان ، مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ، ح ١٠٧ ، عن سماعة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٧ ، ح ١٦٦٤ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرين إلى قوله : « لم يأتك القانع والمعترّ ». راجع :الكافي ، كتاب الحجّ ، باب الأكل من الهدي الواجب ، ح ٧٨٨٧ ؛ ونفس الباب ، ح ٧٨٩١ ؛والفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٩٣ ، ح ٣٠٥٣ ؛والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٢٣ ، ح ٧٥١ و٧٥٣الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٨٢ ، ح ٩٧٢٥ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٩٨ ، ح ١١٨٣٠.

(٨). في الوافي عن بعض النسخ : « حصاده ».

(٩). في « بر ، بف » : « أوقع ».

(١٠). « البَيْدَر » : الموضع الذي تداس فيه الحبوب. راجع :المصباح المنير ، ص ٣٨ ( بدر ).

(١١). في « بر ، بف » : « أوقع ».

(١٢).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٨٣ ، ح ٩٧٢٧ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٩٦ ، ح ١١٨٢١.

١٩٦

٥٩٨٨/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ ، عَنْ مُصَادِفٍ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي أَرْضٍ لَهُ ، وَهُمْ يَصْرِمُونَ ، فَجَاءَ سَائِلٌ يَسْأَلُ ، فَقُلْتُ : اللهُ يَرْزُقُكَ ، فَقَالَعليه‌السلام : « مَهْ ، لَيْسَ ذلِكَ(١) لَكُمْ حَتّى تُعْطُوا ثَلَاثَةً ، فَإِذَا أَعْطَيْتُمْ ثَلَاثَةً ، فَإِنْ أَعْطَيْتُمْ(٢) فَلَكُمْ ، وَإِنْ أَمْسَكْتُمْ فَلَكُمْ ».(٣)

٥٩٨٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ(٤) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٥) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا ) ؟

فقَالَ(٦) : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : مِنَ الْإِسْرَافِ فِي الْحَصَادِ وَالْجَدَادِ(٧) أَنْ يَصَّدَّقَ(٨) الرَّجُلُ بِكَفَّيْهِ جَمِيعاً ، وَكَانَ أَبِي إِذَا حَضَرَ شَيْئاً(٩) مِنْ هذَا ، فَرَأى أَحَداً مِنْ غِلْمَانِهِ يَتَصَدَّقُ(١٠) بِكَفَّيْهِ ، صَاحَ بِهِ : أَعْطِ(١١) بِيَدٍ وَاحِدَةٍ الْقَبْضَةَ بَعْدَ الْقَبْضَةِ ، وَالضِّغْثَ بَعْدَ الضِّغْثِ مِنَ السُّنْبُلِ ».(١٢)

__________________

(١). في « بخ ، بر » والوافيوالفقيه : « ذاك ».

(٢). في «ى»: «أعطيتهم».وفيالفقيه :+« بعد ذلك ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٧ ، ح ١٦٦٥ ، معلّقاً عن مصادف ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٨٣ ، ح ٩٧٢٨ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٠٢ ، ح ١١٨٠٤. (٤).في«بخ،بر،بف»:«عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر».

(٥). في تفسير العيّاشي : + « الرضا ».

(٦). هكذا في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٧). في « ظ » : « الجذاذ والحصاد ». وفي « ى ، بث ، بح ، بر ، بف ، جن »والوسائل وتفسير العيّاشي : « والجذاذ ».

(٨). في « ى » : « أن يتصدّق ».

(٩). في قرب الإسناد : «حصد شي‌ء» بدل « شيئاً ».

(١٠). في « بخ » : « يصدّق ». وفي « بر » وقرب الإسناد وتفسير العيّاشي : « تصدّق ».

(١١). في « بخ » وقرب الإسناد : « أعطه ».

(١٢).قرب الإسناد ، ص ٣٦٧ ، ح ١٣١٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، مع زيادة.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ، ح ١٠٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « من الإسراف في الحصاد » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٨٣ ، ح ٩٧٢٩ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٠٢ ، ح ١١٨٤٢.

١٩٧

٤٦ - بَابُ صَدَقَةِ أَهْلِ الْجِزْيَةِ‌

٥٩٩٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى(١) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا حَدُّ الْجِزْيَةِّ(٢) عَلى أَهْلِ الْكِتَابِ؟ وَهَلْ عَلَيْهِمْ فِي ذلِكَ شَيْ‌ءٌ مُوَظَّفٌ(٣) لَايَنْبَغِي أَنْ يَجُوزُوا(٤) إِلى غَيْرِهِ؟

فَقَالَ : « ذَاكَ(٥) إِلَى الْإِمَامِ ، يَأْخُذُ(٦) مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَا شَاءَ(٧) عَلى قَدْرِ مَالِهِ بِمَا يُطِيقُ(٨) ، إِنَّمَا هُمْ قَوْمٌ فَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَنْ يُسْتَعْبَدُوا(٩) أَوْ يُقْتَلُوا(١٠) ، فَالْجِزْيَةُ تُؤْخَذُ(١١) مِنْهُمْ عَلى قَدْرِ(١٢) مَا يُطِيقُونَ لَهُ أَنْ يَأْخُذَهُمْ(١٣) بِهِ(١٤) حَتّى يُسْلِمُوا ، فَإِنَّ(١٥) اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى -

__________________

(١). في الاستبصار : - « بن عيسى ».

(٢). قال الجوهري : « الجزية : ما يؤخذ من أهل الذمّة » ، وقال ابن الأثير : « هي عبارة عن المال الذي يُعقَد للكتابيّ‌عليه الذمّة ، وهي فِعْلة من الجزاء ، كأنّها جزت عن قتله ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٧١ ( جزا ).

(٣). في تفسير القمّي : « يوصف ».

(٤). في « ى ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ظ » والوافي والوسائل والفقيه وتفسير القمّي : « أن يجوز ».

(٥). في « ى » والوافيوالوسائل والفقيه والتهذيبوالاستبصار : « ذلك ».

(٦). هكذا في « غ ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف » والوافيوالوسائل والتهذيبوالاستبصار وتفسير القمّي والمقنعة . وفي سائر النسخ والمطبوع : « أن يأخذ ». (٧). فيالتهذيب : « مايشاء ».

(٨). في « ى ، غ » : « ما يطيقون ». وفي « بر »والوسائل وتفسير القمّي : « ما يطيق ». وفي الوافي : « وما يطيق ».

(٩). فيالفقيه : « من أن لايستعبدوا ». وفي هامش المطبوع عن الشيخ البهائي : « هكذا وجد في النسخ التي بين أظهرنا ، والصحيح : أن لايستعبدوا ، كما فيالفقيه ، ولعلّ ذلك على حذف المضاف ، كما في قوله تعالى :( يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا ) [ النساء (٤). : ١٧٦ ] ، أي كراهة أن تضلّوا ، أو كلمة « لا » محذوفة ، أي لايستعبدوا ، أو كراهة أن يستعبدوا ». (١٠). في « بح » : « تقتلوا ».

(١١). في « بر ، بف »والفقيه : « يؤخذ ».

(١٢). في تفسير القمّي وتفسير العيّاشي:-«على قدر».

(١٣). في « ظ ، بح »وتفسير القمّي : « أن يأخذ منهم ».

(١٤). في تفسير القمّي وتفسير العيّاشي : « بها ».

(١٥). في الوافي : « إنّ ».

١٩٨

قَالَ :( حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ ) (١) وَكَيْفَ يَكُونُ صَاغِراً وَهُوَ(٢) لَايَكْتَرِثُ(٣) لِمَا يُؤْخَذُ مِنْهُ(٤) حَتّى يَجِدَ(٥) ذُلَّا لِمَا أُخِذَ(٦) مِنْهُ ، فَيَأْلَمَ(٧) لِذلِكَ ، فَيُسْلِمَ ».

