الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي8%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211036 / تحميل: 7115
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

٥ - عقيدتنا في الله تعالى

نعتقد: أنّ الله تعالى واحد احد ليس كمثله شيء، قديم لم يزل ولا يزال، هو الاَوّل والآخر، عليم، حكيم، عادل، حي، قادر، غني، سميع، بصير. ولا يوصف بما تُوصف به المخلوقات؛ فليس هو بجسم ولا صورة، وليس جوهراً ولا عرضاً، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا زمان، ولا يشار إليه(١) ؟. كما لا ندَّ له، ولا شبه، ولا ضدّ، ولا صاحبة له ولا ولد، ولا شريك، ولم يكن له كفواً أحد، لا تدركه الاَبصار وهو يدرك الاَبصار.

ومن قال بالتشبيه في خلقه، بأن صوَّر له وجهاً ويداً وعيناً، أو أنّه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنّه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، أو نحو ذلك(٢) ، فانّه

____________________

(١) روي عن الامام عليعليه‌السلام قوله في جواب ذعلب: «لم أكن بالذي اعبد رباً لم أره» ثم أردف قائلاً في وصف الله تعالى: «ويلك لم تره العيون بمشاهدة الاَبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان. ويلك يا ذعلب، إنّ ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللّطافة لا يوصف باللّطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسّة، قائل لا باللّفظ، هو في الاَشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شيء فلا يقال شيء فوقه، وأمام كل شيء فلا يقال له أمام، داخل في الاَشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج».

التوحيد للصدوق: ٣٠٤ - باب حديث ذعلب - ، أمالي الصدوق: ٢٨٠ المجلس الخامس والخمسون، بحار الاَنوار: ٤/٢٧.

(٢) كقول الكرامية (إنّه تعالى في جهة فوق)!!

=

٢١

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

____________________

=

راجع: الفرق بين الفرق: ١٣١، الملل والنحل: ١/ ٩٩، وكذلك الأشاعرة في الإبانة في اصول الديانة: ٣٦ - ٥٥، وكذلك الوهابية رسالة العقيدة الحموية لإبن تيمية: ١/ ٤٢٩، الهدية السنية : ٩٧، والرسالة الخامسة منها لعبد اللطيف حفيد محمد بن عبدالوهاب.

وكذلك القول بأنه تعالى يتحد مع أبدان العارفين! كما حكم الصوفية قال العارف البلجرامي في كتابه «سبحة المرجان»:

انما الخلق المظهر الباري

هو في كل جزئه ساري

وقال الآخر منهم:

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

نحن روحان حللنا بدنا

ويراجع ديوان الشيخ ابن الفارض، كما في قصيدته التائية الكبرى المسماة بنظم السلوك ومطلعها:

سقتني حميا الحب راحة مقلتي

وكأسي محيا من عن الحسن جلت

وقصيدته اليائية، مطلعها:

سائق الأضعان يطوي البيد طي

منعما عرج على كثبان طي

ورسائل الشيخ عطار وغيرها كثير.

ذكر العلامة الحلي معقبا على هذه الخرافات بقوله: (فانظرو إلى هؤلاء المشايخ الذين يتبركون بمشاهدهم كيف اعتقادهم في ربهم، وتجويزهم تارة الحلول واخرى الاتحاد، وعبادتهم الرقص والتصفيق والغناء) إلى أن قال: (ولقد شاهدت جماعة من الصوفية في حضرة مولانا الحسينعليه‌السلام وقد صلوا المغرب سوى شخص واحد منهم كان جالسا لم يصل، ثم صلوا بعد ساعة العشاء سوى ذلك الشخص، فسألت بعضهم عن ترك صلاة ذلك الشخص، فقال: وما حاجة هذا إلى الصلاة وقد وصل؟ أيجوز ان يجعل بينه وبين الله حاجباً؟ فقلت: لا فقال: الصلاة حاجب بين العبد والرب) نهج الحق: ٥٨.

يراجع: مناقب العارفين للافالكي، وأسرار التوحيد: ١٨٦، والأنوار في كشف الاسرار للشيخ روزبهان البقلي، والمجلد الثاني من احياء العلوم للغزالي.

٢٢

بمنزلة الكافر به، جاهل بحقيقة الخالق المنزَّه عن النقص، بل كل ما ميّزناه بأوهامنا في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود إلينا - على حد تعبير الامام الباقرعليه‌السلام (١) - وما أجلّه من تعبير حكيم! وما أبعده من مرمى علمي دقيق!

وكذلك يلحق بالكافر من قال: إنّه يتراءى لخلقه يوم القيامة(٢) ، وإن

____________________

(١) انظر بحار الاَنوار: ٦٩/٢٩٣ ح٢٣، المحجة البيضاء: ١/٢١٩.

(٢) حيث حكم الاَشاعرة بأنّ الله تعالى يتراءى لخلقه. راجع: الابانة في أصول الديانة لاَبي الحسن الاَشعري: ٥ و٦، الملل والنحل: ١/٨٥ إلى ٩٤، وحاشية الكستلي المطبوع في هامش شرح العقائد للتفتازاني: ٧٠، اللوامع الالهية: ٨٢ و٩٨.

ويضيف البغدادي: (وأجمع أهل السنة على أنّ الله تعالى يكون مرئياً للمؤمنين في الآخرة، وقالوا بجواز رؤيته في كل حال ولكل حي من طريق العقل، ووجوب رؤيته للمؤمنين خاصة في الآخرة من طريق الخبر). الفرق بين الفرق: ٣٣٥ - ٣٣٦.

وباستثناء المجسّمة الذين زعموا أنّ أهل المحشر كافة سيرونه - تعالى عن ذلك - يوم القيامة نصب أعينهم باتصال اشعّتها بجسمه، ينظرون إليه لا يمارون كما لا يمارون في الشمس والقمر ليس دونهما سحاب.. فإنّ محل النزاع منحصر في أنّ رؤية الباري تعالى هل هي ممكنة مع تنزيهه؟ أم هي مع التنزيه ممتنعة مستحيلة؟ فالاَشاعرة ذهبوا إلى الاَول وذهبنا نحن - تبعاً لائمتناعليهم‌السلام - إلى الثاني.

راجع - للتفصيل: كتاب كلمة حول الرؤية للاِمام السيد عبد الحسين شرف الدين؛ فقد أوفى الغرض بمناقشة هذه المسألة واستعراضها باسلوب رصين.

هذا كله بالاضافة إلى ما ورد من الاَحاديث - المزعومة - التي ذكرت بأن الله خلق آدم على صورته، وأنّ له جوارح مشخصة، كالاَصابع والساق والقدم، وأنّ في ساقه علامة يعرف بها، وأنّه يضع قدمه في جهنّم يوم القيامة لتكف عن النهم فتقول: قط! قط!، وأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يراه - سبحانه - فيقع ساجداً، وأنّ الله يهبط يوم القيامة إلى العباد ليقضي بينهم، وأنّ المسلمين يرون ربّهم يوم القيامة كما يرون القمر لا يضامون في رؤيته. وغيرها الكثير؛ لاحظ: صحيح البخاري: ٨/٦٢، ٩/١٥٦، وصحيح مسلم: ٤/٢١٨٣ وغيرها، سنن ابن ماجه: ١/٦٤، مسند أحمد: ٢/٢٦٤ وغيرها، الموطأ: ١/٢١٤ ح٣٠، أصل الشيعة وأصولها - مقدمة المحقّق - هامش ص ٢٤.

٢٣

نفى عنه التشبيه بالجسم لقلقة في اللسان؛ فان أمثال هؤلاء المدّعين جمدوا على ظواهر الاَلفاظ في القرآن الكريم أو الحديث، وأنكروا عقولهم وتركوها وراء ظهورهم. فلم يستطيعوا أن يتصرَّفوا بالظواهر حسبما يقتضيه النظر والدليل وقواعد الاستعارة والمجاز.

٢٤

٦ - عقيدتنا في التوحيد

ونعتقد: بأنّه يجب توحيد الله تعالى من جميع الجهات، فكما يجب توحيده في الذات ونعتقد بأنّه واحد في ذاته ووجوب وجوده، كذلك يجب - ثانياً - توحيده في الصفات، وذلك بالاعتقاد بأنّ صفاته عين ذاته - كما سيأتي بيان ذلك - وبالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته الذاتية؛ فهو في العلم والقدرة لا نظير له، وفي الخلق والرزق لا شريك له، وفي كلّ كمال لا ندَّ له.

وكذلك يجب - ثالثاً - توحيده في العبادة؛ فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه، وكذا إشراكه في العبادة في أيّ نوع من أنواع العبادة؛ واجبة أو غير واجبة، في الصلاة وغيرها من العبادات.

ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك، كمن يرائي في عبادته ويتقرَّب إلى غير الله تعالى، وحكمه حكم من يعبد الاَصنام والاَوثان، لا فرق بينهما(١) .

____________________

(١) يذكر الشيخ المظفرقدس‌سره في محاضراته الفلسفية قوله: (في بحثنا الالهي نخطو خطوات ونجتاز مراحل:

١ - المرحلة الاولى: في إثبات أصل واجب الوجود.

٢ - المرحلة الثانية: بعد ثبوت أصل واجب الوجود لا بدّ أن يكون هو صرف الوجود.

٣ - المرحلة الثالثة: بعد ثبوت المرحلتين ننتقل إلى وحدانيته؛ لاَنّه إذا ثبت أنّه صرف الوجود فلا بد أن يكون واحداً؛ لاَنّ صرف الشيء لا بدّ أن يكون واحداً، وإلاّ لم يكن صرف الشيء، وإذا كان عارياً من كل حد فلا يعقل أن يتعدّد؛ لاَنّ الاَشياء إنّما تتمايز بالحدود.

فالتوحيد لا ينحصر في الاعتقاد بوحدة واجب الوجود وأنه صرف الوجود، بل هو تعالى واحد في خلقه وفيضه، فكل الاَشياء من فيضه وتجليات لنوره).

ثم يذكر الشيخقدس‌سره برهانا للقدماء على التوحيد، وملخصه: ( العالم واحد فلا

=

٢٥

أمّا زيارة القبور وإقامة المآتم، فليست هي من نوع التقرُّب إلى غير الله تعالى في العبادة - كما توهّمه بعض من يريد الطعن في طريقة الامامية، غفلة عن حقيقة الحال فيها(١) - بل هي من نوع التقرُّب إلى الله تعالى

____________________

=

بد أن يكون الخالق واحدا؛ فهناك تلازم بين وحدة الخالق ووحدة المخلوق - وهو العالم - بحيث لو فرض وجود عالمين لفرض وجود إلهين اثنين، وهو مقولة: الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد.

ثم يشير عند شرحه لخطبة التوحيد المشهورة للامام عليعليه‌السلام عند قولهعليه‌السلام : «وكمال توحيده الاخلاص له»: والفكرة العامية للاخلاص هو الاخلاص بالعبادة، ولكن هذا المعنى لا يترتب على ما قبله، ولا ينسجم مع ما بعده؛ فالاخلاص يعني تنزيه من كل النقائص، ومن كل شيء يقدح في كونه واجب الوجود، فهو أعم من الاخلاص في العمل والعبادة، فالتوحيد لا يكون توحيداً حقيقياً إلا إذا وحدته من جميع الجهات في ذاته وصفاته وأفعاله وعبادته أيضاً، فالاخلاص له يعني التوحيد من جميع الجهات، وتنزيهه عن الشريك من جميع النواحي إلى آخره).

يراجع: الفلسفة الاسلامية؛ محاضرات الشيخ المظفرقدس‌سره على طلاب كلية الفقه في النجف الاشرف، الدرس العاشر: ٩١، والدرس الحادي عشر: ٩٣، والدرس الرابع عشر: ١٠٣.

(١) وفي هذه العبارة التي ذكرها المصنفقدس‌سره إشارة إلى الشبهة التي أثارها بعض خصوم الشيعة حول زيارة القبور وأشاعوا انّها محرّمة. واعتمدوا في ذلك على الحديث النبوي الذي نقله النسائي في سننه، ولفظه «لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج»: ٤/٩٥. ونقله أيضاً بنفس اللفظ: كنز العمال: ١٦/٣٨٨ ح٤٥٠٣٩. وذكره أيضاً ابن ماجه في سننه، ولكن بلفظ مختلف هو: «لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوّارت القبور»: ١/٥٠٢ باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور، ح١٥٧٤ و ١٥٧٥ ، ١٥٧٦. ولا يخفى ما في متن الحديثين من تفاوت واضطراب؛ فلفظ زائرات يختلف عن زوّارت - بصيغه المبالغة - وكذلك عدم ورود الزيادة التي ذكرها النسائي اضافة إلى ذلك، ذكر هذا الحديث كل من محمد ناصر الدين الاَلباني في: سلسلة الاَحاديث الضعيفة: ١/٢٥٨ ح٢٢٥، وكذلك ابن عدي في: الكامل في الضعفاء: ٥/١٦٩٨ بدون ذكر الزيادة الموجودة في سنن النسائي.

