حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء ١

حياة أمير المؤمنين عن لسانه0%

حياة أمير المؤمنين عن لسانه مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 332

حياة أمير المؤمنين عن لسانه

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مؤسسة النشر الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 332
المشاهدات: 203835
تحميل: 4620


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 332 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 203835 / تحميل: 4620
الحجم الحجم الحجم
حياة أمير المؤمنين عن لسانه

حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الفصل الرابع: انه(ع) أحب الناس الى رسول الله(ص)

١ - قال رسول الله(ص): اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي من هذا الطير.

٢ - قال رسول الله(ص): اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي.

٣ - يا رسول الله أي الخلق أحب اليك؟

٤ - أنا أحبكم اليه، و أوثقكم في نفسه.

٥ - ان الله تعالى يحب عليا.

٦ - لما بصر[رسول الله(ص) ]بي تهلل وجهه و تبسم.

٧ - خلقت يا علي من شجرة خلقت منها.

٨ - قال رسول الله(ص): أو ما علمت أن عليا مني و أنا منه.

٩ - مرضت مرة مرضا فعادني رسول الله(ص).

١٠ - اللهم بحق علي عبدك اغفر لعلي.

١١ - مه يا عائشة، لا تؤذيني في علي.

١٢ - سأذكر اشياء حقدتها(عائشة) علي.

*تكملة

٨١

١ - قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي من هذا الطير.

من كلام لهعليه‌السلام يبين فيه خبر الطير.

عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام أنه قال: «كنت أنا و رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المسجد بعد أن صلى الفجر، ثم نهض و نهضت معه، و كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اذا أراد أن يتجه الى موضع أعلمني بذلك، و كان إذا أبطأ في ذلك الموضع صرت اليه لأعرف خبره، لانه لا يتصابر قلبي على فراقه ساعة، فقال لي: أنا متجه الى بيت عائشة، فمضى، و مضيت الى بيت فاطمة الزهراء، فلم أزل مع الحسن و الحسين، فأنا و هي مسروران بهما.

ثم اني نهضت و صرت الى باب عائشة، فطرقت الباب، فقالت لي عائشة: من هذا؟

فقلت لها: أنا علي.

فقالت: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله راقد، فانصرفت، ثم

٨٢

قلت: النبي راقد و عائشة في الدار! فرجعت و طرقت الباب، فقالت لي عائشة: من هذا؟

فقلت لها: أنا علي.

فقالت: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على حاجة، فانثيت(١) مستحييا من دقي الباب، و وجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبرا، فرجعت مسرعا، فدققت الباب دقا عنيفا، فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت: أنا علي، فسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لها: يا عائشة، افتحي له الباب، ففتحت و دخلت.

فقال لي: اقعد يا أبا الحسن، احدثك بما أنا فيه، أو تحدثني بابطائك عني؟

فقلت: يا رسول الله، حدثني، فان حديثك أحسن.

فقال: يا أبا الحسن، كنت في أمر كتمته من ألم الجوع، فلما دخلت بيت عائشة و أطلت القعود ليس عندها شي ء تأتي به، مددت يدي، و سألت الله القريب المجيب، فهبط علي حبيبي جبرئيلعليه‌السلام و معه هذا الطير، - و وضع اصبعه على طائر بين يديه - فقال: إن الله عز و جل أوحى الي أن آخذ هذا الطير - و هو أطيب طعام في الجنة - فآتيك به يا محمد، فحمدت الله عز و جل كثيرا، و عرج جبرئيل، فرفعت يدي الى السماء فقلت: اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي من هذا الطير،

____________________

(١) اي انصرفت.

٨٣

فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب، فرفعت يدي ثم قلت: اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني، و تحبه و احبه، يأكل معي من هذا الطير، فسمعت طرق الباب و ارتفاع صوتك، فقلت لعائشة: أدخلي عليا، فدخلت، فلم ازل حامدا لله حتى بلغت الي، إذ كنت تحب الله و تحبني، و يحبك الله و احبك، فكل يا علي.

