حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء ٢

حياة أمير المؤمنين عن لسانه0%

حياة أمير المؤمنين عن لسانه مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 491

حياة أمير المؤمنين عن لسانه

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مؤسسة النشر الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 491
المشاهدات: 323519
تحميل: 5239


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 323519 / تحميل: 5239
الحجم الحجم الحجم
حياة أمير المؤمنين عن لسانه

حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٧- إن لي بستة من الأنبياء اسوة.

احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا:ما بال أمير المؤمنينعليه‌السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة و الزبير و عائشة و معاوية؟فبلغ ذلك علياعليه‌السلام ،فأمر أن ينادي بالصلاة جامعة،فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله و اثنى عليه ثم قال:«معاشر الناس،إنه بلغني عنكم كذا و كذا».قالوا:صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك.قالعليه‌السلام :

«فإن لي بستة من الأنبياء أسوة فيما فعلت،قال الله عز و جل في‏كتابه:( لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (١) ».

قالوا:و من هم يا أمير المؤمنين؟قالعليه‌السلام :

«أولهم إبراهيمعليه‌السلام إذ قال لقومه:( وَ أَعْتَزِلُکُمْ وَ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (٢) فإن قلتم إن إبراهيم إعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم،و إن قلتم إعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي اعذر.

ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه:( لَوْ أَنَّ لِي بِکُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُکْنٍ شَدِيدٍ ) (٣) ،فإن قلتم إن لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم،و إن قلتم لم يكن له قوة فالوصي أعذر.

ولي بيوسفعليه‌السلام أسوة إذ قال:( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (٤) فإن قلتم فإن قلتم إن يوسف دعا ربه و سأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم،و إن قلتم إنه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر.

ولي بموسىعليه‌السلام أسوة إذ قال:( فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ ) (٥) فإن قلتم إن موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم،و إن قلتم إن موسى خاف منهم فالوصي أعذر.

ولي بأخي هارونعليه‌السلام اسوة إذ قال لأخيه:( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ کَادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٦) فإن قلتم لم يستضعفوه و لم يشرفوا على قتله فقد كفرتم،و إن قلتم استضعفوه و أشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر.ولي بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أسوة حين فر من قومه و بالغار من خوفهم و أنامني على فراشه،فإن قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم،و إن قلتم خافهم و أنامني على فراشه و لحق هو بالغار من خوفهم فالوصي أعذر».

ولي بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله اسوة حين قرّ من قومه و بالغار من خوفهم و أنا مني على فراشه، فإن قلتم فرّ من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم، و إن قلتم خافهم و أنا مني على فراشه و لحق هو بالغار من خوفهم فالوصيّ أعذر.

*علل الشرايع للصدوق الباب ١٢٢ الحديث ٧ ص ١٧٨،اثبات الوصية للمسعودي ص ١٤٦،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٤٤٦،بحار الانوار ج ٢٨ ص ٣٠٨،و ج ٢٩ ص ٤١٧ الرقم ١،و ص ٤٣٨ الرقم .٢٩

____________________

(١)الاحزاب: .٢١

(٢)مريم: .٤٨

(٣)هود: .٨٠

(٤)يوسف: .٣٣

(٥)الشعراء: .٢١

(٦)الاعراف: .١٥٠

٢٤١

٢٤٢

الفصل الرابع: الصبر...من أجل وحدة المسلمين

١-المسكت يدي و رأيت أني أحق بمقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس.

٢- رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام.

٣-اطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا.

٤- خشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما.

٥- لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين لكنا على غير ما كنا.

٦- رأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين.

٧-الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون.

٨- لم أحب أن أشق عصا المسلمون.

٩- فهذا عذري.

١٠- صبرت و في العين قذى و في الحلق شجا.

١١- كظمت غيظي و انتظرت أمر ربي.

١٢- و الله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين.

٢٤٣

١-امسكت يدي و رأيت أني أحق بمقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد فتح مصر،و قتل محمد بن أبي بكر.

«...فلما مضى لسبيلهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،تنازع المسلمون الأمر بعده،فو الله ما كان يلقى في روعي و لا يخطر على بالي أن العرب تعدل هذا الأمر بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أهل بيته،و لا أنهم منحوه عني من بعده.

فما راعني(١) إلا انثيال(٢) الناس على أبي بكر و إجفالهم(٣) إليه ليبايعوه،فأمسكت يدي،و رأيت أني أحق بمقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس ممن تولى الأمر من بعده...».

*شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٦ ص ٩٥،الامامة و السياسة ج ١ ص ١٧٥،الغارات للثقفي ص ٢٠٢،الغدير ج ٧ ص ٨٠- .٨١

____________________

(١)راعني:أفزعني.