=

٢٦

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

____________________

=

هذا من ناحية المتن، أما بالنسبة إلى السند، ففي سند هذا الحديث: عبدالوارث بن سعيد وأبو صالح - على رواية النسائي وراوية ابن ماجه الاولى - وعبدالله بن عثمان وعبدالرحمن بن بهمان - على رواية ابن ماجه الثانية - وهؤلاء يمكن الاطلاع على احوالهم مما يلي: -

١- عبدالوارث بن سعيد: قال عنه ابن حبان: كان قدرياً. وقال ابن أبي خيثمة: وكان يرمى بالقدر. وقال الساجي: كان قدرياً ذم لبدعته، وقال ابن معين: كان يرى القدر ويظهره. ذكر ذلك في تهذيب التهذيب: ٦/ ٣٩١ - ٣٩٢.

٢ - أبو صالح: وهو مردد بين ميزان البصري وبين باذام مولى ام هاني. والمرجح عند أهل الرجال والحديث أنه باذام. وباذام هذا قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: ١/ ٣٦٤ - ٣٦٥ أنه قال فيه أحمد: كان ابن مهدي قد ترك حديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: ولم أعلم أحداً من المتقدمين رضيه. وقال زكريا بن أبي زائدة، كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ باذنه فيهزها ويقول: ويلك تفسر القرآن وأنت لا تحفظ القرآن، وقال ابن المديني عن القطان عن الثوري: قال الكلبي قال لي أبو صالح: كلما حدثتك كذب. ونقل ابن الجوزي عن الازدي أنه قال: كذاب.

هذا ما ذكره تهذيب التهذيب. أما في سلسلة الأحاديث الضعيفة فبعد أن ذكر الحديث ورجح أن أبو صالح هذا هو باذام قال: (وأبو صالح هذا مولى ام هانئ بنت أبي طالب، واسمه باذان ويقال: باذام. وهو ضعيف عند جمهور النقاد ولم يوثقه أحد إلا العجلي وحده. بل كذبه اسماعيل بن أبي خالد والأزدي، ووصمه بعضهم بالتدليس وقال الحافظ في «التقريب»: ضعيف مدلس. وهو ضعيف عند ابن الملقن وعبد الحق الأشبيلي). سلسلة الأحاديث الضعيفة: ١/ ٢٥٨.

٣- عبدالله بن عثمان: قال النسائي: ثقة، وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: كان يخطئ ‎ وقال عبدالله بن الدورقي عن ابن معين: أحاديثه ليست بالقوية. وقال: ابن خثيم ليس بالقوي علي بن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث. ذكره تهذيب التهذيب: تهذيب التهذيب: ٦/ ١٣٥.

٤- عبدالرحمن بن بهمان: وهذا قال فيه ابن المديني: لا نعرفه. كما نقله عنه في تهذيب التهذيب: ٦/ ١٣٥.

هذا هو حال سند هذا الحديث وحال متنه، ويضاف إلى ذلك أنه معارض بأخبار أخر

=

٢٧

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..

____________________

=

كثيرة أحسن منه متناً وأقوى سنداً؛ فقد جاء من الأحاديث التي تحث على زيارة قبر النبي العديد العديد منها ما في كنز العمال: ١٥/ ٦٥١ ح ٤٢٥٨٢ - ٤٢٥٨٤، وكذا في جزئه الخامس / ١٣٥ ح ١٢٣٦٨ - ١٢٣٧٣، وكذلك ما جاء في السنن الكبرى للبيهقي: ٥/ ٢٤٥ باب زيارة قبر النبي، وأما في زياره القبور بصورة عامة فلا حظ: كنز العمال: ١٥/ ٦٤٦ الفصل الثالث في زيارة القبور وفي الاحاديث من ٤٢٥٥١ إلى ٤٢٥٥٨، والسنن الكبرى للبيهقي: ٥/ ٢٤٩ باب زيارة القبور التي في بقيع الغرقد، وباب زيارة قبور الشهداء. وكذا في سنن ابن ماجه: ١/ ٥٠٠ باب ما جاء في زيارة القبور. وغير هذه المصادر الكثير الكثير مما يقصر هذا الموضع عن عدها. ولو سلمنا صحة الحديث السابق - جدلا - ومقاومته ومعارضته لكل هذه الأحاديث الصحيحة القوية، فان هذا الأحاديث يمكن أن نعتبرها ناسخة له إذا لا حظنا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكركم بالاخرة» ذكره كنز العمال: ١٥/ ٦٤٦ ح ٤٢٥٥٥ وغيره كثير. هذا كله بالاضافة إلى إجماع المسلمين على جواز زيارة القبور، بل رجحانها واستحبابها، وقيام السيرة على ذلك منذ عهد النبي، فقد ذكر البيهقي في سننه الكبرى وغيره بأنه كلما كانت ليلة عائشة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وآتاكم ما توعدون» ذكره في الجزء: ٥/ ٢٤٩، وذكر النسائي في سننه، كتاب الجنائز، باب زيارة قبور المشركين، وأبو داود في سننه في زيارة القبور ح٣٢٣٤، وبن ماجه في سننه في باب ما جاء في زيارة قبور المشركين: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله. بالاضافة إلى الاحاديث المتكاثرة التي تذكر بأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعلم عائشة الدعاء عند زيارة القبور. ولو تجاوزنا هذا كله ورجعنا إلى الحديث الذي اعتمدوه ولا حظناه - بغض النظر عن كل ما قدمناه - فلن نجد فيه الدلالة التي ذكروها بل قد استفاد الكثير من المحدثين والفقهاء كراهة زيارة القبور بالنسبة للنساء فقط لا غير، وإليك نص العبارة التي ذكرها البيهقي في سننه الكبرى: ٤/ ٧٨، فقد قال: (إن فاطمة بنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ثم قال: وقد روينا في الحديث الثابت عن أنس بن مالك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مر بامرأة عند قبر وهي تبكي فقال: «اتقي الله واصبري» وليس في الخبر أنه نهاها عن الخروج إلى المقبرة، وفي ذلك تقوية لما روينا

=

٢٨

بالاعمال الصالحة، كالتقرُّب إليه بعيادة المريض، وتشييع الجنائز، وزيارة الاخوان في الدين، ومواساة الفقير.

فإنّ عيادة المريض - مثلاً - في نفسها عمل صالح يتقرَّب به العبد إلى الله تعالى، وليس هو تقرُّباً إلى المريض يوجب أن يجعل عمله عبادة لغير الله تعالى أو الشرك في عبادته، وكذلك باقي أمثال هذه الاَعمال الصالحة التي منها: زيارة القبور، وإقامة المآتم، وتشييع الجنائز، وزيارة الاِخوان.

أما كون زيارة القبور وإقامة المآتم من الاَعمال الصالحة الشرعية، فذلك يثبت في علم الفقه، وليس هنا موضع إثباته(١) .

____________________

=

عن عائشة إلا أن اصح ما روي ذلك صريحا حديث أم عطية وما يوافقه من الأخبار، فلو تنزهن عن اتباع الجنائز والخروج إلى المقابر وزيارة القبور كان أبرأ لدينهن). انتهى كلامه. وحديث أم عطية هو: قالت نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا: السنن الكبرى: ٤/ ٧٧ قال: وأخرجه مسلم في الصحيح من وجهين عن هشام. سنن ابن ماجه ١/ ٥٠٢ ح ١٥٧٧.

ولزيادة الاطلاع والتوضيح راجع: كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب، للسيد محسن الأمين العاملي.

(١) وعلى سبيل المثال نذكر ما ورد في السنة والسيرة للنبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله حول رجحان أمثال هذه الاَعمال الصالحة؛ منها ما رواه البخاري في صحيحه في باب فضائل أصحاب النبي: ٤/٢٠٤ عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «على مثل جعفر فلتبك البواكي» وكذلك ندب النبي إلى البكاء على حمزة فقال: «على مثل حمزة فلتبك البواكي» راجع: طبقات ابن سعد: ٢/٤٤، ومغازي الواقدي: ١/٣١٧، ومسند أحمد: ٢/٤٠. وذكر النسائي في سننه، كتاب الجنائز باب زيارة قبور المشركين، وابو داود في سننه في زيارة القبور ح ٣٢٣٤ وابن ماجه في سننه في باب ما جاء في زيارة قبور المشركين: أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله زار قبر اُمه فبكى وأبكى من حوله.

وكذلك صح بكاء الزهراءعليها‌السلام على أبيها وبكاء زينب بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام على أخويها الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وقال الامام الصادقعليه‌السلام : «قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى» كامل الزيارات: ١٠٨.

وقالعليه‌السلام : «نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمه لنا عبادة، وكتمان سرنا جهاد

=

٢٩

والغرض؛ إنّ إقامة هذه الاَعمال ليست من نوع الشرك في العبادة - كما يتوهمه البعض - وليس المقصود منها عبادة الاَئمّة، وإنّما المقصود منها إحياء أمرهم، وتجديد ذكرهم، وتعظيم شعائر الله فيهم( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإنَّها مِنْ تَقْوى القُلُوب ) (١) .

فكلّ هذه أعمال صالحة ثبت من الشرع إستحبابها، فإذا جاء الانسان متقرِّباً بها إلى الله تعالى، طالباً مرضاته، استحقّ الثواب منه، ونال جزاءه.

____________________

=

في سبيل الله». بحار الأنوار: ٤٤/ ٢٧٨ ح٤.

وقال الامام الرضاعليه‌السلام : «من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» أمالي الصدوق: المجلس السابع عشر.

(١) الحج ٢٢: ٣٢.

٣٠

٧ - عقيدتنا في صفاته تعالى

ونعتقد: أنّ من صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات الجمال والكمال - كالعلم، والقدرة، والغنى، والاِرادة، والحياة - هي كلّها عين ذاته، ليست هي صفات زائدة عليها، وليس وجودها إلاّ وجود الذات؛ فقدرته من حيث الوجود حياته، وحياته قدرته، بل هو قادر من حيث هو حي، وحي من حيث هو قادر، لا إثنينيه في صفاته ووجودها، وهكذا الحال في سائر صفاته الكماليّة.

نعم، هي مختلفة في معانيها ومفاهيمها، لا في حقائقها ووجوداتها؛ لاَنّه لو كانت مختلفة في الوجود - وهي بحسب الفرض قديمة وواجبة كالذات - للزم تعدّد واجب الوجود، ولانثلمت الوحدة الحقيقية، وهذا ما ينافي عقيدة التوحيد(١) .

وأمّا الصفات الثبوتية الاضافية - كالخالقية، والرازقية، والتقدّم، والعلّية - فهي ترجع في حقيقتها إلى صفة واحدة حقيقية، وهي القيّومية

____________________

(١) يشير الشيخ المظفرقدس‌سره إلى هذا المعنى بقوله: -

(أمّا القول بالاعتبار الذي معناه أنّ الصفات لا واقع خارجي لها، فنحن نعتبر هذا الكلام غير صحيح؛ لاَنّ الله تعالى وصف نفسه بأنّه عليم حكيم قادر هو محض القدرة والعلم والحياة، لا أنّه ذات لها القدرة والعلم والحياة، ولكن هذه الصفات متغايرة بالمفهوم الذي يفهم منه لدى الذهن؛ لاَنّها ألفاظ غير مترادفة، فتغايرها اعتباري مفهومي فقط، فلا تغاير في الصفات وجوداً، ولا من حيث الحيثيّة، ولا تعددها اعتباري كما ذكروا، بل هناك تعدد مفهومي يحكي عن حقيقة هو كلّ الحقائق. قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «فمن وصفه فقد عدّه..» أليس هو قد وصفه بصفات كثيرة؟! ولكنه يعني أنّ من وصفه بصفات زائدة على الذات، بحيث يوجب تعدد الذات وتعدّد القدماء، ويخرج عن كونه واجب الوجود).

