الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي8%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210451 / تحميل: 7065
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

وَ(١) الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَدْعُو بِهذَا الدُّعَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ : « اللّهُمَّ إِنِّي بِكَ(٢) وَمِنْكَ أَطْلُبُ حَاجَتِي ، وَمَنْ(٣) طَلَبَ حَاجَةً(٤) إِلَى(٥) النَّاسِ(٦) ، فَإِنِّي لَا أَطْلُبُ حَاجَتِي إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا(٧) شَرِيكَ لَكَ ، وَأَسْأَ لُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى(٨) أَهْلِ بَيْتِهِ(٩) ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِي(١٠) عَامِي هذَا إِلى بَيْتِكَ الْحَرَامِ سَبِيلاً ، حَجَّةً(١١) مَبْرُورَةً ، مُتَقَبَّلَةً زَاكِيَةً ، خَالِصَةً لَكَ ، تُقِرُّ(١٢) بِهَا عَيْنِي ، وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِي ، وَتَرْزُقُنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي ، وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي ، وَأَنْ أَكُفَّ بِهَا عَنْ جَمِيعِ مَحَارِمِكَ ، حَتّى لَايَكُونَ شَيْ‌ءٌ آثَرَ(١٣) عِنْدِي مِنْ طَاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ، وَالْعَمَلِ بِمَا(١٤) أَحْبَبْتَ(١٥) ، وَالتَّرْكِ لِمَا كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ ،

__________________

(١). في السند تحويل بعطف « الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان ، عن أبي بصير » على « عليّ ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرّار ، عن يونس ، عن إبراهيم ، عن محمّد بن مسلم ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل . وفي المطبوع : + « [ أتوسّل ] ».

(٣). هكذا في « ى ، بح ، بس ، بف ، جن »والوافي والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : « من » بدون الواو.

(٤). في « ظ ، بر ، بف ، بك »والوافي والوسائل والمقنعة : « حاجته ».

(٥). في « بس » : « من ».

(٦). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : إلى الناس ، لعلّه ضمّن الطلب بمعنى التوجّه فعدّي بإلى ».

(٧). في « بك » : « ولا ».

(٨). في «ظ،ى،بث،بح،بر،بك»والوسائل :- «على».

(٩). في « بس » وحاشية « بح »والمقنعة : « وآل محمّد » بدل « وعلى أهل بيته ».

(١٠). في « ى ، بخ ، بر ، بك ، جن » وحاشية « بح » : « من ».

(١١). في « بر ، بك » : « وحجّة ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : حجّة ، لعلّه منصوب بنزع الخافض ، أي لحجّة ، أو بكونه بدلاً عن قوله : سبيلاً ».

(١٢). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : تقرّ ، يمكن أن يقرأ على بناء الإفعال والمجرّد ».

(١٣). « آثر » أي أقدم وأفضل وأكرم ؛ من الأَثَر بمعنى التقديم والتفضيل والإكرام والاختيار. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٩٠ ( أثر ).

(١٤). في « بر ، بف ، بك »والوافي : « لما ».

(١٥). في « بخ ، بر ، بف ، بك » وحاشية « بث »والوافي : « تحبّ ».

٤٠١

وَاجْعَلْ ذلِكَ فِي يُسْرٍ وَيَسَارٍ(١) وَعَافِيَةٍ ، وَأَوْزِعْنِي(٢) شُكْرَ(٣) مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، وَأَسْأَ لُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفَاتِي قَتْلاً فِي سَبِيلِكَ ، تَحْتَ رَايَةِ(٤) نَبِيِّكَ(٥) مَعَ أَوْلِيَائِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْدَاءَكَ وَأَعْدَاءَ رَسُولِكَ ، وَأَسْأَ لُكَ أَنْ تُكْرِمَنِي(٦) بِهَوَانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلَاتُهِنِّي(٧) بِكَرَامَةِ أَحَدٍ مِنْ(٨) أَوْلِيَائِكَ(٩) ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(١٠) ، حَسْبِيَ اللهُ ، مَا(١١) شَاءَ اللهُ ».(١٢)

__________________

(١). فيالوافي : + « منك ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ويسار ، تأكيد لليسر ، أو هو ضدّ الإعسار والفقر ».

(٢). « أوزعني » أي ألهمني وأولعني ووفّقني. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨١ ؛المصباح المنير ، ص ٦٥٧ ( وزع ).

(٣). في معظم النسخوالوسائل والمقنعة : - « أوزعني شكر ». وفي « بظ » : « وأعنّي شكر ». وما أثبتناه مطابق للمطبوعوالوافي و « بت ، بث ، بذ » وحاشية « جت ، بى ».

(٤). في حاشية « جن » : + « محمّد ».

(٥). فيالوافي : « اُريد براية النبيّ رايته التي عند القائمعليه‌السلام ، أو عبّر عن راية القائم براية النبيّ ؛ لاتّحادهما في المعنى واشتراكهما في كونهما راية الحقّ ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : قتلاً في سبيلك ، فإن قلت : مع علمهعليه‌السلام بعدم وقوع ذلك كيف يطلبه؟ قلت : لا ينافي العلم بالوقوع واللاوقوع الدعاء ؛ فإنّها عبادة اُمروا به ، ولو كانوا مأمورين بالعمل بمقتضى هذا العلم ، لزم أن يسقط عنهم أكثر التكاليف الشرعيّة ، كالتقيّة والاحتراس من الأعداء وغير ذلك ، مع أنّه على القول بالبداء كان ذلك محتملاً ».

(٦). فيالوافي : « لعلّ المراد بقوله : تكرمني ولا تهينني ، أن يجعله محسوداً ولا يجعله حاسداً ». وفي مرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : أن تكرمني ، الإكرام والإهانة إمّا في الدنيا أو في الآخرة ، والأعمّ منهما أظهر ، أي تجعلني ضدّاً لأعدائك ، وتكرمني في الدنيا والآخرة بإهانتهم ، ولا تجعلني ضدّاً لأوليائك فيكون كرامتهم سبباً لإهانتي ».

(٧). فيالوافي : « ولا تهينني ».

(٨). في « بس » : + « خلقك و ».

(٩). في حاشية « بح » : « خلقك ».

(١٠). فيمرآة العقول : « إشارة إلى قوله تعالى( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) [ الفرقان (٢٥) : ٢٧ ] أي طريقاً إلى الهداية والحياة الأبدّية ، أو طريقاً واحداً وهو الطريق الحقّ. كذا ذكره المفسّرون ، ولايبعد أن يكون بمعنى « عند » كما صرّحوا بمجيئه بهذا المعنى ، فيكون المعنى : سبيلاً إلى الرسول وطاعته ، والله يعلم ».

(١١). في « بر ، بف ، بك »والوافي : « وما ».

(١٢).المقنعة ، ص ٣١٤ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ,الوافي ، ج ١١ ، ص ٤٠١ ، ح ١١٠٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٣٥١٩.

٤٠٢

٦٢٨٩/ ٨. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ(١) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ(٣) :

أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام كَانَ(٤) يَدْعُو بِهذَا الدُّعَاءِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ(٥) : « اللّهُمَّ إِنَّ هذَا شَهْرُ رَمَضَانَ(٦) ، وَهذَا شَهْرُ الصِّيَامِ(٧) ، وَهذَا شَهْرُ الْإِنَابَةِ ، وَهذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ ، وَهذَا شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ(٨) ، وَهذَا شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ ؛ اللّهُمَّ فَسَلِّمْهُ لِي ، وَتَسَلَّمْهُ مِنِّي ، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ بِأَفْضَلِ عَوْنِكَ ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِطَاعَتِكَ ، وَفَرِّغْنِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ وَدُعَائِكَ وَتِلَاوَةِ كِتَابِكَ ، وَأَعْظِمْ لِي فِيهِ الْبَرَكَةَ ، وَأَحْسِنْ لِي فِيهِ الْعَاقِبَةَ(٩) ، وَأَصِحَّ(١٠) لِي فِيهِ بَدَنِي ، وَأَوْسِعْ(١١) فِيهِ رِزْقِي ، وَاكْفِنِي فِيهِ مَا أَهَمَّنِي ، وَاسْتَجِبْ لِي(١٢) فِيهِ دُعَائِي ، وَبَلِّغْنِي فِيهِ رَجَائِي.

اللّهُمَّ(١٣) أَذْهِبْ عَنِّي فِيهِ(١٤) النُّعَاسَ وَالْكَسَلَ وَالسَّأْمَةَ(١٥) وَالْفَتْرَةَ وَالْقَسْوَةَ وَالْغَفْلَةَ‌

__________________

(١). هكذا في « جر ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن » والمطبوعوالوسائل : « الحسين».

وعليّ بن الحسن هو ابن فضّال ، كما تقدّم في ذيل ح ٤ من الباب.

(٢). في « بر » : « جعفر بن محمود ». وفي « بف ، جر » وحاشية « بث ، بف » : « جعفر بن أبي محمود ».

(٣). فيالوافي : « أصحابه ».

(٤). في « بر ، بك » : - « كان ».

(٥). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، بك » : - « في كلّ يوم من شهر رمضان ».

(٦). فيالفقيه والتهذيب : + « الذي أنزلت فيه القرآن ، هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان ».

(٧). في حاشية « بث » : « القيام ». وفيالتهذيب : + « وهذا شهر القيام ».

(٨). في « ى » : - « والرحمة ».

(٩). في « بث ، بر ، بس ، بك »والوافي والتهذيب : « العافية ».

(١٠). في « جن » وحاشية « بث » : « وأصلح ».

(١١). في « ظ »والتهذيب : + « لي ».

(١٢). في « بر ، بف ، بك »والوافي والفقيه والتهذيب : - « لي ».

(١٣). فيالتهذيب : + « صلّ على محمّد وآل محمّد و ».

(١٤). في « ظ ، ى ، بث ، بح » : « فيه عنّي ».

(١٥). « السأمة » : الملل والضجر.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ( سأم ).

٤٠٣

وَالْغِرَّةَ(١) ، اللّهُمَّ جَنِّبْنِي(٢) فِيهِ(٣) الْعِلَلَ وَالْأَسْقَامَ(٤) ، وَالْهُمُومَ(٥) وَالْأَحْزَانَ ، وَالْأَعْرَاضَ(٦) وَالْأَمْرَاضَ(٧) ، وَالْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي فِيهِ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ، وَالْجَهْدَ(٨) وَالْبَلَاءَ ، وَالتَّعَبَ وَالْعَنَاءَ(٩) ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.

اللّهُمَّ(١٠) أَعِذْنِي فِيهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَهَمْزِهِ(١١) وَلَمْزِهِ(١٢) ، وَنَفْثِهِ(١٣) وَنَفْخِهِ(١٤) ، وَ وَسْوَاسِهِ(١٥) وَكَيْدِهِ ، وَمَكْرِهِ وَحِيَلِهِ(١٦) ، وَأَمَانِيِّهِ(١٧) وَخُدَعِهِ ، وَغُرُورِهِ(١٨) وَفِتْنَتِهِ ،

__________________

(١). « الغِرَّة » : الغفلة. وقال العلّامة المجلسي : « أو الاغترار بالعمل ، أو بالدنيا ، أو الانخداع من الشيطان ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥٥ ( غرر ) ؛مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٢٦.

(٢). فيالتهذيب : « وجنّبني » بدل « اللّهمّ جنبّني ».

(٣). في « ى » : - « فيه ».

(٤). في « ظ ، ى » وحاشية « بث » : « والأشغال ».

(٥). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « والاشتغال والغموم ».

(٦). في « بخ ، بس » : « والأغراض ».

(٧). في « بك » : - « والأمراض ».

(٨). « الجهد » بالضمّ : الوسع والطاقة. وبالفتح : المشقّة. وقيل : المبالغة والغاية. وقيل : هما لغتان في الوسع والطاقة ، فأمّا في المشقّة والغاية فالفتح لاغير. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٠ ( جهد ).

(٩). « العَناء » : التعب والمشقّة. وقيل : العَناء : الحبس في شدّة وذلّ. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٠ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠٣ ( عنا ). (١٠). فيالتهذيب : + « صلّ على محمّد وآل محمّد و ».

(١١). الهَمْز : النَخْس والغمز ، وكلّ شي‌ء دفعته فقد همزته. والهمز أيضاً : الغيبة والوقيعة في الناس وذكر عيوبهم. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ ؛لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٤٢٦ ( همز ).

(١٢). في « بك » : - « ولمزه ». واللَّمْزُ : العيب والوقوع في الناس. وقيل : هو العيب في الوجه. والهمز : العيب في الغيب. وأصله الإشارة بالعين ونحوها. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٩٥ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٦٩ ( لمز ).

(١٣). النفث : هو شبيه بالنفخ ، وهو أقلّ من التفل ؛ لأنّه لا يكون إلّاو معه شي‌ء من الريق. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٩٥ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٨ ( نفث ). (١٤). في « ى ، بث » : « ونفحه ».

(١٥). في حاشية « بث » : « و وسوسته ». وفيالتهذيب : « ووسوسته وتثبيطه » بدل « ووسواسه ».

(١٦). في « بخ ، بف » : « وحبله ». وفيالتهذيب وهامش المطبوع عن بعض النسخ : « في هامش المطبوع - : وحبائله ».

(١٧). الأمانيّ : الأكاذيب ، ويقال للأحاديث التي تُتمنّى ، أي تختلق ولا أصل لها. واحدتها : اُمنيّة ، وهي من التمنّي بمعنى الاختلاق والكذب. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٧ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٩٥ ( منا ).