قَالَ(٨) : وَ قَالَ ابْنُ مُسْلِمٍ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَ رَأَيْتَ ، مَا يَأْخُذُ هؤُلَاءِ مِنْ هذَا(٩) الْخُمُسِ(١٠) مِنْ أَرْضِ الْجِزْيَةِ ، وَيَأْخُذُ(١١) مِنَ الدَّهَاقِينِ(١٢) جِزْيَةَ رُؤُوسِهِمْ؟ أَ مَا عَلَيْهِمْ فِي ذلِكَ شَيْ‌ءٌ مُوَظَّفٌ؟

فَقَالَ : « كَانَ عَلَيْهِمْ مَا أَجَازُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ(١٣) ، وَلَيْسَ لِلْإِمَامِ(١٤) أَكْثَرُ مِنَ الْجِزْيَةِ ،

__________________

(١). التوبة (٩) : ٢٩. وفي تفسير القمّي : + « قلت ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ١١٩ : « قوله تعالى :( صَاغِرُونَ ) المشهور في تعريف الصغار أنّه التزام الجزية على ما يحكم به الإمام من غير أن تكون مقدّرة وإلزام أحكامنا عليهم. وقيل : هو أن يؤخذ الجزية من الذمّي قائماً والمسلم قاعد ، وقيل غير ذلك ».

(٢). فيالوافي والتهذيب والاستبصار : - « هو ».

(٣). الاكتراث : الاعتناء والمبالاة ، يقال : هو لايكترث لهذا الأمر ، أي يعبأ به ولا يباليه ولايعتني به. ولا تستعمل إلّا في النفي ، ومجيئه في الإثبات شاذّ. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ١٦١ ؛المصباح المنير ، ص ٥٣٠ ( كرث ).

(٤). في تفسير القمّي : + « قال : لا ».

(٥). في « ظ ، بح »والوسائل : « حتّى لا يجد ».

(٦). في « جن » : « اُخذت ».

(٧). في التفسير القمّي : « فيتألّم ».

(٨). الضمير المستتر في « قال » ، راجع إلى حريز ، والمراد من ابن مسلم هو محمّد بن مسلم كما صرّح به في‌الوافي ؛ فقد روى المصنّفقدس‌سره عن عليّ بن إبراهيم ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن محمّد بن مسلم في كثيرٍ من الأسناد. (٩). في «جن» والوافي والتهذيبوالاستبصار :-«هذا».

(١٠). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : من هذا الخمس ، الذي وضع عمر على نصارى تغلب من تضعيف الزكاة ورفع ‌الجزية ». (١١). في الوافي : « ويأخذون ». وفي التهذيب : «ويؤخذ».

(١٢). فيالوافي : + « من ». و « الدهاقين » : جمع الدهقان ، وهو بفتح الدال وضمّها رئيس القرية ومقدّم التُنّاء - وهم المقيمون في البلد - وأصحاب الزراعة. وقيل : هو التاجر ، فارسيّ معرّب. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٣ ( دهقن ).

(١٣). في « بح » : « لأنفسهم ». وفي الوافي عن بعض النسخ : « على نفوسهم ».

(١٤). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وليس للإمام ، كأنّ المراد أنّهم وإن أجاز على أنفسهم ، لكن ليس للإمام العدل أن يفعل ذلك. أو المراد أنّه ليس لها مقدار مقدّر مخصوص ، لكن كلّما قدّر لهم ينبغي أن يوضع إمّا على رؤوسهم وإمّا على أموالهم ».

١٩٩

إِنْ شَاءَ الْإِمَامُ وَضَعَ ذلِكَ عَلى رُؤُوسِهِمْ(١) ، وَلَيْسَ عَلى أَمْوَالِهِمْ شَيْ‌ءٌ ، وَإِنْ شَاءَ فَعَلى أَمْوَالِهِمْ ، وَلَيْسَ عَلى رُؤُوسِهِمْ شَيْ‌ءٌ ».

فَقُلْتُ : فَهذَا(٢) ، الْخُمُسُ؟

فَقَالَ : « إِنَّمَا هذَا شَيْ‌ءٌ كَانَ(٣) صَالَحَهُمْ(٤) عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».(٥)

٥٩٩١/ ٢. حَرِيزٌ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ : مَا ذَا عَلَيْهِمْ مِمَّا(٧) يَحْقُنُونَ بِهِ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ؟

قَالَ : « الْخَرَاجُ ، فَإِنْ(٨) أُخِذَ مِنْ رُؤُوسِهِمُ الْجِزْيَةُ ، فَلَا سَبِيلَ عَلى أَرْضِهِمْ(٩) ، وَإِنْ أُخِذَ(١٠) مِنْ أَرْضِهِمْ(١١) ، فَلَا سَبِيلَ عَلى رُؤُوسِهِمْ ».(١٢)

٥٩٩٢/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

__________________

(١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وضع على رؤوسهم ، المشهور عدم جواز الجمع بين الرؤوس والأراضي. وقيل : يجوز ». (٢). في التهذيبوالاستبصار : « وهذا ».

(٣). في « بر » : - « كان ».

(٤). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : كان صالحهم ، الظاهر أنّهعليه‌السلام بيّن أوّلاً أنّ الخمس من البدع ، فلمّا لم يفهم السائل وأعاد السؤال غيّرعليه‌السلام الكلام تقيّة. أو يكون هذا إشارة إلى ما مرّ سابقاً من أمر الجزية ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١١٧ ، ح ٣٣٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٥٣ ، ح ١٧٦ ، معلّقاً عن الكليني.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٨٨ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ١٦٧٠ ، معلّقاً عن حريز.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٥ ، ح ٤١ ، عن زرارة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « فيألم لذلك فيسلم » مع اختلاف يسير.المقنعة ، ص ٢٧٢ ، مرسلاً عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٤٨ ، ح ٩٦٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٤٩ ، ح ٢٠١٨٥.

(٦). السند معلّق ، كما هو واضح.

(٧). في « بث ، بخ ، بر ، بف » : « ما ».

(٨). في « بث ، بخ ، بر ، بف » : « فإذا ». وفي « بح »والوسائل : « وإن ».

(٩). في الوافي والتهذيبوالاستبصار : « أراضيهم ».

(١٠). في « بث » : « فإن اُخذوا ». وفي « بف » : « فإن اُخذ ».

(١١). في الوافي والتهذيبوالاستبصار : « أراضيهم ».

(١٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١١٨ ، ح ٣٣٨ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٥٣ ، ح ١٧٧ ، معلّقاً عن حريزالوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٤٩ ، ح ٩٦٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٥٠ ، ح ٢٠١٨٦.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وبعد أشهر من القراءة والبحث عن الحقيقة والحوارات الطويلة حدث أمر أعتبره العامل المفصلي في اعتناقي للإسلام. كنت واقفة في غرفة ابني أحاول أن أصلي. وكان أمامي كتاب عن الإسلام مفتوح على فصل «كيفية الصلاة». وقفت هناك أصارع نفسي. لم أكن قد اعتدت الصلاة مباشرة؟. طيلة حياتي علموني أن أصلي ليسوع وهو سيوصل صلاتي إلى الله... لذا خشيت أنني أقوم بأمر خطأ، ولم أشأ أن يغضب يسوع عليّ! وفي تلك اللحظة، خطرت لي فكرة كموجة عاتية. هل يعقل أن الله سيغضب إذا أردت أن أكون أكثر قرباً منه؟ وهل يعقل أن يسوع سيستاء مني إذا حاولت أن أكون أكثر قرباً من الله..؟ أليس ذلك ما يريدني أن أفعله؟ إن الله.. أعلم بنيتي. حتى هذا اليوم، لا زلت أعتقد أن الله.... كان يتحدث إليّ - بهذه القوة كان الشعور والصوت الذي شعرت به في داخلي. ممَّ كنت أخشى؟ كيف يمكنني أن لا أعتنق الإسلام؟ في تلك اللحظة بكيت طويلاً.

