آداب المتعلّمين

آداب المتعلّمين0%

آداب المتعلّمين مؤلف:
الناشر: انتشارات كتابخانه مدرسه علميّه إمام عصر عجّل الله تعالى فرجه - شيراز
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 149

آداب المتعلّمين

مؤلف: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة)
الناشر: انتشارات كتابخانه مدرسه علميّه إمام عصر عجّل الله تعالى فرجه - شيراز
تصنيف:

الصفحات: 149
المشاهدات: 82561
تحميل: 8925

توضيحات:

آداب المتعلّمين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 149 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82561 / تحميل: 8925
الحجم الحجم الحجم
آداب المتعلّمين

آداب المتعلّمين

مؤلف:
الناشر: انتشارات كتابخانه مدرسه علميّه إمام عصر عجّل الله تعالى فرجه - شيراز
العربية

بمصالحِ نَفْسِكَ تَضمَنَ ذلك(١٢٠) قَهرَ عَدُوكَ)(١٢١) .

وإيّاك والمعاداةَ، فإنّها تفضحُكَ، وتُضَيّعُ أوقاتَكَ.

وعليكَ بِالتحملِ، لا سيّما من السُفَهاء(١٢٢) .

____________________

(١٢٠) في الخشاب: (تَضْمَنُ بذلك).

(١٢١) قال الزرنوجي: واُنشدتُ:

إذا شِئْتَ أنْ تلقى عدوّكَ راغِما * وتقتُلَه غَمّا وتُحرِقَه همَا

فَرُمْ للعُلى وازْدَدْ من العلم إنَه * مَنِ ازْدادَ عِلما زادَ حاسِدَه غَمَا

وفي باب عَدَمِ الاعتناء بالأعداء والحاسدين، أمثال منظومة، منها قول

بعض الزعماء:

أوَ كُلّما طَنَ الذُبابُ طردْتُه * إنّ الذُبابَ إذَنْ عليَ كريمُ

وقال آخر:

وما كل كلبٍ نابِحٍ يَسْتَفِزني * وما كلَما طَنَ الذُبابُ اُراعُ

وقال ثالث:

لو كل كلبٍ عَوى ألْقَمْتُه حَجَرا * لأصْبَحَ الصَخْرُ مِثقالا بدِينارِ

وقال رابع:

إذا نَطق السفيه فلا تُجِبْه * فخير من إجابته السكوتُ

(١٢٢) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (تعلّموا العِلمَ، وتعلّموا الحِلمَ، فإنّ العلمَ خليلُ المؤمنِ، والحلمُ وزيرُه، والعقل دليلُه، والرفقُ أخوه، والعمل رفيقه، والبر والدُه، والصبر أميرُ جنودِه). رواه في نزهة الناظر (ص٢٩) وروى نحوه باختصار عن الإمام الصادق (ص٥٩).

١٠١

[٤٩ - الابتعاد عن سُو الظنّ]

وإيّاك أنْ تَظُنَ بالمؤمِنِ سُوا، فإنَه منشأُ العَداوة.

ولا يحل ذلك، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (ظُنوا بالمُؤْمنينَ خَيْر)(١٢٣) .

____________________

(١٢٣) قال الخشاب: رواه في الفتوحات الربانيّة (٧/ ٢١) وفيه: (بالمؤمن).

واعلم أنّ الأحاديثَ عن المعصومين : في باب سُو الظنّ والنهي عنه، والأمر به، وكذلكَ في باب حُسْن الظنّ والأمر به، والنهي عنه، كثيرة وظاهرها المُعارضة والمُضادّة

فالاَمرة بحُسْن الظَنّ:

منها ما في المتن من حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

ومنها: قول الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: (مَنْ حَسَنَ ظنَه روّح قلبه). رواه في نزهة الناظر (ص٥٤).

ومنها: قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (خُذْ من حُسْنِ الظنّ بطَرَفٍ تُروجُ به أمركَ، وتروّحُ به قلبك). رواه في نزهة الناظر (ص٥٣).

وقال البرقي في (باب محبة المسلمين والاهتمام بهم) من المحاسن: في كلام أمير المؤمنين عليه السلام: (لا تظننَ بكلمة خرجت من أخيك سوا، وأنت تجد لها في الخير محمل). رواه عن المحاسن في السرائر باب المستطرفات (٦٤٢٣) ونقله في الوسائل (٠٢١٢٣) باب ١٦١ من أبواب العشرة، ح٣ عن الكافي (٢٦٩٢) ح٣.

