الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي8%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 211028 / تحميل: 7111
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

ولـمـّا أخبر النبي عن نزول الوحي وتلا الآيتين إرتفعت أصواتهم بقولهم: اتنهينا، اتنهينا.

وكلّ هذا يعرف عن رسوخ هذه العادة الشنيعة وهذا العمل القبيح في المجتمع العربي آنذاك إلى درجة أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستطع ـ تحت ضغط الظروف ـ أن يقطع مادة الفساد منذ هبوطه أرض المدينة دفعة واحدة، بل تدرّج في تحقيق التحريم، وترسيخه في أذهانهم ونفوسهم.

رووا أصحاب السنن والمسانيد أنّه لـمّا نزل تحريم الخمر قال عمر: أللّهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في البقرة:( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ ) قال فدعي عمر فقرئت عليه فقال: أللّهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في سورة النساء:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ ) فكان منادي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا اُقيمت الصّلاة ينادي ألّا يقربنّ الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: أللّهم بيّن لنا بياناً شافياً، فنزلت:( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) .

قال عمر: اتنهينا، اتنهينا(١) .

ويظهر ممّا رواه ابن هشام عن بعض أهل العلم: انّ نهي الرسول عن الخمر كان مشهوراً عندما كان مقيماً بمكّة بين ظهراني قريش، وخرج الأعشى إلى رسول الله يريد الإسلام ومعه قصيدته المعروفة في مدح النبي التي مستهلّها:

الم تغتمض عينك ليلة أرمدا

وبتّ كما بات السليم مسهّدا

وما ذاك من عشق النساء وإنّما

تناسيت قبل اليوم صحبة مهددا

__________________

(١) سنن أبي داود: ج ٢ ص ١٢٨، مسند أحمد: ج ١ ص ١٥٣، سنن النسائي: ج ٨ ص ١٨٧، مستدرك الحاكم: ج ٢ ص ٢٧٨، إلى غير ذلك من المصادر.

٤١

إلى أن قال:

فإيّاك والميتات لاتقربنها

لا تأخذن سهماً حديداً لتفصدا

و لاتقربنَّ حرّة كان سرها

عليك حراماً فانكحن أو تأبّدا(١)

فلمّا كان بمكّة أو قريباً منها إعترضه بعض المشركين من قريش فسأله عن أمره فأخبره أنّه يريد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للسلم فقال له: يا أبا بصير إنّه حرّم الزنا، فقال الأعشى: والله إنّ ذلك لأمر ما لي فيه من ارب، فقال له يا أبا بصير:

فإنّه يحرّم الخمر، فقال الأعشى:

أمّا هذه فو الله إنّ في النفس منها لعُلالات، ولكنّي منصرف فأتروّى منها عامي هذا، ثم آتيه فاُسلم، فانصرف فمات في عامه هذا، ولم يعد إلى رسول الله(٢) .

وببالي أنّه جاء في بعض المصادر أنّه قيل له: إنّه يحرّم الأطيبين والمراد بهما الخمر والزنا، وقد عرفت أنّه مع ما رأى من نور النبوّة ودخل عليه من بصيص الإيمان لم يتحمّل ترك الخمر، فعاد ليتروّى منها، ليعود بعد عام إلى المدينة، ولكن وافاه الأجل قبل أن يسلم.

وهذا مَثل آخر يعرب عن ترسّخ هذه العادة القبيحة في ذلك المجتمع.

٨ ـ وأد البنات

أوّل من لطّخ يده بدم البنات البريئات هم العرب الجاهليّون، فقد كانوا يئدون بناتهم لأعذار مختلفة واهية، فتارة يتذرّعون بخشية الإملاق، والاُخرى يتجنّون بحجّة

__________________

(١) الأرمد: الذي يشتكي عينيه من الرمد، والسليم: الملدوغ، والمسهّد: الذي منع من النوم، والمهدد ـ على وزن معلل ـ: اسم امرأة، وتأبّد: أي تعزّب وابتعد عن النساء.

(٢) السيرة النبوية: ج ١ ص ٣٨٦.

٤٢

الاجتناب عن العار، وقد حكى سبحانه عقيدة العرب في بناتهم ووأدهنّ في آيات نذكر ما يلي:

( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ *يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) ( النحل / ٥٨ و ٥٩ ).

والآية تصوّر احساس القوم وإنفعالهم عندما كان أحدهم يبشّر بولادة أُنثى له، فكان يتجهّم وجهه ويتغيّر إلى السواد، ويظهر فيه أثر الحزن والكراهة، والقوم يكرهون الاُنثى مع أنّهم جعلوها لله سبحانه(١) ، ثمّ لم يزل الحزن يتزايد فيمتلئ الشخص غيظاً، وعند ذلك يستخفي من القوم الذي يستخبرونه عمّا ولد له، إستنكافاً منه، وخجلاً ممّا بشّر به من الاُنثى، ثمّ هو ينكر في أمر البنت المولودة له أيحفظها على ذل وهوان، أم يخفيها في التراب، ويدفنها حيّة وهذا هو الوأد( أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) أي في قتل البنات البريئات المظلومات.

ثمّ إنّه سبحانه يحارب بشدّة هذا العمل الإجرامي في بعض الآيات ويقول:

( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ) ( الإسراء / ٣١ ).

فالله سبحانه هو المتكفّل برزقهم ورزق أولادهم وقتلهم خطأ عظيم عند الله.

وقال سبحانه:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) ( الأنعام / ١٥١ )

ويؤكّد القرآن على تحريم قتل هذه البنات المظلومات بأنّ المؤودة سيسأل منها يوم القيامة، قال سبحانه:( وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) ( التكوير / ٨ ).

__________________

(١) إشارة إلى قوله سبحانه:( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَىٰ *تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ ) ( النجم / ٢١ و ٢٢ ).

٤٣

وقد ذكر أصحاب السير بعض الدوافع التي دفعت العرب إلى اتّخاذ مثل هذا الموقف الظالم بشأن تلك البريئات لا يسع المجال لنقلها، ولكن يظهر ممّا نقله صعصعة بن ناجية ـ جد الفرزدق ـ: أنّ ذلك العمل الإجرامي كان شائعاً ورائجاً في غير واحدة من القبائل آنذاك، وإليك البيان:

إنّ صعصعة بن ناجية بن عقال كان يفدّي المؤودة من القتل، ولـمـّا أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يا رسول الله إنّي كنت أعمل عملاً في الجاهلية، أفينبغي ذلك اليوم ؟ قال: وما عملك ؟ فقال: إنّه حضر ولادة امرأة من العرب بنتاً، فأراد أبوها أن يئدها، قال فقلت له: أتبيعها ؟ قال: وهل تبيع العرب أولادها ؟ قال: قلت إنّما أشتري حياتها ولا أشتري رقّها، فاشتريتها منه بناقتين عشراوين وجمل، وقد صارت لي سُنَّة في العرب على أن أشتري ما يئدونه بذلك فعندي إلى هذه الغاية ثمانون ومائتا مؤودة وقد أنقذتها.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لك أجره إذ منّ الله عليك بالإسلام(١) .

وقد ذكر الفرزدق إحياء جدّه للمؤودات في كثير من شعره كما قال:

ومنّا الذي منع الوائدات

وأحيى الوئيد فلم يؤدد(٢)

ويعرب عن شيوع هذه العادة الوحشيّة والمروّعة قوله سبحانه:

( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) ( الأنعام / ١٣٧ ).

وكذا قوله:( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) ( الأنعام / ١٤٠ ).

__________________

(١) بلوغ الارب: ج ٣ ص ٤٤.

(٢) المصدر نفسه.

٤٤

٩ ـ أكل الخبائث من الدماء والحشرات

كانت العرب تأكل لحوم الأنعام وغيرها من الحيوانات كالفأر والضب الوزغ، وتأكل من الأنعام ما قتلته بذبح ونحوه، وتأكل الميتة بجميع أقسامها أعني المنخنقة، والموقوذة، والمتردّية والنطيحة، وما أكل السبع، وكانوا يملؤون الأمعاء من الدم ويشوونه ويطعمونه الضيف، وكانوا إذا أجدبوا جرحوا إبلهم بالنصال وشربوا ما يسيل منها من الدماء.

هذا ورغم أنّه مضى على ظهور التشريع الإسلامي إلى الآن أربعة عشر قرناً كثيراً من الاُمم غير المسلمة تأكل أصناف الحيوانات حتّى الكلب والهر، بل والديدان والأصداف، وقد اتّخذ الإسلام بين هذا وذاك طريقاً وسطاً، فأباح من اللحوم ما تستطيبه الطباع المعتدلة من بني الإنسان، فحلّل من البهائم الضأن والمعز والبقر والإبل، وكرّه أكل لحوم الفرس والحمار، وحلّل من الطيور غير ذات الجوارح ممّا له حوصلة ودفيف ولا مخلب له، كما حلّل من لحوم البحر بعض أنواع السمك، واشترط في كل واحد من هذه اللحوم نوعاً من التذكية.

والإمعان في الآية التالية يقودنا إلى أنّ العرب كانت تفقد نظام التغذية، أو كانت تتغذّى من كلّ ما وقعت عليه يدها من اللحوم، كما أنّها كانت تفقد الطريقة الصحيحة لذبح الحيوان، فكانوا يقتلونه بالتعذيب بدل ذبحه، وإليه يشير قوله سبحانه:

( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالمُنْخَنِقَةُ وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إلّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ) ( المائدة / ٣ ).

فقد كانوا ينتفعون من الميتة والدم ولحم الخنزير والمذبوح باسم الأصنام والأوثان.

كما كانوا يستفيدون من « المنخنقة » وهي التي تدخل رأسها بين شعبتين من

٤٥

شجرة فتختنق فتموت أو تخنق بحبل الصائد، « والموقوذة » وهي التي تضرب حتّى تموت، « والمترديّة » وهي التي تقع من جبل أو مكان عال أو تقع في بئر، « والنطيحة » وهي التي ينطحها غيرها فتموت.

١٠ ـ التقسيم بالأزلام

كان التقسيم بالأزلام ميسراً رائجاً بينهم، وكان لهذا العمل صبغة الدين، وقد اختلفوا في تفسيره على قولين:

١ ـ قالوا: المراد طلب قسم الأرزاق بالقداح التي كانوا يتفائلون بها في أسفارهم، وابتداء أُمورهم، وهي سهام كانت في الجاهليّة مكتوب على بعضها: « أمرني ربّي »، وعلى بعضها « نهاني ربّي »، وبعضها غفل لم يكتب عليه شيء، فإذا أرادوا سفراً أو أمراً يهتمّون به، ضربوا على تلك القداح، فإن خرج السهم الذي عليه « أمرني ربّي »، مضى الرجل في حاجته، وإن خرج الذي عليه « نهاني ربّي » لم يمض، وإن خرج الذي ليس عليه شيء أعاد.

٢ ـ روى علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقين كيفيّة التقسيم بالأزلام بشكل آخر، فقال:

إنّ الأزلام عشرة، سبعة لها انصباء وثلاثة لا انصباء لها، فالتي لها انصباء: الفذ، التوأم، المسبل، النافس، الحلس، الرقيب، المعلى. فالفذ له سهم، والتوأم له سهمان، والمسبل له ثلاثة أسهم، والنافس له أربعة أسهم، والحلس له خمسة أسهم، والرقيب له ستّة أسهم، والمعلى له سبعة أسهم.

والتي لا انصباء لها: السفيح والمنيح والوغد.