كان ذلك ما احتجت سماعه. وعلمت حينها أنه يجب أن أدخل في الإسلام. شعرت بأن ذلك هو الأمر الصائب وما خلا ذلك أمور غير مهمة.

وبعد أن نطقت بالشهادتين أمام المدرسة كلها أصبحت إنسانة أخرى. لم يعد لديَّ ذلك الشعور بعدم الانتماء وبماذا أؤمن، فقد تحرّرت من القلق الذي كان لديَّ من قبل وولىَّ إلى غير رجعة. وعلمت أنني قد اتخذت القرار الصائب.

لم أكن قط على هذا القدر من القرب من الله.. كما أصبحت بعد أن اعتنقت الإسلام. الحمد لله.. أنا إنسانة محظوظة. وأشكركم على السماح لي بمشاطرتكم تجربتي.

٢٢١

بعد رحلة طويلة من البحث والإبحار في عالم الأفكار والأديان:

سفينة المسلم الهندي نيرڤان تحطّ بأمان على شاطئ الإِسلام

· قصة أخرى مشوّقة من قصص المهتدين للإِسلام، ذات دلالات وإيحاءات غنية بالتجارب الإنسانية والمشاعر الإيمانية الفياضة، يسردها بإيجاز للقرّاء المعتنق الجديد للإِسلام، الأخ الهندي نيرفان، بعدما غمرته أنوار الهداية الإلهية وأنقذته من مهاوي التيه والشك والضلال.

متى وكيف بدأت القصة كلها؟ وهل بدأت فعلاً أم كانت مجرد يقظة روحية؟ إنه إدراك للحقيقة التي طالما كانت كامنة في داخلي؟

إسمي نيرڤان، من التابعية الهندية. لقد وُلدت لعائلة مختلطة، فأبي هندوسي وأمي مسلمة. منذ طفولتي أذكر بوضوح أنني لم أتلقَّ أي تربية دينية من أي نوع كانت. فأبي لم يكن هندوسياً متديناً، فيما تخلت أمي عن الإِسلام، لذا فقد تربيتُ في ما يمكن وصفه بالـ «خواء» الديني والروحي، بيد أنني سأظل ممتناً لأبويَّ لزرعهما فيّ القيم الأخلاقية التي ستظل ترشدني طيلة حياتي. فمع أن عائلتي لم تكن متدينة، إلا أنها ربتني على مبادئ أخلاقية جيّدة تتمثّل في طاعة الأبوين، والصدق، والامتناع عن السرقة، وخدمة الناس كان حجر الزاوية لحياتنا اليومية.

أدركت مؤخراً خلال فترة المراهقة أنه كانت تجول في خلدي ألغاز الوجود: ما هي الغاية من الحياة على الأرض؟ هل الموت هو نهاية كل شيء؟ هل هناك إله؟ وقد تحرك شيء ما في أعماقي موجِّهاً عقلي نحو سعي دؤوب طلباً للحقيقة. كنت بحاجة إلى أجوبة منطقية واضحة وشاملة عن كل تلك الأسئلة التي أرّقت حياتي وحيّرت لُبّي. وعزمتُ على خوض المغامرة، مع أنها متاهة معقدة حول اللاهوت، وطقوس الغابرين، والفلسفة.

٢٢٢

إنطلاقاً من الإلحاد، شققت طريقي إلى البوذية، والمسيحية، والهندوسية، إلا أنني لم أجد أي طمأنينة في أي منها. تملّكني شعور بأن الحقيقة موجودة في مكان ما، ربما أمام عينيّ، إلا أنها لا تزال تراوغني. وفي مرحلة معينة، تخليت عن البحث وتملّكني اليأس. فَلُذت بنيتشه، وسارتر، وكانط، وهاديجر، وماركس، وفرويد، وأندريه جيد، وكريشنامورتي... ولَكَم بدا الإلحاد أكثر إغراءً لي! أقوال مثل «الله قد مات»، «الدين أفيون الجماهير»، «الأديان تنبع من الخوف الفطري من الأب في المجتمعات البدائية». كنت أحيا وأموت بكتب نيتشه وموسيقى مارلين مانسون. حتى أنني أخذتُ أقرأ «الكتاب الشيطاني المقدس» وأصبحتُ مهتماً بالويكا أو الوثنية. وقد قادني هذا الأمر إلى اكتشاف الميثولوجيا الإسكندناڤية، وآلهة الرومان والإغريق... بَيْدَ أن ظمأي للروحانية والحقيقة النهائية لم يتوقف.

عندئذٍ حصلت المعجزة! فذات يوم جمعة، قرّرت أن أذهب مع صديق مسلم إلى صلاة الجمعة لمجرد التسلية. لم يكن في نيتي أن أصلّي هناك، فقد كنت مجرد فضولي فيما يتعلق بالممارسات الدينية في الإِسلام. الدين الوحيد الذي لم أبحث فيه - لقد استمعنا إلى خطبة الإمام وأديتُ حركات الصلاة من خلال تقليدي لصديقي (القيام، والركوع والسجود). عند هذه النقطة، عشتُ تجربة سماوية روحية غريبة. لم أسمع أي صوت، ولم أرَ أي نور... شعرتُ فقط بعاطفة سماوية وكأنها تجذبني. وكلما لامست جبهتي الأرض، كنت أشعر وكأنها لا تريد أن تفارقها. لقد أرسل الله هدايته إليّ. ولن أعود لحالي السابق بعد الآن أبداً.

وبعد الصلاة، سألني صديقي عن شعوري، فلم أجبه، لأن لغة البشر لا يمكن أن تعبّر عن تلك العاطفة بشكلٍ كافٍ. ذلك الإحساس بالحبور تملّك عقلي لأيام، وكان يشير إلى اتجاه واضح جداً: «الإِسلام»، فتساءلت «هل أنخرط في البحث من جديد؟» كانت قوة خفية ما تدفعني إلى الأمام وترشدني للقيام بذلك. وبعد فترة قصيرة، ألفيت نفسي غارقاً في مطالعة الكتب الإِسلامية ومعجباً بأركان الإيمان الخمسة، والعقائد، والمعجزات العلمية في القرآن، والكمال الرياضي. وشرعتُ في الصلاة بحماسة والدراسة الجادة للقرآن، ولكن القصة لم تنته هنا.

٢٢٣

لقد سقطتُ مرات عديدة في بحور الشك، والشيطان يطاردني بإغراءاته. أمضيت ليالٍ طويلة أرقاً متسائلاً إذا ما كنت على الصراط المستقيم، وهل كنت أتصرف بتهور أم لا؟ حتى أنني بلغتُ حافة الارتداد وتملّكتني رغبة بالتخلي عن كل شيء. وتزامن ذلك مع مشاكل واجهتها في المنزل لكون عائلتي غير مسلمة، مما جعل ترك الإِسلام يروق لي، فتركتُ الصلاة، المعراج الشريف، وأصبحتُ أناظر المسلمين حول معتقداتهم وأساعد المواقع المعادية للإِسلام على شبكة الإنترنت. إلا أن شيئاً ما في قلبي ما كان ليتركني أتخلى عن الله. وأدركت أن تلك الأوقات العصيبة كانت فترة ابتلاء لي، فهل أنجح أم أفشل؟ أخذت أصلّي ليل نهار، وأتوسل إلى الله طالباً العون. شعرت بالخجل لأنني شككت في كلمة الله وتركتُ نفسي تتأثر بالحملات المعادية للإِسلام. شعرتُ بالغثيان لأنني كنت ضحية الشك في كل مرة، وتوسلت إلى الله طالباً الغفران. ولكن في النهاية غمرني النور.

