حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار20%

حكايات بحار الانوار مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 196

حكايات بحار الانوار
  • البداية
  • السابق
  • 196 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 105551 / تحميل: 5576
الحجم الحجم الحجم
حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار

مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

١٤ - علي عليه السلام وبيت المال

قال زاذان انطلقت مع قنبر غلام الامام علي عليه السلام فقال له قنبر:

- يا أمير المؤمنين لقد خبّأت لك خبيئا؟

قال عليه السلام:

- وما هو ويحك؟

قال: غرارة مملوءة بالذهب والفضة فقد رأيتك لا تترك شيئا من غنائم وأموال بيت المال الا قسمته، فادخرت لك هذا من بيت المال.

فسل عليه السلام سيفه وقال لقنبر:

- ويحك يا قنبر؟ لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا عظيمة؟

ثم ضربها ضربات كثيرة فجعلها قطعا ودعا بالناس لتقسم عليهم بصورة عادلة(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤١، ص ١٣٥

٤١

١٥ - علي عليه السلام واليتامى

نظر علي عليه السلام الى امرأة على كتفها قربة ماء، فاخذ منها القربة وحملها الي موضعها وسألها عن حالها فقالت:

- بعث عليّ زوجي الى بعض الثغور، فقتل وترك عليّ صبياناً يتامى وليس عندي شيء فقد الجأتني الضرورة الى خدمة الناس.

فانصرف الامام (ع) وبات ليلته قلقاً، فلما اصبح حمل زنبيلاً فيه طعام فقال بعضهم: اعطني احمله عنك.

فقال عليه السلام: من يحمل وزري عني يوم القيامة.

فأتى وقرع الباب.

فقالت: من هذا؟

قال: انا ذلك العبد الذي حمل معك القربة فافتحي

٤٢

الباب فان معي شيئاً للصبيان.

فقالت: رضى الله عنك، وحكم بيني وبين علي بن ابي طالب.

فدخل وقال: اني احببت اكتساب الثواب فاختاري بين ان تعجنين وتخبزين وبين ان تعللين الصبيان.

فقالت: انا بالخبز ابصر وعليه اقدر، ولكن شأنك والصبيان فعللهم حتى افرغ من الخبز

قال فعمدت الى الدقيق فعجنته، وعمد علي عليه السلام الى اللحم فطبخه وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر، فكان كلما ناول الصبيان من ذلك شيئاً قال له:

- يا بني اجعل علي بن أبي طالب عليه السلام في حل مما امر في امرك.

فلما اختمر العجين، اسجر علي عليه السلام التنور وكان يقرب وجهه لتلقحه النار ويقول:

- ذق يا علي طعم النار فهذا جزاء من ضيع اليتامى والارامل.

واذا بأمرأة قد دخلت ذلك المنزل وكانت تعرف علياً عليه السلام فلما رأته بادرت مسرعة لصاحبة الدار ثم قالت لها:

٤٣

- ويحك! هذا امام المسلمين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

فقصدته مذهولة وهي تقول:

- وا حيائي منك يا أمير المؤمنين! اعف عني!

قال عليه السلام:

- بل وا حيائي منك يا أمة الله، فيما قصرت في أمرك وأمر يتاماك(١) .

١٦ - على بن ابي طالب (ع) على لسان عمر

قال ابو وائل كنت مع عمر اذ التفت خلفه ينظر خائفاً.

قلت: مم خوفك؟

قال: ويحك اما ترى القثم بن القثم، الكريم، مجندل الشجعان، الضارب على هامة من ظلم وطغى؟

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤١، ص ٥٢

٤٤

قلت: هذا علي بن ابي طالب.

قال: انك لا تعرفه حق معرفته! فتعال احدثك عن شجاعته.

