الدروع الواقية

الدروع الواقية25%

الدروع الواقية مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: دراسات
الصفحات: 317

الدروع الواقية
  • البداية
  • السابق
  • 317 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112915 / تحميل: 6367
الحجم الحجم الحجم
الدروع الواقية

الدروع الواقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

في ذمته أو كان له مال تجدد له بعد الحجر ـ ولو بالاستدانة أو قبول الهدية مثلاً ـ أو أذن له الغرماء بدفع الثمن من ماله المحجور عليه.

مسألة 333 : تثبت الشفعة للشريك وإن كان سفيهاً أو صبياً أو مجنوناً فيأخذ لهم الولي بها ، بل إذا أخذ السفيه بها بإذن الولي صح. نعم إذا كان الولي هو الوصي أو الحاكم ليس له ذلك إلا مع رعاية الغبطة والمصلحة بخلاف الأب والجد فإنه تكفي فيهما رعاية عدم المفسدة كما هو الحال في سائر التصرفات.

مسألة 334 : إذا أسقط الولي عن الصبي أو المجنون أو السفيه حق الشفعة ـ مع رعاية ما تقدم ـ لم يكن لهم المطالبة بها بعد البلوغ والعقل والرشد ، وكذا إذا لم يكن الأخذ بها مصلحة فلم يطالب. أما إذا ترك المطالبة بها مساهلة منه في حقهم فالظاهر أن لهم المطالبة بها بعد البلوغ والعقل والرشد.

مسألة 335 : إذا كان المبيع مشتركاً بين الولي والمولى عليه فباع الولي سهم المولىّ عليه جاز له أن يأخذ بالشفعة لنفسه على الأقوى.

مسألة 336 : إذا باع الولي سهم نفسه جاز له أن يأخذ بالشفعة للمولى عليه ، وكذا الحكم في الوكيل إذا كان شريكاً مع الموكل.

١٠١

فصل

في الأخذ بالشفعة

مسألة 337 : الأخذ بالشفعة من الإنشائيات المعتبر فيها الإيقاع ويتحقق ذلك بالقول مثل أن يقول : أخذت المبيع الكذائي بثمنه ، وبالفعل مثل أن يدفع الثمن إلى المشتري ويستقل بالمبيع.

مسألة 338 : لا يجوز للشفيع أخذ بعض المبيع وترك بعضه الآخر بل إما أن يأخذ الجميع أو يدع الجميع.

مسألة 339 : الشفيع يتملك المبيع بإعطاء قدر الثمن إلى المشتري لا بأكثر منه ولا بأقل سواء أكانت قيمة المبيع السوقية مساوية للثمن أم زائدة أم ناقصة ، ولا يلزم أن يعطي عين الثمن في فرض التمكن منها بل له أن يعطي مثله إن كان مثلياً.

مسألة 340 : إذا كان الثمن قيمياً ففي ثبوت الشفعة للشريك بأن يأخذ المبيع بقيمة الثمن حين البيع إشكال ، فالأحوط له عدم الأخذ بالشفعة إلا برضى المشتري كما أن الأحوط للمشتري إجابته إذا أخذ بها.

مسألة 341 : إذا غرم المشتري شيئاً من أجرة الدلال أو غيرها أو تبرع بشيء للبائع من خلعة ونحوها لم يلزم الشفيع تداركه.

مسألة 342 : إذا حط البائع شيئاً من الثمن للمشتري بعد البيع لم يكن للشفيع تنقيصه.

مسألة 343 : الأقوى لزوم المبادرة إلى الأخذ بالشفعة فيسقط مع المماطلة والتأخير بلا عذر ولا يسقط إذا كان التأخير عن عذر ـ ولو كان عرفياً ـ كجهله بالبيع أو جهله باستحقاق الشفعة ، أو توهمه كثرة الثمن فبان قليلا ،

١٠٢

أو كون المشتري زيداً فبان عمراً ، أو أنه اشتراه لنفسه فبان لغيره أو العكس ، أو أنه واحد فبان اثنين أو العكس ، أوإن المبيع النصف بمائة فتبين أنه الربع بخمسين ، أو كون الثمن ذهباً فبان فضة ، أو لكونه محبوساً ظلماً أو بحق يعجز عن أدائه ، وكذا أمثال ذلك من الأعذار.

مسألة 344 : المبادرة اللازمة في استحقاق الأخذ بالشفعة يراد منها المبادرة على النحو المتعارف الذي جرت به العادة ، فإذا كان مشغولاً بعبادة واجبة أو مندوبة لم يجب عليه قطعها.

مسألة 345 : إذا كان مشغولاً بأكل أو شرب لم يجب قطعه ولا يجب عليه الإسراع في المشي.

مسألة 346 : يجوز له إن كان غائباً انتظار الرفقة إذا كان الطريق مخوفاً ، أو انتظار زوال الحر أو البرد إذا جرت العادة بانتظاره لمثله ، وقضاء وطره من الحمام إذا علم بالبيع وهو في الحمام وأمثال ذلك مما جرت العادة بفعله لمثله ، نعم يشكل مثل عيادة المريض وتشييع المؤمن ونحو ذلك إذا لم يكن تركه موجباً للطعن فيه وكذا الاشتغال بالنوافل ابتداءً ، والأظهر السقوط في كل مورد صدقت فيه المماطلة عرفاً.

مسألة 347 : إذا كان غائباً عن بلد البيع وعلم بوقوعه وكان يتمكن من الأخذ بالشفعة ولو بالتوكيل فلم يبادر إليه سقطت الشفعة.

مسألة 348 : لا ينتقل المبيع إلى الشفيع بمجرد قوله : ( أخذت بالشفعة ) مثلاً ، بل لابد من تعقبه بدفع الثمن إلا أن يرضى المشتري بالتأخير ، فإذا قال ذلك وهرب أو ماطل أو عجز عن دفع الثمن بقي المبيع على ملك المشتري لا أنه ينتقل بالقول إلى ملك الشفيع وبالعجز أو الهرب أو المماطلة يرجع إلى ملك المشتري.

مسألة 349 : إذا باع المشتري قبل أخذ الشفيع بالشفعة لم تسقط بل

١٠٣

جاز للشفيع الأخذ من المشتري الأول بالثمن الأول فيبطل الثاني وتجزي الإجازة منه في صحته له ، وله الأخذ من المشتري الثاني بثمنه فيصح البيع الأول.

مسألة 350 : إذا زادت العقود على اثنين فإن أخذ بالأول بطل ما بعده ويصح مع إجازته ، وإن أخذ بالأخير صح ما قبله ، وإن أخذ بالمتوسط صح ما قبله وبطل ما بعده ويصح مع إجازته.

مسألة 351 : إذا تصرف المشتري في المبيع بوقف أو هبة غير معوضة أو بجعله صداقاً أو غير ذلك مما لا شفعة فيه كان للشفيع الأخذ بالشفعة بالنسبة إلى البيع فتبطل التصرفات اللاحقة له.

مسألة 352 : الشفعة من الحقوق فتسقط بالإسقاط ، ويجوز أخذ المال بإزاء إسقاطها وبإزاء عدم الأخذ بها ، لكن على الأول لا يسقط إلا بالإسقاط فإذا لم يسقطه وأخذ بالشفعة صح ولم يستحق المال المبذول ، بل الظاهر صحة الأخذ بالشفعة على الثاني أيضاً. ويصح الصلح على سقوطها فيسقط بذلك.

مسألة 353 : الظاهر أنه لا إشكال في أن حق الشفعة لا يقبل الانتقال إلى غير الشفيع.

مسألة 354 : إذا باع الشريك نصيبه قبل الأخذ بالشفعة فالظاهر سقوطها خصوصاً إذا كان بيعه بعد علمه بالشفعة.

مسألة 355 : المشهور اعتبار العلم بالثمن في جواز الأخذ بالشفعة ، فإذا أخذ بها وكان جاهلاً به لم يصح لكن الصحة لا تخلو من وجه.

مسألة 356 : إذا تلف تمام المبيع قبل الأخذ بالشفعة سقطت.

مسألة 357 : إذا تلف بعضه دون بعض لم تسقط وجاز له أخذ الباقي بتمام الثمن من دون ضمان على المشتري.

١٠٤

مسألة 358 : إذا كان التلف بعد الأخذ بالشفعة فإن كان التلف بفعل المشتري ضمنه.

مسألة 359 : إذا كان التلف بغير فعل المشتري ضمنه المشتري أيضاً فيما إذا كان التلف بعد المطالبة ومسامحة المشتري في الإقباض.

مسألة 360 : في انتقال الشفعة إلى الوراث إشكال وعلى تقدير الانتقال ليس لبعض الورثة الأخذ بها ما لم يوافقه الباقون.

مسألة 361 : إذا أسقط الشفيع حقه قبل البيع لم يسقط ، وكذا إذا شهد على البيع أو بارك للمشتري إلا أن تقوم القرينة على إرادة الإسقاط بالمباركة بعد البيع.

مسألة 362 : إذا كانت العين مشتركة بين حاضر وغائب وكانت حصة الغائب بيد ثالث فعرضها للبيع بدعوى الوكالة عن الغائب جاز الشراء منه والتصرف فيه ما لم يعلم كذبه في دعواه ، وهل يجوز للشريك الحاضر الأخذ بالشفعة بعد إطلاعه على البيع؟ إشكال ، وإن كان الجواز أقرب فإذا حضر الغائب وصدق فهو ، وإن أنكر كان القول قوله بيمينه ما لم يكن مخالفاً للظاهر فإذا حلف انتزع الحصة من يد الشفيع وكان له عليه الأجرة إن كانت ذات منفعة مستوفاة أو غيرها على تفصيل تقدم في المسألة (78) ، فإن دفعها إلى المالك رجع بها على مدعي الوكالة.

