ايمان أبي طالب وسيرته

ايمان أبي طالب وسيرته0%

ايمان أبي طالب وسيرته مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 145

ايمان أبي طالب وسيرته

مؤلف: العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي
تصنيف:

الصفحات: 145
المشاهدات: 32854
تحميل: 6877

توضيحات:

ايمان أبي طالب وسيرته
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 145 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32854 / تحميل: 6877
الحجم الحجم الحجم
ايمان أبي طالب وسيرته

ايمان أبي طالب وسيرته

مؤلف:
العربية

وجهه: يا رسول الله كأنك ردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

قال: أجل فأنشده أبياتاً من القصيدة ورسول الله يستغفر لأبي طالب على المنبر، ثم قام رجل من كنانة وانشد:

لك الحمـد والحمد ممن شكر

سقينا بــوجه النبي المطر

دعــــا الله خالقـه دعوةً

وأشخص معهـا إليه البصر

فلم يك إلا كإلقاء الــــردا

وأسرع حتــى رأينا الدرر

دفاق العزالي جـم البعاق(١)

أغاث به الله عليا مضــر

فكان كما قالــه عمـــه

أبو طالب أبيض ذو(٢) غرر

بـه الله يسقي صيوب الغمام

وهذا العيان لذاك الخبــر

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن يك شاعراً يحسن فقد حسنت».

أعلام النبوة للماوردي (ص ٧٧)؛ بدائع الصنائع (١ / ٢٨٣)، شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٣١٦)، السيرة الحلبية، عمدة القاري (٣ / ٤٣٥)، شرح شواهد المغني للسيوطي (ص ١٣٦)، سيرة زيني دحلان (١ / ٨٧)، أسنى المطالب (ص ١٥)، طلبة الطالب (ص ٤٣)(٣) .

قال البرزنجي كما في أسنى المطالب: فقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لله در أبي طالب»

____________

(١) راجع ص ٤ من الجزء الثاني من هذا اكتاب. (المؤلف)

(٢) كذا في المصدر بالواو وحقه النصب بالألف لأنه خبر (كان).

(٣) أعلام النبوة: ص ١٣٠، شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٨١ كتاب ٩، السيرة الحلبية: ١ / ١١٦، عمدة القاري: ٧ / ٣١، شرح شواهد المغني: ١ / ٣٩٨ رقم ١٩٧، السيرة النيوية: ١ / ٤٣، أسنى المطالب: ص ٢٦.

٦١

يشهد له بأنه لو رأى النبي وهو يستسقي على المنبر لسره ذلك، ولقرت عيناه، فهذا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم شهادة لأبي طالب بعد موته أنه كان يفرح بكلمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقر عينه بها، وما ذلك إلا لسر وقر في قلبه من تصديقه بنبوته وعلمه بكمالاته. انتهى.

قال الأميني: وذكر جمع هذا الحديث في استسقاء النبي صلى الله عليه وأله وسلم وحذف منه كلمة: «لله در أبي طالب». وأنت أعرف مني بالغاية المتوخاة في هذا التحريف، ولا يفوتنا عرفانها.

٦ - قال ابن أبي الحديد في شرحه(١) (٣ / ٣١٦): ورد في السير والمغازي أن عتبة ابن ربيعة أو شيبة لما قطع رجل أبي عبيدة بن الحارث بن المطلب يوم بدر أشبل(٢) عليه علي وحمزة فاستنقذاه منه وخبطا عتبة بسيفهما حتى قتلاه، واحتملا صاحبهما من المعركة إلى العريش فألقياه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن مخ ساقه ليسيل، فقال: يا رسول الله لو كان أبو طالب حياً لعلم أنه قد صدق في قوله:

كذبتم وبيت الله نخلي محمداً

ولما نطاعن دونه ونناضل

وننصره حتى نصرع حوله

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغفر له ولأبي طالب يومئذٍ.

٧ - عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعقيل بن أبي طالب: «يا أبا يزيد إني أحبك حبين حباً لقرابتك مني، وحباً لما كنت أعلم من حب عمي أبي طالب إياك».

____________

(١) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٨٠ كتاب ٩.

(٢) أشبل: عطف.

٦٢

أخرجه(١) أبو عمر في الاستيعاب (٢ / ٥٠٩)، والبغوي، والطبراني كما في ذخائر العقبى (ص ٢٢٢)، وتاريخ الخميس (١ / ١٦٣)؛ وعماد الدين يحيى العامري في بهجة المحافل (١ / ٣٢٧)، وذكره ابن أبي الحديد في شرحه (٣ / ٣١٢) وقال: قالوا: اشتهر واستفاض هذا الحديث، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ٢٧٣) وقال: رجاله ثقات.

