الدروع الواقية

الدروع الواقية18%

الدروع الواقية مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: دراسات
الصفحات: 317

الدروع الواقية
  • البداية
  • السابق
  • 317 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112903 / تحميل: 6367
الحجم الحجم الحجم
الدروع الواقية

الدروع الواقية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الفصل العاشر:

فيما نذكره من الرواية في تعيين أول خميس من الشهر ،

وآخر خميس منه

روينا ذلك عن جماعة باسنادهم الى أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه ، عن عبد الله بن سنان قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « اذا كان في أول الشهر خميسان فصم ( أولهما فانه أفضل ، واذ كان في آخر الشهرخميسان فصم )(١) آخرهما فانه أفضل »(٢) .

* * *

__________________

(١) الظاهر وجود سقط في نسختنا ، وما اثبتناه من المصدر.

(٢) الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٦ ، وكذا رواه الكليني في الكافي ٤ : ٩٤ / ١٣ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٣٠٣ / ٩١٦.

٦١

الفصل الحادي عشر :

فيما نذكره من الرواية بأنه اذا اتفق خميسان في أوله

وأربعاءان في وسطه ، أو خميسان في آخره ،

أن صوم الاول منهما أفضل أو الاخر ، وتأويل ذلك

وجدنا ذلك من نوادر جعفر بن مالك الفزاري ، ورويناه باسنادنا الى أبي محمد هارون بن موسى قال : حدثنا أبو علي بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن أحمد بن ميثم ، عن زياد القندي ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :

« اذا كان أول الشهر خميسين فصوم آخرهما أفضل ، واذا كان وسط الشهر أربعاءين فصوم آخرهما أفضل »(١) .

أقول : لعل المراد بذلك أن من فاته صوم الخميس الاول أو الاربعاء الاول ، فان صوم الاخر منهما أفضل من تركهما ، لانه لولا هذا الحديث كان يعتقد الانسان أنه اذا فاته الاول منهما ترك صوم الاخر منهما ، أو لغير ذلك من التأويل.

أقول : وأما اتفاق خميسين في اخره ، فاننا رويناه باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه; من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال : وروي : أنه سئل العالمعليه‌السلام عن خميسين يتفقان في آخر العشر.

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٠٥ / ٤١.

٦٢

فقال : « صُم الاول منهما فلعلك لا تلحق الثاني »(١) .

أقول : هذان الحديثان يحتمل أنهما لا يتنافيان ، بل لكل واحد منهما معنى غير الاخر ، وذلك أنه اذا كان يوم الثلاثين من الشهر يوم الخميس ، وقبله خميس آخر في العشر ، فينبغي صوم الخميس الاول منهما ، لجواز أن يهل الشهر ناقصاً فيذهب منه صوم يوم الخميس الثلاثين.

واذا كان يوم الخميس الاخير يوم تاسع وعشرين من الشهر ، وقبله خميس آخر في العشر الاخير ، فان الافضل ههنا صوم الخميس التاسع عشرين [ من ] الشهر ، لانه على يقين أنه ما يخاف فواته.

* * *

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٥١ / ٢٢٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٠٥ / ذيل الحديث ٤١.

٦٣

الفصل الثاني عشر :

فيما نذكره مما يعمله من ضعف عن صيام الثلاثة الايام

روينا ، بعدة طرق عن أبي عبد الله صلوات الله [ عليه ] قال : قلت له : انني قد اشتد عليّ صوم ثلاثة أيام في كل شهر ، فما يجزئ عني أن أتصدق مكان كل يوم بدرهم ؟!

فقال : « صدقة درهم أفضل من صيام يوم »(١) .

ومن ذلك باسنادنا الى محمد بن يعقوب ، باسناده الى عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله : ان الصوم يشتد عليّ.

فقال : « لدرهم تصدق أفضل من صيام » ثم قال : « وما أحب أن تدعه »(٢) .

