الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي11%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211181 / تحميل: 7123
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

من بين المسلمين علماء في كافة التخصصات للرجوع إليهم.

وينبغي التنويه هنا إلى ضرورة الرجوع إلى المتخصص الثابت علمه وتمكنه في اختصاصه، بالإضافة إلى توفر عنصر الإخلاص في عمله فهل يصح أن نراجع طبيبا متخصصا ـ على سبيل المثال ـ غير مخلص في علمه؟!

ولهذا وضع شرط العدالة في مسائل التقليد إلى جانب الاجتهاد والأعلمية ، أي لا بدّ لمرجع التقليد من أن يكون تقيا ورعا بالإضافة إلى علميته في المسائل الإسلامية.

* * *

٢٠١

الآيات

( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (47) )

التّفسير

لكلّ ذنب عقابه :

ثمّة ربط في كثير من بحوث القرآن بين الوسائل الاستدلالية والمسائل الوجدانية بشكل مؤثر في نفوس السامعين ، والآيات أعلاه نموذج لهذا الأسلوب.

فالآيات السابقة عبارة عن بحث منطقي مع المشركين في شأن النّبوة والمعاد ، في حين جاءت هذه الآيات بالتهديد للجبابرة والطغاة والمذنبين.

فتبتدأ القول :( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ ) من الذين حاكوا الدسائس المتعددة حسبا منهم لإطفاء نور الحق والإيمان( أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ ) .

فهل ببعيد (بعد فعلتهم النكراء) أن تتزلزل الأرض زلزلة شديدة فتنشق القشرة الأرضية لتبتلعهم وما يملكون ، كما حصل مرارا لأقوام سابقة؟!

٢٠٢

«مكروا السيئات» : بمعنى وضعوا الدسائس والخطط وصولا لأهدافهم المشؤمة السيئة ، كما فعل المشركون للنيل من نور القرآن ومحاولة قتل النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما مارسوه من إيذاء وتعذيب للمؤمنين المخلصين.

«يخسف» : من مادة «خسف» ، بمعنى الاختفاء ، ولهذا يطلق على اختفاء نور القمر في ظل الأرض اسم (الخسوف) ، يقال (بئر مخسوف) للذي اختفى ماؤه ، وعلى هذا يسمّى اختفاء الناس والبيوت في شق الأرض الناتج من الزلزلة خسفا.

ثمّ يضيف :( أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ ) أي عند ذهابهم ومجيئهم وحركتهم في اكتساب الأموال وجمع الثروات.( فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ ) .

وكما قلنا سابقا ، فإنّ «معجزين» من الإعجاز بمعنى ازالة قدرة الطرف الآخر ، وهي هنا بمعنى الفرار من العذاب ومقاومته.

أو أنّ العذاب الإلهي لا يأتيهم على حين غفلة منهم بل بشكل تدريجي ومقرونا بالأنذار المتكرر :( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ ) .

فاليوم مثلا ، يصاب جارهم ببلاء ، وغدا يصاب أحد أقربائهم ، وفي يوم آخر تتلف بعض أموالهم والخلاصة ، تأتيهم تنبيهات وتذكيرات الواحدة تلو الأخرى ، فإن استيقظوا فما أحسن ذلك ، وإلّا فسيصيبهم العقاب الإلهي ويهلكهم.

إنّ العذاب التدريجي في هذه الحالات يكون لاحتمال أن تهتدي هذه المجموعة ، واللهعزوجل لا يريد أن يعامل هؤلاء كالباقين( فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) .

ومن الملفت للنظر في الآيات مورد البحث ، ذكرها لأربعة أنواع من العذاب الإلهي :

الأوّل : الخسف.

الثّاني : العقاب المفاجئ الذي يأتي الإنسان على حين غرة من أمره.

الثّالث : العذاب الذي يأتي الإنسان وهو غارق في جمع الأموال وتقلبه في

٢٠٣

ذلك.

الرّابع : العذاب والعقاب التدريجي.

والمسلم به أنّ نوع العذاب يتناسب ونوع الذنب المقترف ، وإن وردت جميعها بخصوص( الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ ) لعلمنا أنّ أفعال الله لا تكون إلّا بحكمة وعدل.

وهنا لم نجد رأيا للمفسّرين ـ في حدود بحثنا ـ حول هذا الموضوع ، ولكن يبدو أنّ النوع الأوّل من العقاب يختص بأولئك المتآمرين الذين هم في صف الجبارين والمستكبرين كقارون الذي خسف الله تعالى به الأرض وجعله عبرة للناس ، مع ما كان يتمتع به من قدرة وثروة.

أمّا النوع الثّاني فيخص المتآمرين الغارقين بملذات معاشهم وأهوائهم ، فيأتيهم العذاب الإلهي بغتة وهم لا يشعرون.

والنوع الثّالث يخص عبدة الدنيا المشغولين في دنياهم ليل نهار ليضيفوا ثروة إلى ثروتهم مهما كانت الوسيلة ، حتى وإن كانت بارتكاب الجرائم والجنايات وصولا لما يطمحون له! فيعذبهم الله تعالى وهم على تلك الحالة(1) .

وأمّا النوع الرّابع من العذاب فيخص الذين لم يصلوا في طغيانهم ومكرهم وذنوبهم إلى حيث اللارجعة ، فيعذبهم الله بالتخويف. أي يحذرهم بإنزال العذاب الأليم في أطرافهم فإن استيقظوا فهو المطلوب ، وإلّا فسينزل العذاب عليهم ويهلكهم.

وعلى هذا ، فإنّ ذكر الرأفة والرحمة الإلهية ترتبط بالنوع الرّابع من الذين مكروا السّيئات ، الذين لم يقطعوا كل علائقهم مع الله ولم يخربوا جميع جسور العودة.

* * *

__________________

(1) مع أنّ «التقلب» لغة ، بمعنى التردد والذهاب والمجيء ، مطلقا ولكن في هكذا موارد ـ كما قال أكثر المفسّرين وتأييد الرّوايات لذلك ـ بمعنى التردد في طريق التجارة وكسب المال ـ فتأمل.

٢٠٤

الآيات

( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (50) )

التّفسير

سجود الكائنات للهعزوجل :

تعود هذه الآيات مرّة أخرى إلى التوحيد بادئة ب :( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ ) (1) .

أي : ألم يشاهد المشركون كيف تتحرك ظلال مخلوقات الله يمينا وشمالا لتعبر عن خضوعها وسجودها له سبحانه؟!

ويقول البعض : إنّ العرب تطلق على الظلال صباحا اسم (الظل) وعصرا

__________________

(1) داخر : في الأصل من مادة (دخور) أي : التواضع.

٢٠٥

(الفيء) ، وإذا ما نظرنا إلى تسمية (الفيء) لقسم من الأموال والغنائم لوجدنا إشارة لطيفة لحقيقة إنّ أفضل غنائم وأموال الدنيا لا تلبث أن تزول ولا يعدو كونها كالظل عند العصر.

ومع ملاحظة ما اقترن بذكر الظلال في هذه الآية من يمين وشمال ، وإنّ كلمة الفيء استعملت للجميع فيستفاد من ذلك : أن الفيء هنا ذو معنى واسع يشمل كل أنواع الظلال.

فعند ما يقف الإنسان وقت طلوع الشمس متجها نحو الجنوب فإنّه سيرى شروق قرص الشمس من الجهة اليسرى لأفق الشرق ، فتقع ظلال جميع الأشياء المجسمة على يمينه (جهة الغرب) ، ويستمر هذا الأمر حتى تقترب الظلال نحو الجهة اليمنى لحين وقت الظهر، وعندها ستتحول الظلال إلى الجهة المعاكسة (اليسرى) وتستمر في ذلك حتى وقت الغروب فتصبح طويلة وممتدة نحو الشرق ، ثمّ تغيب وتنعدم عند غروب الشمس.

وهنا يعرض الباري سبحانه حركة ظلال الأجسام يمينا وشمالا بعنوانها مظهرا لعظمته جل وعلا واصفا حركتها بالسجود والخضوع.

أثر الظلال في حياتنا :

ممّا لا شك فيه أنّ لظلال الأجسام دور مؤثر في حياتنا ، ولعل الكثير منّا غير ملتفت إلى هذه الحقيقة ، فوضع القرآن الكريم إصبعه على هذه المسألة ليسترعي الانتباه لها.

للظلال (التي هي ليست سوى عدم النّور) فوائد جمّة :

1 ـ كما أنّ لأشعة الشمس دور أساسي في حياتنا ، فكذلك الظلال ، لأنّها تقوم بعملية تعديل شدّة الحرارة لأشعة الشمس.

إنّ الحركة المتناوبة للظلال تحفظ حرارة الشمس لحد متعادل ومؤثر ، وبدون

٢٠٦

الظلال فسيحترق كل شيء أمام حرارة الشمس الثابتة وبدرجة واحدة ولمدّة طويلة.

2 ـ وثمّة موضوع مهم آخر وربّما على خلاف تصور معظم الناس ، ألا وهو :إنّ النّور ليس هو السبب الوحيد في رؤية الأشياء ، بل لا بدّ من اقتران الظل بالنّور لتحقيق الرؤية بشكل طبيعي.

وبعبارة أخرى : إنّ النّور لو كان يحيط بجسم ما ويشع عليه باستمرار بما لا يكون هناك مجالا للظل أو نصف الظل ، فإنّه والحال هذه لا يمكن رؤية ذلك الجسم وهو غارق بالنّور

أي : كما أنّه لا يمكن رؤية الأشياء في الظلمة القائمة ، فكذا الحال بالنسبة للنور التام ، ويمكن رؤية الأشياء بوجود النّور والظلمة (النّور والظلال).

وعلى هذا يكون للظلال دور مؤثر جدّا في مشاهدة وتشخيص ومعرفة الأشياء وتمييزها ـ فتأمل.

وثمّة ملاحظة أخرى في الآية : وهي : ورود «اليمين» بصيغة المفرد في حين جاءت الشمال بصيغة الجمع «شمائل».

فالاختلاف في التعبير يمكن أن يكون لوقوع الظل في الصباح على يمين الذي يقف مواجها للجنوب ثمّ يتحرك باستمرار نحو الشمال حتى وقت الغروب حين يختفي في أفق الشرق(1) .

واحتمل المفسّرون أيضا : مع أن كلمة (اليمين) مفردا إلّا أنّه يمكن أن يراد بها الجمع في بعض الحالات ، وهي في هذه الآية تدل على الجمع(2) .

وجاء في الآية أعلاه ذكر سجود الظلال بمفهومه الواسع ، أما في الآية التالية فقد جاء ذكر السجود بعنوانه برنامجا عاما شاملا لكل الموجودات المادية وغير

__________________

(1) تفسير القرطبي ، ضمن تفسير الآية.

(2) تفسير أبو الفتوح الرازي ، ج 7 ، ص 110.

