الميزان في تفسير القرآن الجزء ٣

الميزان في تفسير القرآن4%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 432

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 432 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 89690 / تحميل: 6989
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي - أو قال من اُمّتي فيحلّؤون عن الحوض فأقول: يا ربّ أصحابي فيقول: لا علم لك بما أحدثوا بعدك ارتدوّا على أعقابهم القهقرى فيحلّؤون.

اقول: وهذا الحديث أيضاً من المشهورات، رواها الفريقان في صحاحهم وجوامعهم عن عدّة من الصحابة كابن مسعود وأنس وسهل بن ساعد وأبي هريرة وأبي سعيد الخدريّ وعائشة واُمّ سلمة وأسماء بنت أبي بكر وغيرهم، وعن بعض أئمّة أهل البيت (عليهم السلام).

والروايات على كثرتها وتفنّنها تصدّق ما استفدناه من ظاهر الآيات الكريمة. وتوالي الحوادث والفتن يصدّق الروايات.

وفي الدرّ المنثور أخرج الحاكم وصحّحه عن ابن عمر أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه حتّى يراجعه. ومن مات وليس عليه إمام جماعة فإنّ موتته ميتة جاهليّة.

أقول: والرواية أيضاً من المشهورات مضموناً، وقد روى الفريقان عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة.

وعن جامع الاُصول من الترمذيّ وسنن أبي داود عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لا تزال طائفة من اُمّتي على الحقّ.

وفي المجمع في قوله تعالى: أكفرتم بعد إيمانكم الآية عن أميرالمؤمنين (عليه السلام): هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الاُمّة.

وفيه وفي تفسير العيّاشيّ في قوله تعالى: كنتم خير اُمّة اُخرجت للناس الآية عن أبي عمرو الزبيريّ عن الصادق (عليه السلام) قال: يعني الاُمّة الّتي وجبت لها دعوة إبراهيم، وهم الاُمّة الّتي بعث الله فيها ومنها واليها، وهم الاُمّة الوسطى، وهم خير اُمّة اُخرجت للناس.

أقول: وقد مرّ الكلام في توضيح معنى الرواية في تفسير قوله تعالى:( ومن ذرّيّتنا اُمّة مسلمة لك ) البقرة - ١٢٨.

٤٢١

وفي الدرّ المنثور أخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر كنتم خير اُمّة اُخرجت للناس قال: أهل بيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

وفيه أخرج أحمد بسند حسن عن عليّ، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء: نصرت بالرعب، واُعطيت مفاتيح الأرض، وسمّيت أحمد، وجعل التراب لي طهوراً، وجعلت اُمّتي خير الاُمم.

٤٢٢

( سورة آل عمران الآيات ١١١ - ١٢٠)

لَن يَضُرّوكُمْ إِلّا أَذىً وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمّ لاَ يُنْصَرُونَ( ١١١) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذّلّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلّا بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقّ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ( ١١٢) لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاءَ اللّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ( ١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصّالِحِينَ( ١١٤) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالمُتّقِينَ( ١١٥) إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( ١١٦) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَيَاةِ الدّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ( ١١٧) يَاأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتّخِذُوا بِطَانَةً مِن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدّوا مَا عَنِتّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِن أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِيْ صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيّنّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ( ١١٨) هَاأَنْتُمْ أُوْلاَءِ تُحِبّونَهُمْ وَلاَ يُحِبّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنّا وَإِذَا خَلَوْا عَضّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ( ١١٩) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبُروا وَتَتّقُوا لاَ يَضُرّكُمْ كَيْدُكُمْ شَيْئاً إِنّ اللّهَ بِمَا يَعْلَمُونَ مُحِيطٌ( ١٢٠)

٤٢٣

( بيان)

الآيات الكريمة - كما ترى - تنعطف إلى ما كان الكلام فيه قبل من التعرّض لحال أهل الكتاب وخاصّة اليهود في كفرهم بآيات الله وإغوائهم أنفسهم، وصدّهم المؤمنين عن سبيل الله. وإنّما كانت الآيات العشر المتقدّمة من قبيل الكلام في طيّ الكلام. فاتّصال الآيات على حاله.

