الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ٢

الغدير  في الكتاب والسُنّة والأدب5%

الغدير  في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 388

  • البداية
  • السابق
  • 388 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88136 / تحميل: 7925
الحجم الحجم الحجم
الغدير  في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

المذهبيِّ وأفعاله، ويضربون عنها صفحاً إن كان هناك عملٌ غير صالح يسوئهم مهما وجدوه وراء صالح الأُمَّة، وفي الخير له قَدم، وصرح به الحقّ عن محضه، وصرح المحض عن الزبد، وصار الأمر عليه لزام(١) وكانوا يستغفرون له ربَّه في سوء صنعه، ويجلبون له عواطف الملأ الدينيِّ بمثل قولهم: لا يكبر على الله أن يغفر الذنوب لمحبِّنا ومادحنا، وقولهم أيعزُّ على الله أن يغفر الذنوب لمحبِّ عليّ، وإنَّ محبَّ عليٍّ لا تزلُّ له قدمٌ إلّا تثبت له أُخرى(٢) . وفي تلك القدم الثابتة صلاح المجتمع، وعليها نموت ونحيى.

وهناك لِأئمة الدين صلوات الله عليهم فكرةٌ صالحةٌ صُرفت في هذه الناحية، وهي كدستور فيها تعاليم وإرشادات إلى منهاج الخدمة لِلمجتمع، وتنوير أفكار المثقَّفين وتوجيهها إلى طرق النشر والدعاية، ودروسٌ في توطيد اُسس المذهب، و كيفيَّة إحتلال روحيّات البلاد وقلوب العباد، وبرنامجٌ في صرف مال الله، وتلويحٌ إلى أهمّ موارده.

تُعرب عن هذه الفكرة المشكورة إيصاء الإمام الباقر ابنه الإمام الصادق عليه السَّلام بقوله: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا النوادب تندبني عشر سنين بمنى أيّام منى(٣) وفي تعيينه عليه السلام ظرف الندبة من الزمان والمكان لأنَّهما المجتمع الوحيد لزرافات المسلمين من أدنى البلاد وأقاصيها من كلِّ فجّ عميق، وليس لهم مجتمعٌ يضاهيه في الكثرة، دلالةٌ واضحةٌ على أنَّ الغاية من ذلك إسماع الملأ الدينيِّ مآثر الفقيد «فقيد بيت الوحي» ومزاياه، حتى تنعطف عليه القلوب، وتحنُّ إليه الأفئدة، ويكونوا على أمم من أمره، وبمقربة من إعتناق مذهبه، فيحدوهم ذلك بتكرار الندبة في كلِّ سنة إلى الإلتحاق به، والبخوع لحقِّه، والقول بإمامته، والتحلّي بمكارم أخلاقه، والأخذ بتعالميه المنجية، وعلى هذا الأساس الدينيِّ القويم أُسِّست المآتم والمواكب الحسينيَّة، ليس إلّا.

ونظراً إلى المغازي الكريمة المتوخّاة من الشعر كان شعراء أهل البيت ممقوتين

____________________

١ - كل من هذه الجمل مثل يضرب. لزام بكسر الميم مثل حذام، أي: صار هذا الأمر لازما له.

٢ - توجد هذه الأحاديث في ترجمة أبي هريرة الشاعر والسيد الحميري وغيرهما.

٣ - رواه بطريق صحيح رجاله ثقات شيخنا الكليني في الكافي ١ ص ٣٦٠.

٢١

ثقيلين جدّاً على مناوئيهم، وكانت العداء عليهم محتدمة، والشحناء لهم متشزِّنة، وكان حامل ألوية هذه الناحية من الشعر لم يزل خائفاً يترقَّب، آيساً من حياته مستميتاً مستقتلاً، لا يقرُّ له قرار، ولا يأواه منزل. وكان طيلة حياته يكابد المشاقّ، ويقاسي الشدايد من شنقٍ وقتلٍ وحرقٍ وقطع لسانٍ وحبسٍ وعذابٍ وتنكيلٍ وضربٍ وهتك حرمةٍ وإقصاءٍ من الأهل والوطن إلى شدايد أُخرى سجَّلها لهم التاريخ في صحايفه.

(الشعر والشعراء عند أعلام الدين)

إقتفى أثر الأئمَّة الطاهرين فقهاء الأُمَّة، وزعماء المذهب، وقاموا لخدمة الدين الحنيف بحفظ هذه الناحية من الشعر كلاءةً لناموس المذهب، وحرصاً لبقاء مآثر آل الله، وتخليداً لذكرهم في الملأ، وكانوا يتَّبعون منهاج أئمَّتهم في الإحتفاء بشاعرهم وتقديره، والإثابة على عمله والشكر له بكلِّ قول وكرامة، وكانوا يحتفظون بهذه المغازي بالتأليف في الشعر وفنونه، ويعدّونه من واجبهم كما كانوا يؤلِّفون في الفقه و ساير العلوم الدينيَّة، مهما كان كلٌّ منهم للغايات حفيّاً.

هذا: شيخنا الأكبر الكليني الذي قضى من عمره عشرين سنة في تأليف الكافي أحد الكتب الأربعة مراجع الإماميَّة، له كتاب ما قيل من الشعر في أهل البيت. والعيّاشي الذي ألّف كتباً كثيرة في الفقه الإماميِّ لا يستهان بعدَّتها، له كتاب «معاريض الشعر». وشيخنا الأعظم الصدوق الذي بذل النفس والنفيس دون التأليف والنشر في الفقه والحديث، له كتاب الشعر. وشيخ الشيعة بالبصرة الجلودي ذلك الشخصيَّة البارزة في العلم وفنونه، له كتاب ما قيل في عليّ عليه السّلام من الشعر. وشيخ الإماميّة بالجزيرة أبو الحسن الشمشاطي مؤلِّف مختصر فقه أهل البيت، له كتبٌ قيِّمة في فنون الشعر. ومعلِّم الأُمَّة شيخنا المفيد الذي لا تخفى على أيِّ أحد أشواطه البعيدة في خدمة الدين، وإحياء الأُمَّة، وإصلاح الفاسد، له كتاب مسائل النظم. وسيِّد الطايفة المرتضى علم الهدى، له ديوان، وتآليف في فنون الشعر. إلى زرافات آخرين من حملة الفقه وأعضاد العلم الإلهيِّ من الطبقة العليا.