٢٠٧

المادية ، وفي أي مكان ، فيقول :( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ) ، مسلمين لله ولأوامره تسليما كاملا.

وحقيقة السجود نهاية الخضوع والتواضع والعبادة ، وما نؤديه من سجود على الأعضاء السبعة ما هو إلّا مصداق لهذا المفهوم العام ولا ينحصر به.

وبما أنّ جميع مخلوقات الله في عالم التكوين والخلق مسلمة للقوانين العامّة لعالم الوجود، التي أفاضتها الإرادة الإلهية فإنّ جميع المخلوقات في حالة سجود له جلّ وعلا ، ولا ينبغي لها أن تنحرف عن مسير هذه القوانين ، وكلها مظهرة لعظمة وعلم وقدرة الباريعزوجل ، ولتدلل على أنّها آية على غناه وجلاله والخلاصة : كلها دليل على ذاته المقدسة.

«الدابة» : بمعنى الموجودات الحية ، ويستفاد من ذكر الآية لسجود الكائنات الحية في السماوات والأرض على وجود كائنات حية في الأجرام السماوية المختلفة علاوة على ما موجود على الأرض.

وقد احتمل البعض : عبارة «من دابة» قيد لـ «ما في الأرض» فقط ، أي : إنّ الحديث يختص بالكائنات الحية الموجودة على الأرض.

ويبدو ذلك بعيدا بناء على ما جاء في الآية (29) من سورة الشورى( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ ) .

صحيح أنّ السجود والخضوع التكويني لا ينحصر بالكائنات الحية ، ولكنّ تخصيص الإشارة بها لما تحمله من أسرار وعظمة الخلق أكثر من غيرها.

وبما أنّ مفهوم الآية يشمل كلا من : الإنسان العاقل المؤمن ، والملائكة ، والحيوانات الأخرى ، فقد استعمل لفظ السجود بمعناه العام الذي يشمل السجود الاختياري والتشريعي وكذا التكويني الاضطراري.

أمّا الإشارة إلى الملائكة بشكل منفصل في الآية فلأنّ الدابة تطلق على الكائنات الحيّة ذات الجسم المادي فقط ، بينما للملائكة حركة وحضور وغياب ،

٢٠٨

ولكن ليس بالمعنى المادي الجسماني كي تدخل ضمن مفهوم «الدابة».

وروي في حديث النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «إنّ لله تعالى ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة ، ترعد فرائصهم من مخافة الله تعالى ، لا تقطر من دموعهم قطرة إلّا صارت ملكا ، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم وقالوا : ما عبدناك حق عبادتك»(1) .

أمّا جملة( وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ) فإشارة لحال وشأن الملائكة التي لا يداخلها أيّ استكبار عند سجودها وخضوعها للهعزوجل .

ولهذا ذكر صفتين للملائكة بعد تلك الآية مباشرة وتأكيدا لنفي حالة الاستكبار عنهم :( يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) .

كما جاء في الآية (6) من سورة التحريم في وصف جمع من الملائكة :( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) .

ويستفاد من هذه الآية بوضوح أنّ علامة نفي الاستكبار شيئان :

أ ـ الشعور بالمسؤولية وإطاعة الأوامر الإلهية من دون أي اعتراض ، وهو وصف للحالة النفسية لغير المستكبرين.

ب ـ ممارسة الأوامر الإلهية بما ينبغي والعمل وفق القوانين المعدة لذلك

وهذا انعكاس للأول ، وهو التحقيق العيني له.

وممّا لا ريب فيه أنّ عبارة( مِنْ فَوْقِهِمْ ) ليست إشارة إلى العلو الحسي والمكاني ، بل المراد منها العلو المقامي ، لأنّ اللهعزوجل فوق كل شي مقاما.

كما نقرأ في الآية (61) من سورة الأنعام :( وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ ) ، وكذلك في الآية (127) من سورة الأعراف :( وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ ) حينما أراد فرعون أن يظهر قدرته وقوته!

* * *

__________________

(1) مجمع ذيل البيان ، ذيل الآية المبحوثة.

٢٠٩

الآيات

( وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ (52) وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (53) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55) )

التّفسير

دين حق ومعبود واحد :

تتناول هذه الآيات موضوع نفي الشرك تعقيبا لبحث التوحيد ومعرفة الله عن طريق نظام الخلق الذي ورد في الآيات السابقة ، لتتّضح الحقيقة من خلال المقارنة بين الموضوع ، ويبتدأ ب :( وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) .

وتقديم كلمة «إيّاي» يراد بها الحصر كما في «إيّاك نعبد» أي : يجب الخوف

٢١٠

من عقابي لا غير.

ومن الملفت للنظر أنّ الآية أشارت إلى نفي وجود معبودين في حين أن المشركين كانوا يعبدون أصناما متعددة.

ويمكن أن يكون ذلك إشارة إلى إحدى النقاط التالية أو إلى جميعها :

1 ـ إنّ الآية نفت عبادة اثنين ، فكيف بالأكثر؟!

وبعبارة أخرى : إنّها بيّنت الحد الأدنى للمسألة ليتأكّد نفي الأكثر ، وأيّ عدد ننتخبه (أكثر من واحد) لا بدّ له أن يمر بالإثنين.

2 ـ كل ما يعبد من دون الله جمع في واحد ، فتقول الآية : أن لا تعبدوها مع الله ، ولا تعبدوا إلهين (الحق والباطل).

3 ـ كان العرب في الجاهلية قد انتخبوا معبودين :

الأوّل : خالق العالم ، أي اللهعزوجل وكانوا يؤمنون به.

والثّاني : الأصنام ، واعتبروها واسطة بينهم وبين الله ، واعتبروها كذلك منبعا للخير والبركة والنعمة.

4 ـ يمكن أن تكون الآية ناظرة إلى نفي عقيدة (الثنويين) القائلين بوجود إله للخير وآخر للشر ، ومع انتخابهم لأنفسهم هذا المنطق الضعيف الخاطئ ، إلّا إنّ عبدة الأصنام قد غالوا حتى في هذا المنطق وتجاوزوه لمجموعة من الآلهة!

وينقل المفسّر الكبير العلّامة الطبرسي في تفسير هذه الآية عبارة لطيفة نقلها عن بعض الحكماء : (نهاك ربك أن تتخذ إلهين فاتخذت آلهة ، عبدت : نفسك وهواك ، وطبعك ومرادك ، وعبدت الخلق فأنّى تكون موحدا).

ثمّ يوضح القرآن أدلة توحيد العبادة بأربعة بيانات ضمن ثلاث آيات فيقول أوّلا( وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) فهل ينبغي السجود للأصنام التي لا تملك شيئا ، أم لمن له ما في السموات والأرض؟

ثمّ يضيف :( وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ) .

٢١١

فعند ما يثبت أن عالم الوجود منه ، وهو الذي أوجد جميع قوانينه التكوينية فينبغي أن تكون القوانين التشريعية من وضعه أيضا ، ولا تكون طاعة إلّا له سبحانه.

«واصب» : من «الوصوب» ، بمعنى الدوام. وفسّرها البعض بمعنى (الخالص) (ومن الطبيعي أن ما لم يكن خالصا لم يكن له الدوام. أما الذين اعتبروا «الدين» هنا بمعنى الطّاعة ، فقد فسّروا «واصبا» بمعنى الواجب ، أي : يجب إطاعة الله فقط.

ونقرأ في رواية عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّ شخصا سأله عن قول الله( وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ) قال : «واجبا»(1) .

والواضح أنّ هذه المعاني متلازمة جميعها.

ثمّ يقول في نهاية الآية :( أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ ) .

فهل يمكن للأصنام أن تصدّ عنكم المكروه أو أن تفيض عليكم نعمة حتى تتقوها وتواظبوا على عبادتها؟!

هذا( وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ) .

فهذه الآية تحمل لبيان الثّالث بخصوص لزوم عبادة الله الواحد جلّ وعلا ، وأنّ عبادة الأصنام إن كانت شكرا على نعمة فهي ليست بمنعمة ، بل الكل بلا استثناء منّعمون في نعم الله تعالى ، وهو الأحق بالعبادة لا غيره.

وعلاوة على ذلك( ... ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ ) .

فإن كانت عبادتكم للأصنام دفعا للضر وحلا للمعضلات ، فهذا من الله وليس من غيره ، وهو ما تظهره ممارستكم عمليا حين إصابتكم بالضر ، فلمن تلتجئون؟ إنّكم تتركون كل شيء وتتجهون إلى الله.

وهذا البيان الرّابع حول مسألة التوحيد بالعبادة.

__________________

(1) تفسير البرهان ، ج 2 ، ص 373.

٢١٢

«تجئرون» : من مادة (الجؤار) على وزن (غبار) ، بمعنى صوت الحيوانات والوحوش الحاصل بلا اختيار عند الألم ، ثمّ استعملت كناية في كل الآهات غير الاختيارية الناتجة عن ضيق أو ألم.

إنّ اختيار هذه العبارة هنا إشارة إلى أنّه عند ما تتراكم عليكم الويلات ويحل بكم البلاء الشديد تطلقون حينها صرخات الإستغاثة اللااختيارية وأنتم بهذه الحال ، أتوجهون النداء لغيره سبحانه وتعالى؟! فلما ذا إذن في حياتكم الاعتيادية وعند ما تواجهون المشاكل اليسيرة تلتجئون إلى الأصنام؟!

نعم. فالله سبحانه يسمع نداءكم في كل الحالات ويغيثكم ويرفع عنكم البلاء( ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) بالعود إلى الأصنام!

وفي الحقيقة فالقرآن في الآية يشير إلى فطرة التوحيد في جميع الناس ، إلّا أنّ حجب الغفلة والغرور والجهل والتعصب والخرافات تغطيها في الأحوال الاعتيادية.

ولكن ، عند ما تهب عواصف البلاء تنقلع تلك الحجب فيظهر نور الفطرة براقا من جديد ليرى الناس لمن يتوجهون ، فيدعون الله مخلصين بكامل وجودهم ، فيرفع عنهم أغطية البلاء المتأتية من تلك الحجب ، (لاحظوا أنّ الآية قالت :( كَشَفَ الضُّرَّ ) أي : رفع أغطية البلاء).

ولكن عند ما تهدأ العاصفة ويرتفع البلاء وتعودون إلى شاطئ الأمان ، تعاودون من جديد على الغفلة والغرور ، وتظهرون الشرك بعبادتكم للأصنام مجددا!

وفي آخر آية (من الآيات مورد البحث) يأتي التهديد بعد إيضاح الحقيقة بالأدلة المنطقية :( لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) .

ويشبّه ذلك بتوجيه النصائح والإرشادات لمنحرف متخلف لا يفيد معه هذا الأسلوب المنطقي فيقطع معه الحديث باللين ليواجه بالتهديد عسى أن يرعوي

٢١٣

فيقال له : مع كل ما قلنا لك افعل ما شئت ولكن سترى نتيجة عملك عاجلا أم آجلا.

