الروضة من الكافي الجزء ٨

الروضة من الكافي0%

الروضة من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 311

الروضة من الكافي

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف:

الصفحات: 311
المشاهدات: 48591
تحميل: 6704

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48591 / تحميل: 6704
الحجم الحجم الحجم
الروضة من الكافي

الروضة من الكافي الجزء 8

مؤلف:
العربية

أعرفه فلما أن كان من الغد دخل على الملك فلما رآه الملك ضحك: فقال: ما يضحكك أيها الملك؟ قال: ماأظن هذا الرجل ولدته عربية لما رآك قد دخلت لم يملك استه أن جعل يضرط، فقال: أيها الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك فلما قدم الزبير، تحمل عليه ببطون قريش كلها(١) أن يدفع إليه ابنه فأبي، ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال: ما بيني وبينه عمل، أما علمتم ما فعل في ابني فلان ولكن امضوا أنتم إليه فقصدوه وكلموه فقال لهم الزبير: إن الشيطان له دولة وإن ابن هذاابن الشيطان ولست آمن أن يترأس علينا ولكن ادخلوه من باب المسجد علي على أن أحمي له حديدة و أخط في وجهه خطوطا وأكتب عليه وعلى ابنه ألا يتصدر(٢) في مجلس ولا يتأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم(٣) ، قال: ففعلوا وخط وجهه بالحديدة وكتب عليه الكتاب وذلك الكتاب عندنا فقلت لهم: إن أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم فامسكوا.

وتوفي مولى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخلف وارثا فخاصم فيه ولد العباس أبا عبدالله (ع) وكان هشام بن عبدالملك قد حج في تلك السنة فجلس لهم فقال داود بن علي: الولاء لنا وقال أبوعبدالله (ع): بل الولاء لي فقال داود بن علي(٤) : إن أباك قاتل معاوية فقال: إن كان أبي قاتل معاوية فقد كان حظ أبيك فيه الاوفر(٥) ، ثم فر بخيانته وقال:

____________________

(١) اي كلفهم الشفاعة عند الزبير ليدفع اليه الخطاب ثم انه لما يئس من تاثير شفاعة قريش عنده ذهب إلى عبدالمطلب ليتحمل على زبير بعبد المطلب مضافا إلى بطون قريش فقال عبدالمطلب لنفيل: ما بيني وبينه عمل الا معاملة والفة وقوله: (اما علمتم) انه يعني زبيرا ما فعل بي في ابني لان واشار بذلك إلى ما سيأتي من قصة العباس في آخر الخبر وقال: ولكن امضوا انتم يعني نفيلا مع بطون قريش إلى الزبير؛ (آت)

(٢) اي لا يجلس في صدر المجلس؛ (آت)

(٣) اي لا يشرك معنا في قسمة شئ لا ميراث ولا غيره؛ (آت)

(٤) داود بن علي من بني العباس عم السفاح والمنصور صارا اميرا على الحجاز في صدر دولتهم سنة ٢ ١٣ وحج هشام بن عبدالملك الاموي سنة ١٠٦ وهذا من علامة كذب الخبر.

(٥) اي حظ جدك عبدالله بن العباس فيه الاوفر اي اخذ حظا وافرا من غنائم تلك الغزوة وكان من شركائنا واعوانهعليه‌السلام عليها. وقوله: (ثم فر بخيانته) اشارة إلى خيانة عبدالله في بيت مال البصرة كما رواه الكشي(٤٠) باسناده عن الزهري قال: سمعت الحرث يقول: استعمل علىعليه‌السلام على البصرة عبدالله بن عباس فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك علياعليه‌السلام وكان مبلغه الفي الف درهم فصعد عليعليه‌السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكى فقال: هذا ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا فكيف يؤمن من كان دونه اللهم اني قد مللتهم فارحنى منهم واقبضني اليك غير عاجز ولا ملول. وفيه ما فيه

١٦١

والله لاطوقنك غدا طوق الحمامة(١) ، فقال له داود بن علي: كلامك هذا أهون علي من بعرة في وادي الازرق، فقال: أما إنه واد ليس لك ولا لابيك فيه حق(٢) قال: فقال هشام: إذا كان غدا جلست لكم فلما أن كان من الغد خرج أبو عبدالله (ع) ومعه كتاب في كرباسة وجلس لهم هشام فوضع أبوعبدالله (ع) الكتاب بين يديه فلما أن قرأه قال: اعدوا لي جندل الخزاعي عكاشة الضمري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرما بالكتاب إليهما فقال: تعرفان هذه الخطوط؟ قالا: نعم هذا خط العاص بن امية وهذا خط فلان وفلان لفلان من قريش وهذا خط حرب بن امية، فقال هشام: يا أبا عبدالله أرى الخطوط أجدادي عنكم؟ فقال: نعم، قال: فقد قضيت بالولاء لك، قال: فخرج وهو يقول:

إن عادت العقرب عدنا لها

وكانت النعل لها حاضرة

قال: فقلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: فإن نثيلة كانت أمة لام الزبير ولابي طالب وعبدالله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلانا(٣) فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من امنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه(٤) ببطون قريش، قال: فقال: قد أجبتك على خلة على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا وأشهد عليه فهو هذا الكتاب.

٣ ٣٧ - الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن معاوية بن حكيم، عن بعض رجاله، عن عنبسة بن بجاد، عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عزوجل: "( وَ أَمَّا إِنْ کَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلاَمٌ لَکَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ‌ ) (٥) " فقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي (ع): هم شيعتك فسلم ولدك منهم أن يقتلوهم.

____________________

(١) أي طوقا لازما لا يفارقك عاره وشناره كما لا يفارق عنق الحمامة طوقها؛ (آت)

(٢) اي والا ادعيت بعرة ذلك الوادي واخذتها ولم تتركها ويحتمل ان يكون اسما لواد كان بينهعليه‌السلام وبينه فيه ايضا منازعة فاجابعليه‌السلام عن سفهه بكلام حق مفيد في الحجاج (آت)

(٣) (فاولدها فلانا) يعني العباس. وهذا ايضا من علائم كذب الخبر حيث نسب الزنا إلى عبدالمطلب.