وكانوا يعمدون إلى الجزور فيجزّئونه أجزاء، ثمّ يجتمعون عليه فيخرجون السهام، ويدفعونه إلى رجل، وثمن الجزور على من تخرج له « التي لا انصباء لها »

٤٦

وهو القمار، فحرّمه الله تعالى(١) .

والتفسير الثاني أنسب لكون البحث في الآية عن اللحوم المحرّمة.

١١ ـ النسيء في الأشهر الحرم

لقد شاع في الألسن أنّ العرب لـمّا كانوا أصحاب غارات وحروب وكان استمرار الحروب والغارات مانعاً عن إدارة شؤون المعاش، عمدوا إلى تحريم القتال والحرب في الأشهر الأربعة المعروفة بالأشهر الحرم أعني: « رجب وذي القعدة وذي الحجة ومحرّم ».

والظاهر من بعض الآيات أنّ التحريم هذا كان مستنداً إلى تشريع سماوي، كما هو المستفاد من قول الله تعالى:

( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) ( التوبة / ٣٦ ).

فإنّ قوله( ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) إشارة إلى أنّه جزء من الدّين القيّم لا من طقوس العرب الجاهلي، ولعلّه كان سنّة من سنن النبي إبراهيم ورثتها عنه العرب.

وعلى كلّ تقدير فقد كان العرب يتدخّلون في هذا التشريع الإلهي فيؤخّرون الحرمة من الشهر الحرام إلى بعض الأشهر غير المحرّمة.

وبعبارة اُخرى كانوا يؤخّرون الحرمة، ولا يبطلونها برفعها من أساسها واصلها حفاظاً على السنّة الموروثة عن أسلافهم عن النبي إبراهيمعليه‌السلام .

فمثلاً كانوا يؤخّرون تحريم محرّم إلى صفر، فيحرّمون الحرب في صفر

__________________

(١) مجمع البيان: ج ٢ ص ١٥٨ وما أشبه التقسيم بالأزلام بالعمل المعروف في عصرنا ب‍ « اليانصيب الوطني ».

٤٧

ويستحلّونها في محرّم فيمكثون على ذلك زماناً ثمّ يزول التحريم عن صفر ويعود إلى محرّم، وهذا هو المعنى بالنسيء ( أي التأخير ).

وكان الدافع وراء هذا النسيء هو انّهم أصحاب حروب وغارات، فكان يشقّ عليهم أن يمتنعوا عن القتال ثلاثة أشهر متوالية وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرّم، ولا يغزون فيها، ولهذا كانوا يؤخّرون تحريم الحرب في محرّم إلى شهر صفر، قال سبحانه:

( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) ( التوبة / ٣٧ ).

روى أهل السير أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في خطبة حجّة الوداع:

« ألا وانّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات، ذو القعدة وذو الحجّة ومحرّم ورجب مضربين جمادى وشعبان »(١) .

والحديث يعرب عن شكل آخر للنسيء غير ما ذكرناه فإنّ ما ذكرناه كان مختصاً بتأخير حكم الحرب من محرّم إلى صفر، ولكن النسيء المستفاد من الحديث على وجه آخر وهو أنّ المشركين كانوا يحجّون في كل شهر عامين فحجّوا في ذي الحجة عامين، وحجّوا في محرّم عامين، ثمّ حجوا في صفر عامين، وكذا في بقيّة الشهور اللاحقة حتّى إذا وافقت الحجّ التي قبل حجّة الوداع في ذي القعدة ثمّ حجّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في العام القادم حجّة الوداع، فوافقت في ذي الحجة، فعند ذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا إنّ الزمان قد استدار كهيئته ».

__________________

(١) مجمع البيان: ج ٣ ص ٢٢.

٤٨

١٢ ـ الربا ذلك الاستغلال الجائر

كان العرب الجاهليّون يرون البيع والربا متماثلين، ويقولون: « إنّما البيع مثل الربا » فيضفون الشرعيّة على الربا كإضفائها على البيع، ولكن شتّان ما بين البيع والربا، فإنّ الثاني ينشر القسوة والخسارة، ويورث البغض والعداوة، ويفسد الأمن والاستقرار، ويهيء النفوس للانتقام بأية وسيلة ممكنة ويدعو إلى الفرقة والاختلاف سواء كان الربا مأخوذاً من قبل الفرد أو مأخوذ من جانب الدولة.

وفي الثاني من المفاسد ما لا يخفى إذ أدنى ما يترتّب عليه تكديس الثروة العامّة، وتراكمها في جانب، وتفشّي الفقر والحرمان في الجانب الآخر، وظهور الهوّة السحيقة بين المعسرين والموسيرين بما لا يسدّه شيء.

ولسنا هنا بصدد بيان هذه المفاسد والمساوئ، لكن الهدف هو الإشارة إلى أنّ الربا كان من دعائم الاقتصاد الجاهلي، والقرآن نزل يوبّخ العرب على ذلك بوجه لا مثيل له، ويقول سبحانه:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ) ( البقرة / ٢٧٨ و ٢٧٩ ).

ويقول سبحانه:( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) ( البقرة / ٢٧٥ ).

والآية تشبّه آكل الربا بالممسوس المجنون، فكما أنّه لأجل اختلال قوّته المميّزة لا يفرّق بين الحسن والقبح، والنافع والضار، والخير والشر، فهكذا حال المرابي عند أخذ الربا، فلأجل ذلك عاد لا يفرّق بين الربا والبيع، ويقول:( إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) مع أنّ الذي تدعو إليه الفطرة وتقوم عليه الحياة الإجتماعية للإنسان، هو أن يعامل بمعاوضة ما عنده من المال الذي يستغني عنه، بما عند غيره من المال الذي يحتاج إليه.

٤٩

وأمّا إعطاء المال وأخذ ما يماثله بعينه، مع زيادة فهذا شيء يخالف قضاء الفطرة وأساس المعيشة، فإنّ ذلك يؤدِّي من جانب المرابي إلى إختلاس مال المدين، وتجمّعه عند المرابي وهذا المال لا يزال ينمو ويزيد، ولا ينمو إلّا من مال الغير، فهو في الانتقاص والانفصال من جانب، وفي الزيادة والانضمام من جانب آخر، ونتيجة ذلك هو ظهور الاختلاف الطبقي الهائل الذي يؤول إلى انقسام المجتمع إلى طبقتين: طبقة ثريّة تملك كل شيء، وطبقة فقيرة تفقد كل شيء، والأُولى تعاني من البطنة، والثانية تتضرر من السغب.

خاتمة المطاف

ونختم البحث بما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره من أنّه قدم أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس ـ وهما من الخزرج ـ وكان بين الأوس والخزرج حرب قد بغوا فيها دهوراً طويلة، وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار، وكان آخر حرب بينهم يوم بعاث، وكانت الأوس على الخزرج، فخرج أسعد بن زرارة وذكوان إلى مكّة في عمرة رجب يسألون الحلف على الأوس، وكان أسعد بن زرارة صديقاً لعُتبة بن ربيعة، فنزل عليه فقال له: إنّه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئناكم نطلب الحلف عليهم. فقال عتبة: بعدت دارنا عن داركم ولنا شغل لا نتفرّغ لشيء.

قال: وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم ؟

قال له عتبة: خرج فينا رجل يدّعي أنّه « رسول الله » سفَّه أحلامَنا وسبَّ آلهتنا، وأفسد شبابنا، وفرّق جماعتنا.

فقال له أسعد: من هو منكم ؟

قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب من أوسطنا شرفاً وأعظمنا بيتاً.

وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم: النضير وقريظة وقينقاع: أنّ هذا أوان نبيّ يخرج بمكّة يكون مهجره المدينة لنقتلنّكم به يا معشر العرب.

٥٠

فلمّا سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمعه من اليهود.

فقال: فأين هو ؟ قال: جالس في الحجر وإنّهم لا يخرجون من شعبهم إلّا في الموسم فلا تسمع منه ولا تكلَّمه فإنّه ساحر يسحرك بكلامه، وكان هذا في وقت محاصرة بني هاشم في الشعب.

فقال له أسعد: فكيف أصنع وأنا معتمر ؟ لابدّ أن أطوف بالبيت، فقال له: ضع في أُذنيك القطن.

فدخل أسعد المسجد وقد حشّى اُذنيه من القطن، فطاف بالبيت ورسوله اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر إليه فجأة.

فلمّا كان الشوط الثاني قال في نفسه: ما أجد أجهل منّي أيكون مثل هذا الحديث بمكّة فلا أعرفه حتّى أرجع إلى قومي فأخبرهم، ثمّ أخذ القطن من اُذنيه ورمى به، وقال لرسول الله: « أنعم صباحاً » فرفع رسول الله رأسه إليه وقال: قد أبدلنا الله به ما هو أحسن من هذا، تحيّة أهل الجنّة: السلام عليكم.

فقال أسعد: إنّ عهدي بهذا لقريب، إلى ما تدعو يا محمّد ؟

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إلى شهادة اَن لاَ إلَه إلّا الله وإنّي رسولُ الله وأدعوكم:

١ ـ إلّاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .

٢ ـوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا .

٣ ـوَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ .

٤ ـوَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .

٥ ـوَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلّا بِالحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .

٦ ـوَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ .

٧ ـوَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالمِيزَانَ بِالْقِسْطِ .

٥١

٨ ـلا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إلّا وُسْعَهَا .

٩ ـوَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ .

١٠ ـوَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( الأنعام / ١٥١ و ١٥٢ ).

فلمّا سمع أسعد هذا قال: أشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وإنّك رسول الله، يا رسول الله بأبي أنت وأُمّي، أنا من أهل يثرب من الخزرج، بيننا وبين إخواننا من الأوس حبال مقطوعة، فإن وصلها الله بك، فلا أحد أعزّ منك، ومعي رجل من قومي فإن دخل في هذا الأمر رجوت أن ينعم الله لنا أمرنا فيه، والله يا رسول الله لقد كنّا نسمع من اليهود خبرك، كانوا يبشّروننا بمخرجك ويخبروننا بصفتك وأرجو أن تكون دارنا دار هجرتك، وعندنا مقامك، فقد أعلمنا اليهود ذلك، فالحمد لله الذي ساقني إليك، والله ما جئت إلّا لنطلب الحلف على قومنا، وقد آتانا الله بأفضل ممّا أتيت له(١) .

إنّ هذا النص التاريخي يدفعنا إلى القول بأنّ رئيس الخزرج كان قد وقف على داء قومه العيّاء، ودوائه الناجع، وإنّ قومه لن يسعدوا أبداً بالتحالف مع هذا وذاك وشن الغارات وإن انتصروا على الأوس، وإنّما يسعدون إذا رجعوا إلى مكارم الأخلاق، وتحلّوا بفضائلها التي جاءت أُصولها في هاتين الآيتين اللتين تلاهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجر إسماعيل.

عرف وافد الخزرج على أنّ مجتمع يثرب ومن والاه قد أشرفوا على الدمار والإنهيار، لأجل أنّهم غارقين في غمرات الشرك، ووأد البنات، واقتراف الفواحش، وقتل النفس المحترمة، وأكل مال اليتيم، وبخس الأموال عند الكيل والتوزين، وترك العدل والقسط في القول والعمل، ونقض عهود الله إلى غير ذلك من الأعمال السيئة فلا يصلحهم إلّا إذا خرجوا عن شراك هذه المهالك والموبقات.