ومِن الدافعة على سو الظنّ:

قول الإمام الصادق عليه السلام: (احتَرِسُوا من الناسِ بِسُوِ الظن). رواه في نزهة الناظر (ص٣٠).

١٠٢

____________________

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (الحزْمُ سُوُْ الظَن). رواه في نزهة الناظر (ص٥٤). وابن الرازي في جامع الأحاديث.

ونقل الحلواني صاحب النزهة عن البرادي، أنّه قال: قيل للمقيت الجُرجاني: ما هذه المضادة

فقال: يُريدون بسو الظن: أنْ لا تستتمَ إلى كلّ أحَدٍ فتؤدّي سرّك وأمانتك. ويُريد بحسن الظنّ: أنْ لا تسي ظنَك بأحَدٍ أظهر لك نصْحا وقال لك جميلا، وصحَ عندك باطنه. وهو مثل قولهم: (احْمِلْ أمر أخيك على أحْسنِه حتّى يبدو لك ما يغلبك عليه). نقله في نزهة الناظر (ص٥٤).

أقول: بل الأولى حملُ ذلك على اختلاف الزمان وأهله صَلاحا وفسادا، كما تدلّ عليه أخبار شريفة، والحديث يفسّر بعضه بعضا، وهي: ما روي في حِكَمِ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال: (إذا استولى الصلاحُ على الزمانِ وأهله، ثُمَ أسأ رجل الظنَ بِرَجُلٍ - لم تظهر منه خِزية - فقد ظَلَمَ. وإذا استولى الفسادُ على الزمانِ وأهله، ثُمَ أحْسَنَ رَجُل الظنّ بِرَجُلٍ فقد غُررَ). رواه الرضيّ في نهج البلاغة، الحكمة (١١٤).

وما عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: (إذا سأَ الزمانُ وسأ أهلُه، فسوُ الظنّ من حُسْنِ الفِطَنِ).

وما رُوي عن الإمام أبي الحسن الهادي عليه السلام: (إذا كانَ زَمان -العدلُ فيه أغلبُ من السُوء - فليسَ لأحَدٍ أنْ يُظنَ بأَحَدٍ سُوءا، حتّى يَبْدو ذلكَ منه. وإنْ كانَ زَمان - فيه السُوُ أغْلَبُ من العَدْل - فليسَ لأحَدٍ أَنْ يظُنَ بأحَدٍ خَيْرا، حتّى يبدو ذلك منه). رواه في نزهة الناظر (ص٧١).

١٠٣

وإنّما يَنْشَأُ ذَلِكَ من خُبْثِ النِيّةِ(١٢٤) .

____________________

(١٢٤) كذا في أكثر النسخ والزرنوجي، وأضاف فيه: (... وسوء السريرة) وفي بعض النسخ: (من خُبث النفس).

١٠٤

الفصل التاسع

في الاسْتِفادة

[٥٠ - الاستفادة وطريقها]

فينبغي لطالب العلم أنْ يكونَ مستفيدا في كل وَقْتٍ، حتّى يَحصلَ له الفضْلُ.

وطريق الاستفادة: أنْ يكون مَعَه - في كُلّ وَقْتٍ - مَحْبَرة، حتّى يكتبَ ما يسمع من الفوائد(١٢٥) .

____________________

(١٢٥) لاحظ في كتابنا هذا، الفقرة [٥٥] في الفصل العاشر القادم.

ونقل عن بعضهم قوله: (إظهار المحبرة عز) وأشار بعضهم إلى المحابر وقال: (هذه سُرُج الإسلام) وقال آخر: (لولا المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر). وقد جاء ذكر (الحِبْر) و (الدواة) في الحديث الشريف في مقام الترغيب على الكتابة والتدوين، بوفرة، وقد جمعنا طَرَفا من ذلك في كتابنا: (تدوين السنّة الشريفة) فليراجع.

١٠٥

قيلَ: (ما حُفِظَ فَرَ، وما كُتِبَ قَرَ)(١٢٦) .

وقيل: (العلمُ ما يُؤْخَذُ من أفواه الرجال)(١٢٧)

____________________

(١٢٦) هذا أثر منقول عن السلف، لاحظ تدوين السنّة الشريفة (ص٣٨١).

وقد أكّد المعصومون:عليهم السلام على كتابة العِلْم وتدوينه وحثّوا على تقييده وحفظه في الكتب، إلى حدّ التواتُر فعن النبي والوصيّ ٨ أنهما قالا: (قيّدوا العلم بالكتاب).

وعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: (القلب يتّكل على الكتابة).

وعنه عليه السلام، قال: (اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتى تكتبو).

وقد شرحنا هذا الحديث، شرحا عميقا في تدوين السنّة الشريفة (ص٣٧٦).

ثمّ إنّ سائر علماء الإسلام أكّدوا على أنّ الكتاب والكتابة لهما أثر بارز في حفظ المعلومات:

قال ابن المبارك: (لولا الكتاب ما حفظن).

وقال الشافعي: (اعلموا - رحمكم الله - إنّ هذا العلمَ ينِد كما تنِد الإبلُ، فاجعلوا الكتب له حماةً، والأقلام عليه رُعاةً).

وقد جمعنا ما يرتبط بالتدوين والكتابة، والمقارنة بينها وبين الحفظ بشكل موسّع، وموثّقا في كتابنا (تدوين السنّة الشريفة) فراجعه، وخاصة الصفحات (٣٦٥ - ٣٩٠).

(١٢٧) أتصوّر أنّ المؤلّف ذكر قولهم: (العلمُ ما يُؤخَذُ من أفواه الرجال) اعتراضا على ما ذكره من لزوم كتابة ما يسمع نظرا إلى أنّ العلم في هذا القول يعتمد على الأقوال الشفهيّة

وأجابَ بقوله: (لأنّهم ...) أي إنّما ذكروا ذلك القول، لأنّ العلماء إنّما ينطقون بالأفضل، بعد انتخابه من محفوظاتهم التي هي - بدورها - أفضل مَسْموعاتهم، وهذا لا يُنافي لزوم كتابة ما يُسمع من أقوالهم، حفاظا عليها من النسيان والضياع.

١٠٦

لاِنّهم يحفَظونَ أحْسَنَ ما يَسْمعونَ، ويقولونَ أحْسَنَ ما يحفَظونَ(١٢٨) .

ووصّى شَخْص ابْنَه بأنْ يحْفَظَ كلَ يومٍ شِقْصا(١٢٩) من العِلم، فإنّه يَسير، وعن قَرِيْبٍ يَصِيْرُ كَثيرا(١٣٠) .

____________________

(١٢٨) عن عملهم هذا لاحظ هذه الاَثار:

روى الراغب الاصفهاني، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: (قالت الحكمةُ: مَنْ أرادني فليعمل بأحْسَنَ ما عَلِمَ، ثم تلا: (الَذِيْنَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَبِعُونَ أَحْسَنَه)). مقدّمة جامع التفاسير (ص٩٥).

وروى الخطيب عن ابن عبّاس قوله: العِلمُ كثير، ولن تَعِيَه قلوبكم، ولكن ابتغوا أحسنَه، ألم تسمع قوله تعالي: (الَذِيْنَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَبِعُونَ أَحْسَنَه ُ .[الاَية ١٨ من سورة الزمر]اُوْلَئِكَ الَذِيْنَ هدَاهمُ الله وَاُولَئِكَ همْ اُولُوا الألْبَابِ) رواه في تقييد العلم (ص١٤١).

وكان يقول بعضهم لبنيه: (اُكتب أحْسَنَ ما تسمعُ، واحْفَظْ أحْسَنَ ما تكتبُ، وحَدث بأحْسَنَ ما تحفَظْ). نقله في تقييد العلم (ص١٤١) ونقله في هامشه عن مصادر عديدة.

وراجع حول اختيار الأحسن ما علّقناه على الفقرة .[١١]

(١٢٩) الشِقْصُ: الطائفة من الشي.

وفي الخشاب: (شيئ) بدل (شقص) وقد جمع بينهما في بعض النسخ، ولاحظ الهامش التالي.

(١٣٠) نقل الزرنوجي أنّ هذه الوصيّة وصّى بها الصدرُ الشهيدُ حسام الدين ابنه شمس الدين: أنْ يحفَظَ كلّ يومٍ يسيرا من العلم والحكمة إلى آخر المنقول هنا.

١٠٧

[٥١ - اغتنام الوقت والشيوخ]

والعُمُرُ قصير، والعلمُ كثير، فينبغي أنْ لا يُضيّعَ الطالبُ له الأوقاتَ، والساعاتِ، ويغتَنِمَ اللياليَ والخَلواتِ(١٣١) .

____________________

(١٣١) روى الزرنوجي - هنا - عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أنّه قال: (إذا كُنْتُ في أمْرٍ، فكُنْ فيه).