ولم يزالوا يعقدون الحفلات والأندية في الأعياد المذهبيَّة من مواليد أئمَّة

٢٢

الدين عليهم السَّلام ويوم العيد الأكبر *(الغدير)* ومجالس تعقد في وفياتهم، فتأتي إليها الشعراء شُرَّعاً فيلقون ولايد أفكارهم من مدايح وتهاني وتأبينات ومراثي فيها إحياء أمرهم، فتثبت لها القلوب، وتشتدُّ بها العلائق الودِّية بين أفراد المجتمع ومواليهم عليهم السَّلام، ويتبعها الحفاوة والتكريم والإثابة والتعظيم لمنضِّدي تلك العقود و جامعي أوابدها، هذا وما عند الله خيرٌ وأبقى.

وكانت الحالة في بعض تلك القرون الخالية أكيدة، والنشاط الروحيُّ بالغاً في رجالاته فوق ما يُتصوّر، والأُمَّة بيمن تلك النفوس الطاهرة سعيدةٌ جدّاً كعصر سيِّد الأُمَّة آية الله بحر العلوم والشيخ الأكبر كاشف الغطاء، وأمّا اليوم فإنَّ تلك المحتشدات الروحيَّة:

أمست خلاءاً وأمسى أهلها احتملوا

أخنى عليها الذي أخنى على لبدِ

نعم بالأمس كان بقيَّة العترة الطاهرة الإمام المجدِّد الشيرازي نزيل سامراء المشرَّفة ذلك العلم الخفّاق للأُمّة جمعآء، الذي طنَّبت زعامته الدينيَّة على أطراف العالم كلِّه، لا تنقطع حفلاته في الأيّام المذكورة كلِّها فتقصدها صاغة القريض بأناشيدهم المبهجة من شتّى النواحي، فتجد عنده فناءاً رحباً، وإنبساطاً شاملاً، وتقديراً معجباً، ونائلاً جزيلاً، وبشاشةً مرغّبة. ولكن:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

....................................

ومن نماذج هاتيك الأحوال أنَّ شاعر أهل البيت المفلق السيِّد حيدر الحلي قصده بشعر في بعض وفداته إليه فأضمر السيِّد المجدِّد في نفسه أن يُثيبه بعشرين ليرة عثمانيَّة فأفضى بعزمه إلى إبن عمِّه العلم الحجَّة(١) الحاج ميرزا إسماعيل فاستقلَّ ذلك المبلغ وقال: إنَّه شاعر أهل البيت، وإنَّه أجلُّ وأفضل من أمثال دعبل والحميري و نظرائهما، وكان أئمَّة الدين يُقدِّمون إليهم الصُرر والبُدر فاستحفاه عن مقتضى الحال فقال له: إنَّ الحريَّ أن تعطيه مائة ليرة بيدك الشريفة. هناك قصد السيِّد المجدِّد زيارة السيِّد حيدر وناوله المبلغ المذكور بكلِّ حفاوة وتبجيل وقبّل يد شاعر أهل البيت. حكاه جمعٌ ممَّن أدرك ذلك العصر الذهبيَّ ومنهم خلفه الصالح آية الله ميرزا

____________________

١ - تأتي ترجمته في شعراء القرن الرابع عشر.

٢٣

علي آغا الذي خلف والده على تلك المجالس والمجتمعات واستنشاد الشعر والإصاخة إليه والتقدير والترحيب في النجف الأشرف.

ولا يسعنا بسط المقال حول هذه كلِّها، وليس هذا المجمل إلّا نفثة مصدور، ولهفة متحسِّر، على فراغ هذه الناحية في اليوم، وإهمال تلك الغاية المهمَّة، وإقلاق تلك الطمأنينة، وضياع تلك الفوائد الجمَّة على الأُمَّة، فالأيّام عوج رواجع(١) ، فكأنَّ الدنيا رجعت إلى ورائها القهقري، واكتسى الشعر كسوة الجاهليَّة الأولى، وذهب أمس بما فيه،(٢) فلا فقيه هناك كأولئك، ولا شاعر كهؤلاء، ولا رأي لمن لا يُطاع.

ومهما نتلقّى شعر السلف (في القرون الأولى) تلقيّ الحديث والسنَّة نذكر في شعرهم المقول في فضايل آل الله بعض ما وقفنا عليه من الحديث الوارد هناك من طرق العامَّة، ولعلَّ الباحث يقف بذلك على سعة باع الشاعر في علمي الكتاب و السنَّة.

عبد الحسين الأميني

( وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ للّهِ‏ِ رَبّ الْعَالَمِينَ )

____________________

١ - مثل يضرب يعني: الدهر تارة يعرج عليك وتارة يرجع إليك.

٢ - مثل ساير يضرب.

٢٤

شعراء الغدير

في القرن الأول

١ - أمير المؤمنين عليه السلام

نتيمَّن في بدء الكتاب بذكر سيِّدنا أمير المؤمنين عليّ خليفة النبيِّ المصطفى صلّى الله عليهما وآلهما، فإنَّه أفصح عربيٍّ، وأعرف الناس بمعاريض كلام العرب بعد صنوه النبيِّ الأعظم، عرف من لفظ المولى في قوله صلّى الله عليه وآله وسلم: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. معنى الإمامة المطلقة، وفرض الطاعة التي كانت لرسول الله صلّى الله عليه وآله وقال عليه السلام.

محمَّدٌ النبيُّ أخي وصنوي(١)

وحمزة سيِّد الشهداء عمّي

وجعفر الذي يُضحي ويُمسي

يطير مع الملائكة ابن أُمّي

وبنت محمد سكني وعرسي

منوطٌ لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ولداي منها

فأيّكمُ له سهمٌ كسهمي

سبقتكمُ إلى الإسلام طرّاً

على ما كان من فهمي وعلمي(٢)

فأوجب لي ولايته عليكم

رسول الله يوم غدير خمِّ(٣)

فويلٌ ثمَّ ويلٌ ثمَّ ويلٌ

لمن يلقى الإله غداً بظلمي

____________________

١ - في تاريخ ابن عساكر وغير واحد من المصادر: صهري.

