في ظل أصول الإسلام

في ظل أصول الإسلام0%

في ظل أصول الإسلام مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 359

  • البداية
  • السابق
  • 359 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20761 / تحميل: 4869
الحجم الحجم الحجم
في ظل أصول الإسلام

في ظل أصول الإسلام

مؤلف:
العربية

نعم بما أنّه حلال بالذات لا مانع أن تتفق عليه الاُمّة وتتّخذه عادة وتقليداً مُتّبعاً في المناسبات. وأمّا إذا أتى به من دون إسناده إلى الدين، ولكنّه كان محرّماً بالذات كان حينذاك فعلةً سيئةً لكونه عملاً محرماً مثل دخول النساء سافرات مُتبرجات في مجالس الرجال في الاستقبالات والضيافات وحينئذ لا تكون حرمة هذا الاَمر من باب كونه بدعة بل من باب كونه حراماً بالذات شرعاً، فلا ينطبق عليه عنوان «شرّ الاَمور مُحدثاتها» لاَنّ للبدعة قسماً واحداً وهو «إدخال ما ليس من الدين في الدين» وهو المعنيّ بأحاديث تحريم البدعة ليس غير، والمورد الاَخير ليس من قبيل ادخال ما ليس من الدين في الدين، بل من باب الاِتيان بشيء حرام بالذات، والفرق بين البابين واضح.*

٦١

٦٢

٤- حُبّ النبيّ وعترته الطاهرة

في الكتاب والسنَّة

ومظاهره في حياة الفرد والمجتمع

حبُّ النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - في الكتاب.

العوامل الداعية إلى حبّ النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -

مكانة النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وعلوّ كعبه.

الاَحاديث الحاثّة على حبُّ النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -

مظاهر الحبّ في الحياة.

وظائف الاُمّة تّجاه النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -

حبُّ ذوي القربى في الكتاب والسنّة.

البواعث إلى محبّة أهل البيت.

ما يترتّب على هذا الاَصل.

صيانة الآثار الاِسلامية.

البناء على القبور في ضوء الكتاب والسنّة.

الحبّ والبغض خلَّتان تتواردان على قلب الاِنسان، تشتدان وتضع فان، ولنشوئهما واشتدادهما أو انحلالهما وضعفهما عوامل وأسباب.

٦٣

ولا شكَّ أنّ حُبّ الانسان لذاته من أبرز مصاديق الحبّ، وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى البيان، وجبلّ-ي لا يخلو منه إنسان، ومن هذا المنطلق حب الانسان لما يرتبط به أيضاً، فهو كما يحب نفسه يحبُّ كذلك كلّ ما يمتّ إليه بصلة، سواء كان اتّصاله به جسمانياً كالاَولاد والعشيرة، أو معنوياً كالعقائد والاَفكار والآراء والنظريات التي يتبنّاها، وربّما يكون حبّه للعقيدة أشد من حبّه لاَبيه وأُمّه، فيذب عن حياض العقيدة بنفسه ونفيسه، وتكون العقيدة أغلى عنده من كلّ شيء حتّى نفسه التي بين جنبيه.

فإذا كان للعقيدة هذه المنزلة العظيمة يكون لموَسسها ومغذّيها، والدعاة إليها منزلة لا تقل عنها، إذ لولاهم لما قام للعقيدة عمود، ولا اخضرّ لها عود ولاَجل ذلك كان الاَنبياء والاَولياء بل جميع الدعاة إلى الاَمور المعنوية والروحية مُحترمين لدى جميع الاَجيال من غير فرق بين نبي وآخر، ومُصلح وآخر، فالاِنسان يجد من صميم ذاته خضوعاً تجاههم، وإقبالاً عليهم.

ولهذا لم يكن عجيباً أن تحترم بل تعشق النفوس الطيّبة طبقة الاَنبياء والرُسل منذ أن شرع اللّه الشرائع وابتعث الرسل، فترى أصحابها يُقدّمونهم على أنفسهم بقدر ما أُوتوا من المعرفة والكمال.