مسألة 363 : إذا كان الثمن مؤجلاً جاز للشفيع الأخذ بالشفعة بالثمن المؤجل ، والظاهر جواز إلزامه بالكفيل ، ويجوز أيضاً الأخذ بالثمن حالاً إن رضي المشتري به أو كان شرط التأجيل للمشتري على البائع.

مسألة 364 : إذا تقايل المتبايعان قبل أخذ الشريك بالشفعة فالمشهور عدم سقوطها بالإقالة ، بل لو أخذ الشفيع بها كشف ذلك عن بطلان الإقالة فيكون نماء المبيع بعدها للمشتري ونماء الثمن للبائع كما كان الحال قبلها

١٠٥

كذلك ، ولكن لا يبعد سقوطها حينئذ ، وأما لو كان التقايل بعد أخذ الشريك بالشفعة لم يمنع ذلك عن صحة الإقالة فيرجع البائع بعوض المبيع إلى المشتري.

مسألة 365 : إذا كان للبائع خيار رد العين فالظاهر أن الشفعة لا تسقط به لكن البائع إذا فسخ قبل أخذ الشريك بالشفعة يرجع المبيع إليه ولا شفعة وإن فسخ بعده رجع بالمثل أو القيمة ، وهكذا الحكم في سائر الخيارات الثابتة للبائع أو المشتري غير ما يسقط بخروج العين عن ملك المشتري كخيار العيب.

مسألة 366 : إذا كانت العين معيبة فإن علمه المشتري فلا خيار له ولا أرش ، فإذا أخذ الشفيع بالشفعة فإن كان عالماً به فلا شيء له وإن كان جاهلاً كان له الخيار في الرد وليس له اختيار الأرش ، وأذا كان المشتري جاهلاً كان له الرد فإن لم يمكن ـ ولو لأخذ الشريك بالشفعة قبل ذلك ـ كان له الأرش ، وأما الشفيع الجاهل بالعيب حين أخذه بالشفعة فيتخير بين الرد إلى المشتري وبين مطالبته بالأرش حتى وإن كان قد أسقطه عن البائع على الأقرب.

مسألة 367 : إذا اتفق اطلاع المشتري على العيب بعد أخذ الشفيع فالظاهر أن له أخذ الأرش وعليه دفعه إلى الشفيع ، وأذا اطلع الشفيع عليه دون المشتري فليس له مطالبة البائع بالأرش بل له إعلام المشتري بالحال ويتخير بين رد العين المعيبة إليه وبين مطالبته بالأرش.

١٠٦

كتاب الإجارة

١٠٧
١٠٨

وهي المعاوضة على المنفعة عملاً كانت أو غيره ، فالأول مثل إجارة الخياط للخياطة ، والثاني مثل إجارة الدار.

وفيه فصول :

فصل في شروطها

مسألة 368 : لابد فيها من الإيجاب والقبول ، فالإيجاب مثل قول الخياط : آجرتك نفسي ، وقول صاحب الدار : آجرتك داري ، والقبول مثل قول المستأجر : قبلت ، ويجوز وقوع الإيجاب من المستأجر ، مثل : استأجرتك لتخيط ثوبي وأستأجرت دارك ، فيقول المؤجر : قبلت ، ويكفي في الأخرس الإشارة المفهمة للإيجار أو الاستئجار.

مسألة 369 : تجري المعاطاة في الإجارة ـ كما تجري في البيع ـ فلو سلّم المؤجر ماله للمستأجر بقصد الإيجار وقبضه المستأجر بقصد الاستئجار صحت الإجارة.

مسألة 370 : يشترط في صحة الإجارة أمور بعضها في المتعاقدين ، وبعضها في العين المستأجرة ، وبعضها في المنفعة المقصودة بالإجارة ، وبعضها في الأجرة.

١٠٩

( شرائط المتعاقدين )

يشترط في المؤجر والمستأجر أن يكون كل منهما بالغاً عاقلا مختارا ، كما يشترط في المؤجر أن يكون مالكا للمنفعة المقصودة بالإيجار وفي المستأجر أن يكون مالكاً للأجرة ، ويشترط فيهما أن لا يكونا محجورين لسفه أو تفليس ، فلا تصح إجارة الصبي والمجنون والمكره ـ إلا أن يكون الإكراه بحق ـ كما لا تصح إجارة الفضولي ، ولا إجارة السفيه أمواله مطلقاً ، ولا إجارة المفلس أمواله التي حجر عليها.

مسألة 371 : إذا أجر السفيه نفسه لعمل فالأظهر بطلان الإجارة ـ ما لم تتعقب بإجازة الولي ـ وأما إذا آجر المفلس نفسه فالأظهر صحتها.

مسألة 372 : إذا لم يكن المؤجر مالكاً للمنفعة ـ ولم يكن ولياً ولا وكيلاً ـ توقفت صحة الإجارة على إجازة المالك ، وأذا كان محجوراً عليه لسفه توقفت صحتها على إجازة الولي ، وإن كان محجوراً عليه لفلس توقفت صحتها على إجازة الغرماء ، وإن كان مكرهاً توقفت صحتها على الرضا لا بداعي الإكراه.

( شرائط العين المستأجرة )

وهي أمور :

1 ـ التعيين ، فلا يصح إجارة المبهم كما لو قال : ( آجرتك إحدى دوري ) نعم يصح إجارة الكلي في المعين كسيارة من عدة سيارات متماثلة.

2 ـ المعلومية ، فإن كانت عيناً معينة فإما بالمشاهدة وأما بذكر الأوصاف التي تختلف بها الرغبات في إجارتها لو كانت غائبة ، وكذا لو كانت كلية.

١١٠

3 ـ التمكن من التسليم ، فلا تصح الإجارة من دونه حتى مع الضميمة على الأحوط ، نعم يكفي تمكن المستأجر من الاستيلاء على العين المستأجرة فتصح إجارة الدابة الشاردة مثلاً إذا كان المستأجر قادراً على أخذها.

4 ـ إمكان الانتفاع بها مع بقاء عينها ، فلا تصح إجارة الخبز ونحوه من المأكولات للأكل.

5 ـ قابليتها للانتفاع المقصود من الإجارة ، فلا تصح إجارة الأرض للزراعة إذا لم يكن المطر وافياً ولم يمكن سقيها من النهر أو غيره.

( شرائط المنفعة المقصودة بالإجارة )

وهي أمور :

1 ـ أن تكون محللة ، فلو انحصرت منافع المال في الحرام أو اشترط الانتفاع بخصوص المحرم منها ، أو أوقع العقد مبنياً على ذلك بطلت الإجارة ، كما لو آجر الدكان بشرط أن يباع أو يحفظ فيه الخمر ، أو آجر الحيوان بشرط أن يحمل الخمر عليه.

2 ـ أن تكون لها مالية يبذل المال بإزائها عند العقلاء على الأحوط.

3 ـ تعيين نوع المنفعة إذا كانت للعين منافع متعددة ، فلو أجر حيواناً قابلاً للركوب ولحمل الأثقال وجب تعيين حق المستأجر من الركوب أو الحمل أو كليهما.

4 ـ معلومية المنفعة ، وهي أما بتعيين المدة مثل سكنى الدار سنة أو شهراً ، وأما بتعيين المسافة مثل ركوب السيارة فرسخاً أو فرسخين ، وأما بتعيين العمل كخياطة الثوب المعين على كيفية معينة أو سياقة السيارة إلى مكة أو غيرها من البلاد المعروفة من طريق معين.

١١١

ولابد في الأولين من تعيين الزمان ، فإذا استأجر الدار للسكنى سنة ، والسيارة للركوب فرسخا من دون تعيين الزمان ، بطلت الإجارة ، إلا أن تكون قرينة على التعيين كالإطلاق الذي هو قرينة على التعجيل.

مسألة 373 : لا يعتبر تعيين الزمان في الإجارة على الخياطة ونحوها من الأعمال ، فيجب الإتيان به متى طالب المستأجر ، هذا إذا لم تختلف الأغراض باختلاف الأزمنة التي يقع فيها العمل ، والا فلابد من تعيين الزمان فيه أيضاً.

( شرائط الأجرة )

يعتبر في الأجرة معلوميتها ، فإذا كانت من المكيل أو الموزون أو المعدود لابد من معرفتها بالكيل أو الوزن أو العد ، وما يعرف منها بالمشاهدة لابد من مشاهدته أو وصفه على نحو ترتفع الجهالة.

ويجوز أن تكون الأجرة عيناً خارجية أو كلياً في الذمة ، أو عملاً أو منفعة أو حقاً قابلاً للنقل والانتقال كحق التحجير.

مسألة 374 : إذا استأجر سيارة للحمل فلابد من تعيين الحمل ، وأذا استأجر دراجة للركوب فلابد من تعيين الراكب ، وأذا استأجر ماكنة لحرث جريب من الأرض فلابد من تعيين الأرض. نعم إذا كان اختلاف الراكب أو الحمل أو الأرض لا يوجب اختلافاً في الأغراض النوعية لم يجب التعيين.

