صوت الحق ودعوة الصدق
0%
مؤلف: لطف الله الصافي
تصنيف: دراسات
الصفحات: 94
مؤلف: لطف الله الصافي
تصنيف:
المشاهدات: 9202
تحميل: 4392
توضيحات:
مؤلف: لطف الله الصافي
تصنيف: دراسات
الصفحات: 94
مؤلف: لطف الله الصافي
تصنيف:
فلا يتشوق المسلم المعاصر إلى مسألة أهم من مسألة الوحدة الإسلامية، والتقريب بين الشيعة والسنة لأنه لا يرى مانعاً من تحقيقها في عقائد الشيعة، ولا في عقائد السنة، ولو لم يوجد في بعض المنتحلين للعلم والكتابة مثل كتاب (الخطوط العريضة) و (حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية)(١) و(الشيعة والسنة) وناشر (العواصم من القواصم) وشارحه لأصبح المسلمون في وئام ووداد.
____________________
(١) يأتي ما نشرته (رسالة الجامعة، جامعة الرياض) حول هذا الكتاب وانه هراء في هراء.
المسلمون جميعاً من الشيعة والسنة يعتقدون بأن الله عز وجل وحده لا شريك له إله الجميع،وخالق كل شيء، وأنه الرزاق ذو القوة المتين، والغفار والوهاب، ومجيب الدعاء، وقاضي الحاجات، وإليه يرجع الأمر كله له الأسماء الحسنى لا إله إلاّ هو الحي القيوم.
إن الإسلام دين الجميع والقرآن هذا الموجود بين الدفتين الذي يتلى في اذاعات المسلمين، ويقرؤه الشيعة والسنة آناء الليل وأطراف النهار في صلواتهم وفي شهر رمضان يتقرّبون إلى الله بقراءته، وتعلمه وتعليمه هو كتابنا، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد الخلق وأفضلهم أجمعين هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم نبينا، وأن حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة لا نبي بعده، وأنّ كل ما جاء به من الله حق نؤمن به، وأن الكعبة قبلتنا، وأن الصلوات الخمس، والزكاة والواجبة وحج بيت الله الحرام، والجهاد في سبيل الله، وولاية أولياء الله، ومحاددة من حاد الله، ورسوله فرائضنا، وأن الله يبعث من في القبور لتجزى كل نفس بما كسبت.
فالمسلمون كلهم في هذه العقائد، وأمثالها، وفي عباداتهم، ومعاملاتهم شرع سواء يعتقدون الجميع أن الإسلام عقيدة، ونظام، وحكم وسياسة، ولا
ولا اعتداد لجميع المناهج السياسية، والإجتماعية والمالية والتربوية، إذا كانت خارجة عن نطاق الإسلام، ونظاماته الجامعية(١)
لا يشك أحد في اتفاق الشيعة، وأهل السنة على جميع ذلك، ولا ينكره إلا من كان في قلبه مرض أويسعى من حيث يشعر أومن حيث لا يشعر إلى إثارة الفتنة بين المسلمين ككاتب (الخطوط العريضة) و(الشيعة والسنة)، و(حقائق …)، و(مجلة البعث الهندية) ممن يحسدون المسلمين على ما آتاهم الله من الوحدة، وجعل أمتهم أمة واحدة.
فقال سبحانه وتعالى:
«إنّ هذه امّتكم امّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون»
ويعتمدون في آرائهم، وأحكامهم على كتب ابن تيمية، وأمثاله أشد وأكثر مما يعتمدون علىالكتاب والسنة يردون الأحاديث الصحيحة، ويسعون لأن يسدّوا على المسلمين طريق التفكر، والتعقل، ويشجعون على الجمود الفكري، والوقوف وعدم الإنطلاق إلى الأمام، حتى أن بعضهم ممن يعد عند طائفته من أكابر علماء المسلمين كفّر في مقال نشرته جريدة البلاد كما نشرته جريدة الدعوة الإسلامية، كل من قال من المسلمين بأن الشمس ثابتة، والأرض
____________________
(١) ولا اعتداد بما أفتى به بعض علماء أهل السنة ممن تأثر بآراء الغربيين والمستعمرين على خلاف جمهور علمائهم من المقول بالعلمانية، وفصل الدين عن الدولة، والحكومة عن الإسلام، فراجع كتاب (موقف العقل والعلم من رب العالمين وعباده المرسلين).
جارية فقال بكل جرأة وصراحة، إن كل من قال هذا القول، فقد قال كفراً وضلالاً(١) فانا لله وانّا إليه راجعون.
ومن عجيب أحوالهم انهم يكتبون حول المذهب، ويسعون في تفريق كلمة المسلمين، ويغضبون على من يجيب عنهم،ويظهر زورهم وبهتانهم ومخاريقهم، وسوء نياتهم، وكيدهم للإسلام والمسلمين.