وقد وردت عن الأئمة عليهم السلام حول (الوقت) أحاديث شريفة ترشد إلى وجوب اغتنامه والاعتزاز به وعدم التفريط به، والمحافظة عليه، فلنتزوّد من فُرات معينها:

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إنّ أوقاتَك أجزأُ عمرك فلا تُنفِدْ لك وقتا إلا فيما يُنجيك).

وقال: (في كلّ وقت فوت) و (في كلّ وقتٍ عمل).

وقال: (إنّ ماضيَ عمرك أجَل، وآتيه أمَل، والوقت عَمَل).

وقال: (أوقات الدنيا - وإن طالَتْ - قصيرة).

وقال: (إنّ ماضِيَ يومِكَ مُنْتقل، وباقيَه مُتّهم، فاغْتَنِمْ وَقْتَكَ بالعمل).

وقال: (ماضي يومِكَ فائِت، وآتيه مُتَهم، ووقتُكَ مُغْتَنَم، فبادِرْ فيه فُرْصَةَ الإمْكانِ، وإيّاكَ أنْ تثِقَ بالزمانِ).

فراجع معجم ألفاظ غرر الحكم، مادة (وقت).

وقال عليه السلام في خطبة له: (أيّها الناس: إنّ الأيّامَ صحائفُ آجالكم، فضمّنوها أحْسَنَ أعمالكم، فلو رأيتم قصيرَ ما بقيَ من آجالكم لزهدتم في طويل ما تعتذرون من آمالكم). رواها في نزهة الناظر (ص١٩).

وقالوا: (الوَقْتُ سَيْف، إنْ لم تَقطُعْه قَطعَكَ). نقله في مَنازل السائرين (ص٣٩٩).

وكان أحد مَشايخنا يَستحثّنا على الطلبِ، ويُنْشِدُنا:

ما فاتَ مَضى وما سَيأتيكَ فأيْنْ * قُمْ فاغتنمِ الفُرْصَةَ بين العَدَمَيْنْ

ما مضى فاتَ والمؤمّلُ غيب * فلكَ الساعةُ التي أنتَ فيها

١٠٨

قيل: (الليلُ طَوِيْل فلا تُقَصرْه بمنامِكَ، والنهارُ مُضي فلا تكَدّرْه بآثامِكَ)(١٣٢) .

وينبغي لطالبِ العلم أنْ يَغْتَنِمَ الشُيوخَ، ويَسْتَفِيْدَ منهم(١٣٣) .

ولا يتحسَرُ لِكُل ما فاتَ(١٣٤) بل يَغْتَنِمُ ما حَصَلَ له في الحالِ والاستِقْبال.

[٥٢ - تحمّل المشاق في سبيل الطلب]

ولابُدَ لطالبِ العلم من تحمل المشاق والمَذَلّةِ في طلب العلم(١٣٥) .

____________________

(١٣٢) نقل الزرنوجي هذا القول عن يحيى بن معاذ الرازي.

(١٣٣) قال أبو غالب الزراري، أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان - في رسالته إلى حفيده، يوصيه - : واصْحب مشايخ أصحابك مَنْ تتزيّنُ بصُحْبته بين الناس. وإنْ صحبتَ أحَدا من أتْرابكَ، فلا تَدَعْ صُحْبةَ المشايخ مع ذلك.

.اُنظر: رسالة أبي غالب الزراري (ص١٥٤) الفقرة [١٠ج]

(١٣٤) قال أمير المؤمنين عليه السلام: (الاشتغال بالفائت يُضيّع الوقت).

وقال عليه السلام: (لا تُشغل قلبك الهمَ على ما فات فيُشغلك عمّا هو آتٍ).

رواه في معجم غرر الحكم (ص١٢٠٦) و (ص١٢٣٦).

وقيل: (الاشتغال بالندم على الوقت الفائت تضييع للوقت الحاضر). نقله في منازل السائرين (ص٣٩٩).

(١٣٥) ومن حكم الإمام أمير المؤمنين ٧: (مَنْ لم يصبر على مَضَض التعلم بقيَ في ذُلّ الجهل). رواه في غرر الحكم (٤١١٥) اُنظر معجم ألفاظه (٨٩٧١).