٢ - في رواية ابن أبي الحديد وابن حجر وابن شهر آشوب: غلاماً ما بلغت أوان حلمي. وفي رواية ابن الشيخ وبعض آخر: صغيراً ما بلغت أوان حلمي. وفي رواية الطبرسي بعد هذا البيت:

وصليت الصلاة وكنت طفلا

مقراً بالنبي في بطن أمي

٣ - وذكر الدكتور أحمد رفاعي في تعليقه على معجم الأدباء:

وأوصاني النبي على اختيار

ببيعته غداة غدير خمّ

وهناك في هذا البيت تصحيف سنوقفك عليه.

٢٥

(ما يتبع الشعر)

هذه الأبيات كتبها الإمام عليه السلام إلى معاوية لَمّا كتب معاوية إليه: إنّ لي فضايل كان أبي سيِّداً في الجاهليَّة، وصرت ملِكاً في الإسلام، وأنا صهر رسول الله، وخال المؤمنين، وكاتب الوحي، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أبا الفضايل يبغي عليَّ ابن آكلة الأكباد؟ اكتب يا غلام؟:

محمَّدٌ النبيُّ أخي وصنوي

إلى آخر الأبيات المذكورة

فلمّا قرأ معاوية الكتاب قال: اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب.

والأُمَّة قد تلقَّتها بالقبول، وتسالمت على روايتها، غير أنَّ كُلّاً أخذ منها ما يرجع إلى موضوع بحثه، من دون أيِّ غمز فيها، بل ستقف على أنّها مشهورة، ورواها النقلة الأثبات، ونقلها الحفظة الثقات، وذكر جمعٌ من أعلام السنَّة والجماعة عن البيهقي: إنَّ هذا الشعر ممّا يجب على كلِّ متوالٍ لعليٍّ حفظه، ليعلم مفاخره في الإسلام. فرواها من أصحابنا:

١ - معلّم الأُمَّة شيخنا المفيد المتوفّى ٤١٣، رواها بأجمعها في «الفصول المختارة» ٢ ص ٧٨ وقال: كيف يمكن دفع شعر أمير المؤمنين في ذلك؟ وقد شاع في شهرته على حدٍّ يرتفع فيه الخلاف، وانتشر حتى صار مذكوراً مسموعاً من العامَّة فضلاً عن الخاصّة، وفي هذا الشعر كفايةٌ في البيان عن تقدُّم إيمانه عليه السلام وإنَّه وقع مع المعرفة بالحجَّة والبيان، وفيه أيضاً: إنَّه كان الإمام بعد الرسول صلّى الله عليه وآله بدليل المقال الظاهر في يوم الغدير الموجب له لِلاستخلاف.

٢ - شيخنا الكراجكي المتوفّى ٤٤٩، رواها في «كنز الفوائد» ص ١٢٢.

٣ - أبو علي الفتّال النيسابوري، في «روضة الواعظين» ص ٧٦.

٤ - أبو منصور الطبرسي أحد مشايخ ابن شهر آشوب، في «الإحتجاج» ص ٩٧.

٥ - ابن شهر آشوب المتوفّى ٥٨٨، في «المناقب» ١ ص ٣٥٦.

٦ - أبو الحسن الأربلي المتوفّى ٦٩٢، في «كشف الغمّة» ص ٩٢.

٢٦

٧ - ابن سنجر النخجواني، في «تجارب السلف» ص ٤٢ وقال ما تعريبه: لِعلّي ديوان(١) لا مجال لِلترديد والشكِّ فيه.

٨ - الشيخ علي البياضي المتوفّى ٨٧٧، في «الصراط المستقيم».

٩ - المجلسيُّ العظيم المتوفّى ١١١١، في «بحار الأنوار» ٩ ص ٣٧٥.

١٠ - السيِّد صدر الدين علي خان المدنيّ المتوفّى ١١٢٠، في درجاته الرفيعة.

١١ - الشيخ أبو الحسن الشريف، في «ضياء العالمين» المؤلِّف ١١٣٧.

(ورواها من أعلام العامَّة)

١ - الحافظ البيهقي المتوفّى ٤٥٨ (المترجم ١ ص ١١٠) رواها برمَّتها وقال: إن هذا الشعر ممّا يجب على كلِّ أحد متوال في عليّ حفظه، ليعلم مفاخره في الإسلام.

٢ - أبو الحجّاج يوسف بن محمد البلوي المالكي الشهير بابن الشيخ المتوفّى حدود ٦٠٥، قال في كتابه «ألف باء» ١ ص ٤٣٩: وأمّا عليٌّ رضي الله عنه فمكانه عليٌّ، وشرفه سنيٌّ، أوَّل من دخل في الإسلام، وزوج فاطمة عليها السلام بنت النبيِّ، وقد نظم في أبيات المفاخرة، وذكر فيها مآثره حين فاخره بعض عداه ممّن لم يبلغ مداه، فقال رضي الله عنه يفخر بحمزة عمِّه وبجعفر ابن عمّه رضي الله عنهم:

محمَّدٌ النبيُّ أخي وصنوي

وذكر إلى آخر بيت الغدير

فقال: يريد بذلك قوله عليه السلام: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاده.

٣ - أبو الحسين الحافظ زيد بن الحسن تاج الدين الكندي الحنفي المتوفّى ٦١٣، رواه من طريق ابن دُريد في كتابه «المجتنى» ص ٣٩ ذكر منها خمسة أبيات.

٤ - ياقوت الحموي المتوفّى ٦٢٦ (المترجم ج ١ ص ١١٩) ذكر ستَّة أبيات منها في «معجم الأُدباء» ٥ ص ٢٦٦ وزاد الدكتور أحمد رفاعي المصري بيتين في التعليق.

٥ - أبو سالم محمد بن طلحة الشافعيّ المتوفّى ٦٥٢، يأتي ترجمته في شعراء القرن السابع، رواها برمَّتها في «مطالب السئول» ص ١١ (ط ايران) فقال: هذه الأبيات نقلها

____________________

١ - لعله يريد ما دونه الفنجكردي من شعره عليه السلام ممّا يبلغ مائتي بيت كما يأتي في ترجمته، لا هذا الديوان الكبير المطبوع المنتشر فإن فيه كل الشك.

٢٧

عنه عليه السلام الثقات، ورواها النقلة الأثبات.