والجدير بنا بعدما ذقنا من مرارة المجادلات، والإختلافات في الأجواء المشحونة بالعصبيات، والسائرة في ركاب الأطماع، والإتجاهات السياسية وجربنا ما أدّى إليه تضارب الطوائف، من المعتزلة والأشاعرة والوهابية والسنة، والشيعة، وأصحاب المذاهب الأربعة من الضعف والفشل والقضاء على هذه الحالة المنكرة بالاعتصام بحبل الله، وحسن الظن بالمسلمين، والتزام طريق الأنصاف والعقل، وعدم التسرع إلى تفكير أهل القبلة وتفسيقهم بمجرد المزاعم، والاستناد إلى بعض الأخبارالمتروكة أوالمتشابهة مما يوجد الكثير فيها في كتب الفريقين.
ونحمل ما نعرف من غيرنا مما هو خلاف مذهبنا - مهما أمكن - على المحامل الصحيحة وانه ناتج عنده من الإجتهاد بعد اتفاق الكل على الأصول الإسلامية التي دلت صحاح الأحاديث على أنها هي الميزان والملاك في الحكم على الآخرين بالإسلام وعدمه.
فتعالوا نجلس اخواناً متحابين على صعيد اسلامي واحد، لننظر كيف يجب إن نقف قبالة الأعداء، ونصوص شباننا عن الإنصياع وراء الأفكار الإلحادية
____________________
(١) وقد أحدث هذا التكفير ضجة كبيرة في الأوساط العلمية، ورد هذا المقال رداً شافياً الأستاذ محمد محمود الصواف في رسالته القيمة (المسلمون وعلم الفلك).
التي تأتي من الشرق أو الغرب، ونوحد مساعينا لتطبيق أحكام الإسلام، ونعمل على طرد هذه البرامج التربوية المادية، التي كادت ان تذهب أو أنها ذهبت بالغيرة الدينية، وأثرت على الفتيان، والفتيات حتى صاروا يفتخرون بالدعارة والخلاعة، والرقص والغناء، والقمار، وشرب الخمر، والسفور واختلاط النساء بالرجال الأجانب، وتقليد الكفار في جميع أطوار حياتهم حتى المجالس والملابس، بعد ما كانوا يفتخرون بالآداب الحسنة من الحياء، والغيرة، والشجاعة، والفتوة، والعفة، والطهارة،والشرف، وغير ذلك من أخلاق الأنبياء سيما نبينا الذي وصفه الله تعالى بقوله:
«وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ»
وبعد ما كانوا لا يخضعون إلا لسلطان الدين وسلطان أحكام الله.
تعالوا لنذهب إلى المدارس وإلى الكليات، والجامعات، والبارلمانات وإلى دواوين القضاء، وإلى مراكز الجند، ولننظر إلى ما تحتويه أفلام السينما ومناهج التلفزيون في بلادنا، وإلى ما ينشر كل يوم في الجرائد، والمجلات، وإلى…وإلى…
حتى نرى كيف خرجت كلها عن مناهج الإسلام، وبشكل يؤدي إلى القضاء على شخصيتنا الإسلامية.
تعالوا لنرى بين من يتسمون بالمسلمين، من يبدأ باسم سمو الأمير أو الرئيس أو السلطان، بدلاً عن بسم الله الرحمن الرحيم.
تعالوا لنرى ما أصيبت به أمتنا من تجزئة البلاد، وتفرقتها بين حكومات متعددة، ودويلات صغيرة ضعيفة خاضعة للإستعمار، يوجه بعضها ضد البعض
لتعميق جذور التفرقة فيما بينها، والإبقاء على عدم التلاقي بين الأشقاء من شعوبها.
ثم أن هذه الحكومات التي تحتفظ بتفرقة الأمة، لتحتفظ بوجوداتها لا يمكن ان تسمح لها بوحدة حكومية سياسية، بل أنها أخذت بتطبيق مبدء العلمانية المستلزم لفصل الدين عن الدولة، والإسلام عن مسلكية الحكومة، وأبعاده عن الحياة الإجتماعية حتى ان التواريخ الإسلامية في بلاد المسلمين بدلت بالتواريخ والتقاويم الغربية.