(٢)انثيال الناس:انصبابهم.

(٣)أجفل الناس و انجفلوا:ذهبوا مسرعين.

٢٤٤

٢- رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أهل مصر،مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها:«أما بعد،فإن الله سبحانه بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله نذيرا للعالمين،و مهيمنا(١) على المرسلين.فلما مضىعليه‌السلام تنازع المسلمون الأمر من بعده،فو الله ما كان يلقى في روعي(٢) ،و لا يخطر ببالي،أن العرب تزعج هذا الأمر من بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أهل بيته،و لا أنهم منحوه عني من بعده!فما راعني(٣) إلا انثيال الناس(٤) على فلان يبايعونه،فأمسكت يدي(٥) ،حتى رأيت راجعة الناس(٦) قد رجعت عن الإسلام،يدعون إلى محق دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فخشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما(٧) أو هدما،تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل،يزول منها ما كان،كما يزول السراب،أو كما يتقشع السحاب،فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل و زهق،و أطمأن الدين و تنهنه(٨) ».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الكتاب ٦٢ ص .٤٥١

____________________

(١)المهيمن:الشاهد،و النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد برسالة المرسلين الأول.

(٢)الروع- بضم الراء-لقلب،أو موضع الروع منه.

(٣)راعني:أفزعني.

(٤)انثيال الناس:انصبابهم.

(٥)أمسكت يدي:كففتها عن العمل و تركت الناس و شأنهم.

(٦)راجعة الناس:الراجعون منهم.

(٧)ثلما:أي خرقا.

(٨)تنهنه:أي كف.

٢٤٥

٣-اطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا.

قال عامر بن واثلة:كنت على الباب يوم الشورى،فارتفعت الأصوات بينهم،فسمعت علياعليه‌السلام يقول:

«بايع الناس أبا بكر و أنا و الله أولى بالأمر و أحق به،فسمعت و أطعت‏مخافة أن يرجع الناس كفارا،يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف،ثم بايع أبو بكر لعمر و أنا و الله أولى بالأمر منه،فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا،ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان،إذا لا أسمع و لا أطيع.إن عمر جعلني في خمس أنا سادسهم،لأيم الله لا يعرف لي فضل في الصلاح و لا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء،و أيم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربهم و لا عجمهم و لا المعاهد منهم و لا المشرك أن يرد خصلة منها...».

*مناقب الخوارزمي الفصل ١٩ الرقم ٣١٤ ص ٣١٣،تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٣ ص ١١٨ الرقم ١١٤٣،فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٠ الرقم .٢٥١

٢٤٦

٤- خشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام لشيعته:

«...فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن الإسلام تدعوا إلى محو دين محمد و ملة إبراهيمعليهما‌السلام خشيت إن لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما تكون المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل،ثم تزول و تنقشع كما يزول و ينقشع السحاب(١) ،فنهضت مع القوم في تلك الأحداث حتى زهق الباطل،و كانت كلمة الله هي العليا و إن رغم الكافرون...».

*كشف المحجة للسيد بن طاووس،الفصل ١٥٥ ص ٢٤١،الامامة و السياسة لابن قتيبة ج ١ ص ١٧٥،الغارات للثقفي ص ٢٠٢،المسترشد للطبري ص ٧٧،معادن الحكمة لعلم الهدى ج ١ ص ٣٣،بحار الانوار ج ٣٠ ص .٧

____________________

(١)انقشع السحاب:انكشف و زال.و انقشع القوم عن أماكنهم:ابتعدوا عنه.

٢٤٧

٥- لولا مخافة الفرقة بين المسلمين لكنا على غير ما كنا.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في أول إمارته :

«أما بعد،فإنه لما قبض الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلنا:نحن أهله و ورثته و عترته،و أولياؤه دون الناس،لا ينازعنا سلطانه أحد،و لا يطمع في حقنا طامع،إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا،فصارت الإمرة لغيرنا،و صرنا سوقة،يطمع فينا الضعيف،و يتعزز علينا الذليل،فبكت الأعين منا لذلك،و خشنت(١) الصدور،و جزعت النفوس.

و أيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين،و أن يعود الكفر،و يبور الدين،لكنا على غير ما كنا لهم عليه...».

*شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٣٠٧،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٤٥،الجمل للمفيد ص ٢٣٣،الامالي للمفيد المجلس ١٩ الحديث ٦،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٥٧٩ الرقم ١٥،و ص ٦٣٣ الرقم ٤٩،و ج ٣٢ ص ٦١ و ص ١١١ الرقم .٨٦

____________________

(١)خشنت:أي أو غرت.