وروينا باسنادنا الى محمد بن يعقوب ، باسناده الى صالح بن عقبة ، عن عقبة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك ، قد كبر سني وضعفت عن الصيام ، فكيف أصنع بهذه الثلاثة الايام في كل شهر ؟

فقال : « يا عقبة ، تصدق بكل درهم عن كل يوم ».

فقال : قلت : درهم واحد ؟!

فقال : « لعلها كثرت عندك ، فأنت تستقل الدرهم ؟ ».

قال : قلت : ان نعم الله عليّ سائغة.

فقال : « يا عقبة ، طعام مسكين خير من صيام شهر »(٣) .

__________________

(١) رواه الصدوق في الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٨ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٠٦ / ٤٢.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٥.

(٣) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٧ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٤٨.

٦٤

الفصل الثالث عشر :

فيما نذكره من الاخبار في أنه يجزئ مد من الطعام عن اليوم

روينا ذلك عن محمد بن يعقوب الكليني ، باسناده عن يزيد بن خليفة قال : شكوت الى أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت : اني اُصدع اذا صمت هذه الثلاثة الايام ويشق عليَّ.

قال : « فاصنع كما أصنع اذا سافرت ، فاني اذا سافرت صدقت عن كل يوم بمد أهلي الذي أقوتهم به »(١) .

وروينا ذلك باسنادنا الى محمد بن يعقوب أيضاً من كتاب الكافي ، باسناده الى عيص بن القاسم قال : سألته عمن لم يصم الثلاثة الايام من كل شهر ، وهو يشتد عليه الصيام ، هل فيه فداء ؟

قال : « مد من طعام في كل يوم »(٢) .

أقول : وهذان الحديثان يحتمل أن لا يكونا منافيين للحديثين اللذين تقدما في الفصل الثاني عشر ، لانه يمكن أن يكون الدرهم في وقت ذلك السائل بمد من الطعام ، ويحتمل أن يكون الاكثر ، وهو اما الدرهم أو المد لذوي اليسار ، والاقل منهما لاهل الاعسار.

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٦ ، والصدوق في ثواب الأعمال : ١٠٦ / ١٠.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٤ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٧ ، والطوسي في التهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٤٧.

٦٥

الفصل الرابع عشر :

فيما نذكره من صوم اليوم الثالث عشر والرابع عشر

والخامس عشر من كل شهر ، وهي الايام البيض

اعلم : أن صوم الايام البيض من كل شهر يمكن صومها فيه قد تضمنته أخبار متظافرة ، وفيها تطويل لغير ذكر هذه الايام البيض ، ولاحاجة أن نطوّل بايراد ألفاظها ، ويكفي منها ما قدمناه في الفصل الرابع ، وقد رويناه في حديث مولانا علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه في وجوه الصيام ، فانني أرويه من عدة طرق عن محمد بن يعقوب الكليني ، وعن محمد بن علي بن بابويه ، وعن شيخنا المفيد في كتاب المقنعة ، وعن جدي أبي جعفر الطوسي ، وغيرهم رضوان الله جل جلاله عليهم ، ويذكر فيه أن الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار صيام الثلاثة الايام البيض ، وهي ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة(١) .

وقال شيخنا المفيد في جملة الحديث وانما سُميت البيض باسم لياليها ، لأن القمر يطلع مع مغيب الشمس ولايغيب حتى تطلع الشمس(٢) .

أقول : ووجدت في الجزء الثاني من تاريخ نيسابور في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن صوم البيض.

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٨٦ / ضمن ح ١ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٤٨ / ضمن ح ٢٠٨ ، والمفيد في المقنعة ٣٦٦ ، والطوسي في التهذيب ٤ : ٢٩٦.

(٢) رواه الشيخ المفيد في المقنعة : ٣٦٦.

٦٦

فقال : « صيام مقبو ل غير مردود »(١) .

__________________

(١) نقله الحر العاملي في الوسائل ٧ : ٣٢١ / ٤.

٦٧

الفصل الخامس عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة سورة الاعراف في كل شهر

روينا ذلك باسنادنا الى مولانا الصادق صلوات الله عليه عند ذكر سورة الاعراف.