(٤) اي عبدالمطلب على الزبير؛ (آت)

(٥) الواقعة: ٩٠، ٩١.

١٦٢

٣٧٤ - حدثنا محمدبن يحيى، عن أحمدبن محمدبن عيسى، عن الحسن بن علي، عن صفوان، عن محمد بن زياد بن عيسى، عن الحسين بن مصعب، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع) كنت أبايع(١) لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على العسر واليسر والبسط و والكره إلى إن كثر الاسلام وكثف(٢) قال: وأخذ عليهم علي (ع)(٣) أن يمنعوا محمدا وذريته مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم فأخذتها عليهم، نجا من نجا وهلك من هلك.

٣٧٥ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن من وراء اليمن واد يقال له: وادي برهوت ولا يجاوز ذلك الوادي إلا الحيات السود والبوم من الطيور، في ذلك الوادي بئر يقال لها: بلهوت يغدى ويراح إليها بأرواح المشركين(٤) ، يسقون من ماء الصديد(٥) ، خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم: الذريح(٦) لما أن بعث الله تعالى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله صاح عجل لهم فيهم وضرب بذنبه فنادى فيهم يا آل الذريح - بصوت فصيح - أتى رجل بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله قالوا: لامرما أنطق الله هذا العجل؟ قال: فنادى فيهم ثانية فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها نزل فيها سبعة منهم وحملوا من الزاد ما قذف الله في قلوبهم ثم رفعوا شراعها وسيبوها(٧) في البحر فما زالت تسير بهم حتى رمت بهم بجدة فأتوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنتم أهل الذريح نادى فيكم العجل؟ قالوا: نعم، قالوا: أعرض علينا يا رسول الله الدين والكتاب، فعرض عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الدين والكتاب

____________________

(١) في بعض النسخ (كنت انا مع رسول الله).

(٢) الكثف: الجماعة والكثرة.

(٣) اي اخذ على الشيعة عند بيعتهم له فقوله: (فاخذتها) كلام الصادقعليه‌السلام اي وانا ايضا اخذت على شيعتي هذا العهد. ولعله كان في الاصل: قال، خذ عليهم ان يمنعوا فصحف إلى ما ترى فقوله: (فاخذتها) من كلام امير المؤمنينعليه‌السلام (آت)

(٤) اي إذا ماتوا يؤتى بارواحهم إلى ذلك البئر كل صباح ومساء وان ماتوا صباحا يؤتى بهم صباحا وان ماتوا مساء ا يؤتى بهم مساء ا ثم يكونون دائما في ذلك الوادي؛ (آت).

(٥) الصديد: ماء الجرح الرقيق.

(٦) ذريح: ابوحي؛ (القاموس).

(٧) اي اجروها، يقال: ساب الماء وانساب إذا جرى. وشراع السفينة: ما يرفع فوقها من ثوب لتدخل فيه الريح فتجريها.

١٦٣

والسنن والفرائض والشرائع كما جاء من عند الله عزوجل وولى عليهم رجلا من بني هاشم سيره معهم فما بينهم اختلاف حتى الساعة(١) .

٣٧٦ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن حديد، عن أبي عبدالله (ع) قال: لما أسرى برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصبح فقعد فحدثهم بذلك فقالوا له: صف لنا بيت المقدس؟ قال: فوصف لهم وإنما دخله ليلا فاشتبه على النعت فأتاه جبرئيل (ع) فقال: انظر ههنا فنظر إلى البيت فوصفه وهو ينظر إليه ثم نعت لهم ما كان من عير لهم(٢) فيما بينهم وبين الشام ثم قال: هذه عير بني فلان تقدم مع طلوع الشمس يتقدمها جمل أورق(٣) أو أحمر، قال: وبعثت قريش رجلا على فرس ليردها، قال: وبلغ مع طلوع الشمس، قال قرطة بن عبد عمرو: يا لهفا ألا أكون لك جذعا حين تزعم أنك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك(٤) .

٣٧٧ - حميد بن زياد، عن محمد بن أيوب، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن يوسف بن صهيب، عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقبل يقول لابي بكر في الغار: اسكن فإن الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن فلما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حاله قال له: تريد أن اريك أصحابي من الانصار في مجالسهم يتحدثون فاريك جعفرا وأصحابه في البحر يغوصون؟ قال:

____________________

(١) لعل المراد من الخبر انه إذا كان الحكم في يد بني هاشم لما اختلف اثنان، وهذا الاختلاف الموجود بين الامة نشأ من جهل الحكام وعدم قابليتهم.

(٢) العير بالكسر: الابل تحمل الميرة ثم غلب على كل قافلة.

(٣) الاورق: الاسمر يقال: جمل اورق وناقة ورقاء. وهو الذي في لونه بياض إلى السواد. والترديد من الراوي.

(٤) قال الجزري في حديث المبعث: ان ورقة بن نوقل قال: يا ليتني فيها جذعا. الضمير في قوله: (فيها) للنبوة اي ليتني كنت شابا عند ظهورها حتى ابالغ في نصرتها وحمايتها انتهى اقول: يحتمل ان يكون كلامه جاريا على سبيل الاستهزاء، ويكون مراده ليتني كنت شابا قويا على نصرتك حين ظهر انك اتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك ويحتمل ان يكون مراده: يا لهفا على ان كبرت وضعفت ولا اقدر على اضرارك حين سمعتك تقول هذا؛ (آت)

١٦٤

نعم، فمسح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بيده على وجهه فنظر إلى الانصار يتحدثون ونظر إلى جعفر (ع) وأصحابه في البحر يغوصون فأضمر تلك الساعة أنه ساحر.

