حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار0%

حكايات بحار الانوار مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 196

حكايات بحار الانوار

مؤلف: محمود ناصري
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف:

الصفحات: 196
المشاهدات: 98768
تحميل: 4814

توضيحات:

حكايات بحار الانوار
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 196 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98768 / تحميل: 4814
الحجم الحجم الحجم
حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار

مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
العربية

فأمر بقتله، فقال الحاضرون:

- انه شيخ كبير وقد حصل له ما يكفيه وهو ميت لما به فاتركه وهو يموت حتف أنفه ولا تتقلد بدمه.

فاطلقه الحاكم - اثر مبالغة الناس في تخليته - بعد أن انتفخ وجهه ولسانه فنقله أهله في حالة يرثى ولم يشك أحد انه يموت من ليلته.

فلما كان الغد غدا عليه الناس فاذا هو قائم يصلي على اتم حال وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت واندملت جراحاته ولم يبق لها اثر والشجة قد زالت من وجهه فعجب الناس من حاله وسألوه عن أمره، فقال:

- إني لما عاينت الموت ولم يبق لي لسان اسأله تعالى به استغثت بسيدي صاحب الزمان، فلما جن الليل فإذا بالدار قد امتلأت نورا وإذا بمولاي قد أمرّ يده على وجهي وقال:

- اخرج وكد على عيالك فقد عافاك الله.

فاصبحت كما ترون.

فطلبه الحاكم بعد أن اخبر وذاع صيته في الناس واحضره عنده فلم ير اثرا لما كان منه امس

١٤١

وهو الآن على عكس تلك الحالة فليس به جراحات وقد عادت ثناياه.

فداخل الحاكم في ذلك رعب عظيم، وبلغ من شدة تأثره أن غير معاملته للناس (وكان اكثرهم من الشيعة) فقد كان سابقا يجلس في الموضع المعروف بـ (مقام الامام عج) في الحلة ويعطي ظهره للقبلة الشريفة، فصار بعد ذلك يجلس على ركبتيه بكل أدب ويستقبلها، وكان يحسن لمحسن أهل الحلة ويعفو عن مسيئهم. الا أن ذلك لم ينفعه فلم يلبث في ذلك الا قليلا حتى مات(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٥٢،ص٧٠

١٤٢

الفصل الثاني

معاصروا الأئمة عليهم السلام

حكم واقوال

١٤٣

١٤٤

٦٣ - حديث النبي(ص) في ولاية علي(ع)

قال ابو مسلم:

خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك الى دار أم سلمة - زوج النبي (ص) - فجلس انس جانبا، ودخلت مع الحسن. فسلم عليها واجابته، ثم قالت له:

- من أنت يا بني؟

قال: الحسن البصري.

قالت: لم جئت؟

قال: جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول الله (ص) في علي بن أبي طالب.

قالت: لأحدثنك بحديث سمعته آذاني من رسول الله (ص) والا فصمتا، ورأته عيناي والا فعميتا ان كنت كاذبة! ووعاه قلبي والا فطبع الله عليه واخرس لساني ان لم أكن سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي:

١٤٥

يا علي! ما من عبد لقي الله يوم القيامة يلقاه جاحدا لولايتك الا لقي الله بعبادة صنم أو وثن.

فقال الحسن البصري:

- الله اكبر اشهد ان عليا (ع) مولاي ومولى المؤمنين.

فلما خرجنا رآنا أنس بن مالك فقال للحسن:

- ما لي اراك كبرت؟

قال: لقد حدثتني ام سلمة بحديث عن علي فكبرت تعجبا من عظمته.

فقال انس خادم النبي (ص):

- اشهد على رسول الله (ص) انه قال ذلك ثلاث مرات أو اربع(١) .

____________________

(١) بحار الاننوار، ج ٤٢، ص ١٤٢

١٤٦

٦٤ - اللعنات الاربعة المستجابة

كان رجلا بلا أيد ولا أرجل وهو أعمى يقول:

- رب نجني من النار.

فقيل له: انت مع هذه الحال قد استوفيت عقوبتك، ومع ذلك تسأل النجاة من النار.

قال: كنت فيمن قتل الحسين عليه السلام بكربلاء، فلما قتل وسلبه الناس ثيابه رأيت عليه سراويلا وتكة حسنة، فاردت ان انزع منه التكة. فرفع يده اليمنى ووضعها على التكة فلم اقدر على دفعها فقطعت يمينه، ثم هممت ان آخذ التكة فرفع شماله فوضعها عليها فقطعت شماله ثم هممت بنزعها، فسمعت زلزلة فخفت وتركته، فلما جن الليل نمت بين القتلى.