قال فاقتربت منه، فاذا هو يقول:

- بايعنا رسول الله (ص) يوم احد ان من فرّ منا فهو ضال ومن قتل فهو شهيد والرسول يضمن له الجنة. فلما شبت لظى الحرب هجم علينا العدو بمئة فارس وبأمرة كل فارس مئة مقاتل فهزمونا وهذا كان يحاربهم وحيدا. فرأيته كالأسد قد قطع علينا الطريق فرمانا بقبضة من الرمل، فما كان منا الا واصابت عينه رملة وهو يرعد غاضبا‍:

- شاهت الوجوه، اين تفرون؟ اتريدون الى النار؟

فلم نعد الى الميدان. فحمل علينا ثانية والدم يقطر من سيفه وهو يقول:

- لقد عاهدتم فنقضتم العهد، فو الله لأنتم اولى بالقتل من الكفار.

فنظرت عينيه كأنها السراج المنير، فايقنت انه سيحمل علينا فيقتلنا جميعاً فبادرته قائلا:

- الله، الله يا أبا الحسن فعادة العرب الكر والفر

٤٥

في الحرب.

فاشاح بوجهه عني وما زالت هيبته الى اليوم في قلبي ولن انساها ابداً(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٥٢، ج ٤١، ص ٧٣ باختلاف طفيف

٤٦

١٧ - جهاز الزهراء (ع)

حين اراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يزوج عليا (ع) من الزهراء (ع) قال:

- يا علي قم فبع الدرع.

فباعه علي (ع) وجاء بثمنه الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأمر (ص) بعض الصحابة بشراء بعض الأثاث. فكان ما اشتراه عبارة عن:

قميص بسبعة دراهم

خمار باربعة دراهم

قطيفة سوداء خيبرية

سرير مزمل بشريط

فراشين من خيش حشو أحدهما ليفا وحشو الآخر من جز الغنم.

اربع مرافق من آدم الطائف حشوها أذخر.

ستر من صوف.

حصير هجري (اسم مدينة في اليمن)

رحى لليد.

مخضب من النحاس.

سقاء من آدم.

٤٧

شن للماء.

مطهرة مزفتة

جرة خضراء.

كيزان خزف.

سفرة من الجلد.

عباءة كوفية.

جرة ماء

عطور (طيب)

ولما عرض المتاع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل يقلبه بيده ويقول:

- بارك الله لأهل بيت جل متاعهم من الخزف(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٩٣، ص ٩٤

٤٨

١٨ - تسبيح الزهراء عليها السلام

قال امير المؤمنين عليه السلام لأحد اصحابه:

- الا احدثك عني وعن فاطمة عليها السلام؟ انها استقت بالقربة حتى اثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، واوقدت النار لطبخ الطعام حتى دكنت وبليت ثيابها.

فقلت لها لو اتيت اباك فسألتيه، لعله يبعث لك بخادم يكفيك ما أنت فيه؛ فامتثلت وقصدت النبي (ص) فوجدته يتكلم مع بعض اصحابه، فعادت دون ان تكلمه؛ فعلم رسول الله (ص) انها جاءت لحاجة فغدا علينا في اليوم التالي، فسلم علينا وجلس قربنا، فقال:

- يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس؟

فاستحت فاطمة فلم تجبه. فقلت:

- يارسول الله (ص) لقد استقت الماء حتى اثر حبل القربة في صدرها، وطحنت بالرحى حتى...الخ فقلت هلا أتيتي رسول الله (ص) فيبعث لك

٤٩

خادماً.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

- افلا اعلمكما ما هو خير لكما من الخادم. اذا اخذت منامك فسبحي ثلاثا وثلاثين مرة واحمدي ثلاثا وثلاثين مرة وكبري اربعا وثلاثين مرة(١) .

فهذا الذكر مئة مرة الا ان ثوابه في صحيفة الاعمال بالف حسنة. فاذا ذكرت ذلك كل صباح قضى الله حوائجك في الدنيا والآخرة.

فقالت عليها السلام ثلاثا: رضيت عن الله ورسوله.

وجاء في موضع آخر:

انها قصت خبرها على رسول الله (ص) وسألته خادما، بكى رسول لله (ص) وقال:

- يافاطمة والذي بعثني بالحق ان في المسجد اربعمائة فقير ما لهم طعام ولا ثياب! واني اخشى ذهاب ثواب خدمتك في البيت ان كان لك جارية. واني اخاف ان يخصمك علي بن ابي طالب عليه

____________________

(١) صرحت بعض الروايات بالتكبير ٣٤ ثم الحمد ٣٣ ثم التسبيح ٣٣ مرة

٥٠

السلام يوم القيامة اذا طلب حقه منك!

