الفروع من الكافي الجزء ٧

الفروع من الكافي5%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 700

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 700 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210448 / تحميل: 7065
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

من نتائج التطبيق:

إيجابيّات

استنساخ أعداد كبيرة من العباقرة والموهوبين وراثيّاً.

سلبيات:

١ - فتح باب الإنجاب بلا زواج.

٢ - ليست المواهب ولا الفضائل نتيجة الوراثة فحسب.

٣ - احتمال الكوارث المرضيّة الجامعة في هؤلاء المتشابهين وراثيّاً، فالمعروف أنّ التغاير والتشاكل في الوراثة من أسباب حماية الجنس البشري وارتقائه(١) .

ويقول طبيب آخر في هذا الموضوع:

أمّا موضوع التكاثر اللاّتزاوجي الذي أُطلق عليه( الاستنساخ ) فأُحب أنْ أضع فيه بعض النقاط على الحروف، فطريقة الاستنساخ ليست وسيلة تكاثر، أعني ليس أنّ شخصاً أنتج شخصاً آخر بوسيلة لا تزاوجيّة، أي بغير تزاوج، ولكنّ المهمّ هنا أنّ هذا الوليد تكون فيه جميع الخصائص الوراثيّة لهذا الكائن، وهذا لا يحدث إطلاقاً في أيّ تكاثر بطريقة التزاوج ؛ لأنّ كلّ مولود نصفه من الأُمّ ونصفه من الأب، أمّا هذا المولود فكلّه من الأب، أو كلّه من الأُمّ، إذا حصل يجب أن يكون كلّه من الأب ؛ لأجل أن يرث جميع الخصائص الممتازة.

___________________

(١) ص١٣١ وص١٣٢، الإنجاب في ضوء الإسلام.

١٢١

هذا الخيال صار حقيقةً مؤكّدةً، وأنتج ٢٠ ضفدعةً واحدة في عمليّة واحدة، فكلّها معبَّر عنها بأنّها توائم الأب ؛ لأنّها نسخة طبق الأصل من هذا الأب ولكنّها أصغر منه سنّاً ؛ لأنّها اُنتجت بعد عشرين سنة أو أربعين سنة، ولكنّها صورة دقيقة للغاية، كأنّها التوأم المتشابه(١) .

وعرّف الاستنساخ أو النسخ طبيب ثالث بقوله: إنّه يريد به المختصّون محاولة تقديم كائن، أو خليّة، أو جزيء يمكنه التكاثر عن غير طريق التلقيح ومن غير نقص أو إضافة للمحتوى الوراثي(٢) .

أقول في المقام مطالب:

١ - إذا حصل العلم من مذاق الشرع(٣) بعدم رضاه بتحقّق إنسان من رجل وامرأة بهذا النحو(٤) لا نكاح بينهما حتّى إذا لم يستلزم الزنا وحراماً آخر فيقيّد جواز العمليّة من الوجهة الدينيّة بأخذ الخليّتين المذكورتين من الزوجين فإنّها إنجاب بلا جماع لا بلا طرفين كما لا يخفى، وإلاّ فلا.

٢ - الظاهر جواز العمليّة المذكورة خارج الرحم لأصالة البراءة، نعم في صحّة نسبه إلى رجل أُخذت الخليّة من جسده، وإلى امرأة صاحبة البويضة غير واضح ؛ فإنّه لم يخلق من مائه:( خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ) (٥) ، وأمّا صاحبة البويضة فإنّها غير حامل وغير والدة ،

___________________

(١) ص١٧٥ نفس المصدر.

(٢) ص١٥٥ نفس المصدر.

(٣) هذا ما يُسمّى بالدليل اللُبّي في مقابل الدليل اللّفظي، والدليل اللّفظي غير متوفّر بنظري في المقام.

(٤) أي من منيّ امرأة وخليّة جسديّة من رجل.

(٥) الطارق آية ٦.

١٢٢

( إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاّ اللاّئِي وَلَدْنَهُمْ ) (١) ، فلاحظ.

وعلى كلٍّ، لا مانع من فرض إنسان أُمّ له شرعاً ( أو لا والد له ) فلا تحرم العمليّة المذكورة مادامت إرادة هذا المولود حرّةً، واختياره غير مسلوب فلاحظ، ومادامت الصفات المورثة ممّا لم تكن مبغوضة للشرع.

٣ - إذا ثبت في علم الطب - ولمّا يثبت لعدم وقوع الفرض حتّى تناله التجربة - أنّ الكوارث المرضيّة الجامعة في هؤلاء المتشابهين وراثياً ذات مخاطر فتحرم العمليّة لأجلها، فكما يحرم الإضرار بالغير الموجود يحرم التوسط في إيجاد موجود محفوف بالضرر والنقص.

٤ - لا سلبيّات للعمليّة سوى احتمال تلك الكوارث، تعتمد عليها في منع العمليّة شرعاً، وما قيل، من سلبيات أُخر، ضعيف أيضاً(٢) .

٥ - إذا حملته صاحبة البويضة وولدته فإنّها أُمّه جزماً، وإنْ شككنا أو نفينا نسبه عن الرجل، فإنّ مريم أمّ عيسىعليها‌السلام بلا شكّ، ولا والد لهعليه‌السلام .

___________________

(١) المجادلة آية ٢.

(٢) الإنجاب في ضوء الإسلام ص١٥٦.

١٢٣

المسألة الخامسة عشرة

المستقبل البيوتكنولوجي للإنسان ومعطيات النظام الاجتماعي

توصّل علماء الطبّ والبيولوجيا والكيمياء إلى اكتشاف بعض خبايا ميكانيكيّة الخليّة الحيّة، وصاغوا بعض القوانين العلميّة التي تحكم الشِّفْرة الوراثيّة للخليّة، ثمّ شرعوا بعد ذلك، في هندسة المستقبل الوراثيّة للأنواع الحيّة، إمّا عن طريق تجزئة الخلايا( الهندسة الوراثيّة ) وإمّا عن طريق اتّحاد الخلايا( الهندسة المشيجيّة ) .

واستعمل العلماء هذه الطرق، في التحكّم في التكوين الخلقي للخليّة، وفي تطويرها، فهناك ما يُسمّى بالتكاثر بالخلايا الجسديّة، حيث يراود العلماء الأمل، في تحويل الخليّة الجسديّة إلى خليّة جنينيّة يمكن لها أن تتكاثر، مثلها في ذلك مثل أصلها وهو البويضة الملقّحة، وذلك بعد تخليصها من القفل الكيميائي الذي يمنعها من محاكاة أصلها.

ومن بين الاستخدامات المتصوَّرة لتكنيك التكاثر بالخلايا الجسديّة بعث الذات البيولوجية للإنسان، وقوام هذا الاستخدام، هو نسخ نسخة طبق الأصل من الإنسان الذي أُخذت من جسده الخليّة الجسديّة. ويقال: إنّه من الممكن تحقيق نفس الغرض حتّى إذا أُخذت الخليّة من جثّة الإنسان، مادام أنّ هذه الخليّة ذاتها لم تمت. وبذلك يمكن ضمان بقاء العباقرة على قيد الحياة لتستفيد البشريّة من علمهم.

ولا بأس من أن أذكر تطبيقاً آخر للإمكانيّات البيولوجية الحديثة التي

١٢٤

ترتّب عليها كسر الحدود الفاصلة بين الأنواع المختلفة للكائنات.

فمما تفتّقت عنه قريحة العلماء: فكرة خلط خلايا بشريّة بخلايا نباتيّة أو حيوانيّة، لنصل بذلك إلى الإنسان الخضري ( الكلورفيلي ) أو الإنسان المجتر. ويستهدف العلماء من أبحاثهم هذه إنتاج سلالة بشريّة جديدة، يدخل في تكوينها بعض الصفات النباتيّة أو الحيوانيّة المرغوبة، كجعل الإنسان ذاتي التغذية، يعتمد على ذاته في غذائه كالنبات ( التمثيل الضوئي ).

ويفكّر العلماء - أيضاً - في إنتاج طراز جديد من الجنس البشري، عن طريق استخدام طريقة التكاثر الجسدي في تنمية الخلايا المختلطة، وبعد التأكّد من نجاح إنتاج هذا الطراز الجديد، فيمكن تعميمه بالطريق الطبيعي أي التكاثر الجنسي.

ولم يقف التلاعب بالحياة على المستوى العضوي، بل إنّ الفكر العلمي الحديث يتّجه إلى ابتداع طرق التحكّم في إرادة الإنسان بأجهزة الكترونية، وهذا هو الإنسان الالكتروني، الذي يمكنه إشباع رغباته وحاجاته عن طريق أزرار مركّبة على جسده.

ورغم ما يُقال عن تكنولوجيا التكاثر من أنّها ما زالت في طور الخيال، وأنّها لا تعدو أن تكون حاليّاً مجرّد أضغاث أحلام، إلاّ أنّ استخدامها الناجح على مستوى الحيوان والنبات، شجّع العلماء على التفكير في تطبيق قوانينها العلميّة على الجنس البشري، وما زراعة الأجنّة، أو طفل الأُنبوب، إلاّ تجسيد حيّ لطموح الإنسان في التحكّم في خلقته وصفاته، ولعلّ جهود العلماء في هذا المضمار، تجسّد رغبة الإنسان في التوصّل إلى إكسير الحياة ؛ ليكرّس بذلك خلوده وانتصاره على الموت، الذي هو مع ذلك سنّة الله في خلقه، ونذكر هنا أنّ أحد المليونيرات الأجانب طلب إنتاج نسخة من ذاته

١٢٥

وأبدى استعداده لتمويل أبحاث التكاثر الجسدي. ومثل هذا التفكير يحمل في طيّاته معاني كثيرة يفهمها كلّ لبيب(١) .

وقال بعضٌ آخر من الأطبّاء: موضوع الهندسة الوراثيّة في غاية الأهمّيّة، لسبب أنْ تقرّر أنّ كلّ القرارات الإلهيّة الموجودة داخل الخليّة يبدأ البحث فيها بمنتهى الدقّة، وهي تمثّل ٣٠٠ مليون جزئيّة. العالم بدأ في دراستها علميّاً واعتمد لها ١٥ مليار دولار، فتولّت ثلاث دول هذه العمليّة: أمريكا واليابان وألمانيا الغربيّة.

ومن المنتظر أنْ يتمّ الكشف عن هذه الجينوم، أو هذه الوثيقة بعد ١٥ عاماً...(٢) .

وقيل: إنّ بداية الإنسان ما هو إلاّ خليّة واحدة فيها نواة، إذا درسنا هذه النواة نجد أنّ فيها الحقيبة الوراثية، عبارة عن ٤٦ صبغ موجودين بين ٢٣ من الأب و٢٣ من الأُمّ، هذه الصبغيّات تحمل مورِّثات، هذه المورِّثات سواءٌ كانت تتحكّم في الصفات الطبيعيّة، أم الصفات المرضيّة، عددها كبير جدّاً يُقدّر بحوالي ٢ مليون مورِّث لغاية الآن، نحن الآن لم نعرف تقريباً أكثر من (٤٣٤٠) مورِّث بعضها يقيني وبعضها ليس بيقيني... ربّما يكون الأب سليماً من مرض، ثمّ يُبتلى ابنه به لوجود الصفات الوراثيّة في نواة الخليّة، انتهى كلامه بتغيير(٣) .

أقول : هذا البحث - من ناحيةٍ علميّةٍ - طويل عريض عميق جداً، ويُقال: إنّ العلم قادر على إيجاد لونٍ خاصٍّ لشعر المولود، وكيفيّة وجهه إلى

___________________

(١) الإنجاب في ضوء الإسلام ص ١٣٨ وما بعدها.

(٢) ص ٦٣٦ رؤية إسلاميّة لزراعة بعض الأعضاء البشريّة.

(٣) ص ٤٩١ وص ٤٩٢ نفس المصدر، ولم أفهم وجه التفاوت بين الرقمين ( ٣٠٠ مليون ) و ( حوالي مليونين ).

١٢٦

غير ذلك من الإنجازات المحيِّرة للعقول العامّيّة، وتحقيق هذه المسائل وأحكامها الفقهيّة ربّما يحتاج إلى تأليفٍ مستقلٍّ، وكلّ ميسّر لما خلق لأجله.