فلما أكلت أنا و النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الطائر قال لي: يا علي، حدثني، فقلت: يا رسول الله، لم ازل منذ فارقتك أنا و فاطمة و الحسن و الحسين مسرورين جميعا، ثم نهضت اريدك، فجئت فطرقت الباب، فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت: أنا علي، فقالت: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله راقد، فانصرفت، فلما صرت الى بعض الطريق الذي سلكته رجعت فقلت: النبي راقد و عائشة في الدار؟ لا يكون هذا!! فجئت فطرقت الباب، فقالت لي: من هذا؟ فقلت لها: أنا علي، فقالت: إن النبي على حاجة، فانصرفت مستحييا، فلما انتهيت الى الموضع الذي رجعت منه أول مرة وجدت في قلبي ما لا استطيع عليه صبرا، و قلت: النبي على حاجة و عائشة في الدار! فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله، فسمعتك يا رسول الله و أنت تقول لها: أدخلي عليا.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أبى الله إلا أن يكون الامر

٨٤

هكذا، يا حميراء ما حملك على هذا؟

فقالت: يا رسول الله، اشتهيت أن يكون أبي يأكل من الطير.

فقال لها: ما هو بأول ضغن بينك و بين علي، و قد وقفت على ما في قلبك لعلي، لتقاتلينه!

فقالت: يا رسول الله و تكون النساء يقاتلن الرجال؟!

فقال لها: يا عائشة، انك لتقاتلين عليا، و يصحبك و يدعوك الى هذا نفر من أصحابي، فيحملونك عليه، و ليكونن في قتالك له أمر، يتحدث به الاولون و الآخرون، و علامة ذلك أنك تركبين الشيطان، ثم تبتلين قبل أن تبلغي الى الموضع الذي يقصد بك اليه، فتنبح عليك كلاب الحوأب، فتسألين الرجوع فيشهد عندك قسامة(١) أربعين رجلا ما هي كلاب الحوأب، فتصيرين الى بلد أهله أنصارك، هو أبعد بلاد على الأرض من السماء، و أقربها الى الماء و لترجعن و أنت صاغرة غير بالغة ما تريدين، و يكون هذا الذي يردك مع من يثق به من أصحابه، إنه لك خير منك له، و لينذرنك بما يكون الفراق بيني و بينك في الآخرة و كل من فرق علي بيني و بينه بعد وفاتي ففراقه جائز.

فقالت: يا رسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني.

فقال لها: هيهات هيهات، و الذي نفسي بيده ليكونن ما قلت

____________________

(١) القسامة: الجماعة يحلفون على الشي ء و يأخذونه.

٨٥

حق، كأني أراه.

ثم قال لي: قم يا علي، فقد وجبت صلاة الظهر، حتى آمر بلالا بالأذان، فأذن بلال و أقام الصلاة، و صلى و صليت معه».

*الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٤٦٨ الرقم ١١١، بحار الانوار ج ٣٨ ص. ٣٤٨

٨٦

٢ - قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي.

من كلام لهعليه‌السلام في حديث المناشدة:

«نشدتكم بالله، أ فيكم أحد أحب الى الله و الى رسوله مني، إذ دفع الراية الي يوم خيبر، فقال: لاعطين الراية الى من يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله؟ و يوم الطائر إذ يقول: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي، فجئت فقال: اللهم والى رسولك، اللهم والى رسولك، غيري؟».

قالوا: اللهم لا.

*تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ ص ١١٦ الرقم ١١٤٠، الخصال للصدوق ج ٢ ص ٥٥٤ الرقم ٣١، المسترشد ص ٥٧، الامالي للطوسي ص ٣٣٣ الرقم ٦٦٨ و ص ٥٤٦ الرقم ١١٦٨، مناقب ابن المغازلي ص ١١٥ الرقم ١٥٥، مناقب الخوارزمي ص ٢٢٢ و ص ٢٢٥، الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٢٤ الرقم ٥٥، فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٢ الرقم ٢٥١، كشف اليقين ص ٤٢٣، الفصول المهمة ص ١٩ و. ٢٠

٨٧

٣ - يا رسول الله، أي الخلق أحب اليك؟

و من كلام لهعليه‌السلام في بيان جواب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لسائل سأله.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«أتى رجل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، أي الخلق أحب اليك؟

فقال رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله - و أنا الى جنبه -: هذاو ابناه و امهما، هم مني و أنا منهم، و هم معي في الجنة هكذا، - و جمع بين أصبعيه - ».

*الامالي للطوسي ص ٤٥٢ الرقم ١٠٠٧، بحار الانوار ج ٣٧ ص ٤٤ الرقم. ٢١

٨٨

٤ - أنا أحبكم اليه، و أوثقكم في نفسه.

عن الامام جعفر بن محمد، عن ابيهعليهما‌السلام ، عن ابن عباس، قال: نظر علي بن ابي طالبعليه‌السلام في وجوه الناس فقال:

«... و لقد عرفتم إنا ما خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مخرجا قط إلا رجعنا و أنا أحبكم اليه، و أوثقكم في نفسه، و أشدكم نكاية للعدو، و أثرا في العدو. و لقد رأيتم بعثه اياي ببراءة.

و لقد آخى بين المسلمين، فما اختار لنفسه أحدا غيري، و لقد قال لي: أنت أخي و أنا اخوك في الدنيا و الآخرة.

و لقد أخرج الناس من المسجد و تركني.

و لقد قال لي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي».

*مناقب ابن المغازلي ص ١١١ الرقم ١٥٤، بحار الأنوار ج ٣٨ ص. ٢٤٠

٨٩

٥ - إن الله تعالى يحب عليا.

من خطبة لهعليه‌السلام يوم الشورى:

«فانشدكم الله، هل تعلمون أن جبرئيل نزل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تحب عليا، و تحب من يحبه، فان الله تعالى يحب عليا، و يحب من يحب عليا؟». قالوا: اللهم نعم.

*مناقب الخوارزمي ص ٢١٣ الرقم ١٨، غاية المرام الباب ٢٠ الرقم ٦٩ ص ١١٨، بحار الأنوار ج ١٨ ص. ٣٩٩

٩٠

٦ - لما بصر[رسول الله(ص) ]بي تهلل وجهه و تبسم.

من كلام لهعليه‌السلام عند دخوله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قبا، و فيه ذكر لبعض فضائلهعليه‌السلام بلسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عن موسى بن جعفر عن آبائهعليهم‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:

«دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و هو في قبا - و عنده نفر من أصحابه - فلما بصر بي تهلل وجهه و تبسم، حتى نظرت الى بياض أسنانه تبرق، ثم قال: الي يا علي، الي يا علي.

فما زال يدنيني حتى الصق فخذي بفخذه، ثم أقبل على أصحابه، فقال: معاشر أصحابي، أقبلت اليكم الرحمة باقبال علي أخي اليكم، معاشر أصحابي، إن عليا مني و أنا من علي، روحه من روحي، و طينته من طينتي، و هو أخي و وصيي و خليفتي على أمتي في حياتي و بعد موتي، من أطاعه أطاعني، و من وافقه وافقني، و من خالفه خالفني».

*الامالي للصدوق المجلس ١٩ الرقم ١٠، بحار الانوار ج ٤٠ ص ٤ الرقم. ٦

٩١

٧ - خلقت يا علي من شجرة خلقت منها

عن الرضا، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال:

«قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خلقت يا علي من شجرة خلقت منها، أنا أصلها، و أنت فرعها، و الحسين و الحسن أغصانها، و محبونا ورقها، فمن تعلق بشي ء منها أدخله الله S >عز و جل الجنة».