مسألة 375 : إذا قال آجرتك الدار شهراً أو شهرين أو قال آجرتك كل شهر بدرهم مهما أقمت فيها بطلت الإجارة ، وأذا قال : آجرتك شهراً بدرهم فإن زدت فبحسابه صح في الشهر الأول وبطل في غيره ، هذا إذا كان بعنوان الإجارة ، أما إذا كان بعنوان الجعالة بأن يجعل المنفعة لمن يعطيه درهماً أو كان من قبيل الإباحة بالعوض بأن يبيح المنفعة لمن يعطيه درهما فلا

١١٢

بأس.

مسألة 376 : إذا قال : إن خطت هذا الثوب بدرز فلك درهم وإن خطته بدرزين فلك درهمان ، فإن قصد الجعالة كما هو الظاهر صح وإن قصد الإجارة بطل ، وكذا إن قال : إن خطته هذا اليوم فلك درهم وإن خطته غداً فلك نصف درهم. والفرق بين الإجارة والجعالة أن في الإجارة تشتغل ذمة العامل بالعمل للمستأجر حين العقد وكذا تشتغل ذمة المستأجر بالعوض ولأجل ذلك صارت عقداً وليس ذلك في الجعالة فإن اشتغال ذمة المالك بالعوض يكون بعد عمل العامل من دون اشتغال لذمة العامل بالعمل أبداً ، ولأجل ذلك صارت إيقاعا.

مسألة 377 : إذا استأجره على عمل مقيد بقيد خاص من زمان أو مكان أو آلة أو وصف فجاء به على خلاف القيد لم يستحق شيئاً على عمله ، فإن لم يمكن العمل ثانياً تخير المستأجر بين فسخ الإجارة وبين مطالبة الأجير بأجرة المثل للعمل المستأجر عليه فإن طالبه بها لزمه إعطاؤه أجرة المثل ، وإن أمكن العمل ثانياً وجب الإتيان به على النهج الذي وقعت عليه الإجارة.

مسألة 378 : إذا استأجره على عمل بشرط ، بأن كان إنشاء الشرط في ضمن عقد الإجارة أو وقع العقد مبنياً عليه فلم يتحقق الشرط ، كما إذا استأجره ليوصله إلى مكان معين وشرط عليه أن يوصله في وقت محدد فأوصله ولكن في غير ذلك الوقت أو استأجره على خياطة ثوبه وأشترط عليه قراءة سورة من القرآن فخاط الثوب ولم يقرأ السورة ـ كان له فسخ الإجارة وعليه حينئذ أجرة المثل وله إمضاؤها ودفع الأجرة المسماة ، والفرق بين القيد والشرط أن متعلق الإجارة في موارد التقييد حصة خاصة مغايرة لسائر الحصص وأما في موارد الاشتراط فمتعلق الإجارة هو طبيعي العمل ولكن العقد معلق على التزام الطرف بتحقق أمر كالإيصال في الوقت المحدد أو القراءة في المثالين ، ولازم

١١٣

ذلك أن يكون التزامه بالعقد مشروطاً بنفس تحقق الملتزم به ، ومعنى ذلك جعل الخيار لنفسه على تقدير عدم تحققه.

مسألة 379 : إذا استأجر سيارة إلى «كربلاء» مثلاً بدرهم وأشترط له على نفسه أنه إن أوصله المؤجر نهاراً أعطاه درهمين صح.

مسألة 380 : لو استأجر سيارة مثلاً إلى مسافة بدرهمين وأشترط على المؤجر أن يعطيه درهماً واحداً إن لم يوصله نهاراً صح ذلك.

مسألة 381 : إذا استأجر سيارة على أن يوصله المؤجر نهاراً بدرهمين أو ليلاً بدرهم بحيث تكون الإجارة على أحد الأمرين مردداً بينهما فالإجارة باطلة.

مسألة 382 : إذا استأجره على أن يوصله إلى «كربلاء» وكان من نيته زيارة ليلة النصف من شعبان ولكن لم يذكر ذلك في العقد ولم تكن قرينة على التعيين استحق الأجرة وإن لم يوصله ليلة النصف من شعبان.

١١٤

فصل

في مسائل تتعلق بلزوم الإجارة

مسألة 383 : الإجارة من العقود اللازمة لا تنفسخ إلا بالتراضي بين الطرفين أو يكون للفاسخ الخيار ، ولا فرق في ذلك بين أن تكون الإجارة منشأة باللفظ أو بالمعاطاة.

مسألة 384 : إذا باع المالك العين المستأجرة قبل تمام مدة الإجارة لم تنفسخ الإجارة بل تنتقل العين إلى المشتري مسلوبة المنفعة مدة الإجارة وإذا كان المشتري جاهلاً بالإجارة أو معتقداً قلة المدة فتبين زيادتها كان له فسخ البيع وليس له المطالبة بالأرش ، وإذا فسخت الإجارة رجعت المنفعة إلى البائع.

مسألة 385 : لا فرق فيما ذكرناه من عدم انفساخ الإجارة بالبيع بين أن يكون البيع على المستأجر وغيره ، فلو استأجر داراً ثم اشتراها بقيت الإجارة على حالها ويكون ملكه للمنفعة في بقية المدة بسبب الإجارة لا من جهة تبعية العين فلو انفسخت الإجارة رجعت المنفعة في بقية المدة إلى البائع ، ولو فسخ البيع بأحد أسبابه بقي ملك المشتري المستأجر للمنفعة على حاله.

مسألة 386 : إذا باع المالك العين على شخص وأجرها وكيله مدة معينة على شخص آخر واقترن البيع والإجارة زماناً صحا جميعاً فيكون المبيع للمشتري مسلوب المنفعة مدة الإجارة ويثبت الخيار له حينئذ.

مسألة 387 : لا تبطل الإجارة بموت المؤجر ولا بموت المستأجر حتى فيما إذا استأجر داراً على أن يسكنها بنفسه فمات ، فإنه لا تبطل الإجارة بموته

١١٥

ولكن يثبت للمؤجر مع التخلف خيار الفسخ ، نعم إذا اعتبر سكناه على وجه القيدية تبطل بموته.

مسألة 388 : إذا أجر نفسه للعمل بنفسه فمات قبل إنجازه بطلت الإجارة ، نعم إذا تعمد ترك الإتيان به قبل موته لم تبطل الإجارة بل يتخير المستأجر بين الفسخ وبين المطالبة بأجرة مثل العمل.

مسألة 389 : إذا لم يكن المؤجر مالكا للعين المستأجرة بل مالكا لمنفعتها ما دام حياً ـ بوصية مثلاً ـ فمات أثناء مدة الأجارة بطلت حينئذ بالنسبة إلى المدة الباقية ، نعم لما كانت المنفعة في بقية المدة لورثة الموصي فلهم أن يجيزوها بالنسبة إلى تلك المدة فتقع لهم الإجارة وتكون لهم الأجرة.

مسألة 390 : إذا أجر البطن السابق من الموقوف عليهم العين الموقوفة فانقرضوا قبل انتهاء مدة الإجارة بطلت بالنسبة إلى بقية المدة إذا لم تجزها الطبقة المتأخرة ، وفي صورة أخذ الطبقة الأولى للأجرة كلها يكون للمستأجر استرجاع مقدار إجارة المدة الباقية منها من أموال الطبقة الأولى ، وأما إذا أجرها المتولي ـ سواء أكان هو البطن السابق أم غيره ـ ملاحظاً بذلك مصلحة الوقف لم تبطل بموته ، وكذا إذا أجرها لمصلحة البطون اللاحقة إذا كانت له ولاية على ذلك فأنها تصح ويكون للبطون اللاحقة حصتهم من الأجرة.

مسألة 391 : إذا أجر نفسه للعمل أما بالإتيان به مباشرة أو تسبيباً فمات قبل ذلك بطلت الإجارة على تفصيل تقدم في المسألة (388) ، وأما إذا تقبل العمل الكلي في ذمته من دون التقييد بذلك فمات قبل تحقيقه لم تبطل المعاملة بل يجب أداء العمل من تركته كسائر الديون.

مسألة 392 : إذا أجر الولي مال الطفل مدة ، وبلغ الطفل أثناءها كانت صحة الإجارة بالنسبة إلى ما بعد بلوغه موقوفة على إجازته حتى فيما إذا كان

١١٦

عدم جعل ما بعد البلوغ جزءاً من مدة الإيجار على خلاف مصلحة الطفل ، وهكذا الحكم فيما إذا أجر الولي الطفل نفسه إلى مدة فبلغ أثناءها ، نعم إذا كان امتداد مدة الإيجار إلى ما بعد البلوغ هو مقتضى مصلحة ملزمة شرعاً بحيث يعلم عدم رضا الشارع بتركها صح الإيجار كذلك بإذن الحاكم الشرعي ولم يكن للطفل أن يفسخه بعد بلوغه.

مسألة 393 : إذا أجرت المرأة نفسها للخدمة مدة معينة فتزوجت في أثنائها لم تبطل الإجارة وإن كانت الخدمة منافية لحق الزوج.

مسألة 394 : إذا أجرت نفسها بعد التزويج توقفت صحة الإجارة على إجازة الزوج فيما ينافي حقه ونفذت الإجارة فيما لا ينافي حقه.