وحيث لا سبيل لي إلى جزئيّات هذه المسألة وإلى عشرين أعشارها ؛ نقتصر على ذكر بعض الأحكام الشرعيّة، حسب ما أدّى إليه نظري، والله العاصم والهادي:

التغيير في جنين الإنسان أو نطفته ربّما يكون على نحو نعلم بعدم رضا هذا الإنسان بعد ولادته وإدراكه وبلوغه بل يتنفّر منه ويتأذّى، بل يكون له ضرريّاً، وهذا غير مباح حتّى إذا طلبه الزوجان، إذ لا ولاية لهما على أولادهما بهذه السعة والإطلاق، وقد لا نعلم بذلك أو نعلم رضاه به، وهو على أقسام:

القسم الأوّل: إن التغيير قد ينجرّ إلى ما يستلزم إفراطه في الشهوة الجنسيّة، أكثر ممّا هو عليه الآن، أو تمايله الشديد في القتل والتعدّي.

وبالجملة: يصل الإنسان بوسيلة العمليّة الطبّيّة والبيولوجية والكيمياوية إلى حدٍّ تقوى غرائزه الحيوانيّة، بحيث تضعف به قواه العقلانية، ويختلّ به النظام الاجتماعي، والسلوك الأخلاقي، والاقتضاء الروحاني، وهذا حرام غير جائز بلا شبهة، ومخالف لهدف خِلقة الإنسان، وقد لا يستلزم ذلك بل إلى حدٍّ ما من الشرور، وفي جوازه نظر وبحث.

القسم الثاني: قد ينجرّ إلى ما يرغِّبه في الطاعات والخيرات، بحيث يسلب إرادته للشرور والمعاصي، والظاهر عدم جوازه ؛ لأنّ الطاعة المقبولة المطلوبة من الإنسان ما صدر عنه باختياره:( وَ لَوْ شَاءَ لَهَدَاکُمْ

١٢٧

أَجْمَعِينَ‌ ) (١) .

ومنه يظهر حرمة ما يرغبه في المعاصي بحيث يسلب عنه إرادة الصالحات، بطريق أولى.

القسم الثالث: وقد يرغِّبه الى الأفعال الصالحة والأخلاق الحميدة من غير سلب اختياره، وعندي أنّه جائزٌ بل حسن، يظهر وجهه ممّا ورد في حق الأُمّ المرضِعة وغير ذلك.

القسم الرابع: وقد ينجرّ إلى سلب إرادة الإنسان وجعله تابعاً في أفعاله - سواء كانت مباحة أو غير مباحة - إلى إرادة الغير، صالحاً كان أو شريراً، فهذا - أيضاً - غير جائز، فإنّه مضادٌّ لغرض الخِلقة، فإنّ الله سبحانه خلق الإنسان للتكامل الحاصل من العبوديّة، وإطاعة الربّ في جميع شئون الحياة، وهذا التكامل لا يحصل إلاّ بكونه مريداً مختاراً لا مجبوراً مضطرّاً.

القسم الخامس: وقد ينجرّ إلى تغييرات جسمانيّة بداع التجمّل والتحسّن، وهذا لا بأس به في حدّ نفسه، حتّى إذا سبّب طول قامته أو قصرها أو هزاله أو سمنه، فضلاً عن بياض وجهه، وشباهة عينه بعين الظبي، واصفرار لون شعره ونحو ذلك.

وقد تقدّم حكم بعض مانقلناه في أوّل الكلام هنا في المسائل المتقدّمة، والله الموفِّق.

___________________

(١) النحل آية ٩.

١٢٨

المسألة السادسة عشرة

التحكّم في معطيات الوراثة

عرّفت الوراثة بانتقال الصفات من الأُصول إلى الفروع، أو من السَّلف إلى الخَلَف، وهي تشمل إلى جانب الخصائص، الأمراض القابلة للتوريث(١) .

قيل: إنّ الصور المطروحة على بساط البحث لا تعدو ثلاثة أنواع، هي:

١ - النسخ ( الاستنساخ )، وهو الحصول على نسخ من الكائن دون التزاوج.

٢ - المزج بين صفات وخصائص معيّنة في المخلوق بالتصرّف في مورِّثاته.

٣ - استصفاء جنس معيّن باستبقاء عنصره في الطّور الأوّل للجنين(٢) .

أقول : أمّا الأوّل، فقد مرّ توضيحه وحكمه.

وأمّا الثاني، فقد سمّاه بعض الأطبّاء بالاستبدال، وهو كما عرّفه المختصّون: التمويل على ما للحامض النووي ( النوويك ) من خصائص ولاسيّما خاصّة الالتحام عند قصّه بحيث يمكن التحكّم في إبدال المورِّثات من خلال عمليّات معقّدة يعود تحقّق نتائجها إلى تلك الخصائص في الحامض المذكور.

___________________

(١) ص ١٤٩ الإنجاب في ضوء الإسلام.

(٢) ص ١٥١ نفس المصدر.

١٢٩

فإن اتّجه هذا التصرّف إلى العلاج من علّة، سواءٌ كانت مرضاً وراثيّاً قائماً بالجسم، أم انحرافاً في الطبيعة الأصليّة، أم تقاصراً عن القدر المألوف فيها ؛ فإنّه ممّا يندرج في التصرّفات المشروعة شرعاً، وإمّا إن اتّجه إلى سلب الإرادة حتّى في جانب الخير، أو إلى الانحراف بالسجايا إلى الميول الشرّيرة، فلا يجوز، كما لا يجوز كلّ ما يُؤثر على الفطرة الأصليّة، سواء كان بأسباب مادّيّة منضبطة: كالإسكار والتخدير، والإكراه الملجئ أو بأسباب أُخرى خاصّة، كالذي يتعاطاه السحرة النافثون في العُقَد، أو الحسدة هواة الإصابة بالعين، أو المرجفون، وما إلى ذلك من المؤثِّرات المعنويّة، أو النفسيّة السلبيّة أو المفسدة.

فلا يقلّ عن هذه التصرّفات في الخطورة، ما يصل إليه الإنسان من نتائج بالوسائل المادّيّة المختبريّة والإجراءات الطبيّة، فكلّ مِن هذا وذاك استجابة لأمر الشيطان، ومطاوعة لنزغاته بالقيام بالتصرّف المُعْتَبر سبباً تنشأ عنه مسبِّبات منسجمة مع ذلك التغيير، فإنّ الله ربط الأسباب بالمسبِّبات، والحكم كما يتعلّق بالمباشر، يتعلّق بالتسبّب إذا ما توفّرت صلته السببيّة كما ذكره بعضهم(١) ولا يخلو عن متانةٍ وصحّةٍ.

وأمّا الثالث، وهو التحكّم في جنس الجنين بعد تشخيصه(٢) فهو - أيضاً - في حدّ نفسه جائز، وقد مرّ تفصيله.

___________________

(١) ص١٥٨ نفس المصدر.

(٢) وفسّر الاستصفاء بعضهم بالاصطفاء لأحد الجنسين على الآخر.

١٣٠

المسألة السابعة عشرة

حكم البييضات الفائضة

تبقى من البييضات المخصبة في أُنبوبة المختبر، إذ يمكن تلقيح عشرين بويضة ولا يحتاج إلاّ إلى اثنين أو ثلاثة، فما هو حكم البقيّة الفائضة ؟

الأسئلة الشرعيّة المتعلِّقة بالمقام أُمور:

١ - هل يجوز إهدارها والإزهاق بها أو يحرم ؟

٢ - هل تجب الديّة بإهدارها ؟

٣ - هل يُعزل لها من الإرث سهمها ؟

٤ - ما هو الحكم بالنسبة إلى عدّة صاحبتها ؟

٥ - هل يُعطّل الحدّ الشرعي بالنسبة إلى صاحبتها ؟

٦ - مَن يملك التصرّف فيها ؟

٧ - هل يجوز نقلها في رحم صاحبتها بعد وفاة زوجها، أو بعد طلاقها ؟

وإليك أجوبة هذه الأسئلة مستعيناً بالله تعالى:

أمّا السؤال الأوّل فجوابه: أنّه لا مصرف للبييضات الفائضة إلاّ رحم صاحبتها أيّام حياة زوجها، فإن أمكن وجب إبقائها على الأحوط، حتّى تُنقل إليها، وإن لم يمكن - ولو بانصراف صاحبتها عنها - فلا بُدّ من إتلافها ؛ حذراً من استعمالها على نحو الحرام شرعاً.

نعم، إذا كانت البييضات في الأُنبوبة في مسير حياتها الإنسانيّة، وأمكن ذلك طبّيّاً، ولم يستلزم المؤنات الكثيرة ؛ فالأحوط لزوماً إبقاءها، بل إذا تعلّق

١٣١

بها الروح وجب حفظها، مهما أمكن ؛ فإنّها نفسٌ محترمةٌ يحرم إتلافها، بلا فرق بين كونها في رحم، أو في أُنبوبة، أو في محلٍّ آخر.

وجواب السؤال الثاني: أنّه إذا وجب إهدارها لا ديّة لها، وإذا تعلّق بها الروح، وأمكن حفظها، وجبت الديّة جزماً على مَن أتلفها، وإذا لم تتعلّق بها الروح، وكان في مسيرها إلى الحياة الإنسانيّة فالأحوط لزوماً وجوب الديّة بالشرطين المذكورين، ( أيّ إمكان حياتها إلى ولادتها في الأُنبوبة طبّاً، ووجود مَن يقوم بمؤنتها ).

وعلى كلٍّ، الأحوط للطبيب أنْ لا يخصب البيضات أكثر من حاجة صاحبتها.

وجواب الثالث: أنّها إذا تعلّق بها الروح، وخرجت من الأُنبوبة إنسانا حيّاً يرث أباه، وقد مرّ الإشكال في نسبه إلى صاحبة البويضة، فإنّ الحكم بأُمومتها مع قوله تعالى:( إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ ) (١) مشكل، وإذا علموا بعدم خروجها حيّةً فلا يعزل له سهم، وأمّا إذا شكّ فالأحوط عزل السهم له، وكذا إذا علم بخروجه حيّاً من الأُنبوبة.

ويمكن أن يُقال بعدم وجوب عزل سهمٍ له، لأنّ موضوعه الحمل، ولا يصدق على ما في الأُنبوبة حمل بوجه، فإذا خرج حيّاً وقد قسّم الورثة الإرث بينهم، عليهم أن يردّ كلُّ واحدٍ من سهمهم ما يبلغ حقّ الحيّ المذكور.

وأمّا جواب الرابع: فهو منفيٌّ جزماً، فإنّ وجود البييضة في الأُنبوبة لا تجعلها حاملاً، وهذا واضح.

___________________

(١) المجادلة آية ٢.

١٣٢

وجواب الخامس: أنّه لا يُعطّل الحدّ عليها، نعم إذا فرضنا الجنين في معرض الخروج عن الأُنبوبة حيّاً، ولا توجد له حاضنة ومربّية سواها، ففي جريان الحدّ عليها تردّد، وتحقيقه في محلّه.

وجواب السادس: أنْ حق الأولويّة لصاحب الحيوان المنوي وصاحبة البويضة، وإذا مات أحدهما سقط حقّ الاستفادة عن البويضة المخصَّبة نهائيّاً كما ظهر ممّا سبق.

وأمّا جواب الأخير فقد اتّضح ممّا سبق، وأنّ النقل المذكور غير جائز.

بقي في المسألة أُمورٌ ينبغي ذكرها:

١ - إذا أُخصبت البييضة بحيوانٍ منويٍّ من غير الزوج، ثمّ تزوّج بصاحبتها، فهل يجوز نقلها إلى رحمها بعد الزواج ؟ فيه وجهان: أقربهما الجواز لعدم المانع، وهذا غير مَن حملت من أجنبي ثمّ زُوّجته، فإنّ الولد ولد زنا، ولا يرث من الرجل، ولا يخرج الولد بالعقد اللاحق عمّا انعقد عليه من الزنا بلا شبهة. نعم هو ولده لغةً وطبّاً، ولكنّه ليس بولده بحيث يرث منه ويورِث، كما مرّ.