قوله تعالى: ( لن يـضرّوكم إلّا أذى ) إلخ. الّذى ما يصل إلى الحيوان من الضرر: إمّا في نفسه أو جسمه أو تبعاته دنيويّاً كان أو اُخرويّاً على ما ذكره الراغب مفردات القرآن.

قوله تعالى: ( ضربت عليهم الذلّة أينما ثقفوا إلّا بحبل من الله وحبل من الناس ) الذلّة بناء نوع من الذلّ، والذلّ بالضمّ ما كان عن قهر، وبالكسر ما كان عن تصعّب وشماس على ما ذكره الراغب. ومعناه العامّ حال الانكسار والمطاوعة. ويقابله العزّ وهو الامتناع.

وقوله: ثقفوا أي وجدوا، والحبل السبب الّذي يوجب التمسّك به العصمة، وقد استعير لكلّ ما يوجب نوعاً من الأمن والعصمة والوقاية كالعهد والذمّة والأمان. والمراد (والله أعلم): أنّ الذلّة مضروبة عليهم كضرب السكّة على الفلزّ أو كضرب الخيمة على الإنسان فهم مكتوب عليهم أو مسلّط عليهم الذلّة إلّا بحبل وسبب من الله، وحبل وسبب من الناس.

وقد كرّر لفظ الحبل بإضافته إلى الله وإلى الناس لاختلاف المعنى بالإضافة فإنّه من الله القضاء والحكم تكويناً أو تشريعاً، ومن الناس البناء والعمل.

والمراد بضرب الذلّة عليهم القضاء التشريعيّ بذلّتهم. والدليل على ذلك قوله: أينما ثقفوا فإنّ ظاهر معناه أينما وجدهم المؤمنون أي تسلّطوا عليهم، وهو إنّما يناسب الذلّة التشريعيّة الّتي من آثارها الجزية.

٤٢٤

فيؤول معنى الآية إلى أنّهم أذلّاء بحسب حكم الشرع الإسلاميّ إلّا أن يدخلوا تحت الذمّة أو أمان من الناس بنحو من الأنحاء.

وظاهر بعض المفسّرين أنّ قوله: ضربت عليهم الذلّة ليس في مقام تشريع الحكم بل إخبار عن ما جرى عليه أمرهم بقضاء من الله وقدر فإنّ الإسلام أدرك اليهود وهم يؤدّون الجزية إلى المجوس، وبعض شعبهم كانوا تحت سلطة النصارى.

وهذا المعنى لا بأس به وربّما أيّده ذيل الكلام إلى آخر الآية فإنّه ظاهر في أنّ السبب في ضرب الذلّة والمسكنة عليهم ما كسبته أيديهم من الكفر بآيات الله، وقتل الأنبياء، والاعتداء المستمرّ إلّا أنّ لازم هذا المعنى اختصاص الكلام في الآية باليهود ولا مخصّص ظاهراً. وسيجئ في ذلك كلام في تفسير قوله تعالى:( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء ) المائدة - ٦٤.

قوله تعالى: ( وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ) باءوا أي اتّخذوا مبائة ومكاناً، أو رجعوا. والمسكنة أشدّ الفقر. والظاهر أنّ المسكنة أن لا يجد الإنسان سبيلاً إلى النجاة والخلاص عمّا يهدّده من فقر أو أيّ عدم وعلى هذا فيتلائم معنى الآية صدراً وذيلاً.

قوله تعالى: ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) والمعنى أنّهم عصوا وكانوا قبل ذلك يستمرّون على الاعتداء.

قوله تعالى: ( ليسوا سواء - إلى قوله -بالمتّقين ) السواء مصدر اُريد به معنى الوصف أي ليسوا مستوين في الوصف والحكم فإنّ منهم اُمّة قائمة يتلون آيات الله الخ ومن هنا يظهر أنّ قوله: من أهل الكتاب الخ في مقام التعليل يبيّن به وجه عدم استواء أهل الكتاب.