(١٨). في « بر ، بف ، بك » : + « وشروره ».

٤٠٤

وَرَجْلِهِ(١) وَشَرَكِهِ(٢) ، وَأَعْوَانِهِ وَأَتْبَاعِهِ ، وَأَخْدَانِهِ(٣) وَأَشْيَاعِهِ ، وَأَوْلِيَائِهِ وَشُرَكَائِهِ ، وَجَمِيعِ كَيْدِهِمْ.

اللّهُمَّ(٤) ارْزُقْنِي فِيهِ تَمَامَ صِيَامِهِ ، وَبُلُوغَ الْأَمَلِ(٥) فِي(٦) قِيَامِهِ ، وَاسْتِكْمَالَ مَا يُرْضِيكَ(٧) فِيهِ صَبْراً وَإِيمَاناً وَيَقِيناً وَاحْتِسَاباً(٨) ، ثُمَّ تَقَبَّلْ ذلِكَ مِنَّا(٩) بِالْأَضْعَافِ الْكَثِيرَةِ وَالْأَجْرِ الْعَظِيمِ.

اللّهُمَّ(١٠) ارْزُقْنِي(١١) فِيهِ الْجِدَّ وَ(١٢) الِاجْتِهَادَ ، وَالْقُوَّةَ وَالنَّشَاطَ ، وَالْإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ(١٣) ، وَالرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ(١٤) ، وَالْجَزَعَ(١٥) وَالرِّقَّةَ(١٦) ، وَصِدْقَ اللِّسَانِ ، وَالْوَجَلَ مِنْكَ ، وَالرَّجَاءَ‌

__________________

(١). الرَّجْل : جمع الراجل ، وهو خلاف الفارس. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٧٠٥ ( رجل ).

(٢). الشَّرَكُ : حبالة الصائد ، وكذلك ما ينصب للطير. واحدتها : شَرَكة ، وجمعها : شُرُك. وهي قليلة نادرة. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٩٥ ( شرك ).

(٣). في « بث ، بخ » : « وأحداثه ». وفي حاشية « ظ »والوسائل : « وإخوانه ». وفي حاشية « بث » : « وأحزابه ». والأخدان : جمع الخِدْن ، وهو الصديق. وقيل : هو الصديق في السرّ. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٧ ؛المصباح المنير ، ص ١٦٥ ( خدن ).

(٤). فيالتهذيب : + « صلّ على محمّد وآل محمّد و ».

(٥). في « بس » وحاشية « بث » : « الأجل ».

(٦). في « بث » : « فيه و » بدل « في ».

(٧). في « بخ » وحاشية « ظ »والتهذيب : + « عنّي ».

(٨). في « بر ، بك » : « وإحساناً ». وقوله : « احتساباً » ، أي طلباً لوجه الله وثوابه ، من الحسب ، كالاعتداد من العدّ ، ويقال لمن ينوي بعمله وجه الله : احتسبه ؛ لأنّ له حينئذٍ أن يعتدّ عمله ، فجُعل في حال مباشرة الفعل كأنّه معتدّ به. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ؛المصباح المنير ، ص ١٣٥ ( حسب ).

(٩). في « بث ، بح ، بخ ، بس »والتهذيب :«منّي».

(١٠). فيالتهذيب : +«صلّ على محمّد وآل محمّد و ».

(١١). في « ظ ، ى » : « ارزقنا ».

(١٢). فيالتهذيب :«الحجّ والعمرة»بدل « فيه الجدّ و ».

(١٣). فيالتهذيب : + « والقربة والخير المقبول ».

(١٤). في « جن » : - « والرهبة ».

(١٥). فيالوافي : + « والخشوع ». وفيه : « الجزع إلى الله محمود كالطمع والرغبة والرهبة والخشوع ، والكلّ إلى غيره مذموم ».

(١٦). فيالتهذيب : « والتضرّع والخشوع والرقّة والنيّة الصادقة » بدل « والجزع والرقّة ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وما يرضيك ، إلى قوله : والرقّة ، ليس في بعض النسخ ، بل فيه هكذا : ومرفوع السعي ومقبول العمل ، إلى آخره ».

٤٠٥

لَكَ ، وَالتَّوَكُّلَ عَلَيْكَ ، وَالثِّقَةَ بِكَ ، وَالْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ بِصَالِحِ الْقَوْلِ(١) ، وَمَقْبُولِ السَّعْيِ ، وَمَرْفُوعِ الْعَمَلِ(٢) ، وَمُسْتَجَابِ الدُّعَاءِ(٣) ، وَلَاتَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ شَيْ‌ءٍ مِنْ ذلِكَ بِعَرَضٍ وَلَا(٤) مَرَضٍ ، وَلَاهَمٍّ(٥) وَلَاغَمٍّ(٦) ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ».(٧)

٦٢٩٠/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « إِذَا رَأَيْتَ الْهِلَالَ فَلَا تَبْرَحْ(٨) ، وَقُلِ : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هذَا الشَّهْرِ وَفَتْحَهُ(٩) وَنُورَهُ وَنَصْرَهُ وَبَرَكَتَهُ وَطَهُورَهُ(١٠) وَرِزْقَهُ ، وَأَسْأَلُكَ(١١)

__________________

(١). في « بخ ، بر ، بك »والفقيه والتهذيب : « مع صالح القول ». وفيالوافي : « بصالح القول ، أي مع صالح القول ، كمايأتي في الدعاء الكبير وكما يوجد في نسخالفقيه هنا ». وفيمرآة العقول : « بصالح القول ، أي مع صالح القول ، كما فيالتهذيب ».

(٢). في « بف »والفقيه : + « وما يرضيك فيه ، وأعطني صبراً واحتساباً وإيماناً ويقيناً ، ثمّ تقبّل ذلك منّي‌بالأضعاف الكثيرة والأجر العظيم. اللّهمّ ارزقني فيه الجدّ والاجتهاد والقوّة والنشاط والإنابة والتوبة والرغبة والرهبة والخشوع والرقّة ومرفوع العمل ».

(٣). في « بخ ، بر » وحاشية « بث »والتهذيب : « الدعوة ».

(٤). في « ى » : « أو » بدل « ولا ».

(٥). في « بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك »والوافي : - « ولا همّ ».

(٦). في « ظ ، ى ، بث ، جن »والوسائل : - « ولا همّ ولا غمّ ». وفيالفقيه : - « ولا غمّ ».

(٧).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ١٨٤٩ ، مرسلاً عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام .التهذيب ، ج ٣ ، ص ١١١ ، ذيل ح ٢٦٦ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٠٣ ، ح ١١٠٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٣٥٢٠.

(٨). في « بف » وحاشية « بر » : « فلا تعرج ». وقولهعليه‌السلام : « فلا تبرح » أي لا تزل عن مكانك والزمه ولا تتحرّك ، من‌قولهم : برح مكانه ، أي زال عنه وصار في البَراح ، وهو المتّسع من الأرض لا زرع فيه ولا شجر. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ؛المصباح المنير ، ص ٤٢ ( برح ).

(٩). فيالتهذيب : - « وفتحه ».

(١٠). في « بر ، بف ، بك » : « وطهره ». وفي « بس » وحاشية « بث » : « وظهوره ».

(١١). في « ظ ، بس » : « أسألك » بدون الواو.

٤٠٦

خَيْرَ مَا فِيهِ ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ ، اللّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ ، وَالْبَرَكَةِ وَالتَّوْفِيقِ(١) لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضى ».(٢)

٦ - بَابُ الْأَهِلَّةِ وَالشَّهَادَةِ عَلَيْهَا‌

٦٢٩١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : إِنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَهِلَّةِ(٤) ؟

فَقَالَ : « هِيَ أَهِلَّةُ الشُّهُورِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْهِلَالَ فَصُمْ ، وَإِذَا(٥) رَأَيْتَهُ فَأَفْطِرْ ».(٦)

__________________

(١). في الوافي والفقيه والتهذيب : + « والتقوى ».

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٧ ، ح ٥٦٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠٠ ، ح ١٨٤٥ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٩٤ ، ح ١١٠٨١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٢٣ ، ح ١٣٥١٤.

(٣). فيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٦١ : « عبدالله بن عليّ الحلبي » ، لكن في بعض نسخه المعتبرة : « عبيد الله بن عليّ الحلبي » ، وهو الصواب. وفيالمقنعة أيضاً : « عبيد الله بن عليّ الحلبي ».

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٢٨ : « لعلّه سئل عن تفسير الأهلّة المذكورة في قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ) [ البقره (٢) : ١٨٩ ] فالمراد أنّه لمّا أجاب الله تعالى بأنّها مواقيت للناس ، فإذا رأيت الهلال فصم ، فيصحّ التفريع ، وذكر الرؤية إمّا على المثال ، أو اُريد بها العلم ، والله يعلم ».

(٥). في « ى » : « فإذا ».

(٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٦١ ، صدر ح ٤٥٥ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان. وفيالتهذيب ، ص ١٥٦ ، صدر ح ٤٣٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، صدر ح ٢٠٤ ، بسندهما عن الحلبيّ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥٥ ، صدر ح ٤٣٠ ؛ وص ١٦٣ ، صدر ح ٤٥٩ و٤٦٠ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، صدر ح ٢٠٠ ، بسند آخر. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٦٤ ، ح ٤٦٥ ، بسند آخر ، من قوله : « فإذا رأيت الهلال فصم ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٥ ، صدر ح ٢٠٨ ، عن زيد بن اُسامة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .المقنعة ، ص ٢٩٦ ، مرسلاً عن حمّاد بن عثمانالوافي ، ج ١١ ، ص ١١٧ ، ح ١٠٥١٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٣٣٣٩.

٤٠٧

٦٢٩٢/ ٢. حَمَّادٌ(١) ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام يَقُولُ : لَا أُجِيزُ فِي(٢) الْهِلَالِ إِلَّا شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ عَدْلَيْنِ ».(٣)

٦٢٩٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

لَا تَجُوزُ(٤) شَهَادَةُ النِّسَاءِ فِي(٥) الْهِلَالِ.(٦)

٦٢٩٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : لَاتَجُوزُ(٧)

__________________

(١). السند معلّق على سابقه ، وينسحب إليه الطريقان المتقدّمان إلى حمّاد بن عثمان.

(٢). في الوافي والفقيه والتهذيب ، ص ١٨٠ : + « رؤية ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٠ ، ح ٤٩٩ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبيدالله بن عليّ الحلبي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ١٩١٢ ، معلّقاً عن الحلبي. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٣١٦ ، ح ٩٦٢ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .المقنعة ، ص ٢٩٨ ، مرسلاً عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبيالوافي ، ج ١١ ، ص ١٢٥ ، ح ١٠٥٣١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٣٤٣٠.

(٤). في « ى ، بث ، بح ، بس » : « لا يجوز ».

(٥). في الكافي ، ح ١٤٥٣٣والتهذيب ، ص ٢٦٤ ، ح ٧٠٢والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٣ : + « رؤية ».

(٦).الكافي ، كتاب الشهادات ، باب ما يجوز من شهادة النساء وما لايجوز ، صدر ح ١٤٥٣١ ، بسنده عن محمّد بن مسلم. وفيالكافي ، نفس الباب ، صدر ح ١٤٥٣٣ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٦٤ ، صدر ح ٧٠٢ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٣ ، صدر ح ٧٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ، صدر ح ٧٢٥ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٣٠ ، صدر ح ٩٧ ، بسندهما عن العلاء ، عن أحدهماعليهما‌السلام .الخصال ، ص ٥٨٦ ، أبواب السبعين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٢ ، بسند آخر عن الباقرعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٦٢ ؛الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٧ ، المجلس ٩٣ ، ضمن وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ١٢٦ ، ح ١٠٥٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٣٤٣١.

(٧). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس » : « ولا يجوز ». وفيالوسائل : « لا يجوز ».

٤٠٨

شَهَادَةُ النِّسَاءِ فِي(١) الْهِلَالِ ، وَلَاتَجُوزُ(٢) إِلَّا شَهَادَةُ رَجُلَيْنِ عَدْلَيْنِ ».(٣)

٦٢٩٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنِ الْفَضْلِ(٤) بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَيْسَ عَلى أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلَّا الرُّؤْيَةُ(٥) ، لَيْسَ(٦) عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِلَّا الرُّؤْيَةُ(٧) ».(٨)

٦٢٩٦/ ٦. أَحْمَدُ(٩) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ(١٠) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:

__________________

(١). فيالوافي : + « رؤية ».

(٢). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس » : « ولا يجوز ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٠ ، ح ٤٩٨ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبيدالله بن عليّ الحلبي ، عن أبي عبدالله ، عن عليّعليهما‌السلام .وفيه ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٢٤ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٣٠ ، ح ٩٦ ، بسندهما عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ١٩١٤ ، مرسلاً عن عليّعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ١٢٦ ، ح ١٠٥٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٣٤٣٢.

(٤). في « بث ، بخ ، جر » وحاشية « بف » : « الفضيل ». وابن عثمان هذا ، هو الفضيل بن عثمان المراديّ الأعور ، ويقال له : الفضل أيضاً. راجع :رجال الطوسي ، ص ٢٦٨ ، الرقم ٣٨٥٤ ؛ وص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٧٧.

(٥). في «ى » : - « ليس على أهل القبلة إلّا الرؤية ».

(٦). في « بس »والفقيه : « وليس ».