*عيون أخبار الرضا(ع) ج ٢ ص ٦٠ الرقم ٢٣٣، بحار الانوار ج ٣٥ ص ٢٥، بحار الانوار ج ٣٧ ص ٣٨ الرقم. ٧

٩٢

٨ - قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أو ما علمت أن عليا مني و أنا منه.

قال عليعليه‌السلام :

«اهدي الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قنوموز(١) - فجعل يقشر الموزة و يجعلها في فمي.

فقال له قائل: إنك تحب عليا؟

قال: أو ما علمت أن عليا مني و أنا منه».

*مناقب آل ابي طالب ج ٢ ص ٦٠، كشف الغمة ج ١ ص ٩٦، بحار الانوار ج ٣٨ ص ٢٩٨ و ج ٣٩ ص. ٢٧٥

____________________

(١) القنو: العذق، و هو من النخل كالعنقود من العنب.

٩٣

٩ - مرضت مرة مرضا فعادني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال عليعليه‌السلام :

«مرضت مرة مرضا فعادني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدخل علي و أنا مضطجع، فأتى الى جنبي، ثم سجاني بثوبه، فلما رآني قد ضعفت قام الى المسجد يصلي، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني ثم قال: «قم يا علي، فقد برأت».

فقمت فكأني ما اشتكيت قبل ذلك، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما سألت ربي شيئا إلا أعطاني، و ما سألت شيئا إلا سألت لك مثله».

*تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٢٧٧ الرقم ٨٠٧ و ٨٠٦ و ٨٠٥، الخصائص للنسائي ص ١٢٥ الرقم ١٤١، مناقب ابن المغازلي ص ١٣٥ الرقم ١٧٨، كشف الغمة ج ١ ص ٢٩٥، فرائد السمطين ج ١ الرقم ١٧١، كشف اليقين ص ٨٠، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١١٠، كنز العمال ج ١٣ ص ١١٣ الرقم ٣٦٣٦٨ و ج ١٣ ص ١٧٠ الرقم ٣٦٥١٣، بحار الانوار ج ٣٨ ص. ٣٠٩

٩٤

١٠ - اللهم بحق علي عبدك اغفر لعلي.

من كلام لهعليه‌السلام يصف نفسه عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . «أنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كالعضد من المنكب، و كالذراع من العضد، و كالكف من الذراع. رباني صغيرا، و آخاني كبيرا، و قد علمتم أني كان لي منه مجلس سر لا يطلع عليه غيري، و أنه أوصى إلي دون أصحابه و أهل بيته، و لأقولن ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم، سألته مرة أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: أفعل، ثم قام فصلى، فلما رفع يده للدعاء استمعت اليه فاذا هو قائل: «اللهم بحق علي عبدك اغفر لعلي».

فقلت: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: أو احد أكرم منك عليه فاستشفع به اليه؟».

*حكم منثورة لابن ابي الحديد ص. ٤٠

٩٥

١١ - مه يا عائشة، لا تؤذيني في علي.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و عنده أبو بكر و عمر، فجلست بينه و بين عائشة، فقالت لي عائشة: ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله؟

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : مه يا عائشة، لا تؤذيني في علي، فانه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة و هو أمير المؤمنين يجعله الله يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنة و أعداءه النار».

*الامالي للطوسي ص ٢٩٠ الرقم ٥٦٢، كشف اليقين ص ٥٨، بحار الانوار ج ٣٩ ص ١٩٤ و ج ٣٧ ص. ٣٠٢

٩٦

١٢ - سأذكر أشياء حقدتها[عائشة ]علي.

سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن السبب الذي دعا عائشة الى المظاهرة عليه؟

فقال(ع): سأذكر أشياء حقدتها علي، و ليس لي في واحد منها ذنب اليها، و لكنها تجرمت بها علي.