__________________

(١) أعلام الورى بأعلام الهدى: ص ٥٧، وللقصة ذيل جدير بالمطالعة وقد أخذنا منها موضع الحاجة.

٥٢

فخرج إلى يثرب ومعه مبعوث من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعني « مُصعبَ بن عُمير » فبشّر أهل يثرب بما عرف من الحقّ، وصار ذلك تمهيداً لقدوم الرسول الأكرم إلى بلده، بعد ما بعثوا وفوداً إلى مكّة ليتعرّفوا على رسول الله ويبايعوه على ما هو مذكور في السيرة والتاريخ.

فنقول: كان هذا هو موطن النبي ودار ولادته وهذه هي ثقافة قومه وحضارة بيئته، وهذه صفاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وهذه هي علومهم ومعارفهم، حروبهم وغاراتهم، عطفهم وحنانهم، كل ذلك يعرب عن إنحطاط حضاري، وإنحلال خلقي، كاد أن يؤدي بهم إلى الهلاك والدمار لو لا أن شاء الله حياتهم الجديدة وميلادهم الحديث.

وأين هذا ممّا جاء به القرآن الكريم والسنّة النبويّة من الدعوة إلى التوحيد، ورفض الأصنام والأوثان، وحرمة النفوس، والأعراض والأموال، والدعوة إلى العلم، والقراءة والكتابة، والحث على العدل والقسط في القول والعمل، والتجنّب عن الدعارة والفحشاء، ومعاقرة الخمر والميسر، فلو دلّ ذلك على شيء فإنّما يدل على أنّ ما جاء به من الأُصول لا يمتّ إلى بيئته بصلة.

هذا ما في الذكر الحكيم حول الوضع الإجتماعي والثقافي والعقائدي والعسكري للعرب في العصر الجاهلي وما كانوا عليه من حيرة وضلال، وسقوط وانهيار، فهلمّ معي ندرس وضع العرب الجاهلي عن طريق آخر وهو الإمعان في كلمات الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام الذي عاين الوضع الجاهلي بأُمّ عينيه، فقد قام الإمام في خطبه ورسائله وقصار كلماته ببيان أحوال العرب قبل البعثة، وما كان يسودهم من الوضع المؤسف، وبما أنّ الإمام هو الصادق المصدّق، نقتطف من كلامه في مجال الخطب والرسائل والكلم القصار ما يمتّ إلى الموضوع بصلة، وفي ذلك غنى وكفاية لمن أراد الحقّ:

٥٣

أ ـ الفوضويّة العقائديّة

١ ـ« وَأَهْلُ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقةٌ، وَأهْواءٌ مُنتَشِرَةٌ، وَطَرائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِ بِخَلْقِهِ، اَوْ مُلْحِدٍ فِي اسْمِهِ اَوْ مُشِيرٍ إلى غَيْرِهِ، فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ وَاَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ الجَهَالَةِ » (١) .

٢ ـ« بَعَثَهُ والنَّاسُ ضُلَّالٌ فِي حَيْرَةٍ، وَحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأَهْوَاءُ، واسْتَزَلَّتْهُمُ الكِبْرِيَاءُ، واسْتَخَفَّتْهُمُ الجَاهِلِيَّةُ الجَهْلاَءُ، حَيَارَىٰ فِي زَلْزَالٍ مِنَ الأَمْرِ، وَبَلاَء مِنَ الجَهْلِ فَبَالَغَ صلى‌الله‌عليه‌وآله فِي النَّصِيْحَةِ ومضَىٰ عَلَى الطَّرِيقَةِ وَدَعَا إلى الحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ » (٢) .

٣ ـ« والنَّاسُ فِي فِتَنٍ انْجَزَمَ فِيْهَا حَبْلُ الدِّينِ، وتزَعْزَعَتْ سَوَارِي اليَقِينِ، وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ، وتشَتَّتَ الأَمْرُ، وَضَاقَ المَخْرَجُ، وَعَمِيَ المَصْدَرُ، فَالهُدَى خَامِلٌ، وَالعَمَى شَامِلٌ، عُصِيَ الرَّحْمنُ، وَنُصِرَ الشَّيْطَانُ، وَخُذِلَ الاِيمَانُ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ، وتنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ، وَدَرَسَتْ سُبُلُهُ، وَعَفَتْ شُرُكُهُ. اَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ، بِهِمْ سَارَتْ اَعْلاَمُهُ، وقامَ لِوَاؤُهُ. فِي فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِاَخْفَافِهَا، وَوَطِئَتْهُمْ بِاَظْلاَفِهَا، وقامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا، فَهُمْ فِيْهَا تَائِهُونَ، حَائِرُونَ، جَاهِلُونَ، مَفْتُونُونَ، في خَيْرِ دَارٍ وَشَرِّ جِيْرَانٍ، نَوْمُهُمْ سُهُودٌ، وَكُحْلُهُمْ دُمُوعٌ، بِاَرْض عَالِمِهَا مُلْجَمٌ، وَجَاهِلُهَا مُكْرَمٌ » (٣) .

٤ ـ« واشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورسُولُهُ، ابْتَعَثَهُ والنَّاسُ يَضْرِبُونَ فِي غَمْرَةٍ، وَيَمُوجُونَ فِي حَيْرَةٍ، قَدْ قَادَتْهُمْ اَزِمَّةُ الحَيْنِ، واسْتَغْلَقَتْ عَلَى اَفْئِدَتِهِمْ اَقْفَالُ الرَّيْنِ » (٤) .

__________________

(١) نهج البلاغة، الخطبة ١.

(٢) نهج البلاغة، الخطبة ٩٥.

(٣) نهج البلاغة، الخطبة ٢.

(٤) نهج البلاغة، الخطبة ١٩١.

٥٤

٥ ـ« ثُمَّ اِنَّ الله سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله بِالحَقِّ حِيْنَ دَنَا مِنَ الدُّنْيَا الاِنْقِطَاعُ، واقْبَلَ مِنَ الآخِرَةِ الإِطِّلاعُ، واظْلَمَتْ بَهْجَتُهَا بَعْدَ اِشْرَاقٍ، وقَامَتْ بِاَهْلِهَا عَلَى سَاقٍ، وَخَشُنَ مِنْهَا مِهَادٌ، وازِفَ مِنْهَا قِيادٌ، فِي انْقِطَاعٍ مِنْ مُدَّتِهَا، وَاقْتِرَاب مِنْ اَشْرَاطِهَا، وتصَرُّم مِنْ اَهْلِهَا، وانْفِصَامٍ مِنْ حَلْقَتِهَا، وانْتِشَارٍ مِنْ سَبَبِهَا، وَعَفَاءٍ مِنْ اَعْلاَمِهَا، وتكَشُّفٍ مِنْ عَوْرَاتِهَا، وقِصَرٍ مِنْ طُولِهَا، جَعَلَهُ اللهُ بَلاَغاً لِرِسَالَتِهِ، وَكَرَامَةً لأمَّتِهِ، وربِيعاً لأهْلِ زَمَانِهِ، ورفْعَةً لأعْوَانِهِ، وَشَرَفاً لأنْصَارِهِ » (١) .

ب ـ الوضع الإجتماعي في العصر الجاهلي

٦ ـ« اَرْسَلَهُ عَلَى حِيْنِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَطُوْلِ هَجْعَةٍ مِنَ الاُمَمِ، واعْتِزَام مِنَ الفِتَنَ وانْتِشَارٍ مِنَ الاُمُورِ، وتلَظٍّ مِنَ الحُرُوبِ، والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ، ظَاهِرَةُ الغُرُورِ، عَلَى حِيْنِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا، وايَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا، واغْوِرَاءٍ مِنْ مَائِهَا، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الهُدَى، وَظَهَرَتْ اَعْلاَمُ الرَّدَى، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ لأهْلِهَا، عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهِا ثَمَرُهَا الفِتْنَةُ، وَطَعَامُهَا الجِيْفَةُ، وَشِعَارُهَا الخَوْفُ، وَدِثَارُهَا السَّيْفُ، فَاعْتَبِرُوا عِبَادَ اللهِ وَاذْكُرُوا تِيْكَ الَّتِي آبَاؤُكُمْ واخْوَانُكُمْ بِهَا مُرْتَهَنُونَ » (٢) .

ج ـ المستوى الثقافي لأهل الجاهلية

٧ ـ« وَلاَتَكُونُوا كَجُفَاةِ الجَاهِلِيَّةِ، لاَ فِي الدِّينِ يَتَفَقَّهُونَ، وَلاَ عَنِ الله يَعْقِلُونَ، كَقَيْضِ بَيْضٍ فِي اَدَاحٍ يَكُونُ كَسْرُهَا وِزْراً ويخْرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً » (٣) .

__________________

(١) نهج البلاغة، الخطبة ١٩٨.

(٢) نهج البلاغة، الخطبة ٨٩.

(٣) نهج البلاغة، الخطبة ١٦٦.

٥٥

٨ ـ« اَمَّا بَعْدُ فَاِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله وَلَيْسَ اَحَدٌ مِنَ العَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً، وَلاَيَدَّعِي نُبُوَّةً، وَلاَ وَحْياً » (١) .

د ـ سيادة الوثنية

٩ ـ« فَبَعَثَ الله مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله بِالحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ اِلَىٰ عِبَادَتِهِ، وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إلى طَاعَتِهِ بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وَاَحْكَمَهُ » (٢) .

١٠ ـ« بَعَثَهُ حِينَ لاَعَلَمٌ قَائِمٌ، وَلاَ مَنَارٌ سَاطِعٌ، وَلاَ مَنْهَجٌ وَاضِحٌ » (٣) .

ه‍ ـ العصبية الجاهليّة

١١ ـ« اَضَاءَتْ بِهِ البِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ المُظْلِمَةِ، والجَهَالَةِ الغَالِبَةِ، وَالجَفْوَةِ الجَافِيَةِ، وَالنَّاسُ يَسْتَحِلُّونَ الحَرِيمَ وَيسْتَدِلُّونَ الحَكِيمَ، وَيحْيَونَ عَلَى فَتْرَةٍ، وَيَمُوتُونَ عَلَى كَفْرَة » (٤) .

و ـ مأكلهم ومشربهم

١٢ ـ« اِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَاَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَاَنْتُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ عَلَى شَرِّ دِينٍ وَفِي شَرِّ دَارٍ، مُنْيِخُونَ بَيْنَ حِجَارَةٍ خُشْنٍ، وَحَيَّاتٍ صُمٍّ، تَشْرَبُونَ الكَدِرَ، وَتأْكُلُونَ الجَشِبَ وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ،

__________________

(١) نهج البلاغة، الخطبة ١٠٤ و ٣٣.

(٢) نهج البلاغة، الخطبة ١٤٧.

(٣) نهج البلاغة، الخطبة ١٩٦.

(٤) نهج البلاغة، الخطبة ١٥١.

٥٦

وَتَقْطَعُونَ اَرْحَامَكُمْ، الاَصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ، والآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ » (١) .

ز ـ مكانة المرأة في الجاهلية

١٣ ـ كلامه في المرأة الجاهلية مخاطباً عسكره قبل لقاء العدوّ بصفّين:« وَلاَ تَهِيْجُوا النِّسَاءَ بِأَذىً وَاِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ، وَسَبَبْنَ اُمَرَاءَكُمْ، فَاِنَّهُنَ ضَعِيفَاتُ القُوَى والاَنْفُسِ والعُقُولِ، اِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالكَفِّ عَنْهُنَّ وَإِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ وَاِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ المَرْأَةَ فِي الجَاهِلِيَّةِ بِالفَهْرِ، أَوِ الهِرَاوَةِ فَيُعَيَّرُ بِهَا وَعَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ » (٢) .

( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )

__________________

(١) نهج البلاغة، الخطبة ٢٦.

(٢) نهج البلاغة، الكتاب رقم ١٤ من وصيّته لهعليه‌السلام .

٥٧
٥٨

(٣)

ميلاد النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله

أو

تبلّج النور في الظلام الحالك

إنّ التعرّف على حياة النبي يتوقّف على دراسة مراحل ثلاث تشكّل فصول عمره المبارك وهي:

١ ـ من ولادته إلى بعثته.

٢ ـ من بعثته إلى هجرته.

٣ ـ من هجرته إلى رحلته.

إنّ أصحاب السير والتواريخ درسوا الفصول الثلاثة على ضوء الروايات والأحاديث التي تلقّوها عن الصحابة والتابعين، ونحن ندرسها على ضوء القرآن الكريم، فنقول:

إتّفق المؤرخون على أنّ النبي الأكرم ولد عام الفيل، وهي السنة الّتي عمد أبرهة إلى تدمير الكعبة وهدمها ولكنّه باء بالفشل وهلك هو وجنوده بأبابيل، كما يحكي عنه قوله سبحانه:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ *أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ *وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ *تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ *فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ) ( الفيل / ١ ـ ٥ ).

ومن أراد الوقوف على تفصيل القصّة فعليه المراجعة إلى كتب السيرة والتفسير والتاريخ.

٥٩

ويظهر ممّا أخرجه مسلم أنّ هذا اليوم يوم مبارك، قال: إنّ أعربياً قال: يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه، واُنزل عليّ فيه(١) .

لم يذكر القرآن ما يرجع إلى المرحلة الاُولى من حياته إلّا شيئاً قليلاً نشير إليها إجمالاً:

١ ـ عاش يتيماً فآواه سبحانه.

٢ ـ كان ضالاًّ فهداه.

٣ ـ كان عائلاً فأغناه.

٤ ـ كما ذكر أسماءه في غير واحد من السور.

٥ ـ جاءت البشارة باسمه « أحمد » في الإنجيل.

٦ ـ كان أُمّياً لم يدرس ولم يقرأ ولم يكتب.

٧ ـ كان قبل البعثة مؤمناً موحّداً عابداً لله فقط.

فإليك البحث عن هذه الاُمور واحد بعد آخر:

١ ـ الإيواء بعد اليُتمْ

ولد النبيّ الأكرم من والدين كريمين فوالده عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم.

واتّفقت الإماميّة والزيديّة وجملة من محقّقي السنّة على أنّه كان موحّداً مؤمناً.

ويستدل من صفاته المحمودة، وفضائله المرموقة، والأشعار المأثورة، على

__________________

(١) مسند أحمد: ج ٥ ص ٢٩٧ ـ ٢٩٩، والسنن الكبرى للبيهقي: ج ٤ ص ٢٩٣، وصحيح مسلم ـ كتاب الصيام باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر: ج ١ ص ٩٧.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

٦٥٩٠/ ٣. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(١) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : هَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عِيدٌ غَيْرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَالْأَضْحى وَالْفِطْرِ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، أَعْظَمُهَا حُرْمَةً ».

قُلْتُ : وَأَيُّ عِيدٍ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

قَالَ : « الْيَوْمُ الَّذِي نَصَبَ فِيهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، وَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ».

قُلْتُ : وَأَيُّ(٢) يَوْمٍ هُوَ؟

قَالَ : « وَمَا تَصْنَعُ بِالْيَوْمِ(٣) ؛ إِنَّ السَّنَةَ تَدُورُ ، وَلكِنَّهُ يَوْمُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ».

فَقُلْتُ : وَمَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَفْعَلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ؟

__________________

= الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة » ؛التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٠٥ ، ضمن ح ٩٢٢، بسند آخر عن أبي الحسن عليّ بن محمّدعليه‌السلام ، وفي الأخيرين إلى قوله : « مثابة للناس وأمناً فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستّين شهراً » مع اختلاف يسير وزيادة. وفيثواب الأعمال ، ص ٨٣ ، ح ٥ ؛وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٢٠ ، ح ٧ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، إلى قوله : « من رجب فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستّين شهراً » مع اختلاف.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٨٦ ، ح ١٨٠٦ ، مرسلاً عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ح ١٨٠٨ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفي الأخيرين من قوله : « وفي أوّل يومٍ من ذي الحجّة » مع اختلاف وزيادة.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٢٩٩ ، مرسلاً عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة ؛وفيه ، ح ٢٣٠٠ ، مرسلاً عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرين من قوله : « وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة » إلى قوله : « مثابة للناس وأمناً فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستّين شهراً »الوافي ، ج ١١ ، ص ٥٤ ، ح ١٠٣٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٣٨١٢ ، إلى قوله : « من رجب فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستّين شهراً » ؛البحار ، ج ١٢ ، ص ٣١ ، ح ٧ ، وتمام الرواية فيه : « في أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل الرحمنعليه‌السلام ».

(١). في حاشية « جر » : + « عن عبد الوهّاب ». هذا ، والسند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا. (٢). فيالوافي : « فقلت : أيّ ».

(٣). فيالوافي : « استفرسعليه‌السلام من قول السائل : أيّ يوم هو؟ أنّه يريد أنّه أيّ يوم هو من الأسابيع ، ولهذا أجابه من أنّ‌السنة تدور وأشهرها تدور بالأسابيع وأنّ المعتبر في ذلك تعيينه بالشهر لا بالاُسبوع ».

٦٠١

قَالَ : « تَذْكُرُونَ اللهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - فِيهِ بِالصِّيَامِ وَالْعِبَادَةِ وَالذِّكْرِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أَوْصى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام أَنْ يَتَّخِذَ ذلِكَ الْيَوْمَ عِيداً ، وَكَذلِكَ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُعليهم‌السلام تَفْعَلُ ، كَانُوا يُوصُونَ أَوْصِيَاءَهُمْ بِذلِكَ ، فَيَتَّخِذُونَهُ عِيداً ».(١)

٦٥٩١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ السُّخْتِ ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٢) الصَّيْقَلِ ، قَالَ :

خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ يَعْنِي الرِّضَاعليه‌السلام (٣) فِي(٤) يَوْمِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ، فَقَالَ : « صُومُوا ؛ فَإِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِماً ».

قُلْنَا : جُعِلْنَا(٥) فِدَاكَ ، أَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟

فَقَالَ(٦) : « يَوْمٌ نُشِرَتْ فِيهِ الرَّحْمَةُ ، وَدُحِيَتْ(٧) فِيهِ الْأَرْضُ ، وَنُصِبَتْ(٨) فِيهِ الْكَعْبَةُ ، وَهَبَطَ فِيهِ آدَمُعليه‌السلام ».(٩)

٦٤ - بَابُ فَضْلِ إِفْطَارِ الرَّجُلِ عِنْدَ أَخِيهِ إِذَا سَأَلَهُ‌

٦٥٩٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

__________________

(١).الوافي ، ج ١١ ، ص ٥٢ ، ح ١٠٣٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٣٧٩٤ ؛البحار ، ج ٣٧ ، ص ١٧٢ ، ح ٥٤.

(٢). فيالتهذيب : + « بن ». لكنّه غير مذكور في بعض نسخه المعتبرة.

(٣). في الوافي والتهذيب : + « بمرو ».

(٤). في « بر ، بث » : - « في ».

(٥). في التهذيب : + « الله ».

(٦). في الوسائل والتهذيب : « قال ».

(٧). دَحْوُ الأرض : بسطها. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ( دحا ).

هذا ، وعلى ظاهر هذا الخبر إشكال أورده بعض المتأخّرين من الأصحاب على يوم الدحو ، ذكره وأجاب عنه فيمنتقى الجمان ، ج ٢ ، ص ٥٣٩. (٨). في « بح » : « وفصّلت ».

(٩).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣٠٤ ، ح ٩٢٠ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٥٤ ، ح ١٠٤٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤٥٠ ، ح ١٣٨١٩ ؛ وفيالبحار ، ج ١١ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٩ ملخّصاً.

٦٠٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِفْطَارُكَ(١) لِأَخِيكَ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِكَ تَطَوُّعاً ».(٢)

٦٥٩٣/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْعِيصِ ، عَنْ نَجْمِ بْنِ حُطَيْمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ نَوَى الصَّوْمَ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلى أَخِيهِ ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُفْطِرَ عِنْدَهُ، فَلْيُفْطِرْ ، وَلْيُدْخِلْ(٣) عَلَيْهِ السُّرُورَ ؛ فَإِنَّهُ يُحْتَسَبُ(٤) لَهُ(٥) بِذلِكَ الْيَوْمِ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) (٦) ».(٧)

٦٥٩٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « مَنْ دَخَلَ عَلى أَخِيهِ وَهُوَ صَائِمٌ ، فَأَفْطَرَ عِنْدَهُ ، وَلَمْ يُعْلِمْهُ بِصَوْمِهِ فَيَمُنَّ عَلَيْهِ ، كَتَبَ اللهُ لَهُ صَوْمَ سَنَةٍ ».(٨)

٦٥٩٥/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الدِّينَوَرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌

__________________

(١). فيالوافي : « اُريد بالإفطار هنا نقض صيام نفسه قبل إتمامه ، كما يتبيّن من أكثر أخبار هذا الباب ويشعر به تفضيله على صيامه ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٣٧٢ : « قولهعليه‌السلام : إفطارك لأخيك ، أي إفطارك صومك عند أخيك المؤمن لتسرّه. ويحتمل أن يكون المراد تفطيره أخاه المؤمن الصائم بأن تكون اللام زائدة ، لكنّه بعيد ».

(٢).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٠٨٠٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٢ ، ح ١٣٠٨٦.

(٣). في الوسائل : « فليدخل ».

(٤). في « ظ ، ى ، بث » : « يحسب ».

(٥). في « بر » : - « له ».

(٦). الأنعام (٦) : ١٦٠.

(٧).علل الشرائع ، ص ٣٨٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن بعض الصادقينعليهم‌السلام ، مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٦ ، ح ١٣٨ ، عن محمّد بن حكيم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٠٨٠٦؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥١ ، ح ١٣٠٨٤.

(٨).المحاسن ، ص ٤١٢ ، كتاب المآكل ، ح ١٥٣ ؛ثواب الأعمال ، ص ١٠٧ ، ح ٢ ؛علل الشرائع ، ص ٣٨٧ ، ح ٣ ، وفي كلّها بسند آخر عن صالح بن عقبة.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٨٤ ، ح ١٧٩٧ ، معلّقاً عن جميل بن درّاج ، من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٠٨٠٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٢ ، ح ١٣٠٨٧.