(٧). في هامشالوافي : « قال السلطان : لعلّ الحصر إضافيّ بالنسبة إلى الجدول والحساب وأمثالها ، لا حقيقيّ ؛ فإنّ الهلال يثبت بعدلين ، ويمكن تصحيح كون الحصر حقيقيّاً بأن يكون المراد الحصر فيما ينتهي إلى الرؤية ، وشهادة العدلين إنّما تعتبر إذا استند إلى الرؤية ، لا إلى الجدول ومثله ، ويحتمل أنّ المراد بالحصر أنّ الرؤية تكفي ولا يتوقّف على الثبوت عند الحاكم على ما زعم بعض العامّة ، فحينئذٍ لا يكون المراد أنّه لا يثبت بشي‌ء آخر ، فتأمّل ».

(٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥٨ ، ح ٤٤٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ح ٢٠٩ ، بسندهما عن سيف بن عميرة ، عن الفضيل بن عثمان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، ح ١٩٠٩ ، معلّقاً عن الفضل بن عثمان.المقنعة ، ص ٢٩٧ ، مرسلاً عن سيف بن عميرةالوافي ، ج ١١ ، ص ١١٨ ، ح ١٠٥١٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٥٥ ، ذيل ح ١٣٣٥٠.

(٩). السند معلّق عي سابقه. ويروي عن أحمد ، عدّة من أصحابنا.

(١٠). هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، جر ». وفي « ى ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : « الخزّاز ».

٤٠٩

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ(١) فَأَفْطِرُوا ، وَلَيْسَ بِالرَّأْيِ وَلَابِالتَّظَنِّي(٢) ، وَلَيْسَ الرُّؤْيَةَ أَنْ يَقُومَ عَشَرَةُ نَفَرٍ(٣) ، فَيَقُولَ وَاحِدٌ : هُوَ ذَا ، وَيَنْظُرُ(٤) تِسْعَةٌ ، فَلَا يَرَوْنَهُ(٥) ، لكِنْ(٦) إِذَا رَآهُ وَاحِدٌ(٧) ، رَآهُ(٨) أَلْفٌ ».(٩)

٦٢٩٧/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١٠) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ(١١) الصَّلْتِ الْخَزَّازِ(١٢) :

__________________

= والصواب هو الخرّاز ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٧٥.

(١). في « بر ، بف ، بك »والوافي : « رأيتم الهلال ».

(٢). فيالتهذيب ، ح ٤٣٣والاستبصار : + « لكن بالرؤية ». و « التظنّي » : التحرّي. وقيل : هو إعمال الظنّ ، وأصله‌من التظنّن اُبدل من إحدى النونات ياء. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١١٨ ؛الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٦٠ ( ظنن ).

(٣). في « بح » : - « نفر ». وفيالوافي : + « فينظروا ».

(٤). في « ى ، بس ، جن » وحاشية « بث » : « ويبصر ».

(٥). في « بث ، بر ، بف »والوافي : « ولا يرونه ».

(٦). في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي والفقيه : « ولكن ».

(٧). في « ى » : « أحد ».

(٨). فيالتهذيب ،ح ٤٣٣والاستبصار : +«عشرة و».

(٩).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥٦ ، ح ٤٣٣ ، بسنده عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم ؛الاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ٢٠٣ ، بسنده عن أيّوب وحمّاد ، عن محمّد بن مسلم ، وفيهما مع زيادة في آخره.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، ح ١٩٠٨ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلم. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٦٠ ، ح ٤٥١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.المقنعة ، ص ٢٩٦ ، مرسلاً عن ابن أبي عمير ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٧ ، المجلس ٩٣ ، ضمن وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، مع اختلاف ، وفي الأخيرين إلى قوله : « ليس بالرأي ولابالتظنّي »الوافي ، ج ١١ ، ص ١١٧ ، ح ١٠٥١٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٥٢ ، ذيل ح ١٣٣٤٠ ؛ وص ٢٨٩ ، ذيل ح ١٣٤٤٠.

(١٠). هكذا في « بر ، بف ، جر ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف » والمطبوعوالوسائل : « ومحمّد بن خالد ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد البرقي بعض كتب سعد بن سعد ، وتوسّط محمّد بن خالد [ البرقي ] بين أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] وسعد بن سعد في بعض الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٩ ، الرقم ٤٧٠ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ و٣٦٨.

ويؤكِّد ذلك عدم ثبوت رواية محمّد بن يحيى ، شيخ الكليني ، عن محمّد بن خالد - وهو البرقي - في موضع.

(١١). في « بخ ، بر ، بف ، جر » : « بن ».

(١٢). في « بح » : « الخرّاز ».

٤١٠

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا غَابَ الْهِلَالُ قَبْلَ الشَّفَقِ ، فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ(١) ، وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ ، فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ(٢) ».(٣)

٦٢٩٨/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ يَعْلى(٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ يَرْفَعُهُ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « إِذَا صَحَّ هِلَالُ شَهْرِ(٧) رَجَبٍ ، فَعُدَّ تِسْعَةً وَخَمْسِينَ يَوْماً ، وَصُمْ(٨) يَوْمَ السِّتِّينَ(٩) ».(١٠)

٦٢٩٩/ ٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرٍ(١١) وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صُهْبَانَ ، عَنْ حَفْصٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ظ ، بح » : « لليلة ».

(٢). في « بث ، بخ ، بر ، بف » : + « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إسماعيل بن الحرّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : إذا غاب الهلال قبل الشفق فهو لليلته ، وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين ». وهذه الزيادة في هذه النسخ تكرار لحديث ١٢ في هذا الباب.

(٣).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠٨الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٤ ، ح ١٠٥٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٢ ، ذيل ح ١٣٤٢٠.

(٤). هكذا في « بح ، بخ ، بر ، بف ، جر ، جن »والوسائل والتهذيب . وفي « ظ ، بث ، جن » والمطبوع : « حمزة أبي‌يعلى ». وفي « ى » : « حمزة ، عن أبي يعلى ». وفي « بس » : « حمزة بن أبي يعلى ».

وحمزة بن يعلى هو أبو يعلى الأشعريّ القمّي. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٤١ ، الرقم ٣٦٦.

(٥). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جر » والوسائل والتهذيب والاستبصار. وفي « بر ، جن » والمطبوع : « رفعه ».

(٦). هكذا في النسخ والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار. وفي المطبوع : - « قال ».

(٧). في « بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والفقيه والتهذيب والاستبصار وفضائل الأشهر الثلاثة : - « شهر ».

(٨). في « ى » : « فصم ».

(٩). في التهذيب والاستبصار وفضائل الأشهر الثلاثة : « ستّين ».

(١٠).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٠ ، ح ٥٠٠ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٧ ، ح ٢٣٢ ، معلّقاً عن الكليني.فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٩٤ ، ح ٧٥ ، بسنده عن حمزة بن يعلى ، عن محمّد بن الحسين بن أبي خالد ، رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ، ح ١٩١٨ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٣ ، ح ١٠٥٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٣٤٦٣.

(١١). في « جر »والوافي : « أحمد ، عن محمّد بن بكر ». وفي الوسائل والتهذيب والاستبصار : « أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن بكر ».

٤١١

عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ(١) وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « عُدَّ شَعْبَانَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، فَإِنْ(٢) كَانَتْ مُتَغَيِّمَةً ، فَأَصْبِحْ صَائِماً(٣) ، فَإِنْ(٤) كَانَتْ(٥) صَاحِيَةً(٦) ، وَتَبَصَّرْتَهُ وَلَمْ تَرَ شَيْئاً ، فَأَصْبِحْ مُفْطِراً ».(٧)

٦٣٠٠/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ(٨) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ قَبْلَ الزَّوَالِ ، فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ(٩) الْمَاضِيَةِ(١٠) ،

__________________

(١). في « جر » : « حفص بن عمر بن سالم ». وفي التهذيب والاستبصار والوافي والوسائل : « حفص عن عمر بن سالم ».

هذا ، ولم يظهر لنا ما هو الصواب في العنوانين : « بكر » أو « محمّد بن بكر » و « حفص عن عمرو بن سالم » أو « حفص بن عمر بن سالم ». لكن الظاهر بملاحظة ما ورد فيالكافي ، ح ٦٣١٣ ، من رواية عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن أبي الصهبان ، وقوع التعليق في سندنا هذا ، فيروي عن أحمد [ بن محمّد ] ، عدّة من أصحابنا.

(٢). في « جن » : « وإن ».

(٣). فيالوافي : « فأصبح صائماً ؛ يعني بنيّة شعبان ؛ لأنّه يوم الشكّ الذي صائمه موفّق له ، بخلاف ما إذا كانت‌صاحية ؛ فإنّه لا شكّ فيه ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فأصبح صائماً ، أي على الفضل والاستحباب ».

(٤). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « وإن ».

(٥). فيالوسائل : « كان ».

(٦). في « جن » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « مصحية ». ويحتمل ذلك من « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ». والصَّحْو : ذهاب الغيم ، قاله الجوهري. وقيل : العامّة تظنّ أنّ الصحو لا يكون إلّاذهاب الغيم وليس كذلك ، وإنّما الصحو تفرّق الغيم مع ذهاب البرد. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٩٩ ؛المصباح المنير ، ص ٣٣٤ ( صحا ).

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٠ ، ح ٥٠١ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٧ ، ح ٢٣٣ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥٩ ، ح ٤٤٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١١ ، ص ١١٤ ، ح ١٠٥١٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٣٤٦٤.

(٨). في « جر » والوسائل والتهذيب والاستبصار : + « بن عثمان ».

(٩). في « ظ ، بح ، جن » والوسائل والتهذيب والاستبصار ، ص ٧٣ : « لليلة ».

(١٠). فيمرآة العقول : « اختلف الأصحاب في الرؤية قبل الزوال ، والمشهور أنّها للّيلة المستقبلة. ونقل عن السيّدرحمه‌الله القول بأنّها للّيلة الماضية. وقال فيالمختلف : الأقرب اعتبار ذلك في الصوم دون الفطر ». وللمزيد =

٤١٢

وَإِذَا رَأَوْهُ(١) بَعْدَ الزَّوَالِ ، فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ(٢) الْمُسْتَقْبَلَةِ ».(٣)

٦٣٠١/ ١١. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَازِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا تَطَوَّقَ الْهِلَالُ(٤) ، فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ ؛ وَإِذَا(٥) رَأَيْتَ ظِلَّ رَأْسِكَ(٦) فِيهِ(٧) ، فَهُوَ لِثَلَاثِ لَيَالٍ ».(٨)

٦٣٠٢/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحُرِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا غَابَ الْهِلَالُ قَبْلَ الشَّفَقِ ، فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ(٩) ؛ وَإِذَا(١٠) غَابَ‌

__________________

= راجع :الناصريّات ، ص ٢٩١ ، المسألة ١٢٦ ؛مختلف الشيعة ، ج ١٣ ، ص ٤٩٣ - ٤٩٤ ؛مدارك الأحكام ، ج ٦ ، ص ١٧٩ - ١٨٠.

(١). في « بر ، بف » : « رأوا ».

(٢). في « ظ ، بث ، بح ، بف ، جن »والوسائل والتهذيب والاستبصار ص ٧٣ : « لليلة ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ، ح ٤٨٨ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٣ ، ح ٢٢٥ ، معلّقاً ، عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ، ح ٤٨٩ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ٢٢٦ ، بسند آخر.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦٩ ، ذيل ح ٢٠٣٨ ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلافالوافي ، ج ١١ ، ص ١٤٧ ، ح ١٠٥٨١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٠ ، ذيل ح ١٣٤١٥.

(٤). فيالوافي : « هذه الأخبار حملها فيالتهذيب ين على ما إذا كانت السماء متغيّمة ، ويكون فيها علّة مانعة من‌الرؤية ، فيعتبر حينئذٍ في الليلة المستقبلة الغيبوبة والتطوّق ورؤية الظلّ ونحوها ، دون أن تكون مصحية ، كما أنّ الشاهدين من خارج البلد إنّما يعتبر مع العلّة دون الصحو ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : إذا تطوّق الهلال ، إلخ ، نقل الإجماع على عدم اعتبار ذلك ، إلّا أنّ الشيخ في كتابي الأخبار حملها على ما إذا كان في السماء علّة من غيم ». (٥). في « بخ » وفقه الرضا : « فإذا ».

(٦). فيالوافي : « نفسك ».

(٧). في « ظ ، بح ، بس ، جن » : - « فيه ».

(٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧٨ ، ح ٤٩٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ح ٢٢٩ ، بسندهما عن يعقوب بن يزيد.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ١٩١٦ ، معلّقاً عن محمّد بن مرازم.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠٨ ، من قوله : « وإذا رأيت ظلّ رأسك »الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٥ ، ح ١٠٥٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨١ ، ذيل ح ١٣٤١٩.

(٩). في « ظ ، بس » والوافي والفقيه والاستبصار : « لليلة ». وفي « ى » : « لليلتين ».

(١٠). في « ظ » : « وإن ».

٤١٣

بَعْدَ الشَّفَقِ ، فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ(١) ».(٢)

٧ - بَابٌ نَادِرٌ(٣)

٦٣٠٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « شَهْرُ رَمَضَانَ ثَلَاثُونَ يَوْماً(٤) لَايَنْقُصُ أَبَداً ».

* وَعَنْهُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ مِثْلُهُ.(٥)

٦٣٠٤/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - خَلَقَ الدُّنْيَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اخْتَزَلَهَا(٦) عَنْ(٧) أَيَّامِ السَّنَةِ ، وَالسَّنَةُ(٨) ثَلَاثُمِائَةٍ‌.............................