كان الدفاع عما الصق محب الدين الخطيب بكرامة القرآن، وإثبات صيانته عن التحريف، وابطال دعوى الزيادة، والنقصان منه أهم من دعانا إلى تأليف كتابنا (مع الخطيب في خطوطه العريضة) فرددنا على الخطيب بالأدلة القاطعة، وأوضحنا ان ما في كتب الحديث والتفسير سواء عند الشيعة أو أهل السنة مما يوهم التحريف كله أخبار آحاد، أعرض عنها محققوا الفريقين إما لضعف إسنادها، أو لضعف دلالتها فحققنا تحقيقاً كاملاً، وأبطلنا ما كتب حول ذلك من أهل السنة ككتاب (الفرقان) كما أو ضحنا أيضاً استنكار علماء الشيعة لكتاب (فصل الخطاب) وذكرنا ان مخرجي هذه الأخبار الضعيفة أيضاً لم يعتمدوا عليها حتى في مورد واحد(١) ، وان اعتماد الشيعة والسنة على الأخبار المتواترة القطعية الصريحة على ان القرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله على الرسول الأعظم، نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هو هذا الكتاب الموجود بين الدفتين الذي يعرفه المسلمون من الشيعة والسنة، ويعرفه غيرهم أيضاً لا شك في ذلك، ولا ريب.
____________________
(١) قد تركنا التعرض تفصيلاً لأحاديث أهل السنة، وما ألصقوه بكرامة القرآن المجيد لا ننا نزه جميع طوائف المسلمين من القول بالتحريف، والإعتماد على هذه الأحاديث، ولا يحملنا العناد، والعصبية «ان شاء الله تعالى» على ان نقول في طائفة من المسلمين ما يحط من كرامة الكتاب الكريم كما فعل محب الدين الخطيب وألهي ظهير، وناشري تابيهما من الفضلة المتعصبين المنتمين للوهابية.
وان رأيت في محدثي أهل السنة ورجالهم، من اعتمد بما قيل انه حذف عن القرآن كالسيوطي فإنه اتى بسورتي الخلع والحقد في تفسيره الدر المنثور، وفسرهما كسورتين من القرآن فلا اعتداد به ولا اعتناد.
كما قد بينت حال كتاب (دبستان المذاهب) المجهول مؤلفه المطبوع بالهند بانه ان صح صدوره عن بعض طوائف المسلمين (وهو بعيد) فهي غير الشيعة قطعاً لأدلة كثيرة، وشواهد تحكم بذلك من نفس هذا الكتاب، وبينت أن من الصق بكرامة القرآن الكريم من الآيات، والسور المختلقة ليست من الوحي بشيئ، وأن هذا هو الحق الواضح الذي عليه الشيعة والسنة.
يعرف ذلك كل من جال في البلاد الشيعية، والشنية، ويعرفه حتى اساتذة جامعة المدينة المنورة الإسلامية وان أعجب بعضهم برسالة (الخطوط العريضة) و(الشيعة والسنة) لإصرار كاتبيها على اسناد القول بالتحريف إلى الشيعة.
وبالجملة فليس في الإسلام والمسلمين كتاب غير هذا القرآن، الذي هو بين الدفتين لا يقدمون عليه كتاباً، ولا يقدسون، ولا يحترمون مثله أي كتاب، وهم يتلونه أناء الليل وأطراف النهار.
وانني اعلن عن ذالك، وأطلب كل من يشك فيه، ويريد ان يتأكد من كذب القائمين بنشر هذه المخاريق، سواء كان هذا الشاك من السنة أوالشيعة أومن المستشرقين، الذين يريدون أن يكتبوا عن القرآن حقاً وصدقاً لاكذباً، ووفقاً لأهوائهم الإستعمارية.
انا اطلب من الجميع ان يجولوا في البلاد الشيعية في إيران، والعراق وسوريا، ولبنان واليمن، والبحرين، والكويت، وسائر إمارات الخليج، والهند وباكستان، والقطيف والاحساء، وافغانستان، وسائر البلاد الإسلامية ويسألوا، ويفحصوا عن الشيعة، وعن شأن القرآن المجيد الموجود بين الدفتين عندهم، وعند جميع المسلمين، وعقيدتهم فيه، وعن كيفية معاملتهم له حتى يعرفوا عقيدة الشيعة في القرآن الكريم، وتقديسهم، وتعظيمهم له،
وحتى يتخلصوا مما أوقعهم به البغاة من الشك، والتهمة حتى يعرفوا به قيمة غير ذلك مما في كتاب (الخطوط العريضة) و(الشيعة والسنة)، وغيرها من الطعن على الشيعة.
ولو أتى احسان إلهي ظهير المتخرج من جامعة المدينة المنورة، بأضعاف ما أتى من الأحاديث الضعاف، المتشابهات مع تعمده كتم الأحاديث الصحيحة المتواترة في جوامع حديث الشيعة، وكتبهم المعتبرة المصرحة بأن الكتاب الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو كتاب الموجود المطبوع المنتشر في أقطار الأرض يكذبه هذا الفحص، والتجوال.