وعلى هذا فتكون اللام في «ليكفروا» يراد به التهديد ، وكذا «تمتعوا» أمر يراد به التهديد أيضا ، أمّا مجيء الفعل الأوّل بصيغة الغائب «ليكفروا» والثّاني بصيغة المخاطب «تمتعوا» ، فكأنه افترض غيابهم أوّلا فقال : ليذهبوا ويكفروا بهذه النعم ، وعند تهديدهم يلتفت إليهم ويقول : تمتعوا بهذه النعم الدنيوية قليلا فسيأتي اليوم الذي تدركون فيه عظم خطئكم وسترون عاقبة أعمالكم.

والآية (30) من سورة إبراهيم تشابه الآية المذكورة من حيث الغرض :( قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ) (1)

* * *

__________________

(1) احتمل جمع من المفسّرين : أنّ «ليكفروا» غاية ونتيجة للشرك والكفر الذي نسب إليهم في الآية التي قبلها ، فيكون المعنى أنّهم بعد إنجائهم من الضر تركوا طريق التوحيد وساروا في طريق الشرك ليكفروا بنعم الله وينكرونها.

٢١٤

الآيات

( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (57) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60) )

التّفسير

عند ما كانت ولادة البنت عارا!

بعد أن عرضت الآيات السابقة بحوثا استدلالية في نفي الشرك وعبادة الأصنام ، تأتي هذه الآيات لتتناول قسما من بدع المشركين وصورا من عاداتهم القبيحة ، لتضيف دليلا آخرا على بطلان الشرك وعبادة الأصنام ، فتشير الآيات إلى ثلاثة أنواع من بدع وعادات المشركين:

٢١٥

وتقول أوّلا :( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ ) (1) .

وكان النصيب عبارة عن قسم من الإبل بقية من المواشي بالإضافة إلى قسم من المحاصيل الزراعية ، وهو ما تشير إليه الآية (136) من سورة الأنعام :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ ) .

ثمّ يضيف القرآن الكريم قائلا :( تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ) .

وسيكون بعد السؤال اعتراف لا مفر منه ثمّ الجزاء والعقاب ، وعليه فما تقومون به له ضرر مادي من خلال ما تعملونه بلا فائدة ، وله عقاب أخروي لأنّكم أسأتم الظن بالله واتجهتم إلى غيره.

أمّا البدعة الثّانية فكانت :( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ ) من التجسم ومن هذه النسبة.( وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ ) أي : إنّهم لم يكونوا ليقبلوا لأنفسهم ما نسبوا إلى الله ، ويعتبرون البنات عارا وسببا للشقاء!

وإكمالا للموضوع تشير الآية التالية إلى العادة القبيحة الثّالثة :( وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ) .(2)

ولا ينتهي الأمر إلى هذا الحد بل( يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ ) .

ولم ينته المطاف بعد ، ويغوص في فكر عميق :( أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي

__________________

(1) ذكر المفسرون رأيين في تفسير «ما لا يعلمون» وضميرها :

الأول : أن ضمير «لا يعلمون» يعود إلى المشركين أي أن المشركين يجعلون للأصنام نصيبا وهم لا يعلمون لها خيرا وشرا (وهذا ما انتخبناه من تفسير).

والثاني : إن الضمير يعود إلى نفس الأصنام ، أي يجعلون للأصنام نصيبا في حين أنها لا تدرك ، لا تعقل ، لا تعلم! والتفسير الثاني يظهر نوعا من التضاد بين عبارات الآية ، لأن «ما» تستعمل عادة لغير العاقل و «يعلمون» تستعمل للعاقل عادة.

أما في التفسير الأول فـ «ما» تعود على الأصنام و «يعلمون» على عبدتها.

(2) الكظيم : تطلق على الإنسان الممتلئ غضبا.

٢١٦

التُّرابِ ) .

وفي ذيل الآية ، يستنكر الباري حكمهم الظالم الشقي بقوله :( أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ ) .

وأخيرا يشير تعالى إلى السبب الحقيقي وراء تلك التلوثات ، ألا هو عدم الإيمان بالآخرة :( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .

فكلّما اقترب الإنسان من العزيز الحكيم انعكس في روحه نور صفاته العليا من العلم والقدرة والحكمة وابتعد عن الخرافات والبدع والأفعال القبيحة.

وكلما ابتعد عنه تعالى غرق بقدر ذلك البعد في ظلمات الجهل والضعف والذلة والقبائح.

فالسبب الرئيسي لكل انحراف وقبح وخرافة هو الغفلة عن ذكر الله وعن محكمته العادلة في الآخرة ، أمّا ذكر الله والآخرة فدافع أصيل للإحساس بالمسؤولية ومحاربة الجهل والخرافة ، وعامل قدرة وقوة وعلم للإنسان.

* * *

بحوث

1 ـ لماذا اعتبروا الملائكة بناتا لله؟

تطالعنا الكثير من آيات القرآن الكريم بأنّ المشركين كانوا يقولون بأنّ الملائكة بنات الله جلّ وعلا ، أو أنّهم كانوا يعتبرون الملائكة إناثا دون نسبتها إلى الله

كما في الآية (19) من سورة الزخرف :( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً ) ، وفي الآية (40) من سورة الإسراء :( أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً ) .

٢١٧

يمكن أن تكون هذه الإعتقادات بقايا خرافات الأقوام السابقة التي وصلت عرب الجاهلية ، أو ربما يحصل هذا الوهم بسبب ستر الملائكة عنهم وحال الاستتار أكثر ما يختص بحال النساء ، ولهذا تعتبر العرب الشمس مؤنثا مجازيا والقمر مذكرا مجازيا أيضا ، على اعتبار أنّ قرص الشمس لا يمكن للناظر إليه أن يديم النظر لأنه يستر نفسه بقوة نوره ، أمّا قرص القمر فظاهر للعين ويسمح للنظر إليه مهما طالت المدّة.

وثمّة احتمال آخر يذهب إلى الكناية عن لطافة الملائكة ، والإناث أكثر من الذكور لطافة.

وعلى أية حال فهذه إحدى ترسبات الخرافات القديمة التي تكلست في مخيلة البشرية حتى وصلت للبعض ممن يعيش في يومنا هذا ، ولا تختص هذه الخرافة بقوم دون آخر لأنّنا نلاحظ وجودها في أدبيات عدد من لغات العالم! فنرى الأديب مثلا حينما يريد وصف جمال امرأة ينعتها بالملائكة ، وذاك الفنان الذي يريد أن يعبر عن الملائكة فيجعلها بهيئة النساء ، في حين أن الملائكة لا تملك جسما ماديا حتى يمكننا أن نصفه بالمذكر أو المؤنث.

2 ـ لما ذا شاع وأد البنات في الجاهلية؟

الوأد في واقعة أمر رهيب ، لأنّ الفاعل يقوم بسحق كل ما بين جوانحه من عطف ورحمة ، ليتمكن من قتل إنسان بريء ربّما هو من أقرب الأشياء إليه من نفسه!

والأقبح من ذلك افتخاره بعمله الشنيع هذا!

فأين الفخر من قتل إنسان ضعيف لا يقوى حتى للدفاع عن نفسه؟ بل كيف يدفن الإنسان فلذة كبده وهي حية؟!

وهذا ليس بالأمر الهيّن ، فأيّ إنسان ومهما بلغت به الوحشية لا يقدم على

٢١٨

هكذا جريمة بشعة من غير أن تكون لها مقدمات اجتماعية ونفسية واقتصادية عميقة الأثر والتأثير تدعوه لذلك

يقول المؤرخون : إنّ بداية وقوع هذا العمل القبيح كانت على أثر حرب جرت بين فريقين منهم في ذلك الوقت ، فأسر الغالب منهم نساء وبنات المغلوب ، وبعد مضي فترة من الزمن تمّ الصلح بينهم فأراد المغلوبون استرجاع أسراهم إلّا أنّ بعضا من الأسيرات ممن تزوجن من رجال القبيلة الغالبة اخترن البقاء مع الأعداء ورفضن الرجوع إلى قبيلتهن ، فصعب الأمر على آبائهن بعد أن أصبحوا محلا للوم والشماتة ، حتى أقسم بعضهم أن يقتل كل بنت تولد له كي لا تقع مستقبلا أسيرة بيد الأعداء!

ويلاحظ بوضوح ارتكاب أفظع جناية ترتكب تحت ذريعة الدفاع عن الشرف والناموس وحيثية العائلة الكاذبة فكانت النتيجة : ظهور بدعة وأد البنات القبيحة وانتشارها بين جمع منهم حتى أصبحت سنّة جاهلية ، ولفظاعتها فقد أنكرها القرآن الكريم بشدّة بقوله :( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (1) .

وثمّة احتمال آخر يذهب إلى دور الطبيعة الإنتاجية للأولاد الذكور ، والنزوع إلى الطبيعة الاستهلاكية عند الإناث ، وما له من أثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، فالولد الذكر بالنسبة لهم ذخر مهم ينفعهم في القتال والغارات وفي حفظ الماشية وما شابه ذلك من الفوائد ، في حين أنّ البنات لسن كذلك.

ومن جانب آخر فقد سببت الحروب والنزاعات القبلية قتل الكثير من الرجال والأولاد ممّا أدى لاختلال التوازن في نسبة الإناث إلى الذكور ، حتى وصل وجود الولد الذكر عزيزا ودفع الرجل لأن يتباهى بين قومه حين يولد له مولود ذكرا ، وينزعج ويتألم عند ولادة البنت ووصل حالهم لحد (كما يقول عنه

__________________

(1) سورة التكوير ، 9.

٢١٩

بعض المفسّرون) أنّ الرجل في الجاهلية يغيّب نفسه عن داره عند قرب وضع زوجته لئلا تأتيه بنت وهو في الدار! وإذا ما أخبروه بأنّ المولود ذكر فيرجع إلى بيته وبشائر الفرح تتعالى وجنتيه ، ولكنّ الويل كل الويل والثبور فيما لو أخبروه بأنّ المولود بنتا ويمتلئ غيظا وغضبا(1) .