__________________

(١). في « ى » : - « وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين ».

(٢).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ، ح ١٩١٧ ، معلّقاً عن حمّاد بن عيسى. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧٨ ، ح ٤٩٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٥ ، ح ٢٢٨ ، بسندهما عن حمّاد بن عيسىالوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٤ ، ح ١٠٥٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٢ ، ح ١٣٤٢٠. (٣). في « بف » : « باب تماميّة شهر رمضان ».

(٤). في « ى » : - « يوماً ».

(٥).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦٩ ، ح ٢٠٤٠ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ٤٧٩ ؛ وص ١٧٠ ، ذيل ح ٤٨٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٢١٣ ؛ وص ٦٧ ، ذيل ح ٢١٥ ، وفي كلّها معلّقاً عن محمّد بن سنان.الخصال ، ص ٥٣٠ ، أبواب الثلاثين ومافوقه ، ح ٥ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. راجع :التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧١ ، ح ٤٨٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ٢١٧ ؛والخصال ، ص ٥٣٠ ، أبواب الثلاثين ومافوقه ، ح ٨الوافي ، ج ١١ ، ص ١٣٩ ، ح ١٠٥٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٦٩ ، ذيل ح ١٣٣٩٤.

(٦). الاختزال : الاقتطاع والانفراد.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٢ ( خزل ).

(٧). في « بح »والتهذيب ، ص ١٧٢والاستبصار ، ص ٦٨ : « من ».

(٨). في « بث ، بخ » : « وأيّام السنة » بدل « والسنة ». وفي « بك » : - « والسنة ». وفيالتهذيب ، ص ١٧٢ والبحار : « فالسنّة ».

٤١٤

وَأَرْبَعٌ(١) وَخَمْسُونَ(٢) يَوْماً ؛ شَعْبَانُ لَايَتِمُّ أَبَداً ، وَرَمَضَانُ(٣) لَايَنْقُصُ وَاللهِ(٤) أَبَداً(٥) ،

__________________

(١). في « ظ ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك »والوسائل والتهذيب ، ص ١٧٢والاستبصار ، ص ١٦٧ : « وأربعة».

(٢). في « بر ، بف ، بك » : « وخمسين ».

(٣). هكذا في « ظ ، ى ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك »والوسائل . وفيالوافي والتهذيب ، ص ١٧٢والاستبصار ، ص ٦٨ : « وشهر رمضان ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « رمضان » بدون الواو.

(٤). في « بس » : « والله لا ينقص ».

(٥). فيالفقيه : « من خالف هذه الأخبار وذهب إلى الأخبار الموافقة للعامّة في ضدّها اتّقي كما يُتَّقَى العامّة ، ولا يكلَّم إلّا بالتقيّة كائناً من كان إلّا أن يكون مسترشداً فيرشد ويبيَّن له ؛ فإنّ البدعة إنّما تماث وتُبطَل بترك ذكرها ولا قوّة إلّا بالله ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٣٢ : « عمل الصدوقرحمه‌الله فيالفقيه بتلك الأخبار ومعظم الأصحاب على خلافه ، وردّوا تلك الأخبار بضعف السند ومخالفة المحسوس والأخبار المستفيضة ، وحملها جماعة على عدم النقص في الثواب وإن كان ناقصاً في العدد ، ولا يبعد عندي حملها على التقيّة ؛ لموافقتها لأخبارهم وإن لم توافق أقوالهم ».

وأمّا العلّامة الفيض فإنّه بعد نقل ما نقلناه عنالفقيه قال فيالوافي : « وقال فيالتهذيب ين ما ملخّصه : أنّ هذه الأخبار لا يجوز العمل بها من وجوه ثمّ أوّل تلك الأخبار بتأويلات لا تخلو من بعد مع اختصاص بعضها ببعض الحديث وبالجملة فالمسألة ممّا تعارض فيه الأخبار ؛ لامتناع الجمع بينها إلّا بتعسّف شديد ، فالصواب أن يقال : فيها روايتان : إحداهما موافقة لقاعدة أهل الحساب ، وهي معتبرة إلّا أنّها إنّما تعتبر إذا تغيّمت السماء وتعذّرت الرؤية ، كما يأتي في باب العلامة عند تعذّر الرؤية بيانه ، لا مطلقاً ، ومخالفة للعامّة على ما قاله فيالفقيه ، وذلك ممّا يوجب رجحانها إلّا أنّها غير مطابقة للظواهر والعمومات القرآنيّة ، ومع ذلك فهي متضمّنة لتعليلات عليلة تنبو عنها العقول السليمة والطباع المستقيمة ، ويبعد صدورها عن أئمّة الهدى ، بل هي ممّا يستشمّ منه رائحة الوضع. والاُخرى موافقة للعامّة ، كما قاله ، وذلك ممّا يوجب ردّها إلّا أنّها مطابقة للظواهر والعمومات القرآنيّة ، ومع ذلك فهي أكثر رواة وأوثق رجالاً وأسدّ مقالاً وأشبه بكلام أئمّة الهدى صلوات الله عليهم ، وربّما يشعر بعضها بذهاب بعض المخالفين إلى ما يخالفها والخبر الآتي آنفاً كالتصريح في ذلك. وفائدة الاختلاف إنّما تظهر في صيام يوم الشكّ وقضائه مع الفوات وقد مضى تحقيق ذلك في أخبار الباب الذي تقدّم هذا الباب ، وفيه بلاغ وكفاية لرفع هذا الاختلاف ، والعلم عند الله ».

وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : فالمسألة ممّا تعارضت فيه الأخبار ، العجب من المصنّف كيف اعتنى بهذه الأخبار؟ وكيف يتعارض المتواتر المشهور مع الشاذّ النادر؟ فالاستهلال والشهادة على رؤية الأهلّة عمل جميع المسلمين ، يعلم ذلك جميع أهل العالم وملأت الكتب من أحكامها فيالفقه والحديث والتواريخ والسير من نقل الوقائع فيها ، فكيف يقاس الأحاديث التي شهد بصحّتها آلاف اُلوف من =

٤١٥

وَلَاتَكُونُ(١) فَرِيضَةٌ نَاقِصَةً ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ) (٢) وَشَوَّالٌ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ(٣) يَوْماً(٤) ، وَذُو الْقَعْدَةِ ثَلَاثُونَ يَوْماً ؛ لِقَوْلِ(٥) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَ واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) (٦) وَذُو الْحِجَّةِ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْماً ، وَالْمُحَرَّمُ ثَلَاثُونَ يَوْماً(٧) ، ثُمَّ الشُّهُورُ بَعْدَ ذلِكَ شَهْرٌ تَامٌّ ، وَشَهْرٌ نَاقِصٌ(٨) ».(٩)

٦٣٠٥/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ(١٠) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « شَهْرُ رَمَضَانَ ثَلَاثُونَ يَوْماً(١١) لَايَنْقُصُ - وَاللهِ(١٢) -

__________________

= الناس بهذه الأحاديث التي لم يطّلع عليها أحد إلّا نادراً؟ ومن اطّلع عليها ردّها إلّا نادراً؟ ومن يسوي بين الحديثين في الاعتبار ويرى التعارض بينهما كمن لا يفرّق بين الإخبار عن وجود مكّة وجابلقا ، حيث يرى الإخبار عن البلدين مكتوبين في كتاب واحد ، أو لا يفرّق بين الإخبار عن هارون الرشيد والإخبار عن الضحّاك وإفريدون ؛ لأنّ الإخبارين كلاهما مكتوب فيتاريخ الطبري . وبالجملة لا تعارض بين المتواتر والآحاد ، ولا يجوز الاعتناء بالآحاد المناقض للمتواتر ». وللمزيد راجع :إقبال الأعمال ، ص ٤ - ٧.

(١). في « ى ، بث ، بر ، بس ، بك » : « ولا يكون ».

(٢). البقرة (٢) : ١٨٥.

(٣). في « بر ، بف ، بك » : « وعشرين ».

(٤). في « ى » : - « يوماً ».

(٥). في«بخ، بر ، بك »والوافي والوسائل : « يقول».

(٦). الأعراف (٧) : ١٤٢.

(٧). في « بر ، بف ، بك » : - « يوماً ».

(٨). قال فيمرآة العقول : « ثمّ اعلم أنّ في هذا الخبر إشكالاً من جهات اُخرى » ، ثمّ ذكرها وأجاب عنها ، وهي : الاُولى : أنّ الثلاثمائة وستّين يوماً لا يوافق الشمسيّة ولا القمريّة. والثانية : أنّ خلق الدنيا في ستّة أيّام كيف صار سبباً لنقص الشهور القمريّة؟ الثالثة : الاستدلال بالآية كيف يتمّ؟

(٩).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ، ح ٤٨٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ٢١٨ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالفقيه ، ج ٢ ، ص ١٧٠ ، ح ٢٠٤٢ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧١ ، ح ٤٨٣ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٦٧ ، ح ٢١٦ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٨٢ ، ح ١٤ ، بسند آخر مع اختلاف وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ١١ ، ص ١٤٢ ، ح ١٠٥٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٧٢ ، ح ١٣٤٠٢ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ٢١٥ ، ح ١٨٥.

(١٠). فيالوافي : - « عن معاذ بن كثير ». وفيالفقيه والخصال : + « ويقال له : معاذ بن مسلم الهراء ».

(١١). في «ى ، بر ، بف ، بك » : - «ثلاثون يوماً».

(١٢). فيالوافي : - « والله ».

٤١٦

أَبَداً(١) ».(٢)

٨ - بَابٌ(٣)

٦٣٠٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(٤) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ(٥) ، عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ السَّمَاءَ تُطْبِقُ عَلَيْنَا(٦) بِالْعِرَاقِ(٧) الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ ، فَأَيَّ يَوْمٍ نَصُومُ؟

قَالَ : « انْظُرِ(٨) الْيَوْمَ الَّذِي صُمْتَ(٩) مِنَ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ ، وَصُمْ يَوْمَ الْخَامِسِ ».(١٠)

__________________

(١). في « بف » : « أبداً والله ».

(٢).الخصال ، ص ٥٢٩ ، أبواب الثلاثين ومافوقه ، ح ٤ ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى العطّار وأحمد بن إدريس جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦٩ ، ح ٢٠٤١ ، معلّقاً عن حذيفة بن منصورالوافي ، ج ١١ ، ص ١٣٩ ، ح ١٠٥٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٦٩ ، ح ١٣٣٩٥.

(٣). في « ى » : - « باب ». وفي « بف » : « باب إطباق السماء ».

(٤). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن »والوسائل : - « بن عبيد ».

(٥). في « ظ » : « المزَني ». وفي « ى ، بث ، بخ ، بر ، بف ، جر »والوسائل والتهذيب : « المزني ». وفي « بح » وحاشية « بث » : « المرى ».

(٦). « تُطْبِقُ علينا » أي تغطّينا ، والمراد تغشية السحاب السماء. راجع :المصباح المنير ، ص ٣٦٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٩٨ ( طبق ).

(٧). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن »والوافي والوسائل والاستبصار . وفي « بح » والمطبوع : + « اليوم و ».

(٨). في حاشية « بف » : « أفطر ». وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٣٦ : « قولهعليه‌السلام : انظر ، نزّل الشيخرحمه‌الله فيالتهذيب والاستبصار هذه الأخبار على أنّ السماء إذا كانت متغيّمة فعلى الإنسان أن يصوم اليوم الخامس احتياطاً ، فإن اتّفق أن يكون من رمضان فقد أجزأ عنه ، وإن كان من شعبان كتب له النوافل. وذكر جمع من الأصحاب أنّ اعتبار الخامس إنّما يتمّ في غير السنة الكبيسة ، أمّا فيها فاليوم السادس ».

(٩). في الاستبصار : + « مِنه ».

(١٠).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧٩ ، ح ٤٩٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ٢٣٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، =

٤١٧

٦٣٠٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ(٢) الْخُدْرِيِّ ، عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « صُمْ فِي الْعَامِ(٣) الْمُسْتَقْبَلِ يَوْمَ(٤) الْخَامِسِ مِنْ يَوْمٍ صُمْتَ فِيهِ عَامَ أَوَّلَ ».(٥)

٦٣٠٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، قَالَ :

كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَى الْعَسْكَرِيِّعليه‌السلام يَسْأَ لُهُ(٧) عَمَّا رُوِيَ مِنَ(٨) الْحِسَابِ فِي الصَّوْمِ عَنْ آبَائِكَ فِي عَدِّ خَمْسَةِ أَيَّامٍ بَيْنَ(٩) أَوَّلِ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ ، وَالسَّنَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي تَأْتِي(١٠) ؟

فَكَتَبَ : « صَحِيحٌ ، وَلكِنْ عُدَّ فِي كُلِّ(١١) أَرْبَعِ سِنِينَ خَمْساً ، وَفِي السَّنَةِ(١٢) الْخَامِسَةِ سِتّاً فِيمَا بَيْنَ الْأُولى(١٣) وَالْحَادِثِ ، وَمَا سِوى ذلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ خَمْسَةٌ خَمْسَةٌ ».

__________________

= ص ١٢٥ ، ح ١٩١٩ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ١١ ، ص ١٥١ ، ح ١٠٥٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٣ ، ح ١٣٤٢٤.

(١). في « بر ، بف ، جر » وحاشية « بث »والوافي : + « عن أبي محمّد ».

(٢). فيالوافي : « عُثَيم ».

(٣). في « ى » : « عام ».

(٤). فيالوسائل : « اليوم ».