ولو بالغ في نسبة التحريف إلى الشيعة فان كتبهم، وتصريحاتهم المؤكدة تكذبه وتدفعه كما إن احتجاجهم بالقرآن في مختلف العلوم، والمسائل الإسلامية في الأصول والفروع، واستدلالهم بكل آية آية، وكلمة كلمة منه، واعتبارهم القرآن أول الحجج وأقوى الأدلة يظهر بطلان كل ما افتراه.
فيا علماء باكستان، ويا اساتذة جامعة المدينة المنورة ما الذي يريده احسان إلهي ظهير، وموزع كتابه الشيخ محسن العبادة، نايب رئيس الجامعة من تسجيل القول بتحريف القرآن، على طائفة من المسلمين يزيد عدد نفوس أبنائها عن مئة مليون نسمة، وفيهم من أعلام الفكر، والعلماء العباقرة أقطاب تفتخر بهم العلوم الإسلامية.
وما فائدة الإصرار على ذلك إلا جعل الكتاب الكريم في معرض الشك والإرتياب؟
ولماذا ينكران على الشيعة خواصهم، وعوامهم وسوقتهم قولهم الأكيد بصيانته من التحريف.
ولماذا يتركان الأحاديث الصحيحة المتواترة المروية بطرق الشيعة عن أئمة أهل البيت المصرحة بان القرآن مصون بحفظ الله تعالى عن التحريف؟
ولماذا يقدحان في اجماع الشيعة وضرورة مذهبهم، واتفاق كلمات أكابرهم، ورجالاتهم على صيانة القرآن الكريم من التحريف، ويجعلان اجماع المسلمين، واتفاق طوائفهم في ذلك معرضاً للشك والريب ان لم يريدا كيداً بالقرآن المجيد.
أبهذا تزود جامعة المدينة المنورة خريجيها حتى لا يعقلون ما يقولون، ويردون بلجاجهم الطائفي على من أثبت في غاية التحقيق، والتدقيق صيانة الكتاب من التحريف.
فما علماء المسلمين اقرءوا (مع الخطيب) وما كتبت وحققت فيه حول صيانة الكتاب عن التحريف، وانظروا هل كان اللائق بشأن جامعة المدينة المنورة ان توزع كتاب (مع الخطيب في خطوطه العريضة) أو كتيب (الشيعة والسنة)، و(العواصم من القواصم) مع شرحه الخبيث.
فقد دفعت بعون الله تعالى وحمده كل شبهة، ورددت على جميع الأحاديث الموهمة لذلك من طرق السنة والشيعة، وبينت علل اسنادها، وضعف اسنادها، ومتونها، واثبت عدم ارتباط كثير منها بمبحث التحريف.
فمن خدم القرآن اذن يااساتذة الجامعة، ويا علماء باكستان؟ ومن هو الذي أدّى حقه؟ ومن الخائن له، أهو الذي يصر على نسبة القول بتحريفه إلى احدى الفرقتين الكبيرتين من المسلمين زواً وبهتاناً وجهلاً وعدواناً، ومن يتفق على طبعه، ويوزع كتابه في أرجاء العالم الإسلامي، ويجعله في
متناول أيدي المستشرقين المأجورين الذين يغتنمون صدور هذه الزلاّت من جهلة المسلمين.
هل هذا هو الخائن او من يدفع عن الكتاب الكريم هذه المقولة النكراء هو الخائن يا ترى.
انا والله لا أدري ما أقول لهؤلاء فأمرهم عجيب، يهتكون أعظم الحرمات ويجعلون كتاب الله هدفاً لسهام الأعداء لكي يدخلوا بزعمهم شيناً وعيباً على شيعة أهل البيت، ويبلبلوا على الناس أمرهم، وعقائدهم.
«أولئك الذّين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين»
فيا أساتذة جامعة المدينة المنورة، فقد ضلّ سعيكم إن كان حصيلة مناهجكم في التعليم، والإرشاد من لا ينزل عن مركب الباطل واللجاج، وان جيء له بألف دليل حتى انه كرر ما اجبنا عنه في (مع الخطيب) من نسبة القول بالوهية الأئمة، والتعصب للمجوسية، والإشتراك في كارثة بغداد وغيرها إلى الشيعة، ولم يلتفت إلى الأجوبة المنطقية،والتاريخية المذكورة فيه عن جميع هذه الإفتراءات.
كما كرر الكلام أيضاً حول طعن الشيعة، ككثير من أهل السنة على بعض الصحابة، ولم يلتفت إلى ما في(مع الخطيب) من التحقيق حول هذه المسائل وحكم من نفى الإيمان عن بعض الصحابة، وسبّ بعضهم عند أهل السنة، وان ذلك على مذهب أهل السنة، وسيرة سلفهم لا يخرج المسلم عن الإسلام والإيمان فلا يجوز بهذا الحكم على أحد بالتكفير والتفسيق كما لايمنع من التقريب.
