الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي8%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211124 / تحميل: 7119
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

باب فضل السخاء والجود

١٧٠٧ - قال الصادق عليه السلام: " خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان، والسعي في حوائجهم، وإن البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفي ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران(١) ، ودخول الجنان، ثم قال لجميل: يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك(٢) ، قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله عزوجل في ذلك صاحب القليل، فقال في كتابه " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".

١٧٠٨ - وقال عليه السلام: " شاب سخي مرهق في الذنوب(٣) أحب إلى الله عزو جل من شيخ عابد بخيل ".

١٧٠٩ - وروي " أن الله عزوجل أوحى إلى موسى أن لا تقتل السامري فإنه سخي ".(٤)

___________________________________

(١) " مرغمة " بفتح الميم مصدر، وبكسرها اسم آلة من الرغام بفتح الراء بمعنى التراب.

والتزحزح: التباعد (الوافى) والخبر رواه الكلينى باسناده عن سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول الخبر ".

(٢) " غرر " بالغين المعجمة والمهملتين النجباء جمع الاغر.

وفى بعض النسخ هنا وما يأتى بالعين المهملة والزاء‌ين المعجمتين جمع العزيز.

(٣) المرهق: المفرط في الشر ومرتكب المحارم.

وفى القاموس الرهق محركة: السفه وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم.

(٤) رواه الكلينى ج ٤ ص ٤١ عن على بن ابراهيم رفعه قال: " أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام الخ ".

٦١

١٧١٠ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " من أدى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس ".(١)

١٧١١ - وقال الصادق عليه السلام: " من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة؟ أنفق ولا تخف فقرأ، وأنصف الناس من نفسك(٢) ، وافش السلام في العالم(٣) واترك المراء وإن كنت محقا "(٤) .

١٧١٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة ".

 (٥) وقال الله عزوجل: " وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين "(٦) .

١٧١٣ - وقال الصادق عليه السلام: " في قول الله عزوجل: " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم "(٧) قال: هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله عزوجل بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله عزوجل أو بمعصية الله، فإن عمل فيه بطاعة الله(٨) رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له، وإن كان عمل فيه بمعصية الله عزوجل(٩) قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله عزوجل ".

١٧١٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس البخيل من أدى الزكاة المفروضة من

___________________________________

(١) أى بالنسبة إلى من لم يؤد وان أعطى المال الكثير في غير موقعه لما مر وسيجئ.

(٢) أى كن حكما على نفسك فيما كان بينك وبين الناس وارض لهم ما ترضى لنفسك، واكره لهم ما تكره لها.

(٣) أى سلم على من لقيت من اخوانك جهارا.

(٤) المراء: الجدال، أى اترك الجدال في الكلام وان كان الحق لك.

والخبر مروى في الكافى بسند فيه ضعف ج ٤ ص ٤٤ عن معاوية بن وهب عن الصادق عليه السلام.

(٥) الخلف بفتح المعجمة واللام: العوض.

وقوله " سخت " أى جادت وفى بعض نسخ الكافى " سمحت ".

(٦) من كلام المؤلف رحمه الله كما يظهر من الكافى.

(٧) الحسرات جمع الحسرة وهى أشد الندامة.

(٨) في الكافى " أو في معصية الله فان عمل به في طاعة الله الخ ".

(٩) في بعض النسخ والكافى " وان كان عمل به في معصية الله ".

٦٢

ماله وأعطى البائنة في قومه(١) إنما البخيل حق البخيل من لم يؤد الزكاة المفروضة من ماله ولم يعط البائنة في قومه، وهو يبذر فيما سوى ذلك ".

١٧١٥ - وروي عن الفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال: " قال لي أبو عبدالله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال: الشح أشد من البخل إن البخيل يبخل بما في يده، والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عزوجل ".

١٧١٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك ".(٢)

١٧١٧ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " إذا لم يكن لله عزوجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل ".(٣)

١٧١٨ - " وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم(٤) فقال له: كذبت إن الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الضلامة على أهلها، والشحيح إذا شح منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وإقراء الضيف(٥) والنفقة في سبيل الله

___________________________________

(١) البائنة العطية، سميت بها لانها ابينت من المال (الوافى) وفى القاموس البائنة فاعلة من البين بمعنى البينونة جعلت اسما للعطية لانها ابينت من المال.

(٢) الدبيب: المشى اللين أى حركة خفيفة لا تحس، والشرك محركة: حبائل الصيد.

وقرأه الفاضل التفرشى بكسر الشين المعجمة وكسر الراء وتكلف في توجيهه بما لا يحتاج اليه.

(٣) أى إذا كان غير منظور اليه ولم يكن أهلا للهدايات والتوفيقات منع عنه اللطف فاستولى عليه الشيطان وزين له البخل.

(٤) أى عذره أشد وأكثر من عذر الظالم.

(٥) اقراء الضيف: ضيافته وخدمته والاحسان اليه.

هذه الاخبار كلها مروية في الكافي مسندة ج ٤ ص ٤٤ و ٤٥.

٦٣

عزوجل وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح ".

١٧١٩ - وقال الصادق عليه السلام: " المنجيات إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام ".

 [فضل القصد]

١٧٢٠ - وقال أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: " ما عال امرء في اقتصاد "(١)

١٧٢١ - وقال الصادق عليه السلام: " ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر ".(٢)

وقال الله عزوجل: " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو " والعفو الوسط(٣) .

وقال الله عزوجل: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " والقوام الوسط.

باب فضل سقى الماء

١٧٢٢ - قال أمير المؤمنين عليه السلام: " أول ما يبدأ به في الآخرة صدقة الماء يعني في الاجر ".

١٧٢٣ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى يحب إبراد الكبد الحرى(٤) ، ومن سقى كبدا حرى من بهيمة أو غيرها أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ".

١٧٢٤ - وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان

___________________________________

(١) العيلة والعالة: الفاقة، أى ما افتقر أحد إذا اقتصد في أمر معاشه.

والخبر رواه الكلينى ج ٤ ص ٥٣ مسندا وكذا الذى قبله.

(٢) مروى في الكافى مسندا عن مدرك بن أبى الهزهاز عنه (ع).

(٣) كما في مرسلة ابن أبى عمير عن أبى عبدالله عليه السلام " في قول الله تعالى " و يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " قال: العفو الوسط " (الكافى ج ٤ ص ٥٢)

(٤) في القاموس: الحران العطشان، والانثى حرى مثل عطشى.

٦٤

كمن أحيا نفسا، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا ".(١)

باب ثواب اصطناع المعروف إلى العلوية

١٧٢٥ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة".

١٧٢٦ - وقال عليه السلام: " إني شافع يوم القيامة لاربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا ".(٢)

١٧٢٧ - وقال الصادق عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق أنصتوا فإن محمدا يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي صلى الله عليه وآله فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون: بابائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند الله عزوجل: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت، قال: فيسكنهم في الوسيلة(٣) حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ".

___________________________________

(١) هذه الاخبار الثلاثة في الباب مروية في الكافى ج ٣ ص ٥٧ مسندة.

(٢) التشريد: الطرد والتفريق، والخبر مروى في الكافى وفيه " ورجل يسعى في حوائج ذريتى الخ ".

(٣) الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك والدرجة والقربة (القاموس) وفى معانى الاخبار ص ١١٦ في حديث طويل عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " الوسيلة هى درجتى في الجنة وهى ألف مرقاة الخ "

٦٥

باب فضل الصدقة

١٧٢٨ - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله".

١٧٢٩ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " البر والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء ".

١٧٣٠ - وقال الصادق عليه السلام: " داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة، فإنها تفك من بين لحيي سبعمائة شيطان(١) .

وليس شئ أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد"(٢) .

١٧٣١ - وقال عليه السلام: " الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحيي سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل ".

١٧٣٢ - وقال عليه السلام: " يستحب للمريض أن يعطي السائل بيده، ويأمر السائل أن يدعو له ".

___________________________________

(١) قال بعض الشراح: كأن الصدقة دخلت في أفواهم باعتبار منعهم عنها بالوجوه الباطلة فبعضهم يقول لا تتصدق فانك تصير فقيرا، وبعضهم يقول: لا تتصدق فانك أحوج منه، أو أن السائل غير مستحق، أو تصدق على آخر أحوج منه انتهى.

أقول يمكن أن يقرأ " تفك " بصيغة المعلوم فالمعنى أن الصدقة تفك الرزق من بين لحيى سبعمائة شيطان كلهم يمنعون وصوله اليك، أو بصيغة المجهول أى الصدقة تخرج من بين لحيى سبعمائة شيطان فيكون كناية عن كونها شاقة على النفس وحينئذ يكون تعليلا للجملة السابقة.

وأصل الفك الفصل بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض كما في النهاية.

(٢) كناية عن قبوله تعالى، ولعله اشارة إلى قوله تعالى: " أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ".

٦٦

١٧٣٣ - وقال عليه السلام: " باكروا بالصدقة(١) فإن البلايا لا تتخطاها(٢) ومن تصدق بصدقة أول النهار دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في ذلك اليوم، فإن تصدق أول الليل دفع الله عنه شر ما ينزل من السماء في تلك الليلة ".

١٧٣٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة(٣) والحرق والغرق والهدم والجنون، وعد عليه السلام سبعين بابا من الشر "(٤) .

١٧٣٥ - وقال صلى الله عليه وأله: " صدقة السر تطفئ غضب الرب جل جلاله "(٥) .

١٧٣٦ - وروى عمار عن الصادق عليه السلام قال: " قال لي يا عمار الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله العبادة في السر أفضل من العبادة في العلانية ".(٦)

١٧٣٧ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردوه ".(٧)

١٧٣٨ - وقال صلى الله عليه وآله: " الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر(٨) وصلة الاخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين ".

___________________________________

(١) أى ابتدؤوا النهار بالصدقة أو تصدقوا في أوله وفى الكافى " بكروا " بتشديد الكاف.

(٢) أى ان البلايا لا تتجاوز الصدقة بل هى تسدها وتمنعها وحالت بين صاحبها وبين البلايا.

(٣) الدبيلة كجهينة مصغرة: الطاعون والخراج ودمل يظهر في البطن فيقتل.

(٤) في الكافى ج ٤ ص ٥ " سبعين بابا من السوء " وهو أصوب.

(٥) غضبة تعالى كناية عن العذاب والا فهو سبحانه منزه عن أن يكون محلا للحوادث.

(٦) في المحكى عن دروس الشهيد رحمه الله الصدقة سرا أفضل الا أن يتهم بترك المواساة، أو يقصد اقتداء غيره به، اما الواجبة فاظهارها أفضل مطلقا.

(٧) " طرقكم " أى نزل عليكم، وطرق فلان طروقا إذا جاء بليل.

(٨) وجه تفضيل القرض هو أن الصدقة تقع أحيانا في يد غير المحتاج والقرض غالبا لا يقع الا في يد المحتاج.

وقيل: انما جعل الله جزاء الحسنة عشر أمثالها والقرض حسنة فاذا أخذ المقرض ما أعطاه قرضا فكأنه أخذ من العشر واحدة وبقيت له عند الله تسعة ووعد الله سبحانه أن يضاعفها له في قوله " فيضاعفه له " فتصير ثمانية عشر.