(٥).الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٢ ، ح ١٠٥٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٣ ، ح ١٣٤٢٢.

(٦). لم تثبت رواية أحمد بن محمّد - وهو ابن عيسى بقرينة رواية محمّد بن يحيى عنه - عن السيّاري ، والمعهود رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن السيّاري. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٤٧.

فعليه ، الظاهر أنّ الصواب في ما نحن فيه أيضاً هو محمّد بن أحمد.

(٧). في « بر »والوافي : - « يسأله ».

(٨). في « ى ، بث ، بح ، بس ، جن » : « عن ».

(٩). في « بث ، بر ، بس ، بف »والوافي : « من ».

(١٠). فيالوافي : « التي تأتي ؛ يعني هي التي تأتي بعد ما يعدّ الخمسة ويؤخذ الخامس ، وهي خبر لقوله : والسنة الثانية ».

(١١). في « بخ » : - « كلّ ».

(١٢). في « ى » : - « السنة ».

(١٣). في « ظ » : « الأوّل ».

٤١٨

قَالَ السَّيَّارِيُّ : وَهذِهِ مِنْ جِهَةِ الْكَبِيسَةِ(١) ، قَالَ : وَقَدْ حَسَبَهُ(٢) أَصْحَابُنَا ، فَوَجَدُوهُ صَحِيحاً.

قَالَ : وَكَتَبَ(٣) إِلَيْهِ(٤) مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ : هذَا الْحِسَابُ(٥) لَايَتَهَيَّأُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ أَنْ(٦) يَعْمَلَ عَلَيْهِ ، إِنَّمَا هذَا لِمَنْ يَعْرِفُ السِّنِينَ ، وَمَنْ(٧) يَعْلَمُ مَتى كَانَتِ(٨) السَّنَةُ الْكَبِيسَةُ(٩) ، ثُمَّ يَصِحُّ لَهُ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ ، فَإِذَا صَحَّ‌

__________________

(١). في « ظ ، بث ، بخ ، بس » : « الكبيسيّة ». وفي اللغة : عام الكبيس في حساب أهل الشام المأخوذ عن أهل الروم : في كلّ أربع سنين يزيدون في شهر شُباط يوماً ، فيجعلونه تسعة وعشرين يوماً ، وفي ثلاث سنين يعدّونه ثمانية وعشرين يوماً ، يقوّمون بذلك كسور حساب السنة ، ويسمّون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكبيس. وقال العلّامة الفيض : « الكبيسة تقال لليوم المجتمع من الكسور ؛ فإنّ أهل الحساب يعدّون الشهر الأوّل من السنة ثلاثين والثاني تسعة وعشرين وهكذا إلى آخر السنة ، ويجمعون الكسور حتّى إذا صار يوماً أو قريباً منه زادوا في آخر السنة يوماً ، وذلك يكون في كلّ ثلاثين سنة أحدعشر يوماً ».

وقال المحقّق الشعراني : « أقول : السيّاري من أضعف خلق الله ، وهذه التُرَّهات من مجعولات وهمه ، وقد نسبه إلى الحجّةعليه‌السلام لغرض هو أعلم به ، وما ذكره من عدّ كلّ أربع سنين خمساً وفي السنة الخامسة ستّاً فهو اشتباه منه ، بل اشتباه في اشتباه ؛ فإنّه لم يفرّق أوّلاً بين السنة الشمسيّة والقمريّة ، وأثبت حكم الكبيسة الشمسيّة في القمريّة ، ثمّ اشتبه عليه الأمر في كبيسة سنة الشمسيّة ثانياً ؛ فإنّ الكبيسة في كلّ أربع سنين فيها في السنة الرابعة ، لا الخامسة ، وأمّا السنة القمريّة فالكبيسة فيها في إحدى عشرة سنة من كلّ ثلاثين سنة ، وهي السنة الثانية والخامسة والسابعة والعاشرة والثالثة عشرة والسادسة عشرة والثامنة عشرة والواحدة والعشرين والرابعة والعشرين والسادسة والعشرين والتاسعة والعشرين في الدورة ، ففي هذه السنين تكون السنة ثلاثمائة وخمسة وخمسين يوماً ، فعلى هذا تكون الكبيسة ، ويحاسب لا على ما ذكره السيّاري. والمصنّفرحمه‌الله مع تصريحه بما ذكرنا في معنى الكبيسة لم ينبّه على مخالفته لمضمون الرواية ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٥٥١ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٩١ ( كبس ) ؛الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٢.

(٢). في « بخ ، بر ، بف » : « حسبوه ».

(٣). في « بث ، بخ ، بر ، بف »والوافي : « فكتب ».

(٤). في « ظ » : - « إليه ». وفي حاشية « بح ، جن » : « إلى ».

(٥). فيمرآة العقول : « قوله : هذا الحساب ، الظاهر أنّه كلام المصنّف ، ويحتمل أن يكون كلام السيّاري ، والغرض‌أنّ العمل بالخمسة والستّة إنّما يتيسّر لمن يعلم مبدأ حساب أهل النجوم ويميّز بين سنة الكبيسة وغيرها ».

(٦). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن » : - « أن ».

(٧). في « بح » : « وما ».

(٨). في « ى » : « كان ».

(٩). في «ى، بث ، بخ ، بس ، جن » : « الكبيسيّة».

٤١٩

لَهُ(١) الْهِلَالُ لِلَيْلَتِهِ(٢) وَعَرَفَ السِّنِينَ ، صَحَّ لَهُ(٣) ذلِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ.(٤)

٦٣٠٩/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْأَحْوَلِ ، عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّا(٥) نَمْكُثُ فِي الشِّتَاءِ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ ، لَاتُرى(٦) شَمْسٌ(٧) وَلَانَجْمٌ(٨) ، فَأَيَّ يَوْمٍ نَصُومُ؟

قَالَ : « انْظُرِ(٩) الْيَوْمَ الَّذِي صُمْتَ(١٠) مِنَ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ ، وَعُدَّ خَمْسَةَ أَيَّامٍ ، وَصُمِ الْيَوْمَ(١١) الْخَامِسَ ».(١٢)

٩ - بَابُ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ(١٣) شَهْرِ رَمَضَانَ هُوَ أَوْ مِنْ شَعْبَانَ‌

٦٣١٠/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ يَعْلى ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ آدَمَ ، عَنِ الْكَاهِلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ شَعْبَانَ؟

__________________

(١). هكذا في « بخ ، بر ، بف ، جن »والوافي . وفي بعض النسخ والمطبوع : - « له ».

(٢). فيالوافي : « ليلته ».

(٣). فيالوافي : - « له ».

(٤).الوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٢ ، ح ١٠٥٩١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٨٣ ، ح ١٣٤٢٣.

(٥). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بر ، بس ، بف ، جن » : « إنّما ».

(٦). في « جن » بالياء والتاء معاً. وفيالتهذيب والاستبصار : « لا نرى ».

(٧). فيالتهذيب والاستبصار : « شمساً ».

(٨). في « بف » : « ولا نجوم ». وفيالتهذيب والاستبصار : « ولا نجماً ».

(٩). في حاشية « بف » : « أفطر ».

(١٠). في حاشية « بف » : + « فيه ».

(١١). فيالوافي : « يوم ».

(١٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٧٩ ، ح ٤٩٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ٢٣١ ، معلّقاً عن الكليني.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠٨ ، من قوله : « انظر اليوم الذي صمت » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ١٥١ ، ح ١٠٥٨٨.

(١٣). في « بث ، بخ ، بس » : « أمن ».

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

العاصمة العالمية للدولة المهدوية.

وسيتَّخذ المهدي - كما يظهر من الأخبار - من مساجدها منطلقات للحكم والإرادة، فجامع الكوفة مجلس حكمه، وهو ما يقابل قصر الرئاسة أو البلاط بلغة العصر الحاضر، ومسجد السهلة بيت المال، وهو ما يقابل وزارة المالية في الدولة المعاصرة، وأمَّا موضع عبادته وخلواته مع الله عزَّ وجلَّ فهو الذكوات البيض ( بين الغريَّين ) وهو النجف الأشرف، موضع قبر جدِّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، ولم يكن عصر صدور هذه الأخبار مناسباً للدول في التفاصيل الإدارية أكثر من ذلك.

وليس اتخاذ المهدي المساجد مركزاً للإدارة أمراً غريباً، فإنَّ فكرة المساجد في الإسلام أُسِّست على ذلك، فإنَّ المساجد ليست ببنيانها وجمال شكلها، فإنَّ هذه ممَّا عليه سيشطب عليه المهدي (ع)... وإنَّما هي بما تؤدِّيه للإسلام والمجتمع العادل من خدمات ومنافع، وهل هناك أعظم منفعة من إدارة الدولة العالمية العادلة؟! إنَّها دولة أرادها الله، فينبغي أن تُدار من بيوت الله.

هذا، وقد تعرَّضت هذه الأخبار إلى وضع المهدي (ع) الجزية على أهل الكتاب، وهذا ما سنسمعه تفصيلاً في الفصل الآتي بتوفيق الله عزَّ وجلَّ.

الخاتمة الثانية: في المـُنجزات العلمية – بالمصطلح الحديث – لدولة المهدي (ع).

وهذا ممَّا لا يمكن فَهمه بالصراحة من الأخبار، باعتبار ضرورة موافقة ظواهر الكلام مع المجتمع الذي يصدر فيه، وحيث لم يكن في ذلك المجتمع الأول أثر للصناعات والآلآت الحديثة، لم يكن من الممكن أن يرد في الأخبار ذكر واضح لها، أو أن نتوقَّع منها التصريح باسمها وصفتها، وإنَّما كل ما يمكن تصيُّده من الأخبار، بعض العبارات الرمزية المـُتفرِّقة التي ترمز إلى وجود الأجهزة الحديثة في دولة المهدي (ع)، بل هناك من الأخبار ما يدلُّ على وجودها قبل الظهور أيضاً في عصر الظلم والانحراف، وهذا هو الذي نعرفه الآن بالوجدان من الوضع الصناعي لعصورنا الحاضرة.

ولأجل استيعاب ما دلَّت عليه الأخبار في هذا الصدد، نودُّ أن نتحدَّث عن كلا العصرين: عصر ما قبل الظهور، وعصر ما بعده، ولذلك نتكلَّم في جهتين.

٥٨١

الجهة الأُولى: ما دلَّت عليه الأخبار من وجود الصناعات والأجهزة الحديثة في عصر ما قبل الظهور:

أخرج مسلم في صحيحه(1) ، بإسناده عن يزيد بن جابر، عن رسول الله (ص) حديثاً طويلاً يذكر خلاله يأجوج ومأجوج، فيقول: (... ثمَّ يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا أهل الأرض، هلمَّ فلنقتل مَن في السماء، فيرمون بنشَّابهم إلى السماء، فيردُّ الله عليهم نشَّابهم مخضوبة دماً ).

وأخرج أبن ماجة(2) حديثاً طويلاً، يتحدَّث خلاله عن يأجوج ومأجوج، ويذكر أنَّهم يقولون: (... هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، ولنُنازلنَّ أهل السماء. حتى إنَّ أحدهم ليهزَّ حربته إلى السماء، فترجع مُخضَّبة بالدم، فيقولون: قد قتلنا أهل السماء، أو يقولون - بلفظ الحاكم(3) -: قهرنا أهل الأرض وغلبنا من السماء قوَّة وعلوَّاً ).

وأخرج الصدوق في إكمال الدين(4) ، بإسناده عن النزال بن سبرة قال: خطبنا علي بن أبي طالب (ع)، فحمد الله عزَّ وجلَّ وأثنى عليه، وصلَّى على محمد وآله، ثمَّ قال: ( سلوني - أيُّها الناس - قبل أن تفقدوني - ثلاثاً - ).

فقام إليه صعصعة بن صوحان، فقال: يا أمير المؤمنين، متى يخرج الدجَّال؟

والحديث طويل، وفيه من صفات الدجَّال أنَّه ( يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنَّه طعام، يخرج في قحط شديد تحته جمار أقمر، خطو حماره ميل، تُطوى له الأرض مَنهلاً مَنهلاً... يُنادي بأعلى صوته، يُسمع ما بين الخافقين... يقول: إليَّ أوليائي.. أنا الذي خلق فسوَّى وقدَّر فهدى، أنا ربُّكم الأعلى... - ثمَّ يذكر دابة الأرض، ويقول عنها: - ثمَّ ترفع الدابة رأسها فيراها ما بين الخافقين... )

____________________

(1) ج8 ص199.

(2) السُّنن ص1364.

(3) المـُستدرك ج4 ص 488.

(4) انظر إكمال الدين ( نسخة مخطوطة ).

٥٨٢

الحديث.

ولا ينبغي للقارئ أن ينسى فَهمنا ليأجوج ومأجوج والدجَّال، فإنَّهما بوجودهما المعاصر، وجهان للحضارة المادِّية الحديثة، وأمَّا إعطاء الفهم المتكامل لدابة الأرض، فهو ما سيأتي في الباب الأخير من هذا التاريخ.

وقد أوضحنا بجلاء - خلال حديثنا عن يأجوج ومأجوج - أنَّ المراد من السهام التي يرمونها إلى السماء الصواريخ الكونية، وإنَّما كرَّرنا الرواية لتلتحق هنا بنظائرها من هذه الناحية.

وأمَّا الصفات المـُعطاة للدجَّال، فهي بعد البرهنة على استحالة صدور المعجزة من المـُبطلين، يتعيَّن حملها على المعاني الطبيعية المناسبة.