وقصّة «الوأد» ملأى بالحوادث المؤلمة

منها : ما روي أنّ رجلا جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأعلن إسلامه ، وجاءه يوما فسأله : إنّي أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله تواب رحيم». قال : يا رسول الله إنّ ذنبي عظيم قال : «ويلك مهما كان ذنبك عظيما فعفو الله أعظم منه» ، قال : لقد سافرت في الجاهلية سفرا بعيدا وكانت زوجتي حبلى وعند ما عدت بعد أربع سنوات استقبلتني زوجتي فرأيت بنتا في الدار ، فقلت لها : ابنة من هذه؟ قالت : ابنة جازنا. فظننت أنّها سترحل عن دارنا بعد ساعة ، فلم تفعل ، ثمّ قلت لزوجتي:أصدقيني من هذه البنت؟ قالت : ألا تذكر أنّي كنت حاملة عند ما سافرت ، إنّها ابنتك. فنمت تلك الليلة مغتما ، أنام واستيقظ ، حتى اقترب وقت الصباح نهضت من فراشي وذهبت إلى فراش ابنتي فأخرجتها وأيقظتها وطلبت منها أن تصحبني إلى حائط النخل ، فتبعتني حتى اقتربنا من الحائط فأخذت بحفر حفيرة وهي تعينني على ذلك ، وعند ما انتهيت من ذلك وضعتها في وسط الحفرة وهنا فاضت عينا رسول الله بالدمع ثمّ وضعت يدي اليسرى على كتفها وأخذت أهيل التراب عليها بيدي اليمنى ، فأخذت تصرخ وتدافع بيديها ورجليها وتقول : أبي ما تصنع بي!؟ ثمّ أصاب لحيتي بعض التراب فرفعت يدها تمسحه عنها ، وأدمت ذلك حتى دفنتها.

__________________

(1) تفسير الفخر الرازي ، ج 20 ، ص 55.

٢٢٠

النُّجُومِ ».(١)

٦٠٢٠/ ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ(٢) الْوَشَّاءِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ ، فَوُلِدَ لَهُ غُلَامٌ ، وَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُ يَمُوتُ(٣) لَيْلَةَ عُرْسِهِ ، فَمَكَثَ الْغُلَامُ ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ عُرْسِهِ ، نَظَرَ إِلى شَيْخٍ كَبِيرٍ ضَعِيفٍ(٤) ، فَرَحِمَهُ الْغُلَامُ ، فَدَعَاهُ(٥) ، فَأَطْعَمَهُ ، فَقَالَ لَهُ(٦) السَّائِلُ : أَحْيَيْتَنِي أَحْيَاكَ اللهُ ، قَالَ : فَأَتَاهُ آتٍ فِي النَّوْمِ ، فَقَالَ(٧) لَهُ : سَلِ ابْنَكَ : مَا صَنَعَ؟ فَسَأَلَهُ(٨) ، فَخَبَّرَهُ بِصَنِيعِهِ(٩) ، قَالَ : فَأَتَاهُ الْآتِي مَرَّةً أُخْرى فِي النَّوْمِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ اللهَ أَحْيَا لَكَ ابْنَكَ بِمَا صَنَعَ بِالشَّيْخِ ».(١٠)

٦٠٢١/ ١١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ(١١) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ(١٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَسَقَطَ(١٣) شُرْفَةٌ(١٤) مِنْ شُرَفِ الْمَسْجِدِ ، فَوَقَعَتْ عَلى رَجُلٍ ، فَلَمْ تَضُرَّهُ ، فَأَصَابَتْ(١٥) رِجْلَهُ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « سَلُوهُ‌

__________________

(١).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٤ ، ح ٩٧٥٤ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٢٣١١ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٢ ، ح ٨٤ ؛ وج ٥٨ ، ص ٢٧٣ ، ح ٦٢. (٢). في «بر ، بخ ، بف» : - « الحسن بن عليّ ».

(٣). في « جن » : + « في ».

(٤). في «بح، بخ، بر، بف»والوافي : « ضعيف كبير ».

(٥). في « جن » : - « فدعاه ».

(٦). في « بح ، بخ ، بر »والوافي : - « له ».

(٧). في « بخ »والوافي : « وقال ».

(٨). في « بر » : - « فسأله ».

(٩). في « بر ، بف » : « بصنعته ». وفيالبحار : « بصنعه ».

(١٠).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٤ ، ح ٩٧٥٥ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٨٧ ، ح ١٢٣٠٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٠٢ ، ح ٢٧.

(١١). في « بر ، بف » : - « بن أيّوب ».

(١٢). في«بح،بخ،بر،بف»والوافي : « رسول الله ».

(١٣). فيالوسائل : « فسقطت ».

(١٤). « الشُرْفة » : ما يوضع على أعالي القصور والمدن ، والجمع : شُرَفٌ. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٧١ ( شرف ).

(١٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « وأصابت ». وقال فيالوافي : « فأصابت =

٢٢١

أَيَّ شَيْ‌ءٍ عَمِلَ الْيَوْمَ؟ ». فَسَأَلُوهُ ، فَقَالَ : خَرَجْتُ وَفِي كُمِّي تَمْرٌ ، فَمَرَرْتُ بِسَائِلٍ ، فَتَصَدَّقْتُ(١) عَلَيْهِ بِتَمْرَةٍ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « بِهَا دَفَعَ اللهُ(٢) عَنْكَ(٣) ».(٤)

٥٠ - بَابُ فَضْلِ صَدَقَةِ السِّرِّ(٥)

٦٠٢٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ(٦) عليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ ».(٧)

٦٠٢٣/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٨) ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ ، عَنْ‌

__________________

= رجله ؛ يعني من دون ضرار ، أو أنّ المراد بنفي الضرر في قوله : فلم يضرّه نفي الهلاك والكسر ونحوهما. ويشبه أن يكون في الكلام تقديم وتأخير من النسّاخ وكان هكذا : فأصابت رجله فلم تضرّه ، وعلى هذا لا يحتاج إلى التأويل ».

(١). في « بس » : « وتصدّقت ».

(٢). في « ى ، بر » : - « الله ».

(٣). في « بخ ، بف » : « عنه ».

(٤).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٥ ، ح ٩٧٥٦ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٨٨ ، ح ١٢٣٠٥.

(٥). في حاشية « بث » : + « وفضل العبادة ».

(٦).في«ى،بس،جن»والوسائل والتهذيب :-«عن أبيه».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ، ح ٢٩٩ ، معلّقاً عن الكليني.الجعفريّات ، ص ٥٦ ، بسند آخر.ثواب الأعمال ، ص ١٧٢ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام .وفيه ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى آبائهعليهم‌السلام .الخصال ، ص ١٨٠ ، باب الثلاثة ، ح ٢٤٦ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ١٧٣٥ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .المقنعة ، ص ٢٦١ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى آبائهعليهم‌السلام . راجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب صدقة الليل ، ح ٦٠٢٧ ؛ وكتاب الوصايا ، باب صدقات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ح ١٣٢٧٦ ؛والفقيه ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ٦١٣ ؛ وج ٤ ، ص ١٨٩ ، ح ٥٤٣٣ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ؛وقرب الإسناد ، ص ٧٦ ، ح ٢٤٤الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠١ ، ح ٩٧٦٨ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٢٣١٩.

(٨). في الكافي ، ح ٨٨٩ : + « الأشعري ».

٢٢٢

صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١) وَالْحَسَنِ(٢) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٣) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا عَمَّارُ(٤) ، الصَّدَقَةُ - وَاللهِ - فِي السِّرِّ(٥) أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ(٦) فِي الْعَلَانِيَةِ ، وَكَذلِكَ - وَاللهِ - الْعِبَادَةُ فِي السِّرِّ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي الْعَلَانِيَةِ(٧) ».(٨)

٦٠٢٤/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالى ».(١٠)

٥١ - بَابُ صَدَقَةِ اللَّيْلِ(١١)

٦٠٢٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

__________________

(١). في « بر » : - « بن يحيى ».

(٢). في « بر ، بف » : - « الحسن ».

(٣). في « بخ ، بر ، بف »والوافي : - « لي ».

(٤). في « بح » : + « إنّ ». وفي « بر ، بف »والوافي : - « يا عمّار ».

(٥). فيالوافي : « في السرّ والله ».

(٦). في «بر ، بف» : « منها » بدل « من الصدقة ».

(٧). في « بر » : - « وكذلك والله - إلى - في العلانية ».

(٨).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب نادر في حال الغيبة ، ضمن ح ٨٨٩. وفيكمال الدين ، ص ٦٤٥ ، ضمن ح ٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ١٧٣٦ ، معلّقاً عن عمّار ، عن الصادقعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠١ ، ح ٩٧٧٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٧٧ ، ح ١٧٤ ؛ وج ٩ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٢٣٢٠.

(٩). في « بر ، بف » : - « بن يحيى ».

(١٠).الزهد ، ص ١٠١ ، ح ٩٧ ، بسنده عن الوصّافي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.وفيه ، ص ٣٨ ، ح ١٠١ ، بسنده عن عبدالله بن الوليد الوصّافي ، مع زيادة في أوّله.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب صدقة الليل ، ضمن ح ٦٠٢٧ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفيه هكذا : « إنّ صدقة الليل تطفي غضب الربّ »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠١ ، ح ٩٧٦٩ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٢٣١٨.

(١١). في حاشية « بث » : « باب الصدقة بالليل ».

٢٢٣

كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذَا أَعْتَمَ(١) وَذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ شَطْرُهُ ، أَخَذَ جِرَاباً(٢) فِيهِ خُبْزٌ وَلَحْمٌ وَالدَّرَاهِمُ ، فَحَمَلَهُ(٣) عَلى عُنُقِهِ ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ(٤) إِلى أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَقَسَمَهُ(٥) فِيهِمْ ، وَلايَعْرِفُونَهُ(٦) ، فَلَمَّا مَضى أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فَقَدُوا ذلِكَ ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَانَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام .(٧)

٦٠٢٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إِذَا طَرَقَكُمْ سَائِلٌ ذَكَرٌ(٨) بِلَيْلٍ(٩) ، فَلَا تَرُدُّوهُ ».(١٠)

٦٠٢٧/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :

خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي لَيْلَةٍ قَدْ رُشَّتْ(١١) وَهُوَ يُرِيدُ ظُلَّةَ بَنِي سَاعِدَةَ ، فَاتَّبَعْتُهُ ،

__________________

(١). في « بث ، بر » : « اغتمّ ». و « أَعْتَمَ » ، أي دخل في العتمة وصار فيها ، والعتمة عند الخليل : الثلث الأوّل من الليل‌بعد غيبوبة الشفق ، وعند الجوهري : وقت صلاة العشاء. وقال العلّامة الفيض : « أعتم : صلّى العتمة ؛ يعني صلاة العشاء الآخرة » ونحوه قال العلّامة المجلسي. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٦ ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٩ ( عتم ).

(٢). « الجِرابُ » : وِعاء يوعى فيه ، وهو من إهاب الشاء ، والجمع : جُرُب. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ( جرب ). (٣). في «بخ،بر، ف»وحاشية«بث» : «فجعله».

(٤). في « بح » والبحار : - « به ».

(٥). في«ظ،بث،بح،بخ،بر،بف»والوسائل :«فيقسمه».

(٦). فيالوسائل : « وهم لا يعرفونه ».

(٧).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٢ ، ح ٩٧٧١ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٩٩ ، ح ١٢٣٣٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨ ، ح ٤٠.

(٨). في « ى ، جن » : - « ذكر ». وفي الجعفريّات : + « بالله ».

