الدروع الواقية

الدروع الواقية18%

الدروع الواقية مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: دراسات
الصفحات: 317

الدروع الواقية
  • البداية
  • السابق
  • 317 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112981 / تحميل: 6370
الحجم الحجم الحجم
الدروع الواقية

الدروع الواقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

سُبحانَ مَن تُسبّحُ لَهُ الجبِالُ بِاصواتِها يَقُولُون : سُبحانَ اللهُ العظيمِ ، سُبحانَ من تُسبِّحُ لَهُ الجبالُ باصواتها يقولونَ : سُبحانَ اللهِ المَلِكِ الحقَّ ، سُبحانَ من يُسبّحُ لَهُ ما في السّماوات والأرضِ يقولون : سُبحانَ اللهِ العظيمِ الحَليمِ وبِحمدِهِ(١) .

اليوم الثالث عشر :

سُبحانَ الرّفيعِ الأعلى ، سُبحانَ من قَضَى بالمَوت عَلى العِبادِ ، سُبحانَ القاضِي بالحَقِّ ، سُبحانَ المَلِكِ المُقتَدِرِ. سُبحانَ الله وبِحمدِهِ حَمداً يَبقى بَعدَ الفَناءِ ، ويَنمي في كَفةِ المِيزانِ لِلجزاءِ ، تَسبيحاً كما يَنبغي لِكَرمِ وَجهِهِ وعِزّ جلالِهِ وعَظيمِ ثَوابهِ ، سُبحانَ من تَواضَعَ كُلّ شَيءٍ لِعَظَمتِهِ ، سُبحانَ من استَسلَمَ كل شَيءٍ لقِدرَتهِ ، سُبحانَ من خَضَعَ كُلُّ شيءٍ لِمُلكِهِ ، سُبحانَ مَن انقادَت لَهُ الأمورُ بأزمّتِها ، سُبحانَ من ملأ الأرضَ قُدسُهُ ، سُبحانَ مَن أشرَقتْ كلُّ ظلمةٍ بضَوئِهِ ، سُبحانَ من لا يدانُ لِغَيرِ دينِهِ ، سُبحانَ من قَدرِ بِقُدرتِهِ كُلّ قدَرةٍ ولا يَقدِرُ أحَدٌ قُدرَتهُ.

سُبحانَ من أوَّلُهُ حِلمٌ لا يُوصَفُ وآخِرهُ علمٌ لا يَبيدُ ، سُبحانَ من هُو مُطَّلِعٌ بِغيرِ جَوارِحِ القُلوُبِ ، سُبحانَ من لا تَخفى عَليه خافيِةٌ ، سُبحانَ مُحصي عَدَدَ الذُّنوب ، سُبحانَ من لا تَخفى عَليه خافِيةٌ في السّماوات والأرضِ ، سُبحانَ الرَبّ الوَدودِ ، سُبحانَ الفَردِ الوِتِر ،

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠١ باختلاف فيه

٢٠١

سُبحانَ العَظيمِ الأعظمِ ، سُبحانَ مَن هو رحيمٌ لا يَعجلُ ، سُبحانَ من هو قائِمٌ لا يَغفلُ ، سُبحانَ مَن هُو جَوادٌ لا يَبخَلُ ، أنتَ الذي في السّماءِ عَظَمتُكَ ، وفي الأرضِ قُدرَتُكَ وَعجائِبُكَ ، وفي الظُلماتِ سُلطانُكَ.

سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، سُبحانَكَ إني كُنتُ من الظّالمِين ، سُبحانَ ذي العِزّ الشامخِ ، سُبحانَ ذي الجَلالِ والإكرامِ ، سُبحانَكَ يا قُدُّوسُ يا قُدُّوسُ ، أسألُكَ بمَنِّكَ يا مَنّانُ ، وبِقُدرتِكَ يا قَديرُ ، وبِحكمِكَ يا حَكيمُ ، وبعلِمكَ يا عَليمٌ ، وبِعظمتِكَ يا عَظيمُ ، يا قَيُّومُ يا قَيُّوم ُيا قَيُّومُ ، يا حقُّ يا حقُّ يا حَقُّ ، يا باعِثُ يا باعِثُ يا باعِثُ ، يا وارِثُ يا وارِثُ يا وارِثُ ، ياحيُّ يا حيُّ يا حيُّ ، يا قَيُّومُ يا قَيُّومُ يا قَيُّومُ ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا رحمانُ يا رحمانُ يا رحمانُ ، يا رحيمُ يا رحيمُ يا رحيمُ ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ يا ذَا الجلالِ والإكرامِ ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ ، يا رَبّنا يا رَبّنا يا رَبّنا.

أسألُكَ بِلا إلَه إلاّ أنت جَلَّ ثَناؤُكَ ، وأسألُكَ بِوجهِكَ الكريمِ ، يا سَيدنا يا فَخرنا يا فَخرنا يا فَخرنا ، يا ذُخرنا يا ذُخرنا يا ذُخرنا ، يا كَبيرنا يا كَبيرنا يا كَبيرنا ، يا قُوَّتنا يا قُوَّتنا يا قُوَّتنا ، يا عِزَّنا يا عِزَّنا يا عِزَّنا ، يا كَهفَنا يا كَهفَنا يا كَهفَنا ، يا إلهَنا يا إلهَنا يا إلهَنا ، يا مَولانا يا مَولانا يا مَولانا ، يا خالِقَنا يا خالِقَنا يا خالِقَنا ، يا رازِقَنا يا رازِقَنا يا رازِقَنا ، يا مُمِيتَنا يا مُمِيتَنا يا مُمِيتَنا ، يا مُحيينا يا مُحيينا يا مُحيينا ، يا باعِثنا يا باعِثنا يا باعِثنا ، يا وارِثنا يا وارِثنا يا وارِثنا ، يا عِدَّتنا يا عِدَّتنا يا عِدَّتنا ، يا أملَنا يا أملَنا يا أملَنا ، يا رَجاءَنا يا رَجاءَنا يا رَجاءَنا لدِينِنا ودُنيانا وآخِرَتنا.

٢٠٢

وأسألُكَ بِوَجهكَ الكريمِ يا حَيُّ يا حَيُّ يا حَيُّ ، وأسألُكَ بِوجهِكَ الكريمِ يا قَيُّومُ يا قَيُّوم يا قَيُّومُ ، وأسألُكَ بوجهِكَ الكريمِ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، وأسألُكَ بِوجهكَ الكريَم يا لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَكَ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وأسألُكَ بِوجَهِكَ الكريمَ يا رحيمُ يا رحيمُ يا رحيمُ ، وأسألُكَ بِوجِهكَ الكريمِ يا رحمنُ يا رحمنُ يا رحمنُ ، وأسألُكَ بوجَهِكَ الكريمِ يا عزيزُ يا عَزيزُ يا عَزيزُ ، وأسألُكَ بوجهِكَ الكريمِ يا كبيرُ يا كبيرُ يا كبيرُ ، وأسألُكَ بِوجهِكَ الكريمِ يا منّانُ يا منّانُ يا منّانُ ، وأسألُكَ بوجَهِكَ الكريمِ يا تَوّابُ يا تَوّابُ يا تَوّابُ ، وأسألُكَ بِوجهِكَ الكريمِ يا وَهّابُ يا وَهّابُ يا وَهّابُ ، وأسألُكَ بِوجهكَ الكريمِ يا غَفّارُ يا غَفّارُ يا غَفّارُ ، وأسألُكَ بِوجهِكَ الكريمِ يا قادِرُ يا قادِرُ يا قادِرُ.

وأسألُكَ بِوجَهِكَ الكريمِ يا ذَا الجَلالِ والإكرامِ أن تصلّي على محّمدٍ عبدِكَ ورَسولِكَ ونَبيّكَ وعلى آلهِ الطّاهرينَ الأخيارِ ، أفضل صَلوتِكَ على نَبيّ من أنبيائِكَ ، اللّهُمَّ صلّ على مُحمّدٍ وعلى آل مُحمّدٍ كما صلّيتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ ، اللّهُمَّ صَلّ على أبينا [ آدم ] واُمّنا حَواءَ ، اللّهُمَّ صلّى على أنبيائكَ اجمعينَ ، اللّهُمَّ صَلّ على مَلائكِتِكِ أجمعينَ. اللّهُمَّ وَعافِني في دِيني ودُنيايَ وآخِرتي ، فَإنّكَ على ذِلكَ قديرٌ ، اللّهُمَّ وأسألُكَ أن تَتَقَبلَ مني فإنّكَ شكورٌ ، اللّهُمَّ واني أسألُكَ أنتغفرَ لي فإنّكَ غفورٌ ، اللّهُمَّ أسألُكَ أن تَرحمني فَإنّكَ أنتَ التّوابُ الرحيمُ(١) .

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠١.

٢٠٣

اليوم الرابع عشر :

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ النّبي الأمّي وعلى آل مُحمّدٍ كما صَلّيتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ ، اللّهُمَّ إني أسألُكَ على أثرِ تَسبيحِكَ والصّلاة على نَبيّكَ أن تَغفِرَ لي ذُنوبي كُلها ، قَديمِها وحَديثِها ، كَبيرها وصَغيرها ، سِرّها وعَلانيتِها ، ما عَلِمتُ مِنها وما لَم أعلمَ ، وما أحصَيتَ عَليّ ونَسيتُهُ أنا من نَفسي ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا رحمانُ يا رحمانُ يا رحمانُ ، يا رحيمُ يا رحيمُ يا رحيمُ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، خَشعَتْ لكَ الأصواتُ ، وضَلّتْ فيكَ الاحلامُ ، وتَحيرَت دُونَكَ الأبصارُ ، وأفضَت إليكَ القُلُوبُ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، كلُّ شيءٍ خاشِعٌ لَكَ ، وكَلُّ شيءٍ ممتنعٌ بِكَ ، وكُلُّ شَيءٍ ضارِعٌ إليكَ. لا إله إلاّ أنت ، الخَلقُ كُلُهُم في قَبضَتِكَ ، والنّواصي كُلّها بِيدَيكَ ، وكُلُّ من أشركَ بِكَ عَبدٌ داخِرٌ لَكَ.