٦٠٣

صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى(١) جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ خِوَانٌ(٢) عَلَيْهِ غَسَّانِيَّةٌ(٣) يَأْكُلُ مِنْهَا ، فَقَالَ : ادْنُ، فَكُلْ ، فَقُلْتُ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَتَرَكَنِي حَتّى إِذَا أَكَلَهَا ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا الْيَسِيرُ ، عَزَمَ عَلَيَّ أَلَّا أَفْطَرْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ(٤) : أَلَّا كَانَ(٥) هذَا قَبْلَ السَّاعَةِ؟ فَقَالَ : أَرَدْتُ بِذلِكَ أَدَبَكَ ، ثُمَّ(٦) قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « أَيُّمَا رَجُلٍ مُؤْمِنٍ دَخَلَ عَلى أَخِيهِ وَهُوَ صَائِمٌ ، فَسَأَلَهُ الْأَكْلَ ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِصِيَامِهِ لِيَمُنَّ(٧) عَلَيْهِ بِإِفْطَارِهِ ، كَتَبَ اللهُ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - لَهُ(٨) بِذلِكَ الْيَوْمِ صِيَامَ سَنَةٍ».(٩)

٦٥٩٦/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ(١٠) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِيعليه‌السلام : أَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ ، وَقَدْ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ وَأَنَا صَائِمٌ ، فَيَقُولُونَ : أَفْطِرْ؟

__________________

(١). في الوسائل : « عن » بدل « قال : دخلت على ».

(٢). الخوان ، بكسر الخاء - وهو الأكثر - وضمّها : ما يؤكل عليه ، وما يوضع عليه الطعام عند الأكل. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٩ ؛المصباح المنير ، ص ١٨٤ ( خوف ).

(٣). في هامشالوافي عن ابن المصنّف : « لعلّ الغسّانيّة طعام ينسب إلى غسّان بإعجام الغين وإهمال السين المشدّدة: قبيلة من اليمن ». وفي اللغة : غسّان : اسم قبيله من اليمن. ويقال : ماء ينسب إليه قوم. وهذا إن كان فَعْلان فهو من ( غسس ) ، وإن كان فعّالاً فهو من ( غسن ). راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٥٦ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٥٥ ( غسس ). (٤). في « ظ ، بخ » : - « له ».

(٥). فيمرآة العقول : « قوله : ألّا أفطرت ، أي أقسم عليّ في كلّ حال إلّاحال الإفطار. قوله : ألّا كان ، بالتشديد للتحضيض ». (٦).في الوسائل:-«وبين يديه خوان-إلى-أدبك ، ثمّ ».

(٧). في الوسائل : « فيمنّ ».

(٨). في « ظ ، ى » : - « له ».

(٩).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٠٨٠٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٣ ، ح ١٣٠٨٨.

(١٠). هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بر ، جر » والوافي. وفي « ظ ، ى ، بس ، بف ، جن » والمطبوع والوسائل : - « عن عبدالله بن جندب ». ولعلّ شباهة « حديد » و « جندب » في بعض الخطوط أوجب جواز النظر إلى «جندب» المشابه لحديد ، فوقع السقط في السند.

٦٠٤

فَقَالَ : « أَفْطِرْ ؛ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ ».(١)

٦٥٩٧/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُفْيَانَ(٢) ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَإِفْطَارُكَ فِي مَنْزِلِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ(٣) أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِكَ سَبْعِينَ ضِعْفاً ، أَوْ تِسْعِينَ ضِعْفاً(٤) ».(٥)

٦٥ - بَابُ مَنْ لَايَجُوزُ لَهُ صِيَامُ التَّطَوُّعِ إِلَّا بِإِذْنِ غَيْرِهِ‌

٦٥٩٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٦) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٧) :

__________________

(١).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٠٨٠١٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٤ ، ح ١٣٠٩٠.

(٢). الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ج ٢ ، ص ٤١١ ، ح ١٤٥ ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، عن إبراهيم بن سفيان بن براز ، عن داود الرقّي ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول.

والمظنون أنّ الأصل في ما نحن فيه كان هكذا : « الحسن ، عن إبراهيم بن سفيان » والمراد من الحسن هو الحسن بن عليّ بن يقطين الموجود في سندالمحاسن ؛ فقد روى محمّد بن عيسى [ بن عبيد ] عن الحسن بن عليّ بن يقطين في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣١٥ - ٣١٨.

(٣). في « ظ » : « المؤمن ».

(٤). في « بر » : - « ضعفاً ». وفيمرآة العقول : « الترديد في آخره - أي آخر الحديث - من الراوي ».

(٥).المحاسن ، ص ٤١١ ، كتاب المآكل ، ح ١٤٥ ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، عن إبراهيم بن سفيان بن براز ، عن داود الرقّي.ثواب الأعمال ، ص ١٠٧ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سفيان ، عن داود الرقّي ؛علل الشرائع ، ص ٣٨٧ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن سفيان، عن داود الرقّي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٨٤ ، ح ١٧٩٧ ، معلّقاً عن داود الرقّي.المقنعة ، ص ٣٤٢ ، مرسلاً.الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٠٨٠٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٣ ، ح ١٣٠٨٩.

(٦). فيالوسائل : « عن أحمد بن محمّد بن خالد » بدل « عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد » ، وهو سهو ، كما تقدّم فيالكافي ، ج ٢ ، ص ٥٠٩ ، ذيل ح ٢ ، وص ٥٦٢ ، ذيل ح ٢٠.

(٧). في « جر » : « أصحابنا ».

٦٠٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « لَا يَصْلُحُ(١) لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا».(٢)

٦٥٩٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ(٣) ، عَنْ نَشِيطِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مِنْ فِقْهِ الضَّيْفِ أَنْ لَايَصُومَ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ صَاحِبِهِ ، وَمِنْ طَاعَةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا أَنْ لَاتَصُومَ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِهِ وَأَمْرِهِ(٤) ، وَمِنْ صَلَاحِ الْعَبْدِ وَطَاعَتِهِ وَنُصْحِهِ(٥) لِمَوْلَاهُ أَنْ لَايَصُومَ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ مَوْلَاهُ وَأَمْرِهِ ، وَمِنْ بِرِّ الْوَلَدِ(٦) أَنْ لَايَصُومَ تَطَوُّعاً(٧) إِلَّا بِإِذْنِ أَبَوَيْهِ وَأَمْرِهِمَا ، وَإِلَّا كَانَ الضَّيْفُ جَاهِلاً(٨) ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ عَاصِيَةً ، وَكَانَ الْعَبْدُ فَاسِقاً(٩) عَاصِياً(١٠) ، وَكَانَ الْوَلَدُ عَاقّاً(١١) ».(١٢)

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٣٧١ : « قولهعليه‌السلام : لا تصلح ، ظاهره الكراهة ، والمشهور بين الأصحاب ، بل المتّفق ‌عليه بينهم أنّه لا يجوز صوم المرأة ندباً مع نهي زوجها عنه ، والمشهور عدم الجواز مع عدم الإذن أيضاً وإن لم ينه. وذهب جماعة إلى الجواز مع عدم النهي ، وظاهر الخبر اشتراط الإذن لكن ليس بصريح في الحرمة كما عرفت ».

(٢).الخصال ، ص ٥٨٥ ، أبواب السبعين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٨٧ ، ح ١٠٤٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٤٠٣٧.

(٣). ورد الخبر فيعلل الشرائع ، ص ٣٨٥ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن هلال ، عن متروك بن عبيد ، والمذكور فيبحار الأنوار ، ج ٩٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ١١ - نقلاً من العلل - مروك بن عبيد ، وهو الصواب. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٥ ، الرقم ١١٤٢ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٧١ ، الرقم ٧٥٥.

(٤). في الوافي : « بإذن زوجها » بدل « بإذنه وأمره ».

(٥). في حاشية « بث » والفقيه : « ونصيحته ».

(٦). في الوافي : + « بأبويه ».

(٧). في العلل:+ «ولا يحجّ تطوّعاً ولا يصلّي تطوّعاً».

(٨). عن المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : وإلّا كان الضيف جاهلاً ، هذا يدلّ على أنّ نهي الضيف عن الصوم نهي تنزيهيّ ؛ لأنّه مخالف لآداب المعاشرة ، فيصحّ صومه إن خالف قطعاً ، وتحريميّ بالنسبة إلى الولد والوالدين ؛ لأنّه عقوق ، وبالنسبة إلى الزوجة كذلك ؛ لأنّه نشوز ، وبالنسبة إلى العبد عصيان ».

(٩). فيالفقيه والعلل : « فاسداً ».

(١٠). في العلل : + « غاشّاً ».

(١١). في العلل : + « قاطعاً للرحم ».

(١٢).علل الشرائع ، ص ٣٨٥ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، عن متروك بن عبيد ، عن =

٦٠٦

٦٦٠٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ وَغَيْرُهُ(١) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إِذَا دَخَلَ رَجُلٌ(٢) بَلْدَةً ، فَهُوَ ضَيْفٌ عَلى مَنْ بِهَا مِنْ(٣) أَهْلِ دِينِهِ حَتّى يَرْحَلَ عَنْهُمْ ، وَلَايَنْبَغِي لِلضَّيْفِ أَنْ يَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ لِئَلَّا يَعْمَلُوا الشَّيْ‌ءَ ، فَيَفْسُدَ عَلَيْهِمْ ، وَلَايَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَصُومُوا إِلَّا بِإِذْنِ الضَّيْفِ لِئَلَّا يَحْتَشِمَهُمْ(٤) ، فَيَشْتَهِيَ الطَّعَامَ ، فَيَتْرُكَهُ لَهُمْ ».(٥)

__________________

= نشيط بن صالح ، عن الحكم بيّاع الكرابيس ، عن أبي عبدالله ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٥ ، ح ٢٠١٤ ، معلّقاً عن نشيط بن صالح.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « إلّا بإذن مولاه وأمره » مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب الصيام ، باب وجوه الصوم ، ضمن الحديث الطويل ٦٣١٩ ؛والفقيه ، ج ٢ ، ص ٨٠ ، ضمن الحديث الطويل ١٧٨٤ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٩٦ ، ح ٨٩٥ ؛وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ضمن الحديث الطويل ؛والخصال ، ص ٥٣٧ ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، إلى قوله : « إلّا بإذن مولاه وأمره » مع اختلاف يسير.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٠١ إلى قوله : « إلّا بإذن مولاه وأمره » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٨٨ ، ح ١٠٤٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٣٠ ، ذيل ح ١٤٠٤٤.

(١). في « ى ، بخ ، بر ، بف ، جن » والوسائل ، ح ٣٠٦٣٤ : - « وغيره ».

(٢). في « ظ » والعلل ، ح ١ : « الرجل ».

(٣). فيالوسائل ، ح ٣٠٦٣٤ والكافي ، ح ١١٦١٩ : + « إخوانه و ».

(٤). « لئلّا يحتشمهم » أي يخجل منهم ويستحيي ؛ من الحِشْمة بمعنى الاستحياء ، أو ينقبض عنهم ؛ من الحِشْمة ، وهو الانقباض عن أخيك في المطعم وطلب الحاجة. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩١ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٥ ( حشم ).

(٥).علل الشرائع ، ص ٣٨٤ ، ح ٢ ، عن عليّ بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، بإسناده عمّن ذكره ، عن الفضل بن يسار.الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب أنّ الرجل إذا دخل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه ، ح ١١٦١٩ ، بسنده عن إبراهيم بن إسحاق ، إلى قوله : « حتّى يرحل عنهم ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٤ ، ح ٢٠١٣ ، معلّقاً عن الفضيل بن يسار. وفيعلل الشرائع ، ص ٣٨٤ ، ح ١ ؛ وضمن ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب أنّ الرجل إذا دخل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه ، ح ١١٦٢٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « حتّى يرحل عنهم »الوافي ، ج ١١ ، ص ٨٨ ، ح ١٠٤٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٨ ، ذيل ح ١٤٠٤١ ؛وفيه ، ج ٢٤ ، ص ٣١٣ ، ح ٣٠٦٣٤ ، إلى قوله : « حتّى يرحل عنهم ».