فقالعليه‌السلام : « من قرأها في كل شهر كان يوم القيامة من ( الذين )(١) لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ، فان قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة »(٢) .

* * *

__________________

(١) في نسخة « ك » : الذنوب واثبتنا من نسخة « ن » وهو الموافق لما في المصادر.

(٢) رواه العياشي في تفسيره ٢ : ٢ / صدر الحديث ١ ، والصدوق في ثواب الأعمال : ١٣٢ / صدرالحديث ١ ، والكفعمي في مصباحه : ٤٣٩ ، والطبرسي في مجمع البيان ٢ : ٣٩٣.

٦٨

الفصل السادس عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة سورة الانفال في كل شهر

رويناها باسنادنا الى كتاب تفسير القرآن للطبرسي; عند ذكر سورة الانفال ، باسناده الى مولانا الصادقعليه‌السلام عند ذكر سورة الانفال.

فقال : « من قرأها من كل شهر لم يدخله نفاق أبداً ، وكان من شيعة أمير المؤمنين حقاً ، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة معهم حتى يفرغ الناس من الحساب »(١) .

* * *

__________________

(١) رواه الطبرسي في مجمع البيان ٢ : ٥١٦ ، والكفعمي في مصباحه : ٤٤٠.

٦٩

الفصل السابع عشر:

فيما نذكره من فضل قراءة سورة الانفال وبراءة في كل شهر

من كتاب تفسير القرآن عن الائمةعليهم‌السلام ، ما هذا لفظه : الحسن ، عن أبيه عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : سمعته يقول :

« من قرأ سورة براءة والانفال من كل شهر لم يدخله نفاق ابداً ، وكان من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقاً ، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه حتى يفرغ من الحساب بين الناس »(١) .

أقول : وهذا موافق للحديث [ الاول ] في قراءة الانفال ، لكن ذكرناه لاجل ذكر سورة براءة فيه.

* * *

__________________

(١) روى العياشي في تفسيره ٢ : ٧٣ / ١ ، والصدوق في ثواب الاعمال : ١٣٢ / ١ صدر الحديث.

٧٠

الفصل الثامن عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة سورة يونسعليه‌السلام في كل شهر

ومن كتاب تفسير القرآن للائمةعليهم‌السلام ، ما هذا لفظه : بسم الله الرحمن الرحيم ، حدثنا الحسن ، عن الحسين بن محمد بن فرقد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال : « من قرأ سورة يونس في كل شهر ـ أو ثلاثة ـ لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين ، وكان يوم القيامة من المقربين »(١) .

* * *

__________________

(١) روى العياشي في تفسيره ٢ : ١١٩ / ٢ ، والصدوق في ثواب الاعمال : ١٣٢ / ١.

٧١

الفصل التاسع عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة النحل في كل شهر

روينا ذلك باسناده الى مولانا الصادقعليه‌السلام عند ذكر سورة النحل.

فقالعليه‌السلام : « من قرأها كل شهر كفي المغرم في الدينا ، وسبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونه الجنون والجذام والبرص ، وكان مسكنه في جنة عدن ، وهي وسط الجنان »(١) .

* * *

__________________

(١) روى العياشي في تفسيره ٢ : ٢٥٤ / ١ ، والصدوق عن الامام الباقر في ثواب الاعمال : ١٣٣ / ١.

٧٢

الفصل العشرون :

فيما نذكره من زيارة الحسين صلوات الله عليه في كل شهر ، وحديث

من كان يزوره كل شهر وتأخر عنه فعوتب على تأخره

روينا ذلك باسنادنا الى جدي أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، عن شيخه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قدس الله جل جلاله أرواحهم ، من كتابه الذي سماه كامل الزيارات ، من نسخة عليها خط جدي أبي جعفر الطوسي ، باسناده الى علي بن ميمون ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال : « يا علي ، بلغني أن قوماً من شيعتنا يمر بأحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين صلوات الله عليه ».

قلت : جعلت فداك ، اني أعرف ناساً كثيراً بهذه الصفة.

