بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٦

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة0%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 601

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

مؤلف: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف:

الصفحات: 601
المشاهدات: 116180
تحميل: 5065


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 601 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 116180 / تحميل: 5065
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 6

مؤلف:
العربية

مثل الطوبى اشتقاقها من البؤس ١ .

« لمن خصمه عند اللّه الفقراء و المساكين » اختلف في كون الفقير و المسكين أيّهما أسوأ حالا ، و الصواب : الثاني كما دلّت عليه الأخبار ٢ ، و قال يونس : قلت لإعرابي أفقير أنت ؟ قال : بل مسكين ٣ ، و أما قوله تعالى : و أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ٤ فالمراد بالمساكين فيها ، الأشخاص الذين لا حيلة لهم في امورهم و أهل ذلّة ، كما في قولهم « مسكين ابن آدم مكتوم الأجل مكنون العلل محفوظ العمل » ٥ الخ .

« و السائلون و المدفوعون » قال ابن أبي الحديد : السائلون الرقاب ،

و المدفوعون في سبيل اللّه ، لأنّه عليه السلام أراد ذكر الأصناف المذكورة في الآية إلاّ « المؤلّفة » لسقوط سهمهم بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعزّة الإسلام ، فذكر العاملين في « و إنّ لك في هذه الصدقة نصيبا » و أتى بالفقراء و المساكين و الغارم و ابن السبيل بلفظ القرآن ، فلا بد أنّه عليه السلام أبدل الرّقاب و في السبيل بالسائلين و المدفوعين ، فإنّ في السبيل ، فقراء الغزاة ، سمّاهم مدفوعين لفقرهم ،

و المدفوع و المدفع الفقير ، لأنّ كلّ أحد يدفعه عن نفسه ٦ .

قلت : لم يقل أحد أنّ المدفوع الفقير بل المدفّع بتشديد الفاء ، و « في السبيل » ليس خصوص فقراء الغزاة بل مطلق أمر الخير يكون سبيلا إلى اللّه تعالى ، كما أنّ « في الرقاب » المكاتب العاجز ، و العبد تحت الشدّة عند مولاه ،

ــــــــــــــــــ

( ١ ) جمهرة اللغة ٣ : ٢٧٧ .

( ٢ ) جاء أحاديث في هذا المعنى في الوسائل ٦ : ١٤٣ ، باب ١ ، و المستدرك ١ : ٥٢١ باب ١ .

( ٣ ) هذا خلاصة كلام يونس نقله عنه لسان العرب ١٣ : ٢١٤ ، مادة ( سكن ) .

( ٤ ) الكهف : ٧٩ .

( ٥ ) رواه الشريف الرضي في نهج البلاغة ٤ : ٩٨ الحكمة ٤١٩ .

( ٦ ) شرح ابن أبي الحديد ١٥ : ١٦١ ، و النقل بتصرف .

٥٨١

و من أين علم أنّه عليه السلام أراد الاستقصاء ، و لم يكن ذكر عليه السلام السائلين و المدفوعين مريدا بهم الفقراء و المساكين الذين هم الأصل و لزيادة التقبيح ،

بحبس حقوقهم .

كما أنّ ما احتمله ابن ميثم من كون المراد بالمدفوعين العمّال ، لأنهم يدفعون لجباية الصدقات ١ خطأ ، فإنّ خطابه عليه السلام مع العمّال ، يبيّن لهم شركاءهم الذين هم الأصل .

« و الغارم » و هو المديون في غير المعصية « و ابن السبيل » المسافر الذي نفدت نفقته و لا وسيلة له إلى بلده .

« و من استهان بالأمانة » أي : عدّها هيّنة مع شدّتها و عظمها ، فقد قال تعالى :

إنّا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنّه كان ظلوما جهولا ٢ .

« و رتع » كبهيمة في المرتع « في الخيانة » و قد قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : « من خان في أمانة لا يموت على ملّتي » ٣ .

« و لم ينزه نفسه و دينه عنها » أي : عن دنس الخيانة « فقد أحلّ بنفسه في الدنيا الذلّ و الخزي » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : « فقد أذلّ نفسه في الدنيا » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ، لكن الغريب أنّ الأوّل قال في الشرح : قوله « فقد أحل بنفسه الذلّ و الخزي » و قريب منه في الثاني « و هو في الآخرة أذل و أخزى » من الدنيا ٤ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٤ : ٤١٨ .

( ٢ ) الأحزاب : ٧٢ .

( ٣ ) رواه في ضمن حديث طويل الصدوق في الفقيه ٤ : ٢٩ ، و في عقاب الأعمال : ٣٣٦ .

( ٤ ) كذا في شرح ابن ميثم ٤ : ٤١٦ و ٤١٩ ، لكن لفظ شرح ابن أبي الحديد ١٥ : ١٥٨ و ١٦٢ « فقد أحل بنفسه الذل و الخزي في الدنيا » .

٥٨٢

« و إنّ أعظم الخيانة خيانة الامّة و أفظع الغش غش الأئمة و السلام » بمعنى ان الخيانة مع أي مسلم عظيم جرمه ، و العامل الخائن خان جميع الامّة و المسلمين ، و غشّ كلّ أحد قبيح ، و العامل الغاش غشّ الإمام ،

و خيانتهم أكبر خيانة ، و غشّه أقبح غش و في نسخة ابن ميثم « و أفظع الغبن غبن الأئمّة » ١ .