فهو يخوض البحار، وهذا ما حدث فعلاً، فقد خاضت المدنية الحديثة في أعماق البحار، وسيَّرت البواخر على سطحه بكثرة مُسرفة.

( وتسير معه الشمس )، في الأغلب أنَّ هذا تعبير عن السلاح الذي يُرهب الدجَّال به العالم، وهو القنبلة الذرِّية أو الهيدروجينية، من حيث إنَّ حرارتها عالية جدَّاً كالشمس.

و( بين يديه جبل من دخان )، وما أكثر الدخان في المدنية الحديثة، في الحرب والسلم معاً، كما هو واضح، وكله يبدو في مصلحة هذه المدنية.

و( خلفه جبل أبيض يرى الناس أنَّه طعام )، أنَّه بهارج هذه المدنية وملذَّاتها، يرى الناس أنَّها جميلة وعظيمة، وليس ورائها في الواقع إلاَّ الانحلال والدمار.

و( تحته حمار أقمر، خطو حماره ميل )، وهذا تعبير جميل عن الشعارات والمفاهيم التي استطاعت المدنية والحضارة الحديثتان أن تسير بهما في العالم، وهي شعارات واسعة الانتشار سريعة السير.

والدجَّال ( تُطوى له مَنهلاً مَنهلاً )، وذلك عن طريق وسائل النقل الحديثة، الأرضية والجوية على حدٍّ سواء، فإنَّ طيَّ الأرض يتضمَّن معنى سرعة السير، وبعد نفي احتمال المعجزة تتعيَّن صحَّة هذا الفهم.

( يُنادي بأعلى صوته، يُسمع ما بين الخافقين ) ليس لأنَّ صوته مرتفع إلى هذا الحدِّ!! بل لأنَّه يستعمل أجهزة الإعلام الحديثة، بما فيها النجوم الإذاعية ( التلستار ).

وأمَّا دابة الأرض، فهي ( ترفع رأسها، فيراها ما بين الخافقين )، عن طريق البثِّ

٥٨٣

التلفزيوني بطبيعة الحال.

ولا ينبغي هنا أن نغفل ما قلناه سابقاً، من وجود التنبُّؤ في الأخبار بالنقل الجوِّي في عصر ما قبل الظهور، حيث سمعنا عن كيفيَّة تجمُّع أصحاب الإمام المهدي (ع) عند ظهوره، وكان منهم مَن( يسير في السحاب نهاراً ) ، وهو تعبير عن الطائرات، كما سبق أن برهنَّا.

فهذا هو ما يحدث في عصر ما قبل الظهور، وهو - بطبيعة الحال - سوف يبقى مُستمرَّاً إلى ما بعد الظهور، حتى لو حدثت حرب عالمية، كما سبق أن أوضحنا، فإنَّها إنَّما تقضي على المراكز العسكرية والعواصم المـُهمَّة في العالم، وأمَّا الصناعات الحديثة وعدد من خبرائها فلا موجب لاستئصالها، وسيكون ذلك نواة صالحة للتشجيع من قِبل الدولة المهدوية، على البلوغ بالصناعات الحديثة إلى مراتب أعلى وأسمى وأدقَّ. وجعل هذه الصناعات مواكبة مع الأهداف العُلْيا المـُتبنَّاة من قِبل الدولة وقائدها.

الجهة الثانية: فيما دلَّت عليه الأخبار من وجود الأجهزة والصناعات الحديثة في عصر ما بعد الظهور.

روى الصافي في مُنتخب الأثر(1) ، عن أبي الربيع الشامي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ( إنَّ قائمنا إذا قام مدَّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى لا يرون ( لا يكون ) بينهم وبين القائم بريد يُكلِّمهم، فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه ).

وروى الصافي أيضاً(2) ، والمجلسي في البحار عن ابن مسكان، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ( إنَّ المؤمن في زمان القائم، وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق ).

____________________

(1) ص483.

(2) نفس الصفحة.

(3) ج13 ص200.

٥٨٤

وأخرج النعماني في الغيبة(1) ، عن أبان، عن أبي عبد الله (ع) في حديث أنَّه قال: ( ويبعث الله الريح من كل وادٍ تقول: هذا المهدي، يحكم بحكم داود... ) الحديث.

وقد سبق أن رويناه.

وأخرج في البحار(2) ، عن جابر بن أبي جعفر (ع) في حديث عن المهدي (ع) أنَّه قال: ( إنَّما سُمِّي المهدي لأنَّه يهدي إلى أمر خفيٍّ، حتى إنَّه يبعث إلى رجل لا يعلم الناس له ذنب فيقتله، حتى إنَّ أحدهم يتكلَّم في بيته، فيخاف أن يشهد عليه الجدار ).

وأخرج أيضاً(3) ، عن أبي عبد الله (ع) أنَّه قال: ( كأنَّني بالقائم على ظهر النجف... - إلى أن قال: - ثمَّ يركب فرساً له أبلق بين عينيه شمراخ ينتفض به، لا يبقى أهل بلد إلاَّ أتاهم نور ذلك الشمراخ، حتى يكون آية له... ) الحديث.

وأخرج النعماني في الغيبة(4) ، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن القائم يقول فيه: ( ويركب فرساً له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ، فينتفض فيه انتفاضةً، لا يبقى أهل بلد إلاَّ وهم يرون أنَّه معهم في بلدهم... ) الحديث.

وأمَّا أخبار طيِّ الأرض للمهدي، فهي عديدة نذكر منها:

أخرج الصدوق في إكمال الدين(5) ، عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت أبا جعفر، محمد بن علي الباقر (ع) يقول: ( القائم منَّا، منصور بالرعب مؤيَّد بالنصر، تُطوى له الأرض... ) الحديث.

____________________

(1) ص169.

(2) ج13 ص200.

(3) المجلد والصفحة.

(4) ص166.

(5) انظر المخطوط.

٥٨٥

وأخرج أيضاً(1) ، بإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (ع):

إنِّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت جوراً وظلماً.

فقال: ( يا أبا القاسم، ما منَّا إلاَّ وهو قائم بأمر الله عزَّ وجلَّ وهادٍ إلى دين الله، ولكنَّ القائم الذي يُطهِّر الله عزَّ وجلَّ به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملؤها عدلاً وقسطاً، هو الذي تخفى على الناس ولادته... وهو الذي تُطوى له الأرض... ) الخبر.

وأخرج الطبرسي(2) ، بسنده إلى علي بن الحسين بن خالد، قال: قال الرضا (ع) - في حديث طويل عن المهدي (ع) -: ( وهو الذي تُطوى له الأرض ).

إلى غير ذلك من الأخبار.

وهذه الأخبار واضحة الدلالة - وبشكل مُتكرِّر - على استعمال البثِّ التلفزيوني في الدولة المهدوية، فالإمام المهدي نفسه يستعمله، وربَّما يُكثر من استعماله، حتى ( لا يبقى أهل بلد إلاَّ وهم يرون أنَّه معهم في بلدهم )، وحتى ( لا يكون بينهم وبين القائم بريد )، وهي مسافة مُعيَّنة من الأرض بالمسح القديم، ومن المعلوم أنَّ الصورة التلفزيونية أقرب إلى الناظر من هذه المسافة بكثير، غير أنَّ عصر صدور هذه الأخبار لم يكن ليسمح بالبيان أكثر من ذلك، والحديث قد نفى أن يكون بينهم وبينه مقدار بريد، فقد لا تتجاوز المسافة الناظر والصورة أكثر من مترين.

وعن هذا الطريق ( يُكلِّمهم فيسمعونه، وينظرون إليه وهو في مكانه ).

انظر لصراحة الخبر الصادر قبل أكثر من ألف عام في ذلك، إنَّه في الواقع لا زال في مكانه، ولكنَّ البثَّ التلفزيوني ( الحي ) يجعلهم يسمعون كلامه وينظرون إليه، وليس في الخبر أنَّهم يُكلِّمونه لتعذُّر ذلك تلفزيونياً.

وليس استعمال هذا البثِّ مُقتصراً على الإمام المهدي، بل يشمل سائر الأخوَّة في الإيمان حيث نجد ( أنَّ المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في

____________________

(1) المصدر المخطوط.

(2) إعلام الورى ص408.

٥٨٦

المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق)، فإنَّ الصورة التلفزيونية تقوم بذلك، من دون أن يحصل تبادل في الرؤية، بل المراد أنَّ البثَّ تارة يحصل في الطرف المشرق، وتارةً يحصل من طرف المغرب، وقد تقوم الدولة المهدوية بإيجاد أجهزة أُخرى، تجعل تبادل الرؤيا والكلام معاً ممكناً بالنسبة إلى الأفراد، بل والجماعات أيضاً، ولدينا في العصر الحاضر نموذج مُصغَّر لذلك، وهو التلفون التلفزيوني، الذي تمَّ اكتشافه ولم يتمَّ توزيعه في العالم على نطاق واسع إلى حدِّ الآن.

ونجد في هذه الأخبار الإشارة إلى البثِّ الإذاعي الصوتي أيضاً في قوله: ( ويبعث الله الريح في كل وادٍ تقول )، يحتوي هذا الخبر على فلسفة البثِّ الإذاعي أيضاً، فإنَّ الريح أو الأثير الذي يحمل الموجات الصوتية الكهربائية، إلى جهاز الاستقبال الراديو.

ومن الأجهزة الدقيقة التي تُستعمل في دولة المهدي (ع)، أجهزة الاستخبارات التي قد تُستعمل ضدَّ المـُجرمين والمـُنحرفين ( حتى إنَّ أحدهم يتكلَّم في بيته فيخاف أن يشهد عليه الجدار )، وهذا الخوف لا يكون منطقياً إلاَّ مع وجود مثل هذه الأجهزة.

والمهدي (ع) سوف ( يركب فرساً أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ )، وينبغي أن نفهم من الفرس واسطة النقل أيَّاً كانت، وإنَّما عبَّر عنها بالفرس، باعتبار مستوى العصر يوم صدور الخبر.

والأدهم: الأسود. ومن الخيل والإبل: الشديد لورقة حتى يذهب البياض(1) ، والورقة بالضمِّ فالسكون: سواد في غبرة(2) ، ويُفهم منه قلَّة السواد، أو أنَّه من الألوان الغامقة القريبة من السواد.

والأبلق: الذي فيه سواد وبياض(3) . يُقال: بِلق - بالكسر - إذا كان فيه سواد وبياض، وبلق الفرس، ارتفع تحجيله إلى فخذيه(4) . يُقال: حجل، وتحجَّل الفرس، إذا كان في قوائمه تحجيل أي بياض، فهو مُحجَّل ومحجول(5) .

والشمراخ، له عدَّة معانٍ في اللغة: منها رأس الجبل، ومنها غرَّة الفرس إذا

____________________

(1) أقرب الموارد مادَّة (دهم).

(2) المـُنجد، مادَّة ( ورق ).

(3) أقرب الموارد، مادَّة ( بلق ).

(4) المصدر نفسه.

(5) المـُنجد مادَّة ( حجل ).

٥٨٧

دقَّت وسالت وجلَّلت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة(1) . والجحفلة لذي الحافر كالشفة للإنسان(2) .

فإذا عرفنا ذلك، أمكننا أن نذكر لفَهم هذا الخبر أُطروحتين:

الأُطروحة الأُولى: وهي منطلقة من أنَّ معنى الشمراخ: رأس الجبل، فيكون معنى الخبر: أنَّ واسطة النقل التي يركبها المهدي ذات ارتفاع أمامي دقيق وطويل يُشبه قمَّة الجبل، وهذا الوصف ينطبق على الدبَّابة التي يكون أمامها المدفع، وينطبق على الطائرات الحديثة التي يكون مُقدَّمها مخروطي الشكل مُدبَّباً، ولكن بعد العلم أنَّ الطائرات لا تكون إلاَّ بيضاء، فلا ينطبق عليها اللون المذكور في الخبر، كما أنَّ التعبير بالفرس، يُراد به واسطة النقل الأرضية لا الجوِّية. إذاً؛ نعرف انطباقه على الدبّابة، وهي إحدى وسائط النقل الحربية التي تُستعمل في القتال الأرضي.

ويؤيِّد هذه الأُطروحة، قضية اللون الموصوف في الخبر، فإنَّ عدداً من الدول تجعل الدبّابات، وهي إحدى وسائط النقل الحربية التي تُستعمل في القتال الأرضي. ويؤيِّد هذه الأُطروحة قضية اللون الموصوف في الخبر، فإنَّ عدداً من الدول تجعل الدبابات ذات لونين: فاتح وغامق، وعلى شكل بقع كبيرة لكل لون، كالفرس الأبلق تماماً.

الأُطروحة الثانية: وهي منطلقة من أنَّ معنى الشمراخ: غرَّة الفرس أي جبهته، إذا كانت طويلة وجميلة، فيكون معنى الخبر: إنَّ في مُقدِّمة واسطة النقل التي يركبها المهدي شيء يمكن أن يصدق عليه مجازاً هذا الوصف، ويبدو الآن أنّ الزجاجة الواسعة التي تكون في مقدّمة السيّارة عادةً هي المقصود من الخبر؛ فيكون المراد: أنّ المهدي (ع) يركب سيّارة اعتيادية ذات لونين.

وحيث كان الحديث في الخبر عن الفرس، إذاً يكون فهم الشمراخ طبقاً للأطروحة الثانية هو الأفضل.