قال : « أما والله لحظهم أخطأوا ، وعن ثواب الله زاغوا ، وعن جوار محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تباعدوا ».

قلت : جعلت فداك ، في كم الزيارة ؟

قال : « يا علي ، ان قدرت أن تزوره ( في )(١) كل شهر فافعل »(٢) ثم ذكر تمام الخبر فضلاً عظيماً.

__________________

(١) اثبتناها من المصدر.

(٢) كامل الزيارات : ٢٩٥ / ١١ ، وكذا رواه الشيخ المفيد في مزاره : ١٩٤ / ٧ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٦ : ٤٥ / ٩٧.

٧٣

وروينا ذلك باسنادنا الى جعفر بن قولويه; ، من كتابه المشار اليه باسناده الى صفوان بن مهران ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ قلت : فمن يأتيه زائراً ثم ينصرف متى يعود اليه ؟ وفي كم يؤتى ؟ وكم يسع الناس تركه ؟

قال : « لا يسع أكثر من شهر » ثم ذكر تمام الخبر.

وروينا باسنادنا أيضاً الى جعفر بن قولويهرضي‌الله‌عنه ، باسناده الى صفوان الجمّال قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ونحن في طريق المدينة نريد مكة ، فقلت له : يابن رسول الله ، ما لي أراك كئيباً حزيناً منكسراً ؟

فقال : « لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسألتي ».

قلت : وما الذي تسمع ؟

قال : « ابتهال الملائكة الى الله على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين ، ونوح الجن عليهما ، وبكاء الملائكة الذين حوله وشدة حزنهم ، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم ».

قلت : فمن يأتيه زائراً ثم ينصرف ، متى يعود اليه ؟ وفي كم يؤتى ؟ وفي كم يسع الناس تركه ؟

قال : « أما القريب فلا أقل من شهر ، وأما البعيد الدار ففي كل ثلاث سنين ، [ فما جاز الثلاث سنين ](١) فقد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقطع رحمه الا من علة. ولو علم زائر الحسين ما يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما يصل اليه من الفرح ، والى أمير المؤمنين ، والى فاطمة والأئمة والشهداء منّا أهل البيت ، وما ينقلب به من داعئهم له ، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والآجل ، والمدخور له عند الله ، لأحب أن تكون ثم داره ما بقي. وان زائره ليخرج من رحله فما يقع

__________________

(١) أثبتناها من المصدر.

٧٤

فيه على شيء الا دعا له ، فاذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب ، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئاً ، فينصرف وما عليه من ذنب ، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط بدمه في سبيل الله ، ويوكل به ملك ، يقوم مقامه يستغفر له حتى يرجع الى ( الزيارة )(١) ، أو تمضي ثلاث سنين ، أو يموت » وذكر الحديث بطوله(٢) .

أقول : فأما حديث : من كان يزوره في كل شهر وتأخر فعوتب على تأخره ، ( فاننا )(٣) رويناه باسنادنا الى محمد بن أحمد بن داود القمي ، من كتاب الزيارات تصنيفه ، رويناه باسناده الى محمد بن داود بن عقبة قال : كان لنا جار يعرف بعلي بن محمد قال : كنت أزور الحسينعليه‌السلام في كل شهر ، قال : ثم علت سني وضعف جسمي وانقطعت عنه مدة ، ثم وقع اليّ أنها آخر سني عمري ، فحملت على نفسي وخرجت ماشياً ، فوصلت في أيام ، فسلمت وصليت ركعتي الزيارة ونمت ، فرأيت الحسين صلوات الله عليه قد خرج من القبر.

فقال لي : « يا علي ، لم جفوتني وكنت بي برّاً ؟ »

فقلت : يا سيدي ، ضعف جسمي وقصرت خطاي ، ووقع لي أنها آخر سني عمري فاتيتك في أيام ، وقد روي عنك شيء أحب أن أسمعه منك.

فقال : « قل ».

قال : قلت : روي عنك « من زارني في حياته زرته بعد وفاته ».