٩٧

أحدها: تفضيل رسول الله لي على أبيها، و تقديمه إياي في مواطن الخير عليه، فكانت تضطغن ذلك، و يصعب عليها، و تعرفه منه، و تتبع رأيه فيه.

و ثانيها: لما آخى بين أصحابه، آخى بين أبيها و عمر بن الخطاب، و اختصني باخوته، غلظ ذلك عليها، و حسدتني لسعدي منه.

و ثالثها: أنه أوصى صلوات الله عليه بسد أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلا بابي، فلما سد باب أبيها و صاحبه و ترك بابي مفتوحا في المسجد تكلم في ذلك بعض أهله، فقال صلوات الله عليه: ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي، بل الله عز و جل سد أبوابكم و فتح بابه.

فغضب لذلك أبو بكر، و عظم عليه، و تكلم في أهله بشي ء سمعته منه ابنته، فاضطغنته علي.

و كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى أباها الراية يوم خيبر، و أمره أن لا يرجع حتى يفتح أو يقتل، فلم يلبث لذلك و انهزم، فأعطاها في الغد عمر بن الخطاب، و أمره بمثل ما أمر صاحبه، فانهزم و لم يلبث، فساء رسول الله ذلك، و قال لهم ظاهرا معلنا: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يده، فأعطاني الراية، فصبرت حتى فتح الله على يدي، فغم

٩٨

ذلك أباها و أحزنه، فاضطغنه علي، و مالي اليه ذنب في ذلك، فحقدت لحقد أبيها.

و بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أباها ليؤدي سورة براءة، و أمره أن ينبذ العهد للمشركين، فمضى حتى الجرف، فأوحى الله الى نبيه أن يرده و يأخذ الآيات فيسلمها الي، فعرف أباها باذن الله عز و جل، و كان فيما أوحى الله عز و جل اليه: إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك. و كنت من رسول الله و كان مني، فاضطغن لذلك علي أيضا، و اتبعته عائشة في رأيه.

و كانت عائشة، تمقت خديجة بنت خويلد، و تشنؤها شنآن الضرائر، و كانت تعرف مكانها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيثقل ذلك عليها، و تعدى مقتها الى ابنتها فاطمة، فتمقتني و تمقت فاطمة و خديجة! و هذا معروف في الضرائر.

و لقد دخلت على رسول الله ذات يوم قبل أن يضرب الحجاب على أزواجه، و كانت عائشة بقرب رسول الله، فلما رآني رحب بي، و قال: ادن مني يا علي. و لم يزل يدنيني حتى أجلسني بينه و بينها، فغلظ ذلك عليها، فاقبلت الي و قالت بسوء رأي النساء و تسرعهن الى الخطاب: ما وجدت لاستك يا علي موضعا غير موضع فخذي!

فزبرها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و قال لها: ألعلي تقولين

٩٩

هذا؟ إنه و الله أول من آمن بي و صدقني، و أول الخلق ورودا علي الحوض، و هو آخر الناس بي عهدا، لا يبغضه أحد إلا أكبه الله على منخره في النار. فازدادت بذلك غيظا علي.

و لما رميت بما رميت اشتد ذلك على النبي، فاستشارني في أمرها، فقلت: يا رسول الله، سل جاريتها بريرة و استبرى ء الحال منها، فان وجدت عليها شيئا فخل سبيلها، فالنساء كثيرة.

فأمرني أن أتولى مسألة بريرة، و أن استبرى ء الحال منها، ففعلت ذلك، فحقدت علي، و الله ما أردت بها سوءا، لكني نصحت لله و لرسوله.

و أمثال ما ذكرت كثيرة، فان شئتم فاسألوها ما الذي نقمت علي حتى خرجت مع الناكثين لبيعتي؟ و سفكت دماء شيعتي؟...».

*كتاب الجمل للمفيد ص. ٢١٨

١٠٠