أنتَ( الرَبُّ ) (١) الّذي لا بدء لَكَ ، والدّائِمُ الَّذي لا نَفادَ لَكَ ، والقَيُّومُ الّذي لا زَوالَ لَكَ ، والمَلِكُ الّذي لا شَريكَ لَكَ ، والحَيُّ المُحيي الموتى ، والقائِمُ على كُلِّ نَفسٍ بما كَسبَتَ. لا إله إلاّ أنتَ الأوّلُ قَبلَ خَلقِكَ ، والآخِرُ بَعدَهُم ، والظاهِرُ فَوقَهُم ، والقاهِرُ لَهُم ، والقادِرُ من ورائِهِم ، والقريبُ مِنُهم ، ومالِكُهُم ، وخَالِقهُم ، وقَابِضُ أرواحِهِم ، ورازِقُهُم ، ومُنتهى

__________________

(١) اثبتناها من نسخة : « ن ».

٢٠٤

رَغبتِهِم ، ومولاهُم ، وموضِعُ شكواهُم ، والدّافِعُ عَنهُم ، والنّافعُ لَهُم ، لَيسَ أحدٌ فَوقكَ يَحوُلُ دُونَهُم ،( و ) (١) في قَبضَتِكَ مُتقَلبهُم ومَثَواهُم ، إيّاكَ نُؤمِّلُ ، وَفَضلكَ نَرجُو لا حَولَ ولا قُوّةَ إلاّ بِكَ.

لا إلهَ إلاّ أنتَ قُوَّة كُلّ ضعيفٍ ، ومَفَزَع كُلّ مَلهُوفٍ ، وأمَنُ كُلِّ خائِفٍ ، وَمَوضِعُ كلّ شكوى ، وكاشِفُ كُلّ بَلوى. لا إلهَ إلاّ أنت حِصنُ كُلّ هاربٍ ، وعِزّ كُلّ ذَليلٍ ، ومادّةِ كُلّ مظلوُمٍ ولا حَولَ ولا قُوَةَ إلاّ بكَ.لا إلهَ إلاّ أنتَ ولّي كُلِّ نعمةٍ ، وصَاحِبُ كُلّ حَسَنةٍ ، ودافعُ كُلّ سَيّئةٍ ، ومُنتهى كُلّ رَغبةٍ ، وقاضي كُلّ حاجَةٍ ، ولا حَولَ ولا قَوةَ إلاّ بِكَ.

لا إلهَ إلاّ أنتَ الرّحيم بِخلقِهِ ، اللطيف بِعبادهِ عَلى غِناهُ عَنُهم وفَقرِهِم إليه. لا إلهَ إلاّ أنت المُطّلِعُ على كلِّ خَفيّةٍ ، والحاضِرُ كُلّ سَريرَةٍ ، واللطيف لِما يَشاءُ ، والفَعّالُ لِما يُريدُ. يا حَيّ لا إلهَ أنت لا حولَ ولا قَوّةَ إلاّ بِكَ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، ( و )(٢) لا حولَ ولا قوةَ إلاّ بِكَ.

اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ عالِم الغَيبِ والشهادَةِ الرَّحمانُ الرَّحيمُ ، فاطِرُ السّماواتِ والأرضِ ذُو الجَلالِ والإكرامِ ، أنتَ غافِرُ الذّنبِ وقابِلُ التّوبَةِ شَديدُ العِقابِ ذُو الطَولِ لا إلهَ إلاّ أنتَ وإليكَ المَصير. أسألُكَ اللّهُمَّ بِلا إلهَ إلاّ أنتَ ، فإنّكَ على كُلِّ شيءٍ قَديرٌ ، وإنّهُ عَليكَ يَسيرٌ إنما

__________________

(١) أثبتناها من نسخة : « ن ».

(٢) أثبتناها من نسخة : « ن ».

٢٠٥

أمركَ ( أذا أردْتَ شيئاً أن تقول له )(١) : كُن فَيكونُ(٢) .

اليوم الخامس عشر :

اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت أسألُكَ بِاسمِكَ الواحِدِ الصّمَدِ الفَردِ المُتعالِ الذي ملأ كل شيءٍ ، وأسألُكَ باسمك الفرد الَّذي لا يعدله شيءٌ ، وأسألُكَ باسمك الَّذي لا إلهَ إلاّ هو عالِمِ الغَيبِ والشَّهادَةِ الرَّحمان الرّحِيم ، وأسألُكَ بِاسمِكَ القُدُّوسِ السَّلامِ المؤمن المهيمن العَزيزِ الجَبّارِ المُتَكبِّرِ ، سُبحانَك اللّهُمَّ وتَعاليتَ عَمّا يُشرِكُونَ. وأسألُكَ بِاسمِكَ الكريم العزيز وأنت اللهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ الخالِقُ البارِئُ المُصوِّرُ لَكَ الأسماءُ الحُسنى يُسبّحُ لَكَ ما في السّماواتِ والأرضِ وأنتَ العزيزُ الحَكيمُ.

وأسألُكَ باسِمكَ العزيزِ الحكيم وأسألُكَ بِاسمِكَ المَخزونِ المَكنونِ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ. وأسألُكَ بِاسمِكَ الَّذي إذا دُعيتَ به أجَبتَ ، وإذا سُئِلتَ بِه أعطيتَ. وأسألُكَ بِاسمِكَ الَّذي أوجَبتَ لِمن سَألكَ به ما سَألَكَ. وأسألُكَ باسمِكَ الَّذي سَألكَ به عَبدكَ الَّذي كانَ عِنَدُه عِلمٌ مِن الكتاب فَأتَيتهُ بالعَرِش قَبلَ أن يَرتَدّ إليهِ طرفه. وأسألُكَ به وأدعُوكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت بِما دَعاكَ به فَاستَجَبتَ لَهُ فاستَجِب لي اللّهُمَّ فيما أسألُكَ استجب لي قَبلَ أن يَرتَدَّ إليَّ طَرفي ، كما أتيتَ بِالعَرشِ قَبلَ أن

__________________

(١) في نسخة « ك » : اذا اردت قلت واثبتنا ما في نسخة : « ن ».

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠٣.

٢٠٦

يَرتَدَّ إليهِ طَرفُهُ.

وأسألُكَ اللّهُمَّ بلا إلهَ إلاّ أنتَ ، فإنّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا اللهُ يا اللهُ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ الحَيُّ القَيُّومُ ، لا تأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، لَكَ ما في السَماواتِ وما في الأرضِ ، مَن ذَا الَّذي يَشفَعُ عِندَك إلاّ بإذنِكَ ـ الى آخِرِ الآية ـ.

(و)(١) أسألُكَ اللّهُمَّ ذلك لا إلهَ إلاّ أنت بِزُبر الأوَّلينَ ، وما في زُبُر الأوَّلينَ من أسمائِكَ ، والدُّعاءِ الَّذي تُجيبُ بِهِ مَن دعاكَ. وأسألُكَ ذلكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ بالزَّبورِ وما في الزَّبورِ من أسمائِكَ والدُّعاءِ الَّذي تُجيبُ به من دَعاكَ ، وأسألُكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت بالإنجيلِ وما في الإنجيل من أسمائِكَ والدُّعاءِ الَّذي تُجيبُ به من دَعاكَ. وأسألُكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت بالتوراة وما في التوراة من أسمائِكَ والدُّعاءِ الَّذي تُجيبُ به من دَعاكَ. وأسألُكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ بالقُرآنِ العظيم الَّذي أنزَلتهُ على مُحمّدٍ خاتَم النَّبيين وسَيدِ المُرسَلينَ رسولِكَ يا رَبّ العالَمينَ صَلِّى الله علَيهِ وعلى آلهِ الطّيّبينَ وسَلم تَسليماً كثيراً. وأسألُكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت بِكُلِ كتابٍ أنزلتَهُ على أحدِ مَّمِن خَلقَتَ في السّماواتِ السبعِ وما في الأرضين السَبعِ وما في ذَلِكَ من أسمائِكَ والدُّعاءِ الَّذي تُجيبُ به من دعاكَ.

وأسألُكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ بِكُلّ اسمٍ هُوَ لكَ سَمّاكَ به أحدٌ ممن في السّماواتِ السَّبعِ والأرضينَ السَّبعِ وما بَينُهما. وأسألُكَ ذلك اللّهُمَّ لا

__________________

(١) أثبتناها من نسخة : « ن ».

٢٠٧

إلهَ إلاّ أنتَ بِكُّلِ اسمٍ هو لك اصطَفيتَهُ لِنَفسِكَ ، او أطلَعتَ عليهِ أحَداً من خَلقِكَ ، أو لَم تُطلعِهُ عَليهِ. وأسألُكَ ذلكَ لا إله إلاّ أنتَ بما دَعاكَ به عِباُدكَ الصالحونَ فَاستجَبت لَهُمْ ، فَأنا أسألُكَ بِذلِكَ كُلِّهِ أن تُصَلّي على مُحمّد وآلهِ وأن تَستجيبَ لي فيما أدعوك به إنّكَ سميعُ الدُّعاء يا رَحيماً بالعِبادِ(١) .

