شرح حكم نهج البلاغة

شرح حكم نهج البلاغة0%

شرح حكم نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 313

  • البداية
  • السابق
  • 313 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64089 / تحميل: 5224
الحجم الحجم الحجم
شرح حكم نهج البلاغة

شرح حكم نهج البلاغة

مؤلف:
العربية

الوازع عن الشي‏ء: الكافّ عنه، و المانع منه، و الجمع: وزعة، مثل قاتل و قتلة.(١) و قد قيل هذا المعنى كثيرا، قالوا: لا بدّ للناس من وزعة.(٢)

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٩ ٢٤٤.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٩ ٢٤٤.

١٢١

١٢٢

حرف الشين

١٤٣ الشّفيع جناح الطّالب.(١) استعار له لفظ الجناح باعتبار كونه وسيلة له إلى مطلوبه كجناح الطائر.

١٤٤ شتّان بين(٢) عملين: عمل تذهب لذّته و تبقى تبعته، و عمل تذهب مؤونته و يبقى أجره.(٣) شتّان بين العملين: أي بعد ما بينهما. و الأوّل: العمل للدنيا، و تبعته هو ما يتبعه من الشقاوة الأخرويّة. و الثاني: عمل الآخرة، و ظاهر أنّ فيهما فرقا عظيما و بونا بعيدا.

____________________

(١) نهج البلاغة، الحكمة ٦٣.

(٢) في النهج: ما بين.

(٣) نهج البلاغة، الحكمة ١٢١.

١٢٣

١٤٥ شاركوا الّذين قد أقبل عليهم الرّزق ١، فإنّه أخلق للغنى،

و أجدر بإقبال الحظّ.(٢) أخلق و أجدر: أي أولى. و لمّا كان إقبال الرزق بتوافق أسبابه في حقّ من أقبل عليه، كانت مشاركته مظنّة إقبال حظّ الشريك، و إقبال الرزق عليه بمشاركته.

١٤٦ شرّ الإخوان من تكلّف له.(٣) أي من أحوج إلى الكلفة له. و ذلك لأنّ الإخاء الصادق بينهما يوجب الانبساط و ترك التكلّف، فإذا احتيج إلى التكلّف له فقد دلّ ذلك على أن ليس هناك إخاء صادق، و من ليس بأخ صادق فهو من شرّ الإخوان.

____________________

(١) في النهج: شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق.

(٢) في نهج البلاغة، الحكمة ٢٣٠: بإقبال الحظّ عليه.

(٣) نهج البلاغة، الحكمة ٤٧٩.

قال الرضيّ (ره): لأنّ التكليف مستلزم للمشقّة، و هو شرّ لازم عن الأخ المتكلّف له، فهو شرّ الإخوان. (نهج البلاغة، ص ٥٥٩).

١٢٤

حرف الصاد

١٤٧ الصّبر صبران: صبر على ما تكره، و صبر عمّا تحبّ.(١) النوع الأوّل أشقّ من النوع الثاني، لأنّ الأوّل صبر على مضرّة نازلة، و الثاني صبر على محبوب متوقّع لم يحصل.

سئل بزرجمهر في بليّته عن حاله، فقال: هوّن عليّ ما أنا فيه فكري في أربعة أشياء: أوّلها أنّي قلت: القضاء و القدر لا بدّ من جريانهما، و الثاني أنّي قلت: إن لم أصبر فما أصنع و الثالث أنّي قلت:

قد كان يجوز أن تكون المحنة أشدّ من هذه و الرابع أنّي قلت: لعلّ الفرج قريب(٢) ١٤٨ الصّلاة قربان كلّ تقيّ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف. و لكلّ شي‏ء

____________________

(١) نهج البلاغة، الحكمة ٥٥.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ١٨٩.

١٢٥

زكاة، و زكاة البدن الصّوم ١، و جهاد المرأة حسن التّبعّل.(٢) إنّما كان الحجّ جهاد الضعيف لما فيه من مشقّة السفر، و مجاهدة الطبيعة، و مقاومة النفس الأمّارة بالسوء، و خصّ الضعيف بذلك لأنّ للقويّ جهاد آخر هو المشهور.

و أمّا أنّ الصوم زكاة البدن، فلما فيه من تنقيص قوّته و كسر شهوته لغاية طاعة اللّه و الثواب الأخرويّ، كما أنّ الزكاة تنقيص في المال مستلزم لزيادة الثواب في الآخرة.

و أمّا أنّ جهاد المرأة حسن التبعّل، فمعناه حسن معاشرة بعلها و حفظ ماله و عرضه، و طاعته فيما يأمر به و ينهى عنه، و ترك الغيرة و نحو ذلك.