٦

الكتاب ( ٥٩ ) و من كتاب له عليه السلام إلى الأسود بن قطيبة صاحب جند حلوان :

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَلْوَالِيَ إِذَا اِخْتَلَفَ هَوَاهُ مَنَعَهُ ذَلِكَ كَثِيراً مِنَ اَلْعَدْلِ فَلْيَكُنْ أَمْرُ اَلنَّاسِ عِنْدَكَ فِي اَلْحَقِّ سَوَاءً فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي اَلْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ اَلْعَدْلِ فَاجْتَنِبْ مَا تُنْكِرُ أَمْثَالَهُ وَ اِبْتَذِلْ نَفْسَكَ فِيمَا اِفْتَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْكَ رَاجِياً ثَوَابَهُ وَ مُتَخَوِّفاً عِقَابَهُ وَ اِعْلَمْ أَنَّ اَلدُّنْيَا دَارُ بَلِيَّةٍ لَمْ يَفْرُغْ صَاحِبُهَا فِيهَا قَطُّ سَاعَةً إِلاَّ كَانَتْ فَرْغَتُهُ عَلَيْهِ حَسْرَةً يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَ أَنَّهُ لَنْ يُغْنِيَكَ عَنِ اَلْحَقِّ شَيْ‏ءٌ أَبَداً وَ مِنَ اَلْحَقِّ عَلَيْكَ حِفْظُ نَفْسِكَ وَ اَلاِحْتِسَابُ عَلَى اَلرَّعِيَّةِ بِجُهْدِكَ فَإِنَّ اَلَّذِي يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ مِنَ اَلَّذِي يَصِلُ بِكَ وَ اَلسَّلاَمُ أقول : و روى نصر بن مزاحم أيضا كتابا له عليه السلام إلى الأسود بن قطبة ،

لكن فيه غير العنوان هكذا « أما بعد ، فإنّه من لم ينتفع بما وعظ لم يحذر ما هو غابر ، و من أعجبته الدنيا رضي بها و ليست بثقة ، فاعتبر بما مضى تحذر ما بقي ، و أطبخ للمسلمين قبلك من الطلاء ما يذهب ثلثاه ، و أكثر لنا من لطف الجند ، و اجعله مكان ما عليهم من أرزاق الجند ، فان للولدان علينا حقّا و في

ــــــــــــــــــ

( ١ ) لفظ نسختنا من شرح ابن ميثم ٤ : ٤١٦ نحو المصرية .

٥٨٣

الذّريّة من يخاف دعاؤه و هو لهم صالح . و السلام ١ .

و الظاهر كونه كتابا آخر له عليه السلام إليه ، لا أنّ كلا منهما جزء من كتاب ،

حيث أنّ في كلّ منهما « و السلام » .

قول المصنف : « و من كتاب له عليه السلام إلى الأسود بن قطيبة » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : « قطبة » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ٢ ، و إنّما بلفظ التصغير « قتيبة » بالتاء ، لا هذا .

ثمّ إنّ ابن أبي الحديد قال : لم أقف على نسب الأسود بن قطبة ، و قرأت في كثير من النسخ أنّه حارثي ، من بني الحارث بن كعب و لم أتحقّقه ، و الذي يغلب على ظنّي أنّه الأسود بن زيد بن قطبة الأنصاري ، ذكره أبو عمر في استيعابه قائلا : عدّه موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا ٣ .

قلت : ما غلب على ظنّه خطأ ، فانّه مبتن على صحّة قول أبي عمر و كون ما في العنوان نسبة إلى الجدّ ، و قول أبي عمر غير صحيح ، أولا : في كون اسم جدّه قطبة ، فانّه و هم منه ، لأن أبا نعيم نقله عن موسى بن عقبة « الأسود بن زيد ابن ثعلبة » ، و مثله نقل أبو موسى عن موسى بن عقبة عن الزّهري ،

و مثلهما ذكره ابن الكلبي ٤ ، و كونه نسبة الى الجدّ غير صحيح ثانيا ، لأن الكلّ ذكروا ذاك « الأسود بن زيد » و المصنف ، و نصر بن مزاحم ذكرا هذا « الأسود بن قطبة » ، فالظاهر كون هذا تابعيا و ذاك صحابي ، و لا يبعد كونه حارثيا من بلحارث بن كعب كما نقله عن كثير من النسخ ، فلابدّ أنّ من قال ذلك ، وقف على نسبه .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) وقعة صفين : ١٠٦ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٧ : ١٤٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ١٩٦ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٧ : ١٤٥ .

( ٤ ) اسد الغابة ١ : ٨٥ .

٥٨٤

« صاحب جند حلوان » في ( المعجم ) « حلوان العراق و هي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد ، و أما أعلى جبلها فان الثلج يسقط به دائما .

و حلوان أيضا قرية من أعمال مصر بينها و بين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل . و حلوان أيضا بليدة بقوهستان نيسابور ،

و هي آخر حدود خراسان مما يلي اصبهان .

و الظاهر أنّ المراد ، الأخير ، حيث أنّ في ( صفين نصر ) كتب علي عليه السلام الى عمّاله إلى أن قال فاستعمل مخنف على إصبهان ، و الحرث بن أبي الحرث على همذان سعيد بن وهب الخ ١ .

قوله عليه السلام « أما بعد فان الوالي إذا اختلف هواه منعه ذلك كثيرا من العدل » .

روي في ( الكافي ) عن أبي جعفر عليه السلام : كان في بني إسرائيل قاض يقضي بالحقّ بينهم ، فلمّا حضره الموت قال لامرأته : إذا أنا متّ فاغسليني و كفّنيني ، وضعيني على سريري ، و غطّي وجهي ، فانّك لا ترين سوء ، فلما مات فعلت ذلك ثم مكثت بذلك حينا ، ثمّ كشفت عن وجهه فإذا هي بدودة تقرض منخره ، ففزعت من ذلك ، فلمّا كان الليل أتاها في منامها فقال لها : أفزعك ما رأيت ؟ قالت : أجل ، فقال : أما لئن كنت فزعت ما كان الذي رأيت ، ألا في أخيك فلان ، أتاني أخوك و معه خصم له ، فلما جلسا إليّ قلت :

اللّهمّ اجعل الحقّ له و وجّه القضاء على صاحبه فلما اختصما كان الحقّ معه فوجّهت القضاء له على صاحبه ، فأصابني ما رأيت لموضع هواي ، الذي كان مع موافقة الحقّ ٢ .