٦٠٧

٦٦٠١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ تَطَوُّعاً إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا».(١)

٦٦٠٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ(٢) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْجَامُورَانِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ عَمْرِو(٣) بْنِ جُبَيْرٍ الْعَرْزَمِيِّ(٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ؟ فَقَالَ : هُوَ(٦) أَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ(٧) فَقَالَتْ : أَخْبِرْنِي بِشَيْ‌ءٍ مِنْ ذلِكَ(٨) ، فَقَالَ : لَيْسَ لَهَا أَنْ تَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِهِ(٩) ».(١٠)

__________________

(١).الوافي ، ج ١١ ، ص ٨٧ ، ح ١٠٤٦٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٤٠٣٦.

(٢). في الكافي ، ح ١٠١٧١ : « عدّة من أصحابنا » بدل « عليّ بن محمّد بن بندار ».

(٣). في « بر » : « عمره ». وفي « جر » : « عمير ».

والمذكور فيرجال البرقي ، ص ٣٦ ، هو عمر بن جبير العرزمي.

(٤). هكذا في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جر ». وفي « ظ ، بح ، بر ، جن » والمطبوع والوسائل : «العزرمي».

والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٤٢٦٥.

(٥). في الكافي ، ح ١٠١٧١والفقيه : « رسول الله ».

(٦). في الكافي ، ح ١٠١٧١ : « قال » بدل « فقال : هو ».

(٧). في « بخ ، بر » : « ذاك ».

(٨). في الكافي ، ح ١٠١٧١ : « فخبّرني عن شي‌ء منه » بدل « أخبرني بشي‌ء من ذلك ».

(٩). في الكافي ، ح ١٠١٧١ : « لها أن تطيعه ولا تعصيه ولا تصدّق من بيته إلّابإذنه ، ولا تصوم تطوّعاً إلّابإذنه » بدل « هو أكثر من ذلك - إلى - أن تصوم إلّابإذنه ».

(١٠).الكافي ، كتاب النكاح ، باب حقّ الزوج على المرأة ، صدر ح ١٠١٧١.وفيه ، نفس الباب ، صدر ح ١٠١٦٥ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٣٨ ، صدر ح ٤٥١٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٨٧ ، ح ١٠٤٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٤٠٣٩.

٦٠٨

٦٦ - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُفْطَرَ عَلَيْهِ‌

٦٦٠٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إِذَا صَامَ ، فَلَمْ يَجِدِ(١) الْحَلْوَاءَ(٢) ، أَفْطَرَ عَلَى الْمَاءِ ».(٣)

٦٦٠٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَفْطَرَ الرَّجُلُ عَلَى الْمَاءِ الْفَاتِرِ(٤) ، نَقّى كَبِدَهُ ، وَغَسَلَ الذُّنُوبَ مِنَ الْقَلْبِ ، وَقَوَّى الْبَصَرَ وَالْحَدَقَ ».(٥)

٦٦٠٥/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ(٦) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْإفْطَارُ عَلَى الْمَاءِ يَغْسِلُ الذُّنُوبَ مِنَ الْقَلْبِ ».(٧)

٦٦٠٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ :

__________________

(١). في الوافي : « ولم يجد ».

(٢). في «بث،بر،بف، جن » والوسائل : « الحلو ».

(٣).الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٠٧٩١ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٧ ، ح ١٣١٠١.

(٤). « الماء الفاتر » : الذي سكن حرّه. وقيل : هو بين الحارّ والبارد. قال العلّامة الفيض : « الماء الفاتر : الذي لا يكون‌ بارداً ولا حارّاً ، وإنّما يغسل الذنوب لأنّ أكثر الذنوب ينبعث عن الشهوة والغضب المنبعثين عن العروق الهائجة والمرّة الغالبة اللتين تسكنان به ». راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٤٣ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣٣ (فتر).

(٥). راجع :الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب القديد ، ح ١١٨٠١الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٠٧٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٧ ، ح ١٣١٠٢.

(٦). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن »والوسائل . وفي «جر» والمطبوع : «سنديّ».

(٧).ثواب الأعمال ، ص ١٠٤ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد.التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٩ ، ح ٥٢٧ ، بسنده عن ابن سنانالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٠٧٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٧ ، ح ١٣١٠٤.

٦٠٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إِذَا أَفْطَرَ بَدَأَ بِحَلْوَاءَ يُفْطِرُ(١) عَلَيْهَا ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَسُكَّرَةٍ أَوْ تَمَرَاتٍ(٢) ، فَإِذَا(٣) أَعْوَزَ(٤) ذلِكَ كُلُّهُ(٥) فَمَاءٍ فَاتِرٍ ، وَكَانَ يَقُولُ : يُنَقِّي(٦) الْمَعِدَةَ وَالْكَبِدَ ، وَيُطَيِّبُ النَّكْهَةَ(٧) وَالْفَمَ ، وَيُقَوِّي الْأَضْرَاسَ ، وَيُقَوِّي الْحَدَقَ(٨) ، وَيَجْلُو(٩) النَّاظِرَ ، وَيَغْسِلُ الذُّنُوبَ غَسْلاً(١٠) ، وَيُسَكِّنُ الْعُرُوقَ الْهَائِجَةَ وَالْمِرَّةَ(١١) الْغَالِبَةَ ، وَيَقْطَعُ الْبَلْغَمَ ، وَيُطْفِئُ الْحَرَارَةَ عَنِ الْمَعِدَةِ ، وَيَذْهَبُ بِالصُّدَاعِ(١٢) ».(١٣)

٦٦٠٧/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يُفْطِرُ عَلَى التَّمْرِ فِي زَمَنِ التَّمْرِ ،

__________________

(١). في « بر » : « فطر ».

(٢). في « بس » : « تميرات ».

(٣). في « ظ » : « فإن ».

(٤). « أعوز » أي قلّ ، أو لم يوجد ، يقال : أعوزه الشي‌ء ، إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه ، وإذا قلّ عنده مع حاجته إليه. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٨٨ ؛لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٨٥ ( عوز ).

(٥). في « بح » : - « كلّه ».

(٦). التنقية:التنظيف.الصحاح ،ج ٦،ص ٢٥١٥(نقا).

(٧). « النكهة » : ريح الفم ، وهو أيضاً الاسم من نكهه نكهاً واستنكهه ، أي شمّ رائحة فمه. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥٣ ؛لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٥٠ ( نكه ).

هذا ، وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ويطيّب النكهة ، عطف الفم عليها للتوضيح ، ويحتمل أن يكون المراد بتطيّب الفم إصلاحه لا تطييب نكهته ». (٨). في « بث ، بخ ، بر ، بف » : « الأحداق ».

(٩). في «بخ،بر،بف» وحاشية «بث » : «ويحدّ ».

(١٠). في « بر » : - « غسلاً ».

(١١). « المرّة » - بكسر الميم - : إحدى الطبائع الأربع ، ومزاج من أمزجة البدن وخلط من أخلاطه. وقال العلّامة المجلسي : « هي بالكسر تطلق على الصفراء والسوداء ». راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٦٨ ؛المصباح المنير ، ص ٥٦٨ ( مرر ) ؛مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٢٨٧.

(١٢). « الصُّداع » : وجع الرأس.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٢ ( صدع ).

(١٣).المقنعة ، ص ٣١٧ ، مرسلاً عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان. عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٠٧٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٨ ، ح ١٣١٠٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٣ ، ح ٩٨ ، إلى قوله : « فماء فاتر ».

٦١٠

وَعَلَى الرُّطَبِ فِي زَمَنِ الرُّطَبِ ».(١)

٦٦٠٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ(٢) ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أَوَّلُ مَا يُفْطِرُ عَلَيْهِ فِي زَمَنِ الرُّطَبِ الرُّطَبُ(٣) ، وَفِي زَمَنِ التَّمْرِ التَّمْرُ(٤) ».(٥)

٦٧ - بَابُ الْغُسْلِ فِي شَهْرِ(٦) رَمَضَانَ‌

٦٦٠٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَفُضَيْلٍ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « الْغُسْلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ وُجُوبِ الشَّمْسِ(٧) قُبَيْلَهُ ، ثُمَّ‌

__________________

(١).المحاسن ، ص ٥٣١ ، كتاب المآكل ، ح ٧٨٣ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير.التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٨ ، ح ٥٦٩ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام .المقنعة ، ص ٣١٧ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلافالوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٠٧٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٧ ، ح ١٣١٠٣ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٣ ، ح ٩٩.

(٢). هكذا في حاشية « جر ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جر ، جن » والمطبوع والوسائل والبحار : « جعفر بن عبد الله الأشعري ».

وابن القدّاح هو عبد الله بن ميمون القدّاح روى كتابه جعفر بن محمّد بن عبيد الله. وروى جعفر هذا عن ابن القدّاح وعبد الله بن القدّاح وعبد الله بن ميمون وعبد الله بن ميمون القدّاح والقدّاح ، بعنوان جعفر بن محمّد الأشعريّ في كثيرٍ من الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٥٥٧ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٩٥ ، الرقم ٤٤٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٢٥ - ٤٢٧.

(٣). في « بر » : « رطب ».

(٤). في « بر » : « تمر ».

(٥).المحاسن ، ص ٥٣١ ، كتاب المآكل ، ح ٧٨٢ ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٠٧٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ١٥٦ ، ح ١٣١٠٠ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٣ ، ح ١٠٠. (٦). في « بخ ، بف » : - « شهر ».

(٧). وجوب الشمس : غروبها. وأصل الوجوب : السقوط والوقوع. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٤ ( وجب ).

٦١١

يُصَلِّي ، ثُمَّ يُفْطِرُ ».(١)

٦٦١٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : كَمْ أَغْتَسِلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةً؟

قَالَ : « لَيْلَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ ، وَلَيْلَةَ(٢) إِحْدى وَعِشْرِينَ ، وَثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ شَقَّ عَلَيَّ؟

قَالَ : « فِي إِحْدى وَعِشْرِينَ(٣) ، وَثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ».

قُلْتُ : فَإِنْ شَقَّ عَلَيَّ؟

قَالَ(٤) : « حَسْبُكَ الْآنَ ».(٥)

__________________

(١).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٠١٧ ، معلّقاً عن زرارةالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٩١ ، ح ١١٠٧٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٣٢٤ ، ذيل ح ٣٧٦٨. (٢). في الوافي : - « ليلة ».

(٣). في « جن » : + « قال ».

(٤). في « بخ ، بر » : - « في إحدى وعشرين - إلى - شقّ عليّ قال ».

(٥).الخصال ، ص ٤٩٨ ، أبواب الأربعة عشر ، ذيل ح ٥ ؛ وص ٦٠٣ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ٩ ؛وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٣٧ ، ضمن ح ١٤٧ ، بسند آخر.الخصال ، ص ٥٠٨ ، باب السبعة عشر ، صدر ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع زيادة غسل ليلة سبع عشرة. وفيالفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ، صدر ح ٢٠٣١ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٩٦ ، صدر ح ٥٦١ ؛ وج ١ ، ص ١٩٤ ، ح ٣٠١ بسند آخر عن أحدهماعليهما‌السلام ، وفي الأخير مع زيادة غسل ليلة سبع عشرة. وفيالكافي ، كتاب الصيام ، باب ما يزاد من الصلاة في شهر رمضان ، ضمن ح ٦٦١٨ ؛والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٦٨ ، ضمن ح ٢٢٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ، ضمن ح ٧٧٩٩ ، بسند آخر عن أبي محمّد العسكريعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٨١ و٢٠٥ ؛الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٧ ، المجلس ٩٣ ، في ضمن وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ؛تحف العقول ، ص ٤١٧ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الرضاعليه‌السلام . وفي كلّ المصادر إلى قوله : « وليلة إحدىوعشرين وثلاث وعشرين » مع اختلاف يسير. راجع :التهذيب ، ج ٣ ، ص ٦٤ ، ح ٢١٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦٤ ، ح ١٨٠١الوافي ، ج ٦ ، ص ٣٨٠ ، ح ٤٤٩٢ ؛ وج ١١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٠٧١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٣٠٣ ، ذيل ح ٣٧٠٩ ؛وفيه ، ص ٣١٠ ، ح ٣٧٢٦ ، إلى قوله : « وليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين ».