قال : « نعم ».

__________________

(١) في نسخة «ك » : الزائدة ، واثبتنا ما في نسخة « ن » وكامل الزيارات.

(٢) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ٢٩٧ / ١٧.

(٣) في نسخة «ك » : فائتاً ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٧٥

قلت : فأروه عنك « من زارني في حياته زرته بعد وفاته ».

قال : « نعم ارو عني : من زارني في حياته زرته بعد وفاته ، وان وجدته في النار اخرجته »(١) .

قال أبو القاسم : هذا معنى الحكاية.

* * *

__________________

(١) كتاب الزيارات : مخطوط.

٧٦

الفصل الحادي والعشرون :

فيما نذكره من الرواية بأدعية ثلاثين فصلاً ،

لكل يوم من الشهر فصلٌ منها

يقول السيد الامام ، العالم العامل ، الفقيه الكامل ، العلاّمة الفاضل ، الزاهد العابد ، الورع المجاهد ، رضي الدين ، ركن الاسلام ، جمال العارفين ، أفضل السادة ، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس ، كبت الله أعداءه بمحمد وآله : أخبرني جماعة منهم الشيخ الصالح حسين بن أحمد السوراوي(١) في شهر جمادى الآخرة سنة تسع وستمائة قال : أخبرني محمد بن القاسم الطبري; ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن ، عن والده الشيخ السعيد جدي أبي جعفر الطوسي.

وأخبرني شيخي الفقيه محمد بن نما ـ فيما أجازه لي من كل ما رواه لما كنت اقرأ عليه في الفقه ـ باسناده الى جدي أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه.

__________________

(١) في نسخة « ك » : السورؤائي ، وهو تصحيف ، والصواب ما اثبتناه ، كان عالماً فاضلاً جليلاً ، وثّقه السيد ابن طاووس في مقدمة كتابه فلاح السائل : ١٤ ، حيث قال : اقول فمن طرقي في الرواية إلى كل ما رواه جدي ابو جعفر الطوسي في كتاب الفهرست وكتاب اسماء الرجال وغيرهما في الروايات ما أخبرني به جماعة من الثقات منهم : الشيخ حسين بن أحمد السوراوي اجازة في جمادى الآخرة سنة تسع وستمائة ...

وانظر : فهرست منتجب الدين : ٥٢ / ٩٨ ، أمل الآمل ٢ : ١٠٤ / ٢٩٠ ، رياض العلماء ٢ : ٩٣.

وسورى بالألف المقصورة على وزن بشرى : موضع بالعراق من أرض بابل ، وهي مدينة السريانيين. انظر معجم البلدان ٣ : ٢٧٨.

٧٧

وأخبرني الشيخ الزاهد حسن بن الدربي(١) ; ـ فيما أجازه لي من كل ما رواه أو سمعه أو أنشأه أو قرأه ـ باسناده الى جدي أبي جعفر الطوسي نور الله جل جلاله ضريحه.

وأخبرني السيد الفاضل فخار بن معد الموسوي; ـ فيما أجازه لي من جميع ما يرويه ـ باسناده الى جدي الشيخ محمد بن الحسن الطوسي رضوان الله عليه.

وأخبرني الشيخ علي بن يحيى الحناط ـ اجازة تاريخها شهر ربيع الاول سنة تسع وستمائة بالحلة ـ قال : حدثني عربي بن مسافر العبادي(٢) ، عن محمد ابن القاسم الطبري ، عن خالي أبي علي بن الحسن ابن جدي الشيخ السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه.

وأخبرني الشيخ أسعد بن عبدالقاهر الاصفهاني ـ في مسكني بالجانب الشرقي من دار السلام في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة ـ عن الشيخ العالم أبي الفرج علي بن السعيد ابي الحسين الراوندي ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن جدي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه.