٦٧

١٧٣٩ - وسئل عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح "(١) .

١٧٤٠ - وقال عليه السلام: " لا صدقة وذو رحم محتاج "(٢) .

١٧٤١ - قال عليه السلام " ملعون ملعون من ألقى كله على الناس(٣) ملعون ملعون من ضيع من يعول "(٤) .

١٧٤٢ - وقال أبو الحسن الرضا عليه السلام: " ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته".(٥)

١٧٤٣ - وسئل الصادق عليه السلام " عن السائل يسأل ولا يدري ما هو؟ فقال: أعط من وقعت في قلبك الرحمة له، وقال: اعطه دون الدرهم، قلت: أكثر ما يعطى؟ قال أربعة دوانيق "(٦) .

١٧٤٤ - وروى الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: " كان فيما ناجى الله عزو جل به موسى عليه السلام أن قال: يا موسى أكرم السائل ببذل يسير، أو برد جميل إنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن يبلونك فيما خولتك و يسألونك مما نولتك(٧) فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران ".

___________________________________

(١) في النهاية " الكاشح ": العدو الذى يضمر لك عداوته ويطوى عليها كشحه أى باطنه وذلك لان الاخلاص فيها أتم بخلاف ذى المحبة.

(٢) حمل على الصدقة الكاملة أى لا صدقة كاملة.

(٣) الكل بالفتح: الثقل والعيال والمراد قوته وقوت عياله.

(٤) أى تركهم مهملين بلا قوت ولا نفقة.

(٥) مروى في الكافى باسناده عن معمر بن خلاد عنه عليه السلام وفيه " كيلا يتمنوا موته وتلا هذه الاية " ويطعمون الطعام على حبه الآية " وقال: الاسير عيال الرجل ينبغى للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد اسراء‌ه في السعة عليهم ; ثم قال: ان فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء‌ه وجعلها عند فلان فذهب الله بها، وقال معمر: وكان فلان حاضرا".

(٦) الدوانيق جمع دانق كصاحب: سدس الدرهم.

(٧) خوله الله عزوجل أى أعطاه متفضلا.

والنوال: العطاء، ونولته أى أعطيته نوالا.

٦٨

١٧٤٥ - وقال عليه السلام: " اعط السائل ولو على ظهر فرس "(١) .

١٧٤٦ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا تقطعوا على السائل مسألته(٢) فلو لا أن المساكين يكذبون ما أفلح من [ي‍] ردهم ".

١٧٤٧ - وروي عن الوليد بن صبيح قال: " كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فجاء‌ه سائل فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاء، ثم جاء‌ه آخر فأعطاه، ثم جاء‌ه آخر فقال: وسع الله، عليك ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألف درهم ثم شاء أن لا يبقي منها شيئا إلا وضعه في حق لفعل فيبقى لا مال له، فيكون من الثلاثة الذين يرد دعاؤهم قال: قلت: من هم؟ قال: أحدهم رجل كان له مال فأنفقه في [غير](٣) وجهه، ثم قال: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل: ألم أرزقك؟ ورجل جلس في بيته ولا يسعى في طلب الرزق ويقول: يا رب ارزقني، فيقول الرب عزوجل ألم أجعل لك سبيلا إلى طلب الرزق، ورجل له أمرأة تؤذيه فيقول: يا رب خلصني منها فيقول الله عزوجل: ألم أجعل أمرها بيدك ".

١٧٤٨ - وقال الصادق عليه السلام في السؤال(٤) : " أطعموا ثلاثة وإن شئتم أن تزدادوا فازدادوا وإلا فقد أديتم حق يومكم ".

١٧٤٩ - وقال عليه السلام: " إذا اعطيتموهم فلقنوهم الدعاء فإنه يستجاب لهم فيكم ولا يستجاب لهم في أنفسهم ".

١٧٥٠ - وقال الصادق عليه السلام: " في الرجل يعطي غيره الدراهم يقسمها، قال: يجري له من الاجر مثل ما يجري للمعطي ولا ينقص من أجره شئ، ولو أن المعروف جرى على سبعين يدا لاوجروا كلهم من غير أن ينقص من أجر صاحبه شئ "(٥) .

___________________________________

(١) أى ولو كان السائل على ظهر فرس أى غنيا غير فقير، أو كنت على ظهر فرس غير متمكن حين السؤال من اعطاء شئ غير الفرس الذى أنت على ظهره. (م ح ق)

(٢) المراد بالقطع على السائل رده.

(٣) لفظة " غير " ليست في كثير من النسخ.

(٤) السؤال كتجار: جمع سائل وهو الفقير.

(٥) رواه الكلينى باختلاف في خبرين مسندين عن أبى نهشل وابن أبى عمير عن جميل.

٦٩

١٧٥١ - وسئل الصادق عليه السلام " أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل(١) أما سمعت قول الله عزوجل: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " هل ترى ههنا فضلا "(٢) .

١٧٥٢ - وقال علي بن الحسين عليهما السلام: " ضمنت(٣) على ربي عزوجل أن لا يسأل أحد من غير حاجة إلا اضطرته المسألة يوما إلى أن يسأل من حاجة ".

١٧٥٣ - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر ".

١٧٥٤ - وقال الصادق عليه السلام: " ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله عزوجل إليها ويكتب له بها النار ".(٤)

١٧٥٥ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض عزوجل لخلقه المسألة(٥) وأحب لنفسه أن يسأل، وليس شئ أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله عزوجل من فضله ولو شسع نعل ".(٦)

١٧٥٦ - وقال الصادق عليه السلام: " إياكم وسؤال الناس فإنه ذل الدنيا وفقر تتعجلونه، وحساب طويل يوم القيامة ".

___________________________________

(١) في النهاية " أفضل الصدقة جهد المقل " أى قدر ما يحتمله حال قليل المال.

(٢) أى هل ترى في الاية تقييدا بالفضل عما يحتاجون اليه.

(٣) ذلك على سبيل التهكم وفيه مبالغة في أن السائل بلا حاجة يصير مآله إلى الفقر.

(٤) قوله " ما من عبد " النفى راجع إلى القيد الاخير وهو الموت، أى لا يموت عبد يسائل من غير حاجة حتى يحوجه الله تعالى (مراد) أقول: رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ١٩ وفيه " يثبت الله له بها النار ".

(٥) يعنى أبغض لهم أن يسألوا وذلك لان مسؤوليتهم تمنع مسؤوليته سبحانه، وهو أحب لنفسه فأبغضها لهم.(الوافى)

(٦) الشسع بكسر المعجمة وسكون المهملة وبكسرهما: قبال النعل وهو زمان بين الاصبع الوسطى والتى تليها.

٧٠

١٧٥٧ - وقال أبوجعفر عليه السلام: " لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا ".

١٧٥٨ - و " جاء‌ت فخذ من الانصار(١) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا: يا رسول الله لنا إليك حاجة، قال: هاتوا حاجتكم، قالوا: إنها حاجة عظيمة قال: هاتوا ما هي؟ قالوا: تضمن لنا على ربك الجنة، فنكس صلى الله عليه وآله رأسه ونكت في الارض(٢) ثم رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لانسان ناولنيه فرارا من المسألة فينزل فيأخذه، ويكون على المائدة ويكون بعض الجلساء أقرب منه إلى الماء فلا يقول: ناولني حتى يقوم فيشرب ".

١٧٥٩ - وقال عليه السلام: " استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك "(٣) .

١٧٦٠ - وقال الصادق عليه السلام: " المن يهدم الصنيعة ".

١٧٦١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال و كرهتهن للاوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي العبث في الصلاة والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور ".

١٧٦٢ - وروي عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام " أن أميرالمؤمنين عليه السلام بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة(٤) وكان الرجل

___________________________________

(١) رواه الكلينى باسناده عن هشام بن سالم عن أبى بصير ن الصادق عليه السلام (ج ٤ ص ٢١ والفخذ: القبيلة.

(٢) نكت في الارض بقضيبه أى ضرب بها فأثر فيها.

(٣) الشوص بالفتح ثم السكون: الغسل والتنظيف أى استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك إى بغسله وتنظيفه. ولا يقل أحد لاحد: اغسل سواكى أو نظفه.

(٤) البغيبغة بباء‌ين موحدتين وغينين معجمتين وفى الوسط ياء مثناة وفى الاخر هاء: ضيعة أو عين بالمدينة كثيرة النخل لال الرسول صلى الله عليه وآله، قال المسهودى في وفاء الوفاء: البغيبغة تصغير البغبغ وهى البئر القريبة الرشا، والبغبغات عيون عملها على بن أبى طالب عليه السلام بينبغ أول ما صارت اليه وتصدق بها وبلغ جذاذها في زمنه ألف وسق ومنها خيف الاراك وخيف ليلى وخيف الطاس.

٧١

ممن يرجو نوافله ويرضى نائله ورفده(١) وكان لا يسأل عليا عليه السلام ولا غيره شيئا، فقال رجل لامير المؤمنين عليه السلام: والله ما سألك فلان شيئا ولقد كان يجزيه من الخمسة الاوساق وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: لاكثر الله في المؤمنين ضربك، أعطي أنا وتبخل أنت به(٢) إذا أنا أعط الذي يرجوني إلا من بعد مسألتي ثم أعطيته بعد المسألة فلم أعطه إلا ثمن ما أخذت منه، وذلك لاني عرضته لان يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عزوجل عند تعبده له وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله عزوجل في دعائه له(٣) حيث يتمنى له الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله وذلك أن العبد قد يقول في دعائه: " الله اغفر للمؤمنين والمؤمنات " فإذا دعا له بالمغفرة فقد طلب له الجنة، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل "(٤) .

باب ثواب صلة الامام عليه السلام

١٧٦٣ - سئل الصادق عليه السلام " عن قول الله عزوجل: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " قال: نزلت في صلة الامام عليه السلام "(٥) .

___________________________________

(١) النوافل: العطايا، والنائل: العطاء، والرفد بالكسر: الصلة والعطاء.

(٢) " ضربك " أى مثلك، وفى الكافى " أعطى أنا وتبخل أنت، لله أنت ".

(٣) " فلم يصدق الله " من الصدق المتعدى إلى مفعولين.

قال الله تعالى: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " أى أخبره بالحق. (سلطان)

(٤) أى لم يأت بالانصاف والعدل من قال بلسانه انى أطلب له الجنة واحب ذلك ولم يفعل باليد ما يدل على أن ما قال بلسانه كان موافقا لما في قلبه.(مراد)

(٥) رواه الكلينى ج ١ ص ٥٣٨ باسناد عن اسحاق بن عمار عن أبى ابراهيم عليه السلام.

٧٢

١٧٦٤ - وقال عليه السلام: " درهم يوصل به الامام أفضل من ألف ألف درهم ينفق في غيره في سبيل الله عزوجل".(١)

١٧٦٥ - وقال الصادق عليه السلام: " من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي شعيتنا(٢) يكتب له ثواب صلتنا، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ".