وأنشد الشيخ الشهيد الثاني شعر الحماسة:

دَبَبْتَ للمجد والساعون قد بَلَغُوا * جهد النفوس وألْقَوْا دُونَه الأُزرا

وكابَدُوا المجدَ حتّى مَلَ أكثرهم * وفاز بالمجد مَنْ وافى ومَنْ صَبَرا

لا تحسبِ المجدَ تمْرا أنْتَ آكلُه * لن تبلغَ المجد حتّى تَلْعَقَ الصَبِرا

في منية المريد (ص٢٥٠) ونقل محقّقه في هامشه عن الحماسة أنه لرجلٍ من بني أسد، وخرّجه عن مصادر كثيرة.

١٠٩

والَتمَلقُ(١٣٦) مذموم إلا في طلب العلم(١٣٧) فإنّه لابُدَ له من تملق الاُستاذ والشركاء وغيرهم، للاستفادة منهم.

وقيل: (العِلْمُ عِز لا ذُلَ فيه، ولا يُدْرَكُ إلا بذُل لا عِزَ فيه)(١٣٨) .

____________________

(١٣٦) الَتمَلق: مصدر تَمَلَقَه، وتَمَلَقَ له: إذا تودَدَ إليه وتذلَلَ له، وليّنَ كلامَه ليستميلَه، وهو (المَلَقُ) أيضا.

(١٣٧) روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال: (ليس من أخلاق المؤمن التَمَلقُ، إلا في طلب العلم). ورواه ابن الأشعث فيما أسنده من الجعفريات (وهي الأحاديث المسندة عن

الإمام جعفر الصادق عليه السلام) مرفوعا، لاحظ الاشعثيات (ص٢٣٥) وزاد بعد قوله (التملّق): (... ولا الحسد). ورواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (ج١، ص٣٢٠) رقم ٣٩١ بسنده إلى رواية الجعفريات هذه. ونقل عن البيهقي في شعب الايمان (٢٥٩١) ولاحظ جامع بيان العلم (ص١٣١) وأدب الدنيا والدين (ص٧٥) وفيه: المَلَقُ. وبحار الأنوار (٤٥٢) وكنوز الحقائق (١٦٥٢).

(١٣٨) إقرأ عن التملقِ في التعلّم، فصلا مفيدا، في أدب الدنيا والدين (ص٧٥ - ٨٠).

١١٠

الفصل العاشر

في الوَرَعِ في التَعَلمِ

[٥٣ - التزام الورع فعلا، وتركا]

رُويَ حديث في هذا البابِ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مَنْ لم يَتَوَرَعْ في تعلمه ابْتلاه الله بأحَدِ ثلاثةِ أشْيأ: إمّا يُميتُه في شَبابه. أوْ يُوقِعُه في الرساتيق(١٣٩) . أوْ يبتليه بخدمة السُلْطان)(١٤٠) .

فمهما كانَ طالبُ العِلمُ أوْرَعَ، كانَ علمُه أنْفَعَ، والتعلمُ له أيْسَرَ، وفوائدُه أَكْثَرَ.

____________________

(١٣٩) الرَساتِيْقُ: القُرَى وما يحيط بها من الأراضي الزراعيّة. جمع رُسْتاق، معرّب كلمة (رُوست) الفارسيّة.

(١٤٠) جاء الحديث في كتاب (الاثنا عشرية في المواعظ العددية) للعاملي (ص٨٦) بلفظ: (مَنْ لم يَتَورّعْ في دين الله ...) وانظر: جامع الأخبار (الباب ١٠٠) (ص١٦٣) وميزان الحكمة (١٢٨٤).

١١١

ومن الوَرَع:

أنْ يحترزَ عن الشبع، وكثرةِ النَوْمِ، وكثرةِ الكلام فيما لا يَنْفَعُ(١٤١) .

وأنْ يَحْتَرِزَ عن أكْلِ طعام السُوْقِ، إنْ أمْكَنَ، لأنَ طعامَ السوقِ أقربُ إلى النجاسة والخباثة(١٤٢) وأبْعَدُ عن ذكر الله تعالي، وأقْرَبُ إلى الغَفْلة.

ولاِنَ أبْصارَ الفُقَراءِ تَقَعُ عليه، ولا يقدرونَ على الشراء، فيتأذّون بذلك، فتذهبُ بركَتُه.

وينبغي أنْ يحترزَ عن الغِيْبَةِ.

وعن مُجالسة المِكْثار(١٤٣) فإنّ مَنْ يُكْثر الكلامَ يَسْرِقُ عُمُرَكَ، ويُضيّعُ أوْقاتَكَ.

ومن الوَرَع:

أنْ يجتنبَ من أهل الفَسادِ والتَعْطيلِ، فإنَ المجاورةَ مؤثّرة، لا مَحالةَ(١٤٤) .