شيئاً فشيئاً، قوّى الله تعالى إيماني وجعلني أصمد. واجهتُ النقد والقسوة من الآخرين بالصبر والسكينة، فلم أجادل أو أغتاظ قط. وإذا ما غمرتني الكآبة، توجهت إلى الله للهداية والعون. لقد عدت إلى دين الفطرة، فماذا هناك لأخافه، وأدركت أن المغامرة لم تنته... بل هي قد بدأت. رحلة فاتنة في أرجاء معجزات وأطايب الإِسلام.

لم أبلغ نهاية الطريق بعد، ولكنني الآن في حالة سلام مع نفسي ومع الله تعالى.

٢٢٤

الهداية إلى الصراط المستقيم

بقلم الأخت زهراء (جويس سلوتر) سابقاً

· الأخت الأميركية جويس سلوتر (زهراء) لاح لها شعاع الإِسلام في مراحل عديدة مرّت بها خلال حياتها وتجاربها الدينية السابقة، وظل يلاحقها حتى عمّها أخيراً سنا بريقه الساطع. فاهتدت إلى الصراط المستقيم، كما تقول في قصَّتها التالية التي بعثت بها إلى المجلة، وهي تعمل حالياً على إرساء دعائم الإِسلام ونشره في منطقتها في ولاية ميشغان إلى جانب أخواتها في منظمة المسلمات الأميركيات.

لقد وُلدت في تشرين الثاني/نوڤمبر 1947م من أبوين أميركيين، وقد رباني أهلي تربية كاثوليكية وكانت أمي قد اعتنقت الكاثوليكية قبل زواجها بأبي. وهي تنحدر من سلالة من البروتستانت المحافظين جداً وقد درس العديد من أفراد عائلتها في معهد مودي للكتاب المقدس، كما كان بعض أفراد عائلتها من اليهود، وقد شرحت لي أمي بعض الشرائع اليهودية.

ولطالما كنت مهتمة منذ الصغر بثقافات الآخرين. حيث كنت شغوفة بدراسة المعتقدات والممارسات الدينية المختلفة.

وقد أقنعتني عناصر التشابه في العديد من الممارسات والمعتقدات الدينية بأن هناك معتقداً أصلياً تم نسيانه وتغييره عبر الزمن.

لقد تعلمتُ في مدرسة كاثوليكية حتى المرحلة الثانوية. وقد فكرتُ بدايةً في أن أصبح ملتزمة دينياً، غير أنني لم أوفق لذلك مع أنني كنت أواظب على حضور الصلاة في الكنيسة بقلب مؤمن وأتلقى التعاليم الكنسية في الوقت المحدد.

في ذلك الوقت، تعرّفت لأول مرة على الإِسلام، حيث كنت قد بدأتُ بدراسة اللغة الإسبانية في المدرسة الثانوية. وكما هو معلوم فإن شبه الجزيرة الإيبيرية تأثرت إلى حد بعيد بالثقافة الإِسلامية منذ التواجد الإِسلامي في الأندلس.

وللأسف فإنني لدى شروعي في دراستي الجامعية تركتُ ممارساتي الدينية. حتى خلال العديد من المشاكل أثناء زواجي الأول، لم أذهب للصلاة في الكنيسة. كنت أتلو صلاتي بمفردي وأقرأ في الوقت عينه عن الأديان المختلفة.

٢٢٥

وبعدما مررتُ بمرحلة مليئة بالقلق. بدأتُ بالذهاب مجدداً إلى الكنيسة ومررتُ بتجربة «الولادة الجديدة». وهذه هي مرحلة قرب خاص من الله تعالى.

بَيْدَ أن الله تعالى كان قد رسم لي خطة أخرى ليقرّبني منه أكثر، أو هكذا يبدو الأمر لي عندما أعود بالذاكرة. لقد تصادقت ابنتي مع فتاة إيرانية في المدرسة. وقد التقيتُ بأهل تلك الفتاة وتعرفتُ على ثقافتهم. عندها اشتريتُ لأول مرة ترجمة للقرآن الكريم. وبعد حوالى عام انتقلنا إلى سكن آخر، حيث التقيت بإحدى صديقاتي التي كانت متزوجة من إيراني. ومجدداً تعرّفت أكثر على الثقافة الإيرانية وكيفية طهو بعض الأطباق الإيرانية. ومع أن صديقتي لم تكن مسلمة، إلا أنها حدثتني عن الإِسلام، ومجدداً شدّ ذلك اهتمامي. في العام 1997م بدأ يساورني شعور بأن الله تعالى يريدني أن أقوم بأمر ما، شيء أكثر من مجرد إطاعة تعاليم الكنيسة وقوانين البلاد. شعرتُ بأن عليّ أن أبدأ بتعلم قيادة سيارتي بمفردي إلى أماكن بعيدة، لذا كنت أذهب إلى أوماها في نبراسكا للعمل هناك طيلة أسبوع. وذهبتُ للاعتراف في فترة عيد الميلاد وأخبرتُ الكاهن بشعوري بأن لديَّ مهمة خاصة. أعتقد أنه ظن أنني إنسانة «غريبة الأطوار». ثم في كانون الثاني/يناير 1998م، توفي زوجي الثاني إثر ذبحة قلبية. كان عمره 46 عاماً فقط. وعندئذٍ أصبحت قريبة جداً من الله تعالى وقد منحني ذلك قدراً كبيراً من الراحة.

أمضيتُ قسماً كبيراً من وقتي باحثة عما عليّ القيام به لنفسي في ذلك الحين. أصبحتُ نشطة جداً في الكنيسة كالمساعدة في جمع التبرعات لبناء مدرسة، وقد تم انتخابي عضواً في مجلس الرعية. وعبر كنيستي التقيتُ أشخاصاً من سائر أنحاء العالم. وقد تمكنتُ من السفر إلى الهند وإسبانيا.

وفي الهند رأيتُ الناس من جميع الأديان يعيشون معاً منسجمين.

٢٢٦

وفي أيار/مايو 2001م قررت أخيراً الإصغاء لنداء الله وركزت على الصلاة من أجل السلام في العالم. وقد شعرتُ على امتداد السنوات أن لديَّ حافزاً قوياً للعمل من أجل السلام في العالم. وقد بدت تلك مهمة مستحيلة.

في الأعوام القليلة التالية واصلت حياتي كما في السابق، كنت أقرأ عن الأديان الأخرى واستمريت في الأنشطة التطوعية. في العام 2003م بدأتُ بحضور سلسلة من المحاضرات عن الإِسلام في مسجد في بلومنغتون. وبعد أن انتهت السلسلة بدأتُ بحضور جلسات في منزل إحدى الأخوات إلا أنني انتقلت بعد ذلك، لذا توقفتُ عن حضورها. عرفت بأنني سأصبح مسلمة إلا أنني لم أرد أن أستسلم وأتغير. لقد اشتريتُ نسخة من القرآن الكريم ترجمها يوسف علي وقرأتها كلها. وقد قرأتُ سيرة النبي محمد (ص) وكتباً عن الإِسلام. وعندما نفق كلبي، لم أحضر كلباً آخر بل قطة لأنني عرفتُ أن معظم المسلمين يعتقدون أن الكلاب نجسة.

حلّ العام 2006م وتلقيتُ المزيد من الإشارات من الله تعالى ذات مرة كنت وصديقة لي نتحدّث عن المشاكل في العالم الإِسلامي، فقالت لي إننا من غير المسلمين ولا يمكن لنا أن نكون ممن يحمل السلام للعالم الإِسلامي. واتفقنا أن ذلك يحدث فقط من خلال المسلمين أنفسهم. وأدركتُ أنني إذا ما أردت العمل من أجل السلام في العالم فإنه عليّ أن أصبح مسلمة، إلا أن نفسي الضعيفة لم ترغب بالتغيير. وقد تجاهلتُ المزيد من الإلهامات الإلهية التي وصلت إليّ عبر أشخاص في مجموعة دراسة الكتاب المقدس التي كنت أنتمي إليها. إحدى السيدات كانت تقول للجميع باستمرار إن علينا أن نستسلم لمشيئة الله أليس ذلك ما يتضمنه الإِسلام؟ سيدة أخرى قالت اختاروا طريقاً والتزموا به. أليس الإِسلام هو الصراط المستقيم؟ لقد حاولت خلال أعوام أن أحصل على شيء يربطني أكثر بالكنيسة الكاثوليكية، وتقدمت بطلبات لعدة وظائف في أبرشيتنا، إلا أنهم لم يجدوني ملائمة للوظيفة. أعرف أن الله تعالى بمشيئته قد حال دون توظيفي كي أكون حرة أكثر من أجل الإِسلام. ومع ذلك، لم أكن أخال نفسي عنيدة إلا أنني كنت كذلك فعلاً، لم أشأ التخلّي في هذا الوقت عن شرب الكحول وأكل لحم الخنزير ومن ثَمَّ المواظبة على الصلاة اليومية، والالتزام باللباس الشرعي الإِسلامي.