٦ - سبط ابن الجوزي الحنفيّ المتوفّى ٦٥٤ (المترجم ج ١ ص ١٢٠) رواها بجملتها في [تذكرة خواصّ الأُمّة] ص ٦٢ وفي بعض أبياته تغييرٌ يسيرٌ.

٧ - ابن أبي الحديد المتوفّى ٦٥٨، ذكر منها في شرح نهج البلاغة ٢ ص ٣٧٧ بيتين مكتفياً عن البقيّة بشهرتها.

٨ - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجيّ الشافعيّ المتوفّى ٦٥٨، رواها في «المناقب» المطبوع بمصر ص ٤١، وقال في الإستدلال على سبق أمير المؤمنين إلى الإسلام: وقد أشار عليُّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه إلى شيء من ذلك في أبيات قالها رواها عنه الثقات: ثمّ ذكر البيت الأوَّل والثالث والخامس والسابع.

٩ - سعيد الدين الفرغاني المتوفّى ٦٩٩ (المترجم ج ١ ص ١٢٣) ذكر في شرح تائيَّة ابن الفارض في قوله:

وأوضح بالتأويل ما كان مشكلاً

عليٌّ بعلم ناله بالوصيَّةِ

بيتين وهما:

وأوصاني النبيُّ على اختيار

لأُمَّته رضىً منه بحكمي

وأوجب لي ولايته عليكم

رسول الله يوم غدير خمّ

١٠ - شيخ الإسلام أبو إسحاق الحموي المتوفّى ٧٢٢ (المترجم ١ ص ١٢٣) رواها في «فرايد السمطين» وذكر من أوّلها إلى آخر بيت الولاية وزاد قبله:

وأوصاني النبيُّ على اختيار

لأُمّته رضىً منه بحكمي

١١ - أبو الفداء المتوفّى ٧٣٢، أخذ منها في تاريخه ١ ص ١١٨ ما يرجع إلى إسلامه عليه السلام.

م ١٢ - جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المتوفّى بضع و ٧٥٠ ذكرها برمّتها غير البيت الأخير: فويلٌ ثمَّ ويلٌ ثمّ ويلٌ. إلخ في كتابه [نظم درر السمطين].

١٣ - ابن كثير الشاميّ المتوفّى ٧٧٤ (المترجم ١ ص ١٢٦) رواها في «البداية والنهاية» ٨ ص ٨ عن أبي بكر ابن دريد عن دماد عن أبي عبيدة وذكر منها خمسة أبيات.

٢٨

١٤ - خواجة پارسا الحنفي المتوفّى ٨٢٢ (المترجم ص ١ ص ١٢٩) رواها برمّتها في «فصل الخطاب» عن الإمام تاج الإسلام الخدابادي البخاري في أربعينه.

١٥ - ابن الصبّاغ المكّيُّ المالكيُّ المتوفّى ٨٥٥ (المترجم ١ ص ١٣١) رواها في «الفصول المهمَّة» ص ١٦ وذكر منها أربعة أبيات وقال: رواها الثقات الأثبات.

١٦ - غياث الدين خواندمير(١) رواها في «حبيب السير» ٢ ص ٥ نقلاً عن «فصل الخطاب» لخواجة پارسا.

١٧ - ابن حجر المتوفّى ٩٧٤ (المترجم ١ ص ١٣٤) ذكر خمسة أبيات منها في «الصواعق» ص ٧٩ ونقل كلام الحافظ البيهقي المذكور.

توجد في المخطوط من الصواعق سبعة أبيات، وكذلك في المنقول عنه كينابيع المودّةِ للقندوزي ص ٢٩١، ويؤيِّد صحَّة نقله عن البيهقي فإنَّه ذكرها برمَّتها، لكن يد الطبع الأمينة حرَّفت عنه بيت الولاية وما بعده.

١٨ - المتّقي الهندي المتوفّى ٩٧٥ (المترجم ١ ص ١٣٥) روى كتاب معاوية في «كنز العمّال» ٦ ص ٣٩٢ وذكر من الأبيات خمسة.

١٩ - الإسحاقي روى كتاب معاوية باللفظ المذكور في [لطايف أخبار الدول] ص ٣٣ وذكر الأبيات كلّها، ولفظ بيت الولاية فيه كذا:

وأوجب طاعتي فرضاً عليكم

رسول الله يوم غدير خمِّ

فويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ

لمن يرد القيامة وهو خصمي

٢٠ - الحلبيُّ الشافعيُّ المتوفّى ١٠٤٤ (المترجم ١ ص ١٣٩) أخذ منها في «السيرة النبويّة» ١ ص ٢٨٦ ما يرجع إلى إسلامه عليه السلام.

٢١ - الشبراويّ الشافعيُّ شيخ جامع الأزهر المتوفّى ١١٧٢ رواها في [الإتحاف بحبّ الأشرف] ص ١٨١، وفي طبع ص ٦٩ وذكر منها خمسة أبيات.

٢٢ - السيّد أحمد قادين خاني رواها في «هداية المرتاب» وحكى عن البيهقي قوله المذكور.

٢٣ - السيِّد محمود الآلوسي البغداديُّ المتوفّى ١٢٧٠ (المترجم ١ ص ١٤٧)

____________________

١ - مذهبه يحتاج إلى إمعان النظر فيه.

٢٩

رواها غير البيت الأوَّل والأخير في شرح عينيَّة الشاعر المفلق عبد الباقي العمري ص ٧٨، وقال: هي ممّا رواها الثقات عنه عليه السلام.

٢٤ - القندوزي الحنفيُّ المتوفّى ١٢٩٣ (المترجم ١ ص ١٤٧) رواها في «ينابيع المودَّة» ص ٢٩١ نقلاً عن ابن حجر، وص ٣٧١ نقلاً عن أربعين الإمام تاج الإسلام الخدابادي البخاري.

٢٥ - السيِّد أحمد زيني دحلان المتوفّى ١٣٠٤ (المترجم ١ ص ١٤٧) ذكر منها في «السيرة النبويَّة» - هامش السيرة الحلبيَّة - ١ ص ١٩٠ ما يرجع إلى إسلامه وقال: وهي ممّا كتبه عليٌّ عليه السلام لمعاوية ثمَّ ذكر كلام البيهقي المذكور.

٢٦ - الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطيُّ المالكيُّ ذكرها برمَّتها في «كفاية الطالب» ص ٣٦ وعدَّها ممّا وثق به أنّه من شعر أمير المؤمنين.