فما أتى به هذا المغرض المضلل المتطاول على العلماء حتى الشيخ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر، الأسبق الراحل في كتابه ليس إلا تكراراً بما اتى به اسلافه وقد اجبت عنه في (مع الخطيب). ولكن لم يلتفت هو إليه لأنه أراد المخادعة، والتباس الحق بالباطل.
ولو لم يكن من أهل العناد واللجاجة لنظر إلى (مع الخطيب) وإلى ما فيه من الأدلة الحلية، والنقضية، والبراهين الجلية المأخوذة من صريح الكتاب أوالسنة بعين الانصاف، ولم يكرر دعاوى البهتان، ولم يسلك سبيل العداء والنفاق.
لوافقنا ووافق مصلحي الأمة، ولاستجاب لصيحاتهم، ونداءاتهم في الدعوة إلى التقريب والإتحاد فالله تعالى هو الحكم بيننا وبينه ثم الباحثون المنصفون(١)
فجددوا يا أساتذة الجامعة النظر في مناهجكم التعليمية حتى يكون المتخرجون من مدرستكم مزودين بلباس التقوى، والعلم، والصدق والإخلاص، وشعارات الإسلام متجنبين النعرات الطائفية الممزقة متمسكين بالوحدة الإسلامية.
____________________
(١) ومن حيائه وهو الذي رمانا كثيراً في كتابه بعدم الحياء والخداع، انه يقول في كتابه (والحق انه لا يوجد في كتب أهل السنة المعتمد عليها عندهم رواية صحيحة تدل على ان القرآن الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند وفاته نقص منه او زيد فيه.
ولم يلتفت إلى ما اخرج في (مع الخطيب) عن اكابرهم وكتبهم المعتمد مما يدل على الزيادة والنقيصة فراجع مع الخطيب (ص ٥٩ و٦٠ ٧١ و٧٢) كما لم يلتفت إلى انه ليس في كتب الشيعة أيضاً رواية صحيحة تدل على ذلك.
فاقض العجب عن هذا الحي المغالط الذي لا يتعرض لما لا يقدر على جوابه لئلا يتبين عجزه عند القراء.
فناشدتكم بالله تعالى ان تنظروا فيما كتب تلميذكم هذا حول القرآن الشريف، وما رمى به الشيعة، هل خدم بهذا دينه، وأمته، وبالتالي طائفته ام خدم به أعداء القرآن والإسلام؟
وناشدتكم بالله ان تطالعوا (مع الخطيب) و(أمان الأمة من الضلال) وما عرضت فيهما على جميع الأمّة، من المنهج الذي ينبغي ان يكون الجميع عليه وما بينته فيهما مما يذهب بالتنافر، والتشاجر فانظروا فيهما، وفيما يكتب في مجلة (البعث)، وفيما كتب مؤلف (الشيعة والسنة) وشارح العواصم، وكاتب (حقائق عن …) بعين الإنصاف وقارنوا بينهما، وبينها حتى تعلموا أي الفريقين اشد نفاقاً، وأيهما على هدى أو في ضلال مبين.
أنا أقول: والله تعالى يعلم اني صادق فيما أقول عن عقيدة الشيعة في القرآن وفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الأئمة عليهم السلام وفي معنى الرجعة، والبداء ان كل عقائدهم مأخوذة من الكتاب والسنة، وانهم يعتقدون بكل ما يجب الإعتقاد به، وما هو شرط للحكم بالإسلام، والنجاة عند أهل السنة، ودلت عليه صحاح أحاديثهم.
فلا موجب إذن أهذه الجفوة، والبغضاء، والتنافر بين المسلمين، وتفسير عقائدهم بما هم بريئون منه، ولا يقولون به.
فكم سأل علماء أهل السنة الأكابر المصلحين، وغيرهم علماء الشيعة عن عقائدهم في كل ذلك وقولهم بالرجعة، والبداء، وحتى التقية فما رأوا بعد الجواب شيئاً في عقائد الشيعة يخالف روح الإسلام، وما دل عليه الكتاب والسنة وما وجدوا في آرائهم في الفروع والأصول ما يجوز به تفسيق أحد من
المسلمين ولا يمكن على الأقل حمله على الإجتهاد(١) ، ولا ما يمنع ان يكون الجميع صفاً واحداً، وجسداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ومعتصمين بحبل الله تعالى.