وأنْ يَجْلسَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلةَ، في حالِ التكرار والمطالعة، ويكونَ مستنّا بسُنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

ويَغْتَنِمَ دعوةَ أهلِ الخَيْرِ، ويحترز عن دَعْوة المظلوم، ويطلب الهمَةَ والاستدعاء (من الصالحين)(١٤٥) .

____________________

(١٤١)عن كثرة الكلام ومضارّها راجع الفقرة [ ٥٩ ] وتعاليقها

(١٤٢) كذا في الزرنوجي وبعض النسخ، وفي أكثر النسخ والخشاب: (الخيانة).

(١٤٣) المِكْثار: الشخص الكثير التكلّم، يطلق على المذكّر والمؤنّث.

(١٤٤) حول اختيار الشريك والمُذاكر لاحظ الفقرة .[٣٣] و [١٦]

(١٤٥) ما بين القوسين، لم يرد في الخشاب ولا الزرنوجي.

١١٢

[٥٤ - رعاية الاَداب والسنن]

فينبغي أنْ لا يَتَهاوَنَ برعايةِ الاَدابِ والسُنَنِ، فإنَ (مَنْ تَهاوَنَ بالاَداب، حُرِمَ السُنَنَ، ومَنْ تهاوَنَ بالسُنَنِ حُرِمَ الفرائضَ، ومَنْ تَهاوَنَ بالفرائض حُرِمَ الاَخِرَةَ).

وقال بعضهم: هذا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

(وينبغي أنْ يُكْثِرَ الصَلاة)(١٤٦) ويُصلّيَ صلاةَ الخاشعينَ، فإنّ ذلِكَ عَوْن على التحصيل والتعلّم.

[٥٥ - استصحاب آلات الكتابة والمُطالعة]

وينبغي أنْ يستصحبَ دفترا على كُلّ حالٍ لِيُطالعه.

وقيل: (من لم يكن الدفْتَرُ في كُمه(١٤٧) لم تثبت الحكمةُ في قلبه).

وينبغي أنْ يكونَ في الدفْتَرِ بياض، ويَسْتَصْحِبَ المحبَرَةَ ليكتبَ ما يسمعُ(١٤٨) .

كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهلال بن يَسار - حينَ قَرَرَ له العلمَ والحكمةَ - : (هلْ معك محبرة)(١٤٩) .

____________________

(١٤٦) ما بين القوسين، ليس في الخشاب.

(١٤٧) الكُم: مخرج اليد ومدخلها من الثوب، وكانت الأكمامُ عِراضا تستوعب مثل الدفتر فيحفظونه فيها.

(١٤٨) قارن بما مرّ في الفقرة [٥٠]

(١٤٩) أورده كذلك الزرنوجي في تعليم المتعلّم (ص٣٨) في فصل الاستفادة، وهو الفصل التاسع في كتابنا فلاحظ الفقرة.[٥٠]

١١٣

الفصل الحادي عشر

في ما يُورث الحفظ وما يورث النِسْيان

[٥٦ - أسباب الحفظ]

وأقوى أسْباب الحفظ:(١٥٠)

١ - الجِد.

٢ - والمُواظَبَةُ.

٣ - وتقليلُ الغذأِ.

____________________

(١٥٠) قد ذكروا للحفظ تحصيلا وتقوية أسبابا وعلاجاتٍ عديدة وأدعية وأورادا تجدها في أبوابها، وقد اقتصر كلّ مؤلّفٍ على ما عنَ له، ولئلاّ يطول الكتاب لم نتتبع الموارد لاستيعاب ذلك، وكذا لم نحاول توثيق ما جاء في كتابنا هذا كلّه، بل ذكرنا ما وقفنا على مصدره في عرض عملنا المتواضع هذا، ومن الله نستمدّ التوفيق.

وراجع كلمة (الحفظ) في فهرس المصطلحات في كتابنا هذا لتقف على ما ذكره المؤلّف عن ذلك في سائر الفقرات.

١١٤

٤ - وصلاةُ الليلِ، بالخُضوع والخُشوع.

٥ - وقراءةُ القُرآن من أسْباب الحفظ(١٥١) .

قيلَ: (ليسَ شي أزْيدَ للحفظ من قراءة القرآن لا سيّما آية الكرسيّ).

وقراءةُ القرآن نَظَرا أفضلُ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (أفْضَلُ أعمال اُمّتي قراءة القرآن نظر)(١٥٢) .