وقد اختلف في قوله: قائمة فقيل: أي ثابتة على أمر الله، وقيل: أي عادلة، وقيل: أي ذو اُمّة قائمة أي ذو طريقة مستقيمة. والحقّ أنّ اللفظ مطلق يحتمل الجميع غير أنّ ذكر الكتاب. وذكر أعمالهم الصالحة يعيّن أنّ المراد هو القيام على الإيمان والطاعة.

٤٢٥

والآناء جمع إنّى بكسر الهمزة أو فتحها، وقيل: إنو وهو الوقت.

والمسارعة المبادرة وهي مفاعلة من السرعة قال في المجمع: والفرق بين السرعة والعجلة أنّ السرعة هي التقدّم فيما يجوز أن يتقدّم فيه، وهي محمودة، وضدّها الإبطاء، وهو مذموم. والعجلة هي التقدّم فيما لا ينبغي أن يتقدّم فيه وهي مذمومة، وضدّها الأناة وهي محمودة انتهى. والظاهر أنّ السرعة في الأصل وصف للحركة، والعجلة وصف للمتحرّك.

والخيرات مطلق الأعمال الصالحة من عبادة أو إنفاق أو عدل أو قضاء حاجة، وهو جمع محلّى باللام، ومعناه الاستغراق ويكثر إطلاقه على الخيرات الماليّة كما أنّ الخير يكثر إطلاقه على المال.

وقد عدّ الله سبحانه لهم جمل مهمّات الصالحات وهي الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمسارعة في كلّ خير. ثمّ وصفهم بأنّهم صالحون فهم أهل الصراط المستقيم وزملاء النبيّين والصدّيقين والشهداء لقوله تعالى:( اهدنا الصراط المستقيم صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالّين ) الحمد - ٧ وقوله تعالى:( فاُولئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين الآية ) النساء - ٦٩. قيل: المراد بهؤلاء الممدوحين عبد الله بن سلام وأصحابه.

قوله تعالى: ( وما يفعلوا من خير فلن يكفروه ) من الكفران مقابل الشكر أي يشكر الله لهم فيردّه إليهم من غير ضيعة كما قال تعالى:( ومن تطوّع خيراً فإنّ الله شاكر عليم ) البقرة - ١٥٨ وقال:( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم - إلى أن قال -وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون ) البقرة - ٢٧٢.

قوله تعالى: ( إنّ الّذين كفروا لن تغني عنهم ) ظاهر وحدة السياق أنّ المراد بهؤلاء الّذين كفروا هم الطائفة الاُخرى من أهل الكتاب الّذين لم يستجيبوا دعوة النبوّة، وكانوا يوطّؤون علي الإسلام، ولا يألون جهداً في إطفاء نوره.

وربّما قيل: إنّ الآية ناظرة إلى حال المشركين فتكون كالتوطئة لما سيشير إليه من قصّة أحد لكن لا يلائمه ما سيأتي من قوله: وتؤمنون بالكتاب كلّه وإذا لقوكم

٤٢٦

قالوا آمنّا الخ فإنّ ذلك بيان لحال اليهود مع المسلمين دون حال المشركين. ومن هناك يظهر أنّ اتّصال السياق لم ينقطع بعد.

وربّما جمع بعض المفسّرين بين حمل هذه الآية على المشركين وحمل تلك على اليهود. وهو خطأ.

قوله تعالى: ( مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا ) الآية الصرّالبرد الشديد، وإنّما قيّد الممثّل بقوله: في هذه الحياة الدنيا ليدلّ على أنّهم منقطعون عن الدار الآخرة فلا يتعلّق إنفاقهم إلّا بهذه الحياة، وقيّد حرث القوم بقوله: ظلموا أنفسهم ليحسن ارتباطه بقوله بعده: وما ظلمهم الله.