*(لفت نظر)*: أخذ منها ابن عساكر في تاريخه ٦ ص ٣١٥ بيتاً في بيان الفرق بين الصهر والختن وقال: قال أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه:

محمَّدٌ النبيُّ أخي وصهري

أحبُّ الناس كلّهمُ إليّا

وذهل عن أنَّ الشطر الثاني المذكور هو لأبي أسود الدؤلي من قوله:

بنو عمِّ النبيِّ وأقربوه

أحبُّ الناس كلّهمُ إليّا

*(تصحيح غلط)*

لا أحسب أنّ أساتذة مصر يخفى عليهم صحيح لفظة (غدير خمّ) أولا يوقفهم السير عن مسمّاها وقصّتها، وإن قال قائلهم: إنَّها واقعة حرب معروفة أو يكون لهم معها حساب آخر دون ساير الألفاظ، أو يروقهم أن تكون الأُمَّة على جهل منها، لكن أسفي على إغضائهم عن تصحيح هذه اللفظة في غير واحد من التآليف بل تركوها بصورة يتيه بها القارئ.

هذا الدكتور أحمد رفاعي ذلك الأستاذ الفذّ فإنَّه يذكر في تعليقه على «معجم الأدباء» - ط مصر ١٣٥٧ هـ ج ١٤ ص ٤٨ من شعر أمير المؤمنين بيت الولاية بهذه الصورة:

٣٠

وأوصاني النبيُّ على اختيار

بيعته غداة غد برحم

وأعجب من ذلك أنَّه جعل للكتاب فهرس البلدان والبقاع والمياه في ٤٧ صحيفة وأهمل فيها غدير خمّ وقد ذكرت في عدَّة مواضع من المعجم.

والأستاذ محمد حسين مصحِّح «ثمار القلوب» (ط مصر ١٣٢٦ هـ) فإنّه يقف على هذه اللفظة في صحيفة واحدة ص ٥١١ وهي مذكورةٌ فيها غير مرَّة س ٦ و٨ و١٢ ويدعها (غدير حم) وهذا «ثمار القلوب» المخطوط بين أيدينا وفيها: (غدير خمّ).

ومصحِّح لطايف أخبار الدول (ط مصر ١٣١٠ هـ) فإنَّه يترك البيت المذكور من شعر أمير المؤمنين في ص ٣٣ هكذا:

وأوجب طاعتي فرضاً عليكم

رسول الله يوم غدا برحمي

وأنت تجد في مطبوعات غير مصر لدة هذا التصحيف أيضاً.

(شكر ونقد)

لا أفتئ معجباً بكتابين فخمين هما من حسنات العصر الحاضر، عني بجمعهما بحّاثة كبير حظي به هذا القرن، أولاهما: كتاب جمهرة خطب العرب. وجمهرة رسائل العرب. للكاتب الشهير أحد زكي صفوت. فقد أسدى بهما إلى الأُمَّة يده الواجبة، أعاد ذكريات قديمة للأُمَّة العربيَّة أتى عليها الدثور، وكابد في ذلك جهوداً جبّارة، فعلى الأُمَّة جمعاء أن تشكره على تلك المثابرة الناجعة، وتقدِّر منه ذلك الجهاد المتواصل، فله العتبي على ما أجاد وأفاد.

غير أنّا نعاتب الأستاذ على إهماله هذه الرسالة الموجودة في جملة من مصادر كتابه، وغيرها من الكتب القيِّمة، وقد ذكرها ما هو أخصر منه، وأضعف مدركاً، و أقلُّ نفعاً، وذكر من التافهات ما لم يقلّه مستوى الصدق والأمانة كبعض رسايل ابن عبّاس إلى أمير المؤمنين عليه السلام المكذوبة على حَبر الأُمّة خطَّتها أقلام مستأجرة من زباين الأمويّين، هذا ما نعاتبه عليه، وأمّا هو فلّماذا ذكر؟ ولِماذا أهمل؟ فلنطو عنه كشحاً.

ويشبه هذا الإهمال أو يزيد عليه إهماله خطبة الغدير في جمهرة خطب العرب،

٣١

ولها وليومها المشهود أهميَّة كبرى في تاريخ الإسلام وقد أثبتتها المصادر الوثيقة بأسانيد تربو على حدِّ التواتر وقفت عليها في الجزء الأوَّل من كتابنا، هب أنَّ تمام الخطبة لم يثبت عنده في كتب يعوِّل عليها إلّا أنّ المقدار الذي أصفق عليه الفريقان، وأنهوا إليه أسانيدهم لا مفرّ له عن إثباته، لكن الكاتب يعلم أنّه لِماذا ترك، ونحن أيضاً لم يفتنا عرفانه، لكن نضرب عن البيان صفحا.

*(ويروى لأمير المؤمنين عليه السلام)*

ما أخرجه الإمام عليُّ بن أحمد الواحدي عن أبي هريرة قال: اجتمع عدّةٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، والفضل بن عبّاس، وعمّار، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان، و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين، فجلسوا وأخذوا في مناقبهم فدخل عليهم عليٌّ عليه السلام فسألهم: فيم أنتم؟ قالوا: نتذاكر مناقبنا ممّا سمعنا من رسول الله فقال عليٌّ: إسمعوا منّي. ثمّ أنشأ يقول:

لقد علم الأُناس بأنَّ سهمي

من الإسلام يفضل كلَّ سهم

وأحمد النبيُّ أخي وصهري

عليه الله صلّى وابن عمّي

وإنّي قائدٌ لِلناس طرّاً

إلى الإسلام من عرب وعجمِ

وقاتل كلِّ صنديدٍ رئيسٍ

وجبَّارٍ من الكفّار ضخمِ

وفي القرآن ألزمهم ولائي

وأوجب طاعتي فرضاً بعزمِ

كما هارون من موسى أخوه

كذاك أنا أخوه وذاك إسمي

لذاك أقامني لهمُ إماماً

وأخبرهم به بغدير خمِّ

فمن منكم يعادلني بسهمي

وإسلامي وسابقتي ورحمي؟

فويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ

لمن يلقى الإله غداً بظلمي

وويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ

لجاحد طاعتي ومريد هضمي

وويلٌ لِلذي يشقي سفاهاً

يريد عداوتي من غير جرمي

وذكره عن الواحدي القاضي الميبذيّ الشافعيّ في شرح الديوان المنسوب إلى

٣٢

أمير المؤمنين ص ٤٠٥ - ٤٠٧، والقندوزيّ الحنفيّ في ينابيع المودَّة ص ٦٨.

