عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير

عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير0%

عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 127

  • البداية
  • السابق
  • 127 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 17517 / تحميل: 3735
الحجم الحجم الحجم
عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير

عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المأمون رجلٌ صالحٌ مليح الحديث، ونقل عن ابن معين ثقته، وعن ابن سعد: كان ثقةً مأموناً خيّراً لم يكن هناك أفضل منه، وعن ابن يونس: كان فقيهاً في زمانه(1) .

وذكر الجزري في خلاصته: 150 ثقته عن أحمد والنسائي وابن معين وابن سعد(2) .

وفي تهذيب ابن حجر ما ملخّصه: عن أحمد: رجل صالح الحديث من الثقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه، وعن ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي: ثقةٌ، وعن أبي حاتم: صالحٌ، وعن ابن سعد وابن يونس ما مرّ عنهما. أخرج الحديث من طريقه الائمة أرباب الصحاح غير مسلم، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه(3) .

6 - أبو نصر علي بن سعيد أبي حملة الرملي:

المتوفى 216، كذا أرّخه البخاري(4) .

____________________

(1) تهذيب تاريخ ابن عساكر 7: 37.

وراجع: العلل ومعرفة الرجال لاحمد 2: 366 رقم 2624، والطبقات الكبرى لابن سعد 7: 471.

(2) الخلاصة 2: 6 رقم 3154.

(3) تهذيب التهذيب 4: 403.

وراجع: الثقات لابن حبان 8: 324، والجرح والتعديل لابي حاتم 4: 467 رقم 2052،

(4) التاريخ الكبير 3: 171 رقم 2377.

١٠١

وثّقه الذهبي في ميزان الاعتدال 2: 224 وقال: ما علمت به بأساً، ولا رأيت أحداً إلى الان تكلَّم فيه، وهو صالح الامر، ولم يُخرج له أحدٌ من أصحاب الكتب الستّة مع ثقته(1) .

وترجمه بعنوان علي بن سعيد أيضاً وقال: يثبت في أمره كأنه صدوق(2) .

واختار ابن حجر ثقته في لسانه 4: 227 وأورد على الذهبي وقال: إذا كان ثقة ولم يتكلّم فيه أحد فكيف تذكره في الضعفاء(3) !.

7 - أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال المتوفّى 331:

ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 8: 289 - 291 وقال: كان ثقةً يسكن باب البصرة من بغداد، وحكى عن الحافظ الدارقطني: أنه صدوق.

8 - الحافظ عليّ بن عمر أبو الحسن البغدادي الشهير بدارقطني صاحب السنن المتوفّى 385:

ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 12: 34 - 40 وقال: كان

____________________

(1) ميزان الاعتدال 4: 125 رقم 5833.

(2) ميزان الاعتدال 4: 131 رقم 5851.

(3) لسان الميزان 4: 232 رقم 616.

١٠٢

فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الاثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق، والامانة، والفقه، والعدالة، وقبول الشهادة، وصحّة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث. وحكى عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنّه قال: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظاً ورد بغداد إلاّ مضى إليه وسلّم له، يعني: فسلّم له التقدمة في الحفظ وعلوّ المنزلة في العلم، ثم بسط القول في ترجمته والثناء عليه.

وترجمه ابن خلكان في تاريخه 1: 359 وأثنى عليه(1) ، والذهبي في تذكرته 3: 199 - 203 وقال: قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في القرّاء والنحويّين، وأقمتُ في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وُصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنّفات يطول ذكرها، فأشهد أنّه لم يخلف على أديم الارض مثله... إلى آخره(2) .

وهناك توجد في كثير من المعاجم جمل الثناء عليه في تراجم ضافية لا نطيل بذكرها المقام، ولقد أطلنا القول في إسناد هذا

____________________

(1) وفيات الاعيان 3: 297 رقم 434.

(2) تذكرة الحفاظ 3: 991 - 995.

