حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار0%

حكايات بحار الانوار مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 196

حكايات بحار الانوار

مؤلف: محمود ناصري
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف:

الصفحات: 196
المشاهدات: 98772
تحميل: 4814

توضيحات:

حكايات بحار الانوار
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 196 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98772 / تحميل: 4814
الحجم الحجم الحجم
حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار

مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
العربية

٣٧ - وصايا عن الامام الباقر عليه السلام

قال جابر الجعفي:

دخلنا على أبي جعفر الباقر عليه السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا مناسكنا فودعناه وقلنا له:

- اوصنا.

فقال عليه السلام:

- ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم! ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا اسرارنا عمن ليسوا اهلا لها، ولا تحملوا الناس على اعناقنا، وانظروا امرنا وما جاءكم عنا، فان وجدتموه في القرآن موافقا فخذوا به وإن لم تجدوه موافقا فردوه، وإن اشتبه الامر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك. فإذا كنتم كما اوصيناكم لم تعدوا الى غيره فمات منكم ميت قبل ان يخرج قائمنا (عج) كان شهيداً، ومن ادرك قائمنا فقتل معه كان له اجر شهيدين ومن

٨١

قتل بين يديه عدوا لنا كان له اجر عشرين شهيدا(١) .

٣٨ - الموت قبل رؤية القائم (عج)

قال عبدالحميد الواسطي قلت للامام الباقر عليه السلام:

- والله لقد تركنا متاجرنا ننتظر ظهور امام زماننا (عج) حتى لم يبق عندنا ما نرتزق به، افنتكدى على الناس؟

قال عليه السلام: يا عبدالحميد! أظننت ان الله لا يفتح ابواب رزقه على من نذر نفسه له؟ والله سيفتح له ابواب رحمته. رحم الله من جاهد فينا وأحيا أمرنا.

فقلت: كيف حالي اذا مت قبل ان ارى قائمكم

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٢ ص ٢٣٦

٨٢

سيدي؟

قال عليه السلام: من قال منكم اذا أدركت قائم آل محمد فنصرته، كان كمن قاتل بين يديه، ومن استشهد بين يديه كأنه قتل مرتين.

وجاء في رواية أخرى:

كمن قاتل بين يديه، بل كمن قتل معه(١) .

٣٩ - الكتابة الخضراء

كان رجل من ملوك اهل الجبل يأتي الامام الصادق (ع) في حجه كل سنة وينزل عنده وحين رجوعه ذات مرة وقبل ان يؤدي مراسم الحج اعطى الامام الصادق عليه السلام عشرة ألاف درهم وقال له:

- اشتر لي دارا بهذه الدراهم.

وخرج الى الحج فلما انصرف اتى الامام عليه السلام فانزله في داره وسلمه صك كتب فيها:

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٥٢، ص ١٢٦

٨٣

هذه ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي، دارا في الجنة حدها الاول دار رسول الله (ص) والحد الثاني دار علي عليه السلام والثالث دار الحسن عليه السلام والرابع دار الحسين بن علي عليه السلام.

فلما قرأ الرجل ذلك قال: رضيت.

فوزع عليه السلام المال على ولد الحسن والحسين عليهم السلام وبعد مدة اعتل ذلك الرجل علة الموت فلما حضرته الوفاة، جمع اهل بيته وقال لهم:

- انا موقن بما قاله الامام الصادق عليه السلام ولكن ادفنوا الصك معي في القبر!

ثم انتقل الى جوار ربه ففعلوا له ما أوصى به، فلما اصبح القوم غدوا الى قبره، فاذا مكتوب على القبر بالخط الاخضر:

والله وفى لي جعفر بن محمد بما قال(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٧، ص ١٣٤

٨٤

٤٠ - التحفي وسط النار

روى المأمون الرقي قائلا:

كنت عند الامام الصادق عليه السلام اذ دخل سهل بن الحسن الخراساني، فسلم عليه ثم جلس، فقال له:

٨٥

- يا بن رسول الله (ص) الإمامة حقكم فانتم اهل بيت الرأفة والرحمة، فما الذي يمنعك من المطالبة بحقك، وانت تجد من شيعتك مائة الف يضربون بين يديك بالسيف ويقاتلون الاعداء.