ثم علمها التسبيح قال علي (ع) فقلت لها:

- مضيت تريدين من رسول الله (ص) الدنيا فاعطانا الله ثواب الأخرة(١) .

١٩ - الزهراء عليها السلام وفضل التعليم

حضرت امرأة عند السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت:

- ان لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في امر صلاتها شيئا وقد بعثتني اليك اسألك.

فأجابتها عليها السلام فسألتها ثانية حتى عشّرت. فاجابت عليها السلام ثم خجلت من كثرة الاسئلة، فقالت:

- لا اشق عليك يا إبنة رسول الله (ص).

قالت عليها السلام:

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٣، ص ٨٥

٥١

- لا بأس عليك سلي عما بدا لك فانا أجيب، أرأيت من اكترى يوماً يصعد الى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة الف دينار، يثقل عليه؟

قالت المرأة:

- لا، فهو يتسلم مقابله اجر كبير.

قالت عليها السلام:

- فان الله يعطيني لكل مسألة ما بين الثرى الى العرش لؤلؤا فأحرى ان لا يثقل عليّ، سمعت ابي (ص) يقول:

- علماء شيعتنا يحشرون يوم القيامة فيخلع عليهم من خلع الكرامات حتى يخلع على الواحد منهم مليون حلة من النور، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: ايها الكافلون لايتام آل محمد (ص) هؤلاء تلامذتكم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على البعض منهم مأة الف خلعة. يقول سبحانه: اعيدوا على هؤلاء العلماء حتى تتموا خلعهم. ثم يأمر مضاعفتها على من تعلم منهم...

ثم قالت عليها السلام لتلك المرأة:

- يا أمة الله! ان سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس الف الف مرة فان نعم الدنيا

٥٢

مشوبة بالتنغيص والكدر. وليست نعم الآخرة كذلك(١) .

٢٠ - المكانة العلمية للزهراء(ع) وفضل العلم

اختصمت الى الزهراء عليها السلام إمرأتان في شيء من أمر الدين احدهما مؤمنة والأخرى معاندة، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة بعد ان استدلت عليها السلام بالدليل الناصع والبرهان القاطع، ففرحت فرحا شديدا

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٣

٥٣

فقالت لها عليها السلام:

- ان فرح الملائكة باستظهارك عليها اشد من فرحك، وان حزن الشيطان ومردته اشد من حزنها.

قال الامام العسكري عليه السلام:

- فأوحى الله الى الملائكة ان اوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المؤمنة من الجنان الف الف ضعف ما كنت اعددت لها واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على مؤمن - فيغلب عدوه المعاند - الف الف ما كان معدا له من الجنان(١) .

٢١ - الجار ثم الدار!

قال الإمام الحسن عليه السلام:

- رأيت أمي الزهراء (عليها السلام) ليلة

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٨

٥٤

الجمعة راكعة ساجدة وهي تدعو للمؤمنين باسمائهم حتى طلع الفجر ولم تكن تدع لنفسها فقلت:

- يا أماه مالك لا تدعين لنفسك؟

قالت عليها السلام:

- يا بني الجار ثم الدار(١) .

٢٢ - تبسم الزهراء وبكاؤها

قالت عائشة - زوج النبي (ص) -:

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٣،ص٨١ وج٨٩ ص ٣١٣، ج٩٣، ص ٣٨٨ مع بعض الاختلاف الطفيف

٥٥

- كانت فاطمة اشبه الناس برسول الله (ص) وكانت اذا دخلت عليه رحب بها وضمها الى صدره وأخذ بيدها واجلسها مجلسه. واذا دخل عليها رحبت به وقبلت يديه.

ولما مرض رسول الله (ص) واعتل علة الموت دعاها اليه فسرها، فرأيتها تبكي، ثم سرها (ص) فضحكت فقلت لنفسي هذه مزية اخرى لفاطمة فقد تمكنت من الضحك رغم امتعاضها وبكاءها. فسألتها الخبر، فقالت:

- ليس من الصواب كشف الاسرار.