٢ - إنّ زراعة خلايا بشريّة جنينيّة من خلال ثقب صغير بالجمجمة بمقدار ستّة مليمترات مكعّبة، بالأُسلوب الجراحي المجسّم، قد تمّت في تشيكوسلوفاكيا في أغسطس ١٩٨٩(١) ، فإذا أمكنت زراعة البييضات الفائضة في ذلك فلا بأس به شرعاً، كما أنّ زراعة خلايا بشريّة من جنينٍ ساقطٍ - أيضاً - لا مانع منه، لكنّ جواز الأوّل في فرض كون البييضات الفائضة

___________________

(١) ص٦٥ رؤية إسلاميّة لزراعة بعض الأعضاء البشريّة.

١٣٣

من صاحبة الجنين لا غير، كما عرفت سابقاً، نعم الخلايا غير المنويّة من أحد لا بأس بزراعتها في بدن جنينٍ آخر.

٣ - قيل: يمكن الاحتفاظ باللقيحة الى خمسين سنة، يعني حتّى إلى ما بعد المعدّل الأقصى لعمر الأبوين، إذ المعتاد أنْ لا يباشر الأطبّاء عملية التلقيح المُجرى إلاّ ما بعد الثلاثين سنة من عمر الأبوين(١) .

٤ - قيل: إنّه يمكن استخراج خمسين بويضة من امرأةٍ واحدةٍ، وإنّ أحد مراكز أطفال الأنابيب كان لديه ١٢٠٨ جنيناً فائضاً، أُودعت الثلاّجات وجمدت من ٤٣٢ امرأة أُجريت لهنّ عمليّة طفل الأُنبوب(٢) .

أقول : للحكومة منع إنشاء الأجنّة الفائضة عن مقدار الحاجة بتاتاً ؛ سدّاً لذرائع الفساد والحرام، لأجل حصول الثروة - كما منعت ألمانيا الغربية على ما نُقل - بل الأحسن منع استخراج البييضات الفائضة عن حاجة الزوجين مطلقاً.

___________________

(١) ص١١١ وص١١٢ نفس المصدر.

(٢) ص١٧٤ نفس المصدر.

١٣٤

المسألة الثامنة عشرة

في دفع الموت في الجملة

من الممكن قدرة الطبّ - في مستقبلٍ قريبٍ أو بعيدٍ - على حفظ الصحّة العامّة للبدن وحفظ خلاياه عن الفتور والفساد، فلا يُستبدل الشباب بالهرم والشيخوخة، فيدفع الموت ويطيل عمر الإنسان، بل تأثير الطبّ في دفع الأمراض المُهْلِكة، وتكثير النسل الإنساني، وطول العمر في الجملة، واقعٌ بالفعل ومن زمنٍ ولا مجال لإنكاره.

وقد يُتوهم حرمة دفع الموت شرعاً لجريان سنّة الله، على أنّ كلّ نفس ذائقة الموت، قال الله سبحانه وتعالى:

( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ... ) (١) ، وقال تعالى:( وَ اللَّهُ خَلَقَکُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاکُمْ ) (٢) ، وقال سبحانه:( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيکُمْ ) (٣) .

أقول : إنْ أراد هذا القائل أنّ الله تعالى أراد موت كلِّ إنسانٍ حين أجله، استناداً إلى هذه الآيات وأمثالها، فلا يجوز دفعه ؛ لأنّه تعجيز له تعالى ! فهو هذيان، والقائل به جاهل بالله وقدرته، وربّما لا يكون مؤمناً، قال الله تعالى:

( وَ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ کُنْ فَيَکُونُ‌ ) (٤) ، وقال تعالى:( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ) ، وقال سبحانه:( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي

___________________

(١) النساء آية ٧٨.

(٢) النحل آية ٧٠.

(٣) الجمعة آية ٨.

(٤) البقرة آية ١١٧.

١٣٥

السموات ولا في الأرض ) (١) وقال تعالى:( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ ) (٢) .

وبالجملة: بطلان هذا التخيّل على ضوء العقل والدين غير خفي، وقد ثبت في محلّه أنّ الكائنات تفتقر إليه تعالى في وجودها وصفاتها وأفعالها، حدوثاً وبقاءً.

على أنّ تأثير الأسباب في المسبَّبات، ووصول الإنسان الساعي إلى الأسباب - أيضاً - من سنّة الله ومشيئته، وقال سبحانه:( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ ) (٣) ، وقال سبحانه:

( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطَانٍ ) (٤) .

وهل علم الإنسان وقدرته إلاّ قطرة مفاضة من علمه وقدرته اللذين لا يت-ناهيان.

ولبّ الكلام: أنّ البحث في إرادته التشريعيّة التي هي بمعنى طلبه تعالى شيئاً أو تركاً من المكلَّف، من طريق إرادته واختياره، فقد يمتثله المكلَّف وقد يعصيه. لا في إرادته التكوينيّة التي يستحيل تخلّف المراد عنها، بناءً على وحدة واجب الوجود واستحالة الشرك. وهذا، فليكن ببال القرّاء في جميع مطالب هذا الكتاب وغيره.

وإن أراد القائل المذكور أنّ دفع الموت حرام على المكلَّفين، فهذا شيءٌ ممكنٌ عقلاً، لكنّه باطلٌ ؛ لعدم دليل في الكتاب والسنّة يدلّ على

___________________

(١) فاطر آية ٤٤.

(٢) الأنفال آية ٥٩.

(٣) البقرة آية ٢٥٥.

(٤) الرحمن آية ٣٣.

١٣٦

حرمته، بل لا شكّ في جواز المواظبة على أساس التوصيات الطبّيّة على صحّة البدن، وطول العمر، ولزوم العلاج على المريض بكلّ الوسائل الممكنة، كما سبق.

وإنْ أراد أنّ الله سبحانه وتعالى أخبر بانّ كلّ إنسانٍ يموت، وهذا يكشف عن عدم إمكان دفع الموت، فكلّ محاولةٍ له تصبح فاشلةً لا محالة، فتحرم لكونها عبثاً وإسرافاً للمال، فممنوع أيضاً ؛ لأنّ الطبّ لا يدّعي - ولا يصحّ له أن يدّعي - دفع الموت عن الإنسان بنحوٍ مطلق، وأنّه لا يموت أصلاً، ضرورة أنّ للموت أسباباً، غير صحّة البدن ونشاط الخلايا، كالغرق والحرق والقتل وافتراس مفترس وغير ذلك، والله سبحانه قادر على إماتة الإنسان بكلّ هذه الأسباب.

والطبُ إنّما يدّعي دفع الموت عن طريقٍ واحدٍ وسببٍ فاردٍ، فلا تناقض بين الأخبار عن موت كلّ أحدٍ، وقدرة الطبّ على دفع الموت عن بعض الأفراد، وهي من قدرة الله وتقديره.

وفي الدِّين ما يؤيّد إمكان الطبّ على دفع الموت وتطويل العمر: بحفظ الخلايا، ودفع الأمراض، من بقاء عيسى بن مريمعليه‌السلام على أظهر الأقوال، بل وببقاء الخضرعليه‌السلام كما اشتهر، وببقاء وليّ العصر، وناموس الدهر، المهدي الموعود المنتظر - عجّل الله تعالى فرجه - على عقيدتنا الشيعيّة الإماميّة.

فإن قيل: إنّ القرآن يقول بأنّ لكلّ أُمّةٍ أجلٌ لا يستقدمون منه ساعة ولا يستأخرون(١) ، فأيّ أثر للطّب ؟

يُقال له: لا شكّ في صدق القرآن في

___________________

(١) الأعراف آية ٣٤، ويونس آية ٤٩.

١٣٧

إخباره، لكن من أين علمت أنّ أجل مَن ينتفع بالطبّ، ويستفيد من العلم الحديث ثمانون سنةً فقط لا ألف ومئة وثمانون سنة، أو أنّه مليون سنة.

والواقع أنّ كثيراً من مدّعي العلم، الذين ليسوا من الراسخين في المعارف الإسلاميّة، وجميع الملحدين المادّيّين، يتخيّلون إرادة الله تعالى وأفعاله في عرض الأسباب الطبيعيّة، فتحيّروا ضلالةً وجهالةً، بل ألحد المادّيّون بأنّ الأسباب المادّيّة تُغني عن الخالق المدبِّر المريد، ولو علموا أنّ إرادة الله وأفعاله في طول الأسباب المادّيّة، وأنّ الموجودات محتاجة إلى إفاضته تعالى في جميع شؤنها حدوثاً وبقاءً ؛ لم يضلّوا ولن يلحدوا، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أنّ هدانا الله.

نعم أجل كلّ إنسانٍ يُحدّد في ضمن الأسباب المادّيّة لا خارجها، وفهم ذلك ينفعك في مقامات كثيرة بإذن الله المنّان دائم الفضل.

وفي الأخير تخيّل متخيّل: أنّ دفع الموت يهدم تشريع الميراث الذي اهتمّ به الشارع، وهو خبط عشواء، فإنّ أحكام الإرث تترتّب على الموت وإنّما اهتمّ بها الشارع في فرض الموت، فإذا زال الموضوع أو تأخّر زالت الأحكام أو تأخّرت بتبعه، كما أنّ الأحكام المتعلّقة بالسفر والمسافر، من قصر الصلاة وإفطار صوم رمضان تزول بزواله.

وبالجملة: الأحكام لا توجب حفظ الموضوع بل تترتّب إذا تحقّق، وليكن هذا واضحاً.

ولنا أنْ نقول على سبيل النقض والجدل: إنّ الإيمان بالله وباليوم الآخر وبالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله واجب ومن أهمّ الواجبات، فيجب حفظ الحياة، وإطالة العمر، لحفظ الإيمان بالله تعالى وتحصيل مرضاته !

١٣٨

المسألة التاسعة عشرة

نهاية الحياة الإنسانيّة

( ١ )

نظر الشريعة الإسلاميّة

المفهوم من القرآن المجيد أنّ موت الإنسان - وهو نهاية الحياة الإنسانيّة - بأخذ روحه، وهو انقطاع اتّصال الروح وتدبيرها عن البدن انقطاعاً نهائيّاً غير مؤقّت.

قال الله تعالى:( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا... ) (١) ، وقال:( قُلْ يَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذِي وُکِّلَ بِکُمْ ) (٢) ، وقال:( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِکَةُ ) (٣) ... وقال:( كلّ نفسٍ ذائقة الموت ) (٤) ، وقال:( أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ) (٥) ، وقال:( إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ‌ ) (٦) ، وقال:( إذا بلغت التراقي ) (٧) - بناءً على رجوع الضمير المستتر في كلمة( بلغت ) إلى النفس أو الروح وقوله:( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى

___________________

(١) الزمر آية ٤٢.

(٢) السجدة آية ١١.

(٣) النحل آية ٣٢.

(٤) آل عمران ١٨٣ وغيرها.

(٥) الأنعام آية ٩٣.

(٦) الواقعة آية ٨٣.

(٧) القيامة آية ٢٦.

١٣٩

رَبِّکِ... ) (١) ، وغيرها من الآيات.

وليكن هذا واضحاً مسلّماً غير قابل للخلاف والنقاش في الشريعة الإسلاميّة(٢) …، لكن لحظة انقطاع الروح غير محسوسة ولا منصوصة، فهل لها علامة طبيّة وما هي ؟

هل هي سكون القلب عن النبض كما يقول به الأطبّاء القدامى ؟

أو موت جذع المخّ كما يعتقد به الأطبّاء الجدد ؟ أو كلاهما ؟

لا شكّ أنّ إدراك الكليّات والعواطف الإنسانيّة: كالإيثار، وحبّ العلم والكمال، وحب الله تعالى، وغيرها، من أبرز آثار الروح والنفس الإنسانيّة، بل وكذا الإحساس والحركة الإراديّة.

وربّما يتوهّم متوهّمٌ أنّ الحسّ والحركة الإراديّة من خواصّ النفس الحيوانيّة دون الإنسانيّة لثبوتهما في الحيوانات أيضاً، لكنّه توهُّمٌ خاطئ، فإنّهما وإن وُجدا في الحيوان والإنسان معاً، لكن ليس للإنسان نفسٌ حيوانيّة في قِبال النفس الإنسانيّة، ليستند إليها الحسّ والحركة، بل هما يستندان إلى النفس الإنسانيّة، ومن هنا جعل الاستهلال والحركة في المولود علامتين لحياته في الأحاديث(٣) .