اليوم السادس عشر :

أسألُكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت بِاسمِكَ الَّذي عَزمت به على السّماواتِ السَّبعِ والأرضينَ السَّبعِ قَديرٌ بِذلِكَ الاسم ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ وأدعوكَ بِذلك الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت وألجأ إليكَ بِذلِكَ الاسم ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنَت واُؤمن بِذلكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت وأستعينُ بِذلِكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ وأتَوكَّلُ عَليكَ بِذلِكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ( وأستعين ) (٢) بِذلِكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت وأتقرب إليكَ بِذلِكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ وأتقوى بِذلِكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ وأتضَرّعُ إليَكَ بِذلِكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت وأسألُكَ بِذلِكَ الاسمِ ، اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت وأدعوكَ بِذلَكَ الاسم.

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في عدده القوية : ٢٥ بزيادة في آخره. ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠٤.

(٢) في نسخة « ك » : واستعنت ، واثبتنا ما في نسخة البحار.

٢٠٨

اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، لا شَريكَ لكَ. يا كريمُ يا كريمُ يا كريمُ ، أسألُكَ بِكرمِكَ ومَجدِكَ وجُودِكَ وفَضلِكَ وَمنّكَ ورأفَتِك ، ومغَفرتكَ ورحمتِكَ ، وجَمالِكَ وجَلالِكَ ، وعِزّكَ وعِزَّتكَ ، لما أوجَبتَ على نَفسِكَ التي كَتبتَ عليها ( الرحمة )(١) أن تقول : آتيتكَ يا عَبدي ما سَألتني في عَافيةٍ ( وَأديتُها )(٢) لكَ ما احيَيتُكَ حتى أتوفاكَ في عافِيةٍ إلى رِضواني وأنتِ لِنعمتي من الشاكرين.

أستجيرُ بكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وألوذُ بِكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وأستغَيثُ بِكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت ، وأتوكَلُ عليكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ وأؤمِنُ بِكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وأتقَرَّبُ إليكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وأرغَبُ إليكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، وأدعُوك اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت ، وأتضرع إليك اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت ، وأسألُكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت ، فَاستجِب لي وأثبني بِوجهِكَ الكريم ، يا كريمُ يا كريمُ يا كريمُ ، يا رَحمانُ يا رَحمانُ يا رَحمانُ ، أسألُكَ بِذلكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، فإنّهُ لا إله إلاّ أنت العظيم ، يا رَحمانُ يا رحمانُ يا رحمانُ ، يا رحيمُ يا رحيمُ يا رحيمُ.

وأسألُكَ ذلك اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، فإنّه لا إله إلاّ أنت ، بِكُلِ قَسمٍ أقسمتهُ في اُم الكِتابِ والكتاب المكنونِ ، أو في زبر الأوّلينَ ، أو في الزَّبور ، أو في الألواحِ ، أو في التوراةِ ، أو في الإنجيلِ ، أو في الكِتابِ المُبينِ ،

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : وادمتك ، واثبتنا ما في نسخة « ن » ، وان كان الصواب : وادمت لك.

٢٠٩

أو في القرآنِ العظيمِ ، يا رحمان يا رحمانُ يا رحيمُ.

وأسألُكَ بِذلكَ الاسم اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنتَ ، فإنّهُ لا إلهَ إلاّ أنت ، وأتوجَهُ إليك بِنبيّكَ مُحمّدٍ نبي الرَّحمةِعليه‌السلام والصَّلواتِ والبركات ، وعلى آلهِ الطَّيبينَ الطاهِرينَ المُطَهّرينَ الاخيارِ ، يا مُحمّد بِأبي أنت واُمّي ، إني أتوجَهُ بِكَ في حاجتي هِذهِ إلى رَبّكَ ورَبّي الرَّحمان الرّحيم لا إلهَ إلاّ هو. وأسألُكَ ذِلكَ اللّهُمَّ لا إله إلاّ أنت ، فَإنّهُ لا إلهَ إلاّ أنت ، يا بَدِيء لا بَديء لَكَ ، يا دائِمُ لا نَفاد لكَ ، يا حَيّ يا مُحيي المَوتى ، ( أنت )(١) القائِمُ على كُلِّ نَفسٍ بما كَسَبت ، يا رحمانُ يا رحيمُ.

وأسألُكَ ذِلكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، فَإنّهُ لا إلهَ إلا أنتَ ( الواحِدُ )(٢) الأحَدُ الصَّمَدُ باسمِكَ الوِترِ المُتَعالي الَّذي يَملأ السّماواتِ والأرضَ كُلّها ، وبِاسمِكَ الفَردِ الَّذي لا يَعْدِلُهُ شَيءٌ ، يا رحمانُ يا رَحيمُ.

وأسألُكَ ذلِكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلا أنت ، فَإنّهُ لا إلهَ إلاّ أنتَ ( و )(٣) أسألُكَ رَبَّ البَشر وَرَبّ إبراهيمَ ورَبّ مُحمّد بن عبد الله خاتِم النَّبيّينَ ، أن تُصلي على مُحمّدٍ وآل مُحمّد ، وأن تَرحمَني ووالديّ وأهلي وولدي وإخواني من المُؤمنينَ يا أرحمَ الراحمينَ. وأسألُكَ يا حَيُّ الَّذي لا يموتُ ،

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : يا واحد ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

(٣) اثبتناها من نسخة « ن ».

٢١٠

وأؤمنُ بِكَ وبأنبيائِكَ ورُسُلِكَ وجَنَّتِكَ ونارِكَ وَبعثِكَ ونُشُورِكَ ووعدِكَ ووَعيدِكَ وبكتابِكَ وكُتُبِكَ ، وأُقِرُّ بما جاءَ ( من )(١) عِندَكَ ، وأرضى بِقضائِكَ وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ أنتَ وَحدكَ لا شَريكَ لكَ ، ولا ضِدَّ لَكَ ، ولا ند لكَ ، ولا صاحبةً لكَ ، ولا ولَدَ لَكَ ، ولا مِثلَ لَكَ ، ولا شبيهَ لَكَ ، ولا سميّ لَكَ ، ولا تُدركُكَ الإبصارُ ، وأنت تُدركُ الأبصارَ ، وأنت اللطيفُ الخَبيرُ.

وأشهدُ أنَّ مُحّمداً عَبدُكَ ورسَولُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ عَبدِكَ وعلى آل مُحمّدِ الطّيبينَ ، والسلامُ عليهِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

وأسألُكَ ذلِكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنت بِاسمكَ العظيمِ الَّذي لا تَمنعُ سائِلاً يَوماً سألكَ من صَغيرٍ أو كَبيرٍ ، يا رَحمانُ يا رَحيمُ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. وأسألُكَ اللّهُمَّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، فَانّهُ لا إلّهَ إلاّ أنتَ ، يا حنّانُ يا مَنّانُ ، يا ذَا الجَلالِ والإكرامِ ، يا إلهي وسيّدي ، يا حَيُّ يا قَيوُّمُ ، يا كريمُ يا غَنيّ ، يا حَيُّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا رحمانُ يا رَحيمُ ، لا شَريكَ لَكَ يا إلهي وسَيّدي ، لَكَ الحمدُ شُكراً ، لكَ الحَمدُ شُكراً ، إستجب لي في جميعِ ما أدعوكَ بِه ، وارحَمني من النّارِ يا أرحَمَ الراحمينَ(٢) .

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) رواه العلامة في العدد القوية : ٩٧ بزيادة في آخره ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠٥.

٢١١

اليوم السابع عشر :

لا إلهَ إلاّ أنت المفرجُ عن كُلِّ مكروب ، لا إله إلاّ أنت عِزُّ كُلِّ ذليلٍ ، لا إلهَ إلاّ أنت غِنى كُلِّ فقيرٍ ، لا إلهَ إلاّ أنت قُوّة كل ضَعيفٍ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ كاشِفُ كُلِّ كربةٍ ، لا إلهَ إلاّ أنت قاضي كُلِّ حاجةٍ ، لا إله إلاّ أنت وليّ كل حسنةٍ ، لا إله إلاّ أنت منتهى كُلّ رغبةٍ ، لا إله إلاّ أنت دافعُ كُلّ سيئةٍ ، لا إله إلاّ أنت عالمُ كُلّ خَفيّةٍ ، لا إله إلاّ أنت حاضر كُلّ سَريرةٍ ، لا إلهِ إلاّ أنت شاهِدُ كُلّ نَجوى ، لا إله إلاّ أنت كاشِفُ كُلّ بلوى.

لا إله إلاّ أنت كُلّ شيءٍ خاضِعٌ لَكَ ، لا إلهَ إلاّ أنت كُلّ شَيءٍ داخِرٌ(١) لكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ مُشفِقٌ مِنكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ ضارِعٌ إليكَ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ كُلّ شَيءٍ راغِبٌ إليكَ ، لا إلهَ إلاّ أنت كُلُّ شَيءٍ راهِبٌ مِنكَ ، لا إلهَ إلاّ أنت كُلّ شَيءٍ قائمٌ بِكَ ، لا إلهَ إلاّ أنت كُلّ شيءٍ مصيرُهُ إليكَ ، لا إله إلاّ أنت كُلُّ شيءٍ فقيرٌ إليكَ ، لا إله إلاّ أنتَ كُلّ شيءٍ منيبٌ إليكَ.