الفلسفة الاسلامية محاضرات الشيخ المظفرقدس‌سره : ١٠٢.

٣١

لمخلوقاته، وهي صفة واحدة تنتزع منها عدّة صفات باعتبار اختلاف الآثار والملاحظات.

وأمّا الصفات السلبية التي تسمّى بصفات الجلال، فهي ترجع جميعها إلى سلب واحد هو سلب الامكان عنه؛ فإنّ سلب الاِمكان لازمه - بل معناه - سلب الجسمية والصورة والحركة والسكون، والثقل والخفّة، وما إلى ذلك، بل سلب كل نقص.

ثمّ إنّ مرجع سلب الاِمكان - في الحقيقة - إلى وجوب الوجود، ووجوب الوجود من الصفات الثبوتية الكمالية، فترجع الصفات الجلالية (السلبية) آخر الاَمر إلى الصفات الكمالية (الثبوتية) ، والله تعالى واحد من جميع الجهات، لا تكثّر في ذاته المقدّسة، ولا تركيب في حقيقة الواحد الصمد.

ولا ينقضي العجب من قول من يذهب إلى رجوع الصفات الثبوتية إلى الصفات السلبية؛ لمّا عزّ عليه أن يفهم كيف أنّ صفاته عين ذاته، فتخيّل أنّ الصفات الثبوتية ترجع إلى السلب؛ ليطمئنّ إلى القول بوحدة الذات وعدم تكثّرها، فوقع بما هو أسوأ؛ إذ جعل الذات التي هي عين الوجود، ومحض الوجود، والفاقدة لكلّ نقص وجهة إمكان، جعلها عين العدم ومحض السلب(١) ، أعاذنا الله من شطحات الاَوهام، وزلاّت الاَقلام.

____________________

(١) في كلام المصنّفقدس‌سره إشارة إلى ما ذهب إليه الشيخ الصدوققدس‌سره في قوله: (كلّما وصفنا الله تعالى من صفات ذاته فإنّما نريد بكل صفة منها نفي ضدّها عنه عز وجل. ونقول: لم يزل الله عز وجل سميعاً بصيراً عليماً حكيماً قادراً عزيزاً حياً قيوماً واحداً قديماً. وهذه صفات ذاته.

ولا نقول: إنّه عز وجل لم يزل خلاّقاً فاعلاً شائياً مريداً راضياً ساخطاً رازقاً وهاباً متكلماً؛ لاَنّ هذه صفات أفعاله، وهي محدثة لا يجوز أن يقال: لم يزل الله موصوفاً بها) الاعتقادات: ٨.

=

٣٢

كما لا ينقضي العجب من قول من يذهب إلى أنّ صفاته الثبوتية زائدة على ذاته؛ فقال بتعدّد القدماء، ووجود الشركاء لواجب الوجود، أو قال بتركيبه - تعالى عن ذلك -(١) .

____________________

=

الاعتقادات: ٨.

ولا يخفى أن هذا يعني أنه يمكن انطباق عدة سلوب على موضوع واحد؛ فمعنى الحياة هو عدم الموت، ومعنى العلم عدم الجهل، ومعنى القدرة عدم العجز.. وهكذا، وهذه اسلوب يمكن انطباقها على ذات واحدة، فيتبين أن الله - تعالى عن ذلك - هو مجموعة اسلوب، ويعقب الشيخ المظفر على ذلك بقوله: (نحن نحترم الشيخ الصدوق - كمحدث وناقل - فاذا تحدث عن مثل هذه الامور فلا نقبل آراءه. فنحن نريد أن نقول: أنه لا تعدد حقيقي، ولا من حيث الحيثية، ولا تعدد اعتباري؛ لأن التعدد من ناحية الاعتبار ومن ناحية الحيثية لا قيمة له، فالفكرة التي نؤمن بها يعرب عنها الفارابي بقوله : (هو عالم من حيث قادر ، وقادر من حيث هو حي ، وحي من حيث هو عالم ..) إن هذه الصفات ليس فيها تعدد حقيقي ولا تعدد حيثية ؛ لان جهة العلم ليست غير جهة الحياة ، فالتعدد الذي نتصوره هو بالمفهوم الذي يحكي عن حقيقة ، وتعددها عين وحدتها نحن نقول : انه عالم من حيث هو قادر ، وهو حيثيات واقعية ولكن لا بمعنى ان لها وجودات مستقلة ، بل بمعنى ان نفس الوجود هو بنفسه العلم وهو بنفسه القدرة لا ان القدرة موجودة بذلك الوجود لتكون حيثية مقابلة لتلك الحيثية ، فهذه الصفات وان كانت حقيقة وواقعية ففي عين تعددها هي واحدة ، وتعدد هذه المفاهيم يكشف عن معنى حقيقي ولكن ليس هناك تعدد حتى بالمعنى ، وهذا العمق في هذا القول هو الذي غاب عن أفكار أصحاب الاقوال السابقة ) لاحظ : الفلسفة الاسلامية للمظفر : ١٠١ - ١٠٢. راجع : تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد ٤١، وكذلك : مطارح النظر في شرح الباب الحادي عشر للشيخ صفي الدين الطريحي : الفصل الثالث : ١٣١- ١٦٢.

(١) نجد أنّ الشيخ المؤلف قد اوضح هذه المسألة من حيث أنّ الاَقوال فيها كما يلي: -

١ - الصفات زائدة على الذات، ولكنها لازمة لها أي واجبة الوجود أيضاً، هذا قول الاَشاعرة.

٢ - قول الكرامية بأنّ الصفات زائدة على الذات ولكنها غير لازمة لها؛ لاَنّها لو كانت

=

٣٣

قال مولانا أمير المؤمنين وسيِّد الموحّدينعليه‌السلام : «وكمالُ الاِخلاصِ لهُ نفيُ الصِفاتِ عنهُ؛ لشهادةِ كلِّ صفةٍ أَنَّها غيرُ المَوصوفِ، وشهادةِ كلِّ موصوفٍ أنَّه غيرُ الصفةِ، فمَنْ وَصَفَ الله سبحانه فَقدْ قرنَهُ، ومَنْ قرنَهُ فَقدْ ثنّاهُ، ومَنْ ثنّاهُ فَقدْ جزّأَهُ، ومن جزّأَهُ فَقدْ جَهِلَهُ...»(١) .

____________________

=

لازمة لكانت واجبة الوجود وحينئذٍ يلزم تعدد واجب الوجود.

٣- وقول بأن وجود الصفات نفس وجود الذات أي متحدة بالوجود مع تعدد الحيثية، كتعدد حيثيات صفات الانسان ، فالنفس في وحدتها كل القوى أي وجودا.

٤- وقول بأن هذا التعدد اعتباري ، أي ليس هناك تعدد في الوجود ولا في الحيثيات ، وإنما يعتبرها الذهن ، ومنشأ الاعتبار هو نفس الذات.

فهذه الأقوال جميعا لا نرتضيها ؛ لأنها كلها غير صحيحة ، وإنما نشأ الخلط في دقة النظر في فهم عينية الصفات للذات.

الأشاعرة لم يفهموا معنى عينية الصفات للذات وظنوا أن معنى ذلك أنه تعالى لا صفات له ، والكرامية قالوا : إن الصفات لو كانت ملازمة للزم تعدد واجب الوجود ، والقائلون بتعدد الحيثيات قالوا بأن هذا لا يثلم عقيدة التوحيد ، والقائلون بالاعتبار قالوا : إن القول بتعدد الحيثيات غير معقول.

الفلسفة الاسلامية للشيخ المظفر : ١٠٠.

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١ (من كلام لهعليه‌السلام يذكر فيها ابتداء خلق السماء والاَرض)، الاحتجاج: ٢/٤٧٣ ح١١٣.

٣٤

٨ - عقيدتنا في العدل

ونعتقد: أنّ من صفاته تعالى الثبوتية الكمالية أنّه عادل غير ظالم، فلا يجور في قضائه، ولا يحيف في حكمه؛ يثيب المطيعين، وله أن يجازي العاصين، ولا يكلِّف عباده ما لا يطيقون، ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقّون(١) .

ونعتقد: أنّه سبحانه لا يترك الحسن عند عدم المزاحمة، ولا يفعل القبيح؛ لاَنّه تعالى قادر على فعل الحسن وترك القبيح، مع فرض علمه بحسن الحسن، وقبح القبيح، وغناه عن ترك الحسن وعن فعل القبيح، فلا الحسن يتضرّر بفعله حتى يحتاج إلى تركه، ولا القبيح يفتقر إليه حتى يفعله. وهو مع كل ذلك حكيم؛ لا بدّ أن يكون فعله مطابقاً للحكمة، وعلى حسب النظام الاَكمل(٢) .

____________________

(١) العدل هو الجزاء على العمل بقدر المستحق عليه، والظلم هو منع الحقوق، والله تعالى عدل كريم جواد متفضل رحيم قد ضمن الجزاء على الاعمال والعوض على المبتدئ من الآلام، ووعد التفضل بعد ذلك بزيادة من عنده، فقال تعالى( لِلّذينَ أحسَنُوا الحُسْنَى وزيادة ) يونس ١٠: ٢٦. فخبّر أنّ للمحسنين الثواب المستحق وزيادة من عنده، وقال:( مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِهَا ) يعني له عشر أمثال ما يستحق عليها،( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فِلا يُجزَى إلاّ مِثْلَها وَهُم لا يُظلَمون ) الانعام ٦: ١٦٠. يريد أنّه لا يجازيه بأكثر مما يستحقه، ثم ضمن بعد ذلك العفو ووعد بالغفران. فقال سبحانه( وإنّ ربّك لَذو مَغفِرةٍ للنَّاسِ على ظلمهم ) الرعد ١٣: ٦. وقال سبحانه:( إنّ الله لا يَغْفِر أن يُشركَ بِهِ ويَغفر مَا دُونَ ذَلِكَ لَمَنْ يَشاءُ ) النساء ٤: ٤٨... وقد أمر الله تعالى بالعدل ونهى عن الجور فقال تعالى:( إنَّ الله يأمُر بِالعَدلَ والاِحْسن ) النحل ١٦: ٩٠.

تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد: ١٠٣.

(٢) وتعتبر الشيعة الامامية العدل من أصول الدين وليس هو في الحقيقة اصلاً مستقلاً، بل هو

=

٣٥

فلو كان يفعل الظلم والقبح - تعالى عن ذلك - فانّ الأمر في ذلك لا يخلو عن أربع صور:

١ - أن يكون جاهلاً بالأمر، فلا يدري أنّه قبيح.

٢ - أن يكون عالماً به، ولكنّه مجبور على فعله، وعاجز عن تركه.

٣ - أن يكون عالماً به، وغير مجبور عليه، ولكنه محتاج إلى فعله.

٤ - أن يكون عالماً به، وغير مجبور عليه، ولا يحتاج إليه، فينحصر في أن يكون فعله له تشهّياً وعبثاً ولهواً.

وكل هذه الصور محال على الله تعالى، وتستلزم النقص فيه وهو محض الكمال، فيجب أن نحكم أنه منزَّه عن الظلم وفعل ما هو قبيح.

____________________

=

مندرج في نعوت الحق ووجوب وجوده المستلزم لجامعيّته لصفات الجمال والكمال فهو شأن من شؤون التوحيد، ولكن الاَشاعرة لما خالفوا العدلية - وهم المعتزلة والامامية - فانكروا الحسن والقبح العقليين وقالوا: ليس الحسن إلاّ ما حسّنه الشرع وليس القبح إلاّ ما قبحه الشرع، وأنه تعالى لو خلد المطيع في جهنم والعاصي في الجنة لم يكن قبيحاً؛ لاَنّه يتصرف في ملكه( لا يُسئَلُ عَمَّا يَفْعَل وَهُم يُسْئَلُونَ ) الانبياء ٢١: ٢٣. أمّا العدلية فقالوا: انّ الحاكم في تلك النظريات هو العقل مستقلاً، ولا سبيل لحكم الشرع فيها إلاّ تأكيداً وارشاداً، والعقل يستقل بحسن بعض الاَفعال وقبح البعض الآخر ويحكم بأنّ القبيح محال على الله تعالى؛ لاَنّه حكيم وفعل القبيح مناف للحكمة وتعذيب المطيع ظلم والظلم قبيح وهو لا يقع منه تعالى.

وبهذا أثبتوا لله صفة العدل وأفردوها بالذكر دون سائر الصفات إشارة الى خلاف الاشاعرة.