٢٢٧

أخيراً، وخلال حضوري دروساً جامعية، قررت التوقف عن شرب الكحول. وعندما تمكّنتُ من القيام بذلك، عرفتُ أنني قادرة على القيام بأي شيءٍ آخر. ورغم ذلك استمر خوفي من تلك الخطوة. إلى أن دعوت الله تعالى أن يهيء لي معلماً إذا أرادني أن أعتنق الإِسلام. وبما أنني كنت أدرس في جامعة كاثوليكية كنت متأكدة أن معلماً كهذا لن يظهر أبداً.

ولكن الله تعالى يقول في (سورة يس آية 82):﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَیْئًا أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ ﴿82﴾ ﴾ . فقد جاءني المعلم المسلم إلى صف اللاهوت المسيحي الذي كنت أتابع فيه، عندها، أدركتُ أنه لا مكان للتردد بعد الآن، فأدّيت الشهادة لله ولرسوله بعد فترة قصيرة. أعرف الآن أن عليّ الاستمرار في كفاحي كي أكون مسلمة صالحة عاملة ولكني أعرف أني بعون الله وبمساعدة إخواني وأخواتي المسلمين سأظل على الصراط المستقيم.

٢٢٨

(سيريل سفراك)

الشاب الفرنسي المهتدي للإِسلام

هكذا استنار قلبي بنور الإِسلام المتجلّي بالنبي الأكرم (ص) والمتجسّد بنهج أهل البيت (عليهم السلام)

«سيريل سفراك» شاب أخلص قلبه لله منذ طفولته، فأكرمه تعالى بنعمة الإِسلام في شبابه، وبرحمته أصبح شاباً مسلماً فخوراً بانتمائه الجديد رغم انتقادات الكثيرين من حوله لكونه فرنسياً اعتنق الإِسلام.

لكن قلب «سيريل» مطمئن بالإيمان مستنير بكلمة الحق التي تجلت في دين محمد (ص) وتجسدت في نهج آل البيت (عليهم السلام) ، وهو هنا يروي عبر مجلة (نور الإِسلام) قصة هذا التحول نحو الإِسلام الذي يراه: الحب الخالص لله.

يقول «سيريل»: وُلدت عام 1975م في أُسرة لا يؤمن أفرادها حقاً بوجوده تعالى. لم يلق تناولي للقربانة الأولى التي تمثل دخولي إلى الديانة المسيحية أي اعتراض بينهم ولا أي تشجيع. التحقتُ صغيراً بصفوف التعليم الديني. كنت متحمساً جداً فرحاً بما أتلقاه من تعاليم؛ خاصة عندما يتعلق الموضوع بالمسيح (ع) ، كانت معلومات سطحية بعض الشيء، لكنها كانت كافية لتغذي حلم كاهن صغير لا زال في سن الثانية عشر... صرتُ أقرأ التوراة والإنجيل بارتياح كبير حتى تعمّقتُ في قراءتهما، فبدا لي وقتذاك شرخاً كبيراً بين تعاليم الكتب المقدسة والدروس الكنسية، وبدأتُ أطرح على نفسي أسئلة جمة كتحريم زواج رجل الدين، مع أن الزواج خطوة مباركة يحثُّ عليها الدين، أو انتشار الأيقونات والمنحوتات كرموز دينية. حتى في الكنائس. مع أن ذلك لا يتناسب مع ما نص عليه الكتاب المقدس... كثرة الأسئلة، وكثرة التناقضات، دفعت بي إلى التمسك بإيماني (بديني) في حين أسقطت من اهتماماتي تعاليم الكنيسة، فكانت علاقتي بالله مباشرة لا تمر عبر كنيسة ولا تحدها سلطة دينية، هذا الخط الذي رسمته في سن الخامسة عشر، أخلصت له سنين طويلة.

٢٢٩

أذكر أني حين تعرفتُ إلى أصدقاء من «شهود يهوه» كنت أحاججهم بإيماني بالإنجيل، كانت أسئلتهم تحثني على البحث لاستخلاص الأجوبة، ولكن ما تعلمته من خصمي أن العقل هو السبيل لمعرفة الله «وهذا لا زال منهجاً في حياتي الدينية».

خلال أعوام دراستي الجامعية (كنت قد اخترت دراسة علم النفس) تعرفت على صديق سرعان ما صار بمثابة أخ لي، كان يجمعنا، عدا السكن الجامعي، سهرات قضيناها معاً تبادلنا فيها الآراء وأخرى ناقشنا فيها أفكاراً فلسفية لا حدود لها.

كان صديقي مسلماً، يصوم شهر رمضان لا أكثر، لكن إيمانه الداخلي كان يحاكي قناعاتي التي كونتها عن الله، ولما كنت أفتقر إلى كثير من المعلومات حول ديانته (الإِسلام) قدم لي مرة كتاب «القرآن» وعلمني كيفية الوضوء شارحاً لي ضرورة القيام به عند قراءة القرآن. ظل الكتاب على طاولتي شهوراً لم أفتحه، كنت أشعر أني لست جديراً بفتحه، وغاب صديقي عني فجأة.. واختفى! صدفة أخرى جمعتني بسيدة مغربية دعتني لحضور حلقات دينية كانت تعقد في شهر رمضان، بدا لي الحديث عن الإِسلام جلياً، فبادرتُ أطرح أسئلتي وأتعرف أكثر فأكثر على الإِسلام، ولا أنسى أني سمعتُ لأول مرة في حياتي عن الصهيونية العالمية وكان عمري قد تجاوز السابعة والعشرين.... وبدأتُ رحلة البحث عن الحقيقة: صرتُ أنهل من هذا العلم الواسع لأجد الأجوبة الشافية لأسئلتي، وأستغرقُ في البحث والتفكير فتمضي ليالٍ تلو أخرى والتساؤلات تكبر في داخلي، فأرويها بالمعرفة والتزود، ويقيني بوجود دين يجيب على أسئلتي (تطلعاتي وأفكاري) يتأكد يوماً بعد يوم، فعرفت أن الدين الإِسلامي هو آخر الديانات السماوية، وأن الله هو الرب الأوحد لكل هذه الديانات، فاعتقدتُ بذلك، وصرتُ أرى الإِسلام مُكمّلاً لها. ذات يوم تجرأت وفتحت القرآن، ومن قراءتي لأول آياته، تعلقت بكتابي، وصرت أقرأ وأزداد تعلقاً وأتمنى أن أصل إلى آخر صفحاته. فهمتُ أن المسلم يؤمن بوجود المسيح كرسول كريم وهذه الحقيقة لعيسى (ع) لاقت صورة رسمتها سابقاً في داخلي للمسيح الذي آمنت بوجوده على طريقتي (على فطرتي)، وتوضحت أكثر. اعتقدت ببعثة محمد (ص) خاتماً للرسل، صرتُ أراني مسلماً بشكلٍ عفوي وتلقائي؛ فكيف أتعبد؟ تودّدتُ لجار لي، سوري علوي، كنا نتحاور وحين يصعب سؤالي عليه، كان يتصل بأستاذه في سوريا ويجيبني، حدثني كثيراً عن الإمام علي (ع) ، شخصية جذبتني بعفوية، لكن مبالغات جاري وصديقي لم تخفَ عليّ.