٣٧٨ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما خرج من الغار متوجها إلى المدينة وقد كانت قريش جعلت لمن أخذه مائة من الابل، فخرج سراقة بن مالك بن جعشم فيمن يطلب فلحق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم اكفني شر سراقة بما شئت فساخت(١) قوائم فرسه فثنى رجله ثم اشتد فقال: يا محمد إني علمت أن الذي أصاب قوائم فرسي إنماهو من قبلك فادع الله أن يطلق لي فرسي فلعمري إن لم يصبكم(٢) مني خير لم يصبكم مني شر، فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطلق الله عزوجل فرسه فعاد في طلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى فعل ذلك ثلاث مرات كل ذلك يدعو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتأخذ الارض قوائم فرسه فلما أطلقه في الثالثة قال: يا محمد هذه إبلي بين يديك فيها غلامي فإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه وهذا سهم من كنانتي علامة وأنا أرجع فأرد عنك الطلب، فقال: لا حاجة لنا فيما عندك.

٣٧٩ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع) قال: لا ترون الذي تنتظرون حتى تكونوا كالمعزى المواة التي لا يبالي الخابس أين يضع يده فيها(٤) ، ليس لكم شرف ترقونهولا سناد تسندون إليه أمركم(٥) .

٣٨٠ - وعنه، عن علي بن الحكم، عن ابن سنان، عن أبي الجارود مثله،

____________________

(١) في النهاية في حديث سراقة: (فساخت يد فرسي) اي غاصت في الارض.

(٢) في بعض النسخ (يصيبك).

(٣) المعز خلاف الضأن.

(٤) في القاموس خبس الشئ بكفه اخذه، وفلانا حقه: ظلمه وغشمه والتبس الاسد كالخابس انتهى.

اي حتى تكونوا في الذلة والصغار واستيلاء الظلمة عليكم كالمعز الميت التي لا يبالي الاسد من افتراس اي عضو من اعضائه اراد. وفي بعض النسخ (الجاس) من جسه بيده اي مسه وفي بعض النسخ (ان يضع).

(٥) ترقونه اي تعلونه. والشرف: العلو والمكان العالي. والسناد ما يعتمد عليه.

١٦٥

قال: قلت لعلي بن الحكم: ما المواة من المعز؟ قال التي قد استوت لا يفضل بعضها على بعض.

٣٨١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له وانظروا لانفسكم فوالله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فإذا وجد رجلا هو اعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجئ، بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها والله لو كانت لاحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثم كانت الاخرى باقية فعمل على ما قد استبان لهاولكن له نفس واحدة إذا ذهبت، فقد والله ذهبت التوبة فأنتم أحق أن تختاروا لانفسكم، إن أتاكم آت منا(١) فانظروا على أي شئ تخرجون ولا تقولوا خرج زيدفإن زيدا كان عالماوكان صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد (عل) ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه فالخارج منا اليوم إلى أي شئ يدعوكم إلى الرضا من آل محمد (عل) فنحن نشهدكم إنا لسنا نرضى به وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد وهو إذا كانت الرايات والالوية أجدر أن لا يسمع منا إلا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه، إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عزوجل وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلاضير(٢) وإن أحببتم أن تصوموافي أهاليكم فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم وكفاكم بالسفياني علامة.

٣٨٢ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي رفعه، عن علي بن الحسين (ع) قال: والله لا يخرج واحد منا قل خروج القائم (ع) إلا كان مثله مثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به.

٣٨٣ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد، عن سدير قال: قال أبوعبدالله (ع): يا سدير ألزم بيتك وكن حلسا من

____________________

(١) اي خرج احد من الهاشمين او العلويين؛ (آت).

(٢) ظاهره ان خروج القائمعليه‌السلام في رجب ويحتمل ان يكون المراد انه مبدأ ظهور علامات خروجه فاقبلوا إلى مكة في ذلك الشهر لتكونوا شاهدين هناك عند خروجه؛ (آت)

١٦٦

أحلاسه(١) واسكن ماسكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.

٣٨٤ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن كامل ابن محمد، عن محمد بن إبراهيم الجعفي قال: حدثني أبي قال: دخلت على أبي عبدالله (ع) فقال: مالي أراك ساهم الوجه؟ فقلت: إن بي حمى الربع، فقال: ما [ذا] يمنعك من المبارك الطيب اسحق السكر ثم امخضه بالماء واشربه على الريق وعند المساء قال: ففعلت فما عادت إلي.

٣٨٥ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا قال: شكوت إلى أبي عبدالله (ع) الوجع، فقال: إذا أويت إلى فراشك فكل سكرتين قال: ففعلت فبرأت وأخبرت به بعض المتطببين وكان أفره أهل(٤) بلادنا فقال: من أين عرف أبوعبدالله (ع) هذا، هذا من مخزون علمنا، أما إنه صاحب كتب ينبغي أن يكون أصابه في بعض كتبه.

٣٨٦ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى الخزاعي، عن الحسين بن الحسن، عن عاصم بن يونس، عن رجل، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال لرجل: بأي شئ تعالجون محمومكم إذا حم؟ قال: أصلحك الله بهذه الادوية المرة بسفايج والغافث(٥) وما أشبهه، فقال: سبحان الله الذي يقدر أن يبرئ بالمر يقدر أن يبرئ بالحلو، ثم قال: إذا حم أحدكم فليأخذ إناء نظيف فيجعل فيه سكرة ونصفا، ثم يقرأ عليه ما حضر من القرآن ثم يضعها تحت النجوم ويجعل عليها حديدة فإذا كان في الغداة صب عليها الماء ومرسه(٦) بيده ثم شربه فإذا كانت الليلة الثانية زاده سكرة اخرى فصارت سكرتين

____________________

(١) اي لا تبرح قال الجوهري: احلاس البيوت: ما يبسط تحت حر الثياب.

(٢) السهوم: العبوس، المتغير.

(٣) السكر معرب شكر والواحدة بهاء ورطب طيب، والظاهر هذا الاول بقرينة السحق. وامحضه اي حركه تحريكا شديدا.

(٤) يدل على انه كان معموله في ذلك الزمان مقدار صغير معلوم. والفاره: الحاذق.

(٥) في هامش بعض النسخ نقلا عن مجمع البحرين السفايج دواء معروف مسهل السوداء والغافث ايضا معروف عند الاطباء هو من الخشايش الشائكة له ورق كورق الشهد انج.

(٦) مرست التمر وغيره في الماء إذا انقعته.