والعدلية بقاعدة الحسن والقبح العقليين اثبتوا جملة من القواعد الكلامية : كقاعدة اللطف ، ووجوب شكر المنعم ، ووجوب النظر في المعجزة ، وعليها بنوا أيضا مسألة الجبر والاختبار التي هي من معضلات المسائل.

للتفصيل راجع : أصل الشيعة واصولها للشيخ كاشف الغطاء : ٢٣٠.

مطارح النظر للشيخ الطريحي : الفصل الرابع ١٦٤.

٣٦

غير أن بعض المسلمين جوَّز عليه تعالى فعل القبيح(١) - تقدَّست أسماؤه - فجوَّز أن يعاقب المطيعين، ويدخل الجنّة العاصين، بل الكافرين، وجوَّز أن يكلِّف العباد فوق طاقتهم وما لا يقدرون عليه، ومع ذلك يعاقبهم على تركه، وجوَّز أن يصدر منه الظلم والجور والكذب والخداع، وأن يفعل الفعل بلا حكمة وغرض ولا مصلحة وفائدة، بحجّة أنّه( لا يُسئَلُ عَمَّا يَفعَلُ وَهُم يُسئَلونَ ) (٢) .

فربُّ أمثال هؤلاء الذين صوَّروه على عقيدتهم الفاسدة: ظالم، جائر، سفيه، لاعب، كاذب، مخادع، يفعل القبيح ويترك الحسن الجميل، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، وهذا هو الكفر بعينه، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه:( وَمَا اللهُ يُريدُ ظُلْماً للعِبَادِ ) (٣) .

وقال:( وَاللهُ لا يُحِبُّ الفَسَادَ ) (٤) .

وقال:( وَمَا خَلَقْنَا الْسَّمواتِ والاَرضَ وَمَا بَيْنَهُما لاعِبِينَ ) (٥) .

وقال:( وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ والاِنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (٦) .

إلى غير ذلك من الآيات الكريمة، سبحانك ما خلقت هذا باطلاً.

____________________

(١) والى ذلك ذهبت الاَشاعرة بقولهم إنّ الله تعالى قد فعل القبائح بأسرها من أنواع الظلم والشرك والجور والعدوان ورضي بها وأحبّها - جل عن ذلك سبحانه وتعالى -. ولتفصيل هذه الاَفكار الباطلة يراجع: نهج الحق للعلامة الحلّي: ٨٥، شرح العقائد وحاشيتة للكستلي: ١٠٩ و١١٣، الملل والنحل: ١/٨٥، ٨٨، ٩١، الفصل لابن حزم: ٣/٦٦ و٦٩، شرح التجريد للقوشجي: ٣٧٣.

(٢) الانبياء ٢١: ٢٣.

(٣) غافر ٤٠: ٣١.

(٤) البقرة ٢: ٢٠٥.

(٥) الدخان ٤٤: ٣٨.

(٦) الذاريات ٥١: ٥٦.

٣٧

٩ - عقيدتنا في التكليف

نعتقد: أنّه تعالى لا يكلِّف عباده إِلاّ بعد إقامة الحجّة عليهم(١) ، ولا

____________________

(١) لا بد من معرفة أنّ حقيقة التكليف تعني: إرادة المريد من غيره ما فيه كلفة ومشقة. فيكون عندئذ المرجع هو الارادة، بقرينة ما ذكر في التعريف من الكلفة والمشقة. وأردف السيد الشريف المرتضى علم الهدى بعد ذلك بقوله - مصحّحاً القول: إنّ التكليف لا يحسن إلاّ بعد اكمال العقل ونصب الادلّة -: (وأنه تعالى اكمل العقول وحصل سائر الشروط فلا بد من أن يكلِّف، وهذا يدل على أن التكليف غير التعريف ). وقد بحث علماؤنا مباحث التكليف بصورة مستفيضة ذاكرين وجوه المراد بالتكليف وتعلقها بالمكلِّف والمكلَّف وصفات المكلف، والغرض من هذا التكليف، والوجه المجرى به إليه، وما الافعال التي يتناولها، وما المكلِّف الذي كلف هذه الاَفعال، وبأي شيء مختص من الصفات حتى يحسن أو يجب تكليفه. والمعلوم أنّ هذا الموضوع هو من بحوث الارادة الذي استحق من المتكلمين عناية وعنواناً مفرداً على أثر الاختلاف العظيم بين العلماء وزعماء المذاهب في المشيئة الالهية المذكورة في آيات الذكر الحكيم وتعلقها بأمور غير مرضية لديه سبحانه، ثمّ في تأويلها بوجوه لا تخلو عن التكلّف في الاَكثر وأهمّها الآية ١٤٨ من سورة الاَنعام( سَيقوُل الّذين أشركُوا لو شاءَ الله ما أشركْنَا ولا آباؤُنَا ولا حَرّمنا مِنْ شَيء كَذلِكَ كذّبَ الّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتّى ذاقُوا بَأسَنَا قُلْ هَل عِنْدَكُم مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إنْ تَتَّبعونَ إلاّ الظَنَّ وإنْ أَنْتُمْ إلاّ تخرُصُون ) والآية ٢٠ من سورة الزخرف:( وَقالُوا لَو شَاءَ الرّحمنُ ما عبدنهُمْ مَا لَهُم بِذلِكَ مِنْ عِلمٍ إنْ هم إلاّ يَخرُصوُنَ ) وآيات كثيرة توهم تعلق إرادة الخالق بما يستقبحهُ المخلوق تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. ومن هذا يبدو أنّ شيخنا المظفرقدس‌سره أفرد عنواناً مستقلاً للتكليف سطر فيه ما يمكن أن يختصر نظرية الامامية في هذا الباب، ذلك أنّ مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام لها موقف واضح معروف يؤكّد على تنزيه الرب الكريم سبحانه وتقديسه عن كل ما هو قبيح أو شبه قبيح وشدة استنكارها بتعلّق مشيئة الله أو إرادته بشرك أو ظلم أو فاحشة قط، فضلاً عن فعله أو خلق فعله أو الاَمر به؛ إذ كل ذلك سيقع خلافاً لحكمته وعدله وفضله.

=

٣٨

يكلِّفهم إلاّ ما يسعهم ما يقدرون عليه وما يطيقونه وما يعلمون؛ لاَنّه من الظلم تكليف العاجز والجاهل غير المقصِّر في التعليم.

أمّا الجاهل المقصِّر في معرفة الاَحكام والتكاليف فهو مسؤول عند الله تعالى، ومعاقَب على تقصيره؛ إذ يجب على كلّ إنسان أن يتعلَّم ما يحتاج إليه من الاَحكام الشرعية(١) .

____________________

=

ومحصلة القول ما ذكره الشيخ المفيد بقوله: إنّ الله تعالى لا يريد إلاّ ما حسن من الاَفعال، ولا يشاء إلاّ الجميل من الاعمال، ولا يريد القبائح، ولا يشاء الفواحش - تعالى الله عمّا يقول المبطلون علواً كبيرا- :

قال الله تعالى :( وما الله يريد ظلماً للعباد ) غافر ٤٠ : ٣١.

وقال تعالى :( يريد الله بكم اليسرة ولا يريد بكم العسر ) البقرة ٢ : ١٨٥.

وقال تعالى :( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم ) النساء ٤ : ٢٦.

وقال تعالى :( والله يرريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماُ ) النساء ٤: ٢٧.

وقال تعالى :( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسن ضعيفا ) النساء ٤: ٢٨. فخبر سبحانه أنه لا يريد بعباده العسر بل يريد بهم اليسر ، وأنه يريد لهم البيان ولا يريد لهم الضلال ، ويريد التخفيف عنهم ولا يريد التثقيل عليهم ، فلو كان سبحانه مريدا لمعاصيهم لنافى ذلك إرادة البيان لهم والتخفيف عنهم واليسر لهم وكتاب الله تعالى شاهد بضد ما ذهب اليه الضالون المفترون على الله الكذب تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كلبيرا.

لاحظ : الذخيرة للسيد المرتضى : ١٠٥، تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد : المجلد ٥ من مصنفات الشيخ المفيد : ٤٨-٥١.

(١) ويدلّ عليه ما ورد في كتاب الله تعالى من قوله:( فَسْئَلُوا أَهلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون ) النحل ١٦: ٤٣ وقوله تعالى:( فَلَولا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدِّين ولُينذرِوا قَوْمَهُمْ إذا رَجَعوا إليْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرون) التوبة ٩: ١٢٢.

ويدلّ عليه أيضاً قول الامام الصادقعليه‌السلام عندما سئل عن قوله تعالى:( قلْ فَلِلّهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ ) الانعام ٦: ١٤٩. فقالعليه‌السلام : «إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أكنت عالماً؟ فان قال نعم قال له: أفلا عملت بما علمت؟! وإن قال: كنت

=

٣٩

ونعتقد: أنّه تعالى لا بدَّ أن يكلِّف عباده، ويسنَّ لهم الشرائع، وما فيه صلاحهم وخيرهم؛ ليدلّهم على طرق الخير والسعادة الدائمة، ويرشدهم إلى ما فيه الصلاح، ويزجرهم عمّا فيه الفساد والضرر عليهم وسوء عاقبتهم، وإن علم أنّهم لا يطيعونه؛ لاَنّ ذلك لطف ورحمة بعباده، وهم يجهلون أكثر مصالحهم وطرقها في الدنيا والآخرة، ويجهلون الكثير ممّا يعود عليهم بالضرر والخسران، والله تعالى هو الرحمن الرحيم بنفس ذاته، وهو من كماله المطلق الذي هو عين ذاته، ويستحيل أن ينفك عنه.

ولا يرفع هذا اللطف وهذه الرحمة أن يكون العباد متمرّدين على طاعته، غير مناقدين إلى أوامره ونواهيه.

____________________

=

جاهلاً، قال له: أفلا تعلّمت حتى تعمل؟! فيخصم، فتلك الحجة البالغة». الاَمالي للشيخ الطوسي: ٩ ح١٠/١٠. ونقله عنه: البحار: ٢/٢٩ ح١٠.

والحديث الوارد عن الامام الصادقعليه‌السلام : (عليكم بالتفقه في دين الله ، ولا تكونوا أعرابا ؛ فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله اليه يوم القيامة ولم يزك له عملا .)الكافي :١/٢٤ ح٧.

كما ورد في الرسائل العملية للعلماء الأعلام : يجب على المكلف تعلم مسائل الشك والسهو التي في معرض ابتلائه لئلا يقع - لولا التعلم - في مخالفة تكليف إلزامي متوجه اليه عند طروهما لاحظ منهاج الصالحين للسيد السيستاني : العبادات / مسألة ١٩ص١٣.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

١٦ - بَابُ صَوْمِ(١) الْوِصَالِ وَصَوْمِ الدَّهْرِ‌

٦٣٥٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ مُخْتَارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا(٢) الْوِصَالُ(٣) فِي الصِّيَامِ(٤) ؟

قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قَالَ(٥) : لَاوِصَالَ فِي صِيَامٍ ، وَلَا صَمْتَ(٦) يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ ، وَلَاعِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ ».(٧)

__________________

= أبي بصير ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٠٧٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٤٧ ، ح ١٣٠٧١.

(١). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بر ، بف » : - « صوم ».

(٢). فيالوافي وهامش المطبوع نقلاً عن بعض النسخ : - « ما ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٤٣ : « ذهب الشيخ فيالنهاية وأكثر الأصحاب إلى أنّ صوم الوصال هو أن ينوي صوم يوم وليلة إلى السحر ، وذهب الشيخ فيالاقتصاد وابن إدريس إلى أنّ معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما. وإنّما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزءاً من الصوم ، أمّا لو أخّره الصائم بغير نيّة فإنّه لا يحرم في ما قطع به الأصحاب ، والاحتياط يقتضي اجتناب ذلك ». وللمزيد راجع :النهاية ، ص ١٧٠ ؛الاقتصاد ، ص ٢٩٣ ؛السرائر ، ج ١ ، ص ٤٢٠ ؛المختصر النافع ، ص ٧١ ؛كشف الغطاء ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ؛جواهر الكلام ، ج ١٧ ، ص ١٢٩.

(٤). فيالوسائل : « صيام ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ما الوصال في الصيام؟ ، أي ما حكم الوصال؟ لا حقيقته ؛ لينطبق الجواب عليه ، مع أنّه يحتمل أن يكونعليه‌السلام أعرض عن الجواب تقيّة ».