« فليكن أمر النّاس عندك في الحقّ سواء » روى في ( الكافي ) عنه عليه السلام : من

ــــــــــــــــــ

( ١ ) معجم البلدان ٢ : ٢٩٠ ٢٩٤ .

( ٢ ) الكافي ٧ : ٤١٠ ح ٢ ، و النقل بتصرف يسير .

٥٨٥

ابتلي بالقضاء فليواس بينهم في الإشارة و في النّظر و في المجلس ١ .

« فانّه ليس في الجور عوض من العدل » جاء في ( الكافي ) عنه عليه السلام : يد اللّه فوق رأس الحاكم ترفرف بالرحمة ، فإذا حاف و كله اللّه إلى نفسه ٢ .

« فاجتنب ما تنكر أمثاله » من غيرك « و ابتذل نفسك » أي : امتهنها و اجعلها مبتذلة كثياب البذلة ، قال :

و من يبتذل عينيه في الناس لا يزل

يرى حاجة محجوبة لا ينالها ٣

« فيما افترض اللّه عليك » حتى تؤدّيه « راجيا ثوابه » في الجدّ في الإتيان بالفرائض « و متخوّفا عقابه » من التفريط فيه .

« و اعلم أنّ الدنيا دار بلية لم يفرغ صاحبها فيها » هكذا في ( المصرية ) ،

و ليست كلمة « فيها » في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ٤ .

« قطّ ساعة إلاّ كانت فرغته عليه حسرة يوم القيامة » و أنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر و هم في غفلةٍ و هم لا يؤمنون ٥ كذلك يُريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم ٦ أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب اللّه ٧ حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها و هم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون ٨ .

« و انه لن يغنيك عن الحقّ شي‏ء أبدا » فان الحقّ أمر واجب لا يجوز تركه

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٤١٣ ح ٣ .

( ٢ ) الكافي ٧ : ٤١٠ ح ١ .

( ٣ ) أورده أساس البلاغة : ١٨ مادة ( بذل ) .

( ٤ ) توجد الكلمة في شرح ابن أبي الحديد ١٧ : ١٤٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ١٩٦ .

( ٥ ) مريم : ٣٩ .

( ٦ ) البقرة : ١٦٧ .

( ٧ ) الزمر : ٥٦ .

( ٨ ) الانعام : ٣١ .

٥٨٦
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

« و من الحقّ عليك حفظ نفسك » عن الخطأ « و الاحتساب » أي : طلب الأجر « على الرعية » أي : على معونتهم « بجهدك » أي : بقدر طاقتك .

« فان الذي يصل إليك » من ثواب اللّه و جزائه « من ذلك » أي : معونة الرعية « أفضل من الذي يصل » إليهم « بك » أي : بسببك . و قال عليه السلام كما جاء في ( الكافي ) لشريح : و اعلم أنّه لا يحمل الناس على الحقّ إلاّ من ورّعهم عن الباطل ، ثمّ واس بين المسلمين بوجهك و منطقك و مجلسك ، حتى لا يطمع قريبك في حيفك و لا ييأس عدوّك من عدلك ، و إيّاك و التضجّر و التأذّي في مجلس القضاء الذي أوجب اللّه فيه الأجر و يوجب فيه الذخر لمن قضى بالحقّ ١ .

٧

الكتاب ( ٦٧ ) و من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس و هو عامله على مكة :

أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ اَلْحَجَّ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اَللَّهِ ١٣ ١٦ ١٤ : ٥ وَ اِجْلِسْ لَهُمُ اَلْعَصْرَيْنِ فَأَفْتِ اَلْمُسْتَفْتِيَ وَ عَلِّمِ اَلْجَاهِلَ وَ ذَاكِرِ اَلْعَالِمَ وَ لاَ يَكُنْ لَكَ إِلَى اَلنَّاسِ سَفِيرٌ إِلاَّ لِسَانُكَ وَ لاَ حَاجِبٌ إِلاَّ وَجْهُكَ وَ لاَ تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِكَ بِهَا فَإِنَّهَا إِنْ ذِيدَتْ عَنْ أَبْوَابِكَ فِي أَوَّلِ وِرْدِهَا لَمْ تُحْمَدْ فِيمَا بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا وَ اُنْظُرْ إِلَى مَا اِجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ مَالِ اَللَّهِ فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَكَ مِنْ ذَوِي اَلْعِيَالِ وَ اَلْمَجَاعَةِ مُصِيباً بِهِ مَوَاضِعَ اَلْفَاقَةِ وَ اَلْخَلاَّتِ وَ مَا فَضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا وَ مُرْ أَهْلَ ؟ مَكَّةَ ؟ أَلاَّ يَأْخُذُوا مِنْ سَاكِنٍ أَجْراً فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ سَواءً اَلْعاكِفُ فِيهِ وَ اَلْبادِ ١٥ ١٩ ٢٢ : ٢٥ فَالْعَاكِفُ اَلْمُقِيمُ بِهِ وَ اَلْبَادِي يَحُجُّ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ وَفَّقَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِمَحَابِّهِ وَ اَلسَّلاَمُ

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٧ : ٤١٢ ح ١ ، و النقل بتقطيع .

٥٨٧

قول المصنف : « إلى قثم بن العباس » في ( الاستيعاب ) : كان قثم يشبّه بالنبي صلّى اللّه عليه و آله ، و مرّ راكبا و هو يلعب مع عبد اللّه بن جعفر ، فأردفه خلفه ، و جعل عبد اللّه بين يديه ١ .

و في ( اسد الغابة ) : عن أبي إسحاق قال عبد الرحمن بن خالد لقثم : كيف ورث علي النبي دونكم ؟ فقال : إنّه كان أوّلنا لحوقا ، و أشدّنا لزوقا ٢ .

و في ( أنساب البلاذري ) قال ابن عباس : سقط خاتم المغيرة في القبر حين دفن النبي صلّى اللّه عليه و آله ، فقال له علي : إنّما أسقطته عمدا لتنزل فتأخذه و تقول :

كنت آخر من نزل في قبر النبي و أقربهم عهدا به . فنزل قثم ، فأخرج خاتم المغيرة ، فكان قثم آخر الناس عهدا بقبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ٣ .