١٠٣

الحديث لان نوقفك على مكانته من الصحّة، وأنّ رجاله كلّهم ثقات، وبلغت ثقتهم من الوضوح حدّاً لا يسع معه أيّ محوّر للقول أو متمحّل في الجدل أن يغمز فيها، فتلك معاجم الرجال حافلة بوصفهم بكلّ جميل.

على أنّ ما فيه من نزول الاية الكريمة:( اليومَ أكملتُ لَكُم دينكم ) (1) يوم غدير خمّ معتضدٌ بكلّ ما أسلفناه من الاحاديث الناصّة بذلك، وفي رواتها مثل: الطبري(2) ، وابن مردويه(3) ، وأبي نعيم(4) ، والخطيب(5) ، والسجستاني(6) ، وابن

____________________

(1) المائدة: 3.

(2) قال المؤلّف في كتابه الغدير 1: 230: الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310، روى في كتاب الولاية باسناده عن زيد بن أرقم نزول الاية الكريمة يوم غدير خم في أمير الؤمنينعليه‌السلام .

وراجع: البداية والنهاية 5: 212.

(3) قال في كتابه الغدير 1: 231: الحافظ ابن مردويه الاصفهاني المتوفى 410، روى من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري: إنها نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم حين قال لعليّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، ثم رواه عن أبي هريرة، وفيه: إنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، يعني مرجعهعليه‌السلام من حجة الوداع. تفسير ابن كثير 2: 14.

وقال السيوطي في الدر المنثور 2: 259: أخرج ابن مردويه وابن عساكر...

(4) قال في كتابه الغدير 1: 231: الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430، وروى في كتابه ما نزل من القرآن في علي، قال حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد... قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثني يحيى الحمّاني، قال حدثني قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا الناس إلى علي في غدير خم...

(5) قال في كتابه الغدير 1: 232: الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463، روى في تاريخه 8: 290 عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران عن...

(6) قال في كتابه الغدير 1: 233: الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفى 477، في كتاب الولاية، بإسناده عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني الكوفي، عن قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما دعا الناس بغدير خم...

١٠٤

عساكر(1) ، والحسكاني(2) ، وأضرابهم من الائمة والحفّاظ، راجع ص230 - 238(3) .

____________________

(1) قال في كتابه الغدير 1: 233: الحافظ أبو القاسم بن عساكر الشافعي الدمشقي المتوفى 571، روى الحديث المذكور بطريق ابن مردويه عن أبي سعيد وأبي هريرة كما في الدرّ المنثور 2: 259.

راجع ترجمة الامام عليعليه‌السلام من تاريخ دمشق 2: 75 برقم 575 و 576 و 577 و 578.

(2) قال في كتابه الغدير 1: 233: الحافظ أبو القاسم الحاكم الحسكاني... قال أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، قال: أخبرنا أبو بكر الجرجاني...

راجع: شواهد التنزيل 1: 156 برقم 210 و 211 و 212 و 213 و 214 و 215 بعدة طرق عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس.

(3) ذكرقدس‌سره في كتابه الغدير 1: 230 - 238 ستة عشر مصدراً من طرق العامة نصت على نزول هذه الاية حول نصّ الغدير.

١٠٥

[ شبهة ابن كثير حول صوم يوم الغدير ]

فإذا وضح لديك ذلك فهلم معي إلى ما يتعقّبه ابن كثير(1) هذا الحديث، ويحسب أنّه حديث منكَر بل كذب، لِما رُوي من نزول الاية يوم عرفة من حجّة الوداع!

وإن تعجب فعجب أن يجزم جازم بمنكريّة أحد الفريقين في الروايات المتعارضة وهما متكافئان في الصحة، فليت شعري أيّ مرجّح في الكفّة المقابلة لحديثنا بالصحة، وما المطفف في الميزان في كفّه هذا الحديث؟! مع إمكان معارضة ابن كثير بمثل قوله في الجانب الاخر، لمخالفته لما اثبتناه من نزول الاية الكريمة، وهل لمزعمة ابن كثير مبرّر؟ غير أنّه يهوى أن يزحزح القرآن الكريم عن هذا النبأ العظيم! وإلاّ لكان في وسعه أن يقول كما قال سبط ابن الجوزي في تذكرته: 18: بإمكان نزولها مرّتين(2) ، كما وقع في البسملة وآيات أخرى قدّمنا ذكرها ص 257(3) .