١٦٧

ونصفا فإذا كانت الليلة الثالثة زاده سكرة أخرى فصارت ثلاث سكرات ونصفا.

٣٨٧ - أحمد بن محمد الكوفي(١) ، عن علي بن الحسن بن علي، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن هارون، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال لي: كتموا بسم الله الرحمن الرحيم(٢) فنعم والله الاسماء كتموها: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل إلى منزله و اجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته فتولى قريش فرارا فأنزل الله عزوجل في ذلك "( وَ إِذَا ذَکَرْتَ رَبَّکَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ) (٣) ".

٣٨٨ - عنه، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبدالله (ع) قال(٤) : كان أبوعبدالله (ع) إذا ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: بأبي وامي وقومي وعشيرتي، عجب للعرب كيف لا تحملنا على رؤوسها والله عزوجل يقول في كتابه: "( وَ کُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَکُمْ مِنْهَا ) (٥) " فبرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنقذوا.

٣٨٩ - عنه، عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك، عن داود بن فرقد، عن عبد الاعلى مولى آل سام، عن أبي عبدالله (ع) قال: قلت له: "( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِي الْمُلْکَ مَنْ تَشَاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشَاءُ ) (٦) " أليس قد آتى الله عزوجل بني امية الملك؟ قال: ليس حيث تذهب إليه إن الله عزوجل آتانا الملك وأخذته بنو امية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر فليس هو للذي أخذه.

____________________

(١) الظاهر انه العاصمي. وعلي بن الحسن هو ابن فضال وفي اكثر النسخ (علي بن الحسين) وهو تصحيف.

(٢) (كتموا) استفهام على التفريع والتوبيخ او اخبار والمراد بكتمانها تركها في السور والقول بعدم جزئيتها لها؛ (آت).

(٣) الاسراء: ٤٦. (وحده) اي واحدا وحده وهو مصدر وقع موفع الحال. (البيضاوي)

(٤) اي قال المكفوف: كان الخ.

(٥) آل عمران: ١٠٣. وشفا الحفرة طرفها الذي يشرف على السقوط فيها ممن كان به.

(٦) آل عمران: ٢٦. والتعليق على المشيئة في افعاله تعالى ليس معناه وقوع الفعل جزافا تعالى عن ذلك بل المراد عدم كونه تعالى مجبرا في فعله ملزما عليه فهو تعالى يفعل ما يفعل بمشيئته المطلقة من غير ان يجبره احد او يكرهه وان جرى فعله على المصلحة دائما. (الميزان في تفسير القرآن).

١٦٨

٣٩٠ - محمد بن أحمد بن الصلت، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس، عن المفضل ابن صالح، عن محمد الحلبي أنه سأل أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: "( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) (١) " قال: العدل بعد الجور.

٣٩١ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن محمد بن أشيم(٢) ، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن ذي الفقار سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: نزل به جبرئيل (ع) من السماء وكانت حلقته فضة(٣) .

حديث نوحعليه‌السلام يوم القيامة

٣٩٢ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن محمد، عن جميل بن صالح، عن يوسف بن أبي سعيد(٤) قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) ذات يوم فقال لي: إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح صلى الله عليه أول من يدعى به فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد بن عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: فيخرج نوح (ع) فيتخطا الناس حتى يجئ إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على كثيب المسك(٥) ومعه علي (ع) وهو يقول الله عزوجل: "( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ کَفَرُوا ) (٦) " فيقول نوح لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد إن الله تبارك وتعالى سألني هل بلغت؟ فقلت: نعم فقال: من يشهد لك؟ فقلت: محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول: يا جعفر يا حمزة اذهبا واشهدا له أنه قد بلغ.

فقال أبوعبدالله (ع): فجعفر وحمزة هما الشاهدان للانبياء (عل) بما بلغوا، فقلت: جعلت فداك فعلي (ع) أين هو؟ فقال: هو أعظم منزلة من ذلك.

____________________

(١) الحديد: ١٧.

(٢) كذا في اكثر النسخ والظاهر علي بن احمد؛ (آت).

(٣) يدل على جواز كون حلقة السيف على ما في بعض النسخ وحليته على ما في بعضها من فضة؛ (آت) اقول يعني وصول السيف إلى عليعليه‌السلام كان بامر الله وتقديره لاتفاقهم ان السيف كان لعاص بن منبه.

(٤) يوسف بن ابى سعيد غير مذكور في كتب الرجال ولعله يوسف بن ثابت بن ابى سعد او ابى سعيدة ابوامية الكوفى الثقة الذى روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام .

(٥) الكثيب: التل من الرمل.

(٦) الملك: ٢٧، أي ساء‌تها رؤيتهعليه‌السلام .

١٦٩

٣٩٣ - حدثني محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جميل، عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم لحظاته بين اصحابه ينظر إلى ذا و ينظر إلى ذا بالسوية.

٣٩٤ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله (ع): ماكلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله العباد بكنه عقله قط، قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنا معاشر الانبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم(١) .

٣٩٥ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية قال: قلت لابي عبدالله (ع): إني رجل من بجيلة وأنا أدين الله عزوجل بأنكم موالي وقد يسألني بعض من لا يعرفني فيقول لي: ممن الرجل؟ فأقول له: أنا رجل من العرب ثم من بجيلة، فعلي في هذا إثم حيث لم أقل: إني مولى لبني هاشم؟ فقال: لا أليس قلبك وهواك منعقدا(٢) على أنك من موالينا؟ فقلت: بلى والله، فقال: ليس عليك في أن تقول: أنا من العرب، إنما أنت من العرب في النسب والعطاء والعدد(٣) والحسب فأنت في الدين وما حوى الدين بما تدين الله عزوجل به من طاعتنا والاخذ به منا من موالينا ومنا وإلينا.

٣٩٦ - حدثنا ابن محبوب، عن أبي يحيى كوكب الدم، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن حواري عيسى (ع) كانوا شيعته وإن شيعتنا حواريونا وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا وإنما قال عيسى (ع) الحواريين: "( مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ) " فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره سولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ينصرونا ويقاتلون دوننا ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان، جزاهم الله عنا خيرا.