« و هو عامله عليه السلام على مكة » .

في ( تأريخ الطبري ) : كان قثم عامل علي عليه السلام على الطائف و مكة ، و ما اتصل بذلك سنة ( ٤٠ ) ٤ .

و في ( الاستيعاب ) : قال خليفة ، لما ولّى علي عليه السلام الخلافة عزل خالد بن العاصي المخزومي عن مكة و ولاّها أبا قتادة الأنصاري ، ثم عزله ، و ولّى قثما ،

فلم يزل واليا عليها حتى قتل علي عليه السلام ٥ .

و به قال المسعودي أيضا ٦ ، فما عن الزبير بن بكار من كونه عامله عليه السلام على المدينة ٧ ، ساقط .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الاستيعاب ٣ : ٢٧٨ و ٢٧٦ .

( ٢ ) اسد الغابة ٤ : ١٩٨ .

( ٣ ) انساب الاشراف ١ : ٥٧٧ .

( ٤ ) تاريخ الطبري ٤ : ١١٩ .

( ٥ ) الاستيعاب ٣ : ٢٧٧ .

( ٦ ) لم اظفر عليه في المروج .

( ٧ ) نقله عن الزبير بن بكار ابن الأثير في اسد الغابة ٤ : ١٩٧ ، و النووي في التهذيب ق ١ ج ٢ : ٥٩ .

٥٨٨

كما أنّ ما في ( الاستيعاب ) من أنّه قيل فيه :

عتقت من حلّي و من رحلتي

يا ناق إن أدنيتني من قثم ١

هو و هم منه ، فإنّه إنّما قيل البيت في قثم بن عباس بن عبيد اللّه بن عباس لا هذا ، قال الزبيري : قال ابن المولى فيه ، و هو والي اليمامة و نقل البيت و كان واليا من قبل المنصور ٢ .

قوله عليه السلام « أما بعد فأقم للنّاس الحجّ » في ( تاريخ الطبري ) : حجّ قثم بالناس من قبل علي عليه السلام في سنة ( ٣٨ ) ، و كان عامله على مكّة يومئذ ، حدّثني بذلك أحمد ابن ثابت عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر ٣ .

« و ذكّرهم بأيام اللّه » هو لفظ القرآن ، قال تعالى : و لقد أرسلنا موسى بآياتنا ان أخرج قومك من الظلمات إلى النور و ذكّرهم بأيام اللّه ٤ قالوا : أي ذكّرهم بوقائع اللّه تعالى على الامم الماضية قوم نوح ، و قوم هود ، و قوم صالح ، و قوم لوط ، و قوم شعيب ، و قوم موسى ، و أما قوله تعالى : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيّام اللّه ٥ فالظاهر أنّ المراد ، لا ينتظرون أيام اللّه التي وقّتها لنصر المؤمنين .

« و اجلس لهم العصرين » أي : الصبح و العصر ، قال الشاعر :

و أمطله العصرين حتى يملّني

و يرضى بنصف الدّين و الأنف راغم ٦

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الاستيعاب ٣ : ٢٧٨ .

( ٢ ) نسب قريش : ٣٣ .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٤ : ١٠٢ سنة ٣٨ .

( ٤ ) إبراهيم : ٥ .

( ٥ ) الجاثية : ١٤ .

( ٦ ) أورده لسان العرب ٤ : ٥٧٦ مادة ( عصر ) .

٥٨٩

يعني إذا جاء غريمي صبحا لطلب حقّه وعدته العصر ، و إذا جاء العصر وعدته الصبح ، حتى يملّ و يرضى بالنصف قهرا و على رغم أنفه .

« فأفت المستفتي » في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام في كتاب علي عليه السلام : إنّ اللّه لم يأخذ على الجهّال عهدا بطلب العلم ، حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهّال ، لأن العلم كان قبل الجهل ١ .

« و علّم الجاهل » في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : قام عيسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فقال : لا تحدّثوا الجهّال بالحكمة فتظلموها ، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم ٢ .

« و ذاكر العالم » في ( الكافي ) عن الكاظم عليه السلام : محادثة العالم على المزابل خير من محادثة الجاهل على الزرابيّ .

و عن السجاد عليه السلام : لو يعلم الناس ما في طلب العلم ، لطلبوه و لو بسفك المهج ، و خوض اللّجج ، إنّ اللّه تعالى أوحى إلى دانيال : إنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخفّ بحقّ أهل العلم ، التارك للإقتداء بهم ، و ان أحبّ عبيدي إليّ التقيّ الطالب للثواب الجزيل ، اللازم للعلماء ، التابع للحلماء ، القابل عن الحكماء .

و عن الصادق عليه السلام : من تعلّم العلم ، و عمل به ، و علّم للّه دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل ، تعلّم للّه و عمل للّه و علّم للّه .

و عن يونس رفعه قال لقمان لابنه : اختر المجالس على عينك ، فإن رأيت قوما يذكرون اللّه تعالى فاجلس معهم ، فإن تك عالما نفعوك ، و إن تك جاهلا علّموك ، و لعلّ اللّه أن يظلّهم برحمة فيعمّك معهم ، و إذا رأيت قوما لا يذكرون اللّه فلا تجلس معهم ، فان تك عالما لم ينفعك علمك ، و إن تك جاهلا يزيدوك

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ١ : ٤١ ح ١ .

( ٢ ) الكافي ١ : ٤٢ ح ٤ .

٥٩٠

جهلا ، و لعلّ اللّه أن يظلّهم بعقوبة فيعمّك معهم .

و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : تذاكروا ، و تلاقوا ، و تحدّثوا ، فإنّ الحديث جلاء للقلوب ، إنّ القلوب لترين كما يرين السيف ، و جلاؤها الحديث .