حبّ النبيّ في الكتاب:

ولوجود هذه الاَرضية في النفس الاِنسانية والفطرة البشرية تضافرت الآيات والاَحاديث على لزوم حبّ النبيّ وكل ما يرتبط به، وليست الآيات إلاّ إرشاداً إلى ما توحيه إليه فطرته قال سبحانه:( قُلْ إنْ كانَ ءَاباوُكُمْ

٦٤

وَأَبْناوُكُمْ وَإِخوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشيرَتُكُمْ وَأَمَوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وتجارَةً تَخشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحب إِلَيكُمْ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ في سَبيله فَتَرَبَّصُوا حَتّى يَأتِ-ي اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لا يَهْدِي القَومَ الفاسقِينَ ) (١)

وقال سبحانه:( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإنَّ حِزْب اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ ) (٢)

وليست الآيات الحاثّة على حُبّ الرسول الكريم -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - مُنحصرة في ذلك، وسيوافيك ما يدلّ على لزوم تكريمه وتوقيره فانتظر.

العوامل الداعية إلى حُبّ النبي:

لم يكن أمر اللّه سبحانه بحبّ النبيّ أمراً اعتباطياً بل كان لاَجل وجود عوامل اقتضت البعث إلى حُبّه والحث على موادته نشير إلى بعضها:

١- انّ الاِيمان إذا نضج في قرارة الاِنسان، واعتقد بنبوة الرسول -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وأدرك أنَّ سعادته تكمُن في ما جاء به أصبح حبه للنبيّ في قلبه أشدّ من حبه لاَبنائه وآبائه فضلاً عن إخوانه وعشيرته، لاَنّه يشعر بقوة الاِيمان ونوره انّه سعد بالنبي الاَكرم، ونجا من الشقاء ببركته وفضله، فعندئذ يتفانى في حبّه ويتهالك في وُدّه، فيكون الحث على حبّ النبيّ استجابة لهذه الرغبة النفسية السليمة المنطقية، وتأكيداً لها.

____________________

(١)التوبة: ٢٤.

(٢)المائدة: ٥٦.

٦٥

٢- صلة النبيّ الوثيقة باللّه سبحانه وارتباطه بخالق الكون، فيكون الحث على حبّ النبيّ واضمار المودّة له تقديراً لهذه العلاقة وتثميناً لهذه الصلة المقدسة بالخالق.

٣- ما فاق به على جميع الناس من مناقب وفضائل وما يحمله بين جوانحه من محاسن الاَخلاق ومحامدها.

٤- سعيه الحثيث في هداية الاُمّة بحيث كان يبذل جهداً كبيراً في هداية أُمّته إلى حدّ التضحية براحته بل بنفسه، وكان يُصيبه الحزن الشديد إذا رأى إعراضهم عن رسالته ولاَجل ذلك نزل الذكر الحكيم يُسلّيه بقوله:( فَلَعلَّكَ باخِعٌ نَفسكَ على ءَاثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُوَمِنُوا بهذا الحَديثِ أَسَفَا ) (١)

وقال عزَّ من قائل:( فَلا تَذْهَبْ نَفسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرات إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ) (٢)

إنَّ النبي كاد أن يُهلك نفسه أسفاً على الذين يُفضّلون الضلالة على الهدى، ويُعرضون عن الهداية والرشاد، أوَليس هذا مُستحقاً لاَن تحبّه القلوب وتودّه الاَفئدة؟

أوَليس هذا التأسّف دليلاً على رحمة هذا النبي بالناس، وحبه العميق للبشرية، وهل يمتلك القلب إن كان سوياً إلاّ أن يبادل النبيّ العطوف الخلص، الحبَ والمودَّة؟

____________________

(١)الكهف: ٦.

(٢)فاطر: ٨.

٦٦

ولقد انعكس حُبُّه للاُمّة وتفانيه في الهداية والارشاد، في غير واحدة من الآيات نعرض بعضها قال سبحانه:( فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَليظَ القَلْبِ لانْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ في الاَمْر ) (١)

وقد بلغ حسن خلقه وكرامة نفسه إلى حدّ يصفه القرآن الكريم بالعظمة ويقول:( وَإنَّ لَكَ لاَجْراً غَيْرَ مَمْنُونِ * وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم ) (٢)

وهذا هو البوصيري يعكس مضمون الآية في قصيدته المعروفة:

فاق النبيّين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ

ولم يُدانُوه في علمٍ ولا كَرَمِ

أكْرِم بِخَلق نبيٍ زانه خُلُقٌ

بِالحُسن مُشتَمِلٌ بالبِشرِ مُتَّسِمِ

وهل يمكن للنفس أن لا تعشق رسول اللّه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - عشقاً جمّاً وهو الشفيع الاَكبر يوم القيامة وقد أعطاه اللّه تعالى تلك المنزلة الرفيعة إذ قال:( وللآخِرةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الاُولى * وَلَسْوفَ يُعْطِيكَ رَبُكَ فَتَرْضى ) (٣)

وقد فُسّرت في غير واحد من الاَحاديث بمقام الشفاعة.