ومع ذلك هؤلاء يأتون كل يوم بكتاب زور غايته التمزيق، والتفريق وجرح العواطف. واحياء الضغائن. فيوماً يكتبون (الخطوط العريضة)، ويوماً ينشرون (العواصم من القواصم) مع شرح خبيث، ويوماً يكتبون (حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية) حشر الله تعالى كاتبه، وناشره معه، ويوماً يأتون بكتيب (الشيعة والسنة) ويقولون عن الشيعة إنهم بمن فيهم أئمة اهل البيت عليهم السلام، والصحابة الكبار،والتابعين والمحدثين، ورجالات الدين والعلم، والتحقيق في جميع العلوم الإسلامية ممن لا تنكر مقاماتهم الرفيعة في العلم، ولا يستهان بشأنهم، وبخدماتهم لهذا الدين، وغيرتهم على الإسلام وشعائره يقولون بتحريف كتاب الإسلام (القرآن المجيد)، وانه قد زيد فيه، ونقص منه كالسورة المختلقة الموسومة بالولاية.(٢)
____________________
(١) راجع في ذلك كتاب المراجعات - وأجوبة مسائل موسى جار الله - ونقض الوشيعة وغيرها.
(٢) هذه السورة المكذوبة على الله تعالى التي اخترعها اعداء القرىن والإسلام ثم اسندها النصاب إلى الشيعة هي التي ذكرها الخطيب، وذكر ان النوري اوردها في الصفحة ١٨٠ من كتابه ورددنا عليه في (مع الخطيب) انه ام يوردها لا في هذه الصفحة، ولا في غيرها (وان اشار إلى اسمها كما اشار إلى اسم سورتي الحفد والخلع اللتين ذكرهما أهل السنة).
ومع ذلك أخذنا بذلك كاتب (الشيعة والسنة) واتى بما هو سيرته، وسيرة اسلافه النصاب من الفحش، واسناد الكذب إلى اهل الصدق ومع انه رأى كذب الخطيب ترحم عليه، ومضى ولم يقل منه شيئاً كما لم يدفع عما أتى به بعض أهل السنة، من سورتي الحفد والخلع كانه يقول بذلك أيضاً.
فإن قيل لهم: إذا اثبتم (ولا يثبت ابداً) أن هذا رأي الشيعة فكيف تدفعون شبهة التحريف عن كرامة القرآن المجيد، فلا يقبل أعداء الإسلام أن هذه الجماهير الغفيرة من عصر الصحابة إلى هذا الزمان، قد اختاروا هذا الرأي من غير أن يكون له أصل وأساس، ولا يسمع منكم في رد ذلك ما تأتون به من الإفتراء والشتم، كقولكم إن الشيعة ربيبة اليهود او إنهم يكفرون الصحابة لأن الباحثين من الأعداء في كتب التاريخ، والتراجم والرجال أيضاً يعرفون ان هذه الإفتراءات كلها جاءت من سياسة الحكام، في عهود كان الميل إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله من أكبر الجرائم السياسية.
ولهم أن يقولوا إذا كانت الشيعة - وهي ليست إلا ربيبة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم - ربيبة اليهود فالسنة ربيبة المنافقين والمشركين الذين دخلوا في الإسلام كرهاً وربيبة معاوية، ويزيد، ومروان وعبدالملك والوليد ابنه، ومسلم بن عقبة، وبسر بن أرطاة، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن سمية، والحجاج، ووليد بن عقبة، والحصين بن نمير، وشبيب بن مسلمة، وعمران ابن الحطان، وحريز بن عثمان، وشبابة بن سوار، وشبث بن ربعي، وغيرهم من الجبابرة ومن في حاشيتهم من الأُمراء وعلماء السوء.
فلماذا لا تتركون العداء والعصبية حتى في هذا، ولا تقطعون جذور هذه الشبهة ولم لا تبرئون الشيعة عن هذا القول كما هم يبرّءونكم، وتعرضون عما عند الشيعة، من أدلة كثيرة قاطعة علمية وتاريخية، على صيانة القرآن من التحريف وعن ما هو المشاهد منهم في بلادهم، ومجالسهم، وعباداتهم.
فهم أشد الأمة تمسكاً بالقرآن المجيد، وينكرون هذا الرأي السخيف أشد الإنكار، ويردون أيضاً ما ورد في أحاديث أهل السنة القائلة بانه نقص من القرآن مما اشير إليه في (مع الخطيب) اشارة اجمالية؟
نعم إذا اوضحت كل ذلك لهذه الفضلة والمتفضلة: وهم لا يدركون قيمته من الناحية العلمية والدينية، ولا يحبون وضوحه وتقريره يقولون لا يقبل ذلك منهم لأنهم يجوزون التقية، فانا لله وانا إليه راجعون.
فما عذركم عند الله تعالى فان كنتم معادين، ومعاندين لأهل البيت وشيعتهم كما يظهر من كتبكم ومقالاتكم فلا تجعلوا القرآن معرضاً للشك بعدائكم لأهله، وافترائكم على حملته.