و عنه صلّى اللّه عليه و آله : إنّ اللّه تعالى يقول : تذاكر العلم بين عبادي ممّا تحيا عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري ١ .

« و لا يكن لك إلى النّاس سفير إلاّ لسانك و لا حاجب إلاّ وجهك » في ( العقد ) : قال سعيد بن مسلم : كنت واليا بأرمينية ، فغبر أبو دهمان أيّاما ببابي ، فلمّا وصل إليّ مثل قائما بين السماطين و قال : و اللّه انّي لأعرف أقواما لو علموا أن سفّ التراب يقيم من أود أصلابهم لجعلوه مسكة لأرماقهم إيثارا للتنزّه عن عيش رقيق الحواشي ، أما و اللّه لا يثنيني عنك إلاّ ما يصرفك عنّي ، و لئن أكون مقلا مقرّبا أحبّ إليّ من أن أكون مكثرا مبعّدا ، و اللّه ما نسأل عملا لا نضبطه و لا مالا إلاّ و نحن أكثر منه ، و هذا الذي قد صار إليك قد كان في يد غيرك ، فأمسوا و اللّه حديثا ان خيرا فخير و إن شرّا فشرّ ، فتحبّب إلى عباد اللّه بحسن البشر ،

و لين الجانب و تسهيل الحجاب ، فإنّ حبّ عباد اللّه موصول بحبّ اللّه و بغضهم موصول ببغضه ، لأنّهم شهداء اللّه على خلقه و رقباؤه على من أعوجّ عن سبيله . و لبعضهم :

إذا ما أتيناه في حاجة

رفعنا له الرقاع بالقصب

له حاجب دونه حاجب

و حاجب حاجبه يحتجب ٢

هذا ، و لأبي دلف في الإعتذار عن الحجاب في وقت عسره :

إذا كان الكريم قليل مال

و لم يعذر تعذّر بالحجاب

ــــــــــــــــــ

( ١ ) هذه الاحاديث أخرجها الكليني في الكافي ١ : ٣٥ ح ٥ و ٦ و ٣٩ ٤١ ح ١ و ٢ و ٦ و ٨ .

( ٢ ) العقد الفريد ١ : ٥٣ و ٥٦ و النقل بتصرف يسير .

٥٩١

« و لا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها فإنّها » أي : الحاجة ، و المراد ذوها « ان ذيدت » أي : طردت « عن أبوابك في أوّل وردها » أي : الحاجة أو الأبواب « لم تحمد فيما بعد على قضائها » كما أن صدقة يتبعها منّ و أذى لا يستحق أجرا لها .

و في ( ابن أبي الحديد ) : كان أبو عبّاد ثابت بن يحيى كاتب المأمون إذا سئل حاجة يشتم السائل ، و يسطو عليه ، و يخجله و يبكّته ساعة ، ثم يأمر له بها ، فيقوم و قد صارت إليه ، و هو يذمّه و يلعنه ، قال علي بن جبلة العكوك :

لعن اللّه أبا عبّاد لعنا يتوالى

يوسع السائل شتما ثم يعطيه السؤالا

و كان الناس يقفون لأبي عبّاد وقت ركوبه ، فيتقدّم الواحد منهم إليه بقصة ليناوله إياها فيركله برجله بالركاب و يضربه بسوطه و يطير غضبا ، ثم لا ينزل عن فرسه حتى يقضي حاجته و يأمر له بطلبته فينصرف الرجل بها و هو ذام له ساخط عليه ، فقال فيه دعبل :

أولى الامور بضيعة و فساد

ملك يدبره أبو عبّاد

متعمّد بدواته جلساءه

فمضرج و مخضب بمداد

و كأنّه من دير هرقل مفلت

حرب يجر سلاسل الأقياد

فأشدد أمير المؤمنين صفاده

فأشد منه في يد الحداد

و قال فيه بعض الشعراء :

قل للخليفة يا ابن عمّ محمّد

قيّد وزيرك إنّه ركّال

فلسوطه بين الرؤوس مسالك

و لرجله بين الصّدور مجال

قلت : و لبعضهم :

قد أطلنا بالباب أمس القعودا

و جفينا به جفاء شديدا

و ذممنا العبيد حتى إذا

نحن بلينا المولى عذرنا العبيدا

و لآخر :

٥٩٢

و كم من فتى تحمد أخلاقه

و تسكن الأحرار في ذمّته

قد كثّر الحاجب أعداءه

و سلّط الذم على نعمته ١

« و انظر الى ما اجتمع عندك من مال اللّه فاصرفه الى من قبلك من ذوي العيال و المجاعة مصيبا به مواضع الفاقة » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : « المفاقر » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ٢ « و الخلات » بالفتح جمع الخلة ،

أي : الحاجة .

« و ما فضل عن ذلك فاحمله الينا لنقسّمه فيمن قبلنا » أي : عندنا . أمره عليه السلام بحمل الفضل لأنّ ما دام فيهم محتاجون يصرف اليهم ، قال الصادق عليه السلام : كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقسّم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي و صدقة أهل الحضر في أهل الحضر و لا يقسّمها بينهم بالسوية ، انّما على قدر ما يحضره منهم الخبر ٣ .

و كان أبو بكر يلزم أهل البوادي بحمل جميع صدقاتهم إليه حتى قال « لو منعوني عقالا قاتلتهم » ٤ .

و لو أرادوا أن يمسكوها لفقرائهم حسبما سنّ لهم النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، رماهم عمّاله بالإرتداد و قتلوا رجالهم و سبوا نساءهم ، و كان عمر ردّ كثيرا من سبيه لمّا ولّي الأمر .

« و مر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا ، فانّ اللّه سبحانه يقول : سواء العاكف فيه و الباد ٥ فالعاكف المقيم به ، و البادي الذي يحجّ إليه من غير أهله » .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٢٣١ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٠ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ٢١٨ .

( ٣ ) أخرجه الكليني في الكافي ٣ : ٥٥٤ ح ٨ ، و الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦ ح ٢٢ ، و الطوسي في التهذيب ٤ : ١٠٣ ح ٢٦ .