(٥). في « بر ، بف » : « فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ».

(٦). كذا في المطبوعوالوافي والوسائل . وفي النسخ : « وصمت » بدون لا.

(٧).الكافي ، كتاب النكاح ، باب أنّه لارضاع بعد فطام ، ضمن ح ٩٨٩٨ ؛ والنوادر للأشعري ، ص ٢٦ ، ضمن ح ١٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٥٠٥٠ ، بسند آخر ، من قوله : « ولا صمت يوم إلى الليل » مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب الصيام ، باب فضل صوم شعبان ، ضمن ح ٦٣٤٢ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٠٧ ، ضمن ح ٩٢٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣٨ ، ضمن ح ٤٥٢ ، بسند آخر ، وتمام الرواية : « لاوصال في صيام ». وفيالكافي ، كتاب العتق والتدبير والكتابة ، باب أنّه لاعتق إلّابعد ملك ، ح ١١١٤٦ ؛والتهذيب ، ج ٨ ، ص ٢١٧ ، ح ٧٧٣ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٥ ، ح ١٤ ، وتمام الرواية : « ولا عتق قبل =

٤٦١

٦٣٥٧/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْوِصَالُ فِي الصِّيَامِ(٣) أَنْ يَجْعَلَ عَشَاءَهُ سَحُورَهُ(٤) ».(٥)

٦٣٥٨/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ‌

__________________

= ملك » مع زيادة في أوّله. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٧ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛ والجعفريّات ، ص ١١٢ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٣٧٨ ، المجلس ٦٠ ، ضمن ح ٤ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٤٢٣ ، المجلس ١٥ ، ضمن ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخير إلى قوله : « ولا صمت يوم إلى الليل ».الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ ، ضمن ح ٤٢٧٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٠٤٩ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مندون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وتمام الرواية : « لاوصال في صيام ولا صمت يومٍ إلى الليل » ؛وفيه ، ج ٣ ، ص ١١٦ ، ح ٣٤٤٥ ، مرسلاً عن رسول اللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية : « ولاعتق قبل ملك » مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ١١ ، ص ٦٧ ، ح ١٠٤٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٤٠١٧.

(١). في « بر ، بف ، جر » : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٢). لم نجد رواية الحسن بن محبوب عن الحلبي - والمراد به في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام إمّا عبيد الله بن عليّ أو أخوه محمّد - مباشرة إلاّفي هذا السند وما ورد فيعلل الشرائع ، ص ٥٨١ ، ح ١٥ من رواية الحسن بن محبوب عن محمّد الحلبي. والغالب في رواية الحسن بن محبوب عن الحلبي هو النقل بواسطة واحدة ، وفي بعض الموارد بواسطتين ، كما ورد فيالكافي ، ح ٩٨٩٣ ؛ من رواية ابن محبوب عن أبي أيّوب الخزّاز - والصواب الخرّاز - عن ابن مسكان عن الحلبي ، وما ورد فيالكافي ، ح ١٣٩٠٨ ؛ من رواية ابن محبوب ، عن عليّ بن الحسن بن رباط ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي.

فعليه لا يبعد وقوع الخلل في ما نحن فيه ؛ من سقط أو إرسال.

ويؤكِّد ذلك أنّ عمدة مشايخ محمّد وعبيدالله الحلبيين - وهم حمّاد بن عثمان ، وعبدالله بن مسكان ، وحميد بن المثنّى ، وأبان بن عثمان - كلّهم في طبقة مشايخ الحسن بن محبوب.

(٣). فيالفقيه : « الوصال الذي نهى عنه هو » بدل « الوصال في الصيام ».

(٤). العَشاء ، بالفتح والمدّ : الطعام بعينه الذي يؤكل عند العِشاء ، وهو خلاف الغَداء. والسِّحور : ما يتسحّر به من طعام أو شراب. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٢٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ( عشا ) وج ٢ ، ص ٣٤٧ ( سحر ).

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ٨٩٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عمّن رواه ، عن الحلبي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٠٤٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٦٨ ، ح ١٠٤٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٤٠١٦.

٤٦٢

أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُوَاصِلُ فِي الصِّيَامِ يَصُومُ يَوْماً وَلَيْلَةً ، وَيُفْطِرُ فِي السَّحَرِ».(١)

٦٣٥٩/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ؟

فَقَالَ : « لَمْ نَزَلْ نَكْرَهُهُ(٢) ».(٣)

٦٣٦٠/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ ، فَكَرِهَهُ ، وَقَالَ : « لَا بَأْسَ أَنْ يَصُومَ(٤) يَوْماً ، وَيُفْطِرَ(٥) يَوْماً ».(٦)

١٧ - بَابُ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ وَهُوَ شَاكٌّ فِي الْفَجْرِ(٧) أَوْ بَعْدَ طُلُوعِهِ‌

٦٣٦١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

__________________

(١).الوافي ، ج ١١ ، ص ٦٨ ، ح ١٠٤٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٤٠١٨.

(٢). في « ى ، بر » : - « فقال : لم نزل نكرهه - إلى - عن صوم الدهر » في الحديث الآتي. وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لم نزل نكرهه ، إن كان المراد بالدهر ما يشمل الأيّام المحرّمة فالكراهة بمعنى الحرمة ، وإن كان بمعنى سائر الأيّام فهي بمعناه ، كما هو المشهور بين الأصحاب ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٠٤٨ ، معلّقاً عن زرارةالوافي ، ج ١١ ، ص ٦٨ ، ح ١٠٤٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٤٠٣٣.

(٤). في « بث ، بخ » : « بأن يصوم ». وفي « بح ، بس » : « أن تصوم ». وفي « بر ، بف » : « أن يفطر ».

(٥). في « بر ، بف » : « ويصوم ». وفي « بح » : « وتفطر ».

(٦).الوافي ، ج ١١ ، ص ٦٩ ، ح ١٠٤٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٤٠٣٤.

(٧). في « ى » : + « أو بعد الفجر ».

٤٦٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَسَحَّرَ(١) ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَتَبَيَّنَ؟

قَالَ : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ذلِكَ ، ثُمَّ لْيَقْضِهِ(٢) ، فَإِنْ تَسَحَّرَ فِي غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْفَجْرِ ، أَفْطَرَ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ أَبِي كَانَ لَيْلَةً يُصَلِّي وَأَنَا آكُلُ ، فَانْصَرَفَ ، فَقَالَ : أَمَّا جَعْفَرٌ فَقَدْ أَكَلَ وَشَرِبَ بَعْدَ الْفَجْرِ ، فَأَمَرَنِي(٣) ، فَأَفْطَرْتُ ذلِكَ الْيَوْمَ فِي غَيْرِ شَهْرِ(٤) رَمَضَانَ ».(٥)

٦٣٦٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَكَلَ وَشَرِبَ(٦) بَعْدَ مَا طَلَعَ الْفَجْرُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ قَامَ فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ(٧) الْفَجْرَ فَأَكَلَ ، ثُمَّ عَادَ فَرَأَى الْفَجْرَ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَلَا إِعَادَةَ(٨) عَلَيْهِ ؛ وَإِنْ كَانَ قَامَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ فَرَأى أَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ(٩) ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَيَقْضِي(١٠) يَوْماً آخَرَ ؛ لِأَنَّهُ بَدَأَ بِالْأَكْلِ قَبْلَ النَّظَرِ ، فَعَلَيْهِ الْإِعَادَةُ ».(١١)

__________________

(١). في « بس » بالتاء والياء معاً. و « تسحّر » أي أكل السَّحور ، وهو ما يؤكل عند السحر من الطعام والشراب. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٤٧ ؛المصباح المنير ، ص ٢٦٧ ( سحر ).

(٢). فيالوافي : « ليقضيه ».

(٣). في « ى » : - « فأمرني ».

(٤). في « بخ ، بف » : - « شهر ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨١٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٦ ، ح ٣٧٩ ، بسندهما عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٠٨٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٥ ، ذيل ح ١٢٩٩٥.

(٦). فيالوسائل والتهذيب والاستبصار : « أو شرب ».

(٧). فيالتهذيب : « ولم ير ».

(٨). فيالتهذيب : « فلا إعادة ».

(٩). في « بخ ، بر ، بف »والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « الفجر ».

(١٠). في « ى ، بح » وحاشية « بث » : « وليقض ».

(١١).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨١١ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٦ ، ح ٣٧٨ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، =

٤٦٤

٦٣٦٣/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : آمُرُ الْجَارِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ : طَلَعَ الْفَجْرُ ، أَمْ لَا ، فَتَقُولُ : لَمْ يَطْلُعْ(١) ، فَآكُلُ ، ثُمَّ أَنْظُرُهُ(٢) ، فَأَجِدُهُ قَدْ طَلَعَ(٣) حِينَ نَظَرَتْ؟

قَالَ : « تُتِمُّ يَوْمَكَ ، ثُمَّ تَقْضِيهِ(٤) ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي نَظَرْتَ ، مَا كَانَ عَلَيْكَ قَضَاؤُهُ ».(٥)

٦٣٦٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ خَرَجَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَأَصْحَابُهُ يَتَسَحَّرُونَ فِي بَيْتٍ ، فَنَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ ، فَنَادَاهُمْ(٦) ، فَكَفَّ بَعْضُهُمْ ، وَظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ يَسْخَرُ ، فَأَكَلَ؟

فَقَالَ(٧) : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ، وَيَقْضِي ».(٨)

٦٣٦٥/ ٥. صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى(٩) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام : يَكُونُ عَلَيَّ الْيَوْمُ وَالْيَوْمَانِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَأَتَسَحَّرُ‌

__________________

= ص ١٣١ ، ذيل ح ١٩٣٨ ، معلّقاً عن سماعة بن مهرانالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٠٨٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٥ ، ح ١٢٩٩٧.

(١). فيالوافي : + « بعد ».

(٢). في «بخ،بر،بس ، بف »والوافي : « أنظر ».

(٣). في « ى » : + « الفجر ». وفيالوافي : « قد كان طلع ».

(٤). في « بر »والتهذيب : « وتقضيه ». وفي « جن » : - « ثمّ ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨١٣ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٩٤٠ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٨٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٨ ، ذيل ح ١٣٠٠٢.

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والفقيه والتهذيب . وفي المطبوع : « وناداهم ».

(٧). في « ى ، بث »والتهذيب : « قال ».

(٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨١٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٩٣٩ ، معلّقاً عن صفوان بن يحيىالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٨٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٨ ، ذيل ح ١٣٠٠٣.

(٩). السند معلّق على سابقه ، كما هو واضح.

٤٦٥

مُصْبِحاً ، أُفْطِرُ ذلِكَ الْيَوْمَ ، وَأَقْضِي(١) مَكَانَ ذلِكَ الْيَوْمِ(٢) يَوْماً(٣) آخَرَ ، أَوْ أُتِمُّ(٤) عَلى صَوْمِ ذلِكَ الْيَوْمِ ، وَأَقْضِي يَوْماً آخَرَ؟

فَقَالَ : « لَا ، بَلْ تُفْطِرُ ذلِكَ الْيَوْمَ(٥) ؛ لِأَنَّكَ أَكَلْتَ مُصْبِحاً ، وَتَقْضِي يَوْماً آخَرَ ».(٦)

٦٣٦٦/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ شَرِبَ(٧) بَعْدَ مَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَهُوَ لَايَعْلَمُ(٨) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

قَالَ : « يَصُومُ يَوْمَهُ ذلِكَ ، وَيَقْضِي يَوْماً آخَرَ ، وَإِنْ(٩) كَانَ قَضَاءً لِرَمَضَانَ فِي شَوَّالٍ ، أَوْ فِي(١٠) غَيْرِهِ ، فَشَرِبَ بَعْدَ(١١) الْفَجْرِ ، فَلْيُفْطِرْ يَوْمَهُ ذلِكَ ، وَيَقْضِي ».(١٢)

٦٣٦٧/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « بح »والوافي : « أو أقضي ». وقال فيالوافي : « أو في قوله : أو أقضى بمعنى إلى أن ، فالياء مفتوحة ، وربمايوجد في بعض النسخ : وأقضي ، وهو أوضح ».

(٢). في « بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جن »والوسائل : - « اليوم ». وفي « بر » : - « مكان ذلك اليوم ».

(٣). في « ى » : - « يوماً ».

(٤). في « بخ ، جن » : « واُتمّ ».

(٥). في « ى »والوافي : - « اليوم ».

(٦).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٠٨٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٧ ، ح ١٣٠٠٠.