ثم سألتها ذلك بعد أن توفى رسول ا لله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:

- اخبرني (ص) انه يموت فبكيت ثم اخبرني بأني اول أهله لحوقا به فسررت وضحكت(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، د ٤٣،ص ٢٥

٥٦

٢٣ - الغلام الفطن

يذكر ان غلاما للإمام الحسن عليه السلام جنى جناية، فامر به أن يضرب، فتلى الغلام الآية قائلاً:

- يامولاي ] والكاظمين الغيظ [

فقال عليه السلام: كظمت غيظي؛

قال: ] والعافين عن الناس [

قال عليه السلام: عفوت عنك.

قال سيدي: والله يحب المحسنين.

فقال عليه السلام: انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك(١) .

____________________

(١) بحار الانورا، ج ٤٣ ص ٣٥٢

٥٧

٢٤ - ابن النبي وابن علي

دعا علي عليه السلام في معركة الجمل محمد بن الحنفية فاعطاه رمحه وقال له:

- احمل على العدو بهذا الرمح.

فأخذه وحمل عليهم غير انهم منعوه وحالوا دون زحفه، فانسحب ورجع الى الوراء فانتزع الحسن عليه السلام الرمح من يده وحمل على العدو ثم رجع الى والده وعلى رمحه أثر الدم، فتمغر(١) وجه محمد من ذلك واحمر خجلا لما رأى من شجاعة الحسن عليه السلام، فقال له علي عليه السلام:

- لا تأنف فانه ابن النبي وانت ابن علي(٢) .

____________________

(١) التمغر: أي التغير والتأثر.

(٢) بحار الانوار، ج ٤٣ ص ٣٤٥

٥٨

٢٥ - رفض تزويج معاوية

تولى معاوية خلافة المسلمين وحكم اغلب البلاد الاسلامية بعد شهادة امير المؤمنين علي عليه السلام فكتب الى مروان - عامله على المدينة - ان يخطب ليزيد، بنت عبدالله بن جعفر (ابن أخ الامام علي عليه السلام) على حكم ابيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ اضف الى ذلك فان هذا الزواج سيؤدي الى صلح الحيين بني هاشم وبني أمية.

فانطلق مروان الى عبدالله بن جعفر يخطب اليه؛ فقال عبدالله:

- ان أمر نسائنا الى الحسن بن علي عليه السلام فاطلب اليه.

فأتى مروان الحسن عليه السلام خاطباً فقال الحسن عليه السلام:

- اجمع من اردت لأعلن لكم رأيي.

٥٩

فدعي اشراف بني هاشم وبني أمية. ونهض مروان فحمد الله واثنى عليه ثم قال:

- أما بعد فأن معاوية امرني ان اخطب زينب بنت عبدالله بن جعفر(١) على يزيد بن معاوية وفق الشروط التالية:

١ - قبول ما يحكم به ابوها في الصداق

٢ - اداء دين أبيها بلغ مابلغ

٣ - الصلح بين طائفتي بني هاشم وبني امية

٤ - ان يزيد بن معاوية كفو من لا كفو له. ولعمري لمن يغبطكم بيزيد اكثر من يغبطه بكم.

٥ - يزيد من يستسقي الغمام بوجهه

ثم سكت وجلس.

فقام الحسن عليه السلام فحمد الله واثني عليه، وقال:

- اما بشأن الصداق فلسنا نعدل في قيمته عن سنة النبي (ص)(٢) ، واما دين أبيها فليست نسائنا

____________________

(١) رويت بعض الروايات التي صرحت بان البنت هي ام كلثوم والامام الحسين عليه السلام بدلا من الامام الحسن عليه السلام

(٢) اربعمئة او اربعمئة وخمسون وقيل خمسمئة درهما

٦٠

اللاتي يؤدين عن آبائهن، واما الصلح بين الطائفتين، فإنا عاديناكم لله وفي الله فلا نصالحكم للدنيا، واما افتخارنا بيزيد اكثر من افتخاره بنا، فان كانت الخلافة فاقت النبوة فنحن المغبوطون به وان كانت النبوة فاقت الخلافة فهو المغبوط بنا، واما قولك ان الغمام يستسقي بوجه يزيد فان ذلك لم يكن الا لآل النبي (ص) وقد رأينا ان نزوجها ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، وقد زوجتها منه وجعلت مهرها ضيعتي التي بالمدينة فلها فيها غنى وكفاية.