كتاب الصوم

باب علة فرض الصيام

٦ ١٧٦ سأل هشام بن الحكم أبا عبدالله عليه السلام " عن علة الصيام فقال: " إنما فرض الله عزوجل الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عزوجل أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والالم ليرق على الضعيف فيرحم الجائع ".

١٧٦٧ - وكتب أبوالحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: " علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابرا، ويكون ذلك دليلا له على شدائد الآخرة، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظا له في العاجل، دليلا على الآجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة ".

١٧٦٨ - وكتب حمزة بن محمد إلى أبي محمد عليه السلام " لم فرض الله الصوم؟ فورد في الجواب ليجد الغني مس الجوع فيمن على الفقير ".(٣)

١٧٦٩ - وروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال: " جاء نفر من

___________________________________

(١) في الكافى ج ١ ص ٥٣٨ وفيه " أفضل من ألفى ألف درهم فيما سواه من وجوه البر ".

(٢) في بعض النسخ وثواب الاعمال ص ١٢٤ " صالحى موالينا ".

(٣) أى يعطى، من عليه أى أنعم واصطنع عنده صنيعة.

٧٣

اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أنه قال له: " لاي شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلاثين يوما، وفرض الله على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم وكذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض الله ذلك على امتي، ثم تلا هذه الآية: " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " قال اليهودي: صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال، أولها يذوب الحرام في جسده، والثانية يقرب من رحمة الله عزوجل والثالثة يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه عليه السلام، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براء‌ة من النار، والسابعة يطعمه الله عزوجل من طيبات الجنة، قال: صدقت يا محمد ".

باب فضل الصيام

١٧٧٠ - قال أبوجعفر عليه السلام: " بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية"(١)

١٧٧١ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصوم جنة من النار "(٢) .

١٧٧٢ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما

___________________________________

(١) المراد بالولاية معرفة الامام الحق المنصوب من عند الله المنصوص عليه، والتصديق بكونه ولى أمر الامة، مفترض الطاعة كطاعة الرسول صلى الله عليه وآله.

والولاية بالكسر بمعنى تولى الامر ومالكية التصرف فيه.

(٢) رواه الكلينى عن على عن ابيه عن حماد عن حريز عن زرارة.

٧٤

لم يغتب مسلما ".(١)

١٧٧٣ - وقال صلى الله عليه وآله: " قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به(٢) ، وللصائم فرحتان حين يفطر وحين يلقى ربه عزوجل(٣) ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم(٤) عند الله أطيب من ريح المسك ".

١٧٧٤ - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: " ألا اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلي يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله عزوجل والمؤازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه(٥) ولكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام".

١٧٧٥ - وقال الصادق عليه السلام لعلي بن عبدالعزيز: " ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قال: بلى، قال: أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله عزوجل، ألا أخبرك بابواب الخير؟ الصوم جنة من النار "(٦) .

___________________________________

(١) رواه الكلينى ج ٤ ص ٦٤ باسناده عن عبدالله بن طلحة عن الصادق عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله، ويدل على جواز النوم للصائم.

(٢) انما خص الصوم بالله من بين سائر العبادات وبأنه جازيه مع اشتراك الكل في ذلك لكونه خالصا له وجزاؤه من عنده خاصة من غير مشاركة أحد فيه لكونه مستورا عن أعين الناس مصونا عن ثنائهم عليه. (الوافى).

(٣) فرحه عند الافطار لاشعاره بان المولى وفقه لغلبة هواه ولعدم تزلزله في اتيان ما كلف به ومجيئه مظفرا من تلك الجهاد، وله فرح آخر وهو عند لقاء جزاء عمله بما فرض الله له.

(٤) الخلوف بضم الخاء المعجمة قبل اللام، والفاء بعد الواو: رائحة الفم، أو الرائحة الكريهة.

(٥) المؤازرة: المعاونة، وقطع الدابر كناية عن الاستيصال، والوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه. (الوافى)

(٦) أى وقاية وحسن من الوقوع في كل معصية توجب دخول النار. وقال في الوافى: لانه يدفع حر الشهوة والغضب اللتين بهما يصلى نار جهنم في باطن الانسان في الدنيا وتبرز له في الاخرة، كما أن الجنة تدفع عن صاحبها حر الحديد.

٧٥

١٧٧٦ - وقال عليه السلام " في قول الله عزوجل: " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال: يعني بالصبر الصوم ".

١٧٧٧ - وقال عليه السلام: " إذا نزلت بالرجل النازلة أو الشدة(١) فليصم فإن الله عزوجل يقول: " واستعينوا بالصبر والصلاة "(٢) .

١٧٧٨ - وقال النبي صلى الله عليه وآله: " إن الله تبارك وتعالى وكل ملائكة بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربه تعالى ذكره أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لاحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه ".

١٧٧٩ - وقال الصادق عليه السلام: " أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا رب اجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم، فأوحى الله عزوجل إليه يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ".

١٧٨٠ - وقال الصادق عليه السلام: " للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه عزوجل ".

١٧٨١ - وقال عليه السلام: " من صام لله عزوجل يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر، قال الله عزوجل: ما أطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له ".

١٧٨٢ - وقال أبوالحسن الاول عليه السلام: " قيلوا(٣) فإن الله عزوجل يطعم الصائم ويسقيه في منامه ".

١٧٨٣ - وقال الصادق عليه السلام: " نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب ".

___________________________________

(١) في الكافى ج ٤ ص ٦٤ " بالرجل النازلة والشديدة الخ ".

(٢) في الكافى " يقول " استعينوا بالصبر " يعنى الصيام ".

(٣) من القيلولة وهى نوم الضحى، أمر من قال يقيل قيلولة بمعنى النوم قبل الظهر.

٧٦

باب وجوه الصوم

١٧٨٤ - روي عن الزهري أنه قال: قال لي علي بن الحسين عليهما السلام يوما: " يا زهري من أين جئت؟ فقلت: من المسجد، قال: ففيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا أمر الصوم فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شئ واجب إلا صوم شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجها، فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة أوجه منها صيامهن حرام، وأربعة عشر وجها منها صاحبها فيها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم الاذن على ثلاثة أوجه، وصوم التأديب، وصوم الاباحة، وصوم السفر والمرض، قلت: جعلت فداك فسرهن لي.

قال: فأما الواجب فصيام شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين لمن أفطر يوما من شهر رمضان عمدا متعمدا، وصيام شهرين متتابعين في كفارة الظهار قال الله عزوجل: " والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا(١) ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير * فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا "، وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عزوجل: " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله(٢) إلى قوله تعالى فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين "، وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين واجب لمن لم يجد الاطعام(٣) قال الله عزوجل: " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم " فكل ذلك متتابع وليس بمتفرق، وصيام أذى حلق

___________________________________

(١) " ثم يعودون " أى يريدون الوطى ونقض قولهم، فعليهم الكفارة " من قبل أن يتماسا " أى يجامعا.

(٢) أى مدفوعة إلى أهل القتيل.

(٣) أى لم يجده مع اختيه من العتق والكسوة، وترك للظهور. (م ت)

٧٧

الرأس واجب قال عزوجل: " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك "(١) فصاحبها فيها بالخيار فإن صام صام ثلاثا، وصوم دم المتعة(٢) واجب لمن لم يجد الهدي قال الله تعالى: " فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة، وصوم جزاء الصيد واجب قال الله عزوجل: " ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما " ثم قال: أو تدرى كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ قال: قلت: لا أدرى قال: يقوم الصيد قيمة ثم تفض تلك القيمة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما، وصوم النذر واجب(٣) ، وصوم الاعتكاف واجب(٤) .

وأما الصوم الحرام: فصوم يوم الفطر، ويوم الاضحى، وثلاثة أيام التشريق(٥) ، وصوم يوم الشك امرنا به ونهينا عنه، امرنا أن نصومه مع شعبان ونهينا عنه أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشك فيه الناس(٦) ، فقلت له جعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئا كيف يصنع؟ قال: ينوي ليلة الشك أنه صائم من

___________________________________

(١) جمع نسيكة وهى الذبيحة.

(٢) أى الهدى الواجب في حج التمتع بعد العجز عنه.

(٣) الظاهر أن المراد أعم منه ومن العهد واليمين وسيجئ اطلاقه في الاخبار عليهما ولو تجوزا. (م ت)

(٤) المراد به الوجوب الشرطى بمعنى عدم تحقق الاعتكاف بدون الصوم ولا يجب أن يكون الصوم للاعتكاف فلو كان عليه قضاء رمضان وصامه في اعتكافه صح والمراد وجوب اليوم الثالث والسادس والتاسع وهكذا كل ثالث بعد اعتكافه يومين. (م ت)

(٥) أى لمن كان بمنى، ولا خلاف في حرمة صوم أيام التشريق لمن كان بمنى ناسكا والمشهور التحريم لمن كان فيها وان لم يكن ناسكا.

(٦) الظاهر أن المراد بصيامه أن ينويه من رمضان من بين سائر الناس من غير أن يصح عند الناس أنه منه. (المرآة)

٧٨

شعبان فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه، وإن كان من شعبان لم يضره، فقلت له: وكيف يجزي صوم تطوع عن صوم فريضة؟ فقال: لو أن رجلا صام يوما من شهر رمضان تطوعا وهو لا يدري ولا يعلم أنه من شهر رمضان ثم علم بعد ذلك أجزأ عنه، لان الفرض إنما وقع على اليوم بعينه(١) ، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام(٢) ، وصوم نذر المعصية حرام(٣) ، وصوم الدهر حرام(٤) .

___________________________________

(١) أى أن الفرض أنما وقع على اليوم بعينه سواء نواه بقصد الواجب أو المندوب أو لم يقصدهما كما أنه لو صام يوما من شهر رمضان ندبا لاجزأ عنه إذا كان جاهلا ولو كان نية التعيين شرطا لما أجزأ عنه، أو لان الفرض على اليوم بعينه ونية التعيين واجب مع العلم واما مع الجهل فلا لانه لا ريب أنه لو غفل عن نية التعيين في يوم بعينه ونواه ندبا أجزأ عن رمضان فكذا يوم الشك لانه لا يعلم أنه من رمضان فاذا نواه من شعبان فانكشف أنه كان من رمضان أجزأ عنه والمعتمد قوله عليه السلام لا استدلاله وهذه الاستدلالات كانت لاشكالات العامة. (م ت)

(٢) ذهب الشيخ رحمه الله في النهاية وأكثر الاصحاب إلى أن صوم الوصال هو أن ينوى صوم يوم وليلة إلى السحر، وذهب هو في الاقتصاد وابن ادريس إلى أن معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما، وانما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزء‌ا من الصوم أما لو أخره الصائم بغير نية فانه لا يحرم فيها، قطع به الاصحاب والاحتياط يقتضى اجتناب ذلك، واما صوم الصمت فهو أن ينوى الصوم ساكتا وقد أجمع الاصحاب على تحريمه. (المرآة)

(٣) هو أن يصوم بنذره على ترك الطاعة أو فعل المعصية شكرا أو عكسهما جزاء. (م ت)

(٤) حرمة صوم الدهر اما لاشتماله على الايام المحرمة ان كان المراد كل السنة، وان كان المراد ما سوى الايام المحرمة فلعله انما يحرم إذا صام على الاعتقاد أنه سنة مؤكدة فانه يقتضى الافتراء على الله تعالى: ويمكن حمله على الكراهة أو التقية لاشتهار الخبر بهذا المضنون بين العامة قال المطرزى في المغرب: وفى الحديث انه عليه السلام " سئل عن صوم الدهر فقال: لا صام ولا أفطر " قيل انما دعا عليه لئلا يعتقد فريضته ولئلا يعجز فيترك الاخلاص أو لئلا يرد صيام السنة كلها فلا يفطر في الايام المنهى عنها انتهى، وقال الجزرى في النهاية في الحديث انه " سئل عمن يصوم الدهر فقال لا صام ولا أفطر " أى لم يصم ولم يفطر كقوله تعالى: " فلا صدق ولا صلى " وهو احباط لاجره على صومه حيث خالف السنة، وقيل: دعاء عليه كراهة لصنيعه. (المرآة)

٧٩

وأما الصوم الذي يكون صاحبه فيه بالخيار(١) فصوم يوم الجمعة، والخميس، والاثنين وصوم البيض(٢) ، وصوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان(٣) ، وصوم يوم عرفة، ويوم عاشورا كل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر.