مسألة 395 : إذا وجد المستأجر في العين المستأجرة عيباً فإن كان عالما به حين العقد فلا أثر له وإن كان جاهلاً به فإن كان موجباً لفوات بعض المنفعة كخراب بعض بيوت الدار قسطت الأجرة ورجع على المالك بما يقابل المنفعة الفائتة وله فسخ العقد من أصله ، هذا إذا لم يكن الخراب قابلاً للانتفاع أصلاً ولو بغير السكنى وإلا لم يكن له إلا خيار العيب. وإن كان العيب موجباً لنقص في المنفعة كبطء سير السيارة كان له الخيار في الفسخ وليس له مطالبة الأرش ، وإن لم يوجب العيب شيئا من ذلك لكن يوجب نقص الأجرة ككون السيارة مخسوفة البدنة كان له الخيار أيضاً ، وإن لم يوجب ذلك أيضاً فلا خيار. هذا إذا كانت العين شخصية أما إذا كانت كلية وكان المقبوض معيباً كان له المطالبة بالصحيح ولا خيار في الفسخ ، وإذا تعذر الصحيح كان له الخيار في أصل العقد.

مسألة 396 : إذا وجد المؤجر عيباً في الأجرة وكان جاهلاً به كان له الفسخ وليس له المطالبة بالأرش وإذا كانت الأجرة كلية فقبض فرداً معيباً منها فليس له فسخ العقد بل له المطالبة بالصحيح فإن تعذر كان له الفسخ.

١١٧

مسألة 397 : يجري في الإجارة خيار الغبن ـ على تفصيل تقدم نظيره في البيع ـ كما يجري فيها خيار العيب وخيار الشرط ـ حتى للأجنبي ـ ومنه خيار شرط رد العوض نظير شرط رد الثمن ، وكذا خيار تخلف الشرط الصريح أو الارتكازي ومنه خيار تبعض الصفقة وتعذر التسليم والتفليس والتدليس والشركة ، ولا يجري فيها خيار المجلس ولا خيار الحيوان ولا خيار التأخير على النحو المتقدم في البيع ، نعم مع التأخير في تسليم أحد العوضين عن الحد المتعارف يثبت الخيار للطرف.

مسألة 398 : إذا حصل الفسخ في عقد الإيجار ابتداء المدة فلا إشكال وإذا حصل أثناء المدة فإن لم يكن الخيار مجعولاً للفاسخ على نحو يقتضي التبعيض وبطلان الإجارة بالنسبة إلى ما بقي خاصة ـ كما هو الحال في شرط الخيار غالباً ـ فالأقوى كونه موجباً لانفساخ العقد في جميع المدة فيرجع المستأجر بتمام المسمى ويكون للمؤجر أجرة المثل بالنسبة إلى ما مضى.

١١٨

فصل

في أحكام التسليم في الإجارة

مسألة 399 : إذا وقع عقد الإجارة ملك المستأجر المنفعة في إجارة الأعيان والعمل في الإجارة على الأعمال بنفس العقد وكذا المؤجر والأجير يملكان الأجرة بنفس العقد ، لكن ليس للمستأجر المطالبة بالمنفعة والعمل مع تأجيل الأجرة وعدم تسليمها إلا إذا كان قد شرط ذلك صريحاً أو كانت العادة جارية عليه ، كما أنه ليس للأجير والمؤجر المطالبة بالأجرة مع عدم تسليم العمل والمنفعة إلا إذا كانا قد اشترطا تقديم الأجرة وإن كان لأجل جريان العادة.

مسألة 400 : يجب على كل منهما تسليم ما عليه تسليمه في الزمان الذي يقتضيه العقد ، ولكن وجوب التسليم على كل منهما مشروط بعدم امتناع الآخر ، ولو امتنع المؤجر من تسليم العين المستأجرة مع بذل المستأجر الأجرة جاز للمستأجر إجباره على تسليم العين كما جاز له الفسخ وأخذ الأجرة إذا كان قد دفعها وله إبقاء الإجارة والمطالبة بقيمة المنفعة الفائتة ، وكذا إذا دفع المؤجر العين ثم أخذها من المستأجر بلا فصل أو في أثناء المدة ، ومع الفسخ في الأثناء يرجع بتمام الأجرة وعليه أجرة المثل لما مضى ، وكذا الحكم فيما إذا امتنع المستأجر من تسليم الأجرة مع بذل المؤجر للعين المستأجرة.

مسألة 401 : تسليم المنفعة يكون بتسليم العين ، وتسليم العمل فيما لا يتعلق بعين للمستأجر في يد الأجير يكون بإتمامه ، وفيما يتعلق بعين له في يد الأجير يكون بإتمام العمل فيها مع تسليمها ـ على تقدير عدم تلفها ـ

١١٩

إلى المستأجر.

مسألة 402 : إذا كان العمل المستأجر عليه في العين التي هي بيد الأجير فتلفت العين بعد تمام العمل قبل دفعها إلى المستأجر من غير تفريط استحق الأجير المطالبة بالأجرة ، فإذا كان أجيراً على خياطة ثوب فتلف بعد الخياطة وقبل دفعه إلى المستأجر استحق مطالبة الأجرة فإذا كان الثوب مضموناً على الأجير استحق عليه المالك قيمة الثوب مخيطاً وإلا لم يستحق عليه شيئا.

مسألة 403 : يجوز للأجير بعد إتمام العمل حبس العين إلى أن يستوفي الأجرة ، وإذا حبسها لذلك فتلفت من غير تفريط لم يضمن.

مسألة 404 : تبطل الإجارة بسقوط العين المستأجرة عن قابلية الانتفاع منها بالمنفعة الخاصة المملوكة ، فإذا استأجر داراً سنة ـ مثلاً ـ فانهدمت قبل دخول السنة أو بعد دخولها بلا فصل بطلت الإجارة ، وإذا انهدمت أثناء السنة تبطل الإجارة بالنسبة إلى المدة الباقية وكان للمستأجر الخيار في فسخ الإيجار ، فإن فسخ رجع على المؤجر بتمام الأجرة المسماة وعليه له أجرة المثل بالنسبة إلى المدة الماضية ، وإن لم يفسخ قسطت الأجرة بالنسبة وكان للمالك حصة من الأجرة بنسبة المدة الماضية.

مسألة 405 : إذا استأجر داراً فانهدم قسم منها ، فإن كانت بحيث لو أعيد بناء القسم المهدوم على الوجه المتعارف لعدت بعد التعمير مغايرة لما قبله في النظر العرفي كان حكمه ما تقدم في المسألة السابقة ، وإن لم تعد كذلك فإن أقدم المؤجر على تعميرها فوراً على وجه لا يتلف شيء من منفعتها عرفاً لم تبطل الإجارة ولم يكن للمستأجر حق الفسخ ، وإن لم يقدم على ذلك وكان قادراً عليه فللمستأجر الزامه به ـ فإن لم يفعل كان له مطالبته بأجرة مثل المنفعة الفائتة كما إن له الخيار في فسخ الإجارة رأساً ـ ولو مع

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

أنت الحّيُ القيّومُ ، تَنامُ العُيونُ ، وَتغُورُ النّجُومُ ، ولا تَاخُذكَ سِنةٌ ولا نَومٌ ، صَلّ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ وفَرّج غَمّي وهمي ، واجعل لي في كُلِّ أمر يَهمني فَرَجاً ومَخَرجاً ، وثبت رَجاءكَ في قَلبي ، تَصدني بهِ عن رَجاء المخلُوقينَ ورجاءَ من سواكَ ، وحتى لا تكونُ ثِقَتي إلاّ بِكَ.

اللّهُمَّ لا تَرُدّنَي في غَمرةٍ ساهيةٍ ، ولا تكتبُني من الغافلِينَ ، اللّهُمَّ إني أعُوذُ بكَ أن أضِلَّ عبادَكَ ( وأستريبَ إجابتكَ )(١) ، اللّهُمَّ إن لي ذُنوباً قد أحصاها كتابُكَ ، وأحاطَ بها عِلمُكَ ، ولَطُف بها خَبرُك. أنَا الخاطئُ المُذنِب ، وأنت الرَبّ الغفُورُ المُحسنُ ، أرغَبُ إليكَ في التوبةِ والأمانةِ ، وأستَقِيلُكَ فيما سلفَ مني ، فَاغفر لي وأعفُ عني ما سَلفَ ، إنّكَ أنت التّوابُ الرّحيمُ.

اللّهُمَّ أنتَ أولى برحمتي من كُلِّ أحد فارحمني )(٢) ، ولا تُسلِّط عَلَيّ ـ اللّهُمّ في الدّنيا والآخرةِ ـ من لا يَرحمني ، ومن أنَت أولى برحمتي منهُ.

ـ اللّهُمّ ولا تجعل ما سَتَرتَ ( عليّ )(٣) من فِعالِ العُيُوبِ مَكراً مِنكَ واسِتدراجاً لَتاخُذَني به يَومَ القِيامة ، وتَفضحَني بذلكَ على رؤوس الخلائِقِ ، واعفُ عَني في الدّارينِ كليهما يا رَبّ ، فأنّكَ غفُورٌ رحَيمٌ.

اللّهُمَّ إن لَم أكُن أهلاً أن أبلُغ رَحَمتكَ فإنّ رَحمتكَ أهلٌ أن تَبلُغَني ،

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٣) اثبتناه من نسخة « ن ».

١٦١

لأنّها وسعت كُلَّ شَيءٍ وأنا شَيءٌ فَلتَسَعني رَحَمتكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، اللّهُمَّ فَخصني يا سيّدي ويا مَولايَ ، ويا إلهي ويا كهفي ، ويا حِرزي ويا ذُخري ، ويا قُوتي ويا جابِري ، ويا خالِقي ويا رازِقي ، بما خَصّصتَني به ، ووفّقني لِما وَفَقتني لَهُ ، وارحمني رحمةً لامّةً تامّةً ، يا أرحمَ الرّاحمينَ.