كما لا شكّ في علم الطبّ، وعلم الجنين، وغيرهما، لحدّ الآن أنّ القلب - كاليد والرجل والأنف والكبد والكلية ونحوها - لا حسّ له ولا علم ولا إدراك، بل هو أجنبي عن العواطف الإنسانيّة أيضاً، وهي من آثار المخّ

___________________

(١) الفجر آية ٢٨.

(٢) والمتأمِّل المتدبِّر في هذه الآيات يفهم أنّ قوله تعالى:( ثمّ أنشأناه خلقاً آخر ) يُراد به ظاهراً إنشاء اتصال الروح بالجنين، وبه تبدأ الحياة الإنسانيّة. فافهم ذلك جيّداً.

(٣) ص٣٥٠ وص٣٥١ ج٢٤ جامع أحاديث الشيعة.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

طَهُرَتْ رَجَعَتْ ، فَقَضَتْ مَا عَلَيْهَا ».(١)

٨٢ - بَابُ الْمُعْتَكِفِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ‌

٦٦٩٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنِ الْمُعْتَكِفِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ؟

قَالَ : « إِذَا فَعَلَ ، فَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُظَاهِرِ ».(٢)

٦٦٩٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ مُعْتَكِفٍ وَاقَعَ أَهْلَهُ؟

قَالَ(٣) : « هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ».(٤)

__________________

(١).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، ح ٢١٠٦ ، معلّقاً عن ابن محبوب. وفيالجعفريّات ، ص ٢٥ ؛ و٦٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٩٣ ، ح ١١١٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٥٤ ، ذيل ح ١٤١٠٣.

(٢).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ، ح ٢١٢٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ٨٨٧ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٢٤ ، بسندهما عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب.الجعفريّات ، ص ٥٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الصيام ، باب أقلّ ما يكون الاعتكاف ، ح ٦٦٨٦ ومصادرهالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٩٤ ، ح ١١١٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٤٦ ، ذيل ح ١٤٠٨٣.

(٣). فيالفقيه والتهذيب ، ح ٨٨٦والاستبصار ، ح ٤٢٣ : « فقال ».

(٤).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ٨٨٦ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٢٣ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، ح ٢١٠٤ ، معلّقاً عن ابن المغيرة ، عن سماعة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٩٢ ، ح ٨٨٨ ؛والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٢٥ ، بسندهما عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن صفوان بن يحيى ، عن سماعة بن مهرانالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٩٤ ، ح ١١١٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٤٧ ، ذيل ح ١٤٠٨٤.

٦٨١

٦٦٩٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُعْتَكِفِ يَأْتِي أَهْلَهُ؟

فَقَالَ : « لَا يَأْتِي امْرَأَتَهُ لَيْلاً وَلَانَهَاراً وَهُوَ مُعْتَكِفٌ ».(١)

٨٣ - بَابُ النَّوَادِرِ‌

٦٦٩٩/ ١. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ(٢) ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٣) عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رَجُلٌ أَسَرَتْهُ الرُّومُ ، وَلَمْ يَصُمْ(٤) شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَلَمْ يَدْرِ أَيُّ شَهْرٍ هُوَ؟

قَالَ : « يَصُومُ شَهْراً(٥) ، يَتَوَخَّاهُ(٦) وَيَحْسُبُ ، فَإِنْ كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي‌

__________________

(١).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، ح ٢١٠٧ ، معلّقاً عن الحسن بن الجهمالوافي ، ج ١١ ، ص ٤٩٥ ، ح ١١١٩٨ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٥٤٥ ، ح ١٤٠٨١.

(٢). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ٣١٠ ، ح ٩٣٥ ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليّ ، عن عبدالله بن‌المغيرة ، عن عبيس بن هشام. والمذكور في بعض نسخه المعتبرة : « الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة ». وهو الصواب.

(٣). هكذا في « غ ، جش » وحاشية « ظ ». وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جر ، جن » والمطبوع : - « عن‌أبي عبد الله ».

وموجب السقط في النسخ ، هو جواز النظر من « أبي عبد الله » الأوّل إلى « أبي عبد الله » الثاني ، كما لا يخفى.

ويؤيّد ذلك ورود الخبر فيالفقيه ، ج ٢ ، ح ١٩٢٠ ؛والتهذيب ، ج ٤ ، ح ٩٣٥ ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .

(٤). فيالفقيه : « لم يصحّ له » بدل « لم يصم ».

(٥). في « بر » : - « شهراً ».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي المطبوع : « [ و ] يتوخّاه ». والتوخّي : التحرّي - وهو طلب ما أحرى بالاستعمال في غالب الظنّ ، أو طلب أحرى الأمرين ، أي أولاهما - والقصد والتعمّد. يقال : توخّيت =

٦٨٢

صَامَهُ(١) قَبْلَ شَهْرِ(٢) رَمَضَانَ ، لَمْ يُجْزِهِ(٣) ، وَإِنْ كَانَ بَعْدَ رَمَضَانَ ، أَجْزَأَهُ(٤) ».(٥)

٦٧٠٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ خَلِيفَةَ الزَّيَّاتِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ، عَلَيْكُمْ بِالْبَاهِ(٦) ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهُ ، فَعَلَيْكُمْ بِالصِّيَامِ ؛ فَإِنَّهُ وِجَاؤُهُ(٧) ».(٨)

٦٧٠١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ‌

__________________

= الأمر ، أي قصدت إليه وتعمّدت فعله وتحرّيت فعله. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢١ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٤ ( وخا ).

وفيمرآة العقول ، ج ١٦ ، ص ٤٣٧ : « ما تضمّنه من وجوب التوخّي ، أي التحرّي والسعي في تحصيل الظنّ والاجتزاء به مع الموافقة والتأخير ووجوب القضاء مع التقدّم مقطوع به في كلام الأصحاب ».

(١). فيالوافي : « صام ».

(٢). في «ى ، بح،بخ ، بس، بف» : - « شهر ».

(٣). فيالوافي : « لم يجزئه ».

(٤). في « ظ ، بر ، بف » : « أجزأ ».

(٥).التهذيب ، ج ٤ ، ص ٣١٠ ، ح ٩٣٥ ، بسنده عن الحسن بن عليّ ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبيس بن هشام.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ، ح ١٩٢٠ ، معلّقاً عن أبان بن عثمانالوافي ، ج ١١ ، ص ١٥٩ ، ح ١٠٦٠٣ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٧٦ ، ذيل ح ١٣٤٠٨.

(٦). فيالوافي : « بالباءة ». وقال الجوهري : « الباه ، مثال الجاه : لغة في الباءة ، وهي الجماع ». وقال ابن الأثير : « وفيه : عليكم بالباءة ؛ يعني النكاح والتزويج ، يقال فيه : الباءة والباء ، وقد يقصّر ، وهو من المباءة : المنزل ؛ لأنّ من تزوّج امرأة بوّأها منزلاً. وقيل : لأنّ الرجل يتبوّأ من أهله ، أي يستمكن ، كما يتبوّأ من منزله ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٨ ( بوه ) ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٦٠ ( بوأ ).

(٧). الوجاء ، بالكسر والمدّ : رضّ عروق البيضتين حتّى تنفضخ من غير إخراج ، فيكون شبيهاً بالخِصاء ؛ لأنّه يكسر الشهوة والكبش. قاله الجوهري والفيّومي. وأمّا ابن الأثير فإنّه قال : « الوجاء : أن ترضّ اُنثيا الفعل رضّاً شديداً يُذْهِبُ شهوة الجماع ، ويتنزّل في قطعه منزلة الخصيّ وقيل : هو أن توجَأ العروق ، والخصيتان بحالهما ، أراد أنّ الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء ». راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٢ ؛المصباح المنير ، ص ٦٥٠ ( وجأ ).

(٨).الكافي ، كتاب النكاح ، باب أنّ التزويج يزيد في الرزق ، ذيل ح ٩٤٦٤ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « عليكم بالباه ».المقنعة ، ص ٤٩٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٠ ، ح ١٠٣٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٤١٠ ، ح ١٣٧٢١.

٦٨٣

الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام أَنَّ عَلِيّاً - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - قَالَ : يُسْتَحَبُّ(١) لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ) (٢) وَ( الرَّفَثُ ) :الْمُجَامَعَةُ».(٣)

٦٧٠٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ(٤) :

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِبَعْضِ مَوَالِيهِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَهُوَ يَدْعُو لَهُ : « يَا فُلَانُ ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنْكَ وَمِنَّا »(٥) ثُمَّ أَقَامَ حَتّى إِذَا(٦) كَانَ يَوْمُ الْأَضْحى ، فَقَالَ لَهُ : « يَا فُلَانُ ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ » قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، قُلْتَ فِي الْفِطْرِ شَيْئاً(٧) ، وَتَقُولُ فِي الْأَضْحى غَيْرَهُ؟

قَالَ : فَقَالَ : « نَعَمْ ، إِنِّي قُلْتُ لَهُ فِي الْفِطْرِ : تَقَبَّلَ اللهُ مِنْكَ وَمِنَّا ؛ لِأَنَّهُ فَعَلَ مِثْلَ‌

__________________

(١). فيالوافي : « إنّما قال : يستحبّ ، وليس في الآية أزيد من الحلّ ؛ لأنّ الله سبحانه أحبّ أن يؤخذ برخصه ، وإنّماخصّ الاستحباب بأوّل ليلة من الشهر ؛ لأنّه أوّل وقت للرخصة ، فينبغي أن تبادر الرخصة فيه بالقبول ، ولأنّه تطهير لنفسه من الوساوس الشيطانيّة ، فيتهيّأ بذلك لصيام الشهر وقيامه ، وفي سائر الليالي يتحصّل التطهير بالصيام السابق عليها ، ففيها غنى عن ذلك ، ولأنّه لو كان عليه غسل له يشعر به كان يخرج بذلك عن عهدته فيحصل له الطهارة للصيام جزماً ». (٢). البقرة (٢) : ١٨٧.

(٣).الخصال ، ص ٦١٢ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسنده عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم.الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٧٣ ، ح ٢٠٥٢ ، إلى قوله : « الرفث إلى نسائكم » مع اختلاف يسير ؛الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٧٣ ، ح ٤٦٥٣ ، وفي الأخيرين مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١١ ، ص ٤٩٧ ، ح ١١٢٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٣٤٩ ، ح ١٣٥٨١.

(٤). في « ى ، بخ ، بر ، بف » وحاشية « بث ، جر » : « الفضيل ». ووردت فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١١٠ ، ح ١٩٦ رواية عليّ بن إبراهيم الجعفري عن محمّد بن الفضل بن بنت داود الرقّي. والمذكور فيالوسائل ، ج ١٤ ، ص ٥٦١ ، ح ١٩٨٢٧ نقلاً منالتهذيب ، هو « الفضيل » بدل « الفضل ». والرجل لم نعرفه.

(٥). فيالوسائل والفقيه : + « قال ».

(٦). هكذا في « ظ ، بخ ، بر ، بس ، بف ، جن »والوافي والوسائل والبحار وظاهر « بح ». وفي « ى ، بث » والمطبوع : - « إذا ». (٧). في « ى » : « شي‌ء ».

٦٨٤

فِعْلِي ، وَتَأَسَّيْتُ(١) أَنَا وَهُوَ فِي الْفِعْلِ(٢) ، وَقُلْتُ لَهُ فِي الْأَضْحى : تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ ؛ لِأَنَّهُ(٣) يُمْكِنُنَا أَنْ نُضَحِّيَ ، وَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَقَدْ فَعَلْنَا نَحْنُ غَيْرَ فِعْلِهِ ».(٤)

٦٧٠٣/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي الصَّخْرِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ :

رَفَعَهُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - قَالَ : نَظَرَ إِلَى النَّاسِ فِي يَوْمِ فِطْرٍ يَلْعَبُونَ وَيَضْحَكُونَ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ(٥) شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَاراً(٦) لِخَلْقِهِ ؛ لِيَسْتَبِقُوا(٧) فِيهِ بِطَاعَتِهِ إِلى رِضْوَانِهِ ، فَسَبَقَ فِيهِ قَوْمٌ ، فَفَازُوا ، وَتَخَلَّفَ(٨) آخَرُونَ ، فَخَابُوا ، فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنَ الضَّاحِكِ اللَّاعِبِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُثَابُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ ، وَيَخِيبُ فِيهِ الْمُقَصِّرُونَ(٩) ، وَايْمُ اللهِ ، لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ(١٠) بِإِحْسَانِهِ ، وَمُسِي‌ءٌ بِإِسَاءَتِهِ ».(١١)

__________________

(١). فيالوافي والفقيه : « واستويت ». وفيالبحار : « وناسيت ».