(٩). في بخ » : - « بليل ». وفي « جن » : « بليل ذكر » بدل « ذكر بليل ». وفي الجعفريّات : « بالليل ».

(١٠).الجعفريّات ، ص ٥٧ ، بسند آخر.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ١٧٣٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤١١ ، ح ٩٧٩٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٠٥ ، ح ١٢٣٤٤.

(١١). فيثواب الأعمال : + « السماء ». والظاهر من كلام العلّامة الفيض فيالوافي كون الفعل معلوماً ، حيث قال : « قد =

٢٢٤

فَإِذَا هُوَ قَدْ سَقَطَ مِنْهُ(١) شَيْ‌ءٌ ، فَقَالَ : « بِسْمِ اللهِ ، اللّهُمَّ رُدَّ عَلَيْنَا ».

قَالَ(٢) : فَأَتَيْتُهُ ، فَسَلَّمْتُ(٣) عَلَيْهِ ، قَالَ(٤) : فَقَالَ : « مُعَلًّى؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ لِي : « الْتَمِسْ بِيَدِكَ(٥) ، فَمَا وَجَدْتَ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَادْفَعْهُ إِلَيَّ » فَإِذَا أَنَا بِخُبْزٍ مُنْتَشِرٍ(٦) كَثِيرٍ(٧) ، فَجَعَلْتُ أَدْفَعُ إِلَيْهِ مَا وَجَدْتُ(٨) ، فَإِذَا أَنَا بِجِرَابٍ أَعْجِزُ عَنْ حَمْلِهِ مِنْ خُبْزٍ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَحْمِلُهُ(٩) عَلى رَأْسِي(١٠) ، فَقَالَ : « لَا ، أَنَا أَوْلى بِهِ مِنْكَ ، وَلكِنِ امْضِ مَعِي ».

قَالَ : فَأَتَيْنَا ظُلَّةَ بَنِي سَاعِدَةَ ، فَإِذَا(١١) نَحْنُ بِقَوْمٍ نِيَامٍ ، فَجَعَلَ يَدُسُّ(١٢) الرَّغِيفَ(١٣) وَالرَّغِيفَيْنِ حَتّى أَتى عَلى آخِرِهِمْ(١٤) ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ يَعْرِفُ هؤُلاءِ الْحَقَّ؟ فَقَالَ : « لَوْ عَرَفُوهُ لَوَاسَيْنَاهُمْ(١٥) بِالدُّقَّةِ - وَالدُّقَّةُ هِيَ الْمِلْحُ - إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً إِلَّا وَلَهُ خَازِنٌ يَخْزُنُهُ إِلَّا الصَّدَقَةَ ، فَإِنَّ الرَّبَّ يَلِيهَا بِنَفْسِهِ ، وَكَانَ‌

__________________

= رشّت : أمطرت مطراً قليلاً » ، كأنه أخذه من الرَّشّ بمعنى المطر القليل ، والجمع رِشاش ، يقال : رَشَّتِ السماءُ وأرشّت ، أي جاءت بالرشاش. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٠٦ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٠٣ ( رشش).

(١). في « ى » : « عنه ».

(٢). فيالتهذيب وتفسير العيّاشي : - « قال ».

(٣). فيالتهذيب : « وسلّمت ».

(٤). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي والوسائل ، ح ١٢٣٣١والتهذيب وتفسير العيّاشيوثواب الأعمال : - « قال ». (٥). فيالتهذيب : « عندك ».

(٦). في « ظ ، بث ، بف »والوافي وثواب الأعمال : « منتثر ».

(٧). في « ى »وثواب الأعمال : - « كثير ».

(٨). في«بح»والوسائل ، ح ١٢٣٣١ : « ما وجدته ».

(٩). فيالتهذيب : « أحمل ».

(١٠). في«بخ»والوافي والتهذيب : « على عاتقي ».

(١١). في « ظ ، ى ، بس » : « وإذا ».

(١٢). فيالتهذيب : « يقسم ». والدسُّ : الإخفاء ، ودفن الشي‌ء تحت الشي‌ء ، وإدخال الشي‌ء في الشي‌ء بقهر وقوّة. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١١٧ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٤٨ ( دسس ).

(١٣). « الرغيف » : الخبزة ، والكُتْلَة من العجين ؛ من الرَّغْف ، وهو جمعك العجين أو الطين تكتلّه بيدك ، أي تجمعه بيدك مستديراً. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٣١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٨٥ ( رغف ).

(١٤). في « بح ، بخ ، بر ، بف » وحاشية « بث » : « آخره ».

(١٥). المواساة : المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق ، وأصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٥٠ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٤ ( أسا ).

٢٢٥

أَبِي إِذَا تَصَدَّقَ بِشَيْ‌ءٍ وَضَعَهُ فِي يَدِ السَّائِلِ ، ثُمَّ ارْتَدَّهُ مِنْهُ ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ، ثُمَّ رَدَّهُ فِي يَدِ السَّائِلِ ، إِنَّ صَدَقَةَ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ ، وَتَمْحُو الذَّنْبَ الْعَظِيمَ ، وَتُهَوِّنُ الْحِسَابَ ، وَصَدَقَةَ النَّهَارِ تُثْمِرُ(١) الْمَالَ ، وَتَزِيدُ فِي الْعُمُرِ ، إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَعليه‌السلام لَمَّا أَنْ(٢) مَرَّ عَلى شَاطِئِ الْبَحْرِ ، رَمى بِقُرْصٍ مِنْ قُوتِهِ فِي الْمَاءِ ، فَقَالَ لَهُ(٣) بَعْضُ الْحَوَارِيِّينَ : يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، لِمَ فَعَلْتَ هذَا ، وَإِنَّمَا هُوَ(٤) مِنْ قُوتِكَ؟ » قَالَ : « فَقَالَ(٥) : فَعَلْتُ هذَا لِدَابَّةٍ تَأْكُلُهُ مِنْ دَوَابِّ الْمَاءِ ، وَثَوَابُهُ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ».(٦)

٥٢ - بَابٌ فِي أَنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ فِي الْمَالِ‌

٦٠٢٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ،عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقْضِي الدَّيْنَ ، وَتَخْلُفُ بِالْبَرَكَةِ(٧) ».(٨)

٦٠٢٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْجَهْمُ(٩) بْنُ‌

__________________

(١). فيالوافي عن بعض النسخ : « تنمي ».

(٢). فيالوسائل ، ح ١٢٣٤٨ : - « أن ».

(٣). في «بخ،بر،بف»والوافي والتهذيب : - « له ».

(٤). فيالتهذيب : + « شي‌ء ».

(٥). في « ى ، بف »والوافي : - « فقال ». وفي « بث ، بر » : « قال ».

(٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ، ح ٣٠٠ ، معلّقاً عن الكليني.ثواب الأعمال ، ص ١٧٣ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ، ح ١١٤ ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر » وفي الأخيرين مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح ٢٠٠٥ ؛ وكتاب الزكاة ، باب فضل صدقة السرّ ، ح ٦٠٢٢ و٦٠٢٤الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٢ ، ح ٩٧٧٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٩٣ ، ح ١٢٣١٢ ، من قوله : « إنّ صدقة الليل » إلى قوله : « تزيد في العمر » ؛وفيه ، ص ٣٩٩ ، ح ١٢٣٣١ ، إلى قوله : « وتمحو الذنب العظيم وتهوّن الحساب » ؛وفيه ، ص ٤٠٨ ، ح ١٢٣٤٨ ، ملخّصاً. (٧). فيالوافي : « البركة ».

(٨).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٦ ، ح ٩٧٦٠ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦٧ ، ح ١٢٢٥٢ ؛ وص ٤٣٥ ، ح ٢٤٢٣.

(٩). في حاشية « بح » : « جهم ».

٢٢٦

الْحَكَمِ الْمَدَائِنِيُّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : تَصَدَّقُوا ؛ فَإِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ فِي(١) الْمَالِ كَثْرَةً ، وَتَصَدَّقُوا(٢) رَحِمَكُمُ اللهُ ».(٣)

٦٠٣٠/ ٣. أَحْمَدُ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ وَهْبَانَ ، عَنْ عَمِّهِ هَارُونَ بْنِ عِيسى ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام لِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ : « يَا بُنَيَّ(٥) ، كَمْ فَضَلَ مَعَكَ مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ؟ » قَالَ :أَرْبَعُونَ دِينَاراً ، قَالَ : « اخْرُجْ ، فَتَصَدَّقْ(٦) بِهَا » قَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعِي غَيْرُهَا ، قَالَ : « تَصَدَّقْ(٧) بِهَا ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُخْلِفُهَا ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِفْتَاحاً ، وَمِفْتَاحُ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ ؛ فَتَصَدَّقْ بِهَا » فَفَعَلَ ، فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلَّا(٨) عَشَرَةَ أَيَّامٍ(٩) حَتّى جَاءَهُ مِنْ‌

__________________

(١). في « بث ، بخ ، بر ، جن » : - « في ».

(٢). في « بف »والوافي : « تصدّقوا » بدون الواو. وفيالوسائل : « فتصدّقوا ».

(٣).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التواضع ، ضمن ح ١٨٦٣ ؛والأمالي للمفيد ، ص ٢٣٨ ، المجلس ٢٨ ، ضمن ح ٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٤ ، المجلس ١ ، ضمن ح ١٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ح ٩٧٦١ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦٩ ، ح ١٢٢٥٩.

(٤). هكذا في « بخ ، بر ، جر » وحاشية « بح »والوسائل . وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : + « بن محمّد ». والصواب ما أثبتناه. والمراد من أحمد هو أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ، فقد روى هو عن أبيه كتاب عليّ بن وهبان. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٨٢ ، الرقم ٤١٨.

وتوهُّمُ أنّ أحمد بن أبي عبدالله هو أحمد بن محمّد بن خالد فيصحّ التعبير عنه بـ « أحمد بن محمّد » ، مدفوعٌ بأنّ التعبير عن الرجل ب- « أحمد بن محمّد » في المقام ، يوجب انصرافه إلى أحمد بن محمّد المذكور في سند الحديث الأوّل من الباب - وقد تقدّم غير مرّة أنّ أحمد بن محمّد في مشايخ محمّد بن يحيى ، هو أحمد بن محمّد بن عيسى - فيتلقّى كون السند معلّقاً على ذاك السند. ويؤيّد ما أشرنا إليه من الانصراف أنّ الخبر أورده المجلسي فيالبحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨ ، ح ٤١ نقلاً منالكافي عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ، إلخ.

فتحصّل أنّ السند معلّق على سابقه ، والمراد من أحمد هو أحمد بن أبي عبد الله ، ويروي عنه عدّة من أصحابنا.

(٥). فيالبحار : - « يا بنيّ ».

(٦). في « ى ، بر ، جن » والبحار : « وتصدّق ».

(٧). في « بث ، بخ ، بر ، بف »والوافي : « فتصدّق ».