هذا شاهد صدق على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتقد إيمان عمه، وإلا فما قيمة حب كافر لأي أحد حتى يكون سبباً لحبه صلى لله عليه وآله وسلم أولاده؟

وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا لعقيل كان بعد إسلامه كما نص عليه الامام العامري في بهجة المحافل وقال: وفيها إسلام عقيل بن أبي طالب الهاشمي، ولما أسلم قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا يزيد. إلى آخره.

وقل جمال الدين الاشخر اليمني في شرح البهجة عند شرح لحديث: ومن شأن المحب محبة حبيب الحبيب.

ألا تعجب من حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا طالب إن لم يك معتنقاً لدينه - العياذ بالله - ومن إعرابه عنه بعد وفاته. ومن حبه عقيلاً لحب أبيه إياه؟ ٨ - أخرج أبو نعيم(٢) وغيره عن ابن عباس وغيره قالوا: كان أبو طالب يحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حباً شديداً لا يحب أولاده مثله، ويقدمه على أولاده؛ ولذا كان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرجه معه حين يخرج.

____________

(١) الاستيعاب: القسم الثالث / ١٠٧٨ رقم ١٨٣٤، المعجم الكبير: ١٧ / ١٩١ ح ٥١٠، شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٧٠ كتاب ٩.

(٢) دلائل النبوة: ١ / ٢٠٩ و ٢١٢.

٦٣

ولما مات أبو طالب نالت قريش منه من الأذى ما لم تكن تطمع فيه في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه تراباً، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيته والتراب على رأسه؛ فقامت إليه إحدى بناته تغسل عنه التراب وتبكي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لها: «يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك، ما نالت مني قريش شياً أكرهه حتى مات أبو طالب»(١) .

وفي لفظ: «ما زالت قريش كاعين - أي جبناء - حتى مات أبو طالب».

وفي لفظ: «ما زالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب»..

تاريخ الطبري (٢ / ٢٢٩)، تاريخ بن عساكر (١ / ٢٨٤)، مستدرك الحاكم (٢ / ٦٢٢)، تاريخ ابن كثير (٣ / ١٢٢، ١٣٤)، الصفوة لابن الجوزي (١ / ٢١)، الفائق للزمخشري (٢ / ٢١٣)، تاريخ الخميس (١ / ٢٥٣)، السيرة الحلبية (١ / ٣٧٥)، فتح الباري (٧ / ١٥٣، ١٥٤)، شرح شواهد المغني (ص ١٣٦) نقلاً عن البيهقي، أسنى المطالب (ص١١، ٢١)، طلبة الطالب (ص٤/٥٤).

٩ - عن عبد الله قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر إلى القتلى وهم مصرعون قال لأبي بكر: «لو أن أبا طالب حي لعلم أن أسيافنا قد أخذت بالأماثل» يعني قول أبي طالب:

كذبتم وبيت الله إن جد ما أرى

لتلتبس أسيافنـــــا بالأماثل

____________

(١) تاريخ الأمم والملوك: ٢ / ٣٤٤، مختصر تاريخ دمشق: ٢٩ / ٣٣، المستدرك على الصحيحين: ٢ / ٦٧٩ ح ٤٢٤٣، البداية والنهالية: ٣ / ١٠٦ و ١٥١، صفة الصفوة ١ / ٦٦ و ١٠٥ رقم ١، الفائق: ٣ / ٢٩٠، السيرة الحلبية: ١ / ٣٥٣، فتح الباري: ٧ / ١٩٤، شرح شواهد المغني: ١ / ٣٩٧ رقم ١٩٧، دلائل النبوة: ٢ / ٣٥٠، أسنى المطالب: ص ١٩ و ٣٨.

٦٤

الأغاني(١) (١٧ / ٢٨)، طلبة الطالب (ص ٣٨) نقلاً عن دلائل لإعجاز(٢) .

١٠ - أخرج الحافظ الكنجي في الكفاية(٣) (ص ٦٨): من طريق الحافظ ابن فنجويه عن ابن عباس في حديث مرفوعاً قال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: لو كنت مستخلفاً أحداً لم يكن أحد أحق منك لقدمتك في الإسلام، وقرابتك من رسول الله، وصهرك وعندك فاطمة سيدة نساء المؤمنين وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب، أياي حين نزل القرآن وأنا حريص أن أرعى ذلك في ولده بعده.

قال الأميني: إن شيئاً من مضامين هذه الأحاديث لا يتفق مع كفر أبي طالب، فهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يأمر خليفته الإمام عليه السلام بتكفين كافر ولا تغسيله، ولا يستغفر له ولا يترحم عليه، كما في الحديث الثاني، ولا يجزيه خيراً كما في الحديث الثالث، ولا يرجو له بعض الخير - فضلاً عن كله - كما في الحديث الرابع، ولا يستدر له الخير كما في حديث الاستسقاء، ولا يستغفر له كما في الحديث السادس، ولا يحب عقيلاً لحبه إياه؛ فإن الكفر يزع المسلم عن بعض هذه، فكيف بكلها فضلاً عن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم؟ وهو الصادع بقول الله العزيز:( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) (٤) .

وقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ ) (٥) .

____________

(١) الأغاني: ١٨ / ٢١٤.

(٢) دلائل الإعجاز: ص ١٥.

(٣) كفاية الطالب: ص ١٦٦. وانظر الدر المنثور: ٨ / ٦٦١.

(٤) المجادلة: ٢٢.

(٥) الممتحنة: ١.

٦٥

وقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (١) . ‌

وقوله تعالى:( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ) (٢) . إلى آيات أخرى.

الكلم الطيب:

أخرج تمام الرازي في فوائده؛ بإسناده عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب وأخ لي كان في الجاهلية».

ذخائر العقبى (ص ٧)، الدرج المنيفة للسيوطي (ص ٧)، مسالك الحنفا (ص١٤)، وقال فيه: أخرجه أبو نعيم وغيره وفيه التصريح بأن الأخ من الرضاعة، فالطرق عدة يشد بعضها بعضاً؛ فإن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة طرقه، وأمثلها حديث ابن مسعود فإن الحاكم صححه.

وفي تاريخ اليعقوبي(٣) (٢ / ٢٦) روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إن الله عز وجل وعدني في أربعة: في أبي وأمي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية».

أخرج ابن الجوزي بإسناده عن علي عليه السلام مرفوعاً: «هبط جبرئيل عليه السلام علي فقال: إن الله يقرئك السلام ويقول: حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك»، أما الصلب فعبد الله، وأما البطن فآمنة، وأما الحجر فعمه - يعني أبا طالب -

____________

(١) التوبة: ٢٣.

(٢) المائدة: ٨١.

(٣) تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٣٥.

٦٦

وفاطمة بنت أسد. التعظيم والمنة للحافظ السيوطي (ص ٢٥).

وفي شرح ابن أبي الحديد(١) (٣ / ٣١١): قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قال لي جبرائيل: إن الله مشفعك في ستة: بطن حملتك آمنة بنت وهب، وصلب أنزلك عبد الله ابن عبد المطلب، وحجر كفلك أبو طالب، وبيت آواك عبد المطلب، وأخ كان لك في الجاهلية» إلى آخره.

رثاء أمير المؤمنين والده العظيم:

ذكر سبط ابن الجوزي في تذكرته(٢) (ص ٦): أن علياً عليه السلام قال في رثاء أبي طالب:

أبـــا طالب عصمة المستجير

وغيث المحول و نـور الظلم

لقـــد هـد فقدك أهل الحفاظ

فصلــى عليك ولي النعــم

ولقــــاك ربـــك رضوانه

فقد كنت للطهر من خيرعــم

هذه الأبيات توجد في ديوان أبي طالب أيضاً (ص ٣٦)، وذكر أبو علي الموضح كما في كتاب الحجة(٣) (ص ٢٤) للسيد فخار ابن معد المتوفى (٦٣٠)، وقال ابن أبي الحديد: قال أيضاً:

أرقت لطيـــر آخر الليل غردا

يذكرنـي شجواً عظيماً مجددا

أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى

جواداً إذا ما أصدر الأمر أوردا

فأمست قــريش يفرحون بموته

ولست أرى حياً يكون مخلداً

أرادوا أمـــوراً زينتها حلومهم

ستوردهم يوماً من الغي موردا

____________

(١) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٦٧ كتاب ٩.

(٢) تذكرة الخواص: ص ٩.

(٣) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٢٢.

٦٧

يرجون تكذيب النبي و قتلـــه

وأن يفترى قدما عليــه ويجحدا

كذبتم وبيت الله حتــى نذيقكـم

صدور العوالـي والحسام المهندا

فإمـــا تبيدونا وإمــا نبيدكم

وإما تــروا سلم العشيرة أرشدا

وإلا فــإن الحــي دون محمدٍ

بنــي هاشم خير البرية محتدا(١)

هذه الأبيات توجد في الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مع تغيير يسير وزيادة وإليك نصها:

أرقت لنــوح آخـر الليل غردا

يذكــرني شجواً عظيماً مجدداً

أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى

وذا الحلم لا خلفاً ولـم يك قعددا

أخا ملك خلـى ثلمـــةً سيدسها

بنو هاشــم أو يستباح فيهمدا

أرادت أموراً زينتهـــا حلومهم

ستورهم يوماً من الغـي موردا

يرجــون تكــذيب النبي وقتله

وأن يفتروا بهتاً عليـه ويجحدا

كذبتـــم وبيت الله حتى نذيقكم

صدور العوالي والصفيح المهندا

ويبدو منا منظــــرذو كريهةٍ

إذا ما تسربلنا الحديد المسـردا

فإما تبيدونـا وإمــــا نبيدكم

وإما تروا سلم العشيرة أرشـدا

وإلا فــإن الحـي دون محمدٍ

بنو هاشم خير البريــة محتدا

وإن له فيكم مــن الله ناصـراً

ولست بلاقٍ صاحب الله أوحدا

نبي أتى من كل وحــي بحظه

فسماه ربي فـي الكتاب محمدا

أغر كضوء البدر صورة وجهه

جلا الغيم عنـه ضوؤه فتوقدا

أمن علــى ما استودع الله قلبه

وإن كان قولاً كـان فيه مسددا

____________

(١) هذه الأبيات لم نعثر عليها في شرح ابن أبي الحديد، وهي موجودة بتمامها في تذكرة الخواص: ص ٩.

٦٨

كلمة الإمام السجاد:

قال ابن أبي الحديد في شرحه(١) (٣ / ٣١٢): روي أن علي بن الحسين عليه السلام سئل عن هذا - يعني عن إيمان أبي طالب - فقال: «واعجبا إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات».

كلمة الإمام الباقر:

سئل عليه السلام عما يقول الناس إن أبا طالب في ضحضاح من نار فقال: «لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة لأخرى لرجح إيمانه» ثم قال: «ألم تعلموا أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام كان يأمر أن يحج عن عبد الله وابنه(٢) وأبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم».

شرح ابن أبي الحديد(٣) (٣ / ٣١١).

كلمة الإمام الصادق:

روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الكفر فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين». شرح ابن أبي الحديد(٤) (٣ / ٣١٢).

قال الأميني: هذا الحديث أخرجه ثة الإسلام الكليني في أصول الكافي(٥)

____________

(١) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٦٩ و ٦٨ كتاب ٩.

(٢) كذا في الطبعة التي اعتمدها العلامة رحمه الله من شرح النهج، وفي الطبعة المحققة: وأبيه أبي طالب.

(٣) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٦٨ كتاب ٩.

(٤) المصدر لسابق: ١٤ / ٧٠ كتاب ٩.

(٥) أصول الكافي: ١ / ٤٤٨ ح ٢٨.

٦٩

( ص ٢٤٤) عن الإمام الصادق غير مرفوع ولفظه: «إن مثل أبي طالب مثل اصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين».

وبلفظ بن أبي الحديد ذكره السيد ابن معد في كتابه الحج(١) (ص ٧) من طريق الحسين بن أحمد المالكي وزاد فيه: «وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة».

كلمة الإمام الرضا:

كتب أبان بن محمد إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام: جعلت فداك إني قد شككت في إسلام أبي طالب.

فكتب إليه:( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢)

. الآية، وبعدها «إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار» شرح ابن أبي الحديد(٣) ٣ / ٣١١.

قصارى القول في سيد الأبطح عند القوم:

إن كلاً من هذه العقود الذهبية بمفرده كافٍ في إثبات الغرض فكيف بمجموعها، ومن المقطوع به أن الأئمة من ولد أبي طالب عليه السلام أبصر الناس بحال أبيهم، وأنهم لم ينوهوا إلا بمحض الحقيقة، فإن العصمة فيهم رادعة عن غير ذلك، ولقد أجاد مفتي الشافعية بمكة المكرمة في أسنى امطالب، حيث قال(٤) في (ص ٣٣):

هذا المسلك الذي سلكه العلامة محمد بن رسول البرزنجي في نجاة أبي

____________

(١) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٨٤.

(٢) النساء: ١١٥.

(٣) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٦٨ كتاب ٩.

(٤) أسنى المطالب: ص ٥٩ - ٦٠.

٧٠

طالب لم يسبقه إليه أحد فجزاه الله أفضل الجزاء، ومسلكه هذا الذي سلكه يرتضيه كل من كان متصفاً بالإنصاف من أهل الإيمان، لأنه ليس فيه إبطال شيء من النصوص ولا تضعيف لها، وغاية ما فيه أنه حملها على معانٍ مستحسنة يزول بها الإشكال ويرتفع الجدال، ويحصل بذلك قرة عين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والسلامة من الوقوع في تنقيص أبي طالب أو بغضه، فإن ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (١)

وقال تعالى:( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (٢) .

وقد ذكر الإمام أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى بشهاب الأخبار للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفى (٤٥٤): أن بغض أبي طالب كفر. ونص على ذلك أيضاً من أئمة المالكية العلامة علي الأجهوري في فتاويه، والتلمساني في حاشيته على الشفاء، فقال عند ذكر أبي طالب: لا ينبغي أن يذكر إلا بحماية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذكره بمكروه أذية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم كافر، والكافر يقتل، وقال أبو طاهر: من أبغض أبا طالب فهو كافر.