____________________

(1) قلّد الذهبي في قوله هذا كما يظهر من تاريخه 5: 214 « المؤلّفقدس‌سره ».

(2) تذكرة الخواص: 30، ط المطبعة الحيدرية.

قال:... على أنّ الازهري قد روى عن خيشون؟ ولم يضعفه، فإن سلمت رواية خيشون احتمل أنّ الاية نزلت مرّتين: مرّة بعرفة، ومرّة يوم الغدير، كما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم مرّتين: مرّة بمكّة ومرّة بالمدينة.

(3) قال المؤلّف في كتابه الغدير 1: 257:

على أنّ من الجائز نزول الاية مرّتين، كآيات كثيرة نصّ العلماء على نزولها مرة بعد أخرى، عظة وتذكيراً، أو اهتماماً بشأنها، أو اقتضاء موردين لنزولها غير مرة: نظير البسملة، وأول سورة الروم، وآية الروح، وقوله:( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) وقوله...

راجع الاتقان للسيوطي 1: 60، وتاريخ الخميس 1: 11.

١٠٦

ولابن كثير في تاريخه 5: 214 شبهة أخرى في تدعيم إنكاره للحديث، وهي: حسبان أنّ ما فيه من أنّ صوم يوم الغدير يعدل ستّين شهراً يستدعي تفضيل المستحبّ على الواجب، لانّ الوارد في صوم شهر رمضان كلّه أنّه يقابل بعشرة أشهر، وهذا منكر من القول باطل! انتهى(1) .

[ دفع شبهة ابن كثير ]

ويقال في دحض هذه المزعمة بالنقض تارة، وبالحلّ أخرى:

أمّا النقض: فبما جاء من أحاديث جمّة لايسعنا ذكر كلّها، بل جلّها(2) ، ونقتصر منها بعدّة أحاديث، وهي:

1 - حديث من صام رمضان ثم أتبعه بستّ من شوال فكأنّما صام الدهر.

____________________

(1) البداية والنهاية 5: 233 حوادث سنة 10 للهجرة.

(2) راجع: نزهة المجالس 1: 151 - 158 و 167 - 176 « المؤلّفقدس‌سره ».

١٠٧

أخرجه مسلم بعدّة طرق في صحيحه 1: 323(1) ، وأبو داود في سننه 1: 381(2) ، وابن ماجة في سننه 1: 524(3) ، والدارمي في سننه 2: 21، وأحمد في مسنده 5: 417 و 419(4) ، وابن الديبع في تيسير الوصول 2: 329(5) نقلاً عن الترمذي(6) ومسلم، وعليه أسند قوله كلّ مَن ذهب إلى استحباب صوم هذه الايّام الستّة.

2 - حديث من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة.

أخرجه ابن ماجة في سننه 1: 524(7) ، والدارمي في سننه 2: 21، وأحمد في مسنده 3: 308 و 324 و 344 و 5: 280(8) ، والنسائي(9) وابن حبان في سننهما(10) وصحّحه السيوطي في

____________________

(1) صحيح مسلم 2: 524 باب 39 من كتاب الصيام، ط مؤسسة عز الدين.

(2) سنن أبي داود 2: 812 ح 2433 باب 58 من كتاب الصوم، ط دار الحديث.

(3) سنن ابن ماجة 1: 315 ح 1719 باب 33 من أبواب ما جاء في الصيام، ط شركة الطباعة العربية السعودية.

(4) مسند أحمد 6: 579 ح 23022 و 6: 683 ح 23049.

(5) تيسير الوصول 2: 392.