قال عليه السلام:

- اجلس يا خراساني، حتى اوضح لك الحقيقة.

ثم امر جارية ان توقد التنور. وعندما اشتعلت النار واصبح اللهب شديداً واصبح القسم العلوي للتنور ابيضاً من شدة الحرارة قال عليه السلام:

- يا خراساني قم واجلس في التنور.

فأخذ الخراساني يتعذر ويقول:

- يا بن رسول الله‍ لا تعذبني بالنار واقلني.

فقال الامام عليه السلام: قد اقلتك.

فبينما نحن كذلك اذ اقبل هارون المكي ونعليه في يديه، فدخل حافيا وسلم، فرد عليه السلام سلامه وقال:

- الق النعل واجلس في التنور.

فالقى النعل ثم جلس في التنور‍ واقبل الامام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها لسنوات. ثم قال:

٨٦

- قم يا خراساني وانظر ما في التنور.

قال سهل:

- فلما بلغت التنور رأيت هارون جاثيا على ركبتيه وسطه. وما أن رآني حتى نهض وسلم عليّ.

فقال الامام عليه السلام لسهل:

- كم تجد في خراسان مثل هذا؟

قال: والله ولا واحد.

فقال عليه السلام:

- لا والله ولا واحد، أما إنا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٧،١٢٣

٨٧

٤١ - تواصل الشيعة ومواساتهم

قال الامام موسى بن جعفر عليه السلام:

- يا عاصم، كيف انتم في التواصل والتبار؟

قال: على افضل ما يرام.

قال عليه السلام:

- أيأتي احدكم عند الضيقة منزل اخيه فلا يجده، فيأمر باخراج كيسه فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته دون ان يعترض وينكر عليه أحد؟

قال: لا ليس الامر كذلك.

فقال عليه السلام:

- فلستم على ما أحب من التواصل ولا زلتم في الضيق والفقر وعدم التعاون فيما بينكم(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٧، ص ١٢٣

٨٨

٤٢ - التصدق بالخبز دون الملح

قال المعلى بن خنيس:

خرج ابو عبدالله عليه السلام في ليلة ماطرة وهو يريد ظلة بني ساعدة(١) ، فاتبعته. فجأة التفت الى شيء قد وقع منه. فسمعته همس قائلا:

- اللهم رده علينا.

فاقتربت منه وسلمت عليه. فعرف صوتي وقال:

- معلى؟

قلت: نعم جعلت فداك.

فنظرت الارض لأرى ماذا وقع من الامام عليه السلام فرأيت قطع من الخبز. قال عليه السلام:

- ناولني ماسقط من الخبز!

فدفعتها اليه. واذا بجراب من خبز يصعب حملها بينما كان يحملها الامام عليه السلام فقلت له:

- دعني احملها عنك.

قال عليه السلام:

- لا، انا اولى بها منك ولكن امض معي.

فحملها الامام عليه السلام على ظهره حتى بلغنا

____________________

(١) ظلة يلجأ اليها الناس في النهار هربا من حرارة الشمس، كما انها انسب مكان لاقامة الفقراء والغرباء للمبيت فيها ليلا

٨٩

ظلة بني ساعدة، فاذا بفقراء نيام ليس لهم من منزل ولا مكان، فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى اتى على آخرهم، ثم انصرفنا فقلت:

- جعلت فداك، هل يعرف هؤلاء الحق - هل هم من شيعتك والقائلين بإمامتك - لتحمل اليهم الخبز في غسق الليل؟

قال عليه السلام:

- لو كانوا من شيعتي لواسيتهم اكثر(١) ، لواسيناهم بالدقة.(٢)

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٧، ص ٢٠

(٢) الدقة هي الملح

٩٠

٤٣ - الامام الصادق (ع) ومقاطعة مجلس الخمر

روى هارون بن الجهم:

كنت مع الصادق عليه السلام بالحيرة حين قدم على المنصور الدوانيقي، فختن بعض القواد ابناً له، وصنع طعاما دعى اليه اغلب الاشراف والاكابر، وكان الامام الصادق عليه السلام فيمن دُعي.