(٢). فيالوافي : « في الفعل وهو ».

(٣). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جن » والبحار والفقيه : « لأنّا ».

(٤).الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٧٣ ، ح ٢٠٥٣ ، معلّقاً عن محمّد بن فضيل ، عن الرضاعليه‌السلام الوافي ، ج ٩ ، ص ١٣٠٤ ، ح ٨٢٩٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٧٧ ، ح ٩٩٠٢ ؛البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٠٥ ، ح ٣٣.

(٥). فيالفقيه ، ح ١٤٧٩وتحف العقول : « جعل ».

(٦). قال الجوهري : « تضمير الفرس : أن تعلفه حتّى يسمن ، ثمّ تردّه إلى القوت ، وذلك في أربعين يوماً ، وهذه‌المدّة تسمّى المضمار ، والموضع الذي تضمّر فيه الخيل أيضاً : مضمار ». وقال ابن الأثير : « تضمير الخيل : هو أن يظاهر عليها بالعلف حتّى تسمن ، ثمّ لا تعلف إلّاقوتاً ، لتخفّ. وقيل : تشدّ عليها سروجها وتجلّل بالأجلّة حتّى تعرق تحتها فيذهب رَهَلها ويشتدّ لحمها والمضمار : الموضع الذي تضمّر فيه الخيل ، ويكون وقتاً للأيّام التي تضمّر فيها ».الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٢٢ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٩ ( ضمر ).

(٧). في « بث ، بخ ، بر ، بف » : « يستبقون ».

(٨). في تحف العقول : « وقصّر ».

(٩). في تحف العقول : « ويخسر فيه المبطلون ».

(١٠). في تحف العقول : « لعلموا أنّ المحسن مشغول » بدل « لشغل محسن ».

(١١).الفقيه ، ج ١ ، ص ٥١١ ، ح ١٤٧٩ ؛ وج ٢ ، ص ١٧٤ ، ح ٢٠٥٧ ، مرسلاً عن الحسن بن عليّعليه‌السلام ؛تحف العقول ، =

٦٨٥

٦٧٠٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام : لِمَ فَرَضَ اللهُ الصَّوْمَ؟

فَوَرَدَ الْجَوَابُ : « لِيَجِدَ الْغَنِيُّ مَضَضَ(١) الْجُوعِ ، فَيَحِنَّ(٢) عَلَى الْفَقِيرِ ».(٣)

٦٧٠٥/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أُتِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ بِالْكُوفَةِ(٤) بِقَوْمٍ وَجَدُوهُمْ(٥) يَأْكُلُونَ بِالنَّهَارِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : أَكَلْتُمْ وَأَنْتُمْ مُفْطِرُونَ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : يَهُودُ(٦) أَنْتُمْ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَنَصَارى؟

__________________

= ص ٢٣٦ ، عن الحسن بن عليّ المجتبىعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٣٣٨ ، ح ٨٣٣٨ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٨٠ ، ذيل ح ٩٩١٠.

(١). في « ظ » : « ضعف ». وقال الجوهري : « المَضَضُ : وجع المصيبة ». وقال الفيّومي : « مضضت من الشي‌ء مَضَضاً ، من باب تعب : تألّمت ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٠٦ ؛المصباح المنير ، ص ٥٧٤ ( مضض ).

(٢). في « بر ، بف »والوافي : « فيحنّو ». وفي « بح » : + « له ». وفيالفقيه ، ح ١٧٦٨والأمالي للصدوق : « فيمنّ ». و « فيحنّ » ، أي يرحم ويعطف. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٤ ؛المصباح المنير ، ص ١٥٤ ( حنن ). هذا ، وفيمرآة العقول : « في بعض النسخ : مسّ الجوع ، وهو الألم القليل ، ويقال : حنوت عليه ، أي عطفت » ، ويظهر من ذيل كلامه أنّه قرأ : « فيحنو » بدل « فيحنّ ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ٤٢ ، المجلس ١١ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن إسحاق بن محمّد.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٣ ، ح ١٧٦٨ ، معلّقاً عن حمزة بن محمّد.وفيه ، ح ١٧٦٦ ؛وعلل الشرائع ، ص ٢٧٠ ، ضمن الحديث الطويل ٩ ؛ وص ٣٧٨ ، ح ٢ ؛وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١٠٢ ، ح ٨٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادةالوافي ، ج ١١ ، ص ٣٣ ، ح ١٠٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٨ ، ذيل ح ١٢٧٠٠.

(٤). فيالوافي : « في مسجد الكوفة ».

(٥). في « بخ ، بف »والوافي : « وجدهم ». وفيالبحار ، ج ٤٠ : « وهم ».

(٦). في « ى ، بث ، بخ »والوافي والبحار : « أيهود ». وفي « بف » : « أفيهود ».

٦٨٦

قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَعَلى أَيِّ(١) شَيْ‌ءٍ مِنْ هذِهِ الْأَدْيَانِ مُخَالِفِينَ(٢) لِلْإِسْلَامِ؟ قَالُوا : بَلْ مُسْلِمُونَ ، قَالَ : فَسَفْرٌ(٣) أَنْتُمْ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فِيكُمْ(٤) عِلَّةٌ اسْتَوْجَبْتُمُ الْإِفْطَارَ لَانَشْعُرُ(٥) بِهَا فَإِنَّكُمْ أَبْصَرُ بِأَنْفُسِكُمْ(٦) ؛ لِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) (٧) ؟ قَالُوا : بَلْ أَصْبَحْنَا مَا بِنَا(٨) عِلَّةٌ ».

قَالَ : « فَضَحِكَ(٩) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - ثُمَّ قَالَ : تَشْهَدُونَ أَنْ(١٠) لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، قَالُوا : نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَلَانَعْرِفُ مُحَمَّداً ، قَالَ : فَإِنَّهُ رَسُولُ اللهِ(١١) ، قَالُوا : لَانَعْرِفُهُ بِذلِكَ ، إِنَّمَا هُوَ أَعْرَابِيٌّ دَعَا إِلى نَفْسِهِ ، فَقَالَ : إِنْ أَقْرَرْتُمْ ، وَإِلاَّ قَتَلْتُكُمْ(١٢) ، قَالُوا : وَإِنْ فَعَلْتَ(١٣) ، فَوَكَّلَ بِهِمْ شُرْطَةَ(١٤) الْخَمِيسِ(١٥) ،

__________________

(١). في « ظ ، بث ، بر ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « أيّ ».

(٢). فيالوسائل والبحار ، ج ٣٨ : « المخالفين ».

(٣). قال ابن منظور : « رجل مسافر : ذو سَفَر ، وليس على الفعل ؛ لأنّه لم ير له فعل ، وقوم سافرة وسَفْرٌ وأسفاروسفّار ، وقد يكون السَّفْر للواحد ».لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٦٧ ( سفر ).

(٤). في « ظ »والوسائل : « فبكم ». وفي « بخ »والوافي : « ففيكم ». وفي « بر ، بف » : « فعليكم ».

(٥). في « ى ، جن » : « ولا نشعر ». وفي « بف » : « لا يشعر ». وفيالوافي : « ولا يشعر ».

(٦). فيالبحار ، ج ٣٨ : + « منّا ».

(٧). القيامة (٧٥) : ١٤.

(٨). فيالبحار ، ج ٣٨ : + « من ».

(٩). فيالوافي : « إنّما ضحكعليه‌السلام ؛ لأنّه لقّنهم العذر والحجّة ، فما قبلوا ». وفيمرآة العقول : « وضحكهعليه‌السلام لتعجّب‌إضرارهم في ما يوجب ضررهم وتعذيبهم ». (١٠). في « ى » : « أنّه ».

(١١). فيالبحار : - « قالوا : نشهد - إلى - فإنّه رسول الله ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل والبحار . وفي المطبوع : « لأقتلنّكم ».

(١٣). فيالوافي : « وإن فعلت ، أي لا نقرّ بذاك وإن قتلتنا ».

(١٤). الشُّرْطَةُ ، وزان غرفة - وفتح الراء مثال رطبة لغة قليلة - : واحد الشُّرَط ، وهم أعوان السلطان ، من قولهم : أشرط فلان على نفسه لأمر كذا ، أي أعلمها له وأعدّها ؛ لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها للأعداء. وعن أبي عبيدة : سمّوا شُرَطاً لأنّهم اُعدّوا. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٣٦ ؛المصباح المنير ، ص ٣٠٩ ( شرط ).

(١٥). « الخميس » : الجيش ، سمّي بذلك لأنّه خمس فرق : المقدّمة ، والقلب ، والميمنة ، والميسرة ، والساقة. راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٧٠ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٤٤ ( خمس ).

٦٨٧

وَخَرَجَ(١) بِهِمْ إِلَى الظَّهْرِ ظَهْرِ الْكُوفَةِ(٢) ، وَأَمَرَ أَنْ يَحْفِرَ(٣) حُفْرَتَيْنِ(٤) ، وَحَفَرَ إِحْدَاهُمَا(٥) إِلى جَنْبِ(٦) الْأُخْرى ، ثُمَّ خَرَقَ فِيمَا بَيْنَهُمَا كَوَّةً(٧) ضَخْمَةً شِبْهَ(٨) الْخَوْخَةِ(٩) ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي وَاضِعُكُمْ فِي إِحْدى(١٠) هذَيْنِ الْقَلِيبَيْنِ(١١) ، وَأُوقِدُ فِي الْأُخْرَى(١٢) النَّارَ ، فَأَقْتُلُكُمْ بِالدُّخَانِ ، قَالُوا : وَإِنْ فَعَلْتَ ، فَإِنَّمَا تَقْضِي هذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(١٣) ، فَوَضَعَهُمْ فِي إِحْدَى(١٤) الْجُبَّيْنِ(١٥) وَضْعاً رَفِيقاً(١٦) ، ثُمَّ أَمَرَ بِالنَّارِ فَأُوقِدَتْ فِي الْجُبِّ الْآخَرِ ، ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِيهِمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ(١٧) : مَا‌

__________________

(١). في « ظ » : « فخرج ». وفيالوافي : « خرج » بدون الواو.

(٢). « ظهر الكوفة » : ماوراء النهر إلى النجف.مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٣٩٠ ( ظهر ).

(٣). فيالوافي : « تحفر ».

(٤). فيالوسائل : « حفيرتين ». وفيالبحار ، ج ٤٠ : « حفيرتان ».

(٥). في « بر » والبحار ، ج ٤٠ : « أحدهما ».

(٦). في « بخ » : « جانب ».

(٧). الكَوَّة : الخرق في الحائط ، والنقب والثقب في البيت ؛ قال الجوهري : « والكُوَّة ، بالضمّ لغة ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٧٨ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٣٦ ( كوى ).

(٨). في « بر ، بف » : « تشبه ».

(٩). قال الجوهري : « الخَوْخَة : كَوَّةٌ في الجدار تؤدّي الضوءَ ». وقال ابن الأثير : « الخوخة : باب صغير كالنافذ الكبيرة ، وتكون بين بيتين ينصب عليها باب ». وقال ابن منظور : « الخوخة : مُخْتَرَق ما بين كلّ دارين لم ينصب عليها باب ، بلغة أهل الحجاز ، وعمّ به بعضهم فقال : هي مخترق ما بين كلّ شيئين ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٢٠ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٦ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٤ ( خوخ ).

(١٠). في « بخ ، بر ، بف » والوافي والوسائل والبحار ، ج ٣٨ : « أحد ».

(١١). قال الجوهري : « القليب : البئر قبل أن تُطْوَى - أي قبل أن يبنى بالحجارة - تذكّر وتؤنّث ». وقال ابن منظور : « القليب : البئر ما كانت » ، وقيل غير ذلك.الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٨٩ ( قلب ).