(٧). في « بر ، بف » : « يشرب ».

(٨). في « ى ، بر ، بس » : + « أنّه ».

(٩). في « بر ، بس » : « فإن ».

(١٠). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بر ، بف ، جن »والوسائل : - « في ».

(١١). في « بر » : + « طلوع ».

(١٢).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٨٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٦ ، ح ١٢٩٩٨ ، إلى قوله : « ويقضي يوماً آخر » ؛ وص ١١٧ ، ح ١٣٠٠١.

٤٦٦

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلَيْنِ قَامَا ، فَنَظَرَا إِلَى الْفَجْرِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : هُوَ ذَا(١) ، وَقَالَ الْآخَرُ : مَا أَرى شَيْئاً؟

قَالَ : « فَلْيَأْكُلِ الَّذِي لَمْ يَسْتَبِنْ لَهُ(٢) الْفَجْرُ ، وَقَدْ حَرُمَ عَلَى الَّذِي زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الْفَجْرَ ؛ إِنَّ(٣) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( كُلُوا (٤) وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (٥) ».(٦)

١٨ - بَابُ الْفَجْرِ مَا هُوَ وَمَتى(٧) يَحِلُّ وَمَتى يَحْرُمُ الْأَكْلُ‌

٦٣٦٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ(٨) ، عَنْ‌

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ : « هوذا ، اسم الإشارة راجع إلى الفجر ، ومدلوله مقطوع به في كلام‌الأصحاب ، والآية ظاهرة الدلالة عليه ».

(٢). فيالوافي : « لم يتبيّن له ». وفي تفسير العيّاشي : « يستيقن » بدل « يستبن له ».

(٣). فيالوافي : « لأنّ ».

(٤). في « بث ، بح ، بس »والفقيه :( وَكُلُوا ) .

(٥). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٩٦٧ ، بسنده عن عثمان بن عيسى.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، صدر ح ١٩٣٨ ، معلّقاً عن سماعة بن مهران.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٣ ، ح ١٩٩ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٣٠ ، ح ١٠٧٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٩ ، ح ١٣٠٠٤.

(٧). في « جن » : « متى » بدون الواو.

(٨). روى محمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب - كتاب العلاء بن رزين بواسطة الحسن بن محبوب ، ولم‌يُعْهَد روايته عن العلاء مباشرةً. كما أنّه لم يعهد رواية العلاء عن موسى بن بكر ؛ بل العلاء متقدّم عليه طبقة. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٢٢ ، الرقم ٥٠٠.

فعليه وقوع الخلل في السند ممّا لا ريب فيه. وقال الاُستاد السيد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في رفع الخلل : « فقد يخطر بالبال كون الصواب : عليّ بن الحكم ، بدل العلاء بن رزين ؛ فقد أكثر محمّد بن الحسين من الرواية عن عليّ بن الحكم ، وكذا أكثر عليّ بن الحكم من الرواية عن موسى بن بكر ، وقد وردت فيالكافي ، ح ٩١٠٩ - وعنهالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢١٧ ، ح ٩٤٩ ، من غير تصريح - رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن الحكم ، عن موسى بن بكر ».

٤٦٧

مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَذَّنَ(١) ابْنُ أُمِّ(٢) مَكْتُومٍ(٣) لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ(٤) ، وَمَرَّ رَجُلٌ بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ ، فَدَعَاهُ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ(٥) لِلْفَجْرِ ، فَقَالَ : إِنَّ هذَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، فَإِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ ، فَعِنْدَ ذلِكَ فَأَمْسِكْ(٦) ».(٧)

٦٣٦٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْفَجْرُ(٩) هُوَ الَّذِي إِذَا رَأَيْتَهُ مُعْتَرِضاً كَأَنَّهُ بَيَاضُ(١٠)

__________________

= وقال في كيفيّة تبديل « عليّ بن الحكم » ب- « العلاء بن رزين » : « عليّ بن الحكم يروي عن العلاء بن رزين ( = العلاء = العلاء السقلاء ) في روايات كثيرة جدّاً ، منها ما ورد في كتاب الصيام منالكافي - كالخبر المبحوث عنه - بهذا الإسناد : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن الحكم ، عن العلاء بن رزين ؛ فلعلّ الكليني -قدس‌سره - أخطأ الراوي بالمرويّ عنه ، فبدّل أحدهما بالآخر. ويؤكّد الوهم شباهة « عليّ » بـ « علاء ».

(١). في « بث ، بخ » : « كان ».

(٢). في « ى » : - « اُمّ ».

(٣). في « بخ » : + « يؤذّن ».

(٤). فيالوافي : « لصلاة الغداة ؛ يعني لتهيئة صلاة الغداة قبل وقتها ».

(٥). في « ظ » : « مؤذّن ».

(٦). في « بث »والوافي : « أمسك ». وفيالوسائل ، ح ٦٨٨٠ : + « يعني في الصوم ».

(٧).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٨ ، ح ١٠٧٤٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٨٩ ، ح ٦٨٨٠ ، من قوله : « فقال : إنّ هذا ابن اُمّ مكتوم » ؛ وج ١٠ ، ص ١٢٠ ، ح ١٣٠٠٧ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٦٤ ، ح ٦ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٣٢ ، ح ٩٨.

(٨). هكذا في « جر »والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٥. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : - « عن ابن أبي عمير ».

وابن أبي عمير روى كتاب عليّ بن عطيّة ، وتوسّط بينه وبين إبراهيم بن هاشم في عددٍ من الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٨٣ ، الرقم ٤٢١ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٢٩٤.

ويؤيّد ما أثبتناه ما تقدّم فيالكافي ، ح ٤٨٥٩ ؛ من نقل الخبر باختلاف يسير جدّاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن عطيّة.

(٩). في الكافي ، ح ٤٨٥٩والتهذيب ، ح ١١٨والاستبصار ، ح ٩٩٧ : « الصبح ».

(١٠). فيالفقيه والتهذيب ، ج ٤والاستبصار ، ح ٩٩٧ : + « نهر ».

٤٦٨

سُورى(١) ».(٢)

٦٣٧٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) عَنِ( الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) (٤) ؟

فَقَالَ : « بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ ».

قَالَ : « وَكَانَ(٥) بِلَالٌ يُؤَذِّنُ لِلنَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ - وَكَانَ أَعْمى - يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، وَيُؤَذِّنُ بِلَالٌ(٦) حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ ، فَقَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إِذَا سَمِعْتُمْ صَوْتَ بِلَالٍ ، فَدَعُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، فَقَدْ أَصْبَحْتُمْ ».(٧)

__________________

(١). في مرآة العقولوالتهذيب ، ح ١١٨ وج ٤والاستبصار ، ح ٩٩٧ : « سوراء ». و « سورى » ، مثال بشرى : موضع بالعراق من أرض بابل ، وهو بلد السريانيّين ، والمراد ببياضها نهرها ، كما ورد في غيره من الأخبار ، وهو الفرات. وقال العلّامة المجلسي : « ويروى عن الشيخ البهائيرحمه‌الله : نباض ، بالنون ، ثمّ الباء الموحّدة ، من قولهم : نبض الماء نبوضاً : إذا سال. ولا يخفى غرابته من مثله ، لكنّ الجواد قد يكبو والصارم قد ينبو ». أقول : قرأه العلّامة الفيض وفسّره كما قرأه الشيخ البهائي وفسّره. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٩٠ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٨٩ ( سور ). وللمزيد في تحقيق المقام راجع :الحبل المتين ، ص ١٤٤ - ١٤٦.

(٢).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت الفجر ، ح ٤٨٥٩. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٥ ، معلّقاً عن الكليني.وفيه ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ١١٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ، ح ٩٩٧ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن عطيّة.الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٤٣٦ ، معلّقاً عن عليّ بن عطيّة. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ١١٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ، ح ٩٩٦ ، بسند آخر عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٠٧٤٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٢١٠ ، ح ٤٩٤٢.

(٣). في « جر »والتهذيب : « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته » بدل « قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ».

(٤). البقرة (٢) : ١٨٧. وفيالوافي : +( مِنَ الْفَجْرِ ) .

(٥). في « ظ »والوسائل ، ح ٦٨٧٩ : « كان » بدون الواو.

(٦). فيالتهذيب : - « وابن اُمّ مكتوم - إلى - ويؤذّن بلال ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٤ ، ح ٥١٣ ، معلّقاً عن الكليني.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٤ ، ح ٢٠٣ ، عن عبيدالله =

٤٦٩

٦٣٧١/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ؛

وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١) ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ) (٢) الْآيَةَ ، فَقَالَ : « نَزَلَتْ(٣) فِي خَوَّاتِ بْنِ(٤) جُبَيْرٍ(٥) الْأَنْصَارِيِّ ، وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فِي الْخَنْدَقِ وَهُوَ صَائِمٌ ، فَأَمْسى وَهُوَ(٦) عَلى تِلْكَ الْحَالِ ، وَكَانُوا(٧) قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ هذِهِ الْآيَةُ إِذَا نَامَ أَحَدُهُمْ حُرِّمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ(٨) ، فَجَاءَ خَوَّاتٌ إِلى أَهْلِهِ حِينَ أَمْسى ، فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمْ طَعَامٌ؟ فَقَالُوا :(٩) لَاتَنَمْ(١٠) حَتّى نُصْلِحَ(١١) لَكَ طَعَاماً ، فَاتَّكَأَ ، فَنَامَ ، فَقَالُوا لَهُ : قَدْ فَعَلْتَ(١٢) ؟ قَالَ(١٣) : نَعَمْ ، فَبَاتَ عَلى تِلْكَ الْحَالِ ، فَأَصْبَحَ(١٤) ، ثُمَّ غَدَا إِلَى الْخَنْدَقِ ، فَجَعَلَ يُغْشى عَلَيْهِ ، فَمَرَّ بِهِ(١٥) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِ ، أَخْبَرَهُ كَيْفَ كَانَ أَمْرُهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِ الْآيَةَ :( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ

__________________

= الحلبي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٩٣٦ ، مرسلاً ، وفي الأخيرين إلى قوله : « بياض النهار من سواد الليل »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٨ ، ح ١٠٧٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١١ ، ح ١٢٩٨٧ ؛وفيه ، ج ٥ ، ص ٣٨٩ ، ح ٦٨٧٩ ، من قوله : « قال : وكان بلال يؤذّن » إلى قوله : « حين يطلع الفجر » ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٦٥ ، ح ٧ ؛ وج ٨٣ ، ص ١١١ ، ح ١٣ ، إلى قوله : « حين يطلع الفجر ».

(١). فيالتهذيب : - « بن يحيى ».

(٢). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٣). فيالوسائل : « اُنزلت ».

(٤). في « بث » : - « بن ».

(٥). في « بح ، جن » وحاشية « بث » : « حنين » ، وهو سهو. راجع :اُسدالغابة ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، الرقم ١٤٨٩؛سير أعلام النبلاء ،ج ٢ ،ص ٣٢٩ ،الرقم ٦٤. (٦). فيالفقيه والتهذيب :«وأمسى»بدل«فأمسى وهو».

(٧). في حاشية « بث »والتهذيب : « وكان ».

(٨). فيالفقيه والتهذيب : - « والشراب ».

(٩). هكذا في جميع النسخوالوافي والوسائل والبحار والفقيه . وفي المطبوع : + « لا ».

(١٠). في « ت ، بخ ، بذ ، بر ، بز ، بص ، بط ، بظ ، بك ، جى » : « فنم ». فيالتهذيب : « أقم » بدل « لاتنم ».

(١١). في حاشية « بث » : « حتّى نطبخ ». وفيالفقيه والتهذيب : « حتّى نصنع ».

(١٢). فيالوسائل والتهذيب : « قد غفلت ».

(١٣). في «بر ، بف»والوافي والتهذيب : « فقال ».

(١٤). فيالفقيه والتهذيب : « وأصبح ».

(١٥). فيالتهذيب : - « به ».

٤٧٠

الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (١) ».(٢)

٦٣٧٢/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ(٣) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : مَتى يَحْرُمُ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ(٤) عَلَى الصَّائِمِ ، وَتَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْرِ؟

فَقَالَ : « إِذَا اعْتَرَضَ الْفَجْرُ ، وَكَانَ كَالْقُبْطِيَّةِ(٥) الْبَيْضَاءِ ، فَثَمَّ(٦) يَحْرُمُ الطَّعَامُ(٧) ، وَيَحِلُّ الصِّيَامُ(٨) ، وَتَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْرِ ».