فحسبكم إن ضيعتم وصية الرسول الرؤف الرحيم، ولم تحفظوه، ولم تحفظوا وصيته في أهل بيته، وذريته وشيعتهم، وتركتم هداهم والتمسك بهم، واقتديتم بأعداءهم الذين نكلوا بهم، وعلموا للقضاء على فضائلهم، ودافعتم عن سيرة هؤلاء الأعداء، وعما لهم فاعملوا ما شئتم إنّ الله تعالى يقول:
«إنّ الّذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة. اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير»
ولا تظن يا أخي أنّي أظن بجميع إخواننا من أهل السنة سوءً فإن أكثرهم من أهل الغيرة على الإسلام، والقرآن وحرمات الله، ويقدرون الدفاع عن صيانة القرآن من التحريف سواء كان في الملأ الشيعي او السني، ولا يرتضي احد من عوامهم فضلاً عن علمائهم ومصلحيهم ان يمس امثال الخطيب، واحسان ظهير ومن يوزع كتابهما كرامة القرآن المجيد بمقالاتهم، وكتبهم فأمثالهما وإن عدوا أنفسهم من أهل السنة، الا أنّ فيهم نزعات ليست من الإسلام تحملهم على نشر هذه المقالات لتكون الشريعة سفيانية، والملة يزيدية مروانية.
انشدكم بالله يا اساتذة جامعة المدينة المنورة، ويا علماء لاهور اما عرفتم عن جيرانكم منشيعة المدينة المنورة، ومن شيعة لاهور وباكستان عقيدة الشيعة في صيانة القرآن المجيد وسلامته من التحريف؟
أما رأيتم تعظيمهم وتقديسهم له، وانهم لا يقدسون كتاباً مثله، ولا يكون تعظيمهم له أقل من أهل السنة ان لم يكن أكثر؟
فلم لا ترشدون هؤلاء الجهال الذين اعمت بصيرتهم العصبية الطائفية؟ ولم لا تؤاخذون من يرغبهم، ويشوقهم، وينفق عليهم ليكتبوا عن الإسلام والمسلمين، وينشروا عليهم امثال هذه المقالات الشانئة الشائكة.
ولعمر الحق ان مقالاتهم هذه في عدائهم للشيعة زينت لهم كل كذب وافتراء فهم مصداق لما قيل: «حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء» -
فقد حفظوا عداءهم القديم الذي ورثوه، عن أعداء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وشيعتهم الذين لا ذنب لهم غير ولائهم لعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتمسك بهم، وبسيرتهم تمسكاً بحديث الثقلين المتواتر وغيره من الأحاديث المتواترة.
فتارة يحكمون عليهم بما زينته لهم عصبيتهم مستندين في ذلك إلى الأحاديث الضعاف أو المتشابهة التي توجد في كتب أهل السنة سواء في اصول الدين أم فروعه، وفي التراجم، والتاريخ اضعاف اضعافها.
واخرى يفترون عليهم وبانهم يقولون في رسول الله بأن علياً وأولاده أفضل منه، وانهم فوق البشر بل آلهة(١) .
____________________
(١) قد اجبت عن ذلك كله، ودفعت هذه الإفتراءات في (مع الخطيب) في فصل (منزلة النبي والإمام عند الشيعة) وفي فصل (غلط الخطيب في فهم كلام العلامة الآشتياني).
وتارة يقولون ان شيعة أهل بيت النبي، وأبناء بنته سيدة نساء العالمين هم ربيبة اليهود، واتباع عبدالله بن سبأ الموهوم(١) متغافلين عما في كتب أهل السنة حتى الصحاح منها من أحاديث يأباها العقل، ولا توافق روح القرآن، ونسوا ما ملأوا كتبهم من الفضائل والكرامات، والعلم بالغيب لغير الأنبياء من رؤساء الصوفية، وأئمة مذاهبهم مما لا يؤيده الكتاب ولا السنة، ولم يثبت بنقل معتبر، ونسوا ما رووا في بعض الصحابة من أن علمه سبق علم النبي صلى الله عليه وآله، بل استبق في علمه ارادة الله عزوجل فيما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله.
فهو عرف ما لم يعرفه رسول الله صلى الله عليه وآله قبل نزول الوحي، ونسوا اعتماد عمر بن الخطاب وعثمان ومعاوية، وعلمائهم ومحدثيهم على كعب الأحبار اليهودي الذي كان من أوثق الناس عند عمر ومعاوية، وكانا يرجعان إليه، ويأخذان بقوله كحجة شرعية في تفسير الكتاب والسنة كما نسوا اعتماد معاوية، وابنه يزيد على غير المسلمين ومشاورتهما لهم.