(٨). هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي والبحار . وفي قليل من النسخ والمطبوع : - « إلّا ».

(٩). في « ى » : - « عشرة أيّام ». وفيالبحار : - « عشرة ».

٢٢٧

مَوْضِعٍ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ ، فَقَالَ : « يَا بُنَيَّ ، أَعْطَيْنَا لِلّهِ(١) أَرْبَعِينَ دِينَاراً ، فَأَعْطَانَا اللهُ(٢) أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ ».(٣)

٦٠٣١/ ٤. قَالَ(٤) : وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ ».(٥)

٦٠٣٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ الصَّدَقَةَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَحْسَنَ اللهُ الْخِلَافَةَ عَلى(٦) وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ ».

وَقَالَ : « حُسْنُ الصَّدَقَةِ يَقْضِي(٧) الدَّيْنَ ، وَيَخْلُفُ(٨) عَلَى الْبَرَكَةِ(٩) ».(١٠)

__________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » وحاشية « ظ ، بف » : « الله ».

(٢). في « بر »والوافي : - « الله ».

(٣).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ح ٩٧٦٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦٩ ، ح ١٢٢٦٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨ ، ح ٤١.

(٤). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أحمد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد - وهو البرقي - عن عليّ بن حسّان ، عن موسى بن بكر في عددٍ من الأسناد. انظر على سبيل المثال :المحاسن ، ج ١ ، ص ٢٢١ ، ح ١٣٢ ؛ ج ٢ ، ص ٤٦٤ ، ح ٤٢٩ ؛ ص ٤٦٨ ، ح ٤٥٠ ؛ ص ٤٧٦ ، ذيل ح ٤٨٢ ؛ وص ٤٨١ ، ح ٥١٠.

(٥).قرب الإسناد ، ص ١١٨ ، ح ٤١٤ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ؛الجعفريّات ، ص ٥٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ . وفيالكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل الصدقة ، ضمن ح ٦٠٠٤ ؛والفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ضمن ح ٥٩٠٤ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١١٢ ، ضمن ح ٣٣١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيصحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٥٢ ، ح ٥١ ؛ والتوحيد ، ص ٦٨ ، ح ٢٤ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ٧٥ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الخصال ، ص ٦٢١ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخرعن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، ضمن ح ١٧٣٠ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام .وفيه ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٥٨٢٤ ؛وتحف العقول ، ص ٦٠ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ . وفيتحف العقول ، ص ١١٠ و٢٢١ ؛ونهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، ح ١٣٧ ؛ وخصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٤ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ذيل ح ٩٧٦٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٧٠ ، ح ١٢٢٦١.

(٦). في « ى » : « في ».

(٧). في « بح » : « تقضي ».

(٨). في « بث ، بح » : « وتخلف ».

(٩). في « ى » : « بالبركة ».

(١٠).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٩٧ ، ح ٩٧٦٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦٧ ، ح ١٢٢٥٤.

٢٢٨

٥٣ - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى الْقَرَابَةِ(١)

٦٠٣٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَنْ وَصَلَ قَرِيباً بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ(٢) حَجَّتَيْنِ(٣) وَعُمْرَتَيْنِ ، وَكَذلِكَ مَنْ حَمَلَ(٤) عَنْ(٥) حَمِيمٍ(٦) ، يُضَاعِفُ(٧) اللهُ لَهُ الْأَجْرَ ضِعْفَيْنِ ».(٨)

٦٠٣٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ : عَلى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ(٩) ».(١٠)

__________________

(١). في حاشية « بف » : « ذي الرحم ».

(٢). في « ى » : - « الله له ».

(٣). في « بر » والوافي : « بحجّتين ».

(٤). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : من حمل ، أي نفقته أو دينه ».

(٥). في « بر » : « من ».

(٦). قال الجوهري : « حميمك : قريبك الذي تهتمّ لأمره ». وقال ابن الأثير : « حامّة الإنسان : خاصّته ومن يقرب منه ، وهو الحميم أيضاً ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٠٥ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٤٦ ( حمم ).

(٧). في الوافي : « ضاعف ».

(٨).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ٢٢٤٤ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٥٥ ، ح ٩٨٧٨ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٢ ، ح ١٢٣٥٦ ؛ وج ١١ ، ص ١٩٨ ، ح ١٤٦١٤.

(٩). « الكاشِحُ » : العدوّ الذي يُضمِر لك عداوته ويطوي عليها كَشْحَه ، أي باطنه ، والكشح : ما بين الخاصرة إلى الضلع الخَلْف ، أو الذي يطوي عنك كشحه ولا يألفك. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩٩ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٧٥ ( كشح ).

(١٠).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠١ ، معلّقاً عن الكليني.ثواب الأعمال ، ص ٨٧١ ، ح ١٨ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الجعفريّات ، ص ٥٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ١٧٣٩ ، =

٢٢٩

٦٠٣٥/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ ، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ(١) ، وَصِلَةُ الْإِخْوَانِ بِعِشْرِينَ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ ».(٢)

٥٤ - بَابُ كِفَايَةِ الْعِيَالِ وَالتَّوَسُّعِ عَلَيْهِمْ‌

٦٠٣٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ(٣) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ(٤) :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « أَرْضَاكُمْ عِنْدَ اللهِ أَسْبَغُكُمْ عَلى عِيَالِهِ ».(٥)

__________________

= مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ؛المقنعة ، ص ٢٦١ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٥ ، ح ٩٧٧٥ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١١ ، ح ١٢٣٥٤.

(١). في هامش المطبوع : « قيل : إنّما جعل الله جزاء الحسنة عشر أمثالها والقرض حسنة فإذا أخذ المعطي ما أعطاه قرضاً من المقروض بقي له عند الله تسعة وقد وعده تعالى أن يضاعفها له فتصير ثمانية عشر ، ووجه التفصيل هو أنّ الصدقة تقع في يد المحتاج وغيره والقرض لايقع إلّا في يد المحتاج غالباً ».

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٠٢ ، معلّقاً عن الكليني.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب القرض ، ح ٦١٢٨ وضمن ح ٦١٣١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٨ ، ح ١٦٩٧ ؛وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٥٩ و٣٥٠ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّ المصادر - إلّا التهذيب - مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ١٧٣٨ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ٥١٣ ، ح ٢٤٦٥ ؛ وج ١٠ ، ص ٤٥٥ ، ح ٩٨٧٩ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١١ ، ح ١٢٣٥٥.

(٣). في « بر ، بف » : - « الحسن ».

(٤). ورد الخبر فيالكافي ، ضمن ح ١٤٨٣٩ ، عن الحسن بن محبوب ، عن هلال بن عطيّة ، عن أبي حمزة وعنوان « هلال بن عطيّة » محرّف من « مالك بن عطيّة » ، كما نوضحه في موضعه.

ثمّ إنّ الخبر ورد فيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ضمن ح ٥٨٨٤ ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن عائذ الأحمسي ، عن أبي حمزة الثمالي ، والظاهر زيادة « عن عائذ الأحمسي » في سندالفقيه ؛ فإنّا لم نجد رواية عائذ الأحمسي عن أبي حمزة في موضع.

(٥).الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٤٨٣٩. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ضمن ح ٥٨٨٤ ، معلّقاً عن الحسن بن =

٢٣٠

٦٠٣٧/ ٢. وَعَنْهُمَا(١) ، عَنِ الْحَسَنِ(٢) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : إِنَّ لِي ضَيْعَةً(٣) بِالْجَبَلِ أَسْتَغِلُّهَا(٤) فِي كُلِّ سَنَةٍ ثَلَاثَةَ(٥) آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَأُنْفِقُ عَلى عِيَالِي مِنْهَا أَلْفَيْ دِرْهَمٍ ، وَأَتَصَدَّقُ مِنْهَا بِأَلْفِ(٦) دِرْهَمٍ فِي(٧) كُلِّ سَنَةٍ.

فَقَالَ(٨) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنْ كَانَتِ(٩) الْأَلْفَانِ تَكْفِيهِمْ فِي جَمِيعِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ لِسَنَتِهِمْ ، فَقَدْ نَظَرْتَ لِنَفْسِكَ ، وَوُفِّقْتَ لِرُشْدِكَ ، وَأَجْرَيْتَ نَفْسَكَ فِي حَيَاتِكَ(١٠) بِمَنْزِلَةِ مَا يُوصِي بِهِ الْحَيُّ عِنْدَ مَوْتِهِ ».(١١)

٦٠٣٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلى عِيَالِهِ كَيْلَا(١٢) يَتَمَنَّوْا‌

__________________

= محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن عائذ الأحمسي ، عن أبي حمزة الثمالي.تحف العقول ، ص ٢٧٩ ، ضمن الحديثالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٥ ، ح ٩٨٢٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٠ ، ح ٢٧٨٠٦.

(١). في « بخ ، بر ، بف » : « عنهما » بدون الواو. والضمير راجع إلى سهل بن زياد وأحمد بن محمّد ، كما هو واضح ؛ فيكون السند معلّقاً.

(٢). في « بح ، بر ، بف »والوسائل : - « الحسن ».

(٣). « الضَيْعَةُ » : العقار ، وهو كلّ ملك ثابت له أصل ، كالدار والنخل والأرض ، وربما اُطلق على المتاع. وقيل : الضيعة : ما منه معاش الرجل ، كالصنعة والزراعة وغير ذلك.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٢ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ١٠٨ ؛المصباح المنير ، ص ٣٦٦ ( ضيع ).

(٤). في « بث »والوسائل : « أشتغلها ». واستغلال الضيعة : أخذ غلّتها ، والغلّة : الدخل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٥ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٠٤ ( غلل ).

(٥). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي « ى » والمطبوع : « ثلاث ».

(٦). في « ى » : « ألف ».

(٧). في « بح » : - « في ».

(٨). في الوافي : + « له ».

(٩). في « بث » : « كان ».

(١٠). في « بر » : - « في حياتك ».

(١١).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٥ ، ح ٩٨٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٢ ، ح ٢٧٨١٢.

(١٢). في « بث ، بخ ، بس ، بف » وحاشية « بح ، جن » والوافي والوسائلوالفقيه ، ج ٢ : « لئلّا ».

٢٣١

مَوْتَهُ » وَتَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) (١) قَالَ : « الْأَسِيرُ عِيَالُ الرَّجُلِ ، يَنْبَغِي(٢) لِلرَّجُلِ(٣) إِذَا زِيدَ فِي النِّعْمَةِ أَنْ يَزِيدَ أُسَرَاءَهُ فِي السَّعَةِ عَلَيْهِمْ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ فُلَاناً أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ ، فَمَنَعَهَا أُسَرَاءَهُ ، وَجَعَلَهَا عِنْدَ فُلَانٍ ، فَذَهَبَ اللهُ بِهَا ». قَالَ مُعَمَّرٌ : وَكَانَ فُلَانٌ حَاضِراً.(٤)

٦٠٣٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ يَزِيدَ(٥) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلى(٦) ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ».(٧)

٦٠٤٠/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ :

__________________

(١). الإنسان (٧٦) : ٨.