ومما يؤيد هذا التحقيق الذي حققه العلامة البرزنجي في نجاة أبي طالب أن كثيراً من العلماء المحققين وكثيراً من الأولياء العارفين ارباب الكشف قالوا بنجاة أبي طالب، منهم: القرطبي و السبكي والشعراني وخلائق كثيرون، وقالوا: هذا الذي نعتقده وندين الله به، وإن كان ثبوت ذلك عندهم بطريق غير الطريق الذي سلكه البرزنجي، فقد أتفق معهم على القول بنجاته، فقول هؤلاء الأئمة بنجاته أسلم للعبد عند الله تعالى لا سيما مع قيام هذه الدلائل والبراهين التي أثبتها العلامة البرزنجي. انتهى.

____________

(١) الأحزاب: ٥٧.

(٢) التوبة: ٦١.

٧١

وذكر السيد زيني دحلان في أسنى لمطالب(١) (ص ٤٣) قال: ولله در القائل:

قفا بمطلـــع سعــد عـز ناديه

وأمليا شرح شوقي فـي مغانيــه

واستقبلا مطلـع الأنوار في أفق الـ

ـحجون واحتـرسـا أن تبهرا فيه

مغنىً بـــه وابل ارضوان منهمر

ونائرات الهدى دلت منـاديـــه

قفافذا بلبل الأفراح مــــن طربٍ

يروي بديع المعاني فــي أماليـه

واستمليا لأحاديث العجائب عـــن

بحرٍ هناك بديعٍ فـــي معانيـه

حامي الذمار مجير الجار من كرمت

منه السجابا فلــم يفخر مباريـه

عـــم النبي الذي لــم يثنه حسد

عن نصـره فتغالى في مراضيـه

هو الذي لم يــزل حصناً لحضرته

مـوفقاً لـــرسول الله يحميــه

وكل خيــر تـــرجاه النبي له

وهـو الذي قط مــا خابت أمانيه

فيا من أم العلى فــي الخالدات غدا

أغث للهفانــه واسعف مناديــه

قد خصك الله بالمختــار تكلــؤه

وتستعز به فخـراً وتــطريــه

عنيت بالحب فــي طـه ففزت به

ومن ينل حب طـه فهــو يكفيه

كم شمت آيات صدقٍ يستضاء بهـا

وتملأ القلب إيماناً و تـرويـــه

من الذي فاز فـي الماضين أجمعهم

بمثل ما فزت مـن طــه باريه

كفلت خير الورى فــي يتمه شغفاً

وبت بالـروح والأبناء تفديـــه

عضدته حيــن عادتــه عشيرته

وكنت حائطـه من بغــي شانيه

نصرت من لم يشم الكون رائحة الـ

ـوجود لو لـم يقدر كونــه فيه

إن الـذي قمت فــي تأييد شوكته

هو الذي لم يكـن شــيء يساويه

إن الذي أنت قـــد أحييت طلعته

حبيب من كل شـيء فــي أياديه

لله درك مـــن قناص فــرصته

مذ شمت برق الأمـاني من نواحيه

____________

(١) أسنى المطالب: ٧٧ - ٧٩.

٧٢

يهنيك فــوزك أن قدمت منك يداً

إلى ملي وفــي في جوازيــه

من يسد أحسن معروفٍ لأحسن من

جاز ينل فـوق مــا نلت مانيه

ومـن سعــى لسعيدٍ في مطالبه

فهو الحري بأن تحظــى أماليه

فيــا سعيد المساعي في متاجره

قد جئت ربعك أستهمـي غواديه

ستمطـراً منك مزن الخير معترفاً

بأن غرس المنى يعنـى بصافيـه

إلى آخره.

ثم قال(١) في (ص ٤٤) وقيل أيضاً:

إن القلوب لتبكي حين تسمـع ما

أبدى أبو طالب في حق من عظما

فإن يكن أجمع الأعــلام أن له

نارً فلله كـل الكون يفعــل مـا(٢)

أما إذا اختلفوا فالـرأي أن نردا

موارداً يرتضيها عقــل من سلما

نتابع المثبتي الإيمان مـن زمرٍ

في معظم الدين تابعناهـــم فكما(٣)

وهم عدول خيار فـي مقاصدهم

فلا نقل إنهم لــن يبلغوا عظمـا

لا تزدريهم أتدري من همو فهمو

هموعرى الدين قد أضحوا به زعما

هم السيوطي(٤) والسبكي مع نفرٍ

كعدة النقبا حفاظٍ أهــل حمــى

وأهل كشف وشعــرانيهم وكذا

القرطبي والسحيمي الجميع كمــا(٥)

____________

(١) أسنى المطالب: ص ٨١.