وتارة يذكرون احتراق قلوب الكفار والمجوس واليهود وحنقهم على الإسلام والمسلمين ثم يهاجمون شيعة أهل البيت(٢) ويأتون باسطورة عبدالله ابن سبأ وينسبون إليه إضرام نار الثورة على عثمان التي لم تقم عليه إلا بأسباب كلها ترجع إلى سيرة عثمان، وما ارتكب من الأحداث والأعمال مما لا يرتضيه المسلمون، وكان خارجاً عن روح العدل الإسلامي، وما ابتنت عليه
____________________
(١) يراجع في ذلك أصل الشيعة واصولها للامام كاشف الغطاء، و (عبدالله بن سبأ) للعلامة المحقق المجاهد السيد مرتضى العسكري.
(٢) يراجع في ذلك (مع الخطيب) ص٨٩ - ١٠٠.
سياسة الحكم والإدارة في الإسلام وإلى استبداده بالأمر وعدم اعتنائه بنصيحة الصحابة من المهاجرين والأنصار، وكان في طليعة من اضرم. عليه نار الثورة وحرك الناس وهيجهم عليه جماعة من الصحابة كطلحة والزبير وأم المؤمنين عايشة(١) .
نعم يذكرون حنق اليهود والمجوس على الإسلام ثم يحملون على شيعة أهل البيت، يجعلونهم هدفاً للإفتراء والبهتان، وينسون احتراق قلوب المنافقين الذين قتل آبائهم وأقاربهم المشركون، في غزوة بدر وغيرها، ودخلوا في الإسلام كرها ولم يذهب بالإسلام حقدهم وحنقهم على نبي الإسلام على بطلة المجاهد الإمام علي، مثل ابي سفيان، ومعاوية، والحكم وابنه مروان، وعبدالله ابن سعد بن ابي سرح، والوليد بن عقبة، وغيرهم ممن اندرجوا في حاشية عثمان وكانوا معتمدين عنده.
فهو لا يدخل في أمر ولا يخرج عن أمر إلا بمشورة هؤلاء أي والله حفظ هؤلاء شيئاً وغابت عنهم أشياء.
الإستعمار والالحاد يريدان القضاء على الفكر الشيعي في المناطق الشيعية وعلى الفكر السني في المناطق السنية، لانهما أرادا القضاء على الفكر الإسلامي والشعائر الإسلامية، وتاريخ الإسلام، ومناهجه، والتزام المسملين شيعة وسنة بأحكام القرآن، وحلاله وحرامه.
وهؤلاء عوضا عن أن يؤيدوا مواقف الشيعة قبال اعداء الإسلام، ويزودوهم ويلتحقوا في صفوفهم، ويقدروا جهادهم ونضالهم يأتون باسطورة عبدالله
____________________
(١) يراجع في ذلك جميع التواريخ المعتبرة.
ابن سبأ الموهوم، والبهتانات التي يكذبها التاريخ يساعدون بكل ذلك الإستعمار ويضربون المسلمين بعضهم ببعض ويفتحون باب الجدال والنزاع.
فيا ليتهم كانوا قد قصروا عداءهم وحقدهم على الشيعة فقط، وتركوا إعلان ما في سرائرهم من العداء لأهل البيت، والولاء لظالميهم امثال معاوية ويزيد.
فوالله انكم ان لم تكونوا مرتزقة تعملون لأعداء الإسلام، ولا تريدون غير خدمتهم، وكنتم تقصدون بكتبكم الممزقة للامة خدمة طائفتكم، وارشاد ابنائها فانتم من أجهل الناس بواقع الأمور، وما يجري في العالم الإسلامي المعاصر.
حفظتم ما ورثتم من اسلافكم من حب معاوية، وعمرو بن العاص، والوليد بن عقبة، وبسر بن أرطاة وأمير مؤمنيكم يزيد بن معاوية، والوليد وغيرهم من مبغضي أهل البيت، وناصبي العداء لعلي عليه السلام، والحرب عليه، وذلك من اظهر الأدلة على نفاقهم ومروقهم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله (يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق).
حتى قلتم: ان الرجل لا يكون من أهل السنة إلا أن يكون فيه شيء من بغض علي عليه السلام، وضيعتم مودة أهل بيت نبيكم التي فرضها الله عليكم في القرآن، وحث الرسول صلى الله عليه وآله عليها، واكدها في الروايات المتواترة، وأمر الأُمة بالتمسك بهم، وجعل التمسك بهم اماناً من الضلال والإختلاف.
حفظتم بولائكم لآل ابي سفيان، وآل مروان، وقلتم بشرعية حكوماتهم وحكومات ملوك بني العباس كالمنصور، وهارون، والمتوكل، وحكومات غيرهم من الجبابرة الذين لا فرق بينهم، وبين جبابرة سائر الأمم إلا انهم سموا انفسهم امراء المؤمنين، وانتم وعلماء السوء قبلكم لم تأمروهم بالمعروف