قُلْتُ : فَلَسْنَا فِي وَقْتٍ إِلى أَنْ يَطْلُعَ شُعَاعُ الشَّمْسِ.

فَقَالَ : « هَيْهَاتَ ، أَيْنَ تَذْهَبُ؟ تِلْكَ صَلَاةُ الصِّبْيَانِ ».(٩)

__________________

(١). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٤ ، ح ٥١٢ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٩٣٥ ، معلّقاً عن أبي بصير.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٦٦ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٧ ، ح ١٠٧٤١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٢ ، ح ١٢٩٩٠ ؛البحار ، ج ٢٠ ، ص ٢٦٧ ، ح ٢١.

(٣). فيالتهذيب ، ج ٤ : + « عن محمّد بن قيس ». لكنّه غير مذكور في بعض النسخ المعتبرة منه ، كما أنّ ما ورد فيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٥ ، ح ١٠٧٧ ؛ من رواية عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي بصير ، لم تذكر عبارة « عن محمّد بن قيس » في بعض نسخه المعتبرة. وكأنّه ناشٍ من كثرة روايات عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٤٧٦ - ٤٨٠.

ويؤيّد ذلك ما ورد في كثيرٍ من الأسناد من رواية عاصم بن حميد عن أبي بصير مباشرةً ، وعدم معهوديّة رواية عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي بصير. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٤٧٣ - ٤٧٥.

(٤). فيالفقيه والتهذيب ، ج ٤ : - « والشراب ».

(٥). في « بر ، بف » وحاشية « بث » : « كالقطنة ». و « القِبْطِيَّةُ » : ثياب بيض رقاق من كتّان ، تتّخذ بمصر ، وقد يضمّ‌القاف ؛ لأنّهم يغيّرون في النسبة ، كما قالوا : سُهْليّ ودُهْريّ ، وكأنّه منسوب إلى القِبْط ، وهم أهل مصر. وهذا في الثياب ، فأمّا في الناس فقِبطيّ بالكسر. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥١ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٦ ( قبط ).

(٦). في « بر » : « ثمّ ».

(٧). في « بث ، بخ » : + « والشراب ».

(٨). في « بث ، بس »والتهذيب ، ج ٤ : - « ويحلّ الصيام ». وفيالفقيه : « على الصائم » بدل « ويحلّ الصيام ».

(٩).التهذيب ،ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ،ج ٢ ، ص ١٣٠،ح ١٩٣٤،معلّقاً عن =

٤٧١

١٩ - بَابُ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَيْلٌ فَأَفْطَرَ قَبْلَ اللَّيْلِ‌

٦٣٧٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْمٍ صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَغَشِيَهُمْ سَحَابٌ أَسْوَدُ(١) عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَظَنُّوا أَنَّهُ لَيْلٌ(٢) ، فَأَفْطَرُوا(٣) ، ثُمَّ إِنَّ السَّحَابَ انْجَلى ، فَإِذَا الشَّمْسُ؟

فَقَالَ : « عَلَى الَّذِي أَفْطَرَ صِيَامُ ذلِكَ الْيَوْمِ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( ثُمَّ أَتِمُّوا (٤) الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ) (٥) فَمَنْ أَكَلَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ اللَّيْلُ ، فَعَلَيْهِ قَضَاؤُهُ(٦) ؛ لِأَنَّهُ أَكَلَ مُتَعَمِّداً ».(٧)

٦٣٧٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ(٨) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَسَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْمٍ صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَغَشِيَهُمْ سَحَابٌ أَسْوَدُ عِنْدَ‌

__________________

= عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ليث المرادي. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٢٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٦ ، ح ١٠٠٢ ، بسندهما عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير المكفوف ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٠٧٤٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٢٠٩ ، ذيل ح ٤٩٤١ ؛وفيه ، ج ١٠ ، ص ١١١ ، ح ١٢٩٨٨ ، إلى قوله : « يحلّ الصيام وتحلّ الصلاة صلاة الفجر ».

(١). في « بس » : « سواد » بدل « سحاب أسود ».

(٢). في حاشية « بث ، بح » : « الليل ».

(٣). في « بث » : « فأفطر بعضهم ». وفي « بس » : - « فأفطروا ».

(٤). هكذا في المصحف الشريفوالوافي . وفي النسخ والمطبوع : « وأتمّوا ».

(٥). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٦). في « ى » : « قضاء ».

(٧). راجع :الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٠ ، ح ١٩٠١ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨١٦ و٨١٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ٣٧٤ و٣٧٥الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٠٨٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٢٢ ، ذيل ح ١٣٠٠٩.

(٨). في الاستبصار : + « بن عبد الرحمن ».

٤٧٢

غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَرَأَوْا أَنَّهُ اللَّيْلُ ، فَأَفْطَرَ بَعْضُهُمْ(١) ، ثُمَّ إِنَّ السَّحَابَ انْجَلى ، فَإِذَا الشَّمْسُ(٢)

قَالَ(٣) : « عَلَى الَّذِي أَفْطَرَ صِيَامُ ذلِكَ الْيَوْمِ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( أَتِمُّوا (٤) الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ) فَمَنْ أَكَلَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ اللَّيْلُ ، فَعَلَيْهِ قَضَاؤُهُ(٥) ؛ لِأَنَّهُ أَكَلَ مُتَعَمِّداً ».(٦)

٢٠ - بَابُ وَقْتِ الْإِفْطَارِ‌

٦٣٧٥/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا(٧) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(٨) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « وَقْتُ سُقُوطِ الْقُرْصِ وَوُجُوبِ(٩) الْإِفْطَارِ مِنَ الصِّيَامِ(١٠) أَنْ يَقُومَ(١١) بِحِذَاءِ الْقِبْلَةِ ، وَيَتَفَقَّدَ(١٢) الْحُمْرَةَ الَّتِي تَرْتَفِعُ مِنَ الْمَشْرِقِ ، فَإِذَا جَازَتْ قِمَّةَ الرَّأْسِ(١٣) إِلى نَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ ، فَقَدْ وَجَبَ الْإِفْطَارُ ، وَسَقَطَ‌

__________________

(١). في « بر » : « لبعضهم ».

(٢). فيالتهذيب والاستبصار : - « فأفطر بعضهم ، ثمّ إنّ السحاب انجلى ، فإذا الشمس ».

(٣). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « فقال ».

(٤). كذا في النسخ ، وفي المصحف الشريفوالتهذيب والاستبصار :( ثُمَّ أَتِمُّوا ) .

(٥). في « ظ » : + « وعليه الإفطار ».

(٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨١٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ٣٧٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٠٨٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٢١ ، ح ١٣٠٠٩.

(٧). في الكافي ، ح ٤٨٤٤ : « عن عليّ بن محمّد » بدل « عدّة من أصحابنا ».

(٨). في الكافي ، ح ٤٨٤٤ : - « بن عبيد ».

(٩). في « بح ، جن » : « وجوب » بدون الواو.

(١٠). في الكافي ، ح ٤٨٤٤ : - « من الصيام ».

(١١). في « ى ، بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي والوسائل ح ١٣٠١٤ والكافي ح ٤٨٤٤ : « أن تقوم ».

(١٢). في « ظ ، ى ، بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي : « وتتفقّد ».

(١٣). في « بر » : - « قمّة ». وفي حاشية « ظ ، بث » : « قبّة الرأس ». و « قِمَّةُ الرأس » : أعلاه ووسطه. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠١٥ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١١٠ ( قمم ).

٤٧٣

الْقُرْصُ(١) ».(٢)

٦٣٧٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ابْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ(٣) بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا غَابَتِ الْحُمْرَةُ مِنْ هذَا الْجَانِبِ - يَعْنِي نَاحِيَةَ(٤) الْمَشْرِقِ - فَقَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ(٥) وَغَرْبِهَا ».(٦)

٦٣٧٧/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْإفْطَارِ : قَبْلَ الصَّلَاةِ ، أَوْ بَعْدَهَا؟

قَالَ : « إِنْ كَانَ مَعَهُ قَوْمٌ يَخْشى أَنْ يَحْبِسَهُمْ عَنْ عَشَائِهِمْ(٧) ، فَلْيُفْطِرْ مَعَهُمْ ، وَإِنْ‌

__________________

(١). فيالوافي : « قد مضى في كتاب الصلاة أنّ معنى سقوط القرص غيبوبته في الاُفق بحيث إذا نظر إليه لم ير ، وأنّ تأخير الصلاة والإفطار إلى ذهاب الحمرة المشرقيّة من باب الأولى والأحوط ، دون الوجوب ، وذلك لأنّ بذهاب الحمرة يتحقّق الغروب التامّ من معمورة العالم ، أو أكثر البلاد ، فتفسير السقوط هنا بذلك تفسير له بما يتحقّق معه الاحتياط ، فلا ينافي كون معناه مجرّد الغيبوبة عن النظر في الاُفق ».

(٢).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت المغرب والعشاء الآخرة ، ح ٤٨٤٤. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٣١ ، ح ١٠٧٥١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٧٣ ، ذيل ح ٤٨٣٠ ؛ وج ١٠ ، ص ١٢٤ ، ح ١٣٠١٤.

(٣). في الاستبصار ، ح ٩٥٧ : « يزيد » ، لكنّ المذكور في بعض نسخه المعتبرة هو « بريد ».

(٤). فيالوافي : « من » بدل « ناحية ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٧٠ : « قولهعليه‌السلام : في شرق الأرض ، أي القرص من المغرب وأثرها من المشرق ، أو من البلاد الشرقيّة والغربيّة القريبة ».

(٦).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت المغرب والعشاء الآخرة ، ح ٤٨٤٢ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩ ، ح ٨٤ و٨٥ ؛ وص ٢٥٧ ، ح ١٠٢١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٦٥ ، ح ٩٥٦ و٩٥٧ ، بسند آخر عن القاسم بن عروةالوافي ، ج ٧ ، ص ٢٦٥ ، ح ٥٨٧٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ، ذيل ح ٤٨٢٧.

(٧). العَشاء - بالفتح والمدّ - : الطعام بعينه الذي يؤكل عند العِشاء ، وهو خلاف الغَداء. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٢٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ( عشا ).

٤٧٤

كَانَ غَيْرُ(١) ذلِكَ ، فَلْيُصَلِّ وَلْيُفْطِرْ(٢) ».(٣)

٢١ - بَابُ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِياً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌

٦٣٧٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَسِيَ ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ ، ثُمَّ ذَكَرَ؟

قَالَ : « لَا يُفْطِرْ(٤) ، إِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ رَزَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ».(٥)

٦٣٧٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

قَالَ : « لَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءُهُ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ».

٦٣٨٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ‌

__________________

(١). في « بر » : « دون ».

(٢). في « بح ، بر ، بس ، بف ، جن » : « ويفطر ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٧ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ، ح ١٩٣٣ ، معلّقاً عن الحلبي.التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٨ ، صدر ح ٥٧٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٠٧٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٤٩ ، ذيل ح ١٣٠٧٩.

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٧١ : « قولهعليه‌السلام : لا يفطر ، بإطلاقه يشمل كلّ صوم ، كما هو المذهب ، فالتعميم في العنوان أولى ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٧ ، ح ٨٣٨ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٨ ، ح ١٨٩٣ ، معلّقاً عن الحلبي. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٨٠٩ ؛ وص ٢٧٧ ، ح ٨٣٩ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن‌أميرالمؤمنينعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الصيام ، باب وجوه الصوم ، ضمن ح ٦٣١٩الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٠٨٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٠ ذيل ح ١٢٨٠٢.

٤٧٥

الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) عَنْ رَجُلٍ صَامَ فِي شَهْرِ(٢) رَمَضَانَ ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ(٣) نَاسِياً؟

قَالَ : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ ».(٤)

٦٣٨١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَنْسى ، فَيَأْكُلُ(٥) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

قَالَ : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ؛ فَإِنَّمَا(٦) هُوَ شَيْ‌ءٌ أَطْعَمَهُ اللهُ إِيَّاهُ(٧) ».(٨)

٢٢ - بَابُ مَنْ أَفْطَرَ مُتَعَمِّداً مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ أَوْ جَامَعَ مُتَعَمِّداً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌

٦٣٨٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

__________________

(١). لم يرد في النسخ من « عن الرجل يأكل ويشرب » في الحديث السابق ، إلى « سألت أبا عبداللهعليه‌السلام » في حديثنا هذا ، إلّا في « جر ». واحتمال وقوع السقط هنا في أكثر النسخ أقوى وأظهر جدّاً من احتمال الزيادة في « جر » ؛ إذ لاوجه منطقي لزيادة هذه العبارة لاسيّما بعد ما كانت مولّفة من متن وسند دون العكس. والسند المذكور في هذه العبارة من أسناد الكلينيقدس‌سره قد صرّح به في كثيرٍ من مواضعالكافي .