(6) سنن الترمذي 3: 132 ح 759 باب 53 من كتاب الصوم، ط دار الفكر.

(7) سنن ابن ماجة 1: 315 ح 1718 باب 33.

(8) مسند أحمد 4: 243 ح 13890، 4: 271 ح 14068، 4: 306 ح 14300، 6: 377 ح 21906.

(9) السنن الكبرى 2: 162 - 163 ح 2860 و 2861 باب 109 من كتاب الصيام، ط دار الكتب العلمية.

(10) الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 5: 257 ح 3627، ط دارالكتب العلمية.

١٠٨

الجامع الصغير 2: 79(1) .

3 - كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمر بصيام الايّام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ويقول: « هو كصوم الدهر أو كهيئة الدهر ».

أخرجه ابن ماجة في سننه 1: 522(2) ، والدارمي في سننه 2: 19.

4 - ما من أيّام الدنيا أيّام أحبّ إلى الله سبحانه أن يتعبّد له فيها من أيّام العشر في ذي الحجّة، وأنّ صيام يوم فيها ليعدل صيام سنة وليلة فيها بليلة القدر.

أخرجه ابن ماجة في سننه 1: 527(3) ، والغزالي في إحياء العلوم 1: 227 وفيه: من صام ثلاثة أيّام من شهر حرام: الخميس والجمعة والسبت كتب الله له بكلّ يوم عبادة تسعمائة عام(4) .

5 - عن أنس بن مالك قال: كان يقال في أيّام العشر بكلّ يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم. قال: يعني في الفضل.

____________________

(1) الجامع الصغير 2: 613 ح 8777، ط دار الفكر، ونصّ الحديث هكذا: « من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال كان كصوم الدهر ».

(2) سنن ابن ماجة 1: 313 ح 1709 و 1710 باب 29.

(3) سنن ابن ماجة 1: 317 ح 1732 باب 39.

(4) إحياء علوم الدين 1: 212.

١٠٩

أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب 2: 66، نقلاً عن البيهقي والاصبهاني(1) .

6 - صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر صيام الدهر وإفطاره.

أخرجه أحمد في مسنده 5: 34(2) ، وابن حبان في صحيحه(3) ، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير 2: 78(4) ، وأخرجه النسائي(5) ، وأبو يعلى في مسنده(6) ، والبيهقي عن جرير بلفظ: صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر صيام الدهر، كما في الجامع الصغير 2: 78(7) ، وأخرج الترمذي(8) والنسائي(9) كما في تيسير الوصول 2: 330(10) : من صام من كلّ شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، فأنزل الله تعالى تصديق ذلك في كتابه:( مَن جاء

____________________

(1) الترغيب والترهيب 2: 200 ح 7 كتاب الحج، ط دار الفكر، وفيه: وإسناد البيهقي لا بأس به.

(2) مسند أحمد 6: 13 ح 19858.

(3) الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 5: 264 ح 3645.

(4) الجامع الصغير 2: 111 ح 5115.

(5) السنن الكبرى 2: 136 ح 2728 باب 83 من كتاب الصيام.

(6) مسند أبي يعلى الموصلي 13: 492 ح 7504.

(7) الجامع الصغير 2: 111 ح 5114.

(8) سنن الترمذي 3: 135 ح 762 باب 54 من كتاب الصوم.

(9) السنن الكبرى 2: 134 ح 2717 باب 82 من كتاب الصيام.

(10) تيسير الوصول إلى جامع الاصول 2: 394.

١١٠

بالحسنة فله عشر امثالها ) (1) ، اليوم بعشرة أيام، وأخرجه بلفظ يقرب من هذا مسلم في صحيحه 1: 319 و 321(2) ، وأخرج النسائي من حديث جرير: صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر كصيام الدهر ثلاث أيام البيض(3) ، وأخرجه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 2: 33(4)، وذكره ابن حجر في سبل السلام 2: 234 وصحّحه(5) .