(٢). في « بث ، بخ ، بر » والوافي : « فينبغي ».

(٣). في الوسائل : - « للرجل ».

(٤).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٢ ، ح ٥٨٦٧ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٤٤٢ ، المجلس ٦٨ ، ح ٣ ، بسند آخر عن موسى‌بن جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٩١٠ ، مرسلاً عن موسى‌بن جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر من قوله : « الأسير عيال الرجل » مع اختلاف يسير ؛الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ١٧٤٢ ، مرسلاً عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٦ ، ح ٩٨٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٠ ، ح ٢٧٨٠٥ ، إلى قوله : « أن يزيد اُسراءه في السعة عليهم ».

(٥). في « ى » : « أبي الربيع بن يزيد ».

(٦). « اليد العليا » : المتعفّفة ، أو المنفقة. والسفلى : السائلة. وقيل : العليا : المعطية. والسفلى : الآخذة. وقيل : السفلى : المانعة. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٩٤ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٨٦ ( علا ).

(٧).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الإيثار ، ذيل ح ٦٠٧١ ، بسند آخر.وفيه ، باب فضل المعروف ، ح ٦٠٩٥ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.المؤمن ، ص ٤٤ ، ذيل ح ١٠٢ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٥٧٦٣ ؛وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٩١ ، ضمن الحديث ؛والاختصاص ، ص ٣٤٢ ، ضمن الحديث ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية هكذا : « اليد العليا خير من اليد السفلى ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦ ، ح ١٦٨٨ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٣٨٠ ؛ ضمن الحديث عن الصادقعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٧ ، ح ٩٨٣١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٢ ، ح ٢٧٨١٣.

٢٣٢

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « صَاحِبُ النِّعْمَةِ يَجِبُ عَلَيْهِ التَّوْسِعَةُ(١) على(٢) عِيَالِهِ ».(٣)

٦٠٤١/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ بِشَهْوَةِ أَهْلِهِ(٤) ، وَالْمُنَافِقُ يَأْكُلُ أَهْلُهُ بِشَهْوَتِهِ ».(٥)

٦٠٤٢/ ٧. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٦) ، عَنْ عَلِيِّ(٧) بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام سُئِلَ : أَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يَقُوتُ عِيَالَهُ(٨) قُوتاً مَعْرُوفاً؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّ النَّفْسَ إِذَا عَرَفَتْ قُوتَهَا قَنِعَتْ بِهِ ، وَنَبَتَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ ».(٩)

٦٠٤٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَفى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُهُ(١٠) ».(١١)

٦٠٤٤/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي الْخَزْرَجِ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ(١٢) مَنْ أَلْقى‌

__________________

(١). في « بر » : « التوسّع ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « عن ».

(٣).تحف العقول ، ص ٤٤٢الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٧ ، ح ٩٨٣٢ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٠ ، ح ٢٧٨٠٧.

(٤). في « بح » وحاشية « جن » والوسائل : « عياله ».

(٥).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٧ ، ح ٩٨٣٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٢ ، ح ٢٧٨١٤.

(٦). السند معلّق على سند الحديث الخامس. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٧). في « جن » : - « عليّ ».

(٨). في « بث ، بخ ، بف » والوافي : « أهله ».

(٩).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٧ ، ح ٩٨٣٤.

(١٠). في « ظ ، بح »والفقيه : « يعول ».

(١١).الجعفريّات ، ص ١٦٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٨ ، ح ٣٦٢٩ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٧ ، ح ٩٨٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٢ ، ح ٢٧٨١٥.

(١٢). في الكافي ، ح ٨٣٦٢والتهذيب وتحف العقول : - « ملعون ».

٢٣٣

كَلَّهُ(١) عَلَى النَّاسِ ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ يَعُولُ(٢) ».(٣)

٦٠٤٥/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : « لَأَنْ أَدْخُلَ السُّوقَ وَمَعِي دَرَاهِمُ(٤) أَبْتَاعُ بِهِ(٥) لِعِيَالِي لَحْماً(٦) وَقَدْ قَرِمُوا(٧) ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ نَسَمَةً(٨) ».(٩)

٦٠٤٦/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١٠) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام إِذَا أَصْبَحَ ، خَرَجَ غَادِياً فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَيْنَ تَذْهَبُ؟ فَقَالَ : أَتَصَدَّقُ لِعِيَالِي(١١) ، قِيلَ‌

__________________

(١). « الكَلُّ » : الثقل من كلّ ما يتكلّف. والكلّ : العيال. وقال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : كَلَّهُ ، أي قوت نفسه أو عياله أو الأعمّ ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١١ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٨ ( كلل ).

(٢). في « بف » : « يعوله ».

(٣).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة ، ح ٨٣٦٢. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٩٠٢ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبدالله.تحف العقول ، ص ٣٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها إلى قوله : « ألقى كلّه على الناس ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ١٧٤١ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .وفيه ، ج ٣ ، ص ١٦٨ ، ح ٣٦٣٠ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ٥٥٥ ، ح ٤٩٠٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، وفي الأخيرين وردت هذه الفقرة : « معلون ملعون من ضيّع من يعول »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٨ ، ح ٩٨٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٣ ، ح ٢٧٨١٦.

(٤). في «بث،بخ،بر،بف» والوسائل : « درهم ».

(٥). في « بخ ، بر ، بس » : « بها ».

(٦). في « بح » والوسائل : « لحماً لعيالي ».

(٧). في « بح ، بر » وحاشية « ظ ، بف » والبحار : + « إليه ». والقَرَم - بالتحريك - : شدّة شهوة اللحم حتّى لا يصبر عليه ؛ يقال : قَرِمتُ إلى اللحم ، إذا اشتهيته ، وحكى بعضهم فيه : قَرِمته. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٠٩ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٤٩ ( قرم ).

(٨). « النسمة » : الإنسان ، والنفس ، والروح. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٤٠ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٩ (نسم ).

(٩).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٨ ، ح ٩٨٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٣ ، ح ٢٧٨١٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٦٦ ، ح ٣١.

(١٠). في « بخ ، بر ، بف » : - « بن إبراهيم ».

(١١). فيالوافي : « أتصدّق لعيالي ؛ يعني آخذ الصدقة من الله لهم وأتقبّلها لأجلهم ».

٢٣٤

لَهُ : أَتَتَصَدَّقُ؟ قَالَ : مَنْ طَلَبَ(١) الْحَلَالَ ، فَهُوَ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - صَدَقَةٌ عَلَيْهِ(٢) ».(٣)

٦٠٤٧/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْخُذُ بِأَدَبِ(٤) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِذَا وَسَّعَ(٥) عَلَيْهِ اتَّسَعَ ، وَإِذَا أَمْسَكَ عَلَيْهِ(٦) أَمْسَكَ ».(٧)

٦٠٤٨/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ الْقَيِّمَ عَلى عِيَالِهِ ».(٨)

٦٠٤٩/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٩) ، عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ قُوتِ عِيَالِهِ فِي الشِّتَاءِ ، وَيَزِيدَ فِي وَقُودِهِمْ(١٠) ».(١١)

__________________

(١). في « بر ، بف » والوافي : + « من ».

(٢). في « بح » : « عليه صدقة ».

(٣).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٨ ، ح ٩٨٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٦٧ ، ح ٢٢٠٠٤ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٦٧ ، ح ٣٢.

(٤). في « ظ ، بث ، بح » والوسائل : « بآداب ». وفي « ى » : « بإذن ».

(٥). في « ظ ، بث ، بح ، بس » والوسائلوتحف العقول : + « الله ».

(٦). في « بح » وحاشية « بث ، جن » والوسائلوتحف العقول : « عنه ».

(٧).تحف العقول ، ص ٥٢ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٩ ، ح ٩٨٣٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٠ ، ح ٢٧٨٠٨.

(٨).الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٨ ، ح ٣٦٢٨ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٩ ، ح ٩٨٤٠ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٣ ، ح ٢٧٨١٨.

(٩). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر ، جن » والوسائل. وفي « ظ ، بخ » والمطبوع والوافي : + « عن أبيه ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم تفصيل الكلام فيالكافي ، ذيل ح ٣٢٢٣ ، فلاحظ.

(١٠). « الوَقود » بالفتح : الحطب. وبالضمّ : الاتّقاد ، أي الاشتعال. وقيل : « الوقود » : ما توقَد به النار ، وكلّ ما اُوقدت به فهو وقود. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٣ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٦٥ - ٤٦٦ ( وقد ).

(١١).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٣٩ ، ح ٩٨٤١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤١ ، ح ٢٧٨٠٩.

٢٣٥

٥٥ - بَابُ مَنْ يَلْزَمُ(١) نَفَقَتُهُ‌

٦٠٥٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حَرِيزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَنِ(٢) الَّذِي أُجْبَرُ(٣) عَلَيْهِ وَتَلْزَمُنِي(٤) نَفَقَتُهُ؟

قَالَ(٥) : « الْوَالِدَانِ ، وَالْوَلَدُ ، وَالزَّوْجَةُ(٦) ».(٧)

٦٠٥١/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ(٨) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أُتِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - بِيَتِيمٍ ، فَقَالَ : خُذُوا بِنَفَقَتِهِ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنْهُ(٩) مِنَ الْعَشِيرَةِ كَمَا يَأْكُلُ مِيرَاثَهُ ».(١٠)

__________________

(١). في « بخ » : « تلزم ». وفي « جن » بالتاء والياء معاً.

(٢). في الوافي : + « ذا ».

(٣). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وحاشية « جن » والوافي والوسائل والفقيه والتهذيبوالاستبصار . وفي « جن» والمطبوع : « أحتنّ ».

(٤). في « ظ ، بث ، بر ، بس ، بف » والوافي والتهذيب : « ويلزمني ».

(٥). في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « فقال ».

(٦). فيالفقيه : + « والوارث الصغير ؛ يعني الأخ وابن الأخ وغيره ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ١٣٩ : « ذهب الأصحاب إلى انسحاب هذا الحكم للآباء وإن علوا ، والأولاد وإنّ نزلوا ، ومن حيث الدليل لا يخلو من نظر ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٩٣ ، ح ٨١٢ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٣ ، ح ١٤٤ ؛والخصال ، ص ٢٤٧ ، باب الأربعة ، ح ١٠٩ ، بسند آخر عن عبدالله بن المغيرة.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٠٥ ، ح ٣٤٢٤ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٤٣ ، ح ٩٨٤٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٢٥ ، ح ٢٧٧٦١.

(٨). في « بر » : - « بن إبراهيم ».

(٩). في « بح » والوافي والتهذيب والاستبصار : « إليه ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٩٣ ، ح ٨١٤ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٤٤ ، ح ١٤٧ ، بسندهما عن غياث ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٤٤ ، ح ٩٨٤٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٢٦ ، ح ٢٧٧٦٢.