لا إله إلاّ أنت وَحدكَ لا شريكَ لَكَ إلهاً واحِداً ، لَكَ المُلكُ ولَكَ

__________________

(١) الدخور : الصغار والذل. يقال: دخر الرجل بالفتح فهو داخر. الصحاح ـ دخر ـ ٢ : ٦٥٥.

٢١٢

الحَمدُ ، تُحيي وتُميتُ وأنت حَيٌّ لا تَموتُ ، بِيدِك الخَيرُ وأنت على كُلّ شيء قَديرٌ. لا إلهَ إلاّ أنت وحدَكَ لا شَريكَ لكَ أحداً صَمداً لم يِلدَ ولمَ يُولَد ولم يَكُن لهُ كُفواً أحَدٌ ، ولَم يَتخِذ صاحِبةً ولا وَلَداً. لا إله إلاّ أنت وحدَكَ قَبلَ كُلّ شيءٍ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ بَعد كُلّ شيءٍ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ تَبقى ويفنى كُلّ شيءٍ ، الدّائِم لا زَوالَ لَكَ ، لا إلهَ إلاّ أنت الحَيُّ القَيُّومُ لا تاخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، قائِمٌ بالقِسِط لا إلهَ إلاّ أنت العَزيزُ الحكيمُ العَدلُ.

لا إله إلاّ اللهُ سُبحانَهُ بَديعُ السّماواتِ والأرضِ ورَبّ العرِش العَظيم ، الحنانُ المنانُ ، ذو الجَلال والإكرامِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ العَليُّ العَظيمُ ، لا إله إلاّ الله الحَكيم ( الكريم )(١) ، لا إلهَ إلاّ اللهُ رَبُّ السّماواتِ والأرضِ ، والحَمدُ لله رَبّ العالَمينَ.

أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ يُحيي ويُميتُ وهو حَيٌّ لا يَموتُ بِيدِهِ الخَيرُ وهو على كُلّ شيءٍ قَديرٌ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ الله وَحَدهُ لا شريكَ لَهُ ، إلهاً واحِداً صَمداً ، لم يِتَخِذ صاحبَةً ولا ولداً ، ولم يَكُن له كُفُواً أحدٌ.

أشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ الله وحَدَهُ لا شريكَ لَهُ شَهادَةٍ أرجُو بِها أن يُجيرني مِن النّارِ ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ شهادةً أرجو أن يُدخِلني بها الجنّةَ ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ ( وحدهُ لا شريكَ لهُ )(٢) ما دامتِ الجِبالُ

__________________

(١) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٢) في نسخة « ك » : أنت ، وما اثبتناه من نسخة « ن ».

٢١٣

راسِيةً وبعدَ زوالِها.

وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شَريك لَهُ ما دامَ الرُّوحُ في جَسَدي وَبَعد خُروجِهِ من جَسدَي أبداً. أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ وحَدَهُ لا شَريكَ لَهُ على النّشاطِ قَبلَ الكسل وعلى الكَسِل بعدَ النّشاط وعلى كُلّ حالٍ أبداً. أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وحَدَهُ لا شَريكَ لَهُ على الشَبابِ قبلَ الهِرَمِ وعلى الهِرَمِ بَعدَ الشبابِ وَعَلى كُلّ حالٍ أبداً. أشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ الله وحَدَهُ لا شَريكَ لَهُ على الفراغِ قَبلَ الشُغل وعلى الشُغلِ بَعدَ الفراغِ وعلى كُلّ حالٍ أبداً. أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، ما عَمِلت اليدانِ وبَعدَ ما لَم تَعملا وعلى كُلّ حالٍ أبداً. أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ما سَمِعَتِ الأذنانِ وبعدَما لم تسعا وعلى كُلّ حالٍ أبداٍ. أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ما أبصرتِ العينانِ وبعدَ ما لم تُبصِرا وعلى كُلّ حالٍ أبداًٍ. اشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ما تَحَرّكَ اللِسان وبعدَ ما لم يتحَّرك وعلى كُلّ حالٍ أبداً. اشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ قَبلَ ( دخولي في قبري )(١) وعلى كُلِّ حالٍ أبَداً.

أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ وحَدَهُ لا شَريكَ لَهُ في الليلِ إذا يَغشى ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ في النّهارِ إذا تَجلّى ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحَدَهُ لا شريكَ لَهُ في الآخِرةَ والأُولى ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ

__________________

(١) في نسخة « ك » : دخوله فيهن وبعد دخولي فيهن ، وما اثبتناها من نسخة « ن ».

٢١٤

اللهُ شهادَةٍ أدَّخِرُها لَهولِ المُطَّلعِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ شهادَةً أرَجُو بِها النَّجاةَ من النارِ ، وأشهدُ أنَ لا إلهَ إلاّ الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ شهادَةَ الحقَّ أرجوا بها دُخُولَ الجَنَّةِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ شَهادَة الحقَّ وكلمة الإخلاصِ ، وأشهَدُ أن لاإله إلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ له شهادةَ الحقِّ يشهدُ بها سمعي وبصري ولحمي ودَمي وشَعري وبَشري ومُخي وقَصَبي وعَصَبي وما تَستَقِلّ به قَدمي ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ شهادَةً الحقِّ وكَلِمَةِ الإخلاصِ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ شهادَةً أرجو أن يُطلِقَ الله بِها لِساني عِندَ خُروج نَفَسي ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ أبداً ، والحمدُ للهِ رَبّ العالَمينَ(١) .

اليوم الثامن عشر :

لا إلهَ إلاّ اللهُ عَددَ رِضاهُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ عَددَ خَلقِه ، لا إلهَ إلاّ اللهُ عَددَ كَلِماتِهِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ زِنَةَ عَرشِهِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ ملء سَمواتِهِ وأرضِهِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ الحميدُ المَجيدُ ، الغَفُورُ الرَّحيمُ ، المُؤمِنُ المُهيمنُ ، العزيزُ الجّبارُ ، المُتكبّرِ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ القابِضُ الباسِطُ ، العَليّ الوافي ، الواحد الأحد ، الصمد الفرد ، القاهر لعباده الرؤوف الرحيم. لا إلهَ إلاّ اللهُ الأُوَّلُ الآخِرُ ، الظّاهِرُ الباطِنُ ، المُغيثُ القَريبُ المُجيبُ.

__________________

(١) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ١٠٦ بزيادة في آخره ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠٧.

٢١٥

اللهُ الغَفورُ الشكورُ ، اللهُ اللطيفُ الخَبيرُ ، الصّادِقُ الأوَّلُ القائِمُ الأعلى ، اللهُ الطّالبُ الغالِبُ ، اللهُ النُّورُ ، اللهُ النّورُ ، اللهُ النّورُ ، اللهُ الجَليلُ الجميلُ ، اللهُ الرّازِقُ ، اللهُ البَديعُ المُبتدِعُ ، اللهُ الصَّمدُ الدَّيّانُ ، اللهُ العليُّ الأعلى ، اللهُ الخالقُ الكافي ، اللهُ الباقي المُعافي ، اللهُ المُعِزُّ المُذِلُّ ، اللهُ الظاهِرُ الباطِنُ ، اللهُ الأوَّلُ الآخِرُ الصّادِقُ الفاضِلُ ، اللهُ القريبُ المُجيبُ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ ، اللهُ الجوادُ الكريمُ ، اللهُ الدّافعُ النافعُ ، اللهُ الرافعُ الواضِعُ ، اللهُ الحَنّانُ المَنّانُ ، اللهُ الوارِثُ الباعِثُ ، اللهُ القائِمُ الدائِمُ ، اللهُ الرّفيعُ الرَافعُ ، اللهُ الواسِعُ المُفضِلُ ، اللهُ الغياثُ المُغيثُ ، اللهُ الحيُّ الَّذي لا يَموُتُ الجبّارُ المُتكبّرُ( هُوَ اللهُ الخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ ) (١) .

هُوَ اللهُ الجَبّارُ المُتكَبّرُ في دَيمومَتِهِ فلا شَيءَ يُعادلُهُ ولا يصفه ولا يُوازيهِ ولا يُشبهُهُ ، ليس كَمِثِلهِ شَيءٌ وهو اللطيفُ الخَبير ، هُوَ اللهُ أسرعُ الحاسبينَ ، وأجودُ المُفضِلينَ ، المُستَجيبُ دَعَوةَ المُضطّرينَ والطالبِينَ إلى وجهِهِ الكَريمِ ، أسألُ اللهَ بمُنتهى كَلِمَتِهِ التامّةِ وبِعِزّتِهِ وقُدرَتِهِ وسُلطانِهِ وجَبَرُوتِهِ ( أن يصلي على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ وأن يفعل بي كذا وكذا ، بِرحمتِكَ يا أرحم الرّاحمينَ )(٢) (٣) .

__________________

(١) الحشر ٥٩ : ٢٤.

(٢) اثبتناها من نسخة « ن ».

(٣) رواه العلامة الحلي في العدد القوية ١٦٤ بزيادة في آخره ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢٠٩.