٢٤٨

٦- رأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين.

لما أراد عليعليه‌السلام المسير إلى البصرة،قام فخطب الناس،فقال بعد أن حمد الله و صلى على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إن الله لما قبض نبيه،استأثرت علينا قريش بالأمر،و دفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة،فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين،و سفك دمائهم،و الناس حديثوا عهد بالإسلام،و الدين يمخض مخض الوطب،يفسده أدنى وهن،و يعكسه أقل خلف،فولي الأمر قوم لم يألوا في أمرهم إجتهادا،ثم انتقلوا إلى دار الجزاء و الله ولي تمحيص سيئاتهم،و العفو عن هفواتهم...».

*شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٣٠٨،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦٣٣ الرقم ٤٨،ج ٣٢ ص ٦٢،الغدير ج ٩ ص .٣٨١

٢٤٩

٧-الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون.

لما نزل أمير المؤمنينعليه‌السلام بذي قار أخذ البيعة على من حضره،ثم تكلم فأكثر من الحمد لله و الثناء عليه و الصلاة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،ثم قال:

«قد جرت أمور صبرنا فيها- و في أعيننا القذى- تسليما لأمر الله تعالى فيما امتحننا به رجاء الثواب على ذلك،و كان الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون و تسفك دماؤهم...».

*الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٤٩،بحار الانوار ج ٣٢ ص ١١٤ الرقم .٩١

٢٥٠

٨- لم أحب أن أشق عصا المسلمين.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام قاله لجمع من المنهزمين في يوم الجمل بالبصرة:

«أنشدكم الله أتعلمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبض و أنا أولى الناس به و بالناس من بعده؟»قلنا:اللهم نعم.قالعليه‌السلام :

«فعدلتم عني و بايعتم أبا بكر،فأمسكت و لم أحب أن أشق عصا المسلمين و أفرق بين جماعاتهم،ثم إن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فكففت و لم أهج الناس،و قد علمت أني كنت أولى الناس بالله و برسوله‏و بمقامه،فصبرت حتى قتل و جعلني سادس ستة،فكففت و لم أحب أن افرق بين المسلمين،ثم بايعتم عثمان...».

*كتاب الجمل للمفيد ص ٢٢٢،الامالي للطوسي المجلس ١٨ الحديث ١٦ ص ٥٠٧،بحار الانوار ج ٣٢ ص ٢٦٣ الرقم .٢٠٠

٢٥١

٩- فهذا عذري.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في جواب الأشعث حين سأله:يا أمير المؤمنين إني سمعتك تقول:ما زلت مظلوما،فما منعك من طلب ظلامتك و الضرب دونها بسيفك؟فقالعليه‌السلام :

«يا أشعث منعني من ذلك ما منع هارونعليه‌السلام إذ قال لأخيه موسىعليه‌السلام :( إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) (١) .

و كان معنى ذلك انه قال له موسى حين مضى لميقات ربه:إن رأيت قومي ضلوا و اتبعوا غيري فنابذهم و جاهدهم،فإن لم تجد أعوانا فاحقن دمك و كف يدك.و كذلك قال لي أخي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،و أنا فلا أخالف أمره و ما ضننت بنفسي عن الموت،فماذا أقول إذا لقيته و قال:ألم آمرك بحقن دمك و كف يدك؟فهذا عذري».

*المسترشد للطبري ص .٦٣

____________________

(١)طه: .٩٤

٢٥٢

١٠- صبرت و في العين قذى و في الحلق شجا.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام قاله في الخطبة الشقشقية:«...و طفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء(١) ،أو أصبر على طخية(٢) عمياء،يهرم فيها الكبير،و يشيب فيها الصغير،و يكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه.

فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى(٣) ،فصبرت و في العين قذى،و في الحلق شجا،أرى تراثي نهبا،حتى مضى الأول لسبيله،فأدلى(٤) بها إلى فلان بعده».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ٣ ص ٤٨،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٨٧،علل الشرائع للصدوق ج ١ الباب ١٢٢ الحديث ١٢ ص ١٨١،الامالي للطوسي المجلس ١٣ الحديث ٥٤ ص ٣٧٢،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٤٥١،تذكرة الخواص لابن الجوزي ص .١١٧

____________________

(١)الجذاء:المقطوعة.

(٢)طخية:الظلمة.

(٣)أحجى:ألزم.

(٤)أدلى بها:ألقى بها.

٢٥٣

١١- كظمت غيظي و انتظرت أمر ربي.