هذا، ولكن الخبر الآخر الذي وصف الشمراخ، ذكر أنّ له نوراً حتى ( لا يبقى أهل بلد إلاّ أتاهم نور ذلك الشمراخ حتى يكون آيةً له ) أي للإمام المهدي (ع).

ولفهم هذا النور عدّة أُطروحات، نذكر منها ثلاثاً:

الأُطروحة الأُولى: أن يكون النور إعجازيّاً، ( حتى يكون آية له ) من أجل تمييز سيّارة الإمام المهدي (ع) عن غيرها، أو لأسباب أُخرى.

____________________

(1) أقرب الموارد، المادة ( شمرخ ).

(2) المصدر: مادة جحفل.

٥٨٨

الأُطروحة الثانية: أن يكون هذا النور معنويّاً، يعبّر عن الهدى والعدل الذي يصدر عن راكب هذه السيّارة، أعني الإمام المهدي نفسه.

الأُطروحة الثالثة: أن يكون هذا النور ماديّاً صادراً من واسطة النقل بطبيعة تكوينها، غير أنّ سيّارة من هذا القبيل لم تُكتَشف إلى حد الآن، فلعلّها تُصمّم في المستقبل قبل الظهور أو بعده.

وللقارئ تفضيل إحدى الأُطروحات على بعض.

وأمّا طيّ الأرض للإمام المهدي، فقد فهمنا منه الانتقال الطبيعي، بوسائط السفر السريعة التي لم تكن متوفّرة في عصر صدور هذه الأخبار.

وتبقى عندئذٍ بعض الأسئلة التي تحتاج إلى الجواب، نذكر أهمّها:

السؤال الأوّل: لماذا لم نفهم من طي الأرض للإمام المهدي الأُسلوب الإعجازي في الانتقال، كما يفهم ذلك التفكير التقليدي لدى المسلمين، فإنّ هذا بالنسبة للدجّال لم يكن ممكناً؛ لعدم إمكان صدور المعجزة منه - كما قلنا - ولكن ممكن بالنسبة إلى المهدي (ع) فينبغي الحمل عليه.

وجواب ذلك من عدّة وجوه:

الوجه الأوّل: أنّنا قلنا في التاريخ السابق(1) وفي هذا الكتاب، إنّه كلما أمكن فهم الأُسلوب الطبيعي من الخبر، كان هذا متعيّناً، ما لم تقم قرائن واضحة في تعيين الأُسلوب الإعجازي، وهذه الأخبار لا تحتوي على مثل هذه القرائن، فحملها على الأُسلوب الطبيعي هو الصحيح.

الوجه الثاني: قانون المعجزات الذي يقول: إنّه كلما أمكن البديل الطبيعي للمعجزة لم يكن للمعجزة مجال. ومن الواضح أنّ السفر بوسائط النقل الحديثة، يوصل الفرد إلى أي نقطةٍ من العالم بأقصى سرعة، ولاسيّما في الطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أكثر من مرّتين، فلا يبقى للمعجزة مجال.

الوجه الثالث: أنّنا سمعنا أنّ الدجال تُطوى له الأرض أيضاً، والمهدي تُطوى له الأرض أيضاً. فقد استعمل هذا المفهوم على نمط واحد بالنسبة إلى كلا الشخصين. فبعد البرهان على إرادة المعنى الطبيعي للسفر السريع، بالنسبة إلى الدجّال، يتعيّن نفس الفهم بالنسبة إلى المهدي؛ لأنّ الخبر استُعمل فيه نفس المفهوم بدون رتوش.

____________________

(1) انظر ص218 وغيرها.

٥٨٩

السؤال الثاني: إنّ طيّ الأرض ذُكر في الأخبار بصفته إحدى الصفات المهمّة التي يتصف بها المهدي، دون سائر البشر، فلو حملناه على معنى السفر الطبيعي السريع؛ لم تكن مزيّة للمهدي (ع) كما هو واضح.

وجواب ذلك يكون من وجوه، نذكر منها وجهين:

الوجه الأوّل: إنّ استفادة هذه المزيّة من الأخبار لا تخلو من مناقشة، إذ بعد اتصاف الدجّال بهذه الصفة أيضاً لا تكون الصفة من خصائص الإمام المهدي (ع) كما هو واضح. وقد نُسبت في بعض الأخبار إلى أصحاب الإمام المهدي (ع) عند اتجاههم إلى لقائه لأوّل مرّة - كما سبق - فكيف تكون من خصائصه.

الوجه الثاني: إنّ هذه الأخبار لا تدل على اختصاص هذه الصفة بالمهدي (ع) حتى مع التنزّل - جدلاً - عن الوجه الأوّل. فإنّها إنّما دلّت على أنّ مجموع ما ذكرت له من صفات، لا يمكن أن يتصف بها أحد غيره؛ وهذا صحيح. وأمّا كل واحدة من هذه الصفات لو لوحظت بحيالها فقد يتصف بها آخرون أيضاً، كطيّ الأرض نفسه، إلاّ أنّ بعض الصفات التي قام البرهان على اختصاصه بها: كتأسيسه للدولة العالمية العادلة، وأنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً.

السؤال الثالث: إنّ طيّ الأرض ذُكر في الأخبار في سياق أُمور إعجازية فنفهم باعتبار وحدة السياق أنّه يحدث بطريق إعجازي.

وجوابه: أنّنا استطعنا، من خلال هذا التاريخ وهذه الموسوعة، أن نفهم الأعم الأغلب من صفات الإمام المهدي، وما ذكرت عنه الأخبار. بشكل طبيعي اجتماعي مرتّب، لا إعجاز فيه ولا تنافر في مدلوله، ومن هنا يمكن القول بأنّ طيّ الأرض لم يقع في الأخبار ضمن الصفات الإعجازية، بل ضمن الصفات الطبيعية، ومن هنا تقتضي قرينة وحدة السياق: أن نفهم من طيّ الأرض الأُسلوب الطبيعي لا الإعجازي، على عكس ما توخّاه السائل.

وإلى هنا يتم الحديث في الخاتمة الثانية من الفصل السابع من هذا الباب، وبها ينتهي الفصل نفسه.

٥٩٠

الفصل الثامن

موقف الإمام المهدي (ع) من أهل الكتاب

ونزول المسيح (ع) في دولته

وينبغي أن نتكلّم خلاله ضمن عدّة جهات:

الجهة الأُولى: في سرد الأخبار المتعلّقة بالمسيح وأهل الكتاب.

وهي عدد ضخم في مصادر العامّة، يصعب أن نحمل فكرة تفصيلية عنها، ومعه فسنقتصر في نقل الأخبار على أمرين:

أحدهما: نقتصر من مصادر العامّة على خصوص ما نقلته الصحاح الستّة من الأخبار دون غيرها، وخاصّة الصحيحان الرئيسان فيها. ونقتصر على المصادر القديمة المعتمدة من كتب الخاصّة.

وثانيهما: أن نختصر الإشارة إلى قضايا الدجّال ويأجوج ومأجوج من زاوية علاقتهما بالمسيح، وقد ذكرتها الأخبار مفصّلاً... بعد أن تكلّمنا عن ذلك فيما سبق، وإنّما نقتصر على الأُمور الأُخرى المتعلّقة به ممّا وردنا في الأخبار بيانه.

وبعد هذه التصفية، سوف يبقى مقدار كافٍ من الأخبار، ويكون المهم منها كما يلي:

أخرج البخاري(1) عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله (ص):

كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.

وأخرجه مسلم(2) أيضاً. وفي حديث آخر مشابه يقول:

____________________

(1) صحيح البخاري: ج4 ص 205. وانظر أيضاً الترمذي ج3 ص 344، وابن ماجة ج2 ص1363.

(2) صحيح مسلم: ج1 ص94 وكذا ما بعده.

٥٩١

إذا نزل ابن مريم فيكم وأمّكم.

وفي حديثٍ ثالث: فأمّكم منكم.

وأخرج البخاري(1) عن أبي هريرة أيضاً، قال: قال رسول الله (ص):

والذي نفسي بيده، ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ( الحرب )، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد. حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها.

ثم يقول أبو هريرة: اقرأوا:( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) (2)

ورواه مسلم أيضاً(3) عن أبي هريرة نحوه، إلى أن قال:

وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى إليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد.

وأخرج أيضاً(4) عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت النبي (ص) يقول:

( لا تزال طائفة من أُمّتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة.

قال: فينزل عيسى بن مريم (ع)، فيقول أميرهم: تعال صلّ بنا! ‍فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أُمراء، تكرمة الله هذه الأُمّة ).

وأخرج أيضاً(5) في حديث طويل ذكر فيه الدجّال وعدداً من تفاصيله، ثم قال:

____________________

(1) صحيح البخاري: ج4 ص 205.

(2) النساء: 159.

(3) صحيح مسلم: ج1 ص 93 - 94.

(4) المصدر ص 94.

(5) المصدر ص 95.

٥٩٢

فبينما هو كذلك، إذ بعث الله المسيح بن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفّيه على أجنحة مَلَكين. إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد منه ريح نفسه إلاّ مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه - يعني طلب الدجّال - حتى يدركه بباب لِدّ فيقتله.

ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنّة، فبينما هو كذلك، إذ أوحى الله إلى عيسى: إنّي قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم... الحديث، حيث يذكر خروج يأجوج ومأجوج.

وأخرج أبو داود(1) عن أبي هريرة: أنّ النبي (ع) قال:

ليس بيني وبينه - يعني عيسى (ع) - نبي، وأنّه نازل. فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصّرتين، كأنّ رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل. فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلاّ الإسلام، ويهلك المسيح الدجّال، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفّى فيصلّي عليه المسلمون.

ونحوه بألفاظ مقاربة في صحيح الترمذي(2) ونحوه في سنن ابن ماجة(3) .

وهناك حديثان آخران تركتهما الصحاح، يحسن إدراجهما لنصل إلى الرأي الصحيح فيهما:

أخرج السيوطي في الحاوي(4) عن أبي نعيم عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص):

( لن تهلك أُمّة أنا أوّلها، وعيسى في آخرها، والمهدي في وسطها ) .

____________________

(1) السنن ج2 ص 432.

(2) ج3 ص 348.

(3) ج2 ص 1357.

(4) ج2 ص 134.

٥٩٣

وأخرج ابن حجر في الصواعقى(1) عن ابن ماجة والحاكم أنّه (ص) قال:

( لا يزداد الأمر إلاّ شدّة، ولا الدنيا إلاّ إدباراً، ولا الناس إلاّ شُحّاً، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس، ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم ).

فهذه بعض أخبار المصادر العامّة.

وأمّا أهم أخبار المصادر الخاصّة: فقد أخرج النعماني(2) بسنده عن جابر، قال:

دخل رجل على أبي جعفر الباقر (ع) فقال له: عافاك الله اقبض منّي على هذه الخمسمئة درهم. فقال له أبو جعفر(ع):

( خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك من المسلمين ) .

ثم قال:إذا قام قائم أهل البيت قسّم بالسويّة... إلى أن قال:ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عزّ وجلّ من غار بأنطاكية. ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن.... ) الحديث.

وفي حديث آخر(3) قال ابن سنان، سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:

( عصى موسى قضيب آس من غرس الجنّة أتاه بها جبرائيل (ع) لما توجّه تلقاء مدين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية، ولن يتغيّرا حتى يخرجهما القائم (ع) إذا قام ) .

وأخرج الأربلي في كشف الغمّة(4) عن أربعين الأصفهاني والقندوزي(5) عن كتاب الفتن لنعيم بن حماد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (ص): ( منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه ).

____________________

(1) ص98.

(2) الغيبة ص124.

(3) غيبة النعماني ص125.

(4) ص264ج3.

(5) ص539.

٥٩٤

وأخرج الصدوق في إكمال الدين(1) بسنده إلى محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول: ( القائم منّا منصور بالرعب.... إلى أن قال: وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ).

واخرج في البحار(2) : عن أبي بكير، قال: سألت أبا الحسن (ع) عن قوله تعالى:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) . قال: ( أُنزلت في القائم (ع)، إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والكفّار، في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الإسلام فمَن أسلم طوعاً أمره بالصلاة والزكاة، وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومَن لم يسلم ضرب عنقه، حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلاّ وحّد الله.. ) الحديث.

وأخرج أيضاً(3) في حديث سبق أن رويناه عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) يقول فيه: قلت:

فما يكون من أهل الذمّة عنده؟ قال: ( يسالمهم، كما سالمهم رسول الله (ص) ويؤدّون الجزية عن يد وهم صاغرون... ) الحديث.

الجهة الثانية: في وحدة المهدي والمسيح.

وهو احتمال نعرضه ونناقشه قبل الدخول في تفاصيل هذه الأخبار؛ لكي نتوفّر على التفاصيل، في نتيجة هذه المناقشة:

وينطلق هذا الاحتمال من أُطروحة معيّنة وهي: أنّه بعد العلم أنّ المنقذ العالمي لكل البشرية واحد لا يتعدّد، تكون له الزيادة الأُولى إلى الإصلاح العام، بشكل لا تعود بعده البشرية إلى الظلم والضياع مرةً أُخرى.

إنّ هذا المنقذ العالمي الواحد، هو الذي سمّاه الإسلام بالمهدي، وسمّاه السابقون - اليهود والنصارى -: بالمسيح، وسمّاه آخرون بأسماء أُخرى. ومعه يتعيّن أن يكون المسيح

____________________

(1) نسخة مخطوطة.

(2) ج13 ص188.

(3) المصدر ص196.