٢١٦

اليوم التاسع عشر :

الحمدُ للهِ بما حَمِدَ اللهُ بِه نَفَسَهُ ، لا إلهَ إلاّ الله بِما هَلَّلَ اللهُ بِه نَفسهُ ، اللهُ أكبرُ بما كَبَّر اللهُ به نَفَسهُ. والحمدُ للهِ بما حَمِدَ الله بِه نَفَسَهُ وعَرشهُ ومن تَحتهُ ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ بِما هَلَّلَ الله به عَرشُهُ ومَن تَحتَهُ ، واللهُ أَكَبرُ بٍما كَبَّرَ اللهَ بِه عَرشُهُ وكُرِسيُّهُ وَمن تَحتُه ، وسُبحانَ الله بما سَبَّحَ اللهَ بِه عَرشُهُ ومَن تَحتهُ. والحَمدُ للهِ بِما حَمِدَ الله به خَلقُهُ ، واللهِ أكبرُ بما كبَّرَ الله بِه خلقُهُ وسُبحانَ اللهِ بما سبَّحَ الله به خَلقُهُ ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ بما هَلَّل اللهَ به خلقُهُ. والحمد للهِ بِما حَمِدَ اللهَ بِه ملائِكتُهُ ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ بما هَلَّلَ اللهَ به ملائِكتُهُ ، وسُبحانَ اللهِ بما سَبَّحَ الله به ملائِكَتُهُ ، والله أكبرُ بما كَبَّرَ اللهَ بِه مَلائِكَتُهُ.

والحمَدُ للهِ بما حَمِدَ الله بهِ سمواتُهُ وأرضُهُ ، ولا إلهَ إلاَ الله بما هَلَّلَ الله به سَمواتُهُ وأرضُهُ ، واللهُ أكبر بما كَبَّرَ اللهَ به سَمواتُهُ وأرضُهُ ، وسُبحانَ اللهِ بما سَبَّحَ الله بهِ سَمواتُهُ وأرضُهُ.

والحمدُ للهِ بما حَمِدهُ رَعدُهُ وبَرقُهُ ومَطَرهُ ، واللهُ أكبرَ بِما كَبَّرَهُ بِه رَعدُهُ وبَرقُهُ ومَطَرهُ ، وسُبحانَ اللهِ بما سَبَّحَهُ به رَعدُهُ وبَرقُهُ ومَطَرُهُ ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ بما هَلَّلَهُ به رَعدُهُ وبَرقُهُ ومَطرُهُ.

والحمدُ للهِ بما حَمِدَهُ به كُرسِيُّهُ وكُلّ شَيءٍ أحَاطَ به عِلمُهُ ، وسُبحانَ اللهِ بِما سَبَّحَهُ به كُرسيُّهُ وكُلّ شَيءٍ أحَاطَ بِه علمُهُ ، ولا إلهَ إلاّ

٢١٧

اللهُ بِما هَلَّلَهُ بِه كُرسِيُّهُ وكُلّ شيءٍ أحاطَ به عِلمُهُ ، واللهُ أكبرُ بِما كَبَّرهُ بِه كُرسيّهُ وكُلّ شَيءٍ أحاطَ بَه عِلمُهُ.

والحمدُ للهِ بِما حَمِدَ بِه بحارُهُ بِما فيها ، واللهُ أكبَرَ بما كَبَرَّهُ به بحارُهُ بما فيها ، وسُبحانَ اللهِ بما سَبَّحهُ بحارُه بما فيها ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ بَما هَلَّلهُ بِحارُهُ بما فيها.

والحمدُ لله مُنتهى عِلمهِ ومَبلَغَ رِضاهُ وما لا نفادَ لَهُ ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ مُنتهى عِلمهِ ومَبلَغَ رِضاهُ وما لا نفادَ لَهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ النبي وعلى آل مُحمّدٍ ، وارحَم مُحمّداً وَآل مُحمّد ، وبارِكَ على مُحمّد وآلِ مُحمّدٍ ، كَما صَلّيتَ وترحَّمتَ وباركتَ على إبراهَيم وآلِ إبراهيم إنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ على أثَرِ تهَليلِكَ وتَحميدِكَ وتَسبيحِكَ وتكبيركَ والصَّلاة على مُحمّدٍ نَبيّكَ أن تَغفَرِ لي ذُنُوبي كُلّها ، صَغيرها وكَبيرها ، سِرّها وعلانِيتها ، ما عَلمتُ مِنها وما لم أعَلَم ، وما أحصيتَ وحَفَظتَهُ ونَسيتُهُ أنا مِن نَفسي ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا رحمانُ يا رحمانُ ، يا رحيمُ يا رحيمُ(١) .

__________________

(١) رواه العلامة في العدد القوية ٢٠٨ بزيادة في آخر ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ٢١٠.

٢١٨

اليوم العشرون :

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ ، وارحَم مُحمّداً وآل مُحمّدٍ ، وباركَ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ ، كما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرحَّمتَ على إبراهيمَ وآل إبراهيمَ إنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، صلاة نبلُغُ بِها رِضوانكَ والجَنَّةَ ، وننجوُ بِها من سَخَطِكَ والنّار.

اللّهُمَّ ابعث نَبيّنا مُحمّداً مقاماً مَحموداً يَغبطُهُ الأوّلوُنَ والآخِروُنَ ، وصَلّى اللهُ على مُحمّدٍ وعلى آلِ مُحمّدٍ وسَلّم عَليهِ وعلى آلِهِ.

اللّهُمَّ اخصص نَبيّنا بِأفضِلِ قِسم الفضائِلِ ، وبِلّغهُ أفضَلَ السُّؤددِ ومحلِ المُكرّمين. اللّهُمَّ اخصص مُحمّداً بالذكرِ المحمود ، والحوضِ المَورود. اللّهُمَّ شَرّف بنيانَهُ ، وعظّم بُرهانَه واسقنِا بِكَأسِهِ ، وأورِدنا حَوضَهُ ، واحشرنا في زُمرته ، غَيرَ خَزايا ولا نادِمين ، ولا شاكينَ ولا مُبدلينَ ، ولا ناكثينَ ولا مُرتابينَ ، ولا جاحِدينَ ولا مَفتُونينَ ، ولا ضالّينَ ولا مُضِلّين ، قَد رَضينا الثَّوابَ ، وأمِنّا العِقابَ ، نُزُلاً من عِندِكَ إنّكَ أنت العزيزُ الوهاّبُ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحمّدٍ إمام الخَير ، وقائِد الخَيرِ ، وداعِي الخَير ، وعَظِّمَ بَركتهُ على جَميعِ العِبادِ والبلادِ ، والدوابِ والشَجِر ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اللّهُمَّ اعطِ مُحمّداً من كُلّ كرامَةٍ أفضَلَ من تِلكَ الكرامَةِ ، ومن

٢١٩

كُلّ نَعميمٍ أفضلَ من ذلِكَ النَّعيم ، ومن كُلِّ يُسرٍ أفضلَ من ذلِكَ اليُسرِ ، ومن كُلِّ عطاءٍ أفضلَ من ذلِكَ العَطاءِ ، ومن كُلّّ قِسمٍ أفضَلَ من ذلِكَ القِسم ، حتى لا يُكونَ أحَدٌ من خَلقِكَ أقربُ منه مجلِساً ، ولا أحظى عِندَكَ مِنهُ مَنزِلَةً ، ولا أقربَ مِنكَ وسيلَةً ، ولا أعظَمَ لَديكَ شَرَفاً ، ولا أعظمَ عَليكَ حَقاً ولا شفاعَةً من مُحمّدٍ صلوات اللهِ عليهِ وعلى آلهِ ، في بَردِ اليُسرِ ، وظِلّ الرَّوح ، وقَرارِ النعمةِ ، ومُنتهى الفَضيلَةِ ، وسُؤدَد الكَرامَةِ ، ورَجاءِ الطّمانينةِ ، ومنى الشَّهواتِ ، ولَهوَ اللذّاتِ ، وبَهجَةً لا تُشبهُها بَهجاتَ الدّنيا.

اللّهُمَّ آتِ مُحمّداً الوسيلةَ ، وأعطِهِ الرَّفعَةَ والوسيلَةَ والفَضيلَةَ ، واجعَل في الأعلين دَرجَتَهُ ، وفي المُصطفين مَحبتَهُ ، وفي المُقَرّبينَ ( كَرامته )(١) ، فَنَشهدُ لَهُ أنَّهُ قد بَلَّغَ رسالاتِكَ ، ونَصحَ لِعبادكَ ، وتَلا آياتِكَ ، وأقامَ حدُودَكَ ، وصَدعَ بأمِركَ ، وأنفَذَ حُكمَكَ ، ووفى بِعهدِكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ ، وعَبدكَ حقّ عبادَتكَ حتى أتاهُ اليَقينُ ، وعَمَلَ بطاعتِكَ وأمرَ بِها ، ونهى عن معصيتِكَ وانتهى عنها ، ووالى أولياءَكَ بالَّذي تُحبُّ أن يُوالوا به ، وعادى عَدُوَّكَ بالَّذي تُحِبُّ أن يُعادى به عَدُوكَ ، وصلّى اللهُ على مُحمّدٍ امِامِ المُتّقينَ ، وخاتِمَ النَّبيّين ، وسَيدِ المُرسلينَ ، ورسولِ رَبّ العالمينَ ، صَلِّى اللهُ علَيهِ وعلى آلِهِ الطَّيبينَ.

__________________

(١) في نسخة « ك » : داره ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

فترْك الواجبات: كترْك الصلاة والصيام والحجّ والزكاة ونحوها مِن الواجبات. وطريق التوبة منها بالاجتهاد في قضائها وتلافيها جُهدَ المستطاع.

وأمّا فعل المحرّمات: كالزنا وشرب الخمر والقمار وأمثالها مِن المحرّمات، وسبيل التوبة منها بالندم على اقترافها، والعزم الصادق على تركها.