١٤٧

فرأيت في المنام كأن محمداً (ص) اقبل ومعه علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام فأخذت تقبل الحسين وهي تقول:

- قتلوك ياولدي، قتلهم الله. من قتلك؟

فسمعت الحسين عليه السلام قال:

- قتلني شمر، وقطع يداي هذا النائم.

فالتفتت الي فاطمة عليها السلام وقالت:

- قطع الله يديك ورجليك واعمى بصرك وادخلك النار!

فأفقت من النوم واذا أنا لا أبصر شيئا وسقطت مني يداي ورجلاي وبقيت الرابعة - أي دخول النار - ولهذا اقول:

- رب نجني من النار(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٥، ص ٣١١

١٤٨

١٤٩

٦٥ - الإقالة من الحكومة

حين توفي الملعون يزيد، خلفه ابنه معاوية، ولم يمر عليه وقت طويل حتى خلع نفسه من الخلافة، فقام خطيبا وقال:

- أيها الناس ما أنا بالراغب في التأمر عليكم ولا بالآمن لكراهتكم، بل بلينا بكم وبليتم بنا.

الا أن جدي معاوية نازع الامر علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أولى به لقدمه وسابقته في الاسلام - فقاتله وارتكب بحقه اقبح الاعمال، وفعلتم الى جانبه ما لا تجهلون، حتى قبر معاوية وصار رهين عمله وضجيع حفرته، ثم عهد الى يزيد وقد كان خليقا ان لا يركب سنته اذ كان غير جدير بالخلافة. فركب روعه واستحسن خطأه فقلت مدته وانقطعت آثاره وخمدت ناره وزال فساده ولقد انسانا الحزن به الحزن عليه.

ثم قال:

١٥٠

- وصرت انا الثالث من القوم وأرى ان الزاهد فيّ اكثر من الراغب وما كنت لأحتمل آثامكم، شأنكم وأمركم فولوا من شئتم!

قيل، فقام اليه مروان وقال:

- اعمل بنا بسنة عمر.

فقال: والله لو كانت الخلافة مغنما فقد اصبنا منها حظا، ولئن كانت شرا فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها.

ثم نزل من المنبر، فقالت له أمه:

- ليتك كنت حيضة.

فقال: وانا كنت اتمنى ذلك ولم أعلم إن لله نارا يعذب بها من عصاه وأخذ غير حقه(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٦،ص ١١٨

١٥١

١٥٢

٦٦ - خطبة عبدالملك بن مروان في مكة

خطب عبدالملك بن مروان الناس في مكة وما أن بلغ الوعظ والارشاد حتى قام اليه رجل فقال له:

- مهلا! انكم تأمرون ولا تأتمرون، وتنهون ولا تنتهون، وتعظون ولا تتعظون، أفاقتداء بسيرتكم ام طاعة لأمركم؟

فإن قلتم إقتداء بسيرتنا، فكيف نقتدي بسيرة الظالمين، وماالحجة في اتباع المجرمين المذنبين الذين اتخذوا مال الله دولا وجعلوا عباد الله خولا؟

وإن قلتم اطيعوا أمرنا واقبلوا نصحنا، فكيف ينصح غيره من لم ينصح نفسه أم كيف تثبت طاعة من لم تثبت له عدالة؟

وإن قلتم خذوا الحمكة أنى وجدتموها واقبلوا العظة ممن سمعتموها، فلعل فينا من هو افصح بصنوف العظات واعرف بوجوه اللغات منكم فتنحوا عن الخلافة واطلقوا اقفالها وخلوا سبيلها ينتدب لها الذين شردتم في البلاد ونقلتموهم عن

١٥٣

مستقرهم الى كل واد.

فوالله ماقلدناكم ازمة أمورنا وحكمناكم في أموالنا وأيدينا وأدياننا لتسيروا فينا بسيرة الجبارين، غير أننا بصراء بأنفسنا لاستيفاء المدة وبلوغ الغاية وتمام المحنة، ولكل قائم منكم يوم لا يعدوه وكتاب لا بد ان يتلوه ] لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها [

وهنا انبرى احد زبانية خليفة المسلمين فأخذه ولم يعلم بعد ذلك خبره(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٦،ص ٣٣٦

١٥٤

١٥٥

٦٧ - جنايات حميد بن قحطبة

قال عبدالله البزار النيشابوري:

كان بيني وبين حميد بن قحطبة الطوسي - أحد ولاة هارون - معاملة، فرحلت اليه في بعض الايام، فبلغه خبر قدومي، فدعاني اليه فورا وعلي ثياب السفر لم اغيرها، وكان ذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر.