7 - صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم.

أخرجه ابن حبان عن عائشة كما في الجامع الصغير 2: 78(6) ، وأخرجه الطبراني في الاوسط، والبيهقي كما في الترغيب والترهيب 2: 27 و 66(7) .

8 - عن عبد الله بن عمر قال: كنّا ونحن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعدل

____________________

(1) الانعام: 160.

(2) صحيح مسلم 2: 520 باب 36 من كتاب الصيام.

(3) السنن الكبرى 2: 136 ح 2728 باب 83 من كتاب الصيام.

(4) الترغيب والترهيب 2: 120 باب الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر سيما البيض.

(5) سبل السلام 2: 168.

(6) الجامع الصغير 2: 111 ح 5119.

(7) الترغيب والترهيب 2: 112 ح 7 باب الترغيب في صيام يوم عرفة.

١١١

صوم يوم عرفة بسنتين.

رواه الطبراني في الاوسط(1) ، وهو عند النسائي بلفظ: سنة(2) ، كما في الترغيب والترهيب 2: 27(3) .

9 - من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب الله تعالى له صيام ستين شهراً.

أخرجه الحافظ الدمياطي(4) في سيرته كما في السيرة الحلبية 1: 254(5) ، ورواه الصفوري في نزهة المجالس 1: 154.

10 - عن أبي هريرة وسلمان عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إنّ في رجب يوماً وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الاجر كمن صام مائة سنة وقامها، وهي: لثلاث بقين من رجب».

رواه الشيخ عبد القادر الجيلاني في غنية الطالبين(6) ، كما في نزهة المجالس للصفوري 1: 154.

____________________

(1) المعجم الاوسط 1: 421 ح 755.

(2) السنن الكبرى 2: 155 ح 2828 باب 102 من كتاب الصيام.

(3) الترغيب والترهيب 2: 112 ح 8 باب الترغيب في صيام يوم عرفة.

(4) قال الذهبي في تذكرته 4: 268: شيخنا الامام العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسابة شيخ المحدّثين شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن الدمياطي الشافعي. ثم أكثر في الثناء عليه وقال: توفي 705 « المؤلّفقدس‌سره ».

(5) السيرة الحلبية 1: 238.

(6) غنية الطالبين: 288.

١١٢

11 - شهر رجب شهرٌ عظيمٌ، من صام منه يوماً كتب الله له صوم ثلاثة آلاف سنة.

رواه الكيلاني في غنيته، كما في نزهة المجالس للصفوري: 153(1) .

12 - من صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كلّه، مكتوب في التوراة.

ذكره الصفوري في نزهته 1: 174(2) .

13 - من صام يوماً من المحرّم فله بكلّ يوم ثلاثون يوماً.

رواه الطبراني في الصغير(3) ، كما ذكره الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 2: 28(4) .

وأمّا الحلّ، فليس عندنا أصل مسلّم يركن إليه في لزوم زيادة أجر الفرائض على المثوبة في المستحبات، بل أمثال الاحاديث السابقة في النقض ترشدنا إلى إمكان العكس، بل وقوعه، وتؤكّد ذلك الاحاديث الواردة في غير الصيام من الاعمال المرغّب فيها.

على أنّ المثوبة واقعة تجاه حقائق الاعمال ومقتضياتها الطبيعية، لا ما يعروها من عوارض كالوجوب والندب حسب

____________________

(1) نزهة المجالس 1: 153.

(2) نزهة المجالس 1: 174.

(3) المعجم الصغير 2: 71.

(4) الترغيب والترهيب 2: 114 ح 4 باب الترغيب في صيام شهر الله المحرم.

١١٣

المصالح المقترنة بها، فليس من المستحيل أن يكون في طبع المندوب في ما هيّات مختلفة، أو بحسب المقارنات المحتفّة به في المتّحدة منها، ما يوجب المزيد له.