(٢) أي يفعل ما يشاء. (المؤلف)

(٣) أي كما تابعناهم في معظم الدين نتابعهم في هذا. (لمؤلف)

(٤) للسيوطي كتاب: بغية الطالب لإيمان أبي طالب وحسن خاتمته. توجد نسخته في مكتبة (قوله) بمصر ضمن مجموعة رقم ١٦، وهي بخط السيد محمود، فرغ من الكتابة: سنة ١١٠٥. راجع الذريعة لشيخنا الطهراني: ٢ / ٥١١. (المؤلف)

(٥) أي كما ترى في الوثاقة. (المؤلف)

٧٣

- ٤ -

ما أسنده إليه من لاث به وبخع له

هؤلاء شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يشك أحد منهم في إيمان أبي طالب عليه السلام ويرونه في أسمى مراقيه وعلى صهوته العليا آخذين ذلك يداً عن يد حتى ينتهي الدور إلى الصحابة منهم والتابعين لهم بإحسان، ومذعنين في ذلك بنصوص أئمتهم عليهم السلام بعد ما ثبت عن جدهم الأقدس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال المعلم الاكبر شيخنا المفيد في أوائل المقالات(١) (ص ٤٥): أتفقت الإمامية على ان آباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدن آدم إلى عبد الله مؤمنون بالله عز وجل موحدون. إلى أن قال: وأجمعوا على أن عمه ابا طالب مات مؤمناً، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد إلخ.

وقال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في التبيان(٢) (٢ / ٣٩٨): عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليه السلام أن أبا طالب كان مسلماً، وعليه إجماع الإمامية لا يختلفون فيه، ولها على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم.

وقال شيخنا الطبرسي في مجمع البيان(٣) (٢ / ٢٨٧): قد ثبت إجماع أهل البيت على إيمان أبي طالب وإجماعهم حجة؛ لأنهم أحد الثقلين اللذين مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهما بقوله: «إن تمسكتم بهما لن تضلوا».

وقال سيدنا ابن معد الفخار: لقد كان يكفينا من الاستدلال على إيمان أبي طالب عليه السلام إجماع أهل بيت رسول الله صلى الله هليه وآله وسلم وعليهم أجمعين وعلماء شيعتهم على إسلمه واتفاقهم على إيمانه، ولو لم يرد عنه من الأفعال التي لا يفعلها إلا المؤمنون،

____________

(١) أوائل المقالات: ص ٥١.

(٢) التبيان: ٨ / ١٦٤.

(٣) مجمع البيان: ٤ / ٤٤٤.

٧٤

والأقوال التي لا يقولها إلا المسلمون، ما يشهد له بصحة الإسلام وتحقيق الإيمان، إذ كان إجماعهم حجة يعتمد عليها ودلالة يصمد ليها، كتاب الحجة(١) (ص ١٣).

وقال شيخنا الفتال في روضة الواعظين(٢) (ص ١٢٠): أعلم أن الطائفة المحقة قد أجمعت على أن أبا طالب، وعبد الله بن عبد المطلب، وآمنة بنت وهب، كانوا مؤمنين وإجماعهم حجة.

وقال سيدنا الحجة ابن طاووس في الطرائف(٣) (ص٨٤): إنني وجدت علماء هذه العترة مجمعين على إيمان أبي طالب. وقل(٤) في (ص ٨٧): لا ريب أن العترة أعرف بباطن أبي طالب من الأجانب، وشيعة أهل البيت عليهم السلام مجمعون على ذلك، ولهم فيه مصنفات، وما رأينا ولا سمعنا أن مسلماً أحوجوا فيه إلى مثل ما أحوجوا في إيمان أبي طالب، والذي نعرفه منهم أنهم يثبتون إيمان الكافر بأدنى سبب وبأدنى خبر واحد وبالتلويح، وقد بلغت عدواتهم لبني هاشم إلى إنكار ايمان أي طالب مع ثبوت ذلك عليه بالحجج الثواقب، إن هذا من جملة العجائب.

وقال ابن أبي الحديد في شرحه(٥) (٣ / ٣١١): اختلف الناس في إيمان أبي طالب؛ فقالت الإمامية وأكثر الزيدية: ما مات إلا مسلماً، وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك؛ منهم الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما.

وقال العلامة المجلسي في البحار(٦) (٩ / ٢٩): قد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنه

____________

(١) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٦٤.

(٢) روضة الواعظين: ١ / ١٣٨.

(٣) الطرائف: ص ٢٩٨.

(٤) المصدر السابق: ص ٣٠٦.

(٥) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٦٥ كتاب ٩.

(٦) بحار الأنوار: ٣٥ / ١٣٨ ح ٨٤.