وقد قال أمير المؤمنين (ع): والله لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا،

____________________

(١) قد مد الحديث في المجلد الاول ص ٢١ من هذا الكتاب.

(٢) كذا.

(٣) اي انت من عدادهم او في الاعوان واتباع.

(٤) الصف: ١٤ و (إلى الله) اي متوجها اليه

١٧٠

ووالله لو أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم(١) من المال ما أحبونا.

٣٩٧ - ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل: " الم * غلبت الروم في أدنى الارض(٢) " قال: فقال: يا أبا عبيدة إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلوات الله عليهم إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما هاجر إلى المدينة و [أ] ظهر الاسلام كتب إلى ملك الروم كتابا وبعث به مع رسول يدعوه إلى الاسلام وكتب إلى ملك الروم فارس كتابا يدعوه إلى الاسلام وبعثه إليه مع رسوله فأما ملك الروم فعظم كتاب رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأكرم رسوله وأما ملك فارس فإنه استخف بكتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومزقه واستخف برسوله وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم وكان المسلمون يهوون(٣) أن يغلب ملك الروم ملك فارس وكانوا لناحيته أرجا منهم لملك فارس فلما غلب ملك فارس الروم كره ذلك المسلمون واغتموا به فأنزل الله عزوجل بذلك كتابا قرآنا "( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ‌ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (يعني غلبتها فارس)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (وهي الشامات وما حولها)وَ هُمْ (يعني وفارس)مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ (الروم)سَيَغْلِبُونَ‌ * (يعني يغلبهم المسلمون)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ) " عزوجل فلما غزا المسلمون وافتتحوها فرح المسلمون بنصر الله عزوجل قال: قلت: أليس الله عزوجل يقول: "( فِي بِضْعِ سِنِينَ ) (٤) " وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي إمارة

____________________

(١) كناية عن كثرة العطاء في القاموس: حثوت له اي اعطيته كثيرا.

(٢) سورة الروم من السور التي نزلت قبل الهجرة بالاتفاق والاخبار بغلبة الروم على الفارس في مكة.

(٣) اي يحبون. وكتابهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ملوك الارض كان بعد الهجرة وكان رجوع دحية من رسالته بعد وفات؟

(٤) كل ما دون العشرة بضع إلى الثلاثة. وقال المفسرون: غلبت فارس الروم وظهروا عليهم على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفرح بذلك كفار قريش من حيث ان اهل فارس لم كونوا اهل كتاب وساء ذلك المسلمين وكان بيت المقدس اهل الروم كالكعبة للمسلمين فدفعهم فارس عنه في ادنى الارض من ارض العرب وقيل: من ارض الشام إلى ارض فارس يريد الجزيرة وهي اقرب ارض الروم إلى فارس وهم يعني الروم من بعد ان غلبت فارس اياهم يتغلبون فارس وهذه الاية دالة على ان القرآن من عند الله تعالى لان فيه انباء ما سيكون. (مجمع البيان).

١٧١

أبي بكر وإنما غلب المؤمنون فارس في إمارة عمر فقال: ألم أقل لكم إن لهذا تأويلا وتفسيرا والقرآن - يا أبا عبيدة - ناسخ ومنسوخ.

أما تسمع لقول عزوجل: " لله الامر من قبل ومن بعد "؟ يعني إليه المشيئة في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر في القول إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين فذلك قوله عزوجل: " ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله [ينصر من يشاء] أي يوم يحتم القضاء بالنصر.

٣٩٨ - ابن محبوب، عن عمروبن أبي المقادم، عن أبيه قال: قلت لابي جعفر (ع): إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله جل ذكره وما كان الله ليفتن امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من بعده؟ فقال أبوجعفر (ع): أو ما يقرؤون كتاب الله أو ليس الله يقول: "( وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِکُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاکِرِينَ‌ ) (١) " قال: فقلت له: إنهم يفسرون على وجه آخر، فقال: أو ليس قد أخبر الله عزوجل عن الذين من قبلهم من الامم أنهم قد اختلفوا من بعدما جاء‌تهم البينات حيث قال: "( وَ آتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَ أَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَ لٰکِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ کَفَرَ وَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لٰکِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) (٢) " وفي هذا ما يستدل له على أن أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.

٣٩٩ - عنه، عن هشام بن سالم، عن عبدالحميد بن أبي العلاء قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت مولى لابي عبدالله (ع) فملت إليه لاسأله عن أبي عبدالله (ع) فإذا أنا بأبي عبدالله (ع) ساجدا فانتظرته طويلا فطال سجوده علي، فقمت وصليت ركعات وانصرفت وهو بعد ساجد فسألت مولاه متى سجد؟ فقال: قبل أن تاتينا فلما سمع، كلامي رفع رأسه ثم قال: ابا محمد ! ادن مني فدنوت منه فسلمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال: ما هذه الاصوات المرتفعة؟ فقلت: هؤلاء قوم من المرجئة والقدرية والمعتزلة، فقال: إن القوم يريدوني فقم بنا، فقمت معه فلما أن رأوه نهضوا نحوه فقال لهم: كفوا

____________________

(١) آل مران: ١٤٤. (ينقلب) اي يرتدد.

(٢) البقرة: ٢٥٣. في القاموس تقاتلوا واقتتلوا بمعنى.

١٧٢

أنفسكم عني ولا تؤذوني وتعرضوني للسلطان(١) فإني لست بمفت لكم ثم أخذ بيدي و تركهم ومضى فلما خرج من المسجد قال: لي يا أبا محمد والله لو أن إبليس سجد لله عز ذكره بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله عز ذكره ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عزوجل أن يسجد له وكذلك هذه الامة العاصية المفتونة بعد نبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد تركهم الامام الذي نصبه نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم فلن يقبل الله تبارك تعالى لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله عزوجل من حيث أمرهم ويتولوا الامام الذي أمروا بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله عزوجل ورسوله لهم، يا أبا محمد إن الله افترض على امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خمس فرائض: الصلاة والزكاة والصيام الحج وولايتنا فرخص لهم في أشياء من الفرائض الاربعة(٢) ولم يرخص لاحدمن المسلمين في ترك ولايتنا لا والله ما فيها رخصة.