ومِن الذنوب: ما تكون جرائرها بين المرء والناس، وهي أشدّها تبعةً ومسؤوليّة، وأعسرها تلافياً، كغصبِ الأموال، وقتل النفوس البريئة المحرّمة، وهتك المؤمنين بالسبِّ والضرب والنمّ والاغتياب.

والتوبة منها بإرضاء الخصوم، وأداء الظُّلامات إلى أهلها، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فإنْ عجَز عن ذلك فعليه بالاستغفار، وتوفير رصيد حسَنَاته، والتضرّع إلى الله عزَّ وجل أنْ يرضيهم عنه يوم الحساب.

قبول التوبة:

لا ريب أنّ التوبة الصادقة الجامعة الشرائط مقبولة بالإجماع، لدلالة القرآن والسنّة عليها:

قال تعالى:( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) ( الشورى: ٢٥ ).

وقال تعالى:( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ) ( غافر: ٣ ).

وقد عرضنا في فضائل التوبة طرفاً مِن الآيات والأخبار الناطقة بقبول التوبة، وفوز التائبين بشرف رضوان اللّه تعالى، وكريم عفوه، وجزيل آلائه.

٢٦١

وأصدَقُ شاهدٍ على ذلك ما جاء في معرض حديث للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال: ( لولا أنّكم تذنبون فتستغفرون اللّه، لخلق اللّه خلقاً، حتّى يذنبوا ثمّ يستغفروا اللّه فيغفر لهم، إنّ المؤمن مفتنٌ توّاب، أما سمِعت قول اللّه:( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) )( البقرة: ٢٢٢ )(١) .

أشواق التوبة:

تََتلخّص النصائح الباعثة على التوبة والمشوّقة إليها فيما يلي:

١ - أنْ يتذكّر المُذنب ما صوَّرته الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، مِن غوائل الذنوب، ومآسيها الماديّة والروحيّة، في عاجل الحياة وآجلها، وما توعّد اللّه عليها مِن صنوف التأديب وألوان العِقاب.

٢ - أن يستعرض فضائل التوبة ومآثر التائبين، وما حباهم اللّه به من كريم العفو، وجزيل الأجر، وسمو العناية واللطف، وقد مرّ ذلك في بداية هذا البحث.

وكفى بهاتين النصيحتين تشويقاً إلى التوبة، وتحريضاً عليها، ولا يرغب عنها إلا أحمق بليد، أو ضعيف الايمان والبصيرة.

_____________________

(١) البحار م ٣ ص ١٠٣ عن الكافي.

٢٦٢

محاسبة النفس ومراقبتها

المحاسبة هي: محاسبة النفس كلّ يوم عمّا عمِلته مِن الطاعات والمبرّات، أو اقترفته من المعاصي والآثام، فإنْ رجُحت كفّة الطاعات على المعاصي، والحسَنات على السيّئات، فعلى المحاسِب أنْ يشكُر اللّه تعالى على ما وفّقه إليه وشرّفه به مِن جميل طاعته وشرف رضاه.

وإنْ رجُحت المعاصي، فعليه أنْ يؤدّب نفسه بالتأنيب والتقريع على شذوذها وانحرافها عن طاعة اللّه تعالى.

وأمّا المراقبة: فهي ضبطُ النفس وصيانتها عن الإخلال بالواجبات ومقارفة المحرّمات.

وجديرٌ بالعاقل المُستنير بالإيمان واليقين، أنْ يروّض نفسه على المحاسبة والمراقبة فإنّها ( أمّارة بالسوء ): متى أُهمِلَت زاغت عن الحقّ، وانجرفت في الآثام والشهَوات، وأودَت بصاحبها في مهاوي الشقاء والهلاك، ومتى أُخِذَت بالتوجيه والتهذيب، أشرقت بالفضائل، وازدهرت بالمكارم، وسمت بصاحبها نحو السعادة والهناء:( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) ( الشمس: ٧ - ١٠ ).

٢٦٣

هذا إلى أنّ للمحاسبة، والمراقبة أهميّة كُبرى في تأهّب المؤمن، واستعداده لمواجهة حساب الآخرة، وأهواله الرهيبة، ومِن ثمّ اهتمامه بالتزوّد مِن أعمال البِر والخير الباعثة على نجاته وسعادة مآبه.

لذلك طفِقَت النصوص تُشوّق، وتحرّض على المحاسبة والمراقبة بأساليبها الحكيمة البليغة:

قال الإمام الصادقعليه‌السلام : ( إذا أراد أحدكم أنْ لا يسأل ربَّه شيئاً إلاّ أعطاه، فلِيَيأس مِن الناس كلّهم، ولا يكون له رجاء إلاّ مِن عند اللّه تعالى، فإذا علِم اللّه تعالى ذلك مِن قلبهِ لم يسأل شيئاً إلاّ أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أنْ تُحاسَبوا عليها، فإنّ للقيامة خمسين موقفاً، كلّ موقفٍ مقام ألف سنة، ثمّ تلا:( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ( المعارج: ٤ )(١) .

وقال الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام : ( ليس منّا مَن لم يُحاسِب نفسه في كل ّيوم، فإنْ عمِل حسنةً استزاد اللّه تعالى، وإنْ عمِل سيّئةً استغفر اللّه تعالى منها وتاب إليه )(٢).

وعن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: ( إنّ رجُلاً أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: يا رسول اللّه، أوصني.

فقال له رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فهل أنت مستوصٍ إنْ أنا أوصيتك ؟ حتّى قال له ذلك ثلاثاً، وفي كلّها يقول له الرجل: نعم

_____________________

(١) الوافي الجزء الثالث ص ٦٢ عن الكافي.

(٢) الوافي ج ٣ ص ٦٢ عن الكافي.

٢٦٤

يا رسول اللّه.

فقال له رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فإنّي أوصيك، إذا أنت همَمْتَ بأمرٍ فتدبّر عاقبته، فإنْ يكُ رُشداً فأمضِه، وإنْ يكُ غيّاً فانته عنه )(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام لرجلٍ: ( إنّك قد جُعلتَ طبيب نفسك، وبُيّن لك الدَّاء، وعُرّفت آية الصحّة، ودُلِلْتَ على الدواء، فانظر كيف قياسك على نفسك )(٢) .

وعن موسى بن جعفرعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال:

( قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث سريّة، فلمّا رجعوا قال: مرحباً بقومٍ قضوا الجهاد الأصغر، وبقيَ عليهم الجهاد الأكبر.

قيل: يا رسول اللّه، وما الجهاد الأكبر ؟ قال: جهاد النفس. ثمّ قال: أفضل الجهاد مَن جاهد نفسه التي بين جنبيه )(٣).

دستور المحاسبة:

لقد ذكر المعنيّون بدراسة الأخلاق دستور المحاسبة والمراقبة بأُسلوب مفصّل، ربّما يشقّ على البعض تنفيذه، بيد أنّي أعرضه مُجملاً ومُيسّراً في

_____________________

(١)، (٢) الوافي ج ٣ ص ٦٢ عن الكافي.

(٣) البحار م ١٥ ج ٢ ص ٤٠ عن معاني الأخبار وأمالي الصدوق.

٢٦٥

أمرين هامّين:

١ - أوّل ما يجدر محاسبةُ النفس عليه، أداء الفرائض التي أوجَبها اللّه تعالى على الناس، كالصلاة والصيام والحجِّ والزكاة ونحوها من الفرائض، فإنْ أدّاها المرء على الوجه المطلوب، شكَر اللّه تعالى على ذلك ورجّى نفسه فيما أعدَّ اللّه للمطيعين مِن كرَم الثواب وجزيل الأجر.

وإنْ أغفلها وفرّط في أدائها خوّف نفسه بما توعّد اللّه العُصاة والمتمرّدين عن عباده بالعقاب الأليم، وجدّ في قضائها وتلافيها.

٢ - محاسبة النفس على اقتراف الآثام واجتراح المنكرات، وذلك: بزجرها زجراً قاسياً، وتأنيبها على ما فرّط مِن سيّئاتها، ثمّ الاجتهاد بملافاة ذلك بالندم عليه، والتوبة الصادقة منه.

ولقد ضرب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أرفع مثَل لمحاسبة النفس، والتحذير مِن صغائر الذنوب ومحُقَّراتها:

قال الصادقعليه‌السلام : ( إنّ رسول اللّه نزَل بأرضٍ قَرعاء، فقال لأصحابه: ائتونا بحطب. فقالوا: يا رسول اللّه، نحن بأرضٍ قَرعاء ما بها من حطب. قال: فليأت كلّ إنسانٍ بما قدَر عليه، فجاءوا به حتّى رموا بين يدَيه بعضه على بعض، فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هكذا تجتمع الذنوب.

ثمّ قال: إيّاكم والمحقّرات مِن الذنوب، فإنّ لكلّ شيء طالباً، ألا وأنّ طالبها يكتب:

٢٦٦

(... مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) )( يس: ١٢ )(١) .

وكان بعض الأولياء يُحاسب نفسه بأُسلوبٍ يستثير الدهشة والإكبار:

من ذلك ما نُقِل عن توبة بن الصمّة، وكان مُحاسباً لنفسه في أكثر أوقات ليله ونهاره، فحسب يوماً ما مضى مِن عمره، فإذا هو ستّون سنة، فحسِب أيّامها فكانت إحدى وعشرين ألف يوم وخمسمِئة يوم، فقال: يا ويلتاه !!، ألقى مالكاً بإحدى وعشرين ألف ذنب، ثمّ صُعِق صَعقةً كانت فيها نفسه(٢).

