اما البغدادي فيذكرهم بالقول ( ومنهم من زعم ان تلك الروح - يعني روح الله التي كانت في ابي هاشم - انتقلت من ابي هاشم الى عبد الله بن عمرو ابن حرب وادعت هذه الفرقة الوهية عبد الله بن عمرو بن حرب ).
ويتفق معه في ذلك الاسفراييني كما هي عادته، وابن حزم
.
فالحربية اذن هم القائلون بامامة عبد الله بن عمرو بن حرب او بألوهيته.
وقد عرضت لهذه الفرقة في الفصل المخصص لفرق الغلاة بعد هذا الفصل. ولهذا فسأكتفي هنا بملاحظتين، محيلاً فيما عداهما الى ما كتب هناك.
واولى الملاحظتين ان الاشعري يبحث هذه الفرقة ضمن فرق الغلاة الخارجة عن الاسلام طبعاً
. فكيف استجاز بحثها هنا، ضمن الفرق الاسلامية ؟ ولا يمكن لفرقة واحدة ان تجمع في ذاتها صفتين تنفي احداهما الأخرى، كالأسلام والخروج عنه، وتبحث في مكانين خصص احدهما لفرق الاسلام، والآخر للفرق الخارجة عنه.
فأما ان تكون هذه الفرقة من فرق الاسلام فتبحث مع هذه الفرق فحسب. واما ان تكون من الفرق الخارجة عن الاسلام فتبحث مع هذه الفرق.
لكني ارفض ان تبحث الفرقة مرتين: مع المسلمين مرة ومع سواهم مرة اخرى، الا اذا كان الفاصل بين المسلمين وبين غيرهم من الرقة والضعف وعدم الوضوح، بحيث يصعب عليك ان تميز فرقة ما، ان كانت مسلمة او غير مسلمة. او بحيث يمكنك ان تتجاهل، آمناً هذا الفاصل، فتضع اية فرقة شئت في أي مكان شئت.
والملاحظة الثانية، وهي ليست بعيدة عن الاولى، تتعلق بصفة عبد الله بن
____________________