٤٠٠ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي إسحاق الجرجاني، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن الله عزوجل جعل لمن جعل له سلطانا أجلا ومدة من ليال وأيام وسنين وشهور فإن عدلوا في الناس أمر الله عزوجل صاحب الفلك أن يبطئ بادارته فطالت أيامهم ولياليهم وسنينهم وشهورهم وإن جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله تبارك وتعالى صاحب الفلك فأسرع بادارته فقصرت لياليهم وايامهم وسنينهم وشهورهم وقد وفالهم عزوجل بعدد الليالي والشهور.

٤٠١ - أبو علي الاشعري، عن بعض أصحابه، عن محمد بن الفضيل، عن العرزمي قال: كنت مع أبي عبدالله (ع) جالسا في الحجر تحت الميزاب ورجل تخاصم رجلا وأحدهما يقول لصاحبه: والله ما تدري من أينتهب الريح، فلما أكثر عليه قال أبوعبدالله (ع): فهل تدري أنت؟ قال: لا ولكني أسمع الناس يقولون.

فقلت أنا

____________________

(١) اي لا تجعلوني عرضة لايذاء الخليفة واضرارة باتماعكم على وسؤالكم عني؛ (آت)

(٢) كقصر الصلاة وتركها لفاقد الطهورين على القول به وللحائض والنفساء وترك كثير من اركانها في حال الضرورة والخوف والقتال وكترك الصيام في السفر والمرض والكبر وكترك الحج والزكاة مع عدم الاستطاعة والمال ولم يرخص في ترك الولاية في حال من الاحوال؛ (آت)

(٣) قد مر نحوه تحت رقم ١٥٧. ص مع توجيهه.

١٧٣

لابي عبدالله (ع): جعلت من أين تهب الريح؟ فقال: إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي(١) فإذا أراد الله عزوجل أن يخرج منها شيئا أخرجه أما جنوب فجنوب وأما شمال فشمال وصبا فصبا ودبور فدبور ثم قال: من آية ذلك أنك لا تزال ترى هذا الركن متحركا أبدا في الشتاء والصيف والليل والنهار.

٤٠٢ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم [عن أبيه] جميعا، عن ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي عبدالله (ع) قال: ليس خلق أكثر من الملائكة إنه لينزل كل ليلة من السماء سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام ليلتهم و كذلك في كل يوم(٢) .

٤٠٣ - حدثنا ابن محبوب، عن عبدالله بن طلحة رفعه قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الملائكة على ثلاثة أجزاء: جزء له جناحان وجزء له ثلاثة أجنحة وجزء له أربعة أجنحة ٤٠٤ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن ميسرة، عن الحكم بن عتيبة، عن أبي جعفر (ع) قال: إن في الجنة نهرا يغتمس فيه جبرئيل (ع) كل غداة ثم يخرج منه فينتفض فيخلق الله عزوجل من كل قطرة تقطر منه ملكا.

٤٠٥ - عنه، عن بعض أصحابه، عن زياد القندي، عن، درست بن أبي منصور، عن رجل، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن لله عزوجل ملكا ما بين شحمة اذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة عام خفقان الطير(٣) .

٤٠٦ - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن أبي جعفر (ع) قال: إن لله عزوجل ديكا رجلاه في الارض السابعة وعنقه مثبتة تحت العرش وجناحاه في الهوى إلذا كان في نصف الليل أو الثلث الثاني من آخر الليل

____________________

(١) يحتمل ان يكون كناية عن قيام الملائكة الذين بهم تهب تلك الرياح فوقه عند ارادة ذلك كما مر؛ (آت) اقول: هذا الخبر على فرض صحة صدوره عنهم صلوات الله عليهم من الاخبار التي امرنا ان نرد علمه اليهمعليهم‌السلام .

(٢) الظاهر عدم تكررهم في كل يوم وكل ليلة كما يدل عليه اخبار اخر؛ (آت)

(٣) خفق الطائر خفوقا: طار.

١٧٤

ضرب بجناحيه وصاح " سبوح قدوس ربنا الله الملك الحق المبين(١) فلا إله غيره رب الملائكة والروح " فتضرب الديكة بأجنحتها وتصيح(٢) .

٤٠٧ - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عمار الساباطي قال قال أبوعبدالله (ع): ما يقول من قبلكم في الحجامة؟ قلت: يزعمون أنها على الريق أفضل منهاعلى الطعام، قال: لا هي على الطعام أدر للعروق وأقوى للبدن(٣) .

٤٠٨ - عنه، عن ابن محبوب، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله (ع) قال: اقرأ آية الكرسي واحتجم أي يوم شئت وتصدق واخرج أي يوم شئت.

٤٠٩ - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن معاوية بن حكيم قال: سمعت عثمان الاحول يقول: سمعت أبا الحسن (ع) يقول: ليس من دواء إلا وهو يهيج داء‌ا وليس شئ في البدن أنفع من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه.

٤١٠ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد رفعه إلى أبي عبدالله (ع) قال: الحمى تخرج في ثلاث: في العرق والبطن والقئ.

٤١١ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن حفص بن عاصم، عن سيف التمار، عن أبي المرهف، عن أبي جعفر (ع) قال: الغبرة على من أثارها، هلك المحاضير قلت: جعلت فداك وما المحاضير(٤) قال: المستعجلون أما إنهم لن يريدوا إلا من يعرض لهم، ثم قال: يا أبا المرهب أما إنهم لم يريدوكم بمجحفة(٥) إلا عرض الله عزوجل لهم بشاغل، ثم نكت أبوجعفر (ع) في الارض ثم

____________________

(١) (المبين) اي مظهر الاشياء بخلقها والمعارف بافاضتها؛ (آت)

(٢) الديكة جمع الديك؛ (آت)

(٣) اي يمتلئ العروق ويخرج منها الدم اكثرمما إذا كان على الريق و (آت)

(٤) (الغبرة على من أثارها) الغبرة بالضم وبالتحريك: الغبار اي يعود ضرر الغبار على من اثاره وهذه تشبيه وتمثيل لبيان ان مثير الفتنة يعود ضررها اليه اكثر من غيره. وقوله: (هلك المحاضير) اي المستعجلون في ظهور دولة الحق قبل أوانها.