يا مَن لا يَشغَلُهُ سَمعٍ عن سَمعٍ ، يا مَن لا يُغلّطُهُ السّائِلوُنَ ، يا مَن لا يُبرمُهُ(١) إلحاحُ المُلحّينَ ، أذِقني بَرَدَ عَفوكَ ، وحَلاوَةَ ذِكرِكَ وَرَحمتِكَ.

اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ للِنّعمِ التي أنعمتَ بها عَلَيّ فَقَوَيتُ بها عَلى مَعصيَتكَ. وأستَغفرُكَ لكُلِّ أمرٍ أردتُ بِه وَجَهكَ فَخَالطَ ما لَيسَ لَكَ. وأستَغفرُكَ لما دَعاني إليهِ الهوى من قَبول الرُّخَصِ فيما أتَيتهُ مِما هُوَ عِندكَ حَرامُ. وأستفَغرُكَ للذُّنُوب التي لا يَعلمُها غَيرُكَ ، ولا يَسَعُها إلاّ حِلمُكَ وَعَفوكَ. وأستغفرُكَ لِكُلِّ يمينٍ حَنثتُ فيها عندَكَ ، يا ذَا الجَلالِ والإكرامِ ، يا مَن عَرّفَني نَفسهُ ، لا تَشغُلني بِغيِركَ ، ولا تَكِلني إلى سِواكَ ، واغنني بِكَ عن كُلِّ مَخلُوقٍ غَيرك ، يا أرحَم الرّاحميِنَ(٢) .

__________________

(١) البَرَم : بالتحريك ، مصدر قولك : بَرَم به بالكسر ، إذا سئمه ، وأبرَمَهُ أي أمله وأضجره. الصحاح ـ برم ـ ٥ : ١٨٦٩.

(٢) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ٣٤٥ / ١ و ٢ و ٥ ، باختلاف فيه ، واورد الدعاء في : ٣٤٧ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٨٠ باختلاف يسير.

١٦٢

اليوم التاسع والعشرون :

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « هذا يومٌ صالحٌ ، خفيفٌ لسائر الاموروالحوائج والأعمال ، ومن يولد فيه يكون حليماً ، ومن سافر فيه يصيب مالاً كثيراً ، ومن مرض فيه يبرأ سريعاً ، ولا تكتب فيه وصيّة ، فإنه يكره ذلك » والله أعلم.

قال سلمان رحمة الله عليه :روز مار اسفند ، اسمُ الملك الموكل بالأفئدة والعقول والأسماع والأبصار. يوم صالح لكل حاجةٍ ، ولقاء الإخوان والأصدقاءِ والأودّاء ، وفعل الخير ، والأحلام تصحّ فيه من يومها ، والله أعلم.

الدعاء فيه :

الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ ، تَبارَكَ اللهُ أحَسنُ الخالقينُ ، ولاحَولَ ولا قُوّةَ إلا بِاللهِ العليّ العظيمِ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآلهِ والبِسني العافيِةَ حتى تُهنّئني المعيشةَ ، واختِم لي بالمَغفرةِ حتى لا تَضُرّني مَعَها الذّنوبُ ، واكفِني نَوائبِ الدُّنيا وُهُمومَ الآخرةِ ، حتّى تُدخِلني الجَنّةَ برِحمَتكَ ، إنّكَ على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ.

اللّهُمَّ أنت تَعلَمُ سِرّي وعَلانيَتي فاقبلْ معذِرتي ، وتعلَمُ حاجَتي فَاعطني مسألتي ، وَتَعلَمُ ما في نَفسي فاغِفر لي ذُنوبي. اللّهُمَّ أنتَ أنتَ

١٦٣

وأنا أنا ، تَعلَمُ حوائجِي ، ( وَتَعلم ذُنُوبي )(١) فاقضِ لي جميعَ ( حوائجي واغفر لي جميع )(٢) ذُنوُبي.

اللّهُمَّ أنت الرَبُّ وأنا المربُوبُ ، وأنتَ المالِكُ وأنا المَملوكُ ، وأنت العزيزُ وأنا الذّليلُ ، وانت الحيُ وأنا المَيّتُ ، وأنتَ القويُّ وأنا الضّعيفُ ، وأنت الغَنيّ وأنا الفَقيرُ ، وأنتَ الباقي وأنا الفاني ، وأنتَ المُعطي وأنا السّائلُ ، وأنتَ الغَفُورُ وأنا المُذنبُ ، وأنتَ المولى وأنا العبدُ ، وأنتَ العالمُ وأنا الجاهِلُ ، عَصيتُكَ بِجَهلي ، وارتَكبتُ الذُنوبُ لِفساد عَقلي ، وألهتَني الدُّنيا لسوء عَملي ، وسَهوتُ عن ِذكركَ وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، أنتَ أرحَمُ لي من نَفسي ، وأنظر لي مِنها ، فَاغفِر وارحمَ وتَجاوزَ عما تعلمُ ، إنّك أنتَ الأعزُّ الأكرمُ.

اللّهُمَّ أوسِع ( لي في )(٣) رِزقي ، وأمدُد ( لي في )(٤) عُمري واغفِر ( لي )(٥) ذَنبي ، واجعلني ( ممن تَنَتصر )(٦) بِه لدينِكَ ، ولا تستبدِل بي غيري ، يا حنّانُ يا مَنّانُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، فَرّغ قَلبي لِذِكرِكَ ، وألبسني عافيِتكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ.

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٣) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٤) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٥) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٦) في نسخة « ك » : منتصراً ، واثبتناها من نسخة « ن ».

١٦٤

اللّهُمَّ رَبّ السّماواتِ السّبعِ وما اظلّت ، ورَبّ الأرضينَ السّبعِ وما أقلّت ، ورَبّ البحارِ وما في قَعرِها ، ورَبّ الجِبالِ الرّواسيَ وما في اقطارِها ، أنتَ رَبّ كُلِّ شيءٍ وبارئهِ ، وخالقُ كُلِّ شيءٍ ومَغنيهِ ، والعالمُ بكُلِّ شيءٍ والقاهِرُ لكُلِّ شيءٍ ، والمحيطُ بكُلِّ شيءٍ عِلماً ، والرّزِاق لكُلِّ شيءٍ ، أسألُكَ بقدرتِكَ على كُلِّ شيءٍ ، أن تُصَلّيَ على مُحمّدٍ وآلهِ ، وتَستجيبَ دُعائي بِرحمتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ(١) .

اليوم الثلاثون :

قال أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : « هو يوم جيّد للبيع والشراء والتّزويج لا تسافر فيه ولا تتعرض بغيره إلاّ المعاملة. ومن ولد فيه يكون حليماً مُباركاً ، وتُعِزُّ تَربيَتهُ ، ويسوء خُلقُهُ ، ويُرزقُ رِزقاً يكُونُ لِغيرهِ ، ويمنعُ من التمتعِ بشيء مِنهُ. ومن هرَبَ فيه أخذ ، ومَن ضلّت منه ضالة وجدَها ، ومن اقترض فيه شيئاً رَدَّهُ سريعاً ».

قال سلمان رحمةُ الله عليه :روز انيران ، اسمُ الملك الموكل بالدّهور والأزمنة ، يوم سعيدٌ خفيفٌ مبارك ، يصلح لكلّ شيء يريده ، والله أعلم.

الدعاء فيه :

اللّهُمَّ اشرح صَدري للإسلامِ ، وزَيّنّي بالإيمانِ ، وقِني عَذاب النّارِ

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ٣٦٠ / ١ و ٢ و ٥ باختلاف فيه ، واورد الدعاء في : ٣٦٣ ـ ٣٦٤. وكذا نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٨٢.

١٦٥

ـ تَقُولُ ذلِكَ سَبع مرّاتٍ وتسأل الله عَزّ وجَلّ حاجَتَكَ ـ اللّهُمَّ يا رَبّ أنتَ هو ، يا رَبّ يا قُدّوُسُ ، أسألُكَ بِاسمِكَ الأعظَمِ ، الله لا إلهَ إلاّ هُو الحَقُّ المُبينُ ، الحيُّ القَيُّومُ لا تَأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، لَكَ ما في السّماواتِ وما في الأرضِ ، مَن ذَا الّذي يَشفَعُ عندَكَ إلا بأذنكَ ، تَعلمُ ما بَينَ أيديهِم وما خَلفَهُم ، ولا يُحيطُونَ بشيءٍ من علمهِ إلا بِما شاءَ وسِعَ كُرسيُّهُ السّماواتِ والأرضَ ولا يَؤدُهُ حِفظُهُما وهُو العَلي العَظِيمُ ، أن تُصلّي على مُحمّدٍ وآلهِ في الأوّلينَ ، وان تُصلّي على مُحمّدٍ وآلهِ في الآخرينَ ، وأن تُصلّي على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ بِعَددِ كُلِّ شيءٍ ، وأن تُصلّي على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ في الآخرةِ والأولى ، وأن تُعطِيني سُؤلي للآخِرةِ والدُّنيا ، يا حَيّ حين لا حيّ ، يا حيّ قَبلَ كُلِّ حَيّ ، يا حَيّ لا إلهَ إلا أنتَ ، يا قُيّومُ بِرحمتِكَ أستغيثُ فَأعنّي ، وأصلح لي شأني كُلّه ، ولا تَكلني إلى نَفسي طرفَةَ عَينٍ.