وأما صوم الاذن فإن المرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها(٤) ، والعبد لا يصوم تطوعا إلا بإذن سيده، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن صاحبه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا باذنهم ".

وأما صوم التأديب فإنه يؤمر الصبي إذا راهق(٥) بالصوم تأديبا وليس بفرض، وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم قوي بعد ذلك امر بالامساك بقية يومه تأديبا وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهله

___________________________________

(١) معنى كون صاحب الصوم بالخيار أن ليس شئ من الصوم تركه ممنوعا لكنه لابد من كون الفعل راجحا على الترك (مراد) وقال المولى المجلسى رحمه الله: أى يجوز له الافطار بعد الشروع فيه أو لا يجب صومه.

(٢) هو اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لبياض الليالى فيها مع الايام، أو لابيضاض جسد آدم عليه السلام لصيامها.(م ت)

(٣) استحباب صيامها مشهور بين العامة وروى من طرقهم أن من صامها بعد شهر رمضان فكانما صام الدهر لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ولو صامها بعد يومين أو ثلاثة بعد العيد فهو أفضل لما سيجئ.(م ت)

(٤) المشهور بين الاصحاب بل المتفق عليه بينهم أنه لا يجوز صوم المرأة ندبا مع نهى زوجها عنه والمشهور أيضا عدم الجواز مع عدم الاذن.(المرآة)

(٥) راهق الغلام مراهقة: قارب الاحتلام ولم يحتلم بعد (المصباح المنير) وفى المحكى عن الفاضل الاسترابادى أنه قال: اشتهر بين المتأخرين خلاف من غير فيصل وهو أن عبادات الصبى المميز تمرينية يعنى صورتها صورة الصلاة والصوم مثلا وليست بعبادة، أو عبادة فلو نوى النيابة عن الميت لبرئت ذمة الميت، وجعله عليه السلام صوم الصبى قسيما للصوم الذى صاحبه بالخيار فيه صريح في أن صوم الصبى ليس بعبادة ويؤيد ذلك أن نظائره مطلوبة وليست بصوم بل صورتها صورة الصوم.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

١٦ - بَابُ صَوْمِ(١) الْوِصَالِ وَصَوْمِ الدَّهْرِ‌

٦٣٥٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ مُخْتَارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا(٢) الْوِصَالُ(٣) فِي الصِّيَامِ(٤) ؟

قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قَالَ(٥) : لَاوِصَالَ فِي صِيَامٍ ، وَلَا صَمْتَ(٦) يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ ، وَلَاعِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ ».(٧)

__________________

= أبي بصير ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٠٧٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٤٧ ، ح ١٣٠٧١.

(١). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بر ، بف » : - « صوم ».

(٢). فيالوافي وهامش المطبوع نقلاً عن بعض النسخ : - « ما ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٤٣ : « ذهب الشيخ فيالنهاية وأكثر الأصحاب إلى أنّ صوم الوصال هو أن ينوي صوم يوم وليلة إلى السحر ، وذهب الشيخ فيالاقتصاد وابن إدريس إلى أنّ معناه أن يصوم يومين مع ليلة بينهما. وإنّما يحرم تأخير العشاء إلى السحر إذا نوى كونه جزءاً من الصوم ، أمّا لو أخّره الصائم بغير نيّة فإنّه لا يحرم في ما قطع به الأصحاب ، والاحتياط يقتضي اجتناب ذلك ». وللمزيد راجع :النهاية ، ص ١٧٠ ؛الاقتصاد ، ص ٢٩٣ ؛السرائر ، ج ١ ، ص ٤٢٠ ؛المختصر النافع ، ص ٧١ ؛كشف الغطاء ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ؛جواهر الكلام ، ج ١٧ ، ص ١٢٩.

(٤). فيالوسائل : « صيام ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ما الوصال في الصيام؟ ، أي ما حكم الوصال؟ لا حقيقته ؛ لينطبق الجواب عليه ، مع أنّه يحتمل أن يكونعليه‌السلام أعرض عن الجواب تقيّة ».

(٥). في « بر ، بف » : « فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ».

(٦). كذا في المطبوعوالوافي والوسائل . وفي النسخ : « وصمت » بدون لا.

(٧).الكافي ، كتاب النكاح ، باب أنّه لارضاع بعد فطام ، ضمن ح ٩٨٩٨ ؛ والنوادر للأشعري ، ص ٢٦ ، ضمن ح ١٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٥٠٥٠ ، بسند آخر ، من قوله : « ولا صمت يوم إلى الليل » مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب الصيام ، باب فضل صوم شعبان ، ضمن ح ٦٣٤٢ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٠٧ ، ضمن ح ٩٢٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣٨ ، ضمن ح ٤٥٢ ، بسند آخر ، وتمام الرواية : « لاوصال في صيام ». وفيالكافي ، كتاب العتق والتدبير والكتابة ، باب أنّه لاعتق إلّابعد ملك ، ح ١١١٤٦ ؛والتهذيب ، ج ٨ ، ص ٢١٧ ، ح ٧٧٣ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٥ ، ح ١٤ ، وتمام الرواية : « ولا عتق قبل =

٤٦١

٦٣٥٧/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْوِصَالُ فِي الصِّيَامِ(٣) أَنْ يَجْعَلَ عَشَاءَهُ سَحُورَهُ(٤) ».(٥)

٦٣٥٨/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ‌

__________________

= ملك » مع زيادة في أوّله. وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٧ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛ والجعفريّات ، ص ١١٢ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٣٧٨ ، المجلس ٦٠ ، ضمن ح ٤ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٤٢٣ ، المجلس ١٥ ، ضمن ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخير إلى قوله : « ولا صمت يوم إلى الليل ».الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ ، ضمن ح ٤٢٧٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٠٤٩ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مندون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وتمام الرواية : « لاوصال في صيام ولا صمت يومٍ إلى الليل » ؛وفيه ، ج ٣ ، ص ١١٦ ، ح ٣٤٤٥ ، مرسلاً عن رسول اللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية : « ولاعتق قبل ملك » مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ١١ ، ص ٦٧ ، ح ١٠٤٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٤٠١٧.

(١). في « بر ، بف ، جر » : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٢). لم نجد رواية الحسن بن محبوب عن الحلبي - والمراد به في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام إمّا عبيد الله بن عليّ أو أخوه محمّد - مباشرة إلاّفي هذا السند وما ورد فيعلل الشرائع ، ص ٥٨١ ، ح ١٥ من رواية الحسن بن محبوب عن محمّد الحلبي. والغالب في رواية الحسن بن محبوب عن الحلبي هو النقل بواسطة واحدة ، وفي بعض الموارد بواسطتين ، كما ورد فيالكافي ، ح ٩٨٩٣ ؛ من رواية ابن محبوب عن أبي أيّوب الخزّاز - والصواب الخرّاز - عن ابن مسكان عن الحلبي ، وما ورد فيالكافي ، ح ١٣٩٠٨ ؛ من رواية ابن محبوب ، عن عليّ بن الحسن بن رباط ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي.

فعليه لا يبعد وقوع الخلل في ما نحن فيه ؛ من سقط أو إرسال.

ويؤكِّد ذلك أنّ عمدة مشايخ محمّد وعبيدالله الحلبيين - وهم حمّاد بن عثمان ، وعبدالله بن مسكان ، وحميد بن المثنّى ، وأبان بن عثمان - كلّهم في طبقة مشايخ الحسن بن محبوب.

(٣). فيالفقيه : « الوصال الذي نهى عنه هو » بدل « الوصال في الصيام ».

(٤). العَشاء ، بالفتح والمدّ : الطعام بعينه الذي يؤكل عند العِشاء ، وهو خلاف الغَداء. والسِّحور : ما يتسحّر به من طعام أو شراب. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٢٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ( عشا ) وج ٢ ، ص ٣٤٧ ( سحر ).

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ٨٩٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عمّن رواه ، عن الحلبي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٠٤٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٦٨ ، ح ١٠٤٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٤٠١٦.

٤٦٢

أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُوَاصِلُ فِي الصِّيَامِ يَصُومُ يَوْماً وَلَيْلَةً ، وَيُفْطِرُ فِي السَّحَرِ».(١)

٦٣٥٩/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ؟

فَقَالَ : « لَمْ نَزَلْ نَكْرَهُهُ(٢) ».(٣)

٦٣٦٠/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ ، فَكَرِهَهُ ، وَقَالَ : « لَا بَأْسَ أَنْ يَصُومَ(٤) يَوْماً ، وَيُفْطِرَ(٥) يَوْماً ».(٦)

١٧ - بَابُ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ وَهُوَ شَاكٌّ فِي الْفَجْرِ(٧) أَوْ بَعْدَ طُلُوعِهِ‌

٦٣٦١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

__________________

(١).الوافي ، ج ١١ ، ص ٦٨ ، ح ١٠٤٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢١ ، ح ١٤٠١٨.

(٢). في « ى ، بر » : - « فقال : لم نزل نكرهه - إلى - عن صوم الدهر » في الحديث الآتي. وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لم نزل نكرهه ، إن كان المراد بالدهر ما يشمل الأيّام المحرّمة فالكراهة بمعنى الحرمة ، وإن كان بمعنى سائر الأيّام فهي بمعناه ، كما هو المشهور بين الأصحاب ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٠٤٨ ، معلّقاً عن زرارةالوافي ، ج ١١ ، ص ٦٨ ، ح ١٠٤٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٤٠٣٣.

(٤). في « بث ، بخ » : « بأن يصوم ». وفي « بح ، بس » : « أن تصوم ». وفي « بر ، بف » : « أن يفطر ».

(٥). في « بر ، بف » : « ويصوم ». وفي « بح » : « وتفطر ».

(٦).الوافي ، ج ١١ ، ص ٦٩ ، ح ١٠٤٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٤٠٣٤.

(٧). في « ى » : + « أو بعد الفجر ».