وهل يرضى -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وهو نبيّ الرحمة ببقاء موَمن به في النار بل ودخوله

____________________

(١)آل عمران: ١٥٩.

(٢)القلم: ٣ - ٤.

(٣)الضحى: ٤ -٥.

٦٧

فيها إلاّ إذا كان مقطوع الصلة باللّه تعالى ورسوله بسبب الموبقات؟

أم هل يمكن للنفس أن لا تحب ذلك النبي الكريم الروَوف الرحيم بأُمّته، الحريص على هدايتهم بنص القرآن الكريم إذ يقول عزَّ وجلّ:( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّمْ حَرِيصٌ عَلَيكُمْ بالموَمِنينَ رَءُوفٌ رَحِيم ) (١) .

ثمَّ إنَّ للشيخ العلاّمة: محمّد الفقي أحد الاَزهريين كلاماً في مكانة النبي نأتي بنصّه:

مكانة النبيّ وعلوّ كعبه عند ربّه:

وقد شرّف اللّه تعالى نبيّه بأسمى آيات التشريف، وكرَّمه بأكمل وأعلى آيات التكريم، فأسبغ عليه نعمه ظاهرةً وباطنةً، فذكر منزلته منه جلَّ شأنه حيّاً وميتاً في قوله تعالى:( إِنَّ اللّهَ وملائكَتهُ يُصَلّونَ عَلَى النَبِيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيْهِ وَسَلّمُوا تَسْلِيماً ) (٢)

فأيّ تشريف أرفع وأعظم من صلاته سبحانه وتعالى هو وملائكته عليه؟

وأيّ تكريم أسمى بعد ذلك من دعوة عباده وأمره لهم بالصلاة والسلام عليه؟

____________________

(١)التوبة: ١٢٨.

(٢)الاَحزاب: ٥٦.

٦٨

ولم يقف تقدير اللّه تعالى عند هذا التقدير الرائع بل هناك ما يدعو إلى الاِعجاب ويلفت الاَنظار إلى تعظيمٍ على جانب من الاَهمية.

ألم تر في قوله تعالى:( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون ) (١) ما يأخذ بالاَلباب ويدهش العقول فقد أقسم سبحانه وتعالى بحياة نبيّه في هذه الآية، وما سمعت أنّه تعالى أقسم بحياة أحد غيره.

والقرآن الكريم تفيض آياته بسمو مقامه، وتوحي بعلوّ قدره وجميل ذكره، فقد جعل طاعته طاعةً له سبحانه إذ قال:( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ )

وعلَّق حبَّه تعالى لعباده على اتّباعه فيما بعث به وأُرسل للعالمين إذ يقول سبحانه:( قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُونَ اللّهَ فَاتَبِعُوني يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (٢) .

وممّا يدلّ على مبلغ تقديره ومدى محبّة اللّه وتشريفه لرسوله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قوله تعالى:( وإِذْ أخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيينَ لَما ءَاتَيتُكُمْ مِن كِتابٍ وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُوَمِنُنَّ بِه وَلَتَنْصُرُنَّهُ... ) (٣)

وقد قال علي -عليه‌السلام - : لم يبعث اللّه نبياً من آدم فمن بعده إلاّ أخذ عليه العهد في محمّد، لَئِن بُعِثَ وهوَ حيٌ لَيُوَمِنَنَّ به ولينصرنَّه ويأخذ العهد.

وتتحدث آية أُخرى عن مدى ذلك التقدير والجلال فتقول:( يا أَيُّها

____________________

(١) الحجر: ٧٢.

(٢)آل عمران: ٣١.

(٣)آل عمران: ٨١.

٦٩

النَّبِيّ إنّا أَرْسَلْنَاكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنذِيراً* وداعياً إلى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجَاً مُنِيرَاً ) (١)

إنَّ هذه الآية في روعتها لتتكلم بأجلى بيان عن أروع ما يتصوّره بشر في هذه الحياة من عظمةٍ وإكبارٍ وتقديرٍ لذاته -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وتعبّ-ر عن الموهبة الربانيّة والعطيةِ الاِلهية التي لم يتمتع بها نبيٌ ولا رسولٌ قبله.