( ٤ ) أخرجه البخاري في صحيحه ١ : ٢٤٣ و ٢٥٤ و ٤ : ١٩٦ و ٢٥٧ ، و مسلم في صحيحه ١ : ٥١ ح ٣٢ و غيرهما .

( ٥ ) الحج : ٢٥ .

٥٩٣

في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام لم يكن لدور مكة أبواب ، و كان أهل البلدان يأتون بقطرانهم فيدخلون فيضربون بها ، و كان أوّل من بوّبها معاوية .

و عنه عليه السلام : إنّ معاوية أوّل من علّق على بابه مصراعين بمكة ، فمنع حاجّ بيت اللّه ما قال تعالى : سواء العاكف فيه و الباد ١ ، و كان الناس إذا قدموا مكة نزل البادي على الحاضر حتى يقضي حجّه ، و كان معاوية صاحب السلسلة التي قال تعالى : ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنّه كان لا يؤمن باللّه العظيم ٢ و كان فرعون هذه الأمّة ٣ .

« وفقنا اللّه و إيّاكم لمحابّه » جمع المحبة و المحبوبة ، و في الصحاح : يقال أحبّه و حبّه ، قال الشاعر :

أحبّ أبا مروان من أجل تمره

و و اللّه لو لا تمره ما حببته ٤

٨

الكتاب ١٩ و من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله :

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ دَهَاقِينَ أَهْلِ بَلَدِكَ شَكَوْا مِنْكَ غِلْظَةً وَ قَسْوَةً وَ اِحْتِقَاراً وَ جَفْوَةً وَ نَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُمْ أَهْلاً لِأَنْ يُدْنَوْا لِشِرْكِهِمْ وَ لاَ أَنْ يُقْصَوْا وَ يُجْفَوْا لِعَهْدِهِمْ فَالْبَسْ لَهُمْ جِلْبَاباً مِنَ اَللِّينِ تَشُوبُهُ بِطَرَفٍ مِنَ اَلشِّدَّةِ وَ دَاوِلْ لَهُمْ بَيْنَ اَلْقَسْوَةِ وَ اَلرَّأْفَةِ وَ اُمْزُجْ لَهُمْ بَيْنَ اَلتَّقْرِيبِ وَ اَلْإِدْنَاءِ وَ اَلْإِبْعَادِ وَ اَلْإِقْصَاءِ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ أقول : الأصل فيه ما رواه اليعقوبي في ( تاريخه ) : أنّه عليه السلام كتب إلى عمر ابن أبي سلمة : اما بعد ، فان دهاقين عملك شكوا غلظتك ، و نظرت في أمرهم فما

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الحج : ٢٥ .

( ٢ ) الحاقة : ٣٢ ٣٣ .

( ٣ ) الكافي ٤ : ٢٤٣ و ٢٤٤ ح ١ و ٢ ، و الحديث الاول عن الباقر عليه السلام .

( ٤ ) صحاح اللغة ١ : ١٠٥ مادة ( حب ) ، و نقل الشعر بتقطيع .

٥٩٤

رأيت خيرا ، فلتكن منزلتك بين منزلتين ، جلباب لين بطرف من الشدّة في غير ظلم و لا نقص ، فإنّهم أحيونا صاغرين فخذ مالك عندهم و هم صاغرون ، و لا تتخذ من دون اللّه وليّا فقد قال عزّ و جلّ لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ١ و قال جلّ و عزّ في أهل الكتاب لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء ٢ و قال تبارك و تعالى و من يتولهم منكم فإنّه منهم ٣ ، و قرعهم بخراجهم ، و قابل في ورائهم ، و إيّاك و دماءهم . و السلام ٤ .

و نقل عن ( تاريخ ابن واضح ) أيضا ٥ .

قول المصنف : « و من كتاب له عليه السلام الى بعض عمّاله » قد عرفت من رواية اليعقوبي أنّ عمر بن أبي سلمة كان ربيب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم .

قوله عليه السلام « أما بعد فان دهاقين » جمع دهقان ، و الظاهر كونه مركّبا من « ده » بمعنى القرية ، و « القان » معرب « پان » مخفف « پاينده » بمعنى الحافظ .

قال ابن دريد : الدهقان فارسي معرب ليس من « دهق » الخ ٦ . فقول الجوهري : إن جعلت الدهقان من دهق لم تصرفه لأنّه فعلان ٧ ، في غير محله .

« أهل بلدك » الذي ولي عليهم ، و في ( الاسد ) استعمله علي عليه السلام على فارس و البحرين ٨ .

« شكوا منك غلظة و قسوة » هكذا في ( المصرية و ابن أبي الحديد ) ، و لكن

ــــــــــــــــــ

( ١ ) آل عمران : ١١٨ .

( ٢ ) المائدة : ٥١ .

( ٣ ) المصدر السابق .

( ٤ ) على ما في تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٠٣ ، هذا كتابه عليه السلام إلى عمر بن مسلمة الارحبي .

( ٥ ) ابن واضح هو اليعقوبي نفسه و اسمه الكامل « أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب ابن واضح الكاتب العباسي » .

( ٦ ) جمهرة اللغة ٢ : ٢٩٥ .

( ٧ ) صحاح اللغة ٥ : ٢١١٧ مادة ( دهقن ) .

( ٨ ) أسد الغابة ٤ : ٧٩ .

٥٩٥

في ( ابن ميثم و الخطية ) « قسوة و غلظة » ١ ، و الأول أحسن بقرينة قوله بعد .

« و احتقارا و جفوة ، و نظرت فلم أرهم أهلا لأن يدنوا لشركهم » قد عرفت من رواية اليعقوبي أنّه عليه السلام استدلّ لعدم أهليتهم للإدناء بآيات ثلاث .