٤٦٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَسَحَّرَ(١) ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ وَقَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ وَتَبَيَّنَ؟

قَالَ : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ذلِكَ ، ثُمَّ لْيَقْضِهِ(٢) ، فَإِنْ تَسَحَّرَ فِي غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ الْفَجْرِ ، أَفْطَرَ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ أَبِي كَانَ لَيْلَةً يُصَلِّي وَأَنَا آكُلُ ، فَانْصَرَفَ ، فَقَالَ : أَمَّا جَعْفَرٌ فَقَدْ أَكَلَ وَشَرِبَ بَعْدَ الْفَجْرِ ، فَأَمَرَنِي(٣) ، فَأَفْطَرْتُ ذلِكَ الْيَوْمَ فِي غَيْرِ شَهْرِ(٤) رَمَضَانَ ».(٥)

٦٣٦٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَكَلَ وَشَرِبَ(٦) بَعْدَ مَا طَلَعَ الْفَجْرُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ قَامَ فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ(٧) الْفَجْرَ فَأَكَلَ ، ثُمَّ عَادَ فَرَأَى الْفَجْرَ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَلَا إِعَادَةَ(٨) عَلَيْهِ ؛ وَإِنْ كَانَ قَامَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ فَرَأى أَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ(٩) ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَيَقْضِي(١٠) يَوْماً آخَرَ ؛ لِأَنَّهُ بَدَأَ بِالْأَكْلِ قَبْلَ النَّظَرِ ، فَعَلَيْهِ الْإِعَادَةُ ».(١١)

__________________

(١). في « بس » بالتاء والياء معاً. و « تسحّر » أي أكل السَّحور ، وهو ما يؤكل عند السحر من الطعام والشراب. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٤٧ ؛المصباح المنير ، ص ٢٦٧ ( سحر ).

(٢). فيالوافي : « ليقضيه ».

(٣). في « ى » : - « فأمرني ».

(٤). في « بخ ، بف » : - « شهر ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨١٢ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٦ ، ح ٣٧٩ ، بسندهما عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٠٨٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٥ ، ذيل ح ١٢٩٩٥.

(٦). فيالوسائل والتهذيب والاستبصار : « أو شرب ».

(٧). فيالتهذيب : « ولم ير ».

(٨). فيالتهذيب : « فلا إعادة ».

(٩). في « بخ ، بر ، بف »والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « الفجر ».

(١٠). في « ى ، بح » وحاشية « بث » : « وليقض ».

(١١).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨١١ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٦ ، ح ٣٧٨ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، =

٤٦٤

٦٣٦٣/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : آمُرُ الْجَارِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ : طَلَعَ الْفَجْرُ ، أَمْ لَا ، فَتَقُولُ : لَمْ يَطْلُعْ(١) ، فَآكُلُ ، ثُمَّ أَنْظُرُهُ(٢) ، فَأَجِدُهُ قَدْ طَلَعَ(٣) حِينَ نَظَرَتْ؟

قَالَ : « تُتِمُّ يَوْمَكَ ، ثُمَّ تَقْضِيهِ(٤) ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي نَظَرْتَ ، مَا كَانَ عَلَيْكَ قَضَاؤُهُ ».(٥)

٦٣٦٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ خَرَجَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَأَصْحَابُهُ يَتَسَحَّرُونَ فِي بَيْتٍ ، فَنَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ ، فَنَادَاهُمْ(٦) ، فَكَفَّ بَعْضُهُمْ ، وَظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ يَسْخَرُ ، فَأَكَلَ؟

فَقَالَ(٧) : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ، وَيَقْضِي ».(٨)

٦٣٦٥/ ٥. صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى(٩) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام : يَكُونُ عَلَيَّ الْيَوْمُ وَالْيَوْمَانِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَأَتَسَحَّرُ‌

__________________

= ص ١٣١ ، ذيل ح ١٩٣٨ ، معلّقاً عن سماعة بن مهرانالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٠٨٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٥ ، ح ١٢٩٩٧.

(١). فيالوافي : + « بعد ».

(٢). في «بخ،بر،بس ، بف »والوافي : « أنظر ».

(٣). في « ى » : + « الفجر ». وفيالوافي : « قد كان طلع ».

(٤). في « بر »والتهذيب : « وتقضيه ». وفي « جن » : - « ثمّ ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨١٣ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٩٤٠ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٨٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٨ ، ذيل ح ١٣٠٠٢.

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والفقيه والتهذيب . وفي المطبوع : « وناداهم ».

(٧). في « ى ، بث »والتهذيب : « قال ».

(٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨١٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٩٣٩ ، معلّقاً عن صفوان بن يحيىالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٨٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٨ ، ذيل ح ١٣٠٠٣.

(٩). السند معلّق على سابقه ، كما هو واضح.

٤٦٥

مُصْبِحاً ، أُفْطِرُ ذلِكَ الْيَوْمَ ، وَأَقْضِي(١) مَكَانَ ذلِكَ الْيَوْمِ(٢) يَوْماً(٣) آخَرَ ، أَوْ أُتِمُّ(٤) عَلى صَوْمِ ذلِكَ الْيَوْمِ ، وَأَقْضِي يَوْماً آخَرَ؟

فَقَالَ : « لَا ، بَلْ تُفْطِرُ ذلِكَ الْيَوْمَ(٥) ؛ لِأَنَّكَ أَكَلْتَ مُصْبِحاً ، وَتَقْضِي يَوْماً آخَرَ ».(٦)

٦٣٦٦/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ شَرِبَ(٧) بَعْدَ مَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَهُوَ لَايَعْلَمُ(٨) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

قَالَ : « يَصُومُ يَوْمَهُ ذلِكَ ، وَيَقْضِي يَوْماً آخَرَ ، وَإِنْ(٩) كَانَ قَضَاءً لِرَمَضَانَ فِي شَوَّالٍ ، أَوْ فِي(١٠) غَيْرِهِ ، فَشَرِبَ بَعْدَ(١١) الْفَجْرِ ، فَلْيُفْطِرْ يَوْمَهُ ذلِكَ ، وَيَقْضِي ».(١٢)

٦٣٦٧/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « بح »والوافي : « أو أقضي ». وقال فيالوافي : « أو في قوله : أو أقضى بمعنى إلى أن ، فالياء مفتوحة ، وربمايوجد في بعض النسخ : وأقضي ، وهو أوضح ».

(٢). في « بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جن »والوسائل : - « اليوم ». وفي « بر » : - « مكان ذلك اليوم ».

(٣). في « ى » : - « يوماً ».

(٤). في « بخ ، جن » : « واُتمّ ».

(٥). في « ى »والوافي : - « اليوم ».

(٦).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٠٨٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٧ ، ح ١٣٠٠٠.

(٧). في « بر ، بف » : « يشرب ».

(٨). في « ى ، بر ، بس » : + « أنّه ».

(٩). في « بر ، بس » : « فإن ».

(١٠). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بر ، بف ، جن »والوسائل : - « في ».

(١١). في « بر » : + « طلوع ».

(١٢).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٨٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٦ ، ح ١٢٩٩٨ ، إلى قوله : « ويقضي يوماً آخر » ؛ وص ١١٧ ، ح ١٣٠٠١.

٤٦٦

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلَيْنِ قَامَا ، فَنَظَرَا إِلَى الْفَجْرِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : هُوَ ذَا(١) ، وَقَالَ الْآخَرُ : مَا أَرى شَيْئاً؟

قَالَ : « فَلْيَأْكُلِ الَّذِي لَمْ يَسْتَبِنْ لَهُ(٢) الْفَجْرُ ، وَقَدْ حَرُمَ عَلَى الَّذِي زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الْفَجْرَ ؛ إِنَّ(٣) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( كُلُوا (٤) وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (٥) ».(٦)

١٨ - بَابُ الْفَجْرِ مَا هُوَ وَمَتى(٧) يَحِلُّ وَمَتى يَحْرُمُ الْأَكْلُ‌

٦٣٦٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ(٨) ، عَنْ‌

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ : « هوذا ، اسم الإشارة راجع إلى الفجر ، ومدلوله مقطوع به في كلام‌الأصحاب ، والآية ظاهرة الدلالة عليه ».

(٢). فيالوافي : « لم يتبيّن له ». وفي تفسير العيّاشي : « يستيقن » بدل « يستبن له ».

(٣). فيالوافي : « لأنّ ».

(٤). في « بث ، بح ، بس »والفقيه :( وَكُلُوا ) .

(٥). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٩٦٧ ، بسنده عن عثمان بن عيسى.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، صدر ح ١٩٣٨ ، معلّقاً عن سماعة بن مهران.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٣ ، ح ١٩٩ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٣٠ ، ح ١٠٧٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٩ ، ح ١٣٠٠٤.

(٧). في « جن » : « متى » بدون الواو.

(٨). روى محمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب - كتاب العلاء بن رزين بواسطة الحسن بن محبوب ، ولم‌يُعْهَد روايته عن العلاء مباشرةً. كما أنّه لم يعهد رواية العلاء عن موسى بن بكر ؛ بل العلاء متقدّم عليه طبقة. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٢٢ ، الرقم ٥٠٠.

فعليه وقوع الخلل في السند ممّا لا ريب فيه. وقال الاُستاد السيد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في رفع الخلل : « فقد يخطر بالبال كون الصواب : عليّ بن الحكم ، بدل العلاء بن رزين ؛ فقد أكثر محمّد بن الحسين من الرواية عن عليّ بن الحكم ، وكذا أكثر عليّ بن الحكم من الرواية عن موسى بن بكر ، وقد وردت فيالكافي ، ح ٩١٠٩ - وعنهالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢١٧ ، ح ٩٤٩ ، من غير تصريح - رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن الحكم ، عن موسى بن بكر ».

٤٦٧

مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَذَّنَ(١) ابْنُ أُمِّ(٢) مَكْتُومٍ(٣) لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ(٤) ، وَمَرَّ رَجُلٌ بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ ، فَدَعَاهُ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ(٥) لِلْفَجْرِ ، فَقَالَ : إِنَّ هذَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، فَإِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ ، فَعِنْدَ ذلِكَ فَأَمْسِكْ(٦) ».(٧)

٦٣٦٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ(٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْفَجْرُ(٩) هُوَ الَّذِي إِذَا رَأَيْتَهُ مُعْتَرِضاً كَأَنَّهُ بَيَاضُ(١٠)

__________________

= وقال في كيفيّة تبديل « عليّ بن الحكم » ب- « العلاء بن رزين » : « عليّ بن الحكم يروي عن العلاء بن رزين ( = العلاء = العلاء السقلاء ) في روايات كثيرة جدّاً ، منها ما ورد في كتاب الصيام منالكافي - كالخبر المبحوث عنه - بهذا الإسناد : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن الحكم ، عن العلاء بن رزين ؛ فلعلّ الكليني -قدس‌سره - أخطأ الراوي بالمرويّ عنه ، فبدّل أحدهما بالآخر. ويؤكّد الوهم شباهة « عليّ » بـ « علاء ».

(١). في « بث ، بخ » : « كان ».

(٢). في « ى » : - « اُمّ ».

(٣). في « بخ » : + « يؤذّن ».