٦ - وتكثيرُ الصلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

٧ - والسِواكُ(١٥٣) .

٨ - وشرب العَسَل(١٥٤) .

٩ - وأكل الكُنْدُر(١٥٥) مع السُكَر.

____________________

(١٥١) من الأحاديث التي أسندها الإمامُ علي الرضا عليه السلام عن آبائه : عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (ثلاثة يزدن في الحفظ، ويَذْهبن بالبلغَم: قرأة القرآن، والعَسَل، واللُبان). صحيفة الرضا عليه السلام، الحديث (١٢٧) ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (٣٨٢) الحديث ١١١.

(١٥٢) رواه السيوطي في الجامع الصغير (٥١١) بلفظ: (أفضل عبادة أمّتي الحديث).

(١٥٣) لاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٥١) رقم (٩).

(١٥٤) في الحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام: (من لعق لعقةَ عَسَلٍ على الريق: يقطع البلغم ويصفّي الذهن، ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللُبانِ الذَكَرِ). لاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٢٨٩).

(١٥٥) الكُنْدُر: صَمْغُ شجرة شائكة ورقُها كالاَسِ، ويُسمَى البَسْتج، وسُمّي في الروايات ب-(اللُبان) انظر طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٣١٩). لاحظ الحديث المنقول عن صحيفة الرضا عليه السلام في الهامش (٢) والمنقول عن الإمام الكاظم عليه السلام في الهامش (٥) من هذه الفقرة.

١١٥

١٠ - وأكل إحْدى وعِشْرين زَبيبة حَمْرأ - كلّ يوم - على الرِيْق(١٥٦) يُورِثُ الحِفْظ، ويَشْفي كثيرا من الأمراض والأسقام(١٥٧) .

١١ - وكلّ ما يُقلّل البَلْغَمَ والرطوباتِ يزيدُ في الحِفظ(١٥٨) . وكلّ ما يزيدُ في البلغم يُورث النسيان(١٥٩) .

____________________

(١٥٦) الرِيْقُ: لُعاب الفَم، والمراد من قولهم (على الريق) قبل أنْ يأكُلَ شيئا بعد الإفاقة من النوم صباحا.

(١٥٧) في حديث الإمام عليّ الرضا عليه السلام مرفوعا إلى الإمام عليّ أمير المؤمنين انّه قال: (مَنْ أكَلَ إحدى وعشرين زبيبة حمرأ على الريق، لم يجد في جسده شيئا يكرهه). رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (٤١٢) ح١٣٣، ونقله البيهقي في المحاسن والمساوي (ص٢٩٦) ضمن نصائح طبيّة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي ما اُسند عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام إلى عليّ عليه السلام، قال: (مَنْ يُصْبحْ بِواحدةٍ وعشرين زبيبة حمرأ لم يُصِبْه إلا مرض الموت). رواه ابن الأشعث في الجعفريات (ص٢٤٣).

(١٥٨) نقل السيّد صديق حسن خان القنّوجي الهندي، عن الحكمأ أنّ (الحفظ يستدعي مزيد يبوسة في الدماغ). راجع الحطّة (ص٤٧) وانظر تدوين السنّة الشريفة (ص٣٨٦).

(١٥٩) وراجع ما ذكره المؤلّف عن (البلغم) في هذا الكتاب مكرّرا.

وقد روى الخطيب بسنده عن إبراهيم بن المختار عن عبد الله بن جعفر، قال: جاء رجل إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فشكا إليه النسيان فقال عليه السلام: (عليك بألبان البقر، فإنّه يشجّع القلب ويذهب بالنسيان). في الجامع لأخلاق الراوي ( ٢ / ٣٩٥).

١١٦

[٥٧ - أسباب النِسْيان]

وأمّا ما يُورِثُ النِسْيانَ(١٦٠) :

١ - فالمَعاصي(١٦١) .

٢ - وكثرة الهموم والأحْزان في اُمور الدّنيا(١٦٢) .

____________________

(١٦٠) ذكروا الموجبات للنسيان في مواضع خاصة، ومنها: عند ذكر خواصّ الأغذية، وبعض الأعمال المكروهة شرعا، ولم نتصدّ كذلك لاستيعابها، وإنّما نعرِضُ في الهوامش ما وقفنا عليه عَرَضا.

(١٦١) أضاف في الخشاب ونسخة (أ) هنا كلمة (كثير).