(٥) بتقديم الجيم أي الداهية.

١٧٥

قال: يا أبا المرهف ! قلت: لبيك قال: أترى قوما حبسوا أنفسهم على الله عز ذكره لا يجعل الله لهم فرجا؟ بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا.

٤١٢ - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبي عبدالله (ع) فأتاه كتاب أبي مسلم فقال ليس لكتابك جواب اخرج عنا فجعلنا يسار بعضنا بعضا(١) ، فقال: أي شئ تسارون يا فضل إن الله عزوجل ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولازالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقص أجله ثم: قال: إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان، قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟ قال: لاترح الارض يا فضل حتى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا - يقولها ثلاثا - وهو من المحتوم.

٤١٣ - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن علي بن حديد، عن جميل ابن دراج قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن إبليس أكان من الملائكة أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ولا كرامة، فأتيت الطيار فأخبرته بما سمعت فأنكره وقال: وكيف لا يكون من الملائكة؟ والله عزوجل يقول: "( وَ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِکَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ ) (٢) " فدخل عليه الطيار فسأله وأناعنده فقال له: جعلت فداك رأيت قوله عزوجل: " يا أيهاالذين آمنوا " في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون؟ قال: نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.

٤١٤ - عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبدالله (ع) إن رجلا أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إني اصلي فأجعل بعض صلاتي لك، فقال: ذلك خير لك فقال: يا رسول الله فأجعل نصف صلاتي لك، فقال: ذلك أفضل لك، فقال: يا رسول الله فإني أصلي فأجعل كل صلوتي لك فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك، ثم قال أبوعبدالله (ع): إن الله كلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم

____________________

(١) سر الحديث: اصغاؤه وسار مسارة وسرارا.

(٢) الكهف: ٤٩.

١٧٦

يكلفه أحدا من خلقه كلفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه إن لم يجد فئة تقاتل معه ولم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله ولا بعده، ثم تلا هذه الآية "( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُکَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَکَ ) (١) " ثم قال: وجعل الله أن يأخذ له ما أخذ لنفسه(٢) فقال عزوجل: "( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (٣) " وجعلت الصلاة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعشر حسنات(٤) .

٤١٥ - عنه، عن علي بن حديد، عن منصور بن روح، عن فضيل الصايغ(٥) قال: سعت ابا عبدالله (ع) يقول: أنتم والله نور في ظلمات الارض والله إن أهل السماء لينظرون إليكم في ظلمات الارض كما تنظرون أنتم إلى الكوكب الدري في السماء وإن: بعضهم ليقول لبعض: يا فلان عجبا لفلان كيف أصاب هذا الامر وهو قول أبي (ع) والله: ما أعجب ممن هلك(٦) كيف هلك ولكن أعجب ممن نجا كيف نجا.

٤١٦ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن أسباط، عن إبراهيم بن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي عبدالله (ع) قال: من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى(٧) .

____________________

(١) النساء: ٨٣.

(٢) اي يأخذ بالعهد من الخلق في مضاعفة الاعمال لهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ما اخذ في المضاعفة لنفسه او ياخذ العهد بتعظيمه مثل ما اخذ لنفسه.

(٣) الانعام: ١٥٩.

(٤) (جعلت الصلاة) يحتمل وجهين: الاول ان يكون المراد انه جعل تعظيمه والصلاة عليه من طاعاته التي يضاعف لها الثواب عشرة اضعافها. والثاني ان يكونه المراد انه ضاعف لنفسه الصلاة لكونها عبادة له عشرة اضعاف ثم ضاعفها لهصلى‌الله‌عليه‌وآله لكونها متعلقة به لكل حسنة عشرة اضعافها فصارت للصلاة مائة حسنة؛ (آت)

(٥) استظهر الاردبيليرحمه‌الله في جامع الرواة انه هو فصل بن عثمان المرادي.

(٦) ذلك لكون اكثر الخلق كذلك ودواعي الهلاك والضلال كثيرة؛ (آت).

(٧) ذلك اي في بروجها او محاذاة كواكبها؛ (آت)

١٧٧

٤١٧ - عنه، عن ابن فضال، عن عبيس بن هشام، عن عبدالكريم بن عمرو، عن الحكم بن محمد بن القاسم أنه سمع عبدالله بن عطاء يقول: قال أبوجعفر (ع) قم فأسرج دابتين حمارا وبغلا فاسرجت حمارا وبغلا فقدمت إليه البغل ورأيت انه أحبهما إليه، فقال: من أمرك أن تقدم إلي هذا البغل؟ قلت: اخترته لك، قال: وأمرتك أن تختار لي، ثم قال: إن أحب المطايا إلي الحمر، قال: فقدمت إليه الحمار وأمسكت له بالركاب فركب فقال: الحمد لله الذي هدانا بالاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الحمد الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين(١) وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين.

وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له: الصلاة جعلت فداك، فقال: هذا وادي النمل لا يصلى فيه(٢) ، حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك، فقال: هذه الارض مالحة لا يصلى فيها قال: حتى نزل هو من قبل نفسه فقال: لي صليت أو تصلي سبحتك؟(٣) قلت: هذه صلاة تسميها أهل العراق الزوال فقال: أما هؤلاء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب (ع) وهي صلاة الاوابين فصلى وصليت ثم أمسكت له بالركاب ثم قال: مثل ما قال في بدايته ثم قال: اللهم العن المرجئة فإنهم أعداؤنا في الدنيا والآخرة، فقلت له: ما ذكرك جعلت فداك المرجئة؟ فقال: خطروا على بالي.