٢٣٦

٦٠٥٢/ ٣. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(١) ، عَنْ(٢) عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَنْ يَلْزَمُ الرَّجُلَ مِنْ قَرَابَتِهِ(٤) مِمَّنْ يُنْفِقُ عَلَيْهِ؟

قَالَ : « الْوَالِدَانِ ، وَالْوَلَدُ ، وَالزَّوْجَةُ ».(٥)

٥٦ - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلى مَنْ لَاتَعْرِفُهُ(٦)

٦٠٥٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أُطْعِمُ سَائِلاً لَا أَعْرِفُهُ مُسْلِماً؟

فَقَالَ(٧) : « نَعَمْ ، أَعْطِ مَنْ لَاتَعْرِفُهُ بِوَلايَةٍ وَلَاعَدَاوَةٍ لِلْحَقِّ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً ) (٨) وَلَاتُطْعِمْ مَنْ نَصَبَ(٩) لِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْحَقِّ ، أَوْ دَعَا إِلى شَيْ‌ءٍ مِنَ‌

__________________

(١). ليس سهل بن زياد من مشايخ الكليني ، ولم يتقدّم في الباب ما يصلح أن يكون هذا السند معلّقاً عليه ، اللّهُمَّ إلّا أن يكون هذا النحو من ذكرالسند لوضوح طريق الكليني إلى سهل بن زياد وهو « عدّة من أصحابنا » في أكثر من الثمانين بالنسبة إلى المائة في أسناد سهل بن زياد.

(٢). فيالوسائل : « وعن ».

(٣). في « بخ ، بر ، بف » : « علا » بدل « العلاء بن رزين ».

(٤). في « بث » : « القرابة ».

(٥). راجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب تفضيل القرابة في الزكاة ، ح ٥٩٢٣ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٥٦ ، ح ١٤٩ و١٥٠ ؛ وص ١٠٠ ، ح ٢٨٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٣٣ ، ح ١٠٠الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٤٥ ، ح ٩٨٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٢٦ ، ح ٢٧٧٦٣.

(٦). في « بح » : « لا يعرف ». وفي « بخ » : « لا يعرفه ».

(٧). في « ظ ، بح » والوسائل والبحار وتفسير العيّاشي : « قال ».

(٨). البقرة (٢) : ٨٣.

(٩). « النَصْب » : المعاداة ، يقال : نَصَبَ فلان لفلان نَصْباً : إذا قصد له وعاداه وتجرّد له. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٦١ ( نصب ).

٢٣٧

الْبَاطِلِ ».(١)

٦٠٥٤/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ(٢) النَّوْفَلِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّائِلِ يَسْأَلُ(٣) ، وَلَايُدْرى مَا هُوَ؟

فَقَالَ(٤) : « أَعْطِ مَنْ وَقَعَتْ لَهُ الرَّحْمَةُ فِي قَلْبِكَ(٥) » وَقَالَ(٦) : « أَعْطِ(٧) دُونَ الدِّرْهَمِ ».

قُلْتُ(٨) : أَكْثَرُ مَا يُعْطى؟ قَالَ : « أَرْبَعَةُ دَوَانِيقَ(٩) ».(١٠)

٥٧ - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلى أَهْلِ الْبَوَادِي وَأَهْلِ(١١) السَّوَادِ‌

٦٠٥٥/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ أَوْ‌

__________________

(١).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٧ ، ح ٣٠٦ ، معلّقاً عن الكليني.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٤٨ ، ح ٦٤ ، عن حريز ، عن برير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٥ ، ح ٩٧٧٧ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٤ ، ح ١٢٣٦٣.

(٢). فيالتهذيب : + « عن ». ولكنّه لم يرد في بعض نسخه المعتبرة ، وهو الظاهر. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٢٤ ، الرقم ٥٨٥. (٣). في « بر » : « بليل ».

(٤). هكذا في « بح ، بر ، بف » والوافي والوسائل والفقيه والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٥). في « بح » والوسائل والتهذيب : « في قلبك له الرحمة ». وفي « بخ ، بر ، بف » والوافي والفقيه : « في قلبك الرحمة له ». (٦). في « بح » والوافي والوسائل : « فقال ».

(٧). في « بخ ، بر ، بف » : + « ما ». وفي الوافي : « أعطه ما ».

(٨). في التهذيب : « فقلت ».

(٩). « دَوانيق » : جمع دانق ، وهو - بكسر النون وفتحها - سدس الدرهم والدينار. وقال الفيّومي : « الدانق : معرّب وهو سدس درهم ، وهو عند اليونان حبّتا خَرنوب ؛ لأنّ الدرهم عندهم اثنتا عشرة حبّة خرنوب ، والدانق الإسلامي حبّتا خرنوب وثلثا حبّة خرنوب ؛ فإنّ الدرهم الإسلامي ستّ عشرة حبّة خرنوب ». راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٠٥ ؛المصباح المنير ، ص ٢٠١ ( دنق ).

(١٠).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٧ ، ح ٣٠٧ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ١٧٤٣ ، مرسلاً مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٦ ، ح ٩٧٧٨ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٤ ، ح ١٢٣٦٤.

(١١). في « بح » : - « أهل ».

٢٣٨

غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الصَّدَقَةِ عَلى أَهْلِ الْبَوَادِي وَالسَّوَادِ(١) ؟

فَقَالَ(٢) : « تَصَدَّقْ(٣) عَلَى الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ وَالزَّمْنى(٤) وَالضُّعَفَاءِ وَالشُّيُوخِ » وَكَانَ يَنْهى عَنْ أُولئِكَ الْجُمَّانِينَ(٥) ، يَعْنِي أَصْحَابَ الشُّعُورِ.(٦)

٦٠٥٦/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ مِنْهَالٍ الْقَصَّابِ ،

__________________

(١). في « بر » والوافي : - « والسواد ».

(٢). في « بث ، بخ ، بر » والوافي : « قال ».

(٣). في الوافي : « تصرف ».

(٤). هكذا في « بر ، بف » والوافي والوسائل. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الزمناء ». والزَّمانة : آفة في الحيوانات. وقيل : هو المرض الذي يدوم زماناً ، فهو زَمِينٌ ، والجمع : زَمْنى ؛ لأنّه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون ، فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول ، وتكسيره على هذا البناء نحو جريح وجرحى. وقال صدر المتألّهين : « هي آفة في الإنسان بل في الحيوان ، أو في عضو منه يمنعه عن الحركة ، كالفالج واللغوة والبرص وغيرها ». راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٩٩ ؛المصباح المنير ، ص ٢٥٦ ( زمن ) ؛شرح صدر المتألّهين ، ص ١٠٧.

(٥). في « بث ، بس ، جن » والوسائل : « المجانين ». وفي الوافي : « الجمّانيّين ». وقال الطريحيّ : « قيل : الجُمانين ، كأنّه فُعال من الجمن للنسبة إليها ؛ فإنّ فُعالاً قد يكون للنسبة ، كجبار ؛ لكثرة القردان فيهم » ، وظاهره تخفيف الميم ، وقرأه العلّامة الفيض : الجمّانيّين - بتشديد الميم وبالياءين مع شدّ اُولاهما - وقال : « الجُمّة : من شعر الرأس - بالضمّ والتشديد - ما سقط على المنكبين ، ويقال للرجل الطويل الجمّة : جُمّانيّ بالنون على غير قياس ، ولعلّهم يومئذٍ كانوا طائفة معروفة » ، وهذا ما تساعده اللغة أيضاً كما نقل عنها العلّامة المجلسي. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٩٠ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ؛مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٣٠ ( جمم ) ؛مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ١٤١.

(٦).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٧ ، ح ٩٧٨٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٥ ، ح ١٢٣٦٥.

(٧). في « بخ » : - « بن محمّد ».

ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن خالد كتاب عليّ بن الصلت ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٧٩ ، الرقم ٧٣٥ - ٧٣٧. والمراد من أحمد بن محمّد في أسناد الأحاديث ( ١ إلى ٣ ) هو أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فقد روى أحمد بن محمّد عن محمّد بن عليّ في سند الحديث ٣. ومحمّد بن عليّ هو محمّد بن عليّ أبو سمينة الكوفي الذي أخرجه أحمد بن محمّد بن عيسى عن قم ، وقد روى عنه أحمد بن محمّد بن خالد - بمختلف عناوينه - في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ - ٤٠٥ ؛ وص ٤١٤ - ٤١٥ ؛ وص ٦٤٢ - ٦٤٣.

٢٣٩

قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَعْطِ الْكَبِيرَ وَالْكَبِيرَةَ ، وَالصَّغِيرَ وَالصَّغِيرَةَ ، وَمَنْ وَقَعَتْ لَهُ فِي قَلْبِكَ رَحْمَةٌ(١) ، وَإِيَّاكَ وَكُلَّ(٢) » وَقَالَ بِيَدِهِ(٣) وَهَزَّهَا(٤) .(٥)

٦٠٥٧/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ أَهْلَ السَّوَادِ(٧) يَقْتَحِمُونَ عَلَيْنَا(٨) ، وَفِيهِمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارى وَالْمَجُوسُ ، فَنَتَصَدَّقُ(٩) عَلَيْهِمْ؟

فَقَالَ(١٠) : « نَعَمْ ».(١١)

٥٨ - بَابُ كَرَاهِيَةِ(١٢) رَدِّ السَّائِلِ‌

٦٠٥٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ النَّوْفَلِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ‌

__________________

(١). في « ظ ، بخ ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بث » والوافي : « رقّه ». وفي « ى » وحاشية « ظ » والوسائل : « رأفة ». وفي « بح » : - « رحمة ».

(٢). في هامش الطبعة الحجريّة : « المضاف إليه للكلّ محذوف مدلولاً إليه بإشارة اليد ، أي وقوله : قال بيده وهزّها ، أي أشار بيده وحرّكها ». (٣). في « بح » وحاشية « بث ، جن » : « بيدها ».

(٤). في « بث ، بح ، بخ » : « فهزّها ».

(٥).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٧ ، ح ٩٧٨٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٥ ، ح ١٢٣٦٦.

(٦). السند معلّق ، كسابقه.

(٧). في «بح» وحاشية «ظ،جن» والوسائل :«البوادي».

(٨). « يقتحمون علينا » أي يردون ويدخلون علينا. والاقتحام : هو الرمي بالنفس في أمر من غير رويّة وتثبّت. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ١٨ ؛لسان العرب ، ١٢ ، ص ٤٦٢ ( قحم ).

(٩). في « بث ، بح » : « فيتصدّق ». وفي « بخ ، جن » : « فتتصدّق ».

(١٠). في « بث ، بح ، بر ، بف » والوافي والوسائل : « قال ».

(١١).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٠٨ ، ح ٩٧٨٤ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٥ ، ح ١٢٣٦٧.

(١٢). في « بح » : « كراهة ».

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700