ويقال في المقام: إنّ ترتّب المثوبة على العمل إنّما هو بمقدار كشفه عن حقيقة الايمان، وتوغّله في نفس العبد، وممّا لا شك فيه أنّ الاتيان بما هو زائدٌ على الوظائف المقرّرة من الواجبات وترك المحرّمات من المستحبات والتجنّب عن المكروهات أكشف عن ثبات العبد في مقام الامتثال، وخضوعه لمولاه، وحبّه له، وبه يكمل الايمان، ولم يزل العبد يتقرّب به إلى المولى سبحانه حتى أحبه كما ورد فيما أخرجه البخاري في صحيحه 9: 214 عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « إنّ الله عزّوجلّ قال: ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده الّذي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها... » الحديث(1) (2) .

بل من الممكن أن يُقال: إنّه ليس في نواميس العدل ما يحتّم ترتيب أجر على إقامة الواجب وترك المحرّم، زائداً على ما منح به

____________________

(1) صحيح البخاري 8: 131، في الرقاق، باب التواضع. وطبعة أخرى 5: 2384 ح 6137.

(2) وأخرجه البيهقي في الاسماء والصفات: 416، والذهبي في ميزانه 1: 301 « المؤلّفقدس‌سره ».

١١٤

من الحياة والعقل والعافية ومُأن الحيات، ومعدّات العمل، والنجاة من النار في الاخرة، بل إنّ كلاًّ من هاتيك النعم الجزيلة يصغر عنه صالحات العبد جمعاء، وليس هناك إلاّ الفضل.

وهذا الذي يستفاد من غير واحد من آيات الكتاب العزيز، نظير قوله تعالى:( إنّ المتَّقين في مقام أمين في جنّات وعيون يَلبسون مِن سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت الا الموتَةَ الاولى ووقاهم عَذاب الحجيم فضلاً من ربك ذلك هو الفوز العظيم ) سورة الدخان(1) ، فكلّ ما هناك من النعيم والمثوبات إنّما هو بفضله وإحسانه سبحانه وتعالى.

قال الفخر الرازي في تفسيره 7: 459: احتجّ أصحابنا بهذه الاية على أنّ الثواب يحصل تفضّلاً من الله تعالى لا بطريق الاستحقاق، لانّه تعالى لَمّا عدد أقسام ثواب المتّقين بيّن أنّها بأسرها إنّما حصلت على سبيل الفضل والاحسان من الله تعالى... ثم قال تعالى:( ذلك هو الفوز العظيم ) ، واحتجّ أصحابنا بهذه الاية على أنّ التفضيل أعلى درجة من الثواب المستحق، فإنّه تعالى وصفه بكونه فضلاً من الله، ثم وصف الفضل من الله بكونه فوزاً عظيماً، ويدل عليه أيضاً أنّ الملك العظيم إذا أعطى الاجير

____________________

(1) الدخان: 51 - 57.

١١٥

أجرته ثم خلع على إنسان آخر، فإنّ تلك الخلعة أعلى حالاً من إعطاء تلك الاجرة. انتهى(1) .

وقال ابن كثير نفسه في الاية الشريفة في تفسيره 4: 147: ثبت في الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنّه قال: « اعملوا وسدّدوا وقاربوا واعلموا، انّ أحداً لن يُدخله عمله الجنّة »، قالوا: ولا أنت يا رسول الله! قال: « ولا أنا، إلاّ أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل » انتهى.

وبوسعك استشعار هذا المعنى من الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه 4: 264 عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: « حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقّ العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً »(2) .

وأنت جدّ عليم بأنّ هذا المقدار من الحق الثابت على الله للعباد إنّما هو بتقرير العقل السليم، وأمّا الزائد عليه من النعيم الساكت عنه نبي البيان فليس إلاّ الفضل والاحسان من المولى سبحانه.

وأنت تجد في معاملات الدول مع أفراد الموظفين أنه ليس بإزاء واجباتهم وعدم الخيانة فيها من الاجر إلاّ الرتبة والراتب، وإنّما يحظى أحدهم بترفيع في المرتبة أو زيادة في الرتبة بخدمة زائدة

____________________

(1) التفسير الكبير 27: 254 - 255.