*(الشاعر)*

أمير المؤمنين، وسيِّد المسلمين، وقائد الغرِّ المحجَّلين، وخاتم الوصيِّين، وأوّل القوم إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأعظمهم مزيَّة، وأقومهم بأمر الله، وأعلمهم بالقضيَّة، وراية الهدى، ومنار الإيمان، وباب الحكمة، والممسوس في ذات الله، خليفة النبيِّ الأقدس(١) صلّى الله عليهما وآلهما *(عليُّ بن أبي طالب)* الهاشميُّ الطاهر، وليد الكعبة المشرَّفة، ومطهِّرها من كلِّ صنم ووثن، الشهيد في البيت الإلهيّ (جامع الكوفة) في محرابه حال صلاته سنة ٤٠، وقد إتّصل هاهنا المنتهى بالمبدأ، فوليد البيت فاض شهيداً في بيت هو من أعظم بيوت الله، وبين الحدّين لم تزل عرى حياته متواصلة بالمبدأ الأعلى سبحانه.

____________________

١ - كل من هذه الجمل الخمس عشر كلمة قدسية نبوية أخرجها الحفاظ، راجع مسند أحمد ١ ص ٣٣١، و ج ٥ ص ١٨٢، ١٨٩، حلية الأولياء ١ ص ٦٢ - ٦٨.

٣٣

٢ - حسّان بن ثابت

يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالرّسول مناديا

فقال: فمن مولاكمُ ونبيّكم

؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

: إلهك مولانا وأنت نبيّنا

ولم تلق منّا في الولاية عاصيا

فقال له: قم يا عليُّ؟ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاهُ فهذا وليّه

فكونوا له أتباع صدقٍ مواليا

هناك دعا اللهمَّ؟ وال وليَّه

وكن لِلذي عادا عليّاً معاديا

*(ما يتبع الشعر)*

هذا أوَّل ما عُرف من الشعر القصصيِّ في رواية هذا النبأ العظيم، وقد ألقاء في ذاك المحتشد الرهيب، الحافل بمائة ألف أو يزيدون، وفيهم البلغاء، ومداره الخطابة، و صاغة القريض، ومشيخة قريش العارفون بلحن القول، ومعارض الكلام، بمسمع مِن أفصح مَن نطق بالضاد (النبيّ الأعظم) وقد أقرَّه النبيُّ صلّى الله عليه وآله على ما فهمه من مغزى كلامه، وقرَّظه بقوله: لا تزال يا حسّان مؤيَّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك(١)

وأقدم كتاب سيق إلى رواية هذا الشعر هو كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعيِّ الصدوق الثبت المعوَّل عليه عند علماء الفريقين (كما مرّ في ج ١ ص ١٩٥) فرواه بلفظ يقرب ممّا يأتي عن كتاب «علم اليقين» للمحقِّق الفيض الكاشاني، وتبعه على روايته لفيفٌ من علماء الإسلام لا يستهان بعدَّتهم فرواه من الحفّاظ:

١ - الحافظ أبو عبد الله المرزباني محمد بن عمران الخراساني المتوفّى ٣٧٨(٢) أخرج في (مرقاة الشعر) عن محمد بن الحسين عن حفص عن محمد بن هارون عن قاسم بن الحسن

____________________

١ - هذا من أعلام النبوة ومن مغيبات رسول الله، فقد علم أنه سوف ينحرف عن إمام الهدى صلوات الله عليه في أخريات أيامه، فعلق دعائه على ظرف استمراره في نصرتهم.

٢ - لنا في مذهب الرجل نظر.

٣٤

عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: لَمّا كان من غدير خمّ أمر رسول الله منادياً فنادى الصلاة جامعة فأخذ بيد عليّ وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهّم؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فقال حسّان بن ثابت: يا رسول الله أقول في عليّ شعراً؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله إفعل، فقال:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

الأبيات

٢ - الحافظ الخركوشي أبو سعد المتوفّى ٤٠٦ (المترجم ١ ص ١٠٨) أخرجه في كتابه (شرف المصطفى).

٣ - الحافظ ابن مردويه الأصبهاني المتوفّى ٤١٠ (المترجم ١ ص ١٠٨) أخرجه بإسناده عن أبي سعيد الخدري حديث الغدير كما مرّ ج ١ ص ٢٣١ وفيه: فقال حسّان ابن ثابت: يا رسول الله؟ أتأذن لي أن أقول أبياتاً؟ فقال: قل على بركة الله فقال:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

الأبيات

ورواه عن ابن عبّاس بلفظ مرّ ج ١ ص ٢١٧.

٤ - الحافظ أبو نعيم الأصبهاني المتوفّى ٤٣٠ (المترجم ١ ص ١٠٩) أخرجه في كتابه - ما نزل من القرآن في عليّ - بالسند والمتن الذين أسلفناهما ج ١ ص ٢٣٢ وفيه: فقال حسّان: إئذن لي يا رسول الله؟ أن أقول في علي أبياتاً تسمعهنّ. فقال: قل على بركة الله. فقام حسّان فقال: يا معشر مشيخة قريش؟ أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية. إلخ..

٥ - الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفّى ٤٧٧ (المترجم ١ ص ١١٢) أخرجه في - كتاب الولاية - بسند ولفظ مرّ ١ ج ١ ص ٢٣٣.

٦ - أخطب الخطباء الخوارزمي المالكي المتوفّى ٥٦٨، تأتي ترجمته في شعراء القرن السادس، رواه في - مقتل الإمام السبط الشهيد - و «المناقب» ص ٨٠ بسند ولفظ ذُكر في ج ١ ص ٢٣٤.

٧ - الحافظ أبو الفتح النطنزي (المترجم ١ ص ١١٥) رواه في - الخصايص العلويَّة على ساير البرّية - عن الحسن بن أحمد المهري، عن أحمد بن عبد الله بن أحمد،

٣٥

عن محمد بن أحمد بن علي، عن ابن أبي شيبة محمد بن عثمان، عن الحِمّاني عن ابن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري بلفظ أبي نعيم الإصبهاني، وذكر من الأبيات أربعة من أوَّلها.