(٤). فيالوافي : « لصلاة الغداة ؛ يعني لتهيئة صلاة الغداة قبل وقتها ».

(٥). في « ظ » : « مؤذّن ».

(٦). في « بث »والوافي : « أمسك ». وفيالوسائل ، ح ٦٨٨٠ : + « يعني في الصوم ».

(٧).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٨ ، ح ١٠٧٤٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٨٩ ، ح ٦٨٨٠ ، من قوله : « فقال : إنّ هذا ابن اُمّ مكتوم » ؛ وج ١٠ ، ص ١٢٠ ، ح ١٣٠٠٧ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٦٤ ، ح ٦ ؛ وج ٨٣ ، ص ١٣٢ ، ح ٩٨.

(٨). هكذا في « جر »والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٥. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : - « عن ابن أبي عمير ».

وابن أبي عمير روى كتاب عليّ بن عطيّة ، وتوسّط بينه وبين إبراهيم بن هاشم في عددٍ من الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٨٣ ، الرقم ٤٢١ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٢٩٤.

ويؤيّد ما أثبتناه ما تقدّم فيالكافي ، ح ٤٨٥٩ ؛ من نقل الخبر باختلاف يسير جدّاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن عطيّة.

(٩). في الكافي ، ح ٤٨٥٩والتهذيب ، ح ١١٨والاستبصار ، ح ٩٩٧ : « الصبح ».

(١٠). فيالفقيه والتهذيب ، ج ٤والاستبصار ، ح ٩٩٧ : + « نهر ».

٤٦٨

سُورى(١) ».(٢)

٦٣٧٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) عَنِ( الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) (٤) ؟

فَقَالَ : « بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ ».

قَالَ : « وَكَانَ(٥) بِلَالٌ يُؤَذِّنُ لِلنَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ - وَكَانَ أَعْمى - يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، وَيُؤَذِّنُ بِلَالٌ(٦) حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ ، فَقَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إِذَا سَمِعْتُمْ صَوْتَ بِلَالٍ ، فَدَعُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، فَقَدْ أَصْبَحْتُمْ ».(٧)

__________________

(١). في مرآة العقولوالتهذيب ، ح ١١٨ وج ٤والاستبصار ، ح ٩٩٧ : « سوراء ». و « سورى » ، مثال بشرى : موضع بالعراق من أرض بابل ، وهو بلد السريانيّين ، والمراد ببياضها نهرها ، كما ورد في غيره من الأخبار ، وهو الفرات. وقال العلّامة المجلسي : « ويروى عن الشيخ البهائيرحمه‌الله : نباض ، بالنون ، ثمّ الباء الموحّدة ، من قولهم : نبض الماء نبوضاً : إذا سال. ولا يخفى غرابته من مثله ، لكنّ الجواد قد يكبو والصارم قد ينبو ». أقول : قرأه العلّامة الفيض وفسّره كما قرأه الشيخ البهائي وفسّره. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٩٠ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٨٩ ( سور ). وللمزيد في تحقيق المقام راجع :الحبل المتين ، ص ١٤٤ - ١٤٦.

(٢).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت الفجر ، ح ٤٨٥٩. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٥ ، معلّقاً عن الكليني.وفيه ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ١١٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ، ح ٩٩٧ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن عطيّة.الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٤٣٦ ، معلّقاً عن عليّ بن عطيّة. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ١١٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ، ح ٩٩٦ ، بسند آخر عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٠٧٤٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٢١٠ ، ح ٤٩٤٢.

(٣). في « جر »والتهذيب : « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سألته » بدل « قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ».

(٤). البقرة (٢) : ١٨٧. وفيالوافي : +( مِنَ الْفَجْرِ ) .

(٥). في « ظ »والوسائل ، ح ٦٨٧٩ : « كان » بدون الواو.

(٦). فيالتهذيب : - « وابن اُمّ مكتوم - إلى - ويؤذّن بلال ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٤ ، ح ٥١٣ ، معلّقاً عن الكليني.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٤ ، ح ٢٠٣ ، عن عبيدالله =

٤٦٩

٦٣٧١/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ؛

وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١) ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ) (٢) الْآيَةَ ، فَقَالَ : « نَزَلَتْ(٣) فِي خَوَّاتِ بْنِ(٤) جُبَيْرٍ(٥) الْأَنْصَارِيِّ ، وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فِي الْخَنْدَقِ وَهُوَ صَائِمٌ ، فَأَمْسى وَهُوَ(٦) عَلى تِلْكَ الْحَالِ ، وَكَانُوا(٧) قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ هذِهِ الْآيَةُ إِذَا نَامَ أَحَدُهُمْ حُرِّمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ(٨) ، فَجَاءَ خَوَّاتٌ إِلى أَهْلِهِ حِينَ أَمْسى ، فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمْ طَعَامٌ؟ فَقَالُوا :(٩) لَاتَنَمْ(١٠) حَتّى نُصْلِحَ(١١) لَكَ طَعَاماً ، فَاتَّكَأَ ، فَنَامَ ، فَقَالُوا لَهُ : قَدْ فَعَلْتَ(١٢) ؟ قَالَ(١٣) : نَعَمْ ، فَبَاتَ عَلى تِلْكَ الْحَالِ ، فَأَصْبَحَ(١٤) ، ثُمَّ غَدَا إِلَى الْخَنْدَقِ ، فَجَعَلَ يُغْشى عَلَيْهِ ، فَمَرَّ بِهِ(١٥) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَلَمَّا رَأَى الَّذِي بِهِ ، أَخْبَرَهُ كَيْفَ كَانَ أَمْرُهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِ الْآيَةَ :( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ

__________________

= الحلبي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٩٣٦ ، مرسلاً ، وفي الأخيرين إلى قوله : « بياض النهار من سواد الليل »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٨ ، ح ١٠٧٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١١ ، ح ١٢٩٨٧ ؛وفيه ، ج ٥ ، ص ٣٨٩ ، ح ٦٨٧٩ ، من قوله : « قال : وكان بلال يؤذّن » إلى قوله : « حين يطلع الفجر » ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٦٥ ، ح ٧ ؛ وج ٨٣ ، ص ١١١ ، ح ١٣ ، إلى قوله : « حين يطلع الفجر ».

(١). فيالتهذيب : - « بن يحيى ».

(٢). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٣). فيالوسائل : « اُنزلت ».

(٤). في « بث » : - « بن ».

(٥). في « بح ، جن » وحاشية « بث » : « حنين » ، وهو سهو. راجع :اُسدالغابة ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، الرقم ١٤٨٩؛سير أعلام النبلاء ،ج ٢ ،ص ٣٢٩ ،الرقم ٦٤. (٦). فيالفقيه والتهذيب :«وأمسى»بدل«فأمسى وهو».

(٧). في حاشية « بث »والتهذيب : « وكان ».

(٨). فيالفقيه والتهذيب : - « والشراب ».

(٩). هكذا في جميع النسخوالوافي والوسائل والبحار والفقيه . وفي المطبوع : + « لا ».

(١٠). في « ت ، بخ ، بذ ، بر ، بز ، بص ، بط ، بظ ، بك ، جى » : « فنم ». فيالتهذيب : « أقم » بدل « لاتنم ».

(١١). في حاشية « بث » : « حتّى نطبخ ». وفيالفقيه والتهذيب : « حتّى نصنع ».

(١٢). فيالوسائل والتهذيب : « قد غفلت ».

(١٣). في «بر ، بف»والوافي والتهذيب : « فقال ».

(١٤). فيالفقيه والتهذيب : « وأصبح ».

(١٥). فيالتهذيب : - « به ».

٤٧٠

الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (١) ».(٢)

٦٣٧٢/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ(٣) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : مَتى يَحْرُمُ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ(٤) عَلَى الصَّائِمِ ، وَتَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْرِ؟

فَقَالَ : « إِذَا اعْتَرَضَ الْفَجْرُ ، وَكَانَ كَالْقُبْطِيَّةِ(٥) الْبَيْضَاءِ ، فَثَمَّ(٦) يَحْرُمُ الطَّعَامُ(٧) ، وَيَحِلُّ الصِّيَامُ(٨) ، وَتَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْرِ ».

قُلْتُ : فَلَسْنَا فِي وَقْتٍ إِلى أَنْ يَطْلُعَ شُعَاعُ الشَّمْسِ.

فَقَالَ : « هَيْهَاتَ ، أَيْنَ تَذْهَبُ؟ تِلْكَ صَلَاةُ الصِّبْيَانِ ».(٩)

__________________

(١). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٤ ، ح ٥١٢ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٩٣٥ ، معلّقاً عن أبي بصير.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٦٦ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٧ ، ح ١٠٧٤١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١١٢ ، ح ١٢٩٩٠ ؛البحار ، ج ٢٠ ، ص ٢٦٧ ، ح ٢١.

(٣). فيالتهذيب ، ج ٤ : + « عن محمّد بن قيس ». لكنّه غير مذكور في بعض النسخ المعتبرة منه ، كما أنّ ما ورد فيالتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٥ ، ح ١٠٧٧ ؛ من رواية عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي بصير ، لم تذكر عبارة « عن محمّد بن قيس » في بعض نسخه المعتبرة. وكأنّه ناشٍ من كثرة روايات عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٤٧٦ - ٤٨٠.

ويؤيّد ذلك ما ورد في كثيرٍ من الأسناد من رواية عاصم بن حميد عن أبي بصير مباشرةً ، وعدم معهوديّة رواية عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي بصير. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٤٧٣ - ٤٧٥.

(٤). فيالفقيه والتهذيب ، ج ٤ : - « والشراب ».

(٥). في « بر ، بف » وحاشية « بث » : « كالقطنة ». و « القِبْطِيَّةُ » : ثياب بيض رقاق من كتّان ، تتّخذ بمصر ، وقد يضمّ‌القاف ؛ لأنّهم يغيّرون في النسبة ، كما قالوا : سُهْليّ ودُهْريّ ، وكأنّه منسوب إلى القِبْط ، وهم أهل مصر. وهذا في الثياب ، فأمّا في الناس فقِبطيّ بالكسر. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥١ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٦ ( قبط ).

(٦). في « بر » : « ثمّ ».

(٧). في « بث ، بخ » : + « والشراب ».

(٨). في « بث ، بس »والتهذيب ، ج ٤ : - « ويحلّ الصيام ». وفيالفقيه : « على الصائم » بدل « ويحلّ الصيام ».