وهناك نواحٍ أُخرى بعيدة المدى تنطق بسمّوِ منزلته، وبالغ قدره وتوجّه الثقلين إلى مبلغ تعظيم اللّه تعالى له ويتحدث به قوله تعالى:( يَا أَيّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوقَ صَوتِ النَّبيّ وَلا تَجهَرُوا لَهُ بالقَولِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالكُمْ وأَنْتُمْ لا تَشْعُرُون ) (٢)

وقوله تعالى:( إنَّ الَّذينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلْتَقْوى ) (٣)

وقوله تعالى:( لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَينَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً... ) (٤) فأيّ إجلال أبلغ من هذا وأيّ تقدير أروع من هذا التقدير؟

وهل نال بشرٌ في هذا الوجود مثل ما نال هذا النبيُّ العظيم الذي يصفه مولاه بقوله تعالى:( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ) (٥)

وهذه الآيات تدعو الموَمنين إلى توقيره وتعظيمه حال مخاطبته.

____________________

(١)الاَحزاب: ٤٥- ٤٦.

(٢)الحجرات: ٢ - ٣.

(٣)الحجرات: ٢ - ٣.

(٤)النور: ٦٣.

(٥) القلم: ٤.

٧٠

ولست أقف بك عند هذه الروائع والمُثل العليا التي يمتاز بها هذا النبيّ العظيم والرسول الصادق الاَمين ولكنّي أُحدثك عن شوَون أُخرى لها خطرها في التقدير والتعظيم، وتتجلّ-ى فيها مكانته ومقامه، قال سبحانه:( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِن أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتّم حَريصٌ عَليكُم بالمُوْمِنينَ رَءُوفٌ رَحِيم ) (١) . ففيه أروع وصف من أوصافه تعالى (رؤوف رحيم ) وأبلغ نعت يقرّره له مولاه، فإنّ هذين الوصفين ممّا اتّصف به سبحانه وتعالى من جلائل الاَوصاف.

وقد بلغت مكانته عند اللّه سبحانه إلى حد لا يأخذ أُمّته بمعاصيها وذنوبها ما دام هو فيهم يقول سبحانه:( وَما كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِم ومَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون ) (٢)

فأيّ كرامة أولى وأعظم من معجزته الخالدة الباقية ما بقيت الشمس وضحاها؟

وأية رحلة تاريخية قام بها أكبر من رحلته التاريخية التي نص بها القرآن الكريم وقال:( سُبْحانَ الذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إلى المَسْجِدِ الاَقْصى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ... ) (٣)

وقد تضافرت الروايات على أنّ جبرئيل كان يلازمه من مكّة إلى بيت المقدس فهذه الملازمة أكبر مظهر من مظاهر الشرف والفخار وأسمى آية

____________________

(١)الاَنفال: ١٢٨.

(٢)الاَنفال: ٣٣.

(٣)الاِسراء: ١.

٧١

من آيات التقدير للرسول الاَعظم في حياة الاُمم وتاريخها.

ونختم البحث بما يدلّ على علوّ مكانته وجليل قدره، أعني: قوله سبحانه:( وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) (١) فقرن اسمه باسمه وجعل الاِيمان لا يتحقّق إلاّ بالنطق بالشهادتين وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت:

أغرٌّ عليه للنبوة خاتمٌ

من اللّه من نور يلوحُ ويشهدُ

وضم الاِلهُ اسمَ النبي إلى اسمِهِ

إذا قالَ في الخَمسِ الموَذِنُ أشهَدُ

وشقَ له من اسمِهِ ليجلَّه

فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمّدُ

وبعد هذا لا يمكن للقلم أن يكتب، وللسان أن يتكلم، فإنّ عظمته لا تصل لا كُنهها العقول، ولا تُدرك حقيقتها الاَفهام والمدارك، ولا يعرف مداها إلاّ واهبها ومُعطيها، جلّ شأنّه العظيم، وليس لنا بعد ذلك إلاّ أن نتمثَّل بقول الشاعر:

وعلى تفنن واصفيه بحسنه

يَفنى الزمان وفيه ما لم يوصف(٢)

هذه العوامل الاَربعة هي التي يوَدّي كلُّ واحدٍ منها بالاِنسان ذي القلب السليم إلى حبّ النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وموادته ولاَجل ذلك تضافرت الآيات الدالة على ذلك.

____________________

(١)الانشراح: ٤.