فقال مروان:

- اغدراً يا بني هاشم؟

قال الحسن عليه السلام:

- أجل. واحدة بواحدة. فقد كان هذا جوابا لما نطقت به.

فيأس مروان وكتب بذلك لمعاوية. فقال معاوية:

خطبنا اليهم فلم يفعلوا، ولو خطبوا الينا لما رددناهم(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج٤٤ ص ١١٩ - ١٢٠

٦١

٢٦ - الرفق بالحيوان

كان الامام الحسن عليه السلام يتناول الطعام وامامه كلب، فطرح للكلب لقمة.

فقال له احدهم:

- يا بن رسول الله ألا ادفع هذا الكلب.

٦٢

قال عليه السلام:

- دعه اني لأستحي من الله ان يكون ذو روح ينظر الى طعامي ولا اطعمه واطرده(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج٤٣، ص ٣٥٢

٦٣

٢٧ - الباكون على الحسين عليه السلام

لما اخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة عليها السلام بشهادة ولدها الحسين عليه السلام ولما يجري عليه من مصائب ومحن بكت بكاءاً شديدا وقالت:

- يا أبه؟ متى يكون ذلك؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم:

- في زمان خال مني ومنك ومن علي.

فاشتد بكاؤها وقالت:

- فمن يبكيه يا أبه؟ ومن يلتزم باقامة العزاء؟

فقال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة ان نساء امتي يبكون على نساء اهل بيتي ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة. فاذا كان يوم القيامة تشفعين انت للنساء وأنا اشفع للرجال، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وادخلناه الجنة.

يافاطمة كل عين باكية يوم القيامة الا عين بكت على مصاب الحسين فانها ضاحكة مستبشرة بنعيم

٦٤

الجنة(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج٤٤، ص ٢٩٢

٦٥

٢٨ - علاج المعصية

ان رجلا دخل على الحسين عليه السلام فقال:

- انا شخص مذنب ولا أملك نفسي عن ارتكاب المعاصي، فعظني يا بن رسول الله.

قال عليه السلام:

- عليك بخمس واذنب بعدها ماشئت:

اولا: لا تأكل من رزق الله واذنب ما شئت.

ثانيا: أن تخرج من ولاية الله وتذنب ماشئت

ثالثا: ان تذنب في موضع لا يراك فيه الله.

رابعا: اذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عنك واذنب ماشئت.

خامسا: اذا أمر بك مالك الى النار فلا تدخل. اذا فعلت ذلك فاذنب ماشئت(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٧٨،ص ١٢٦

٦٦

٢٩ - عظمة اصحاب الحسين عليه السلام

تكلم اصحاب الحسين عليه السلام الاوفياء ليلة عاشوراء بكلام يشبه بعضه بعضا يعلنون فيهم وفاءهم واخلاصهم لإمامهم. فبلغ احدهم ويدعى محمد بن بشر الحضرمي نبأ اسر ابنه بثغر الري على ايدي الكفار. فقال محمد:

- عند الله أحتسبه، لا أحب ان يؤسر وانا أبقى بعده.

فسمع الحسين عليه السلام قوله فقال له:‍

- انت في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك.

فقال الحضرمي: اكلتني السباع حيا ان فارقتك.

فاعطاه الحسين عليه السلام خمسة اثواب يمانية - قيمتها الف دينار - وقال له:

- اعط ابنك الآخر هذه النقود (كهدية) يستعين

٦٧

بها لفداء اخيه من العدو(١) .