وبينما هو على المائدة يأكل ومعه عدة من الأعيان والأشراف، إستسقى رجل، فأتي له بقدح من شراب بدلا من الماء، فلما تناول الرجل القدح، قام الصادق عليه السلام من المائدة، فاصروا عليه في الرجوع، فامتنع قائلا:

- ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٧، ص ٣٩

٩١

٤٤ - الشيعة في الجنان

زار زيد بن اسامة الامام الصادق عليه السلام فقال له:

- يازيد، كم اصبح عمرك؟

قلت: جعلت فداك، كذا سنة.

قال عليه السلام:

- جدد عبادتك واحدث توبة.

قال: فتأثرت جدا واجهشت بالبكاء.

فقال عليه السلام:

- ما يبكيك؟

قلت: كأنك نعيت اليّ نفسي بما قلت.

فقال عليه السلام:

- يا زيد‍ ابشر فانك من شيعتنا، وانت في الجنة - فالشيعة الحقيقيون كلهم من اصحاب الجنة(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٧، ص ٧٧

٩٢

٤٥ - سبيكة الذهب ومعجزة الامام الصادق(ع)

كان عند الصادق عليه السلام بعض اصحابه، فقال(ع):

- عندنا خزائن الارض ومفاتيحها، فاذا اشرت لها بأحدى رجلي فانها ستخرج مافيها من ذهب وكنوز.

ثم خط عليه السلام خطا على الارض بجبهته، فانشقت الارض فمد الامام عليه السلام بيده فاستخرج قطعة من الذهب طولها شبرا. فقال عليه السلام:

- انظروا الى جوف الارض.

فنظر اصحابه فاذا قطع من الذهب على بعضها البعض تلمع كالشمس. فقال احد اصحابه:

- يا بن رسول الله وهبكم الله الدنيا بما فيها وشيعتكم واوليائكم على ما هم عليه من الفقر والعوز؟

٩٣

فقال عليه السلام:

- لقد جمع الله لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة. ان ولايتنا أهل البيت كنز عظيم وخير كثير. نحن واشياعنا في الجنة واعدائنا في النار(١) .

٤٦ - الناس على حقيقتهم الباطنية

قال ابو بصير - احد المخلصين من شيعة الامام الصادق(ع) -:

حججت مع الامام الصادق عليه السلام، فلما كنا في الطواف، قلت له:

- جعلت فداك أيغفر الله لهذا الخلق الذي يحج البيت باجمعه؟

قال عليه السلام:

- يا أبا بصير‍، ان اكثر من ترى من هؤلاء قردة وخنازير.

____________________

(١) بحار الانوار ج ١٠٤، ص ٣٧

٩٤

قلت: ارينهم!

فأمر يده على بصري وتكلم بكلمات فرأيتهم قردة خنازير، فهالني ذلك! ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا على ظاهرهم قال عليه السلام:

- يا أبا بصير، انتم في الجنة تحبرون ولستم في اطباق النار. والله لا تجمع النار منكم ثلاثة لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد(١) .

٤٧ - الآية التي جعلت النصراني مسلما

قال زكريا بن ابراهيم كنت نصرانيا فاسلمت. وحججت فدخلت على الامام الصادق عليه السلام فقلت:

- كنت مسيحيا واصبحت مسلما.