(٩).التهذيب ،ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ،ج ٢ ، ص ١٣٠،ح ١٩٣٤،معلّقاً عن =

٤٧١

١٩ - بَابُ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَيْلٌ فَأَفْطَرَ قَبْلَ اللَّيْلِ‌

٦٣٧٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْمٍ صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَغَشِيَهُمْ سَحَابٌ أَسْوَدُ(١) عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَظَنُّوا أَنَّهُ لَيْلٌ(٢) ، فَأَفْطَرُوا(٣) ، ثُمَّ إِنَّ السَّحَابَ انْجَلى ، فَإِذَا الشَّمْسُ؟

فَقَالَ : « عَلَى الَّذِي أَفْطَرَ صِيَامُ ذلِكَ الْيَوْمِ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( ثُمَّ أَتِمُّوا (٤) الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ) (٥) فَمَنْ أَكَلَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ اللَّيْلُ ، فَعَلَيْهِ قَضَاؤُهُ(٦) ؛ لِأَنَّهُ أَكَلَ مُتَعَمِّداً ».(٧)

٦٣٧٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ(٨) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَسَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْمٍ صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَغَشِيَهُمْ سَحَابٌ أَسْوَدُ عِنْدَ‌

__________________

= عاصم بن حميد ، عن أبي بصير ليث المرادي. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٩ ، ح ١٢٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٧٦ ، ح ١٠٠٢ ، بسندهما عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير المكفوف ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٠٧٤٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٢٠٩ ، ذيل ح ٤٩٤١ ؛وفيه ، ج ١٠ ، ص ١١١ ، ح ١٢٩٨٨ ، إلى قوله : « يحلّ الصيام وتحلّ الصلاة صلاة الفجر ».

(١). في « بس » : « سواد » بدل « سحاب أسود ».

(٢). في حاشية « بث ، بح » : « الليل ».

(٣). في « بث » : « فأفطر بعضهم ». وفي « بس » : - « فأفطروا ».

(٤). هكذا في المصحف الشريفوالوافي . وفي النسخ والمطبوع : « وأتمّوا ».

(٥). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٦). في « ى » : « قضاء ».

(٧). راجع :الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٠ ، ح ١٩٠١ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨١٦ و٨١٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ٣٧٤ و٣٧٥الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٠٨٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٢٢ ، ذيل ح ١٣٠٠٩.

(٨). في الاستبصار : + « بن عبد الرحمن ».

٤٧٢

غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَرَأَوْا أَنَّهُ اللَّيْلُ ، فَأَفْطَرَ بَعْضُهُمْ(١) ، ثُمَّ إِنَّ السَّحَابَ انْجَلى ، فَإِذَا الشَّمْسُ(٢)

قَالَ(٣) : « عَلَى الَّذِي أَفْطَرَ صِيَامُ ذلِكَ الْيَوْمِ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( أَتِمُّوا (٤) الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ) فَمَنْ أَكَلَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ اللَّيْلُ ، فَعَلَيْهِ قَضَاؤُهُ(٥) ؛ لِأَنَّهُ أَكَلَ مُتَعَمِّداً ».(٦)

٢٠ - بَابُ وَقْتِ الْإِفْطَارِ‌

٦٣٧٥/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا(٧) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(٨) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « وَقْتُ سُقُوطِ الْقُرْصِ وَوُجُوبِ(٩) الْإِفْطَارِ مِنَ الصِّيَامِ(١٠) أَنْ يَقُومَ(١١) بِحِذَاءِ الْقِبْلَةِ ، وَيَتَفَقَّدَ(١٢) الْحُمْرَةَ الَّتِي تَرْتَفِعُ مِنَ الْمَشْرِقِ ، فَإِذَا جَازَتْ قِمَّةَ الرَّأْسِ(١٣) إِلى نَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ ، فَقَدْ وَجَبَ الْإِفْطَارُ ، وَسَقَطَ‌

__________________

(١). في « بر » : « لبعضهم ».

(٢). فيالتهذيب والاستبصار : - « فأفطر بعضهم ، ثمّ إنّ السحاب انجلى ، فإذا الشمس ».

(٣). في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « فقال ».

(٤). كذا في النسخ ، وفي المصحف الشريفوالتهذيب والاستبصار :( ثُمَّ أَتِمُّوا ) .

(٥). في « ظ » : + « وعليه الإفطار ».

(٦).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨١٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ٣٧٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٠٨٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٢١ ، ح ١٣٠٠٩.

(٧). في الكافي ، ح ٤٨٤٤ : « عن عليّ بن محمّد » بدل « عدّة من أصحابنا ».

(٨). في الكافي ، ح ٤٨٤٤ : - « بن عبيد ».

(٩). في « بح ، جن » : « وجوب » بدون الواو.

(١٠). في الكافي ، ح ٤٨٤٤ : - « من الصيام ».

(١١). في « ى ، بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي والوسائل ح ١٣٠١٤ والكافي ح ٤٨٤٤ : « أن تقوم ».

(١٢). في « ظ ، ى ، بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي : « وتتفقّد ».

(١٣). في « بر » : - « قمّة ». وفي حاشية « ظ ، بث » : « قبّة الرأس ». و « قِمَّةُ الرأس » : أعلاه ووسطه. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠١٥ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١١٠ ( قمم ).

٤٧٣

الْقُرْصُ(١) ».(٢)

٦٣٧٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ابْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ(٣) بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا غَابَتِ الْحُمْرَةُ مِنْ هذَا الْجَانِبِ - يَعْنِي نَاحِيَةَ(٤) الْمَشْرِقِ - فَقَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ(٥) وَغَرْبِهَا ».(٦)

٦٣٧٧/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْإفْطَارِ : قَبْلَ الصَّلَاةِ ، أَوْ بَعْدَهَا؟

قَالَ : « إِنْ كَانَ مَعَهُ قَوْمٌ يَخْشى أَنْ يَحْبِسَهُمْ عَنْ عَشَائِهِمْ(٧) ، فَلْيُفْطِرْ مَعَهُمْ ، وَإِنْ‌

__________________

(١). فيالوافي : « قد مضى في كتاب الصلاة أنّ معنى سقوط القرص غيبوبته في الاُفق بحيث إذا نظر إليه لم ير ، وأنّ تأخير الصلاة والإفطار إلى ذهاب الحمرة المشرقيّة من باب الأولى والأحوط ، دون الوجوب ، وذلك لأنّ بذهاب الحمرة يتحقّق الغروب التامّ من معمورة العالم ، أو أكثر البلاد ، فتفسير السقوط هنا بذلك تفسير له بما يتحقّق معه الاحتياط ، فلا ينافي كون معناه مجرّد الغيبوبة عن النظر في الاُفق ».

(٢).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت المغرب والعشاء الآخرة ، ح ٤٨٤٤. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٣١ ، ح ١٠٧٥١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٧٣ ، ذيل ح ٤٨٣٠ ؛ وج ١٠ ، ص ١٢٤ ، ح ١٣٠١٤.

(٣). في الاستبصار ، ح ٩٥٧ : « يزيد » ، لكنّ المذكور في بعض نسخه المعتبرة هو « بريد ».

(٤). فيالوافي : « من » بدل « ناحية ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٧٠ : « قولهعليه‌السلام : في شرق الأرض ، أي القرص من المغرب وأثرها من المشرق ، أو من البلاد الشرقيّة والغربيّة القريبة ».

(٦).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب وقت المغرب والعشاء الآخرة ، ح ٤٨٤٢ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩ ، ح ٨٤ و٨٥ ؛ وص ٢٥٧ ، ح ١٠٢١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٦٥ ، ح ٩٥٦ و٩٥٧ ، بسند آخر عن القاسم بن عروةالوافي ، ج ٧ ، ص ٢٦٥ ، ح ٥٨٧٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ، ذيل ح ٤٨٢٧.

(٧). العَشاء - بالفتح والمدّ - : الطعام بعينه الذي يؤكل عند العِشاء ، وهو خلاف الغَداء. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٢٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٢ ( عشا ).

٤٧٤

كَانَ غَيْرُ(١) ذلِكَ ، فَلْيُصَلِّ وَلْيُفْطِرْ(٢) ».(٣)

٢١ - بَابُ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِياً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌

٦٣٧٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَسِيَ ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ ، ثُمَّ ذَكَرَ؟

قَالَ : « لَا يُفْطِرْ(٤) ، إِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ رَزَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ».(٥)

٦٣٧٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

قَالَ : « لَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءُهُ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ».

٦٣٨٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ‌

__________________

(١). في « بر » : « دون ».

(٢). في « بح ، بر ، بس ، بف ، جن » : « ويفطر ».

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٨٥ ، ح ٥١٧ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ، ح ١٩٣٣ ، معلّقاً عن الحلبي.التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٨ ، صدر ح ٥٧٠ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٠٧٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٤٩ ، ذيل ح ١٣٠٧٩.

(٤). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٧١ : « قولهعليه‌السلام : لا يفطر ، بإطلاقه يشمل كلّ صوم ، كما هو المذهب ، فالتعميم في العنوان أولى ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٧ ، ح ٨٣٨ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٨ ، ح ١٨٩٣ ، معلّقاً عن الحلبي. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٨٠٩ ؛ وص ٢٧٧ ، ح ٨٣٩ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن‌أميرالمؤمنينعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الصيام ، باب وجوه الصوم ، ضمن ح ٦٣١٩الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٠٨٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٠ ذيل ح ١٢٨٠٢.

٤٧٥

الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) عَنْ رَجُلٍ صَامَ فِي شَهْرِ(٢) رَمَضَانَ ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ(٣) نَاسِياً؟

قَالَ : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ ».(٤)

٦٣٨١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَنْسى ، فَيَأْكُلُ(٥) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

قَالَ : « يُتِمُّ صَوْمَهُ ؛ فَإِنَّمَا(٦) هُوَ شَيْ‌ءٌ أَطْعَمَهُ اللهُ إِيَّاهُ(٧) ».(٨)

٢٢ - بَابُ مَنْ أَفْطَرَ مُتَعَمِّداً مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ أَوْ جَامَعَ مُتَعَمِّداً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌

٦٣٨٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

__________________

(١). لم يرد في النسخ من « عن الرجل يأكل ويشرب » في الحديث السابق ، إلى « سألت أبا عبداللهعليه‌السلام » في حديثنا هذا ، إلّا في « جر ». واحتمال وقوع السقط هنا في أكثر النسخ أقوى وأظهر جدّاً من احتمال الزيادة في « جر » ؛ إذ لاوجه منطقي لزيادة هذه العبارة لاسيّما بعد ما كانت مولّفة من متن وسند دون العكس. والسند المذكور في هذه العبارة من أسناد الكلينيقدس‌سره قد صرّح به في كثيرٍ من مواضعالكافي .

(٢). فيالتهذيب : - « شهر ».

(٣). في « بخ ، بر ، بس ، بف »والوافي والتهذيب : « أو شرب ».

(٤).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٨٠٨ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علىّ ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٨٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥١ ، ح ١٢٨٠٦.

(٥). في « ى ، بح ، بس ، جن »والوسائل : « ويأكل ». وفي « بث » : « فأكل وشرب ».

(٦). في « بس ، جن » : « إنّما ».

(٧). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بر ، بس ، بف ، جن »والوافي والتهذيب : - « إيّاه ».

(٨).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، ح ٨١٠ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٨٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥١ ، ح ١٢٨٠٧.

٤٧٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ أَفْطَرَ مِنْ(١) شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً يَوْماً وَاحِداً مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ ، قَالَ : « يُعْتِقُ نَسَمَةً(٢) ، أَوْ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ، أَوْ يُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ ، تَصَدَّقَ بِمَا يُطِيقُ ».(٣)

٦٣٨٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَجُلاً(٤) أَتَى النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَقَالَ : هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ؟ فَقَالَ(٥) : النَّارَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَمَا لَكَ؟ قَالَ : وَقَعْتُ عَلى أَهْلِي ، قَالَ : تَصَدَّقْ ، وَاسْتَغْفِرْ(٦) ، فَقَالَ الرَّجُلُ : فَوَ الَّذِي(٧) عَظَّمَ حَقَّكَ مَا تَرَكْتُ فِي الْبَيْتِ شَيْئاً لَا(٨) قَلِيلاً وَلَا كَثِيراً ».