« و لا أن يقصوا » أي : يبعدوا « و يجفوا لعهدهم » مع المسلمين « فالبس لهم جلبابا » في ( القاموس ) : هو القميص و ثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة أو هو الخمار ٢ « من اللين تشوبه » أي :

تمزجه « بطرف » أي : مقدار « من الشدة » .

« و داول » أي : أدر الأمر ، يقال : اللّه يداول الأيام بين الناس مرّة لهم و مرّة عليهم « لهم بين القسوة و الرأفة » .

« و امزج » أي : اخلط « لهم بين التقريب و الادناء و » بين « الإبعاد و الإقصاء إن شاء اللّه » قال ابن نباتة السعدي :

شب الرّعب بالرّهب و امزج لهم

كما يفعل الدّهر حلوا بمرّ

ــــــــــــــــــ

( ١ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٥ : ١٣٧ لكن في شرح ابن ميثم ٤ : ٣٩٨ نحو المصرية .

( ٢ ) القاموس المحيط ١ : ٤٧ مادة ( جلب ) .

٥٩٦

فهرس المطالب

العنوان رقم الصفحة

تتمّة الفصل التّاسع في إخباره عليه السلام بالملاحم ١

العنوان ١٨ من الخطبة ١٣٦ : « كانّي به قد نعق بالشّام و فحص براياته . . . » ١

العنوان ١٩ من الخطبة ١٤٢ : « آثروا عاجلا و أخّروا آجلا . . . » ٦

العنوان ٢٠ من الخطبة ١١٤ : « أمّا و اللّه ليسلّطنّ عليكم غلام ثقيف الذّيّال . . . » ١٢

العنوان ٢١ من الخطبة ٩٦ : « و اللّه لا يزالون حتّى لا يدعو للّه محرّما إلاّ استحلّوه . . . » ٤٦

العنوان ٢٢ من الخطبة ١٢١ : « و كانّي أنظر إليكم تكشّون الضّباب . . . » ٦٠

العنوان ٢٣ من الخطبة ١٥٦ : « فعند ذلك لا يبقى بيت مدر و لا وبر . . . » ٦٧

العنوان ٢٤ من الخطبة ١٦٤ : « افترقوا بعد الفتهم ، و تشتّتوا عن أصلهم . . . » ٧٤

العنوان ٢٥ من الخطبة ٨٥ : « حتّى يظنّ الظّانّ أنّ الدّنيا معقولة على بني اميّة . . . » ١٠٠

العنوان ٢٦ من الخطبة ٩١ : « ألا و أنّ أخوف الفتن عندي عليكم . . . » ١٠٣

العنوان ٢٧ الحكمة ٤٦٤ : « إنّ لبني اميّة مرودا يجرون فيه . . . » ١١٨

العنوان ٢٨ من الخطبة ١٠٤ : « و قد بلغتم من كرامة اللّه لكم منزلة . . . » ١٢٤

من الخطبة ١٠٣ : « فأقسم باللّه يا بني اميّة عمّا قليل لتعرفنّها . . . » ١٢٤

العنوان ٢٩ من الخطبة ١٤٩ : « ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت . . . » ١٣٢

العنوان ٣٠ من الخطبة ١٠٦ : « طبيب دوّار بطبّه قد أحكم مراهمه . . . » ١٥٣

العنوان ٣١ الحكمة ١٠٢ : « يأتي على النّاس زمان لا يقرّب فيه إلاّ الماحل . . . » ١٧٩

العنوان ٣٢ من الخطبة ١٣٦ : « يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى . . . » ١٨٧

العنوان ٣٣ فصل . . . من اختيار غريب كلامه : « فإذا كان ذلك ضرب . . . » ١٩٨

العنوان ٣٤ من الخطبة ١٤٨ : « و أخذوا يمينا و شمالا ظعنا في مسالك الغيّ . . . » ٢٠٣

٥٩٧

العنوان ٣٥ من الخطبة ١١٤ : « لو تعلمون ما أعلم ممّا طوى عنكم غيبه . . . » ٢٢٥

العنوان ٣٦ من الكتاب ١٠ : « و زعمت انّك جئت ثائرا بعثمان . . . » ٢٢٩

العنوان ٣٧ من الخطبة ٦٩ : « أمّا بعد ، يا أهل العراق فإنّما أنتم كالمرأة . . . » ٢٣٤

الفصل العاشر في علمه عليه السلام و في صفحه و مكارم أخلاقه ٢٤٥

العنوان ١ من الحكمة ١٤٧ : « يا كميل بن زياد ، إنّ هذه القلوب أوعية . . . » ٢٤٧

العنوان ٢ الحكمة ٤٢٠ : « إنّ أبصار هذه الفحول طوامح . . . » ٢٧٢

العنوان ٣ الحكمة ٣٧ : « ما هذا الّذي صنعتموه ؟ . . . » ٢٨١

العنوان ٤ الحكمة ١٠٠ : « اللّهمّ انّك أعلم بي من نفسي و أنا أعلم بنفسي منهم . . . » ٢٨٥

العنوان ٥ الحكمة ٨٣ : « . . . أنا دون ما تقول ، و فوق ما في نفسك . . . » ٢٨٥

العنوان ٦ الحكمة ١٩٤ : « من أشفى غيظي إذا غضبت ؟ . . . » ٢٨٧

الفصل الحادي عشر في تفسيره عليه السلام لآيات و لغيرها و استشهاده بآيات ٢٩١

العنوان ١ الحكمة ٩٩ : « إنّ قولنا ( إنّا للّه ) إقرار على أنفسنا بالملك . . . » ٢٩٣

العنوان ٢ الحكمة ٢٢٩ : « . . . هي القناعة . . . » ٢٩٥

العنوان ٣ الحكمة ٢٣١ : « . . . العدل : الإنصاف ، و الإحسان : التفضّل . . . » ٢٩٦

العنوان ٤ الحكمة ٤٠٤ : « . . . إنّا لا نملك مع اللّه شيئا . . . » ٢٩٧

العنوان ٥ الحكمة ٤٣٩ : « الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن . . . » ٣٠٠