(١٢). في « ى ، بس ، جن » وحاشية « بح » والوافي والوسائل والبحار ، ج ٣٨ : « الآخر ». وفي « بر ، بف » : « بها » بدل « في الاُخرى ».

(١٣). في « بخ » : - « الدنيا ». وفيالوافي : + « قال ».

(١٤). في « ظ ، ى ، بخ ، بر ، بف ، جن »والوافي والبحار ، ج ٣٨ : « أحد ».

(١٥). قال الخليل : « الجُبُّ : بئر غير بعيدة الغور ». وقال الجوهري : « الجبّ : البئر التي لم تُطْوَ ».ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ؛الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٦ ( جبب ).

(١٦). في « بر » : « رقيقاً ».

(١٧). في « بث ، بح ، بس » : « اُخرى ».

٦٨٨

تَقُولُونَ؟ فَيُجِيبُونَهُ(١) : اقْضِ(٢) مَا أَنْتَ قَاضٍ حَتّى مَاتُوا ».

قَالَ(٣) : « ثُمَّ(٤) انْصَرَفَ ، فَسَارَ بِفِعْلِهِ الرُّكْبَانُ(٥) ، وَتَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ ، فَبَيْنَمَا(٦) هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَدِمَ عَلَيْهِ يَهُودِيٌّ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ ، قَدْ أَقَرَّ لَهُ(٧) مَنْ فِي يَثْرِبَ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ أَعْلَمُهُمْ ، وَكَذلِكَ كَانَتْ آبَاؤُهُ مِنْ قَبْلُ ».

قَالَ : « وَقَدِمَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ بِالْكُوفَةِ ، أَنَاخُوا(٨) رَوَاحِلَهُمْ(٩) ، ثُمَّ وَقَفُوا عَلى بَابِ الْمَسْجِدِ ، وَأَرْسَلُوا إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : أَنَّا قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ قَدِمْنَا(١٠) مِنَ الْحِجَازِ ، وَلَنَا إِلَيْكَ حَاجَةٌ ، فَهَلْ تَخْرُجُ إِلَيْنَا ، أَمْ(١١) نَدْخُلُ إِلَيْكَ؟ ».

قَالَ : « فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ : سَيَدْخُلُونَ(١٢) وَيَسْتَأْنِفُونَ(١٣) بِالْيَمِينِ(١٤) ، فَمَا‌

__________________

(١). في « بس » والبحار ، ج ٣٨ : « فيجيبون ».

(٢). فيالبحار ، ج ٣٨ : « فاقض ».

(٣). فيالوسائل : - « قال ».

(٤). في « جن » : « ثمّ قال » بدل « قال : ثمّ ».

(٥). فيالوافي : « فسار بفعله الركبان : ذهبوا بخبر فعله إلى البلدان ، من السير ». وفيمرآة العقول : « أي حمل الركبان والقوافل هذا الخبر إلى أطراف الأرض ». (٦). في « بخ ، بر ، بف »والوافي : « فبينا ».

(٧). في « بر » : « قومه ».

(٨). في « جن » : « وأناخوا ». أي أبركوا إبلهم ، أي ألصقوا صدورها بالأرض ، أي أقاموا فيها. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٦٥ ( نوخ ).

(٩). الرواحل : جمع الراحلة. قال الجوهري : « الراحلة : المركب من الإبل ذكراً كان أو اُنثى ». وقال ابن الأثير : « الراحلة من الإبل : البعير القويّ على الأسفار والأحمال ، والذكر والانثى فيه سواء ، والهاء فيها للمبالغة ، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخَلْق وحسن المنظر ».الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٧٠٧ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ( رحل ). (١٠). فيالوافي : « وقدمنا ».

(١١). في « ظ » وحاشية « بح » : « أو ».

(١٢). في « بخ ، بر » : « ستدخلون ».

(١٣). في « بث » : « ويتسابقون ». وفي « بخ ، بر ، بف » : « وتسابقون ». وفي مرآة العقول عن بعض النسخ : « ويسابقون ».

(١٤). فيالوافي : « سيدخلون ؛ يعني في الإسلام ، ويستأنفون الدين الحقّ باليمين ؛ يعني بها اليمين التي نشدهم بها حين كلّمهم ، وهي الآيات التسع الموسويّة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ، وهي الحجر ، والعصاء ، واليد =

٦٨٩

حَاجَتُكُمْ؟ فَقَالَ لَهُ(١) عَظِيمُهُمْ : يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ، مَا هذِهِ الْبِدْعَةُ الَّتِي أَحْدَثْتَ فِي دِينِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ؟ فَقَالَ لَهُ : وَأَيَّةُ(٢) بِدْعَةٍ؟ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ : زَعَمَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ(٣) الْحِجَازِ أَنَّكَ عَمَدْتَ إِلى قَوْمٍ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَلَمْ يُقِرُّوا أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُهُ(٤) ، فَقَتَلْتَهُمْ بِالدُّخَانِ(٥) ، فَقَالَ لَهُ(٦) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : فَنَشَدْتُكَ(٧) بِالتِّسْعِ آيَاتٍ(٨) الَّتِي أُنْزِلَتْ(٩) عَلى مُوسىعليه‌السلام بِطُورِ سَيْنَاءَ ، وَبِحَقِّ الْكَنَائِسِ(١٠) الْخَمْسِ الْقُدْسِ ، وَبِحَقِّ السَّمْتِ(١١) الدَّيَّانِ(١٢) ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ أُتِيَ بِقَوْمٍ بَعْدَ وَفَاة مُوسى شَهِدُوا أَنْ‌

__________________

= البيضاء ، والجبل ، والطوفان ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدم ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ويستأنفون باليمين ، أي يبتدئون بأيمانهم للبيعة ، أو يستأنفون الإسلام لليمين التي أقسم بها عليهم. والأوّل أظهر ».

(١). في « بر ، بف » : - « له ».

(٢). في « بر » : « وأيّ ».

(٣). في « ظ » : - « أهل ».

(٤). في «ظ،بس» والبحار ، ج ٤٠ : « رسول الله ».

(٥). فيالوسائل : « ثمّ ذكر أنّ عظيماً من عظماء اليهود أنكر عليه ذلك » بدل « ثمّ انصرف فسار بفعله - إلى - فقتلتهم‌بالدخان ». (٦). في « ى ، بر ، بف » : - « له ».

(٧). فيالوسائل : « نشدتك ». ويقال : نشدتك الله ، وأنشدك الله وبالله ، وناشدتك الله وبالله ، أي سألتك وأقسمت عليك ، أي سألتك به مُقْسِماً عليك. ويقال : نشدت فلاناً أنشده نشداً ، إذا قلت له : نشدتك الله ، أي سألتك بالله ، كأنّك ذكّرته إيّاه فنشد ، أي تذكّر. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٣ ( نشد ).

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والبحار ، ج ٤٠. وفي المطبوع : « الآيات ».

(٩). في « ظ » : « نزلت ».

(١٠). « الكنائس » : جمع الكنيسة ، وهو معبد اليهود. وتطلق أيضاً على معبد النصارى والكفّار. راجع :المصباح المنير ، ص ٥٤٢ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٨١ ( كنس ).

(١١). في « بث ، بخ » : « البست ». وفيالبحار ، ج ٤٠ : « الصمد ». وقال الجوهري : « السمت : هيئة أهل الخير ، يقال : ما أحسن سمته ، أي هَدْيَهُ ». وقال ابن الأثير : « السمت هو الهيئة الحسنة ». وقال المطرزي : السمت : الطريق ، ويستعار لهيئة أهل الخير ». وقال العلّامة المجلسي : « أمّا السمت فلعّله في لغتهم بمعنى الصمد ، والسمت في لغتنا بمعنى الطريق وهيئة أهل الخير ، وحسن النحو ، وقصد الشي‌ء ، ولا يناسب شي‌ء منها هاهنا إلّابتكلّف أو تقديره. وقيل : عبّر عن الإمام به ». راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ ؛المغرب ، ص ٢٣٤ ( سمت ).

(١٢). « الديّان » : القهّار ، وهو فعّال من دان الناسَ ، أي قهرهم على الطاعة ، يقال : دِنْتُهم فدانوا ، أي قهرتهم فأطاعوا. =

٦٩٠

لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَلَمْ يُقِرُّوا أَنَّ مُوسى رَسُولُ اللهِ ، فَقَتَلَهُمْ بِمِثْلِ هذِهِ الْقِتْلَةِ؟ فَقَالَ لَهُ(١) الْيَهُودِيُّ : نَعَمْ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ نَامُوسُ(٢) مُوسى(٣) ».

قَالَ : « ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ(٤) قَبَائِهِ كِتَاباً ، فَدَفَعَهُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَفَضَّهُ ، وَنَظَرَ فِيهِ ، وَبَكى(٥) ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ : مَا(٦) يُبْكِيكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ إِنَّمَا(٧) نَظَرْتَ فِي هذَا الْكِتَابِ وَهُوَ كِتَابٌ سُرْيَانِيٌّ ، وَأَنْتَ رَجُلٌ عَرَبِيٌّ ، فَهَلْ تَدْرِي مَا هُوَ؟ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : نَعَمْ ، هذَا اسْمِي مُثْبَتٌ ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ : فَأَرِنِي اسْمَكَ فِي هذَا الْكِتَابِ ، وَأَخْبِرْنِي : مَا اسْمُكَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ؟ ».

قَالَ : « فَأَرَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ - اسْمَهُ فِي الصَّحِيفَةِ ، فَقَالَ(٨) : اسْمِي : إِلْيَا ، فَقَالَ(٩) الْيَهُودِيُّ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِ لَّا اللهُ ، وَأَشْهَدُ(١٠) أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ(١١) ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ ، وَبَايَعُوا

__________________

= وهو أيضاً : الحاكم ، والقاضي ، والسائس ، والحاسب ، والـمُجازي الذي لا يضيع عملاً ، بل يجزي بالخير والشرّ. وقال العلّامة الفيض : « لعلّ المراد بالسمت الديّان سيرة النبيّ أو الوصيّ وهَدْيهما ؛ فإنّ ذلك ممّا يقهر الناس على الطاعة ويرغّبهم فيها ». راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٧٥ ( دين ).

(١). في « بح » : - « له ».

(٢). قال الجوهري : « ناموس الرجل ، صاحب سرّه الذي يطلعه على باطن أمره ويخصّه بما يستره عن غيره ». وقال ابن الأثير : « الناموس : صاحب سرّ الملك ، وهو خاصّه الذي يُطْلعه على ما يطويه عن غيره من سرائره. وقيل : الناموس : صاحب سرّ الخير ، والجاسوس : صاحب سرّ الشرّ ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٨٦ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٩ ( نمس ).

(٣). فيمرآة العقول : « ثمّ اعلم أنّ المشهور بين الأصحاب أنّ المرتدّ يقتل بالسيف ، وأنّ قتله إلى الإمام ، ولعلّ هذا النوع من القتل من خصائصهعليه‌السلام في تلك الواقعة ، أو الإمام مخيّر في أنواع القتل مطلقاً ».

(٤). فيالبحار ، ج ٤٠ : + « تحت ».

(٥). في « ظ » : « فبكى ».

(٦). فيالوافي : « ممّا ».

(٧). في « بخ » : « بما ». وفيالوافي : « إذ ».

(٨). في « ظ ، بث ، بر ، بس ، بف ، جن »والوافي والبحار : « وقال ».

(٩). في « ظ » : + « له ».

(١٠). فيالوافي : - « أشهد ».

(١١). في « بر » : - « وأشهد أنّك وصيّ محمّد ».

٦٩١

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، وَدَخَلَ(١) الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ أَكُنْ عِنْدَهُ مَنْسِيّاً ، الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَثْبَتَنِي عِنْدَهُ(٢) فِي صَحِيفَةِ الْأَبْرَارِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(٣) ».(٤)

تَمَّ كِتَابُ الصَّوْمِ ، وَيَتْلُوهُ كِتَابُ الْحَجِّ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَحْدَهُ ،

وَصَلَّى اللهُ عَلى مَنْ لَانَبِيَّ بَعْدَهُ‌

وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ(٥)

__________________

(١). فيالوافي والبحار ، ج ٤٠ : « ودخلوا ».