وقد نظم الشافعي هذا المعنى شعرا، فقال:

شكَوْتُ إلى وكيعٍ سُوءَ حِفظي * فأومأ بي إلى ترك المعاصي

وقال بأنّ حِفْظَ الشيِء فضل * وفضل الله لا يُؤْتاه عاصِ

وفي الديوان:

وقال بأنَ حفظ الشيءِنُور * ونُورُ الله لا يُهدَى لعاصِ

نقله الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (٣٨٨٢) وهو في ديوان الشافعي (ص٥٤).

(١٦٢) من المناسب أنْ نورد ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (تفرَغوا من هموم الدُنيا ما استطعتُم، فإنّه مَنْ أقبل على الله عزّوجلّ بقلبه، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بِالبرّ والرحمة، وكانَ إليه بكلّ خيرٍ أسرع). رواه في نزهة الناظر (ص٦).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (إطرحْ عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين). معجم ألفاظ غرر الحكم (ص١٢٣٧) مادة (همم).

١١٧

٣ - وكثرة الاشتغال والعلائق.

وقد ذكرنا(١٦٣) أنّه لا ينبغي للعاقل أنْ يهتمَ باُمور(١٦٤) الدنيا لأنّه يضرّ، ولا ينفعُ.

وهموم الدنيا لا تخلو عن الظُلمة في القلب، وهموم الاَخرة لا تخلو عن النور في القلب، وتحصيل العلوم ينفي الهمَ والحُزْنَ.

٤ - وأكل الكُزْبُرة(١٦٥) .

____________________

(١٦٣) لاحظ الفقرة.[٤١] ، وانظر: وكلمة (الدنيا) في فهرس المصطلحات

(١٦٤) كان في بعض النُسخ: (يهمّ لاُمور ...) وما أثبتناه الأصوب.

(١٦٥) أضاف في الزرنوجي: (... الرطبة).

وقد روى الصدوق مسندا إلى النبيّ ٦ أنّه قال: (تسعةُ أشيأ يُورِثْنَ النسيانَ:

١ - أكل التفاح الحامِض.

٢ - وأكل الكزبرة.

٣ - والجُبن.

٤ - وسُؤر الفارة.

٥ - وقرأة كتابة القُبور.

٦ - والمشيُ بين امْرَأتينِ.

٧ - وطرح القَمْلة.

٨ - والحجامة في النُقرة.

٩ - والبول في الماء الراكد).

رواه في الخصال (ص٤٢٣) الحديث (٢٣)، وفي كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه ( ٤/ ٣٦١ ) في حديث وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام. ورواه في الخصال (ص٤٢٢) الحديث (٢٢) موقوفا على أبي الحسن الكاظم ، فلاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص٣٧٦).

وروى الكليني بسنده عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام قال: (أكل التُفّاح، والكزبرة، يورث النسيان). الكافي (٦٦ - ٣٦٧).

واقرأ عن الحفظ وأسبابه، وما يزيده: الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (ج٢، ص٣٨٥ - ٣٩٨).

١١٨

٥ - والتفّاح الحامِض.

٦ - والنظر إلى المَصْلُوب.

٧ - وقراءة لَوْح القُبور.

٨ - والمُرُور بَيْنَ قطار الجمل.

٩ - وإلقاء القَمْل الحيّ على الأرض.

١٠ - والحِجامة على نُقْرَة القَفا(١٦٦) .

كل ذلك يُورِثُ النِسْيانَ.

____________________

(١٦٦) في كنوز الحقائق ( ١/ ١٢٠): (الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان) (عن الفردوس للديلمي). وانظر الهامش السابق الرقم (٨) في الحديث.

١١٩

الفصل الثاني عشر

في ما يجلب الرزقَ، وما يمنع الرزقَ وما يزيد في العُمُر، وما ينقص

ثمَ لابُدَ لطالب العلم من القُوْت(١٦٧) ومعرفة ما يزيد فيه، وما يزيدُ في العمر وينقص، والصحّة، ليكونَ فارِغَ البالِ(١٦٨) في طَلَب العلم.

وفي كلّ ذلكَ صَنّفوا كُتُبا(١٦٩) .

فأوردتُ البعضَ هاهنا على الاختصار:

____________________

(١٦٧) كذا في عدّة نسخ وفي (ف، ب، ع): القُوَة.

(١٦٨) كذا في بعض النسخ، وفي الباقي: (فراغ البال) وفي الزرنوجي: (ليتفرغ لطلب العلم) بدل (ليكون العلم).

(١٦٩) كذا في الزرنوجي، وفي أكثر النسخ: كتابا.

١٢٠