(٢)التوسّل والزيارة للاَُستاذ محمّد الفقي من علماء الاَزهر الشريف: ١٥٦- ١٦٠.

٧٢

وقد تعرّفت على آيتين منها وهناك آية ثالثة تأمر بتعزير النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - مضافاً إلى نصرته، قال سبحانه:( الَّذِينَ ءَامَنُوا به وعَزَّرُوهُ وَنَصرُوهُ واتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِل مَعَهُ أُولئِكَ هُمْ المُفْلِحُونَ ) (١) .

فالآية الكريمة تأمر بأُمور أربعة:

١- الاِيمان به.

٢- تعزيره.

٣- نُصرته.

٤- اتّباع كتابه وهو النور الذي أُنزل معه.

وليس المراد من تعزيره نصرته لاَنَّه قد ذكره بقوله «ونصروه» وإنّما المراد توقيره، وتكريمه وتعظيمه بما أنّه نبي الرحمة والعظمة، ولا يختص تعزيره وتوقيره بحال حياته بل يعمُّها وغيرها، تماماً كما أنَّ الاِيمان به والتبعية لكتابه لا يختصان بحال حياته الشريفة.

هذه هي العوامل الباعثة إلى حب النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وهذه هي الآيات المرشدة إلى ذلك.

ولاَجل دعم المطلب نذكر بعض ما ورد من الروايات في الحث على حبّه وموادّته.

____________________

(١)الاَعراف: ١٥٧.

٧٣

الاَحاديث الحاثّة على حبّ النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - :

قال رسول اللّه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - :

١- «لا يوَمِنُ أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من وُلده والناس أجمعين».

٢- «والذي نفسي بيده لا يوَمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ الناس إليه من والده وَوَلده».

٣- «ثلاثٌ من كُنَّ فيه ذاقَ طعم الاِيمان: من كان لا شيء أحب إليه من اللّه ورسوله، ومن كان لئن يُحرَق بالنار أحب إليه من أن يرتَّد عن دينه، ومن كان يحبّ للّه ويبغض للّه».

٤- «واللّه لا يكون أحدكم موَمناً حتّى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده».

٥- «لا يوَمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من نفسه».

٦- «من أحبَّ اللّه ورسوله صادقاً غير كاذِبٍ ولقي الموَمنين فأحبَّهم وكان أمرُ الجاهلية عنده كمنزلة نار أُلقي فيها فقد طُعِمَ طعم الاِيمان أو قال فقد بلغ ذروة الاِيمان».

إنَّ الذي يرى سعادته في ما جاء به رسول اللّه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - من شريعة ودين هو الذي يذوق طعم الاِيمان، وتذوّقُ طعم الاِيمان لا يتحقّق إلاّ عندما يستن

٧٤

الاِنسان بسنّة رسول اللّه ويعمل بشريعته فيحصل على سعادته.

٧- عن أبي رزين قال: قلت يا رسول اللّه ما الاِيمان قال: «أن تعبد اللّه ولا تُشرك به شيئاً، ويكون اللّه ورسوله أحبَّ إليك مما سواهما، وتكون أن تُحرَق بالنار أحبّ إليك من أن تُشرك باللّه شيئاً، وتحبّ غير ذي نسب لا تحبه إلاّ للّه فإذا فعلت ذلك فقد دخل حبّ الاِيمان في قلبك كما دخل قلبَ الضمآن حب الماء في اليوم القائظ».

٨- «ثلاثٌ من كنَّ فيه وَجَدَ حلاوة الاِيمان: أن يكون اللّه ورسوله أحبَّ إليه ممّا سواهما».

٩- عن أنس انَّ رجلاً سأل النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلاّ أنّ-ي أُحِبُّ اللّه ورسوله، فقال: أنت مَعَ من أحببت. قال أنس: فما فرِحنا بشيء فَرَحَنَا بقول النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - : أنتَ مع من أحببت.

١٠- أبو ذر قال: يا رسول اللّه الرجلُ يحبُّ القوم ولا يستطيع أن يعمل بِعَمَلِهِمْ؟ قال: أنتَ يا أبا ذر مع من أحببتَ قال: فإنَّ-ي أُحب اللّه ورسوله، قال: فإنَّك مع من أحببتَ، قال: فأعاد (ها) أبو ذر، فأعادها رسول اللّه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -

١١- «مَنْ أحيا سُنّتي فقد أحبَّني ومن أحبَّني كان معي في الجنّة».