قيل: أوصت امرأة ابنتها و قد أهدتها إلى بعلها فقالت: كوني له فراشا، يكن لك معاشا، و كوني له وطاء، يكن لك غطاء، و إيّاك و الإكتئاب إذا كان فرحا، و الفرح إذا كان كئيبا، و لا يطّلعنّ منك على قبيح، و لا يشمّنّ منك إلاّ طيّب ريح.(٣) ١٤٩ صحّة الجسد من قلّة الحسد.(٤)

____________________

(١) في النهج: الصيام.

(٢) نهج البلاغة، الحكمة ١٣٦.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٣٣٣.

(٤) نهج البلاغة، الحكمة ٢٥٦.

١٢٦

معناه أنّ القليل الحسد لا يزال معا في بدنه، و الكثير الحسد يمرضه ما يجده في نفسه من مضاضة المنافسة، و ما يتجرّعه من الغيظ،

و مزاج البدن يتبع أحوال النفس.

و لقد أحسن الشيخ الشيرازيّ:(١)

الا تا نخواهى بلا بر حسود

كه آن بخت برگشته خود در بلاست

چه حاجت كه با او كنى دشمنى

كه او را چنين دشمنى در قفاست

١٥٠ صاحب السّلطان كراكب الأسد: يغبط بموقعه، و هو أعلم بموضعه.(٢) أي يتمنّى موقعه و هو يعلم أنّه في غاية من المخاطرة بالنفس و التعزير بها.

و قريب منه قولهم: صاحب السلطان كراكب الأسد يهابه الناس،

و هو لمركوبه أهيب.(٣) ١٥١ صواب الرّأي بالدّول: يقبل بإقبالها، و يدبر بإدبارها [ و يذهب

____________________

(١) كليّات سعدي، ٢٠٩.

(٢) نهج البلاغة، الحكمة ٢٦٣.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٩ ١٤٩.

١٢٧

بذهابها خ ل ].(١) حكي أنّه اجتمع بنو برمك عند يحيى بن خالد في آخر دولتهم و هم يومئذ عشرة، فأداروا بينهم الرأي في أمر فلم يصلح لهم، فقال يحيى: إنّا للّه ذهبت و اللّه دولتنا كنّا في إقبالنا يبرم الواحد منّا عشرة آراء مشكلة في وقت واحد، و اليوم نحن عشرة في أمر غير مشكل،

و لا يصحّ لنا فيه رأي نسأل اللّه حسن الخاتمة.(٢)

____________________

(١) نهج البلاغة، الحكمة ٣٣٩.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٩ ٢٥٤.

١٢٨

حرف الضاد

١٥٢ ضع فخرك، و احطط كبرك، و اذكر قبرك.(١) قيل لحكيم: ما الشي‏ء الذي لا يحسن أن يقال و إن كان فخرا [ صدقا ظ ]؟ قال: مدح الإنسان نفسه.(٢)

____________________

(١) نهج البلاغة، الحكمة ٣٩٨.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٩ ٣٥٣.

١٢٩

١٣٠

حرف الطاء

١٥٣ الطّمع رقّ مؤبّد.(١) استعار لفظ الرقّ للطمع باعتبار ما يستلزمه من التعبّد للمطموع فيه، و الخضوع له كالرقّ، و تأييده باعتبار دوام التعبّد بسببه، فإنّ الطامع دائم العبوديّة لمن يطمع فيه ما دام طامعا.

قال الشاعر:

تعفّف و عش حرّا و لا تك طامعا

فما قطّع الأعناق إلاّ المطامع

٢ و في المثل: أطمع من أشعب ٣، رأى سلاّلا يصنع سلّة، فقال له:

____________________

(١) نهج البلاغة، الحكمة ١٨٠.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٤١٣.

(٣) قال الميداني في مجمع الأمثال ٢ ٣٠١: هو رجل من أهل المدينة، يقال له:

أشعب الطمّاع، و هو أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير، و كنيته أبو العلاء.

١٣١

أوسعها. قال: مالك و ذاك؟ قال: لعلّ صاحبها يهدي لي فيها شيئا.(١) و قيل: لم يكن أطمع من أشعب إلاّ كلبه، رأى صورة القمر في البئر فظنّه رغيفا، فألقى نفسه في البئر يطلبه، فمات.(٢) ١٥٤ الطّامع في وثاق الذّلّ.(٣) قال الشاعر:(٤)

و اليأس إحدى الراحتين و لن ترى

تعبا كظنّ الخائب المكدود

و من الكلمات المشهورة قولهم: عزّ من قنع، و ذلّ من طمع.(٥)

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٤١٣.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٤١٣.