(2) صحيح البخاري 3: 1049 ح 2701، وطبعة أخرى 9: 140.

١١٦

على مقرّراتها عليهم، وليس في الناس من ينقم على الحكومات ذلك، وهذه الحالة عيناً جاريةٌ بين الموالي والعبيد، وهي من الارتكازات المرتسخة في نفسيات البشر كلّهم، غير أنّ الله سبحانه بفضله المتواصل يثيب العاملين بواجبهم بأُجور جزيلة.

وهاهنا كلمةٌ قدسيّة لسيّدنا ومولانا زين العابدين الامام الطاهر عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما وآلهما، لا منتدح عن إثباتها، وهي قوله في دعائه إذا اعترف بالتقصير عن تأدية الشكر من صحيفته الشريفة:

اللّهم إنّ أحداً لا يَبْلُغُ مِنْ شُكْرِكَ غايةً إلاّ حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ إحسَانِكَ مَا يُلزِمُهُ شُكْرَاً، ولاَ يَبلُغُ مَبْلغاً مِنْ طَاعَتِكَ وإن اجْتَهَدَ إلاّ كانَ مُقصِّراً دُونَ استِحقَاقِكَ بِفَضْلِكَ، فَأشْكَرُ عِبَادِكَ عَاجِزٌ عَنْ شُكْرِكَ، وأعبدُهُمْ مُقصّرٌ عَنْ طَاعَتِكَ، لايَجِبُ لاَحد أنْ تَغفِرَلَهُ بِاستِحقاقِهِ، ولاَ أنْ تَرْضَى عَنهُ باستِيجابِهِ، فَمَنْ غفرتَ لهُ فَبِطَولِكَ، ومَنْ رَضِيتَ عَنهُ فَبفَضلِكَ، تَشْكُرُ يَسيرَ مَا شُكِرتَ بهِ، وتُثيبُ علَى قَليلِ ما تُطاعُ فيهِ، حتَّى كأنَّ شُكْرَ عِبَادِكَ الّذي أَوْجَبْتَ عليهم(1) ثَوابَهُمْ، وأعظَمْتَ عَنهُ جَزاءهُمْ، أمرٌ مَلكُوا استطاعَةَ الامتِنَاعِ مِنهُ دُونَك فَكافَيتَهمْ، أو لم يكُنْ سبُبهُ بيَدِكَ فجازَيتُهمْ، بَلْ ملَكْتَ يا

____________________

(1) في المصدر: عليه.

١١٧

إِلهي أمرهُمْ قَبلَ اَنْ يَملِكُوا عَبادَتَكَ، واَعْدَدْتَ ثَوابهُم قَبلَ أَنْ يُفيضُوا في طَاعَتِكَ، وذلِكَ أنَّ سُنَّتكَ الافضالُ، وَعادَتكَ الاحسَانُ، وَسَبيلكَ العفْوُ.

فَكُلُّ البريَّةِ مُعْترفَةٌ بأنَّكَ غيرُ ظالم لِمنْ عاقَبتَ، وشَاهِدَةٌ بانّكَ متفضِّلٌ على مَنْ عَافيتَ، وكلٌّ مُقرٌّ على نفسِهِ بالتقصيرِ عمّا استوجبتَ، فَلو(1) انَّ الشَّيطَانَ يختدعُهم عَنْ طاعَتِكَ، ما عَصَاكَ عاص، ولولا أنَّه صَوَّر لَهمُ الباطِلَ في مِثالِ الحقِّ ما ضلَّ عن طريقِكَ ضَالٌّ.