(٢). في « بر » : - « عنده ».

(٣). في « ى ، بح ، بخ ، بف ، جن » والبحار : - « والحمد لله‌ذي الجلال والإكرام ».

(٤).الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٣٧ ، ح ١٣٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٠ ، ص ٢٤٩ ، ذيل ح ١٣٣٣٦ ، إلى قوله : « بمثل هذه القتلة فقال له اليهودي : نعم » ؛البحار ، ج ٣٨ ، ص ٦٠ ، ح ١٣ ؛ وج ٤٠ ، ص ٢٨٧ ، ح ٤٦.

(٥). في النسخ بدل « تمّ كتاب الصوم - إلى - الطاهرين » عبارات مختلفة.

٦٩٢

الفهرس

[١٣] كِتَابُ الزَّكَاةِ‌ ٦

[١٣] كِتَابُ الزَّكَاةِ‌ ١ - بَابُ فَرْضِ(١) الزَّكَاةِ وَ(٢) مَا يَجِبُ فِي الْمَالِ مِنَ الْحُقُوقِ(٣) ٧

٢ - بَابُ مَنْعِ الزَّكَاةِ‌ ٢٣

٣ - بَابُ الْعِلَّةِ فِي وَضْعِ الزَّكَاةِ عَلى مَا هِيَ(٤) لَمْ تُزَدْ(٥) وَلَمْ تُنْقَصْ(٦) ٣٧

٤ - بَابُ مَا وَضَعَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ(١) وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ(٢) - الزَّكَاةَ عَلَيْهِ‌ ٤٣

٥ - بَابُ مَا يُزَكّى مِنَ الْحُبُوبِ‌ ٤٤

٦ - بَابُ مَا لَايَجِبُ(١) فِيهِ الزَّكَاةُ مِمَّا تُنْبِتُ(٢) الْأَرْضُ مِنَ الْخُضَرِ وَغَيْرِهَا‌ ٤٩

٧ - بَابُ أَقَلِّ مَا يَجِبُ(١) فِيهِ الزَّكَاةُ مِنَ الْحَرْثِ‌ ٥٢

٨ - بَابُ أَنَّ الصَّدَقَةَ(١) فِي(٢) التَّمْرِ(٣) مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ‌ ٥٩

٩ - بَابُ زَكَاةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ‌ ٦٠

١٠ - بَابُ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى(٧) الْحُلِيِّ وَسَبَائِكِ(٨) الذَّهَبِ وَنُقَرِ(٩) الْفِضَّةِ وَالْجَوْهَرِ زَكَاةٌ‌ ٦٦

١١ - بَابُ زَكَاةِ الْمَالِ الْغَائِبِ وَالدَّيْنِ وَالْوَدِيعَةِ‌ ٧١

١٢ - بَابُ أَوْقَاتِ الزَّكَاةِ‌ ٧٨

١٣ - بَابٌ(٧)٨٤

١٤ - بَابُ الْمَالِ الَّذِي لَايَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ فِي يَدِ صَاحِبِهِ‌ ٨٥

١٥ - بَابُ مَا يَسْتَفِيدُ الرَّجُلُ مِنَ الْمَالِ بَعْدَ أَنْ يُزَكِّيَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْمَالِ‌ ٩٢

١٦ - بَابُ الرَّجُلِ يَشْتَرِي الْمَتَاعَ فَيَكْسُدُ عَلَيْهِ وَالْمُضَارَبَةِ‌ ٩٣

١٧ - بَابُ مَا يَجِبُ(١١) عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ مِنَ الْحَيَوَانِ وَمَا لَايَجِبُ(١٢) ٩٨

١٨ - بَابُ صَدَقَةِ الْإِبِلِ‌ ١٠٢

٦٩٣

١٩ - بَابٌ(٧) ١٠٨

٢٠ - بَابُ صَدَقَةِ الْبَقَرِ‌ ١١٠

٢١ - بَابُ صَدَقَةِ الْغَنَمِ‌ ١١٢

٢٢ - بَابُ أَدَبِ الْمُصَدِّقِ‌ ١١٥

٢٣ - بَابُ زَكَاةِ مَالِ الْيَتِيمِ ‌ ١٢٧

٢٤ - بَابُ زَكَاةِ مَالِ(٤) الْمَمْلُوكِ وَالْمُكَاتَبِ وَالْمَجْنُونِ‌ ١٣١

٢٥ - بَابٌ فِيمَا يَأْخُذُ السُّلْطَانُ مِنَ الْخَرَاجِ(١) ١٣٤

٢٦ - بَابُ الرَّجُلِ يُخَلِّفُ عِنْدَ أَهْلِهِ مِنَ النَّفَقَةِ مَا يَكُونُ فِي مِثْلِهَا(١١) الزَّكَاةُ‌ ١٣٦

٢٧ - بَابُ الرَّجُلِ يُعْطِي مِنْ زَكَاتِهِ(٣) مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ مُعْسِرٌ ثُمَّ يَجِدُهُ مُوسِراً‌ ١٣٨

٢٨ - بَابُ الزَّكَاةِ لَاتُعْطى(٢) غَيْرَ أَهْلِ الْوَلَايَةِ‌ ١٣٩

٢٩ - بَابُ قَضَاءِ الزَّكَاةِ عَنِ الْمَيِّتِ‌ ١٤٤

٣٠ - بَابُ أَقَلِّ مَا يُعْطى مِنَ الزَّكَاةِ وَأَكْثَرَ(٥)١٤٧

٣١ - بَابُ أَنَّهُ يُعْطى(٥) عِيَالُ الْمُؤْمِنِ(٦) مِنَ الزَّكَاةِ إِذَا كَانُوا صِغَاراً وَيُقْضى(٧) عَنِ الْمُؤْمِنِينَ(٨) الدُّيُونُ مِنَ الزَّكَاةِ‌ ١٤٩

٣٢ - بَابُ تَفْضِيلِ أَهْلِ الزَّكَاةِ بَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ‌ ١٥١

٣٣ - بَابُ تَفْضِيلِ الْقَرَابَةِ فِي الزَّكَاةِ وَمَنْ لَايَجُوزُ مِنْهُمْ أَنْ يُعْطَوْا مِنَ الزَّكَاةِ‌ ١٥٥

٣٤ - بَابٌ نَادِرٌ‌ ١٦٠

٣٥ - بَابُ الزَّكَاةِ تُبْعَثُ(٤) مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ أَوْ تُدْفَعُ(٥) إِلى مَنْ يَقْسِمُهَا فَتَضِيعُ(٦)١٦٢

٣٦ - بَابُ الرَّجُلِ يُدْفَعُ إِلَيْهِ الشَّيْ‌ءُ يُفَرِّقُهُ وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ(٩) يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ‌ ١٦٧

٣٧ - بَابُ الرَّجُلِ إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ الزَّكَاةُ فَهِيَ كَسَبِيلِ مَالِهِ يَفْعَلُ بِهَا مَا يَشَاءُ(٩)١٦٨

٣٨ - بَابُ الرَّجُلِ يَحُجُّ مِنَ الزَّكَاةِ(٣) أَوْ يُعْتِقُ‌ ١٧١

٣٩ - بَابُ الْقَرْضِ أَنَّهُ حِمَى الزَّكَاةِ‌ ١٧٤

٤٠ - بَابُ قِصَاصِ(١) الزَّكَاةِ بِالدَّيْنِ‌ ١٧٦

٦٩٤

٤١ - بَابُ مَنْ فَرَّ بِمَالِهِ مِنَ الزَّكَاةِ‌ ١٧٧

٤٢ - بَابُ الرَّجُلِ يُعْطِي عَنْ زَكَاتِهِ(١) الْعِوَضَ‌ ١٧٨

٤٣ - بَابُ مَنْ يَحِلُّ(٦) لَهُ أَنْ يَأْخُذَ(٧) الزَّكَاةَ وَمَنْ لَايَحِلُّ(٨) لَهُ وَمَنْ لَهُ الْمَالُ الْقَلِيلُ‌ ١٧٩

٤٤ - بَابُ مَنْ تَحِلُّ(٣) لَهُ الزَّكَاةُ فَيَمْتَنِعُ(٤) مِنْ أَخْذِهَا‌ ١٩٠

٤٥ - بَابُ الْحَصَادِ(١١) وَالْجَدَادِ(١٢)١٩٢

٤٦ - بَابُ صَدَقَةِ أَهْلِ الْجِزْيَةِ‌ ١٩٨

٤٧ - بَابٌ نَادِرٌ‌ ٢٠٥

أَبْوَابُ الصَّدَقَةِ(٢) ٤٨ - بَابُ فَضْلِ الصَّدَقَةِ‌ ٢٠٨

٤٩ - بَابُ أَنَّ الصَّدَقَةَ تَدْفَعُ الْبَلَاءَ‌ ٢١٥

٥٠ - بَابُ فَضْلِ صَدَقَةِ السِّرِّ(٥)٢٢٢

٥١ - بَابُ صَدَقَةِ اللَّيْلِ(١١)٢٢٣

٥٢ - بَابٌ فِي أَنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ فِي الْمَالِ‌ ٢٢٦

٥٣ - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى الْقَرَابَةِ(١)٢٢٩

٥٤ - بَابُ كِفَايَةِ الْعِيَالِ وَالتَّوَسُّعِ عَلَيْهِمْ‌ ٢٣٠

٥٥ - بَابُ مَنْ يَلْزَمُ(١) نَفَقَتُهُ‌ ٢٣٦

٥٦ - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلى مَنْ لَاتَعْرِفُهُ(٦)٢٣٧

٥٧ - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلى أَهْلِ الْبَوَادِي وَأَهْلِ(١١) السَّوَادِ‌ ٢٣٨

٥٨ - بَابُ كَرَاهِيَةِ(١٢) رَدِّ السَّائِلِ‌ ٢٤٠

٥٩ - بَابُ قَدْرِ مَا يُعْطَى السَّائِلُ‌ ٢٤٣

٦٠ - بَابُ دُعَاءِ السَّائِلِ‌ ٢٤٥

٦١ - بَابُ أَنَّ الَّذِي يَقْسِمُ الصَّدَقَةَ شَرِيكُ صَاحِبِهِا فِي الْأَجْرِ‌ ٢٤٦

٦٢ - بَابُ الْإِيثَارِ‌ ٢٤٧

٦٣ - بَابُ مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ‌ ٢٥٠

٦٤ - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْمَسْأَلَةِ‌ ٢٥١

٦٩٥

٦٥ - بَابُ الْمَنِّ(١٢)٢٥٦

٦٦ - بَابُ مَنْ أَعْطى بَعْدَ الْمَسْأَلَةِ‌ ٢٥٨

٦٧ - بَابُ(٨) الْمَعْرُوفِ‌ ٢٦٥

٦٨ - بَابُ فَضْلِ الْمَعْرُوفِ‌ ٢٦٧

٦٩ - بَابٌ(٥) مِنْهُ‌ ٢٧٣

٧٠ - بَابُ أَنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَدْفَعُ مَصَارِعَ السُّوءِ‌ ٢٧٤

٧١ - بَابُ أَنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ‌ ٢٧٦

٧٢ - بَابُ تَمَامِ الْمَعْرُوفِ‌ ٢٧٨

٧٣ - بَابُ وَضْعِ الْمَعْرُوفِ مَوْضِعَهُ‌ ٢٨٠

٧٤ - بَابٌ فِي(١) آدَابِ(٢) الْمَعْرُوفِ‌ ٢٨٥

٧٥ - بَابُ مَنْ كَفَرَ الْمَعْرُوفَ‌ ٢٨٦

٧٦ - بَابُ الْقَرْضِ(٤)٢٨٧

٧٧ - بَابُ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ‌ ٢٩٠

٧٨ - بَابُ تَحْلِيلِ الْمَيِّتِ‌ ٢٩٣

٧٩ - بَابُ مَؤُونَةِ النِّعَمِ‌ ٢٩٦

٨٠ - بَابُ حُسْنِ جِوَارِ النِّعَمِ(١٠)٢٩٧

٨١ - بَابُ مَعْرِفَةِ الْجُودِ وَالسَّخَاءِ‌ ٢٩٩

٨٢ - بَابُ الْإِنْفَاقِ‌ ٣٠٩

٨٣ - بَابُ الْبُخْلِ وَالشُّحِّ‌ ٣١٥

٨٤ - بَابُ النَّوَادِرِ‌ ٣١٩

٨٥ - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ‌ ٣٣١

٨٦ - بَابُ فَضْلِ الْقَصْدِ‌ ٣٣٨

٨٧ - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّرَفِ وَالتَّقْتِيرِ‌ ٣٤٥