٦١٢

٦٦١١/ ٣. صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى(١) ، عَنْ عِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ اللَّيْلَةِ الَّتِي يُطْلَبُ فِيهَا مَا يُطْلَبُ : مَتَى الْغُسْلُ؟

فَقَالَ : « مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ، وَإِنْ شِئْتَ حَيْثُ تَقُومُ مِنْ آخِرِهِ ».

وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْقِيَامِ؟

فَقَالَ : « تَقُومُ(٢) فِي(٣) أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ».(٤)

٦٦١٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٥) ، عَنْ(٦) صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى وَعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « الْغُسْلُ فِي ثَلَاثِ(٧) لَيَالٍ(٨) مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ : فِي تِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدى وَعِشْرِينَ ، وَثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، وَأُصِيبَ(٩) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - فِي لَيْلَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ(١٠) ، وَقُبِضَ فِي لَيْلَةِ إِحْدى وَعِشْرِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ » قَالَ :

__________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن صفوان بن يحيى ، محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان.

(٢). في « بث ، بر ، بس » : « يقوم ».

(٣). في « جن » : « من ».

(٤).الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٠٧٢ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٣٢٤ ، ح ٣٧٦٩.

(٥). في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، جن » وحاشية « ى » : « الحسن ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن‌ محمّد بن الحسين عن صفوان بن يحيى وعن عليّ بن الحكم في أسنادٍ عديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤١٠ - ٤١٢ ؛ وص ٤١٥ - ٤١٦.

(٦). هكذا في « بخ ، بر ، بف ، جر » وحاشية « ى » والوسائل. وفي « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن » والمطبوع : « و » بدل « عن ». ولم يثبت رواية محمّد بن يحيى - شيخ الكليني - عن صفوان بن يحيى في موضع ، بل روى محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد كتب صفوان بن يحيى. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٤١ ، الرقم ٣٥٦.

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : - « ثلاث ».

(٨). في « ى ، بح ، جن » : « ليالي ».

(٩). في « ظ » : « اُصيب » بدون الواو.

(١٠). في « بح » : « تسع وعشرة من شهر رمضان » بدل « تسع عشرة ».

٦١٣

« وَالْغُسْلُ فِي(١) أَوَّلِ اللَّيْلِ(٢) ، وَهُوَ يُجْزِئُ إِلى آخِرِهِ ».(٣)

٦٨ - بَابُ مَا يُزَادُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌

٦٦١٣/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ(٤) ، قَالَ :

دَخَلْنَا(٥) عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ : مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟

فَقَالَ(٦) : « لِشَهْرِ رَمَضَانَ حُرْمَةٌ وَحَقٌّ لَايَشْبَهُهُ شَيْ‌ءٌ مِنَ الشُّهُورِ ، صَلِّ مَا اسْتَطَعْتَ فِي شَهْرِ(٧) رَمَضَانَ تَطَوُّعاً بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ‌

__________________

(١). في « ظ » : - « في ».

(٢). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والفقيه. وفي « بح ، جن » والمطبوع : « ليلة ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٥ ، ح ٢٠١٥ ، معلّقاً عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم.قرب الإسناد ، ص ١٦٧ ، ح ٦١٣ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٨٢ ، إلى قوله : « وثلاث وعشرين » مع زيادة غسل ليلة الأولى وليلة سبع عشرة ؛وفيه ، ص ٨٣ ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلافالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٠٧٣ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٣١٠ ، ح ٣٧٢٥.

(٤). هكذا في « بك » وحاشية « بر ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جر ، جن » والمطبوع: + « عن أبي بصير ».

والتأمّل في بعض ألفاظ الخبر مثل « فقال له أبو بصير » ، و « فقال : كم جُعلتُ فداك » يقضي بصحّة ما أثبتناه.

والمقام من مظانّ زيادة « عن أبي بصير » ، لكثرة روايات عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٤٩٣ - ٤٩٨.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ٦٣ ، ح ٢١٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ، ح ١٧٩٨ ، بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم ، عن عليّ بن أبي حمزة ، قال : دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٥). في « ظ ، بخ » : « دخلت ».

(٦). في « ظ » : + « له ».

(٧). في « بر » والتهذيب والاستبصار : - « شهر ».

٦١٤

أَلْفَ رَكْعَةٍ ، فَصَلِّ(١) ؛ إِنَّ(٢) عَلِيّاًعليه‌السلام (٣) فِي آخِرِ عُمُرِهِ كَانَ(٤) يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ(٥) أَلْفَ رَكْعَةٍ ، فَصَلِّ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ زِيَادَةً فِي(٦) رَمَضَانَ ».

فَقَالَ(٧) : كَمْ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

فَقَالَ : « فِي(٨) عِشْرِينَ لَيْلَةً تُصَلِّي(٩) فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِشْرِينَ رَكْعَةً : ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَتَمَةِ(١٠) ، وَاثْنَتَيْ(١١) عَشْرَةَ رَكْعَةً بَعْدَهَا ، سِوى مَا كُنْتَ تُصَلِّي قَبْلَ ذلِكَ ، فَإِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ ، فَصَلِّ ثَلَاثِينَ رَكْعَةً : فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَتَمَةِ ، وَاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ رَكْعَةً(١٢) بَعْدَهَا ، سِوى مَا كُنْتَ تَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ ».(١٣)

٦٦١٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ(١٤) ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْبَقْبَاقِ وَعُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ :

__________________

(١). هكذا في « بر ، بف » والوافي والتهذيب والاستبصار. وفي سائر النسخ : - « فصلّ ». وفي المطبوع : « [ فافعل ] ».

(٢). في الوافي : « فإنّ ».

(٣). في الوافي : + « كان ».

(٤). في الوافي : - « كان ».

(٥). في « ى » : - « وليلة ».

(٦). في جميع النسخ التي قوبلت - إلّا « بث » - : - « في ». وفي المطبوع : « [ في ] ».

(٧). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والتهذيب والاستبصار. وفي « ظ ، بس ، جر » والمطبوع : « فقلت ». (٨). في « ظ » : « ففي ».

(٩). في الوافي : « تمضي ».

(١٠). قال الخليل : « العَتَمة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشفق ». وقال الجوهري : « العتمة : وقت صلاة العشاء ». وعن الأزهري : « أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ، ثمّ ينيخونها في مراحها حتّى يعتمّوا ، أي يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته ، وكانت الأعراب يسمّون صلاة العشاء صلاة العتمة تسمية بالوقت ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٦ ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٩ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ١٨٠ ( عتم ).

(١١). هكذا في « بث ، بخ ، بر ، بس » والوافي والتهذيب والاستبصار ، وهو مقتضى السياق. وفي بعض النسخ والمطبوع : « واثنتا ». (١٢). في « جن » والتهذيب والاستبصار : - « ركعة ».

(١٣).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٦٣ ، ح ٢١٥ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ، ح ١٧٩٨ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.الكافي ، كتاب فضل القرآن ، باب في كم يقرأ القرآن ويختم ، ذيل ح ٣٥٤٢ ، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة ، إلى قوله : « صلّ ما استطعت في شهر رمضان » ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٢٣ ، ح ١١٠٩٦ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣١ ، ذيل ح ١٠٠٣٨. (١٤). في الاستبصار : + «بن عبد الرحمن ».

٦١٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يَزِيدُ فِي صَلَاتِهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ صَلّى بَعْدَهَا ، فَيَقُومُ(١) النَّاسُ خَلْفَهُ ، فَيَدْخُلُ وَيَدَعُهُمْ ، ثُمَّ يَخْرُجُ أَيْضاً ، فَيَجِيئُونَ ، وَيَقُومُونَ(٢) خَلْفَهُ ، فَيَدَعُهُمْ ، وَيَدْخُلُ(٣) مِرَاراً(٤) » قَالَ : وَقَالَ : « لَا تُصَلِّ(٥) بَعْدَ الْعَتَمَةِ فِي غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ ».(٦)

٦٦١٥/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ ، شَدَّ الْمِئْزَرَ(٧) ، وَاجْتَنَبَ النِّسَاءَ ، وَأَحْيَا اللَّيْلَ ، وَتَفَرَّغَ(٨) لِلْعِبَادَةِ ».(٩)

٦٦١٦/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١٠) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ(١١) سُلَيْمَانَ‌

__________________

(١). في التهذيب والاستبصار : « يقوم ».

(٢). في « بخ ، بر ، بف » والاستبصار : «فيقومون».

(٣). في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي والوسائل ، ح ١٠٠٢٢ والتهذيب والاستبصار : « فيدخل ويدعهم ». وفي الاستبصار : + « ثمّ يخرج أيضاً فيجيئون ، فيقومون خلفه ، فيدخل ويدعهم ».

(٤). فيمرآة العقول : « يدلّ على عدم جواز الجماعة في نافلة شهر رمضان ، ولا خلاف فيه بين أصحابنا ، وقد اعترفت العامّة بأنّه من بدع عمر ». (٥). في الوافي : «لا تصلّى». وفي الاستبصار : «لايصلّي ».

(٦).التهذيب ، ج ٣ ، ص ٦١ ، ح ٢٠٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦١ ، ح ١٧٩٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٢٤ ، ح ١١٠٩٧ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٢٢ ، ح ١٠٠٢٢ ؛وفيه ، ص ٤٦ ، ح ١٠٠٤٦ ، إلى قوله : « فيدعهم ويدخل مراراً ».

(٧). « المئزر » : الإزار وهو معروف. قال ابن الأثير : « كنى بشدّه عن اعتزال النساء. وقيل : أراد تشميره للعبادة ، يقال : شددت لهذا الأمر مئزري ، أي تشمّرت له ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٧٨ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٤ ( أزر ). (٨). في « بح » : « ويفرغ ».

(٩).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٠١٨ ، معلّقاً عن سماعة.الكافي ، كتاب الصيام ، باب الاعتكاف ، ح ٦٦٧٥ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٨٤ ، ح ١١١٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣١١ ، ذيل ح ١٣٤٩١ ؛ وص ٣٥٢ ، ح ١٣٥٨٦ ؛البحار ، ج ١٦ ، ح ١٠١.