٣٠ - عاقبة ابن زياد

بعث ابراهيم بن مالك الاشتر برؤوس ابن زياد وبعض قواده الى المختار، وكان المختار يأكل الطعام فطرحت الرؤوس عنده. فقال:

- لقد اتي برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يدي ابن زياد حين كان يأكل الطعام. وقد أتي برأس ابن زياد الي كذلك فلله الحمد. فاذا بحية بيضاء تتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخر ابن زياد وخرجت من أذنه، وتكرر ذلك مرارا. فقام المختار من مكانه واخذ يضرب وجه ابن زياد بنعله ثم اعطاه غلامه وقال له:

- اغسله فقد مس جسدا نجسا!

ثم بعث المختار بالرؤوس الى محمد بن الحنفية

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٤ ص ٣٩٤

٦٨

في الحجاز. فبعث بها ابن الحنفية الى الامام السجاد عليه السلام وكان حينها يأكل الطعام فقال:

- لقد أتي برأس أبي الى ابن زياد فكان يأكل الطعام فدعوت الله أن يريني رأس ابن زياد على مائدة الطعام، ففعل وله الحمد على ذلك(١) .

٣١ - الوعظ الفارغ

مر الامام زين العابدين عليه السلام بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى فقال (ع):

- امسك عن الكلام ياحسن لأسألك فهل انت راضي لنفسك عن الحال التي فيها مقيم فما بينك وبين الله للموت اذا نزل بك غدا؟

اجاب: لا! لست راضيا.

قال عليه السلام:

- افتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن هذه

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٥، ص ٣٣٥

٦٩

الحال التي لا ترضاها الى الحال التي ترضاها؟

فاطرق الحسن البصري مليا ثم قال:

- كلما عاهدت نفسي اخلفت ولم يكن ذلك مني سوى لقلقة لسان.

فقال عليه السلام:

- أترجو نبيا يأتي بعد محمد (ص) له معرفة بك؟

قال: لا.

قال عليه السلام:

- افترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد اليها فتعمل فيها؟

قال: لا.

فقال عليه السلام:

- أفرأيت احدا به مسكه عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا. انت لا تحدث نفسك جديا بتغيير حالك - ولا ترجو نبياً بعد محمد ولا دارا غير الدار التي انت فيها - ومع ذلك تعظ الناس؟

فلما انصرف الامام عليه السلام قال الحسن البصري:

- من هذا؟

٧٠

قالوا: علي بن الحسين عليه السلام.

قال: هم أهل بيت العلم.

قيل فما رؤي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس(١) .

٣٢ - عاقبة المستهزئين بحديث النبي (ص)

قال الامام زين العابدين عليه السلام:

- ما ندري كيف نصنع بالناس ان حدثناهم بما سمعنا من رسول الله (ص) سخروا، ولا يسعنا ان

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٦ ص ١١٦

٧١

نسكت عن ذكر هذه الحقائق.

فقال ضمرة بن معبد: حدثنا عما سمعت.

قال عليه السلام: هل تدرون ما يقول عدو الله اذا حمل على سريره الى القبر؟

قال: فقلنا لا.

قال عليه السلام: انه يقول لحملته الا تسمعون أني اشكو اليكم عدو الله خدعني واوردني هذا المورد السيء واشكو اليكم اخوانا واخيتهم فخذلوني واولاد حاميت عنهم فخذلوني، ودارا انفقت عليها ثروتي فصار سكانها غيري فارفقوا بي وارحموني ولا تستعجلوا.

قال ضمرة: لو كان له ان يتحدث هكذا لو ثب على ايدي حامليه!

فقال عليه السلام: اللهم ان كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه.

قيل فمكث ضمرة اربعين يوما ثم مات، فحضر دفنه غلام له، ثم أتى زين العابدين عليه السلام فجلس اليه فقال له:

- من أين جئت؟

قال:

٧٢

- من جنازة ضمرة، فوضعت وجهي عليه حين سوى عليه فسمعت صوته كما كنت اعرفه منذ زمان حياته وهو يقول:

ويلك ياضمرة بن معبد‍! اليوم خذلك كل خليل وصار معبرك الى الجحيم فيها مسكنك ومميتك والمقيل.