قَالَ : « فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ بِمِكْتَلٍ(٩) مِنْ تَمْرٍ فِيهِ عِشْرُونَ صَاعاً يَكُونُ عَشَرَةَ‌

__________________

(١). في « ظ ، ى ، جت ، بح ، بس »والوافي والتهذيب والاستبصار : « في ».

(٢). قال الجوهري : « النسمة : الإنسان ». وقال ابن الأثير : « النسمة : النفس والروح ، وكلّ دابّة فيها روح فهي‌نسمة ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٤٠ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٩ ( نسم ).

(٣).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٥ ، ح ٥٩٤ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٩٥ ، ح ٣١٠ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ١٨٨٤ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٢١ ، ح ٩٨٤ ، بسنده عن عبدالله بن سنان.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٢٨ ، ح ٤٨٣٠ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وتمام الرواية : « أنّه إذا لم يقدر على الإطعام تصدّق بما يطيق »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧١ ، ح ١٠٨٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٤ ، ح ١٢٧٨٩. (٤). في « ى » : « الرجل ».

(٥). في « ظ ، بث ، بخ ، بر ، بف »والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « قال ».

(٦). فيالتهذيب والاستبصار : + « ربّك ».

(٧). في الاستبصار : « والذي ».

(٨). في « بخ »والتهذيب والاستبصار والنوادر للأشعري : - « لا ».

(٩). في « بر » : « بمكيل ». والمِكْتَل - بكسر الميم - : الزنبيل الكبير ، أو شبه الزنبيل ، يسع خمسة عشر صاعاً ، كأنّ =

٤٧٧

أَصْوُعٍ بِصَاعِنَا(١) ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خُذْ هذَا التَّمْرَ ، فَتَصَدَّقْ بِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَلى مَنْ أَتَصَدَّقُ بِهِ(٢) ، وَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي بَيْتِي(٣) قَلِيلٌ وَلَاكَثِيرٌ؟ قَالَ : فَخُذْهُ ، وَأَطْعِمْهُ(٤) عِيَالَكَ ، وَاسْتَغْفِرِ اللهَ ».

قَالَ : فَلَمَّا خَرَجْنَا(٥) ، قَالَ أَصْحَابُنَا : إِنَّهُ(٦) بَدَأَ بِالْعِتْقِ ، فَقَالَ : « أَعْتِقْ ، أَوْ صُمْ ، أَوْ تَصَدَّقْ ».(٧)

٦٣٨٤/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي رَجُلٍ وَقَعَ عَلى أَهْلِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَلَمْ يَجِدْ مَا‌

__________________

= فيه كُتَلاً من التمر ، أي قِطَعاً مجتمعة. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٠٩ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٥٠ ( كتل ).

(١). في الاستبصار : - « يكون عشرة أصوع بصاعنا ».

(٢). في « ى » : - « به ».

(٣). في«ى»: +«شي‌ء».وفيالوافي :«ليس لي شي‌ء».

(٤). فيالتهذيب والاستبصار : « فأطعمه ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٧٣ : « قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأطعمه ، لعلّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما رخّص أن يطعمه عياله لكونه عاجزاً وكان لا تجب عليه الكفّارة ، وإنّما تبرّعصلى‌الله‌عليه‌وآله من قبله ، فلا ينافي عدم جواز إعطاء الكفّارة من تجب عليه نفقته ، على أنّ عياله لفقره لم يكونوا ممّن يجب عليه نفقته ، كما جوّزه بعض الأصحاب ، قال الشهيدرحمه‌الله فيالدروس : ولو كانوا واجبي النفقة والمكفّر فقير ، قيل : يجزي ».

(٥). فيالتهذيب : « رجعنا ».

(٦). في « بر ، بف » : - « إنّه ». وفيمرآة العقول : « قوله : إنّه ، أي الصادقعليه‌السلام بدأ بالعتق عند ذكر الكفّارة في مجلس آخر ، أو في هذا المجلس ، وغفل جميل عنه ». وفي هامش الطبعة الحجريّة : « الظاهر أنّ جميلاً كان في ذلك الوقت مشتغلاً بشخص أو بشي‌ء آخر ، ولم يسمع العتق والصوم ، وسمعهما بقيّة الأصحاب كعبد المؤمن مثلاً الذي روى عنه الصدوق هذا الحديث على ما هو المشهور أنّهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للأعرابي : أعتق رقبة ، فاعتذر ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : صم شهرين ، فاعتذر ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : تصدّق ، إلى آخر الحديث. أو كان سماعهم قبل مجي‌ء جميل ذلك المجلس ، فلمّا جاء جميل كرّره لأجله ، ولم يذكر العتق والصوم ، واختصر على ذكر التصدّق اعتماداً على ذكر الأصحاب له ، وكثيراً ما يقع أمثال ذلك في المحاورات ، كذا اُفيد. رفيع ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ ، ح ٥٩٥ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٨٠ ، ح ٢٤٥ ، معلّقاً عن الكليني.النوادر للأشعري ، ص ٦٨ ، ح ١٤٢ ، عن جميل بن درّاج ، إلى قوله : « وأطعمه عيالك واستغفر الله »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧١ ، ح ١٠٨٣٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٥ ، ح ١٢٧٩٠.

٤٧٨

يَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى سِتِّينَ مِسْكِيناً ، قَالَ : « يَتَصَدَّقُ بِقَدْرِ مَا(١) يُطِيقُ ».(٢)

٦٣٨٥/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٣) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يَعْبَثُ بِأَهْلِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتّى يُمْنِيَ؟

قَالَ : « عَلَيْهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ مِثْلُ مَا عَلَى الَّذِي يُجَامِعُ ».(٤)

٦٣٨٦/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ شَهِدَ عَلَيْهِ شُهُودٌ أَنَّهُ أَفْطَرَ مِنْ(٥) شَهْرِ(٦) رَمَضَانَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟

قَالَ : « يُسْأَلُ : هَلْ عَلَيْكَ فِي إِفْطَارِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ(٧) إِثْمٌ؟ فَإِنْ قَالَ : لَا ، فَإِنَّ(٨) عَلَى الْإمَامِ أَنْ يَقْتُلَهُ ، وَإِنْ(٩) قَالَ : نَعَمْ ، فَإِنَّ عَلَى الْإمَامِ أَنْ يَنْهَكَهُ(١٠)

__________________

(١). في « بخ »والتهذيب ، ج ٤ : « بما يطيق » بدل « بقدر ما يطيق ».

(٢).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ ، ح ٥٩٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٨١ ، ح ٢٤٦ ؛ وص ٩٦ ، ح ٣١٣ ، معلّقاً عن الكليني.التهذيب ، ج ٨ ، ص ٣٢٤ ، ح ١٢٠٥ ، بسنده عن محمّد بن أبي عميرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٠٨٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٦ ، ح ١٢٧٩١.

(٣). في « بخ ، بر ، بف ، جر »والوسائل والتهذيب والاستبصار : - « بن يحيى ».

(٤).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ ، ح ٥٩٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٨١ ، ح ٢٤٧ ، معلّقاً عن الكليني.التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٢٧ ، ح ١١٢٤ ، بسنده عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج.النوادر للأشعري ، ص ٦٨ ، ح ١٤٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف. راجع :الكافي ، كتاب الحجّ ، باب المحرم يقبّل امرأته ، ح ٧٣٨١ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ ، ح ٨٢٦ ؛ وج ٥ ، ص ٣٢٤ ، ح ١١١٤الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٤ ، ح ١٠٨٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٩ ، ح ١٢٧٧٦. (٥). في حاشية « بح » : « في ».

(٦). في « بر »والتهذيب ، ج ١٠ : - « شهر ».

(٧). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن »والوسائل والكافي ، ح ١٤٠٤٨والتهذيب ، ج ١٠ : - « في شهر رمضان ».

(٨). في « بر ، بف »والوافي : « كان ».

(٩). في الكافي،ح ١٤٠٤٨والتهذيب ،ج ١٠:+«هو».

(١٠). « أن ينهكه » أي يبالغ في عقوبته والنَهْك : المبالغة في كلّ شي‌ء. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦١٣ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٦٥ ( نهك ).

٤٧٩

ضَرْباً ».(١)

٦٣٨٧/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ وُجِدَ(٢) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَقَدْ أَفْطَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَقَدْ رُفِعَ إِلَى الْإمَامِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟

قَالَ : « يُقْتَلُ فِي الثَّالِثَةِ(٣) ».(٤)

٦٣٨٨/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُوقَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يُلَاعِبُ أَهْلَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ وَهُوَ فِي قَضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَيَسْبِقُهُ الْمَاءُ ، فَيُنْزِلُ.

قَالَ : « عَلَيْهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ(٥) مِثْلُ مَا عَلَى الَّذِي يُجَامِعُ(٦) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ».(٧)

__________________

(١).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢١٥ ، ح ٦٢٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالكافي ، كتاب الحدود ، باب حدّ المرتدّ ، ١٤٠٤٨ ؛والفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٨٩٠ ؛والتهذيب ، ج ١٠ ، ص ١٤١ ، ح ٥٥٨ ، معلّقاً عن ابن محبوب.المقنعة ، ص ٢٤٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٧ ، ح ١٠٨٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٣٣٣٤.

(٢). في « بخ ، بر » وحاشية « بث » والوافي والفقيه والتهذيب والنوادر للأشعري : « أخذ ».

(٣). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : يقتل في الثالثة ، ذهب إليه جماعة من الأصحاب. وقيل : يقتل في الرابعة ».

(٤).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ، ح ٥٩٨ ، معلّقاً عن الكليني.النوادر للأشعري ، ص ٦٩ ، ح ١٤ ، عن سماعة.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٨٩١ ، معلّقاً عن سماعة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الحدود ، باب حدّ المرتد ، ح ١٤٠٤٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من أخذ في شهر رمضان وقد أفطر فرفع إلى الإمام يقتل في الثالثة »الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٠٨٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٣٣٣٥.

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : عليه من الكفّارة ، يدلّ على ما ذهب إليه ابنا بابويه من أنّ قضاء إفطار شهر رمضان بعد الزوال كفّارته كفّارة إفطار شهر رمضان ، وحمله المحقّق فيالمعتبر على الاستحباب ، وذهب الأكثر إلى أنّها إطعام عشرة مساكين لكلّ مسكين مدّ ، ومع العجز صيام ثلاثة أيّام. وقال ابن البرّاج : كفّارة يمين. وقال أبو الصلاح: صيام ثلاثة أيّام وإطعام عشرة مساكين ، والأشهر الأظهر ».

(٦). في حاشية « بح » : « جامع ».

(٧).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٢١ ، ح ٩٨٣ ، بسنده عن ابن أبي عمير.النوادر للأشعري ، ص ٦٩، ح ١٤٣، =

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700