(١٠). في « جر » : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(١١). في « ظ ، ى ، بث ، بر ، بس ، بف ، جن » ومرآة العقول : « بن » بدل « عن ». ولم نجد ذكراً لحسن بن سليمان =

٦١٦

الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « صَلِّ لَيْلَةَ إِحْدى وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ، تَقْرَأُ(١) فِي كُلِّ رَكْعَةٍ(٢) ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عَشْرَ مَرَّاتٍ ».(٣)

٦٦١٧/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الْمَحَامَلِيِّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٤) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام إِذَا كَانَ(٥) لَيْلَةُ إِحْدى وَعِشْرِينَ ، وَلَيْلَةُ(٦) ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، أَخَذَ فِي الدُّعَاءِ حَتّى يَزُولَ اللَّيْلُ ، فَإِذَا زَالَ اللَّيْلُ صَلّى.(٧)

٦٦١٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُطَهَّرٍ :

أَنَّهُ كَتَبَ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام يُخْبِرُهُ بِمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ : أَنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كَانَ(٨) يُصَلِّي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ مِنَ اللَّيْلِ(٩) ثَلَاثَ عَشْرَةَ(١٠) رَكْعَةً : مِنْهَا الْوَتْرُ ، وَرَكْعَتَا(١١) الْفَجْرِ.

__________________

= الجعفري في ما تتبّعناه. وأمّا سليمان الجعفري ، فهو سليمان بن جعفر بن إبراهيم الجعفري المترجم في كتب الرجال ، والمذكور في الأسناد بعناوين سليمان الجعفري ، وسليمان بن جعفر ، وسليمان بن جعفر الجعفري. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٨٢ ، الرقم ٤٨٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٢٣٦ ؛ و٢٣٨ ؛ و٢٨٥.

(١). في « بخ ، بر » : « يقرأ ».

(٢). في الفقيه والخصال : + « الحمد مرّة و ».

(٣).الخصال ، ص ٥١٩ ، أبواب العشرين ، ح ٦ ، بسنده عن الحسن بن سعيد ، عن سليمان الجعفري.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٠٠١٩ ، معلّقاً عن سليمان الجعفري. وراجع :التهذيب ، ج ٣ ، ص ٦٨ ، ح ٢٢١الوافي ، ج ١١ ، ص ٤٢٤ ، ح ١١٠٩٨ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ١٧ ، ح ١٠٠١٢.

(٤). في « بخ ، بر ، بف ، جر » : « فضيل ».

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « كانت ».

(٦). في « بخ ، بر ، بف » والوافي : - « وليلة ».

(٧).الخصال ، ص ٥١٩ ، أبواب العشرين ، ح ٥ ، بسنده عن حمّاد بن عثمانالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٢٥ ، ح ١١١٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٦ ، ح ١٣٥٩٣. (٨). في الوافي والتهذيب والاستبصار : « ما كان ».

(٩). في الوافي والوسائل والتهذيب : + « سوى ». وفي الاستبصار : « الليالي سوى ».

(١٠). في الوسائل : « ثلاث عشر ».

(١١). في الاستبصار : « وركعتي ».

٦١٧

فَكَتَبَعليه‌السلام : « فَضَّ(١) اللهُ فَاهُ ، صَلّى(٢) مِنْ(٣) شَهْرِ رَمَضَانَ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً كُلَّ لَيْلَةٍ عِشْرِينَ رَكْعَةً : ثَمَانِيَ(٤) بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، وَاثْنَتَيْ(٥) عَشْرَةَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ، وَاغْتَسَلَ(٦) لَيْلَةَ تِسْعَ(٧) عَشْرَةَ(٨) ، وَلَيْلَةَ إِحْدى وَعِشْرِينَ ، وَلَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، وَصَلّى(٩) فِيهِمَا ثَلَاثِينَ رَكْعَةً : اثْنَتَيْ(١٠) عَشْرَةَ(١١) بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، وَثَمَانِيَةَ(١٢) عَشْرَةَ(١٣) بَعْدَ العِشَاءِ(١٤) الْآخِرَةِ ، وَصَلّى(١٥) فِيهِمَا(١٦) مِائَةَ رَكْعَةٍ ، يَقْرَأُ(١٧) فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ(١٨) الْكِتَابِ(١٩) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عَشْرَ مَرَّاتٍ(٢٠) ، وَصَلّى(٢١) إِلى آخِرِ الشَّهْرِ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلَاثِينَ رَكْعَةً كَمَا(٢٢) فَسَّرْتُ لَكَ(٢٣) ».(٢٤)

__________________

(١). الفَضّ : الكسر بالتفرقة.لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠٧ ( فضض ).

(٢). في « بث ، بخ » والوافي والاستبصار : « صلّ ».

(٣). في « بخ ، بس » والوافي والاستبصار : « في ».

(٤). في « ى ، بر ، بف » والوافي والتهذيب : « ثمان ».

(٥). في « بث ، جن » : « واثنتا ».

(٦). في الاستبصار : + « ليلة سبع عشرة و ».

(٧). في « ى ، بث ، بح » : « تسعة ».

(٨). في « ى ، جن » : « عشر ». وفي الوافي : + « بعد المغرب ».

(٩). في الوافي والتهذيب والاستبصار : « وصلّ ».

(١٠). في « بث ، بح ، بر ، بف ، جن » : « اثنتا ».

(١١). في الوسائل والتهذيب : + « ركعة ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : « وثماني ». وفي التهذيب : « وثمان ».

(١٣). في « بح ، بس ، بف » : « عشر ». وفي التهذيب والاستبصار : + « ركعة ».

(١٤). هكذا في « ظ ، بح ، بر ، بس » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار ويقتضيه التوصيف. وفي بعض النسخ والمطبوع : « عشاء ». (١٥). في « بث ، بخ ، بس » والوافي والاستبصار : « وصلّ ».

(١٦). في « ى » : - « فيهما ».

(١٧). في « ظ » : « فقرأ ». وفي « بث ، بح ، بس ، جن » والوافي والتهذيب : « تقرأ ».

(١٨). في « ظ » : « بفاتحة ».

(١٩). في الاستبصار : + « مرّة ».

(٢٠) في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « عشر مرّات( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) » بدل «( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات».

(٢١) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والتهذيب والاستبصار : « وصلّ ». وفي حاشية « جن » : «ويصلّي ».

(٢٢) في التهذيب والاستبصار : « على ما » بدل « كما ».

(٢٣) في التهذيب والاستبصار : - « لك ».

(٢٤)التهذيب ، ج ٣ ، ص ٦٨ ، ح ٢٢٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ، ح ١٧٩٩ ، معلّقاً عن الكليني. راجع :الكافي ، =

٦١٨

٦٩ - بَابٌ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌

٦٦١٩/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟

فَقَالَ : « الْتَمِسْهَا(١) لَيْلَةَ إِحْدى وَعِشْرِينَ ، أَوْ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ».(٢)

٦٦٢٠/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ(٤) ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٥) ، اللَّيْلَةُ الَّتِي يُرْجى فِيهَا مَا يُرْجى(٦) ؟

__________________

= كتاب الصلاة ، باب صلاة النوافل ، ح ٥٥٦٤ ؛ وكتاب الصيام ، باب الغسل في شهر رمضان ، ح ٦٦١٠ ؛والفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ، ح ٢٠٣١ ؛والتهذيب ، ج ١ ، ص ١١٤ ، ح ٣٠١ ؛ وج ٤ ، ص ١٩٦ ، ح ٥٦١ ؛وفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٨١ و٢٠٥الوافي ، ج ١١ ، ص ٤٢٥ ، ح ١١١٠١ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣٥ ، ح ١٠٠٤٤.

(١). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والخصال. وفي « ظ » والمطبوع : + « في ».

(٢).الخصال ، ص ٥١٩ ، أبواب العشرين ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم.الأمالي للطوسي ، ص ٦٨٩ ، المجلس ٣٩ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٤ ، ح ١١٠٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٣٥٩٠.

(٣). في « بر ، جر » : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٤). هكذا في « بخ ، بر ، بف ». وفي « جر » : « عليّ بن أبي حمزة ». وفي « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن » والوسائل : « أبي حمزة الثمالي ». وفي المطبوع : « عليّ بن أبي حمزة الثمالي ».

هذا ، وقد أكثر القاسم بن محمّد [ الجوهري ] من الرواية عن عليّ [ بن أبي حمزة ]. وابن أبي حمزة هو البطائني بقرينة رواياته المتكررة عن أبي بصير. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٣٦٢ - ٣٦٤ ، و٣٦٦ ، و٣٦٨. وأمّا رواية القاسم بن محمّد هذا ، عن عليّ بن أبي حمزة الثمالي أو أبي حمزة الثمالي ، فغير معهودة.

(٥). فيالأمالي للطوسي : « ما » بدل « جعلت فداك ».

(٦). فيالفقيه : + « أي ليلة هي ». وفيالوافي : « يرجى فيها ما يرجى ؛ يعني من الرحمة والمغفرة وتضاعف الحسنات وقبول الطاعات ؛ يعني بها ليلة القدر ».

٦١٩

فَقَالَ : « فِي(١) إِحْدى وَعِشْرِينَ ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ».

قَالَ : فَإِنْ لَمْ أَقْوَ عَلى كِلْتَيْهِمَا؟

فَقَالَ : « مَا أَيْسَرَ لَيْلَتَيْنِ فِيمَا تَطْلُبُ(٢) ».

قُلْتُ : فَرُبَّمَا رَأَيْنَا(٣) الْهِلَالَ عِنْدَنَا ، وَجَاءَنَا مَنْ يُخْبِرُنَا بِخِلَافِ ذلِكَ مِنْ(٤) أَرْضٍ أُخْرى؟

فَقَالَ : « مَا أَيْسَرَ أَرْبَعَ لَيَالٍ تَطْلُبُهَا(٥) فِيهَا(٦) ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِّ(٧) ؟

فَقَالَ(٨) : « إِنَّ ذلِكَ لَيُقَالُ ».

قُلْتُ(٩) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَالِدٍ رَوى(١٠) : فِي تِسْعَ عَشْرَةَ(١١) يُكْتَبُ وَفْدُ الْحَاجِّ(١٢) .

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بس » وحاشية « بث » والوسائل والفقيه : + « ليلة ».

(٢). في « بخ ، بر ، بف » : « يطلب ». وفي « بث ، بخ ، بر ، بف » والوسائل والفقيه والتهذيب والأمالي للطوسي : + « قال ». (٣). في « بح » : « رأيت ».

(٤). في « بث ، بخ ، بر ، بف » والفقيه والتهذيب والأمالي للطوسي : « في ».

(٥). في الوافي عن بعض النسخ : « في ما تطلب » بدل « تطلبها ».

(٦). في « بس » : - « فيها ».

(٧). قولهعليه‌السلام : « ليلة الجهنيّ » إشارة إلى ما رواه الشيخ الصدوق فيالفقيه ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ، ح ٢٠٣١ ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال : سألته عن الليالي التي يستحبّ فيها الغسل في شهر رمضان ، فقال : « ليلة تسع عشرة وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين - وقال - : ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهنيّ ، وحديثه أنّه قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ منزلي ناء عن المدينة فمرني بليلة أدخل فيها ، فأمره بليلة ثلاث وعشرين » ، ثمّ قال الشيخ الصدوق : « واسم الجهنيّ عبد الله بن أُنيس الأنصاريّ ». وللمزيد راجع :الوافي ، ج ١١ ، ص ٣٨٤ ؛مرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٣٨٢. (٨). في « بخ ، بر ، بف » والوافي والفقيه : « قال ».

(٩). في «ى،بس» : «فقلت».وفي «بخ» : «قال».

(١٠). في الوافي : + « أنّ ».

(١١). في « ظ ، بر ، بف » : « عشر ».

(١٢). في اللغة : الوَفْدُ : هم القوم يجتمعون ويردون البلاد ، واحدهم : وافد ، وكذلك الذين يقصدون الاُمراء لزيارة =

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700