الحمدُ لله رَبّ العالمين ـ تقول ذلك ارَبع مراتٍ ـ يا رَبّ أنتَ لي رحيمٌ ، اسألُكَ يا رَبّ بما حَملَ عَرشكَ من عزِ جَلالِكَ ، أن تَفعلَ ( بي )(١) ما أنتَ أهلهُ لا ما أنا أهلهُ ، فأنتَ أهلُ التَقوى وأهلُ المغَفرةِ.

اللّهُمَّ إنّي أحمُدكَ حَمداً ، وأتوكَلُ عَليكَ حَميداً ، وأستَغفِركَ فَريداً ، وأشهَدُ أن لا إله إلاّ أنتَ ، شهادَةً أفني بها عُمري ، وألقى بها رَبّي ، وأدخلُ بها قَبري ، وأخلو بها في وحدَتي. اللّهُمَّ وأسألُكَ مع ما سألتُكَ فِعلَ الخيراتِ ، وتركَ المُنكراتِ ، وحُبَّ المساكين ، وأن تَغفِرَ لي وتَرحَمني ، وإذا

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

١٦٦

أردتَ بِقَومٍ سُوءاً وفِتنَةً أن تَقِني ذلك وأنا غَير مَفتونٍ. وأسألُكَ حُبَّكَ وحُبَّ ما يُقرّبُ حُبّهُ إلى حُبّكَ.

اللّهُمَّ اجعَل لي من الذُّنوبِ فَرجَاً ومَخرَجاً ، واجعَل لي إلى كُلِّ خَيرٍ سَبيلاً. اللّهُمَّ إنّي خَلقٌ من خَلقِكَ ولخَلقكَ قبلي حُقوقٌ ، ولي فيما بيني وَبيَنكَ ذُنوبٌ. اللّهُمَّ فاجعَل فيّ خَيراً تَجِدهُ ، فَإنّك إلاّ تَجعلهُ لا تَجدهُ ، فَارض عني خَلقِكَ من حُقُوقِهِم عَلَيَّ ، وهَب لي الذُّنوبَ التي بيني وبَينَكَ.

اللّهُمَّ خَلَقتَني كما أردتَ ، فَاجعَلني كما تُحّبُ. اللّهُمَّ اغفِر لَنا وارحَمنا وأعفُ عَنا ، وتَقبَّل مِنّا ، وأدخِلنا الجنّةَ ونجّنا من النّارِ ، واصلح لَنا شأننا كُلِّه(١) .

اللّهُمَّ صَلِّ على النّبيّ الأُمّيّ عَددَ من صلّى عليهِ ، وعَددَ من يُصلّي عليهِ ، وَعددَ مَن لم يُصَلّ عليهِ ، واغفِر لَنا إنّكَ أنَتَ الغفُورُ الرّحيمُ.

اللّهُمَّ رَبّ البَيتِ الحَرامِ ، ورَبّ الرُّكن وَالمقام ، ورَبّ المشَعر الحَرام ، والحِلِ والإحرام ، أبلغ روُح مُحمّدٍ مني السَّلامَ. اللّهُمَّ رَبّ المثاني والقُرآنَ العَظيم ، ورَبَّ جبرئيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ، ورَبّ الملائكَةِ والخلقِ أجمعَينَ ، صَلِّ على مُحمّدٍ وآلهِ وأفعل بي كَذا وكذا.

أسألك اللّهُمَّ رَبّ السّماوات السَّبع ومَن فِيهنَّ ، وباسمِكَ الذي به تَرزُقُ الأحياءُ ، وبه أحصيتَ كيلَ البحارِ ، وبه أحصيتَ عَددَ الرّمالِ ،

__________________

(١) اثبتناها من نسخة المجلسي.

١٦٧

وبه تُميتُ الأحياءَ ، وبه تُحيي الموتى ، وبه تُعزّ الذّليلَ ، وبه تُذلّ العزيزَ ، وبه تفعلُ ما تشاءُ ، وتَحكُمُ ما تريدُ ، وبه تَقُولُ لِلشيء كُن فَيكونُ. اللّهُمَّ وباسمِكَ العظيمِ الذي إذا سألكَ به السّائلوُنَ أعطيتَهم سؤلهم ، واذا دَعاكَ به الدّاعون أجبتَهُم ، وإذا استجارَ بِكَ المُستجيروُنَ أجرتَهمُ ، وإذا دَعاكَ به المُضطَرّون أنفَذتَهُم(١) ، وإذا تَشَفّعَ به إليكَ المُتَشفّعونَ شَفّعتهُم ، وإذا استصرَخَكَ بِهِ المُستصرخُونَ أصرخَتهُم وفَرّجَتَ عنَهمُ ، وإذا ناداكَ بِهِ الهاربُون إليكَ سَمِعتَ نِدآءَهُم وأعَنتَهُم ، وإذا أقَبلَ به التائِبوُنَ قَبِلتهم وقَبِلتَ تَوبَتَهُم.

فإنّي أسألُكَ به يا سّيدي ومولايَ وإلهي ، يا حَيّ يا قيّومُ ، يا رَجائي ويا كَهفي ، ويا كنزي ويا ذُخري وذَخيرتي ، ويا عُدّتي لِديني ودُنيايَ وآخرتي ومُنقَلبي ، بذلِكَ الاسمِ الأعظمِ أدعوُك لذِنبٍ لا يغفرُهُ غَيرُكَ ، وِلكَربٍ لا يكشفُهُ غَيركَ ، ولِهمٍّ لا يَقدِرُ على إزالتهِ غيَرُكَ ، ولِذُنُوبي التي بارزتُكَ بها ، وقَلَّ مَعها حباي عِندَكَ بِفعلها.

فها أنا قد أتيتك خاطئاً مذنباً ، قد ضاقتَ عَلَيَّ الأرضُ بما رَحُبت ، وضاقَت عَلَيَّ الحيل ، فَلا مَلجأ ولا مُلتَجَأ مِنكَ إلاّ إليكَ ، فها أنا بَينَ يَديكَ ، قَد أصبحتُ وأمسيتُ مُذنباً خاطِئاً ، فَقيراً مُحتاجاً ، لا أجدُ لِذَنبي غافِراً غيركَ ، ولا لِكسري جَابراً سِواكَ ، ولا لِضُرّي كاشِفاً غَيركَ ،

__________________

(١) انفذتهم : أي خلصتهم.

١٦٨

أقولُ كما قالَ يُونسُ حين سَجنتهُ في الظُّلُمات رَجاءَ أن تَتُوبَ عَليَّ وتُنجيّني من غَم الذُّنوب :( لا إِلَٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) وإنّي أسألُكَ يا سَيّدي ومولايَ بإسمِكَ أن تَستَجِيبَ دُعائي ، وتُعطيني سُؤلي ومُناي ، وأن تَعجلَ لي الفَرجَ من عِندِكَ ، في أتمِ نِعمةٍ ، وأعْظَم عافِيةٍ ، وأوسع رزقٍ ، وأفضل دِعَةٍ ، ما لم تَزَل تُعوّدنيهِ يا إلهي ، وتَرزُقَني الشُكرَ على ما آتيتني ، وتَجعلَ ذلكَ باقياً ما أبقَيتني ، وتَعفو عن ذُنوبي وَخَطاياي وإسرافي واجترامي إذا توفيّتني ، حتى تصل نَعيمَ الدُّنيا بنعيمِ الآخرةِ.

اللّهُمَّ بِيدكَ مقاديرُ الليلِ والنّهارِ ، والسّماواتِ والأرض ، والشّمس والقَمَر ، والخير والشرّ ، فبارِكْ لي في ديني ودُيناي وآخرتي ، وبارِك لي اللّهُمَّ في جَميعِ أُموري ، اللّهُمَّ وعدُكَ حَقّ ، ولِقاؤُكَ حَقٌ لازِمٌ لا بُدَّ منهُ ولا مَحيطَ عَنهُ ، فافعلَ بي كذا وكذا.

اللّهُمَّ إنّك تَكَفّلت بِرِزقي ورِزقِ كُلِّ دابّةٍ أنتَ آخِد بِناصِيتِها ، يا خَيرَ مَدعُوّ ، وأكرَمَ مَسؤولٍ ، وأوَسَعَ مُعطٍ ، وأفضَلَ مَرجُوّ ، أوسِع لي في رِزقي ورِزق عيالي. اللّهُمَّ اجعل لي فيما تَقضي وَتُقدّر من الامور المحتومَةِ ، وفيما تُفَرقُ به بَين الحلالِ من الأمر الحكيم في لَيلَةِ القَدر ، وفي القضاءِ الذي لا يُردُّ ولا يُبدَّلُ ، أن تُصلّي على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، وأن تكتُبني من حُجّاجِ بَيتكَ الحرامِ ، المَبرُورْ حَجّهُمُ ، المَشكُور سَعيهُمُ ، المَغفُور

١٦٩

ذَنبَهُم ، المُكَفّرِ عَنهُم سّيأتهم ، الموُسّعة أرزاقهُم ، الصَّحيحة أبدانهُم ، الآمنينَ خَوفُهم. واجعلَ فيما تَقضيَ وَتُقدّر أن تُصلّيَ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ ، وأن تُطيلَ عُمري ، وَتمُدَّ في أجَلي ، وتزيدَ في رِزقي ، وتُعافيني في جَسدَي ، وكُلّ ما يهمّني من أمرِ ديني ودُنيايَ ، وآخِرتي وعاجِلَتي وآجلتي ، لي وِلمَن يُعنيني أمرُهُ ، ويَلزمُني شأنُهُ ، من قَريبٍ أو بعيدٍ ، إنّكَ جَوادٌ كريمٌ ، رؤوفٌ رحيمٌ. يا كائِناً قَبلَ كُلِّ شيءٍ ، تنامُ العُيونُ ، وَتنكدرُ(١) النُّجومُ ، وأنتَ حيٌّ قَيوّمٌ ، لا تَاخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، وأنتَ الّلطيفُ الخَبيرُ(٢) .