٢٣٠

نهج أهل البيت(عليهم السلام) :

واصلت البحث وتعمقت أكثر، وكان طريق أهل البيت بالنسبة لي هو المنهج السليم والنيّر، فخيانة يهوذا في الدين المسيحي حادثة تعيد نفسها بعد وفاة النبي (ص) وانقلاب بعض الأصحاب عليه، وهذه الخيانات يحذرنا منها القرآن الكريم في مواضع عدة، والنبي محمد (ص) الذي تأذى أكثر من كل الأنبياء في حياته، لم يرحمه أتباعه من بعده، فالتيار جرف كثيراً من المسلمين وقلة منهم تمسك بوصاياه. هنا، يرشدنا العقل إلى السبيل القويم، إلى نهج آل محمد (ص) ، ولمَ كان أتباعه الخلّص قلة تفانوا لأجله وما زالوا.

أصداء:

كان لاعتناقي الإِسلام صدى كبيراً لدى مَن حولي: أصدقائي وزملائي في الجامعة على وجه الخصوص. أحدهم (والذي جمعتني به صلة قرابة لاحقاً: صار أخ زوجتي) كان يأتي إليّ يحدثني عن الإِسلام، ونصلي معاً، ويصحح لي ما تعلمته، ويوضح لي الأحكام الشرعية، فصرت أتبع المدرسة الجعفرية. (مدرسة الإمام الصادق (ع) ):

وصارت تعقد في غرفتي حلقات الحوار والنقاشات الفلسفية والتي غالباً ما جمعت الكثير من الشبان والشابات، فكانت فرصتي للتعرف على زوجتي التي كانت وما زالت بالنسبة لي لطفاً إلهياً مباركاً أنار دربي؛ إذ كان لها الفضل أولاً في تعليمي حفظ بعض السور، وكذلك أداء الصلاة باللغة العربية. وفجأة ظهر صديقي وأخي الذي افتقدته طويلاً، أطل هذه المرة بحلة جديدة، فقد التزم دينياً واصطحبني إلى المسجد لأول مرة وشرح لي أحكام صلاة الجماعة، وتزوج هو أيضاً، وكلانا رزق بطفلة، فكبرت عائلتانا في نور الإِسلام.

إلهي وسيدي الذي أدعوه كلما شئت لحاجتي، وأخلو به حيث شئت لسري... الحمد لك والشكر لك على ما خلقتني وسوّيتني، وربّيتني وأعطيتني حمداً دائماً لا ينقطع أبداً.. اللّهمّ املأ قلبي حباً لك وخشية منك وتصديقاً لك وإيماناً بك.

٢٣١

قصة إسلام الشاب الأرجنتيني

«محمد عيسى غارسيا»

من آثار السمعة الحسنة التي حققها مسلمو الأرجنتين هي ظاهرة إسلام العديد من المواطنين من أصل أرجنتيني نظراً للقِيَم النبيلة التي لمسوها في الدين الإِسلامي والطابع الأخلاقي السليم لسلوك المهاجرين المسلمين.

في هذا الإطار تلقينا من الأخ الكاتب مجاهد شرارة المقيم في الأرجنتين قصة شيقة عن (محمد عيسى غارسيا) وهو شاب أرجنتيني وجد سعادته كما يقول في الإِسلام بعد بحث طويل عن الحقيقة مقتفياً آثار الصحابي الجليل سلمان الفارسي (رض)

حكاية محمد عيسى أنه ولد لأبوين نصرانيين وقد أمضى طفولته في التردد على الكنيسة، ولمّا بلغ العاشرة من عمره أنهضته نفسه البريئة إلى بداية رحلة جديدة للتأمل في الكون الذي حوله، ورغم صغر سنّه وقصور ذهنه على الاستدلال إلّا أن فطرته لم تكن لتتقبّل عقيدة التثليث فقد كان يميل ببراءته إلى أن عيسى بن مريم (ع) شخصية عظيمة وليس إلهاً، وهذه المسألة هي التي فتحت باب المناقشات والتساؤلات بينه وبين أهله في البيت ومع قساوسة الكنيسة التي يتردد إليها.

لم يجد محمد عيسى غارسيا وهو الطفل البريء جواباً شافياً على تساؤلاته المبكّرة وما يجيش في نفسه، وازدادت حيرته وقلقه عندما لم يعر أهله والكنيسة اهتماماً بسؤاله نظراً لصغر سنّه.

مرّت الأعوام بمحمد عيسى حتى بلغ الخامسة عشر وهو يحمل في نفسه تلك الأسئلة، ودخل الثانوية العامة، وتلقى في أثناء دراسته كلاماً سطحياً عن الإِسلام ومغلوطاً في الكثير من الأحيان، فالكتاب المدرسي يذكر أن المسلمين يعبدون الحجر الأسود ويسجدون للكعبة مصحوباً بصور للمسلمين وهم يصلون ويسجدون ويطوفون حول الكعبة.

٢٣٢

كبر محمد عيسى وكبرت معه حيرته فهو الآن شاب بإمكانه أن يحلّل ويستدل فقد قوِيَ تمسّكه وولعه بالبحث عن الحقيقة. وفي ليلة من ليالي شهر أكتوبر عام 1989 ضاقت به نفسه فالسؤال ما زال يتردد داخله، من هو خالق الكون؟! ووقف في جنح الليل ينظر إلى السماء هاتفاً: «يا أنت الذي خلقتني اهدني للحق وإلّا خذ روحي فإني أعيش حياة ضالة» وانهمرت من عينيه دموع الحيرة ثم استسلم للنوم. وفي الصباح استيقظ على طرق الباب فوجد محمد رجلاً مشرق الوجه يطلب منه أن يحدِّثه لبعض الوقت، وبدأ حديثه بقوله: أنا «ماشوركا»، مسلم جئت لأحدثك عن الإِسلام. وأخذ ماشوركا يحدّثه عن الله ووحدانيته وعظمته وكيف أنه يستحق العبادة ومنزّه عن كل نقص.

انشرح قلب محمد عيسى غارسيا لهذه الكلمات، ونظر إلى السماء متذكراً ما دعا به في الليلة الماضية، وشعر برحمة الله تحفه ونفحات الإيمان تتدافع في قلبه. دام حديث ماشوركا معه ثلاث ساعات بعدها استأذن لصلاة الجمعة. وقبل أن ينصرف طلب غارسيا أن يرافقه إلى المسجد، فقد وجد ضالته ولن يتركها تضيع من بين يديه، واستمع للخطبة التي تحدثت عن الإِسلام. وما إن فرغ المصلّون من الصلاة حتى توجه محمد غارسيا إلى ماشوركا مخاطباً: أريد أن أسلم، ماذا أفعل؟ فقال له: عليك بنطق الشهادتين ثم الاغتسال. ففعل محمد غارسيا ما طلب منه فكبّر المصلّون فرحاً بإسلامه.

طريق الأهل الشائك والهجرة إلى الحقيقة:

تعلّم محمد عيسى غارسيا في المدرسة والبيت الحرية في أن يعتقد ما يريد دون أن يؤثر ذلك في حياة الأسرة، لكن ما حدث بعد إسلامه كان خلاف ذلك، فقد واجهته المصاعب من جميع الجهات؛ فوالدته غضبت منه غضباً شديداً وتوعدته رغم حبها الجمّ له، وقام والده بطرده من المنزل وهو ما زال طالباً لم يتعدَّ 18 عاماً، فخرج حزيناً من بيته مصدوماً من أهله الذين طالما تغنوا بالحرية في المعتقد والسلوك.