١٢- «والذي نفْس محمّد بيده ليأتيَّ-ن على أحدكم يوم ولا يراني، ثمّ لئن يراني أحبّ إليه من أهله وماله معهم».

٧٥

١٣- «إنَّ أحدكم سيوشك أن ينظرَ إليَّ نظرةً بما له من أهل وعيال».

١٤- «مِن أشدّ أُمّتي لي حُبّاً أُناسٌ يكونونَ بَعدِي يودّ أحدُهم لو رآني بأهله وماله».

١٥- «أشدُّ أُمتي لي حُبّاً قومٌ يكونون بعدي يودّ أحدّهم أنّه فقد أهله وماله وأنّه رآني».

١٦- «إنَّ أُناساً من أُمّتي يأتُونَ بَعدي يودّ أحدهم لو اشترى روَيتي بأهله وماله».

١٧- «من دعا بهوَلاء الدعوات في دبر كلّ صلاة مكتوبة حَلَّت له الشفاعةُ مني يوم القيامة: اللّهمّ اعطِ محمّداً الوسيلةَ واجْعلَ في المصطفين محبّته، وفي العالمين درجته وفي المقربين ذكر داره».

١٨- من قال في دبر كل صلاة مكتوبة: «اللّهمّ اعطِ محمّداً الدرجة والوسيلة، اللّهمّ اجعل في المصطفين محبَّته وفي العالمين درجته، وفي المقرّبين ذكره» من قال تلك في دُبُر كلّ صلاة فقد استوجب عليّ الشفاعة وَوَجَبَتْ له الشفاعة.

وقد رُوي عن أبي بكر قال: الصلاة على النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - أمحقُ للخطايا من الماءِ للنارِ، والسَّلام على النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - أفضلُ مِن عتق الرِّقاب، وحبُّ رسول اللّه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - أفضلُ من عِتق الاَنفس أو قالَ: من ضرب السيف في سبيل اللّه عزّ وجلّ(١)

____________________

(١)راجع للوقوف على هذه الاَحاديث ونظائرها جامع الاُصول ج١ نقلاً عن صحيح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وكنز العمال ج٢، و ٦ و ١٢.

٧٦

اختلاف الاُمّة في درجات حُبّهم للنبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - :

وليست الاُمّة الموَمنة في ذلك شرعاً سواء بل هم فيه متفاوتون على اختلاف درجات عرفانهم به، كاختلافهم في حبّ اللّه تعالى.

قال الاِمام القرطبي: كلُ من آمن بالنبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - إيماناً صحيحاً لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبّة الراجحة غير أنّهم متفاوتون فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظِّ الاَوفى، ومنهم من أخذ منها بالحظّ الاَدنى كمن كان مُستغرقاً في الشهوات محجوباً في الفضلات في أكثر الاَوقات، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - اشتاق إلى روَيته بحيث يوَثرها على أهله وولده وماله ووالده ويبذل نفسه في الاَمور الخطيرة ويجد مخبر ذلك من نفسه وجداناً لا تردّد فيه(١)

مظاهر الحبّ في الحياة:

إنّ لهذا الحب مظاهر ومجالي، إذ ليس الحب شيئاً يستقر في صقع النفس من دون أن يكون له انعكاسٌ خارجيٌ على أعمال الاِنسان وتصرفاته، بل إنّ من خصائص الحب أن يظهر أثره على جسم الاِنسان وملامحه، وعلى قوله وفعله، بصورة مشهودةٍ وملموسةٍ.

فحبُّ اللّه ورسوله الكريم لا ينفكّ عن اتّباع دينه، والاستنان بسنته،

____________________

(١)فتح الباري لابن حجر ١: ٥٠- ٥١.

٧٧

والاِتيان بأُوامره والانتهاء عن نواهيه، ولا يُعقلُ أبداً أن يكون المرء مُحبّاً لرسول اللّه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - أشدَّ الحب، ومع ذلك يُخالفه فيما يُبغضه، ولا يُرضيه، فمن ادّعى الحبّ في النفس وخالف في العمل فقد جمع بين شيئين متخالفين متضادين. ولنِعمَ ما قال الاِمام جعفر الصادق -عليه‌السلام - في هذا الصدد موجهاً كلامه إلى مُدّعي الحب الاِلهي كذباً: تعصي الاِله وأنتَ تُظهِرُ حبَّه * هذا لعمرِي في الفِعال بديعُ لو كان حبُّك صادقاً لاَطعتَه * إنّ المُحِبَّ لِمنَ يُحبُّ مُطيعُ(١)