٧٥

قد آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول الأمر، ولم يعبد صنماً قط بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى إن المخالفين كلهم نسبوا ذلك إليهم وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك، وصنف كثير من علمائنا ومحدثينا كتاباً مفرداً(١) في ذلك كما لا يخفى على من تتبع كتب الرجال.

ومستند هذا الإجماعات إنما هو ما جاء به رجالات بيت الوحي في سيد الأبطح، وإليك أربعون حديثاً:

١ - أخرج شيخنا أبو علي الفتال وغيره عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك. فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب». وزاد في رواية: «وفاطمة بنت أسسد»(٢) . ورضة الواعظين(٣) (ص ١٢١).

راجع(٤) الكافي لثقة الإسلام الكليني (ص ٢٤٢)، معاني الأخبار للصدوق، كتاب الحجة للسيد فخار بن معد (ص ٨)، ورواه شيخنا المفسر الكبير أبو الفتوح الرازي في تفسيره

(٤ / ٢١٠) ولفظه: «إن الله عز وجل حرم على النار صلباً أنزلك، وبطناً حملك، وثديً أرضعك، وحجرا كفلك».

٢ - عن أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: «هبط علي جبرئيل فقال لي: يا محمد إن الله عز وجل مشفعك في ستة: بطن حملتك آمنة بنت وهب، وصلب

____________

(١) ستوافيك عدة ممن أفرد لتأليف في إيمان أبي طالب عليه السلم. (المؤلف)

(٢) راجع ما سلفناه: ص ٣٧٨. (المؤلف)

(٣) روضة الواعظين: ١ / ١٣٩.

(٤) أصول الكافي: ١ / ٤٤٦ ح ٢١، معاني الاخبار: ص ١٣٦ ح ١، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٤٨ تفسير بو الفتوح الرازي: ٨ / ٤٧٠.

٧٦

أنزلك عبد الله بن عبد المطلب، وحجر كفلك أبو طالب، وبيت آواك عبد المطلب، وأخ كان لك في الجاهلية، وثدي رضعك حليمة بنت ابي ذؤيب».

رواه السيد فخار بن معد في كتاب الحجة(١) (ص ٨).

٣ - روى شيخنا المعلم الأكبر الشيخ المفيد بإسناد يرفعه قال: لما مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فآذنه بموته فتوجع توجعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً ثم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: «إمض يا علي فتول أمره، وتول غسله وتحنيطه وتكفينه؛ فإذا رفعته على سريره فإعلمني». ففعل ذلك امير المؤمنين عليه السلام، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرق وتحزن، وقال: «وصلتك رحم وجزيت خيراً يا عم، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، ونصرت وآزرت كبيراً»، ثم أقبل على الناس وقال: «أم والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين».

وفي لفظ شيخنا الصدوق: «يا عم كفلت يتيماً، وربيت صغيراً، ونصرت كبيراً فجزاك الله عني خيراً»(٢) .

راجع(٣) : تفسير علي بن إبراهيم (ص ٣٥٥)، أمالي ابن بابويه الصدوق، الفصول المختارة لسيدنا الشريف المرتضى (ص ٨٠)، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (ص ٦٧)، بحار الأنوار (٩ / ١٥)، الدرجات الرفيعة لسيدنا الشيرازي، ضياء العالمين.

٤ - عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما ترجو لأبي طالب؟ فقال: (٠كل الخير أرجو من ربي عز وجل».

____________

(١) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ٤٨.

(٢) راجع ما مر في صفحة: ٣٧٣. (المؤلف)

(٣) تفسير علي بن إبراهيم القمي: ١ / ٣٨٠، الأمالي: ص ٣٣٠، الفصول المختارة: ص ٢٢٨، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٢٦٥، بحار الأنوار: ٣٥ / ٦٨، الدرجات الرفيعة: ص ٦١.

٧٧

كتاب الحجة(١) (ص ١٥)، الدرجات الرفيعة(٢) . راجع ما أسلفناه (ص ٣٧٣).

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعقيل بن أبي طالب" «أنا أحبك يا عقيل حبين: حباً لك وحباً لأبي طالب لأنه كان يحبك»(٣) .

علل الشرئع لشيخنا الصدوق، الحجة (ص ٣٤)، بحار الأنوار (٩ / ١٦)(٤) .

٦ - عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمي وعمي وأخ {كان}(٥) لي مواخياً في الجاهلية». تفسير علي بن إبراهيم (ص ٣٥٥، ٤٩٠)، تفسير البرهان(٦) (٣ / ٧٩٤). راجع ما أسلفناه في صفحة (٣٧٨).

٧ - عن الإمام السبط الحسين بن علي عن والده أمير المؤمنين أنه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار، فثقال له: «مه فض الله فاك، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام».