٨ - أبو المظفَّر سبط الحافظ ابن الجوزي الحنفي المتوفّى ٦٥٤ (المترجم ١ ص ١٢٠) رواه في - تذكرة خواصّ الأُمَّة - ص ٢٠.

٩ - صدر الحفّاظ الكنجيّ الشافعيّ المتوفّى ٦٥٨ (المذكور ج ١ ص ١٢٠) ذكره في «كفاية الطالب» ص ١٧ بلفظ أبي نعيم المذكور.

١٠ - شيخ الإسلام صدر الدين الحمّوي المتوفّى ٧٢٢ (المترجم ج ١ ص ١٢٣) رواه في - فرايد السمطين - في الباب الثاني عشر عن الشيخ تاج الدين أبي طالب علي ابن الحب بن عثمان الخازن، عن برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرزي، عن أخطب خوارزم بسنده ولفظه المذكورين.

م ١١ - الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي شمس الدين الحنفيّ المتوفّى بضع و ٧٥٠ «المترجم ا: ١٢٥» أخرجه في كتابه: نظم درر السمطين].

١٢ - الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفّى ٩١١ (المترجم ١ ص ١٣٣) ذكره في رسالته - الإزدهار فيما عقده الشعراء من الأشعار - نقلاً عن تذكرة الشيخ تاج الدين ابن مكتوم الحنفي المتوفّى ٧٤٩.

(ورواه من أعلام الإمامية)

١ - أبو عبد الله محمد بن أحمد المفجّع المتوفّى ٢٢٧،(١) رواه في شرح قصيدته المعروفة بالأشباه عن عبد الله بن محمد بن عايشة القرشي عن المبارك عن عبد الله ابن أبي سلمان عن عطا عن جابر بن عبد الله: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله نزل بغدير خمّ، ونصب بدوحات، وكان يوم حارّ وإنَّ أحدنا ليستظلُّ بثوبه، ويبلُّ خرقةً فيضعها على رأسه من شدَّة الحرِّ فقام عليه السلام فقال: أيّها الناس؟ ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أُمَّهاتهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله؟ فأخذ بيد عليّ

____________________

١ - أحد شعراء الغدير في القرن الرابع يأتي هناك شعره وترجمته.

٣٦

فرفعها ثمَّ قال: اشهدوا مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. يقولها ثلاثاً. فقال عمر: هنيئاً لك يا أبا الحسن؟ أصحبت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة، فقام رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله؟ أتأذن لي في إنشاء أبيات في عليّ؟ فقال عليه السلام: قل يا حسّان؟ فقال:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

الأبيات إلى آخرها

٢ - أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم بن يزيد الطبري رواه في (المسترشد) بإسناده عن يحيى الحِمّاني عن قيس عن العبدي عن أبي سعيد بلفظ الحافظ أبي نعيم الإصبهاني المذكور إلّا أنَّ البيت الثالث فيه:

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولا تجدن منّا لك اليوم عاصيا

٣ - شيخنا أبو جعفر الصدوق محمد بن بابويه القمّي المتوفّى ٣٨١، رواه في «الأمالي» ص ٣٤٣ بالسند والمتن المذكورين عن الحافظ المرزباني.

٤ - الشريف الرضيّ المتوفّى ٤٠٦ صاحب نهج البلاغة(١) في خصايص الأئمّة.

٥ - معلّم الأُمّة شيخنا المفيد المتوفّى ٤١٣، رواه في «الفصول المختارة» ١ ص ٨٧ وقال: وممّا يشهد بقول الشيعة في معنى المولى وأنَّ النبيَّ أراد به يوم الغدير الإمامة قول حسّان بن ثابت على ما جاء به الأثر: أنّ رسول الله لَمّا نصب عليّاً يوم الغدير للناس عَلماً وقال فيه ما قال، استأذنه حسّان بن ثابت في أن يقول شعراً فأنشأ يقول:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

الأبيات

فلمّا فرغ من هذا القول قال له النبيُّ صلّى الله عليه وآله: لا تزال يا حسّان مؤيَّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك، فلولا أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وآله أراد بالمولى الإمامة لَمّا أثنى على حسّان بإخباره بذلك، ولأنكره عليه، وردَّه عنه.

ورواه في رسالته في معنى المولى وقال بعد ذكره: شعر حسّان مشهورٌ في ذلك، وهو شاعر رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد قال له: لا تزال مؤيَّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك. وهذا صريحٌ في الإقرار بإمامته من جهة القول الكائن في

____________________

١ - أحد شعراء الغدير في القرن الرابع يأتي هناك شعره وترجمته.

٣٧

يوم الغدير من رسول الله له، لا يمكن تأويله، ولا يسوغ صرفه إلى غير حقيقته.

ورواه في تأليفه - النصرة لسيِّد العترة في حرب البصرة - وفي كتابه «الإرشاد» ص ٣١، ٦٤ بلفظ يقرب من رواية الحافظ أبي نعيم الإصبهاني المذكور.

٦ - الشريف المرتضى علم الهدى المتوفّى ٤٣٦، في شرح بائيَّة السيِّد الحميري.

٧ - أبو الفتح الكراجكي المتوفّى ٤٤٩ في «كنز الفوائد» ص ١٢٣ وقال ما ملخَّصه: إنَّ شعر حسّان هذا قد صارت به الركبان وقد تضمَّن الإقرار لأمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة، والرياسة على الأنام لَمّا مدحه بذلك يوم الغدير بحضرة رسول الله صلّى الله عليه وآله على رُؤس الأشهاد فصوَّبه النبيُّ في مقاله، وقال له: لا تزال يا حسان؟ مؤيَّداً ما نصرتنا بلسانك.

٨ - الشيخ عبيد الله بن عبد الله السدابادي رواه في «المقنع» في الإمامة.

٩ - شيخ الطايفة أبو جعفر الطوسي المتوفّى ٤٦٠ في تلخيص الشافي.