(٢). فيالتهذيب : - « شهر ».

(٣). في « بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي والتهذيب : « أو شرب ».

(٤).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٨٠٨ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علىّ ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٨٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥١ ، ح ١٢٨٠٦.

(٥). في « ى ، بح ، بس ، جن »والوسائل : « ويأكل ». وفي « بث » : « فأكل وشرب ».

(٦). في « بس ، جن » : « إنّما ».

(٧). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بر ، بس ، بف ، جن »والوافي والتهذيب : - « إيّاه ».

(٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٨١٠ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٨٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥١ ، ح ١٢٨٠٧.

٤٧٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ أَفْطَرَ مِنْ(١) شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً يَوْماً وَاحِداً مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ ، قَالَ : « يُعْتِقُ نَسَمَةً(٢) ، أَوْ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ، أَوْ يُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ ، تَصَدَّقَ بِمَا يُطِيقُ ».(٣)

٦٣٨٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَجُلاً(٤) أَتَى النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَقَالَ : هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ؟ فَقَالَ(٥) : النَّارَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَمَا لَكَ؟ قَالَ : وَقَعْتُ عَلى أَهْلِي ، قَالَ : تَصَدَّقْ ، وَاسْتَغْفِرْ(٦) ، فَقَالَ الرَّجُلُ : فَوَ الَّذِي(٧) عَظَّمَ حَقَّكَ مَا تَرَكْتُ فِي الْبَيْتِ شَيْئاً لَا(٨) قَلِيلاً وَلَا كَثِيراً ».

قَالَ : « فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ بِمِكْتَلٍ(٩) مِنْ تَمْرٍ فِيهِ عِشْرُونَ صَاعاً يَكُونُ عَشَرَةَ‌

__________________

(١). في « ظ ، ى ، جت ، بح ، بس »والوافي والتهذيب والاستبصار : « في ».

(٢). قال الجوهري : « النسمة : الإنسان ». وقال ابن الأثير : « النسمة : النفس والروح ، وكلّ دابّة فيها روح فهي‌نسمة ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٤٠ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٩ ( نسم ).

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٥ ، ح ٥٩٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٩٥ ، ح ٣١٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ١٨٨٤ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٢١ ، ح ٩٨٤ ، بسنده عن عبدالله بن سنان.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٢٨ ، ح ٤٨٣٠ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وتمام الرواية : « أنّه إذا لم يقدر على الإطعام تصدّق بما يطيق »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧١ ، ح ١٠٨٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٤ ، ح ١٢٧٨٩. (٤). في « ى » : « الرجل ».

(٥). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بف »والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « قال ».

(٦). فيالتهذيب والاستبصار : + « ربّك ».

(٧). في الاستبصار : « والذي ».

(٨). في « بخ »والتهذيب والاستبصار والنوادر للأشعري : - « لا ».

(٩). في « بر » : « بمكيل ». والمِكْتَل - بكسر الميم - : الزنبيل الكبير ، أو شبه الزنبيل ، يسع خمسة عشر صاعاً ، كأنّ =

٤٧٧

أَصْوُعٍ بِصَاعِنَا(١) ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خُذْ هذَا التَّمْرَ ، فَتَصَدَّقْ بِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَلى مَنْ أَتَصَدَّقُ بِهِ(٢) ، وَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي بَيْتِي(٣) قَلِيلٌ وَلَاكَثِيرٌ؟ قَالَ : فَخُذْهُ ، وَأَطْعِمْهُ(٤) عِيَالَكَ ، وَاسْتَغْفِرِ اللهَ ».

قَالَ : فَلَمَّا خَرَجْنَا(٥) ، قَالَ أَصْحَابُنَا : إِنَّهُ(٦) بَدَأَ بِالْعِتْقِ ، فَقَالَ : « أَعْتِقْ ، أَوْ صُمْ ، أَوْ تَصَدَّقْ ».(٧)

٦٣٨٤/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ وَقَعَ عَلى أَهْلِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَلَمْ يَجِدْ مَا‌

__________________

= فيه كُتَلاً من التمر ، أي قِطَعاً مجتمعة. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٠٩ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٥٠ ( كتل ).

(١). في الاستبصار : - « يكون عشرة أصوع بصاعنا ».

(٢). في « ى » : - « به ».

(٣). في«ى»: +«شي‌ء».وفيالوافي :«ليس لي شي‌ء».

(٤). فيالتهذيب والاستبصار : « فأطعمه ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٧٣ : « قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأطعمه ، لعلّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما رخّص أن يطعمه عياله لكونه عاجزاً وكان لا تجب عليه الكفّارة ، وإنّما تبرّعصلى‌الله‌عليه‌وآله من قبله ، فلا ينافي عدم جواز إعطاء الكفّارة من تجب عليه نفقته ، على أنّ عياله لفقره لم يكونوا ممّن يجب عليه نفقته ، كما جوّزه بعض الأصحاب ، قال الشهيدرحمه‌الله فيالدروس : ولو كانوا واجبي النفقة والمكفّر فقير ، قيل : يجزي ».

(٥). فيالتهذيب : « رجعنا ».

(٦). في « بر ، بف » : - « إنّه ». وفيمرآة العقول : « قوله : إنّه ، أي الصادقعليه‌السلام بدأ بالعتق عند ذكر الكفّارة في مجلس آخر ، أو في هذا المجلس ، وغفل جميل عنه ». وفي هامش الطبعة الحجريّة : « الظاهر أنّ جميلاً كان في ذلك الوقت مشتغلاً بشخص أو بشي‌ء آخر ، ولم يسمع العتق والصوم ، وسمعهما بقيّة الأصحاب كعبد المؤمن مثلاً الذي روى عنه الصدوق هذا الحديث على ما هو المشهور أنّهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للأعرابي : أعتق رقبة ، فاعتذر ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : صم شهرين ، فاعتذر ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : تصدّق ، إلى آخر الحديث. أو كان سماعهم قبل مجي‌ء جميل ذلك المجلس ، فلمّا جاء جميل كرّره لأجله ، ولم يذكر العتق والصوم ، واختصر على ذكر التصدّق اعتماداً على ذكر الأصحاب له ، وكثيراً ما يقع أمثال ذلك في المحاورات ، كذا اُفيد. رفيع ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ ، ح ٥٩٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٨٠ ، ح ٢٤٥ ، معلّقاً عن الكليني.النوادر للأشعري ، ص ٦٨ ، ح ١٤٢ ، عن جميل بن درّاج ، إلى قوله : « وأطعمه عيالك واستغفر الله »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧١ ، ح ١٠٨٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٥ ، ح ١٢٧٩٠.

٤٧٨

يَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى سِتِّينَ مِسْكِيناً ، قَالَ : « يَتَصَدَّقُ بِقَدْرِ مَا(١) يُطِيقُ ».(٢)

٦٣٨٥/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٣) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يَعْبَثُ بِأَهْلِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتّى يُمْنِيَ؟

قَالَ : « عَلَيْهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ مِثْلُ مَا عَلَى الَّذِي يُجَامِعُ ».(٤)

٦٣٨٦/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ شَهِدَ عَلَيْهِ شُهُودٌ أَنَّهُ أَفْطَرَ مِنْ(٥) شَهْرِ(٦) رَمَضَانَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟

قَالَ : « يُسْأَلُ : هَلْ عَلَيْكَ فِي إِفْطَارِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ(٧) إِثْمٌ؟ فَإِنْ قَالَ : لَا ، فَإِنَّ(٨) عَلَى الْإمَامِ أَنْ يَقْتُلَهُ ، وَإِنْ(٩) قَالَ : نَعَمْ ، فَإِنَّ عَلَى الْإمَامِ أَنْ يَنْهَكَهُ(١٠)

__________________

(١). في « بخ »والتهذيب ، ج ٤ : « بما يطيق » بدل « بقدر ما يطيق ».

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ ، ح ٥٩٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٨١ ، ح ٢٤٦ ؛ وص ٩٦ ، ح ٣١٣ ، معلّقاً عن الكليني.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٣٢٤ ، ح ١٢٠٥ ، بسنده عن محمّد بن أبي عميرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٠٨٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٦ ، ح ١٢٧٩١.

(٣). في « بخ ، بر ، بف ، جر »والوسائل والتهذيب والاستبصار : - « بن يحيى ».

(٤).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ ، ح ٥٩٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٨١ ، ح ٢٤٧ ، معلّقاً عن الكليني.التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٢٧ ، ح ١١٢٤ ، بسنده عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج.النوادر للأشعري ، ص ٦٨ ، ح ١٤٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف. راجع :الكافي ، كتاب الحجّ ، باب المحرم يقبّل امرأته ، ح ٧٣٨١ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ ، ح ٨٢٦ ؛ وج ٥ ، ص ٣٢٤ ، ح ١١١٤الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٤ ، ح ١٠٨٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩ ، ح ١٢٧٧٦. (٥). في حاشية « بح » : « في ».

(٦). في « بر »والتهذيب ، ج ١٠ : - « شهر ».

(٧). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن »والوسائل والكافي ، ح ١٤٠٤٨والتهذيب ، ج ١٠ : - « في شهر رمضان ».

(٨). في « بر ، بف »والوافي : « كان ».

(٩). في الكافي،ح ١٤٠٤٨والتهذيب ،ج ١٠:+«هو».

(١٠). « أن ينهكه » أي يبالغ في عقوبته والنَهْك : المبالغة في كلّ شي‌ء. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦١٣ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٦٥ ( نهك ).

٤٧٩

ضَرْباً ».(١)

٦٣٨٧/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ وُجِدَ(٢) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ أَفْطَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَقَدْ رُفِعَ إِلَى الْإمَامِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟

قَالَ : « يُقْتَلُ فِي الثَّالِثَةِ(٣) ».(٤)

٦٣٨٨/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُوقَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يُلَاعِبُ أَهْلَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ وَهُوَ فِي قَضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَيَسْبِقُهُ الْمَاءُ ، فَيُنْزِلُ.

قَالَ : « عَلَيْهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ(٥) مِثْلُ مَا عَلَى الَّذِي يُجَامِعُ(٦) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ».(٧)

__________________

(١).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢١٥ ، ح ٦٢٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالكافي ، كتاب الحدود ، باب حدّ المرتدّ ، ١٤٠٤٨ ؛والفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٨٩٠ ؛والتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٤١ ، ح ٥٥٨ ، معلّقاً عن ابن محبوب.المقنعة ، ص ٢٤٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٧ ، ح ١٠٨٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٣٣٣٤.

(٢). في « بخ ، بر » وحاشية « بث » والوافي والفقيه والتهذيب والنوادر للأشعري : « أخذ ».

(٣). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : يقتل في الثالثة ، ذهب إليه جماعة من الأصحاب. وقيل : يقتل في الرابعة ».

(٤).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ، ح ٥٩٨ ، معلّقاً عن الكليني.النوادر للأشعري ، ص ٦٩ ، ح ١٤ ، عن سماعة.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٨٩١ ، معلّقاً عن سماعة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الحدود ، باب حدّ المرتد ، ح ١٤٠٤٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من أخذ في شهر رمضان وقد أفطر فرفع إلى الإمام يقتل في الثالثة »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٠٨٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٣٣٣٥.

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : عليه من الكفّارة ، يدلّ على ما ذهب إليه ابنا بابويه من أنّ قضاء إفطار شهر رمضان بعد الزوال كفّارته كفّارة إفطار شهر رمضان ، وحمله المحقّق فيالمعتبر على الاستحباب ، وذهب الأكثر إلى أنّها إطعام عشرة مساكين لكلّ مسكين مدّ ، ومع العجز صيام ثلاثة أيّام. وقال ابن البرّاج : كفّارة يمين. وقال أبو الصلاح: صيام ثلاثة أيّام وإطعام عشرة مساكين ، والأشهر الأظهر ».

(٦). في حاشية « بح » : « جامع ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٢١ ، ح ٩٨٣ ، بسنده عن ابن أبي عمير.النوادر للأشعري ، ص ٦٩، ح ١٤٣، =

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700