٢٣٣

ليس لمحمد عيسى غارسيا أحد يلجأ إليه سوى «ماشوركا» الذي احتضنه ووفر له عملاً بسيطاً في شركة لتصنيع البلاستيك، ومأوى في بيته كي يعيش فيه. ظل محمد عيسى يعمل ويتردد إلى المسجد كي يتعلم العربية وتعاليم الإِسلام، كان جلّ همّه أن يستزيد من المعرفة وينهل من نهج نبي الإِسلام (ص)

رغب محمد عيسى أن يتعلم سيرة النبي (ص) فأقبل على كتاب السيرة النبوية «لمارتن لينكس»، وكلما قرأ عن الاضطهاد الذي تعرض له النبي وكيف صبر عليه، ازداد صلابة في مواجهة الحياة الصعبة التي يعيشها، وبعد فترة اجتهد محمد عيسى في حفظ القرآن والأحاديث النبوية حتى حفظ جزء «عم» و«الأربعون النووية».

ظلّت نفس محمد عيسى تهفو لزيارة البيت الحرام والوقوف أمام مقام الرسول (ص) حتى أتت فرصة الحج عام 1993 ووقف أمام الكعبة يصلّي معلناً أنه لا يسجد لها ولا يعبد الحجر الأسود بل يسجد ويعبد الله وحده.

بعد الحج عزم محمد عيسى على التخصص في علم الحديث بعدما تعلّم اللغة العربية، وكانت ترافقه أمنية في أن يهدي الله أُمه للإِسلام فأخذ يراسلها ويكتب إليها ويتصل بها بين الحين والحين، وفي إحدى المرات فاجأته أُمه بقولها: «لقد أسلمتُ يا محمد» حينها طار قلب محمد فرحاً لإِسلام أُمه.

عاد محمد عيسى عام 2004 إلى الأرجنتين بعد رحلة استغرقت إحدى عشر عاماً، حفظ خلالها عشرة أجزاء من القرآن الكريم وأتقن اللغة العربية، آنذاك حمل محمد عيسى لواء الدعو إلى الله وتبصير الناس بالله وبالإِسلام لكنه واجه ظروفاً صعبة، ولكن من براثن الظلام يتولد الضوء، فكثير من الأرجنتينيين بدأوا يسألونه عن الإِسلام وهو يشرح لهم حقيقة الافتراءات التي ألصقت بهذا الدين الحنيف، حتى أسلم على يديه 70 رجلاً وامرأة خصصوا لهم مكاناً للصلاة في حيّهم، ويقوم محمد عيسى بتدريس العربية للمسلمين الجدد وتعليمهم قراءة القرآن وتعاليم الإِسلام.

٢٣٤

أصبحت الدعوة إلى الإِسلام هي الشغل الشاغل لمحمد عيسى وتطورت أساليبه في التبليغ، فنظراً إلى أنه يجيد اللغة العربية والإسبانية اتجه إلى الترجمة عندما وجد ندرة في الكتب الإِسلامية باللغة الإسبانية، فعمل مديراً لقسم اللغة الإسبانية في الدار العالمية للكتاب الإِسلامي، وقد ترجم حتى الآن أكثر من سبعين كتاباً إسلامياً من العربية إلى الإسبانية، ويناشد محمد عيسى الجميع الحكومات والمؤسسات الإسلامية أن يدعموا الدعوة والتبليغ في الأرجنتين وأمريكا اللاتينية، وأن تزيد حركة الترجمة وتتسع حتى تشمل جميع الكتب التي تحتضن العلوم الشرعية.

وليس غريباً أن يلوم المسلم الأرجنتيني محمد عيسى المسلمين على تقصيرهم في تبليغ رسالة الإِسلام في أمريكا اللاتينية، بعدما اطلع على عظمة الإِسلام ونجاعته في سعادة الإنسان في هذا العصر، فالمسلمون بنظره لا يقدّرون إسلامهم حق قدره. ويضيف محمد عيسى غارسياً قائلاً: «كثير من الدعاة يسافرون إلى أماكن أخرى من العالم مقابل عدد قليل جداً يأتي إلينا للدعوة إلى الله، وهذا يحزنني كثيراً، فالناس هنا في الأرجنتين، متقبلون للإِسلام ولكنهم يحتاجون إلى من يرشدهم إليه».

نداء إلى المسلمين:

وفي نهاية حديثه معنا قال: «60% من الأرجنتينيين الذين أسلموا تعرفوا على الإِسلام من خلال مواقع الإنترنت، وهناك مواقع إسبانية عن الإِسلام وكذلك منتديات للحوار باللغة الإسبانية، لذلك أناشد الشباب المسلم العربي أن يتعلم اللغة الإسبانية يدخل إلى هذه المواقع ليدعوا إلى الله، أرجو أن تهتموا بأمور المسلمين الجدد في أمريكا اللاتينية ونحن نرحب بكم جميعاً ونود أن نستقبلكم في بيوتنا».

٢٣٥

قصّة قسيس روسي

اعتنق الإسلام بعد صراع ضد الإلحاد :

من هو القسيس المسيحي الروسي الذي اعتنق الإسلام وما هي قصة الشيخ الذي دخل عليه إلى قلب الكنيسة وكان كلامه بمثابة دعوة للهدى، وماذا يفعل بولوسين ورفاقه لنصرة الإسلام في روسيا؟

قال الدكتور في الفلسفة والعلوم السياسية علي فيتشسلاف بولوسين: «لقد تربيت في عائلة غير مؤمنة ولكنني كنت أدرك بإحساسي وجود الله الذي أتوجه إليه في كل ضائقة وسرعان ما تنفرج».

وأضاف بولوسين الذي وضع عدداً من المؤلفات حول علوم الدنيا والآخرة أبرزها كتابه «الخرافات والدين والدولة» الذي صدر في موسكو في عام 9991م إنه التحق بكلية الفلسفة في جامعة موسكو من أجل الوصول إلى معرفة حقيقة الله (سبحانه وتعالى) حيث تخرَّج بعد أن أمعن في دراسة المسيحية الأرثوذكسية وقال «اكتشفت الكثير من التناقضات فيها».

وإبان العهد السوفياتي حيث كانت الشيوعية تمثل الإيديولوجية الرسمية للدولة وكانت الكنيسة الأرثوذكسية تمثل البديل الوحيد الموجود التحق بولوسين بمدرسة الرهبان وأصبح قسيساً في عام 3891م. وأقر بولوسين بأن وضعه كراهب كان يشكِّل رمزاً للصراع ضد الإلحاد وفي الوقت نفسه فإن مقامه كراهب كان يفرض عليه ممارسة طقوس تلبية لاحتياجات الناس المؤمنين التي يقول إنه «لم يقتنع بها مما خلق لديه ازدواجية بين الإيمان الشخصي والواجب الديني الاجتماعي ويعتقد بولوسين أن شكوكه ومواقفه التي لم يكن قادراً على إخفائها كانت السبب وراء إبعاده إلى آسيا الوسطى للخدمة في إحدى الكنائس في طاجكستان «حيث تعرفت لأول مرة وبصورة مباشرة على المسلمين والإسلام الذي بدأت أشعر بانشداد إليه».

وروى بولوسين أن شيخاً وقوراً دخل عليه إلى قلب الكنيسة التي كان يرعى أمورها وبدون أن يقدِّم نفسه «سألني عدة أسئلة أجبته عليها وبعدها قال لي إنك تنظر إلى الأمور بعيون مسلم وستكون إن شاء الله من المسلمين».

٢٣٦

وقال بولوسين: «بدا هذا الأمر عجيباً وغريباً إذ دخل الشيخ إلى قلب الكنيسة بكل احترام ولكنه غير آبه بأي مكروه قد يتعرض إليه ليدعو راعي الكنيسة إلى الإسلام، والعجيب في الأمر أن هذه الدعوة دخلت إلى روحي ولم تلقَ مني أي مقاومة».