وَيقُولُ السَّيِّدُ الإمامُ العالمُ ، العاملُ ، الفقيهُ الكاملُ ، العلاّمةُ الفاضِلُ ، الزّاهدُ العابدُ ، البارعُ الورعُ ، رضيُّ الدّين ، رُكنُ الإسلامِ ، جَمالُ العارِفينَ ، أفضَلُ السّادَةِ ، شَرفُ العِترةِ ، ذُو الحَسبَين ، أبو القاسمِ علي بن موُسى بن جَعفرَ بن مُحمّد ابن مُحمّد الطاووسِ ، كبتَ الله أعاديه وخَذلَ شانئيه : وَوجدتُ روايةً أُخرى في كتابٍ من كُتُب أصحابنا فيه أدعيةُ كُلِّ يومٍ من كُلِّ شهرٍ ، وفي أدعيته زيادات واختلافات ، فاجببْتُ نَقلها إلى هذا الكتابِ احتياطاً واستظهاراً فيما يُقرِّبُ إلى مالِكِ يومِ الحِساب ، وما يزيدُ في محفِظ النُّفوسِ المشَغُولَةِ بمالِكِها رَبّ الأرَبابِ.

__________________

(١) الكدر : نقيض الصفاء ، والكُدرة من الالوان ، ما نحا نحو السواد والغبرة. لسان العرَب ٥ : ١٣٤.

(٢) رواه العلامة الحلي في العدد القوية : ٣٧٠ / ١ و ٢ و ٣ و ٦ باختلاف فيه ، واورد الدعاء في : ٣٧٧ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٨٤ باختلاف يسير.

١٧٠

الفصل الحادي(١) والعشرون :

فيما نَذكُرُهُ من الرّواية الثانية في ثلاثين فَصلاً لِكُلِ يومٍ فصل مُنفَردٌ.

وهي تقارَبُ الرواية الأولى ، وهذا لفظُ ما وَجَدناهُ على ظهر [ كتاب ] الأدعيةِ المشار إليهِ ، أنقُلهُ على وجهِه أداء للأمانةِ التي يجبُ الاعتماد عليها.

بسم الله الرحمن الرحيم

دُعاءُ أمير المؤمنينَعليه‌السلام في كُلِّ يَومٍ من الشَهرِ.

اليوم الأول

( الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) إلى آخرها( الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ *وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ) (٢) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٣) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ *رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ *رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ

__________________

(١) صوابه الثاني ، وقد تقدمت الاشارة اليه في صفحة (٣٦) فراجع.

(٢) الأنعام ٦ : ١ ـ ٣.

(٣) المؤمنون ٢٣ : ٢٨.

(٤) النمل ٢٧ : ١٥.

١٧١

وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ ) (١) .

( فَلِلَّهِ الحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ ) (٢) ( الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ *يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ) (٣) ( الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *مَّا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ *يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ) (٤) .

الحمدُ لله رَبّ العالمينَ ، الحيَّ الّذي لا يَموُتُ ، والقائمِ الَّذي لا يَتَغيّرُ ، والدّائمِ الذي لا يَفنى ، والملِكِ الّذي لا يَزوُلُ ، والعَدلِ الّذي لا يَغفُلُ ، والحَكمِ الّذي لا يَحيفُ ، والّلطيفِ الّذي لا يَخفى عَليهِ شَيءٌ ، والواسعِ اّلذي لا يُعجزُه شيءٌ ، والمُعطي ما يَشاءُ من يشاءُ ، ( والأوّلِ الّذي لا يزوُلُ ، والآخِرِ الّذي لا يسبقُ )(٥) والظّاهِرِ الّذي لَيسَ فوقهُ شيءٌ ،

__________________

(١) ابراهيم ١٤: ٣٩ ـ ٤١.

(٢) الجاثية ٤٥ : ٣٦ ـ ٣٧.

(٣) سبأ ٣٤ : ١ ـ ٢.

(٤) فاطر ٣٥ : ١ ـ ٣.

(٥) يبدو ان هناك اشتباهاً وقع فيه الناسخ حيث ان العبارة مضطرَبّة وغير متوافقة ، ولعل الصواب ما في نسخة « ن » كما هو في نسخة المجلسي ايضاً حيث وردت العبارة بهذا الشكل : الأول الذي لا يُسبق.

١٧٢

والباطِنِ الّذي لَيس دُونَه شيءٌ ، أحاط بِكُلِّ شيءٍ عِلماً ، وأحصى كُلِّ شَيء عَدَداً.

اللّهُمَّ صَلّ على مُحمّدٍ وآلهِ ، وأطلِقِ بِدُعائِكَ لِساني ، وأنجح بِهِ طَلَبتي ، واعطِني به حاجَتي ، وبَلّغني بِه أمَلي ، وقِني به رَهبَتي ، وأسبِغ بِه نَعمايَ ، واستجِب بِه دُعائي ، وَزكّ به عَملي تَزكِيةً تَرحَمُ بها تَضَرّعي وشَكواي ، وأسألُكَ أن ترحَمني وَتَرضى عَنّي ، وتَستَجيبَ لي ، آمينَ رَبّ العالمينَ.

الحمدُ لله( يُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ *وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ ) (١) .

الحمدُ لله الّذي لَهُ دعوةُ الحَقِّ وَهُو الحَقُ المُبينُ [ و ] ما يُدعى مِن دُونه فَهو الباطِلُ ، وهو العَليّ الكبيرُ. الحمدُ للهِ الَّذي( يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (٢) .

الحمدُ لله الّذي( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا

__________________

(١) الرعد ١٣ : ١٢ ـ ١٣.

(٢) الزمر ٣٩ : ٤٢.

١٧٣

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (١) الحمدُ لله( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ *هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٢) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) (٣) (٤) .

اليوم الثاني :

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا *قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا *مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا *وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا *مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا ) (٥) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) (٦) ( الحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ *أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٥٥.

(٢) الحشر ٥٩ : ٢٢ ـ ٢٣.

(٣) الاسراء ١٧ : ١١١.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٨٧ باختلاف فيه.

(٥) الكهف ١٨ : ١ ـ ٥.

(٦) فاطر ٣٥ : ٣٤.

١٧٤

وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ *أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ *أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ *أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ *أَمَّن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ءَإِلَٰهٌ مَّعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (١) .

( الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٢) .

الحَمدُ لله الغَفُورِ الغَفّارِ ، الودَوِد التّواب الوَهّاب الكبيرِ ، السّميعِ البَصير العليم ، الصّمَدِ ، الحَيّ القيّومِ ، العزيز الجّبار ، الملكَ المُقتَدرِ القادر ، المِلَكِ الحقّ المُبين ، العليّ الأعلى المُتعالِ ، الأوّلِ الآخِر ، الظّاهر الباطن ، الولي الحميد ، المَولى النّصيرِ ، الخلاق الخالقِ ، البارِئِ المُصوّرِ ، القاهرِ البَرّ ، الشاكِرِ

__________________

(١) النمل ٢٧ : ٥٩ ـ ٦٥.

(٢) فاطر ٣٥ : ١.

١٧٥

الشَّكوُرِ ، الوكيلِ الشهيدِ ، الرَؤوفِ الرّقيبِ ، الفتّاحِ العليمِ ، الكريم ِالمَحمودِ الجليلِ ، غافِرِ الذّنبِ ، وقابِلِ التّوبِ ، مَلكِ المُلُوكِ ، عالِمِ الغيبِ والشّهادَة ، الدّائِمِ الكريِم ، رَبّ العالمينَ.

الحمدُ للهِ عَظيم الحمدِ ، عظيمِ العَرشِ ، عَظيمِ المُلكِ ، عظيمِ السُّلطانِ ، عظيمِ العلمِ ، عَظيمِ الحلمِ ، عَظيمِ الكَرَامةِ ، عَظيمِ الرّحَمةِ ، عَظيمِ البَلاءِ ، عَظيمِ النعمةِ ، عَظيمِ الفَضلِ ، عَظيمِ العزّةِ ، عَظيمِ الكبرياءِ ، عظيمِ الشأنِ ، عظيمِ الأمرِ ، تَباركَ الله رَبُّ العالمينَ.

الحمدُ لله العَليّ العظيمِ ، الرؤوفِ الرّحيمِ ، العزيزِ الحكيمِ ، الخلاّقِ العليمِ ، الملِكِ القُدّوسِ ، الجليلِ الكبيرِ ، المُتعالي المُتَعظِّمِ ، المُتَكبّرِ المُتَجَبّرِ ، الجَبّارِ القَهارِ ، مالِكِ الجَنّةِ والنّارِ ، لهُ الكِبرياءُ والجبَرَوُتُ ، وَلهُ الحُكمُ ، وإليهِ يَصعَدُ الكلِم الطّيّبُ والعملُ الصّالحُ يَرفَعُهُ(١) .