٤١٨ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبن أبي عمير، وعلي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله (ع) قال: لما أرادت قريش قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت: كيف لنا بأبي لهب؟ فقالت ام جميل: أنا أكفيكموه أنا أقول له: إني احب أن تقعد اليوم في البيت نصطبح فلما أن كان من الغد وتهيأ

____________________

(١) اي مطيقين من اقرن الشئ اذ اطاقه واصله وجد قرينة إذ الصعب لا يكون قرينة لضعيف.

وقوله: (منقلبون) اي راجعون؛ (آت)

(٢) يدل على كراهة الصلاة في الوادي التي تكون فيها قرى النمل كما ذكره الاصحاب وكذا يدل على كراهة الصلاة في الارض السبحة؛ (آت)

(٣) الترديد من الراوي. والسبحة: صلاة النافلة؛ (آت).

(٤) يقال: اصطبح الرجل اي شرب صبوحا.

١٧٨

المشركون للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قعد أبولهب وامرأته يشربان فدعا أبوطالب عليا (ع) فقال له: يا بني اذهب إلى عمك أبي لهب فاستفتح عليه فإن فتح لك فأدخل وإن لم يفتح لك فتحامل على الباب واكسره وادخل عليه فإذا دخلت عليه فقل له: يقول لك أبي: إن امرء‌ا عمه عينه في القوم(١) فليس بذليل، قال فذهب أمير المؤمنين (ع) فوجد الباب مغلقا فاستفتح فلم يفتح له فتحامل على الباب وكسره ودخل فلما رآه أبولهب قال له: ما لك يا ابن أخي؟ فقال له: إن أبي يقول لك: إن امرء‌ا عمه عينه في القوم ليس بذليل فقال له: صدق أبوك فما ذاك يا ابن أخي؟ فقال له: يقتل ابن أخيك وأنت تأكل وتشرب فوثب وأخذ سيفه فتعلقت به ام جميل فرفع يده ولطم وجهها لطمة ففقى عينها، فماتت وهي عوراء وخرج أبولهب ومعه السيف فلما رأته قريش عرفت الغضب في وجهه، فقالت: ما لك يا أبا لهب؟ فقال: ابايعكم على ابن أخي(٢) ثم تريدون قتله واللات والعزى لقد هممت أن أسلم، ثم تنظرون ما أصنع فاعتذورا إليه ورجع.

٤١٩ - عنه، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: كان إبليس يوم بدر يقلل المسلمين في أعين الكفار ويكثر الكفار في أعين المسلمين فشد عليه جبرئيل (ع) بالسيف فهرب منه وهو يقول: يا جيرئيل إني مؤجل، إني مؤجل حتى وقع في البحر قال زرارة: فقلت لابي جعفر (ع): لاي شئ كان يخاف وهو مؤجل قال: يقطع بعض أطرافه.

٤٢٠ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن أبان بن عثمان، عمن حدثه، عن أبي عبدالله (ع) قال: قام رسول الله

____________________

(١) المراد بالعم اما ابولهب او نفسه والاول اظهر اذ الظاهر ان الغرض حمله على الحمية.

(٢) والمراد بالعين السيد والرقيب والحافظ والحاصل ان من كان عمه مثلك سيد القوم وزعيمهم لا ينبغي ان يكون ذليلا بينهم؛ (آت)

(٢) اي على ايذائه وانتم تفرطون في ذلك وتريدون قتله او على محافظته وترك ايذائه والاول اظهر؛ (آت)

(٣) الضمير راجع إلى ابن ابي عمير.

١٧٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله على التل الذي عليه مسجد الفتح في غزوة الاحزاب في ليلة ظلماء قرة(١) فقال: من يذهب فيأتينا بخبرهم وله الجنة؟ فلم يقم أحد، ثم أعادها، فلم يقم أحد، فقال أبوعبدالله (ع) بيده(٢) وما أراد القوم؟ ! أرادوا أفضل من الجنة؟ ! ثم قال: من هذا؟ فقال: حذيفة، فقال: أما تسمع كلامي منذ الليلة ولا تكلم أقبرت فقام حذيفة و هو يقول: القر والضر(٣) جعلني الله فداك منعني أن اجيبك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انطلق حتى تسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم فلما ذهب قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله حتى ترده وقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا حذيفة لا تحدث شيئا حتى تأتيني فأخذ سيفه وقوسه وحجفته(٤) قال حذيفة: فخرجت وما بي من ضر ولا قر فمررت على باب الخندق وقد اعتراه المؤمنون(٥) والكفار، فلما توجه حذيفة قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونادى: يا صريخ المكروبين(٦) ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي قد ترى حالي وحال أصحابي، فنزل عليه جبرئيل (ع) فقال: يا رسول الله إن الله عز ذكره قد سمع مقالتك ودعاء‌ك وقد أجابك وكفاك هول عدوك فجثا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ركبتيه وبسط يديه وأرسل عينيه، ثم قال: شكرا شكرا كما رحمتني ورحمت أصحابي، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد بعث الله عزوجل عليهم ريحا من السماء الدنيا فيها حصى وريحا من السماء الرابعة فيها جندل(٧) .

قال حذيفة: فخرجت فإذا أنا بنيران القوم وأقبل جند الله الاول ريح فيها حصى فماتركت لهم نارا إلا أذرتها ولاخباء‌ا إلا طرحته ولا رمحا إلا ألقته حتى جعلوا

____________________

(١) اي باردة.

(٢) اي اشار او حرك يده على وجه التعجب؛ (آت)

(٣) (اقبرت) في بعض النسخ (اقترب) وقوله: (القر) بالضم: البرد. والضر: سوء الحال.

(٤) يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب: حجفة ودرقة؛ (الصحاح).

(٥) عراه: اتاه واعتراه مثله.

(٦) اي ارسل ماء هما بالبكاء.

(٧) الجندل: الحجارة وهي اكبر من الحصى.

(٨) ذرت الحب والملح الدواء اذره ذرا: فرقته. واذريت الشئ إذا ألقية كالقاء‌ك الحب للزرع.

والخباء واحد الاخبية من وبر أو صوف ولا يكون من شعر وهو على عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت؛ (الصحاح).

١٨٠