فسبحانَكَ ما أبينَ كرَمَكَ في مُعامَلَةِ مَن أطَاعَك أو عَصاكَ، تشكُرُ للمُطيعِ ما أنتَ تولَّيْتَهُ لهُ، وتُملي للعاصي فيما تَملِكُ مُعاجلَتُه فيهِ، أعطَيتَ كلاًّ منهُمَا ما لَمْ يجِبْ لهُ، وتفضَّلْتَ عَلىَ كل منهُما بما يقصُرُ عملُهُ عنهُ.

وَلوْ كافأتَ المُطيعَ على ما أنتَ تولَّيْتَهُ لاوشكَ انْ يَفقِدَ ثوابَكَ، وأنْ تزُول عَنهُ نِعمتُكَ، ولكنَّكَ بكَرَمِكَ جازيتَهُ علَى المدَّةِ القَصِيرَةِ الفانيةِ بالمدَّةِ الطَّويلةِ الخَالِدَةِ، وعلى الغايَةِ القَريبةِ الزَّائِلةِ بالغايَةِ المَدِيدَةِ البَاقِية.

ثمَّ لم تَسُمهُ القِصاصَ فيما أكَلَ مِن رزقِكَ الّذي يقوَى بهِ على

____________________

(1) في المصدر: فلولا.

١١٨

طَاعتِكَ، ولم تحمِلهُ على المُناقشَاتِ في الالاتِ الّتي تسبَّبَ باستعمالِهَا إلى مغفِرتِكَ، ولو فعلتَ ذلِكَ بهِ لذَهَب بجمِيعِ ما كَدَحَ لهُ، وجُملةِ ما سعَى فيهِ، جَزاءً للصُغرى مِن أياديكَ ومِننِكَ، وَلبَقيَ رهيناً بينَ يَديكَ بسائِر نعمِكَ، فَمتى كانَ يَستحِقُّ شيئاً مِن ثَوابِكَ؟! لا! مَتى؟... إلى آخره(1) .

وفي يوم الغدير صلاةٌ ألّف فيها أبو النضر العيّاشي، والصابونيُّ المصري كتاباً مفرداً، راجع فيها وفي الادعية المأثورة يوم ذاك إلى التآليف المعدَّة لها.

( هَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (الانعام: 155)

____________________

(1) الصحيفة السجادية الجامعة لادعية الامام السجاد: 183 - 185، دعاء رقم 98، مؤسسة الامام المهدي.

١١٩

فهرس المصادر

1 - آل محمد، العلامة حسام الدين المردي، مخطوط.

2 - ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق، الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني، المتوفى سنة 954 هـ، ط بيروت.

3 - الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان، علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، المتوفى سنة 739 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت 1407 هـ.

4 - إحقاق الحق وإزهاق الباطل، القاضي الشهيد نور الله الحسيني المرعشي التستري، المكتبة العامة لاية الله المرعشي، قم.

5 - الادراك، العلامة السيد محمد صديق خان الحسيني الواسطي، مطبعة النظامي في بلدة كابتور.

6 - أرجح المطالب، العلامة الامرتسري، ط لاهور.

7 - أسد الغابة في معرفة الصحابة، عزّ الدين ابن الاثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري، المتوفى سنة 630، ط الشعب.

8 - أشعة اللمعات في شرح المشكاة، الشيخ عبد الحق، ط نول كشور في لكهنو.

9 - الاقبال بالاعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة، علي بن موسى ابن جعفر بن طاووس، مكتب الاعلام الاسلامي، قم 1415 هـ.

10 - الامالي، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، المتوفى سنة 381 هـ، مؤسسة الاعلمي بيروت.

11 - الامالي، يحيى بن الحسين الشجري، عالم الكتب بيروت 1403 هـ.

12 - الانباء المستطابة، العلامة هبة الدين بن عبد الله المعروف بابن سيد الكل، مخطوط مكتبة جستر بيتي.

13 - بحار الانوار، العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء بيروت 1403 هـ.

14 - البداية والنهاية، إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، المتوفى سنة 774 هـ، مطبعة السعادة مصر 1351 هـ.

15 - بدايع المنن، العلامة الشيخ أحمد الساعاتي.

١٢٠