(٣) نهج البلاغة، الحكمة ٢٢٦.

(٤) هو البحتريّ، انظر ديوانه ١ ١٢.

(٥) شرح ابن أبي الحديد ١٩ ٥٠.

١٣٢

حرف الظاء

١٥٥ الظّفر بالحزم، و الحزم بإجالة الرّأي، و الرّأي بتحصين الأسرار.(١) الحزم أن يقدّم العمل في الحوادث الواقعة في باب الإمكان قبل وقوعها بما هو أقرب إلى السلامة، و أبعد من الغرور.

و إجالة الرأي: إعماله. و تحصين الأسرار: كتمانها.

أشار إلى المبدأ القريب للظفر و هو الحزم، و إلى البعيد منها و هو كتمان السرّ، و إلى الوسط منها و هو إجالة الرأي.

قالوا: إذاعة السرّ من قلّة الصبر، و ضيق الصدر، و توصف به ضعفة الرجال و النساء و الصبيان، و السبب في أنّه يصعب كتمان السرّ أنّ للإنسان قوّتين: إحداهما آخذة، و الأخرى معطية، و كلّ واحدة

____________________

(١) نهج البلاغة، الحكمة ٤٨.

١٣٣

منهما تتشوّق إلى فعلها الخاصّ بها، فعلى الإنسان أن يمسك هذه القوّة و لا يطلقها إلاّ حيث يجب إطلاقها.(١)

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ١٧٧ ١٧٨.

١٣٤

حرف العين

١٥٦ عيبك مستور ما أسعدك جدّك.(١) سعادة الجدّ عبارة عن حسن البخت و توافق أسباب المصلحة في حقّ الإنسان و من مصالحه ستر العيوب و الرذائل، و بحسب دوام ذلك يدوم سترهما.

سمع من امرأة من الأعراب ترقص ابنا لها فتقول له: رزقك اللّه جدّا يخدمك عليه ذوو العقول، و لا رزقك عقلا تخدم به ذوي الجدود.(٢) ١٥٧ العفاف زينة الفقر، و الشّكر زينة الغنى.(٣)

____________________

(١) نهج البلاغة، الحكمة ٥١.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ١٨٢.

(٣) نهج البلاغة، الحكمة ٦٨.

١٣٥

العفاف: العفّة. و هي فضيلة القوّة الشهويّة، و الفقير إذا ضبط شهوته بزمام عقله عن ميولها الطبيعيّة، كملت نفسه بفضيلة العفّة،

و زان فقره بفضيلته في أعين المعتبرين، و إذا أهملها و أسلس قيادها تقّحمت به في موارد الهلكة، و قادته إلى الحرص و الهلع، و الحسد و المنى و الكدية، و حصل بسببها في أقبح صورة.

و أنشد الأصمعيّ لبعضهم:

أقسم باللّه لمصّ النوى * و شرب ماء القلب المالحه

أحسن بالإنسان من ذلّه * و من سؤال الأوجه الكالحه

فاستغن باللّه تكن ذا غنى * مغتبطا بالصفقة الرابحه

طوبى لمن يصبح ميزانه * يوم يلاقي ربّه راجحه

١ و قال بعضهم: وقفت على كنيف و في أسفله كنّاف، و هو ينشد:

و أكرم نفسي عن أمور كثيرة * ألاّ إنّ إكرام النفوس من العقل

و أبخل بالفضل المبين على الأولى * رأيتهم لا يكرمون ذوي الفضل

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٢١٣.

١٣٦

و ما شانني كنس الكنيف و إنّما * يشين الفتى أن يجتدي نائل النذل

١

و أقبح ممّا بي وقوفي مؤمّلا * نوال فتى مثلي، و أيّ فتى مثلي

٢ و نظير قوله عليه السلام: « و الشكر زينة الغنى »، قولهم: العلم بغير عمل قول باطل، و النعمة بغير شكر جيّد عاطل.(٣) ١٥٨ عجبت لمن يقنط و معه الاستغفار.(٤) القنوط هو اليأس من الرحمة.

و ورد: الاستغفار دواء الذنوب.(٥) و حكى عنه أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام أنّه قال:

كان في الأرض أمانان من عذاب اللّه، فرفع(٦) أحدهما، فدونكم الآخر فتمسّكوا به: أمّا الأمان الذي رفع فهو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و أمّا الأمان الباقي فالاستغفار، قال اللّه تعالى: وَ مَا كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ

____________________

(١) أي يطلب عطاء اللئيم. النذل ضدّ الشريف. منه (ره)

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٢١٣ ٢١٤.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٢١٤.

(٤) نهج البلاغة، الحكمة ٨٧.