٨٨ - بَابُ سَقْيِ الْمَاءِ‌ ٣٥١

٦٩٦

٨٩ - بَابُ الصَّدَقَةِ لِبَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ وَصِلَتِهِمْ‌ ٣٥٤

٩٠ - بَابُ النَّوَادِرِ(٦)٣٦٠

[١٤] كِتَابُ الصِّيَامِ ‌ ٣٦٥

[١٤] كِتَابُ الصِّيَامِ(٢) ١ - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الصَّوْمِ وَالصَّائِمِ‌ ٣٦٧

٢ - بَابُ فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٣٧٩

٣ - بَابُ مَنْ فَطَّرَ صَائِماً(٥)٣٨٦

٤ - بَابٌ فِي(١٢) النَّهْيِ عَنْ قَوْلِ رَمَضَانَ بِلَا شَهْرٍ(١٣)٣٨٩

٥ - بَابُ مَا يُقَالُ فِي مُسْتَقْبَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٣٩١

٦ - بَابُ الْأَهِلَّةِ وَالشَّهَادَةِ عَلَيْهَا‌ ٤٠٧

٧ - بَابٌ نَادِرٌ(٣)٤١٤

٨ - بَابٌ(٣)٤١٧

٩ - بَابُ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ(١٣) شَهْرِ رَمَضَانَ هُوَ أَوْ مِنْ شَعْبَانَ‌ ٤٢٠

١٠ - بَابُ وُجُوهِ الصَّوْمِ(٧)٤٢٧

١١ - بَابُ أَدَبِ الصَّائِمِ‌ ٤٣٦

١٢ - بَابُ صَوْمِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ‌ ٤٤٣

١٣ - بَابُ فَضْلِ صَوْمِ شَعْبَانَ وَصِلَتِهِ بِرَمَضَانَ وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ‌ ٤٤٩

١٤ - بَابُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ السَّحُورُ‌ ٤٥٨

١٥ - بَابُ مَا يَقُولُ الصَّائِمُ إِذَا أَفْطَرَ‌ ٤٥٩

١٦ - بَابُ صَوْمِ(١) الْوِصَالِ وَصَوْمِ الدَّهْرِ‌ ٤٦١

١٧ - بَابُ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ وَهُوَ شَاكٌّ فِي الْفَجْرِ(٧) أَوْ بَعْدَ طُلُوعِهِ‌ ٤٦٣

١٨ - بَابُ الْفَجْرِ مَا هُوَ وَمَتى(٧) يَحِلُّ وَمَتى يَحْرُمُ الْأَكْلُ‌ ٤٦٧

١٩ - بَابُ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ لَيْلٌ فَأَفْطَرَ قَبْلَ اللَّيْلِ‌ ٤٧٢

٢٠ - بَابُ وَقْتِ الْإِفْطَارِ‌ ٤٧٣

٦٩٧

٢١ - بَابُ مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِياً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٤٧٥

٢٢ - بَابُ مَنْ أَفْطَرَ مُتَعَمِّداً مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ أَوْ جَامَعَ مُتَعَمِّداً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٤٧٦

٢٣ - بَابُ الصَّائِمِ يُقَبِّلُ أَوْ يُبَاشِرُ‌ ٤٨٢

٢٤ - بَابٌ فِيمَنْ أَجْنَبَ بِاللَّيْلِ(٦) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ فَتَرَكَ(٧) الْغُسْلَ إِلى أَنْ يُصْبِحَ أَوِ احْتَلَمَ بِاللَّيْلِ أَوِ النَّهَارِ(٨)٤٨٤

٢٥ - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِارْتِمَاسِ فِي الْمَاءِ لِلصَّائِمِ‌ ٤٨٧

٢٦ - بَابُ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ لِلصَّائِمِ‌ ٤٩١

٢٧ - بَابُ(٦) الصَّائِمِ يَتَقَيَّأُ أَوْ يَذْرَعُهُ الْقَيْ‌ءُ أَوْ يَقْلِسُ‌ ٤٩٣

٢٨ - بَابٌ فِي الصَّائِمِ يَحْتَجِمُ وَيَدْخُلُ الْحَمَّامَ‌ ٤٩٦

٢٩ - بَابٌ فِي(٥) الصَّائِمِ يَسْعُطُ(٦) وَيَصُبُّ فِي أُذُنِهِ الدُّهْنَ أَوْ يَحْتَقِنُ(٧)٤٩٨

٣٠ - بَابُ الْكُحْلِ وَالذَّرُورِ لِلصَّائِمِ‌ ٥٠٢

٣١ - بَابُ السِّوَاكِ لِلصَّائِمِ‌ ٥٠٣

٣٢ - بَابُ الطِّيبِ وَالرَّيْحَانِ لِلصَّائِمِ‌ ٥٠٥

٣٣ - بَابُ مَضْغِ الْعِلْكِ لِلصَّائِمِ‌ ٥٠٩

٣٤ - بَابٌ فِي الصَّائِمِ يَذُوقُ الْقِدْرَ(٥) وَيَزُقُّ الْفَرْخَ(٦)٥١٠

٣٥ - بَابٌ فِي الصَّائِمِ يَزْدَرِدُ نُخَامَتَهُ وَيَدْخُلُ حَلْقَهُ الذُّبَابُ‌ ٥١٢

٣٦ - بَابٌ فِي الرَّجُلِ يَمُصُّ الْخَاتَمَ وَالْحَصَاةَ وَالنَّوَاةَ‌ ٥١٣

٣٧ - بَابُ الشَّيْخِ وَالْعَجُوزِ يَضْعُفَانِ عَنِ الصَّوْمِ‌ ٥١٤

٣٨ - بَابُ الْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ يَضْعُفَانِ عَنِ الصَّوْمِ‌ ٣٩ - بَابُ حَدِّ الْمَرَضِ الَّذِي يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُفْطِرَ فِيهِ‌ ٥١٨

٤٠ - بَابُ مَنْ تَوَالى عَلَيْهِ رَمَضَانَانِ‌ ٥٢٣

٤١ - بَابُ قَضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٥٢٦

٤٢ - بَابُ الرَّجُلِ يُصْبِحُ وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ فَيُفْطِرُ وَيُصْبِحُ وَهُوَ لَايُرِيدُ الصَّوْمَ فَيَصُومُ فِي قَضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ‌ ٥٢٩

٦٩٨

٤٣ - بَابُ الرَّجُلِ يَتَطَوَّعُ بِالصِّيَامِ وَعَلَيْهِ مِنْ قَضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٤٤ - بَابُ الرَّجُلِ يَمُوتُ وَعَلَيْهِ مِنْ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَوْ غَيْرِهِ(٥)٥٣٣

٤٥ - بَابُ صَوْمِ الصِّبْيَانِ وَمَتى يُؤْخَذُونَ بِهِ‌ ٥٣٦

٤٦ - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٥٣٩

أَبْوَابُ السَّفَرِ‌ ٤٧ - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّفَرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٥٤١

٤٨ - بَابُ كَرَاهِيَةِ(٦) الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ‌ ٥٤٢

٤٩ - بَابُ مَنْ صَامَ فِي السَّفَرِ بِجَهَالَةٍ‌ ٥٤٦

٥٠ - بَابُ مَنْ لَايَجِبُ لَهُ الْإِفْطَارُ وَالتَّقْصِيرُ فِي السَّفَرِ وَمَنْ يَجِبُ لَهُ ذلِكَ‌ ٥٤٧

٥١ - بَابُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ وَتَقْدِيمِهِ وَقَضَائِهِ‌ ٥٥١

٥٢ - بَابُ الرَّجُلِ يُرِيدُ السَّفَرَ(٩) أَوْ يَقْدَمُ(١٠) مِنْ سَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٥٥٤

٥٣ - بَابُ مَنْ دَخَلَ بَلْدَةً فَأَرَادَ(١) الْمُقَامَ بِهَا أَوْ لَمْ يُرِدْ‌ ٥٥٩

٥٤ - بَابُ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ فِي السَّفَرِ أَوْ يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٥٦٠

٥٥ - بَابُ صَوْمِ الْحَائِضِ وَالْمُسْتَحَاضَةِ(٧)٥٦٤

٥٦ - بَابُ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ فَعَرَضَ لَهُ أَمْرٌ يَمْنَعُهُ عَنْ إِتْمَامِهِ‌ ٥٧١

٥٧ - بَابُ صَوْمِ كَفَّارَةِ الْيَمِينِ‌ ٥٧٧

٥٨ - بَابُ مَنْ جَعَلَ عَلى نَفْسِهِ صَوْماً مَعْلُوماً وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ فِي شُكْرٍ(١)٥٧٩

٥٩ - بَابُ كَفَّارَةِ الصَّوْمِ وَفِدْيَتِهِ‌ ٥٨٥

٦٠ - بَابُ تَأْخِيرِ صِيَامِ الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ(٩) مِنَ الشَّهْرِ إِلَى الشِّتَاءِ‌ ٥٨٨

٦١ - بَابُ صَوْمِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ‌ ٥٩٠

٦٢ - بَابُ صَوْمِ(٨) الْعِيدَيْنِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ‌ ٥٩٦

٦٣ - بَابُ صِيَامِ التَّرْغِيبِ(٤)٥٩٨

٦٤ - بَابُ فَضْلِ إِفْطَارِ الرَّجُلِ عِنْدَ أَخِيهِ إِذَا سَأَلَهُ‌ ٦٠٢

٦٥ - بَابُ مَنْ لَايَجُوزُ لَهُ صِيَامُ التَّطَوُّعِ إِلَّا بِإِذْنِ غَيْرِهِ‌ ٦٠٥

٦٦ - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُفْطَرَ عَلَيْهِ‌ ٦٠٩

٦٩٩

٦٧ - بَابُ الْغُسْلِ فِي شَهْرِ(٦) رَمَضَانَ‌ ٦١١

٦٨ - بَابُ مَا يُزَادُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٦١٤

٦٩ - بَابٌ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌ ٦١٩

٧٠ - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ‌ ٦٣١

٧١ - بَابُ التَّكْبِيرِ لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَيَوْمَهُ‌ ٦٤٦

٧٢ - بَابُ يَوْمِ الْفِطْرِ‌ ٦٤٩

٧٣ - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى النَّاسِ إِذَا صَحَّ عِنْدَهُمُ الرُّؤْيَةُ يَوْمَ الْفِطْرِ بَعْدَ مَا أَصْبَحُوا صَائِمِينَ‌ ٦٥١

٧٤ - بَابُ النَّوَادِرِ‌ ٦٥٢

٧٥ - بَابُ الْفِطْرَةِ(٤)٦٥٦

٧٦ - بَابُ(١٤) الِاعْتِكَافِ‌ ٦٧٠

٧٧ - بَابُ أَنَّهُ لَايَكُونُ الِاعْتِكَافُ(٣) إِلَّا بِصَوْمٍ‌ ٦٧٢

٧٨ - بَابُ الْمَسَاجِدِ الَّتِي يَصْلُحُ(٤) الِاعْتِكَافُ فِيهَا(٥)٦٧٣

٧٩ - بَابُ أَقَلِّ مَا يَكُونُ الِاعْتِكَافُ‌ ٦٧٦

٨٠ - بَابُ الْمُعْتَكِفِ لَايَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَّا لِحَاجَةٍ‌ ٦٧٩

٨١ - بَابُ الْمُعْتَكِفِ يَمْرَضُ وَالْمُعْتَكِفَةِ تَطْمَثُ‌ ٦٨٠

٨٢ - بَابُ الْمُعْتَكِفِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ‌ ٦٨١

٨٣ - بَابُ النَّوَادِرِ‌ ٦٨٢

الفهرس ٦٩٣

٧٠٠