وما أحلى هذا البيت:

إذا المرء أعطى نفسه كلَّ شهوةٍ

ولم ينهها تاقت إلى كلِّ باطلٍ

اغتنام فرصة العمر:

لو وازن الإنسان بين جميع مُتَع الحياة ومباهجها، وبين عمره وحياته لوَجد أنّ العمر أغلى وأنفس منها جميعاً، وأنّه لا يعدله شيء مِن نفائس الحياة وأشواقها الكُثر، إذ من المُمكن اكتسابها أو استرجاع ما نفَر منها.

أمّا العمر فإنّه الوقت المُحدّد الذي لا يستطيع الإنسان إطالة أمده، وتمديد أجلِه المقدّر المحتوم:( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) ( الأعراف: ٣٤ ).

_____________________

(١) الوافي ج ٣ ص ١٦٨ عن الكافي.

(٢) سفينة البحار ج ١ ص ٤٨٨.

٢٦٧

كما يستحيل استرداد ما تصرّم مِن العمر، ولو بذَل المرء في سبيل ذلك جميع مقتنيات الحياة.

وحيث كان الإنسان غفولاً عن قِيَم العمر وجلالة قدره، فهو يُسرِف عابثاً في تَضييعه وإبادته، غير آبهٍ لما تصرّم منه، ولا مُغتنِم فرصته السانحة.

مِن أجل ذلك جاءت توجيهات آل البيتعليهم‌السلام موضّحة نفاسة العمر، وضرورة استغلاله وصرفه فيما يوجِب سعادة الإنسان ورخائه في حياته العاجلة والآجلة.

قال سيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيّته لأبي ذر: ( يا أبا ذر، كُن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك )(١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إنّما الدنيا ثلاثة أيّام: يومٌ مضى بما فيه فليس بعائد، ويومٌ أنت فيه فحقّ عليك اغتنامه، ويومٌ لا تدري أنت مِن أهله، ولعلك راحل فيه.

أمّا اليوم الماضي فحكيم مُؤدّب، وأمّا اليوم الذي أنت فيه فصديقٌ مودّع، وأمّا غد فإنّما في يديك منه الأمل ).

وقالعليه‌السلام : ( ما مِن يومٍ يمرُّ على ابن آدم، إلاّ قال له ذلك اليوم: أنا يومٌ جديد، وأنا عليك شهيد، فقل فيّ خيراً، واعمل

_____________________

(١) الوافي قسم المواعظ في وصيّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذر.

٢٦٨

فيّ خيراً، أشهد لك به يوم القيامة، فإنّك لنْ تراني بعد هذا أبداً )(١).

وروي أنّه جاء رجلٌ إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يشكو إليه حاله، فقال: ( مسكينٌ ابن آدم، له في كلّ يومٍ ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدةٍ منهنّ، ولو اعتبَر لهانت عليه المصائب وأمر الدنيا:

فأمّا المصيبة الأُولى: فاليوم الذي ينقص من عمره. قال: وإنْ ناله نُقصان في ماله اغتمّ به، والدهر يخلف عنه والعمر لا يردّه شيء.

والثانية: أنّه يستوفي رزقه، فإنْ كان حلالاً حُوسِبَ عليه، وإنْ كان حراماً عوقِب.

قال: والثالثة أعظم من ذلك.

قيل: وما هي ؟ قال: ما مِن يومٍ يمسي إلاّ وقد دنا مِن الآخرة مرحلة، لا يدري على جنّةٍ أم على نار ).

وقال: ( أكبر ما يكون ابن آدم اليوم الذي يولد مِن أمّه ).

( قالت الحُكَماء ما سبَقه إلى هذا أحد )(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : ( اصبروا على طاعة اللّه، وتصبّروا عن معصية اللّه، فإنّما الدنيا ساعة، فما مضى فلستَ تجِد له سروراً ولا حزناً، وما لم يأتِ فلستَ تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنّك قد اغتبطت )(٣).

وقال الباقرعليه‌السلام : ( لا يغرّنك الناس من نفسك،

_____________________

(١) الوافي ج ٣ ص ٦٣ عن الفقيه.

(٢) عن كتاب الاختصاص المنسوب للشيخ المفيد.

(٣) الوافي ج ٣ ص ٦٣ عن الكافي.

٢٦٩

فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكذا وكذا، فإنّ معك مَن يحفِظ عليك عملك، فأحسن فإنّي لم أرَ شيئاً أحسن درَكاً، ولا أسرَع طلَباً، مِن حسنةٍ محدّثة لذنب قديم )(١) .

وعن جعفر بن محمّد، عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( بادر بأربَع قبل أربَع، بشبابك قبل هرَمك، وصحّتك قبل سقمك، وغِناك قَبل فقرك، وحياتك قَبل موتك )(٢).

وعن الباقرعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ( لا يزولُ قدمَ ( قدما ) عبدٍ يوم القيامة مِن بين يدَي اللّه، حتّى يسأله عن أربَع خِصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك مِن أين اكتسبته وأين وضَعته، وعن حبّنا أهل البيت ؟)(٣).

وقال بعض الحكماء: إنّ الإنسان مسافر، ومنازله ستّة، وقد قطع منها ثلاثة وبقي ثلاثة:

فالتي قطعها: -

١ - مِن كتم العدَم إلى صُلب الأب وترائب الأُم.

٢ - رحِم الأُم.

٣ - مِن الرحم إلى فضاء الدنيا.

وأمّا التي لم يقطعها: -

_____________________

(١) الوافي ج ٣ ص ٦٢ عن الكافي.

(٢) البحار م ١٥ ص ١٦٥ عن كتاب كمال الدين للصدوق.

(٣) البحار م ٧ ص ٣٨٩ عن مجالس الشيخ المفيد.

٢٧٠

فأوّلها القبر. وثانيها فضاء المحشَر. وثالثها الجنّة أو النار.

ونحن الآن في قطع مرحلة المنزل الثالث، ومدّة قطعها مدّة عمرنا، فأيّامنا فراسخ، وساعاتنا أميال، وأنفاسنا خُطوات.

فكم مِن شخصٍ بقي له فراسخ، وآخر بقيَ له أميال، وآخر بقيَ له خُطوات.

وما أروع قول الشاعر:

دقّات قلبِ المرء قائلةٌ له

إنّ الحياةَ دقائقٌ وثَواني

٢٧١

العمل الصالح

لقد عرَفت في البحث السالِف نَفاسَة الوقت، وجلالة العُمر، وأنّه أعزَّ ذخائر الحياة وأنفسها.

وحيثُ كان الوقت كذلك، وجَب على العاقل أنْ يستغلّه فيما يليق به، ويكافئه عزةً ونفاسة مِن الأعمال الصالحة، والغايات السامية، الموجِبة لسعادته ورخائه المادّي والروحي، الدنيوي والأُخروي، كما قال سيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ليس ينبغي للعاقل أن يكون شاخصاً إلا في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو تزوّد لمعاد، أو لذّة في غير محرم )(١) .

فهذه هي الأهداف السامية، والغايات الكريمة التي يجدر صَرْف العمر النفيس في طلبها وتحقيقها.

_____________________

(١) الوافي قسم المواعظ في وصيّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام .

٢٧٢

وحيث كان الإنسان مدفوعاً بغرائزه وأهدافه وأهوائه إلى كسب المعاش، ونيل المُتَع واللذائذ الماديّة، والتهالك عليها، ممّا يصرفه ويُلهيه عن الأعمال الصالحة، والتأهّب للحياة الآخرة، وتوفير موجبات السعادة والهناء فيها. لذلك جاءت الآيات والأخبار مشوّقة إلى الاهتمام بالآخرة، والتزوّد لها مِن العمل الصالح.

قال تعالى:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ( الزلزلة: ٧ - ٨ ).

وقال تعالى:( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( النحل: ٩٧ ).

وقال تعالي:( وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( غافر: ٤٠ ).

وقال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) ( الجاثية: ١٥ ).

وقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، إنّك في ممرِّ الليل والنهار، في آجالٍ منقوصة، وأعمالٍ محفوظة، والموت يأتي بغتة، ومَن يزرع خيراً يوشَك أنْ يحصِد خيراً، ومَن يزرع شرَّاً يوشِك أنْ يحصدَ ندامة، ولكلّ زارعٍ مثل ما زرَع )(١).

وقال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة مِن بني تميم إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت: يا نبيّ اللّه، عِظنا موعظةً ننتفع بها، فإنّا قومٌ

_____________________

(١) الوافي في موعظة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذر.

٢٧٣

نعمّر في البرّية.

فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا قيس، إنّ مع العزِّ ذُلاًّ، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة، وإنّ لكلّ شيء حسيباً، وعلى كلِّ شيءٍ رقيباً، وإنّ لكلّ حسنة ثواباً، ولكلّ سيّئة عقاباً، ولكلِّ أجلٍ كتاباً. وإنّه لا بدَّ لك يا قيس من قرينٍ يُدفَن معك وهو حيّ، وتدفَنُ معه وأنت ميّت، فإنّ كان كريماً أكرمك، وإنْ كان لئيماً أسلمك، ثمّ لا يحشر إلاّ معك، ولا تُبعث إلاّ معه، ولا تُسأل إلاّ عنه، فلا تجعله إلاّ صالحاً، فإنّه إنْ صلُح أُنست به، وإنْ فسُد لم تستوحش إلاّ منه، وهو فعلك )(١).