فقال: وأي شيء رأيت في الاسلام فاسلمت؟

قلت: قوله تعالى ما كنت تدري ما الكتاب ولا

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٧،ص ٧٩و ج ٦٨،ص ١١٨

٩٥

الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء [ ففهمت من هذه الآية ان الاسلام دين كامل ولا يمكن ان يصدر مثل هذا الكلام ممن لم يذهب الى مدرسة او يعتقد بفكرة، وعليه فلا بد ان يكون وحيا نزل على محمد (ص).

قال عليه السلام

- لقد هداك الله.

ثم قال ثلاثا:

- اللهم اهده، سل عما شئت يا بني.

فقلت: إن أبي وأمي واسرتي على النصرانية وأمي مكفوفة البصر فهل لي أن آكل في آنيتهم بعد أن اسلمت؟

قال عليه السلام:

- أيأكلون لحم الخنزير؟

قلت: لا ولا يمسونه.

فقال عليه السلام:

- لا بأس.

ثم اوصاه عليه السلام قائلا:

- فانظر امك فبرها، فاذا ماتت فلا تكلها الى غيرك - تول بنفسك غسلها وكفنها ودفنها - ولا

٩٦

تخبرن احد انك اتيتني حتى تأتيني بمنى انشاء الله.

قال: فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان وكل يسأله! فلما قدمت الكوفة الطفت لأمي وكنت اطعمها واغسل رأسها وثيابها. فقالت لي يوما:

- يا بني ماكنت تصنع بي هذا وانت على ديني، فما الذي ارى منك؟

قلت: لقد اسلمت وقد امرني بهذا رجل من ولد نبينا.

قالت: هذا الرجل نبي؟

قلت: لا، ولكنه ابن نبي.

قالت: لابد ان يكون نبيا، فهذه وصايا (بشأن احترام الام وخدمتها) الانبياء.

فقلت: يا أمي انه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه.

فقالت: يا بني دينك خير الاديان، اعرضه علي.

فعلمتها الشهادتين فدخلت الاسلام وعلمتها الصلاة فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء. ثم مرضت بعد مدة فالتفتت الي وقالت:

- بني اعد على ما علمتني.

فاعدته عليها، فنطقت بالشهادتين وماتت. فلما

٩٧

اصبح الصباح غسلها المسلمون، وكنت انا الذي صليت عليها وانزلتها قبرها(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٧، ص ٣٧٤

٩٨

٤٨ - التجارة بالمال الحلال

دخل رجل شاب على الصادق عليه السلام وقال:

- ليس لي رأس مال.

قال الامام عليه السلام: كن صادقا امينا، يرزقك الله.

فخرج فوجد في الطريق هميانا فيه سبع مائة دينار. فقال في نفسه: لا بد ان امتثل وصية الامام عليه السلام وعليه يجب ان اعلن على الملأ من فقد هميانا فليأتي إلي.

فصاح قائلا: من ضاع منه شيء فليذكره ليأخذه.

فجاءه رجل واعطاه اوصاف الهميان فأخذه بعد ان اهدى الشاب سبعين ديناراً. فأخذها واتى الامام عليه السلام واخبره القضية، فقال عليه السلام:

- هذه السبعون دينار الحلال افضل من تلك السبعمائة الحرام، وهذا رزقك من الله.

٩٩

فاتجر الشاب بها حتى اصبح ثريا(١) .

٤٩ - المرأة الموالية

قال بشار المكاري:

دخلت على الامام الصادق عليه السلام بالكوفة وكان يأكل التمر فقال:

- اجلس يابشار كل معي التمر.

قلت: جعلت فداك، رأيت وانا في الطريق ما أسخطني فلا طاقة لي على الاكل!

قال عليه السلام:

- مارأيت في الطريق؟

قال: رأيت رجلا يضرب امرأة ويقتادها الى السجن. وليس هناك من ينجدها.

قال عليه السلام:

- وما قصتها؟

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٢٧، ص ١١٧

١٠٠