ومحصّل الكلام أنّ إنفاقهم في هذه الحياة وهم يريدون به إصلاح شأنهم ونيل مقاصدهم الفاسدة لا يثمر لهم إلّا الشقاء، وفساد ما يريدونه ويحسبونه سعادة لأنفسهم كالريح الّتي فيها صرّ تهلك حرث الظالمين، وليس ذلك إلّا ظلماً منهم لأنفسهم فإنّ العمل الفاسد لا يأتي إلّا بالأثر الفاسد.

قوله تعالى: ( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانة من دونكم ) الآية سمّيت الوليجة بطانة وهي مايلي البدن من الثوب وهي خلاف الظهارة لكونها تطلّع على باطن الإنسان وما يضمره ويستسرّه وقوله: لا يألونكم أي لا يقصرون فيكم. وقوله: خبالاً أي شرّاً وفساداً. ومنه الخبل للجنون لأنّه فساد العقل، وقوله: ودّوا ما عنتم ما مصدريّة أي ودّوا وأحبّوا عنتكم وشدّة ضرركم. وقوله: قد بدت البغضاء من أفواههم اُريد به ظهور البغضاء والعداوة من لحن قولهم وفلتات لسانهم ففيه استعارة لطيفة وكناية. ولم يبيّن ما في صدورهم بل أبهم قوله: وما تخفي صدورهم أكبر للإيماء إلى أنّه لا يوصف لتنوّعه وعظمته وبه يتأكّد قوله: أكبر.

قوله تعالى: ( ها أنتم أولاء تحبّونهم ) الآية الظاهر أنّ أولاء اسم إشارة ولفظة ها للتنبيه، وقد تخلّل لفظة أنتم بين ها وأولاء. والمعنى أنتم هؤلاء على حدّ قولهم: زيد هذا وهند هذه كذا وكذا.

وقوله: وتؤمنون بالكتاب كلّه اللام للجنس أي وأنتم تؤمنون بجميع

٤٢٧

الكتب السماويّة النازلة من عندالله: كتابهم وكتابكم، وهم لا يؤمنون بكتابكم. وقوله: وإذا لقوكم قالوا آمنّا أي إنّهم منافقون. وقوله: وإذا خلوا عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ العضّ هو الأخذ بالأسنان مع ضغط. والأنامل جمع أنملة وهي طرف الإصبع. والغيظ هو الحنق، وعضّ الأنامل على شيئ مثل يضرب للتحسّر والتأسّف غضباً وحنقاً.

وقوله: قل موتوا بغيظكم دعاء عليهم في صورة الأمر وبذلك تتّصل الجملة بقوله: إنّ الله عليم بذات الصدور أي اللّهمّ اُمّتهم بغيظهم إنّك عليم بذات الصدور أي القلوب أي النفوس.

قوله تعالى: ( إن تمسسكم حسنة تسؤهم ) المسائة خلاف السرور. وفي الآية دلالة على أنّ الأمن من كيدهم مشروط بالصبر والتقوى.