فلما دخلت عليه رأيته في بيت يجري فيه الماء، فسلمت عليه وجلست، فأتى حميد بطست وابريق فغسل يديه، ثم امرني فغسلت يدي واحضرت المائدة ونسيت أني صائم، ثم تذكرت فأمسكت.

فقال لي حميد:

- مالك لا تأكل؟

فقلت: ايها الأمير هذا شهر رمضان ولست بمريض ولا بي علة توجب الافطار، ولعل الامير له عذره في ذلك او علة توجب الافطار.

١٥٦

فقال: ما بي علة توحب الافطار واني لصحيح البدن.

ثم دمعت عيناه وبكى، فقلت له بعد ما فرغ من طعامه:

- ما يبكيك ايها الامير؟

قال: انفذ الي هارون الرشيد حين كان بطوس في بعض الليل ان أجب، فلما دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتقد وسيفا أخضر مسلولا وبين يديه خادم واقف فلما قمت بين يديه رفع رأسه الي وقال:

- كيف طاعتك لأمير المؤمنين(١) ؟

قلت: بالنفس والمال.

فأطرق ثم أذن لي في الانصراف، فلم البث في منزلي حتى عاد الرسول الي وقال اجب امير المؤمنين. فقلت في نفسي إنا لله أخاف ان يكون قد عزم على قتلي وانه لما رآني استحيا مني فلما

____________________

(١) ترى الشيعة بأن أمير المؤمنين لقب خصّ به رسول الله (ص) عليا حين نصبه خليفة على المسلمين في غدير خم، بينما ذهبت العامة لاطلاقه على كل خليفة لمجرد تسلمه الخلافة وان كانت غصبا

١٥٧

وقفت بين يديه فرفع رأسه الي فقال:

- كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟

فقلت: بالنفس والمال والأهل والولد.

فتبسم ضاحك، ثم اذن لي في الانصراف.

فلما دخلت منزلي لم البث حتى عاد الي الرسول فقال:

- اجب أمير المؤمنين.

فحضرت بين يديه وهوعلى حاله فرفع رأسه الي فقال:

- كيف طاعتك لأمير المؤمنين.

فقلت: بالنفس والمال والاهل والولد والدين.

فضحك ثم قال لي:

- خذ هذا السيف وامتثل ما يأمرك به هذا الخادم.

قال فتناول الخادم السيف وناولنيه وجاء بي الى بيت بابه مغلق ففتحه فاذا فيه بئر في وسطه وثلاث بيوت ابوابها مغلقة ففتح باب بيت منها فإذا فيه عشرون نفسا عليهم الشعور والذوائب شيوخ وكهول وشبان مقيدون، فقال لي:

- أن امير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء.

١٥٨

وكانوا كلهم علويين من ولد فاطمة وعلي عليه السلام فجعل يخرج الي واحد بعد واحد فاضرب عنقه حتى اتيت على آخرهم ثم رمى بأجسادهم ورؤوسهم في ذلك البئر.

ثم فتح باب بيت آخر فاذا ايضا عشرون نفسا من العلويين من ولد علي وفاطمة مقيدون، فقال لي:

- أن امير المؤمنيين يأمرك بقتل هؤلاء؟

فجعل يخرج الي واحد بعد واحد فاضرب عنقه ويرمي به في ذلك البئر حتى اتيت على أخرهم.

ثم فتح باب البيت الثالث، فاذا فيه مثلهم عشرون نفسا من ولد على وفاطمة مقيدون فجعلت اضرب اعناقهم واحدا واحدا حتى اتيت على تسع عشر منهم وبقي شيخ منهم فقال:

- تبا لك يا مشؤوم، أي عذر لك يوم القيامة اذا قدمت على جدنا رسول الله (ص) وقد قتلت من اولاده ستين نفسا قد ولدهم علي وفاطمة؟

فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي، فنظر الي الخادم مغضباً فاتيت على الشيخ فقتلته، فرمى الخادم به في البئر، والآن ما فائدة الصوم والصلاة

١٥٩

لي والحال أني موقن بالخلود في النار(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٨، ص ١٧٦ - ١٧٧

١٦٠