قال فقال زين العابدين عليه السلام:

- اسأل الله العافية، هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٦، ص ١٤٢

٧٣

٣٣ - الارتزاق الحلال صدقة

كان الامام زين العابدين عليه السلام اذا اصبح خرج غادياً في طلب الرزق. فقيل له:

- يا بن رسول الله (ص)‍ اين تذهب؟

قال عليه السلام:

- خرجت من بيتي لأتصدق لعيالي.

قيل له:

- كيف تتصدق على عيالك؟

قال عليه السلام:

- من طلب الحلال (لينفقه على عياله) فهو من الله عز وجل صدقة عليه(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٦، ص ٧٦

٧٤

٣٤ - مناجاة الامام السجاد عند الكعبة

قال طاووس اليماني:

رأيت علي بن الحسين عليه السلام يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير احدا وعاد ا لحجاج الى منازلهم رمق السماء بطرفه وقال:

الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون انامك وابوابك مفتحات للسائلين جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد في عرصات القيامة.

ثم بكى وقال:

وعزتك وجلالك، ما أردت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك اذ عصيتك وانا بك شاك، ولا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي واعانني على ذلك سترك المرخى عليّ فالآن من يستنقذني من عذابك وبحبل من اعتصم أن قطعت حبلك عني... ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب.. اما آن لي ان استحي من ربي، ثم بكى وانشأ يقول:

اتحرقني بالنار ياغاية المنى فأين رجائي ثم

٧٥

اين محبتي

اتيت باعمال قباح زرية وما في الورى خلق جنى كجنايتي

ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، وتتودد الى خلقك بحسن الصنيع كأن بك حاجة اليهم فخر الى الارض، وقال فدنوت منه فجعلت رأسه في حضني، ثم سالت دموعي على وجهه الشريف، فاستوى جالساً وقال:

من الذي شغلني عن ذكر ربي؟

قلت: يا بن رسول الله (ص) انا طاووس اليماني ماهذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا، فنحن العاصون فأبوك الحسين وامك الزهراء وجدك رسول الله (ص).

فالتفت الي وقال:

- هيهات يا طاووس! دع عنك حديث أبي وأمي وجدي فقد خلق الله الجنة لمن اطاعه واحسن ولو كان عبدا حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً الم تسمع قوله تعالى ] فاذا نفخ في

٧٦

الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون(١) .

والله لا ينفعك غدا الا العمل الصالح(٢) .

٣٥ - زاد الآخرة

قال الزهري:

رأيت علي بن الحسين عليه السلام في ليلة باردة مظلمة وعلى ظهره دقيق، وهو يمشي فقلت:

- يا بن رسول الله، ماهذا؟

قال عليه السلام:

- اريد سفرا اعد له زادا احمله الى موضع حريز (كي لا ارد هناك خال اليدين).

قلت:

____________________

(١) سورة المؤمنون الآية ١٠١

(٢) بحار الانوار ج ٤٦، ص ٨١

٧٧

- يا بن رسول الله! هذا غلامي يحمل عنك.

فلم يقبل.

فقلت:

- أنا أحمله عنك فإنّي أرفعك عن حمله.

فقال عليه السلام:

- لكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري و يحسن ورودي على ما أرد عليه أسألك بحقّ اللّه لمّا مضيت لحاجتك و تركتني.

فرآه الزهري بعد بضعة ايام فقال له:

- يا بن رسول الله (ص) لست ارى لذلك السفر الذي ذكرته اثرا!

قال عليه السلام:

- بلى يا زهريّ ليس ما ظننت و لكنّه الموت وله كنت أستعدّ إنّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام وفعل الخير(١) .

____________________

(١) بحار الاانوار ج ٤٦ ص ٦٥

٧٨

٧٩

٣٦ - حرمة مزاح الاجنبية

قال ابو بصير:

كنت اقرأ إمرأة القرآن بالكوفة. وذات يوم مازحتها بشيء! وبعد مدة قصدت المدينة فلما دخلت على الامام الباقر عليه السلام عاتبني وقال:

- من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ الله به،! أي شيء قلت للمرأة؟

فغطيت وجهي من شدة الحياء وتبت.

فقال الامام (ع): لا تعد لمثلها(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٦ ص ٢٤٧

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196