(٥) ثواب الأعمال ١٩٧.

(٦) في النهج: و قد رفع.

١٣٧

وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ مَا كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِروُنَ.(١) قال الرضيّ (ره): و هذا من محاسن الاستخراج، و لطائف الاستنباط.(٢) ١٥٩ عجبت للبخيل يستعجل الفقر الّذي منه هرب، و يفوته الغنى الّذي إيّاه طلب، فيعيش في الدّنيا عيش الفقراء، و يحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، و عجبت للمتكبّر الّذي كان بالأمس نطفة، و يكون غدا جيفة، و عجبت لمن شكّ في اللّه، و هو يرى خلق اللّه، و عجبت لمن نسي الموت، و هو يرى من يموت ٣، و عجبت لمن أنكر النّشأة الأخرى، و هو يرى النّشأة الأولى، و عجبت لعامر دار الفناء و تارك دار البقاء.(٤) تعجّب عليه السلام من ستّة هم محلّ العجب، و الغرض التنفير عن رذائلهم.

قيل: الرزق الواسع لمن لا يستمتع به بمنزلة الطعام الموضوع على قبر.(٥) و رأى حكيم رجلا مثريا يأكل خبزا و ملحا، فقال: لم تفعل هذا؟

____________________

(١) سورة الأنفال (٨) ٣٣.

(٢) نهج البلاغة، ص ٤٨٣.

(٣) في النهج: و هو يرى الموتى.

(٤) نهج البلاغة، الحكمة ١٢٦.

(٥) شرح ابن أبي الحديد ١٨ ٣١٥.

١٣٨

قال: أخاف الفقر، قال: فقد تعجّلته.(١) و قوله عليه السلام: « عجبت لمن أنكر النشأة الأخرى » الخ، أي عجبت لمن أنكر النشأة الأخرى و إعادة الأبدان بعد عدمها مع اعترافه بالنشأة الأولى و هي الوجود الأوّل للخلق من العدم الصرف، و ظاهر أنّ هذا محلّ التعجّب، لأنّ الأخرى أهون، كما قال تعالى: وَ هُوَ أَهْونُ عَلَيْهِ.(٢) ١٦٠ عظّم الخالق عندك يصغّر المخلوق في عينك.(٣) هذا أمر وجده العارفون باللّه، فإنّ من عرف عظمة اللّه و جلاله و لحظ جميع المخلوقات بالقياس إليه حتّى علم مالها من ذواتها و هو الإمكان و الحاجة، علم أنّها في جنب عظمته عدم، و لا أحقر من العدم. و شدّة صغر المخلوق في اعتبار العارف بحسب درجته في عرفانه.

قيل لبعض العارفين: فلان زاهد، فقال، فيماذا؟ فقيل: في الدّنيا،

فقال: الدّنيا لا تزن عند اللّه جناح بعوضة، فكيف يعتبر الزهد فيها؟

____________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) سورة الروم (٣٠) ٢٧.

(٣) هكذا ضبطها الشارح (ره) و لكن في نهج البلاغة، الحكمة ١٢٩ ضبطت هكذا:

عظم الخالق عندك يصغّر المخلوق في عينك.

١٣٩

و الزهد إنّما يكون في شي‏ء، و الدّنيا عندي لا شي‏ء.(١) ١٦١ عليكم بطاعة من لا تعذرون في جهالته [ بجهالته خ ل ].(٢) يمكن أن يكون أراد بالموصول « اللّه » تعالى، أو أراد به نفسه عليه السلام،

لأنّه إمام واجب الطاعة بالنصّ، فلا يعذر أحد من المكلّفين في جهالة إمامته.

و قيل: هو إيجاب لطاعة من يجب طاعته من أئمّة الحقّ الّذين يجب العلم بحقيّة إمامتهم، و لا يعذر الناس في الجهل بهم لتعلّم قوانين الدين و أحكامه منهم.(٣) ١٦٢ عاتب أخاك بالإحسان إليه، و اردد شرّه بالإنعام عليه.(٤) أي اجعل مكان عتابه بالقول و الفعل، الإحسان إليه و الإنعام في حقّه، فإنّهما أنفع في دفع شرّه عنك، و عطف جانبه إليك. قال اللّه تعالى:

ادْفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذا الَّذي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَميمٌ.(٥)

____________________

(١) شرح ابن ميثم ٥ ٣١١ ٣١٢.

(٢) نهج البلاغة، الحكمة ١٥٦.

(٣) شرح ابن ميثم ٥ ٣٣٣.

(٤) نهج البلاغة، الحكمة ١٥٨.

(٥) سورة فصّلت (٤١) ٣٤.

١٤٠