٤٢٨

الفهرس

( سورة آل عمران مدنية وهي مأتا آية ). ٣

( سورة آل عمران الآيات ١ - ٦ ). ٣

( بيان ). ٣

( كلام في معنى العذاب في القرآن ). ٩

( بحث روائي ). ١٣

( سورة آل عمران الآيات ٧ - ٩ ). ١٨

( بيان ). ١٨

( كلام تفصيلي في المحكم والمتشابه والتأويل ). ٣١

١ - المحكم والمتشابه ٣٢

٢ - ما معنى كون المحكمات اُمّ الكتاب ؟ ٤٣

٣ - ما معنى التأويل ؟ ٤٥

٤ - هل يعلم تأويل القرآن غير الله سبحانه ؟ ٥١

٥ - ما هو السبب في اشتمال الكتاب على المتشابه ؟ ٥٧

( بحث روائي ). ٧٠

( بحث آخر روائي ). ٧٨

( سورة آل عمران الآيات ١٠ - ١٨ ). ٩٢

( بيان ). ٩٢

( بحث روائي ). ١٢٥

( سورة آل عمران الآيات ١٩ - ٢٥ ). ١٢٧

( بيان ). ١٢٧

( بحث روائي ). ١٣٤

٤٢٩

( سورة آل عمران الآيات ٢٦ - ٢٧ ). ١٣٧

( بيان ). ١٣٧

( معنى الرزق في القرآن ). ١٤٧

( بحث روائي ). ١٥٢

( بحث علمي ). ١٥٥

( بحث فلسفي ). ١٦٠

( سورة آل عمران الآيات ٢٨ - ٣٢ ). ١٦٢

( بيان ). ١٦٢

( بحث روائي ). ١٧٥

( سورة آل عمران الآيات ٣٣ - ٣٤ ). ١٧٨

( بيان ). ١٧٨

( بحث روائي ). ١٨٢

( سورة آل عمران الآيات ٣٥ - ٤١ ). ١٨٤

( بيان ). ١٨٤

( كلام في الخواطر الملكيّة والشيطانيّة وما يلحق بها من التكليم ). ١٩٧

( بحث روائي ). ١٩٩

( بحث روائي آخر ). ٢٠٢

( سورة آل عمران الآيات ٤٢ - ٦٠ ). ٢٠٤

( بيان ). ٢٠٥

( بحث روائي ). ٢٣٤

( بحث روائي آخر في معنى المحدّث ). ٢٤٠

( سورة آل عمران الآيات ٦١ - ٦٣ ). ٢٤٤

( بيان ). ٢٤٤

( بحث روائي ). ٢٥١

٤٣٠

( سورة آل عمران الآيات ٦٤ - ٧٨ ). ٢٦٩

( بيان ). ٢٧٠

( بحث روائي ). ٢٩٣

( سورة آل عمران الآيات ٧٩ - ٨٠ ). ٣٠٢

( بيان ). ٣٠٢

( خاتمة فيها فصول ). ٣٠٨

١ - ما هي قصّة عيسى واُمّه في القرآن ؟ ٣٠٨

٢- منزلة عيسى عندالله وموقفه في نفسه : ٣١٠

٣- ما الّذي قاله عيسى (عليه السلام)؟ وما الّذي قيل فيه؟ ٣١١

٤- احتجاج القرآن على مذهب التثليث. ٣١٦

٥- المسيح من الشفعاء عندالله وليس بفاد: ٣٢١

٦ - من أين نشأ هذه الآراء ؟ ٣٣٦

٧ - ما هو الكتاب الّذي ينتسب إليه أهل الكتاب وكيف هو ؟ ٣٣٨

( بحث تاريخي ). ٣٤٠

١ - قصّة التوراة الحاضرة: ٣٤٠

٢ - قصّة المسيح والإنجيل: ٣٤٢

( بحث روائي ). ٣٦٣

( سورة آل عمران الآيات ٨١ - ٨٥ ). ٣٦٥

( بيان ). ٣٦٥

( بحث روائي ). ٣٧١

( سورة آل عمران الآيات ٨٦ - ٩١ ). ٣٧٤

( بيان ). ٣٧٤

( بحث روائي ). ٣٧٧

( سورة آل عمران الآيات ٩٢ - ٩٥ ). ٣٧٩

( بيان ). ٣٧٩

( بحث روائي ). ٣٨٥

٤٣١

( سورة آل عمران الآيات ٩٦ - ٩٧ ). ٣٨٦

( بيان ). ٣٨٦

( بحث روائي ). ٣٩٢

( بحث تاريخي ). ٣٩٥

( سورة آل عمران الآيات ٩٨ - ١٠١ ). ٤٠٢

( بيان ). ٤٠٢

( سورة آل عمران الآيات ١٠٢ - ١١٠ ). ٤٠٥

( بيان ). ٤٠٥

( بحث روائي ). ٤١٧

( سورة آل عمران الآيات ١١١ - ١٢٠ ). ٤٢٣

( بيان ). ٤٢٤

٤٣٢