العنوان ٦ الحكمة ٣٧٧ : « لا تأمننّ على خير هذه الامّة عذاب اللّه ، . . . » ٣٠٢

العنوان ٧ الحكمة ١٣٥ : « من أعطى أربعا لم يحرم أربعا . . . » ٣٠٦

الفصل الثّاني عشر في قضاياه عليه السلام ٣٠٩

العنوان ١ الحكمة ٢٧٠ : « إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأموال أربعة . . . » ٣١١

العنوان ٢ الحكمة ٢٧١ : « . . . أمّا هذا فهو من مال اللّه و لا حدّ عليه . . . » ٣٣٨

الفصل الثّالث عشر في أجوبته التمثيلية و أدب السّؤال و الجواب ٣٤١

العنوان ١ الخطبة ١٤١ : « أيّها النّاس من عرف من أخيه وثيقة دين . . . » ٣٤٣

العنوان ٢ الحكمة ٣٠٠ : « . . . كما يرزقهم على كثرتهم . . . » ٣٤٨

العنوان ٣ الحكمة ٣٥٦ : « . . . من حيث يأتيه أجله . . . » ٣٥١

٥٩٨

العنوان ٤ الحكمة ٢٩٤ : « . . . مسيرة يوم للشّمس . . . » ٣٥٤

العنوان ٥ الحكمة ٤٣٧ : « . . . العدل يضع الامور مواضعها . . . » ٣٥٥

العنوان ٦ الحكمة ٣٢٠ : « . . . سل تفقّها و لا تسأل تعنّتا . . . » ٣٥٦

العنوان ٧ الحكمة ٨٥ : « من ترك قول لا أدري اصيبت مقاتله . . . » ٣٥٨

العنوان ٨ الحكمة ٣٦٤ : « لا تسأل عمّا لا يكون ، ففي الّذي قد كان لك شغل . . . » ٣٦٠

العنوان ٩ الحكمة ٢٤٣ : « إذا ازدحم الجواب خفي الصّواب . . . » ٣٦١

العنوان ١٠ الحكمة ٢٦٦ : « إذا كان الغد فأتني حتّى أخبرك على . . . » ٣٦٢

الفصل الرّابع عشر في زهده عليه السلام و إعراضه عن الدّنيا و عدله و تواضعه و فيه ذكر الحقوق ٣٦٥

العنوان ١ من الخطبة ٢٠٩ : « ما كنت تصنع بسعة هذه الدّار في الدّنيا . . . » ٣٦٧

العنوان ٢ من الخطبة ١٦٠ : « . . . و اللّه لقد رقّعت مدرعتي هذه حتّى . . . » ٣٨١

العنوان ٣ الحكمة ١٠٣ : « . . . يخشع له القلب ، و تذلّ به النّفس » ٣٨٦

العنوان ٤ الكتاب ٤٥ : « اليك عنّي يا دنيا ، فحبلك على غاربك . . . » ٣٨٧

العنوان ٥ من الخطبة ٣٣ : « . . . و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم . . . » ٤٠١

العنوان ٦ الحكمة ٢٣٦ : « و اللّه لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق . . . » ٤٠٤

العنوان ٧ من الخطبة ٧٧ : « . . . يا دنيا يا دنيا إليك عنّي ، أبي تعرّضت . . . » ٤٠٥

العنوان ٨ الحكمة ١٠٤ : « . . . يا نوف أراقد أنت أم رامق ؟ . . . » ٤١٧

العنوان ٩ من الخطبة ٢١٤ : « أمّا بعد ، فقد جعل اللّه لي عليكم حقّا . . . » ٤٢٧

العنوان ١٠ من الخطبة ١٢٩ : « أيّتها النّفوس المختلفة و القلوب المتشتّتة . . . » ٤٥٢

العنوان ١١ من الكتاب ٧٠ : « أمّا بعد فقد بلغني أنّ رجالا ممّن قبلك . . . » ٤٥٦

العنوان ١٢ من الكتاب ٤٥ : « أمّا بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أنّ رجلا . . . » ٤٦٠

العنوان ١٣ من الخطبة ١٢٤ : « أتأمرونّي أن أطلب النّصر بالجور . . . » ٤٨٧

من الخطبة ١٤٠ : « و ليس لواضع المعروف في غير حقّه . . . » ٤٨٨

العنوان ١٤ من الخطبة ٢٣٠ : « . . . إنّ هذا المال ليس لي و لا لك . . . » ٥١٠

العنوان ١٥ من الخطبة ٢٢٢ : « و اللّه لأن أبيت على حسك السّعدان مسهّدا . . . » ٥١٤

٥٩٩

الفصل الخامس عشر في التزامه بالحقّ و العدل و حثّه عليهما قولا و عملا ٥٤٣

العنوان ١ من الكتاب ٢٥ : « انطلق على تقوى اللّه وحده لا شريك له . . . » ٥٤٥

العنوان ٢ من الكتاب ٦٠ : « من عبد اللّه علي أمير المؤمنين إلى من مرّ به . . . » ٥٦١

العنوان ٣ من الكتاب ٥٠ : « من عبد اللّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين . . . » ٥٦٧

العنوان ٤ من الكتاب ٥١ : « من عبد اللّه علي أمير المؤمنين إلى أصحاب . . . » ٥٧٥

العنوان ٥ من الكتاب ٢٦ : « . . . أمره بتقوى اللّه في سرائر أمره و خفيّات عمله . . . » ٥٨١

العنوان ٦ من الكتاب ٥٩ : « أمّا بعد ، فانّ الوالي إذا اختلف هواه . . . » ٥٨٩

العنوان ٧ من الكتاب ٦٧ : « أمّا بعد ، فأقم للنّاس الحجّ و ذكّرهم بأيّام اللّه . . . » ٥٩٣

العنوان ٨ من الكتاب ١٩ : « أمّا بعد ، فانّ دهاقين أهل بلدك شكوا منك . . . » ٦٠٠

٦٠٠