نعم لا يقتصر أثر الحب على هذا بل له آثار أُخرى في حياة المحب، فهو يزور محبوبه ويكرمه ويعظّمه ويزيل حاجته، ويذبّ عنه، ويدفع عنه كلّ كارثة ويهيىَ له ما يُريحه ويسره إذا كان حيّاً. وإذا كان المحبوب ميّتاً أو مفقوداً حزن عليه أشد الحزن، وأجرى له الدموع كما فعل النبي يعقوب -عليه‌السلام - عندما افتقد ولده الحبيب يوسف -عليه‌السلام - فبكاه حتى ابيضت عيناه من الحزن، وبقي كظيماً حتى إذا هبّ عليه نسيم من جانب ولده الحبيب المفقود هشَّ له وبش، وهفا إليه شوقاً، وحباً. بل يتعدّى أثر الحب عند فقد الحبيب وموته هذا الحد فنجد المحب يحفظ آثار محبوبه، وكلّ ما يتَّصل به، من لباسه وأشيائه كقلمه ودفتره وعصاه ونظارته. كما ويحترم أبناءه وأولاده ويحترم جنازته ومثواه ويحتفل كلّ عام بميلاده وذكرى موته، ويكرمه ويعظمه حباً به ومودةً له.

____________________

(١)سفينة البحار مادة «حب».

٧٨

وظائف الاُمّة تّجاه النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - : ويكفي في بيان مقام النبيّ وسمو منزلته أنَّ اللّه تعالى أوجب على الاُمّة وظائف تّجاه النبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - في الكتاب العزيز نشير إليها باختصار: ١- الصلاة عليه إذا ذُكر اسمه الشريف. قال اللّه تعالى:( إنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَ-ى النَّبِيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (١)

٢- عدم دعائه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - كدعاء الناس بعضهم بعضاً، قال تعالى:( لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ) (٢)

٣- عدم رفع الصوت فوق صوته -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وعدم الجهر له بالقول ومناداته من وراء الحجرات قال تعالى:( يَا أَيّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوقَ صَوتِ النَّبيّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بالقَولِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أنْ تَحْبَطَ أَعمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُون * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصواتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امتَحَنَ اللّهِ قُلُوبَهُمْ لِلتَقْوى لَ-هُمْ مَغُفِرة وَأَجْر عَظِيم * إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الحُجُرات أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُون ) (٣)

٤- عدم التقدّم عليه في أمر قال تعالى:( يَا أيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُقدّمُوا

____________________

(١)الاَحزاب: ٥٦.

(٢)النور: ٦٣ ، أي أن لا يدعوه قائلين: يا محمد، بل يقولوا مثلاً: يا رسول اللّه، أو يا نبي اللّه.

(٣)الحجرات: ٢- ٤.

٧٩

بَينَ يَدَي اللّه ورَسُولَه واتَّقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَليم ) (١)

٥- عدم إيذائه -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال اللّه تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُوَذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللّهُ في الدُنْيا والآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ) (٢)

٦- عدم نكاح زوجاته -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - من بعده قال اللّه تعالى:( مَا كانَ لَكُمْ أَنْ تُوَذُوا رَسُولَ اللّهِ ولا أَنْ تَنْكحُوا أَزواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللّهِ عَظيماً ) (٣)

٧- عدم الخروج عن مجلس المشاورة إلاّ بإذنه، قال تعالى:( إِنَّما المُوْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وإذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمرٍ جامِعٍ لَ-مْ يَذْهَبُوا حَتّى يَسْتَأْذِنُوه ) (٤)

٨- وجوب طاعته -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال تعالى :( وَأَطِيعُوا اللّهَ والرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمْون ) (٥) هذه هي بعض الوظائف التي كلّف اللّه تعالى المسلمين أن يقوموا بها تجاه رسول الاِسلام العظيم وهي تُنبىَ عن عظمة شأنه وعلوّ درجته وكما هي في نفس الوقت تبعث كلّ إنسان إلى الاِعجاب بشخصيته وإلى محبته ومودّته.

* * *

____________________

(١)الحجرات: ١.

(٢)الاَحزاب: ٥٧.

(٣)الاَحزاب: ٥٣.

(٤)النور: ٦٢.

(٥)آل عمران: ١٣٢.

٨٠