____________

(١) الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب: ص ٧١.

(٢) الدرجات الرفيعة: ص ٤٨.

(٣) راجع ما أسلفناه: ص ٣٧٥. (المؤلف)

(٤) علل الشرائع: ١ / ١٦٢، الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٧٩، بحار الأنوار: ٣٥ / ٧٥.

(٥) من المصدر.

(٦) تفسير علي بن إبراهيم: ٢ / ٢٥، ١٤٢، تفسير البرهان: ٣ / ٢٣.

٧٨

المناقب المائة للشيخ أبي الحسن بن شاذان(١) ، كنز الفوائد للكراجكي (ص ٨٠)، أمالي ابن الشيخ (ص ١٩٢)، احتجاج الطبرسي كما في البحار، تفسير أبي الفتوح (٤ / ٢١١)، الحجة (ص ١٥)، الدرجات الرفيعة، بحار الأنوار (٩ / ١٥)، ضياء العالمين، تفسير البرهان (٣ / ٧٩٤)(٢) .

٨ - عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال: «والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط»: قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلون إلى لبيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به».

رواه(٣) شيخنا الصدوق بإسناده في كمال الدين (ص ١٠٤)، والشيخ أبو الفتوح في تفسيره (٤ / ٢١٠)، والسيد في البرهان (٣ / ٧٩٥).

٩ - عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قال علي عليه السلام: «إن أبي حين حضره الموت شهده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرني عنه بشيء خير لي من الدنيا وما فيها».

رواه بإسناده السيد فخار بن معد في كتاب الحجة(٤) (ص ٢٣)، وذكره الفتوني في ضياء العالمين.

١٠ - عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نفسه الرضا» تفسير علي بن إبراهيم (ص ٣٥٥)، كتاب الحجة (ص ٢٣)، الدرجات

____________

(١) محمد بن أحمد القمي الفامي أحد مشايخ شيخ الطائفة الطوسي والكراجكي والكتاب مخطوط موجود عندنا. (المؤلف)

(٢) المناقب المائة: ص ١٦١، كنز الفوائد: ١ / ١٨٣، أمالي الطوسي: ص ٣٠٥ ح ٦١٢، الاحتجاج: ١ /٥٤٦ ح ١٣٣، تفسير أبي الفتوح: ٨ / ٤٧١، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٧٢، الدرجات الرفيعة: ص ٥٠، بحار الأنوار: ٣٥ / ٦٩، تفسير البرهان: ٣ / ٢٣١.

(٣) كمال الدين: ص ١٧٤، تفسير أبي الفتوح: ٨ / ٤٧٠، تفسير البرهان: ٣ / ٢٣٢.

(٤) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١١٢.

٧٩

الرفيعة، ضياء العالمين(١) .

١١ - عن الشعبي يرفعه عن أمير المؤمنين أنه قال: كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب مؤمناً مسلماً يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش. قال أبو علي الموضح: ولأمير المؤمنين في أبيه يرثيه:

أبا طالــبٍ المستجير

وغيث المحول ونور الظلم

لقد هد فقدك أهل الحفاظ

فصلى عليك ولـي النعـم

ولقاك ربـك رضوانه

فقد كنت للمصطفى خيرعم(٢)

كتاب الحجة(٣) (ص ٢٤).

١٢ - عن الأصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين علياً عليه السلام يقول: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفر من قريش وقد نحروا جزوراً وكانوا يسمونها الفهيرة ويذبحونها على النصف فلم يسلم عليهم، فلما انتهى إلى دار الندوة قالوا: يمر بنا يتيم أبي طالب فلا يسلم علينا، فأيكم يأتيه فيفسد عليه مصلاه؟ فقال عبد الله بن الزبعرى السهمي: أنا أفعل؛ فأخذ الفرث والدم، فانتهى به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساجد فملأ به ثيابه ومظاهره، فانصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى عمه ابا طالب فقال: «يا عم من أنا؟» فقال: ولم يا بن أخي؟ فقص عليه القصة فقال: وأين تركتهم؟ فقال: «بالأبطح» فنادى في قومه: يا آل عبد المطلب يا آل هاشم يا آل عبد مناف، فأقبلوا إليه من كل مكان ملبين، فقال: كم أنتم؟ قالوا: نحن أربعون، قال: خذوا سلاحكم. فأخذوا سلاحهم وانطلق بهم انتهى إلى أولئك النفر، فلما رأوه أرادوا أن يتفرقوا، فقال

____________

(١) تفسير علي بن إبراهيم: ١ / ٣٨٠، الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٠٨.

(٢) راجع ما أسلفناه: ص ٣٧٨. (المؤلف)

(٣) الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٢٢.

٨٠