١٠ - المفسِّر الكبير الشيخ أبو الفتوح الخزاعي الرازي من مشايخ ابن شهر آشوب المتوفّى ٥٨٨، رواه في تفسيره ٢ ص ١٩٢ بلفظ يقرب من لفظ الحافظ أبي نعيم وزاد فيه(١) :

فخصّ بها دون البريَّة كلّها

عليّاً وسمّاه الوزير المواخيا

١١ - شيخنا الفتّال أبو علي الشهيد المترجم في كتابنا «شهداء الفضيلة» ص ٣٧، رواه في «روضة الواعظين» ص ٩٠.

١٢ - أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي، رواه في «إعلام الورى» ص ٨١.

١٣ - ابن شهر آشوب السروي المتوفّى ٥٨٨، في «المناقب» ٣ ص ٣٥.

١٤ - أبو زكريّا يحيى بن الحسن الحلّي الشهير بابن بطريق، رواه في «الخصايص» ص ٣٧ من طريق الحافظ أبي نعيم الاصبهاني.

١٥ - السيِّد هبة الدين رواه في كتابه (المجموع الرائق) المخطوط.

١٦ - رضي الدين سيِّدنا عليّ بن طاووس المتوفّى ٦٦٤ في «الطريف» ص ٣٥.

١٧ - بهاء الدين أبو الحسن الإربلي المتوفّى ٦٩٢ / ٣ في «كشف الغمّة» ص ٩٤.

____________________

١ - ستقف على أن هذه الزيادة في محلها من شعر حسان.

٣٨

١٨ - عماد الدين الحسن الطبري في «الكامل البهائي» ص ١٥٢ و٢١٧.

١٩ - الشيخ يوسف بن أبي حاتم الشامي في موضعين من كتابه (الدرّ النظيم).

٢٠ - الشيخ عليّ البياضي العاملي في كتابه «الصراط المستقيم».

٢١ - القاضي نور الله المرعشي الشهيد سنة ١٠١٩، المترجم في كتابنا «شهداء الفضيلة» ص ١٧١ ذكره في «مجالس المؤمنين» ص٢١.

٢٢ - مولانا المحقِّق المحسن الكاشاني المتوفّى ١٠١٩ في «علم اليقين» ص ١٤٢ نقلاً عن - إلتهاب نيران الأحزان - بلفظ يقرب من لفظ سليم بن قيس الهلاليِّ التابعيِّ في كتابه وهو:

يُناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

بخمٍّ وأسمع بالنبيِّ مناديا

وقد جاءه جبريل عن أمر ربِّه

بأنَّك معصومٌ فلا تك وانيا

وبلّغهمُ ما أنزل الله ربّهم إليك

ولا تخش هناك الأعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفّه

بكفِّ عليٍّ مُعلن الصوت عاليا

فقال: فمن مولاكمُ ووليّكم

؟

فقال ولم يبدوا هناك تعاميا

: إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا

فقال له: قم يا عليٌّ؟ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاهُ فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهمّ؟ وال وليَّه

وكن لِلّذي عادى عليّاً معاديا

فيا ربّ؟ اُنصر ناصريه لنصرهم

إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

٢٣ - الشيخ إبراهيم القطيفي، في «الفرقة الناجية» بلفظ الكاشاني.

٢٤ - السيِّد هاشم البحراني المتوفّى ١١٠٧، في «غاية المرام» ص ٨٧.

٢٥ - العلّامة المجلسي المتوفّى ١١١١ في «بحار الأنوار» ٩ ص ٢٣٤، ٢٥٩.

٢٦ - شيخنا البحراني صاحب «الحدايق» المتوفّى ١١٨٦، في «كشكوله» ٢ ص ١٨.

وهناك جمع آخرون رووا هذا الحديث وفي المذكورين كفاية.

٣٩

*(لفت نظر)*

والذي يظهر لِلباحث أنَّ حسّاناً أكمل هذا الأبيات قصيدة ضمنها نبذاً من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام فكلٌّ أخذ منها شطراً يناسب موضوعه، وذكر الحافظ ابن أبي شيبة قال: حدّثنا ابن فضل، قال: حدَّثنا سالم بن أبي حفصة، عن جُميع بن عمير، عن عبد الله بن عمر، وصدر الحفّاظ الكنجي الشافعي في كفايته (ط نجف) ص ٣٨، و (ط مصر) ص ١٦، و (ط ايران) ٢١، وابن الصبّاغ المالكي في فصوله المهمّة ص ٢٢ وغيرهم منها قوله:

وكان عليٌّ أرم د العين يبتغي

دواءً فلمّا لم يحسّ مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلةٍ

فبورك مرقيّاً وبورك راقيا

فقال: سأُعطي الراية اليوم ضارباً

كميّاً محبّاً لِلرسول مواليا

يحبُّ إلهي والإله يحبّه

به يفتح الله الحصون الأوابيا

فخصَّ بها دون البريَّة كلّها

عليّاً وسمّاه الوزير المواخيا(١)

هذه الأبيات إشارة إلى حديث صحيح متواتر أخرجه أئمَّة الحديث بأسانيد رجال جلّها كلّهم ثقات أنهوها إلى:

بريدة بن الخصيب

أبي سعيد الخدري

سعد بن أبي وقاص

عبد الله بن عمر

أبي ليلى الأنصاري

البراء بن عازب

عبد الله بن العباس

سهل الساعدي

سلمة بن الأكوع.

عمران بن حصين

أبي هريرة الدوسي

فأخرجه البخاري في صحيحه ٤ ص ٣٢٣ عن سهل، وج ٥ ص ٢٦٩ عنه، و ٢٧٠ عن سلمة، و ج ٦ ص ١٩١ عن سلمه وسهل، وأخرجه مسلم في صحيحه ٢ ص ٣٢٤، والترمذي في صحيحه ٢ ص ٣٠٠ وصحّحه، وأحمد بن حنبل في مسنده ١ ص ٩٩، و ج ٥ ص ٣٥٣، ٣٥٨ وغيرها، وابن سعد في طبقاته ٣ ص ١٥٨، وابن هشام في سيرته ٣ ص ٣٨٦، والطبري في تاريخه ٢ ص ٩٣، والنسائي في خصايصه ٤ - ٨، ١٦، ٣٣، والحاكم في المستدرك ٣ ص ١٩٠، ١١٦ وقال: هذا حديثٌ دخل في حدّ

____________________

١ - ورواه شيخنا الطبري في «المسترشد» رواية عن الحافظ ابن أبي شيبة المذكور، و أبو علي الفتال في «روضة الواعظين» وغيرهما.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388