٥٩٥

والمهدي لفظين أو صفتين لشخص واحد، هو المنقذ العالمي الواحد الموعود.

وحيث كان مقابل هذه الأطروحة احتمالان رئيسيان: هما أن يكون المنقذ العالمي هو المسيح عيسى ابن مريم، او أن يكون هو المهدي الإسلامي مهما كان اسمه، فينطلق من هذين الاحتمالين احتمالان:

الاحتمال الأوّل: أن يكون المنقذ العالمي هو المسيح عيسى بن مريم، ونعبّر عنه بأنّ المهدي هو المسيح عيسى بن مريم.

الاحتمال الثاني: أن يكون المنقذ العالمي هو المهدي الإسلامي، ونعبّر عنه أنّ المسيح هو المهدي الإسلامي نفسه.

ولكل من هذين الاحتمالين مثبتاته التي سنذكرها، وأمّا احتمال أن يكون كلا هذين القائدين يمارسان مهمّة الإنقاذ العالمي، فهو ممّا تنفيه هذه الأُطروحة؛ لأنّه ينافي الفكرة المؤكّدة في وحدة المنقذ العالمي.

مثبتات الاحتمال الأوّل:

وهو أن يكون المهدي هو المسيح عيسى بن مريم، بمعنى أن يكون هذا النبي (ع) هو الذي يمارس الإنقاذ العالمي الموعود، ويطبق العدل الكامل، وقد سُمّي في الإسلام بالمهدي بالمعنى المتضمّن لذلك المفهوم.

ولهذا الاحتمال عدّة مثبتات:

المثبت الأوّل: أنّ عيسى بن مريم، أو يسوع الناصري (ع) هو المسيح بقولٍ مطلق باعتراف الإنجيل والقرآن، وفي التبادر الذهني العام لكل سامع...فإذا قلنا المسيح لم نفهم غيره.

والمسيح ليس اسماً شخصيّاً له وإنّما لُقّب به باعتباره المنقذ العالمي، فإنّ لفظ المسيح مهما كان معناه اللغوي، لا يُراد به في الاصطلاح الديني إلاّ ذلك. ومن هنا كان يلقّب به داود(1) وشاؤل أيضاً(2) تفاؤلاً بأن يكونوا متخذين لتلك الصفة.

وحين جاء المسيح إلى الدنيا اتخذ هذه الصفة بشكل مطلق وبلا منازع، وهذا واضح

____________________

(1) انظر: صموئيل الثاني: 19/ 21 و23 /1 وغيرها.

(2) أنظر صموئيل الأوّل: 24 / 6 و26 / /25 وغيرها.

٥٩٦

جدّاً من الإنجيل والقرآن معاً. إذاً فهو المنقذ العالمي المطلق، باعتراف الإنجيل والقرآن معاً.

المثبت الثاني: ذكرت عدداً من الأناجيل(1) بتبشير يسوع الناصري بطول عمر المسيح وبمجيئه في آخر الزمان، ووافقت على ذلك السنّة الشريفة في الإسلام، كما سمعنا من هذه الأخبار وغيرها، حتى كاد أن يكون ذلك من واضح واضحات الديانتين المسيحية والإسلام.

وقد بشّر هو بإسهاب، كما نطقت بذلك الأناجيل، بقرب مجيء ملكوت الله الذي هو يوم العدل العالمي الموعود، وقد نفهم من ذلك أنّ الملكوت إنّما ينزل إلى حيّز التطبيق عند مجيئه في آخر الزمان، ومعه يكون هو المطبّق له.

المثبت الثالث: الخبر الذي سبق أن سمعناه أنّه: لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم.

فإنّه متضمّن لمضمون هذا الاحتمال بصراحة، وأنّ المتكفّل للإنقاذ العالمي الموعود ليس إلاّ هذا النبي (ع)، وربّما أشعرنا هذا الخبر بأنّ النبي هو المسمّى بالمهدي في اصطلاح الإسلام.

وأمّا شأن هذه المثبتات من الصحّة فهو ما سنذكره بعد ذلك.

مثبتات الاحتمال الثاني:

هو أن يكون المهدي الإسلامي هو المسيح، ولا يوجد إلى جنبه أو بعده أو قبله شخص آخر مستحق لهذه الصفة، بصفتها ممثّلة للإنقاذ العالمي الموعود.

وإثبات ذلك ينطلق ممّا قلناه من أنّ المراد بالمسيح بالاصطلاح الديني: هو هذا المعنى، فبعد أن يثبت بضرورة الدين الإسلامي أنّ مهمّة الإنقاذ العالمي موكولة إلى المهدي الإسلامي وحده، إذاً فسوف يكون - بكل وضوح - هو المسيح الموعود.

غير أنّ الصحيح هو عدم صحّة كلا هذين الاحتمالين، بمعنى عدم صحّة الأُطروحة التي ينطلقان منها، وهي وحدة المسيح والمهدي، بل هما شخصان منفصلان، يظهران معاً في آخر الزمان، أعني عند البدء بالإنقاذ العالمي الموعود، ويضطلعان معاً بإنجاز هذه المهمّة بقيادة المهدي الإسلامي، وجهود المسيح عيسى بن مريم.

____________________

(1) انظر: متى: 28 / 29 16/ 19 و24/ 2 وغيرها.

٥٩٧

وبهذا الفهم نستطيع أن نناقش مثبتات كلا الاحتمالين، ونعرف المناشىء الحقيقية له.

فالإنقاذ العالمي مهمّة مجيدة واحدة، لا معنى لتعددها، بعد البرهنة على عدم الحاجة إلى ذلك، كما سوف يأتي في الباب الآتي في الكتاب الآتي، والمنقذ العالمي واحد، هو المهدي الإسلامي دون غيره.

وأمّا تسمية النبي عيسى (ع) بالمسيح بلا منازع، فهو لا يدل على استقلاله بهذه المهمّة لوجهين:

الوجه الأوّل: أنّ تسمية المسيح عيسى بن مريم (ع) بهذا اللقب، لم يكن مستعملاً في حياته، بل كان يتخذ مدلولاً عاماً(1) ، وإنّما أكّد على ذلك طلاّبه كَتَبَة الأناجيل الأربعة، إيحاءً بأنّه المنقذ المنتظر والمطبّق لملكوت الله دون غيره.

وأمّا تلقيب القرآن الكريم به بهذا الوصف، فهو باعتبار الشهرة الموجودة في ذلك العصر به، نتيجة لتركيز المسيحيين على ذلك طيلة عدّة قرون.

إذاً فهذه الشهرة العالمية لعيسى أو يسوع (ع)، بهذا اللقب، ليس له أي مدلول أكثر من إطلاقه على داود أو شاؤل الذي كان لمجرّد مجاملتهما على ما يبدو، بعد اليقين بأنّ أيّاً منهما لم يكن هو المنقذ المنتظَر.

الوجه الثاني: أنّه يكفي - في حدود الفهم الذي عرضناه - لتلقيب عيسى (ع) بالمسيح جهوده الكبرى في بناء اليوم الموعود، كما سنعرف، إلى حد يصدق من الناحية العلمية نسبة تطبيق العدل الكامل إليه، وإن كان ذلك في الواقع بقيادة الإمام المهدي الإسلامي (ع).

ولعلّ هذا هو الوجه الذي حدا بالقرآن الكريم إلى الاعتراف بهذه الشهرة لهذا النبي (ع) وعدم إلغائها أو تبديلها، على حين ألغاها بالنسبة إلى غيره كداود.

وبهذا يكون المثبت الأوّل للاحتمال الأوّل مندفعاً.

وأمّا ما تسالمت عليه الديانتان من عودة المسيح في آخر الزمان، فهو لا يدل بمجرّده على استقلاله بتطبيق اليوم الموعود، بل نحتمل - على الأقل - أنّه لمجرّد المشاركة فيه؛ لأجل نيل المصالح التي سنعرف طرفاً منها في ما يأتي.

____________________

(1) انظر يوحنّا: 7/27و43.

٥٩٨

وأمّا تبشيره بملكوت الله، فهو تبشير باليوم الموعود نفسه، وإنّما أكّد عليه المسيح عيسى بن مريم باعتباره الحلقة الأخيرة من التشريعات السابقة، على وجود الأطروحة العادلة الكاملة التي ستكون مطبّقة في ذلك اليوم.

وكل ما يتضمّن هذا البشير والتأكيد، هو أهميّة ملكوت الله وتطبيق عدله الكامل، ولا يعني بأيّ حالٍ استقلال المسيح بتطبيق العدل.

ولا تتضمّن الأناجيل ولا القرآن الكريم أيّ إشارةٍ إلى أنّ المسيح عيسى (ع) هو المطبّق الأكبر لذلك اليوم، وإنّما نُسب التطبيق إلى قائد معيّن أسمته الأناجيل بابن الإنسان، وهو ليس عيسى أو يسوع على أيّ حال؛ لأنّ الأناجيل تُطْلِق على يسوع لقب: ابن الله... وابن الإنسان غير ابن الله، فلا يكون ابن الإنسان إلاّ القائد الواقعي لليوم الموعود.

ويوجد في كلام الأناجيل عدد من القرائن على ذلك، كما سيأتي في الكتاب الخاص بهذا الموضوع من الموسوعة.

وبهذا يكون المثبت الثاني للاحتمال الأوّل مندفعاً.

وأمّا المثبت الثالث: وهو الخبر الوارد بهذا الصدد، فقد ناقشه ناقلوه نقاشاً حامياً.

قال ابن حجر في الصواعق(1) : قال الحاكم: أوردته تعجّباً لا محتجّاً به. وقال البيهقي:

تفرّد به محمد بن خالد. وقد قال الحاكم: إنّه مجهول. واختلف عنه في إسناده، وصرّح النسائي بأنّه منكر. وجزم غيره من الحفّاظ بأنّ الأحاديث التي قبله، أي الناصّة على أنّ المهدي من ولد فاطمة، أصحّ إسناداً.

كما أنّ هذا الخبر متضمّن لبعض المداليل المعلومة الكذب، وهو قوله: لا يزداد الأمر إلاّ شدّة، ولا الدنيا إلاّ إدباراً، ولا الناس إلاّ شُحّاً. فإنّه بمدلوله ينفي وجود اليوم الموعود الذي ترتفع فيه الشدائد وتقبل الدنيا بعد إدبارها، ويزول الشُحّ من الناس، ويتبدّل إلى التعاطف والأُخوّة على كل المستويات، ومعه، فالدليل القطعي الدال على وجود اليوم الموعود، ينفي مدلول هذا الخبر.

وإذا وجدت في الخبر فقرة فاسدة أمكن أن تكون فقراته الأُخرى فاسدة؛ فيكون ساقطاً عن الإثبات التاريخي.

وأمّا ما ورد في الخبر من أنّ الساعة لا تقوم إلاّ على شرار الناس، فهو ما ورد في عدّة

____________________

(1) ص98.

٥٩٩

أخبار سنسمعها ونبحثها في الباب القادم.

وأمّا الاحتمال الثاني: وهو تلقيب المهدي الإسلامي بالمسيح بصفته المنقذ المنتظَر، فهو أمر معقول وصحيح غير أنّه متروك إسلامياً، باعتبار ما سوف يقع عندئذٍ من الخلط بين المهدي وعيسى بن مريم.

ولكنّه على كل تقدير لا يدل على وحدة هذين القائدين، وأنّ الذي بشّرت به الأناجيل والأخبار بمجيئه ليس إلاّ المهدي نفسه، دون عيسى بن مريم (ع)؛ لأنّ الأناجيل والأخبار لو كانا قد اقتصرا على لقب المسيح لكان هذا الحمل محتملاً، غير أنّ الأمر ليس كذلك، فإنّ الأناجيل بشّرت بعودة يسوع على أيّ حال: وأمّا الأخبار فقد سمعنا تسميته بصراحة: بعيسى بن مريم (ع)، وليس مجرّد كونه مسيحاً ليحتمل انطباقه على المهدي، بل هي - في الأغلب - سمته ولم تلقّبه بالمسيح.

ومعه، فاحتمال وحدة المسيح والمهدي، وأنّهما مفهومان عن شخصٍ واحد، غير وارد في الإطلاق، بل هما شخصان يظهران معاً ويبذلان جهوداً مشتركة في إنقاذ العالم وتطبيق العدل الكامل، ويتكفّل كلاهما قيادة ومهمّة واحدة، وإن كانت القيادة العليا مسندة إلى المهدي (ع) كما سنسمع.

وبعد استنتاج هذه النتيجة: يمكننا أن نمشي في الجهات الآتية، من الحديث بسهولة.

الجهة الثالثة: في المضمون العام لهذه الأخبار.

إذا لاحظنا مجموع هذه الأخبار، واعتبرناها جميعاً قابلة للإثبات التاريخي، حصلنا على تسلسل الفكرة بالشكل التالي:

إنّ الدجال حين يبلغ قمّة مجده وإغرائه وسيطرته على العالم، ينزل المسيح من السماء واضعاً كفّيه على أجنحة مَلَكين، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، يبدو للرائي أنّه خرج من الحمّام لوقته؛ لأنّه إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدّرت منه جمرات كاللؤلؤ على وجهه. وإن كان المفهوم من الخبر أنّ هذا خيال للرائي ولي سهو برطوبة حقيقية.

وتكون الوظيفة الرئيسية الأُولى للمسيح هي قتل الدجّال والقضاء عليه، ويكون الدجّال يومئذٍ في دمشق فيلحقه المسيح فيدركه بباب لد فيقتله.

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700