قال زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام :حدثني أبي عن أبيه قال:سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام يخطب الناس،قال في خطبته:

«و الله لقد بايع الناس أبا بكر و أنا أولى الناس بهم مني بقميصي هذا،فكظمت غيظي و انتظرت أمر ربي و ألصقت كلكلي(١) بالأرض،ثم إن أبا بكر هلك و استخلف عمر و قد علم و الله إني أولى الناس بهم مني بقميصي هذا،فكظمت غيضي و انتظرت أمر ربي،ثم إن عمر هلك و قد جعلها شورى فجعلني سادس ستة كسهم الجدة،و قال:اقتلوا الأقل و ما أراد غيري،فكظمت غيظي و انتظرت أمر ربي و ألصقت كلكلي بالأرض،ثم كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان،ثم لم أجدإلا قتالهم أو الكفر بالله».

*الأمالي للمفيد المجلس ١٩،الحديث ٥،بحار الانوار ج ٢٨ ص ٣٧٥،و ج ٢٩ ص ٥٧٨ الرقم .١٤

____________________

(١)الكلكل:الصدر.

٢٥٤

١٢- و الله لاسلمن ما سلمت أمور المسلمين.

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام لما عزموا على بيعة عثمان

«لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري،و و الله لاسلمن ما سملت امور المسلمين،و لم يكن فيها جور إلا علي خاصة،التماسا لأجر ذلك و فضله،و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة ٧٤ ص ١٠٢،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦١٢ الرقم .٢٧

٢٥٥

٢٥٦

الفصل الخامس: مواجهتهعليه‌السلام لفتنة أبي سفيان

١- (أبو سفيان)يحثني على النهوض في أخذ حقي.

٢-بوك(أبو سفيان)أتاني حين ولى الناس أبا بكر.

٣-رجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول.

٤- إنك و الله ما أردت بهذا إلا الفتنة.

٥- مجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه.

٢٥٧

١- (أبو سفيان)يحثني على النهوض في أخذ حقي.

كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في بيان موضع أبي سفيان بعد بيعة الناس أبا بكر:

«...و أبوه(١) بالأمس أول من سلم علي بإمرة المؤمنين،و جعل يحثني على النهوض في أخذ حقي من الماضين قبلي،و يجدد لي بيعته كلما أتاني».

*الخصال للصدوق باب السبعة الحديث ٥٨ ص ٣٧٨،الاختصاص للمفيد،كتاب محنة أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ١٧٦،بحار الانوار ج ٣٨ ص .١٧٩

____________________

(١)أي:أبو معاوية.فالمراد أبو سفيان في أول خلافة أبي بكر.

٢٥٨

٢-ابوك(أبو سفيان)أتاني حين ولى الناس أبا بكر.

من كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى معاوية بن أبي سفيان:

«...و قد كان أبوك أتاني حين ولى الناس أبا بكر فقال:أنت أحق بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الأمر،و أنا زعيم لك بذلك على من خالف عليك،أبسط يدك أبايعك،فلم أفعل.و أنت تعلم أن أباك قد كان قال ذلك و أراده حتى كنت أنا الذي أبيت،لقرب عهد الناس بالكفر،مخافة الفرقة بين أهل الإسلام،فأبوك كان أعرف بحقي منك،فإن تعرف من حقي ما كان يعرف أبوك تصب رشدك،و إن لم تفعل فسيغني الله عنك و السلام».

*وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٩١،أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ ص ٢٨١،العقد الفريد ج ٤ ص ٣٣٦،مناقب الخوارزمي ص ٢٥٤،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٥ ص ٧٨،بحار الانوار ج ٢٩ ص ٦٣٢ الرقم .٤٧

٢٥٩

٣-ارجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول.

قد كان أبو سفيان جاء إلى باب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و عليعليه‌السلام و العباس متوفران على النظر في أمره فنادى:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم

و لا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكم و إليكم

و ليس لها إلا أبو حسن علي

أبا حسن فاشدد بها كف حازم

فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي

‏ثم نادى بأعلى صوته:يا بني هاشم،يا بني عبد مناف،أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل الرذل بن الرذل،أما و الله لئن شئتم لاملأنها خيلا و رجلا.

فناداه أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«إرجع يا أبا سفيان،فو الله ما تريد الله بما تقول،و ما زلت تكيد الإسلام و أهله،و نحن مشاغيل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و على كل امرئ ما اكتسب و هو ولي ما احتقب».

فانصرف أبو سفيان إلى المسجد فوجد بني امية مجتمعين فيه فحرضهم على الأمر فلم ينهضوا له.

*الارشاد للمفيد ج ١ ص ١٩٠،بحار الانوار ج ٢٢ ص ٥٢٠ الرقم .٢٧

٢٦٠