اليوم الثالث :

الحمدُ للهِ القائمِ الدائِمِ ، الحَليمِ الكريمِ ، الأوّلِ الآخِرِ ، الظّاهِرِ الباطِنِ ، الواحِدِ ( الأحدِ الفردِ )(٢) الصّمَد ، الّذي لَم يَلْدَ وَلمْ يُولد وَلمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ.

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٨٨ باختلاف فيه.

(٢) اثبتناها من نسخة « ن » ونسخة المجلسي.

١٧٦

الحمدُ للهِ الهادي العَدل الحَقّ المُبينِ ، ذِي الفَضلِ الكريمِ ، العظيمِ المُنعِمِ المُكرِمِ ، القابضِ الباسِطِ ، المانعِ الفاتحِ المُعطِي ، المُبلي المُحي المُميتِ ، ذِي الجَلال والإكرامِ ، أهلِ التَّقوى وأهلِ المَغفِرةِ ، ذِي المَعارِجِ تَعرُجُ الملائِكةُ والرُّوحُ إليهِ.

الحمدُ للهِ الرّازِقِ البارِئِ الرّحيمِ ، ذِي الرّحَمةِ الواسِعةِ ، والنّعمَةِ السّابِغَةِ ، والحُجّةِ البالِغةِ ، والأمثالِ العُلى ، والأسماءِ الحُسنى ، شديدِ القوى ، فالِقِ الإصباحِ ، فالِقِ الحَبِ والنّوى ، يُخرِجُ الحَيّ من الميّتِ ، ويُخرجُ الميَّت من الحي ، ويُدَبّرُ الأمرَ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) (١) ، الحمدُ لله( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) (٢) .

فاعل كُلِّ صالح ، رَبِّ العِبادِ ، ورَبّ البلادِ ، وإليه المَعادُ ، وَهُوَ بالمَنظرِ الأعلى ، يعلَمُ ما تَكسِبُ كُلُّ نفسٍ( غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ ) (٣) شديدُ المِحال ، سَريُع الحِسابِ ، القائِمِ بالقِسطِ ، إذا قَضى أمراً فإنّما يَقوُلُ لهُ كُن فَيكُونُ.

باسِطِ اليَدَينِ بالخَيرِ ، وهّابِ الخَير كَيفَ يَشاءُ ، لا يخيبُ سائِلهُ ، ولا يَندمُ آمِلُهُ ولا تَضيقُ رَحمتُهُ ، ولا تحصى نِعمتُهُ ، وَعدُهُ حَقٌ وَهُو أحكَمُ

__________________

(١) الأنعام ٦ : ٩٦.

(٢) غافر ٤٠ : ١٥.

(٣) غافر ٤٠ : ٣.

١٧٧

الحاكمِينَ ، وأسرعُ الحاسِبينَ ، وأوَسَعُ المُفضِلينَ ، واسِعُ الفَضلِ ، شَديدُ البَطشِ ، حُكمُهُ عَدلٌ ، وهُو للحَمدِ أهَلٌ ، صادِقُ الوَعدِ ، يُعطي الخَيرَ ، ويقَضي بالحَقِّ ، ويهدِي من يشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيم ، ويَهدِي السّبيلَ ، واسِعُ المَغفِرةِ لَيسَ كَمثلهِ شَيء ، خلَقَ السّماواتِ والأرضِ ، والموتَ والحَياةَ لَيبلَوكَم أيّكُم احسنُ عمَلاً وهو الغَفُورُ الرّحيمُ.

جميلُ الثّناءِ ، حَسنَ البَلاءِ ، سَميعُ الدُّعاءِ ، عَدلُ القَضاءِ ، يَخلُقُ كيفَ يَشاءُ ويَفعلُ ما يَشاءُ ، لَهُ الحَمدُ ، ولَهُ العِزّةُ ، ولَهُ الكِبرياءُ ، ولَهُ الجَبَروُتُ ، وَله العَظَمةُ ، ينّزِل الغيثَ ، وَيعلَمُ الغَيبَ ، وَيبسُطُ الرِزقَ لَمِن يَشاءُ ، ويُرسِلُ الرَّياحَ ، وَيُنشئُ السّحابَ الثِقالَ ، ويُدبّرُ الأمرَ ، وَيُجيبُ المُضطَرّ إذا دَعاهُ ، ويُجيبُ الدّاعي ويَكشِفُ السُّوءَ ويُعطِي السّائِلَ فَلا مانِعَ لما أعطى ، ولا مُعطيِ لما مَنَع( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (١) تَقَدّسَتْ لَهُ أسماؤُهُ( لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (٢) جلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَسَبغتَ(٣) نِعمَتُهُ ظاهِرةً وباطِنَةً بجوُدِهِ(٤) .

__________________

(١) الشورى ٤٢ : ١١.

(٢) الأعراف ٧ : ٥٤.

(٣) شيء سابغ أي كامل وافٍ ، وسبغت النعمة تسبغ سبوغاً : اتسعت ، واسبغ الله عليه النعمة ، أي اتمها. الصحاح ـ سبغ ـ ٤ : ١٣٢١.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٨٨ باختلاف فيه.

١٧٨

اليوم الرابع :

اللّهُمَّ لَكَ الحمدُ ، ظَهَرَ دينُكَ ، وَبَلغتَ حُجَّتُكَ ، وأشتَدَ مُلكُكَ ، وعَظُمَ سُلطانكَ ، وصَدَقَ وعدُكَ ، وأرتَفَعَ عَرشُكَ ، وأرسلتَ رَسولَكَ بالهدى ودينِ الحقِّ لِتُظهِرهُ على الدينِ كُلِهِ وَلو كَرِهَ المُشرِكُونَ ، كَملت وَبَلغت رِسالَتكَ ، وتَقَدستَ بالوعيدِ ، وأخَذتَ الحُجّةَ على العِبادِ ، فَأتممتَ نُورَكَ ، وَتمت كَلماتُكَ صِدقاً وعَدلاً.

اللّهُمَّ لكَ الحمدُ ، ولَكَ النِعمةُ ، وَلكَ المَنُّ ، تَكشِفُ الضُرَ ، وتُعطِي اليُسر ، وتَقضي الحقّ ، وتَعدِل بالقِسطِ ، وتَهديِ السبيلَ ، تَبارَكَ وَجهكَ وسُبحانَكَ وبِحمدِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ رَبُّ السّماواتِ وَمَن فِيهنّ ورَبُّ العَرش العظيمِ.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في التّوراةِ ، وَلكَ الحمدُ في الإنجيلِ ، وَلكَ الحمدُ في زُبُرِ الأوّلين ، وَلكَ الحمدُ في السّبعِ المَثاني والقُرآنِ العظيمِ ، ولَكَ الحمدُ في الملائِكَةِ المُقرَبّين ، وَلكَ الحمدُ في الأنبياءِ والمُرسلينَ ، وَلكَ الحَمدُ في الكِرامِ الكاتبينَ.

اللّهُمَّ لكَ الحمدُ والحمد ثَناؤكَ ، والحَسَن بَلاؤكَ والعدلُ قَضاؤُكَ ، والأرضُ في قَبضتِكَ ، والسّماواتُ مَطويّاتٌ بِيمينِكَ. اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ مُقسِطُ الميزانِ ، رَفيعُ المكانِ ، قاضي البرهانِ ، صادِقُ الكَلامِ ، ذُو الجلالِ

١٧٩

والإكرامِ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ مُنزّلُ الآياتِ ، مُجيبُ الدَّعواتِ ، كاشِفُ الحوباتِ(١) النفَّاحُ(٢) بالخيراتِ ، مالِكُ المَحيا والمماتِ.

اللّهُمَّ لكَ الحَمدُ ( ماجداً )(٣) ، ولكَ الحمدُ واحِداً ، ولَكَ الدّينُ واصِباً(٤) ، ولكَ العَرشُ واسِعاً ، وَلكَ الحَمدُ دائِماً ، وَلكَ الحَمدُ قادِراً ، وَلكَ الحمدُ عادلاً ، ولكَ الحمدُ كَما حَمِدتَ نَفَسكَ ، ولَكَ الحَمدُ كما تُحبُّ أن تُحمدَ وتُعبَدَ وتُشكرَ ، جَلّ ثَناؤُكَ رَبّنا وأنتَ أرحمُ الرّاحمِينَ.

اللّهُمَّ لكَ الحمدُ في اللَيلِ إذا يَغشى ، ولكَ الحمدُ في النّهارِ إذا تَجلّى ، وَلكَ الحمدُ في الآخِرة والأولى.

اللّهُمَّ لكَ الحمدُ ما أجملَكَ وأجَلّكَ ، ولَكَ الحَمدُ ما أجودَكَ وأمَجَدكَ ، ولَكَ الحَمدُ ما أفضلَكَ وأكرمَكَ ، وَلكَ الحَمدُ ( على )(٥) ما أحَبّ العِباد وكَرهُوا مِن مَقاديرِكَ وحُكمِكَ ، ولَكَ الحمدُ على كُلِّ حالٍ من أمِر الدُّنيا والآخِرةِ(٦) .

__________________

(١) الحوبات : الهموم والحاجات. انظر الصحاح ـ حوب ـ ١ : ١١٦.

(٢) النفاح : الوهاب ، والكثير العطاء. انظر : الصحاح ـ نفح ـ ١ : ٤١٢.

(٣) في نسخة « ك » : ساجداً ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٤) واصباً : دائماً. يقال : وصب يصب : دام. ويقال : خالصاً.

معاني القرآن للفراء ٢ : ١٠٤.

(٥) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٦) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٩٠.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317