وأضاف: إن الأمر الأكثر عجباً أنني لم أرَ هذا الشيخ قبل هذه الحادثة ولا بعدها وبعد وقت أدركت أن مجيئه إليّ كان مثابة «دعوة للهدى».

وبعد آسيا الوسطى تولى بولوسين رعاية كنيسة مهجورة أعيد ترميمها في مدينة كالوغا حيث يعترف بأنه بدأ فيها ممارسة قناعته بالإيمان بعيداً عن الطقوس التي لم يكن يؤمن بها.

وبفضل العلاقة الطيبة التي ارتسمت بينه وبين رواد الكنيسة سارع الناس في سنوات الانفتاح والانعتاق الديني التي دشنتها البيرسترويكا إلى ترشيحه لعضوية البرلمان الروسي في عام 0991م حيث أصبح نائباً في البرلمان وترأس لجنة برلمانية لحرية العقيدة وتفرغ للعمل النيابي بعد أن تقدم بطلب رسمي إلى الكنيسة حرره من التزاماته الشكلية الدينية.

وأضاف أن فترة عمله في البرلمان تُوِّجت بإقرار قانون حول الأديان منح الكثير من التسهيلات للمسلمين وظل العمل به مستمراً حتى عام 7991م.

ويعترف بولوسين أنه انكب في بداية التسعينيات على دراسة المصادر التاريخية القديمة للمسيحية في محاولة للوقوف على تفسيرات للشكوك التي انطوت عليها نفسه ولكن هذه الدراسة المتعمقة زادت شكوكه وعمقتها «حسب قوله».

واستطرد بأن عام 5991م كان عام التحول في قناعاته الدينية حيث توقف تماماً عن ممارسة عمله في الكنيسة وانتقل لدراسة الإسلام وقال: «لكن قراءة القرآن بالترجمة الروسية التي أعدها أغناتي كراتشكوفسكي شوهت المعاني السامية للقرآن التي لم تتضح بأبعادها العظيمة إلّا بعد مراجعة ترجمة عصرية للمعاني القرآنية والمؤلفات الإسلامية حول المسيح واستماعي إلى سلسلة محاضرات حول الدين الإسلامي حيث لم يبقَ لديّ أي شك في اعتناق الإسلام.

٢٣٧

وقال بولوسين «أعلنت إسلامي سراً ولم يكن يعلم به أحد سوى شخصين، وانطوى هذا القرار على خطر يتهدد حياتي وحياة زوجتي التي سبقتني إلى الإسلام وظللت على هذا الحال حتى العام الماضي حيث نطقت علناً بالشهادتين في حديث أدليت به لصحيفة «المسلمون» واتخذت لنفسي اسم علي وزوجتي علية».

ورداً على النظريات الغربية التي ترى أن الصراع بين الأديان والحضارات يبدو حتمياً أعرب بولوسين عن قناعته بأن روسيا تشكل نموذجاً يحتذى للتعايش السلمي بين الإسلام والمسيحية بالرغم من بعض الفترات التاريخية التي ألحقت فيها الدولة أذى بالمسلمين كما حدث في العهد القيصري إبان حكم إيفان الرهيب وغيرها.

وحذر بولوسين من وجود أطراف خارجية تسعى لإثارة النعرات الدينية في روسيا من أجل تقويض الوحدة الوطنية وإضعاف الدولة الروسية.

ويتهم بولوسين الصهيونية بأنها صاحبة المصلحة الأولى في الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين في روسيا.

ودحض بولوسين بقوة محاولة إضفاء صفة الإرهاب على الإسلام قائلاً إن الأصولية اليهودية تشكل قمة التطرف لأنها تندرج في الإطار الإيديولوجي للصهيونية وتقوم على الخرافات التي كانت قائمة قبل ثلاثة آلاف عام.

وتساءل «كيف يتحدثون عن الأصولية الإسلامية وكلنا نعرف إن الأصولية اليهودية هي التي أقامت دولة على حساب شعب آخر استناداً إلى روايات خرافية وما زالت تسعى لإقامة دولة إسرائيل الكبرى على حساب الأمة العربية جمعاء».

وعن المهام الملحَّة التي يقوم بها بولوسين لنصرة الإسلام في روسيا قال إن المهمة الملحة تتمثل في «تقديم صورة صحيحة عن الإسلام للمواطنين الروس على جميع الأصعدة بما في ذلك أجهزة الدولة الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية».

وأضاف أننا نقوم بنشر صورة الإسلام المشرقة بصفته ديناً قائماً على المحبة والتعايش السلمي وسط المثقفين الروس وبدأنا بإصدار نشرة الصراط المستقيم التي تتضمن مقالات تطرح نظرة عصرية وحديثة للإسلام في روسيا وموقف المسلمين إزاء معضلات ومشكلات المجتمع الروسي.

٢٣٨

وذكر بولوسين الذي يعمل في الوقت الحاضر مستشاراً لدى رئيس الإدارة الدينية لمسلمي الجزء الأوروبي من روسيا أنه يعمل مع فريق من المسلمين الروس على وضع أسس لبرنامج اجتماعي للمسلمين الروس من أجل طرحه في الأوساط الروسية الرسمية والاجتماعية.

٢٣٩

الأخ الإسباني يوسف فرنانديز

يقول:

· أدركت أن الإسلام هو ما كنت أنتظره منذ فترة طويلة، فهو نهج حياة واضح لا يكتنفه غموض أو أسرار.

· قبل الإسلام كنت شخصاً عصبياً متشائماً لا يرى معنى لوجوده.. وقد أصبحت بعده إنساناً هادئاً وحيوياً وإيجابياً.

· في إسبانيا آفاق الدعوة إلى الإسلام جيّدة على الرغم من أن العمل في هذا المجال ليس كافياً.

يوسف فرنانديز.. أخ مسلم غربي آخر يروي قصّة تحوّله المشوّقة إلى جمال أنوار الإسلام، بعد رحلة طالت مع العقائد والأفكار السائدة في عالم الغرب، التي لم تشفِ غليله، ولم توفّر له قناعة بسلامتها وطمأنينة بصلاحيتها.. وقد تفضّل مشكوراً بالكتابة عن قصّة اعتناقه للإسلام، ليطّلع عليها قرّاء المجلة وكل من هو متيقِّن بعظمة هذا الدين الحنيف.

لقد وُلدت في العام 5691 في أستورياس، وهي منطقة في شمال إسبانيا زُعم أنها مهد الكاثوليكية الوطنية، أي العقيدة السياسية والدينية التي سادت في إسبانيا طيلة خمسة قرون. تقول أساطير الفكر الرسمي القديم إن المسلمين الذين جاؤوا في العام 711 ميلادي إلى إسبانيا عن طريق مضيق جبل طارق واستولوا على معظم أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية في سبع سنوات فقط، قد هُزموا من قبل الملك بيلايو وبعض أتباع المسيحية في كوفادونغا، وهي معقل جبلي في أستورياس. وقد قيل إن ذلك آذن ببدء الـatsiuqnoceR (الاسترداد) أي الحرب المسيحية المقدسة التي استمرت ثمانية قرون لفتح شبه الجزيرة بأكملها والقضاء على الدول الإسلامية فيها. وفي الثاني من كانون الثاني/يناير 2941، سقطت غرناطة؛ وقد مثل هذا التاريخ نهاية العصر الإسلامي المشرق في الأندلس.

بعد ذلك، أصبحت إسبانيا دولة كاثوليكية رسمية وذلك حتى وفاة الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو في العام 5791. وفي عام 8791، تمت المصادقة على أول دستور ديمقراطي، وبعد ذلك بعامين صدر أول قانون للحرية الدينية.

نظراً لهذه الحقائق التاريخية، كان من المفترض أن تكون أستورياس مكاناً من الصعب أن يكتشف المرء الإسلام فيه، لا سيما وأن الهويتين الأستورية والإسبانية قد تم ربطهما بالكاثوليكية الوطنية لفترة طويلة.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700