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إنّ العبد إذا كان في آخر يوم مِن أيّام الدنيا، وأوّل يوم مِن أيّام الآخرة، مُثّل له، ماله، وولده، وعمله، فيلتفت إلى ماله، فيقول: واللّه إنّي كنت عليك حريصاً شحيحاً فمالي عندك ؟ فيقول: خذ منّي كفنك.

قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: واللّه إنّي كنت لكم محبّاً، وإنّي كنت عليكم محامياً، فمالي عندكم ؟ فيقولون: نؤدّيك إلى حفرتك فنواريك فيها

قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: واللّه إنّي كنت فيك لزاهداً، وإنّك كنت عليّ لثقيلاً، فمالي عندك ؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك، ويوم

_____________________

(١) البحار م ١٥ ج ٢ ص ١٦٣ عن معاني الأخبار والخِصال وأمالي الصدوق.

٢٧٤

نشرك، حتّى أُعرض أنا وأنت على ربّك )(١).

قال: ( فإنْ كان للّه وليّاً، أتاه أطيب الناس ريحاً، وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً، فقال: أبشر بروح وريحان، وجنّة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: مَن أنت ؟ فيقول: أنا عملُك الصالح، ارتحل مِن الدنيا إلى الجنّة...)(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : ( إذا وضع الميت في قبره، مُثّل له شخص، فقال له: يا هذا، كنّا ثلاثة: كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك، وكان أهلك فخلّوك وانصرفوا عنك، وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثلاثة عليك )(٣).

وعن الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال: ( قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن أحسَن فيما بقي من عمره، لم يُؤخَذ بما مضى من ذنبه، ومن أساء فيما بقي من عمره أخذ بالأول والآخر ).

وقد أحسن الشاعر بقوله:

والناس همهم الحياة ولا أرى

طول الحياة يزيد غير خيال

وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد

ذخراً يدوم كصالح الأعمال

_____________________

(١) الوافي ج ١٣ ص ٩٢ عن الفقيه.

(٢) الوافي ج ١٣ ص ٩٢ عن الكافي.

(٣) الوافي ج ١٣ ص ٩٤ عن الكافي.

٢٧٥

طاعة اللّه وتقواه:

الإنسان عنصر أصيل مِن عناصر هذا الكون، ونمط مثالي رفيع بين أنماطه الكثُر، بل هو أجلّها قدراً، وأرفعها شأناً، وذلك بما حباه اللّه عزّ وجل، وشرّفه بصنوف الخصائص والهِبات التي ميّزته على سائر الخلق:( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) (الإسراء: ٧٠ ).

وكان مِن أبرز مظاهر العناية الإلهيّة بالإنسان، ودلائل تكريمه له: أنْ استخلفه في الأرض، واصطفى مِن عيون نوعه وخاصّتهم رُسُلاً وأنبياءً، بعثهم إلى العباد بالشرائع والمبادئ الموجِبة لتنظيم حياتهم، وإسعادهم في عاجل الدنيا وآجل الآخرة.

ولكنّ أغلب البشر، وا أسفاه ! تستعبدهم الأهواء والشهَوات، وتطفي عليهم نوازع التنكّر والتمرّد على النُظُم الإلهيّة، وتشريعها الهادف البنّاء، فيتيهون في مجاهل العصيان، ويتعسّفون طُرُق الغواية والضلال، ومِن ثمّ يعانون ضروب الحيرة والقلق والشقاء، ولو أنّهم استجابوا لطاعة اللّه تعالى، وساروا على هدي نظمه ودساتيره، لسعدوا وفازوا فوزاً عظيماً:( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ

٢٧٦

السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ).

أرأيت كيف انتظم الكون، واتّسقت عناصره، واستتبّ نظامه ملايين الأجيال والأحقاب ؟! بخضوعه للّه عزَّ وجل، وسيره على مقتضيات دساتيره وقوانينه ؟!

أرأيت كيف ازدهرت حياة الأحياء، واستقامت بجريها على وفق مشيئة اللّه تعالى، وحكمة نظامه وتدبيره ؟!!.

أرأيت كيف يُطبِّق الناس وصايا وتعاليم مخترعي الأجهزة الميكانيكيّة ليضمنوا صيانتها واستغلالها على أفضل وجه ؟!

أرأيت كيف يخضع الناس لنصائح الأطباء، ويعانون مشقّة العلاج ومرارة الحمية، توخّياً للبرء والشفاء ؟!.

فلِمَ لا يطيع الإنسان خالقه العظيم، ومدبّره الحكيم، الخبير بدخائله وأسراره، ومنافعه ومضارّه ؟!.

إنّه يستحيل على الإنسان أنْ ينال ما يَصبو إليه مِن سعادة وسلام، وطمأنينة ورخاء، إلاّ بطاعة اللّه تعالى، وانتهاج شريعته وقوانينه.

أنظر كيف يشوّق اللّه عزّ وجل، عباده إلى طاعته وتقواه، ويحذّرهم مغبّة التمرّد والعصيان، وهو الغنيّ المُطلق عنهم.

قال تعالى:( وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) ( الأحزاب: ٦١ ).

وقال سُبحانه:( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً ) ( الفتح: ١٧ ).

٢٧٧

وأمّا التقوى، فقد علّق اللّه خير الدنيا والآخرة، وأناط بها أعزَّ الأماني والآمال، وإليك بعضها:

١ - المحبّة مِن اللّه تعالى، فقال سُبحانه:( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) ( التوبة: ٤ ).

٢ - النجاة مِن الشدائد وتهيئة أسباب الارتزاق، فقال:( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) ( الطلاق: ٢ - ٣ ).

٣ - النصر والتأييد، قال تعالى:( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) ( النحل: ١٢٨ ).

٤ - صلاح الأعمال وقبولها، فقال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) ( الأحزاب: ٧٠ - ٧١ )

وقال:( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ).

٥ - البشارة عند الموت، قال تعالى:( الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ *، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) ( يونس:٦٣ - ٦٤ ).

٦ - النجاة من النار، قال تعالى:( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا ) ( مريم: ٧٢ ).

٧ - الخلود في الجنّة، قال تعالى:( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ( آل عمران: ١٣٣).

فتجلّى مِن هذا العرض، أنّ التقوى هي الكنز العظيم، الحاوي لصنوف الأماني والآمال الماديّة والروحيّة، الدينيّة والدنيويّة.

٢٧٨

حقيقة الطاعة والتقوى:

والطاعة: هي الخضوع للّه عزّ وجل، وامتثال أوامره ونواهيه.

والتقوى: مِن الوقاية، وهي صيانة النفس عمّا يضرّها في الآخرة، وقصرها على ما ينفعها فيها.

وهكذا تواترت أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام حاثّة ومرغّبةً على طاعة اللّه تعالى وتقواه، ومحذّرة مِن عِصيانه ومخالفته.

قال الإمام الحسن الزكيعليه‌السلام في موعظته الشهيرة لجُنادة: ( اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج مِن ذُلّ معصية اللّه إلى عزِّ طاعة اللّه عزَّ وجل ).

وقال الصادقعليه‌السلام : ( اصبروا على طاعة اللّه، وتصبّروا عن معصية اللّه، فإنّما الدنيا ساعة، فما مضى فلستَ تجد له سروراً ولا حزناً، وما لم يأتِ فلستَ تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها، فكأنّك قد اغتبطت )(١).

وقالعليه‌السلام : ( إذا كان يوم القيامة يقوم عنُقٌ مِن الناس، فيأتون باب الجنّة فيضربونه، فيُقال لهم: مَن أنتم ؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيُقال لهم: على ما صبرتم ؟ فيقولون: كنّا نصبر على طاعة اللّه

_____________________

(١) الوافي ج ٣ ص ٦٣ عن الكافي.

٢٧٩

ونصبر عن معاصي اللّه. فيقول اللّه عزَّ وجل: صدقوا، أدخلوهم الجنّة، وهو قول اللّه عزّ وجل:( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) )( الزمر: ١٠)(١).

وقال الباقرعليه‌السلام : ( إذا أردت أنْ تعلم أنّ فيك خيراً، فانظر إلى قلبِك، فإنْ كان يُحبُّ أهل طاعة اللّه عزّ وجل، ويَبغض أهل معصيته ففيك خير، واللّه يُحبُّك.

وإنْ كان يَبغض أهل طاعة اللّه، ويُحِبّ أهل معصيته فليس فيك خير، واللّه يبغضك، والمرء مع مَن أحب )(٢).

وقالعليه‌السلام : ما عرَف اللّه مَن عصاه، وأنشد:

تَعصي الإله وأنتَ تُظهر حُبّه

هذا لعمرك في الفِعال بديعُ

لو كان حُبّك صادقاً لأطَعته

إنّ المحبّ لِمن أحبّ مطيع

وعن الحسن بن موسى الوّشا البغدادي قال: كنت بخُراسان مع عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام في مجلسه، وزيد بن موسى حاضر، وقد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن، وأبو الحسن مُقبلٌ على قومٍ يحدّثهم، فسمِع مقالة زيد، فالتفت إليه.

فقال: ( يا زيد، أغرّك قولُ بقّاليّ الكوفة، إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيتها على النار، واللّه ما ذلك إلاّ للحسن والحسين، وولد بطنها خاصّة، فأمّا أنْ يكون موسى بن جعفر يطيع اللّه، ويصوم نهاره، ويقوم ليله،

_____________________

(١) البحار م ٥ ص ٢ ص ٤٩ عن الكافي.

(٢) البحار م ١٥ ج ١ ص ٢٨٣ عن علل الشرائع والمحاسن للبرقي والكافي.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317