__________________

(١) في نسخة «ك » : الدزني ، وهو تصحيف والصواب ما اثبتناه وهو تاج الدين الحسن بن الدربي ، كذا ذكره الحر العاملي في أمل الآمل ( ٦٥ / ١٧٧ ) وقال : عالم جليل القدر ، يروي عنه المحقق ، وذكره الميرزا عبد الله الأصبهاني في رياض العلماء ( ١ / ١٨٣ ) وقال : من أجلة العلماء ، وقدوة الفقهاء ، ومن مشايخ المحقق والسيد رضي الدين.

(٢) في نسخة «ك » : العادي ، واثبتنا الصواب ، كذا ذكره الحر العاملي في تذكره المتبحرين ( ٥٠١ ) وقال : الشيخ عربي بن مسافر العبادي : فاضل جليل فقيه عالم ، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي الطوسي كالياس بن هشام الحائري وغيره ، ويروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف بالسند المذكور في أولها.

وذكره كذلك منتجب الدين في فهرسه ( ٣٠٤ ) وقال : فقيه ، صالح بحلة.

٧٨

وأخبرني جدي السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه ونوّر ضريحه ، فيما يرويه عن جماعة من أصحابنا ، عن أبي المفضل محمد ابن عبد الله بن المطلب الشيباني ـ وذكر أنه كثير الرواية حسن الحفظ ـ قال محمد ابن عبد الله بن المطلب الشيباني : حدثنا محمد بن الحسن بن بنت إلياس الخزّاز ـ قدم علينا وسأله جدي محمد بن معقل وأنا حاضر الجميع في سنة تسع وستين ومائتين ـ ، قال : حدثنا أبي قال : حدثني صدقة بن غزوان ، عن أخيه سعيد بن غزوان ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه : أنه ذكر لهم اختيارات الايام ودعاءها ، والتحاذر فيها بالقرآن والتمجيد والتحميد لله تعالى ، وذكر ثلاثين دعاءً وتحميداً وتمجيداً ، لكل يوم دعاء جديد ، وذكر ما جعل الله عز وجل في ذلك اليوم الى آخر الشهر ، فمن وفق للدعاء به في كل يوم كان ذلك منه شكراً لله تعالى عز وجل ، وأمن بمشيئة الله عز وجل فوادح المحذور ، وبوائق(١) الامور ، وحلّت به السلامة ، وكان جديراً أن لا يمسه سوء أيام حياته ، ومحِّصت عنه سائر ذنوبه وخطاياه ، حتى يكون من جميعها كيوم ولدته اُمه(٢) .

[ اليوم الأول ]

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أول يوم من الشهر يوم مبارك ، خلق الله تعالى فيه آدم ، وهو يوم محمود لطلب الحوائج ، والدخول على السلطان ، ولطلب العلم ، والتزويج ، والسفر ، والبيع ، والشراء ، واتخاذ الماشية. ومن خرج فيه هارباً

__________________

(١) البائِقَةُ : الداهية. يقال : باقَتَهُم الداهية تبوقهم بوقاً ، اذا اصابتهم ، وكذلك باقَتْهُم بؤُوق على فعول الصحاح ـ بوق ـ ٤ : ١٤٥٢.

(٢) نقله الحر العاملي في الوسائل ١١ : ٤٠١ / ٢.

٧٩

أو ضالاً قدر عليه الى ثمان ليال ، ومن مرض فيه برأ ، ومن ولد فيه كان سمحاً مرزوقاً طيباً مباركاً عليه ان شاء الله ».

قال يونس بن ظبيان : وقال أبو عبد الله سلمان الفارسي رحمة الله عليه ـ فيما بلغنا ورويناه عنه ـ قال :روز هرمز اسم من أسماء الله تعالى ، وهو يوم مبارك خلق الله عز وجل فيه آدمعليه‌السلام ، يصلح فيه الدخول على السلطان وطلب الحوائج ، وهو يوم مختار.

وكان أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام يدعو في هذا اليوم بهذا الدعاء :

الدعاء فيه :

« بسم الله الرحمن الرحيم

( الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ *وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ) (١) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢) .

__________________

(١) الانعام ٦ : ١ ـ ٢ ـ ٣.

(٢) المؤمنين ٢٣ : ٢٨.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317